Professional Documents
Culture Documents
مقصد العدالة الاجتماعية في المعاملات المالية في ضوء السنة النبوية
مقصد العدالة الاجتماعية في المعاملات المالية في ضوء السنة النبوية
المقدمة2...................................................................................................
المبحث الثاني :مقصد العدالة االجتماعية في المعامالت المالية زمن الرسول ﷺ 5..………………….
المطلب األول :مظاهر وأسس العدالة االجتماعية في المعامالت المالية في ضوء السنة النبوية10...
المطلب الثاني :الغاية من العدالة االجتماعية في المعامالت المالية وآثارها على الفرد والمجتمع
والتنمية10………………………………………………………………………………………………….....
الخاتمة16....................................................................................................
1
مقدمة
جاءت ال ّ
شريعة اإلسالميّة لتحقيق مقاصد وغايات ،وجلب مصالح ودرء مفاسد وآفات من أجل تحقيق
تغفل ال ّشريعة أن تتناو َل جميع جوانب حياة ال ّناس ومن
ْ سعادة للبشريّة جمعاء في الدّنيا واآلخرة ،ولم
ال ّ
ي واالقتصادي ،فقد أرست ال ّشريعة اإلسالميّة قواع َدا وأسسا ً ومنهجا ً واضحا ً في
بينها الجانبين االجتماع ّ
االقتصاد واالجتماع يضمن تحقيقَ العدالة االقتصاديّة واالجتماعيّة في المجتمعات اإلسالميّة.
أهمية البحث
الهدف من بحثنا هو تسليط الضوء على أهمية العدالة االجتماعية في المعامالت المالية من خالل دراسة
مقاصدها وآثارها على الفرد والمجتمع والتنمية.
إشـــكاليــة البحــث:
خـطـــــة البحـــث:
في المبحث األول سنتطرق الى مفهوم العدالة االجتماعية في اللغة واالصطالح وفي الشريعة اإلسالمية
واألنظمة الوضعية ،ثم في المبحث الثاني سنرى مقصد العدالة االجتماعية في المعامالت المالية في
ضوء السنة النبوية حيث سنتناول في هذا المبحث نماذج العدالة االجتماعية في المعامالت المالية زمن
الرسول صلى هللا عليه وسلم ،وآثارها على الفرد والمجتمع والتنمية.
2
المبحث :األول مفهوم العدالة االجتماعية مدارسة في المصطلح
المطلب األول :العدالة االجتماعية في اللغة واالصطالح
المطلب الثاني :مفهوم العدالة االجتماعية في الشريعة اإلسالمية واألنظمة الوضعية :
إن معظم أصحاب النظريات في موضوع العدالة يجمعون على أن المساواة األساسية في حقوق
اإلنسان وفي الحقوق المدنية والمؤسسات السياسية للديمقراطية الليبرالية تكون في مجملها الشروط
المسبقة والعناصر الحيوية للعدالة عالوة على ذلك فإن أصحاب نظريات العدالة يرون أن مرجعية
1ابن منظور ،محمد بن مكرم األفريقي ،لسان العرب (بيروت :دار صادر ،ط )1ج ،11ص.430
3
مقياس المساواة ال تنحصر فقط في الحقوق السياسية والمدنية بل تتعداها لتشمل الحقوق االقتصادية
..االجتماعية والثقافية وتكافؤ الفرص.
إن مفهوم العدالة االجتماعية تكتنفه النسبية إذ انه يختلف من اتجاه فكري الى اتجاه آخر ففي الشريعة
اإلسالمية تختلف طبيعة العدالة االجتماعية في الشريعة اإلسالمية عن طبيعتها في النظم الوضعية
المقارنة اختالفا ً بيناً ،الختالف تصور الشريعة لها عن تصورات هذه النظم ،حيث أن الشريعة جاءت
أصالً إلقامة العدالة بصورة عامة والعدالة االجتماعية بحاجة بين الناس بصورة خاصة.
يرى بعض الباحثين أن على الشريعة اإلسالمية أنها ال تفرق بين العدل والعدالة في اللغة
واالصطالح ،فكالهما يؤدي إلى معنى واحد ،وهو إحقاق الحق ،بتطبيق أحكام الشرع ،نميز أن
الشريعة اإلسالمية قد استعملت كلمة أخرى تؤدي معنى العدالة في الفكر العربي ـ قديمه وحديثه ـ
وتسمو عليها وهي اإلحسان.
وفي التصور اإلسالمي تتجدد معالم العدالة االجتماعية ،بالعدل واإلحسان والشورى وحماية
الضعيف ،وإدانة الظلم والتوازن بين حقوق ال شعب وحقوق السلطة السياسية وجعل أهم غايات النظام
السياسي أن يجعل محورة العدالة على المستويات االجتماعية واالقتصادية والثقافية كافة.
