You are on page 1of 3

‫هوية األمازيغ بين األصالة واإلغتراب‬

‫الناشر ‪admin‬‬

‫** لم تنعزل شمال إفريقيا طوال تاريخها الطويل عن العالم المحيط به ا‪ ،‬فهي منطق ة ت أثير وت أثر من ذ العه د اإلغ ريقي‪،‬‬
‫وأجدادنا لهم ذكر في سجل الزمن القديم والوس يط والمعاص ر‪ ،‬وأن طمس ت شخص يتنا بفع ل ن زوات الواف دين ونرجس ية‬
‫الكتاب والمؤرخين‪ ،‬ولم تظهر إال هامشية تابعة للغير‪ ،‬بفعل مسالمة األجداد وس هولة انقي ادهم ال ذي أظه ر تقوقع ا ح ول‬
‫الذات‪ ،‬فاسحا المجال للغير بإبراز إنيته وذاتيته بوقاحة ونرجسية‪ ،‬وهو السبب في غياب ذاكرة خاص ة لألج داد‪ ،‬فال ي رى‬
‫جهدهم إال من خالل اآلخرين‪ ،‬فقد تجذرت فيهم طبائع الغفلة والسذاجة‪ ،‬ولسان حالهم يقول غالبا ( فليكن الماضي ما ك ان‬
‫فإنه ال يهمنا)‪ ،‬وما أكثر ما قيل عنهم عبر عصور التاريخ‪ ،‬وهم سكوت‪ ،‬مقتنعين بمقولة أن (األمم السعيدة هي األمم التي‬
‫ال تاريخ لها)‪ .‬فكل ما ُكتب عنهم دونهُ األعداء واألنداد‪ ،‬ولونوه بألوانهم‪ ،‬فهم لم يقولوا ولم يزوقوا ولم يزيفوا‪ ،‬فقد نطقت‬
‫محكمة التاريخ بأحكام غيابية حضرها الجاني في غياب الضحية‪ ،‬فكانت المحاكمة مجحفة تتطلب إعادة النظر في أرشيفها‬
‫ووثائقها ومستنداتها‪ ،‬لعل في ذلك ما يشير إلى موضع الخلل لتصحيح تلك األحك ام‪ ،‬وهي رس الة األحف اد في ح ق ال وطن‬
‫داد ‪.‬‬ ‫واألج‬
‫**اليمكن تج ريم الت اريخ كل ه‪ ،‬وال يج وز النظ ر للهج رة – مهم ا ك ان نوعه ا وغايته ا وأبعاده ا وتأثيراته ا – بمنظ ور‬
‫سوداوي‪ ،‬ألننا مقتنعون بأن حركة البشر الفردية والجماعية وهجرتهم ح ق معل وم‪ ،‬فمن ذ أن ب زغ الت اريخ واإلنس ان في‬
‫حراك وانتقال ‪ ،‬بحثا عن ظروف أحسن وأنسب لإلستقرار‪ ،‬غير أن العيب ه و النظ ر إلى األوط ان بأنه ا ص فحات بيض اء‬
‫يكتب عليها الوافد ما شاء ويشاء‪ ،‬والعيب األكبر ه و فيم ا يق ترف في ح ق الس كان األص ليين من تقتي ل وتش ريد وطمس‬
‫لهوية المتبقين منهم‪ ،‬أو تهجير لهم‪ ،‬مثل ما وقع للهن ود الحم ر في أمريك ا على ي د المه اجرين األورب يين‪ ،‬ال ذين أب ادوا‬
‫النسل‪ ،‬وحولوا البالد إلى بالد لهم ال لغيرهم‪ ،‬وهو ما فعلته فرنسا بسياستها لحين من الدهر ( الجزائ ر الفرنس ية) وال تي‬
‫تعتبر بالدن ا قطع ة من فرنس ا‪ ،‬وفعل ه الع رب الغ زاة قبال أي ام غ زوهم لبالدن ا في الق رن أألول للهج رة‪ ،‬الس ابع للميالد ‪.‬‬
‫**إن األقوام المهاجرة هي المطالبة بتحوير شخصيتها‪ ،‬و تطويع هويتها‪ ،‬لتنسجم مع هوي ة المس تقبل‪ ،‬من حيث ال تراث‬
