You are on page 1of 5

‫رب يسر وأََعَّن يا كرمي وافتح باحلق وأنت الفتاح العليم "﴿سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا إنك

أنت العليم‬
‫ِّ‬
‫احلكيم﴾" (البقرة ‪)32 :‬‬

‫احلم ‪55‬د هلل الواح ‪55‬د اجلواد الوه ‪55‬اب ال ‪55‬رزاق احلن ‪55‬ان املن ‪55‬ان‪ 5‬ال ‪55‬ذي بعث حمم ‪55‬داً خ ‪55‬امتَ أنبيائ‪5 5‬ه‪ 5‬ص ‪55‬لى اهلل علي ‪55‬ه وس ‪55‬لم‬
‫‪5‬دى للن‪55‬اس وبين‪55‬اتٌ من اهلدى والفرق‪55‬ان وش‪55‬رع ل‪55‬ه‬ ‫برس‪55‬الته إىل مجي‪55‬ع اإلنس واجلان وأن‪55‬زل علي‪55‬ه الق‪55‬رآنَ‪ ،‬في‪55‬ه ُ‪5‬ه ً‬
‫ض‪5‬ل دينَ‪5‬ه على س‪55‬ائر األدي‪55‬ان‪ ،‬وجعل‪55‬ه أك‪55‬رم خلق‪55‬ه عليه‬ ‫ص‪5‬ى ب‪55‬ه نوح‪5‬اً وإب‪55‬راهيم وموس‪5‬ى‪ 5‬وعيسى وف ّ‬ ‫وألمت‪55‬ه م‪55‬ا و ّ‬
‫وجع‪55 5‬ل أمت‪55 5‬ه خ‪55 5‬ري أم‪55 5‬ة أخ‪55 5‬رجت للن‪55 5‬اس يؤمن‪55 5‬ون‪ 5‬باهلل والي‪55 5‬وم‪ 5‬اآلخ‪55 5‬ر وي‪55 5‬أمرون ب‪55 5‬املعروف وينه‪55 5‬ون عن املنكر‬
‫ص‪5‬ون‬ ‫ويتع‪55‬اونون على ال‪55‬رب والتق‪55‬وى‪ 5‬وال يتع‪55‬اونون‪ 5‬على اإلمث والع‪55‬دوان‪ 5‬ويُقيم‪55‬ون الص‪55‬الة‪ 5‬ويُؤت‪55‬ون الزك‪55‬اة‪ ،‬ويتوا َ‬
‫ب‪5‬احلق والصبر وجياه‪5‬دون يف س‪5‬بيل اهلل وال خيافون لَوم‪5‬ة الئم من أه‪5‬ل الزي‪5‬غ واخلِ‪5‬ذالن فم‪5‬ا يَص‪ُُّ5‬د عن س‪5‬بيل اهلل‪،‬‬
‫ويلُ ‪ْ5 5‬ومُ على القي ‪55 5‬ام ب ‪55 5‬واجب ح ‪55 5‬ق اهلل‪ ،‬إال ال ‪55 5‬ذين ح ّقت عليهم الكلم ‪55 5‬ة من اهلل بالش ‪55 5‬قاوة واخلُس‪55 5‬ران‪ ،‬واخلز ِي‬ ‫َ‬
‫واهلوان وال يتجرد لنُ صح عباد اهلل ودعوهتم إىل باب اهلل إال الذين سبقت هلم من اهلل احلسىن بالسعادة واألمان‪5‬‬
‫والف ‪55‬وز والرض‪55 5‬وان أولئ‪55 5‬ك ورث‪55 5‬ة النب‪55 5‬يني‪ ،‬وأئم‪55 5‬ة املتقني وخِيَ ‪َ5 5‬رة ربِّ الع‪55 5‬املني من املؤم‪55 5‬نني الراس‪55 5‬خني يف العلم‬
‫املتحقق‪5‬ون حبق‪5‬ائق اإلميان واإليق‪5‬ان‪ 5‬واإلحس‪5‬ان‪ ،‬الواقف‪5‬ون على أس‪5‬رار اهلل يف ملك‪5‬ه وملكوت‪5‬ه من طري‪5‬ق الكش‪5‬ف‬
‫والعي ‪55‬ان وم ‪55‬ا ف ‪55‬ازوا هبذه املن ‪55‬اقب‪ ،‬وال وص ‪55‬لوا إىل ه ‪55‬ذه املراتب‪ ،‬إال حبس ‪55‬ن اقتف ‪55‬ائهم‪ ،‬وكم ‪55‬ال اتب ‪55‬اعهم‪ ،‬إلم ‪55‬ام‬
‫األئم‪55‬ة ال‪55‬ذي أرس‪55‬له اهلل للع‪55‬املني رمحةً‪ ،‬عب‪5ِ 5‬د اهلل ورس‪55‬وله وحبيب‪55‬ه وخليل‪55‬ه س‪55‬يدنا حمم‪55‬د ص‪55‬لى اهلل علي‪55‬ه وعلى آل‪55‬ه‬
‫وأصحابه وسلم يف كل حني وأوان‪ 5،‬صالة وسالماً دائمني بدوام اهلل امللك الديان‪.‬‬

‫أما بعد‪ ،‬فيقول العبد الفقري‪ ،‬املعرتف بالقصور والتقصري‪ ،‬الراجي عفو ربه القدير‪ ،‬الش‪55‬ريف عب‪55‬د اهلل بن عل‪55‬وي‬
‫احلداد باعلوي احلسيين عفا اهلل عنه وعن أسالفه آمني‪:‬‬

‫ه‪55‬ذه رس‪55‬الة حبول اهلل وقوت‪55‬ه جامع‪55‬ة‪ ،‬ووص‪55‬ية بفض‪55‬ل اهلل ورمحت‪55‬ه نافع‪55‬ه‪ ،‬محل‪55‬ين على وض‪55‬عها االمتث‪55‬ال‪ 5‬ألم‪55‬ر اهلل‬
‫تعاىل وأمر رسوله‪ ،‬والرغبة يف الوعد الصادق الوارد يف الداللة على اهلدى والدعوة‪ 5‬إىل اخلري والنشر للعلم‪.‬‬

