Professional Documents
Culture Documents
درس
اجنــــاس :
1
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
نإ ايطّؤاٍ عٔ َاٖ ١ٝاإلْطإ قد نشف يٓا قصٛز املعسف ١املباشس ٠باإلّْ١ٝ
ٚستدٚدٜتٗا يف تًبَ ١ٝطًب َعسف ١حكٝك ١اإلْطإَ ٖٛٚ ،ا محًٓا عً٢
االْفتاح عً ٢أفل ايػري ١ٜحبجا عٔ صٛز ٠إلّْٝتٓا ته ٕٛأنجس ٚاقعٚ .١ٝيعٌّ ٖرا َا
ٜدعْٛا اآلٕ إىل ايطؤاٍ زتدّدا عٔ حكٝك ١اإلْطإ ضُٔ بعد ٟاإلّْٚ ١ٝايػري،١ٜ
ضؤاال ٜطتفصْا يًٛقٛف عً ٢دالي ١اذتد ٚ ٜٔيًتفهري يف شهٌ أ ٚطبٝع ١ايعالق١
اييت ميهٔ إٔ تصٌ أ ٚتفصٌ بُٗٓٝا.
2ـ إحزاجات:
*هل ال ٌزال سؤال ” ما اإلنسان؟ “ ٌحتفظ بثقله اإلشكالً ،بعد ما أتاحه ال ّتق ّدم العلمً من معرفة
بأفراد النوع البشري وسائر الكائنات الحٌّة من اإلخصاب حتى الموت أم أ ّننا بإعادة طرحه نكون
على شاكلة من ٌرٌد خلع أبواب مفتوحة ؟
* و إذا سلّمنا جدال أنّ األمر لٌس على هذه ال ّشاكلة ،فبماذا نفسّر االنتقال من سؤال ”ما اإلنسان ؟“
إلى سؤال ”ما اإلنسانً؟ هل بانكشاف عدم وجاهة السؤال أم بتعذر اإلجابة عنه بدعوى أ ّنه سؤال
حول الماهٌة ،كما لو أنّ السؤال حول اإلنسانً لٌس سؤال ماهٌة ؟
و إذا سلّمنا أنّ سؤال ”ما اإلنسانً؟ “ ٌكتسب مشروعٌته بحكم انفتاحه على الكثرة ،فهل أنّ هذا
االنفتاح ممتنع عن سؤال ”ما اإلنسان؟
2
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
* هكذا إذن نلج فضاء إشكالٌا مترامً األطرافٌ ،كون فٌه اإلنسان مصدر السّؤال وموضوعه
وغاٌته ،وهو ما عناه سقراط قدٌما بقوله":أٌّها اإلنسان اعرف نفسك بنفسك" .
* ولكن إلى أي مدى ٌمكن أن نطمئن لمثل هذه المعرفة المباشرة بحقٌقة اإلنسان؟ أال ٌقتضً األمر
اختبار مصداقٌة مفترضاتها فلسفٌا وعلمٌا ؟
*هل ّ
ٌحق لنا اختزال حقٌقة اإلنسان فٌما ٌشعر به من تفرّ د الوجود أي فً األنا أو الوعً أو
العقل...؟ أال ّ
تمثل الغٌرٌة أفقا موازٌا تنكشف فٌه الحقٌقة اإلنسانٌة بنفس القدر الذي تتٌحه نافذة
األنا أو الوعً أو العقل؟
*أال تكون الكثرة فً اإلنسان دالّة على محاٌثة الغٌرٌة إل ّنٌته ؟ وإذا سلمنا جدال بهذا االفتراض،
فعلى أي نحو فهمنا هذه الغٌرٌة التً تبدو كامنة فٌنا وعالمة دالة على تكثر وحدتنا؟ أو باألحرى
أٌّة قٌمة أضفٌناها على هذه الغٌرٌة؟
3
3
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
إنّ سؤال "ما هو اإلنسان؟" الذي طرحه كانط واعتبره سؤال األسئلة جمٌعا بل كل الفلسفة ،
هو ما ٌفسر داللة األطروحة القاضٌة بأنّ "اإلنسانً" وحدة نوع تنطوي على الكثرة .
و ماذا تعنً "الوحدة" غٌر ضرب من "الماهٌة" التً هً ما ٌجعل من "إنسان" ما إنسانا ؟
وماذا ٌمكن أن تعنً "الكثرة" غٌر ما ٌعرض لهذه الماهٌة وٌطرأ علٌها من خارج صورتها ؟
ذلك هو السؤال الذي ولد كثٌرا من األسئلة حول معنى اإلنسانً وأخرجه من نطاق السؤال
المٌتافٌزٌقً "ما هو اإلنسان ؟" ،إلى أفق السؤال المابعد مٌتافٌزٌقً "من هو اإلنسان الذي هو نحن ؟"
-إنّ السؤال الجدٌد لم ٌعد :بأيّ معنى ٌُقال عن اإلنسانً بعامة أ ّنه فً ماهٌته واحد ؟ بل :بأيّ وجه
ٌمكننا أن نرصد الكثرة الثاوٌة فً ماهٌة اإلنسانً ؟
وان كان كانط بهذا السؤال قد سٌّج حقال جدٌدا لالنثربولوجٌا بما فلسفة اإلنسان فانه قد وضع
حجر األساس لمقاربة جدٌدة لإلنسانً كعلم ٌنظر فً ظواهره وإحداثٌاته خارج فلك المٌتافٌزٌقا لذا
سنستعٌض عن سؤال الماهٌة الفلسفً (ما هو اإلنسان ؟) إلى سؤال الكٌف العلمً (من هو اإلنسان أو
كٌف ٌكون اإلنسان إنسانا ؟).
4
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
• ما اإل ّنٌــــــــــــــــــــــــة ؟
اإل ّنٌة Ipséitéأو haeccéitéأو : eccéitéفً العربٌة و حسب أبً البقاء
الرندي فً كتابه الكلٌات "إنٌة" مشتقة من إن التً تفٌد التأكٌد والقوة فً الوجود نقرأ فً
ّ
ّ
كتاب الكلٌات ":فاإلنٌة هً كون الشًء موجودا ٌستمد قوته من انه محسوس ومشاهد" وهً
عند ابن رشد معنى ذهنً إذ ٌقول فً كتاب تهافت التهافت "اإلنٌة فً الحقٌقة فً
الموجودات هً معنى ذهنً وهو كون الشًء خارج النفس على ما هو علٌه فً النفس"
وٌذهب البعض إلى أنها مشتقة من أُنّ أو أٌن أو أً ْون عند الٌونان "وسواء قلنا إنٌة نسبة إلى
األنا أو األٌنٌة (من أٌن ) نسبة إلى الوجود فً المكان أو األ ٌٌّْة نسبة إلى المقول فً جواب
أي شًء هو أو اإلنٌة نسبة إلى إن فإن جمٌع هذه األلفاظ تدل على تحقق الوجود " والفرق
بٌن اإلنٌة Ipséitéوالماهٌة eccéitéأن اإلنٌة تتضمن معنى الوجود والماهٌة ال تتضمنه
على معنى قول الجرجانً فً تعرٌفاته "ماهٌة الشًء هً ما ٌجعل من الشًء هوهو" أما
الفرق بٌن اإلنٌة والهاذٌة haeccéitéأن الهاذٌة تدل على ما به ٌكون الشًء هذا الشًء
الفارابً فً كتاب ال غٌره .واغلب الظن أن المفهوم إبداع عربً صرف تحدث عنه
الحروف وفصل الحدٌث فٌه الشٌخ الرئٌس أبو علً ابن سٌنا فً كتاب الشفاء.
وفً الالتٌنٌة Ipséitéمن ipseوتعنً الهذا هو أو الهو ذاته أي الهذٌة أو ذات النفس
على معنى اٌمانوٌل لٌفٌناس
; "L’ ipséité- le moi-même ; le toi-même comme présentation de soi par soi
" dans le visage en deçà de toute représentation de soi
" اإلنٌة هً أنا ذاتً أنت ذاتك كحضور للذات من طرف ذاتها بعٌدا عن كل
تمثل للذات " أي بما ٌعنً أن اإلنٌة هً حضور ولٌست تمثل للذات من طرف ذاتها
même = la le moi والحضور ٌعنً أغناء الوجود وهو ما تفٌده عبارة ذات النفس
mêmetéوتعنً أٌضا العٌنٌة اي تعٌن الوجود وتحققه وإثباته .
إذن اإلنٌة تشٌر إلى وجود ال ّشًء وإلى فعل إثبات تح ّقق هذا الوجود عٌنٌا.
وإذا تعلّق األمر باإلنسان فإنّ إ ّنٌته هً ما به ٌكون إنسانا أي قادرا على االضطالع بما
ٌخترق وحدته من كثرة.
5
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
• ما الغٌــــــــــــــــــرٌة؟
حٌغ١ش٠ش :Altéritéمشتقة من الغٌر وهو كون كل من الشٌئٌن خالف األخر وفً ذلك قال ابن
رشد "إن الذي ٌقابل الواحد من جهة ماهو هو هً الغٌرٌة" وٌقصد أن الغٌرٌة هً ما ٌتعارض مع
الهوٌة .
وكلمة الغٌر فً اللغة العربٌة غالبًا ما ُتستعمل بمعنى االستثناء ،كقولنا :غٌر هذا؛ أي سوى هذا،
«فٌراد بالغٌر ما سوى الشًء مما هو مختلف أو متغٌّر منه ،وٌقابل األنا ،ومعرفة الغٌر تعٌن على
معرفة النفس» وفً المعجم العربً :فاآلخر -بالمد وفتح الخاء -اسم خاص لمغاٌر شخص ،أو
بعبارة أخرى لمغاٌر بالعدد ،وقد ٌُطلق على المغاٌر فً الماهٌة ( )...واآلخر بمعنى الغٌر :كقولك
رجل آخر وثوب آخر.