تولى الدين اإلسالمي شؤون الحياة اإلنسانية ،فكان له تصور كلي عن األلوهية والكون والحياة واإلنسان،
تجسد في القرآن والحديث وفي سيرة الرسول ﷺ وسننه العملية ،كما جسد اإلسالم الحياة على أنها تراحم
وتواد وتعاون وتكامل ،وحدد األسس وقرر النظم بين المسلمين على وجه خاص ،وبين جميع أفراد
اإلنسانية على وجه عام ،فكان هدف اإلسالم ،الوحدة المطلقة المتعادلة المتناسقة ،والتكافل العام بين
األفراد والجماعات ،وهذا هو أساس جوهر تحقيق العدالة االجتماعية في ظل اإلسالم التي تراعي
العناصر األساسية في فطرة اإلنسان غير متجاهلة للطاقة البشرية ،وبالتالي يمكن القول أن العدالة
االجتماعية من أهم المبادئ التي أرساها اإلسالم والتي يقوم عليها المجتمع اإلسالمي ،واألسس التي
تؤسس عليها العالقات بين أفراد المجتمع المسلم ،والعدل هو المعيار الذي يدرك من خالله ثبات المجتمع
واستقراره ،وبذلك عمل اإلسالم على تثبيت وترسيخ قيمة العدالة بين الناس حتى ربط جميع نواحي
الحياة بناء على أسس العدالة ،فالعدالة مرتبطة بأنظمة اإلدارة ،والحكم والمواثيق بين الناس ،واالقتصاد
والتفكير ،واألسرة والتربية وغيرها من أنظمة اإلسالم المختلفة حتى أن التاريخ قد شهد على سالمة
المجتمعات التي حكمها اإلسالم ،وكيف حماها من خراب العمران ،وكيف حال المجتمعات من دمار
النفوس وانحطاط األخالق.
4
الثان :مقصد العدالة االجتماعية يف المعامالت المالية يف ضوء السنة النبوية
ي المبحث
المطلب االول :مظاهر وتطبيقات العدالة االجتماعية يف المعامالت المالية زمن الرسول
صىل هللا عليه وسلم
أرسى ا إلسالم العديد من القواعد واألسس التي تنظم العالقات بين أفراد المجتمع ،ومن أهمها
العدالة االجتماعية بما تحمله من معان وقيم رفيعة ،صارت نموذجا يحتذى بعدما كانت أمال يرتجى في
ظل الدولة اإلسالمية ،وأن هم اإلسالم األول وشغله الشاغل هو اإلنسان ،ذلك المخلوق المكرم من قبل
هللا عز وجل ،بغض النظر عن دينه وجنسه ولونه.
فالعدالة االجتماعية جاءت من العدل الذي يعتبر جوهر اإلسالم وروحه ,وهو المحور األساسي لتطبيق
أصول الدين وفروعه ,وع ليه ترتكز فلسفة بناء المجتمع ,وحفظ الحقوق ,وتعميق المبادئ األخالقية ،لهذا
ِ۬ ْ ُ ْ ٰ َ َ ْ ٰ َ
ه ع ِن َّ َ۬ ه َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ٰ َ َ ٓ ْ أمرنا هللا به في قوله تعالى
﴿۞إن اَّلل يامر ِبالعد ِل و ِاالحسَٰ َِٰن و ِإيتا ِءے ِذے ِالقر ۪ ين وين ۪ يِ
ه ُ َ َّ ه َ ِۖ َ ْ َ ْ ِۖ َ ُ ُ ِ۬ا ْل َف ْح َش ٓاء َو ْال ُ
غ ي ِعظك ْم ل َعلك ْم تذك ُرون﴾ [النحل. ]90 :فكانت شريعة محمد ﷺ هي تاريخ ِي بالو ر
ِ نك م ِ ِ
الميالد الحقيقي للعدالة االجتماعية التي لم تكن مطبقة في أي مجتمع أو حضارة إنسانية قبل اإلسالم .
فالرسول ﷺ أقام مجتمع المدينة المنورة على أسس مثالية لن تجد لها مثيال في التاريخ البشر إال في
الكتابات النظرية لقدامى فالسفة اإلغريق مثل أفالطون وأرسطو.
فقد حرص صلى هللا عليه وسلم على المؤاخاة بين المهاجرين من أهل مكة واألنصار من أهل يثرب.
وقد انطوت تلك المؤاخاة االستثنائية على جوانب اقتصادية هامة ترتب عليها إعادة توزيع الثروة والدخل
بصورة طوعية بين المهاجرين واألنصار .يقول الدكتور عبد الرحمن يسري في كتابه «تطور الفكر
االقتصادي» « :فقد تنازل األنصار طواعية ومحبة بموجب هذه األخوة الصادقة عن جانب من ثرواتهم
أو أصولهم اإلنتاجية إلخوانهم من المهاجرين .ولقد اتخذ هذا التنازل صفة دائمة في بعض األحيان
وصفة مؤقتة في حاالت أخرى .ومن ضمن ما عرض األنصار على النبي (صلى هللا عليه وسلم) أن
يقسم النخيل بينهم وبين إخوانهم المهاجرين ،ولكنه رفض هذا العرض منهم حيث يعني التنازل عن
أهم شكل من أشكال الثروة الزراعية لديهم .وربما أن الرسول (صلى هللا عليه وسلم) كان يرى بعين
النبوة الصادقة أن األمور ستتغير إلى األحسن وأن أبوابا جديدة للرزق سوف تفتح مستقبال على
الجميع».
