Professional Documents
Culture Documents
واقع تدافع القيم (6
واقع تدافع القيم (6
• هناك مصالح عالمية كبرى تتغذى من صراع القيم و على رأسها اللوبى
البنكي العالمي و لوبي صناعة األسلحة و العالم العربي و اإلسالمي في آن
واحد مسئول و ضحية للوبيين
واقع تدافع القيم من الوجهة االجتماعية
ال أحد يجادل في كون األزمات الحالية في العالم العربي هي قبل •
كل شيء أزمات اجتماعية
و أن السبب الرئيسي هو سياسة الفساد التي حولت االقتصاد إلى •
خمس قطاعات عوض ثالثة القطاع الزراعي و الصناعي و
الخدماتي بإضافة قطاع الريع للمستغلين و قطاع الغير منظم
للمستضعفين.
فهما وجهان لقطعة واحدة عندما ينتج المجتمع أغنياء بدون •
إنتاج يخلق معهم منتجون بدون ضرائب .و المجتمع يخسر بسبب
الفئة األولى و الدولة تخسر بسبب الفئة الثانية.
و الخطأ الكبير يبقى سوء تقديرتأثير المسلسل المتنامي حاليا في •
العالم العربي خاصة و المتمثل في التضخم و البطالة و الفقر.
و الخطر الكبير الثاني متمثل في سوء تشخيص العنصرين األساسيين للخطر •
االجتماعي و هما الفساد و الهجرة من البادية إلى المدينة .
فاألول ينتج الغنى الريعي و الثاني ينتج هجرة الفقر و األمية و البطالة من •
البادية إلى المدينة يفقد فيها المهاجر و المهاجرة بسبب صعوبة التكيف و
االندماج الكثير من القيم اإليجابية بسبب فقدانه للمعايير التي كانت تنظم
حياته البدوية ليصبح قنبلة اجتماعية موقوتة وقودها في المغرب على سبيل
المثال مائة ألف عاطل إضافي سنويا.
وهكذا يأخذ التدافع أحيانا طابعا عنيفا بين الطبقة الغنية و الطبقة الفقيرة من •
جهة و بين الطبقة المتعلمة و غير المتعلمة من جهة أخرى.و تضعف قنوات
المرور من الفقر إلى الغنى من جهة و من قلة المعرفة إلى العلم من جهة
أخرى.
و تصبح كل طبقة تعيد إنتاج نفسها مما يوسع الهوة بين الفئات االجتماعية و •
بالتالي يغذي ظاهرة اليأس و التطرف.
• و قد لعبت الحكومات في المغرب منذ حوالي نصف قرن
على تفعيل قيمة الصبر في المجتمع عن طريق طرح كل
خمس سنوات تقريبا فكرة جديدة من شأنها إذكاء األمل لدى
الفئات المستضعفة مثل فكرة اكتشاف البترول و فكرة ارتفاع
سعر الفسفاط مما سيغني كل المغاربة و فكرة إنتاج الطاقة
من اليورانيوم المستخرج من الفسفاط و حيث أن ذاكرة
الشعوب قصيرة كانت الخمس سنوات كافية للتفكير في إنتاج
أمل جديد و تغذية قيمة الصبر لذى المجتمع.