أما فً الالتٌنٌة فالغٌرٌة هً مقولة أساسٌة مثل مقولة الهوٌة ،وعبارة Altéritéأي الغٌرٌة ذات
عالقة اشتقاقٌة بالفعل Altérerواالسم Altérationوتعنٌان تغٌّر الشًء وتحوّ له لألسود (تع ّكر،
فساد ،استحالة) ،كما ترتبط اشتقا ًقا بكلمة Altéranceالتً تفٌد التعاقب والتداول ،ومعنى ذلك أن
مفهوم الغٌرٌة ٌنطوي على السلب والنفً ( )..فما ٌؤسس مفهوم الغٌرٌة فً الفكر الغربً الحدٌث
لٌس مفهوم االختالف كما هو الحال فً الفكر العربً ،بل الغٌرٌة فً الفكر األوروبً مقولة
تؤسسها فكرة السلب أو النفً ،فاألنا ال ٌفهم اإال بوصفه سلبًا أو نفًٌا للغٌر».
وإذا كان الغٌر Autruiفً اللّسان الفرنسً ٌشٌر إلى ال ّشخص اآلخر ،إلى األنا اآلخر إلى
إنسان غٌري أنا ،فإنّ اآلخر )ٌ (L’autreشٌر إلى أي شخص غٌري مثلما قد ٌشٌر إلى أيّ
شًء آخر ,أمّا فً اللّسان العربً فال فرق بٌن الغٌر واآلخر باإلضافة إلى أنّ اآلخر عند
العرب ٌشٌر فقط إلى أحد اثنٌن دون أن ٌعنى ذلك أنّ بٌنهما اختالفا أو باألحرى تناقضا أي
إلى ّ
تكثر كمً.
وفً المعنى الفلسفً الغالب حسب الموسوعة الفلسفٌة الكونٌة « :غٌر األنا ال ّ
ٌتمثل
ي سع ى ألن تجعل من الغٌر
كموضوع ،لكن كأنا ،أو كذات أخرى» أي إن الخطاب الفلسف
واآلخر هو المقابل مفهوم ًٌّا لألنا .
6
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
حكظىُ حٌمٛي حٌفٍغف ٟف ٟحإلٔغخْ اٌ ٝأٔطٌٛٛؿ١خ ِؼخٌ١ش طفؼً حٌّؼمٛي ػٍ ٝحٌّلغٛط
ٚحٌّ١ظخف١ض٠م ٟػٍ ٝحٌف١ض٠مٚ ٟحٌّظؼخٌ ٟػٍ ٝحٌّلخ٠غ ،فخعظلخي حإلٔغخْ اٌِ ٝخ٘١ش ػخلٍش ٌذٜ
أفالؽ ْٛلذّ٠خ ٚؿ٘ٛش ِفىش ػٕذ د٠ىخسص كذ٠ؼخ .
أفالطون Platon
٠ؼغ أفالؽ ْٛفٌ ّٗٙإلٔغخْ ػّٓ فٌٍٛ ّٗٙؿٛد ػخِش فبْ وخْ
حٌٛؿٛد ٕ٠مغُ اٌ ٝلغّٚ : ٓ١ؿٛد ِؼمٛي فٛل ٟخخٌذ ِٓ ؽز١ؼش
حٌ١ٙش أصٌ١ش ٚٚؿٛد كغ ٟطلظ ٟصحثف ٚصحثً ٘ ٛػخٌُ حٌزشش أٚ
ػخٌُ حٌطز١ؼش حٌّخد٠ش حٌفخٔ١ش ٚحإلٔغخْ ٠ظشوذ ِٓ ػٕظش ٓ٠أٚ
ِزذأ ٓ٠ػٍ٘ ٝزح حٌّؼٕ:ٝ
*ِزذأ سٚكخٔ ٟخخٌذ ٘ ٛحٌٕفظ حٌظ ٟطظلذد طّخِخ رخػظزخس٘خ ِزذأ
كشوش.
*ِزذأ ِـــخد ٞفخٔ ٛ٘ ٟحٌـغذ.
ٚخظٛط١ش حٌّٛلف حألفالؽ ْٞٛطظّؼً ف ٟالشحسٖ رؤْ حٌٕفظ
ؿ٘ٛش ف ٟكّ٠ ٓ١ؼً حٌـغذ ػشعٌ .زٌه ٠خظضي أفالؽ ْٛحإلٔغخْ
ف ٟرؼذٖ حيػخلً ٠ٚمظ ٟحٌـغذ ِٓ ِخ٘١ش حإلٔغخْ ،ار أْ حٌـغذ
رخٌٕغزش اٌ ٗ١ػخؽً ػطخٌش وخٍِش فخٌٕفظ ٘ ٟحٌظ ٟطلشّوٗ ٛ٘ٚ
ِظذس سرٍ٠ش ّ٠ٚؼً ػخثمخ ٠ؼٛق حٌٕفظ ف ٟػٍّ١ش طؼٛد٘خ ٔلٛ
حٌّؼًِ ٛ٘ٚ.خ ٛ٠ػلٗ ف ٟكٛحس عمشحؽ ِغ ع١ّ١خط فِ ٟلخٚسٖ حٌف١ذ ْٚك٠ ٓ١غخي عمشحؽ ِلخٚسٖ
:كٌف سكنت ال ّنفسّ الجسد والزمته وهً من طبٌعة غٌر جسمٌّة ؟ وٌجٌبه بأن ال ّنفس حٌن كانت
فً العالم العلوي حٌث الصافاء وال انقاء ال اتام صادف أن اقترفت إثما ! فأ ُ ْن ِزلت عقابا لها إلى العالم
السُّفلً واحتلّت الجسد و ُس ِجنت فٌه ،وهو ما ٌعنٌه قوله “إن الجسد قبر لل ّنفس وسجن لها ” و علٌه
وحِرمانه من إشباع شهواته لمغ َر ٌَات الجسد سٌدعو أفالطون إلى ضرورة مقاومة الفٌلسوف ْ
الحسٌّة وعدم إٌالئه أٌّة عناٌة وأهمٌّة واحتقاره وازدرائه ،وقد برّ ر أفالطون هذا الموقف السّلبً
الع َرضِ ٌّة المادٌّة وال ّنفعٌّة
الج َس ِد وحاالته َ
ث َ من الجسد باستدالالت فً حواره حٌن تح ّدث عن ُخ ْب ِ
فس عن ال ّتفكٌر وال ّتفلسفِ و ُت ْب ِع ُده عن طلب الحقٌقة فٌقول ”:ما دامت أنفسنا الفكر أو ال ّن َ
َ التً َتعٌِق
صل على مطلبنا بال َقدَ ِر الكافً والحا ُل متورّ طة مع هذا ال ّشًء الخبٌث (ٌقصد الجسد) فإ ّننا لن َنحْ َ
أ اننا ما نطلبه هو الحقٌقة كما قلنا…” وٌواصل أفالطون فً تِعْ داد شرور دوافع الجسد من حروب
واستحواذ على الخٌرات واستمالة ال ّنفس وإغوائها حتى تقع فً حالة تكاسل فً ال ّتفلسف وترك فعل
7
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
ال ّتفكٌر وال ّتأمّل ،لكً ٌُعل َِن أخٌرا استباحة قتل الجسد وإماتته فٌقول ”:إنّ أولئك الذٌن ٌشغلون
بالفلسفة بمعناها الحقٌقًِّ ٌّتدرّ بون على الموت ،وأنّ فكرة الموت أق ّل رهبة لدٌهم من لدى بقٌّة
ال ّناس“ .
8
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
أرسطو Aristote
غٍز رؼ١ذ ػٓ طظٛس حألعظخر أفالؽِ ْٛخ ع١ز٘ذ اٌ ٗ١طٍّ١زٖ حٌّؼٍُ
حألٚي أسعط ٛف ٟطظٛسٖ ٌإلٔغخْ حٔطاللخ ِٓ ٔفظ حٌّزذأ ف ُٙحإلٔغخْ
رٕخء ػٍ ٝفّٕٙخ ٌٍٛؿٛد ٕ٘ٚخ ٠ئعظ أسعط ٛطظٛسٖ حٌش١ٙش حٌمخثُ ػٍٝ
ػٕخث١ش حٌّخدس-حٌظٛسس حٌّؼشٚف فٍغف١خ رخٌظظٛس حٌٍِٛٛ١ٙسف٠ٚ ٟؼٕٟ
حٌّشوذ ِٓ ِخدس غ١ش ِظشىٍش أ ٚحٌ ٌٝٛ١ٙوّخ عّخ٘خ حٌؼشد ِٛٚسفٚ ٟطؼٕ ٟحٌظٛسس .
HYLÉMORPHISME
Théorie philosophique d'Aristote selon laquelle la constitution de tout être relevant du
cosmos est expliquée par deux principes corrélatifs : la matière (hylê : bois, matériau de
construction) et la forme (morphê : figure, disposition).
9
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
فً هذه الثنائٌة تكون الصورة بمثابة الفعل أو الكمال بٌنما تكون الهٌولى بمثابة القوة ,فالنفس من
البدن هً بمثابة الفعل أو الكمال من القوة التً تستكمل به غٌر أن الكمال أو الفعل على درجتٌن :
كمال أول وهو حصول القوة
أو االستعداد فً الكائن الحً
إذ النفس ال تؤدي وظائفها
باستمرار بل بتوقف بعض
وظائفها أحٌانا كما فً
حاالت النوم أو الغٌبوبة أو
عند الطفل الرضٌع .
أما الكمال الثانً فهو
حصول القوة بالفعل وتحققها
باستمرار .وبهذا المعنى فإن
النفس كمال أول مادامت ال
تمارس قوتها بالفعل على
نحو دائم.
ٚأسعط١ّ٠ ٛض ر ٓ١حٌـغُ
حٌطز١ؼٚ ٟحٌـغُ حٌظٕخػ ٟأ ٚحٌغ١ش ؽز١ؼِ ٟؼٍّخ ّٔ١ض حإلٔغخْ ِٓ حٌظّؼخي فخألٚي ؿغُ ؽز١ؼ ٟآٌٟ
حوظٍّض آالطٗ ٚأػؼخإٖ ٌ١ى ْٛلخدسح ػٍ ٝطؤد٠ش ٚظخثف حٌٕفظ ٚحٌؼخٔ ٟطٕخػ٠ ٟمخط ػٍ ٝحألٚي
د ْٚأْ طى ْٛآالطٗ ِىظٍّش ٚرخٌظخٌ ٟال ٔفظ ٌٗ .
