You are on page 1of 3

‫املحور الرابع‪ :‬الحوكمة املصرفية‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الحوكمة املصرفية‪ :‬يعرف بنك التسويات الدولية الحوكمة في البنوك على أنها‪ :‬ألاساليب التي تدار بها البنوك من خالل مجلس‬
‫إلادارة وإلادارة العليا‪ ،‬والتي تحدد كيفية وضع أهداف البنك والتشغيل وحماية مصالح حملة ألاسهم وأصحاب املصالح مع الالتزام وفقا‬
‫للقوانين والنظم السائدة وبما يحقق حماية مصالح املودعين‪.‬‬

‫أما لجنة بازل للرقابة املصرفية فإنها تشير إلى أن الحوكمة من منظور مصرفي هي‪ :‬ألاسلوب الذي تدار به أعمال وقضايا ومعامالت البنك‬
‫من قبل مجلس إلادارة واملدرين وإلادارة العليا وينعكس ذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬وضع أهداف البنك وتأدية نشاطه اليومي؛‬


‫‪ ‬الوفا ء بالتزام املساءلة تجاه مساهميها والاخذ بعين الاعتبار مصالح أصحاب املصالح آلاخرين؛‬
‫‪ ‬حماية مصالح املودعين؛‬
‫‪ ‬وضع أنشطة وسلوك البنك حنبا إلى جنب مع توقعاته وأهدافه املسطرة‪ ،‬والذي سيعمل بأسلوب سليم ومتين أمن للوصول إلى‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية تطبيق الحوكمة في البنوك‪ :‬تزداد أهمية الحوكمة في البنوك مقارنة بالشركات ألاخرى نظرا لطبيعتها الخاصة‪ ،‬حيث أن افالس‬
‫البنوك ال يؤثر على ألاطراف ذات العالقة من عمالء ومقرضين‪ ،‬ولكن يؤثر على استقرار البنوك ألاخرى من مختلف العالقات املوجودة بينها يما‬
‫يعرف بالسوق ما بين البنوك"‪ "Marche Interbancaire‬وبالتالي يؤثر على الاستقرار املالي للقطاع البنكي‪ ،‬بالتالي يمكن القول بأن تطبيق الحوكمة‬
‫في البنوك يكتس ي أهمية بالغة نوجزها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ ‬أصبح التزام البنوك بتطبيق مبادئ الحوكمة أحد املعايير التي تضعها املستثمرين في اعتباراتهم عند اتخاذ قرارات الاستثمار‪ ،‬وبذلك‬
‫فإن البنوك التي تطبق مبادئ الحوكمة املؤسسية تتمتع بميزة تنافسية لجلب الودائع واقتحام ألاسواق وجلب العمالء؛‬
‫‪ ‬إن تطبيق مبادئ الحوكمة املؤسسية يؤدي إلى تحسين إدارة النوك وتجنب التعثر والافالس ويضمن تطوير ألاداء ويساهم في اتخاذ‬
‫القرارات على أسس سليمة؛‬
‫‪ ‬يعمل تبني مبادئ الحوكمة املؤسسية في البنوك إلى ربط املكافآت ونظام الحوافز باألداء بما يساعد على تحسين كفاءة أداء البنك‬
‫بشكل عام؛‬
‫‪ ‬إن تبني معايير إلافصاح والشفافية في إطار تطبيق السليم يساعد على منع حدوث الازمات املصرفية؛‬
‫‪ ‬تخفيض حجم املخاطر املتعلقة بالفساد املالي وإلاداري التي يمكن ان تواجهها البنوك؛‬
‫‪ ‬جذب الاستثمارات ألاجنبية وتشجيع رأس املال املحلي على الاستثمار في املشروعات الوطنية وضمان تدفق ألاموال املحلية والدولية؛‬
‫‪ ‬الشفافية والدقة والوضوح والنزاهة في اعداد القوائم املالية‪ ،‬مما يزيد من اعتماد املستثمرين عليها في اتخاذ القرار الاستثماري؛‬
‫‪ ‬يساهم التطبيق السليم ملبادئ الحوكمة في البنوك على حماية أموال املستثمرين بصفة عامة سواء أكانوا من املستثمرين أو الكبار‪،‬‬
‫وسواء أكانوا أ اغلبية وتعظيم عوائدهم مع مراعاة مصالح املجتمع؛‬
‫‪ ‬تعظيم قيمة أسهم البنك وتدعيم تنافسيته في ألاسواق املالية العاملية؛‬
‫‪ ‬ضمان وجود هياكل إدارية يمكن معها محاسبة إدارة البنوك امام مساهميها مع ضمان وجود مراقبة مستقلة للوصول إلى قوائم مالية‬
‫على أسس محاسبية صحيحة؛‬
‫‪ ‬يؤدي تطبيق السليم ملبادئ الحوكمة إلى زيادة فرص التمويل وانخفاض تكلفة الاستثمار والحد من الفساد‪ ،‬كما أن التزام البنوك‬
‫بتطبيق مبادئ الحوكمة يسهم في تشجيع املؤسسات التي تقترض منها على تطبيق هذه املبادئ والتي من أهمها إلافصاح والشفافية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ركائز الحوكمة املصرفية‪ :‬من أجل أن يؤدي نظام الحوكمة دوره املنوط به البد من توافر مجموعة من الركائز التي تساهم في تعزيز هذا‬
‫النظام على مستوى القطاع املصرفي‪ ،‬ويمكن توضيح ركائز الحوكمة املصرفي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬السلوك ألاخالقي‪ :‬يشير هذا املرتكز إلى البنية ألاخالقية ومجموعة القيم التي ينبغي أن تتوافر في البنك‪ ،‬اذ تحدد هذه القيم املشاكل‬
‫ألاخالقية التي تعترض أنشطة البنك فضال عن كونها تمنع الفساد مثل‪ :‬الرشوة سواء على املستوى الداخلي أو الخارجي في التعامالت البنكية؛‬

