Professional Documents
Culture Documents
التدبير المالي و المادي لمؤسسات التربية و التعليم العمومي
التدبير المالي و المادي لمؤسسات التربية و التعليم العمومي
) واقعه وآفاقه(
ليكن الديث عن أي إصلح حقيقي أو جودة فعالة ناجعة ف مال التربية والتعليم إل إذا كان الهتمام منصبا على التفكي ف
التدبي الادي والال ،لنه لبنة أساسية ف كل تغيي وتسيي وتنظيم إداري أو تربوي مركزيا أو جهويا أو إقليميا أو مؤسساتيا ،و وهو
كذلك تفعيل ميدان لكل الشاريع والاجيات قصد إناح سي العملية الديداكتيكية والبيداغوجية ف أحسن الظروف المكنة والتاحة.
كما أن الانب الادي والال هو الذي يشكل البنية التحتية والعطى البجات لكل فعل تربوي وتدبي إداري .إذا ،ماهو التدبي الادي
والداري؟ وماهي مرتكزاته الساسية؟ وماهو واقعه وآفاقه؟
يهتم التدبي الادي والال بكوني أساسي وها :الانب الادي والانب الال.فالانب الادي يقصد به كل ماهو مادي ف الؤسسة
التعليمية من متلكات عقارية وتهيزات ثابتة ومنقولة ووسائل وأدوات ومواد مستهلكة وغي مستهلكة مع التركيز على آليات تنظيمها
وقواعد وأساليب وطرائق تدبيها من حيث الاسبة والستغلل والستعمال والستهلك والتخزين والفظ والصيانة والصلح والتتبع
والراق بة.أ ما التدب ي الال ،فيه تم بالوا نب الال ية للمؤ سسة عن طر يق تد يد موارد ها وإمكانيا تا فضل عن تفص يل طبيعت ها وأنواع ها
وتنظ يم قوا عد وأ ساليب وطرائق تص يلها و صرفها ومالت إنفاق ها وكيف ية ما سبتها وتتبع ها ومراقبت ها ،وكذا الجراءات والتداب ي
الدارية والسطرية التعلقة با.
ويستند التدبي الادي والال للمؤسسات التعليمية لداء وظائفها الديداكتيكية والبيداغوجية والجتماعية والقتصادية حسب منظور
اليثاق الوطن للتربية والتكوين إل خسة مرتكزات أساسية وهي:
-1الصادر القانونية والنصوص التنظيمية للتدبي.
-2آليات التدبي.
-3المتلكات العقارية والنقولة.
-4الوارد الالية.
-5مسك الاسبة الادية والالية.
فإذا بدأ نا بالرت كز الول ،فينب غي على كل الطراف التدخلة) الفراد-الالس -المعيات( ف التدب ي الادي والال للمؤ سسات من
الطلع على جلة من النصوص القانونية والتنظيمية العامة والاصة الت تفصل بنود وقواعد هذا التدبي بشقيه :الادي والال.
وعلى مستوى آليات التدبي الادي والال ف الؤسسات ،فنستحضر ف هذا السياق كل من مدير الؤسسة وملس التدبي .فالدير هو
الشرف الول على التدب ي الادي والال بوازاة مس ي للمص ال الاد ية والال ية الذي يتول مه مة التدب ي الادي والال والا سبات ول كن
تت إشرافه طبعا.
و من مهام مد ير الؤ سسة توف ي شروط الص حة والس لمة للشخاص ،وتوف ي شروط سلمة التجهيزات والمتلكات ،واقتراح توف ي
و سائل الع مل الضرور ية لتدب ي الؤ سسة ،و الع مل على إبرام اتفاقيات الشرا كة لتمو يل متلف الشار يع التربو ية والثقاف ية والفن ية
والرياضية.
وطبقا للمادة الثامنة عشرة من النظام الساسي ،ت إحداث ملس لتدبي الؤسسة يشارك فيه أطر الؤسسة وشركاؤها من آباء وأولياء
المور وجاعات ملية وجعيات التمع الدن وفعاليات اجتماعية واقتصادية وثقافية وفنية ورياضية وكل الفاعلي الهتمي بشؤون التربية
والتعل يم.ويضطلع ملس التدب ي بهام عدة من ها :اقتراح النظام الداخلي للمؤ سسة مع احترام القوان ي الاري با الع مل ف ذلك ،
ودراسة العمل السنوي على مستوى أنشطة الؤسسة وتتبع مراحل إنازها،ودراسة التدابي اللئمة لضمان صيانة الؤسسة والفاظ على
متلكا تا ،والطلع على القرارات الص ادرة عن الالس الخرى ،وإبداء الرأي ف الشراكات ال ت تعتزم الؤ سسة إبرام ها ،ودرا سة
حاجيات الؤ سسة للس نة الدرا سية الوال ية ،والص ادقة على التقر ير الس نوي العام التعلق بنشاط و سي الؤ سسة .ويع قد ملس التدب ي
دورتي عاديتي :الول ف بداية السنة الدراسية والثانية ف متمها لدراسة متلف القضايا العروضة.