ٚكظ١ّٔ ٝض ٘ز ٓ٠حٌىّخٌٔ ٓ١ؤخز حٌّؼخي حٌظخٌ: ٟ
انطفم رجم بانقىة = كمال أول أي نه استعداد طبٍعً الن ٌصٍز رجال .
انطفم رجم بانفعم حٍه ٌكبز = كمال ثاوً أي اوه أصبح فعال كذنك .
ٚػٍٚ ٗ١سغُ ٘زٖ حٌؼٕخث١ش أ ٚحٌظشو١ذ حٌِٛٛ١ٍ١ٙسف ٟفبْ حٌّخدس أ ٚحٌ ٌٝٛ١ٙال طغظّذ كم١مش ٚؿٛد٘خ
ٚدالٌظٙخ اال رلٍٛي حٌظٛسس فٙ١خ أ ٞطؼ ٓ١حٌٛؿٛد ٌزح وخٔض حٌظٛسس أ ٚحٌٕفظ ٘ ٟحٌـ٘ٛش حٌز ٞرٗ
٠ظؼ ٓ١حٌٛؿٛد ٠ٚظلمك فؼال ٌٙٚ.زٖ حٌٕفظ ِشحطذ كذد٘خ أسعط ٛف ٟوظخرٗ حٌش١ٙش ػٓ حٌٕفظ فٟ
ػالع ِشحطذ :
10
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
انىفس انىباتٍت ٌ ٟ٘ٚ:ىً وخثٓ ك ٟلٛح٘خ ػالع حٌغزحء ٚحٌّٕٚ ٛحٌظٌٛذ .
انىفس انحٍىاوٍت ٚ:ظ١فظٙخ حالطظخي رخٌؼخٌُ حٌخخسؿٚ ٟلٛح٘خ حٌلشوش ٚحإلدسحن حٌلغ. ٟ
انىفس اإلوساوٍت :أ ٚحٌؼخلٍش أ ٚحٌٕخؽمش ٟ٘ٚخخط١ش ٌإلٔغخْ ٚكذٖ (ِغ أْ ل ٜٛحألٔفظ
ؿّ١ؼخ طٛؿذ ػٕذ حإلٔغخْ) الْ حإلٔغخْ ٚكذٖ ٠ظّ١ض رمٛس حٌٕطك أ ٚحٌظؼمً ٟ٘ٚ.حٌمٛس حٌمخدسس
ػٍ ٝادسحن ِخ٘١خص حألش١خء ٚ.حٌٛػ ٟرخٌـضث١خص ٚحٌضِخْ ٚحٌّىخْ ..حٌخ.
٘ىزح ٕ٠ظ ٟٙأسعط ٛشؤٔٗ شؤْ أعظخرٖ اٌ ٝحإللشحس رـ٘ٛش٠ش حٌٕفظ ٚحػظزخس٘خ ِزذأ حإلٔ١ش ف ٟحإلٔغخْ
ِ ٛ٘ٚخ ع١غ١ش ػٍ ِٓ ٗ١رؼذ طمش٠زخ وً فالعفش حإلعالَ ٚكظ ٝحٌفالعفش حٌّذسع ٓ١١ف ٟػظش حٌٕٙؼش
حٌز ٓ٠ؽؼّٛح حألسعط١ش ٚحألفالؽ١ٔٛش رخألفالؽ١ٔٛش حٌـذ٠ذس ٚرخٌؼم١ذس فٔ ٟظش٠ش كٍ١ٌٛش ِ١ظخف١ض٠م١ش
طٕظش ٌإلٔغخْ ِٓ رؼذ ٚحكذ فمؾ.
حٌّغؤٌش حألُ٘ حٌظ ٟحػظشػض د٠ىخسص ٟ٘ ،و١ف أكذد ِخ٘١ظٟ؟ ً٘ رخٌـغُ أَ
رخٌٕفظ؟
٠ـذ أٚال أْ ٔغظزؼذ حالػظمخد حألسعط ٟحٌمذ ُ٠حٌز٠ ٞلذد حإلٔغخْ ولٛ١حْ ػخلًٌٚ ،ىٓ ً٘ ٘زح
حٌظلذ٠ذ ٚحػق رزحطٗ ؟ ،والّ ٠مٛي د٠ىخسص ،ار إٔٔخ ف٘ ٟزٖ حٌلخئ ،لذد شٟء غ١ش ِؼشٚف رّلذدٓ٠
غ١ش ِؼشٚف٠ٚ ٓ١لظخؿخ اٌ ٝحٌّؼشفش" :ار ٠ؼطشٔ٘ ٟزح اٌ ٝأْ أرلغ رؼذ رٌه فِ ٟخ ٘ ٛحٌلٛ١حْ
ِٚخ ٘ ٛحٌؼخلً" وّخ ٠مٛي د٠ىخسصٕ٘ٚ .خ ٔشحٖ ٠شد ػٍ ٝأسعط ٛرّٕطك أسعط ٛرحطٗ أ ٞأْ ٔؼشف ِخ
٘ ٛغ١ش ِؼشٚف رّخ ِؼشٚف ٚحٌلخي ٕ٘خ أْ كذٚد "حٌّؼشف رٗ" أ ٞحٌلٛ١حْ ٚحٌٕخؽك غ١ش ِؼشٚفش
11
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
رذٚس٘خ ٘ٚىزح ٔغمؾ وً حٌلـش ٔٚظـخٚص٘خ حٌ ٝرش٘خْ أوؼش ػمالٔ١ش ٛ٘ٚ.رش٘خْ حٌشه حٌّٕٙـٟ
حٌز ٞعٕ١ظ ٟٙرٕخ اٌ ٝحوظشخف كم١مش حٌىٛؿ١ظ.ٛ
ٚكغزٕخ ٕ٘خ أْ ٔظزغ ؽش٠مش طلٍ١ٍ١ش ط١ٌٛذ٠ش ٔغظّذ٘خ فمؾ ِٓ طؤِالطٕخ حٌخخطش ف ٟرٚحطٕخٌٕ ،زذأ رظلذ٠ذ
٘زٖ حٌخخط١ش ِٓ ٚؿِ ٓ١ٙخظٍف.ٓ١
ِ /1ـٓ ؿٙــش حٌـغـــــُ :رؤْ ٔظغخءي اْ وخٔض ِخ٘١ظّ٠ ٟىٓ حخظضحٌٙخ ف ٟحٌـغُ ِٚخ ٕ٠ظؾ ػٓ ٘زح
حٌـغُٚ ،حٌلخي إٔٔخ ٔؼظمذ إٔٔخ ٔؼشفٗ ٔٚلذدٖ ػٍ ٝحٌٕل ٛحٌظخٌ" ٟحٌـغُ ٘ ٛو ًّ ِخ ّ٠ىٓ أْ ٠ل ّذٖ شىً.
٘ ٛوً ِخ ّ٠ىٓ أْ ٠ظلّ١ض ف١لظِ ٗ٠ٛىخِْ ،مظ١خ ػٕٗ ٘ىزح ِطٍك ؿغُ آخش ٛ٘ .وً ِخ ّ٠ىٓ أْ
٠لظّ ،أِخ حٌٍّظ ،أ ٚحٌزظش ،أ ٚحٌغّغ ،أ ٚحٌزٚقِ ٛ٘ .خ ٠لشوٗ ف ٟحطـخ٘خص ػذ٠ذس شٟء
خخسؿ."ٟ
ِ /2ـٓ ؿٙــش حٌٕفـــــظ :رؤْ ٔظغخءي اْ وخٔض حٌّخ٘١ش طلذد رخٌٕفظِٚ ،خ ٠ظشطذ ػٓ ٘زح حٌظلذ٠ذٕ٘ ،خ
٠غظزؼذ د٠ىخسص حٌظلذ٠ذ حٌمذٌٍٕ ُ٠فظ ٚٚظ١فظٙخ ،فّخ وٕخ ٔؼظمذ أٔٗ ِٓ فؼً حٌٕفظ ِٓ طغزِٚ ،ٜش،ٟ
ٚاكغخط ٚطفى١ش ،أطزق ٚظ١فش ؿغّ١ش رلظش .
أِخ رخظٛص حٌـغُ ٚف ٟحٌشد ػٍ ٝحٌمذحِ٠ ٝؼّذ د٠ىخسص اٌ:ٝ
-كـش طـش٠ز١ش ِٓ :حٌل١خس حٌ١ِٛ١ش ِ٘ ٟخ ٠فؼٍٗ حٌمظخر ْٛك٠ ٓ١زرل ْٛحٌزر١لش ار ٔش ٜأٔٙخ
طزم "ٝطظلشن ٚطغظف حٌظشحد رؼ١ذ سغُ وٙٔٛخ ٌُ طؼذ ك١ش " ٘ٚزح ال ٠ؼٕ ٟاال ش١جخ ٚحكذح أْ
ِخ ٠لشن حٌـغُ ٌ١ظ ش١جخ خخسؿخ ػٕٗ رً ػٕظش ِٕٗ عّخٖ د٠ىخسص "أسٚحكخ كٛ١حٔ١ش "
٠ٚؼشفٙخ فِٛ ٟػغ أخش"حػٕ ٟرخألسٚحف حٌلٛ١حٔ١ش أؿضحء ٌط١فش ؿذح ِٓ حٌذَ حٌلخس " .
