You are on page 1of 20

‫واقع تدافع القيم على المستوى االخالقي‬

‫واالجتماعي و االقتصادي و السياسي‬


‫مقدمة‬

‫ظاهرة اجتماعية نابعة من فطرة اإلنسان و من قيمه‪.‬‬ ‫•‬


‫و هي ظاهرة اجتماعية ذات طابع فردي كما هي ذات طابع جماعي‬ ‫•‬
‫و التدافع ظاهرة صحية من حيث أنها تعبر عن حيوية المجتمعات و‬ ‫•‬
‫قدرتها على التغيير لألحسن و على األخذ و العطاء من اآلخر‪ .‬و على‬
‫التنافس معه‪.‬‬
‫و تدافع القيم يفترض فيه أن يفرض على المستوى الفردي أو الجماعي‬ ‫•‬
‫نوع من التوازن بين الحفاظ على القيم و التعايش الذكي مع اآلخر أو‬
‫التكيف مع وجوده و محيطه‪.‬‬
‫و فقدان هذا التوازن قد يؤدي إما لتحول تدافع القيم إلى صراع اجتماعي‬ ‫•‬
‫على المستوى الوطني أو صراع حضاري على المستوى الدولي‪.‬‬
‫و القيم هي المبادئ التي يبني عليها اإلنسان مواقفه و سلوكه‪.‬‬ ‫•‬
‫و لها مصدران ‪:‬‬ ‫•‬
‫مصدر إلهي أو روحي يغلب عليه الطابع األخالقي و نجدها في‬ ‫•‬
‫الديانات الكبرى الخمس المسيحية و اليهودية و اإلسالم و البوذية‬
‫و الهندوسية و هي قيم ساكنة تحدد قيمة سلوك االنسان كفرد مع‬
‫انفراد اإلسالم بإضافة قيم السلوك االجتماعي‬
‫أو مصدر وضعي و نتاج فكري يغلب عليه الطابع العقالني‬ ‫•‬
‫ينتمي إلى المدرسة المادية التي تعتبر أن عقل االنسان و ذكاءه‬
‫يغنيانه في سلوكه عن تبني القيم اإللهية أو الروحية وهذه األخيرة‬
‫تبقى نظريا قابلة باستمرار للمراجعة‪.‬‬
‫• و هناك ال شك تدافع بين القيم الروحية و القيم المادية و بين القيم‬
‫الفردية و القيم الجماعية رغم وجود قواسم مشتركة بينهما مثل قيمة‬
‫العمل أو قيمة العلم ‪ ،‬و قد يصل التدافع إلى صراع بسبب النزعة للهيمنة‬
‫أو النزعة لإلقصاء بالنسبة لألقليات المهاجرة التي تحمل معها قيمها‬
‫المتميزة‪.‬‬
‫• و تطور وسائل التواصل في العقود األخير و تكنولوجيا اإلعالم أعطت‬
‫دفعة كبيرة لتدافع القيم بل و جعلتها أدوات كبيرة للتأثير على القيم و‬
‫لتحريفها و توجيهها في الوقت الذي ساهمت فيه بطريقة إيجابية في دعم‬
‫شفافية القيم و التعريف بها‪ .‬و هكذا أصبحت تدافع القيم يستعمل الذكاء‬
‫المعلوماتي أكثر مما يستعمل المعلومة نفسها للتأثير على قيم المجتمعات‬
‫و بالتالي للتحكم في مستقبلها‪.‬‬
‫• و هكذا دخل العلم بآليات جديدة في عملية تدافع القيم‪ ،‬لتكوين‬
‫النخب الجديدة خاصة في الدول النامية و منها الدول اإلسالمية‬
‫التي ستحكمها ليتحول التدافع إلى صراع و القيم إلى مشكل‬
‫هوية‪.‬‬
‫• ووقع تسخير آليات اجتماعية و اقتصادية و سياسية في هذه الدول‬
‫لتركيز هذه القيم الدخيلة و إضعاف مناعة الدول اإلسالمية‬
‫خاصة أمام هذه القيم‪.‬‬
‫• و إذا كان هذا األسلوب اآلن معروفا باعتراف الغربيين أنفسهم‬