‫واللغة والعادات‪ ،‬واحترام أصيل البلد مهما كانت المعوقات‪ ،‬وفي ذلك م دعاة للتن اغم الس لمي الم ؤدي إلى تس هيل عملي ة‬
‫اإلختالط واإلندماج‪ ،‬خاصة إذا كان مبتغاها عقائدي ديني مثل العرب في شمال إفريقي ا‪ ،‬واألمثل ة كث يرة في تاريخن ا‪ ،‬ففي‬
‫الزح ف المغ ولي على بالد اإلس الم رغم بش اعته ودمويت ه ذاب ولم يب ق ل ه وج ود‪ ،‬وهج رة األم ازيغ الم رافقين للمع ز‬
‫الفاطمي نحو المشرق العربي‪ ،‬لم يحولوه إلى مجتمع أمازيغي‪ ،‬بل ذاب وا في ه‪ ،‬وهج رة الفنيق يين باتج اه افريقي ة في زمن‬
‫عليسا ديدون ‪ ،‬لم يحولها إلى الفينقة‪ ،‬بقدر ما تحول الفنيقيون إلى قرطاجيين ( نسبة إلى األرض قرطاجة)‪ ،‬ونفس ه يق ال‬
‫عن الرومان والوندال واألتراك والفرنسيين‪ ،‬فهؤالء جميعا عبروا ومروا من هنا‪ ،‬منهم ع اد إلى موطن ه األص لي‪ ،‬ومنهم‬
‫من مات ومنهم من ذاب في مجتمعنا فأصبح أمازيغيا مثلنا‪ ،‬ل ه م ا لن ا وعلي ه م ا علين ا‪ .‬ف المنطوق هوي ة أرض ال هوي ة‬
‫س اللة‪ ،‬فبالد (تامازغ ا) ك النهرالعظيم ال ذي يبتل ع رواف دَه ليش كل منه ا مج رى واح دا بآم ال وطموح ات واح دة‪.‬‬
‫**كثير من األمازيغ ه اجروا مش رقا‪ ،‬وأص بحوا مش ارقة في تفك يرهم وه ويتهم ولس انهم‪ ،‬فص احب األلفي ة ( ألفي ة ابن‬
‫معطي الزواوي ) [‪ ]1‬أمازيغي لكنه تمشرق وتوفي في القاهرة ودفن إلى ج انب مثيل ه اإلم ام الش افعي‪ ،‬ومثل ه يق ال عن‬
‫األم ير عب د الق ادرالجزائري ال ذي غ دا س وريا‪ ،‬وأب و بك ر ج ابر الجزائ ري [‪ ]2‬ال ذي أص بح س عوديا‪ ،‬والم ؤرخ األديب‬
‫(المقري) [‪ ]3‬صاحب كتاب نفح الطيب من غصن أألندلس ال رطيب‪ ،‬والع الم الجلي ل أب و الفض ل المش دالي [‪ ،]4‬والش يخ‬
‫الطاهر الجزائري [‪ ]5‬وكثير من أمثالهم فرادى وجماعات ذابوا في المجتمعات ال تى أ َوتهم وت أثروا به ا وتف اعلوا معه ا‪،‬‬
‫صلحاء تمنينا أن يعيشوا معنا ليساهموا في رقي البالد‪ ،‬إلى أن الواف َد إلينا عوض المفق ود وس د النقص‪،‬‬ ‫وإن فقدنا رجاال ُ‬
‫فكان في بعضهم الخي ُر العمي ُم‪ ،‬فحنبعل القرطاجي دافع عن وطنه األم ازيغي‪ ،‬وروت دم اءة أرض ( زام ا ) اإلفريقي ة بك ل‬
‫اعتزاز وفخر‪ ،‬وابن خلدون رغم حض رميته فه و أم ازيغي قح‪ ،‬ع بر عن ذل ك في تاريخ ه (الع بر) أحس ن تعب ير‪ ،‬والقائ د‬
‫المحنك أسد بن الفرات النيسابوري الخرساني فاتح صقلية [‪ ]6‬كان مغربيا مسلما‪ ،‬ونفس ه يق ال عن محم د علي األلب اني‬