‫ِ‬
‫ق ‪55‬ال اهلل تع ‪55‬اىل‪َ ﴿ :‬ولْتَ ُكن ِّمن ُك ْم َُّأمةٌ يَ ‪ْ 5‬دعُو َن ِإىَل اخْلَرْيِ َويَ ‪ْ5‬أ ُم ُرو َن بِ ‪55‬الْ َم ْع ُروف َو َيْن َه‪5ْ 5‬و َن َع ِن الْ ُمن َك‪ِ 5‬ر ۚ َوُأولَِٰئ َ‬
‫ك ُه ُم‬
‫حو َن ﴾ (آل عمران ‪)104 :‬‬ ‫ِ‬
‫الْ ُم ْفل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ك بِاحْلِك ‪ِ 5‬‬
‫ك ُ‪5‬ه َ‪5‬و‬ ‫ْم‪5‬ة َوالْ َم ْوعظَ‪55‬ة احْلَ َس‪5‬نَة ۖ َو َ‪5‬ج‪5‬ادهْلُم بِ‪55‬الَّيِت ه َي ْ‬
‫َأح َس‪ُ 5‬ن ۚ ِإ َّن َربَّ َ‬ ‫َ‬ ‫وق‪55‬ال اهلل تع‪55‬اىل‪ْ ﴿ :‬ادعُ ِإىَل ٰ َس‪5‬بِ ِيل َربِّ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ﴾ (النحل ‪)125 :‬‬ ‫ض َّل َعن َسبِيل ِه ۖ َو ُه َو ْ‬
‫َأعلَ ُم بالْ ُم ْهتَد َ‬ ‫َأعلَ ُم مِب َن َ‬
‫ْ‬

‫َّاس َواَل تَكْتُ ُمونَ ‪55‬هُ َفنَبَ‪ُ 5 5‬ذوهُ َو َراءَ ظُ ُه‪55‬و ِر ِه ْم‬
‫‪5‬اب لَتَُبِّيُننَّهُ لِلن ِ‬
‫ين ُأوتُ ‪55‬وا الْ ِكتَ ‪5َ 5‬‬ ‫َأخ ‪َ 5‬ذ اللَّه ِميث ‪ِ َّ َ 5‬‬
‫‪5‬اق الذ َ‬ ‫وق ‪55‬ال تع ‪55‬اىل‪َ ﴿ :‬وِإ ْذ َ‪َ ُ 5‬‬
‫س َما يَ ْشَت ُرو َن ﴾ (آل عمران ‪)187 :‬‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َوا ْشَتَر ْوا به مَثَنًا قَلياًل ۖ فَبْئ َ‬
‫وق ‪55‬ال تع ‪55‬اىل لنبي ‪55‬ه‪ ﴿ 5:‬قُ ‪55‬ل ٰ‪5‬ه‪ِ 5‬ذ ِه س‪5 5‬بِيلِي َْأدع ‪55‬و ِإىَل اللَّ ِه ۚ علَ ٰى ب ِ‬
‫ص‪َ 5 5‬ري ٍة َأنَ ‪55‬ا َو َم ِن اتََّب َعيِن ۖ َو ُس‪ْ5 5‬ب َحا َن اللَّ ِه َو َم‪55‬ا َأنَ ‪55‬ا ِم َن‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬
‫ني ﴾ (يوسف ‪)108 :‬‬ ‫الْ ُم ْش ِرك َ‬
‫‪1‬‬
‫‪5‬رب حام‪55‬ل فق‪55‬ه إىل من ه‪55‬و أفق‪55‬ه من‪55‬ه‬
‫وق‪55‬ال رس‪55‬ول اهلل ص‪55‬لى اهلل علي‪55‬ه وس‪55‬لم‪“ :‬ليبل‪55‬غ الش‪55‬اهد منكم الغ‪55‬ائب‪ 5‬ف‪ّ 5‬‬
‫ورب حامل فقه ليس بفقيه”‪5.‬‬ ‫َّ‬

‫ص ذل ‪55‬ك ِم ْن‬ ‫وق ‪55‬ال علي ‪55‬ه الص ‪55‬الة والس ‪55‬الم "من دع ‪55‬ا إىل ه‪5ً 5‬دى ك ‪55‬ان ل ‪55‬ه ِمن ‪ِ 5‬‬
‫اَألج‪ِ 5‬ر مثْ ‪5ُ 5‬ل أج ‪55‬و ِر َم ْن تَبِع ‪55‬هُ ال يَن ُق ُ‬
‫ُ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ََ‬
‫ص ذل‪55‬ك ِم ْن آث‪5ِ 5‬امهم َش‪5‬يًئا"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ض‪5‬اللٍَة ك‪55‬ان علي‪55‬ه ِمن ِ‬
‫اإلمث مث‪5ُ 5‬ل آث‪55‬ام َم ْن تَبِع‪55‬هُ ال َيْن ُق ُ‬ ‫َ‬ ‫وم ْن َد َع‪55‬ا ِإىَل َ‬
‫أج‪5‬و ِرهم ش‪55‬يًئا‪َ ،‬‬
‫ُ‪5‬‬
‫رواه مسلم‪.‬‬

‫وقال عليه الصالة‪ 5‬والسالم‪(( :‬من َّ‬


‫دل على خ ٍري‪ ،‬فله مثل أجرِ ِ‬
‫فاعله))؛ رواه مسلم‪.‬‬

‫وق‪55‬ال علي‪55‬ه الص‪55‬الة والس‪55‬الم‪“ :‬إذا م‪55‬ات ابن آدم انقط‪55‬ع عمل‪55‬ه إال من ثالث‪ :‬ص‪55‬دقة جاري‪55‬ة أو علم ينتف‪55‬ع ب‪55‬ه أو‬
‫ولد صاحل يدعو له”‬

‫وقال عليه الصالة‪ 5‬والسالم‪“ :‬أجودكم بَعدي رجل علِم علماً فنشره يبعث يوم القيامة أمةً وحده”‪.‬‬

‫وقال عليه الصالة‪ 5‬والسالم‪“ :‬اخللق كلهم يصلون على معلمي الناس اخلري حىت حيتان املاء”‪.‬‬

‫وقال عليه السالم‪“ :‬اخللق كلهم عيال اهلل وأحبهم إىل اهلل تعاىل أنفعهم لعياله”‪.‬‬