5
وإذا كان توزيع الثروات ما زال من أهم المشكالت التي تؤرق االقتصاديين عبر العصور ،ويعد إغفاله
أو عدم التصدي له كما ينبغي من أبرز نقاط الضعف عند غالبية المدارس االقتصادية .فإن مدينة اإلسالم
األولى قد أقيمت على مبادئ العدالة االجتماعية ،دون انقضاض على الملكية الفردية أو تدمير لعوامل
اإلنتاج.
الشرط األو ل هو تكافؤ الفرص و منه حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن
مالك بن أوس بن الحدثان قال « كان عمر يحلف على أيمان ثالث يقول وهللا ما أحد أحق بهذا
المال من أحد وما أنا بأحق به من أحد وهللا ما من المسلمين أحد إال وله في هذا المال نصيب
إال عبدا مملوكا ولكنا على منازلنا من كتاب هللا تعالى وقسمنا من رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم فالرجل وبالؤه في اإلسالم والرجل وقدمه في اإلسالم والرجل وغناؤه في اإلسالم
والرجل وحاجته و وهللا لئن بقيت لهم ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا المال وهو
يرعى مكانه» رواه اإلمام أحمد في المسند ،وأبو يوسف في كتاب الخراج .
أما الشرط الثاني فهو عدالة توزيع الثروة الذي يتضمن عدالة األجور ،روي أن أبو عبيدة تحدث
يوما ً مع عمر (رضي هللا عنه) في استخدام الصحابة في العمل فقال «أما إن فعلت فأغنهم
بالعمالة عن الخيانة» ،قال أبو يوسف في تفسيره «إذا استعملتم على شيء فابذل لهم العطاء
والرزق ال يحتاجون» .فالعدالة االجتماعية التي تتحقق من خالل كفاية وعدالة األجور تؤدي الى
رضى الطبقة العاملة وبالتالي تمنع ما نسميه بالفساد المالي.
ذلك فقد امتثل المسلمون في مجتمع المدينة المنورة ألمر الرسول ﷺ بالوفاء بحق األجير حيث
قال في الحديث الشريف الذي رواه ابن ماجة وأخرجه المنذري في الترغيب والترهيب« :أعطوا
األجير حقه قبل أن يجف عرقه» أو كما قال فيما رواه البخاري وابن ماجه وغيرهما :عن أبي
هريرة رضى هللا عنه" عن الرسول ﷺ قال « إن رب العزة تبارك وتعالى يقول :ثالثة أنا
خصمهم يوم القيامة ،ومن كنت خصمه خصمته :رجل أعطى بي ثم غدر ،ورجل باع حرا فأكل
ثمنه ،ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره» (رواه مسلم ) ،فكان ذلك أيضا
دعامة هامة في توزيع الدخول والثروات ،إذ كان عنصر العمل يؤجر بعدالة والتزام ،بما ينطوي
عليه ذلك من خلق للطلب الفعال.
ُ۬
اس أ َ ْ
ش َيا ٓ َءهُ ْم» [األعراف ]84 :ومن تفسيرها أنها نزلت في سواْ ا ُلنَّ َ
يقول هللا تعالىَ « :و َال ت َ ْب َخ ُ
إنصاف األجراء ،وعدم التعدي على حقوقهم المادية ومنه تحقيق العدالة لالجتماعية ،ألننا نجد
أن بعض الناس يستأجرون عماالً كي يعملوا عندهم ،وعندما ينتهي هؤالء العمال من عملهم
6
يمنعهم أصحاب العمل من حقهم ،ويبخسهم من أجرهم ،فكثيرا ً ما نجد موظفين ،أو سائقين ،أو
خدم ،أو غير ذلك من أصحاب المهن ،ممن يمكثون ألشهر أو ربما لسنوات دون أن يحصلوا
على أجورهم ،ومستحقاتهم المالية حتى أنه في بعض األحيان يتم الوقوع في التمييز و الالمساواة
بين العمال في األجر رغم قيامهم بنفس المهام ،وبالتالي فالعدالة االجتماعية هنا ملغية الن
التمييز يجب أن يكون فقط على أساس الكفاءة و االجتهاد ،قال ﷺ «أنزلوا الناس منازلهم »
(رواه أبو داود).