‫وأس رته في مص ر‪ ،‬ال ذين أص بحوا مص ريين وك ان جه د أس رتهم س بيل لنهض ة عمالق ة لمص ر الكنان ة‪ ،‬وخ ير ال دين‬
‫بارباروس وأخوته عروج وإلياس الذين كانوا جزائ ريين بامتي از‪ ،‬والمجاه د البط ل ال تركي ( حس ن آغ ا الطوش ي ) [‪]7‬‬
‫الذي قهر جيوش شارلكان دفاعا عن مدينة الجزائر ذات عام من أعوام ‪ 1541‬ميالدي ة‪ ،‬وأحم د ب اي الك رغلي [‪ ]8‬ال ذي‬
‫تحمل عبء مقاومة الفرنسيين في الشرق الجزائري‪ ،‬والوزير المصلح خير الدين باش ا [‪ ]9‬والبط ل ال داي ش عبان[‪،]10‬‬
‫ونضيف لهم الطبيب النفس اني ف ارنز ف انون األس ود الم ارتنيكي ص احب كت اب ( المع ذبون في األرض) وال ذي ع بر عن‬
‫جزائريته بامتياز واسمه يحمله أكبر شارع من شوارع عاص متنا الجزائ ر‪ ،‬والفرنس يان نص ر ال دين ديني ه [‪ ]11‬الرس ام‬
‫البارع الذي استهوته بالدن ا وأص بح من ا‪ ،‬وميش ال جون ار [‪ ]12‬مش يد البري د المرك زي‪ ،‬والمدرس ة الثعالبي ة‪ ،‬وفيكت ور‬
‫سبيلمان األلماني [‪ ]13‬صديق األم ير خال د في مقاومت ه السياس ية‪ ،‬وفيكت ور باروكان د ‪Victor Barrucand [14] ‬‬
‫سخر جهده وفنه وأدبه ولغته األص لية لخدم ة قض ايا الجزائ ريين أي ام محنتهم اإلس تعمارية ‪.‬‬ ‫األرابوفيلي اإلنساني‪ ،‬الذي ّ‬
‫**ما وقع عندنا‪ ،‬وقع عند غيرنا‪ ،‬تناغم بين الوافد المهاجر‪ ،‬والمحلي المقيم‪ ،‬أبناؤنا انصهروا في األقوام ال تي وص لوها‬
‫وهاجروا إليها‪ ،‬وخدموها بجهدهم البدني والعقلي‪ ،‬ومنهم من ترقى المناصب وبلغ الذروة أمثال شيشنق ال ذي وص ل إلى‬
‫منصب الفرعونية‪ ،‬أو سيبتيم سيفيروس الليبي األمازيغي الذي تربع على عرش أألمبراطورية الرومانية طيل ة ‪ 18‬عام ا‪.‬‬
‫** إن المجتمعات المستقبلة غير مطالبة بأن تكون كاآلخرين‪ ،‬في أنيتهم و لغتهم‪ ،‬وال في معتق دهم و ت راثهم‪ ،‬والمه اجر‬
‫مهما كانت ثقافته ومعتقدة من المكانة والقيمة مجب ٌر عرفا على احترام البلد المضيف‪ ،‬وهو م ا أب رزه الماض ي والحاض ر‬
‫إال ما تعلق منه بالشواد‪ ،‬أوما تعلق من ه باإلس تعمار مثلم ا ح دث في أمريك ا وأس تراليا‪ ،‬حيث أبي دت األق وام المحلي ة في‬
‫جنسها وإنيتها لصالح األقوام الوافدة ومعها لغتها ومعتق دها وعاداته ا‪ ،‬وكث يرا م ا يح دث التص ادم الهوي اتي بين ق ومين‬
‫ألسباب مختلفة مثل ما حدث بين األرمن واألتراك‪ ،‬وبين التشيك والسالف‪ ،‬أو يحدث اإلنشقاق في الدين الواحد مثلما وقع‬