‫‪1‬‬
‫تسريب البيانات الخاصة بالعمالء؛ إلاقراض الداخلي الخاص باملسؤولين والعاملين في البنك أو أية تعامالت تفضيلية ألطراف مقربين من‬
‫املسؤولين‪.‬‬
‫‪ .2‬الرقابة واملساءلة‪ :‬يشير هذا املرتكز إلى الدور الفعال للجهات الرقابية‪ ،‬كونها ركيزة أساسية من ركائز بناء الحوكمة في البنوك والتي‬
‫تشمل أطراف تسهم مباشرة في عملية الرقابة مثل‪ :‬املساهمون؛ مجلس إلادارة؛ لجنة املراجعة؛ املراجعون الداخليون؛ املراجع الخارجي؛ وذلك‬
‫من خالل توفير نظام رقابة فعال يعمل بموجب مبادئ ومعايير مهنة املحاسبة والتدقيق‪ ،‬باإلضافة إلى رقابة البنك املركزي‪ ،‬على أن يتسم هذا‬
‫النظام بالشفافية والافصاح وبقدر يكفل توفير املعلومات الكافية وفي الوقت املناسب‪ ،‬باإلضافة إلى حتمية توفير نظام فعال يقض ي بمحاسبة‬
‫ألاشخاص الذين يتخذون القرارات الخاصة بتنفيذ نشاطات البنك‪ ،‬والسعي إلى تمكين أصحاب املصالح من مساءلة ومراقبة املسؤولين عن‬
‫تلك القرارات‪.‬‬
‫‪ .3‬إدارة املخاطر‪ :‬تواجه البنوك العديد من املخاطر وضبط هذه املخاطر هو أحد الركائز املهمة لنظام الحوكمة املصرفية‪ ،‬مما يدفع‬
‫البنوك إلى تشكيل إدارة املخاطر بغرض املحافظة على املوجودات وضمان سالمة أصول البنك وحماية أموال املودعين واملستثمرين والرقابة‬
‫والسيطرة على ألانشطة التي ترتبط موجوداتها باملخاطر مثل‪ :‬القروض؛ التسهيالت الائتمانية‪ ،‬وبالتالي حماية صورة البنك وتوفير الثقة للدائنين‬
‫واملستثمرين بتعزيز قدرته الدائمة على توليد ألارباح‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أهداف تطبيق الحوكمة املصرفية‪ :‬يساعد تطبيق مفهوم الحوكمة املؤسسية في البنوك على تحقيق جملة من ألاهداف والتي يمكن‬
‫توضيحها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ ‬الحفاظ على استقرار النظام املالي واملصرفي والذي يتحقق من خالل‪:‬‬