‫من المفيد التأكيد حاليا على بعض النقط قبل الشروع في تحليل و‬
‫تقييم خصائص تدافع القيم من الوجهة االجتماعية و االقتصادية و‬
‫السياسية ‪:‬‬
‫• أن فقدان التوازن في تدافع القيم بين الدول اإلسالمية و الدول الغربية يتحقق‬
‫حاليا و أساسا بأيدي داخلية و ليس أجنية تكونت في المدرسة الغربية و حتى‬
‫في بعض المدارس المنسوبة على العالم االسالمي و تشبعت عن ضعف‬
‫معرفة أو ضعف تقييم العامل الزمني أو عن مصلحية ضيقة أو عن قراءة‬
‫واقعية ببعض القيم اإلجتماعية الهدامة للمجتمعات خاصة منها المجتمعات‬
‫اإلسالمية‬
‫• عدد من األصوات الحرة في المجتمعات الغربية أشارت صراحة خالل األزمة‬
‫المالية العالمية التي انطلقت من أمريكا سنة ‪ 2008‬إلى أن هذه األزمة ليست‬
‫فقط أزمة مالية ثم اقتصادية ثم اجتماعية بل هي في واقع األمر أزمة قيم و‬
‫بالتالي تدين صراحة ما آلت إليه القيم اإلنسانية في هذه المجتمعات و تطالب‬
‫باالنفتاح على قيم إنسانية عالمية على رأسها القيم اإلسالمية ‪.‬‬

‫• هناك مصالح عالمية كبرى تتغذى من صراع القيم و على رأسها اللوبى‬
‫البنكي العالمي و لوبي صناعة األسلحة و العالم العربي و اإلسالمي في آن‬
‫واحد مسئول و ضحية للوبيين‬
‫واقع تدافع القيم من الوجهة االجتماعية‬
‫ال أحد يجادل في كون األزمات الحالية في العالم العربي هي قبل‬ ‫•‬
‫كل شيء أزمات اجتماعية‬
‫و أن السبب الرئيسي هو سياسة الفساد التي حولت االقتصاد إلى‬ ‫•‬
‫خمس قطاعات عوض ثالثة القطاع الزراعي و الصناعي و‬
‫الخدماتي بإضافة قطاع الريع للمستغلين و قطاع الغير منظم‬
‫للمستضعفين‪.‬‬
‫فهما وجهان لقطعة واحدة عندما ينتج المجتمع أغنياء بدون‬ ‫•‬
‫إنتاج يخلق معهم منتجون بدون ضرائب‪ .‬و المجتمع يخسر بسبب‬
‫الفئة األولى و الدولة تخسر بسبب الفئة الثانية‪.‬‬
‫و الخطأ الكبير يبقى سوء تقديرتأثير المسلسل المتنامي حاليا في‬ ‫•‬
‫العالم العربي خاصة و المتمثل في التضخم و البطالة و الفقر‪.‬‬
‫و الخطر الكبير الثاني متمثل في سوء تشخيص العنصرين األساسيين للخطر‬ ‫•‬
‫االجتماعي و هما الفساد و الهجرة من البادية إلى المدينة ‪.‬‬
‫فاألول ينتج الغنى الريعي و الثاني ينتج هجرة الفقر و األمية و البطالة من‬ ‫•‬
‫البادية إلى المدينة يفقد فيها المهاجر و المهاجرة بسبب صعوبة التكيف و‬
‫االندماج الكثير من القيم اإليجابية بسبب فقدانه للمعايير التي كانت تنظم‬
‫حياته البدوية ليصبح قنبلة اجتماعية موقوتة وقودها في المغرب على سبيل‬
‫المثال مائة ألف عاطل إضافي سنويا‪.‬‬
‫وهكذا يأخذ التدافع أحيانا طابعا عنيفا بين الطبقة الغنية و الطبقة الفقيرة من‬ ‫•‬
‫جهة و بين الطبقة المتعلمة و غير المتعلمة من جهة أخرى‪.‬و تضعف قنوات‬