‫بين الصفويين والعثمانيين‪ ،‬وبين السنة والشيعة والمتصوفة‪ ،‬وهو ما يشهر بطاقة الهويات بعنف‪ ،‬والتي تتحول ت دريجيا‬
‫إلى هويات قاتلة تزهق جراءها أرواح بشرية بريئة مثلما وقع ويقع في تاريخنا اإلسالمي ق ديما وح ديثا‪ ،‬وه و م ا يط رح‬
‫أكثر من سؤال‪ ،‬ويضع أكثر من عالمات استفهام حول مستقبل األجيال‪ ،‬كيف نص ل إلى اس تحداث تن اغم وتع ايش ايج ابي‬
‫بين السكان دون اإلخالل بحقوق الناس‪ ،‬في المعتقد واللغة والت اريخ والرم وز الوطني ة ؟ كي ف ألبوم ا أن يك ون أمريكي ا‬
‫دون عقدة بأصوله اإلفريقية‪ ،‬وكيف لساركوزي البولندي أن يلغي بولنديته لصالح وطنه فرنسا‪ ،‬وكيف لكارلوس منعم أن‬
‫يلغي أصله السوري لصالح وطنه األرجنتين‪ ،‬ونبقى نحن في شمال إفريقيا نتغنى بالعروبة اكثر من العرب األقحاح‪ ،‬فكيف‬
‫يب ‪. ..‬‬ ‫ا أرض خص‬ ‫دب‪ ،‬وحولن‬ ‫ب لج‬ ‫ا أن ننتس‬ ‫لن‬
‫** الواجب يدعونا إلى إرساء قواعد صلبة تضمن الكث ير من الحق وق البش رية‪ ،‬ولع ل في تجرب ة الغ رب م ا ينب ه ل ذلك‪،‬‬
‫فكثير من أقوامنا وجدوا مالذا آمنا في دول أوروبا كبريطانيا وفرنسا وأمريكا وكندا وايطاليا دون إحس اس باإلض طهاد أو‬
‫اإلنتقاص في حقوقهم المدنية‪ ،‬على عكس ما عاشوه في بلدانهم أألصلية من متابعات وإقصاءات وتهدي دات‪ ،‬وتل ك أم ور‬
‫جعلت الغرب هالة استقطاب‪ ،‬تتدافع عليه ا أقوامن ا ول و على ظه ور ق وارب الم وت‪ ،‬ال تي جعلت من أبنائن ا لقم ة س ائغة‬
‫ألسماك المتوسط‪ ،‬ومن واجب الحكام معالجة الظاهرة التي ال يفسرها سوى التدافع على السلطة بالمن اكب ال تي غ دت في‬
‫تقالي دنا السياس ية مص درا للنهب المنظم لمق درات الش عوب‪ ،‬فهي في ع رفهم مص در تش ريف ال تكلي ف ‪.‬‬
‫الحل األساس هو تعديل الفكر التنظيري الج اثم على رؤؤس نا‪ ،‬نس مع بالديموقراطي ة‪ ،‬والحكم الراش د‪ ،‬وحق وق اإلنس ان‪،‬‬
‫والعدالة اإلجتماعية‪ ،‬غير أن تطبيقاتها حبر على ورق في الواقع المعيش‪ ،‬سراب في الصحراء الك برى‪ ،‬فالحك ام تع ودوا‬
‫النفاق الكالمي والتعابير اإلستهالكية التي يختفي مفعولها وصداها بمج رد نهاي ة المهرجان ات اإلنتخابي ة وإعالن النت ائج‬
‫ة‪.‬‬ ‫ا القديم‬ ‫ة لعاداته‬ ‫ود ريم‬ ‫ا تع‬ ‫زورة‪ ،‬وبه‬ ‫الم‬
‫**إن اإلصالح الهوياتي‪ ،‬وترسيم هوية البالد األصلية ليس نقمة كما يتصور البعض‪ ،‬فهي نعمة يجد الجمي ع فيه ا مكان ه‬
‫ومقعده‪ ،‬فال ضرر وال ضرار‪ ،‬وقد سبقتنا دول الغرب التي أثبتت تسامح فلسفتها و أنظمتها التي تنظر إلنسان بأن ه الغاي ة‬