• كما تم تغذية الصبر بتسلية المواطن عن طريق المهرجانات
واقع تدافع القيم من الوجهة االقتصادية
• في القرن الثامن عشرظهرت مدرستين ماديتين في ما يتعلق بالسلوك االقتصادي المدرسة
اللبرالية و المدرسة االشتراكية
• األولى ترتكز على قيمة الفرد و قيمة الرأسمال في إنتاج المنفعة و الثانية ترتكز على
قيمة الجماعة و قيمة العمل في تحقيق المنفعة
• و كان هناك تدافع عنيف بين المدرستين أدى إلى صراع و ثورات دامية و انتصار
المدرسة المادية التي تعتبر العقل هو المرجع الوحيد إلنتاج القيم أخرجت منذ ميداني للقيم
الفردية المادية و بالتالي اللبرالية على القيم الجماعية المادية أي االشتراكية .و أوهم هذا
االنتصار بعد سقوط حائط برلين ( 9نومبر )1989و سقوط الدكتاتوريات األوروبية
(إسبانيا و اليونان) و األمريكية الالتينية و تفكك اإلتحاد السفياتي فالسفة الفكر اللبرالي
مثل فرانسيس فوكوياما بأن العالم يعيش نهاية التاريخ بانتصار القيم اللبرالية المبنية على
اقتصاد السوق وعلى المنفعة الفردية و الديمقراطية .و سبقه في ذلك دنيال بال الذي كتب
سنة 1960كتابا تحت عنوان نهاية اإليديولوجيات .إال أن األمريكي ساميال هتنكتون
أخد موقفا معاكسا بعد أن صدر كتابه صراع الحضارات سنة .1996و يقصد بذلك
صراع القيم.
في القرن الثامن عشر ظهرت تياران في االقتصاد ينتميان كالهما إلى •
المدرسة المادية التي تعتبر العقل هو المرجع الوحيد إلنتاج القيم في ما
يتعلق بالسلوك االقتصادي المدرسة اللبرالية و المدرسة االشتراكية.
األولى ترتكز على قيمة الفرد و قيمة الرأسمال في إنتاج المنفعة و •
الثانية ترتكز إلى قيمة الجماعة و قيمة العمل في تحقيق المنفعة .
و كان هناك تدافع عنيف بين المدرستين أدى إلى صراع و ثورات دامية •
و انتصار ميداني للقيم الفردية المادية و بالتالي اللبرالية على القيم
الجماعية المادية أي االشتراكية.
و أوهم هذا االنتصار بعد سقوط حائط برلين ( 9نومبر )1989و •
سقوط الدكتاتوريات األوروبية (إسبانيا و اليونان) و األمريكية الالتينية
و تفكك اإلتحاد السفياتي فالسفة الفكر اللبرالي مثل فرانسيس فوكوياما
بأن العالم يعيش نهاية التاريخ بانتصار القيم اللبرالية المبنية على اقتصاد
السوق وعلى المنفعة الفردية و الديمقراطية .و سبقه في ذلك دنيال بال
الذي كتب سنة 1960كتابا تحت عنوان نهاية اإليديولوجيات.
إال أن األمريكي ساميال هتنكتون أخد موقفا معاكسا بعد أن صدر كتابه •
صراع الحضارات سنة .1996و يقصد بذلك صراع القيم.
و في بداية الخمسينات عقدت عدة ندوات دولية حضرها فقهاء مسلمون وقع فيها •
االعتراف دوليا بأن الشريعة اإلسالمية مرجع أساسي في التشريعات العالمية.
و كانت هذه نقطة انطالق إلحياء مقاصد الشريعة و و بالتالي لتفعيل القيم االقتصادية •
االسالمية و تحويلها في السبعينات إلى مؤسسات اقتصادية و مالية .و دخل بذلك
االقتصاد اإلسالمي و المالية اإلسالمية كنموذج ثالث لبناء مشروع اقتصادي و كجزء
أساسي من مشروع تجديد المجتمع اإلسالمي.
و قد ذكر الدكتور عزا لدين خوجة األمين العام السابق للمنظمة العالمية للبنوك اإلسالمية •
أنه لو كان هناك عطاء حضاري في القرن العشرين ينسب للعالم اإلسالمي فال شك أن
هذا العطاء هو المالية اإلسالمية) .