‫وال يس‪55‬تطيع أح‪55‬د أن ينف ‪55‬ع خل‪55‬ق اهلل مبث‪55‬ل دع ‪55‬وهتم إىل اهلل تع‪55‬اىل‪ ،‬بتع ‪55‬ريفهم م‪55‬ا جيب ل‪55‬ه من التوحي ‪55‬د والطاع ‪55‬ة‪،‬‬
‫وتذكريهم بآياته وآالئ‪5‬ه وتبش‪5‬ريهم برمحته وحتذيرهم من س‪5‬خطه الواق‪5‬ع باملتعرض‪55‬ني ل‪5‬ه من الك‪55‬افرين والفاس‪55‬قني‬
‫وق‪55‬د حث‪55‬ين على امتث‪55‬ال ه‪55‬ذا األم‪55‬ر العظيم‪ ،‬وأك‪55‬د رغب‪55‬يت يف الس‪55‬عي إىل حتص‪55‬يل ه‪55‬ذا الوع‪55‬د الك‪55‬رمي ال‪55‬واقعني يف‬
‫اآلي ‪55‬ات واألخب ‪55‬ار ال ‪55‬يت ذكرهتا وم ‪55‬ا يف معناه ‪55‬ا مما مل أذك ‪55‬ره س ‪55‬ؤال أخ من الس ‪55‬ادة‪ ،‬ص ‪55‬ادق يف اإلرادة‪ ،‬س ‪55‬الك‬
‫لسبيل السعادة التمس مين أن أكتب له وصيةً ينتفع هبا‪ .‬فأجبته إىل ذلك راغب‪5‬اً فيم‪5‬ا تق‪5‬دم من االمتث‪5‬ال لألوام‪5‬ر‬
‫والف‪55‬وز ب‪55‬الثواب ويف معون‪55‬ة اهلل تع‪55‬اىل وأن يك‪55‬ون س‪55‬بحانه يف ح‪55‬اجيت على وف‪55‬ق م‪55‬ا أخ‪55‬رب ب‪55‬ه رس‪55‬وله عنه يف قول‪55‬ه‬
‫عليه الصالة والسالم‪“ :‬من كان يف حاجة أخيه كان اهلل يف حاجته واهلل يف عون العبد م‪5‬ا ك‪55‬ان العب‪55‬د يف ع‪55‬ون‬
‫أخي‪5‬ه”‪ .‬وأن‪5‬ا أس‪5‬تغفر اهلل‪ ،‬وال أق‪5‬ول‪ :‬أن ني‪5‬يت يف وض‪5‬ع ه‪5‬ذه الرس‪5‬الة مقص‪5‬ورة على ه‪5‬ذه املقاص‪5‬د احلس‪5‬نة الدينية‬
‫كي‪55‬ف وأن‪55‬ا أعلم م‪55‬ا عن‪55‬دي من الش‪55‬هوات اخلفي‪55‬ة‪ ،‬واحلظ‪55‬وظ النفس‪55‬ية‪ 5،‬واإلرادات الدنيوي‪55‬ة‪ ،‬وم‪55‬ا أب‪55‬رئ نفس‪55‬ي إن‬
‫‪5‬دو‪ ،‬والع ‪55‬دو ال ي ‪55‬ؤمن ب ‪55‬ل هي أع ‪55‬دى‬ ‫النفس ألم ‪55‬ارة بالس ‪55‬وء إال م ‪55‬ا رحم ريب إن ريب غف ‪55‬ور رحيم والنفس‪ 5‬ع ‪ٌّ 5‬‬
‫األع ‪55‬داء‪ ،‬كم ‪55‬ا ق ‪55‬ال رس ‪55‬ول اهلل ص ‪55‬لى اهلل علي ‪55‬ه وس ‪55‬لم‪ :‬أع ‪55‬دى ع ‪55‬دوك نفس ‪55‬ك ال ‪55‬يت بني جنبيك وهلل در القائ ‪55‬ل‬
‫حيث يقول‪:‬‬

‫توق نفسك ال تأمن غوائلها‪           ‬فالنفس أخبث من سبعني شيطاناً‬

‫اللهم أهلمين رشدي وأعذين من شر نفسي‪.‬‬

‫اللهم إين أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم‪ ،‬وأستغفرك ملا ال أعلم‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫رت فصول هذه الرسالة بقويل يف أول كل فصل منها‪“ :‬وعليك” بكذا قاص‪55‬داً ب‪55‬ذلك خماطب‪55‬ة نفس‪55‬ي‬
‫وقد ص ّد ُ‬
‫وأخي الذي كان سبباً يف وضعها خصوصاً‪ ،‬وسائر من وقف عليها من املسلمني عموماً‪.‬‬
‫وهذه الكلمة هلا وق‪5‬ع يف قلب املخ‪5‬اطب‪ .‬وأجنو هبا ‪-‬إن ش‪5‬اء اهلل تع‪5‬اىل‪ -‬من الت‪5‬وبيخ والوعي‪5‬د ال‪5‬واردين يف ح‪5‬ق‬
‫من يقول وال يفعل‪ ،‬ويعلم وال يعمل؛ ألين إذا خاطبت نفسي بقويل “وعليك” دل ذل‪55‬ك على أهنا مل تتحق‪55‬ق‬
‫بالعم‪55‬ل مبا علمت‪ ،‬وعلى أين مل أزل أحثه‪55‬ا على اس‪55‬تعمال م‪55‬ا ت‪55‬دعو إلي‪55‬ه‪ ،‬وب‪55‬ذلك ي‪55‬زول التل‪55‬بيس على املؤم‪55‬نني‪،‬‬
‫‪5‬الرب وتنس‪55‬ون أنفس‪55‬كم‬
‫والنسيان للنفس الذي وصف اهلل تع‪5‬اىل ب‪55‬ه من ال يعق‪55‬ل يف قول‪55‬ه تع‪55‬اىل‪( :‬أت‪5‬أمرون الن‪55‬اس ب ّ‬
‫وأنتم تتلون الكتاب أفال تعقلون) ومن الوعيد الوارد يف ح‪55‬ق من يق‪55‬ول وال يفع‪55‬ل يف ق‪55‬ول رس‪55‬ول اهلل ص‪55‬لى اهلل‬
‫علي‪55‬ه وس‪55‬لم‪“ :‬ي‪55‬ؤمر بالع‪55‬امل إىل الن‪55‬ار فتن‪55‬دلق أقتاب‪55‬ه‪ .‬في‪55‬دور هبا يف الن‪55‬ار كم‪55‬ا ي‪55‬دور احلم‪55‬ار بالرح‪55‬ا فيجتم‪55‬ع علي‪55‬ه‬
‫أه‪5‬ل الن‪5‬ار فيقول‪5‬ون‪ 5‬م‪5‬ا ب‪5‬ال األبع‪5‬د ق‪5‬د آذان‪5‬ا على م‪5‬ا بن‪5‬ا فيق‪5‬ول‪ :‬إن األبع‪5‬د ك‪5‬ان ي‪5‬أمر ب‪5‬اخلري وال يأتي‪5‬ه‪ 5‬وينهى‪ 5‬عن‬
‫الشر ويأتيه”‪.‬‬
‫وقال عليه الصالة‪ 5‬والسالم‪“ :‬العامل الذي يعلم وال يعمل مثل الفتيلة تضيء للناس وحترق نفسها”‪.‬‬

