You are on page 1of 235

‫إصدارات منصة أُريد العلمية‬

‫إصدارات املعهد العلمي للتدريب املتقدم والدراسات ‪ -‬معتمد‬

‫العَاملََماَوراءَالتَقليديَ‪َ-‬ميتافريسَ‬
‫‪THE WORLD BEYOND CONVENTIONAL - METAVERSE‬‬

‫َ(قارب االحبار يف عامل امليتافريس)‬

‫د‪ .‬سيف السويدي‬ ‫د‪ .‬أشرف حممد زيدان‬

‫تركيا ‪ -‬اسطنبول‬

‫‪1443‬هـ ‪2022 -‬م‬


‫مجيع حقوق الطبع حمفوظة‬

‫‪ 1443‬هـ ‪ 2022 -‬م‬

‫الطبعة األول‬

‫العامل ما وراء التَقليدي ‪ -‬ميتافريس‬


‫اسم الكتاب‪َ :‬‬

‫د‪ .‬أشرف حممد زيدان ‪ -‬د‪ .‬سيف السويدي‬

‫الطبعة األول ‪ 1443 :‬هـ ‪ 2022 -‬م‬

‫مقاس الكتاب ‪10″ * 7″ :‬‬

‫عدد الصفحات ‪233 :‬‬

‫رقم التسجيل الدويل ‪: ISBN‬‬

‫املراجعة والتدقيق اللغوي‬


‫د‪.‬طه أمحد الزيدي – ا‪.‬مها رشف‬

‫‪arid.my | info@arid.my‬‬

‫‪siats.co.uk | publisher@siats.co.uk‬‬

‫‪2‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫اضاءات قرآنية ونبوية يف متابعة جديد العلوم واملعارف‬

‫قال اهلل تعاىل‪:‬‬

‫ان ِم ْن َع َل ٍق (‪ )2‬ا ْق َر ْأ َو َر ُّب َك ْاْلَك َْر ُم (‪)3‬‬ ‫اس ِم َر ِّب َك ا َّل ِذي َخ َل َق (‪َ )1‬خ َل َق ْ ِ‬
‫اْلن َْس َ‬ ‫‪( -‬ا ْق َر ْأ بِ ْ‬
‫ان َما ََل ْ َي ْع َل ْم (‪( )5‬سورة العلق)‪.‬‬ ‫ا َّل ِذي َع َّل َم بِا ْل َق َل ِم (‪َ )4‬ع َّل َم ْ ِ‬
‫اْلن َْس َ‬

‫‪َ ( -‬و ُق ْل َر ِّب ِز ْد ِِن ِع ْل اًم (‪( )114‬سورة طه)‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسى َه ْل َأتَّبِ ُع َك ع َََل َأ ْن ُت َع ِّل َم ِن ِمَّا ُع ِّل ْم َت ُر ْشدا ا (‪َ )66‬ق َال إِن ََّك َل ْن ت َْستَط َ‬
‫يع‬ ‫‪َ ( -‬ق َال َل ُه ُم َ‬
‫ْبا (‪( )67‬سورة الكهف)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َمع َي َص ْ ا‬

‫قال رسول صَل اهلل عليه وسلم‪:‬‬

‫‪( -‬ال َّل ُه َّم إِ ِِّن َأ ْس َأ ُل َك ِع ْل اًم نَافِ اعا) (حديث حسن اخرجه ابن ماجه)‪.‬‬

‫(س ُلوا اهللََّ ِع ْل اًم نَافِ اعا‪َ ،‬و َت َع َّو ُذوا بِاهللَِّ ِم ْن ِع ْل ٍم ََل َينْ َف ُع)‪( ،‬حديث حسن أخرجه ابن‬
‫‪َ -‬‬
‫ماجه)‪.‬‬

‫ان ا ْن َق َط َع َعنْ ُه ع ََم ُل ُه إِ ََّل ِم ْن َث ََل َث ٍة‪َ :‬صدَ َق ٍة َج ِار َي ٍة‪َ ،‬أ ْو ِع ْل ٍم ُينْ َت َف ُع بِ ِه‪َ ،‬أ ْو‬ ‫‪( -‬إِ َذا َم َ‬
‫ات ْ ِ‬
‫اْلن َْس ُ‬

‫َو َل ٍد َصالِحٍ َيدْ ُعو َل ُه) (اخرجه مسلم)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫معلومات مهمة حول الكتاب‬

‫يتم حتديث هذا الكتاب بشكل مستمر وللحصول عَل أحدث نسخة منه عْب زيارة صفحة‬

‫الكتاب املُستضاف عَل منصة ُأريد العلمية حيث ُتعقد العديد من املؤمترات والدورات‬

‫واملُحارضات وورش العمل للتوعية حول هذا العاَل اجلديد‪.‬‬

‫‪ARID.MY/METAVERSE‬‬

‫المجتمعات العلمية – ميتافريس ‪ /‬م ُتمع خاص بقراء كتاب "ال َعاَل ما وراء التَقليدي –‬

‫ميتافريس" حيث يتم طرح اَلسئلة وتلقي اْلجوبة حول هذه التقنية‪:‬‬

‫‪Go.arid.my/999‬‬

‫منسخة مطبوعة من الكتاب ‪ /‬يمكن رشاء نسخة مطبوعة من الكتاب عْب الرابط أدناه حيث‬

‫‪Go.arid.my/555‬‬ ‫سيتم شحنه مبارشة اىل عنوانكم ‪:‬‬

‫دعم طباعة الكتاب ‪/‬هذا الكتاب وقفي ونعمل عَل توفريه بنسخ مطبوعة لتعم الفائدة لذا‬

‫‪go.arid.my/1111‬‬ ‫يمكن املُسامهة يف محلة طباعة الكتاب عْب الرابط‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫االهدا َءَ‬
‫‪ -‬اىل أصحاب القرار يف الدول العربية واَلسَلمية‪ :‬دعوة للنهوض‬

‫باْلمة وتذليل سبل اَلرتقاء‪.‬‬

‫‪ -‬اىل العلًمء واخلْباء والباحثني‪ :‬للتكامل والتجديد يف العطاء‪.‬‬

‫‪ -‬إىل كل من علمنا حرفا أو أكسبنا علًم‪ :‬إجَلَل ووفاء‪.‬‬

‫‪ -‬إىل من هنلنا من كتبهم‪ ،‬أو انتفعنا بمؤلفاهتم وبحوثهم‪ :‬اعتزازا‬

‫وثناء‪.‬‬

‫‪ -‬اىل ّ‬
‫كل من يرغب أن يطلع عَل جديد ال ُعلوم واملعارف والتقنيات‬

‫احلديثة‪ ،‬حتفيزا وإثراء‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫شكر وتقدير‬
‫نتقدم بالشكر والتقدير لكل من ساهم يف محلة طباعة الكتاب عْب نظام التمويل‬

‫اجلًمعي يف منصة ُأريد وهم كَل من‪:‬‬

‫• أ‪.‬د‪.‬صالح العل‬

‫• د‪ .‬امحد عبد الرزاق الضحيك‬

‫• د‪ .‬عصام عبد ربه حممد مشاحيت‬

‫• د‪.‬سيف يوسف السويدي‬

‫• د‪ .‬طه أمحد الزيدي‬

‫• د‪.‬يوسف عبداهلل السويدي‬

‫• كًمل مرزوق شعبان الدورسي‬

‫• ا‪.‬نادر بيحان‬

‫• د‪.‬أيًمن الصائغ‬

‫• ا‪.‬د‪ .‬يارس طرشاِن‬

‫للمسامهة يف احلملة الوقفية لطباعة الكتاب وتوزيعه مانا عْب الرابط‬


‫الباب مفتوح ُ‬

‫‪go.arid.my/1111‬‬

‫هذه الصفحة حتدث بإستمرار لتضم اسًمء املُتْبعني هلذه احلملة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫نبذة تعريفية عن املُؤلفَني‬

‫د‪ .‬أشرف حممد زيدان‬

‫‪dr.ashraf.zedan@gmail.com‬‬
‫‪arid.my/0001-1011‬‬

‫مؤسس ومطور املعهد املاليزي للعلوم والتنمية‬


‫أستاذ الدراسات اْلسَلمية‪ ،‬قسم الدعوة والتنمية‪ ،‬جامعة‬
‫مَليا ‪ -‬ماليزيا‬
‫دكتوراه يف حوار احلضارات‬

‫املرشف العام عَل مؤسسة معتمد للخدمات العلمية والتعليمية الدولية‬

‫حاصل عَل درجة الدكتوراه يف الدراسات اْلسَلمية من جامعة مَليا – ماليزيا‬

‫أرشف عَل أكثر ‪ 70‬طالب ماجستري ودكتوراه منذ بداية مسريته التعليمية كأستاذ جامعي عام‬

‫‪.2011‬مهتم بدراسات اْلدارة والتنمية والدراسات اْلسَلمية والتقنيات الرقمية وإدارة‬

‫املشاريع العلمية واَلستشارات ملستوى التعليم العايل‪.‬‬

‫مؤلف ْلكثر من ‪ 50‬مقالة علمية منشورة‪ ،‬بعضها مفهرسة يف قواعد بيانات ‪ Scopus‬و ‪.ISI‬‬
‫كًم أنه مؤلف ْلكثر من ستة فصول يف الكتب‪.‬‬

‫له أكثر من ‪ 75‬مشاركة علمية يف مؤمترات دولية‪.‬‬

‫وله أكثر من أربع فصول يف موسوعات‪.‬‬

‫مؤسس ومطور ومنفذ لعدد من املؤسسات واملشاريع العلمية والتعليمية الدولية‪.‬‬

‫‪7‬‬
Ass. Prof. Dr. ASHRAF MOHAMMED ZAIDAN is a Founder
and developer of the Malaysian Institute of Science and
Development.

Ass. Professor of Islamic Studies, Department of Advocacy and


Development, University of Malaya – Malaysia.

PhD in Dialogue of Civilizations.

General Supervisor of an accredited institution for international


scientific and educational services.

He holds a PhD in Islamic Studies from the University of Malaya


– Malaysia.

He has supervised more than 70 master's and doctoral students


since the beginning of his educational career as a university
lecturer in 2011. Interested in management and development
studies, Islamic studies, digital technologies, scientific project
management and consultancy for higher education level.

Author of more than 50 published scientific articles, some of


which are indexed in Scopus and ISI databases. He is also the
author of more than six book chapters.

He has more than 75 scientific participations in international


conferences.

Authored more than four chapters in encyclopedias.

Founder, developer, and implementer of several international


scientific and educational institutions and projects.

8
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫د‪.‬سيف يوسف السويدي‬


‫‪saif@arid.my‬‬

‫‪arid.my/0001-0001‬‬

‫طبيب أسنان عراقي‪ ،‬حاصل عَل شهاديت املاجستري والدكتوراة‬


‫يف طب اْلسنان من جامعة مَليا (ماليزيا) وشهادة ماجستري يف‬
‫إدارة اَلعًمل من جامعة لينكولن (ماليزيا)‪.‬‬

‫املؤسس والرئيس التنفيذي ملنصة ُأريد كأول منصة جتمع العلًمء واخلْباء والباحثني الناطقني‬
‫باللغة العربية‪.‬‬
‫املُرشف العام عَل مؤمترات "املحفل العلمي الدويل" و"املوسم العلمي الدويل" برعاية‬
‫جامعات ماليزية وتركية وعربية‪.‬‬
‫مؤسس ِمنصة ٍ‬
‫أبص للتعليم اَللكرتوِن باللغة العربية‪.‬‬

‫املرشف العام عَل اكاديمية فلسبي ماليزيا‪.‬‬

‫مؤسس بوابة فلسبي للحلول املالية اَللكرتونية والدفع عْب اَلنرتنت‪.‬‬

‫عضو مؤسس لْبنامج أقًمع التاج (املُسوق الذكي) وهو أول برنامج عريب يستخدم نظرية‬
‫اْلقًمع التسويقية يف املؤسسات اهلادفة‪.‬‬
‫عضو هيئة حترير ملة ُأريد الدولية للعلوم اَلنسانية واَلجتًمعية‪.‬‬
‫عضو هيئة حترير ملة ُأريد الدولية للعلوم والتكنلوجيا‪.‬‬

‫له مؤلفات عدة أبرزه ا كتاب صناعة اهلوية العلمية للعلًمء واخلْباء والباحثني‪ ،‬كتاب صناعة‬

‫املنصات الرقمية‪ ،‬كتاب صناعة املحافل العلمية‪ ،‬كتاب التواصل العلمي الفعال‪ ،‬كتاب ماَل‬

‫يسع الباحث جهل ُه‪ ،‬كتاب كيف تؤلف كتابا يف عرشة أيام‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪9‬‬
‫قدم أكثر من ‪ 70‬دورة تدريبية وحمارضة علمية وورشة عمل يف مواضيع متنوعة‪.‬‬

‫أرشف عَل تنفيذ ‪ 90‬مؤمتر علمي دويل‪.‬‬

‫له أكثر من ‪ 30‬مشاركة علمية يف مؤمترات دولية‪.‬‬

‫مؤلف ْلكثر من ‪ 20‬مقالة علمية منشورة‪ ،‬بعضها مفهرسة يف قواعد بيانات ‪ Scopus‬و ‪.ISI‬‬

‫مهتم بتنمية املهارات وصقلها لفئة الشباب ولديه سلسة حلقات دورية يف برنامج "اْلربعون‬
‫املهارية" ويعمل عَل كتاب هبذا العنوان‪.‬‬

‫ُمهتم بالتحول الرقمي وصناعة املنصات الرقمية والذكاء اَلصطناعي والتمكني اَلقتصادي‬
‫لألفراد واملؤسسات الصغرية‪.‬‬

‫مستشار لعدد من املؤسسات واملشاريع العلمية والتعليمية الدولية اهلادفة‪.‬‬

‫يؤمن بالوقف كحل للنهوض وتنمية املجتمعات‪.‬‬

‫املوقع الشخيص‪saif.pro :‬‬

‫‪10‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫فهرس حمتويات الكتاب‬

‫مقدمة ‪23.......................................................................‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬تعريف العامل ما وراء التقليدي‪ ..‬العامل اجلديد القادم ‪31......................‬‬

‫بدايات امليتافريس مع ألعاب الفيديو ‪32.................................................‬‬

‫الرشكات الكْبى والواقع اَلفرتاض ‪33................................................‬‬

‫اْلجهزة الرقمية ‪ Hardware‬ودورها يف حجم انتشار امليتافريس ‪34......................‬‬

‫تطبيقات امليتافريس والْبمة اخلاصة هبا ‪35..............................................‬‬

‫الثقة يف عاَل امليتافريس ‪36...............................................................‬‬

‫الفصل الثاين ‪ :‬احلياة يف العامل ما وراء التقليدي "اليتافريس" ‪39..............................‬‬

‫أوَلا‪ :‬دخول مفتوح حيث َل حاجة لتسجيل الدخول أو اخلروج ‪40......................‬‬

‫البيانات املفتوحة والبيانات املشفرة والعاَل ما وراء التقليدي ‪40...........................‬‬

‫قانونية البيانات املفتوحة يف "العاَل ما وراء التقليدي" ‪41.................................‬‬

‫ثاني اا‪ :‬التوثيق يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" ‪42..................................‬‬

‫بعض أبسط صور التوثيق يف العاَل الرقمي ‪42............................................‬‬

‫خدمات ما وراء العاَل التقليدي "امليتافريس" ودور التوثيق يف تقديمها ‪43................‬‬

‫‪11‬‬
‫ثالث اا‪ :‬عاَل متكامل يلغي قانون املسافات مع املحافظة عَل اخلصوصيات ودوافع احلركة‬

‫واَلنتقال الرقمي ‪43....................................................................‬‬

‫صورة تقريبية عن قوانني املسافات يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" ‪44.............‬‬

‫رابع اا‪ :‬اَلتصال والتواصل والنقل واَلنتقال يف ما وراء العاَل التقليدي "امليتافريس" ‪45....‬‬

‫اَلتصال والوصول والتواصل العاملي يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" ‪46..........‬‬

‫خامس اا‪ :‬اْلجهزة التقنية ومستقبلها لدعم العاَل ما وراء التقليدي ‪47......................‬‬

‫سادس اا‪ :‬العَلقات اَلجتًمعية واْلنشطة الرياضية يف العاَل ما وراء التقليدي ‪48............‬‬

‫الرياضة وخصائصها وميزاهتا يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪49..................‬‬

‫سابع اا‪ :‬التسوق والتسويق والتجارة اْلليكرتونية ‪50......................................‬‬

‫التجارة اْلليكرتونية والتسويق ‪50.......................................................‬‬

‫ثامن اا‪ :‬توثيق كَلمنا وأنشطتنا وأرشفتها سوف نصبح أشبه بـ "ويكبيديا" مرئية أو مكتوبة أو‬

‫مسموعة ‪51............................................................................‬‬

‫التوثيق والنجاح املؤسس ‪51............................................................‬‬

‫تاسع اا‪ :‬برامج وأجهزة َل تعرف البرشية هلا مثيَل يف الدقة والذكاء ‪52......................‬‬

‫عارش اا‪ :‬أنظمة عمل العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪53..............................‬‬

‫حادي عرش‪ :‬استخدامات أخرى ملصطلح "امليتافريس" ومستقبل هذه التقنية ‪54..........‬‬

‫املعنى اْلوسع ملصطلح "ميتافريس" ‪54.................................................‬‬


‫‪12‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫إشارة عاملية مهمة حول مستقبل "ميتافريس" ‪55.........................................‬‬

‫هل ستكون مايكروسوفت أبرز املنافسني وأخطرهم؟ ‪55................................‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬تقنية سالسل الكتل (البلوك تشني)‪ :‬البنية التحتية للميتافريس ‪57...........‬‬

‫تعريف سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪57........................... Blockchain‬‬

‫اْلمان الرقمي وسلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪58................... Blockchain‬‬

‫التحول احلتمي تتم مناقشته عَل أعَل املستويات يف العاَل ‪59..............................‬‬

‫كيف ستؤثر سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪ ،Blockchain‬يف عاَل امليتافريس؟ ‪60...‬‬

‫التحول الرقمي وعَلقته بتطوير سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪61... Blockchain‬‬

‫دعوة أِمية لتعددية سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪62..............................‬‬

‫الَلمركزية يف مال سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪64................ Blockchain‬‬

‫تنافس الرشكات الكْبى عاملي اا منذ ظهور نظام الرشكات املختصة بـالعاَل ما وراء التقليدي‬

‫"امليتافريس" ‪65........................................................................‬‬

‫دور التجارب العملية والتفكري املنطقي يف الكشف عن أمهية سلسلة الكتل الرقمية "البلوك‬

‫تشني" ‪67................................................................. Blockchain‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬التحوالت الرقمية وتأثرياهتا االقتصادية‪ :‬شعور جديد بالواقع؟ ‪69...........‬‬

‫دروس املاض واْلحداث التارخيية تكشف لنا جزءا ليس بالقليل من وقائع املستقبل ‪70...‬‬

‫اآلفاق املستقبلية املتوقعة للتحوَلت الرقمية ودورها يف تعزيز قدرات اْلنسان وخياراته‪71‬‬
‫‪13‬‬
‫حتوَلت يف الرؤية وتوسع يف اخليارات ‪73...............................................‬‬

‫التنافس بني الرشكات يصب يف صالح املستهلك ‪74.....................................‬‬

‫التحوَلت اَلجتًمعية وكيفية استثًمرها يف اَلقتصاد الرقمي ‪76...........................‬‬

‫اَلستثًمر اْلمثل هلذه التحوَلت يكمن يف اْلجراءات اآلتية ‪78...........................‬‬

‫صورة أخرى من صور التحوَلت اَلجتًمعية ‪78.........................................‬‬

‫الرياضة والتحوَلت اَلجتًمعية يف العاَل الرقمي وتأثريها يف اْلنشطة اَلقتصادية ‪79......‬‬

‫الشكل املتوقع لَلقتصاد العاملي وكيفية هندسته لنمط حياتنا ‪81..........................‬‬

‫التحوَلت الرقمية والتقنية املتعلقة بالتقنية احليوية ودورها يف حتريك اَلقتصاد ‪83.........‬‬

‫اْلجراءات سوف تكون واضحة متاما وإرشاداهتا ستكون يف غاية الذكاء ‪84..............‬‬

‫الفصل اخلامس ‪:‬شخصيتك االفرتاضية افيتار والتحوالت القادمة ودور العامل ما وراء التقليدي‬

‫ميتافريس يف توجيهها ‪88...................................................................‬‬

‫التحول يف قطاع التعليم والعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪89........................‬‬

‫التدريس يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪92......................................‬‬

‫املفهوم اجلديد للمدرس اخلاص يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪93...............‬‬

‫معاَل أنظمة اجلامعات يف زمن العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪94.....................‬‬

‫أخطار التعليم عن بعد ودور العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف تفادهيا ‪96............‬‬

‫‪14‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫الدراسة أثناء الظروف اَلستثنائية ‪97....................................................‬‬

‫املخاطر املتوقعة ودور العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف معاجلتها ‪98................‬‬

‫التحول يف قطاع الصحة العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪99..........................‬‬

‫أخطار تقادم اْلنظمة الصحية ودور العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف معاجلة هذه‬

‫اْلشكالية ‪100 .........................................................................‬‬

‫عَلقة اجلانب الصحي بالنقل والسياحة والعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪101 .......‬‬

‫التحول يف قطاع اخلدمات والعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪104 .....................‬‬

‫الطباعة ثَلثية اْلبعاد والعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪104 .........................‬‬

‫التحول القادم يف نمط اخلدمات ‪105 ....................................................‬‬

‫التسوق يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪107 .....................................‬‬

‫من صور النقل والتنقل يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪109 ......................‬‬

‫البنية التحتية للعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪109 ...................................‬‬

‫الفصل السادس‪:‬االستثامرات احلالية وآفاقها الستقبلية يف العامل ما وراء التقليدي ميتافريس‬

‫‪110 ......................................................................................‬‬
‫خصوصية اَلستثًمر يف التقنيات الرقمية ‪111 ............................................‬‬

‫ماَلت اَلستثًمر يف عاَل التقنيات الرقمية ‪112 ..........................................‬‬

‫أوَلا‪ :‬الذكاء اَلصطناعي ‪112 ..........................................................‬‬

‫‪15‬‬
‫ثاني اا‪ :‬اهلواتف الذكية ‪113 ...............................................................‬‬

‫ثالث اا‪ :‬سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪113 ........................... Blockchain‬‬

‫مفهوم القيادة الذاتية وآفاقها املستقبلية ‪114 .............................................‬‬

‫رشكات اْلجهزة القابلة لَلرتداء أو اَلستعًمل اليومي ‪115 ..............................‬‬

‫رشكات تصنيع احلواسيب وأنظمة التشغيل اخلاصة هبا ‪115 ..............................‬‬

‫رشكات مزودي خدمة اْلنرتنت ‪116 ...................................................‬‬

‫إنرتنت اْلشياء ‪116 ....................................................................‬‬

‫خدمات البث ‪117 ........................................................ Streaming‬‬

‫احلوسبة واخلدمات السحابية ‪117 ......................................................‬‬

‫أمهية اَلستثًمر يف التقنيات الرقمية املالية‪118 ............................................‬‬

‫اخلَلصة ‪120 ..........................................................................‬‬

‫الفصل السابع ‪ :‬اخلدمات والهن ومستقبلها واحلكومة اإلليكرتونية يف ضوء العامل ما وراء‬

‫التقليدي ميتافريس ‪122 ...................................................................‬‬

‫إضاءات مهمة قبل استعراض مهن املستقبل ‪123 ........................................‬‬

‫أوَلا‪ :‬من ميزات اْلعًمل واْلنشطة مستقبَل‪123 ....................................... :‬‬

‫ثاني اا‪ :‬مفاهيم جديدة للعمل والتوظيف ‪124 .............................................‬‬

‫‪16‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫ثالث اا‪ :‬تغري املفاهيم اَلجتًمعية تبع اا لتغري مفهوم العمل ‪125 ...............................‬‬

‫التخصص‪ :‬الصحة العامة والتغذية ‪ -‬الصحة النفسية والعقلية ‪125 ......................‬‬

‫مستقبل ختصص الصحة العامة والتغذية ‪ -‬الصحة النفسية والعقلية ‪126 .................‬‬

‫تأثري العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف هذا التخصص ‪127 .........................‬‬

‫التخصص‪ :‬الرعاية واَلستشارات الصحية ‪128 .........................................‬‬

‫مستقبل ختصص الرعاية واَلستشارات الصحية ‪128 ....................................‬‬

‫تأثري العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف هذا التخصص ‪128 .........................‬‬

‫التخصص‪ :‬شبكات الكومبيوتر ‪ -‬علوم الكومبيوتر التطبيقية ‪ -‬علوم الكومبيوتر‬

‫اَلبتكارية ‪129 .........................................................................‬‬

‫مستقبل ختصص شبكات الكومبيوتر ‪ -‬علوم الكومبيوتر التطبيقية ‪ -‬علوم الكومبيوتر‬

‫اَلبتكارية ‪130 .........................................................................‬‬

‫تأثري العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف هذا التخصص ‪130 .........................‬‬

‫التخصص‪ :‬الْبمة وإنرتنت اْلشياء ‪131 ................................................‬‬

‫مستقبل ختصص الْبمة وإنرتنت اْلشياء ‪131 ...........................................‬‬

‫تأثري العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف هذا التخصص ‪131 .........................‬‬

‫التخصص‪ :‬احلوسبة السحابية وأمن املعلومات ‪132 .....................................‬‬

‫مستقبل ختصص احلوسبة السحابية وأمن املعلومات ‪133 ................................‬‬


‫‪17‬‬
‫تأثري العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف هذا التخصص ‪133 .........................‬‬

‫التخصص‪ :‬التصميم والتسويق اْلليكرتوِن صناعة املحتوى ‪133 ........................‬‬

‫مستقبل ختصص التصميم والتسويق اْلليكرتوِن صناعة املحتوى ‪134 ...................‬‬

‫تأثري العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف هذا التخصص ‪135 .........................‬‬

‫التخصص‪ :‬املحاسبة والفوترة (املعامَلت املالية الرقمية) ‪135 ...........................‬‬

‫مستقبل ختصص املحاسبة والفوترة (املعامَلت املالية الرقمية) ‪136 ......................‬‬

‫تأثري العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف هذا التخصص ‪136 .........................‬‬

‫التخصص‪ :‬حملل البيانات وواضع اَلسرتاتيجيات واْلدارة الرقمية ‪137 .................‬‬

‫مستقبل ختصص حملل البيانات وواضع اَلسرتاتيجيات واْلدارة الرقمية ‪139 ............‬‬

‫تأثري العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف هذا التخصص ‪139 .........................‬‬

‫التخصص‪ :‬الطاقة البديلة وموفرات الطاقة ‪140 .........................................‬‬

‫مستقبل ختصص الطاقة البديلة وموفرات الطاقة ‪141 ....................................‬‬

‫تأثري العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف هذا التخصص ‪141 .........................‬‬

‫التخصص‪ :‬التعليم الذكي والتعليم املستمر ‪142 .........................................‬‬

‫مستقبل ختصص التعليم الذكي والتعليم املستمر ‪143 ....................................‬‬

‫تأثري العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف هذا التخصص ‪143 .........................‬‬

‫‪18‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫مفهوم جديد للحكومة اْلليكرتونية يف عص العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪144 ....‬‬

‫اخلدمات ‪145 ..........................................................................‬‬

‫الرقابة احلكومية ‪145 ...................................................................‬‬

‫استرشاف املستقبل ‪146 ................................................................‬‬

‫مكافحة التطرف والتنمر ‪146 ...........................................................‬‬

‫أمن املعلومات وحقوق امللكية الفكرية ‪147 .............................................‬‬

‫الرضائب ‪147 .........................................................................‬‬

‫حتقيق التوازن التنموي‪148 .............................................................‬‬

‫خَلصة ‪148 ...........................................................................‬‬

‫الفصل الثامن ‪ :‬رصد اإلنتاج الفني والثقايف واألديب ‪150 ....................................‬‬

‫التعلق بتقنية العامل ما وراء التقليدي اليتافريس ‪150 ........................................‬‬

‫اْلفَلم السينًمئية والعاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" ‪150 .............................‬‬

‫َلعب جاهز واحد ‪151 .......................................... Ready Player one‬‬

‫تقرير اْلقلية ‪152 ................................................... Minority Report‬‬

‫أفاتار ‪153 ..................................................................... Avatar‬‬

‫الرجل احلديدي ‪154 ....................................................... Iron man‬‬

‫‪19‬‬
155 .................................................... Wreck it Ralph ‫حطمه رالف‬

156 ................................................................... horror ‫رعب‬

157 .................................................. V/H/S:Viral ‫فيه إتش إس فايرال‬

158 ....................................................... Smart house ‫املنزل الذكي‬

159 .......................................................................... Her ‫هري‬

160 ....................................................................... Tron ‫ترون‬

161 ............................................... The Matrix )‫املصفوفة (ماتريكس‬

162 ......................................................... Strange days ‫أيام غريبة‬

163 ....................................................................... Lucy ‫لويس‬

164 ....................................................... :‫الروايات والقصص اْلدبية‬

164 ............................................ Snow Crash by Neal Stephenson


165 .................................................. Other land by Tad Williams
166 ....................................... Fire Upon the Deep by Verner Venge
167 .................................................................. Rainbows End
168 .................................................... Daemon by Daniel Suarez
169 ............................................ Neuromancer by William Gibson
170 ......................................................... Lexicon by Max Barry
171 ........................................... Ready Player One by Ernest Cline
172 .................................................. Bobiverse by Dennis Taylor

20
‫س‬
َ ‫َميتافري‬-َ‫العاملَماَوراءَالتقليدي‬

173 ......................................... Altered Carbon by Richard Morgan


174 .................................................... The Unincorporated Man
175 ................................. Eastern Standard Tribe by Cory Doctorow
176 ............................................... Accelerando by Charlie Stross
177 ............................................. The Culture series by Iain Banks
178 .................................................................... ‫الكتب العلمية‬

178 .............. The Metaverse: And How it Will Revolutionize Everything


Metaverse Investing Beginners Guide to Crypto Art, NFT’s, & Digital Assets
179 .............................................................. in the Metaverse
180 ........................................... Marching Toward the Metaverse
181 ................... Learning in Metaverse s: Co-Existing in Real Virtuality
182 ............................................................... THE METAVERSE
183 ................... !The Metaverse : Prepare Now for the Next Big Thing

What is the Metaverse? The Virtual Future in A Guide and the Best
184 .......................................... Cryptocurrencies to Invest in 2022
185 ............ "‫الْبامج واملسلسَلت التلفازية حول العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس‬

185 .................................................................... Black Mirror


186 ..................................................... The Entire History of You
187 ........................................................................ Nosedive
188 ......................................................................... Playtest
188 ...................................................................... Westworld
189 .......................................................................... Upload
190 ........................................................................ The Feed

21
‫‪190 ................................................................ Altered Carbon‬‬
‫‪191 ...................................................................... Mr. Robot‬‬
‫‪192 .................................... Ghost in the Shell: Standalone Complex‬‬
‫‪193 .............................................................. Sword Art Online‬‬
‫‪193 .......................................................... Love Death + Robots‬‬
‫‪194 ........................................................................ Star Trek‬‬
‫‪194 ............................................................. Person of Interest‬‬
‫‪195 ................................................................... Mythic Quest‬‬
‫اخلَلصة ‪195 ..........................................................................‬‬

‫الفصل التاسع ‪ :‬جولة يف ‪ 40‬ورقة بحثية حول تقنية العامل ما وراء التقليدي اليتافريس ‪198 ...‬‬

‫العامل ما وراء التقليدي ‪216 .................................................. Metaverse‬‬

‫مقتطفات مهمة من الكتاب ‪216 ...........................................................‬‬

‫فهرس الدراسات العلمية اْلهم حول العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" ‪221 ..........‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع ‪224 ............................................................‬‬

‫‪229 ............................. ”The world beyond conventional “Metaverse‬‬

‫‪22‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫املقدمة‬

‫احلمد هلل الذي كتابه وَل جيعل له عوجا‪ ،‬وجعل السًمء سقفا وبروجا‪ ،‬والصَلة والسَلم‬

‫عَل رسوله الذي ارسله للعاَل بشريا ونذيرا ورساجا‪ ،‬وعَل آله وصحبه أمجعني‪ ..‬أما بعد‪:‬‬

‫هل فعَل سوف يسيطر العاَل ما وراء التقليدي "‪ " Metaverse‬عَل معظم تفاصيل‬

‫حياتنا قريب اا؟ وهل نحن قادرون عَل العيش خارجه أو خمريون يف ذلك؟ وماذا لو أن ذلك‬

‫حدث بالفعل ونحن َل نستعد بعد للتغريات اهلائلة املتوقع حدوثها خَلل أعوام قليلة قادمة؟‬

‫يبني هذا الكتاب وهو أول كتاب مرجعي باللغة العربية حول موضوع العاَل ما وراء‬

‫التقليدي "‪ " Metaverse‬املعنى اْلكثر دقة هلذا العاَل ومموعة أساس ربًم هي اْلهم من‬

‫معامله وخصائصه‪ ،‬ويرشح كيفية التعامل معه بعد أن يكشف عن ِميزاته وما سوف يشكله من‬

‫إضافات ذات أمهية يف حياتنا اليومية‪.‬‬

‫تتمثل فرضية الدراسة يف أن اَلحتًمل اْلكْب هو سيطرة العاَل ما وراء التقليدي‬

‫"‪ " Metaverse‬عَل حياة سكان اْلرض‪ ،‬وأن احلياة خارج هذا العاَل سوف تتحول‬

‫تدرجيي اا وبصورة أرسع ِما نتصور من أهنا مرد إضافات رفاهية أو حياة مرتفة إىل حياة طبيعية‬

‫ُيعد العيش خارجها أصعب من العيش بَل إنرتنت‪ ،‬وربًم بَل إمدادات املاء أو الكهرباء يف‬

‫منازلنا‪ ،‬ومع وجود نظرية تضع احتًمل حتول فكرة هذا العاَل إىل مرد لعبة متطورة يف العاَل‬

‫اَلفرتاض بعد أن تفقد بريقها؛ لكننا أرشنا لدَلئل عدة تفيد‪ :‬بضعف هذه النظرية وترجح‬

‫حقيقة التحول وحتميته‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫تتبعنا يف هذه الدراسة أسلوب املنهجني املوضوعي والتحليل ملعاجلة اْلشكالية املتمثلة‬

‫يف كارثة حمتملة بقوة وهي مبارشة الغرب بالتحول نحوه بعد استعدادات كبرية جد اا‪ ،‬سبقتها‬

‫دراسات ومؤمترات عن التحول من عص املعلومات إىل عص احلكمة أو املعرفة‪ ،‬بينًم َل يسمع‬

‫عاملنا اْلسَلمي بـ العاَل ما وراء التقليدي "‪ " Metaverse‬إَل النزر اليسري من قبل بعض‬

‫اخلْباء‪.‬‬

‫متهيد حول موضوع الكتاب وأمهيته‪:‬‬

‫العاَل سوف يتغري بصورة أكْب من التغريات التي طرأت عليه بعد ظهور اْلنرتنت‪،‬‬

‫فاْلنرتنت كان يف بدايته – وحتى اآلن بالنسبة لنسبة كبرية من سكان العاَل – مرد إضافة‬

‫يمكن العيش بدوهنا‪ ،‬لكنه بعد ظهور العاَل ما وراء التقليدي سوف يكون العيش خارجه‬

‫أصعب بكثري من احلياة بَل إنرتنت‪.‬‬

‫عندما تستيقظ صب ااح اا وتبدأ برتتيب احتياجاتك وتفكر بمخططات يومك‪ ،‬وتبدأ‬

‫بإصدار التعليًمت ْلجهزة منزلك وتناقش مدير أعًملك أو مساعدك اْلليكرتوِن‪ ،‬ليذكرك‬

‫بمواعيدك وأولوياهتا‪ ،‬عندها تكون قد أكملت إفطارك املعد لك من قبل أجهزة آلية ذكية تفهم‬

‫إحساساتك ومشاعرك واحتياجاتك الصحية‪ ،‬بناء عَل بيانات مسبقة يتم توفريها هلا‪ ،‬ثم تبدأ‬

‫يومك بالعمل واَلنتقال والتجوال والبيع والرشاء أو الدراسة أو قضاء أوقات ِمتعة مع‬

‫أصدقاء أو ِمارسة الرياضة؛ كل ذلك يف عاَل ما وراء التقليدي ‪-‬العاَل الرقمي‪ -‬لك الرسائل‬

‫الواردة نعيش فيه مجيع اا بغض النظر عن رغبتنا من عدمها؛ ْلننا سنجد أنفسنا فيه بالضبط كًم‬

‫وجدنا أنفسنا وسط عاَل اْلنرتنت أو اهلواتف املحمولة؛ عَل الرغم من مجيع النظريات القائلة‬

‫‪24‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫باحتًمل انقطاع اْلنرتنت يوم اا ما وعودة العاَل إىل العصور القديمة‪ ،‬لكن ما سوف نعرفك به‬

‫هو واقع ملموس َل مرد نظريات‪.‬‬

‫سوف تبدأ يومك بارتداء النظارات والقفازات اخلاصة بـ "العاَل ما وراء التقليدي" ‪-‬‬

‫عَل أن القفازات باعتقادنا سوف تنتفي احلاجة إليها ربًم حتى قبل انتشارها‪ -‬مع تطور تقنيات‬

‫النظارات اخلاصة بالعاَل اَلفرتاض التي تتابع حركة اليدين واجتاه العينني وإيًمءات الرأس‬

‫وحركات اجلسم عْب عملية حسابية رقمية معقدة‪ ،‬النظارات التي بدورها سوف تتغري كثريا‬

‫وتصبح أصغر حج اًم وقد تكون بعد أقل من عقدين مرد عدسات توضع عَل العني مبارشة‪.‬‬

‫من املمكن اعتبار ال بيانات السابقة وتلميحاهتا مدخَل للتعريف بأمهية هذا الكتاب‪،‬‬

‫والذي ُيعدُ اْلول من نوعه باللغة العربية من حيث املوضوع واملضمون واهلدف واملنظور‪ ،‬عَل‬