‫األسمى في كل تطور‪ ،‬وقدمت نماذج قيمية رائعة في تعامالتها مع مجتماعاتها بتنوعها اإلثني واللوني واللغوي وال ديني‪،‬‬
‫فك ل الن اس سواس ية أم ام الدول ة المدني ة ال تي تع د المطمح الض امن لحق وق الجمي ع ‪.‬‬
‫** نافلة القول أن دولنا في شمال إفريقي ا مطالب ة بتحقي ق طموح ات ش عوبها في العيش الك ريم‪ ،‬وأول ك رم تس ديه‪ ،‬ه و‬
‫اإلعتراف المقنن بهويتها األمازيغية األصلية‪ ،‬التي غدت محل مزايدات في سوق بيع أس هم الهوي ات‪ ،‬بنفس الص فة ال تي‬
‫كانت أجسادهم تباع في أسواق النخاسة أيام الجبروت األم وي‪ ،‬فك ثر الن اعقون بابت داع أص ول االنتس اب للش رق كث يرا‪،‬‬
‫سطُ ِعن َد هَّللا ِ فَِإن لَّ ْم تَ ْعلَ ُموا آبَ اء ُه ْم فَ ِإ ْخ َوانُ ُك ْم فِي‬ ‫والغرب أحيانا‪ ،‬بغير ما يريده الخالق القهار بقوله ) ا ْدعُو ُه ْم آِل بَاِئ ِه ْم ُه َو َأ ْق َ‬
‫اح فِي َما َأ ْخطَْأتُم بِ ِه َولَ ِكن َّما تَ َع َّمدَتْ قُلُ وبُ ُك ْم َوك انَ ُ غف ورا َّر ِحيم ا [األح زاب ‪ ،] 5 :‬ف إذا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬ ‫َ‬ ‫س َعلَ ْي ُك ْم ُجنَ ٌ‬
‫الدِّي ِن َو َم َوالِي ُك ْم َولَ ْي َ‬
‫كان المعمول والمنطوق به صحيحا‪ ،‬فلماذا لم نكن رومانا أو ونداال‪ ،‬أو أتراكا وفرنسيين‪ ،‬أال يحق لن ا أن نتس مى بأرض نا‬
‫األمازيغية التي تعايش فيها كل من مر بربوعها‪ ،‬واستنشق هواءها‪ ،‬وتنعم بخيراتها‪ ،‬وتنافح مع أهاليها الذين كانوا أك رم‬
‫من حاتم الطائي‪ ،‬أال يحق لنا تغليب منطق التاريخ والجغرافيا على المارين بها‪ ،‬ولعل في حاتميتهم ما سهل نسيان إنيتهم‪،‬‬
‫وأثالة تاريخهم عبر العصور واألعاصير‪ ،‬فقد حان الوقت أن يتعايش الجميع في وطنهم‪ ،‬برؤوس مرفوعة وأياد ممدودة ‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫[‪ ] 1‬ابن معطي الزواوي من بالد زواوة األمازيغية‪ ،‬صاحب ألفية ابن معطي التي كثر شراحها‪ ،‬أديب وعالم لغوي طاف‬
‫الشرق العربي وتأثربه‪.‬‬
‫[‪ ]2‬أبو بكر جابر الجزائري (‪ 1921‬من مواليد‪ ، /‬من ليوا بطولقة قرب بسكرة‪ ،‬هاجر إلى الحجاز وتفرق للعلوم الدينية‪،‬‬
‫تولى التدريس في المسجد النبوي له العديد من المؤلفات والتفاسير‪ ،‬توفي في بالد الحجاز‪.‬‬
‫[‪ ] 3‬المقري التلمساني من مواليدة بلدة ( مقرة) بين المسيلة و بسكرة‪ ،‬أديب ومؤرخ‪ ،‬نشأ بتلمسان وعرف بالتلمساني‪،‬‬
‫وهم من أعالم القرن السادس عشر الميالدي‪ ،‬ذاع صيته العلمي في الحجاز ومصر أيام الحكم العثماني‪ ،‬توفي في‬