‫وق‪55‬ال علي‪55‬ه الس‪55‬الم‪“ :‬م‪55‬ررت ليل‪55‬ة أس‪55‬ري يب برج‪55‬ال تق‪55‬رض ش‪55‬فاههم مبق‪55‬اريض من ن‪55‬ار فقلت من أنتم؟ فق‪55‬الوا‬
‫كنا نأمر باخلري وال نأتيه وننهى عن الشر ونأتيه”‬

‫وه ‪55‬ذا الوعي ‪55‬د إمنا يتحق ‪55‬ق يف ح ‪55‬ق من ي ‪55‬دعو إىل اهلل على ني ‪55‬ة ال ‪55‬دنيا‪ ،‬وحيث على اخلري وه ‪55‬و مص ‪55‬ر على ترك ‪55‬ه‪،‬‬
‫وحيذر من الش ‪55‬ر وه ‪55‬و مص ‪55‬ر على فعل ‪55‬ه ري ‪55‬اءً ومسعةً‪ ،‬فأم ‪55‬ا من ي ‪55‬دعو إىل ب ‪55‬اب اهلل وه ‪55‬و م ‪55‬ع ذل ‪55‬ك يل ‪55‬وم نفس ‪55‬ه‬
‫وينهاها‪ 5‬عن التقصري وحيثها على التشمري فالنجاة مرجوة له‪.‬‬

‫وعلى كل ح‪5‬ال فال‪5‬ذي يعلم ويعلم وال يعم‪5‬ل أحس‪5‬ن ح‪5‬االً وأرش‪5‬د طريق‪5‬ة وأمحد عاقب‪5‬ة من ال‪5‬ذي ال يعم‪5‬ل وال‬
‫يعلم‪.‬‬

‫وربما قال قائل ممن ال يعقل‪ :‬الكتب كثرية وفيها غنية وكفاية فال فائ‪5‬دة يف تص‪5‬نيف الكتب يف ه‪5‬ذا الزم‪5‬ان‪،‬‬
‫فه ‪55‬ذا القائ ‪55‬ل إن أص ‪55‬اب يف قول ‪55‬ه‪ :‬إن يف الكتب غني ‪55‬ة وكفاي ‪55‬ة فق ‪55‬د أخط ‪55‬أ يف قول ‪55‬ه‪ :‬ال فائ ‪55‬دة للتص ‪55‬نيف‪ 5‬يف ه ‪55‬ذا‬
‫نط‪55‬ق علم‪55‬اء ك‪55‬ل زم‪55‬ان مبا يواف‪55‬ق أهل‪55‬ه‪،‬‬‫الزم‪55‬ان‪ ،‬ألن للقل‪55‬وب ميالً حبكم اجلبل‪55‬ة إىل ك‪55‬ل جدي‪55‬د‪ ،‬وأيض‪5‬اً ف‪55‬إن اهلل ي ِ‬
‫ُ‬
‫والتص‪55‬انيف تبل‪55‬غ األم‪55‬اكن البعي‪55‬دة‪ 5‬وتبقى بع‪55‬د م‪55‬وت الع‪55‬امل فيحص‪55‬ل ل‪55‬ه ب‪55‬ذلك فض‪55‬ل نش‪55‬ر العلم ويكتب معلم ‪5‬اً‬
‫داعي ‪5‬اً إىل اهلل يف ق‪55‬ربه‪ ،‬كم‪55‬ا ق‪55‬ال رس‪55‬ول اهلل ص‪55‬لى اهلل علي‪55‬ه وس‪55‬لم‪“ :‬من أنعش لس‪55‬انه حق ‪5‬اً يعم‪55‬ل ب‪55‬ه من بع‪55‬ده‬
‫أجره إىل يوم القيامة” وقد مسيت هذه الرسالة املشار إليها‪:‬‬ ‫ي عليه ُ‬ ‫ُأج ِر َ‬
‫“رسالة املعاونة واملظاهرة واملؤازرة للراغبني من املؤمنني يف سلوك طريق اآلخرة”‬

‫أسأل اهلل تعاىل أن ينفعين هبا وسائر املؤمنني‪ 5،‬وأن جيعل مجعي هلا واعتنائي هبا وبتأليفها‪ 5‬خالصاً لوجهه الكرمي‪.‬‬