من جهة أخرى أرست البعثة النبوية دعائم نظام العدالة في توزيع الثروات على فريضة الزكاة
وفضيلة الصدقات والقرض الحسن واإلعذار في الدين (فنظرة ٌ إلى ميسرةٍ) والوقف الخيري،
فعن إسحاق بن عبد هللا بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول « :كان أبو طلحة أكثر
أنصاري بالمدينة ماال من نخل ،وكان أحب أمواله إليه برحاء ،وكانت مستقبلة المسجد ،
وكان رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -يدخلها ،ويشرب من ماء فيها طيب ،قال أنس :
فلما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة ،فقال :يا رسول هللا إن هللا
يقول { :لن تنالوا البر حتى تُنِفُقوا مما تُحبون} وإن أحب أموالي برحاء ،وإنها صدقة هلل
أرجو برها وذخرها عند هللا ،فضعها يا رسول هللا حيث شئت ،قال :فقال رسول هللا -صلى
هللا عليه وسلم : -بخ ذلك مال رابح ،ذلك مال رابح ،وقد سمعت ما قلت ،وإني أرى أن
تجعله في األقربين ،فقال أبو طلحة :أفعل يا رسول هللا ،فقسمها أبو طلحة بين أقاربه وبني
عمه»[ .صحيح[ – ].متفق عليه.].
فكل هذه المظاهر التي تم التطرق إليها عن العدالة االجتماعية في المعامالت المالية إنما هي
انبت ت على بعض األسس العقدية والقيمية والتشريعية المتصلة بمفاهيم وقيم وقواعد اإلسالم في
المال ،من هذه األسس نذكر:
االستخالف في المال :وبالتالي إسناد ملكية المال هلل تعالى ،قال عزوجل ﴿ َو َءاتُوهُم ٍِّمن َّما ِل ُ۬ ِ َّ ِ
للِ۬ا
ِے َءات۪ ٰيكُ ْۖ ْم ﴾ [ النور ،] 33 :ثم استخالف الجماعة في االنتفاع بال مال ،أما الفرد فنائب ووكيل ُ۬اِلذ ٓ
امنُواْ بِ َّ ِ
اّلل عن الجماعة في االنتفاع بالمال على وجه ال يتناقض مع مصلحتها ،قال تعالى ﴿ ۞ َء ِ
ستَ ْخلَ ِفينَ فِي ْۖ ِه فَال ِذينَ َءا َمنُواْ ِمنكُ ْم َوأ َنفَقُواْ لَ ُه ُمۥٓ أَجْ ر َكبِ ْۖير﴾
َو َرسُو ِل ِهۦ َوأَن ِفقُواْ ِم َّما َجعَلَكُم ُّم ْ
[الحديد ، ]7 :وهذا االستخالف العام يتحقق من خالل القواعد التالية:
-أن للجماعة حق االنتفاع بمصادر الثروة الرئيسية دون الفرد ،قال الرسول ﷺ «الناس شركاء
في ثالثة الماء والكأل والنار» (رواه احمد وأبو داود).
7
-تولى الدولة إدارة إنتاج هذه المصادر باعتبارها وكيل للجماعة ونائب عنها ،قال عمر بن
الخطاب (رضي هللا عنه) «لو أن عناقا” عنزا” ذهب بشاطئ العراق ألخذ بها عمر يوم
القيامة».
توفير فرص العمل :من أسس العدالة االجتماعية في المنظور االقتصاد اإلسالمي أن الدولة
اإلسالمية ينبغي أن تقوم بتوفير العمل المناسب لكل فرد حسب مقدرته ،فقد روى البخاري
وغيرة أن رجال جاء إلى النبي ﷺ يطلب إليه أن يدبر حاله ألنه خال من الكسب ،وان الرسول
دعا بقدوم وسواة بيده ،وجعل له يدا خشبية وضعها فيه ،ثم دفعه وكلفة بالعمل لكسب قوته في
مكان اختاره له .وأوجب اإلمام الغزالي في اإلحياء أخذا بهذا الحديث أن على ولي األمر أن
يزود العامل بالة العمل ،وعلى الدولة اإلسالمية أن تراعي في األجور إن تفي في إشباع
الحاجات األساسية ،فقد روي أن أبو عبيدة تحدث يوما ً مع عمر (رضي هللا عنه) في استخدام
الصحابة في العمل فقال « أما إن فعلت فأغنهم بالعمالة عن الخيانة» ـ قال أبو يوسف في
تفسيره «إذا استعملتم على شيء فابذل لهم العطاء والرزق ال يحتاجون».
توفير العالج :في المنظور االقتصاد اإلسالمي فالدولة اإلسالمية ينبغي أن تقوم بتوفير العالج
بأسعار مناسبة ،وأدلة ذلك ما ورد في السيرة ،إن نفرا من عيينة قدموا على الرسول ﷺ فاسلموا
واستوبؤا المدينة ،وشكوا ألم الطحال ،فأمر بهم الرسول ﷺ إلى لقاحة وكان سرح المسلمين بذي
الجدر ناحية قباء قريبا من عير ترعي هنالك ،فكانوا فيها حتى صحوا وسمنوا وكانوا استأذنوه
أن يشربوا من ألبانها و أبوالها ( علي عادة القوم في التداوي في زمنهم) فأذن لهم ،وكان
عمر(رضي هللا عنه) يسأل عن واليه وأحواله مع رعيته ،وكان مما يسأل عنه عيادته المرضى
جميعا أحرارهم وعبيدهم ،فإن أجاب رعية الوالي عن خصلة من الخصال بانتفائها من واليهم
عزل الوالي لعدم قيامه بحق رعايته ،ومر عمر(رضي هللا عنه) عند مجزئيه الشام على قوم من
المجزومين ففرض لهم شيئا من بيت المال.