(الدكتور عزالدين خوجة '' تطور و نشأة الصناعة المالية اإلسالمية'' ندوة ''الخدمات •
المالية اإلسالمية وإدارة المخاطر في البنوك اإلسالمية'' المعهد اإلسالمي للبحوث و
التدريب البنك اإلسالمي للتنمية سطيف الجزائر )20/4/2010-18
• السماء تسقط :المخاطر و الفخاخ بعيدة المدى و اآلفاق أإلسالمية أن كبير الخبراء في
مجال التوقعات االقتصادية و المالية جرار سلنت رغم قدرته الفائقة في توقع األزمات
غير قادر على تحليل األسباب الحقيقية لألزمة باعتبارها عناصر خارجية و هنا يرجع
الباحث لمقاصد النظم االقتصادية فيقول النظم االقتصادية الغربية اللبرالية و االشتراكية
كالهما يهدف إلى تركيز السلطة بينما القواعد العالمية التي تحملها مقاصد الشريعة فهدفها
األساسي تحقيق العدل ،و هي بالتالي تؤسس للبديل للنموذج االقتصادي و المالي الغربي
.
• و قد كتب الدكتور روبرت .د .كران و هو الرئيس السابق للجنة األسواق المالية لدى
رئاسة حكومة رونالد ريكان كبير في الواليات المتحدة األمريكية مقالة تحت عنوان
• ) www/ Dr. Robert D. Crane The Sky Is Falling: Perils and Pitfalls of
Long-Range Predictions, An Islamic Perspective
• السماء تسقط :المخاطر و الفخاخ بعيدة المدى و اآلفاق أإلسالمية
• أن كبير الخبراء في مجال التوقعات االقتصادية و المالية جرار سلنت رغم قدرته
الفائقة في توقع األزمات غير قادر على تحليل األسباب الحقيقية لألزمة باعتبارها
عناصر خارجية و هنا يرجع الباحث لمقاصد النظم االقتصادية فيقول النظم االقتصادية
الغربية اللبرالية و االشتراكية كالهما يهدف إلى تركيز السلطة بينما القواعد العالمية التي
تحملها مقاصد الشريعة فهدفها األساسي تحقيق العدل ،و هي بالتالي تؤسس للبديل
للنموذج االقتصادي و المالي الغربي .
• و الواقع أن األحكام و القواعد الشرعية المتعلقة باألموال و التي تنتج القيم التي تتحكم في
تداول األموال و النقود تتوقف على المعرفة بالحق و النفع.
• ) www/ Dr. Robert D. Crane The Sky Is Falling: Perils and Pitfalls of
Long-Range Predictions, An Islamic Perspective
• إال أن هذا المشروع الحامل لقيم بديلة عن القيم االقتصادية
المادية الغربية يحمل في طياته عدة أخطار ناتجة عن الصراع
الحضاري في صورته االقتصادية حاليا
• .و حداثته مقارنة مع النظام االقتصادي الغربي تحد على المدى
القصير من فعاليته و لكن تأثيره على المدى البعيد سيكون عميقا
مما يجعل المنظرين االقتصاديين الغربيين الذين يخشون منافسة
المؤسسات المالية اإسالمية في الغرب و اللوبيات البنكية العربية
تحاول الفصل بين اآلليات التقنية للمعامالت المالية اإلسالمية و
القيم اإلسالمية التي تحملها مستغلة الفكرة المتداولة أن المعامالت
المالية اإلسالمية ليست حكرا على المسلمين و يمكن تبنيها من
غير المسلمين.
التدافع السياسي
• و هو بيت القصيد ألنه نتيجة التدافع االجتماعي و االقتصادي و
الفكري ،و ألنه في مرحلة معينة يتحول التدافع إلى سياسات
إصالحية .و هذا ما وقع في تجربتين إسالميتين رغم وجود
خصوصيات لكل واحدة.