‫وهذا أوان االبتداء وباهلل التوفيق فأقول مس‪5‬تعيناً‪ 5‬باهلل ومفوض‪5‬اً إلي‪5‬ه‪ ،‬وس‪5‬ائالً من‪5‬ه أن يوفق‪5‬ين إلص‪5‬ابة الص‪5‬واب يف‬
‫النيات واألعمال واألقوال‪ ،‬فإنه ويل ذلك والقادر عليه‪ ،‬وهو حسيب ونعم الوكيل‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫ِ‬
‫{ولْتَ ُك ْن ِمْن ُك ْم َُّأمةٌ يَ‪ْ 5 5‬دعُو َن ِإىَل اخْلَرْيِ َويَ‪ْ5 5‬أ ُمُرو َن بِ ‪55‬الْ َم ْعُروف َو َيْن َه‪5ْ 5‬و َن َع ِن الْ ُمْن َ‪5‬ك ‪ِ 5‬ر َوُأولَِئ َ‬ ‫ِِ‬
‫ك ُه ُم‬ ‫الْ َق ‪5ْ 5‬و ُل يِف تَْأ ِوي ‪5ِ 5‬ل َق ْول ‪55‬ه َت َع‪5 5‬اىَل ‪َ :‬‬
‫الْ ُم ْفلِ ُحو َن} [آل عمران‪]104 :‬‬
‫{ولْتَ ُك ْن ِمْن ُك ْم} [آل عم ‪55 5‬ران‪َ ]104 :‬أيُّ َه‪55 5‬ا الْ ُمْؤ ِمنُ ‪55 5‬و َن‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫اع‪5 5‬ةٌ‬ ‫‪5‬ول‪ :‬مَجَ َ‬ ‫{ُأمةٌ} [البق ‪55 5‬رة‪َ ]128 5:‬ي ُق‪ُ 5 5‬‬ ‫‪5‬ل ثن ‪55 5‬اُؤ هُ‪َ :‬‬ ‫ك َج‪َّ 5 5‬‬ ‫َي ْعيِن بِ ‪َ 5 5‬ذل َ‬
‫‪5‬اد ِه‪،‬‬ ‫{ي ‪ْ 5 5‬دعو َن} [البق‪55 5‬رة‪ ]221 :‬النَّاس {ِإىَل اخْل ِ } [آل عم‪55 5‬ران‪ ]104 :‬يعيِن ِإىَل اِإْل س‪5 5‬اَل ِم و َش‪5 5‬راِئعِ ِه الَّيِت َش‪َّ5 5‬رعها اللَّه لِعِب‪ِ 5 5‬‬
‫ََ ُ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َرْي‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ص‪5‬لَّى اهللُ َعلَْي ِ‪5‬ه َو َس‪5‬لَّ َم‪َ ،‬و ِدينِ ِ‪5‬ه الَّ ِذي َج‪5‬اءَ بِ ِ‪5‬ه‬ ‫‪5‬ول‪ :‬ي ‪ْ5‬أمرو َن النَّاس بِاتِّب ِ ٍ‬
‫‪5‬اع حُمَ َّمد َ‬ ‫َ َ‬ ‫{ويَْأ ُمُرو َن ب‪5‬الْ َم ْعُروف} [آل عم‪5‬ران‪َ ]104 :‬ي ُق ُ َ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫يب مِب ُح َّم ٍد‪ ،‬ومِبَ‪55‬ا ‪5‬ج‪5‬اء بِ‪55‬هِ‬ ‫ِ‬
‫ِم ْن عْن‪55‬د اللَّه‪{ ،‬و َيْن َ‪5‬ه ْ‪5‬و َن َع ِن الْمْن َك‪ِ 5‬ر} [آل عم‪55‬ران‪َ ]104 :‬ي ْعيِن و َيْن َ‪5‬ه ْ‪5‬و َن َع ِن الْ ُك ْف‪ِ 5‬ر بِاللَّه‪ ،‬والتَّ ْ‪5‬ك‪5‬ذ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن ِعْن‪5ِ 5‬د اللَّ ِه جِبِ َ‪5‬ه‪5‬اده ْم بِاَأْليْ‪55‬دي َواجْلَ‪5َ 5‬وار ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح‪5‬و َن} [البق‪55‬رة‪َ ]5 :‬ي ْعيِن‬ ‫ك ُه ُم الْ ُم ْفل ُ‪5‬‬ ‫{وُأولَ َ‬
‫اع‪55‬ة‪َ ،‬و َق ْولُ‪55‬هُ‪َ :‬‬ ‫‪5‬ادوا لَ ُك ْم بِالطَّ َ‬ ‫ِح‪َ ،‬حىَّت َيْن َق‪ُ 5‬‬
‫ض ‪5‬ى َعلَى َم ْعىَن اِإْل فْاَل ِح يِف َغرْيِ َه‪َ 5‬ذا الْ َم ْو ِض ‪ِ 5‬ع مِب َ‪55‬ا َأ ْغىَن َع ْن‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الْمنَ َّج ِح ِ‬
‫يم‪55‬ا َم َ‬‫ني يِف َجنَّات ‪55‬ه َونَعيم‪55‬ه‪َ .‬وقَ ‪ْ 5‬د َدل ْلنَ‪55‬ا ف َ‬ ‫ني عْن‪5َ 5‬د اللَّه‪ ،‬الْبَ‪55‬اق َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهنَا‬‫ِإ َع َادته َه ُ‬
‫‪5‬ال‪:‬‬‫ص ‪َ5‬بْي ًحا‪ ،‬قَ‪َ 5‬‬ ‫ِ‬ ‫‪5‬ال‪ :‬ثن‪55‬ا ِعيس ‪5‬ى بن ع ‪5‬م‪5‬ر الْ َق‪55‬ا ِرُئ ‪ ،‬عن َأيِب ع‪55‬و ٍن َّ ِ‬
‫الث َقف ِّي‪َ ،‬أنَّهُ مَس َع ُ‬ ‫َْ َْ‬ ‫َ ْ ُ َُ َ‬ ‫َ‪5‬ح َّ‪5‬دثَنَا َأمْح َ‪5ُ 5‬د بْ ُن َ‪5‬ح‪5‬ا ِزٍم‪ ،‬قَ‪َ 5‬‬
‫‪5‬ال‪ :‬ثن‪55‬ا َأبُ‪55‬و نُ َعْي ٍم‪ ،‬قَ‪َ 5‬‬
‫وف َو َيْن َ‪5‬ه ْ‪5‬و َن َع ِن الْ ُمْن َك‪ِ 5‬ر َويَ ْس‪5‬تَعِينُو َن اللَّهَ َعلَى َم‪55‬ا‬ ‫مَسِ عت عثْ ‪5‬م‪5‬ا َن‪ ،‬ي ْ‪5‬ق‪5‬رُأ‪« :‬ولْت ُكن ِمْن ُكم َُّأمةٌ ي ‪ْ 5‬دعو َن ِإىَل اخْل ِ وي ‪ْ5‬أمرو َن بِ‪55‬الْمعر ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫َرْي َ َ ُ ُ‬ ‫ْ ُ َُ َ َ ََ ْ ْ َ ُ‬
‫الز َبرْيِ ‪َ ،‬ي ْق َ‪5‬رُأ‪،‬‬
‫ت ابْ َن ُّ‬ ‫َأصابهم» ح َّدثَيِن َأمْح ُد بن حا ِزٍم‪ ،‬قَ َال‪ :‬ثنا َأبو نُعي ٍم‪ ،‬قَ َال‪ :‬ثن‪5‬ا ابن عيينَ‪5‬ةَ‪ ،‬عن ع ‪5‬م ِرو ب ِن ِدينَ‪5‬ا ٍر‪ ،‬قَ َ ِ‬
‫‪5‬ال‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫ْ ُ َُ ْ َ ْ َ ْ ْ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َ َُ ْ َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫اها َقْب ُل [ص‪َ ]662:‬س َواءً‬ ‫فَ َذ َكَر مثْ َل قَراءَة عُثْ َما َن الَّيِت ذَ َك ْرنَ َ‬