‫المرور من الفقر إلى الغنى من جهة و من قلة المعرفة إلى العلم من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫و تصبح كل طبقة تعيد إنتاج نفسها مما يوسع الهوة بين الفئات االجتماعية و‬ ‫•‬
‫بالتالي يغذي ظاهرة اليأس و التطرف‪.‬‬
‫• و قد لعبت الحكومات في المغرب منذ حوالي نصف قرن‬
‫على تفعيل قيمة الصبر في المجتمع عن طريق طرح كل‬
‫خمس سنوات تقريبا فكرة جديدة من شأنها إذكاء األمل لدى‬
‫الفئات المستضعفة مثل فكرة اكتشاف البترول و فكرة ارتفاع‬
‫سعر الفسفاط مما سيغني كل المغاربة و فكرة إنتاج الطاقة‬
‫من اليورانيوم المستخرج من الفسفاط و حيث أن ذاكرة‬
‫الشعوب قصيرة كانت الخمس سنوات كافية للتفكير في إنتاج‬
‫أمل جديد و تغذية قيمة الصبر لذى المجتمع‪.‬‬
‫• كما تم تغذية الصبر بتسلية المواطن عن طريق المهرجانات‬
‫واقع تدافع القيم من الوجهة االقتصادية‬
‫• في القرن الثامن عشرظهرت مدرستين ماديتين في ما يتعلق بالسلوك االقتصادي المدرسة‬
‫اللبرالية و المدرسة االشتراكية‬
‫• األولى ترتكز على قيمة الفرد و قيمة الرأسمال في إنتاج المنفعة و الثانية ترتكز على‬
‫قيمة الجماعة و قيمة العمل في تحقيق المنفعة‬
‫• و كان هناك تدافع عنيف بين المدرستين أدى إلى صراع و ثورات دامية و انتصار‬
‫المدرسة المادية التي تعتبر العقل هو المرجع الوحيد إلنتاج القيم أخرجت منذ ميداني للقيم‬
‫الفردية المادية و بالتالي اللبرالية على القيم الجماعية المادية أي االشتراكية‪ .‬و أوهم هذا‬
‫االنتصار بعد سقوط حائط برلين ( ‪ 9‬نومبر ‪)1989‬و سقوط الدكتاتوريات األوروبية‬
‫(إسبانيا و اليونان) و األمريكية الالتينية و تفكك اإلتحاد السفياتي فالسفة الفكر اللبرالي‬
‫مثل فرانسيس فوكوياما بأن العالم يعيش نهاية التاريخ بانتصار القيم اللبرالية المبنية على‬
‫اقتصاد السوق وعلى المنفعة الفردية و الديمقراطية‪ .‬و سبقه في ذلك دنيال بال الذي كتب‬
‫سنة ‪ 1960‬كتابا تحت عنوان نهاية اإليديولوجيات‪ .‬إال أن األمريكي ساميال هتنكتون‬
‫أخد موقفا معاكسا بعد أن صدر كتابه صراع الحضارات سنة ‪ .1996‬و يقصد بذلك‬
‫صراع القيم‪.‬‬
‫في القرن الثامن عشر ظهرت تياران في االقتصاد ينتميان كالهما إلى‬ ‫•‬
‫المدرسة المادية التي تعتبر العقل هو المرجع الوحيد إلنتاج القيم في ما‬
‫يتعلق بالسلوك االقتصادي المدرسة اللبرالية و المدرسة االشتراكية‪.‬‬
‫األولى ترتكز على قيمة الفرد و قيمة الرأسمال في إنتاج المنفعة و‬ ‫•‬
‫الثانية ترتكز إلى قيمة الجماعة و قيمة العمل في تحقيق المنفعة ‪.‬‬
‫و كان هناك تدافع عنيف بين المدرستين أدى إلى صراع و ثورات دامية‬ ‫•‬
‫و انتصار ميداني للقيم الفردية المادية و بالتالي اللبرالية على القيم‬
‫الجماعية المادية أي االشتراكية‪.‬‬