ٚحٌلشحسس ٕ٘خ طمٔٛخ اٌ ٝحٌّز٘ذ ح ٚ ٌٟ٢رشحد٠غُ حٌ٢ش حٌّ١ىخٔ١ى١ش حٌظ ٟطظلشن رؼٍش رحط١ش
ِ ٛ٘ٚخ ٠ؼٕ ٗ١طغّ١ش د٠ىخسص ٌٍـغُ حٌل ٟرخٌ٢ش حٌزحط١ش حٌلشوش (حألٚطِٛخط١ى١ش ) automate
.ار ٠مٛي "ٔؼظزش ٘زح حٌـغُ رّؼخرش آٌش طٕؼظٙخ ٠ذ هللا " (.ال ّ٠ىٓ أْ ٔغفً ف٘ ٟزح حٌغ١خق أْ
ػظش د٠ىخسص لذ شٙذ ٔشؤس ػٍُ ؿذ٠ذ ٘ ٛػٍُ حٌف١ضٌٛٛ٠ؿ١خ ػٍ٠ ٝذ حٌؼخٌُ ٘خسفٟ
HARVEYحٌز ٞحوظشف حٌذٚسس حٌذِ٠ٛش ٚر ٓ١أْ ػخ حٌذَ ِٓ حٌمٍذ اٌ ٝحٌششحٚ ٓ١٠رخلٟ
حألػؼخء ِ٘ ٛخ ٠ؼطٌٍ ٟـغُ ك١خس ٚكشوش ٌٚألعف طّض ِلخوّظٗ ٚاػذحِٗ ِٓ ؽشف
حٌىٕ١غش كشلخ ).
-كـش ػمالٔ١ش :طم َٛػٍ ٝطـشرش رٕ٘١ش ٘زٖ حٌّشس ٘ ٟطـشرش "لطؼش شّغ حٌؼغً" حٌش١ٙشس
حٌظ ٟطظٛس٘خ رخٛحطٙخ حٌلغ١ش حٌّؼشٚفش ِٓ كالٚس حٌؼغً ٚسحثلش حٌض٘ٛس ٚطالرش
حٌٍّّظ ..حٌخ كٔ ٓ١مشرٙخ ِٓ حٌٕخس طظالش ٝؿّ١غ ٘زٖ حٌخخط١خص ٚال ٠زمِٕٙ ٝخ عٜٛ
انشكم ٚاالمتداد ٚانحزكت ٟ٘ٚخٛحص ٕ٘ذع١ش رٕ٘١ش طؼٕ ٟأْ حٌـغُ ٠ذسن ادسحوخ ػمٍ١خ
رخػظّخد حٌّٕٙؾ حٌٕٙذع ٟحٌش٠خػ ٛ٘ٚ( ٟحٌّٕٙؾ حٌز ٞحػظّذٖ ػٍّخء حٌؼظش حٌلذ٠غ ِٓ
وٛرشٔ١ىٛط اٌ ٝغخٌ ٍٟ١اٌ ٝد٠ىخسص ٔفغٗ ػُ ٔٛ١طٓ ..حٌخ ك ٓ١ع١ىشف ْٛػٓ حٌّخدس ال
ّ٠ىٕٙخ أْ طى ْٛخخسؽ حٌّىخْ أ ٞخخسؽ حالِظذحد حٌٕٙذع ٟرؤرؼخدٖ حٌؼالػش ٛ٘ٚحٌّٕٙؾ حٌزٞ
رفؼٍٗ لخِض وً حٌؼٛسس حٌؼٍّ١ش حٌلذ٠ؼش ).
12
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
اْ حٌـغُ ٠ؼًّ رطش٠مش ِ١ىخٔ١ى١ش آٌ١ش ٌىٕٕخ ٔذسوٗ رطش٠مش ٕ٘ذع١ش ػمالٔ١ش.
أِخ حٌٕفظ فبْ ادسحوٕخ ٌٙخ ادسحن ِزخشش كذع ٟوّخ ٛ٠ػق رٌه د٠ىخسص كّ٠ ٓ١خػً ػاللظٙخ رشرخْ
حٌغفٕ١ش ٠ٚش ٜأْ ادسحوٕخ ٌألٌُ أ ٚحٌـشف ف ٟحٌ١ذ ادسحن ِزخشش كذع ٟآٔٛٔ ٛ٘ٚ ٟع ِٓ حإلدسحن
حٌؼمٍ ٟحٌفطش ٞحٌزٕ٠ ٞزـظ ِٓ كم١مش حٌىٛؿ١ظٚ ٛعّخٖ د٠ىخسص "ٌّؼش ِٓ ٌّؼخص حٌز٘ٓ " أ ٚلٛس
حٌلىُ " طّخِخ ِؼٍّخ ٔلىُ ػٍ ٝسؿخي ّ٠ش ْٚف ٟحٌشخسع كٕٔ ٓ١ظش ِٓ حٌششفش ٚحٌلخي إٔٔخ ال ٔشٜ
ع ٜٛلزؼخطِٚ ُٙؼخؽفِٚ ُٙغ رٌه ٔلىُ رؤٔ ُٙسؿخي د"لٛس حٌلىُ " ِ ٟ٘ٚؼشفش فطش٠ش كذع١ش
ٌٍز٘ٓ ٌ .زٌه ع١غظٕظؾ د٠ىخسص د"أْ حألٔخ أ ٞحٌٕفظ حٌظ ٟأٔخ رٙخ ِخ أٔخ ِظّ١ضس طّخَ حٌظّ١ض ػٓ حٌـغُ
ال رً اْ ِؼشفظٕخ رٙخ أ٠غش".
اْ د٠ىخسص حفظشع ػٕخث١ش ف ٟحإلٔغخْ ِٓ ؿ٘ٛش : ٓ٠جىهز ممتد ٘ ٛحٌـغُ وجىهز مفكز ٘ٛ
حٌٕفظ (ِٚؼٕ ٝحٌـ٘ٛش ٕ٘خ ٘ ٛوً شٟء ٠م َٛرزحطٗ ٚال ٠لظخؽ اٌ ٝآخش) ٚحٔظ ٝٙاٌ ٝأْ حٌـ٘ٛش
حٌّّظذ (حٌـغُ) ٔلظخؽ فِ ٟؼشفظٗ اٌ ٝؿٍّش ِٓ خٛحص كغ١ش ٚرٕ٘١ش ٚػٍ ٗ١فٕلٓ ٔؼشفٗ ِٓ خالي
ٚعخثؾ أِخ حٌـ٘ٛش حٌّفىش (حٌٕفظ ) فبدسحوٕخ ٌٙخ كذعِ ٟزخشش ٚفطش ٞال ٔلظخؽ ف ٗ١أٚ ٞعخؽش ٌ..زح
فّؼشفظٕخ رخٌٕفظ حرغؾ ٚأ٠غش ِ ٛ٘ٚخ ٠ؼٕ ٗ١ؿ٘ٛش حإلٔ١ش ٌ.زح ٕ٠ظ ٟٙد٠ىخسص اٌ ٝحٌمٛي "فؼشفض ِٓ
13
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
رٌه إٔٔ ٟؿ٘ٛش وً ِخ٘١ظٗ أ ٚؽز١ؼظٗ ال طم َٛاال ػٍ ٝحٌفىش ٚال ٠لظخؽ فٚ ٟؿٛدٖ اٌ ٝأِ ٞىخْ ٚال
٠ظؼٍك رآ ٞشٟء ِخد٘ٚ." ٞىزح ٕٔظِ ٟٙغ د٠ىخسص ِٕز حوظشخف حٌىٛؿ١ظ ٛكظ ٝحٌزشٕ٘ش ػٍ ٝؽز١ؼش
ػاللش حٌٕفظ رخٌـغُ اٌ ٝحٌؼٛدس اٌ ٝحٌّشرغ حألٚي حٌّ١ظخف١ض٠م ٟف ٟطلذ٠ذ أ١ش حإلٔغخْ ربلشحس حٌزحص
حٌّفىشس حٌّظؼخٌ١ش ػٓ حٌٛؿٛد حٌـغّخٔٚ ٟحٌظ ٟال طم ُ١أ ٞػاللش حٔطٌٛٛؿ١ش رٙزح حٌؼخٌُ ع ٜٛػاللش
ِؼشف١ش علش٠ش وّخ ع١غّٙ١خ ٘ٛعشي فٔ ٟمذٖ ٌٍظؤِالص حٌذ٠ىخسط١ش ٘ ,زح حٌّزذأ حٌمخثُ ػٍ ٝكم١مش
حٌىٛؿ١ظ ٛع١غّ ٗ١حٌششحف ِٓ رؼذٖ ِزذأ حألٔخٔش أ ٚحألٔخٚ -كذ ٞف ٟحٌؼخٌُ . le solipsisme.
سرّخ طفطٓ د٠ىخسص اٌ ٝطؼٛرش حٌفظً ر ٓ١حٌٕفظ ٚحٌـغُ ( ػٕخث١ش ، ) DUALISMEخخطش ٚحْ
حألٔخ ّ٠ظٍه وً ِمِٛخص حٌٛػ ٟرـغّٗ ار ٠لظ رٗ ٌٚ ،ىٓ حٌٍّفض ٌالٔظزخٖ أْ ٘زح حٌّفظشع ٌُ ٠ؼّمٗ
د٠ىخسص سرّخ " خٛفخ ِٓ سد فؼً حٌىٕ١غش " نِخ ر٘ذ اٌ ٝرٌه فشحٔغٛح شخطٌٍ ٟىٕٗ ِفظشع سعُ
فٔ ٟفظ حٌٛلض ٚكذس ظٍض غخثّش ٚغ١ش ِؼٍٕش ف ٟحٌّششٚع حٌذ٠ىخسط ٟػٍٔ ٝل ٛطش٠ق ٌ ،ىٓ ٘زٖ
حٌٛكذس حٌّفظشػش ٚحٌّؼّشس عظى ْٛحٌّذحس حٌز ٞعضٔطٍك ِٕٗ فٍغفخص أخش ٜوفٍغفش عزٕٛ١صح
١ِٚشٌٛرٔٛظ. ٟ
سغُ حٔظّخءٖ ٌٍفىش حٌذ٠ىخسط ٟاال أْ عزٕٛ١صح خ١ش حٌغ١ش ػىظ حالطـخٖ حٌذ٠ىخسطٟ
أ ٚلً حٔٗ ع١ظلذ ٜحألعظخر د٠ىخسص ٔفغٗ ف ٟحػظّخدٖ ػٍِٕٙ ٝـٗ ٌ١طشف ػٍٝ
ٔفغٗ أْ ٠ى "ْٛد٠ىخسط١خ أوؼش ِٓ د٠ىخسص ٔفغٗ" ف ٟطٕخٌّ ٌٗٚغؤٌش أ١ش حإلٔغخْ
وّخ عٕش. ٜفغزٕٛ١صح ِؼٍٗ ِؼً د٠ىخسص ٘ ٛحرٓ ػظش حٌلذحػش ,ػظش حٌظٕ٠ٛش
حٌؼمالٔ ٟحٌز ٞأ ٌٝٚأّ٘١ش ٌٍّٕٙؾ حٌؼمالٔ٘ٚ ٟض ػشػ حٌزشحد٠غُ حألسعطٟ
حٌمذ ُ٠ف ٟفٌ ّٗٙطز١ؼش حٌٛؿٛد .ك١غ ٌُ ٠ؼذ حٌؼخٌُ ِٕشطشح حٌ ٝشطش ٓ٠رً ٚحكذح ِٛٚكذح ..