‫أن املؤلفات املتعلقة هبذا املوضوع والتي صدرت بلغات أخرى حتى اآلن َل تتعدى عدد‬

‫أصابع اليد الواحدة‪.‬‬

‫ختيل عاملاا يكون فيه كل ما تفعله تقري ابا افرتاضي اا؛ عاملا سوف نعيش فيه عَل أية حال‬

‫حيكم عاملنا التقليدي بنسبة قد يصعب ختيلها ملن َل يدخل فيه ويتمكن من استيعاب قواعده‬

‫ومبادئه وخصائصه‪.‬‬

‫يف هذا العاَل سوف تكون‪ :‬مجيع رسائل تطبيقات التواصل اَلجتًمعي أمامك يف لوحة‬

‫واحدة ‪-‬هذا ربًم جعل البعض يطلق عليه عاَل ما بعد املوبايل‪ْ -‬لن املوبايل بالفعل سوف‬

‫خيتفي فيه‪ ،‬سوف تكون يف حالة مستمرة من التواصل املفتوح بخيارات متعددة تفوق عرشات‬

‫املرات ديناميكية اخليارات احلالية وسهولتها وفاعليتها‪ ،‬وسوف تطوف من حولك صور ثَلثية‬
‫‪25‬‬
‫اْلبعاد تتبادل مع من حولك ‪-‬يف العاَل ما وراء التقليدي‪ -‬احلديث مبارشة أو باملزامنة الرقمية‬

‫الذكية "املبارشة اخلاصة بالعاَل ما وراء التقليدي" ورسائل أخرى وأخبار متنوعة تبعد غري‬

‫املهم منها بيدك لتلقيه بعيد اا‪ ،‬كذلك فإن حتويل صوتك إىل نصوص مكتوبة سيكون البديل عن‬

‫الكتابة ولوحة املفاتيح‪ ،‬صَلحيات معينة متنحها أنت للمساعد الرقمي اخلاص بك ستجعله‬

‫يرد عَل رسائلك وينظم مواعيدك وخيْبك هبا يف الوقت املناسب‪ ،‬ويظهر لك الرسائل الواردة‬

‫مكتوبة أو مسموعة بحسب خياراتك املفضلة‪ ،‬وَل شك أن أنظمة هبذا الذكاء سوف تقوم‬

‫بتحسني ما تريد قوله واقرتاح مجل ومفردات أفضل لك أو قد تقدمها نيابة عنك‪ ،‬بحيث تظهر‬

‫نصوصك املكتوب ة أو رسائلك الصوتية لآلخرين عَل مستوى متقدم من اْلتقان‪ ،‬وهو ذكاء‬

‫اصطناعي أكثر قدرة عَل اختيار العبارات عْب معرفته بعَلقتك باملستلم أو املتلقي؛ سواء أكان‬

‫أب أو أم أو زوجة أو رشيك عمل‪ ،‬أو رئيسك أو مرؤوسك أو غريهم بحيث خيتار العبارات‬

‫واْليًمءات اْلكثر مَلئمة‪.‬‬

‫كذلك فإن إيصال رسائلك عَل شكل صور ثَلثية اْلبعاد سوف يكون أدق تعبري اا عن‬

‫أفكارك بحيث تتجاوز إشكالية تفاوت الفهم واَلستيعاب مع من تتواصل معهم‪ ،‬مع اَلهتًمم‬

‫بتأمني وضعك الصحي عْب تنبيهك إىل أية أعراض غري طبيعية وينصحك بالصيدلية أو املركز‬

‫الطبي اْلقرب واْلنسب حلالتك‪.‬‬

‫كذلك سيكون تسجيل اجتًمعاتك ووقت دخوهلا واخلروج منها عْب تقرير ذكي حيفظه‬

‫املساعد الرقمي لك للعودة إليه عند احلاجة بحيث يصعب فوات أية معلومات أو بيانات؛ هو‬

‫السمة الغالبة لتواصلك الرسمي‪ ،‬من جهة أخرى سوف يمثل حجم املقرتحات والنصائح‬

‫‪26‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫واْلرشادات التحذير ية وسيلة أمان جتعل املخاطر واخلسائر أقل بكثري ِما نعانيه يف عاملنا‬

‫التقليدي‪ ،‬باْلضافة إىل سهولة املعامَلت املصفية وتأمينها اْلقوى من املستوى احلايل‪،‬‬

‫واخليارات البديلة يف مجيع خطواتنا اليومية‪ِ ،‬ما يعزز حياتنا بحلول أكثر وجيعلها أفضل‪.‬‬

‫نيابة عنك سوف يقوم مساعدك الرقمي باحلجوزات التي حتتاج إليها أو يقوم بتغيري‬

‫مواعيدها أو إلغاؤها بحسب ما حيدث لك من متغريات‪ ،‬وسوف ينقل لك معلومات دقيقة‬

‫عن اْلشخاص املهمني بالنسبة لك ويذكرك باملناسبات اخلاصة هبم وبًم عليك فعله جتاههم‪.‬‬

‫من الرضوري تذكر أنه ما دام اْلنسان هو من يْبمج هذا العاَل ويديره فمن الطبيعي‬

‫وجود آثار قوى اخلري والرش يف برامه وأعًمله وأنشطته ووجود أشخاص ملتزمني أخَلقيا‬

‫واجتًمعي اا وآخرين عَل النقيض من ذلك‪ ،‬واستمرار الصاع بني القوتني ووجود أعًمل رسقة‬

‫وقرصنة واخرتاق مع دفاع قوى اخلري عن موجودات هذا العاَل وسد الثغرات التي يستغلها‬

‫السيئون من رواد العاَل ما وراء التقليدي‪.‬‬

‫َل يكشف لنا ما تقدم عن أمهية العاَل ما وراء التقليدي فحسب‪ ،‬بل يأخذنا إىل‬

‫ارتفاعات شاهقة يف تصور حياة أسهل وتعقيدات وموانع ومعوقات أقل‪ ،‬حيث سهولة‬

‫اَلنتقال وبساطة اْلجراءات وأماهنا الرقمي الف ّعال‪ ،‬باْلضافة إىل الفرص اْلكْب واْلكثر مع‬

‫إمكانية تعلم أشياء جديدة يف كل دقيقة بحسب احتياجاتنا ودافعيتنا للتعلم‪.‬‬

‫نظرة اخلرباء للتحوالت الرقمية وتأثرياهتا يف االقتصاد والجتمع‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫يمكننا تلخيص نظرة اخلْباء للتحوَلت الرقمية عموم اا وللعاَل ما وراء التقليدي‬

‫"ميتافريس" عَل وجه اخلصوص بالقول‪ :‬إن العاَل اَلفرتاض والعاَل املادي سوف يتشابكان‬

‫بصورة مذهلة يف نقطة التقاء تتمثل يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" حيث سنتواجد يف‬

‫العاملني يف آن واحد ويف أي زمان ومكان وسوف يكون متاح اا لنا العمل والدردشة مع أصدقاء‬

‫يف ذا ت الوقت أو لعب الرياضة وإعداد تقرير العمل عْب أوامر صوتيه أو إيًمءات بالعني‪،‬‬

‫وسوف نقوم بالبيع والرشاء والتسويق أثناء رحلة التسوق أو رحلة سياحية‪ ،‬هذه هي الصورة‬

‫املجهرية لتأثري التحوَلت الرقمية يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪.‬‬

‫ُيعد هذا الكتاب دليَل مرجعيا باللغة العربية حول تقنية امليتافريس‪ ،‬حيث تم اعتًمد‬

‫البحوث العلمية الرصينة كمصادر علمية هلذا الكتاب َلعتًمده كمنهج علمي يف املناهج‬

‫التدريسية حول موضوع الكتاب وكذلك اَلستعانة به كمصدر علمي للبحوث والدراسات‬

‫العليا واْلولية‪.‬‬

‫خطة الكتاب‪ :‬ينتظم هذا الكتاب من خالل الفصول اآلتية‪:‬‬

‫• الفصل اْلول‪ :‬تعريف العاَل ما وراء التقليدي‪ ..‬العاَل اجلديد القادم‪.‬‬

‫• الفصل الثاِن‪ :‬احلياة يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫• الفصل الثالث‪ :‬تقنية سَلسل الكتل (البلوك تشني)‪ :‬البنية التحتية‬

‫للميتافريس‪.‬‬

‫• الفصل الرابع‪ :‬التحوَلت الرقمية وتأثرياهتا اَلقتصادية‪ :‬شعور جديد‬

‫بالواقع؟‬

‫‪28‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫• الفصل اخلامس‪ :‬شخصيتك اَلفرتاضية "افيتار" والتحوَلت القادمة ودور‬

‫العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف توجيهها‪.‬‬

‫• الفصل السادس‪ :‬اَلستثًمرات احلالية وآفاقها املستقبلية يف العاَل ما وراء‬

‫التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫• الفصل السابع‪ :‬اخلدمات واملهن ومستقبلها واحلكومة اْلليكرتونية يف ضوء‬

‫العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪.‬‬

‫• الفصل الثامن‪ :‬رصد اْلنتاج الفني والثقايف واْلديب املتعلق بتقنية العاَل ما‬

‫وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫• الفصل التاسع‪ :‬جولة يف ‪ 40‬ورقة بحثية حول تقنية العاَل ما وراء التقليدي‬

‫"امليتافريس"‪.‬‬

‫• مقتطفات مهمة من الكتاب‪.‬‬

‫نسأل اهلل تعاىل أن جيعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬واذ نعلن نحن مؤلفا‬

‫الكتاب أن هذا الكتاب وقفي يف سبيل اهلل لتحقيق أهداف الوقف يف صيانة البرشية ومحاية‬

‫املُجتمع من املخاطر‪ ،‬لذا نسمح بطبعه ونرشه واَلقتباس منه دون الرجوع لنا ونسأل اهلل أن‬

‫ينفع به ليكون منارا هاديا ييضء لآلخرين مسالك هذا العاَل اجلديد وِمرات لإلبداع واَلبتكار‬

‫فيه‪ ،‬وأن يوفقنا ملا حيب ويرىض‪ ،‬وما توفيقنا اَل باهلل العل العظيم‪.‬‬

‫‪29‬‬
30
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫الفصل األول‬

‫تعريف العامل ما وراء التقليدي‪ ..‬العامل اجلديد القادم‬

‫ُيعد ميتافريس " ‪ "Metaverse‬واحد اا من أشهر مسميات مشاريع العاَل ما وراء التقليدي‪،‬‬

‫لذلك سوف نتخذه نموذج اا للحديث عن طبيعة هذا العاَل وتعريفه بعد احلديث عن بداياته‪،‬‬

‫وهو تعريف مهم للغاية لصناع القرار عَل مستوى العاَل وكذلك للمستثمرين وخْباء‬

‫التقنيات الرقمية واَلسرتاتيجيات اْلدارية‪.‬‬

‫مر بمراحل متعدد من اَلكتشافات‬


‫َل توجد بداية حمددة لظهور مصطلح امليتافريس بوصفه ّ‬
‫تم تطويرها عَل مدى العقدين املاضيني لتتشكل بعدها الصورة التقريبية للعاَل ما‬
‫التقنية التي ّ‬
‫وراء التقليدي‪ ،‬لكن أول استخدام هلذا املصطلح جاء يف رواية اخليال العلمي "حتطم الثلج "‬

‫)‪ (Snow Crash‬عام ‪ 1992‬التي كتبها نيل ستيفنسون‪ ،‬حيث يتفاعل البرش كشخصيات‬

‫خيالية )‪: (avatar‬مع بعضهم البعض ومع برميات‪ ،‬يف فضاء افرتاض ثَلثي اْلبعاد مشابه‬

‫للعاَل احلقيقي‪ ،‬وقد تم تطوير استخدام املصطلح مع الزمن وكانت استخداماته اْلوىل يف‬

‫منصات العاَل اَلفرتاض كمنصة سكند َليف‪ ،‬حيث بدأ املؤلفون يف دي يس كومكس يف‬

‫اعتبارا من عام ‪ 2019‬لإلشارة إىل نسخة مركزية من الواقع‬


‫ا‬ ‫استخدام مصطلح "ميتافريس"‬

‫تؤثر عَل اْلصدارات اْلخرى يف اخلطوط الزمنية البديلة‪ ،‬وقد استغل هذا املصطلح ْلغراض‬

‫نظرا ْلن العديد‬


‫تطوير وتضخيم العَلقات العامة ملختلف التقنيات واملشاريع من نفس النوع‪ ،‬ا‬
‫من اْللعاب اجلًمعية عْب اْلنرتنت تشرتك يف امليزات مع امليتافريس ولكنها توفر الوصول فقط‬

‫‪31‬‬
‫إىل احلاَلت غري الدائمة‪ ،‬التي يشاركها ما يصل إىل عرشات الَلعبني‪ ،‬فقد تم استخدام مفهوم‬

‫اْللعاب اَلفرتاضية متعددة العواَل لتمييزها عن امليتافريس‪ ،‬إذ يستخدم املصطلح عاد اة‬

‫لوصف مفهوم اْلصدارات املستقبلية املفرتضة لعاَل التواصل عن بعد‪ ،‬املكون من حماكاة‬

‫ثَلثية اْلبعاد َل مركزية ومتصلة بنا بشكل دائم‪.‬‬

‫هذه العواَل اَلفرتاضية يمكن الولوج إليها والوصول هلا عْب نظارات الواقع اَلفرتاض أو‬

‫الواقع املعزز واجلواَلت واحلواسيب املكتبية ومنصات اْللعاب هذا يف وقتنا احلارض؛ لكن‬

‫التصاميم واْلفكار املستقبلية تنبئ عن تقنيات هائلة ختتلف بصورة كبرية مع ما نشاهده اليوم‪.‬‬

‫وَل تنحص معاِن العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف العواَل اَلفرتاضية فحسب‪ ،‬بل هي‬

‫أوسع من ذلك بكثري وقد تشري إىل اْلنرتنت ككل‪ ،‬بًم يف ذلك النطاق الكامل للواقع املعزز‪.‬‬

‫هناك العديد من التطبيقات الفعلية املحتملة للميتافريس‪ ،‬فحني الوصول إىل ميتافريس مثايل‪،‬‬

‫متكامل يف نسخته العلمية اْلوىل سيكون بمقدور املستخدم أن خيوض أي جتربة أو نشاط‬

‫وسيكون بمقدوره التعامل مع أي أمر حيتاجه من مكان واحد‪ ،‬إذ إن امليتافريس عند وصوله‬

‫احلالة املثالية الكاملة يمكن تطبيقه عَل أي يشء يف حياتنا؛ إذ َل يكون سوى اْلجراء املادي‬

‫الرضوري حدود اا هلا‪.‬‬

‫بدايات الميتافيرس مع ألعاب الفيديو‪:‬‬


‫يف بدايتها طورت تقنية ميتافريس العديد من التقنيات املستخدمة يف لعبة الفيديو احلديثة والتي‬

‫تتصل باْلنرتنت‪ ،‬وقد وصفت منصة العاَل اَلفرتاض" ‪ Second Life‬احلياة الثانية أو العاَل‬

‫الثاِن" يف عام ‪ 2003‬عَل أهنا أول ميتافريس‪ ،‬فقد صورت املستخدم عَل أنه رمز يف عاَل ثَلثي‬

‫‪32‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫اْلبعاد وقد دمت العديد من مواقع التواصل اَلجتًمعي‪ ،‬وقد متتعت بأهم ميزات العاَل‬

‫نظريا متقد اما يف‬


‫اَلفرتاض وهي احلياة اَلجتًمعية ووظائفها كلعبة (ماين كرافت) التي حتاكي ا‬
‫امليتافريس وقد متت مناقشة هذا املوضوع من قبل الصحفي التكنولوجي كليف طومسون‪،‬‬

‫وقد حظيت لعبة روبلوكس بميزات ِماثلة مع استخدامها يف ذلك احلني استخدا اما ها اما‬

‫للمصطلح يف التسويق‪ ،‬وقد توجهت املطالب إىل تطوير امليتافريس لتضم بعض الْبامج مثل‪:‬‬

‫(فورتنايت‪ -‬وذا باَلس ‪ -‬واكتيف وورد)‪.‬‬

‫الشركات الكبرى والواقع االفتراضي‪:‬‬


‫أطلق عمَلق برامج التواصل اَلجتًمعي "رشكة فيسبوك" اَلجتًمعية عاملاا افرتاض ايا عام‬

‫‪ 2019‬باسم ‪ Horizon World‬أي عاَل اْلفق‪ ،‬وقد أعلن مارك زوكربريغ مالك رشكة‬

‫فيسبوك رسم ايا تغري اسم الرشكة إىل (ميتا بَلت فورمز) وأكد التزام الرشكة بتطوير ميتا‬

‫بَلتفورمز‪ ،‬وما يرتتب عليها من تطوير العديد من تقنيات هذا العاَل اَلفرتاض‪ ،‬وقد انتقدت‬

‫فرانسيس هوجن العمليات ا لتي تقوم هبا الرشكة عَل أهنا خمالفات هتدد خصوصية املستخدم‬

‫أيضا انتقا ادا‬


‫مقابل الرتكيز املستمر للرشكة عَل تطوير جانب امليتا بَلتفورمز‪ ،‬وقدمت ا‬

‫هلوريزون وورد ملا فيه من التحرش اجلنس‪ .‬يف عام ‪ 2017‬ضمت مايكروسوفت رشكة‬

‫)‪ ،(AltspaceVR‬ثم بدأت تستخدم خواص تقنيات امليتافريس فقد عقدت مايكروسوفت‬

‫اجتًمعات يف العاَل اَلفرتاض (مايكروسوفت تيمز)‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫من البدهيي أن رشكات هبذا احلجم َل تكن لتتبنى هذه التقنية – بل وتذهب فيسبوك إىل تسمية‬

‫مموعة تطبيقاهتا هبذا اَلسم‪ -‬بدون استشعار واضح ملستقبلها‪ ،‬وأهنا تسعى لتحقيق السبق يف‬

‫تشكيل ولو جزء من هذا العاَل‪ ،‬طلب اا لَلستمرار والربح‪.‬‬

‫هنا جتدر اْلشارة إىل أنه من خَلل خطوات هذه الرشكات العمَلقة وسياساهتا نجد أن فرضية‬

‫"اَلنتقال التدرجيي الرسيع" باتت هي اْلقوى من فرضيتي "اَلنتقال التدرجيي" و"اَلنتقال‬

‫الكل دفعة واحدة"؛ لذا فإن التأخر يف فهم هذا العاَل واستيعابه والتعامل معه وحماولة إجياد‬

‫مكان مناسب فيه سوف تتسبب بخسارة الكثري من املال واجلهد والوقت واملكانة املستقبلية‬

‫للدول واملؤسسات واْلفراد املتأخرين‪.‬‬

‫األجهزة الرقمية ‪ Hardware‬ودورها في حجم انتشار الميتافيرس‪:‬‬


‫تشمل معدات امليتافريس ‪-‬يف وقتنا احلارض‪ -‬أجهزة احلاسوب واهلواتف الذكية‪ ،‬والواقع‬

‫املعزز )‪ (AR‬والواقع املختلط والواقع اَلفرتاض )‪ (VR‬وتقنيات العاَل اَلفرتاض‪.‬‬

‫وقد أدى اعتًمد تقنية العاَل اَلفرتاض عَل النطاق الواسع إىل احلد من تطور امليتافريس‪ ،‬كًم‬

‫أدى وضع حدود للمعدات املحمولة واحلاجة إىل حتقيق التوازن والتوافق بني التصميم‬

‫والتكلفة إىل التقليل من إمكانيات التنقل والرسومات عالية اجلودة‪ ،‬قامت سًمعات اْلذن‬

‫الَلسلكية بتقديم ِميزات كخفة الوزن لتحقيق كثافة بكسل الَلزمة لشبكة العني‪ ،‬وعَل الرغم‬

‫من أن املعدات عالية اْلداء سلكية وكبرية احلجم بالعادة‪ ،‬وقد نواجه مشكلة أخرى َلعتًمد‬

‫التكنولوجيا عَل نطاق واسع وهي التكلفة‪ ،‬حيث ترتاوح أسعار سًمعات الرأس ‪VR‬‬

‫اعتبارا حتى عام ‪.2023‬‬


‫ا‬ ‫للمستهلكني من ‪ 300‬دوَلر إىل ‪ 1100‬دوَلر‬

‫‪34‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫تطبيقات الميتافيرس والبرمجة الخاصة بها‪:‬‬


‫َل تعتمد تطبيقات ميتافريس مواصفات فنية موحدة عَل نطاق واسع للتطبيقات‪ ،‬بل تعتمد‬

‫تطبيقاهتا احلالية يف املقام اْلول عَل تقنية خاصة‪ ،‬وكانت خاصية التوافقية للحاسوب مصدر‬

‫قلق يف تطوير امليتافريس وذلك بشأن اخلصوصية والشفافية‪ ،‬وقد كان هناك العديد من‬

‫مشاريع توحيد البيئة اَلفرتاضية‪.‬‬

‫إن وصف املشهد العاملي هو وصف مشابه لرسومات الكومبيوتر ثَلثية اْلبعاد‪ ،‬التي تم‬

‫إنشاؤها من قبل رشكة ‪ Pixar Animation Studios‬وقامت بعض الرشكات بدعمها مثل‬

‫بلندر أبل سينكت و ثري دي إس ماكس‪ ،‬وقد أعلنت رشكة إنفيديا يف عام ‪ 2021‬أهنا تبنت‬

‫الدوَلر اْلمريكي ‪-‬كمعايري مالية‪ -‬لتطوير امليتافريس اخلاصة هبا‪.‬‬

‫حتى اآلن َليزال اجلدل وتضارب املصالح بني الدول والرشكات الكْبى هو السائد لكننا‬

‫نعتقد بأنه ثمة رضورات تكشف عن اضطرار اجلميع يف هناية املطاف للرضوخ إىل مطلب‬

‫توحيد البيئة اَلفرتاضية ْلن أساس فكرهتا هو توحيد مجيع احتياجات اْلنسان وخدماته‬

‫وأنشطته يف مكان واحد هو "امليتافريس‪".‬‬

‫فاملستثمرون وصناع القرار السيايس يف العاَل هم أصحاب املنفعة اْلكْب وكذلك املترضر‬

‫اْلكْب يف حال وجود لغات برمية متعددة وعمَلت متعددة وأنظمة عمل متعددة‪ ،‬وبينًم‬

‫يتطلع املستخدم العادي ْلهداف هذا العاَل ‪-‬جعل حياة الناس أفضل وأسهل‪ -‬فَل يمكنه‬

‫تقبل فكرة التعدد والتداخل املستنزفة لوقته وجهده الذهني‪ ،‬بينًم يتطلع لربط ذكي لعاَل واحد‬

‫بعامله الواقعي‪ ،‬حتت مفهوم شامل مفاده "إذا ربح منشئو املحتوى اْلموال داخل نطاق َل‬

‫‪35‬‬
‫يمكن إنفاق ميتافريس إَل يف نطاق ميتافريس‪ ،‬ثم ستصل تلك العملة إىل ذروة القيمة‬

‫للمستثمرين ومن يذهب سيجد طريقة متنوعة لكسب املال احلقيقي حيث يمكنهم اْلنفاق‬

‫عَل عائَلهتم‪ ،‬والطعام احلقيقي‪ ،‬واْلجازات احلقيقية‪ ،‬وغريها من اْلشياء احلقيقية ملنازهلم يف‬

‫الواقع ‪ ،‬هنا نفهم أنه من املحتمل أن توحيد هذا العاَل رضوري للمستثمرين الراغبني باملشاركة‬

‫يف البناء واْلبداع ريادة اْلعًمل وصياغة العاَل اجلديد من الداخل املنصة املوحدة التي توفر‬

‫عَل املشرتكني عناء التنقل بني املنصات‪ ،‬ويكفي أن نَلحظ عَل سبيل املثال‪ :‬الفرق بني نسبة‬

‫املشرتكني يف منصتي فيسبوك وتويرت يف ذات الوقت باملقارنة مع املشرتكني يف فيسبوك أو تويرت‪،‬‬

‫حيث َل تتعدى الفئة اْلوىل أكثر من ‪ %20‬من مجلة املستخدمني هلاتني املنصتني‪ ،‬وهو ما يشري‬

‫بوضوح إىل عدم رغبة معظم الناس يف تشتيت أنفسهم‪.‬‬

‫الثقة في عالم الميتافيرس‪:‬‬


‫لوحظ أن تعدد العواَل يضعف الثقة لعموم املستخدمني بفكرة هذه اخلدمة أو املنتج وهو ما‬

‫ينعكس بصورة أوضح عَل العاَل الرقمي ومن أمثلة ذلك قلة نسبة املتقبلني للعمَلت الرقمية‬

‫حتى اليوم؛ ما هو واضح هو أن ‪ Metaverse‬سوف يعتمد وسيبنى عَل راحتنا املتزايدة والثقة‬

‫يف التعامل مع عواَل افرتاضية‪ ،‬أو "تعميم افرتاض"‪ .‬كًم كتب جون رادوف‪" :‬مع استمرار‬

‫الثقة يف اَلزدياد العاَل "اَلفرتاض" ‪ -‬مع اْلصدقاء عْب اْلنرتنت والعنارص اَلفرتاضية‬

‫وأصول التشفري والعقود الذكية والتجارب احلية عْب اْلنرتنت ‪ -‬سيزيد من قابلية التوسع يف‬

‫انتشار هذا العاَل وسيطرته عَل حياتنا مع استمرار تطور ‪ Metaverse‬والتغيري‪ ،‬بالطبع سوف‬

‫يتم ظهور مشاكل جديدة ‪ .،‬فقد كان من املستحيل التخطيط ملواجهة أنشطة للكراهية‪ ،‬واملواد‬

‫‪36‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫املسيئة‪ ،‬واْلباحية واملواد غري القانونية‪ ،‬واآلراء املتطرفة والتخطيط قبل ظهور اْلنرتنت‪ .‬كان‬

‫علينا أن ننتظر حتى ظهرت هذه السلبيات قبل البدء يف معاجلتها‪.‬‬

‫فاحلكومات والرشكات ومستخدمي اْلنرتنت لدهيم َل تتمكن من التحقق غالب اا عن املسؤول‬

‫عن هذا املحتوى ومن جيب عليه إزالته‪.‬‬

‫بينًم لن يكون هذا الوضع مقبوَلا يف ‪ Metaverse‬الذي يتطور برسعة وهو مفتوح املصدر‬

‫‪ Metaverse‬قادرين عَل‬ ‫الذي يضم اآلَلف من املبدعني‪ ،‬وسيكون الَلعبون يف عاَل‬

‫اَلتفاق عَل املعايري واملسؤولية عن معاجلة القرصنة والتزوير‪ ،‬وكذلك الكَلم الذي حيض عَل‬

‫الكراهية أو املواد اْلباحية وغري القانونية‪ .‬يف الواقع‪ ،‬سوف يكون ‪ Metaverse‬متكامَل‬

‫متاما‪ ،‬هذا يسمح بحرية كبرية لتوليد واقع افرتاض وآمن‪ ،‬فحقيقة العاَل والتجارب اَلفرتاضية‬

‫تؤكد إمكانية ذلك‪.‬‬

‫يمكن القول بأن احلدود بني حرية احلركة يف ‪ Metaverse‬والقرصنة إىل حد ما غري واضحة‬

‫متاما يف الوقت احلارض‪ ،‬عَل سبيل املثال‪ :‬هل يمكنني إنشاء لعبة يف‪ ، Roblox‬حيث يتم حتدي‬

‫الَلعبني َلخرتاق الصور الرمزية لَلعبني اآلخرين؟ هل يمكنني إنشاء لعبة غرفة هروب‬

‫افرتاضية‪ ،‬وهي لعبة أخرى للصور الرمزية‪ ،‬حرفيا َل يمكن اهلروب ما َل تصل إىل نتائج‬

‫وحلول داخل هذه اللعبة‪.‬‬

‫سوف حتدث حماوَلت قرصنة وتزوير وابتزاز‪ ،‬عْب وسائل َل تعرفها عقول خْباء الْبميات‬

‫بعد؛ لكن إذا َل تستطع احلكومات ورشكات التواصل اَلجتًمعي حتديد املسؤول عن إزالة‬

‫الكَلم الذي حيض عَل الكراهية‪ ،‬وكيف يفعلون ليقرروا ما إذا كنت قد خلقت بشكل رشعي‬
‫‪37‬‬
‫لعبة ما تسمح "بأشياء سيئة"؟ وَل يعد مقبوَل مْبرات مفادها‪ :‬أن القراصنة متمكنون أو أهنم‬

‫استعملوا تقنيات حديثة‪ ،‬فإن هذا العاَل سيبقى أقل جذب اا للنوع البرشي‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫الفصل الثاني‬

‫احلياة يف العامل ما وراء التقليدي امليتافريس‬

‫َل يمكن ْلي خمتص أو مطلع عَل عاَل احلياة الرقمية الشك بأن مصممي هذا العاَل‬

‫واملستثمرين يف أعًمله وأنشطته؛ سوف يضعون فيه من اخلدمات واخليارات والتسهيَلت‬

‫والرفاهية واْلضافات ‪-‬بجميع أنواعها وأشكاهلا وأحجامها – ما جيعل احلياة خارجه أصعب‬

‫بكثري من احلياة بدون إنرتنت أو بدون برامج تواصل اجتًمعي أو بدون وسائط النقل‬

‫وإمدادات املاء والكهرباء يف العاَل التقليدي‪َ ،‬ل حتكم أو ينتابك التعجب أو حتى القبول أو‬

‫الرفض قبل أن تقرأ حمتوى هذا الفصل وتستجمع خَلصة معاِن وحقائق الفصل اْلول‬

‫والفصول القادمة‪.‬‬

‫عندها فقط سوف يكون بمقدورك تكوين قناعة علمية منطقية حول ما يعرضه هذا الكتاب‬

‫من حقائق ووقائع تعقبها تصورات دقيقة حول املستقبل‪.‬‬

‫حسب قراءات معمقة لـ "العاَل ما وراء التقليدي" نجد أنه يضم ميزات وخصائص قد تكون‬

‫بالفعل أكْب من إمكانية تصور البعض واستيعاهبم حتى ونحن عَل السَلَل اْلوىل من سلم هذا‬

‫العاَل‪ ،‬لكن َل بأس من املحاولة يف استعراض أبرز معامله وميزاته‪ ،‬مع حماولة تشبيه وتقريب‬

‫ومتثيل الصورة التي سوف يكون عليها إىل اقىص حد ِمكن وذلك حتت النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪39‬‬
‫أوال‪ :‬دخول مفتوح حيث ال حاجة لتسجيل الدخول أو الخروج‪:‬‬
‫ً‬
‫يف هذا العاَل لن يكون أحدنا بحاجة إىل تسجيل الدخول أو اخلروج سوف نعيش يف عاَل‬
‫مفتوح عَل مدار الساعة؛ عاَل كل ما فيه يمكن مشاركته بدون إيعازات مسبقة‪ ،‬أما مع من‬
‫دخلنا معهم أو أدخلناهم فيه فسوف تكون املشاركة مفتوحة عَل مدار الساعة‪ ،‬سوف تنوب‬
‫عنا شخصيتنا يف العاَل اَلفرتاض يف احلوار واجلواب وحجز املواعيد والتفاهم وحل‬
‫مشكَلت اْلرسة – للعلم فإن هذه الشخصية سوف تعيش بعد موتنا يف العاَل التقليدي‬
‫بحسب رغبتنا من عدمها‪ -‬وسوف تنمو وحتدث معلوماهتا وتستمر يف الكثري من اْلعًمل‪،‬‬
‫ببساطة ْلهنا سوف تكون جزء من عاَل "امليتافريس" النامي واملتجدد حيث سوف ينمي نفسه‬
‫بنفسه بصورة متجددة‪.‬‬

‫البيانات المفتوحة والبيانات المشفرة والعالم ما وراء التقليدي‪:‬‬


‫يف عاملنا التقليدي تعتمد فكرة " البيانات املفتوحة عَل أن كل البيانات جيب أن تكون متوفرة‬
‫ومتاحة َلستخدام اجلميع‪ ،‬وأن لكل شخص احلق يف إعادة نرشها بدون أي قيود تتعلق‬
‫بحقوق الطباعة والنرش أو أي آليات سيطرة أخرى‪.‬‬
‫إن هدف حركة البيانات املفتوحة مشاهبة ْلهداف حركات أخرى هتتم بحرية البيانات‬
‫واملعلومات‪ ،‬مثل‪ :‬املصدر املفتوح‪ ،‬الكيانات املادية املفتوحة‪ ،‬املحتوى املفتوح‪ ،‬التعليم‬
‫املفتوح‪ ،‬مصادر التعليم املفتوحة‪ ،‬املعرفة املفتوحة‪ ،‬إتاحة وفتح إمكانية الوصول‪ ،‬العلوم‬
‫املفتوحة‪ ،‬وال شبكة املفتوحة‪ .‬تزامن صعود حركة البيانات املفتوحة مع صعود حقوق امللكية‬
‫الفكرية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫تعود أصول الفلسفة الكامنة وراء البيانات املفتوحة إىل التقاليد املريتونية يف العلوم‪ ،‬ولكن‬
‫مصطلح "بيانات مفتوحة" هو مصطلح حديث‪ ،‬اكتسب شهرة وصدى متزايدا مع صعود‬
‫اْلنرتنت والشبكة العنكبوتية العاملية‪ ،‬وبخاصة مع إطَلق مبادرات حكومية مفتوحة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ Data.gov‬و ‪ ، Data.gov.uk‬ويف الوطن العريب توجد مبادرات حكومية مشاهبة‪ :‬يف‬
‫تونس ‪ ،open.gov.tn‬ومبادرة حكومية سعودية‪ . data.gov.sa‬ويمكن اعتبار‬
‫البيانات احلكومية املفتوحة من أهم البيانات املفتوحة خاصة يف ظل ارتباطها باحلياة اليومية‬
‫للمواطنني"(‪.)1‬‬

‫قانونية البيانات المفتوحة في "العالم ما وراء التقليدي"‪:‬‬


‫أما يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" فسوف تكون البيانات مفتوحة قانوناا‪ِ ،‬ما يعني أنه‬
‫جيب وضعها يف املجال العام أو وف اقا لرشوط اَلستخدام الليْبالية مع عدم وجود أية قيود‬
‫سوى ما يتعلق بملكية اْلشياء مثل الرصيد املصيف أو البيت أو السيارة أو أية أمَلك أخرى يف‬
‫"امليتافريس" حيث ستكون البيانات مفتوحة تقن ايا‪ِ ،‬ما يعني أنه جيب نرشها بتنسيقات‬
‫إلكرتونية قابلة للقراءة آل ايا وغري ِملوكة‪ ،‬دون أدنى عمليات تشفري‪ ،‬حتى يتمكن أي شخص‬
‫من الوصول إىل البيانات واستخدامها باستخدام أدوات برمية متاحة ماناا‪ ،‬دون قيود كلمة‬
‫املرور أو جدار احلًمية اْلليكرتونية؛ لتسهيل البحث عن البيانات املفتوحة‪ ،‬تقوم منذ سنوات‬
‫معظم املؤسسات بإنشاء وإدارة كتالوجات البيانات املفتوحة‪ ،‬باختصار شديد‪ :‬سوف يرتبط‬
‫معيار تقدم الدول واملؤسسات بقدر ما توفره من بينات مفتوحة‪ ،‬هي َل تكن تعرف قبل‬
‫سنوات وربًم حتى اآلن؛ أن عامل اا قادم اا سوف يعتمد بصورة أساس عَل البيانات املفتوحة‪،‬‬
‫التي تأيت منسقة ومهيئة – مقروءة ومسموعة‪ -‬عَل نسق يفوق خيال معظم املْبمني اليوم؛‬
‫بمجرد نداء صويت من الشخص الذي حيتاج إليها‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ثانياً ‪ :‬التوثيق في العالم ما وراء التقليدي "الميتافيرس"‪:‬‬
‫عاَل اْلنرتنت احلايل ومنذ انتشار شبكة اْلنرتنت "الويب" أواسط تسعينيات القرن العرشين‬
‫وهي النسخة املطورة من شبكة "إربانت" التي أخرجت من اخلدمة عام ‪1990‬م‪ ،‬شهد تطورا‬
‫هائَل لسنا بصدد احلديث عنه‪ ،‬فهو تطور تم وصفه بجميع لغات العاَل احلية وهو منشور عَل‬
‫آَلف املواقع‪ ،‬لكن حديثنا عنه هبذا اَلختصار ما هو إَل لتقديم فكرة مفادها أن عاَل اْلنرتنت‬
‫سوف يبدو مرد فكرة ساذجة باملقارنة مع عاَل ما بعد اْلنرتنت "امليتافريس" ‪.‬‬

‫بعض أبسط صور التوثيق في العالم الرقمي‪:‬‬


‫التوثيق أو املُصادقة باللغة اْلنجليزية هو ‪ Authentication‬فاستخدام ‪ %98‬من‬
‫التطبيقات بْبيد إليكرتوِن "توثيق"‪ ،‬عدم تشغيل معظم خيارات أبل وأندرويد وويندوز‬
‫بدون بريد إليكرتوِن فعال "توثيق"‪ ،‬تعزيز بياناتك ومحاتيها واستعادهتا بْبيد إليكرتوِن‬
‫"توثيق" ‪ .....‬نحن منذ أكثر من عقدين من الزمن تقريبا نوثق كل يشء متعلق بالتواصل‬
‫واَلتصال عن طريق شبكة اْلنرتنت بدون أن نشعر‪.‬‬
‫عندما نشعر بأن ما وراء العاَل التقليدي "امليتافريس" سوف يكون هو عاملنا الطبيعي أو املعتاد‬
‫وعندما نستوعب أن التوثيق العام والتوثيق الذكي للبيانات سوف يكون شامَل جلميع ما نقوم‬
‫به وسوف يساعدنا ذلك عَل إدارة حياتنا وملفاتنا بشكل أفضل بكثري من أقوى برامج‬
‫وتطبيقات إدارة اْلرشيف أو التطوير باملعلومات املؤرشفة " البيانات املخزنة"‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫خدمات ما وراء العالم التقليدي "الميتافيرس" ودور التوثيق في‬