ضوابط السوق والتسعير :ومن أسس العدالة االجتماعية في المنظور االقتصاد اإلسالمي أن
الدولة اإلسالمية ينبغي أن تقوم بوضع ضوابط للسوق ،تتضمن تسعير السلع الضرورية
واالستراتيجية ،وهنا نجد في الفقه االقتصادي اإلسالمي ثالثة مذاهب حول حكم التسعير،
المذهب األول هو مذهب المنع الذى يرى انه ال يجوز للحاكم أن يسعر على الناس مطلقا ً
(المنع) ،وإن فعل ذلك يكون فعله هذا إكراها ً يكره معه البيع والشراء (الكراهة) ،ويمنع صحة
البيع عند بعضهم (التحريم) ،وقد استدل أنصار هذا المذهب بأدلة ،منها قوله ﷺ «إن هللا هو
المس ِ ٍّعر ،القابض الباسط الرازق ،وإني ألرجو أن ألقى هللا عز وجل ،وليس أحد منكم يطلبني
بمظلمة في دم وال مال» (رواه أنس بن مالك) ،غير أن هذا الحديث -وغيره من النصوص
8
المماثلة -ال يدل على المنع المطلق للتسعير ،ولكنه يدل على المنع من التسعير في األحوال التي
يكون التسعير فيها مجحفا ً بحق البائع أو العامل الذي يقوم بما يجب عليه من امتناع عن االحتكار
أو التواطؤ إلغالء األسعار ورفعها ،يقول ابن تيمية « من احتج على منع التسعير مطلقا ً بقول
النبي (صلى هللا عليه وسلم «)-إن هللا هو المسعر… » قيل له :هذه قضية معينة ،وليست
لفظا ً عاما ً ،وليس فيها أن أحدا ً ام تنع من بيع ما الناس يحتاجون إليه ،ومعلوم أن الشيء إذا
قل رغب الناس في المزايدة فيه ،فإذا بذله صاحبه ،كما جرت به العادة ،ولكن الناس تزايدوا
فيه – فهنا ال يسعر عليهم » .أما المذهب الثاني فهو مذهب اإليجاب :فقد ذهب بعض العلماء،
كسعيد بن المسيب ،وربيعة بن عبد الرحمن :إلى جواز التسعير مطلقا ً (الوجوب) ،وذهب
المالكية إلى جواز التسعير في األقوات مع الغالء .أما المذهب الثالث فهو مذهب الجمع بين المنع
واإليجاب :فقد ذهب كثير من متأخري الحنفية وبعض الحنابلة ،كابن تيمية وابن القيم إلى منع
التسعير في أحوال و إيجابه (جوازا أو وجوبا ) أحيانا ً أخرى ،يقول ابن تيمية« :التسعير منه ما
هو ظلم ,ومنه ما هو عدل جائز بل واجب » ويقول « إذا تضمن العدل بين الناس ,مثل
إكراههم على ما يجب عليهم من المعاوضة بثمن المثل ,ومنعهم مما يحرم عليهم من أخذ
زيادة على عوض المثل ,فهو جائز بل واجب» ،ويقول ابن القيم «فإذا تضمن ظلم الناس
وإكراههم بغير حق على البيع بثمن ال يرضونه ,أو منعهم مما أباح هللا لهم فهو حرام ,وإذا
تضمن العدل بين الناس مثل إكراههم على ما يجب عليهم من المعاوضة بثمن المثل ,ومنعهم
مما يحرم عليهم ,من أخذ الزيادة على عوض المثل ,فهو جائز ,بل واجب ».والمذهب الذى
نرجحه ،والذي يتسق مع مضمون مذهب الجمع بين المنع واإليجاب ،أن التسعير يختلف الحكم
عليه طبقا لمصلحة الجماعة ،يقول ابن القيم « وجماع األمر أن مصلحة الناس ,إذا لم تتم إال
بالتسعير ,سعر عليهم تسعير عدل ال وكس فيه وال شطط ,وإذا اندفعت حاجتهم بدونه ,لم يفعل
» ،فان كان التسعير في سلعة معينة في ظرف معين ال يحقق مصالحها ويلحق بها الضرر كان
المنع ،أما إذا كان التسعير يحقق مصلحة الجماعة كان اإليجاب بشرط أن ال يتضمن السعر
الذى تضعه الدولة الضرر للبائع والمشتري .وللجماعة مصلحة دائمة في وجوب تسعير السلع
الضرورية واالستراتيجية ،دفعا لضرر دائم يتمثل في وقوع الناس في عبودية فئة تحتكر
أرزاقهم و تتكدس الثروات في أيديهم و بالتالي نقع في خرق للعدالة االجتماعية في المعامالت
المالية.