‫‪ ‬تجنب مخاطر افالس البنوك من خالل الاشراف على ممارسات املؤسسات املصرفية‪ ،‬وضمان عدم تعثرها وحماية النظام‬
‫املصرفي واملالي ككل؛‬
‫‪ ‬وضع القواعد والتعليمات الخاصة بإدارة ألاصول والخصوم في البنوك سواء ما يتعلق بالعمليات املحلية والدولية‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان كفاءة عمل الجهاز املصرفي والذي يكون من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬تقييم العمليات الداخلية للبنوك وتحليل العناصر املالية الرئيسة ومدى توافق عمليات البنوك مع القوانين املوضوعة؛‬
‫‪ ‬تقييم الوضع املالي للبنوك للتأكد من مدى قدرتها على الوفاء بالتزاماتها‪.‬‬
‫‪ ‬حماية أموال املودعين والذي يكون عن طريق تدخل السلطات الرقابية لفرض سيطرتها واتخاذ إلاجراءات املناسبة لتفادي املخاطر‬
‫املحتملة التي قد تتعرض لها هذه ألاموال؛‬
‫‪ ‬تحسين الكفاءة الاقتصادية للبنوك وضمان تطبيق مبدأ الفصل بين امللكية وإلادارة؛‬
‫‪ ‬توزيع مسؤولية الرقابة لكل من مجلس وإلادارة واملساهمين الذين تمثلهم الجمعية العامة للبنك‪ ،‬وذلك من أجل ضمان املتابعة‬
‫الجيدة لكافة التعديالت التي تطرأ على القوانين املسيرة لشؤون البنك؛‬
‫‪ ‬الفصل والتمييز بين مهام ومسؤوليات كل من املديرين التنفيذين أعضاء مجلس إلادارة؛‬
‫‪ ‬التوفير لكل من املساهمين واملوظفين والدائنين إمكانية املشاركة في الرقابة على أداء البنك‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الفاعلون ألاساسيون في نظام الحوكمة املصرفية‪ :‬يتوقف نجاح نظام الحوكمة في البنوك على فعالية دور الفاعلين ألاساسين والذين‬
‫بمكن تقسيمهم إلى‪:‬‬

‫‪ .1‬ألادوار واملسؤوليات الخاصة بالفاعلين الداخليين‪ :‬نستعرضها على النحو التالي‪:‬‬