٘ ِٓٚزح حٌّٕطٍك رذأ عزٕٛ١صح ٠ئعظ فٍغفظٗ ف ٟوظخد حألخالق ٌ.زح سفغ فىشس حٌـ٘ٛشٓ٠
حٌّٕفظٍٚ ٓ١حلش رّخ عّخٖ "حٌـ٘ٛش حٌٛحكذ ٚحٌٛك١ذ " هللا أ ٚحٌطز١ؼش (حٌطز١ؼش حٌطخرؼش ٚحٌطز١ؼش
حٌّطزٛػش) .
وهذا الجوهر الواحد و الوحٌد هو سبب لنفسه ال متناه مطلقا وٌحتوي على عدد ال متناه من
الصّفات .و اإلنسان ال ٌعرف من هذه الصفات إال صفتٌن فقط :االمتداد والفكر ،وهما مكوّ نتان
من عدد ال متناه من الضروب - modes-و كل ما هو موجود لٌس إال ضربا معٌنا ،إما ضرب
من الصفة الالمتناهٌة لالمتداد ،وإمّا ضرب للفكر الذي هو صفة ال متناهٌة أٌضا .فاإلنسان هو
بالنهاٌة عالقه ضربٌن (نفس /جسم) من صفتٌن (فكر /امتداد ) من جوهر واحد ووحٌد هو هللا او
الطبٌعة ٌ .قول سبٌنوزا ":إن النفس والجسد شًء واحد ،تارة نتصوره بصفة الفكر وطورا بصفة
االمتداد مما ٌجعل نظام األشٌاء أو ترابطها هو األمر نفسه سواء أكانت الطبٌعة متصورة على هذا
النحو أو ذاك .مما ٌترتب عنه أن نظام أفعال الجسد وأهوائه تتوافق بالطبع مع نظام أفعال النفس
وأهوائها ".
ما ٌنتج عن هذا اإلقرار مماهاة بٌن:
14
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
-أفعال الجسد و أفعال ال ّنفس ( التذ ّكر ،ال ّتخٌّل ،ال ّتفكٌر ) - /الفكرة و الرّ غبة.
ما ٌعنً أن نظام األفكار غٌر متعال عن نظام الرّ غبات و األهواء الجسدٌّة.
وأنّ اإلنسان ،من حٌث هو متوحّ د و عٌنً ،لٌس كائن معرفة بقدر ما هو كائن رغبة.
الرغبة " .و الرّ غبة أو ٌقول سبٌنوزا فً الكتاب ّ
الثالث من " األخالق " " :إن ماه ٌّة اإلنسان هً ّ
الكوناتوس ( ) conatusهو االنفعال األول المحدد والموجه لماهٌة اإلنسان .نالحظ هنا أن
سبٌنوزا ٌستعمل عبارة الماهٌة ( )essenceلٌعنً بها ماهٌة اإلنسان ككل أي نفسه وجسمه معا .
الذي درجت العادة على و هذه الرّ غبة ،حسب سبٌنوزا ،لٌست منحصرة فً مجال الحسّ ّ
اعتباره مصدرا للشرّ و للعبودٌّة ،بحٌث ٌتوجّ ب قمعه بواسطة العقل و األخالق ،بل إن العقل نفسه
و نظام األفكار فٌه لٌس فً آخر األمر سوى نوازع جسد ٌّة.
هكذا ٌلغً سبٌنوزا جوهرٌّة ال ّنفس :ال ّنفس لٌست جوهرا مستقالّ و متمٌّزا ،و إنما هً صوت
الجسد و تعبٌرته .
ولكن كٌف ٌستدل سبٌنوزا على أطروحته ؟وٌرد
على السابقٌن بما فً ذلك دٌكارت نفسه .؟
ٌقول سبٌنوزا ":ال أحد إلى اآلن -والحق ٌقال -قد بٌن ما ٌستطٌع الجسد فعله أي أن
التجربة لم تعلم أحدا إلى الٌوم ما ٌمكن للجسد بواسطة قوانٌن طبٌعته وحدها ،منظورا
إلٌها بما هً جسمٌة فحسب ،أن ٌفعله وما ال ٌمكن له أن ٌفعله إال ما كان محددا من قبل
النفس "
15
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
ولكن ,إذا كان سبٌنوزا ٌؤمن بنظرٌة الحلول أو بوحدة الوجود( ) Panthéismeوأن ال ّنفس و
هللا حا ّل فً ّ
الطبٌعة) فكٌف ٌقر فً حججه الطبٌعةّ ( . الجسد هما شًء واحد متحدان ،كا ّتحاد ّ
ّللا و ّ
أن الجسم هو ما ٌحرك النفس وان الرغبة هً ما ٌحدد اإلرادة ؟ .
طبعا ال ٌجب فهم األمر على انه تناقض أو خلط بل استثناء سبٌنوزي اقتضته طبٌعة الحجاج الن
النفس والجسد شًء واحد واإلنسان ماهٌة واحدة ال نفس وال جسم بل وحدة واحدة لذا فان ما نقوله
عن الواحد نقوله عن األخر كوجهً عملة واحدة ال نحرك واحدا إال بالثانً وان أتلفنا طرفا ٌفسد
النقد كله .هكذا فإن اإلرادة هً الرغبة والنفس هً الجسد و ال ٌمكن للواحد أن ٌؤسس لماهٌة
اإلنسان من دون الثانً .وبذلك تنتهً الثنائٌة الدٌكارتٌة العقٌمة التً خان بها دٌكارت منهجه حسب
سبٌنوزا حٌن لم ٌطبق على اإلنسان نفس منهجه على الطبٌعة ونعنً المنهج العقالنً الرٌاضً إذ
ٌراه كما لو كان خارج نظام الطبٌعة .
ٌقول سبٌنوزا ":إٕ اغًب اير ٜٔحبجٛا يف االْفعاالت ٚضًٛى اذتٝا ٠اإلْطاْٜ ،١ٝبدٚ ٚنأِْٗ ال
ٜدزض ٕٛاألشٝاء ايطبٝع ١ٝاييت ختطع يًكٛاْني ايعاَ ١يًطبٝعٚ ،١إمنا األشٝاء اييت تكع
خازج ٖر ٙايطبٝع .١يف اذتكٝكٜ ،١ظٗس أِْٗ ٜتصٛز ٕٚاإلْطإ داخٌ ايطبٝع ١نُا ي ٛنإ
إَرباطٛز ١ٜداخٌ إَرباطٛز. ". ١ٜ
16
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
على نقٌض الطرح الفلسفً الكالسٌكً (بما فً ذلك الدٌكارتً ) الذي لم ٌحل مشكلة تعا لق النفس
والجسد ،أعطى مٌرلوبونتً للجسد دورا هاما ،حًن بٌن أن "اتحاد" النفس و الجسد ٌتم فً كل
لحظة أثناء حركة الوجود ،وعلى هذا األساس فإن الكوجٌتو (عند مٌرلوبونتً ) يكشف عن أن
وعًٌ ه و واقع ال ٌقبل التصرف ،و ٌُ َم ِّكننً من اكتشاف نفسً ككائن فً العالم من خالل تجربة
الجسد.
إن استبعاد الجسد من مجال المعٌش الٌومً واختزاله فً مجرد آلة تنظم الهندسة اشتغالها (تصور
دٌكارت) هو موقف ٌتقابل مع تجربة الجسد التً تثبت لنا كثافة وأهمٌة حضور ه وتعلق وجودنا
المباشر به .فً هذا اإلطار ٌتنزل نقد مرلوبنتً لل كوجٌتو الدٌكارتً المتعالً والمنغلق على نفسه
الذي ٌركن لعالقة الفكر المعرفٌة و السحرٌة المتعالٌة .إن الوعً ،الذي به ٌكون اإلنسان إنسانا ال
ٌمكن أن ٌتحقق خارج إطار المعٌش (عالم الظواهر فً فلسفة هوسرل الظاهراتٌة) من خالل ما
ننسجه من عالقات مع ذواتنا ,مع األشٌاء ومع اآلخرٌن.
هذا اإلدراك ال ٌمكن أن ٌتحقق إال بتوسط الجسد ،فالجسد هو سبٌلنا الوحٌد للحضور داخل العالم
وإدراك هذا الحضور هو ما ٌحقق انيتناٌ .ستتبع ذلك التأكٌد على أهمٌة الجسد فً عملٌة اإلدراك
بما هو وسٌط بٌن الذات وموضوعها بٌن "األنا أفكر" والعالم الخارجً .بما سٌجعل عملٌة اإلدراك
عملٌة أفقٌة مثلثة بوساطة وضمانة الجسد ولم تعد عالقة عمودٌة ثنائٌة بٌن األنا والعالم .
