You are on page 1of 2

‫إقتصاد السوق مشتقات الرأسمالية‬

‫تعريف اقتصاد السوق يقصد باقتصاديات السوق تلك االقتصاديات‪ ،‬التي تعتمد على ميكانيكية‬
‫قوى العرض والطلب؛ لتحقيق توازن السوق‪ .‬وهذا يعني اللجوء لقوى السوق المتمثلة في قوى‬
‫العرض والطلب؛ لتحديد وجهة المتغيرات االقتصادية الرئيسة كمستوى اإلنتاج واألسعار‬
‫والطلب‪ ،‬من دون أن يكون هنالك أي تدخل يعيق حركة قوى السوق أو يؤثر فيها‪ .‬وبشكل عام‬
‫فإن من أهم المبادئ التي يجب توافرها في اقتصاديات السوق اآلتي‪ .1 :‬مبدأ المنافسة‬
‫الكاملة‪:‬يمكن القول إن حالة المنافسة الكاملة قد تحققت في السوق إذا توافرت الشروط التالية‪ :‬أ‪.‬‬
‫وجود عدد كبير من الوحدات االقتصادية االستهالكية أو اإلنتاجية‪ ،‬بحيث ال تستطيع الوحدة‬
‫االقتصادية الواحدة التأثير في مستوى األسعار السائدة في السوق‪ .‬ب‪ .‬حرية الدخول وإلى‬
‫السوق والخروج منه من دون أي قيود أو تدخالت طبيعية‪ ،‬أو إجرائية‪ .‬ج‪ .‬حرية انتقال عناصر‬
‫اإلنتاج بين صناعات وقطاعات االقتصاد المختلفة‪ ،‬وفقا ً للمعطيات المتوافرة في سوق عناصر‬
‫اإلنتاج وحدها‪ .‬د‪ .‬تجانس السلع والخدمات المعروضة في السوق‪ .‬هـ‪ .‬قدرة الوحدات االقتصادية‬
‫على الحصول على كل المعلومات المتعلقة بالسوق في الوقت نفسه‪ ،‬وبالدرجة نفسها‪ .‬ويتضح‬
‫مما سبق أن سيادة مبدأ المنافسة الكاملة في السوق يتطلب حرية التملك ومنع تدخل أي جهة أو‬
‫فرض أي قيود من شأنها أن تؤثر في قوى العرض والطلب وعلى مستوى األسعار السائدة في‬
‫السوق‪ .2 .‬مبدأ الحرية االقتصادية‪:‬ويقصد به حرية الوحدات االقتصادية في اتخاذ القرار‬
‫المناسب‪ * .،‬وفقا ً لمعطيات السوق‪ * .‬ال وفقا ً لقرارات وقوانين إجرائية خارج نطاق السوق‪* .‬‬
‫وفي هذا الخصوص‪ .‬يرى االقتصادي الشهير "آدم سميث" أنه إذا تركت الحرية لألفراد لتحقيق‬
‫مصالحهم الخاصة‪ .‬فإن المصلحة العامة ستتحقق ال محالة لكونها تمثل المصالح الخاصة‬
‫مجتمعة‪ . 3 .‬عدم التدخل الحكومي‪ :‬ويقصد به منع كل صور التدخل‪ .،‬التي من شأنها أن تؤثر‬
‫في قدرة قوى العرض والطلب أو تعيقها عن توجيه اإلشارات المناسبة للوحدات االقتصادية‬
‫االستهالكية أو اإلنتاجية‪ .‬مما قد يتسبب في تضليل تلك الوحدات‪ .،‬أو في إلزامها باتخاذ القرار‪.‬‬
‫الذي ال يحقق مصالحها الخاصة‪ .‬ومن ثم فإن تحقق التوازن الجزئي والعام يتطلب إعطاء‬
‫الوحدات االقتصادية الحرية في قراراتها االستثمارية أو االستهالكية‪ .12،‬من دون تدخل مباشر‬
‫أو غير مباشر من الدولة في النشاط االقتصادي‪ . 4 .‬مبدأ حرية الملكية الفردية‪ :‬ويقصد بها‬
‫حرية تملك األفراد لكل أدوات اإلنتاج المختلفة وعناصره من دون قيود كمية أو نوعية‪ ،‬حيث‬
‫يعتبر الفرد الوحدة الرئيسة للنشاط االقتصادي‪ ،‬الذي يسعى إلى تحقيق مصالحه أ‪ .‬اقتصاديات‬
‫السوق والرأسمالية يتضح مما سبق أن اقتصاديات السوق ليست إال صورة تطبيقية للفكر‬