مكافحه الفقر :فلتحقيق العدالة االجتماعية في منظور االقتصاد اإلسالمي ،يفترض على الدولة
اإلسالمية تبنى آلليات معينة لمكافحة الفقر ،ومن بينها:
9
علَي ِْه ُم ْۖۥٓ ِإنَّ
ص ِ ٍّل َ ص َدقَ ٗة ت ُ َ
ط ِ ٍّه ُرهُ ْم َوت ُ َز ِ ٍّك ِ
يهم ِبهَا َو َ الزكاة :يقول هللا تعالى" ُخ ْذ ِمنَ ا َ ْم ٰ َو ِل ِه ْم َ
يم" [التوبة ]104:و العلماء المفسرون و منهم أبو بكر ع ِل ْۖ
س ِميع َ سكَن لَّ ُه ْۖ ْم َو َّ ُ
للِ۬ا َ صلَ ٰ َو ِتكَ َ
َ
بن العربي األندلسي المالكي قال "خد" موجهة إلى رسول هللا ﷺ بصفته إمام المسلمين
،و كذلك موجهة لكل من يأتي بعده و تكون له هذه الصفة ،و بالتالي فالزكاة مفروضة
أن تقوم بها مؤسسات سيادية تابعة للدولة ،حتى أنه بعد وفاة الرسول ﷺ كان أبو بكر
الصديق (رضي هللا عنه و أرضاه) يحارب مانعي الزكاة فقال « :وهللا لو منعوني عقاال
كانوا يؤدونه إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لقاتلتهم على منعه ».
إقراض الدولة للمحتاج :ينقل ابن عابدين عن أبو يوسف (يدفع للعاجز – أي العاجز عن
زراعة أرضه الخراجية لفقره – كفايته من بيت المال قرضا ً ليعمل ويستغل أرضه).
10
مثل بيع الغرر وبيع حبل الحبلة و بيع الطير في الهواء والسمك في الماء والبيع إلى أجل غير
مسمى وبيع المصراة وبيع المدلس والمالمسة والمنابذة والمزابنة والمحاقلة والنجش وبيع
الثمر قبل بدو صالحه وما نهى عنه من أنواع المشاركات".
يقول ابن القيم –رحمه هللا – في كتابه أعالم الموقعين" :إن هللا أرسل وأنزل كتبه
بالعدل الذي قامت به السماوات واألرض وكل أمر أخرج من العدل إلى الجور ،ومن
المصلحة إلى عكسها فليس من شرع هللا في شيء وحيثما ظهرت دالئل العدل وسفر وجهه
فثم شرع هللا وأمره".
ومقصد العدالة االجتماعية في المعامالت المالية واضح ،وقد ورد التعبير عنه في كتب
القواعد الفقهية بألفاظ متنوعة ،ومردها إلى هذا المقصد ،مثل المعاملة مبناها على العدل ،أو
المعاوضة مبناها على المعادلة والمساواة بين الجانبين أو األصل في المعاوضات والمقابالت
هو التعادل بين الجانبين ،وهذه بعض:
تحريم الربا
في صحيح مسلم عن جابر ،قال »:لعن رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -آكل الربا،
ومؤكله ،وكاتبه ،وشاهديه ،وقال :هم سواء« .
يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية" :واألصل في العقود جميعها هو العدل؛ فإنه بعثت به
الرسل وأنزلت الكتب والشارع نهى عن الربا لما فيه من الظلم وعن الميسر لما فيه من
الظلم والقرآن جاء بتحريم هذا وهذا وكالهما أكل المال بالباطل".
وال شك أن الربا هو عين الظلم ،إذ فيه استحالل ألموال الناس بالباطل ،واستغال ل
لحاجة الفقير من قبل أصحاب رؤوس األموال ،من خالل اشتراط الزيادة الجائرة أضعافا
مضاعفة ،فجاء اإلسالم بالنهي عن هذا التعامل الموغل في اإلجرام ،تحقيقا لمقصد العدل بين
الناس ،وشرع المعامالت القائمة على البيوع ،والمرابحات ،واإليجارات ،التي يكون كل من
العاقدين فيها له حق وعليه واجب ،فوزعت الشريعة الحقوق والواجبات بميزان العدل ،بحيث
لو تأملنا في كل عقد من العقود لوجدناها قائمة على أن كال من الطرفين له غنم وعليه غرم.
تحريم الرشوة
وهي كل ما يدفعه اإلنسان ليتوصل من خاللها إلى أمر ال يحل له شرعاً ،وقد ورد في
السنة (:لعن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الراشي والمرتشي في الحكم)،
أخرجه الترمذي ،وحسنه األلباني.
11
وواقع المجتمعات التي سادت فيها هذه الجريمة خير شاهد على اختالل ميزان العدل،
فأصبح الكفؤ غير قادر على الوصول إلى حقه ،من فرص التعليم أو التوظيف ،بل حتى في
أبسط حقوقه كالصحة مثال ،وهذه الجريمة إذا فشت في مجتمع من المجتمعات ساد الظلم
والتعدي على أموال الناس بعضهم على بعض؛ فتحريم الرشوة فيه تحقيق لمقصد العدل في
التصرفات المالية الذي تدعوا إليه الشريعة اإلسالمية.