الجسد الموضوع :هو كتلة اللحم والشحم والعظم والشراٌٌن والدم واألوردة ..الخ أي البنٌة
الفٌزٌولوجٌة والبٌولوجٌة التً أتحوز علٌها وٌمكن إدراكها عند غٌري بحٌث أرى صورا عنها فً
كتب العلوم أو صور األشعة أو ما ٌكون موضوع تشرٌح طبً ٌقول عنه مٌرلوبونتً " ٖ ٛذاى
اير ٟميهٓٓا َٔ َعسفت٘ عًِ ايتشسٜح أ ٚبصف ١اعِ طسم ايتخً ٌٝايعاشي ١إذ ْه ٕٛإشا ٤زتُٛع
اعطا ٤يٝظ يٓا عٓٗا أ ٟفهس ٠يف ايتجسب ١املباشس." ٠
بمعنى أبسط الجسد الموضوعً هو جسدي أنا كما ٌبدو لآلخرٌن ال كما ٌبدو لً أنا .
17
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
الجسد الخاص :هو كتلة المشاعر واألحاسٌس والرغبات التً بها ومن خاللها أعٌش العالم و
أعً ذاتً فً العالم ضمن تجربة داخلٌة فٌكون هو أنا "أنا جسدي " ٌقول عنه مٌرلوبونتً :
"إٕ جطد ، ٟاير ٖٛ ٟدَٚا َٛجٛد بايٓطب ١إيَٓٚ ، ٞدسط َع ذيو ٚضط األشٝا ٤بسٚابط
َٛضٛع ١ٝعد ٠جيعًٗا َطتُس ٠يف تٛاجدٖا َع٘ ٚجيعًٗا مجٝعا ختفل بٓبط ١دميَٛت٘".
بمعنى أبسط الجسد الخاص هو جسدي أنا كما ٌبدو لً أنا ال كما ٌبدو لآلخرٌن ,أو
هو ذاته أنا .
فعالقتً بالعالم – كوعً قصدي – أن ٌقصد األشٌاء لكن بتوسط الجسد الخاص بما هو مجال
اإلدراك و أداته .
ولهذا الجسد الخاص خواصه التً بها ٌتعٌن كحامل للذات المدركة أو هو ٌقف معً قبالة العالم
أٌنما ولٌت وجهً ٌقول مٌرلوبونتً ":إٕ األْا بصفت٘ َسنصا تشع َٓ٘ املكاصد ٚادتطد ايرٟ
حيًُٗا ٚاملٛجٛدات ٚاألشٝا ٤اييت تتج٘ إيٗٝا يٝطت عدمي ١ايتُٝص بٌ إْٗا يٝطت ض٣ٛ
قطاعات ثالث ١ذتكٌ ٚحٝد".
18
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
وعلٌه فإن الجسد لم ٌعد مجرد شًء ملحق بالذات المفكرة أو هً تعلو علٌه لتدركه كما تدرك باقً
الموجودات بل إن عملٌة اإلدراك ال تتم إال به و ومن خالله ولٌس اإلدراك وحده محدد لمركزٌة
الجسد بل إن وجودنا ذاته ال ٌتحقق إال به وفٌه .ذلك أن الجسد الخاص ٌتعٌن فً تجربة الوجود من
خالل خاصٌتٌن :
-خاصٌة انطولوجٌة :بما هو قوام وجودنا وما به نستمر فً وجودنا العالم ٌ,قول
مٌرلوبونتً " فاضتُسازٜت٘ – أ ٟادتطد -يٝطت يف ايعامل بٌ َٔ ْاحٝيت ".
-خاصٌة معرفٌة :بما أن جسدي الخاص هو أداة إدراكنا للعالم بما ٌملك من قدرة على
تغٌٌر عالم الظواهر " فًُا نإ جسح ٜصٝب ايعٓٝني ناف يًكطا ٤عً ٢ايبصس نإ َعٓ٢
ذيو إذٕ أْٓا ْبصس َٔ خالٍ ادتطد ٚ,ملا نإ َسض َا ٜهف ٞيتػٝري ايعامل ايظاٖساتٞ
نإ َعٓ ٢ذيو إٔ ادتطد ٜك ّٛحاجصا بٓٓٝا ٚبني األشٝا.." ٤فالجسد ٌقوم مقام "الزجاج
الملون "الذي ال ٌمنع ما تضٌئه المنارة لكنه ٌغٌر لونه .انه لٌس مجرد وسٌط معرفً بل
هو ما ٌحدد المعرفة التً تنقلها الذات .)un filtre et non pas un simple médiateur.( .
فبرح وٕخ ّٕٔق ٌٍـغذ خٛحص حٔطٌٛٛؿ١ش ِٚؼشف١ش (حٌظ ٟوخٔض حٌفٍغفش حٌىالع١ى١ش) طّٕلٙخ ٌٍٕفظ ,فٙزح
ِؼٕخٖ إٔٔخ ٔؼطٌٍ ٟـغذ أوؼش ِٓ ِـشد ٚع١ؾ ِؼشفٚ.. ٟحْ وخْ ٌ١ظ ِـشد ِٛػٛع وّخ وخْ ٠ؼظمذ
ػٍُ حٌٕفظ حٌىالع١ى ( ٟفشحٔض رشحٔظخٔٚ ٛحٌمشظخٌط١ش ) رً ٘ ٛحلشد ٌٍزحص حٌّذسوش أ ٚلً ٘ ٛرحطٗ
حٌزحص حٌّذسوش ".إْين إذٕ جطد٠ " ٟمٛي ِ١شٌٛرٔٛظ.. ٟفل ٓ١حل ٛالٔخ حِش ٟفـغذ ٛ٘ ٞحٌزٞ
ّ٠شٚ ٟك ٓ١ألٛي أٔخ أفىش فخْ ؿغذ٠ ِٓ ٞفىش ٘ٚىزح ٕٔشت وٛؿ١ظ ٛؿذ٠ذ فٌٕٛٛ١ِٕٛ١ؿِ ٟشوضٖ
ِٚلٛسٖ حٌـغذ حٌخخص ٔٚ.ئعظ ِغ ِ١شٌٛرٔٛظ ٚ ٟحٌظخ٘شحط١ش ٌظظٛس ؿذ٠ذ ٌٍزحص ٘ ٛطظٛس :
انذاث انمتجسدة .
فرانز برنتانو Franz Brentanoمعروفً عنه القول أن اإلدراك عملٌة خاطئة .أ ّكد برٌنتانو بأن اإلدراك الحسً
الخارجً ال ٌمكن أن ٌخبرنا بأي شًء عن الوجود الفعلً للعالم الملموس ،والذي ٌمكن ببساطة أن ٌكون مجرّد وهم .مع
ذلكٌ ،مكننا أن نكون مُتٌقّنٌن تماما ً من إدراكنا الداخلً .عندما نسمع نغمة ،ال ٌمكن أن نكون متأكدٌن تماما ً من وجودها
فً العالم الحقٌقً ،لكننا متأكدون تماما ً من أننا نسمعها ،وهذا الوعً ،حقٌقة أننا نسمعٌُ ،دعى اإلدراك الداخلً.
اإلدراك الخارجً ،أي اإلدراك الحسً ،ال ٌُقدم إال فرضٌات حول العالم الملموس ،ولٌس ما هو علٌه .
ِغ فش٠ٚذ ٔفظظق رشحد٠غُ ؿذ٠ذ فِ ٟمخسرش حإلٔغخْ ٚف ُٙحٔ١ظٗ ,
ِمخسرش ػٍّ١ش ٘زٖ حٌّشس طظـخٚص وً ِلخٚالص حٌفالعفش .ففش٠ٚذ
سغُ طؤػشٖ رخٌفٍغفش ٚحؽالػٗ ػٍِ ٝخ وظذ السٚشفٛو( ٛحٌمشْ
) َ 17ػٓ حٌذٚحفغ حٌؼّ١مش ٌظظشفخطٕخ حٌظ ٟطخفٚ ٟسحثٙخ كذ
حٌزحص ِٚ.خ وظذ ال٠زٕظض (حٌمشْ) 18ػٓ حٌّذسوخص حٌالٚحػ١ش
ٚخخطش ِخ وظزٗ شٛرٕٙخٚس (حٌمشْ )19ف ٟوظخرٗ حٌش١ٙش "حٌؼخٌُ
19
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
رّخ ٘ ٛاسحدس ٚطّؼً" ٚحٌز ٞحعظخٍض فٚ ٗ١ؿٛد "اسحدس خف١ش ػّ١خء" طلىُ عٍٛوٕخ ٟ٘ٚ ,حٌظ ٟفغش
رٙخ ظخ٘شس حٌـٕ ْٛكظ ٝأْ فش٠ٚذ ػٍك رؼذ رٌه حٔٗ ٌ ٛأطُ لشحءس ِخ وظذ شٛرٕٙخٚس ٌظخس فٍ١غٛفخ
ٚحٔٗ ٠شغذ فِ ٟمخسرش ػٍّ١ش ٌٙزٖ حٌظخ٘شس .