‫تقديمها‪:‬‬
‫من الطبيعي أن يرشح لنا من سوف يسبقنا إىل هذا العاَل وكذلك اْلعَلنات الرتوجيية التي‬
‫سوف تصل إىل كل مكان وبجميع الوسائل املعروفة واملبتكرة؛ روعة اخلدمات وخصوص اا‬
‫مفهوم اْلدارة باْلرشيف‪ ،‬والذي سوف خيدم حياتنا اليومية كالتسوق ودفع الفواتري والتوفري‬
‫بجميع أشكاله ومفاهيمه؛ وكذلك املنافع واخليارات اْلفضل يف التعليم والصحة والْبامج‬
‫التثقيفية والرتفيهية واَلجتًمعات واملراجعة الذكية للحوارات واللقاءات َلستخَلص أهم ما‬
‫جاء فيها‪ ،‬عَل سبيل املثال‪ :‬يف حوار مع صديق ملدة ساعة أو أكثر قد يتسبب طول وقته بنسيان‬
‫موعد تم اَلتفاق عليه أثناء احلوار‪ ،‬سوف تستخرج عملية اْلرشفة املوعد وتضعه عَل‬
‫مفكرتك وتقويمك الشخيص وتضع لك املنبه بوقت مناسب‪ ،‬وغري ذلك من اْلجراءات التي‬
‫قد َل يمكننا تصور فائدهتا وروعتها‪.‬‬
‫مثال آخر‪ :‬قد نحت اج إىل معرفة عدد وتواريخ لقائنا بشخص ما أو مؤسسة ما؛ عندها سوف‬
‫نستدعي اْلرشيف صوتي اا ليظهر لنا تقرير مرئي أو مسموع كامل عن البيانات املطلوبة‪،‬‬
‫وهكذا يقاس عَل ما تقدم مجيع التسهيَلت أو الدعم املعلومايت الذي يمكن لألرشيف تقديمه‬
‫لنا داخل العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬عالم متكامل يلغي قانون المسافات مع المحافظة على‬


‫الخصوصيات ودوافع الحركة واالنتقال الرقمي‪:‬‬
‫يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" سوف تصبح املسافات بني اْلشخاص واْلشياء‬

‫للزبون متنوعة ليس عن العاَل الواقعي فحسب بل عن قوانني ذات املسافات يف عاَل اْلنرتنت‪،‬‬

‫ذلك أن العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" سوف يتم تنظيمه بشكل متكامل بحيث تتَليش‬

‫‪43‬‬
‫الكثري من املسافات مع بقاء طابعها البيني املشابه خلصوصية العاَل التقليدي باستثناء عامل‬

‫الوقت‪ ،‬وذلك سيتأتى من خَلل ربط مجيع أنواع البيئات الرقمية؛ عَل عكس الواقع‬

‫اَلفرتاض احلايل‪ ،‬والذي يتم استخدامه مث ا‬


‫َل يف غالب اْللعاب إذ تستقل عوامله عن بعضها‪،‬‬

‫ويمكن لنا تصور ذلك إذا ما أدركنا أن العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" عمليا سوف‬

‫يستخدم أي يشء ِما نفعله يف حياتنا الواقعية مثل‪ :‬العمل واللعب واحلفَلت املوسيقية‬

‫والسينًم الرحَلت ‪ -‬أو مرد التميش منفردا أو مع آخرين بحسب رغبتنا‪.‬‬

‫معظم الناس يتصورون ذلك إذ سيكون لديك صورة رمزية ثَلثية اْلبعاد – يمكنك بكل‬

‫سهولة متثيل نفسك فيه‪ -‬كًم هي سهولة استخدامه‪ ،‬لكن ْلنه ‪ -‬العاَل ما وراء التقليدي‬

‫"امليتافريس" اليوم ‪َ -‬ل يزال مرد نسخ أولية ‪ ،‬لذا َل يوجد تعريف عاملي موحد متفق عليه لـ‬

‫ميتافريس" الذي نحاول يف هذا الكتاب وصفه وبيان أمهيته والكشف عن بعض ميزاته‬

‫وبعض وسائل املسامهة فيه وأمهية ذلك ْلي متمع متحرض‪ ،‬عاَل تلغى فيه قوانني املسافات‬

‫سيحقق توفري اا كبري اا يف اجلهد والوقت ويسهم يف دعم أهداف التنمية‪ ،‬واملتمثلة يف توسيع‬

‫خيارات اْلنسان يف احلصول عَل تعليم وصحة وخدمات أفضل‪.‬‬

‫صورة تقريبية عن قوانين المسافات في العالم ما وراء التقليدي‬


‫"الميتافيرس"‪:‬‬
‫سوف نعيش يف عاَل ثَلثي اْلبعاد حتيط بنا خياراته ومزاياه وتسهيَلته وإبداعاته املتجددة من‬
‫كل جانب‪ ،‬فعندما يصبح جتريد املساحة املادية واملسافات بني اْلشياء واْلشخاص طبيعة حياة‬
‫يمكن تشبيهها بالدخول إىل داخل الكومبيوتر والعيش بعقلنا يف داخله لتشكيل حياة رقمية َل‬
‫مركزية‪ ،‬تدار باْليعازات الصوتية أو اللمس يف اهلواء؛ ملعاجلة الكثري من اَلحتياجات والقيام‬

‫‪44‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫بعدة مهام يف وقت قصري َل يكن من املعقول فعلها هبذا الوقت القصري خارج هذا العاَل؛ وَل‬
‫ثمة ما يمنع أن تكون لك نسخ عدة من شخصيتك اَلفرتاضية (أفاتار) لتقوم بحل مشاكل‬
‫عدة ومعاجلة ملفات عدة أو عقد صفقات عدة يف الوقت نفسه‪ ،‬ربًم ستمنع قوانني العاَل ما‬
‫وراء التقليدي "امليتافريس" هذا اْلجراء لكنه يبقى ِمكن اا من الناحية التقنية‪.‬‬
‫ما ذكرناه هو مرد صور أولية لكيفية تغري قوانني املسافات يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"امليتافريس"‪ ،‬لكن احلقيقة ستكون أوضح وأدق وأكثر تعبري اا عن الصورة املراد ختيلها‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬االتصال والتواصل والنقل واالنتقال في ما وراء العالم‬


‫التقليدي "الميتافيرس"‪:‬‬
‫تقليل الفوارق بني الناس وإزالة حواجز متعددة مثل اللغة وتفاوت اْلدراك وتوحيد البيئة‬
‫الثقافية سوف تكون من أبرز سًمت هذا العاَل‪ ،‬قد يكون العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‬
‫هو ّ‬
‫احلل اْلمثل للكثري من اْلشكاليات التي نعانيها اليوم‪ ،‬كونه يقدّ م جتربة تفاعلية للغاية يف‬
‫حال تطبيقه بالكامل عَل عقب اكتًمل بنيته التحتية‪ ،‬حيث سيمكن للناس التحرك بحرية‬
‫واملشاركة يف حوارات ثنائية أو مجاعية دون احلاجة إىل مغادرة منازهلم أو مكاتبهم‪.‬‬
‫وقدرة العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" عَل جتاوز احلدود املكانية وحتى حاجز اللغات من‬
‫مثريا لَلهتًمم‪.‬‬
‫اْلسباب التي جتعله ا‬
‫عندما تنتفي حاجة إىل السفر ملسافات طويلة للقيام ببعض اْلعًمل أو اْلنشطة‪ ،‬مع احلصول‬
‫عَل ذات تأثري اْلعًمل واْلنشطة الواقعية ستكون البرشية قد دخلت بالفعل مرحلة جديدة‬
‫متثل نقلة نوعية يف نمط حياته منذ أن وجد اْلنسان عَل سطح كوكب اْلرض‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫االتصال والوصول والتواصل العالمي في العالم ما وراء التقليدي‬
‫"الميتافيرس"‬
‫من بني أعظم مزايا العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" سهولة الوصول إليه‪ ،‬إذا تم تطبيقه‬
‫بشكل احرتايف حياكي إجيابيات العاَل التقليدي ويتجنب سلبياته‪ ،‬يمكن هلذه التقنية أن تسمح‬
‫لألشخاص من مجيع أنحاء العاَل باَللتقاء يف مكان واحد (وإن كان عْب اْلنرتنت) بطرق أقل‬
‫تكلفة َل تكن متاح اة ساب اقا‪ ،‬حيث ستكون ميزانيات السفر من املسائل التي َل تعد مدرجة يف‬
‫موازنات املؤسسات؛ من جهة أخرى سوف يقل قلق الناس بشأن رعاية أرسهم وأطفاهلم أو‬
‫رعاية املسنني من ذوهيم أثناء سفرهم وهي بالطبع ليست امليزة الوحيدة؛ لكننا نعرضها عَل‬
‫سبيل املثال‪.‬‬
‫من البدهيي أنه سيكون بمقدور أولئك الذين يعانون من مشاكل يف السمع التواصل عْب‬
‫الرشوح النصية أو لغة اْلشارة ‪-‬حسب تفضيلهم‪ -‬وقد يكون بوسع اْلشخاص الذين لدهيم‬
‫قدرة حمدودة عَل التنقل أن ينتقلوا بحرية أكْب من دورة إىل أخرى أو من جناح إىل آخر؛‬
‫وسوف تصبح املناطق الزمنية عديمة اْلمهية‪ ،‬وينطبق اْلمر نفسه عَل اختَلف اللغات مع‬
‫تنامي فرص العمل يف مال الرتمجة الفورية عند الطلب (‪ ،)2‬من املتوقع أيض اا أن مؤرشات‬
‫اجلودة العاملية سوف تفرض تدرجيي اا زيادة وقت العمل عن املسموح به للموظفني بحسب ما‬
‫تسمح به ختصصاهتم‪ ،‬بوصفه حق اا من حقوق اْلنسان وعَلمة من عَلمات تقدم املؤسسة‬
‫ورقيها‪ ،‬حيث اَلتصال والتواصل مفتوح عَل مدار اليوم أو لكامل وقت الدوام يف العاَل‬
‫التقليدي‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫خامساً ‪ :‬األجهزة التقنية ومستقبلها لدعم العالم ما وراء التقليدي‪:‬‬


‫رغم حديث بعض املصادر عن أبز املخاطر التي تواجه فكرة العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" لكن اآلفاق وامليزات الواعدة تفوق ذلك بأضعاف مضاعفة خصوصا إذا ما‬
‫أخذنا بعني اَلعتبار امليزات واخلصائص واملنافع التي سوف يقدمها هذا العاَل‪ ،‬باْلضافة إىل‬
‫حجم اَلستثًمرات اهلائل الذي سوف يرتكز فيه‪.‬‬
‫ثمة خماوف تدور حول احتًملية حتول العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" إىل مرد "لعبة‬
‫جديدة" يف عاَل التكنولوجيا حيث تفقد بريقها مع مرور الزمن‪ ،‬لعلنا نتذكر الضجة التي‬
‫أحدثتها التكنولوجيا القابلة لَلرتداء؟ متى كانت آخر مرة رأيت فيها شخصا يرتدي نظارات‬
‫ذكية؟ تعطي مجلة اْلجابات عَل اْلسئلة السابقة تصور اا مفاده أن العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"امليتافريس" قد يكون مرد اكتشاف عابر كالذي سبقه من اكتشافات تقنية جذبت اْلنظار‬
‫لفرتة من الزمن (‪ ،)2‬يف وضع مثل هذا‪ ،‬من اْلفضل واحرتام اا لعقل القارئ نرتك اْلجابة التي‬
‫يمكن تشكيلها من مجلة ما جاء يف هذا الكتاب وكذلك عرشات املقاَلت والْبامج املسجلة‬
‫لقنوات فضائية‪ ،‬حيث يمكن للمهتمني معرفة الفرق بني مجيع اَلخرتاعات املتعلقة بالتقنيات‬
‫الرقمية وبني العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪.‬‬
‫يكفي أن نذكر أمثلة بسيطة قد ترجح لدينا أحد اَلجتاهني السائدين حيال العاَل ما وراء‬
‫التقليدي "ميتافريس" ‪ ،‬عند تغري وظائف أجهزة مثل التكييف والتي سوف تكون مرتبطة بـ‬
‫العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪ ،‬ويكون من مجلة وظائفها إطَلق روائح جتعلنا أكثر قرب اا‬
‫من حقيقة املشهد يف العاَل التقليدي‪ ،‬لتفحص رائحة نوع معني من اْلطعمة أو اْلرشبة‪ ،‬وهي‬
‫جتارب أجرهتا اليابان ودول أخرى قبل أكثر من عقدين ونصف من الزمن‪ ،‬وَل يزال جيري‬
‫عليها التطوير والتحديث‪ ،‬وكذلك عندما نتعرف عَل مشاعر الطرف اآلخر أو شخص هيمنا‬
‫أمره من خَلل تقرير نحصل عليه عن نبضات قلبه أو حرارة جسمه لنعلم أنه يف وضع حيتاج‬
‫إىل اتصالنا به عاجَل؛ أو عندما نناقش العقل اْلليكرتوِن املنزيل ونشاركه تعليًمت اليوم‬

‫‪47‬‬
‫ويذكرنا بمواعيدنا وخيْبنا بًم يفضله لنا من مشرتيات أو أطعمة يصنعها املطبخ الذكي املرتبط‬
‫به ويقرتح علينا تغيري بعض الوجبات ْلهنا َل تناسب صحتنا؛ ويذكرنا بمناسبات وواجبات‬
‫اجتًمعية و وظيفية‪ ،‬كل ذلك وغريه الكثري سوف جيعل احلياة يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" أكثر تشويقا وديناميكية‪.‬‬

‫سادساً ‪ :‬العالقات االجتماعية واألنشطة الرياضية في العالم ما وراء‬


‫التقليدي‪:‬‬
‫يف كل منتج أو خدمة جديدة حياول صاحبها أن يقدم عروض اا جاذبة يصعب منافستها‪ ،‬وهو‬
‫ذات اليشء حيدث مع العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" إذا نجد أن العَلقات اَلجتًمعية‬
‫تصبح أكثر مرونة وتنظي اًم حيث سوف يتم تنسيق جدول أعًمل مجيع أفراد العائلة بحيث توفر‬
‫للجميع وقتا للقاء افرتاض مبارش يمكن للمساعد الرقمي استعراض أمجل وأغرب ما مر بنا‬
‫منذ اَلجتًمع العائل اْلخري؛ ويقرتح أيض اا أفكار اا وخمططات للقاء القادم تناسب اجلميع‪ ،‬وقد‬
‫نًمرس متمعني متارين رياضية مشرتكة ونتنافس عَل جوائز وميزات ْلصحاب اْلداء اْلفضل‬
‫أسبوعي اا أو شهريا‪.‬‬
‫عندما نتأكد من أن احلياة اَلجتًمعية يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" سوف تكون أكثر‬
‫أمان اا وأكثر جدوى‪ ،‬بل وأكثر متعة؛ وأهنا قد تكون مقدمة حذرة أو توفر لنا مسافة أمان قبل‬
‫حتوهلا إىل عَلقة واقعية‪َ ،‬ل شك أننا سوف نفضلها عَل العَلقات الواقعية التي تتشكل‬
‫مبارشة‪ ،‬ثم يظهر لنا َلحق اا أهنا غري مناسبة لنا‪.‬‬
‫مجيعنا شاهد كيف باعدت اْلزمة الصحية العاملية "كوفيد‪ "19‬بني الناس وجعلتهم أكثر خوف اا‬
‫وقلقا من بعضهم البعض‪ ،‬وهو ما يعني حاجة املجتمع اْلنساِن مستقب ا‬
‫َل لعاَل يلجئون إليه يف‬
‫حال تكرر املشهد‪ ،‬بحيث َل تتعطل أعًمهلم ومشاريعهم وأنشطتهم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫الرياضة وخصائصها وميزاتها في العالم ما وراء التقليدي‬


‫"ميتافيرس"‪:‬‬
‫مفاهيم جديدة سوف تظهر يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" من شأهنا أن تغري نظرتنا‬
‫للرياضة‪ ،‬مثل‪" :‬اللياقة البدنية الرقمية" فالكثري والكثري من الفوائد وقوة املحاكاة ْلنشطة‬
‫العاَل التقليدي سوف جتذبنا وتعطينا ذات فوائد ومشاعر الرياضة يف العاَل التقليدي؛ باستثناء‬
‫جتنب بعض املخاطر املصاحبة هلا‪ ،‬حيث سنحصل عَل اْلجهاد اْلجيايب ويصيبنا التعرق‬
‫بالفعل أثناء متاريننا الرياضية يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" بالضبط كًم لو أننا يف‬
‫العاَل التقليدي‪ ،‬القفازات والسرتات واخلوذ الذكية سوف جتعلنا نعيش أجواء الكثري من‬
‫اْللعاب الرياضية "كان أول مترين رياض مارسته يف عاَل الواقع اَلفرتاض هو مترين مَلكمة‬
‫يشبه لعبة (‪ ،)Dance Dance Revolution‬قمت برضب أهداف رمزية ملونة‬
‫كانت هتامجني يف وجهي‪ ،‬بعد التمرين‪ ،‬قمت بإزالة نظارات "ميتا كويست ‪( "2‬املعروفة سابقا‬
‫باسم "أوكولوس") عن وجهي‪ ،‬وكانت مبللة بالعرق؛ هناك جانب إجيايب يف اْلمر‪ :‬كان‬
‫التمرين صعبا وتسارعت نبضات قلبي بشكل كبري ومرت الـ‪ 20‬دقيقة برسعة بالغة" (‪،)3‬‬
‫كذلك تتيح الرياضة يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" تنويع البيئة الرياضية ِما جينبنا امللل‬
‫جراء مشاهدة ذات املناظر يومي اا فبني بيئة صحراوية وغابات مطرية وساحل بحري خَلب‬
‫وحدائق زاهية اْللوان مع موسيقى تناسب كل بيئة من هذه البيئات؛ سوف نتجنب الكثري من‬
‫أسباب امللل والرتابة‪.‬‬
‫تكشف لنا اخلصائص املذكورة وهي جزء بسيط جد اا من اخليارات وامليزات حجم املحاكاة‬
‫للواقع يف برامج رياضية نًمرسها يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪ ،‬وهو ما سوف يغري‬
‫أجزاء كبرية من مفهوم الرياضة (‪.)4‬‬

‫‪49‬‬
‫سابعاً ‪ :‬التسوق والتسويق والتجارة اإلليكترونية‪:‬‬
‫مفهوم التسوق عْب العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" لن يبقى كًم هو اليوم أو كًم نتصوره‬
‫من خَلل التسوق اْلليكرتوِن املتعارف عليه يف أيامنا هذه‪ ،‬حتى أننا سوف نجد أن عمليات‬
‫التسوق قد تم دمها بيشء من املتعة واملرح واملنافسة واستخدام الذكاء للحصول عَل عروض‬
‫تنافسية واستثًمر املواسم التسويقية لتوفري بعض املال‪.‬‬
‫التفصيل سوف يكون أدق‪ ،‬فبينًم َل يكرتث معظمنا بالعَلمات امللصقة ببعض الفواكه‬
‫واخلرضوات يف السوق؛ لن يتثاقل املساعد الرقمي من قراءهتا وإسداء النصح لنا بشأن املنشأ‬
‫اْلفضل واجلودة اْلعَل من املوجود يف السوق أو يف أسواق أخرى ماورة‪ ،‬كذلك سوف‬
‫يعطينا ما يكفي من إرشادات حول حاجتنا هلذا النوع أو ذاك من املواد الغذائية وينبهنا لتجنب‬
‫بعضها ْلننا تناولنا ما يكفي منها هذا اْلسبوع أو هذا الشهر بًم يَلئم صحتنا وحيفظ توازننا‬
‫الغذائي‪.‬‬

‫التجارة اإلليكترونية والتسويق‪:‬‬


‫التجارة اْلليكرتونية يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" سوف متثل جتربة ترفيهية تعليمية‬
‫حيث سيتم تزويد املسوق بخْبات ومهارات من قبل مساعد رقمي معزز بمَليني البيانات‬
‫املساعدة عَل حتقيق نجاح أكْب يف مال التسويق‪ ،‬كذلك فإن تقديم الرشكات واملصانع‬
‫ملنتجاهتا عَل شكل نسخ رقمية ثَلثية اْلبعاد حيث يمكن للزبون املحتمل تفحصها واختبارها‬
‫قبل رشائها‪ ،‬ليست دقة اْللوان والزوايا وحدها بل املؤثرات الصوتية والرشوحات املكتوبة‬
‫واملسموعة والرمزية؛ التي سوف تصاحب عملية العرض باْلضافة إىل تدخل املسوق احلقيقي‬

‫‪50‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫أو الـ "افيتار" كلها ستمثل عوامل مهمة لنجاح عملية التسويق وإقناع الزبون بالرشاء وربًم‬
‫حتويله مادة دعاية أو مسوق اا ثانوي اا للخدمة أو املنتج (‪.)5‬‬

‫ثامناً ‪ :‬توثيق كالمنا وأنشطتنا وأرشفتها سوف نصبح أشبه بـ‬


‫"ويكبيديا" مرئية أو مكتوبة أو مسموعة‪:‬‬
‫التوثيق حاجة أدركها العقل البرشي منذ فجر احلضارات اْلنسانية‪ ،‬لكنه يف العاَل ما وراء‬
‫التقليدي "ميتافريس" أخذ أبعاد اا أخرى من أمهها املساعدة يف إدارية حياتنا وجتنيبنا الكثري من‬
‫املشكَلت واملطبات واملواقف املحرجة مثل تذكر مفردات َل نستعملها منذ سنوات أو تذكرينا‬
‫بواجبات جيب أن تقوم هبا قبل موعد ما‪ ،‬واقرتاح أفكار أو إجراءات أو حلول معينة ملشكَلت‬
‫واجهتنا أو قد تواجهنا‪ ،‬أو تقديم بيانات عنا جلهات قد تستفيد من خْباتنا ومهاراتنا‪ ،‬وغري‬
‫ذلك من منافع َل حص هلا‪ ،‬وبذلك سوف تصبح حياتنا أشبه بملف تعريفي مفتوح يدعم‬
‫شخصيتنا يف العاَل اَلفرتاض "اْلفيتار" والذي يتجول يف مؤسسات ذات عَلقة بتخصصنا‬
‫َل استثنائي اا‬
‫وأنشطتنا ويعرف بنا ويقدمنا لألخرين‪ ،‬وهو ما يمكن أن ينقذ الكثري ِمن لديه عق ا‬
‫لكنه يفتقر إىل مهارة التحدث واْللقاء أو اخلبري البارع يف مال ما لكنه يعاِن من ضعف الثقافة‬
‫العامة‪ ،‬سوف يقرتح مساعدك الرقمي بناء عَل معرفة معمقة بشخصيتك وأفكارك وقراءاتك‬
‫وختصصك وحميطك عبارات ومجل ومقاَلت معينة يرددها عليك لتحفظها أو تسمعها وتلقيها‬
‫بلسانك عَل اآلخرين‪.‬‬

‫التوثيق والنجاح المؤسسي‪:‬‬


‫من الطبيعي أن النجاح املؤسس مرتبط بعوامل من بينها التوثيق الذكي وهو التوثيق القادر‬
‫عَل تطوير عملنا وجعله أكثر رصانة ودقة وأعَل جودة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫عَل الرغم من وجود الكثري من التطبيقات والْبامج اخلاصة باْلرشفة والتوثيق إَل أننا َل زلنا‬
‫نواجه صعوبات يف تنظيم ملفات اْلرشيف بشكل يساعدنا عَل تطوير أدائنا‪ ،‬لذا فإن قواعد‬
‫عمل العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" سوف تقوم بدور قسم اْلرشيف الرقمي فائق‬
‫الذكاء والذي سوف يعطي للملفات مسميات مناسبة ٍ‬
‫متاما ويضع كل فايل يف ملفه املناسب له‬
‫بحسب حمتواه‪ ،‬ويستدعي امللفات املعنية بأي موضوع يعرض لنا هبدف مراجعتها واختاذ‬
‫أفضل القرارات بشأهنا‪.‬‬

‫تاسعاً ‪ :‬برامج وأجهزة لم تعرف البشرية لها مثيال في الدقة والذكاء‪:‬‬


‫تقرأ شخصياتنا وميولنا وثقافتنا وعَلقاتنا وسريتنا الدراسية والوظيفية أو الشخصية وحركتنا‬
‫اليومية ورحَلتنا وا ْلماكن التي نرتادها وما درسناه سابقا وما كتبناه وما نرشناه وغري ذلك ِما‬
‫يصدر عنا‪ ،‬لتقوم بتحليل شخصيتنا وتوقع ما نريد بدقة عالية وكذلك توقع ما سوف حيدث‬
‫معنا من مواقف‪ ،‬سوف تنفعنا يف حتديد مهارتنا وما يمكننا فعله أو الوظيفة املناسبة وما سوف‬
‫ننجح به أو َل ننجزه من مهام أو وظائف أو أنشطة‪.‬‬
‫مؤسس فيسبوك الذي ذكر يف أحد تصحياته ما نصف " "ستكون هناك طرق جديدة للتفاعل‬
‫مع اْلجهزة التي ستصبح سلسة أكثر بكثري من الطباعة عَل لوحة مفاتيح أو النقر عَل زر‪،‬‬
‫ستقومون بحركات أو تقولون بضع كلًمت‪ ،‬ويكفي حتى التفكري بحركة ما لكي تصبح‬
‫واقعا" إذا انتبهنا إىل العبارة اْلخرية وإذا أصبحت واقع اا فهذا ما يمكن أن يكشف لنا حجم‬
‫ومستوى العاَل القادم ويشء من معامله وتسهيَلته وبالتايل نقاط جذبه للمجتمع اْلنساِن‬
‫التواق إىل الراحة والسهولة بطبيعته‪.‬‬
‫أما اْلجهزة التي نراها حاليا مثل املساعد الرقمي املنزيل واملكنسة الذكية أو املطبخ الذكي أو‬
‫غسالة الثياب أو الصحون الذكية فكلها مرد نسخ أولية سوف يتم دمج نسخها املتطورة‬
‫بالعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" لتصنع لنا عامل اا يدار بطريقة ديناميكية ذكية‪ ،‬تقلل اهلدر يف‬

‫‪52‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫الوقت واجلهد والفرص وتوفر لنا أوقات اا ننفقها يف تطوير ذاتنا والقيام بأعًمل أكثر أمهية من‬
‫الطبخ والتنظيف أو تثبيت املواعيد أو تسجيل املهام والتي غالب اا ما تفوتنا بسبب عدم انتظام‬
‫جدول أعًملنا اليومي وختلل امللل واْلحباط إىل نفوسنا جراء كثرة الطوارئ أو قلة املوارد عَل‬
‫الرغم من مجيع جهودنا‪ ،‬و هو ما يمكن ْلنرتنت اْلشياء املرتبط بالعاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" من معاجلته كلي اا أو معاجلة معظم أسبابه‪.‬‬

‫عاشراً ‪ :‬أنظمة عمل العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس"‪:‬‬


‫سوف يتطلب امليتافريس رؤى وبروتوكوَلت عمل وابتكارات معظمها غري موجود حالي اا‬
‫لكننا نعتقد أنه ثمة مغامرات كبرية وحتديات أكْب سوف ختوضها الرشكات الكْبى عْب طرح‬
‫تقنيات وبرميات وأجهزة رقمية عديدة بشكل متفرق وأهنا سوف جتمعها يف ساعة الصفر‬
‫التي تعلن انطَلق عاَل "امليتافريس" رسمي اا‪.‬‬
‫قواعد عمل اْللعاب اْلليكرتونية مثل ‪ Pokémon‬أو ‪ Fortnite‬وغريها متثل برأينا‬
‫اليوم مرد النسخة البدائية من العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" إهنا مرد تكييف أويل‬
‫لعقولنا حول كيفية العيش داخل هذا العاَل؛ وهذا يدلل بوضوح عَل أن أول وأبرع من سوف‬
‫يعيش يف داخله هم رواد هذا النوع من اْللعاب‪.‬‬

‫خالصة القول‪ :‬إن كمية اخلدمات ودقتها مع مستوى اْلمان وحفظ احلقوق هو ما سوف حيدد‬
‫رسعة سيطرة هذا العاَل عَل العاَل التقليدي‪ ،‬لكن ثمة عمليات وإجراءات مذهلة َل بد من‬
‫اْلشارة إليها يف هذه الفقرة ومن أبرزها أن قواعد العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‬
‫وبروتوكوَلته وأنظمة عمله لن تأيت مجيعها مقدما دفعة واحدة ولن تكون هنائية يف شكلها عَل‬
‫اْلطَلق بل هي عملية متجددة بامتياز‪ ،‬حيث سيتم حتديث الكثري من أنظمة العمل وقواعده‬

‫‪53‬‬
‫وبروتوكوَلته بنا اء عَل املستجدات واْلحداث احلاصلة داخل هذا العاَل؛ والتي قد سيكون‬
‫بعضها مرتبط اا بالعاَل التقليدي‪ ،‬وقد تقوم هذه اْلنظمة بتحديث نفسها بنفسها أو اقرتاح‬
‫حتديثات عَل مديرينها جتعل منها أكثر قبوَلا وفائدة وجذبا للمستخدمني‪.‬‬

‫حادي عشر‪ :‬استخدامات أخرى لمصطلح "الميتافيرس" ومستقبل‬


‫هذه التقنية‬
‫وقد استعمل هذا املصطلح أيض اا ْلغراض تطوير وتضخيم العَلقات العامة ملختلف التقنيات‬
‫نظرا ْلن العديد من اْللعاب اجلًمعية عْب اْلنرتنت تشرتك يف‬
‫واملشاريع من نفس النوع‪ ،‬ا‬
‫امليزات مع "امليتافريس" لكنها توفر الوصول فقط إىل احلاَلت غري الدائمة التي يشاركها ما‬
‫يصل إىل عرشات الَلعبني؛ فقد تم استخدام مفهوم اْللعاب اَلفرتاضية متعددة العواَل‬
‫لتمييزها عن "امليتافريس"‪.‬‬
‫يستخدم املصطلح عاد اة لوصف مفهوم اْلصدارات املستقبلية املفرتضة لإلنرتنت‪ ،‬املكون من‬
‫حماكاة ثَلثية اْلبعاد َل مركزية ومتصلة بشكل دائم‪ ،‬هذه العواَل اَلفرتاضية يمكن الولوج‬
‫إليها والوصول هلا عْب نظارات الواقع اَلفرتاض أو الواقع املعزز واجلواَلت واحلواسب‬
‫املكتبية ومنصات اْللعاب‪.‬‬

‫المعنى األوسع لمصطلح "ميتافيرس"‪:‬‬


‫َل يشري مصطلح "ميتافريس" إىل العواَل اَلفرتاضية فحسب‪ ،‬بل قد يشري إىل اْلنرتنت ككل‪،‬‬
‫بًم يف ذلك النطاق الكامل للواقع املعزز‪ ،‬هناك العديد من التطبيقات الفعلية املحتملة‬
‫للميتافريس‪ ،‬فحني الوصول إىل "ميتافريس" إىل الوضع املثايل سيكون بمقدور املستخدم أن‬
‫خيوض أي جتربة أو نشاط وسيكون بمقدوره التعامل مع أي أمر حيتاجه من مكان واحد‪ ،‬إذ أن‬

‫‪54‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫امليتافريس عند وصوله للوضع املثايل املتكامل يمكن تطبيقه عَل أي خدمة أو نشط أو احتياج‬
‫يف حياتنا‪.‬‬

‫إشارة عالمية مهمة حول مستقبل "ميتافيرس"‪:‬‬


‫أطلقت رشكة فيسبوك اَلجتًمعية عاملاا افرتاض ايا عام ‪ 2019‬باسم هوريزون وورد أي عاَل‬
‫اْلفق‪ ،‬وقد أعلن "مارك زوكربريغ" مالك رشكة فيس بوك عن تغري اسم الرشكة إىل منصة‬
‫ميتا "‪ "Meta platform‬وأعلن رسم ايا التزام الرشكة بتطوير منصة ميتا‪ ،‬وقد ترتب‬
‫عليها تطوير العديد من تقنيات العاَل اَلفرتاض (‪.)6‬‬
‫فيسبوك تعمل بقوة عَل دعم وإدارة مشاريع عَل اجلانبني "‪"software.. hardware‬‬
‫رقمية بالكامل وأجهزة خاصة بالتقنيات الرقمية‪ ،‬مثل خوذة "كامْبيا" والتي ُيتوقع أن تكون‬
‫مرحية أكثر ويمكن وضعها لفرتات أطول‪ ،‬مع أداء تقني أكْب أيضا‪ ،‬باْلضافة إىل مجع سلسلة‬
‫قواطع "بلوك تشني" وخوارزميات متطورة هتدف إىل إعادة تشكيل العاَل احلس بعمق أكْب‬
‫وآفاقا أبعد‪ ،‬وعَل سبيل املثال‪ :‬تعمل فيسبوك عَل تصميم نظام مفتوح يكن ملستخدميه الدفع‬
‫مقابل منتجات افرتاضية يمكنهم نقلها من عاَل آلخر‪ ،‬من بينها املَلبس واْلجهزة الرياضية َل‬
‫سيًم تلك اْلكثر ارتباط اا بالعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪.‬‬

‫هل ستكون مايكروسوفت أبرز المنافسين وأخطرهم؟‪:‬‬


‫يف مطلع العام ‪ 2020‬عقدت مايكروسوفت اجتًمعات يف العاَل اَلفرتاض مايكروسوفت‬
‫تيمز “‪ ،”Microsoft teams‬ثم أطلقت عام ‪ 2021‬تقنية «‪:»Microsoft Mesh‬‬
‫العاَل يف غرفة واحدة‪ ،‬ومع الظروف التي مر هبا العاَل بسبب جائحة كورونا‪ ،‬واضطرار الكثري‬
‫للعمل من املنزل والتباعد اَلجتًمعي يمكن أن تكون تقنية ‪ Microsoft Mesh‬بدي ا‬
‫َل‬

‫‪55‬‬
‫جيد اا للكثري من التطبيقات اْلخرى‪ ،‬فإضافة لتميزها بتوفري بيئة ثَلثية اْلبعاد‪ ،‬فإن خطة‬
‫مايكروسوفت بدمها مع منصاهتا اْلخرى سيجعلها أكثر كفاءة من أي منصة أخرى‪ ،‬حتى‬
‫اآلن ما تزال التقنية يف بدايتها‪ ،‬وَل يمكن ْلي جهاز ذكي تشغيلها سوى نظارة‬
‫‪ ،HoloLens 2‬ولكن‪ -‬وبحسب مايكروسوفت‪ -‬فإهنا فتحت النظام اْلسايس للتقنية‬
‫للمطورين حتى يتمكنوا من إنشاء تطبيقات وجتارب تدعم التقنية‪ ،‬وتكون متاحة للهواتف‬
‫الذكية وأجهزة الكمبيوتر واْلجهزة اللوحية وسًمعات الواقع اَلفرتاض‪.‬‬

‫هذه املشاريع العمَلقة تعمل حاليا عَل حتقيق عاَل من جزئني متداخلني اْلول يمثلنا فيه‬
‫"أفيتار" بالكامل‪ ،‬والثاِن يعرف بالواقع املختلط أو "‪ "Mixed Reality‬الذي يعتْب‬
‫تقنية حديثة إىل حد ما‪ ،‬تعمل عَل خلق بيئة هجينة يتم فيها إضافة عنارص ومسًمت افرتاضية‬
‫إىل الواقع احلقيقي‪ ،‬بحيث خيلط بني البيئة الواقعية واَلفرتاضية‪ ،‬ويمكن للمستخدم أن‬
‫يتفاعل مع هذه البيئة اَلفرتاضية‪ ،‬بحيث يمكنه امليش فيها وتغيري حجم ومكان اْلشياء‬
‫والتحكم فيها (‪.)6‬‬

‫‪56‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫الفصل الثالث‬

‫تقنية سالسل الكتل (البلوك تشني)‪ :‬البنية التحتية للميتافريس‬

‫امللكيات والعمَلت الرقمية وربًم بعض البيانات التي حيتاج صاحبها إىل حجبها ‪-‬إن تأتّى هلم‬
‫ذلك‪ -‬إذ ستكون البيانات املفتوحة هي املنهج اْلساس يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"امليتافريس"‪ ،‬هي العامل اْلساس يف احلاجة إىل سلسلة الكتل "البلوك تشني"‬
‫‪ ،Blockchain‬والتي وجدنا من خَلل اْلبحاث املعمقة أن مصطلح "سلسلة الكتل‬
‫الرقمية" أدق تعبري اا عنها‪.‬‬
‫فهنا مجلة من اْلسئلة والنقاط يمكنها متمعة وضعنا أمام التصور اْلكثر دقة عن سلسلة كتل‬
‫"البلوك تشني" ‪ ،Blockchain‬وعَلقتها وتأثرياهتا يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"امليتافريس"‪ ،‬ورضورة فهم هذه العَلقة جلميع املهتمني هبذا العاَل وبالتحول (اْلجباري)‬
‫القادم‪ ،‬سواء أكان هذا اَلهتًمم مبارش اا أو غري مبارش‪.‬‬