‫أ‪ /‬حملة ألاسهم "املساهمون"‪ :‬يقوم املساهمون بتوفير رأس مال البنك ويتمتعون بسلطة قوية وإن كانت محدودة‪ ،‬ويخول لهم‬
‫تعيين وفصل أعضاء مجلس إلادارة كما تعد موافقتهم ضرورة إلتمام الكثير من العمليات وفقا ملا يحدده النظام ألاساس ي للبنك‪،‬‬
‫ويلعب حملة ألاسهم دورا مهما في مراقبة أداء البنك بصفة عامة حيث أن بإمكانهم التأثير على تحديد توجهاته‪.‬‬
‫ب‪ /‬مجلس إلادارة‪ :‬هو السلطة العليا في البنك والذي ترجع إليه جميع الصالحيات الالزمة التخاذ القرارات وإلاجراءات الالزمة لتحقيق‬
‫مصلحة املساهمين الذين منحوه التفويض الالزم‪ ،‬ويتولى مجلس إلادارة مهمة رسم السياسات العامة للبنك وكيفية املحافظة على‬
‫حقوق املساهمين وأصحاب املصلحة مع البنك‪ ،‬كما يقوم باختيار وتعيين املديرين التنفيذين الذين يوكل إليهم سلطة إلادارة اليومية‬
‫ألعمال البنك باإلضافة إلى الرقابة على أدائهم‪ ،‬ويجب أن يطلع أعضاء مجلس إلادارة بنوعين من الواجبات أثناء قيامهم بعملهم وهي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬واجب العناية الالزمة‪ :‬يتطلب أن يكون مجلس إلادارة يقضا وحذرا وأن يبذل الجهد والحرص والعناية الالزمة في اتخاذ‬
‫القرارات؛‬
‫‪ ‬واجب إلاخالص في العمل‪ :‬يشمل ذلك املعاملة املتساوية للمساهمين واملعاملة مع ألاطراف ذات املصالح مع البنك ووضع‬
‫سياسات مالئمة للرواتب واملكآفات وغير ذلك‪.‬‬
‫ج‪/‬إلادارة التنفيذية‪ :‬هي املسؤولة عن إلادارة الفعلية للبنك من خالل إدارة ألانشطة اليومية للبنك بما يتوافق مع السياسات التي‬
‫يضعها مجلس إلادارة‪ ،‬ومن ثم تقديم التقارير الخاصة بأداء البنك‪ ،‬وعليه البد ان يكون أعضاء مجلس التنفيذي من الكفاءة والنزاهة‬
‫املطلوبين إلدارة البنك كما ان عليهم أن يتعاملوا وفقا ألخالقيات املهنة‬
‫د‪/‬املراجعون الداخليون‪ :‬تعتبر وظيفة املراجعة الداخلية آلية مهمة من أليات الرقابة ضمن إطار الحوكمة املصرفية‪ ،‬خاصة فيما‬
‫يتعلق بضمان دقة ونزاهة التقارير املالية واكتشاف ومنع الغش والتزوير‪ ،‬هذا باعتبارها نشاط مستقل وموضوعي‪ ،‬ومن بين املهام‬
‫التي تؤديها املراجعة الداخلية على مستوى البنوك نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬مراجعة ما يتم تنفيذه والتأكد من مدى مطابقته للسياسات والخطط املرسومة والقوانين املعمول بها في املجال املصرفي؛‬
‫‪ ‬مراجعة مدى كفاية استخدام املوارد املتاحة لتحقيق أهداف البنك؛‬
‫‪ ‬مراجعة النظام املحاسبي وأنظمة الضبط الداخلي للتأكد من تنفيذ كافة الضوابط املحاسبية وإلادارية املوضوعة بصورة‬
‫فعالة‪.‬‬
‫ه‪/‬أصحاب املصالح‪ :‬هم ألاطراف الذين لهم عالقة بالبنك مثل‪ :‬عمالء البنك؛ العمال واملوظفون داخل البنك؛ املوردون‪ ،‬املستثمرين؛‬
‫مؤسسات املجتمع املدني بصفة عامة‪ ،‬ومن بين أولويات أصحاب املصالح هو ازدهار ونمو البنك ألن ذلك يحقق مصالحهم‪.‬‬
‫‪ .2‬ألادوار واملسؤوليات الخاصة بالفاعلين الخارجين‪ :‬يمكن تقسيم ألاطراف الخارجيون الذي لهم دور فعال في نظام الحوكمة في البنوك‬
‫إلى قسيمين رئيسين وهما‪:‬‬
‫أ‪/‬إلاطار القانوني والتنظيمي والرقابي‪ :‬يعتبر وجود إطار تنظيمي وقانوني متطور للنظام البنك أمرا هاما وحيويا‪ ،‬باإلضافة إلى الدور‬
‫الرقابي للبنك املركزي الذي ال يقل أهمية‪ ،‬وقد شهد دور البنوك املركزية في آلاونة ألاخيرة تغيرا جذريا حيث تحول من السيطرة‬
‫املطلقة على البنوك إلى العمل على تشجيع البنوك على اتباع السلوك الصحيح‪ ،‬باإلضافة إلى تغيير الجهة الرقابية من التحكم في‬
‫توجيه الائتمان إلى ضمان سالمة الجهاز املصرفي‪.‬‬
‫ب‪/‬العامة "الجمهور"‪ :‬عن مفهوم العامة يضم كل من يمكن أن يكون له تأثير أكبر في احكام الرقابة وفرض انضباط السوق على أداء‬
‫البنك حيث تشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬املودعين‪ :‬يتمثل دورهم في الرقابة على أداء الجهاز املصرفي في قدرتهم على سحب مدخراتهم إذا ما الحظوا اقبال البنك على‬
‫تجمل قدر مبالغ فيه من املخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬شركات التصنيف والتقييم الائتماني‪ :‬تساعد شركات التصنيف على دعم الالتزام في السوق‪ ،‬حيث تقوم على فكرة التقييم‬
‫على التأكد من توافر املعلومات لصغار املستثمرين‪ ،‬ومن ثم فإن توافر هذه الخدمة من شأنه أن يساهم في زيادة درجة‬
‫الشفافية ودعم الحماية التي يجب توافرها للمتعاملين في السوق‪.‬‬
‫‪ ‬وسائل الاعالم‪ :‬يمكن لوسائل الاعالم أن تمارس الضغط على البنوك لنشر املعلومات ورفع كفاءة العنصر البشري ومراعاة‬
‫مصالح الفاعلين ألاخرين في السوق‪.‬‬
‫‪ ‬شبكة ألامان وصندوق التأمين على الودائع‪ :‬يعتبر صندوق تأمين الودائع أحد أشكال شبكة ألامان‪ ،‬حيث قامت العديد‬
‫من الدول بوضع خطط للتأمين على الودائع لحماية املودعين الصغار‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like