ٌقول فروٌد فً كتابه " مشكلة التحلٌل النفسً" " :إٕ َشاٖري ايفالضف ١ميهٔ االضتشٗاد بِٗ ٚذيو
بٛصفِٗ زٚادا ٚخباص ١املفهس ايعظ ِٝشٛبٓٗاٚز اير ٟميهٔ ٚضع اإلزاد ٠ايالشعٛز ١ٜعٓد ٙعً٢
قدّ املطاٚاَ ٠ع ايدٚافع االْفعاي ١ٝيف ايتخً ٌٝايٓفط." ٞ
حفظظق فش٠ٚذ لخسس حٌالٚػ( ٟحٌظ ٟوخٔض كغزٗ ػخٌغ أػظُ ٚحخطش ػٛسس ػٍّ١ش رؼذ حٌؼٛسطٓ١
حٌىٛعٌّٛٛؿ١ش ِغ وٛرشٔ١ىٛط(ق ٚ )17حٌزٌٛٛ١ؿ١ش ِغ دحس(ٓ٠ٚق ِٓ ) )19خالي حٔشغخٌٗ رؼٍَٛ
ػالػش أعظ ِٓ خالٌٙخ ِذسعش ؿذ٠ذس ف ٟػٍُ حٌٕفظ عّخ٘خ مدرست انتحهٍم انىفسً la psychanalyse
٘زٖ حٌؼٍ َٛحٌؼالػش ٘ : ٟػٍُ حألػظخد – حٌطذ حٌٕفغ – ٟػٍُ حٌٕفظ حٌؼخَ ٌ .زح ع١ظخٍ ٝفش٠ٚذ ػٓ
ِفخ٘ ُ١حٌفالعفش ِٕٚخ٘ؾ طلٍٕ٠ٚ ٍُٙ١ظش ٌٍٕفظ حإلٔغخٔ١ش ٘زٖ حٌّشس ال ػٍ ٝأٔٙخ سٚف أ ٚؿ٘ٛش
سٚكخٔ ٟرً ػٍ ٝأٔٙخ جهاس وفسً ٚ (. appareil psychique .ػزخسس ؿٙخص ٠لٍٕ١خ ػٍِٕ ٝظِٛخص
حٌـغذ ١ِٚىخٔ١ضِخطٗ حٌظ ٟكذدطٙخ ػٍ َٛطل١لش ِؼً حٌف١ضٌٛٛ٠ؿ١خ ٚحٌزٌٛٛ١ؿ١خ ٚحٌطذ ٚػٍُ
حألػظخد ِ..ؼً حٌـٙخص حٌؼظزٚ ٟحٌـٙخص حٌغذٚ ٞحٌـٙخص حٌؼظّ ٟحٌخِ )..ىٔٛخص ٘زح حٌـٙخص
حٌٕفغ ٟحٌـذ٠ذ ػالػش :حألٔخ ٚحٌٚ ٛٙحالٔخ حألػٍ ٝسطزٙخ فش٠ٚذ كغذ ِظٛحٌ١ش صِٕ١ش ٚرٌٛٛ١ؿ١ش فٟ
وظخرٗ ِخظظش ػٍُ حٌٕفظ حٌظلٍ ٍٟ١ػٍ ٝحٌٕل ٛحٌظخٌ: ٟ
-انهى le ça :
٘ ٛألذَ حٌّٕخؽك أ ٚحٌّٕظّخص ٕ٠شخ ٌذ ٜحإلٔغخْ ِٕز ٚالدطٗ الْ ِؼّ ٗٔٛؿٍّش حٌشغزخص ٚحٌذٚحفغ
حٌغش٠ض٠ش حٌفطش٠ش .غ١ش أْ فش٠ٚذ ٠خظظش٘خ ف ٟغش٠ضط ٓ١غ١ش ِمزٌٛظخْ حؿظّخػ١خ ٘ ٟحٌغش٠ضس
حٌـٕغ١ش (ح٠شٚط ) ٚحٌغش٠ضس حٌؼذٚحٔ١ش ( طٕخطٛط).
٠مٛي فش٠ٚذ ":أطًكٓا عً ٢أقدّ ٖر ٙاملٓاطل أ ٚاملٓظُات اضِ اهلَٚ ٛطُ ْ٘ٛنٌ َا حيًُ٘
ايها ٔ٥عٓد ٚالدت٘ ٚنٌ َا حدد ٙته ٜ٘ٓٛفٗ ٛإذٕ ايدٚافع ايصادز ٠عٔ ايتٓظ ِٝادتطُ." ٞ
٠ٚغظذي فش٠ٚذ ػٍٚ ٝؿٛد حٌ ٛٙأ ٚحٌالٚػ ٟرّخ ٠لذع ِٓ ػغشحص فِٕ ٟطمش حٌٛػِ ٟؼً صالص
حٌٍغخْ ٘,فٛحص حٌفؼً ,حألكالَ ,أكالَ حٌ١مظش ٚفمذحْ حٌزحوشس حٌطف.. ٌٟٛ
20
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
ٌ ٚفِٛ ُٙػؼش ٘زٖ حٌّٕظّخص ٚدٚس٘خ ّ٠ىٕٕخ اْ ٔؼٛد حٌِ ٝـخص جبم انجهٍد حٌز ٞحعظؼٍّٗ فش٠ٚذ
:
21
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
ٚسرّخ ِخ ػضص حٌّٛلف حٌفش٠ٚذ ٞحٔٗ حعظفخد ِٓ ٘زٖ حٌظلٍ١الص ف ٟططز١مخطٗ حٌؼالؿ١ش ٚسرّخ
حٌؼىظ أ٠ؼخ طل١ق حعظٕظخؽ ِخ ٠ىشف ػٕٗ حٌظلٍ ً١حٌؼالؿٚ ٟطل ٍٗ٠ٛحٌ ٝحٌٕظش٠ش ِ (..ؼٍّخ
الكع رٌه فش َٚفٔ ٟمذٖ ألعظخرٖ رخظٛص ػمذس حٚد٠ذ حٌظ ٟحوظشفٙخ فش٠ٚذ أػٕخء ػالؿٗ ٌٙخٔض
حٌظغ١ش حرٓ أخظٗ أِ ٚخ وشف ػٕٗ فٛو ِٓ ٛأْ حألٔخ حألػٍ ٝحعظٕزطٗ فش٠ٚذ أػٕخء ػالؽ اكذٜ
ِش٠ؼخطٗ ) .
22
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
cum حٌٛػ ٟفِ ٟؼٕخٖ حٌؼخَ ٚحالشظمخل ٟوّخ ٚسد ف ٟحٌّٛعٛػش حٌى١ٔٛش ػزخسس ِٓ أطً الطٟٕ١
scientiaوتعنً المعرفة بالموضوع والذات معا أو بمعنى أدق تمثل الذات فً سٌاق الموضوعات وفً إدراك
للمكان والزمان .وهً فً المعجم الفلسفً لجمٌل صالٌبا "ملكة لإلنسان لمعرفة واقعه الخاص والحكم علٌه ".
Le mot latin conscientia est naturellement décomposé en « cum scientia ». Cette étymologie
suggère non seulement la connaissance de l'objet par le sujet, mais que cet objet fait toujours
référence au sujet lui-même. Le terme allemand Bewusstsein comporte la même résonance de
"sens.
من موقع الموسوعة الكونٌة https://www.universalis.fr/encyclopedie/conscience/
-1679هذه العبارة ٌمكن اعتبارها فلسفٌا إبداع ألمانً صرف و أول من استعملها أستاذ كانط كرٌستٌان وولف (
)1754وكان ٌعنً بها المعرفة بالذات كتمثل وتمٌٌز بٌن كثرة من الموضوعات فً الزمن وهذا التحدٌد سٌضل
مالزما لمختلف نظرٌات الوعً من بعده ..عند كانط وهٌجل وماركس و هوسرل وحتى نٌتشه الخ...
(مبدأ االنانة ٌرى هٌقل أن فعل الوعً بالذات مثلما تحقق مع دٌكارت كفعل انسجام مع الذات
أواالنا أفكر المتعالٌة ) هو فً الحقٌقة فعل انشطار ،بما أن ماهٌة الوعً بالذات فً انعكاس األنا
على ذاته انطالقا من إقصاء اآلخر الذي ٌمثله الجسد والعالم الخارجً.
و فعل انشطار الذات ٌتمثل فً اعتبارها فً ذات الوقت ذاتا عارفة و ذات ا موضوع للمعرفة ،و
بما أن ك ّل من الذات العارفة و الموضوع ٌمثل ذاتا فً حقٌقته بذاته ,فإننا نكون إزاء ذاتٌن تدعً
ك ّل واحدة منهما أنها "الوعً بالذات " البسٌط و أن اآلخر هو الموضوع ،و هذا ٌعنً أن فعل
الوعً بالذات ال ٌتح ّدد إال بواسطة اآلخر لذلك ٌجب على الوعً بالذات أن ٌحافظ على اآلخر إذا
أراد أن ٌحقق وعٌه بذاته كذات واعٌة أو ك"وعً بالذات مستقل" كما ٌسمٌه هٌجل.
ٌقول هٌقل " :إٕ ايٛع ٞبايرات ٖ ٛأٚال ٚجٛد يرات٘ بطٝط ٜٓف َٔ ٞايرات نٌ َا ٖ ٛآخس فُاٖٝت٘
َٛٚضٛع٘ املطًل ُٖا بايٓطب ١إي ٘ٝاألْا ..أَا َاٖ ٛاآلخس بايٓطب ١إي ٘ٝفٗ ٛباعتبازَٛ ٙضٛعا
عازضا َٛضٛع َٛض ّٛبايطًب ١ٝغري إٔ اآلخس ٖ ٛأٜطا ٚع ٞبرات٘ "
و لكن صراع الذاتٌن من أجل تحقٌق نفس الرغبة ٌؤدي إلى تنازل أحد الح ّدٌن على النظر إلى
تعالٌه بالنسبة إلى اآلخر كشرط لتحقٌق كٌانه و بهذا التنازل ٌحصل االعتراف الذي تعبر عنه
الجدلٌة الشهٌرة السٌّد والعبد ،و فً هذا االعتراف المتبادل ٌحمل الوعً بذاته بذرة الفشل الذي
سٌكابده فً هذه التجربة إذ أن االعتراف المتبادل ال ٌتحقق بما أن السٌد ٌحقق اعتراف وعً غٌر
مكافئ له.
23
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
إن الذات ال تحقق وعٌها بذاتها إال بموجب الوعً باآلخر.
إن تملك الوعً بالذات (الحرٌة) ال ٌكون إال عبر الصراع .
أن الصراع ال ٌمكن أن ٌتأبد بل ال بد أن ٌنتهً الى لحظة اعتراف .
لحظة االعتراف المتبادل هً "عالقة بٌنذاتٌة " ٌنتهً معها اغتراب الذات .
لكن :هذه األطروحة الهٌقلٌة ما تزال تسبح فً فضاء التراث الفلسفً المثالً المتعالً عن الواقع
التارٌخً بالرغم من عقالنًتها ذلك أن الواقع الذي تتحدث عنه هو مجرد واقع عقالنً ولٌس
واقعا تارٌخٌا مادٌا ف "ما هو كائن لٌس إال العقل نفسه" كما ٌقول هٌقل و ألن "كل ما هو عقلً
هو واقعً وكل ما هو واقعً عقلً " والفٌلسوف " كبومة مٌنٌرفا ال تبدأ الطٌران إال عند حلول
اللٌل " .وهو ما سٌدفع تلمٌذه ماركس الى التمرد على أستاذه وقلب جدله "لٌستوي على قدمٌه" .