األمر بوضع الجوائح
ففي حديث جابر رضي هللا عنه »أن النبي صلى هللا عليه وسلم وضع الجوائح« أبو
داود والنسائي واإلمام أحمد.
ضا أن رسول هللا ﷺ قال» :لو بعت من
وفي صحيح مسلم» :أمر بوضع الجوائح« ،وعنه أي ً
ثمرا فأصابته جائحة ،فال يحل لك أن تأخذ منه شيئ ًا ،بم تأخذ مال أخيك بغير حق؟ «
أخيك ً
(رواه مسلم).
والجائحة :هي كل آفة ال صنع لآلدمي فيها كالريح الشديدة ،والبرد القارس ،والحر
الشديد ،والجراد ونحو ذلك من اآلفات السماوية ،وما حصل بفعل اآلدمي ال يسمى جائحة.
وصورة المسألة التي يتبين بها مقصد العدالة االجتماعية :فيما إذا تلف المعقود عليه
مشتر أو مستأجر ،ونحوهما ،دفع الثمن أو
ٍ قبل التمكن من قبضه لم يجب على العاقد من
األجرة ،وهذا ما يسمى بوضع الجوائح؛ ألن األصل في العقود العدل من الجانبين ،واستالم
كل منهما ما عاقد عليه ،فإذا لم يحصل ألحدهما ما عاقد عليه لم يكن لآلخر أن يأخذ منه
العوض بال مقابل.
تحريم االحتكار
واالحتكار :هو أن يدخر السلعة من أقوات الناس حتى يغلو ثمنها فيبيعها ،مع شدة
الحاجة إليها من عموم الناس ،وهو محرم لقول النبي -ﷺ -كما ثبت في مسلم من
حديث معمر بن عبد هللا (:ال يحتكر إال خاطئ) (رواه مسلم) ،قال ابن القيم :وجماع األمر أن
مصلحة الناس إذا لم تتم إال بالتسعير سعر لهم تعسير العدل.
ويبرز مقصد العدالة االجتماعية في مبدأ النهي عن االحتكار من خالل الموازنة بين
حق البائع في الربح ،وبين حق المشتري في رواج السلع ،وسهولة الوصول لألقوات ،ولذلك
في األنظمة الرأسمالية التي تردت في المادية المحضة ،تشجع على الوصول إلى الربح ،ولو
على حساب المستهلكين ،فتقوم بعض الشركات العمالقة بإتالف األطنان من الحبوب في
البحار للحفاظ على األسعار بمستويات عالية ،بينما يموت اآلالف من البشر جراء الجوع
12
والمجاعات ،وهذه صورة من صور اختالل العدالة االجتماعية حين تنفلت النفوس البشرية
عن منظومة القيم التي تنظم عملية التبادل المالي والتجاري .
آثار العدالة االجتماعية عىل الفرد والمجتمع والتنمية
إن اإلسالم وضع لتسديد منهجه في تضييق الفوارق الطبقية ضوابط دقيقة؛ حيث قرر:
-أوالً إشباع جميع حاجات األفراد األساسية بما فيه الكفاية من حيث المأكل ،والملبس،
والمسكن ،والخدمات الصحية ،وخدمات النقل العام.
-ثانيا ً أن للفقراء حقا ً في أموال األغنياء .ففرض ضرائب على الثروة الحيوانية
والزراعية والمعدنية والنقدية.
وبذلك تعامل اإلسالم مع صميم المشكلة االجتماعية هادفا ً إزالة أسباب الفقر والحرمان ،محاوالً
اقتالع جذور الفساد االقتصادي الذي عانت منه البشرية لقرون طويلة .فالزكاة ،وهي الضريبة
المحددة بنسبة مئويّة في األنعام الثالثة :اإلبل والبقر والغنم ،وفي الغالت األربع :الحنطة والشعير
والتمر والزبيب ،وفي النقدين :الذهب والفضة ،تشبع الفقراء من المأكل والملبس وتسد حاجاتهم
األساسية األخرى .والخمس ،الذي هو إخراج عشرين بالمائة من الواردات السنوية ـ خمس الغنيمة
كانت أو خمس الفائدة أو الربح ـ يشتمل على عدة مصادر منها:
13
أوال :المعادن المستخرجة من األرض بضمنها النفط والكبريت.
ّ
يغطي حاجات الفقراء الواسعة ،ويرفع من وهذا المقدار من الثروة االجتماعية
مستواهم ويمنحهم فرصا ً للعمل واإلنتاج ،ويساعد الدولة على بناء المدارس والمستشفيات
ووسائل التدريب والتأهيل االجتماعي.
فلذلك دعا التشريع اإلسالمي إلى تكافؤ الفرص للعمل بكل جوانبه للمواجهة المباشرة
والحاسمة لمشكلة الفقر ،ويعد ضرورة لتحقيق التماسك االجتماعي ،إذ يدعو اإلسالم الفقراء
إلى العمل الجاد المثمر ،ويحمل الدولة اإلسالمية مسؤولية خلق فرص العمل للقادرين عليه
وأن ترغبهم فيه أَو تجبرهم عليه ،فالعمل فرض على كل قادر.