‫و أوهم هذا االنتصار بعد سقوط حائط برلين ( ‪ 9‬نومبر ‪)1989‬و‬ ‫•‬
‫سقوط الدكتاتوريات األوروبية (إسبانيا و اليونان) و األمريكية الالتينية‬
‫و تفكك اإلتحاد السفياتي فالسفة الفكر اللبرالي مثل فرانسيس فوكوياما‬
‫بأن العالم يعيش نهاية التاريخ بانتصار القيم اللبرالية المبنية على اقتصاد‬
‫السوق وعلى المنفعة الفردية و الديمقراطية‪ .‬و سبقه في ذلك دنيال بال‬
‫الذي كتب سنة ‪ 1960‬كتابا تحت عنوان نهاية اإليديولوجيات‪.‬‬
‫إال أن األمريكي ساميال هتنكتون أخد موقفا معاكسا بعد أن صدر كتابه‬ ‫•‬
‫صراع الحضارات سنة ‪ .1996‬و يقصد بذلك صراع القيم‪.‬‬
‫و في بداية الخمسينات عقدت عدة ندوات دولية حضرها فقهاء مسلمون وقع فيها‬ ‫•‬
‫االعتراف دوليا بأن الشريعة اإلسالمية مرجع أساسي في التشريعات العالمية‪.‬‬
‫و كانت هذه نقطة انطالق إلحياء مقاصد الشريعة و و بالتالي لتفعيل القيم االقتصادية‬ ‫•‬
‫االسالمية و تحويلها في السبعينات إلى مؤسسات اقتصادية و مالية‪ .‬و دخل بذلك‬
‫االقتصاد اإلسالمي و المالية اإلسالمية كنموذج ثالث لبناء مشروع اقتصادي و كجزء‬
‫أساسي من مشروع تجديد المجتمع اإلسالمي‪.‬‬
‫و قد ذكر الدكتور عزا لدين خوجة األمين العام السابق للمنظمة العالمية للبنوك اإلسالمية‬ ‫•‬
‫أنه لو كان هناك عطاء حضاري في القرن العشرين ينسب للعالم اإلسالمي فال شك أن‬
‫هذا العطاء هو المالية اإلسالمية‪) .‬‬
‫(الدكتور عزالدين خوجة '' تطور و نشأة الصناعة المالية اإلسالمية'' ندوة ''الخدمات‬ ‫•‬
‫المالية اإلسالمية وإدارة المخاطر في البنوك اإلسالمية'' المعهد اإلسالمي للبحوث و‬
‫التدريب البنك اإلسالمي للتنمية سطيف الجزائر ‪)20/4/2010-18‬‬
‫• السماء تسقط ‪ :‬المخاطر و الفخاخ بعيدة المدى و اآلفاق أإلسالمية أن كبير الخبراء في‬
‫مجال التوقعات االقتصادية و المالية جرار سلنت رغم قدرته الفائقة في توقع األزمات‬
‫غير قادر على تحليل األسباب الحقيقية لألزمة باعتبارها عناصر خارجية و هنا يرجع‬
‫الباحث لمقاصد النظم االقتصادية فيقول النظم االقتصادية الغربية اللبرالية و االشتراكية‬
‫كالهما يهدف إلى تركيز السلطة بينما القواعد العالمية التي تحملها مقاصد الشريعة فهدفها‬
‫األساسي تحقيق العدل‪ ،‬و هي بالتالي تؤسس للبديل للنموذج االقتصادي و المالي الغربي‬
‫‪.‬‬
‫• و قد كتب الدكتور روبرت‪ .‬د ‪.‬كران و هو الرئيس السابق للجنة األسواق المالية لدى‬
‫رئاسة حكومة رونالد ريكان كبير في الواليات المتحدة األمريكية مقالة تحت عنوان‬
‫• ) ‪www/ Dr. Robert D. Crane The Sky Is Falling: Perils and Pitfalls of‬‬
‫‪Long-Range‬‬ ‫‪Predictions,‬‬ ‫‪An‬‬ ‫‪Islamic‬‬ ‫‪Perspective‬‬
‫• السماء تسقط ‪ :‬المخاطر و الفخاخ بعيدة المدى و اآلفاق أإلسالمية‬