‫اك‪{ :‬ولْتَ ُك ْن ِمْن ُك ْم َُّأمةٌ يَ‪ْ 5 5‬دعُو َن ِإىَل اخْلَرْيِ‬ ‫ض‪َّ 5 5‬ح ِ‬
‫َأخَبَرنَ ‪55‬ا ُج‪5َ 5‬ويْرِب ٌ‪َ ،‬ع ِن ال َّ‬
‫‪5‬ال‪ْ :‬‬‫َأخَبَرنَ ‪55‬ا يَِزي ‪5ُ 5‬د‪ ،‬قَ ‪َ 5‬‬
‫‪5‬ال‪ْ :‬‬‫ب‪ ،‬قَ ‪َ 5‬‬ ‫َح‪5َّ 5‬دثَنَا حَيْ بْن َأيِب طَ ‪55‬الِ ٍ‬
‫َ‬ ‫ىَي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ‪َ 5 5‬حاب َر ُس ‪5 5‬ول اللَّه‪َ ،‬و ُه ْم َخا َّ‬ ‫ِ‬
‫َويَ‪ْ5 5‬أ ُمُرو َن بِ ‪55‬الْ َم ْعُروف َو َيْن َ‪5‬ه‪5ْ 5‬و َن َع ِن الْ ُمْن َك‪ِ 5 5‬ر} [آل عم‪55 5‬ران‪ ]104 :‬قَ‪َ 5 5‬‬
‫ص‪5 5‬ةُ‬ ‫ص ‪5 5‬ةُ َأ ْ‬
‫«ه ْم َخا َّ‬ ‫‪5‬ال‪ُ :‬‬
‫الر َو ِاة»‬‫ُّ‬
‫(تفسري الطربي‪310 ,‬ه ‪ :‬ج‪ ,4 .‬ص‪)662-660 .‬‬
‫َق ْولُهُ َت َعاىَل ‪َ :‬ولْتَ ُك ْن ِمْن ُك ْم‬
‫ِ‬
‫وف عن م َقاتِ ِل ب ِن حيَّ ٍ‬
‫ان‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض ِل‪ ،‬ثنا حُمَ َّم ُد بْ ُن َعل ٍّي‪ ،‬ثنا حُمَ َّم ُد بْ ُن ُمَزاح ٍم‪َ ،‬ع ْن بُ َكرْيِ بْ ِن َم ْعُر َ ْ ُ ْ َ‬ ‫ت َعلَى حُمَ َّم ِد بْ ِن الْ َف ْ‬ ‫‪َ - 3936‬قَرْأ ُ‬
‫الث َن َف ٍر فَ َما َف ْو َق ذلك‪.‬‬ ‫ول‪ :‬لِيَ ُك ْن منكم قوم يعين‪ :‬واحد َأ ِو ا ْثَننْي ِ َْأو ثَ َ‬ ‫َق ْولَهُ‪َ :‬ولْتَ ُك ْن ِمْن ُك ْم َُّأمةٌ َي ُق ُ‬
‫َق ْولُهُ َت َعاىَل ‪َُّ :‬أمةٌ‬
‫ول‪ِ :‬إ َماماً ُم ِطيعاً‬ ‫يم َكا َن َُّأمةً قَانِتاً َي ُق ُ‬ ‫ِإل ِ‬ ‫ِِ‬ ‫‪ - 3937‬وبِِه َعن م َقاتِ ِل بْ ِن حيَّا َن َقولَهُ‪َُّ :‬أمةٌ ي ُق ُ ِإ‬
‫ول‪َ :‬ماماً يُ ْقتَ َدى به َك َما قَ َال ْبَراه َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُْ‬
‫لَِربِِّه يُ ْقتَ َدى بِِه‪.‬‬
‫َق ْولُهُ َت َعاىَل ‪ :‬يَ ْدعُو َن ِإىَل اخْلَرْيِ‬
‫‪ - 3938‬وبِِه َعن م َقاتِ ِل بْ ِن حيَّا َن َقولُهُ‪ :‬ي ْدعُو َن ِإىَل اخْلَرْيِ قَ َال‪ِ :‬إىَل اِإل ْس ِ‬
‫الم‪.‬‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫وف‬‫َقولُه َتعاىَل ‪ :‬ويْأمرو َن بِالْمعر ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫ْ ُ َ َ َ ُُ‬
‫‪5‬ل آيَ‪5ٍ5‬ة‬
‫‪5‬ال‪ُ :‬ك‪ُّ 5‬‬‫الربِي ِع‪َ ،‬ع ْن َأيِب الْ َعالِيَ ِة قَ‪َ 5‬‬
‫‪َ - 3939‬ح َّدثَنَا َأيِب ‪ ،‬ثنا َأمْح َ ُد بْ ُن َعْب ِد الرَّمْح َ ِن‪ ،‬ثنا َعْب ُد اللَّ ِه بْ ُن َأيِب َج ْع َف ٍر َع ْن َأبِ ِيه‪َ ،‬ع ِن َّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يك لَ‪55‬هُ‪ُ ،‬د َع‪55‬اءً‬‫‪5‬اَألمُر بِ‪55‬الْ َم ْعُروف َأن َُّه ْم َد َع‪5ْ 5‬وا ِإىَل اللَّ ِه َو ْ‪5‬ح‪5‬ده َو ِعبَ َادتِ‪5ِ5‬ه اَل َش‪ِ 5‬ر َ‬
‫اَألم َ‪5‬ر بِ‪55‬الْ َم ْعُروف‪ ،‬فَ‪ْ 5‬‬ ‫يَ‪ْ 5‬ذ ُكُر َها اللَّهُ يِف الْ ُق‪5ْ 5‬رآن‪ 5،‬فَ‪َ 5‬ذ َكَر ْ‪5‬‬
‫ِمن الشِّر ِك ِإىَل اِإل ْس ِ‬
‫الم‪.‬‬ ‫َ ْ‬
‫وف َع ْن ُم َقاتِ ِل بْ ِن َحيَّا َن َق ْولُهُ‪:‬‬ ‫اح ٍم‪ ،‬عن ب َك ِ ب ِن معر ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض ِل‪ ،‬ثنا حُم َّم ُد بن علي‪ ،‬ثنا حُم َّم ُد بن مز ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ُ رْي ْ َ ْ ُ‬ ‫َ ْ ُ َُ‬ ‫َ ْ ُ َ ٍّ‬ ‫ت َعلَى حُمَ َّمد بْ ِن الْ َف ْ‬ ‫‪َ -‬قَرْأ ُ‬
‫اع ِة َرهِّبِ ْم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َويَْأ ُمُرو َن بِالْ َم ْعُروف يَْأ ُمُرو َن بِطَ َ‬
‫ك هم املفلحون‬ ‫َق ْولُهُ َت َعاىَل ‪َ :‬و َيْن َه ْو َن َع ِن الْ ُمْن َك ِر َوُأولَِئ َ‬
‫‪4‬‬
‫[الوجه األول]‬
‫الربِي ِع‪َ ،‬ع ْن َأيِب الْ َعالِيَ ِة قَ َال‪ُ :‬ك ُّل آيٍَة‬
‫‪َ - 3941‬ح َّدثَنَا َأيِب ‪َ ،‬أمْح َ ُد بْ ُن َعْب ِد الرَّمْح َ ِن‪ ،‬ثنا َعْب ُد اللَّ ِه بْ ُن َأيِب َج ْع َف ٍر‪َ ،‬ع ْن َأبِ ِيه‪َ ،‬ع ِن َّ‬
‫ان والشَّيطَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫اَألوثَ َ ْ‬ ‫َّه َي َع ْن عبَ َادة ْ‬ ‫ذَ َكَر اللَّهُ يِف الْ ُق ْرآن‪ 5،‬فَ َذ َكَر الن ْ‬
‫َّه َي َع ِن الْ ُمْن َك ِر‪ ،‬الن ْ‬