ويس توجب التدب ي الادي الهتمام ب كل الكونات الاد ية للمؤ سسة و صيانتها وا ستغللا أحس ن ا ستغلل من أ جل تق يق الص لحة
العام ــة و الفاظ على المتلكات العقار ية للمدر سة ال ت تتش كل من ج يع البنايات الوجودة دا خل أ سوار الؤ سسة و ج يع الرا فق
الكونة لفضاءات الياة الدرسية دون أن ننسى المتلكات والوسائل النقولة من التجهيزات الدرسية والوسائل التعليمية.
ومن أجل تقيق تدبي معقلن لذه التجهيزات والمتلكات لبد من اتباع مراحل إجرائية و أساسية للقيام با كتحديد الاجيات واقتناء
التجهيزات والوسائل التعليمية الت تقوم با الهات الختصة على ضوء التدابي الدارية والجراءات السطرية ،وإيلء عمليات استلم
التجهيزات الدر سية من الشركات الزودة كث ي الهتمام والعنا ية من تت بع وض بط ومراق بة،والقيام بتوزيع ها على الس تفيدين مع اتاذ
كافة الجراءات والترتيبات الضرورية ف عقلنة عملية الرد والتوثيق ،والافظة على التجهيزات الدرسية أثناء فترة استعمالا مع السهر
على صيانتها و السراع ف إصلح ماتلشى من بعض أجزائها والتخلص من التجهيزات التلشية وغي القابلة للصلح بتاتا ولسيما
الت تتراكم بنبات بنايات الؤسسة أو ببعض مرافقها ،وذلك من أجل الفاظ على أمن وسلمة التلميذ وتوفي فضاء مدرسي مناسب
يراعي جالية الؤسسة وفضاءاتا.
وإذا كان التدب ي الال يه تم أ ساسا بال ية الؤ سسة من ح يث تد يد الوارد ومص ادرها ،وطرائق تص يلها ،وكيف ية ومالت صرفها،
وتقنيات ووسائل ضبطها ،ومسك ماسباتا ،وأساليب الراقبة وإجراءاتا ،فإن الحاطة بذا الانب من التدبي يقتضي بالضرورة التذكي
بالعناصر التالية:
-الوارد والمكانيات الالية للمؤسسة ونفقاتا.
-البادئ الساسية والقواعد العامة والاصة الت تكم تدبيها.
وبناء على ما سبق ،فإن مؤ سسات التعل يم لتتو فر على ميزانيات بالفهوم القتص ادي للميزان ية ،و من ث تتش كل الوارد الال ية
للمؤ سسات من مداخ يل خا صة)ر سوم التس جيل بالقس م الار جي -ر سوم التأم ي الدر سي والريا ضي -ر سوم النراط ف المع ية
الرياض ية الدر سية -ر سوم ا ستعارة الك تب وضما نا -ر سوم الضمان بالعا مل -ر سوم الذخائر بالداخل ية -واجبات الائدة الشتر كة
والقا مة بالداخليات -الكفالة( تدد ها مذكرات وزار ية صادرة عن الس لطة الكوم ية الو صية ،وموارد إضاف ية تر صدها الكادي ية
الهوية للمؤسسات التعليمية ،وهي اعتمادات التسيي مثل:اعتمادات التغذية الاصة بالتلميذ المنوحي و إعانات التسيي والصيانة
للخارجية واعتمادات تسيي القسام التحضيية ودبلوم التقن العال ،وموارد استثنائية وهي إما موارد تنظم شروطها مذكرات وزارية
دون تديد قيمتها ) التلفات-القروض -التسبيقات -الداخيل الاصة( ،أو موارد تنظمها اتفاقيات الشراكة الت ينص عليها النظام
الساسي لؤسسات التربية والتعليم العمومي وتقدم على شكل مساعدات عينية .
وعليه ،فإن موارد الؤسسات ونفقاتا تكمها نفس البادئ والقواعد والساطر الت تكم تدبي الوارد العمومية ،وعلى رأسها مقتضيات
النظام الساسي للمحاسبة العمومية ومبادئه.ومن العلوم ،أن مسك الاسبة الادية والالية يضع للقواعد والشروط الشكلية والوضوعية
الت تنظم الاسبة العمومية بصفة عامة مع بعض الختلفات الشكلية نظرا لصوصيات الؤسسات التعليمية ،كما تكمها نفس البادئ
العامة) الزدواجية -الستقللية -الشروعية -الراقبة( .وبالتال ،فإن مدير الؤسسة يقوم بسك الاسبة الدارية باعتباره مشرفا على
التدبي التربوي والداري والادي والال ف حي يقوم مسي الصال الادية والالية بسك الاسبة الاسبية .وتنقسم هذه الخ ـية إل
قسمي:
•الاسبة الادية
• الاسبة النقدية.