وكذلك من اهم األثار التي نتجت عن تكافؤ الفرص القضاء على البطالة كما في قوله تعالى:
وكذلك من آثار تكافؤ الفرص إقامة العدل وعمران األوطان قال تعالى:
)و َجعَ ْلنَا فِيهَا } َوآيَةٌ لَ ُه ُم ْاأل َ ْر ُ
ض ا ْل َم ْيتَةُ أَحْ يَ ْينَا َها َوأ َ ْخ َرجْ نَا ِم ْن َها َحبًّا فَ ِم ْنهُ يَأ ْكُلُونَ (َ 33
ون (ِ )34ليَأْكُلُوا ِم ْن ث َ َم ِر ِه َو َما ع َِملَتْهُ أ َ ْيدِي ِه ْم أَفَ َال
ب َوفَج َّْرنَا فِيهَا ِمنَ ا ْلعُيُ ِ عنَا ٍ ت ِم ْن نَ ِخي ٍل َوأ َ ْ
َجنَّا ٍ
شك ُُرونَ { ] يس [34 :33
يَ ْ
عدالة التوزيع وأثارها في الدخل والثروة واألجور:
إن عدالة التوزيع في االقتصاد اإلسالمي تتحقق عندما تكون هناك فرص متكافئة في
اكتساب الثروة والدخل ،وكذلك عندما تحصل عناصر اإلنتاج على العائدات (العمل وعائده
األَجر ،واألرض وعائدها اإليجار أَو الريع ،ورأَس المال وعائده الربح)
فالتوزيع العادل القائم على أساس احترام الجهد البشري يحقق آثار مهمة منها يشحذ
الهمم ويؤدي إلى إنتاج أفضل كما ونوعا ،ويؤدي اإلنتاج األكبر إلى نصيب أَكبر من الرفاهية،
فاذا تحققت العدالة في توزيع الثروة في المجتمع كان أَقرب لعدالة توزيع الدخل ويتحقق الدخل
لألفراد من جراء قيامهم بالعمل واإلنتاج في كافة األنشطة االقتصادية ،وذلك لمنع التقلبات في
14
الدخل ومعالجة البطالة والوصول إلى تضخم معتدل والقيام بالبرامج االجتماعية وتحسين
مستويات األجور.
فمن أثر عدالة التوزيع في الدخل توافر حد الكفاية لكل فرد لقوله تعالى:
ع فِيها َوال ت َ ْعرى (َ )118وأَنَّكَ ال ت َ ْ
ظ َمؤُا فِيها َوال ت َ ْ
ضحى({ )119 } إِنَّ لَكَ أَالَّ ت َ ُجو َ
]سورة طه [ 119 -118 :فحد الكفاية "يعني مستوى أَرقى في المعيشة.
15
خاتمة
بعد الدراسة المستفيضة لموضوع :مقصد العدالة االجتماعية في المعامالت المالية في
ضوء السنة النبوية
توصلنا إلى حقائق ثابتة ومن هذه الحقائق
فقد توصلنا الى أن العدالة االجتماعية تقوم على أساس التوزيع العادل للدخل القومي بين طبقات
المجتمع المختلفة الذي يعد العنصر األساسي للعدالة االجتماعية ،لكونه يقلل من الفوارق
االجتماعية بين طبقات المجتمع الواحد ويعمل على تحقيق المساواة في فرص الحياة وتوسيع
مجاالت تنمية اإلمكانات الذاتية لألفراد واستغاللها بأقصى درجاتها لكون التفاوت في القدرات
الذاتي ألفراد المجتمع أمرا طبيعياً،
وتساهم في القضاء على الفقر والبطالة والسعي للتشغيل وال سيما الموارد البشرية ،ونشر العدل
في األوطان عن طريق التمكين والقسمة في تكافؤ الفرص وأثرها في تحقيق ذلك
وكذلك توصلنا الى أن عدالة التوزيع في الدخل والثروة واألجور تساهم في توافر حد الكفاية
وتشجع االدخار والدعوة الى استثمار األموال وعدم اكتنازها
وكذلك توصلنا الى أن أثر إعادة توزيع الدخل والثروة تتم عن طريق الزكاة والضرائب.
16
انتهى بحمدهللا
هذا ما تم جمعه وبيانه وهيكلته من هذا البحث ،فهو اجتهاد شخصي فإن
أصبنا فمن عند هللا وحده وإن أخطأنا فمن نفسنا والشيطان
17
: المصادر و المراجع
القرآن الكريم
https://www.islamweb.net/ar/article/232510/%D9%85%D9%82%D8%B5%D8%AF -
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%84-%D9%81%D9%8A-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA -
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9% 8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-
%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9
http://www.masaha.org/book/view/1727-
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-
%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%B7-
%D8%AA%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AB-
%D8%B1%D9%88%D8%A9-%D9%81%D9%8A-
%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85#
https://www.aljamaa.net/ar/6216/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9 -
%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9 -
/%D9%81%D9%8A-%D8%A7
18