‫• أن كبير الخبراء في مجال التوقعات االقتصادية و المالية جرار سلنت رغم قدرته‬
‫الفائقة في توقع األزمات غير قادر على تحليل األسباب الحقيقية لألزمة باعتبارها‬
‫عناصر خارجية و هنا يرجع الباحث لمقاصد النظم االقتصادية فيقول النظم االقتصادية‬
‫الغربية اللبرالية و االشتراكية كالهما يهدف إلى تركيز السلطة بينما القواعد العالمية التي‬
‫تحملها مقاصد الشريعة فهدفها األساسي تحقيق العدل‪ ،‬و هي بالتالي تؤسس للبديل‬
‫للنموذج االقتصادي و المالي الغربي ‪.‬‬
‫• و الواقع أن األحكام و القواعد الشرعية المتعلقة باألموال و التي تنتج القيم التي تتحكم في‬
‫تداول األموال و النقود تتوقف على المعرفة بالحق و النفع‪.‬‬

‫• ) ‪www/ Dr. Robert D. Crane The Sky Is Falling: Perils and Pitfalls of‬‬
‫‪Long-Range‬‬ ‫‪Predictions,‬‬ ‫‪An‬‬ ‫‪Islamic‬‬ ‫‪Perspective‬‬
‫• إال أن هذا المشروع الحامل لقيم بديلة عن القيم االقتصادية‬
‫المادية الغربية يحمل في طياته عدة أخطار ناتجة عن الصراع‬
‫الحضاري في صورته االقتصادية حاليا‬
‫• ‪.‬و حداثته مقارنة مع النظام االقتصادي الغربي تحد على المدى‬
‫القصير من فعاليته و لكن تأثيره على المدى البعيد سيكون عميقا‬
‫مما يجعل المنظرين االقتصاديين الغربيين الذين يخشون منافسة‬
‫المؤسسات المالية اإسالمية في الغرب و اللوبيات البنكية العربية‬
‫تحاول الفصل بين اآلليات التقنية للمعامالت المالية اإلسالمية و‬
‫القيم اإلسالمية التي تحملها مستغلة الفكرة المتداولة أن المعامالت‬
‫المالية اإلسالمية ليست حكرا على المسلمين و يمكن تبنيها من‬
‫غير المسلمين‪.‬‬
‫التدافع السياسي‬
‫• و هو بيت القصيد ألنه نتيجة التدافع االجتماعي و االقتصادي و‬
‫الفكري‪ ،‬و ألنه في مرحلة معينة يتحول التدافع إلى سياسات‬
‫إصالحية‪ .‬و هذا ما وقع في تجربتين إسالميتين رغم وجود‬
‫خصوصيات لكل واحدة‪.‬‬
‫•‬
‫• و قد ذكر جوزيف ستيكليتز الحائز على جائزة نوبل لالقتصاد في‬
‫بحث تحت عنوان المعجزة الماليزية أن نجاح التجربة الماليزية‬
‫ال يمكن تفسيرها باالقتصاد فلو اتبعت ماليزيا تعليمات صندوق‬
‫النقد الدولي لحطمت البنية االجتماعية التي تأسست خالل األربع‬
‫عقود السابقة ) ‪WWW/Joseph Stiglitz. ‘’Le miracle‬‬
‫‪Malais’’ 11/9/2007‬‬
‫يقول ستيكليتزفي سنة ‪ 1980‬كان الدخل الوطني في ماليزيا قريب من دخل هايتي و‬ ‫•‬
‫الهاندوراس و مصر و غانا و في ‪ 2007‬أصبح يعادل ‪ 8،7‬دخل غانا و ‪5‬مرات دخل‬
‫الهندوراس و ‪ 5،2‬دخل مصر‪.‬و خالل ‪ 50‬سنة من استقالل ماليزيا وقع خلق ‪24،7‬‬
‫مليون منصب شغل و هو ما يعادل ‪ 105‬مليون منصب شغل في أمريكا أي بزيادة تعادل‬
‫)‪(+ 261%‬‬
‫و تقول دراسة مقارنة قام بها مرصد التنافسية التابع لوزارة التجارة و الصناعة المغربية‬ ‫•‬