‫َوالْ َو ْجهُ الثَّايِن ‪:‬‬


‫صيتِ ِه يعيِن ‪ :‬مع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫صيَةَ‬ ‫ت َعلَى حُمَ َّمد‪ ،‬ثنا حُمَ َّم ٌد‪ ،‬ثنا بُ َكْيٌر َع ْن ُم َقات ٍل َق ْولُهُ‪َ :‬و َيْن َه ْو َن َع ِن الْ ُمْن َك ِر َو َيْن َه ْو َن َع ْن َم ْع َ َ ْ َ ْ‬ ‫‪َ - 3942‬قَرْأ ُ‬
‫َرهِّبِ ْم‪.‬‬
‫يم‪5‬ا َ‪5‬ح َّ‪5‬دثَيِن حُمَ َّم ُد بْ ُن َأيِب حُمَ َّم ٍد َع ْن‬
‫‪5‬ال‪ :‬فِ َ‪5‬‬ ‫‪5َ - 3943‬ح َّ‪5‬د َثنَا حُمَ َّم ُد بْ ُن حَيْىَي ‪َ ،‬أْنبَ‪َ55‬أ َأبُ‪55‬و َغ َّس‪5‬ا َن‪ ،‬ثن‪55‬ا َس‪5‬لَ َمةُ ثن‪55‬ا حُمَ َّم ُد بْ ُن ِإ ْس‪َ 5‬ح َ‬
‫اق قَ‪َ 5‬‬
‫ين َْأد َر ُكوا َما طَلَبُوا‪َ ،‬وجَنَ ْوا ِم ْن َشِّر َما ِمْنهُ َهَربُوا‪.‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِع ْك ِرمةَ‪َ ،‬أو سعِ ِ‬
‫ك ُه ُم الْ ُم ْفل ُحو َن َأ ِي الذ َ‬ ‫اس َوُأولَِئ َ‬
‫يد بْ ِن ُجَبرْيٍ ‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫َ ْ َ‬
‫(تفسري القرآن العظيم البن أيب حامت‪ 327 ,‬ه‪ ,‬ج‪ ,3 .‬ص ‪)728 - 726 :‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ك بِاحْلِك ِ‬ ‫ِ‬