‫تعريف سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشين" ‪:Blockchain‬‬


‫هي قاعدة بيانات موزعة متتاز بقدرهتا عَل إدارة قائمة متزايدة باستمرار من السجَلت املسًمة‬
‫ُكتَل (‪ ،)blocks‬حتتوي كل كتلة عَل الطابع الزمني ورابط إىل الكتلة السابقة‪ُ ،‬صممت‬
‫سلسلة الكتل بحيث يمكنها املحافظة عَل البيانات املخزنة هبا واحليلولة دون تعديلها أو‬
‫تغيريها‪ ،‬أي أنه عندما ختزن معلومة ما يف سلسلة الكتلة َل يمكن َلحق اا القيام بتعديلها (‪.)7‬‬
‫تعمل سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪ Blockchain‬عَل إعادة تعريف مفهوم الثقة‬
‫والشفافية والتضمني؛ عَل نطاق عاملي إذ أن عوملة املفهوم اجلديد هي اْلخرى مطلوبة‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫األمان الرقمي وسلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشين" ‪:Blockchain‬‬
‫سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪ Blockchain‬آمنة حسب التصميم املعروف‪ ،‬وهي‬
‫مثال عَل توزيع نظام حوسبة يسمح بتحقيق نظام يتوافق يف اآلراء‪ ،‬حيث تسمح هذه امليزات‬
‫باستخدام سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪ Blockchain‬يف تسجيل اْلحداث‬
‫والعناوين والسجَلت الطبية وغري ذلك من سجَلت إدارة اْلنشطة وإدارة اهلوية ومعاجلة‬
‫املعامَلت والتحقق من مصدرها‪ ،‬إن هذا النظام له تداعيات عميقة عَل النظام اَلقتصادي‬
‫العاملي بًم فيها اَلستغناء عن الوسطاء عَل نحو واسع النطاق‪ ،‬وإمتام املعامَلت التجارية دون‬
‫َل‪ِ -‬ما يؤثر أيض اا عَل مريات التجارة العاملية التي نعرفها اليوم‪.‬‬
‫وسيط ‪-‬البنوك مث ا‬
‫يف عام ‪ 2008‬طرح "ساتويش ناكاموتو" مفهوم سلسلة الكتل ثم كتب يف السنة الَلحقة جزء اا‬
‫أساسي اا من الشفرة املصدرية للعملة الرقمية بيتكوين‪ ،‬والتي تقوم بدور دفرت حسابات عمومي‬
‫لكافة املناقَلت النقدية‪ُ ،‬تدار قاعدة بيانات سلسلة الكتلة بطريقة مستقلة بسبب اعتًمدها عَل‬
‫شبكة الند‪ -‬للند وخوادم طوابع زمنية موزعة حول العاَل‪ ،‬إن استخدام سلسلة الكتل يف‬
‫تصميم نظام عملة البتكوين جعلها أول عملة نقدية رقمية تتفادى مشكلة اْلنفاق املزدوج‬
‫(إنفاق املبلغ النقدي ذاته يف إجراء معاملتني خمتلفتني)‪.‬‬
‫وهو ما يعني أن سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪ ،Blockchain‬سوف تفتح آفاق اا‬
‫غري متوقعة حتى من قبل معظم اخلْباء يف زماننا هذا لتوفري اْلمان التام أو شبه التام يف‬
‫املعامَلت الرقمية‪ ،‬وَل شك أهنا سوف تنعكس عَل الواقع يف إجراء يشبه تقريب اا مزج بعض‬
‫رشكات السيارات للتقنية التشفري الرقمي بأجزاء مادية من املحرك وناقل الرسعة‪ ،‬بحيث‬
‫يؤدي أي تَلعب بالشفرة الرقمية أو حماولة تغيريها أو احرتاقها إىل تعطيل جزء ميكانيكي يف‬
‫السيارة حيتاج تفكيكه وإصَلحه إىل وقت طويل يكفي َلنتباه صاحب السيارة َل سيًم إذا‬
‫كانت املجسات اْلليكرتونية مرتبطة بتطبيق موجود عَل جواله كًم يف بعض السيارات‪ِ ،‬ما حدّ‬
‫كثريا من عمليات رسقة السيارات يف الكثري من دول العاَل‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫عْب النقاط التالية يمكن لنا ربط الكثري من احلقائق والتصورات واملعطيات هبدف رسم صورة‬

‫متكاملة إن َل نقل كاملة عن دور تقنية سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" يف هتيئة البنية‬

‫التحتية للعاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫التحول الحتمي تتم مناقشته على أعلى المستويات في العالم‪:‬‬


‫كًم عرفنا فإنه بدَلا من ختزينها مركز ايا‪ ،‬تعد سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني"‬
‫‪ ،Blockchain‬قاعدة بيانات افرتاضية يتم ختزينها يف شبكة حيث يكون لكل مستخدم‬
‫داخل الشبكة نسخة حملية من قاعدة البيانات‪ ،‬تضمن البنية الَلمركزية جن ابا إىل جنب مع‬
‫استخدام إجراءات التشفري عدم إمكانية معاجلة املستخدم ْلي معلومات يف قاعدة البيانات‬
‫بشكل رسي‪ ،‬باْلضافة إىل ذلك‪ ،‬جيب إرسال كل معاملة ككتلة حممية بالتشفري إىل الشبكة‬
‫بالكامل والتحقق منها (طريقة إثبات العمل)‪.‬‬
‫هذه التقنية سوف تواجه حت اًم رصاع اا بني الدول الكْبى فمنهم من يعارض املركزية ومنهم من‬
‫يدعو إىل املركزية‪ ،‬لكن التحول إىل سلسلة الكتل الرقمية‪ ،‬حاصل َل حمالة‪.‬‬
‫املجتمع اْلنساِن بنوعيه املهتم وغري املهتم يعيش مرحلة انتقالية مذهلة وفارقة عَل مدار‬
‫تارخيه؛ يصفها أحد تقارير اْلمم املتحدة بأنه "مرحلة انتقالية من اَلقتصاد الصناعي إىل‬
‫اَلقتصاد الذي حتدده مموعة جديدة من التقنيات‪ ،‬ترتاوح من التكنولوجيا الرقمية إىل‬
‫التكنولوجيا متناهية الدقة‪ ،‬من بني أحدث موجات الرقمنة هي تقنية سلسلة الكتل الرقمية‬
‫"البلوك تشني"‪ ،‬وهي تقنية يقول الكثريون إهنا تعيد تعريف الثقة والشفافية والتضمني يف مجيع‬
‫أنحاء العاَل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تعتْب تقنية سلسلة الكتل الرقمية ‪ ،Blockchain‬تقنية غري ناضجة‬
‫نسب ايا ويمكن أن ختلق العديد من املشكَلت بقدر احللول التي توفرها‪ ،‬ما قدمته حتى اآلن هو‬
‫سلسلة من اْلفكار الرئيسية حول التقنيات الناشئة وكيف يمكننا التعامل معها يف عاَل رسيع‬

‫‪59‬‬
‫التغري"* من الطبيعي أن تناقش مؤسسات بمستوى وحجم اْلمم املتحدة موضوعات‬
‫يفرتض أهنا اْلهم واْلخطر ِما يشغل املجتمع البرشي (‪.)8‬‬
‫هنا نجد أن تقرير اا هبذا املستوى يبحث عَلقة سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني"‪ ،‬وتأثرياهتا‬
‫املتوقعة يف التنمية املستدامة‪ ،‬يمكن أن يفتح لنا أبواب اا مهمة للغاية يف فهم أمهية هذه التقنية‬
‫والتي ترتبط ارتباط اا وثيق اا وجوهري اا بالعاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ ،‬من حيث إدارته‬
‫ومن حيث ثقة املستخدمني به‪.‬‬

‫كيف ستؤثر سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشين" ‪ ،Blockchain‬في‬


‫عالم الميتافيرس؟‪:‬‬
‫يف تعليق ْلحد املتابعني لقناة يوتيوب هتتم بالشؤون اَلقتصادية والتقنية قال‪" :‬من إجيابيات‬
‫امليتافريس أنه سيوفر لنا بيئة تفاعلية للتبادل الثقايف بني الشعوب‪ ،‬مثَل‪ :‬معظمنا َل يمتلك املال‬
‫للسفر فبهذه الطريقة يمكنه التعرف عَل الناس‪ ،‬لكن أتوقع أن سلبياته أكثر‪ْ ،‬لن وسائل‬
‫التواصل اَلجتًمعي إدمان يسء يؤثر سلبا عَل شخصية الفرد وعدم قدرته عَل اَلختَلط بني‬
‫الناس‪ ،‬فأنا أقول مستحيل أصَل أن يتمكن العلم من الوصول هلذه الدرجة من التطور" هذه‬
‫النظرة عَل بساطتها وهي تعْب عن مشاعر الكثري من رواد مواقع التواصل اَلجتًمعي تكشف‬
‫لنا عن طبيعة تعامل الناس وتقبلهم للعاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬
‫فبينًم يتخوف معظم الناس من التطبيقات خصوص اا مع بداية ظهورها‪ ،‬إَل أهنم يستخدموهنا‬
‫وجيدون أنفسهم منغمسني فيها َل شعوري اا ويعاِن بعضهم من توقفها أو اَلبتعاد عنها ولو‬
‫لساعات‪.‬‬

‫خمتص لكتاب منشور عَل موقع ْلمم املتحدة بعنوان (تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" والنمو المستدام) لـ "كاثي موليغان"‬ ‫*‬

‫و هي باحثة زائرة بمركز إمبريال كوليدج ألبحاث وهندسة العملة المشفرة؛ وهي عضوة في الفريق الرفيع المستوى لألمين‬
‫العام لألمم المتحدة المعني بالتعاون الرقمي؛ وهي خبيرة وزميلة بمجلس المنتدى االقتصادي العالمي المعني بتقنية سلسلة‬
‫الكتل "البلوك تشين"‪https://www.un.org/ar/44863.‬‬
‫‪60‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫هنا يمكننا اَلقرتاب أكثر من صورة تأثري سلسلة الكتل الرقمية ‪ ،Blockchain‬يف عاَل‬
‫امليتافريس‪ ،‬إن مستوى اْلمان الرقمي الذي سوف يتولد عنها والذي سوف يكون من بينها‬
‫حتديد الساعات املمكن قضائها داخل هذا العاَل‪ ،‬هو ما يكشف عن أمهية سلسلة الكتل‬
‫الرقمية "البلوك تشني" ‪ ،‬وإن كان هذا التصور قد يأيت يف مرحلة متأخرة عند تطوير‬
‫بروتوكوَلت العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" ربًم يف جولتها الثانية أو الثالثة‪ْ ،‬لن اخلروج‬
‫اجلًمعي للناس بسبب شعورهم مثَلا‪ :‬بتأثريات سلبية خارج نطاق قدرهتم عَل حتملها؛ سوف‬
‫يرض حت اًم بمؤرش أرباح الرشكات املصممة واملالكة هلذا العاَل‪ ،‬ما يعني أننا أمام أبعاد أخرى‬
‫لفوائد سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪ ،‬بالعاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" وعَلقتها‬
‫هبذا العاَل‪.‬‬
‫خَلصة القول‪ :‬نجد أن سلسلة الكتل الرقمية‪ ،‬كلًم تطورت وازداد إحكامها ضد اَلخرتاقات‬
‫والتزوير والرسقة‪ ،‬سوف متنح املستخدمني درجة أكْب من الشعور باْلمان وبالتايل زياد مطردة‬
‫يف عدد املستخدمني أو لنقل السكان اجلدد للعاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫التحول الرقمي وعالقته بتطوير سلسلة الكتل الرقمية "البلوك‬


‫تشين" ‪:Blockchain‬‬
‫كًم تقدم فإن التحول الرقمي عموم اا والتحول إىل العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" عَل‬
‫وجه اخلصوص؛ سوف يتطلب الكثري من البنى التحتية واملرغبات والتي من أمهها الرسعة يف‬
‫اْلداء؛ واْلم ان الرقمي وهو مفهوم تبني لنا أنه أوسع بكثري من مفهوم أمن املعلومات أو‬
‫اْلمن السيْباِن "‪ " cyber security‬ومن تلك اْلبعاد اجلديدة "حفظ حقوق امللكية يف‬
‫عاَل مفتوح املصدر" هذا هو مركز التحول بأوضح صورة يمكن تصورها‪ ،‬ففي التحول‬
‫الرقمي‪ ،‬تعد الرسعة أحد العوامل احلاسمة التي متيزك عن املنافسني اآلخرين‪ ،‬باْلضافة إىل‬

‫‪61‬‬
‫ذلك؛ توفر العمليات التجارية التي ختزن البيانات وتنقلها يف سلسلة الكتل الرقمية "البلوك‬
‫تشني" مستويات عالية من اْلمان عْب عمليات تشفري معقدة للغاية‪.‬‬
‫ختلق الطبيعة الَلمركزية لسلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" أقىص قدر ِمكن من الشفافية‬
‫يف مجيع املعامَلت التي نجرهيا؛ وعَل سبيل املثال فإن سلسلة التوريد ‪ -‬من رشاء املواد اخلام‬
‫واْلنتاج إىل التوزيع وبيع املنتج النهائي‪ ،‬يمكن تسجيل كل معاملة برسعة وسهولة يف سلسلة‬
‫الكتل الرقمية بتكلفة هامشية‪ ،‬حيث ستكون املعامَلت ذات خماطر أقل وسوف يكون‬
‫قادرا عَل تتبع أصل املنتج عْب سلسلة التوريد بأكملها‪ِ ،‬ما يعني املزيد من‬
‫املستفيد النهائي ا‬
‫الشفافية املؤدية إىل الثقة واْلتقان‪ ،‬نحن نرى ذلك يف صورته البدائية عْب تسهيَلت إعادة‬
‫البضاعة خَلل أسبوع إىل أسبوعني إن َل تعجب الزبون مع بيان أي سبب من اْلسباب‬
‫املقرتحة‪ ،‬لكن البيئة التي سوف توجدها سلسلة الكتل الرقمية أكثر بكثري يف دقتها وجودهتا‬
‫وأماهنا من هذه الصورة‪.‬‬
‫عَل هذا اْلساس سوف تتوفر للمتعاملني يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" إمكانية‬
‫تنفيذ معامَلت مؤمتتة بالكامل يف ماَلت عمل متنوعة‪ ،‬هذه العملية ليست موثوقة وآمنة‬
‫أيضا رسيعة للغاية (‪.)9‬‬
‫فحسب‪ ،‬بل هي ا‬

‫دعوة أممية لتعددية سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشين"‪:‬‬


‫عَل ذات النسق الذي قامت عليه الثورة الصناعية بصفتها استجابة للتغريات احلاصلة يف‬
‫املجتمع مع تغري حجم وشكل متطلباته وتنوعها أكثر من السابق؛ تعتْب سلسلة الكتل الرقمية‬
‫"البلوك تشني" استجابة للمتغريات املستمرة يف أيامنا هذه والتي تعد من أبرزها التحول نحو‬
‫العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫الشعور الفطري الذي يتشارك به معظم الناس وهو أن أفضل احللول هي ما تنتج عن مشاركة‬
‫اجلميع يف نقاشاهتا وإعداداهتا بصورهتا النهائية؛ ويف حني نجد أن سلسلة الكتل الرقمية تَلقي‬
‫قبوَلا واسع اا كوهنا تبدو للكثريين ح ا‬
‫َل إجرائي اا قاب ا‬
‫َل للتطبيق ْلهنا تتعلق بحلول معاكسة للحد‬
‫من مشكَلت العاَل الرقمي ومعاجلتها من منظور تقني‪ ،‬إن دعوة اخلْباء َلعتًمد حلول حممية‬
‫ومدعومة قانونيا لسلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني"؛ هي دعوة ستستمر ملدة ليست‬
‫بالقصرية وجيب أن جتد هلا طر اقا جديدة لَلستجابة عْب احلكومات واملجتمع املدِن واْلوساط‬
‫اْلكاديمية واملنظًمت غري احلكومية واملنظًمت الدولية مثل اْلمم املتحدة‪.‬‬
‫تعتْب قضية تنظيم التقنيات الرقمية من القضايا الرئيسية التي حتتاج إىل معاجلة متعددة‬
‫اْلطراف‪ ،‬عَل الرغم من أن العديد من املبادرات قد تم تطويرها يف مجيع أنحاء العاَل ْلنشاء‬
‫مثل هذا التنظيم‪ ،‬جيب علينا أن نوسع فهم تلك اجلهود وكذلك مبادئ حقوق اْلنسان يف مجيع‬
‫أشكال الصناعة الرقمية‪ ،‬سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪ ،‬عَل سبيل املثال‪ :‬هي حق اا‬
‫عابرة للحدود حيث إهنا َل تعرف احلدود الوطنية كعملة أو تقنية وتطلب هنج اا موحد اا ومتعدد‬
‫أيضا أن يكون العاملون يف اخلدمة املدنية يف مجيع أنحاء العاَل‬
‫اْلطراف لتنظيمه؛ وهي تتطلب ا‬
‫أكثر من مرد ُملمني بالتقنية فهم حيتاجون إىل فهم كيف يمكن تفسري لوائحهم يف التعليًمت‬
‫الْبمية‪ ،‬تتطلب العقود الذكية وأمثاهلا تنوع الفكر وبالتايل الشمول‪ ،‬إذ َل يمكننا ترك تدوين‬
‫املعايري اَلجتًمعية يف عقود ذكية ليتم التعامل معها فقط من قبل الرشكات الناشئة أو من قبل‬
‫الشباب ْلن الطريقة التي يتم هبا تنفيذها هلا تأثري عَل عدد كبري من الناس وبالتايل حتتاج إىل‬
‫إدارهتا عْب املجتمع‪ ،‬واْلهم من ذلك‪ ،‬قد يكون للشفرة املكتوبة يف بلد ما بموجب مموعة‬
‫معينة من القوانني تأثري عَل مواطني بلد آخر؛ َل يتم بعد حتديد كيف سيتم التعامل مع هذه‬
‫احلاَلت (‪.)8‬‬

‫‪63‬‬
‫الالمركزية في مجال سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشين"‬
‫‪:Blockchain‬‬
‫من خَلل قراءة امتدت ْلكثر من عرشة أعوام ملزاج اجلمهور وحدود تقلباته وأنًمطه؛ نجد أن‬
‫الَلمركزية سوف تكون إحدى أهم مطالب املشرتكني يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‬
‫ويف ذات الوقت سوف تكون إحدى أهم وسائل جذب الناس‪ ،‬ملا فيها من حرية وابتعاد عن‬
‫احلدود املادية والرقمية التي تضعها احلكومات‪" ،‬املحتمل أن يكون اْلرث الرئيس لتقنية‬
‫سلسلة الكتل "البلوك تشني" هو أنه ستظهر حلول جديدة متا اما للمشاكل القديمة عندما يتم‬
‫تسليم طاقة احلوسبة إىل جزء كبري من السكان بدَلا من اَلحتفاظ هبا فقط يف الرشكات‪ ،‬يف‬
‫حالة تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشني" بدأ اْلمر برغبة يف رؤية شكل جديد من النظام‬
‫املصيف وهو النظام اْلصل يف العاَل الرقمي الذي بدأنا مجي اعا يف العيش فيه‪ ،‬لقد تم بالفعل‬
‫إطَلق مفهوم احللول التي يقودها املواطن واململوكة للمواطن للمشاكل العاملية سواء كانت‬
‫ستتغلب أو لن تتغلب عَل حتدياهتا التقنية والبيئية‪ ،‬يتجاهل النظام الدويل الراسخ تلك الرسالة‬
‫يف خماطرها"(‪ .)8‬لكن جتاهل هذا اْلمر َل يمكن أن يستمر طوي ا‬
‫َل حيث بدأت احلكومات‬
‫بالفعل تنتبه هلذا املوضوع وترشع يف وضع اْلنظمة واحللول ولو بخطى بطيئة وهو أمر عائد يف‬
‫تقديرنا لعدم استقرار الْبميات الرقمية املتعلقة بسلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني"‪.‬‬
‫من هنا نجد أن احلًمية التي سوف توفرها سلسلة الكتل الرقمية عْب التشفري اْلكثر أمانا‬
‫سوف جيعل تداول العمَلت الرقمية يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" وجيعل رشاء‬
‫املنتجات الرقمية وحتويلها إىل مادية والعكس ِمكن اا وآمن اا ِما سيعطي دفعة خيالية لرسعة انتشار‬
‫هذا العاَل وسيطرته عَل عاملنا الواقعي‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫تنافس الشركات الكبرى عالمياً منذ ظهور نظام الشركات المختصة‬


‫بـالعالم ما وراء التقليدي "الميتافيرس"‪:‬‬
‫يصف خمتصون العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" بأنه عاَل بَل حدود لكنه سوف يشهد‬
‫رصاع اا وتنافس اا وربًم حرب اا بني الرشكات الكْبى يكشف عن أن احتًملية تعدد مناطق هذا‬
‫العاَل أكْب من احتًملية جعله منطقة واحدة‪ ،‬وفعَل هذا ما حيدث اليوم من تنافس الرشكات‬
‫الكْبى عاملي اا منذ ظهور نظام الرشكات املختصة بـ العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‬
‫للذهاب إىل التعددية يف سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني"‪.‬‬
‫ليست ‪ Google – Microsoft -Apple‬وحدها بل إن رشكات مثل ‪Unik‬‬
‫‪software – Invintya Universal – Roblox – Tencent-‬‬
‫‪Bytedonce- Beco‬‬
‫وغريها تتنافس للحصول عَل حصص كبرية من اَلستثًمرات يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"امليتافريس"‪ ،‬الرشكات الصينية هلا حضور كبري هي اْلخرى‪ ،‬وحتاول اَلستحواذ عَل‬
‫الرشكات الصغرية للنجاح يف املنافسة والتفوق‪.‬‬
‫آبل التي استحوذت عَل ‪ NEXT-VR‬بقيمة ‪ 100‬مليون دوَلر‪ ،‬يف شهر مايو ‪.2020‬‬
‫غريت عام ‪ 2007‬اسمها لتكون ‪ ،Apple Inc‬جوجل التي أصبح اسمها عام ‪2016‬‬
‫‪ Alphabet Inc‬وسناب شات أصبحت عام ‪ ،Snap Inc 2016‬مع دخول جوجل‬
‫بقوة يف صناعات واستثًمرات هائلة يف ماَلت حيوية مثل‪ :‬الذكاء اَلصطناعي – التوصيل‬
‫بالطائرات املسرية – التخزين السحايب – طائرات النقل اخلاصة بَل طيار‪ -‬السيارات ذاتية‬
‫القيادة – أبحاث الرعاية الصحية – حتسني نمط احلياة عْب التقنيات الرقمية ‪.‬‬
‫مجيع ما تقدم هو مرد نموذج مصغر عن التغيريات اجلوهرية يف توجه مجيع الرشكات املعنية‬
‫بالتقنيات الرقمية تقريب اا‪ ،‬يشري بكل وضوح إىل أن نظرية مثل فقدان مرشوع العاَل ما وراء‬

‫‪65‬‬
‫التقليدي "امليتافريس" بريقه والتحول إىل مرد لعبة ذكية تستقطب أضعاف املشرتكني احلاليني‬
‫يف اْللعاب الرقمية الذكية‪.‬‬
‫للتنويه نذكر بأن املتنافسون كثر؛ لكن فيسبوك؛ هي الَلعب رقم واحد حتى اآلن‪ ،‬مع ‪3‬‬
‫مليارات مستخدم ملجموع تطبيقاهتا‪ ،‬ويكمن ذكاء فيسبوك يف انتباهها إىل اَلستثًمر يف عدد‬
‫املشرتكني فيها فهو اْلكْب وبه ترتبع عَل عرش رشكات التواصل اَلجتًمعي والتقنيات‬
‫الرقمية‪ ،‬من خَلل تغيري اسمها من فيسبوك إىل ‪ ،Meta‬أرادت فيسبوك إيصال رسالة مفادها‬
‫بأن التواصل اَلجتًمعي أصبح مرد أحد أنشطتها وليس الوحيد أو الرئيس‪ ،‬فهي متوجهة‬
‫بقوة نحو الريادة يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ ،‬وَل يستغرب هذا من رشكة كانت‬
‫إيراداهتا عام ‪ 2017‬مخسة مليار دوَلر باملقارنة مع ‪ 117‬مليار دوَلر عام ‪.2021‬‬
‫هدفنا من تسليط الضوء عَل هذه احلقائق واْلرقام هو لفت انتباه صنّاع القرار واملعنيني هبذا‬
‫الشأن بمختلف درجاهتم ومسمياهتم إىل أن حجم التحول الرقمي القادم وقربه ورسعته؛‬
‫باْلضافة إىل تأثراته احلتمية والكبرية؛ هو ما يعطي أوضح اْلشارات إىل رضورة حجز‬
‫املساحة املناسبة يف هذا العاَل والتي سوف تعكس حجمنا ومكانتنا يف العاَل التقليدي بشكل أو‬
‫بآخر‪.‬‬

‫يَلحظ أن املتنافسني يف هذا املجال كثر وقد بلغ حجم استثًمراهتا يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"امليتافريس" ما مموعه ‪ 912‬مليار دوَلر وهي رشكات من دول متنافسة ومتصارعة أساس اا‬
‫ِما يعزز نظرية تعدد مناطق العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬
‫وهو تصور قد يساعدنا كثري اا يف فهم بعض أهم قواعد هذا العاَل هبدف التعامل معها بشكل‬
‫جيد‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫دور التجارب العملية والتفكير المنطقي في الكشف عن أهمية‬


‫سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشين" ‪:Blockchain‬‬
‫نعرف مجيع اا أن سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" َلتزال يف طور النمو حتى تاريخ تأليف‬
‫هذا الكتاب؛ وهو ذات التطور الذي جرى من اهلاتف املحمول واْلنرتنت؛ حيث مرت‬
‫بمراحل متعددة وأخذت شد اا وجذب اا بني الرشكات والدول‪ ،‬لكنها يف هناية املطاف ُدمت يف‬
‫عاَل َل يمكن فصله عن بعضه بعد ذلك الدمج‪ ،‬وقد كان عوامل مثل الثقة واحلذر واْلرباح‬
‫سبب اا رئيس اا يف تأخر نمو هذه اْلدوات ودمها‪ِ ،‬ما يعني أن جتاوز الكثري منها عْب سلسلة الكتل‬
‫الرقمية ‪ ،Blockchain‬فمتى ما متكن اخلْباء من تفعيلها والوصول هبا إىل مرحلة النضج‬
‫املتقدمة؛ سوف يكون دمج العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" بحياتنا اليومية وبشكل شبه‬
‫كامل‪ ،‬حيث العمل واَلجتًمعات والتسوق والرياضة والتعلم والبناء والزيارات اَلجتًمعية‪.‬‬
‫َل شك أن التعامل مع تقنيات جديدة حيتاج إىل احلذر واَلحتياط‪ ،‬لكن إذا متكنت التطبيقات‬
‫احلاضنة للتقنيات الرقمية احلديثة من معاجلة اْلشكاليات املتعلقة بأمن املعلومات وحقوق‬
‫يتبق مانع من إطَلق‬
‫امللكية والعقبات الثقافية والسياسية وتوزيع اْلرباح‪ ،‬فهذا يعني أنه َل َ‬
‫هذا العاَل عَل نطاق واسع وتقبل املجتمع اْلنساِن له‪.‬‬
‫إن التسهيَلت املقدمة من قبيل التجارة اْلليكرتونية املبسطة ْلقل املستويات التعليمية‬
‫واملهارية والتسوق الرقمي مع زيادة ملحوظة يف اجلودة وختفيضات ذات قيمة يف التكلفة‪،‬‬
‫وحتويل املمتلكات من رقمية إىل مادية والعكس برسوم زهيدة‪ ،‬هو ما سوف يوفر كلفة النقل‬
‫والتخزين ليس فقط للرشكات واملؤسسات‪ ،‬بل حتى لألفراد‪ ،‬مع ميزات إضافية مثل‬
‫التخلص من الوسطاء وضًمن الشفافية واحللول املرنة‪ ،‬وسوف يكون من أعظم وسائل جذب‬
‫الناس برسعة مذهلة للدخول إىل العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" والعيش واَلستقرار‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫كل هذا وأكثر هو ما سوف يوفره اْلصدار املتكامل من سلسلة الكتل الرقمية‪ ،‬والتي نعتقد‬
‫أننا سوف نشهده يف أقل من ‪ 4‬إىل ‪ 5‬سنوات ما َل حتدث أزمات عاملية أو إرادات سياسية لدول‬
‫كْبى تؤخر ظهوره‪.‬‬
‫إن تعدد مناطق العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" وشدة تنافس الدول والرشكات َل يعني‬
‫إطَلق اا أن كل واحدة منها سوف تعمل بشكل منفصل متام اا ذلك أن التجارب السابقة يف‬
‫املجاَلت املًمثلة واملقاربة باْلضافة إىل نمط عمل هذا النوع من التقنيات الرقمية املرتبة‬
‫بعوامل عدة من بينها السياسة واَلقتصاد وأمن املعلومات‪ ،‬يفرض بقوة رشاكات وتعاون‬
‫ومباحثات ليس فقط لتبادل اخلْبات ووضع بروتوكوَلت موحدة تزيد من جذب املشرتكني؛‬
‫بل لتجاوز العقبات املتعلقة باملحاور الثَلث املذكورة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫الفصل الرابع‬

‫التحوالت الرقمية وتأثرياتها االقتصادية‪ :‬شعور جديد بالواقع؟‬

‫كشأن معظم اَلخرتاعات واَلكتشافات غري املسبوقة كلي اا أو جزئي اا‪ ،‬واجه وسيبقى يواجه‬
‫العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" التأييد والرتحيب والرتويج من البعض؛ كًم سيواجه‬
‫اَلنتقادات والتشكيك والتوجس من البعض اآلخر‪ ،‬وَلستيعاب ذلك يكفي أن نتذكر ما‬
‫قرأناه عن تاريخ ظهور العملة الورقية مرور اا بالكثري من اَلخرتاعات ووصوَلا إىل ظهور‬
‫اْلنرتنت يف عهد قريب من زماننا‪ ،‬فقد مرت مجيع اَلخرتاعات تقريبا بذات املراحل من‬
‫التأييد والرفض من قبل الناس إىل التطوير وإدراك املجتمع اْلنساِن ْلمهيتها وما تقدمه من‬
‫تسهيَلت وامتيازات ورفاهية‪.‬‬
‫لقد كان ظهور العمَلت الورقية بدي ا‬
‫َل عن العمَلت الذهبية والفضية؛ يف الصني حيث تشري‬
‫الدراسات التارخيية إىل أهنا كانت أول بلد طبع العملة الورقية وذلك يف عهد سَللة تانغ‬
‫(‪ ،)907 - 618‬وقد تولدت الفكرة اْلوىل لنشوء العملة الورقية بني التجار الذين يتنقلون‬
‫من بلد إىل بلد وحيملون نقودهم الذهبية والفضية معهم فكانت عرضة للضياع والرسقة‬
‫فاستعاضوا عنها بوثائق خطية ُتثبت مقدار ملكيتهم فكانت متثل البديل الورقي البدائي للعملة‬
‫املعدنية (الذهب والفضة) وشهادة بقدرة حاملها عَل دفع املقدار املث ّبت عَل متنها‪َ ،‬ل تصل‬
‫النقود إىل أوروبا سوى يف القرن الرابع عرش‪ ،‬وَل تتطور إىل ما يشبه وظيفتها احلالية سوى يف‬
‫القرن السابع عرش؛ فكان أول مصف أورويب يصدر العملة الورقية هو مصف ستوكهوَل يف‬
‫عام ‪ 1660‬إَل أنه فشل يف عام ‪ 1664‬باْليفاء لدفع قيمة كل ما أصدره من عمَلت ورقية‬
‫بالذهب‪ ،‬فأعلن إفَلسه يف ذلك العام‪ .‬ويف عام ‪ 1669‬بدأ مصف أسكوتلندا بإصدار‬

‫‪69‬‬
‫العمَلت الورقية‪ ،‬وَل يزال حتى اآلن ‪-‬بعد أكثر من ‪ 300‬عام‪ -‬يقوم هبذه املهمة بنجاح‪،‬‬
‫ليصبح بذلك املصف الذي أصدر عمَلت ورقية ْلطول وقت دون توقف‪ ،‬ويف عام ‪1660‬‬
‫أصدرت العملة الورقية ْلول مرة يف أمريكا‪.‬‬
‫وقد واجهت العملة الورقية يف بداية صدورها الكثري من التأييد والتْبير والذي كان موفق اا‬
‫للمنطق الذي جعلها بديَل لنقل كميات من الذهب والفضة لرشاء السلع عن عدم توفر خيار‬
‫التبادل السلعي‪ ،‬كًم واجه الكثري من الرفض والتخوف َلسيًم فيًم يتعلق بمصداقية تغطيتها‬
‫بغطاء ذهبي‪ ،‬لكنها ويف غضون سنوات من ظهورها أصبحت سائدة ومقبولة يف مجيع أنحاء‬
‫العاَل (‪)10‬‬
‫من هنا يمكننا اَلنطَلق لفهم سلسلة تطور موضوع التحوَلت الرقمية َلسيًم يف جانبها‬
‫املعني باَلقتصاد والعمَلت والتجارة واَلستثًمر وتأثري ذلك يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"امليتافريس" وتأثره به‪.‬‬

‫دروس الماضي واألحداث التاريخية تكشف لنا جزءا ليس بالقليل من‬
‫وقائع المستقبل‪:‬‬
‫من خَلل النبذة التارخيية يف مقدمة هذا الفصل؛ يمكننا فهم ما سوف جيري للعمَلت الورقية‬
‫مقابل العمَلت الرقمية التي سوف ختزن عَل حسابنا املصيف الرقمي واملرتبط أشد اَلرتباط‬
‫بالعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" والتي سوف ننفق منها بإيعاز صويت يتعرف عَل بصمة‬
‫صوتنا؛ أ و بلمس الكود اخلاص باملستلم أو بالنظر إليه لوقت معني وربًم بإجراء أمان إضايف‬
‫يتمثل يف إغَلق أجفاننا عدد من املرات حيث سوف يتأكد من شخصيتنا ويفهم الذكاء‬
‫اَلصطناعي أننا نوافق عَل الدفع أو التحويل‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫مجيع ما تقدم يوصل املطلع عَل هذا العاَل ولو باحلد اْلدنى املقبول من نسب اَلطَلع؛ أن‬
‫هنالك تغريات اجتًمعية واقتصادية حاصلة َل حمالة‪ ،‬ولكيَل تضع الدول واملؤسسات‬
‫والشعوب نفسها يف موضع املتفرج أو اخلارس أو التابع؛ فَل بد من معرفتها هبذه التغريات‬
‫واختاذ التدابري الَلزمة ملحاكاهتا واْلفادة منها‪.‬‬
‫يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" سوف نكون أمام اقتصاد يعمل بكامل طاقته باْلموال‬
‫اَلفرتاضية تبادَلا وتداوَلا ورشاء لألصول وبيعها‪ ،‬حيث سيتم تنفيذ اْلعًمل يف العاَل ما وراء‬
‫التقليدي "ميتافريس" عْب تبادل "القيمة" التي يعرتف هبا اآلخرون؛ والتي سوف تكون‬
‫معتمدة يف العاَل التقليدي‪ ،‬إهنا صورة من صور اَلرتباط بني العاملني التقليدي وما وراء‬
‫التقليدي‪ ،‬تأثري اا وتأثر اا للعاملني عَل بعضهًم البعض‪ ،‬وسوف يوفر هذا اَلرتباط عرض إمكانية‬
‫التشغيل البيني غري املسبوقة – الرشاكات املفتوحة‪ ،‬حيث يعمل املصممون واْلفراد‬
‫واملستخدمون م اعا ويتفاعلون م اعا لبناء تفاصيل مرشوع العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‬
‫وتطويره بصورة مستمرة (‪.)11‬‬

‫اآلفاق المستقبلية المتوقعة للتحوالت الرقمية ودورها في تعزيز‬


‫قدرات اإلنسان وخياراته‪:‬‬
‫تغري نمط التفكري وحتديث رؤية املجتمع للكثري من تقاليده وعاداته مع تغري مفاهيم عيش‬
‫اْلنسان وما يعتقده لقرون؛ سوف يكون هو النمط السائد حلياتنا القادمة‪ ،‬مثل طريقة إجراء‬
‫التًمرين الرياضية أو العمل اْلداري يف املؤسسات الصناعية أو التجارية أو غري الربحية‪،‬‬
‫وكذلك تأثري اللقاءات الواقعية يف اختاذ القرار والعَلقات اْلرسية؛ كل هذا سوف يكون‬
‫مرتبطا بالعامل اَلقتصادي‪ ،‬ومن ذلك مشاهدة البضائع عن بعد وتفحصها عْب تقنية الصور‬

‫‪71‬‬
‫ثَلثية اْلبعاد وهو ما سوف يعزز من قناعة الزبون باملنتج وتبديد خماوفه من أنه ليس اليشء‬
‫املناسب له‪.‬‬
‫سوف يساعد العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" املسافرين اجلدد الباحثني عن املتعة بالوعي‬
‫البيئي وسيتطلعون لقضاء اْلجازة بطرق حتمي البيئة‪ ،‬ستكون البصمة البيئية‪ ،‬ومقياس‬
‫أنشطتنا وتأثريها عَل الكوكب‪ ،‬جز اءا من عملية صنع القرار بالنسبة للكثريين أثناء ختطيطهم‬
‫لقضاء العطَلت‪ ،‬يتضمن هذا التخطيط طرح أسئلة حول البصمة اَللكرتونية ‪ ،‬وكيف تساعد‬
‫اَلقتصاد املحل أو دخل السكان املحليني‪.‬‬
‫ملعاجلة هذا اْلمر‪ ،‬سوف حيتاج املسافر إىل بيانات وحتليَلت مرتبطة عْب إنرتنت اْلشياء‬
‫هبواتفهم أو أجهزة احلاسوب املحمولة أو نظارات الواقع املعزز (‪ ،)12‬سوف يكون احلفاظ‬
‫َل معلن اا عن مدى رقيهم وحترضهم وقد‬
‫عَل البيئة مصدرا من مصادر متعة السياح ودلي ا‬
‫تصاحبه جوائز وإعفاءات رضيبية‪.‬‬
‫سوف حتتوي نظارات الواقع املعزز عَل تفاصيل دقيقة ووافية عن التاريخ املحل‪ ،‬وإرشادات‬
‫حول املتاجر التي تبيع املنتجات املحلية أو رشكة سيارات اْلجرة التي تستخدم السيارات‬
‫الكهربائية أو املكان الرتفيهي أو املسجد أو النادي الذي يعمل بيئ ايا‪ ،‬وسوف نكون قادرين عَل‬
‫حضور اجتًمع افرتاض مع زمَلء العمل متا اما كًم نفعل اآلن‪ ،‬عْب جهاز الكمبيوتر اخلاص بنا‪،‬‬
‫سوف تعرض الشاشات والكامريات اخلاصة بنا صورنا دون احلاجة إىل تزيينها بخلفيات أو‬
‫مؤثرات مثل الصورة الرمزية الرقمية ْلن "أفيتار" سوف يكون وافيا بغرض عدم ظهورنا‬
‫حقيقة لسبب ما‪ ،‬سوف نظل قادرين عَل عرض البضائع بالكامل التي تم إنشاؤها يف‬
‫‪ ، Metaverse‬ورشائها باستخدام ‪ ،Metacoin‬ونقوم بتخزينها يف خزانة أو منزلنا‬
‫اخلاص بنا يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪)11(.‬‬
‫هذا كله مرد صورة مصغرة ْلَلف املرات عن بعض أوجه التحول الرقمي وتأثريه يف حياتنا‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫تحوالت في الرؤية وتوسع في الخيارات‪:‬‬


