Professional Documents
Culture Documents
شنوان الحسين2
شنوان الحسين2
الحسين شنوان
ال تستطيع أية حركة أن تحدد أفقا معينا لنضالها" بل تعمل بكافة التكتيكات لألجل
أفق استراتيجي عام ،بدون الغوص في التفاصيل الدقيقة لالن ذالك رهين بمدى
مثانة خطابها ،أو ما يصطلح عليه بالمرونة والديمومة ،واستثناءا ففي المغرب إلى
جانب ما قلنا يُضاف جانب أخر يستعمله المخزن باحترافية كبيرة ،فغالبا ما يراد
لنضال حركة ما أن تحيي امة فإذا بها تحيي نخبة من المرتزقة .ومثاال لذالك لم
تستطع حركة التوحيد واإلصالح أن تتق ٌوى بمعية حزبها العدالة والتنمية لوال
الخدمات" الجليلة لحركة العدل واإلحسان ،فكلما زاد هذا األخير راديكالية إال
وأغدق المخزن بخيراته على العدالة والتنمية باعتبارها حسب أدبياته أخير
األشرار .وفي الصف األمازيغي كذلك كل ما زاد الصف الطالبي أو منطقة معينة
من حدة احتجاجها" إال وتق ٌوت أحزاب الرباط بنفس الكيفية واألسلوب الذي حدث
مع بداية االستقالل الشكلي ،فلم تمنح الشرعية الكاملة لحزب الحركة الشعبية لوال
انتفاضة عدي اوبيهي التي سرٌعت من هذه العملية .وكلما بادرت جمعية ما بخطوة
حقيقية إلعادة االعتبار إال وأغدق المخزن بخيراته على الجمعية المغربية للبحث
والتبادل الثقافي باعتبارها االبنة الشرعية –امتداد للحركة الوطنية كما يقول السيد
أخياط -ومن سواها لقيط.
لقد ُأريد لنضاالت الصف الطالبي والجنوب الشرقي أن تفتح نقاش حول مفهوم
الدولة المغربية وموقع الشعب االمازيغي منها ،فإذا بهذه النضاالت" تحيي األموات
وذوو البرامج السياسية القائمة على مص دماء القرى تاريخيا "،من عنون أول
جريدة رسمية له ب"المغرب العربي" و من كان يناقش في مؤتمراته إشكالية
تربية الماعز ،ويعطي النصائح لمندوبي الحزب بانتقاء الساللة االسبانية لكثرة
انضباطها وكإجابة لمشكلة أبناء القرى ،فانطالقا من بهيمية برامجه السياسية اعتقد
أن من شارك هذا األخير في إخماد ثورته -جيش التحرير -سيسبحون بحمده
وسيتحولون إلى بقر محجوب ليباهي بهم ضد خصومه في المشهد السياسي
المخزني .
إن األمازيغية عفوة رحيمة ،صحيح هذه هي ،وهكذا يجب أن تكون ولكن على
الكل أن يحاكم النوايا ،إن المعتقل ليس بضاعة وال رخصة مرور إلى دواليب
السلطة وإلى البالط ،إن المعتقل قضية فمن يريد آن يدافع عن المعتقل فل يدافع
عن القضية التي سجن ألجلها .محاكمة النوايا ليست ارتجاال وال عصبية وال
تصفية حسابات ،وإنما فقط نقول إن ما حدث بالمغرب عبر تاريخه الطويل علمنا
الكثير ،فانطالقا من إستراتيجية المخزن في تأثيث المشهد السياسي المغربي يعمل
عبر قنوات عديدة في تدجين كل صوت حر ومستقل ،ففي سنة 1972تم إنشاء ما
سمي بالكتلة الوطنية – اتحاد حزبين سياسيين سُّوق لراديكاليتهما – فانتقد المخزن
هذه الكتلة رغم علمه بضعفهما التام ،لكنه قام بذلك ألجل إثارة االنتباه من خالل
النقد لها ،لهدف جلب الشبيبة الراديكالية اليسارية خصوصا النشيطة في الصف
الطالبي آنذاك ،فبمجرد النشر اإلعالمي لخبر االنتقاد هذا بادر الطلبة إلى
االنخراط الجماعي في هذا الوافد الجديد فوقعت أول عملية احتواء للصف
الطالبي في المغرب الحديث .ومن هنا نقول أن الدينامكية غير المسبوقة في
نضاالت الشعب األمازيغي حيرت المخزن ،وأرغمته على استعمال الوجه األخر
لعملته بعد فشل كل مبادراته السابقة ،فأسست أحزاب" وألجل شرعنتها تحاكم لكن
المناطق الثائرة بقيت على حالها "،ومنعت أحزاب من الدخول إلى الحكومة وصرح
زعمائها بان مواقفهم األمازيغية هي سبب منع مشاركتهم فيها ،وذلك ألجل
استعطاف الصف الطالبي األمازيغي وألجل احتواء المد النضالي الحقيقي ألنه
غالبا ما تتخذ المواقف المتقدمة بالمغرب من اجل تدجين الشبيبة الثائرة.