يقوم الدير بالاسبة الدارية باعتباره مشرفا ماديا وماليا و ماسبا إداريا بصفته آمرا بالصرف والستخلص ف الراحل التالية:
للمداخيل :يقوم رئيس الؤسسة بثلث عمليات أساسية ،وهي :الثبات) وضع اللوائح النهائية للملزمي بأداء -1بالنسبة
القوق الثب تة للمؤ سسة( ،والتص فية)حص ر البالغ الس تحقة للمؤ سسة والتأ كد من صحتها ومشروعيت ها( ،وال مر
بال ستخلص) تص يل القوق الثب تة للمؤ سسة وو ضع التأشية على متلف سجلت الداخ يل والقوق الثب تة واللوائح ال سية
الصورة(.
للمصاريف :وتتجلى الفعال الدارية التعلقة بالنفقات ف العمليات التالية :اللتزام) صلحية تقدير ضـرورة -2بالنسبة
أو أهية الصاريف الت يعتزم القيام با أو تمل أداء نفقة أو دين( ،والتصفية) التحقق من صحة الدين من خلل الستندات الثبتة لقوق
الدائن ي وحص ر مبالغ النفقات( ،وال مر بالداء) ال مر بد فع الديون إل مس تحقيها ع ند حلول آجال الد فع وب عد التأ كد من صحتها
ومشروعيتها خلل عملية التصفية(.
وإذا انتقلنا إل ماسبة الاسب فيعتب رئيس الصال الادية والالية ماسبا بكم الواقع والنصوص القانونية النظمة لعملية الاسبة الادية
والالية .وتتكون ماسبة رئيس الصال الادية والالية من مالي وها :الاسبة النقدية) يتكفل بتدبي وتوثيق الداخيل والنفقات على ضوء
النص وص التنظيم ية والقانون ية لذلك( ،والا سبة الاد ية )يتح مل مس ؤولية التدب ي الادي للمؤ سسة تت سلطة الد ير ومراقب ته وذلك
بص فته مس اعدا له(.وتش كل الا سبة الاد ية جزءا ليتجزأ من الا سبة العموم ية .والا سبة الاد ية تص صنفي من ال ـواد والدوات
وهــــما:
الواد الستهلكة ●
و من أهم عناصر هذه الاسبة الادية مسك الاسبة الادية و هو ليس فقط مرد عمليات قيود أو مسك لختلف الوثائق والسجلت،
بل هي بالضافة إل ذلك عمليات تتبع يومية لركية الواد والدوات والتجهيزات ،والسهر على سلمتها من التلف أو الضياع بسبب
السرقات والرائق ،والفاظ على جودتا وصيانتها وإصلحها ،وترشيد استعمالا واستغللا واستهلكها .
وخلصة القول :إن التدبي الادي والال على الرغم من استجابته للمبادئ العامة لتدبي الموال العمومية ولقتضيات النظام
الساسي للمحاسبة العمومية ومقتضيات النظام الساسي للمحاسبة العمومية فإن واقعه الال ليستجيب مع التطورات التربوية الديثة
الداعية إل الودة والكفاءة .كما أن تويل الؤسسات التعليمية إل مصال الدولة الت تسي بطريقة مستقلة) (SEGMAكما يدعو
إل ذلك اليثاق الوطن للتربية والتكوين ل يتحقق ول يفعل إجرائيا وميدانيا.ويلحظ كذلك أن النصوص التنظيمية والقانونية للتدبي
الادي والال قد أصبحت متجاوزة ومتقادمة لتتلءم مع مس تجدات الواقع وما يثب ته اليثاق من دعوة إل الداثة والتجد يد ومواكبة
لستجدات التكنولوجيا وعولة التصال والتأقلم مع فكر البادرة الفردية وتأهيل الؤسسات القتصادية والجتماعية والتربوية للمنافسة
والبداع والنتاج .و يتس م هذا التدب ي الادي والال بالب طء الداري والروت ي وشكل ية القرارات وانعدام الشفاف ية والديقراط ية ف
إسناد السؤوليات والوظائف الدارية والالية و كثرة الوثائق والبيوقراطية ف التعامل ولسيما ف عملية الصرف وأداء حقوق الدائني،
وض عف المكانيات الاد ية والال ية والبشر ية لناح مس لسل الودة ال ت تد عو إلي ها الوزارة ،وانعدام الكفاءة الا سباتية والعلم ية
والثقافة العصرية لدى الوظفي والعاملي ف هذا الال وكذلك عند السؤولي و الشرفي على هذا التدبي القتصادي.