‫مثلًم َل يعرف أحد املوعد الرسمي َلنطَلقة اْلنرتنت سوف لن يتعرف أحد عَل موعد رسمي‬
‫َلنطَلق العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" قد يكون تأثري ذلك إجياب ايا يف هناية املطاف وَل‬
‫سيًم يف جزئية صعوبة احتكار رشكة واحدة هلذا العاَل‪ ،‬أو املطالبة بامتيازات أكْب لكوهنا‬
‫اْلسبق‪.‬‬
‫لكننا نعتقد وفق اا للكثري من املعطيات التي بني أيدينا؛ بأن رؤية الرشكات الكْبى سوف ختتلف‬
‫كليا وبصورة تدرجيية عًم هي عليه اليوم إذ أهنا سوف تتحول من مفهوم "الربح اْلكْب عْب‬
‫اَلحتكار" إىل "الربح اْلكْب عْب املشاركة" ليس فيًم بينها وحسب بل مع اجلمهور‪ ،‬ومن صور‬
‫ذلك أن املطورين والزبائن سوف يعملون جنب اا إىل جنب‪ ،‬مثلًم حيدث مع عًمل صيانة الطرق‬
‫عَل جانب الطريق بينًم السيارات متر بجانبهم؛ غري أن اَلختَلف يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" سوف يتمثل يف سؤال العًمل ْلصحاب السيارات املارة عن رأهيم وعن قناعتهم‬
‫بنوعية العمل وهل لدهيم أفكار أفضل؟‬
‫يمكننا تصور إعادة تركيز نظام التعليم العايل عَل احتياجات عام ‪ 2030‬وليس عَل نمط‬
‫القرن املاض‪ ،‬وقد تفاعلت الكثري من املعطيات بسبب الوباء؛ ِما عجل من عملية التحول‬
‫للتدريس افرتاض ايا‪ ،‬كان عَل اْلساتذة تطوير طرق جديدة للتعامل مع طَلهبم وتعلم طرق‬
‫تدريس متنوعة نوع اا ما‪.‬‬
‫سوف تشهد السنوات العرش القادمة سوق عمل رسيع التغري مع اقتصاد الوظائف املؤقتة‬
‫واْلمتتة وستتطلب مهارات جديدة ليتم تعلمها طوال احلياة العملية ْلي شخص‪ ،‬إن فكرة‬
‫هنج التعلم مدى احلياة ليس مفهو اما جديدا ا ‪-‬لكنه سيأخذ شكَل أكثر تطور اا‪ -‬ستكون اآلن يف‬
‫مركز التعليم العايل‪.‬‬
‫كان النهج التقليدي للتعليم هو أنك انتقلت من مدرسة ثانوية إىل جامعة‪ ،‬يف عام ‪،2030‬‬
‫أيضا إىل تضمني‬
‫سيكون هذا أقل صحة بكثري‪ ،‬وقد حتتاج الدرجات التقليدية لعام ‪ 2020‬ا‬
‫‪73‬‬
‫املزيد ِما كنا نطلق عليه "املدارس التجارية" يف املاض واَلنتقال نحو نموذج "املهارات"‬
‫بحلول عام ‪.)12( 2030‬‬
‫مبدأ العمل املشرتك والفوائد املشرتكة لن يتحقق ذلك إَل إذا كانت الرؤية كبرية‪ ،‬وذلك سوف‬
‫يتمثل يف عمل وسائل اْلعَلم اَلجتًمعية ورشكات التكنولوجيا جن ابا إىل جنب مع صغار‬
‫املبدعني واملْبمني ورجال اْلعًمل وغريهم من املعنيني‪ ،‬وإذا كان كل طرف عَل استعداد‬
‫موحد‪ ،‬وقد‬
‫ملشاركة منصاته وتطبيقاته ْلنشاء يشء يشعر به املستخدم عَل اْلقل أنه مرشوع ّ‬
‫أثبتت املعطيات املتوفرة أن رشكات اْلنرتنت الكبرية والصغرية املوجودة بالفعل باْلضافة إىل‬
‫رواد اْلعًمل اجلدد يمكنهم استثًمر الفرص التي يقدمها العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ‪،‬‬
‫برشط اقتناعهم بالعمل م اعا وتبادل البيانات واخلْبات والفرص واْلهم من ذلك مشاركة‬
‫املسارات داخل وخارج املساحة التي كانت مغلقة وحصية لبعضنا البعض ساب اقا (‪.)11‬‬

‫التنافس بين الشركات يصب في صالح المستهلك‪:‬‬


‫تتيح هذه املنصات اَلفرتاضية سو اقا مان ايا للمهارات ِما يؤدي إىل انخفاض اْلسعار ْلن‬
‫العامل املستقل َل يعد يتنافس فقط يف منطقته أو دولته‪ ،‬ولكن عَل مستوى العاَل‪ .‬بحلول عام‬
‫‪ ،2075‬قد تكون املنافسة كوكبية!‬
‫نحن ننتقل من مكان عمل فعل إىل مكان يتزايد فيه الطابع الرقمي‪ ،‬قد يكون هلذا تأثري إجيايب‬
‫عَل اهلجرة‪ ،‬يقول معظم أولئك الذين أصبحوا َلجئني ْلسباب اقتصادية أهنم أكثر سعادة‬
‫للبقاء حيث توجد أرسهم وللمساعدة يف بناء اَلقتصاد يف بلدهم*‪)12(.‬‬

‫ينظر املقدمة التعريفية باملؤلفني لكتاب شعب الغد والتقنية الرقمية اجلديدة " خالل ‪Tomorrow’s People and New‬‬ ‫*‬

‫‪ Technology‬ص ‪125‬‬

‫‪74‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫يف نوفمْب ‪ ،2021‬أطلقت رشكة "نيانتيك )‪" (Niantic‬منصة لبناء ما تسميه تطبيقات العاَل ما‬

‫وراء التقليدي "ميتافريس" يف العاَل احلقيقي‪ ،‬وقال املؤسس والرئيس التنفيذي للرشكة‪،‬‬

‫"جون هانكي" إن املنصة املسًمة "َليت شب )‪" (Lightship‬مبنية عَل اْلجزاء الرضورية لربط‬

‫العاَل الرقمي والعاَل احلقيقي م اعا‪ ،‬ووف اقا هلانكي‪ ،‬تتيح َليت شب لتطبيقات اْلجهزة املحمولة‬

‫حتديد إذا ما كانت كامريا املستخدم موجهة نحو السًمء أو املاء أو رسم خريطة ْلسطح البيئة‬

‫وعمقها يف الوقت الفعل أو وضع كائن افرتاض خلف كائن مادي‪ ..‬وتم تطوير َليت شب‬

‫لبعض الوقت خلدمة مطوري الرشكة‪ ،‬ولكن ابتدا اء من اآلن‪ ،‬ستكون مفتوحة أمام أي مطور‪،‬‬

‫وتقدم معظم مموعة أدوات الْبامج بصورة مانية‪ ،‬بالرغم من أن الرشكة تفرض رسو اما‬

‫مقابل ميزة يمكنها السًمح ْلجهزة متعددة بالوصول إىل جتارب "إيه آر" املشرتكة يف وقت‬

‫واحد‪.‬‬

‫" تفاصيل هذا املقال املنشور عَل موقع اجلزيرة نت‪ ،‬تكشف عن الرضورات التي أجلأت‬

‫الرشكات لفتح تطبيقاهتا أمام املطورين من خارج الرشكة وهو ما يعني أن التطبيقات‬

‫واملنتجات سوف تؤثر يف حجم التنافس وأن الكثري من اْلرسار حول التكاليف اخلاصة هبذه‬

‫التطبيقات َل تعد حمجوبة وهو ما سوف يدفع هذه الرشكات إىل تقديم املزيد من العروض‬

‫التنافسية اهلادفة جلذب املزيد من املشرتكني والرواد (‪.)13‬‬

‫لقد أرشنا يف الفصل اْلول وحتديد اا يف فقرة "تطبيقات امليتافريس والْبمة اخلاصة هبا" إىل أن‬
‫تطبيقات وبرامج وقوانني وأنظمة العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" لن تعتمد أنظمة موحدة‬
‫بالرضورة‪ -‬عَل الرغم من قناعتنا بأهنا سوف تتجه إىل هذا املسار يف هناية املطاف؛ َل سيًم بعد‬
‫اتفاق الكبار عَل تقاسم املنافع – هذا اَلختَلف َلشك أنه سيولد هامشا من التنافس وهو ما‬

‫‪75‬‬
‫سوف يسهم يف إحداث الكثري من التغريات اَلجتًمعية لكننا نعتقد بأن هذا التنافس سوف‬
‫يصب يف صالح املستخدمني (الزبائن) وسوف يعزز من قدرهتم عَل اختيار العروض اْلفضل‬
‫وهو ما قد يرفع وترية التنافس بني الرشكات املصممة واملستثمرة يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس"‪.‬‬

‫الرقمي‪:‬‬
‫التحوالت االجتماعية وكيفية استثمارها في االقتصاد‬
‫يف كتابه‪ ،‬التحول العظيم‪ ،‬صاغ "كارل بوَلِن" ‪ Karl Polanyi‬مصطلح (اخللع‬
‫اَلجتًمعي) ''‪ "social dislocation‬لرشح العملية التي تم فيها تقويض امليول‬
‫اَلجتًمعية السابقة‪ ،‬وانتقال املجتمع من اقتصاد ما قبل احلداثة الذي كان يعتمد يف الغالب عَل‬
‫إعادة التوزيع واملعاملة باملثل إىل اقتصاد السوق مدفوعاا بالتصنيع ونفوذ الدولة املتزايد؛‬
‫يوضح أن توسع الرأسًملية قد غري بشكل جذري العَلقات اَلقتصادية للبرش حيث أصبحت‬
‫اْلرض والعمل واملال سل اعا ختضع لقوانني السوق‪ِ ،‬ما أدى إىل اضطرابات اجتًمعية كبرية‪،‬‬
‫يدعي "بوَلِن" أن اَلضطرابات اَلجتًمعية غال ابا ما خلقت حركات عفوية حلًمية أسس‬
‫املجتمعات‪.‬‬
‫إن فكرة "اَلضطرابات اَلجتًمعية'' التي يطبقها "بوَلِن" عَل ظهور رأسًملية السوق واحلركة‬
‫من املشاعات إىل امللكية اخلاصة تعكس اَلضطرابات اَلجتًمعية التي حدثت خَلل الثورات‬
‫الصناعية واحلركات اَلجتًمعية الَلحقة التي ظهرت حلًمية املجتمع من التغيري املفاجئ‪ ،‬إن‬
‫تاريخ الرأسًملية والثورة الصناعية وتطورات كل منهًم خمتلفان لكنهًم مرتابطان إىل حد كبري‪،‬‬
‫أيضا‬
‫إذ َل تتميز الثورات الصناعية بتطوراهتا والتقدم التكنولوجي فحسب‪ ،‬بل متيزت ا‬
‫باَلضطرابات اَلجتًمعية وحاَلت القلق التي خلقتها يف املجتمعات (‪.)12‬‬

‫‪76‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫هذه التحوَلت هي عينها التي سوف تطبق عَل املجتمع اْلنساِن أثناء التحول الكبري نحو‬
‫العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" سوف تقوم بتطوير نفسها بنفسها بًم جيعلها أكثر فائدة‬
‫وقبوَلا للمجتمع اْلنساِن‪ ،‬وهو ذات اْلجراء الذي سيكون مع ردود أفعال املجتمع التي‬
‫سوف تسهم كثري اا يف إعادة تشكيل قواعد العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" وأنظمته عدة‬
‫مرات قبل أن تأخذ شكلها شبه النهائي‪ ،‬لكن يف النهاية فإن التحوَلت اَلجتًمعية حاصلة َل‬
‫حمالة والكثري من الثقافات سوف تتغري كلي اا أو جزئي اا وبشكل تدرجيي لكن برسعة أكْب من‬
‫التحوَلت السابقة التي شهدها املجتمع اْلنساِن عند ظهور التلفاز واْلنرتنت واملوبايل‬
‫الذكي وتطبيقات التواصل اَلجتًمعي‪.‬‬
‫هذه التحوَلت سوف ختلق بيئة اقتصادية مبنية عَل مفاهيم جديدة مثل تبادل السلع‬
‫اَلفرتاضية املمكن حتويلها إىل سلع مادية‪ ،‬وجتارة العمَلت الرقمية واَلستثًمر يف متاجر‬
‫افرتاضية ومزادات التطبيقات الرقمية والرشكات الرقمية املسامهة وأسواق اْلسهم الرقمية‬
‫ورشكات السياحة الرقمية ودور اْلزياء واملتاحف ومعارض الرسم الرقمية‪ ،‬وغري ذلك‬
‫الكثري وهو ما سوف يرتافق مع حتوَلت ثقافية واجتًمعية جيدر باْلفراد واملؤسسات والدول‬
‫دراستها مبكرا لغرض توجيهها نحو سَلمة املجتمعات ورفاهيتها وجتنب اْلفرازات السلبية‬
‫املصاحبة هلا‪ ،‬مع تبني رؤى ومسارات تعزز من مكانة اْلفراد واملؤسسات والدول يف العاَل ما‬
‫وراء التقليدي "ميتافريس" حيث ستسهم هذه الرشكات يف توجيه ميول املجتمع ورغباته‬
‫بشكل يفوق بعرشات وربًم مئات اْلضعاف ما فعلته القنوات الفضائية الشهرية يف ما عرف بـ‬
‫"ثورات الربيع العريب" هذا عَل سبيل املثال‪ ،‬غري أن الشاغل اْلكْب للرشكات املصنعة‬
‫ْلدوات العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" سوف يبقى منحص اا يف استثًمر التحوَلت‬
‫اَلجتًمعية التي تساهم يف إعدادها وتوجيهها نحو حتقيق املزيد من اْلرباح والسيطرة عَل‬
‫النسبة املمكنة اْلكْب من أنشطة اَلقتصاد الرقمي‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫االستثمار األمثل لهذه التحوالت يكمن في اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعيني نخبة من الباحثني املتمرسني ْلحصاء واستيعاب دراسات التحوَلت‬
‫اَلجتًمعية املتعلقة بالتحوَلت الرقمية واَلقتصادية‪.‬‬
‫‪ -2‬فرز هذه الدراسات وإعادة تبويبها – من قبل نخبة من الباحثني ‪ -‬بحسب أهداف‬
‫املرشوع وشكل اَلستفادة املطلوبة‪.‬‬
‫‪ -3‬تعيني ثَلثة إىل أربعة خْباء للبدء برسم معاَل اَلسرتاتيجية املطلوبة واخلطط التابعة‬
‫هلا‪.‬‬
‫‪ -4‬تسمية جلنة من اخلْباء يف املجاَلت احليوية ذات العَلقة هبذا املرشوع لغرض‬
‫اْلرشاف عَل تنفيذ بنود هذه اَلسرتاتيجية بالتعاون مع املؤسسات واجلهات ذات‬
‫العَلقة مع تزويدها بالصَلحيات الَلزمة ْلنجاح عملها‪.‬‬

‫صورة أخرى من صور التحوالت االجتماعية‪:‬‬


‫يف عام ‪ ،2030‬سيكون لدى القليل منهم وظائف مدى احلياة كًم كان احلال يف كثري من‬
‫اْلحيان بالنسبة لألجيال السابقة‪ ،‬سوف يشهد اقتصاد الوظائف املؤقتة الناشئ وضع اا تصبح‬
‫فيه العقود املستقلة أو قصرية اْلجل "طبيعة جديدة" للعمل الوظيفي‪ ،‬مقارنة بالوظائف‬
‫الدائمة يف العقود السابقة أو حتى القرون‪ ،‬وقد عايشنا أحد رؤساء اجلامعات املاليزية السابقني‬
‫‪-‬توىل مهام عمله للمدة من ‪ 2008‬وحتى ‪ – 2013‬والذي حاول تطبيق هذه النظرية لكن‬
‫موانع كثرية واجهته وحالت دون ذلك‪ ،‬حيث سعى إىل جعل أساتذة اجلامعة يعملون مجيع اا‬
‫بنظام العقود سواء أكانوا مواطنني أو أجانب‪ ،‬وذلك لقناعته املتولدة عن دراسات علمية‬
‫واستشارات تفيد بتأثري ذلك يف رفع اْلداء العام وبالتايل رفع مستوى اجلامعة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫لكن قوة هذه النظرية سوف تؤدي إىل سيطرة هذا النمط من أنظمة العمل عَل املشهد خَلل‬
‫أقل من عقد قادم من الزمن‪.‬‬
‫اخرضارا ْلن العديد‬
‫ا‬ ‫من جهة أخرى سوف "يتحول اقتصاد الوظائف املؤقتة إىل اقتصاد أكثر‬
‫من التقنيات اجلديدة لعام ‪ 2030‬ستكون أقل تلوي اثا‪ ،‬فيمكن اقتصاد الوظائف املؤقتة بعض‬
‫العًمل من أسلوب حياة أكثر مرونة‪ ،‬قد جيد البعض أنه من املمكن القيام بعملهم من مقهى‬
‫عَل الشاطئ أو يطل عَل مناظر جبلية ساحرة‪ ،‬سيتعلق مكان عملك بإمكانية اَلتصال‪،‬‬
‫والْبامج التي لديك‪ ،‬والدخل املتاح لديك‪ ،‬وليس بفكرة من أين تدير عملك‪ ،‬ويعزز ما تقدم‬
‫ذكره تقرير آفاق اَلقتصاد الْبيطاِن الصادر عن رشكة "برايس ووترهاوس كوبرز" (‪)PwC‬‬
‫عام ‪ ،2021‬والذي حتدث عن التغريات التي فرضها انتشار ‪ Covid-19‬بشكل جذري‬
‫حول الطريقة التي ننظر هبا إىل املدن‪ ،‬مؤكد اا "يعيد سكان املدن اآلن التفكري يف أوضاعهم‬
‫املعيشية يف ضوء الوباء‪ ،‬ويعيدون تقييم أمهية املنازل الكبرية واملساحات اخلرضاء والصَلت‬
‫مع املجتمع املحل وسيتم استكًمل نمو العمل احلر من خَلل النمو يف مواقع التوفيق بني‬
‫أشخاصا يعملون‬
‫ا‬ ‫املوظفني التي تربط املستقلني بالعمَلء املحتملني‪ ،‬إذ خيتْب معظمنا بالفعل‬
‫حلساهبم اخلاص عَل مستوى املجتمع من خَلل مواقع مثل ‪ Nextdoor‬أو ‪Home‬‬
‫‪ ، Advisor‬والتي تربط اخلدمات ملنزلك بالتجار املتاحني يف منطقتك املحلية‪ ،‬ربًم َل نعتقد‬
‫أيضا علينا وعَل العمل الذي نقوم به (‪.)12‬‬
‫أن هذا سيصبح شيئاا قد ينطبق ا‬

‫الرياضة والتحوالت االجتماعية في العالم الرقمي وتأثيرها في‬


‫األنشطة االقتصادية‪:‬‬
‫َل تقلق بشأن اآلثار اجلانبية الصحية للعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" والتي حتذر منها‬
‫دراسات استبقت تشكل رؤية احلياة يف العاَل اَلفرتاض‪ ،‬فاْلقبال عَل الرياضة سوف يصبح‬

‫‪79‬‬
‫أكْب بكثري ويتحول إىل نمط حياة للكثريين ِمن َل تكن تستهوهيم الرياضية يف املاض ْلهنا‬
‫ببساطة سوف تتحول إىل مصدر من مصادر دخل الفرد‪ ،‬سوف يكون ركوب الدراجات‬
‫اجلًمعي متاح اا بقرب أكْب بني الفريق ولن يعوق الطقس وتقلباته املفاجأة أحد اا من أفراده‬
‫(‪.)11‬‬
‫وهذا يقودنا عْب تقنية حتليل البيانات إىل أنه ثمة أجهزة رياضية سوف تظهر تكون خمصصة‬
‫لَلستعًمل يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" حصي اا‪ ،‬منها عَل سبيل املثال قفازات‬
‫املَلكمة وكرة املرضب وكرة املنضدة وبساط السباحة ولعبة الشطرنج وغريها الكثري وقد‬

‫تظهر ألعاب اا جديدة َل نعرفها سابق اا تولدت من ّ‬


‫جراء تفاعل الَلعبني واملشاركني والقدرات‬
‫الفائقة عَل حتويل اخليال البرشي إىل أدوات رقمية يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪.‬‬
‫َل شك أن هذه اْلجهزة والْبميات املرتبطة هبا سوف تشكل باب اا جديد اا ملصانع اْلجهزة‬
‫الرياضية واملْبمني اللذين يعملون منذ سنوات مضت جنب اا إىل جنب؛ وسوف ترد املزيد من‬
‫اْلرباح عَل املصانع والرشكات التي بدأ بعضها بدراسة تصاميم الكثري من تلك اْلجهزة دون‬
‫اْلعَلن عنها حتى وقت تأليف هذا الكتاب‪.‬‬
‫فض ا‬
‫َل عن املسابقات العاملية واجلوائز املتعددة املستويات والتي يصل بعضها لبضعة مَليني؛‬
‫فإن ظهور رشكات خمتصة بإدارة هذا النوع من اْلنشطة الرياضية التجارية سوف يكون‬
‫مرهون اا بعدد رواد هذا العاَل ومتًمشي اا معه‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن رشاء تذاكر الدخول للمَلعب سوف يستمر لكنها مَلعب داخل العاَل ما‬
‫َل أكْب وأكثر تأثري اا وتأثر اا‬
‫وراء التقليدي "ميتافريس" توفر دقة أكْب يف املشاهدة وتفاع ا‬
‫وخصوصية‪ ،‬مع ميزات لن جتدها سوى يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪ ،‬ومنها عَل‬
‫سبيل املثال‪ :‬التصويت عَل الفريق الفائز بحسب توقعات اجلمهور املشارك‪ ،‬أو تقديم آراء‬
‫حول أخطاء الشوط اْلول‪ ،‬أو تقديم تقرير عن أبرز نقاط أداء الفريق يمكن استثًمرها يف‬
‫املباريات القادمة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫الشكل المتوقع لالقتصاد العالمي وكيفية هندسته لنمط حياتنا‪:‬‬


‫فكرة اَلقتصاد الرقمي تشبه فكرة امتَلكك لعملة رقمية ذهبية يمكنك إخراجها من حمفظتك‬
‫وتقليبها بيدك للتمتع بمنظرها عْب الصورة ثَلثية ومناولتها لصديق أو للبائع كل ذلك سوف‬
‫جيري داخل العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" وهنا َل ننسى التذكري بأهنا عملة مشفرة عْب‬
‫تقنية سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪.Blockchain‬‬
‫أنت يف موقف حمرج؛ دخلت مقهى لرشاء كوب من القهوة ثم اكتشفت أنك َل متلك املال‬
‫الكايف أو وصلت حمطة مرتو وتفاجأت بأن حمفظتك وصلت الرقم صفر‪ ،‬أو أي موقف آخر‬
‫مشابه‪ ،‬حسن اا ستجلس يف أقرب مكان يسمح لك باجللوس وتكتب يف نصف ساعة أو ساعة‬
‫واحدة؛ حمتوى رقمي أنت تعرف مسبق اا أين يمكنك بيعه برسعة‪ ،‬وحتصل عَل مبلغ بسيط‬
‫تقضه به حاجتك‪ ،‬نعم هبذه الرسعة يمكن لألمور أن جتري‪ ،‬عَل أنه مرد افرتاض‪ْ ،‬لن‬
‫مساعدك الرقمي سوف ينبهك بخصوص رصيدك خصوص اا إذا ما كنت متعاون اا معه بًم يكفي‬
‫ليقدم لك النصائح واْلرشادات والتنبيهات‪ ،‬وحيذرك من أية مفاجئات‪.‬‬
‫وفق اا هلذه الصور يمكننا ختيل اَلقتصاد الرقمي القادم؛ حيث سوف نجد بضائع َل نكن نتخيل‬
‫أهنا قد تباع يوم اا ما مثل قصة شعر أو طريقة جديدة ومجيلة لربط احلجاب أو تنسيق جذاب‬
‫ْللوان الثياب‪ ،‬أو تزيني واجهة سيارة‪ ،‬أو شاحنة‪ ،‬أو طريقة حلفظ هذه املقطوعة الشعرية‬
‫خصوص اا أو طريقة تنفع حلفظ سورة معينة من القرآن الكريم أو مموعة أحاديث نبوية أو‬
‫فكرة كتاب سوف حيقق بسبب عنوانه مبيعات هائلة؛ وغري ذلك الكثري‪.‬‬
‫يف عاَل (ثَلثي اْلبعاد) س ُيبنى اَلقتصاد يف العقد الثالث من القرن احلايل عَل نوع خمتلف من‬
‫التعليم‪ ،‬يكون أكثر مرونة وأقل اعتًمد اا عَل املكان مع تقدمك وسوف يشهد اجليل احلايل هذا‬
‫التغري‪ ،‬لكن اجليل الذي سوف يعيشه هو اجليل املعروف باسم جيل ألفا (‪)2025-2013‬‬

‫‪81‬‬
‫سوف يتلقى معظمهم تعليمه يف مكان العمل ليصبح اجليل املمسك باْلعًمل اْلكثر تطور اا‬
‫وأمهية عام ‪.2030‬‬
‫بحلول عام ‪ ،2030‬سوف نستفيد من صحة السكان مع ترسيع إنتاج وسائط التنقل الصديقة‬
‫للبيئة‪ ،‬كالشاحنات والسيارات الكهربائية‪ ،‬فمن خَلل اَلنتقال إىل توفري طاقة متجددة نظيفة‬
‫ستعمل هذه التطورات عَل تقليل عدد اْلمراض والوفيات النامجة عن تلوث اهلواء وحوادث‬
‫السيارات؛ ستكون اخلدمات الصحية أكثر وقائية وتركز عَل الرعاية الصحية الفردية حيث‬
‫سيكون لدينا املزيد من املعلومات يف الوقت احلقيقي حول صحتنا الشخصية‪.‬‬
‫سيكون العمل بالنسبة للكثريين خمتل افا إىل حد كبري عًم هو عليه اليوم وبعيدا ا عًم اختْبه آباؤنا‪،‬‬
‫ومن ذلك ترك املوظفني ملكاتبهم‪ ،‬واَلجتاه إىل العمل احلر والعمل عن بعد ‪-‬خصوص اا عند‬
‫اقتناع املجتمع اْلنساِن‪.‬‬
‫إن اْلعًمل احلرة واْلعًمل عن بعد توفر مردودات مالية أكثر من العمل الوظيفي‪ ،‬قلة من‬
‫الناس سيكون لدهيم عمل ثابت طويل اْلجل؛ ستكون القوى العاملة لعام ‪ 2030‬أكثر ريادية‬
‫لألعًمل وأكثر مرونة يف أوقات عملها‪ ،‬سوف حيتاجون إىل إعادة تعليم مستمر حتى يتمكنوا‬
‫من العمل يف سوق عمل دائم التغري والتحديث‪ ،‬حيث سيصبح الناس يوميا عَل تطبيقات‬
‫جديدة أو حتديثات كبرية للتطبيقات املتوفرة لدهيم وهي حتديثات متسارعة متليها أجواء‬
‫املنافسة الشديدة التي حتدثنا عنا‪ ،‬وسيغدو التعلم مدى احلياة هو القاعدة اْلساس ْلنظمة‬
‫التعليم (‪ .)12‬حيث أثبتت التجارب واْلبحاث املعنية هبذا الشأن منذ أكثر من عقد ونصف‬
‫وإىل اليوم بأن التعليم املستمر هو العامل اْلساس لتفوق املؤسسات من حيث أداء مواردها‬
‫البرشية وجودة خمرجات العمل واْلداء العام‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫التحوالت الرقمية والتقنية المتعلقة بالتقنية الحيوية ودورها في‬


‫تحريك االقتصاد‪:‬‬
‫سوف تشتمل أنظمة العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" وتطبيقاته عَل دراسة وتقويم‬
‫ومراجعة مجيع حركات اْلنسان وأفعاله وتصفاته وقراراته؛ وسوف تبحث يف املنتجات‬
‫والتدوير ملخلفات الصناعة بًم فيها خملفات اْلقًمر الصناعية التي سوف يكون عددها أضعاف‬
‫العدد احلايل يف خَلل عقد من الزمن‪ ،‬والتي سوف حيتاج الذكاء اَلصطناعي وإنرتنت اْلشياء‬
‫والعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" الكثري منها‪.‬‬
‫أيضا يف جعل بعض الصناعات التحويلية أنظف ْلنتاج البَلستيك‬
‫تساعد التكنولوجيا احليوية ا‬
‫من الذرة‪ِ ،‬ما يعني أن حماصيل الذرة خترج ثاِن أكسيد الكربون من الغَلف اجلوي أثناء‬
‫نموها‪ ،‬والنتيجة هي أهنا َل تضيف الغازات الدفيئة إىل الغَلف اجلوي عند التخلص منها‪ ،‬إذا‬
‫تم ذلك يف إطار نموذج اقتصادي دائري‪.‬‬
‫أيضا يف عمليات التنظيف البيئية حيث تقلل امللوثات من خَلل‬
‫ُتستخدم التكنولوجيا احليوية ا‬
‫املعاجلة البيولوجية‪.‬‬
‫يف املنازل‪ ،‬يمكنك العثور عَل التكنولوجيا احليوية يف املنظفات التي نستخدمها لتنظيف‬
‫املَلبس‪ ،‬حيث يتم استبدال الفوسفات بإنزيم املنظف الذي يساعد عَل تقليل تلوث اْلهنار‪،‬‬
‫والنتيجة هي أن املجتمع حياول حتقيق هواء وماء أنظف‪.‬‬
‫أيضا أكثر أماناا من خَلل‬
‫لقد جعلنا استخدام التكنولوجيا احليوية يف بصمة احلمض النووي ا‬
‫مساعدة وكاَلت إنفاذ القانون يف العثور عَل املزيد من املجرمني‪ ،‬وهو ما يعني إسهام العاَل ما‬
‫وراء التقليدي "ميتافريس" يف احلد من اجلرائم ليس داخله فحسب بل يف العاَل التقليدي أيض اا‬
‫(‪ )12‬والتكنولوجيا اجلديدة ستقود اَلقتصاد العاملي لعام ‪( 2030‬اهلدف الثامن)‪.‬‬
‫من املرجح أن هتيمن اَلقتصادات اآلسيوية عَل اَلقتصاد العاملي‪ ،‬حيث متتلك الصني أكْب‬
‫ناتج حمل إمجايل متوقع بحوايل ‪ 62.2‬تريليون دوَلر أمريكي‪ ،‬تليها اهلند بحوايل ‪46.3‬‬
‫‪83‬‬
‫تريليون دوَلر أمريكي‪ ،‬والوَليات املتحدة عند ‪ 31.01‬تريليون دوَلر أمريكي‪ ،‬وإندونيسيا‬
‫بسعر ‪ 10.1‬تريليون دوَلر أمريكي‪ ،‬وستكون تركيا من بني املراكز اخلمسة اْلوىل بقيمة ‪9.1‬‬
‫أيضا أكْب عدد من السكان يف العاَل بحلول عام ‪2030‬‬
‫تريليون دوَلر أمريكي‪ .‬سيكون للهند ا‬
‫يف حني أن الناتج املحل اْلمجايل (‪ )GDP‬ليس أفضل طريقة لقياس تطور بلد ما (‪ ،)12‬فإنه‬
‫ُيستخدم بشكل شائع لتتبع اْلداء اَلقتصادي ْلنه يقيس القيمة السوقية للسلع واخلدمات يف‬
‫اَلقتصاد خَلل فرتة زمنية معينة*‪.‬‬
‫هذه التوقعات ق د تصدق وقد تظهر لنا مفاجئات غري متوقعة؛ فنحن نعتقد بأن عاملني مها‬
‫اْلكثر تأثريا يف هذه التوقعات املبنية عَل حسابات ومعطيات تستند إىل بيانات متوفرة وقت‬
‫تأليف الكتاب‪:‬‬
‫اْلول‪ :‬الصاعات واحلروب والتحوَلت اجليوسياسية املؤثرة باَلقتصاد العاملي واقتصاديات‬
‫الدول املذكورة والتضخم احلاصل جراء احلرب الروسية عَل أوكرانيا‪.‬‬
‫الثاِن‪ :‬مدى متكن هذه الدول من اْلنًمط اجلديدة لَلقتصاد الرقمي والذي سوف يعتمد‬
‫بصورة رئيسة أو شبه كلية عَل العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫اإلجراءات سوف تكون واضحة تماما وإرشاداتها ستكون في غاية‬


‫الذكاء‪:‬‬
‫تقريب اا كل ما حولنا سوف يفكر وحيلل البيانات ويرسل لنا إشارات أو تقارير أو تعليًمت‬
‫تساهم يف جعل حياتنا أيرس وأفضل رشط قدرتنا عَل التعامل معها؛ عَل سبيل املثال‪ :‬املَلبس‬
‫الذكية هي تطور آخر‪ ،‬فبحلول عام ‪ ،2030‬يمكن متييز املَلبس‪ ،‬وربًم حتى باستخدام نظام‬
‫حتديد املواقع العاملي (‪ ،)GPS‬يمكن لتطبيق مرفق يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‬

‫*‬
‫ينظر كتاب شعب الغد والتقنية الرقمية اجلديدة " خالل ‪ " Tomorrow’s People and New Technology‬ص ‪124‬‬

‫‪84‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫أيضا يف اقتصاد دائري من خَلل توضيح‬


‫إخبارك بكيفية صنع املنتج ومن أين أتى واملسامهة ا‬
‫كيفية التخلص منه بطريقة آمنة َل تسبب تلوث اا للبيئة )‪.(14‬‬
‫تعمل وكالة مشاريع اْلبحاث الدفاعية املتقدمة (‪ )DARPA‬عَل دفع عجلة البحث عن‬
‫أدوات تشخيص جديدة للكشف املبكر عن مسببات اْلمراض (بًم يف ذلك ‪SARS-‬‬
‫‪ )CoV-2‬باستخدام اْلقمشة املتقدمة‪ ،‬يتم تطبيق هذه العوامل احليوية مبارشة عَل اجلسم‬
‫حيث يمكنها حتييد العوامل الكيميائية والبيولوجية الضارة قبل أن تتسبب يف رضر (‪.)12‬‬
‫هذا يمثل انتقاله كانت إىل وقت قريب أقرب إىل اخليال منها إىل الواقع‪ ،‬لكن املختصني‬
‫واملهتمني يدركون متاما بأهنا باتت من املمكنات أكثر من أي وقت مىض‪ ،‬غري أننا جيب أن‬
‫نتذكر بأن اجلهود املركزة عَل دمج الواقع التقليدي بالواقع اَلفرتاض والواقع املعزز حتتاج إىل‬
‫عاَل متكامل يوفر البيئة املَلئمة متام اا هلذه التحوَلت وهو العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‬
‫الذي تشري معظم الدراسات املتعلقة به أنه البيئة اْلكثر مَلئمة التي سوف جتمع هذه امليزات‬
‫واخلصائص اجلديدة واخلدمات والتقنيات واْلهداف واَلستثًمرات يف عاَل واحد متكامل‬
‫حممي رقميا بشكل جيد‪.‬‬
‫عندما نفكر يف رؤية اْلجسام ثَلثية اْلبعاد داخل العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" وأنه‬
‫يشبه من حيث النظر والشعور؛ التنقل احلقيقي يف غرفة أو عَل ساحل بحر مثَل‪ ،‬يتبادر إىل‬
‫الذهن عَل الفور أننا نعيشه واقع اا‪ ،‬لكن عندما تقوم عقولنا بالتدقيق يف هذا اْلمر فإننا َل‬
‫دائًم نفس اليشء‪ ،‬ملساعدتنا عَل ختيل أكثر عمق اا وانغًمس اا أكْب بالعاَل ما وراء التقليدي‬
‫نتخيل ا‬
‫"ميتافريس"‪ ،‬ومن أجل استيعاب ذلك إليك بعض تعريفات ومفاهيم ثَلثي اْلبعاد‪:‬‬
‫ثَلثي اْلبعاد هو يشء من ثَلثة أبعاد ننظر إليه كًم لو أنه ذات ارتفاع وعرض وعمق حقيقيني‪،‬‬
‫نحن نختْب ثَلثية اْلبعاد يف احلياة الواقعية‪ ،‬يف أجهزة الكمبيوتر‪ ،‬وظيفة الـ ‪D3‬الصور‬
‫واْلوهام البصية هي خداع أدمغتنا بصي اا‪ ،‬أما البعد الرابع فيتمثل يف إضافة الصوت‬
‫واخلامس هو اللمس والسادس هو الشم والسابع هو الذوق‪ ،‬أما تقنية ‪ D7‬املعروفة اليوم‬