‫‪1631‬م‪.‬‬
‫[‪ ] 4‬أبو الفضل محمد بن محمد المشدالي من بلدة مشدالة بين البويرة وبجاية بأرض الجزائر‪ ،‬الذي كان موسوعة في‬
‫العلوم و المعارف‪ ،‬عرف بسعة العلم و بشدة الذكاء و حدة الذهن و الحافظة العجيبة‪ ،‬كما عرف بكثرة أسفاره فقد جاب‬
‫المدن و القرى و ركب البر و البحر لطلب العلم و مالقاة الشيوخ‪ ،‬برع في فنون عدة ذكرها كتاب التراجم و الطبقات منها‬
‫التفسير و الحديث و الفقه و الفرائض و اللغة و البيان و النحو و الصرف و الحساب‪ ،‬وهو ما شهد له به اإلمام جالل‬
‫الدين السيوطي حيث وصفه في (( نظم العقبان في أعيان األعيان‪ )) 160 /1 :‬ب‪ ”:‬اإلمام العالمة نادرة الزمان أبو‬
‫الفضل المغربي ‪ ،‬ابن العالمة الصالح أبي عبد هللا الشهير في المغرب بابن أبي القاسم” وأضاف قائال في نفس الصفحة‬
‫بأنه العالم الذي ‪ ” :‬اتسعت معارفه ‪ ،‬وبرز على أقرانه بل وعلى مشايخه ‪ ،‬وشاع ذكره ‪ ،‬ومأل اسمه اإلسماع ‪ ،‬وصار‬
‫كلمة إجماع ‪ ،‬وكان أعجوبة الزمان ‪ ،‬في الحفظ والفهم والذكاء وتوقد الذهن “‪.‬توفي في األربعين من عمره غريبا في‬
‫بالد الشام التي خدمها بثقافته وسعة علمه ‪ ،‬أعجب به السيوطي والسخاوي ابن مرزوق التلمساني والقلصادي وغيرهم‬
‫كثير ‪ ،‬وهو بحاجة إلى بحث خاص به ‪.‬‬
‫[‪ ] 5‬الشيخ الطاهر الجزائري‪ ،‬من أصل أمازيغي من بني وغليس ( بجاية )‪ ،‬ولد بدمشق‪ ،‬أديب وشاعر ومصلح ديني‪،‬‬
‫شغل مناصب عديدة بين سوريا ومصر‪ ،‬تركا عددا من المؤلفات والمخطوطات ‪.‬‬
‫[‪ ]6‬أسد بن الفرات من نيسابور بخراسان‪ ،‬هاجر الى القيروان (عام ‪ 144‬هجرية) فقيه وقاض وقائد بحرية متميز‪ ،‬ولي‬
‫قيادة األسطول األغلبي في فتح صقلية عام ‪ 144‬هجرية ‪.‬‬
‫[‪ ] 7‬حسن آغا الطوشي خليفة خير الدين بارباروسا على الجزائر زمن الخليفة سليمان القانوني‪ ،‬قاد األهالي األمازيغ‬
‫وسكان المحروسة ( الجزائر) في مقاومة الهجوم الصليبي المقدس بقيادة شارلكان نفسه ‪ . 1541‬بمشاركة دول‬
‫األمبراطورية ‪ ،‬وأعظم قراصنتها أمثال أندريا دوريا ‪،‬وفيرانتي األول غونزاغا ‪،‬وهرنان كورتيس ‪ .‬انتهت الحملة بهزيمة‬
‫منكرة تردد صداها لسنوات في الغرب الصليبي ‪.‬‬
‫[‪] 8‬أحمد باي كرغلي من أب تركي وأم جزائرية ( الحاجة شريفة) ‪ .‬تولى بايلك الشرق ‪ ،‬قاوم الزحف الفرنسي ‪ ،‬وكانت‬
‫دفاعاته على قسنطينة عام ‪ 1937‬مخلدة لبطوالت عديدة ‪ ،‬منها مقتل الجنرال الفرنسي (دام ريمون) قريبا من أسوارها ‪.‬‬