على ما اعتقد أن االلتزام النضالي للشبيبة االمازيغية عموما وللجنوب الشرقي
خصوصا يتجاوز األحزاب والجمعيات ليالمس جوهر الوجود االمازيغي –
تمازيغت تمازيرت – فكيف يريدون فتح نقاش وطني وآالف الطلبة االمازيغ
يعانون يوميا من إرهاب فكري وجسدي من طرف قوى عروبية مسخرة من
طرف جهات نافدة في الدولة و 27معتقل امازيغي في السجون و 24تلميذ
مطرودون من المؤسسات التعليمية بقلعة مكونة ومن هنا نتساءل لماذا يناضل
امازيغيو الهوامش ويساوم من يدعون تمثيليتهم بالمركز ،كيف يمكن للنقاشات" أن
تتم في بلد يبتسم فيه الرباط ويبدو للعالم ذلك الشريف اللطيف ويخنق جوهر
المغرب من الداخل.
كما يسجل في اآلونة األخيرة دخول من ال يُعرف حتى أصلهم إلى االسترزاق
باألمازيغية ،فما يسمى بحركة كل الديمقراطيين أصبحت اليوم تدعي أنها تبادر
ولكنها في الحقيقة تُحيي عادة سيئة في تاريخ المغرب وسياسييه فكل مطرود من
القصر نبي وما على الشعب إال إتباعه ،فإلى متى سنتالعب بالملفات الحساسة
كملف االمازيغة ،إن من سجل مداخلة أو محاضرة لمناقشة األمازيغية ليس
مناضال امازيغيا ،إن االستمرارية هي المحدد األساسي ،وأن األحداث األخيرة
ببومال-ن-دادس هي التي أسست لتدويل القضية األمازيغية ففرضت على الحكام
المبادرة بأوراقهم األخيرة ،والتي ستذوب بالصمود األمازيغي أو بمجرد حدوث
أزمة جديدة .فأبسط تحليل لمسلسل النضال بالجنوب الشرقي ينذر بأحداث أقوى
مما حدث ،في ظل انتهاج المخزن سياسة صم األذان وال مباالته من معاناة
السكان.
و على كل أمازيغي اليوم أن يعلم أن كل تص ِد لحركة التراكتور يخدم األمازيغية
وذلك من خالل وضع تجربة زعيمها من 1998في العلبة السوداء للمغرب في
مهب الريح مع ما جاءت به تلك الفترة من معاهد وتلميحات قزميه.
إن المخزن عبر تاريخه يدجن المغرب عموما والجنوب الشرقي خصوصا اعتمادا
على إستراتيجية فرق تسد ،ومع بروز تنسيقية أيت غيغوش الجامعة لكل أمازيغي
حر ،تحول من خالل نخبته االمازيغفوبية بالجنوب الشرقي إلى أسلوب فرق تبقى،
ألنه اليوم وأذياله من أمازيغوفوبيين ويساريين وبدون مبالغة مهدد في وجوده بتلك
القالع الشامخة ،وعلينا أن نكون حذرين من أي خطاب قبلي عصبي ألجل مستقبل
موحد جامع في أفق وعي أمازيغي بكل مناطق تمازغا ،ومن هنا نقول ليس كل
من ينحدر من منطقة أمازيغية أما زيغي ،بل األمازيغية مبدأ وعلى كل صانع
للمجد الحالي أن يعلم انه بدون تغيير الوضع الحالي سنكون ضحايا مرحلة ،فليس
أمامنا إال المواجهة ألجل عدم تكرار نفس السيناريو في إعادة َحبْك التاريخ
الدائري للمغرب.
http://www.sotkurdistan.net