‫‪85‬‬
‫والتي هي " عملية تصوير يتم حتقيقها باَلختَلفات بني شعاعني من الليزر وكامريا خاصة‬
‫تتسبب يف اْلحساس بالتخيل والتفاعل مع تأثري افرتاض يف الفضاء احلقيقي‪ ،‬وهو يف‬
‫اْلساس تصوير ثَلثي اْلبعاد‪ ،‬وبعبارة أخرى تقنية تصوير فوتوغرايف متقدم‪ ،‬صور ثَلثية‬
‫اْلبعاد عَل صور ثَلثية اْلبعاد مسجلة مهر ايا عَل فيلم حساس للضوء بمساعدة الليزر‪،‬‬
‫ويعرض التداخل الذي حيدث بني شعاعني ضوئيني صورة يف ثَلثة أبعاد عند استقبال ضوء‬
‫نقطي من املنظور املناسب"‪ ،‬إذا فهي َل عَلقة هلا بالوصف الدقيق املعْب عن تقنية‪ D7‬التي‬
‫ستكون إحدى أبرز سًمت العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" (‪.)15‬‬
‫إن دمج اللعب والرتفيه بالعمل سوف يتجَل يف صور عدة من أوضحها فكرة إنشاء منصات‬
‫خاصة باملبتدئني ِمكن ليس لدهيم خْبة يف تصميم ألعاب لكن لدهيم الرغبة يف ذلك‪ ،‬حيث‬
‫ستوفر منصات الرتميز مْبمة مسبق اا؛ قدرات متقدمة للمبتدئني بحيث يكون دورهم يف اختيار‬
‫اْللوان واْلشكال والوظائف‪ ،‬والتي متكنهم من تصميم ألعاب كومبيوتر أو إنشاء تطبيقات‪،‬‬
‫أو اَلطَلع عَل نًمذج سابقة متعددة وإنشاء نموذج جديد أو لعبة جديدة‪ ،‬وهو استثًمر هائل‬
‫يشبه حتويل العاَل إىل معهد مفتوح لتخريج املْبمني وسوف يكونون قد توظفوا أثناء لعبهم‬
‫وتدريبهم بالفعل‪ ،‬ومن املحتمل أن يكون هناك الكثري من املستويات بني هذه املستويات‪،‬‬
‫ولكن املبدأ هو نفس ه‪ ،‬أما نحن فنعتقد أن املستويات املتعددة ستكون متوفرة بالفعل وليس مرد‬
‫احتًمل‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪87‬‬
‫الفصل اخلامس‬

‫شخصيتك االفرتاضية افيتار والتحوالت القادمة ودور العامل ما وراء التقليدي ميتافريس‬
‫يف توجيهها‬

‫تأثريات إجيابية وأخرى سلبية سوف تظهر مع ظهور العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‬
‫وسوف تنعكس عَل حياتنا تلقائيا سواء يف جوانبها التعليمية أو الصحية أو اخلدمية وهو ما‬
‫سيلقي بظَلله عَل احلالتني اَلجتًمعية واَلقتصادية للمجتمع اْلنساِن‪ ،‬هذا ما يدعونا‬
‫َلسترشافها وفهمها ووضع اَلستجابات املناسبة لكل منها‪.‬‬
‫يعتْب اقتناع اْلستاذ والطالب عَل حد سواء بجدوى املادة العلمية وفاعليتها وكذلك إجراءات‬
‫الدراسة ووسائلها وآلياهتا إحدى أهم عوامل نجاح العملية التعليمية‪ ،‬ولدينا شعور متنامي‬
‫بأننا نقوم بأشياء بسيطة تفرض علينا‪ ،‬منها ارتداء الثياب كل يوم والذهاب اىل العمل ونتقيد‬
‫بإجراءات معينة كالذهاب إىل قاعة الدرس بينًم يمكن تقديم نفس املحارضة بشكل أفضل‬
‫وجودة أكْب عن طريق اتصال الفيديو‪ ،‬خصوصا مع توفر الكومبيوتر واْلنرتنت يف قاعة‬
‫الدراسة‪ ،‬إنه روتني تسبب باْلضافة إىل تنامي اخلْبات واملهارات املتعلقة بجدوى اَلتصال‬
‫والتواصل واْلدارة والتعليم عن ُبعد؛ إىل شعور ٍ‬
‫عال بالضيق منه َل سيًم عندما تشعر أنه‬
‫مفروض عليك عَل الرغم من أنه بَل جدوى‪.‬‬
‫هذه احلالة هي إحدى مْبرات أبسط انتشار العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" وتقبل‬
‫املجتمع اْلنساِن له‪ْ ،‬لنه باْلضافة إىل ميزانيته الكبرية اْلخرى؛ يوفر الكثري من اجلهد‬

‫‪88‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫والوقت ويقدم حلوَلا أفضل من حيث اجلودة والتوثيق واملرونة وميزات أخرى كثرية سوف‬
‫نستعرضها عْب تفاصيل الفقرات القادمة‪.‬‬

‫التحول في قطاع التعليم والعالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس"‪:‬‬


‫تصوير ثَلثي اْلبعاد للكثري من اْلشياء التي تساءلت عقولنا عنها مع أهنا َل ترى بالعني‬
‫املجردة‪ ،‬مثل الكواكب العمَلقة واملجرات الكونية والفريوسات‪ ،‬جعل تصورنا هلا أكثر دقة‬
‫وروسخ اا يف اْلذهان‪ ،‬وعزز من قدرتنا عَل قراءة واستيعاب ما يتعلق هبا من بيانات‪.‬‬
‫هذه مرد البداية حيث سيكون بمقدور الطَلب دراسة الكثري من العلوم والنظريات واملعارف‬
‫عْب تقنية التصور ثَلثي اْلبعاد املرنة واملتحركة التي يوفرها بديناميكية عالية العاَل ما وراء‬
‫التقليدي "ميتافريس" ‪ ،‬وهو سيساعد عَل اكتشاف تقنيات وعلوم جديدة ومعارف أوسع‬
‫وأدق ِما جيعل يف حال استثًمرها بدقة وذكاء حياة املجتمع اْلنساِن أفضل‪ ،‬فضَل عن تعزيزه‬
‫ملهارات الطَلب وخْباهتم ويزيد من شغفهم ودافعيتهم لتنفيذ املزيد من اْلنشطة العلمية‬
‫واكتشاف املزيد من املعلومات والتحقيق والتقنيات (‪.)16‬‬
‫للتعليم أهداف معلومة لكل مهتم‪ ،‬لكن مشاركة املعارف والبيانات وبناء مموعة املهارات‬
‫والقيم واملعتقدات والعادات من بينها مهارات مثل حمو اْلمية الرقمية‪ ،‬واملهارات احلياتية‬
‫املعارصة وحل املشكَلت والقدرة عَل التكيف والوعي اَلجتًمعي والتواصل الف ّعال‪،‬‬
‫والتعاون‪ ،‬سوف تكون من بني اْلهداف اجلديدة للتعليم‪ ،‬بل ويف مقدمتها‪ ،‬إذن ستتصدر‬
‫اْلهداف التقليدية والتي من بينها توسيع املعرفة وتطوير التقنيات املوجودة واكتشاف أخرى‬
‫جديدة هبدف حتسني احلياة بصورة مستمرة‪.‬‬
‫يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" سوف حيتاج كل من الطَلب واملعلمني إىل أن يكونوا‬
‫ملمني بالبيانات ويمكنهم مجعها وإدارهتا وتوظيفها يف التعلم والتعليم واحلياة اليومية بجميع‬

‫‪89‬‬
‫تفاصيلها‪ ،‬كًم يمكن أن يتنبأ الذكاء اَلصطناعي اخلاص بأجهزتنا بنقص مهارات الشخص أو‬
‫ضعفها ويساعد يف تركيز تعليمه ملعاجلة هذا اْلمر ‪ -‬يمكنه مجع فرق من الطَلب م اعا‬
‫ومساعدهتم عَل بناء أساليب تعاونية أفضل حلل املشكَلت‪ ،‬ويشري تطور طريقة التعليم‬
‫امللحوظة كل عرشة أعوام بشكل َل خيفى عَل متابع إىل احلاجة املستمرة واملتنامية للتطوير‬
‫وكذلك إىل تقنيات هائلة ترسع منها بحيث َل خترس املجتمعات اْلنسانية املزيد من عمرها‬
‫لكي تتوصل إىل عَلج ْلمراض فتاكة أو حلول أفضل لتخزين البيانات أو تطبيقات أكثر ذكاء‬
‫بحيث حتاكي حاجة أصحاهبا بفاعلية أكْب وتتعامل مع إشكاليات حتديث اْلجهزة التي تم‬
‫تركيبها عليها بشكل أفضل وبدون مشكَلت جانبية‪.‬‬
‫ذلك كله سيكون أكثر فاعلية وحيوية من خَلل الـ "أفيتار" املوجود يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" أو من خَلل مستويات متقدمة من التغيريات التقنية الرقمية حيث سيظهر كأول‬
‫جيل لديه شخصية ووجود عَل اْلنرتنت وله رديف يف احلياة الواقعية‪ ،‬يفكر وحيلل ويناقش‬
‫ويعطي حلوَل ويستنتج معطيات‪.‬‬
‫املدرسة أو الكلية سوف تكون بحاجة إىل أن تصبح أكثر استقَللية عن الطاقة مع استخدام‬
‫طاقة أقل‪ ،‬بحلول عام ‪ ،2030‬سيتم تعديل العديد من اْللواح الشمسية أو اْلسطح وربطها‬
‫بالشبكات الذكية املحلية مع مصادر الطاقة املتجددة لتلبية احتياجات الطاقة اْلضافية‪ ،‬تلك‬
‫املؤسسات التي تنتج طاقة أكثر ِما حتتاجه ستكون قادرة عَل جني اْلموال من خَلل تعريفة‬
‫التغذية‪ ،‬قد يكون مصدر الطاقة املحل يؤجر مساحة عَل أسطح منازهلم‪ ،‬وبالتايل يمنحهم‬
‫دخ ا‬
‫َل إضايف‪.‬‬
‫هذا عَل أن تقليل استخدام املؤسسات التعليمية للطاقة سوف يكون أقل ْلسباب أخرى منها‬
‫زيادة نسبة التعليم عن بعد مقابل التعليم يف الصف املتعارف عليه يف العاَل التقليدي‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫برامج إنرتنت اْلشياء واْلجهزة املرتبطة هبا يف مدرسة أو كلية ستقوم بمراقبة املياه والطاقة‬
‫واحلفاظ عليها من أية عمليات هدر‪ ،‬باْلضافة إىل تأمني املباِن‪ ،‬وحتديد أي شخص َل ينبغي‬
‫أن يكون هناك وربًم إرسال حارس أمن آيل للقبض عَل الشخص غري املسموح له بالدخول‪.‬‬
‫أيضا متكني املعلم من معرفة مكان وجود الطالب يف أي وقت معني‪،‬‬
‫يمكن ْلنرتنت اْلشياء ا‬
‫وهو أمر مفيد جدا ا يف حالة الطوارئ وقد ينقذ اْلرواح أحيانا (‪.)17‬‬
‫شدة التنافس بني املدارس واجلامعات سوف تكون عَل أوجها منذ عص التدوين‪ ،‬وذلك ْلن‬
‫اخليارات التي سوف يوفرها العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪ ،‬أوسع بكثري‪ ،‬سوف يكون‬
‫بمقدور أي مدرسة أو جامعة يف أي مكان من العاَل استقطاب الطلبة من أي مكان وبنفس قوة‬
‫اَلعرتاف بالشهادات‪ ،‬وسوف يتصاعد التنافس للحصول عَل املزيد من الطَلب عْب تقديم‬
‫عروض تنافسية أقوى‪ ،‬وهذا قد يصب يف صالح جودة الْبامج وبالتايل خمرجات العملية‬
‫التعليمية‪ ،‬مع تقليل التكاليف واملخاطر املرتتبة عَل انتقال مئات املَليني من الطلبة يوميا من‬
‫منازهلم إىل أماكن دراستهم (‪.)17‬‬
‫سوف ينغمس الطَلب يف نظام بيئي تعليمي كامل ْلنرتنت اْلشياء‪ ،‬معزز اا بالذكاء‬
‫اَلصطناعي الذي يستخدم حتليَلت البيانات الضخمة؛ وسيتمكن املعلمون من مراقبة‬
‫مبكرا بشكل َل يصدق‪،‬‬
‫قدرات الطالب عْب الدروس املتنوعة ومعرفة مكان وجود املشكَلت ا‬
‫سيساعد يف حتديد الطَلب املعرضني للخطر ويساعدهم يف توجيههم خَلل تعليمهم بطريقة‬
‫أكثر إجيابية ‪ ،‬وهذا مرد جزء بسيط للغاية من الفوائد التي يوفرها العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس"‪ ،‬فباْلضافة إىل ما تقدم‪ ،‬سوف يسهل الذكاء اَلصطناعي املرتبط بالعاَل ما وراء‬
‫التقليدي "ميتافريس" قدرة اْلبوين شبه الواقعية عَل رؤية أداء أبنائهم‪ ،‬حيث سيكون العمل‬
‫عَل اْلجهزة الشخصية واحلسابات اخلاصة يف ملفات يمكن ربطها باملدرسة وإدارهتا‬
‫والطالب وأرسته بشكل فعال َل يرتك ماَلا للتضييع‪ ،‬وهو ذات العاَل الذي سوف تتحول‬
‫الكتب فيه بالكامل إىل صيغ إليكرتونية ِما يسهل نقلها ومراجعتها ويقلل من تكاليف طباعة‬

‫‪91‬‬
‫الورق‪ ،‬وقد بدأت بالفعل منذ سنوات بعض املدراس هبذا اْلجراء وأصبحت املقاَلت‬
‫ومقاطع الفيديو التعليمية مصادر أخرى للدراسة بعد أن كانت الكتب الورقية وحدها املعتمد‬
‫عليها‪.‬‬
‫واملواد ذات الصلة‪ ،‬لقد تبنت بعض املدارس استخدام املحتوى مثل حمادثات ‪ TED‬املتوفرة‬
‫وتعرف الطَلب عَل القضايا الناشئة بطريقة جذابة للغاية‪.‬‬

‫التدريس في العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس"‪:‬‬


‫مجيعنا مر بتجارب مع معلمني رائعني أضافوا لنا الكثري وأثروا يف حياتنا ويف شخصياتنا‪ ،‬لكن‬
‫بعضهم َل يكن كذلك‪ ،‬هنا سوف ختتفي الكثري من التأثريات الراجعة السلبية‪ ،‬حيث سيمكن‬
‫استخدام الذكاء اَلصطناعي والبيانات الضخمة والتحليَلت الطالب من احلصول عَل‬
‫العد يد من جتارب الدروس املثالية مع ربًم أفضل حمارضة أو درس مسجل يف هذا املوضوع يف‬
‫العاَل حتى حلظة بحث الطالب عن موضوعه؛ وهذا يشري بوضوح إىل أن دور املعلم سوف‬
‫يتطور من مرد خبري يف أيصال مادة علمية للطَلب إىل مدرب ومرشد ومستشار؛ حيث‬
‫سينغمس الطَلب يف نظام بيئي تعليمي كامل ْلنرتنت اْلشياء‪ ،‬ويف هذا النطاق الرقمي الذي‬
‫يوفره سوف يعرف اْلستاذ ما إذا كنت قد قرأت الكتاب املرتبط بْبنامج يفهم ويشعر وحيلل‬
‫شخصية الطالب وكم أمىض مع الكتاب ومدى انغًمسه يف القراءة وكم فهم من مجلة ما قرأ‪،‬‬
‫وسوف يعطي للمدرسة واْلستاذ واْلرسة تقرير اا مفص َ‬
‫َل بذلك‪.‬‬
‫من امليزات الرائعة واملذهلة أن اْلنظمة التعليمية يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪ ،‬ومن‬
‫بينها برامج الذكاء اَلصطناعي؛ سوف توفر لكل شخص بيئة تعليمية فيها خصوصيات‬
‫تناسبه هو حتديد اا؛ حتاكي مهاراته وميوله هبدف جذبه أكثر للدراسة والتعلم؛ وهو كذلك ما‬
‫سوف يمكن املعلمني واملدربني من الرتكيز عَل اَلحتياجات الفردية لكل طالب (‪.)18‬‬

‫‪92‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫المفهوم الجديد للمدرس الخاص في العالم ما وراء التقليدي‬


‫"ميتافيرس"‪:‬‬
‫"مدرس خاص" حيث يمكنك التنقل معه يف مجيع أنحاء العاَل ولديك من خَلله إمكانية‬
‫قادرا عَل‬
‫الوصول إىل تاريخ املكان‪ ،‬والشخص الذي تقابله‪ ،‬والبيئة التي تواجهها‪ ،‬سيكون ا‬
‫إخبارك عندما تشرتي الطعام من السوبر ماركت إذا كان مفيدا ا‪ ،‬وخيْبك عن مكان زراعته‪،‬‬
‫وكيف انتقل من املزرعة إىل السوق‪ ،‬وهذا بالطبع سوف يثري العملية التعلمية واخلْبة‪ ،‬وهذا‬
‫ما سوف تعززه تقنيات ‪ VR‬و ‪ AR‬التي سوف توفر الفصل الدرايس التفاعل وهو ما يمثل‬
‫وختصيصا من مرد اجللوس واَلستًمع إىل‬
‫ا‬ ‫فرصة كبرية جلعل الدروس أكثر تشوي اقا‬
‫املحارضات‪ ،‬يمكن للواقع املعزز إضافة أشكال أو كائنات متحركة لتعزيز عملية التعلم‬
‫التفاعلية‪ ،‬بالنسبة للمدرسة اَلبتدائية أو روضة اْلطفال‪ ،‬اختيار شخصية ‪ AR‬املصاحبة ‪،‬‬
‫وربًم ‪ Muppet‬املفضل لديك‪ ،‬ملساعدتك يف حل املشكَلت املوجودة عَل جهازك‪.‬‬
‫يعتقد اخلْباء أن التغريات يف اجلامعات ستكون أبطأ منها يف املدارس؛ فاجلامعات هي‬
‫مؤسسات ضخمة هلا تقاليد وأساتذة مثابرون تستغرق وقتاا لتغيري أساليب التدريس‪.‬‬
‫أثناء جائحة ‪ COVID-19‬توجهت اجلامعات إىل نظام التعليم عن بعد‪ ،‬لكن العديد من‬
‫اجلامعات واجهت صعوبات مالية خطرية‪ ،‬وتعني عَل البعض اْلغَلق‪ْ ،‬لن استجابتها‬
‫ومواكبتها للحدث كانت ضعيفة وهو ما تسبب يف تراجع بعضها وإغَلق بعضها اآلخر‪.‬‬
‫قد يكون تأثري ذلك إجياب ايا يف هناية املطاف إذ سيدفع إىل إعادة تركيز نظام التعليم العايل عَل‬
‫احتياجات عام ‪ 2030‬وليس القرن املاض‪ ،‬وقد أوصل التدريس عن بعد بسبب جائحة‬
‫‪ ، COVID-19‬اجلميع إىل قناعة راسخة مفادها رضورة تطوير اْلساتذة طرق اا جديدة‬
‫للتعامل مع طَلهبم وتعلم طرق تدريس متنوعة متتاز باْلتقان والضبط واحليوية والتشويق يف‬

‫‪93‬‬
‫آن مع اا‪ ،‬وهي رضورة متزايدة تشعر هبا املؤسسات التعليمية التي باتت مقتنعة بحتمية الواقع‬
‫اجلديد واملفاهيم املستحدثة والتي من أبرزها الوظائف املؤقتة والتعليم عن بعد واْلمتتة‬
‫الكاملة واَلقتصاد الرقمي والتعليم املستمر(‪.)19‬‬

‫معالم أنظمة الجامعات في زمن العالم ما وراء التقليدي‬


‫"ميتافيرس"‪:‬‬
‫دعم اَلبتكار ورسعة تطبيق اَلبتكارات املربحة واجلاذبة مع تزايد املبتكرين يف مال تقنيات‬
‫التعليم مع التحول التلقائي يف هيكلية التعليم التقليدي نحو التعليم اَلبتكاري الرقمي؛ متثل‬
‫هذه املعطيات يف مجلتها حتديات كبرية حيث تستخدم هذه اجلهات الفاعلة التقنيات اجلديدة‬
‫والبيانات لتقديم مناهج بديلة جديدة تقدم بشكل أفضل التوقعات اْلحدث واْلكثر تطور اا‬
‫تعليًم‬
‫ا‬ ‫للمتعلمني‪ ،‬ختيل أن عًملقة التكنولوجيا مثل ‪ Google‬أو ‪ Microsoft‬يقدمون‬
‫غري مكلف وشخص ايا يعتمد عَل الذكاء اَلصطناعي‪ ،‬ربًم عَل خمطط أسلوب "‪"Netflix‬‬
‫للتعليم املرن (‪.)20‬‬
‫سيجد أولئك الذين يلتحقون بالتعليم العايل بحلول عام ‪ 2030‬مشهدا ا أكثر تشتتاا للتعليم‬
‫العايل‪ ،‬حيث ينغمس الطالب يف العاَل الرقمي كلي اا‪ ،‬ويبحث عن الدورات التي متكنه من البناء‬
‫عَل املهارات التي حيتاج إليها بالفعل ولديه يقني من أنه سوف يستثمر فيها‪ ،‬وهو ما يشري إىل‬
‫أن الطَلب يف الصف الواحد لن يأخذ مجيعهم نفس املواد بالرضورة‪ ،‬كذلك سوف نواجه‬
‫طرق اا أخرى للتفكري يف اْلمر وهي "اخللط واملطابقة"‪ ،‬ما يعني أنه مقابل سعر مشابه‪ ،‬يمكنك‬
‫أن تأخذ دورات متنوعة‪ ،‬ربًم يف مؤسسات متنوعة‪ ،‬ويمنحك هذا املزيج ما تريده من خْبات‬
‫ومهارات‪ ،‬وهذا يعني بالرضورة أن زمن الْبامج الطويلة سوف يندثر برسعة ملحوظة؛ فبدَل‬
‫من الْبامج التي متتد ما بني ‪ 7-3‬سنوات‪ ،‬سوف نجد برامج ما بني ثَلثة إىل ستة أشهر‪ ،‬تؤدي‬

‫‪94‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫ذات الغرض من الْبامج الطويلة وتركز عليها املؤسسات يف التوظيف أكثر من الْبامج‬
‫الطويلة التي بسبب طول مدهتا قد تشتت اخلْبات واملعلومات عَل عكس الْبامج القصرية‬
‫التي تركزها للمتلقي قبل أن يبدأ بالعمل‪.‬‬
‫شهد العاَل نمو اا متسارع اا يف معسكرات تدريب املستجدين ومنح الشهادات عْب اْلنرتنت‬
‫وهي دورات أقص بكثري حيث تركز ‪-‬عَل سبيل املثال َل احلص‪ -‬عَل تطوير الْبامج الرقمية‬
‫وحتليل البيانات والتسويق الرقمي؛ وهذه متكن الشباب وكبار السن الذين يرغبون البقاء‬
‫واَلستمرار يف سوق العمل املستقبل للحصول عَل املهارات املناسبة‪ ،‬ومثلًم تتكيف املدارس‪،‬‬
‫يمكن للمدرس يف املستقبل القريب الرتكيز عَل املزيد من برامج التعلم الفردي له أو‬
‫املستفيدين من الطَلب‪.‬‬
‫أيضا التعرف عَل الدور الذي يلعبه التعليم‪ ،‬حيث نتعلم من أقراننا‪ ،‬ونبني شبكات‬
‫من املهم ا‬
‫مدى احلياة من خَلل اخلْبات املشرتكة‪ ،‬ونتعرف عَل القيم واْلفكار واملعتقدات والثقافات‬
‫اْلخرى‪ ،‬ويمكن أن يؤدي استخدام ‪ Blockchain‬لبيانات اَلعتًمد اْلكاديمية اخلاصة‬
‫مهًم لنهج "املزيج واملطابقة" يف التعليم‪.‬‬
‫أيضا ا‬
‫بك إىل تأمني سجَلت الطَلب‪ ،‬سيكون ا‬
‫بوصفك طالب اا سيكون لديك وصول مبارش إىل النصوص والوثائق اخلاصة بك‪ ،‬ملاذا هذا‬
‫مهم؟ مثال‪ :‬تلقت مهاجرة إىل إسبانيا تعليمها يف مدرسة أقيمت للمهاجرين‪ ،‬بعد عرشين عا اما‬
‫من مغادرهتا املدرسة‪ ،‬احتاجت إىل نسخها لتثبت أهنا حصلت عَل التعليم‪ ،‬ولكنها تفاجأت‬
‫أنه َل تعد املدرسة موجودة‪ ،‬ويبدو أن َل أحد يعرف أين ذهبت السجَلت‪ ،‬ربًم تكون هذه‬
‫أيضا من تزوير السجل اْلكاديمي‪ ،‬من شأن‬
‫حالة نادرة‪ ،‬لكن ‪ Blockchain‬حيمي ا‬
‫‪ Blockchain‬الذي يتبع لطالب يف عام ‪ 2030‬أن يتيح الكشف الكامل عن تارخيه‬
‫التعليمي من املرحلة اَلبتدائية حتى التقدم بطلب للحصول عَل التعليم العايل أو إكًمل‬
‫دورات أو تدريب إضايف‪ ،‬يتطلب هنج "املزيج واملطابقة" ْلخذ دورات يف مؤسسات التعليم‬

‫‪95‬‬
‫العايل املتنوعة التحقق من الصحة ويقدم ‪ Blockchain‬ذلك؛ سيمكن صاحب العمل‬
‫املستقبل من رؤية كل النجاح وأي حتديات واجهها يف التعليم‪.‬‬

‫أخطار التعليم عن بعد ودور العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس"‬


‫في تفاديها‪:‬‬
‫برشا ليسوا أكثر من أجهزة كمبيوتر من الدرجة‬
‫يكمن اخلطر يف أن نظام التعليم سيخرج ا‬
‫الثانية‪ ،‬لذلك إذا استمر تركيز التعليم عَل نقل املعرفة الواضحة عْب اْلجيال فسوف نواجه‬
‫مشكلة حقيقية‪ ،‬لكن التحديات التي أوجدها الذكاء اَلصطناعي أظهرت أن تعلم اخلْباء‬
‫أساليب متطورة باستمرار لتطوير برامه قد ولدت حاجة إضافية تتمثل يف حتديد معاَل‬
‫اختصاص يتعلق ببناء مهارات َل يمكن للذكاء اَلصطناعي حماكاهتا مثل‪ :‬العمل اجلًمعي‬
‫وحتليل الشخصية الرسيع عْب نْبة الصوت ولغة اجلسد وغريها من املهارات (‪ ،)21‬العاَل ما‬
‫وراء التقليدي "ميتافريس" يمكنه تقديم حلول متعددة ملعاجلة اآلثار اجلانبية للتعليم عن بعد‬
‫ومن أبرزها تنظيم العَلقة بني الطالب واْلستاذ واملؤسسة التعليمية‪ ،‬وبني اْلرسة بالنسبة‬
‫لطلبة املدارس‪ ،‬فض ا‬
‫َل عن تزويد الطالب بالبيانات املتعلقة بالدروس التي َل يتمكن من‬
‫حضورها وسوف خيتْبه بشكل إضايف للتأكد من أنه قرأ وأكمل واجباته واستعد جيدا‬
‫لَلختبار‪ ،‬كًم يمكن لنظام اَلختبارات التفاعل أن يزيد من دافعية الطَلب للقراءة واملطالعة‬
‫وعدم اَللتزام بمواعيد حمددة للدرس بحيث خيرس الطالب املحارضة كليا يف حال َل يتمكن‬
‫من دخول اجلامعة أو قاعدة الدرس يف هذا اليوم‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫الدراسة أثناء الظروف االستثنائية‪:‬‬


‫يمثل التعليم يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" حَل ْلشكالية الدراسة يف الظروف‬
‫اَلستثنائية‪ ،‬فعندما نعلم بأن جائحة كورونا ‪ COVID-19‬التي رضبت العاَل مطلع سنة‬
‫‪ ،2020‬قد تسببت بحسب تقارير اليونيسيف بتوقف ‪ 850‬مليون طفل عن الدراسة بسبب‬
‫مكوثهم يف منازهلم بَل إنرتنت‪ِ ،‬ما هدد بتوليد فجوة تعليمية خطرية؛ نجد أن اْلنرتنت الذي‬
‫سوف خيصص للتعليم يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" والذي سوف يعتمد اْلنرتنت‬
‫الفضائي عايل الرسعة كًم هو خمطط له‪ ،‬يمكنه استثناء اْلنظمة واْلغراض التعليمية من رسوم‬
‫اَلشرتاك َلسيًم يف الظروف اَلستثنائية وقد حدثت أشياء مشاهبة يف املاض عندما قدمت‬
‫رشكات كْبى إعفاءات كلية أو جزئية عند حدوث أزمات‪َ ،‬ل سيًم إذا تم تطبيق نظام‬
‫ديمقراطية اْلنرتنت أو محاية احليادية و"التي تعني وجود شبكة مفتوحة‪َ ،‬ل مركزية‪ ،‬ويمكن‬
‫الدخول إليها عَل مستوى العاَل‪ ،‬بدَلا من شبكة مقسمة إىل فئات يكون فيها الدخول إىل‬
‫املعلومات املهمة حكر اا عَل فئات دون غريها" (‪ )22‬وقد وصفت املديرة التنفيذية لليونيسف‬
‫"هنريتا فور" "إن عدم وجود إنرتنت للعديد من اْلطفال والشباب يف املنزل هو أكثر من مرد‬
‫واد رقمي" يف إشارة إىل خطر عدم وصول مئات املَليني من الطَلب إىل‬ ‫فجوة رقمية ‪ -‬إنه ٍ‬

‫َل ناجع اا ملثل هذه املخاطر حيث يمكنه البقاء‬


‫اْلنرتنت‪ ،‬وهو ما يعني أن "أفيتار" قد يكون ح ا‬
‫نشط اا يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ويقوم باْلنشطة املطلوبة من الطالب عْب‬
‫شخصيته اَلفرتاضية‪ ،‬حيث َل يؤثر اَلنقطاع بضعة أيام عن اْلنرتنت يف احلاَلت الطارئة‬
‫ويمك ن للطالب عْب شخصيته اَلفرتاضية اَلتصال بزمَلئه وأساتذته وأخذ البيانات وامللفات‬
‫التي حيتاج إليها وختزينها عْب تقنية اْلرشيف الذكي واْلفادة منها بصورة مستمرة وف ّعالة‪،‬‬
‫وهو ما حيد من إشكالية ضعف اَلتصال؛ حيث َل يؤدي نقص اَلتصال إىل تقييد قدرة‬
‫اْلطفال والشباب عَل اَلتصال عْب اْلنرتنت فقط؛ بل يمنعهم من املنافسة يف اَلقتصاد‬
‫احلديث ذلك أنه يعزهلم عن العاَل ولو نسبي اا ويف حالة إغَلق املدارس ْلي سبب كان‪ِ ،‬ما‬

‫‪97‬‬
‫يرسخ القناعة القائلة بأن اَلفتقار إىل الوصول إىل اْلنرتنت يكلف اجليل القادم مستقبله‬
‫(‪.)22‬‬

‫المخاطر المتوقعة ودور العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس" في‬


‫معالجتها‪:‬‬
‫اْلطفال اليوم هم اجليل الذي سيتأثر أكثر بالتغيريات التي ستحدثها الثورة الصناعية الرابعة‬
‫وبالتايل من الرضوري معاجلة الفجوة الرقمية املوجودة اليوم إذا أردنا أن يزدهر هؤَلء‬
‫اْلطفال يف عاَل ‪ 2030‬وهو عاَل شديد اَلرتباط بالتقنيات الرقمية‪ ،‬حيث تؤرش (تقارير‬
‫اليونيسف) إىل أن أقل من ‪ 1‬من كل ‪ 20‬ا‬
‫طفَل يف سن الدراسة من البلدان منخفضة الدخل‬
‫لدهيم اتصاَلت باْلنرتنت يف املنزل‪ ،‬مقارن اة بحوايل ‪ 9‬من كل ‪ 10‬من البلدان املرتفعة الدخل‬
‫َل يقتص اْلمر عَل افتقار العديد من اْلطفال إىل الوصول إىل اْلنرتنت‪ِ ،‬ما حيد من فرصهم‬
‫التعليمية‪ ،‬ولكن عدد من اْلطفال والبالغ عددهم ‪ 262‬مليوناا‪ ،‬هم خارج املدرسة متا اما‪ِ ،‬ما‬
‫يوصلنا إىل أن العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" املرتبط باْلنرتنت املفتوح يعد أحد أبرز‬
‫احللول املثالية هلذه اْلشكالية حيث ستتاح هلؤَلء اْلطفال فرصة اَلتصال من خَلل مموعة‬
‫الواقع اَلفرتاض بالفصل الدرايس وتلقي التعليم املخصص عن بعد يمكن أن تساهم‬
‫التقنيات الرقمية املتصلة بالعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف سد الفجوة الرقمية وأن‬
‫تكون احلل لنفس اَلضطرابات التي تعاِن منها املؤسسات والْبامج التعليمية‪.‬‬
‫أيضا يف اَلجتاهات التي نشهدها‬
‫يتغري التعليم ليس فقط عَل مستوى املدارس اَلبتدائية ولكن ا‬
‫أيضا ْلنشاء مموعة من املواهب‬
‫يف اجلامعات والتعليم العايل والتي يمكن أن تفتح الباب ا‬
‫املتعلمة تعلي اًم عالي اا حول العاَل غال ابا ما تكون اجلامعات يف العاَل املتقدم باهظة الثمن‪ ،‬لذا فإن‬
‫برامج الشهادات التي مدهتا ‪ 3‬أو ‪ 4‬سنوات‪ ،‬وكًم تقدمت اْلشارة إليه يف الفقرة السابقة؛‬

‫‪98‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫تشكل حتد ايا مال ايا؛ لكن ظهور "معسكرات التدريب" والتعليم عْب اْلنرتنت يوفر بدي ا‬
‫َل‬
‫أرخص من شأنه أن يوفر وصوَلا أكْب إىل الوظائف عالية املهارات لألشخاص يف مجيع أنحاء‬
‫العاَل (‪.)23‬‬

‫التحول في قطاع الصحة العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس"‪:‬‬


‫معاَل كثرية سوف تتبدل وإجراءات مستحدثة سوف ّ‬
‫حتل حمل أطر العمل القديمة وفقا للرؤى‬
‫اجلديدة ليس فقط للعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" بل للتحوَلت اَلقتصادية واَلجتًمعية‬
‫اهلائلة التي يشهدها العاَل‪ ،‬حيث توجد إجراءات ووسائل لإلبَلغ عن معلومات املسافرين‬
‫املرىض بني وسائل النقل ونقاط الدخول وكذلك بني نقاط الدخول والسلطات الصحية‬
‫الوطنية‪ ،‬وبينًم يتم تنظيم النقل اآلمن للمسافرين الذين تظهر عليهم اْلعراض إىل املستشفيات‬
‫أو املرافق املخصصة للتقييم والعَلج الرسيريني‪ ،‬يقدم الـ "أفيتار" اخلاص بك معلومات وافية‬
‫عن ملفك الصحي للمستشفى قبل وصولك هبدف تقديم الرعاية والعَلج املناسبني عن‬
‫حالتك الصحية‪ ،‬وبينًم ترقد يف حالة قد َل تسمح لك بالكَلم سوف يناقشهم الـ "أفيتار" عن‬
‫قناعاتك ورغبتك وما تفضل وما َل تفضل من طرق العَلج ووسائله وعن ظروفك وعملك‬
‫ترتيب أولويات العَلج‪.‬‬
‫كذلك فإن خطة طوارئ وظيفية للصحة العامة عند نقاط الدخول لَلستجابة ْلحداث‬
‫الصحة العامة غري التقليدية سوف تفي بغرض جتنب الكثري من الكوارث وأسباب اَلرتباك‬
‫التي شهدناها يف سياسات الكثري من دول العاَل عند حدوث جائحة كورونا ‪COVID-19‬‬
‫حيث كانت التأثريات شديدة مع طلبات البقاء يف املنزل يف بعض البلدان بالكامل وأجزاء من‬
‫بلدان أخرى (‪.)24‬‬

‫‪99‬‬
‫أخطار تقادم األنظمة الصحية ودور العالم ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافيرس" في معالجة هذه اإلشكالية‪:‬‬
‫تطور الفريوسات والزيادة السكانية واْلزمات اَلقتصادية والتأثريات السلبية لْبامج التوصل‬
‫اَلجتًمعي؛ وغريها من مشكَلت عاملية؛ جعلت النظم الصحية احلالية حول العاَل تتعرض‬
‫خلطر أن تصبح غري صاحلة لألغراض التي وضعت من أجلها والتي استغرقت عقود اا من‬
‫الزمن لتصل إىل ما وصلت إليه من تطور؛ لكن تسارع اْلحداث جعلها مهددة بنقاط ضعف‬
‫جديدة ناجتة عن تغيري اْلنًمط املجتمعية والبيئية والديموغرافية والتكنولوجية؛ ِما أصاهبا‬
‫بالرتاجع عن املكاسب اهلائلة يف الصحة واَلزدهار التي دعمتها النظم الصحية عَل مدار‬
‫القرن املاض؛ والتي عززت برامج التنمية البرشية من توجيهها نحو خدمات أكثر فاعلية‬
‫للمجتمعات اْلنسانية‪ ،‬لقد حلت اْلمراض غري املعدية ‪ -‬مثل أمراض القلب واْلوعية‬
‫الدموية واْلمراض العقلية والتلوث البيئي‪ -‬حمل اْلمراض املعدية باعتبارها السبب الرئيس‬
‫للوفاة‪ ،‬بينًم أدت زيادة طول العمر والتكاليف اَلقتصادية واَلجتًمعية ْلدارة اْلمراض املزمنة‬
‫تم تقويض التقدم‬
‫إىل وضع أنظمة الرعاية الصحية يف العديد من البلدان حتت الضغط؛ كًم ّ‬
‫ضد اْلوبئة بسبب تردد اللقاحات ومقاومة اْلدوية‪ِ ،‬ما جيعل من الصعب بشكل متزايد‬
‫توجيه الرضبة النهائية ضد بعض أكْب قتلة البرشية‪.‬‬
‫ومع تعاظم املخاطر الصحية احلالية وظهور خماطر جديدة‪ ،‬فإن النجاحات البرشية السابقة يف‬
‫التغلب عَل التحديات الصحية َل تعدّ ضًمناا للنتائج املستقبلية ‪ ،‬هنا يأيت العاَل ما وراء‬
‫التقليدي "ميتافريس" كأحد احللول الرئيسة التي يمكن أن تغري نمط حياتنا فتجعلنا ننتقل عَل‬
‫سبيل املثال يف مطلع اْلربعينيات من عمرنا للعمل من حدائق وأماكن صحية خالية من‬
‫التلوث َلستعادة توازننا الصحي عَل مدار عقود حياتنا الَلحقة بدَلا من حتميل النظام‬
‫الصحي أعباء ثقيلة لرعايتنا عند بلوغ السبعني أو الثًمنني من العمر‪ ،‬وكذلك التنبيه عَل أوقات‬