24
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
إن الفهم المادي للتارٌخ كما ٌقترحه كارل ماركس ٌعنً اإلقرار بأسبقٌة
الممارسة العملٌة على أشكال الوعً فً تحدٌد طبٌعة الواقع االجتماعً
وأشكال الوعً وشبكة العالقات التً تقوم بٌن اإلنسان و اإلنسان
االجتماعً التً بها ٌتمثلون ذلك الواقع وٌفهمونه .و ذلك معنى قلب
الجدل الهٌقلً ,فهٌقل كان ٌتحدث عن جدل الفكرة أو ما سماه الروح فً
التارٌخ بٌنما ماركس أعطى أولوٌة لحركة المادة أو الواقع المادي
االجتماعً.
فكل مجتمع ٌقوم على قاعدة اقتصادٌة تتحدد انطالقا من طبٌعة القوى
المادٌة و البشرٌة المعتمدة فً اإلنتاج االقتصادي وطبٌعة عالقات
الملكٌة التً تقترن بها .وٌسمٌها ماركس "البنٌة التحتٌة".
و الممارسة العملٌة (البراكسٌس) التً ٌنتجها البشر فً عالقة بالطبٌعة من جهة وفٌما بٌنهم من
جهة أخرى هً التً تحدد اإلطار الموضوعً لنشأة أشكال "الوعً االجتماعً" .هذا الوعً ٌسمٌه
ماركس " البنٌة الفوقٌة" .
وعلٌه فإن الوعً االجتماعً كبنٌة فوقٌة هو نتاج العالقات االجتماعٌة بما هً بنٌة تحتٌة .
ٌقول ماركس «:لٌس وعً األفراد هو الذي ٌحدد وجودهم بل وجودهم االجتماعً هو الذي ٌحدد
وعٌهم».
إن هذه الرؤٌة للعالم التً تسود مجتمع ما أثناء لحظة معٌنة من تارٌخ ه هً تعبٌرعن طبٌعة
اإلنتاج االقتصادي لذلك المجتمع وبنٌته الطبقٌة وصراع المصالح داخله هً ما ٌسمٌه ماركس
اإلٌدٌولوجٌا .غٌر أن اإلٌدٌولوجٌا فً نظره ترتبط بوعً زائف ٌعوق األفراد عن فهم واقعهم
االجتماعً على نحو موضوعً لتكرس خضوعهم للقوى المهٌمنة اقتصادٌا فً ذلك المجتمع خدمة
لمصالحها .فالفرد الذي ٌتملك وعٌه بذاته ال ٌتملكه كمجرد فكرة كما كان ٌرى هٌقل بل كواقع
موضوعً ضمن عالقات إنتاج اجتماعٌة تجعله ٌعً اللحظة فال ٌكتفً فقط بمجرد تأوٌلها بل أٌضا
واالهم تغٌٌرها ومن ثم تغٌٌر واقعه الخاص .لذا كانت مهمة فلسفة ماركس كما سٌعلن ذلك فً
األطروحة 11من أطروحاته حول فوٌرباخ "لم ٌفعل الفالسفة الى الٌوم سوى تأوٌل الواقع بطرق
مختلفة والمهم اآلن تغٌٌره ".والتغٌٌر هنا ٌعنً الثورة على الواقع الزائف والوعً الزائف واقع
عالقات اإلنتاج التً تستغله وتضطهده .ف " لكً نجعل من القمع اشد قمعا ٌجب أن نضٌف إلٌه
وعً القمع " كما ٌقول ماركس.
إذن اإلنسان فً فلسفة ماركس براكسٌس ٌ praxisعمل على صناعة واقعه عبر الوعً به وعٌا
حقٌقٌا ومن ثم تغٌٌره ذلك هو الوعً بالذات التارٌخً والحقٌقً لإلنسان.
25
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
إذا عدنا إلى الوصف الهٌقلً للصراع حتى الموت من أجل االعتراف
فإنه ال ٌقدم صورة واقعٌة عن طبٌعة العالقة بٌن الذوات الواعٌة ،و ال
ٌأخذ فً االعتبار تعـدد أوجه العـالقة مع الغٌـر و التً تتخذ أبعادا
متعددة .ذلك أن اآلخر أو الموضوع فً تصور هٌقل ٌضل هذا المختلف
حتى وان أقمت معه عالقة بٌنذاتٌة وان اعترف كل منا باألخر فهو
ٌضل هذا الغرٌب بالنسبة لً .
غٌر أن اإلنسان ٌحمل فً الواقع طبٌعة مركبة حسب ادغار موران ما ٌؤكد على العالقة الجدلٌة
معناه أن بٌن اإلنٌة والغٌرٌة فهً لٌست فقط عالقة صداقة بل هً أٌضا عالقة عداوة ،هذا ما
جدلٌة اإلنٌة والغٌرٌة تسكن اإلنسان فً سٌاق لعبة المماثل والمختلف .
ٌقول ادغار موران " :ايػري ٖ ٛيف ْفظ ايٛقت املُاثٌ ٚاملبا ٜٔي ٞاْ٘ املُاثٌ بطُات٘
اإلْطاْ ١ٝأ ٚايجكاف ١ٝاملشرتنٚ ١املبا ٜٔخبصا٥ص٘ ايفسد ١ٜأ ٚفسٚق٘ ايعسقٚ ١ٝيف اذتكٝك١
حيٌُ ايػري املباٚ ١ٜٓاملُاثً ١يف ذات٘"
م ماثل :اإلنسان ٌتشابه مع اإلنسان من حٌث الخصائص اإلنسانٌة ،أي هناك تماثل بٌن
اإلنسان واإلنسان على مستوى التركٌبة البٌولوجٌة ،و الطبٌعة البشرٌة وعلى مستوى الثقافة.أي
كل منا له نفس الهٌئة والشكل وله عقل وٌتكلم لغة وله معتقد ..الخ..
مباٌن :أي مختلف والمختلف المغاٌر لً /غٌر متطابق معً،على مستوى العرق ،الدٌن،
اللغة .أي أن كل إنسان له خصوصٌة تمٌزه عن غٌره من جهة اللون أو الدٌن أو الثقافة ..الخ
يقول موران « :وتسمح لنا خاصٌة الذات من إدراكه فً تشابهه وتباٌنه..إن الذات بطبعها مغلقة
ومفتوحة ».وفً هذه العالقة الملتبسة قد ٌظهر لنا الغٌر صدٌقا أو عدوا ..
-جواب أول :عندما تتمركز الذات حول ذاتها فإن ذلك ٌفضً إلى إقصاء اآلخر« مركزٌة
الذات = تعالً وإقصاء للغٌر » ,عندها نرى اآلخر عدواّ.
-جواب ثان :حٌن تتعاطف الذات مع الغٌر وتنفتح علٌه و تتخلّى عن مركزٌتها ،ما ٌفضً
الى إقامة عالقة صداقة معه ,عندها نرى اآلخر صدٌقا .
26
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
المرآة أرى نفسً وأرى الغرٌب فً نفس الوقت ف" كل واحد منا ٌحمل داخله أنا آخر ٌكون فً
الوقت نفسه غرٌبا ومطابقا لذاته " كما ٌقول موران ,لذلك ف ":إن العالقة مع الغٌر قائمة بالقوة
فً عالقة الذات بذاتها ".والمقصود بالقوة هنا المعنى األرسطً للعبارة أي أن اآلخر أو الغٌر
كامن فً الذات مكون لها محدد إلنٌتها طالما أن اإلنسان كائن اجتماعً ومفتوح على عالقات
االختالف والمماثلة مع اآلخرٌن فان مكون وجوده بالضرورة لٌس ذاتٌا فردٌا بل غٌرٌا أٌضا
,فانا ابن تربٌة وبٌئة اجتماعٌة وثقافٌة مفتوحة على ما أتلقاه فً العائلة والمدرسة والمجتمع وما
أتعلمه من مطالعاتً .الخ .وعلٌه حٌن ال ٌوجد الغٌر ٌجب أن نبدعه فٌنا الن الغٌر موجود أصال
فٌنا وألننا ال نقدر على العٌش من دونه (.مثال السجٌن المنعزل ٌرسم صورة على الجدار
ٌتحادث معها أو مثال الفٌلم الشهٌر "وحٌدا فً العالم" ( )cast awayلطوم هانكس الذي صنع من
كرة جلدٌة وجه إنسان ضل ٌتخاطب معه مدة عزلته فً الجزٌرة ).
استنتاجات :
إن مسار تشكل اإلنٌة فً انفتاحها على الغٌرٌة ٌتوقف عند جملة من االنثناءات ٌ ,جعل الذات
تنعطف على انثناء انطولوجً فتتجلى نفسا تتعالق مع الجسد تتعالى عنه مرة وتنفتح أخرى فً
عالقة وحدة تكشف عجزنا وفشلنا عن إدراك حقٌقة الجسد .حتى ندرك فً الخطاب العلمً
المعاصر لعلم النفس التحلٌلً الوجه األخر لالنٌة "المكبوتة" التً تجترح انائٌة اإلنسان أو فً
الخطاب الفٌنومٌنولوجً الذي ٌكشف الذاتٌة فً الجسد ذاته فنقف عن مستطاع للجسد ٌحوله من
مجرد آلة الى ذات تنبض باإلرادة والفعل المعرفً.ما ٌؤصل حضورا للذات فعال فً انثناء التارٌخ
أنا براكسٌس أو وعً بالذات ال ٌتحقق وٌكتمل إال باألخر أو فً اآلخر فتصبح الغٌرٌة ال نقٌضا و
بدٌال عن اإلنٌة أو حتى شرط حضورها البٌنذاتً بل تصبح هً ذاتها غٌرٌة ..
27
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي األمل 2020-2019
2020 03 23
Abunadem.marzouki@gmail.com
28