‫َأعلَ ُم‬‫ك ُه‪5َ 5‬و ْ‬ ‫َأح َس‪ُ 5‬ن‪ِ ،‬إ َّن َربَّ َ‬ ‫ْمة َوالْ َم ْوعظَة احْلَ َسنَة‪َ ،‬و َجادهْلُ ْم بِالَّيِت ه َي ْ‬ ‫َ‬ ‫{ادعُ ِإىَل َسبِ ِيل َربِّ َ‬ ‫الْ َق ْو ُل يِف تَْأ ِو ِيل َق ْول ِه َت َعاىَل ‪ْ :‬‬
‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫{ادعُ} [البق‪55‬رة‪ ]68 :‬يَ‪55‬ا‬ ‫ص‪5‬لَّى اهللُ َعلَْي‪5ِ 5‬ه َو َس‪5‬لَّ َم‪ْ :‬‬ ‫‪5‬ول َت َع‪5‬اىَل ذ ْ‪5‬ك ُ‪5‬رهُ لنَبِيِّه حُمَ َّمد َ‬ ‫ين} َي ُق‪ُ 5‬‬ ‫َأعلَ ُم بالْ ُم ْهتَ‪55‬د َ‬ ‫ض‪َّ 5‬ل َع ْن َس‪5‬بِيل ِه‪َ ،‬و ُ‪5‬ه َ‪5‬و ْ‬‫مِب َ ْن َ‬
‫حُم َّمد من َأرس‪5 5‬لَك ِإلَي ‪5ِ 5‬ه ربُّك بِال ‪55‬د ِ‬
‫ك الَّيِت َش‪َ5 5‬ر َع َها‬ ‫‪5‬ول‪ِ :‬إىَل َش‪ِ 5 5‬ر َيع ِة َربِّ َ‬
‫ك} [النح ‪55‬ل‪َ ]125 :‬ي ُق ‪ُ 5‬‬ ‫اعتِ ‪5ِ 5‬ه {ِإىَل َس‪5 5‬بِ ِيل َربِّ َ‬‫ُّعاء ِإىَل طَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َْ ْ َ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خِلَْل ِق‪5ِ 5 5‬ه‪ 5،‬وه‪55 5‬و اِإْل س ‪5 5‬اَل م {بِاحْلِك ِ‬
‫‪5‬ك‬ ‫‪5‬ك َوكِتَابِ ‪5ِ 5 5‬ه الَّذي يُْن ِزلُ ‪55 5‬هُ َعلَْي ‪َ 5 5‬‬ ‫وحي ‪5ِ 5 5‬ه ِإلَْي‪َ 5 5‬‬
‫‪5‬ول بِ ‪55 5‬وح ِي اللَّ ِه الَّذي ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ْم‪55 5‬ة} [النح ‪55 5‬ل‪َ ]125 :‬ي ُق‪ْ َ ُ 5 5‬‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ول‪َ :‬وبِالْعِرَبِ اجْلَ ِميلَ ِة الَّيِت َج َعلَ َه‪5‬ا اللَّهُ ُح َّجةً َعلَْي ِه ْم يِف كِتَابِ ِ‪5‬ه‪َ ،‬وذَ َّكَر ُه ْم هِبَ‪5‬ا يِف َتْن ِزيل ِ‪5‬ه‪،‬‬ ‫{والْ َم ْو ِعظَِة احْلَ َسنَ ِة} [النحل‪َ ]125 :‬ي ُق ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِئِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور ِة ِم ْن ُح َج ‪5‬ج ِه‪َ ،‬وذَ َّكَر ُه ْم ف َ‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأح َس‪ُ 5‬ن} [النح‪55‬ل‪:‬‬ ‫{و َ‪5‬ج‪5‬ادهْلُ ْم بِ‪55‬الَّيِت ه َي ْ‬ ‫يه‪5‬ا َم‪55‬ا ذَ َّكَر ُه ْم م ْن آاَل ه َ‬
‫َ‪5‬ك‪5‬الَّيِت َع‪55‬د َ ِ‬
‫َّد َعلَْيه ْم يِف َ‪5‬ه‪5‬ذه ال ُّس‪َ 5‬‬
‫ص‪ِ 5‬ه يِف‬ ‫ك ِمن اَأْلذَى‪ ،‬واَل َتع ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪5‬ول‪ :‬وخا ِص‪5‬مهم بِاخْل ص‪ِ ِ 5‬‬
‫َ ْ‬ ‫ص‪َ 5‬ف َح َع َّما نَ‪55‬الُوا ب ‪55‬ه ع ْرض‪َ َ 5‬‬ ‫َأح َس‪ُ 5‬ن م ْن َغرْيِ َ‪5‬ه‪5‬ا‪َ ،‬أ ْن تَ ْ‬ ‫ومة الَّيِت ه َي ْ‬ ‫‪َ ]125‬ي ُق‪َ ُ ُ ْ ُ ْ َ َ ُ 5‬‬
‫َأه‪5‬ل التَّْأ ِوي‪5ِ 5‬ل ِذ ْ‪5‬ك‪5‬ر من قَ‪ِ َ 5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْ ِقيَ‪5ِ 5‬ام بِ‪55‬الْو ِاج ِ‬
‫‪5‬ك‪َ :‬ح‪5َّ 5‬دثَيِن‬‫‪5‬ال ذَل ‪َ 5‬‬ ‫ُ َْ‬ ‫‪5‬ال ْ‪ُ 5‬‬ ‫‪5‬ك قَ‪َ 5‬‬‫ك‪َ .‬وبِنَ ْح‪ِ 5‬و الَّذي ُق ْلنَ‪55‬ا يِف ذَل ‪َ 5‬‬ ‫‪5‬ك ِم ْن َتْبليغِ ِه ْم ِر َس ‪5‬الَةَ َربِّ َ‬ ‫ب َعلَْي‪َ 5‬‬ ‫َ‬
‫‪5‬ال‪ :‬ثن‪5‬ا َو ْرقَ‪5‬اءُ‪ ،‬مَجِ ًيع‪5‬ا‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن‬ ‫‪5‬ال‪ :‬ثن‪5‬ا احْلَ َس‪ُ 5‬ن‪ ،‬قَ َ‬ ‫ث‪ ،‬قَ َ‬ ‫ِ‬
‫‪5‬ال‪ :‬ثن‪5‬ا عي َس‪5‬ى‪َ ،‬و َح َّ‪5‬دثَيِن احْلَ‪5‬ا ِر ُ‬ ‫‪5‬ال‪ :‬ثن‪5‬ا َأبُ‪5‬و َعا ِص‪ٍ 5‬م‪ ،‬قَ َ‬ ‫حُمَ َّم ُد بْ ُن َع ْ‪5‬م ٍرو‪ ،‬قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يح‪ ،‬عن جُم ِ‪ٍ 5‬‬ ‫ِ‬
‫اك» ‪5َ .‬ح ‪5َّ 5‬د َثنَا‬ ‫ض َع ْن َأ َذ ُاه ْم ِإيَّ َ‬ ‫«َأع‪ِ 5 5‬ر ْ‬
‫َأح َس‪ُ 5 5‬ن} [النح‪55 5‬ل‪ْ ]125 :‬‬ ‫{و َ‪5‬ج ‪55‬ادهْلُ ْم بِ‪55 5‬الَّيِت ه َي ْ‬‫اه ‪55‬د‪ ،‬يِف َق‪5ْ 5 5‬ول اللَّه‪َ :‬‬ ‫َأيِب جَن ٍ َ ْ َ‬
‫ض َّل َع ْن َسبِيلِ ِه}‬ ‫َأعلَ ُم مِب َ ْن َ‬ ‫ك ُه َو ْ‬
‫ٍِ‬
‫اج‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن ُجَريْ ٍج‪َ ،‬ع ْن جُمَاهد‪ِ ،‬م ْثلَهُ َو َق ْولُهُ‪ِ{ :‬إ َّن َربَّ َ‬ ‫الْ َقاس ُم قَ َال‪ :‬ثنا احْلُ َسنْي ُ قَ َال‪ :‬ثين َح َّج ٌ‬
‫ِ‬
‫ص‪ِ 5‬د ال َّس‪5‬بِ ِيل‬ ‫‪5‬ار َع ْن قَ ْ‬
‫ك ي ‪55‬ا حُم َّم ُد ‪5‬ه‪5‬و ْ مِب‬
‫َأعلَ ُم َ ْن َ‪5‬ج َ‬
‫ِ َّ ِإ‬
‫ص‪5‬لى اهللُ َعلَْي‪55‬ه َو َس‪5‬ل َم‪َّ :‬ن َربَّ َ َ َ ُ َ‬
‫‪5‬ول َت َع‪5‬اىَل ِذ ْ‪5‬ك‪5‬رهُ لِنَبِيِّ ِه حُمَ َّم ٍد َ َّ‬
‫ُ‬ ‫[النح‪55‬ل‪َ ]125 :‬ي ُق‪ُ 5‬‬
‫السبِ ِيل َوحَمَ َّجةَ احْلَ ِّق‪َ ،‬و ُه َو جُمَا ٍز‬ ‫ص َد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت و َغ ِ ِه ِمن خ ْل ِق ِه‪ ،‬وح َّاد اللَّه‪ ،‬وهو ْ مِب‬ ‫ِمن الْمختَلِ ِفني يِف َّ ِ‬
‫َأعلَ ُم َ ْن َكا َن مْن ُه ْم َسال ًكا قَ ْ‬ ‫السْب َ رْي ْ َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫ود ِه ْم َعلَْي ِه‬
‫مَجِ يعهم جزاءهم ِعْن َد ور ِ‬
‫ُُ‬ ‫َ ُ ْ ََ َُ ْ‬

‫‪5‬‬

You might also like