‫‪100‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫الرياضة أو زيادة الوزن أو نقصه أو حاجتنا إىل نوع معني من الفيتامينات خَلل هذه اْليام‪،‬‬
‫وغري ذلك الكثري ما يمكن لنظارة ‪ VR‬توفريها وحمادثتنا حوهلا‪.‬‬

‫عالقة الجانب الصحي بالنقل والسياحة والعالم ما وراء التقليدي‬


‫"ميتافيرس"‪:‬‬
‫من جهة أخرى يمكن للسائقني معرفة متى تكون الطرق مزدمحة أو مغلقة‪ ،‬لذلك قد يسلكون‬
‫طري اقا خمتل افا‪ ،‬وهو ما سوف يقلل من أسباب التلوث ويقلل من خطر احلوادث؛ أيض اا يمكن‬
‫ْلنظمة النقل يف املدينة استخدام نظام إشارات املرور اخلاص هبا لتحريك حركة املرور بشكل‬
‫أرسع‪ ،‬توفر البيانات الضخمة املصدر للتمكن من حتليل خطوط احلافَلت واملرتو ملعرفة‬
‫اْلوقات والطرق الشائعة حتى يتمكنوا من إعادة ختصيص الزخم إىل الوجهات اْلكثر‬
‫شيوعاا؛ يمكن ْلدارات السياحة يف احلكومة تتبع اْلشخاص الذين يدخلون البَلد واْلماكن‬
‫السياحية التي يزوروهنا؛ يمكن أن يساعد ذلك يف التعامل مع اَلزدحام وتصميم اْلعَلنات‬
‫للرتويج "للوجهات اْلقل تواجدا ا بالسفر" وبالتايل نرش الزائرين عْب املزيد من اْلماكن‬
‫السياحية يف موسم الذروة؛ لن يؤدي هذا النهج الذكي يف النقل إىل تقليل ثاِن أكسيد الكربون‬
‫أيضا إىل تقليل التلوث الناتج عن املركبات‬
‫الناتج عن جتمهر الناس فحسب‪ ،‬بل سيؤدي ا‬
‫بشكل عام ‪ ،‬ويقلل من احتًملية انتشار الفريوسات‪ ،‬يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪،‬‬
‫يمكن أن يتم التوجيه واْلرشاد واْلعَلنات واْلبَلغ عن خصومات وتشجيعية خَلل دقائق‬
‫معدودة وليس أيام اا أو أسابيع كًم هو متعارف عليه يف العاَل التقليدي حيث إعداد اللوحات‬
‫اْلرشادية وتوزيعها ورفعها وتوزيع إعَلنات عْب منصات التواصل اَلجتًمعي التي قد ينتهي‬
‫املوسم السياحي وَل يدخلها معظم السياح‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫تستخدم منصات الوسائط اَلجتًمعية مثل ‪ Facebook‬و‪ Twitter‬و ‪Instagram‬‬
‫ومنصات املواعدة مثل ‪ Match‬و ‪ Tinder‬البيانات الضخمة للتوصية باْلخبار‬
‫واْلعَلنات بنا اء عَل اهتًممات الشخص أو ملطابقة اْلشخاص الذين قد يكونون متوافقني‬
‫كرشكاء‪.‬‬
‫أيضا ْلعَلم املستجيبني اْلوائل باستخدام‬
‫ُتستخدم منصات وسائل التواصل اَلجتًمعي ا‬
‫برنامج البيانات الضخمة عند وقوع كارثة‪ ،‬مثل اْلعاصري والفيضانات واحلرائق جلمع‬
‫التغريدات والصور‪ ،‬ويمكن أن تظهر للمستجيبني اْلوائل اْلماكن اْلكثر أمهية (‪.)25‬‬
‫يف مال الرعاية الصحية‪ ،‬ستكون هناك فرص عمل لألشخاص الذين يمكنهم طباعة أعضاء‬
‫جديدة ثَلثية اْلبعاد‪ ،‬وبرمة املواصفات والقياسات الدقيقة لألعضاء البرشية الصناعية؛‬
‫سوف يدفع السكان املسنون احلاجة املستمرة للممرضات املسجَلت‪ ،‬ولكن سيتم استكًمل‬
‫التمريض املاهر الذي يقوم به اْلنسان بواسطة الروبوتات للمساعدة يف الرعاية املنزلية‪،‬‬
‫أيضا أن تنمو صفوف املمرضات‬
‫والتشخيص اْلكثر دقة من خَلل ‪ IOT‬الطبي‪ ،‬من املتوقع ا‬
‫املًمرسني ْلهنم يساعدون يف تشخيص اْلمراض وعَلجها‪ .‬كًم سيزداد الطلب عَل املعاجلني‬
‫الفيزيائيني‪ ،‬بسبب شيخوخة السكان‪ ،‬ومساعدة الناس عَل التعايف من املرض أو اْلصابة أو‬
‫اخلسائر التي تسببها أمراض الشيخوخة‪.‬‬
‫ستنمو الوظائف يف مال التكنولوجيا احليوية عَل مدى السنوات العرش القادمة‪َ ،‬ل سيًم تلك‬
‫املوجودة يف إعدادات املختْبات الطبية والرسيرية‪ ،‬مثل التقنيني والفنيني وعلًمء الطب وعلًمء‬
‫الكيمياء احليوية والفيزياء احليوية‪.‬‬
‫بدأت املستشفيات بالفعل يف دمج الطباعة ثَلثية اْلبعاد لطباعة بعض اْلدوات اجلراحية‪،‬‬
‫يتيح هذا التصنيع عند نقطة اَلستخدام للمستشفى أو الطبيب ليس فقط إنشاء كائن أو دواء‬
‫أيضا َل يتطلب الكثري من املخزون أو القلق بشأن نفاد عنص‬
‫أكثر تركيزا ا عَل املريض‪ ،‬ولكنه ا‬
‫معني‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫خَلل اجلائحة يف عام ‪ ،2020‬كان هناك نقص يف معدات احلًمية الشخصية (‪ .)PPE‬نرش‬
‫املجتمع ثَلثي اْلبعاد من خَلل املعاهد الوطنية للصحة ما يقرب من ‪ 600‬تصميم‪ ،‬متت‬
‫املوافقة عَل ‪ 30‬منها وإنتاجها‪.‬‬
‫يف عام ‪ ،2030‬لن يكون هناك أي نقص؛ ْلن الطابعات ثَلثية اْلبعاد يف املستشفيات أو‬
‫عيادات اْلطباء ستنتج حسب الطلب كل ما حتتاج إليه العيادة الطبية من أدوات؛ كًم تم تقديم‬
‫املمرضة اآللية تومي أثناء جائحة كوفيد ‪ ،19‬والتي استخدمت ْلول مرة يف مستشفى‬
‫قادرا‬
‫سريكولو يف إيطاليا‪ ،‬عمل "تومي" كوسيلة للمرىض للتواصل مع اْلطباء عن بعد‪ ،‬كان ا‬
‫عَل قياس ضغط الدم وتشبع اْلكسجني ملرىض وحدة العناية املركزة املوصولني بأجهزة‬
‫التنفس الصناعي؛ إن ما سوف حيدث يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" هو توسيع‬
‫وتكثيف ملثل هذه اْلفكار واْلجراءات‪.‬‬
‫ختصيصا للفرد مع استبدال الركبة أو املفاصل اْلخرى‪،‬‬
‫ا‬ ‫نتجا أكثر‬
‫تقدم الطباعة ثَلثية اْلبعاد م ا‬
‫و تساعد الطبيعة املسامية للهيكل ثَلثي اْلبعاد عَل متكني نمو اْلنسجة وتكامل الركبة البديلة‬
‫أو مفصل آخر‪ ،‬وباملثل‪ ،‬جلأ أطباء اْلسنان بشكل متزايد إىل الطباعة ثَلثية اْلبعاد يف الواقع‬
‫للمساعدة يف اْلدوات واملصنوعات اليدوية اخلاصة بجراحة الفم (‪. )26‬‬
‫هذه التحوَلت تشري يف مجلتها إىل حاجة ماسة للعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪ ،‬وإَل ملا‬
‫يمكن تنظيم هذا الكم اهلائل من اخلدمات والبيانات واَلمتيازات والعروض‪ ،‬وهذا هو‬
‫بالضبط ما أردنا إيصاله من فكرة أن هذا العاَل سوف يشتمل عَل خدمات وميزات وإضافات‬
‫جتعل احلياة خارجه أصعب بكثري من احلياة بَل إنرتنت وربًم بَل إمدادات ماء وكهرباء إىل‬
‫املنازل‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫التحول في قطاع الخدمات والعالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس"‪:‬‬
‫يمكننا استرشاف طبيعة اخلدمات عْب استعراض طبيعة التقنيات املوجودة بالفعل وما ختضع‬
‫له من عمليات تطوير هائلة بصورة مستمرة مثل الطابعات ثَلثية اْلبعاد‪ ،‬تطبيقات العمَلت‬
‫الرقمية‪ ،‬نظارات ‪ VR‬قفازات "ميتافريس" اْلجهزة الرياضة املنزلية أو املكتبية‪ ،‬أدوات‬
‫وتطبيقات إنرتنت اْلشياء‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫لكن استرشافنا سوف يتعدى ذلك إىل تصورات دقيقة للغاية إذا ما فكرنا يف ربط هذه‬
‫التقنيات املتقدمة بالعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" والذي سوف ينظم وينسق مجيع هذه‬
‫العمليات واخلدمات وامليزات وعنارص الرفاهية وجيعلها ذات قيمة أعَل ونفع أشمل مع‬
‫عنص التطوير واَلستدامة الذي يصعب تصور النسبة الفارقة بينها يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" والعاَل التقليدي‪.‬‬

‫الطباعة ثالثية األبعاد والعالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس"‪:‬‬


‫الطباعة ثَلثية اْلبعاد أو ما يعرف بـ "التصنيع اْلضايف" هي عملية صنع جسم صلب ثَلثي‬
‫اْلبعاد من ملف رقمي‪ ،‬يف عملية مضافة مثل الطباعة ثَلثية اْلبعاد ‪ ،‬يتم إنشاء كائن عن‬
‫طريق وضع طبقات متتالية من املواد حتى يكتمل الكائن املطلوب‪ ،‬وتسهل الطباعة ثَلثية‬
‫اْلبعاد إنتاج اْلشكال املعقدة باستخدام مواد أقل من طرق التصنيع التقليدية حيث يسمح‬
‫لرشكات التصنيع بطباعة أجزائها بتكلفة أقل وأرسع من ذي قبل بميزات قابلة للتخصيص‬
‫بسهولة‪ ،‬يمكنك أن ترى سبب كوهنا تقنية ثورية‪ :‬يمكنها أن تعطل سلسلة املنتجات ذات‬
‫القيمة املرتفعة بشكل كبري‪.‬‬
‫إذا أصبحت الطابعات ثَلثية اْلبعاد سائدة‪ ،‬واستخدمها الناس يف منازهلم‪ ،‬فستحدث ثورة يف‬
‫كيفية إنتاجنا للسلع واخلدمات وتقديمها‪ ،‬بدَلا من توصيلها من قبل ‪ Amazon‬إليك‪،‬‬

‫‪104‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫يمكنك فقط طباعة اْلشياء يف املنزل‪ ،‬يف مال البيع بالتجزئة‪ ،‬عَل سبيل املثال‪ ،‬تشكل الطباعة‬
‫كبريا عَل املتاجر املادية وامللكية الفكرية (‪ ،)27‬لكنها ليست إشكالية بَل‬
‫خطرا ا‬
‫ثَلثية اْلبعاد ا‬
‫حلول حمتملة فعندما نتصور إمكانية ربط منتجات أي طابعة ثَلثية اْلبعاد بـ تقنية بـ سلسلة‬
‫الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪ ،Blockchain‬وفق بروتوكول موحد بني الرشكات املنتجة‬
‫هلذا النوع من الطابعات نجد أن جزء من اْلشكاليات قد متت معاجلته ببساطة‪ ،‬وسوف يتم‬
‫تزويد كل منتج من أي طابعة بكود معني خاص به‪ ،‬وسيسجل أن منتجه أو مالك هذا الكود‬
‫هو املالك الرشعي هلذا املنتج‪.‬‬
‫برشا يساعدونك يف‬
‫قد يكون لديك مستشار عمَلت رقمي ‪ -‬قد يكون هؤَلء يف البداية ا‬
‫عمَلتك املشفرة واستثًمراتك‪ ،‬ولكن بمرور الوقت‪ -،‬عَل أقىص حد‪ -‬بحلول عام ‪،2050‬‬
‫من املحتمل أن يقوم الذكاء اَلصطناعي بتقديم املشورة بشأن جتارة العمَلت والوسائل الذكية‬
‫للتعامل هبا (‪ ،)27‬فشخصيتك اَلفرتاضية الـ "أفيتار" سوف تستمر بالعمل واملراقبة يف سوق‬
‫العمَلت الرقمية أثناء نومك أو انشغالك بأمور أخرى وفق صَلحيات حمددة متنحها أنت له‪،‬‬
‫وذلك يكون ِمكنا عند وصول التطابق بينكًم إىل درجة معينة تتيح ذلك طبع اا‪.‬‬

‫التحول القادم في نمط الخدمات‪:‬‬


‫عندما َل تكون الروبوتات موجودة لفرض النظام‪ ،‬فقد تعمل يف مكتب معلومات املطار؛ وقد‬
‫قدمت اخلطوط اجلوية الْبيطانية هذه الوظيفة يف مطار هيثرو املبنى ‪ 5‬يف عام ‪ ،2020‬إذن‬
‫املوضوع َل يعد مرد توقعات واحتًمَلت أو خيال علمي‪.‬‬
‫رغم أهنا انترشت يف بلدان مثل ماليزيا وتركيا برسعة كبرية؛ لكن سيتم نقل املزيد من متاجر‬
‫ومطاعم املطارات إىل اخلدمة التلقائية بحلول عام ‪ – 2030‬حتى يف البلدان اْلقل تطور اا‪-‬‬
‫أيضا‬
‫حيث يمكن للروبوتات بالفعل أن تأخذ طلبك وحترض الطعام إىل طاولتك‪ ،‬قد يقومون ا‬

‫‪105‬‬
‫بحجز طاولتك أثناء تواجدك يف سيارة ذاتية القيادة متوجهة إىل املطار‪ ،‬أثناء حتركك قد ُيعلم الـ‬
‫"أفيتار" اْلجراء الذي تقوم به املطعم وما إذا كنت ستحرض يف الوقت املحدد‪ ،‬وعندها‬
‫قادرا عَل إعداد الطعام وف اقا لذلك‪ ،‬ويرتب وقتك بكل دقة بحيث َل تفوتك‬
‫سيكون املطبخ ا‬
‫الرحلة‪.‬‬
‫حتى قبل جائحة ‪ COVID-19‬بدأ بالفعل عدد اا من املطارات باستخدام تطبيقات تدعم‬
‫الواقع املعزز ملساعدة املسافر عَل التنقل يف املطار‪ ،‬واحلصول عَل معلومات حمدثة عن رحَلته‬
‫وختصيص العروض املتاحة يف املطار‪.‬‬
‫مع زيادة استخدام الذكاء اَلصطناعي يف املطارات والسفر وحتسني تقديم اخلدمات‪ ،‬ستكون‬
‫أيضا أكثر دقة؛ سيتمكن الذكاء اَلصطناعي من حتديد أي مشاكل حمتملة‬
‫أوقات رحلتك ا‬
‫قادرا عَل مراقبة تغريات الطقس يف‬
‫واملساعدة يف استكشاف اْلعطال وإصَلحها‪ ،‬ستكون ا‬
‫وأيضا مراقبة أوقات اَلنتظار يف دور نقطة تأشري‬
‫الوقت الفعل والتي قد تؤثر عَل رحلتك ا‬
‫الدخول أو املغادرة أو سيارات اْلجرة (‪.)28‬‬
‫الروبوتات التي كانت مرد كتل معدنية وعجَلت وأربطة ناقلة تتفاعل مع بعضها البعض‬
‫لتسهيل احلركة يف املخازن أو املصانع؛ بَل إحساس أو مشاعر أو اجتهادات شخصية‪َ ،‬ل تعد‬
‫كذلك فهذا كل ه سوف يتغري‪َ ،‬لشك أننا أمام اْلجزاء اْلقل من الصورة احلقيقية الكاملة لكننا‬
‫نسترشف مستقبَل مهًم لإلنسانية بناء عَل معطيات كثرية وكافية لتحديد تصورات يمكن‬
‫وصفها بالدقيقة‪ ،‬فسوف يقدم العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" بيئة متكاملة جلعل‬
‫الروبوتات تشعر وتتفاعل وتتعاطف ومتيز مشاعر الطرف اآلخر سواء أكان إنسان اا أم روبوت اا‬
‫آخر‪ ،‬بل يمكننا تأكيد مسألة مهمة وهي أن قدرة الروبوتات سوف تفوق اخلدمات البرشية‬
‫فتحسس رائحة أجسام املزورين أو املهربني أو حرارة املرىض ونظرات املخالفني لقانون ما أو‬
‫أسئلة التحقق من اهلوية ستكون أكثر دقة مع الروبوت وهي ليست متوفرة يف مجيع البرش لكن‬

‫‪106‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫يمكن برمتها لتتوفر يف مجيع الروبوتات‪ ،‬أما الـ "أفيتار" فسوف يكون الشخصية اْلكثر قرب اا‬
‫من الروبوتات والوسيط الطبيعي بينها وبني اْلنسان احلقيقي‪.‬‬

‫التسوق في العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس"‪:‬‬


‫كيف ستبدو مراكز تسوق املستقبل وهل ستكون موجودة أساس اا أم أن املخازن واملوصلني‬
‫والتطبيقات سوف تلغي وجودها؟ لقد أدى الوباء إىل ترسيع التحرك نحو التسوق عْب‬
‫نظرا ْلن‬
‫اْلنرتنت للحصول عَل الكثري ِما حتتاجه‪ ،‬بًم يف ذلك طعامك والوجبات الساخنة‪ ،‬ا‬
‫املطاعم َل تكن قادرة عَل فتح أبواهبا لفرتات طويلة بخَلف اجللوس أو التوصيل يف اخلارج‪،‬‬
‫فقد اعتاد الكثري من الناس عَل طلب توصيل طعامهم من املطاعم التي َل تفعل ذلك من قبل‪.‬‬
‫أدى اَلنتقال املتزايد إىل اْلطعمة الصحية إىل تسليم مموعة الوجبات يف عام ‪ ،2019‬بقيمة‬
‫‪ 7.6‬مليار دوَلر أمريكي‪ ،‬حيث بلغ السوق املتوقع للخدمة بحلول منتصف عام ‪،2020‬‬
‫‪ 12.10‬مليار دوَلر أمريكي ومن املتوقع أن ينمو يف السنوات اخلمس املقبلة إىل ما يقرب من‬
‫‪ 28‬مليار دوَلر أمريكي‪ ،‬هذا فقط عن الوجبات الصحية‪.‬‬
‫كذلك فإن اَلرتفاع املفاجئ يف شعبية توصيل الطعام أدى إىل خلق فرص عمل للعديد من‬
‫اْلشخاص الذين كانوا عاطلني عن العمل أو يعانون من نقص العًملة‪ ،‬ولكن بحلول عام‬
‫‪ 2030‬من املرجح أن يتم توصيل الطعام بواسطة طائرات بدون طيار أو مركبات ذاتية‬
‫القيادة‪ ،‬ستكون تكلفة هذا أقل ْلن اْلشخاص يتم إخراجهم من املعادلة‪.‬‬
‫تشري دَلَلت اجلدوى اَلقتصادية إىل أن الطائرات بدون طيار ستقوم بتوصيل طلبات الطعام‬
‫دوَلرا أمريك ايا فقط لكل طلب عَل نطاق واسع‪ِ ،‬ما سوف يرفع نسبة طلبات‬
‫ا‬ ‫مقابل ‪0.25‬‬
‫توصيل من الطعام بعيدا ا عن املنزل من ‪ %2‬اليوم إىل ما يقرب من ‪ %40‬بحلول عام ‪،2030‬‬
‫لذلك سيبدو مركز التسوق نفسه خمتل افا قلي ا‬
‫َل يف عام ‪ 2030‬عًم هو عليه اليوم‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫كبداية‪ ،‬ستأيت معظم الكهرباء من اْلسطح التي تعمل بالطاقة الشمسية‪ ،‬تتوقع رشكة‬
‫‪ ،Target‬وهي واحدة من أكْب العَلمات التجارية للبيع بالتجزئة‪ ،‬أن يكون لدهيا ‪500‬‬
‫متجرا مزيناا بألواح شمسية وهذا يعكس مكانة املركز اْلول يف السعة‬
‫ا‬ ‫متجر من أصل ‪1855‬‬
‫الشمسية يف املوقع التي احتفظت هبا وتاجرت ملدة ثَلث سنوات‪ ،‬تتجه رشكة ‪Walmart‬‬
‫‪ ، Inc‬منافستها الرئيسية‪ ،‬نحو توفري الكهرباء ملتاجرها ومستودعاهتا عن طريق الطاقة‬
‫أمرا بالغ اْلمهية‪.‬‬
‫الشمسية أو مصادر متجددة أخرى‪ ،‬متا اما مثل الطاقة‪ ،‬سيكون املاء ا‬
‫تفقد العديد من مراكز التسوق بالفعل متاجرها الرئيسية‪ ،‬وقد تسارعت وترية ذلك بسبب‬
‫الوباء يف عام ‪ْ 2020‬لن املزيد من رشكات البيع بالتجزئة خفضت متاجرها أثناء اَلستثًمر يف‬
‫تواجدها عْب اْلنرتنت‪ .‬كانت النتيجة النهائية انخفاض كبري يف عدد مراكز التسوق‪ ،‬وقد‬
‫انخفضت عقارات مراكز التسوق يف الوَليات املتحدة وحدها من ‪ 1000‬إىل ‪.600‬‬
‫ستكون مراكز التسوق لعام ‪ 2030‬أكثر من جتربة حياة تضم صاَلت رياضية باْلضافة إىل‬
‫جتارب اْلفَلم ‪ /‬الواقع اَلفرتاض‪ ،‬وقاعات الطعام‪ ،‬واملواقع الطبية التي يمكن أن تديرها‬
‫أيضا أنشطة تعليمية عَل الرغم من أن احلنني إىل‬
‫روبوتات الذكاء اَلصطناعي‪ .‬قد يكون لدهيم ا‬
‫املاض قد يكون أفضل ا‬
‫حاَل يف املتنزهات عَل طول الشوارع الرئيسية يف البلدة الصغرية‪ .‬قد‬
‫تستضيف مراكز التسوق مراكز الوفاء الصغرية يف أمازون وحتى بعض املزارع احلرضية‪.‬‬
‫سيكون مركز التسوق لعام ‪ 2030‬هجيناا ملا لدينا اليوم‪ ،‬حيث يدمج التكنولوجيا اجلديدة مع‬
‫املتاجر التقليدية‪ ،‬إذا كنا نبحث عن مَلبس ‪ -‬ونريد جتربتها ‪ -‬فقد يكون من اجليد طباعتها‬
‫ثَلثية اْلبعاد وتسليمها (‪.)29‬‬

‫‪108‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫من صور النقل والتنقل في العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس"‪:‬‬


‫ختيل عامل اا حيث سيتم توصيل كل ما يمكن توصيله ‪ -‬حيث تتحدث السيارات بدون سائق إىل‬
‫شبكات النقل الذكية وحيث يمكن ْلجهزة اَلستشعار الَلسلكية مراقبة صحتك ونقل‬
‫البيانات إىل طبيبك‪ ،‬وسوف يزورك مديرك يف العمل إىل منزل ْلجراء اجتًمع َل ينفع بحث‬
‫موضوعه عْب اجتًمع فيديو‪ ،‬فسيحرض إليك أو تذهب إليه عْب تقنية هولوكرام‪ ،‬هذه لقطة‬
‫رسيعة وخمتصة ملا سيبدو عليه عاَل ‪ 5G‬القادم (‪.)30‬‬

‫البنية التحتية للعالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس"‪:‬‬


‫إذا ما علمنا بأن املكتب املنزيل لعام ‪ 2030‬سيعتمد بشكل أكْب عَل احلاجة إىل أفضل إشارة‬
‫‪ Wi-Fi‬فقد شهد العام ‪ 2020‬إدخال ‪ G5‬الذي تفوق رسعته ‪ G4‬بأكثر من ‪ 20‬مرة‪،‬‬
‫وتشري التقديرات إىل أنه بحلول عام ‪ 2030‬سيبدأ تقديم ‪ G6‬بنطاق ترددي ورسعة أفضل‬
‫بكثري‪ ،‬وربًم سوف يشهد هذا العام توديع آخر برج إرسال لشبكات اْلنرتنت‪ ،‬هذه املعلومات‬
‫يمكنها مساعدتنا يف تصور حجم البنية التحتية التي يتم توفريها للعاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" لكي يكون بالفعل عامل اا متكام ا‬
‫َل يصعب تصور احلياة خارجه أو تكون احلياة‬
‫خارجه أصعب بكثري‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل السادس‬

‫االستثمارات احلالية وآفاقها املستقبلية يف العامل ما وراء التقليدي ميتافريس‬

‫َل أساس اا يف‬


‫َل يعد الرأي القائل بأن اَلستثًمر يف مال العلوم والتكنولوجيا واَلبتكار بات عام ا‬
‫حتقيق التنمية اَلقتصادية والتقدم اَلجتًمعي؛ ومن شأن أنشطة البحث والتطوير التي تضطلع‬
‫هبا الكثري من الدول واملؤسسات حالي اا يف مال التكنولوجيات اخلرضاء أن تسهم يف التقدم‬
‫اَلقتصادي واَلجتًمعي ومحاية البيئة وكذلك يف بناء متمعات أكثر مراعا اة للبيئة‪.‬‬
‫تدعم اليونسكو اجلهود التي تبذهلا البلدان لَلستثًمر يف مال العلوم والتكنولوجيا واَلبتكار‬
‫من أجل حتقيق التنمية املستدامة؛ ففي السنوات املاضية ساعدت اليونسكو عدد اا كبري اا من‬
‫البلدان يف شتى أنحاء العاَل بًم يف ذلك ‪ 20‬بلد اا أفريقي اا عَل رسم سياسات وطنية خاصة‬
‫بالعلوم ووضع مؤرشات لتقييم التقدم املحرز يف اَلستثًمرات املتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا‬
‫واَلبتكار‪.‬‬
‫وتصدر اليونسكو مرة كل مخس سنوات تقرير اا عن العلوم يتناول حالة نظم الدعم املخصصة‬
‫للعلوم والتكنولوجيا واَلبتكار عَل الصعيد الدويل‪ ،‬ويقدّ م حتلي ا‬
‫َل لَلجتاهات املستجدة؛‬
‫واستهلت املنظمة يف عام ‪ 2011‬برنامج التقييم العاملي للعلوم والتكنولوجيا واَلبتكار‬
‫(‪ ) STIGAP‬لتوسيع نطاق عمليات التقييم العادية املضطلع هبا يف هذا املجال‪ ،‬وذلك بغية‬
‫مراعاة خصائص البلدان وخمتلف اْلبعاد اَلجتًمعية واملعارف املستجدة بشأن العَلقة بني‬
‫التقدم التكنولوجي والتنمية املستدامة‪ ،‬كًم أنشأت اليونسكو املرصد العاملي ْلدوات‬
‫السياسات يف مال العلوم والتكنولوجيا واَلبتكار (‪ ،)GO-SPIN‬وهو عبارة عن نظام‬
‫للمعلومات متاح عَل اْلنرتنت يقدّ م معلومات شاملة ومستوفاة عن السياسات وأفضل‬

‫‪110‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫املًمرسات اخلاصة بالعلوم والتكنولوجيا واَلبتكار*‪ ،‬من البدهيي أن توحيد املعايري واْلنظمة‬
‫والسياسات يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" سوف يكون أسهل بكثري منه يف العاَل‬
‫التقليدي‪ ،‬وربًم قدم العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" نموذج اا للعاَل التقليدي حول فوائد‬
‫توحيد السياسات واملعايري وآليات حتقيق ذلك؛ مع حلول ومقرتحات حتاكي خصوصية العاَل‬
‫التقليدي طبع اا‪ ،‬وتقلل أكثر من الفجوة بينه وبني العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪.‬‬
‫هذا فضَل عن اْلسهام الكبري للعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف دعم أهداف‬
‫التكنولوجيا اخلرضاء حيث تقدم احلديث عن الفرص التي سوف يوفرها يف مال احلد من‬
‫انبعاث الكاربون واستعًمل أدوات صديقة للبيئة ِما سوف يسهم يف حتسن صحة أفراد املجتمع‬
‫وهو ما يعني للمجتمع اْلنساِن حياة أفضل وللمستثمرين إنتاجية أكْب‪.‬‬

‫خصوصية االستثمار في التقنيات الرقمية‪:‬‬


‫اَلستثًمر يف التقنيات الرقمية يعد واحد اا من أوسع قطاعات اَلستثًمر يشمل كل يشء بد اءا من‬
‫الرشكات الكْبى التي يعرفها اجلميع‪ ،‬وصوَلا إىل صغرى الرشكات وكذلك اْلفراد العاملني‬
‫يف هذا القطاع‪ ،‬حيث يمتاز قطاع التقنيات الرقمية بأنه موطن للرشكات من مجيع اْلحجام بًم‬
‫يف ذلك الرشكات الناشئة أو العَلمات التجارية ذات رؤوس اْلموال املقدرة بمليارات‬
‫الدوَلرات وبمفهوم أوسع يرتبط القطاع التكنولوجي بكل ما يتعلق باَلبتكار والبحث‬
‫والتوزيع للخدمات والسلع القائمة عَل التكنولوجيا؛ هذا ُيمكن أن يشمل اهلواتف الذكية‬
‫واحلواسيب وأجهزة التلفاز للْبميات والتطبيقات وحتى مواقع الويب والكثري الكثري‪ ،‬ويف‬
‫احلقيقة يوفر اقتصاد التقنيات الرقمية للمستثمرين الكثري من الفرص‪.‬‬

‫ينظر تقرير عَل موقع منظمة اليونيسكو التابعة لألمم املتحدة بعنوان " اَلستثًمر يف مال العلوم والتكنولوجيا واَلبتكار "‬ ‫*‬

‫‪https://ar.unesco.org/themes/investing-science-technology-and-innovation‬‬

‫‪111‬‬
‫وَل شك فإن اَلستثًمر يف مال التقنيات الرقمية ينطوي عَل أخطار متعددة يأيت يف مقدمتها‬
‫رسعة تطور هذا النوع من التقنيات‪ ،‬مع رسعة حتول العاَل نحو احلياة الرقمية وكثرة املنافسني‬
‫والتغريات غري القابلة للقياس ملزاجية اجلمهور‪ ،‬وهذا ما يؤدي أحيانا إىل تراجع رشكات‬
‫كْبى وتوقف أخرى عن العمل بعد أن كانت قد حققت نجاحات كبرية‪.‬‬
‫يف املقابل فقد بات العاَل منطقة مفتوحة مليئة بفرص العمل يف مال التقنيات الرقمية وكل ما‬
‫يتعلق هبا من أنشطة وأعًمل ومن ذلك اهلواتف الذكية والبلوك تشني والقيادة الذاتية وإنرتنت‬
‫اْلشياء وبرمة الذكاء اَلصطناعي (‪.)31‬‬

‫مجاالت االستثمار في عالم التقنيات الرقمية‪:‬‬


‫التقنيات مصطلح واسع جد اا وقد توسع أكثر خَلل اْلعوام القليلة املاضية حتى باتت‬
‫الرشكات التي كانت تعرف بوصفها رشكات تقنيات رقمية تنتج أجهزة وبرامج وأجهزة‬
‫ومعدات خرجت هبا عن وصفها رشكة برامج وتقنيات رقمية‪.‬‬
‫ولكي نفهم موضوع اَلستثًمر يف قطاع التقنيات الرقمية َل بد من تفصيل ذلك عْب دراسة‬
‫القطاعات اْلكثر قرب اا ليس من العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" فحسب‪ ،‬بل اْلكثر تداخ ا‬
‫َل‬
‫مع عاَل التقنيات الرقمية بشكل عام وهي كًم يأيت‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الذكاء االصطناعي‪:‬‬


‫ً‬
‫هذا القطاع سوف يشكل صورة العاَل يف املستقبل القريب وقد قطعت الكثري من الرشكات‬
‫الكْبى شوط ُا كبري اا يف أبحاثه وبرامه‪ ،‬وسوف تقدم النسخ املتطورة من إصدارات الذكاء‬
‫اَلصطناعي دفعة خيالية للعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" حيث سينظم الذكاء‬
‫اَلصطناعي أعًمل وخوارزميات اْلنظمة والْبامج واخلدمات واْلعًمل التي ستكون مجيعها‬
‫عَل حساب واحد بدَلا من عرشات احلسابات والتطبيقات التي تشتت مستخدميها بصورة‬

‫‪112‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫واضحة‪ ،‬وتضيع الكثري من الفرص واجلهود وتضاعف التكاليف‪ ،‬وهي ميزة يتحدث عنها‬
‫معظم خْباء العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ومن أبرز ما جيري تطويره حالي اا املساعد‬
‫الصويت والقرين اَلفرتاض واملرتجم العاملي املحرتف‪.‬‬
‫هذه الْبامج وغريها بحاجة أساسية لفضاء واحد تتواجد فيه وتقدم للمستفيدين خدماهتا هلم‬
‫بَل تشتيت ودون صعوبات يمثل أبسطها التنقل بني الْبامج واملنصات والتطبيقات‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬الهواتف الذكية‪:‬‬

‫نعلم أن رشكات كْبى مثل آبل وسامسونج وهواوي تتصدر قائمة الرشكات العاملية يف هذا‬
‫املجال؛ لكن ثمة رشكات أخرى منافسة وَل ضًمن حول تبع الثَلث املوجودة حالي اا عَل موقع‬
‫الصدارة‪ ،‬مجيع هذه الرشكات تتنافس فيًم بينها وتعمل عَل إنتاج كل ما جيعلها تربح أكثر‬
‫وتسيطر عَل حصة أكْب من السوق‪ ،‬وهي حتاول ماراة التحديات اهلائلة وبناء تصور دقيق عن‬
‫مستقبل اهلواتف الذكية َل من حيث مواصفاهتا وخصائصها فحسب‪ ،‬بل من حيث احتًملية‬
‫انتهاء عصها وما سيحل حملها من تطبيقات وأدوات‪ ،‬حيث يطلق بعض اخلْباء عَل العاَل ما‬
‫وراء التقليدي "ميتافريس" عص ما بعد املوبايل‪ ،‬نظرا لتوقعات ورؤى يبناها هؤَلء اخلْباء‬
‫تفيد بأن هذا العاَل لن يعد رواده بحاجة إىل املوبايل هنائيا‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشين" ‪:Blockchain‬‬


‫عَل الرغم من أن معظم الناس قد سمع هبذه التقنية يف معرض احلديث عن العمَلت الرقمية‬
‫املشفرة إَل أن وظيفتها أكْب بكثري من هذا السياق‪ ،‬فهذه التقنية شكلت طفرة نوعية يف مجيع‬
‫أعًمل العاَل الرقمي واْلنشطة والْبامج املرتبطة به فضَل عن تأثريها اَلسرتاتيجي يف برامج‬
‫التنمية املستدامة؛ " وهي تقنية يقول الكثريون إهنا تعيد تعريف الثقة والشفافية والتضمني يف‬
‫مجيع أنحاء العاَل‪ ،‬ومع ذلك تعتْب تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشني" تقنية غري ناضجة نسب ايا‬
‫‪113‬‬
‫ويمكن أن ختلق العديد من املشكَلت بقدر احللول التي توفرها؛ ما قدمته حتى اآلن هو‬
‫سلسلة من اْلفكار الرئيسية حول التقنيات الناشئة وكيف يمكننا التعامل معها يف عاَل رسيع‬
‫التغري"* من ذلك نفهم بأن وظيفتها هي محاية البيانات ومحاية امللكية واخلصوصية لرواد هذا‬
‫العاَل – لكن الثورة احلقيقية التي سوف توفر هذه التقنية مناخها املَلئم هو امتَلك ما نقوم‬
‫بصناعته من حمتوى ‪ -‬لذا فأن أي نشاط عَل شبكة اْلنرتنت أو داخل العاَل الرقمي ومن ذلك‬
‫العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" والذي سيكون بحاجة إىل هذه التقنية لضًمن أمن‬
‫املتعاملني يف هذا العاَل ومحاية ِمتلكاهتم الرقمية سواء أكانت عمَلت أم تطبيقات أم برامج أم‬
‫غري ذلك‪ ،‬وهنا يمكننا القول بأن العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" سوف يعتمد اعتًمد اا‬
‫كبريا يف كسب ثقة املتعاملني معه وداخله عْب هذه التقنية التي َل تزال رغم تطبيقها قيد التطوير‬
‫والرتقية وربًم هي عملية مستمرة لكنها ستكون عند اكتًمل بنيتها التحتية وقواعد عملها بوترية‬
‫أقل مستقبَل‪.‬‬

‫مفهوم القيادة الذاتية وآفاقها المستقبلية‪:‬‬


‫الذكاء اَلصطناعي هو ما سيمثل البديل عن الكثري من اْلشخاص وحتى عن اخلدمات‬
‫التقليدية املؤمتتة‪ ،‬وعَل الرغم من أن البنية التحتية هلذه التقنية َل تكتمل حتى زمن تأليف هذا‬
‫الكتاب إَل أن مستقبلها الواعد َل خيفى عَل مضطلع يف مال العاَل الرقمي‪ ،‬قيادة السيارات‬
‫والطائرات والقطارات والشاحنات واليخوت وعجَلت املعاقني واملسنني‪ ،‬كلها ستكون‬
‫خاضعة هلذه التقنية وهي مرتبطة بذات التقنية املوجهة لألعًمل واْلنشطة اخلاصة بالعاَل ما‬
‫وراء التقليدي "ميتافريس" وهنا يمكنن توقع التأثريات املتبادلة والعَلقة بني تقنيات القيادة‬
‫الذاتية والعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" الذي نحاول كًم يفعل مئات اآلَلف من اخلْباء‬