‫الرأسمالي‪ ،‬الذي وضع مرتكزاته الرئيسة آدم سميث وألفرد مارشال وغيرهما من االقتصاديين‪،‬‬
‫الذين حاولوا تفسير حركة النشاط االقتصادي من خالل نظرتهم للملكية الخاصة والحرية‬
‫االقتصادية‪ .‬فكما الحظنا عند الحديث عن الفكر الرأسمالي أن مؤسسي هذا الفكر كلهم قد نادوا‬
‫بحرية التملك‪ ،‬وعدم التدخل الحكومي‪ ،‬ومحاربة االحتكار وغيرها من المبادئ‪ ،‬التي تقوم عليها‬
‫فكرة اقتصاديات السوق‪ ،‬وتعد من ضروريات عمل قوى العرض والطلب‪ ،‬التي تحكم النشاط‬
‫االقتصادي‪ .‬ولعل مبدأ اليد الخفية الذي نادى به "آدم سميث" يمثل واحداً من أهم منطلقات الفكر‬
‫الرأسمالي‪ ،‬كما يمثل منطلقا ً رئيسا ً للمؤمنين بقدرة قوى السوق على تحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬
‫ففي كلتا الحالتين نجد أن الوحدة االقتصادية تستجيب إلشارات السوق وتتخذ‪ ،‬وفقا ً لذلك‪،‬‬
‫قراراتها االقتصادية المناسبة‪ ،‬التي تحقق مصالحها الخاصة‪ ،‬وبطريقة غير مباشرة تحقق‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬شريطة عدم تدخل الدولة في النشاط االقتصادي‪ .‬وكلتا الحالتين تعد الملكية‬
‫الخاصة المحرك الرئيس للنشاط االقتصادي‪ ،‬حيث يسعى الفرد الرشيد‪ ،‬في مجال اإلنتاج‬
‫واالستثمار‪ ،‬إلى تعظيم ربحه من خالل اختياره ألفضل توليفة من عناصر اإلنتاج‪ ،‬التي تحقق‬
‫أفضل توليفة من السلع والخدمات المنتجة‪ ،‬كما يسعى الفرد الرشيد في مجال االستهالك إلى‬
‫اختيار أفضل توليفة من السلع والخدمات‪ ،‬التي تحقق له أقصى درجات اإلشباع‪ ،‬وفقا ً لدخله‬
‫المحدود ‪ .‬ومما ال شك فيه أن سعي كل األفراد إلى اتخاذ القرار االستثماري واالستهالكي‬
‫المناسب سيكفل تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬وسيعمل على تحقيق التوازن الجزئي والعام‪ .‬ومن هنا‬
‫يمكن القول‪ :‬إن اقتصاديات السوق تمثل الصورة التطبيقية المثالية للفكر الرأسمالي‪ .‬ب‪.‬‬
‫اقتصاديات السوق واالشتراكية عند الحديث عن الصور المختلفة لالشتراكية‪ ،‬الحظنا أنها تنادي‬
‫بالملكية العامة لعناصر اإلنتاج لتكون وسيلة للحد من تمركز رؤوس األموال وتراكمها لدى‬
‫الرأسماليين‪ ،‬كما تنادي بحق األفراد في الحصول على ما يكفل قدرتهم على اإلنتاج فقط‪ ،‬ويستند‬
‫االشتراكيون في ذلك إلى نظريتهم الخاصة ‪ .‬في فائض القيمة والتركيب العضوي لرأس المال‪،‬‬
‫مقيدين بذلك حق الفرد في التملك الخاص‪ .‬كما الحظنا عند الحديث عن المبادئ الرئيسة‪ ،‬التي‬
‫تحكم اقتصاديات السوق أن حرية التملك وحرية القرار االقتصادي‪ ،‬وفقا ً لمبدأ المنافسة الكاملة‪،‬‬
‫شرطان ضروريان لعمل قوى العرض والطلب الالزمة لتحقيق التوازن الجزئي والعام‪ .‬ومن ثم‬
‫فإنه يمكن القول‪ ) :‬إن اقتصاديات السوق تمثل المجال التطبيقي للفكر الرأسمالي‪ ،‬الذي يعد‬
‫الفكر المضاد للفكر االشتراكي منقوووووووول‬

You might also like