‫سنة ‪ : 1992‬سنة ‪ 1980‬كانت صادرات المغرب و صادرات ماليزيا متقاربان‪ .‬و في‬
‫‪ 1992‬أصبحت صادرات ماليزيا تعادل ‪ 8‬مرات الصادرات المغربية‪.‬هذا مع العلم أن‬
‫أوجه الشبه كثيرة بينها و بين المغرب ‪ :‬دولة إسالمية نفس عدد السكان فارق سنة واحدة‬
‫في تاريخ االستقالل انفتاح في االقتصاد تنوع في القطاعات االقتصادية و نفس عدد‬
‫السكان النشطين (عشرة ماليين)‪,‬‬
‫فما الذي يجعل إنتاجية اإلنسان الماليزي و بالتالي دخله خمس مرات اإلنسان‬ ‫•‬
‫المغربي‪.‬؟‬
‫و ما هم السبب الجواب جودة اإلنسان الماليزي ؟‬ ‫•‬
‫و ما سببها ؟‬ ‫•‬
‫القيم الدافعة‬ ‫•‬
‫و ما هي هذه القيم الدافعة ‪ :‬هي قيم تهدف باألساس إلى تخليق‬ ‫•‬
‫السياسات االقتصادية و االجتماعية و محاربة الفساد‬
‫وجود القيم الدافعة و تجانسها في المستويات الثالث األسرة و‬ ‫•‬
‫المدرسة و اإلعالم‪.‬‬
‫يقول ج ج كالرك في كتابه ''األنوار اآلتية من الشرق''‬ ‫•‬
‫” إن دول جنوب شرق آسيا أعادوا بعد استقاللهم كتابة تاريخهم‬ ‫•‬
‫حيث يبرزون أن نهضتهم نتيجة تواجدهم على الساحة العالمية‬
‫ثقافيا و اقتصاديا و سياسيا و علميا و تكنولوجيا ”‬
‫بل إن الغرب مدين جزئيا في نموه للقيم الفلسفية الكبيرة الهندية و‬ ‫•‬
‫البوذية و الطاوية و الكنفوسيوسية‪ .‬و نظيف نحن و اإلسالمية‪.‬‬
‫فهذه الدول لم تعرف في الغالب بعد الرفع من مستواها التعليمي‬ ‫•‬
‫صراع القيم و عدم تجانسها ‪ ،‬بدليل التقاء القيم األسيوية و‬
‫اإلسالمية في المجتمع الماليزي بدون أن يؤثر ذلك على مرد‬
‫ودية العامل أو المهندس الماليزي‪.‬‬
‫و كان كافيا أن يعبأ شخص وطني و ذكي و هو مهاتير هذه القيم‬ ‫•‬
‫الدافعة لتصبح أدوات لتحريك اإلنتاج و التنمية‪.‬‬
‫و نعرف أن هذه القيم لعبت دورا أساسيا في نهظة العالم‬ ‫•‬
‫اإلسالمي قديما و تعرف حيوية جديدة بعد ارتفاع نسبة التمدرس‬
‫في بعض الدول اإلسالمية‪ .‬و نذكر من جملتها ‪:‬‬
‫واالنسجام القائم بين العلم الغربي و الروحانية الشرقية‬ ‫•‬
‫االنسجام بين رؤية الكون و الحياة مع العلم التجريبى;‬ ‫•‬
‫االنسجام بين العقيدة الدينية و الفرضيات االساسية للعلم‪.‬‬ ‫•‬
‫القيمة المؤكدة للعلم و للفضول العلمي بالموازاة مع ضعف النزعة‬ ‫•‬
‫االستهالكية‬
‫القيمة المؤكدة للعمل مع تواضع قيمة المال‬ ‫•‬
‫قيمة الوقت و ارتباطه بالمنفعة‬ ‫•‬
‫التفاعل الممكن بين الزمن الوضعي و الزمن األزلي‬ ‫•‬
‫قيمة الصبر‬ ‫•‬
‫قيمة الكرامة و عزة النفس و التضحية و رفض الوصاية‬ ‫•‬
‫قيمة الشعور باألخوة اإلسالمية و األخوة اإلنسانية‬ ‫•‬
‫قيمة التدافع في ما هو نافع و التدافع الحضاري‬ ‫•‬
‫قيمة التخطيط و بناء التوقعات‬ ‫•‬

You might also like