•
• و قد ذكر جوزيف ستيكليتز الحائز على جائزة نوبل لالقتصاد في
بحث تحت عنوان المعجزة الماليزية أن نجاح التجربة الماليزية
ال يمكن تفسيرها باالقتصاد فلو اتبعت ماليزيا تعليمات صندوق
النقد الدولي لحطمت البنية االجتماعية التي تأسست خالل األربع
عقود السابقة ) WWW/Joseph Stiglitz. ‘’Le miracle
Malais’’ 11/9/2007
يقول ستيكليتزفي سنة 1980كان الدخل الوطني في ماليزيا قريب من دخل هايتي و •
الهاندوراس و مصر و غانا و في 2007أصبح يعادل 8،7دخل غانا و 5مرات دخل
الهندوراس و 5،2دخل مصر.و خالل 50سنة من استقالل ماليزيا وقع خلق 24،7
مليون منصب شغل و هو ما يعادل 105مليون منصب شغل في أمريكا أي بزيادة تعادل
)(+ 261%
و تقول دراسة مقارنة قام بها مرصد التنافسية التابع لوزارة التجارة و الصناعة المغربية •
سنة : 1992سنة 1980كانت صادرات المغرب و صادرات ماليزيا متقاربان .و في
1992أصبحت صادرات ماليزيا تعادل 8مرات الصادرات المغربية.هذا مع العلم أن
أوجه الشبه كثيرة بينها و بين المغرب :دولة إسالمية نفس عدد السكان فارق سنة واحدة
في تاريخ االستقالل انفتاح في االقتصاد تنوع في القطاعات االقتصادية و نفس عدد
السكان النشطين (عشرة ماليين),
فما الذي يجعل إنتاجية اإلنسان الماليزي و بالتالي دخله خمس مرات اإلنسان •
المغربي.؟
و ما هم السبب الجواب جودة اإلنسان الماليزي ؟ •
و ما سببها ؟ •
القيم الدافعة •
و ما هي هذه القيم الدافعة :هي قيم تهدف باألساس إلى تخليق •
السياسات االقتصادية و االجتماعية و محاربة الفساد
وجود القيم الدافعة و تجانسها في المستويات الثالث األسرة و •
المدرسة و اإلعالم.
يقول ج ج كالرك في كتابه ''األنوار اآلتية من الشرق'' •
” إن دول جنوب شرق آسيا أعادوا بعد استقاللهم كتابة تاريخهم •
حيث يبرزون أن نهضتهم نتيجة تواجدهم على الساحة العالمية
ثقافيا و اقتصاديا و سياسيا و علميا و تكنولوجيا ”
بل إن الغرب مدين جزئيا في نموه للقيم الفلسفية الكبيرة الهندية و •
البوذية و الطاوية و الكنفوسيوسية .و نظيف نحن و اإلسالمية.
فهذه الدول لم تعرف في الغالب بعد الرفع من مستواها التعليمي •
صراع القيم و عدم تجانسها ،بدليل التقاء القيم األسيوية و
اإلسالمية في المجتمع الماليزي بدون أن يؤثر ذلك على مرد
ودية العامل أو المهندس الماليزي.
و كان كافيا أن يعبأ شخص وطني و ذكي و هو مهاتير هذه القيم •
الدافعة لتصبح أدوات لتحريك اإلنتاج و التنمية.
و نعرف أن هذه القيم لعبت دورا أساسيا في نهظة العالم •
اإلسالمي قديما و تعرف حيوية جديدة بعد ارتفاع نسبة التمدرس
في بعض الدول اإلسالمية .و نذكر من جملتها :
واالنسجام القائم بين العلم الغربي و الروحانية الشرقية •
االنسجام بين رؤية الكون و الحياة مع العلم التجريبى; •
االنسجام بين العقيدة الدينية و الفرضيات االساسية للعلم. •
القيمة المؤكدة للعلم و للفضول العلمي بالموازاة مع ضعف النزعة •
االستهالكية
القيمة المؤكدة للعمل مع تواضع قيمة المال •
قيمة الوقت و ارتباطه بالمنفعة •
التفاعل الممكن بين الزمن الوضعي و الزمن األزلي •
قيمة الصبر •
قيمة الكرامة و عزة النفس و التضحية و رفض الوصاية •
قيمة الشعور باألخوة اإلسالمية و األخوة اإلنسانية •
قيمة التدافع في ما هو نافع و التدافع الحضاري •
قيمة التخطيط و بناء التوقعات •