‫وهو صاحب استراتيجية في الدفاع والمقاومة ‪.‬‬
‫[‪ ] 9‬الوزير (المصلح خير الدين باشا ) من أصل قوقازي مملوكي ‪ ،‬صاحب اصالحات في تونس أيام البايات ‪ ،‬مؤسس‬
‫مدرسة الصادقية ‪ ،‬حاول التوفيق بين حضارة الشرق والغرب ‪ ،‬له كتاب قيم ( أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك )‬
‫توفي عام ‪.1890‬‬
‫[‪ ]10‬الداي شعبان من أألتراك الوافدين على أيالة الجزائر ( ‪ ،)1689‬كان حاكما للجزائر‪ ،‬صاحب اإلنتصارات العسكرية‬
‫ضد أألسبان‪ ،‬يحمل بين جوانحه فكرة توحيد شمال افريقيا بعد إخضاع تونس‪ ،‬وفرض شروطه على المغرب‪.‬‬
‫[‪ ]11‬ناصر الدين ديني‪ ،‬رسام فرنسي األصل )‪ Alphonse-Étienne Dinet ( 1861/1929‬أبهرته الجزائر بسكانه‬
‫واتخذها موطنا‪ ،‬أسلم وأدى فريضة الحج‪ ،‬له إبداعات جديرة بالمشاهدة تصور حياة الجزائريين وعاداتهم وتقاليدهم‪،‬‬
‫شيد له محبوه متحفا بمدينة بوسعادة التي دفن بها إلى جوار صديق دربه سليمان بن ابراهيم وزوجته ‪ ،‬خلد الجزائر‬
‫بلوحات فنية قل نظيرها‪ ،‬وأبدع في رسم الكعبة والمناطق المقدسة أثناء أدائه فريضة الحج‪.‬‬
‫[‪ ]12‬ميشال جونار (‪ ) michel JONNART‬من أثرياء فرنسا الشمالية‪ ،‬خريج كلية الحقوق‪ ،‬مولع بالجزائر بعد‬
‫زيارته لها شابا‪ ،‬عينه قامبيطا حاكما عاما على الجزائر عام ‪ ،1881‬تقلد بعدها مناصب عدة في السياسة والثقافة‪،‬‬
‫والوزارة ‪ ،‬عينه روسو حاكما عاما للمرة الثانية سنة ‪ 1900‬وتنحى بعد عام لظروف صحية‪ ،‬وأعيد تعيينه على رأس‬
‫الجزائر حيث طال حكمه هذه المرة من‪ ،1903/1911‬وهي الفترة التي شهدت فيها انجازات معتبرة أعادت للجزائر جزءا‬
‫من مجدها المنسي الغابر ‪ ،‬شجع البحث التاريخي الجزائري ‪ ،‬وتأسس في عهده معلمين حضاريين بسمة محلية أصلية‬
‫هما البريد المركزي ‪ ،‬والمدرسة الثعالبية ‪.‬‬
‫[‪ ]13‬فيكتور سبيلمان (‪ ، )VictorSPEILMANN/ 1866/1936‬من إقليم األلزاس ‪ ،‬عان ما عنه الجزائريون ‪،‬‬
‫كتب في مجلة ( صرخة الجزائر ) ‪ ،‬ثم بعدها في جريدة اإلقدام مساعدا لألمير خالد الجزائري‪ ،‬وأحد الذين صاغوا‬
‫مجداألمير بعد نفيه ‪ ،‬بإطالق صرخته المدوية ( أعيدوا لنا أميرنا …‪ .‬أعيدوا لنا سعد زغلول باشا‪ . ).‬له مذكرات عنونها‬
‫ب‪ [ /‬نصف قرن جزائري] ‪.‬‬
‫[‪ . Barrucand victor ]14‬أديب فرنسي إنساني ‪ ،‬سخر قلمه وأدبه لخدمة قضايا الجزائريين ‪ ،‬أطلق عليه اإلستعمار‬
‫صفة ( محب العرب) ‪ ،‬األرابوفيلي ‪.‬‬

‫بقلم‪ :‬الطيب ايت حمودة‬

You might also like