‫مقالة بعنوان "تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشني" والنمو املستدام" منشور عَل موقع اْلمم املتحدة‬ ‫*‬

‫‪https://www.un.org/ar/44863‬‬

‫‪114‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫حول العاَل اليوم؛ وضع قواعد متينة لربط برمته بالعاَل التقليدي هبدف حتقيق انسيابية عالية يف‬
‫العمل والتواصل والدعم املتبادل بني العاملني‪.‬‬

‫شركات األجهزة القابلة لالرتداء أو االستعمال اليومي‪:‬‬


‫القليل جدا من اخلْباء يدرك حجم وشكل التنافس بني هذه الرشكات‪ :‬فهي تتنافس يف مالني‬
‫رئيسني مها‪ :‬جودة املنتجات وسعرها املقبول يف السوق‪ ،‬وحماكاة احتياجات العاَل الرقمي وَل‬
‫ختفي أن عينها عَل العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" وكيف هلا احلصول عَل احلصة اْلكْب‬
‫من سوق منتجات اْلجهزة القابلة لَلرتداء أو اَلستعًمل اليومي مثل نظارات ‪ VR‬وقفازات‬
‫العاَل الرقمي وأجهزة املحاكاة مثل العطر والطعم التي تتيح جتربة املنتجات قبل رشائها أو‬
‫لغرض إضفاء الواقعية عَل منتجات رقمية وكذلك اْلجهزة الرياضية اخلاصة برواد العاَل ما‬
‫وراء التقليدي "ميتافريس" وساكنيه‪.‬‬

‫شركات تصنيع الحواسيب وأنظمة التشغيل الخاصة بها‪:‬‬


‫َل يعد التنافس بني هذه الرشكات يف منحص اا زيادة حجم الذاكرة ورسعة املعالج وخيارات‬
‫املشغَلت مثل ويندوز وماك (‪ )Windows and Mac‬فهي اليوم تستعد لعهد جديد‪،‬‬
‫قد ختتفي فيه كل أو معظم أجه زهتا ويستعاض عنها بأجهزة أقل بكثري تعمل عن طريق أشعة‬
‫الليزر وهي كذلك باتت تدرك خطورة املرحلة القادمة والتي َل مال للبقاء واَلنتشار فيها إَل‬
‫لألقوى وربًم (لألقوى فقط) لذلك فهي تبذل قصارى جهدت لفهم واستيعاب وحماكاة ما‬
‫جيري يف العاَل الرقمي وما يؤثر أو يتأثر به يف العاَل الواقعي (التقليدي) وختطط للمزيد من‬
‫التفوق والذي يعنى هلا من مجلة أهم ما يعنيه؛ املزيد من الربح‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫شركات مزودي خدمة اإلنترنت‪:‬‬
‫بني اْلمل واخلوف من املستقبل تعيش إدارات معظم رشكات اْلنرتنت َل سيًم املتوسطة‬
‫والصغرية منها‪ ،‬حيث تفكر هذه الرشكات بمختلف أحجامها يف كيفية مواكبة التطورات‬
‫اهلائلة ومنها توفري رسعة أعَل وأخذ مكانة مناسبة يف املرحلة القادمة والتي من املرجح أن‬
‫يكون اْلنرتنت فيها عبارة عن (شبكة فضائية عمَلقة) َل حتتاج إىل أبراج أرضية وهذا ما‬
‫نتوقع أن يكون عليه شكل اْلنرتنت مع إطَلق خدمة ‪ G6‬خَلل أقل من أربعة أو مخسة‬
‫أعوام‪ِ ،‬ما يعني استثًمرات جديدة يف مرحلة حيتاج إليها بشدة العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" وحتتاج إليه كمستهلك رئيس هلذه اخلدمة‪.‬‬

‫إنترنت األشياء‪:‬‬
‫لدى الكثري منا حوله اليوم معلومات كثرية لكن أبعد ما يذهب إليه املطلع هو أنه (مموعة‬
‫أجهزة ترتبط ببعضها لتقديم خدمات متكاملة يف املكتب أو املنزل أو املصنع أو املتجر) لكن‬
‫اْلمر يبدو أوسع بكثري من هذا املفهوم ومن ذلك حيث تعمل الرشكات الكْبى عَل إنتاج‬
‫أجهزة يمكنها إصَلح نفسها ذاتيا يف حال تعرضت لبعض اْلعطال‪ ،‬سواء باَلتصال بأجهزة‬
‫أخرى أو بنظام الذكاء اَلصطناعي املتوفر يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس‪ ،‬وهي من‬
‫مجلة أدوات ومكونات عاَل إنرتنت اْلشياء‪ ،‬ويمكنها التنبؤ بالعطل ِما جينب أصحاهبا مواقف‬
‫مزعجة أو حمرجة وقد تقوم هذه اْلجهزة بتغيري جزء من برمتها ومسار أو شكل خدماهتا بناء‬
‫عَل متغريات أ و أعطال حدثت ْلجهزة أخرى مرتبطة هبا يف ذات شبكتها‪ ،‬هذا بالضبط ما‬
‫يمكن أن يعطينا تصورا وافي اا عن حجم استثًمرات الرشكات يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" سواء يف الْبميات أو التطبيقات اخلاصة هبذا العاَل أو يف اْلجهزة املخصصة له‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪:Streaming‬‬ ‫خدمات البث‬


‫شكّل نجاح بعض الرشكات مثل رشكتي روك ‪ Roku‬ونتفلكس ‪ Netflix‬يف بث الفيديو‬
‫والذي كان منحص اا يف اجلانب الرتفيهي؛ حافزا لرشكات أخرى بدأت تطبق خدمة البث‬
‫اخلاصة هبا وهو ما يعني وصوهلا قريب اا إىل نقطة التنافس الوجودي نظر اا لكون هذه اخلدمة‬
‫تستهوي مئات امل َليني من الناس وبالتايل مئات املليارات من اْلرباح؛ وإذا ما فكرنا يف توجه‬
‫هذه الرشكات لدمج خدماهتا يف العاَل الرقمي املوحد القادم العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" نجد أن حجم اَلستثًمرات سوف يتضاعف قطع اا وقد بدأت روك ‪Roku‬‬
‫بالفعل عام ‪ 2021‬مناقشة آليات املبارشة ببث برامها عَل العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس"‪ِ ،‬ما يؤكد إدراك مثل هذه الرشكات حلجم وحتمية قيام ونشوء العاَل ما وراء‬
‫التقليدي "ميتافريس" وسيطرته عَل نمط حياتنا يف القريب العاجل‪.‬‬

‫الحوسبة والخدمات السحابية‪:‬‬

‫من الفرص الضخمة لَلستثًمر يف مال التكنولوجيا‪ ،‬هي استثًمرات احلوسبة السحابية‬
‫(‪ )Cloud computing‬و"هي مصطلح يشري إىل املصادر واْلنظمة احلاسوبية املتوافرة‬
‫حتت الطلب عْب الشبكة والتي تستطيع توفري عدد من اخلدمات احلاسوبية املتكاملة دون التقيد‬
‫باملوارد املحلية هبدف التيسري عَل املستخدم‪ ،‬وتشمل تلك املوارد مساحة لتخزين البيانات‬
‫والنسخ اَلحتياطي واملزامنة الذاتية‪ ،‬كًم تشمل قدرات معاجلة برمية وجدولة للمهام ودفع‬
‫الْبيد اْللكرتوِن والطباعة عن بعد‪ ،‬ويستطيع املستخدم عند اتصاله بالشبكة التحكم يف هذه‬
‫ـسـهل وتتجاهل الكثري من التفاصيل والعمليات‬
‫املوارد عن طريق واجهة برمية سهلة ُت َ‬
‫الداخلية" (‪ )32‬وهو مال يشهد منافسة رشسة بني كْبى الرشكات التقنية أبرزها أمازون‬
‫ومايكروسوفت و ‪ IBM‬وجوجل ‪ ،Google‬تتجه الكثري من الرشكات اليوم وحتى‬

‫‪117‬‬
‫اْلفراد لَلعتًمد عَل اخلدمات السحابية املتنوعة سوا اء للتخزين أو لتشغيل خدمات معينة دون‬
‫استضافتها عَل أجهزهتم ولدى جوجل استثًمرات هائلة يف هذا املجال بالتحديد‪ ،‬ويف حال‬
‫علمنا بأن اخلدمات البيانية واملعلوماتية التي سوف يوفرها العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‬
‫تعتمد بشكل كبري عَل أنظمة احلوسبة السحابية لسوف نتأكد من الزيادة احلاصلة يف حجم‬
‫اَلستثًمرات يف هذا املجال حتديد اا (‪.)33‬‬

‫أهمية االستثمار في التقنيات الرقمية المالية‪:‬‬


‫يذهب الكثري من اخلْباء إىل أن النمو املستدام باَلقتصاد العاملي لن يتحقق دون اَلستثًمر يف‬
‫التقنيات الرقمية املالية‪ ،‬وهم بذلك يقيسون أعًمهلم اخلاصة عَل رسعة اجتياح التحول الرقمي‬
‫للعاَل‪ ،‬وتفيد تقارير هؤَلء اخلْباء بأن من شأن التقنيات الرقمية املالية ترسيع العمليات‬
‫واْلجراءات املالية وزيادة كفاءة مجيع القطاعات املصفية والقطاعات اْلخرى املرتبطة هبا‪،‬‬
‫ومن فوائد التقنيات الرقمية املالية القدرة عَل مراقبة أداء الرشكات واحلد من عمليات التهرب‬
‫الرضيبي والرشكات الومهية خصوص اا مع وجود بنية ترشيعية تغطي أنشطة البنية التحتية‬
‫الرقمية املالية‪ ،‬وكذلك عمليات الدفع اْلليكرتوِن من املوبايل أو احلساب الشخيص يف العاَل‬
‫ما وراء التقليدي "ميتافريس" دون احلاجة للبطاقة املصفية حيث يمكن لآلليات اآلمنة زيادة‬
‫ثقة العمَلء وختليصهم هنائيا من إشكاليات التعامل بالنقد الورقي‪ ،‬وهذا َل يشتمل عَل‬
‫التعامل بالعمَلت الرقمية فقط بل بالعمَلت الورقية أيض اا‪ ،‬حيث تتجاوز احلدود والعوائق‬
‫وإشكاليات التحويل عْب رشكات الصريفة العاملية واملحلية‪ ،‬من جهة أخرى تشري أنشطة‬
‫ودراسات اَلبتكار والتقنيات الرقمية املستقبلية إىل وجود عاملني أساسيني يمثَلن الثورة‬
‫الصناعية الرابعة مها الذكاء اَلصطناعي واجليل اخلامس من اَلتصاَلت‪ ،‬ومها يكمَلن‬
‫بعضهًم ْلنجاز تطبيقات متنوعة ختدم خمُ تلف الصناعات وتطورها َلسيًم تطبيقات التقنيات‬

‫‪118‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫الرقمية املالية‪ ،‬والتي نتوقع أن تلعب سلسلة ال ُكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪Blockchain‬‬
‫واْلنظمة املُتطورة املُعتمدة حكومي اا لألمن السيْباِن؛ دور اا كبري اا يف جعلها أكثر أمان اا وقبوَلا‬
‫لدى أفراد املُجتمع (‪.)34‬‬
‫تؤكد النظريات القائلة بأن مجيع املؤسسات والرشكات بغض النظر عن نوعية نشاطها أصبح‬
‫عليها الولوج يف عاَل التقنيات الرقمية ملواكبة التطورات وبالتايل جتنب الرتاجع ربًم التوقف‬
‫واَلندثار‪.‬‬
‫هنا بالضبط يمكننا تأكيد حاجة العاَل نظر اا للمتطلبات احلالية للمجتمعات اْلنسانية وتلك‬
‫َل مع تزايدها طبع اا ّوإذا ما أضفنا ذلك للتطورات التقنية الرقمية اهلائلة‬
‫املتوقعة مستقب ا‬
‫واملتسارعة يف مجيع مناحي احلياة‪ ،‬لتوحيد التطبيقات واخلدمات واْلنشطة يف مكان واحد‬
‫يمكنه دمج العمل باملتعة ومعاجلة آثار التشتت بني هذا الكم اهلائل من التطبيقات واحلسابات‬
‫والذي أمسى رضورة َلزمة يمكنها معاجلة آَلف الظواهر واآلثار السلبية هلذا التشتت‪ ،‬وهو‬
‫بالضبط ما يسعى لتقديمه العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪ ،‬ففي عاَل باتت التقنية فيه حتيط‬
‫بنا من كل جانب نجد أن التشتت والتنقل بني تطبيقات وحسابات عديدة يف اليوم الواحد‬
‫لغرض معاجلة معامَلت وإجراءات وأنشطة متنوعة؛ يتسبب بالكثري من الضغط النفس‬
‫واملتاعب واْلخطاء والتأخري أحيان اا‪.‬‬
‫هنا نذكر بأن الزيادة امللحوظة يف ثقافة املجتمع ومتييزه بني الرشكات الناجحة وتلك املبتدئة أو‬

‫الض عيفة أو غري املستقرة؛ مثل‪ :‬قدرة أفراده عَل قراءة تقارير تتحدث عن حجم اْلرباح‬

‫واملبيعات هلذه الرشكة أو تلك هبدف معرفة الرشكات اْلكثر ثقة للتعامل َلعتًمدها والتعامل‬

‫معها‪ ،‬مع متكن املهتمني من اخلْبات الَلزمة للتعامل مع برامج وتطبيقات العمل والتحرك‬

‫عَل أرضية العاَل اَلفرتاض بكفاءة‪ ،‬مع إدراك حقيقة مهمة مفادها بأن العمل والتعامل‬

‫بالتقنيات الرقمية َل يعد منحص اا بالرشكات التي ختتص بالتقنيات الرقمية بصفته نشاط اا‬

‫‪119‬‬
‫أساس اا هلا‪ ،‬بل قد أصبح لزام اا عَل كل مؤسسة ورشكة ومنظمة أن تعتمد التقنيات الرقمية‬

‫وتواكب تطوراهتا‪ ،‬باْلضافة إىل إتقان مهارة حتويل اخلْبة إىل عمل أو وظيفة‪ ،‬كل هذه املحاور‬

‫متمعة يمكنها تقديم مستقبل أفضل للراغبني بالعمل يف العاَل اْلكثر تقدم اا اليوم ويف‬

‫املستقبل‪ ،‬واحلصول عَل عائدات مادية ق ّيمة تَلئم متطلبات حلياة العصية املمتازة بالرفاهية‪.‬‬

‫الخالصة‬
‫إذا تناولن ا مجلة ما تقدم بعني التأمل وإعادة النظر َلكتشفنا بسهولة أن استثًمرات هائلة تنتظر‬

‫املنتجني واملصنعني لكل ما له عَلقة بالعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" وكذلك بأية أنشطة‬

‫وخدمات وتقنيات ترتبط باخلدمات والْبامج والتطبيقات الرقمية وكذلك العاَل الرقمي من‬

‫بعيد أو قريب‪.‬‬

‫مجيعنا يعلم بأن الرشكات العمَلقة املعنية بالتقنيات الرقمية وتلك املختصة باَلستثًمر لدهيا‬

‫مراكز أبحاث متقدمة تزودها بالبيانات الدقيقة عن اجلودة وحاجة السوق وأساليب املنافسة‬

‫ومنتجات املنافسني وطرق اختيار املطورين اْلكثر خْبة ومستقبل سوق العمل واملنتجات‬

‫واملخاطر واحلوافز وشكل اْلجهزة والتطبيقات املستقبلية‪ ،‬وغري ذلك من خْبات ومهارات‬

‫وبالتايل فهي َل شك تضع يف حساباهتا احتًملية اَلنتقال إىل العاَل ما وراء التقليدي‬

‫"ميتافريس" والذي يطلق عليه خْباء عاَل "ما بعد املوبايل" نظرا إىل أن املوبايل لن يكون‬

‫موجودا فيه وربًم سيكون مظهرا من مظاهر التخلف بعدما كان مظهرا للتطور والرقي؛ حيث‬

‫ستحل نظارات‪ VR‬بديَل عنه جيمع لك مجيع خدماتك واحتياجاتك يف مكان واحد حيث لن‬

‫تكون بحاجة إىل أخذ جهاز املوبايل ومفتاح السيارة اْلليكرتوِن ومفتاح املنزل اْلليكرتوِن‬

‫‪120‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫واملحفظة بًم فيها من بطاقات وحجم قد يكون مزعجا وينطوي عَل خماطر فقداهنا أو رسقتها‬

‫والنظارات الشمسية أو الطبية‪ ،‬وسوف تستعيض عن كل ما تقدم بنظارة ‪ ،VR‬هنا يمكننا‬

‫تصور حجم الرسية والرسعة التي تعمل هبا هذه الرشكات ْلنتاج هذه النظارات‪ْ ،‬لن أي‬

‫تأخر أو تقصري أو حتى تفوق أكثر من الطبيعي لآلخرين سوف يسبب غالبا باندثارها‪ ،‬عَل أن‬

‫نظارة ‪ VR‬ليست العنص الوحيد الذي يتم العمل عليه من قبل نفس هذه الرشكات فأنرتنت‬

‫اْلشياء يضم الكثري من اْلجهزة اْلخرى التي حيتاج إليها العاَل ما وراء التقليدي‬

‫"ميتافريس"‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل السابع‬

‫اخلدمات واملهن ومستقبلها واحلكومة اإلليكرتونية يف ضوء العامل ما وراء التقليدي‬


‫ميتافريس‬

‫بداية نعتقد أن احلديث عن عاَل ‪ 2050‬كموعد َلنطَلق العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‬
‫وبعض الْبامج والتقنيات اْلخرى املصاحبة له؛ هو مرد مناورة ‪-‬باتت مكشوفة متاما لنا ‪-‬من‬
‫قبل الرشكات والدول الكْبى هدفها التمويه واخلداع واملباغتة بني بعضهم البعض‪ ،‬العاَل‬
‫القادم أقرب بكثري من هذا التاريخ‪ ،‬ورشكة فيس بوك قلبت الطاولة ملا أعلنت بشكل مبكر‬
‫عن مرشوع "ميتا" بينًم بقية الرشكات والدول تعمل يف اخلفاء دون اْلفصاح وهذه التورية‬
‫تأيت يف سياق التنافس وحماوَلت السبق هبدف احلصول عَل حصة أكْب يف استثًمرات هذا العاَل‬
‫ومناطق النفوذ فيه حيث تنعكس عليه حقيقة قاطعة طاملا حكمت عاملنا التقليدي؛ وهي‬
‫ارتباط السياسة باَلقتصاد وتأثري كل منهًم يف اآلخر‪.‬‬
‫يقودنا ما تقدم إىل مفصل مهم من مفاصل حركة احلياة بني العاملني التقليدي وما وراء‬
‫التقليدي‪ ،‬إذ تتمثل أمهية معرفة توقيت انطَلق هذا العاَل بنسخته الناضجة سواء للدول أو‬
‫الرشكات أو اْلفراد ِمن لدهيم القناعة بأن وجود موطئ قدم هلم يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" سوف يشكل الفارق اْلكْب بني (املتطور واملتخلف) عَل عموم هاتني الصفتني‬
‫وبكل ما تشتمَلن عليه من تفصيَلت‪ْ ،‬لن عامل الوقت مهم جد اا يف عمليات التطوير‬
‫والتحديث واَلنتقال من وضع لوضع آخر‪ ،‬لكنه أهم يف حالة الثورات والتي َل ترتك للمرتدد‬
‫واملشكك واملتلكئ وقتا ْلن يستدرك‪ ،‬حيث التأخر لسنة واحدة عن اختاذ قرارات وخطوات‬
‫عملية قد يتسبب بالتخلف عرش سنوات أو أكثر عن ركب احلضارة التي سوف تتجسد يف‬
‫‪122‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" خصوص اا أن الوظائف والتخصصات التي ترتبط متام اا‬
‫هبذا العاَل سوف تؤثر إجياب اا يف مكانة الس ّباقني نحو هذا العاَل سواء أكانوا دوَلا أو مؤسسات أو‬
‫أفراد‪.‬‬
‫َل تتمكن دراسة واحدة ‪-‬بحسب ما توفر لدينا من بيانات‪ -‬من إحصاء مجيع مهن املستقبل أو‬
‫ختصصاته‪ - ،‬وليس وظائف املستقبل فالوظيفة لغة هي الواجب املحدد أو ما ُي َقدَّ ر من عمل‬

‫َأو َطعام أو ِرزْ ق وغري ذلك يف زمن َّ‬


‫معني؛ لكن فقر اللغة اْلنجليزية هو ما جعلهم خيلطون‬
‫بني الوظيفة (املهمة) واملهنة‪ -‬ذلك أن بعض املهن َل تظهر حتى اليوم وبعض املذكور منها قد‬
‫تنتفي احلاجة إليه مع ظهور تقنيات رقمية وآليات جديدة أو معززات إضافية ْلنظمة عمل‬
‫العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" وبرامه وتطبيقاته‪ ،‬وهو ما جيعل يف مجلته؛ إحصاء مجيع‬
‫وظائف املستقبل أقرب للمستحيل‪ ،‬لكننا سوف نقدم للمهن التي َل يمكن أن تنفصل عن‬
‫املستقبل أو تنتفي حاجة الناس إليها مهًم ظهر من تقنيات أو وسائل وذلك َلعتبارات سوف‬
‫يأيت احلديث عنها يف معرض وصف كل واحدة منها والتي من خَلل احلديث عنها سوف‬
‫نستوعب مدى تأثريها يف حياتنا يف املرحلة القادمة من عمر احلضارة اْلنسانية‪.‬‬

‫إضاءات مهمة قبل استعراض مهن المستقبل‬


‫مستقبال‪:‬‬
‫ً‬ ‫أوال‪ :‬من ميزات األعمال واألنشطة‬
‫ً‬
‫هو ظهور مفهوم جديد مفاده "العمل والرتفيه يف مكان واحد" هذه هي أكثر العبارات‬
‫اختصار اا ملعنى ومفهوم العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" خصوص اا واْلعًمل املرتبطة باحلياة‬
‫الرقمية عَل وجه العموم‪ ،‬فبمجرد ربط ملف وورد الذي تعمل عليه بمكتبك داخل العاَل ما‬
‫وراء التقليدي "ميتافريس" سوف يتعرف مساعدك الرقمي كيف ومتى حتتاج إىل الرتفيه أثناء‬
‫العمل وكيف يرشح لك مقاطع فيديو ليست مسلية وِمتعة وحسب بل يمكن ملحتواها أن‬

‫‪123‬‬
‫يفيدك يف كتابة املوضوع الذي تعمل عليه يف ملف الوورد‪ ،‬وكذلك يرشح لك مقاَلت‬
‫ومقاطع فيديو تدع م ما يف ملف يب دي أف الذي فتحته للتو بدَل من اعتًمدك عَل نفسك يف‬
‫مهمة قد تكون شاقة وبَل جدوى كبرية أحيان اا‪ ،‬وغري ذلك من ميزات وخصائص قد نحتاج‬
‫إىل أن نتحفظ عليها اآلن جتنب اا لَلنتقاد واَلهتام باملبالغة‪.‬‬

‫والتوظيف‪:‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬مفاهيم جديدة للعمل‬


‫لو َلحظنا مفهوم العمل وما طرأ عليه من متغريات خَلل العقدين اْلخريين من القرن‬
‫العرشين وحتى اآلن؛ نجد أنه تطور وتغري بدرجة واضحة أملتها التجارب واملتغريات الكثرية‬
‫التي طرأت عَل العاَل يف اقتصاده وجغرافيته ومناخه وغريها من متغريات‪ ،‬فقط كانت اْلجرة‬
‫اليومية وال عقود املؤقتة ثم التوظيف الدائم هي أبرز خيارات العمل خَلل القرنني املاضيني‪،‬‬
‫لكن العقود اْلخرية شهدت تغريات واضحة منها تقليص مدة العقود وتقليل الوظائف الثابتة‬
‫(اخلدمة احلكومية) والعمل مقابل نسبة من اْلرباح والعمل بمرتب ‪ +‬نسبة‪ ،‬ونظام عمل‬
‫املستقلني‪ ،‬الذي أصبح أكثر شيوع اا يف اآلونة اْلخرية؛ باْلضافة لألنواع التقليدية املذكورة‪،‬‬
‫هنا نجد أن العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" سوف يقدم حلوَلا سحرية ْلصحاب مجيع‬
‫اْلعًمل واملهن القابلة لـ (العمل عن ُبعد) حيث مجيع اْلنشطة واَلحتياجات والْبامج‬
‫واخلدمات يف مكان واحد يصاحبها الرتفيه واملساعد الرقمي الذي سوف يعالج الكثري من‬
‫املشكَلت واْلخطار قبل حدوثها وخيفف من معاناة ضبط املواعيد وتنسيق جدول العمل‬
‫وتقديم املقرتحات اْلكثر جدوى والتذكري هبا ومراجعتها معنا‪ ،‬كذلك سوف يتيح نظام‬
‫الوظائف املؤقتة واخليارات التي يوفرها العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" العمل يف أكثر من‬
‫مكان متجاوزين متاعب التنقل الفيزيائي وما يتخلله من أخطار كالزحام املفاجئ وحوادث‬
‫الطرق والظروف اجلوية وغريها‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫ثالثاً ‪ :‬تغير المفاهيم االجتماعية تبعاً لتغير مفهوم العمل‪:‬‬


‫ليس رغبة الكبار وحدهم هي من تغريت بعد جائحة كوفيد‪" 19‬كورونا" بل اْلطفال أيض اا‪،‬‬
‫فقد راقت هلم الفكرة وأدركوا ميزات الدراسة عن بعد‪َ ،‬ل سيًم إشكالية اَلستيقاظ مبكر اا‬
‫وتغيري الثياب واْلفطار والشد العصبي اليومي املصاحب خلشية التأخر عَل حافلة النقل‬
‫املدرسية وغري ذلك من تبعات‪ ،‬أما الكبار فقط أبدى مع اْلشهر اْلوىل للجائحة أي مطلع‬
‫العام ‪ % 77 ،2020‬من العاملني يف دراسة أجراها بعض اخلْباء رغبتهم بالعمل من املنزل‪،‬‬
‫لكن النسبة انخفضت إىل ‪ %30‬مع هناية ‪2021‬م‪ ،‬كًم انخفض عدد املهام املصنفة عَل أهنا‬
‫مرهقة من ‪ %27‬إىل ‪ %12‬بينًم حرض املوظفون وقت اا أقل ب ‪ %12‬يف اجتًمعات مطولة مع ‪%9‬‬
‫زيادة طوعية يف التواصل مع العمَلء وزمَلء العمل (‪ ،)11‬وهو ما يعني ترشيد اا أكثر لوقت‬
‫املوظف وبالتايل خمرجات عمل أفضل‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن نظرة الكثري من املجتمعات لنمط العيش سوف تتغري ومن ذلك املنازل‬
‫الواسعة واحلدائق اخلاصة الكبرية‪ ،‬حيث ستمثل مرونة أوقات العمل عامَل مشجعا للعمل يف‬
‫أمكان ترفيهية مثل السواحل أو الغابات أو املقاهي وهو ما سوف جيعل اْلخرية ختصص‬
‫مقاعد خاصة ملن جيلسون فرتات طويلة وربًم بمقابل أن طلباهتم من املأكوَلت واملرشوبات‬
‫ستكون أغَل بـ ‪ 10%‬أو ‪ %20‬من املقاعد العادية داخل نفس املقهى‪.‬‬

‫التخصص‪ :‬الصحة العامة والتغذية ‪ -‬الصحة النفسية والعقلية‪:‬‬


‫َل نقم بدراسة هذين اَلختصاصني يف فقرة واحدة بَل قصد‪ ،‬حيث نرى أن جعلها اختصاص اا‬
‫واحد اا أكثر منطقية وأجدى من الناحية العلمية إذ َل خيفى عَل املختصني ارتباط الصحة‬
‫اجلسدية بالصحة النفسية والعقلية وتأثريمها املتبادل يضاف إىل ذلك تأثري التغذية ونمط احلياة‬

‫‪125‬‬
‫عليهًم‪ ،‬وعَل الرغم من كوهنا ختصصات منفصلة إَل أن احلاجة ملعرفة املختص هبا مجيع اا سوف‬
‫تبقى قائمة ْلن أي نقص معلومايت وضعف يف جانب اخلْبة سوف يؤدي إىل ضعف ِماثل يف‬
‫التشخيص وهو ما سوف ينعكس عَل دقة العَلج والذي قد يأيت يف حال خطئه بنتائج عكسية‪.‬‬

‫مستقبل تخصص الصحة العامة والتغذية ‪ -‬الصحة النفسية‬


‫والعقلية‪:‬‬
‫كلًم تزايد عدد املنغمسني بالعاَل الرقمي كلًم زاد عدد احلاَلت املتأثرة باْلفرازات السلبية هلذا‬
‫العاَل‪ ،‬والتي من أبسطها فقدان التوازن النفس واجللوس املطول أمام الكومبيوتر وفقدان‬
‫السيطرة عَل املوازنة بني متطلبات العمل واحلياة اليومية واْلمهال الغذائي بمختلف صوره‬
‫وتناول املسهرات ْلكًمل مشاريعنا وأعًملنا يف وقتها والتأثريات النفسية الراجعة مثل العزلة‬
‫واَلنطوائية والتشتت الذهني وضعف الذاكرة املؤقت واَلنفعاَلت العصبية املفاجئة وزيادة‬
‫الوزن املفرط أو الضعف العام وامللل وشلل التفكري‪ ،‬وغريها من أمراض مرتبطة بالعاَل‬
‫الرقمي سواء بصورة مبارشة أو غري مبارشة‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن إفرازات ثورة التقنيات الرقمية ومنها ضعف التواصل بني أفراد املجتمع‬
‫والفراغ العاطفي والروحي وزيادة القلق والتوتر الناجم عن ضغوطات احلياة ومتطلباهتا‬
‫املتزايدة مع انحدار القيم اْلنسانية نحو املادية املدمرة وتزايد النزعة الفردية وإدمان اْلنرتنت‬
‫واملواقع اْلباحية وألعاب الفيديو مع انخفاض تقدير الذات بسبب ربط السعادة باملظاهر‬
‫املادية كل ذلك يتطلب زيادة يف عدد املعاجلني املحرتفني لألمراض واْلشكاليات التي يتسبب‬
‫هبا نظام غري صحي حلياتنا عَل الصعيدين النفس واجلسدي‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫تأثير العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس" في هذا التخصص‪:‬‬


‫أحيانا وبسبب عدم وجود بيانات موثوقة ندفع املال لألشخاص اخلطأ دون احلصول عَل أية‬
‫نتائج ملموسة‪ ،‬مثل هذا اْلجراء يفرتض أَل حيدث يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‬
‫حيث سوف يتم عرض خْبات موثقة للخبري يف هذا املجال مع شهادات حية من املستفيدين‬
‫من خْبته سابق اا‪ ،‬وحيق ملن يسجل للحصول عَل هذا النوع من الرعاية الطبية أو الصحية‬
‫الوصول إليها بشفافية تامة‪ ،‬وهو ما سوف يعزز من فرص احلصول عَل معاجلني من مستوى‬
‫‪-‬خْباء ِمتازين‪ -‬يقدمون لنا إرشادات صحية ومعاجلات طبية ناجعة يف لإلشكاليات‬
‫املذكورة‪ ،‬وقد يكون مدربك الرياض اَلفرتاض أحد هؤَلء‪.‬‬
‫َل شك أن هذا ليس كل يشء ذلك أن دقة التنظيم والتنسيق املنتظرة من العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" يمكنها تقديم آَلف اخلدمات وصور الدعم عْب هذا العاَل ملئات املَليني من‬
‫البرش حول العاَل‪ ،‬ومن ذلك احلوافز واجلوائز للملتزمني بأنظمة غذائية صحية وبرامج رياضية‬
‫يومية وأوقات للراحة واَلبتعاد املْبمج عن العمل يف العاَل الرقمي حفظ اا للتوازن وجتنب اا‬
‫لإلفرازات السلبية للعمل املتواصل بَل فواصل للراحة واَلستجًمم وإعادة التنشيط‪ ،‬ومن‬
‫خَلل اقرتاح التًمرين التي نحتاجها اليوم أو الوجبات الغذائية التي علينا تناوهلا أو جتنبها اليوم‬
‫سوف نتمتع بصحة أفضل‪.‬‬
‫من املتوقع أن تشكل الْبامج الصحية والرياضية أحد أهم النقاط يف مؤرشات تقويم اْلداء‬
‫السنوي ‪ KPI‬والتي نَلحظ وعي املديرين وإدارات الرشكات واملؤسسات حيال فوائدها‬
‫بصورة متزايدة‪ ،‬وهو حال تطبيقه سوف حيتاج إىل التقنيات واْلدوات املتوفرة يف العاَل ما وراء‬
‫التقليدي "ميتافريس"‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫التخصص‪ :‬الرعاية واالستشارات الصحية‪:‬‬
‫نظر اا للحيز الذي يشغله من حيث اْلمهية واحلاجة يعتْب هذا اَلختصاص نموذج اا مستق ا‬
‫َل عن‬
‫اَلختصاصات التي تقدم احلديث عنها يف الفقرة السابقة‪ ،‬حيث يشمل املعاقني وكبار السن‬
‫وأصحاب اْلمراض املزمنة؛ أو املؤقتة التي حتتاج إىل رعاية واستشارات لغرض جتاوزها‬
‫بسَلمة‪ ،‬وهو عَل عكس اَلختصاصات السابقة أقرب للعَلجي منه إىل الوقائي‪ ،‬وخيتص‬
‫باْلطفال واملسنني واملعاقني واملرىض‪ ،‬حيث يشهد هذا املجال تطور اا هائَل من حيث جودة‬
‫البيانات ووسائل إيصاهلا إىل املعنيني يف الوقت املناسب‪.‬‬

‫مستقبل تخصص الرعاية واالستشارات الصحية‪:‬‬


‫من الطبيعي أن احلاجة له سوف تزداد مع عاَل أقل تلوث اا وأكثر اخرضار اا حيث من املتوقع‬
‫ارتفاع نسبة املعمرين عاملي اا وكذلك نسبة املصابني نفسي اا أو عقلي اا بسبب إفرازات فقدان‬
‫التوزان بني متطلبات العاملني التقليدي وما وراء التقليدي‪ ،‬وهو ما يتطلب املزيد من املشتغلني‬
‫يف مال الرعاية الصحية‪َ ،‬ل سيًم يف املجاَلت التي يصعب عَل الروبوتات تغطيتها‪.‬‬

‫تأثير العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس" في هذا التخصص‪:‬‬


‫نتوقع أن تقدم الصورة الناضجة من العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" خدمات أكثر جدوى‬
‫وأعَل تركيز اا من املتوفر حالي اا‪ ،‬فسوف تصلنا النصائح واْلرشادات قبل أو من غري أن نطلبها‪،‬‬
‫بًم جينبنا الكثري من اْلخطار واملواقف الصعب واْلمراض واحلوادث‪ ،‬كذلك فإن الرقابة‬
‫الصحية ومفهوم "اْلمن الصحي" الذي سوف يفعل عْب تقنيات العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" وأدواته يمكنها لعب دور كبري يف منحنا البيانات واْلرشادات التي جتعل حياتنا‬

‫‪128‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫أفضل عْب تواصل القرين اَلفرتاض للمعالج مع عدد من املسجلني حتت مسؤوليته لرعاية‬
‫صحتهم النفسية يف ذات الوقت ورعاية كل منهم وكأنه يتفرغ له وحده‪.‬‬

‫التخصص‪ :‬شبكات الكومبيوتر ‪ -‬علوم الكومبيوتر التطبيقية ‪ -‬علوم‬


‫الكومبيوتر االبتكارية‪:‬‬
‫مثل ظهور احلاسوب نقلة نوعية يف حياة املجتمعات اْلنسانية وقد تشكلت صورة العلم املعني‬
‫باحلاسوب حتى بات لْبامه وتطبيقاته تعاريف عدة من أبرزها أنه "علم خمتص بإمكانية‬
‫تطبيق املعرفة التي تنتج عن احلاسوب والرياضيات عَل معظم فروع املعرفة‪ ،‬مع إمكانية حتليل‬
‫املعضَلت وحتديد متطلبات حلها باستعًمل احلاسوب‪ ،‬مع القيام بجميع التصميًمت الَلزمة‪،‬‬
‫ثم تنفيذها وتقييم النظام ومجيع العمليات اْلخرى والْبامج التي تستعمل‪ ،‬لتسهيل العمل‬
‫ّ‬
‫بفعالية أكْب وحتقيق اْلهداف املشرتكة اخلاصة بالفرق واملجموعات (‪ ،)35‬يكشف لنا هذا‬
‫التعريف مدى ارتباط هذه التخصصات ببعضها ورضورة معرفة اخلبري بتفاصيل كل منها‬
‫هبدف تصميم برامج ناجحة وف ّعالة أو إدارهتا بتفوق‪ ،‬فشبكات الكومبيوتر التي تربط مموعة‬
‫كومبيوترات مع مموعة أدوات مثل الطابعات واملكان واْلجهزة اْلخرى وهو ما يتعرف‬
‫بقنوات اْلرسال ويمكنها إرسال وتلقي بيانات معينة؛ وهو ما يعرف بالتحكم الرقمي‪،‬‬
‫وعلوم الكومبيوتر التطبيقية التي وظيفتها تصميم مواقع وبرامج وتطبيقات وإدارهتا‪ ،‬أما علوم‬
‫الكومبيوتر اَلبتكارية املختصة بتقديم حلول غري تقليدية ْلشكاليات قائمة أو متوقعة أو‬
‫َل َلزم اا لعلوم الكومبيوتر التطبيقية‪.‬‬
‫تطوير برامج وتطبيقات قائمة بالفعل‪ ،‬فهي تأيت مكم ا‬

‫‪129‬‬
‫مستقبل تخصص شبكات الكومبيوتر ‪ -‬علوم الكومبيوتر التطبيقية ‪-‬‬
‫علوم الكومبيوتر االبتكارية‪:‬‬
‫شكلت هذه التخصصات مرتكز اا أساس اا للبنية التحتية الرقمية منذ ظهور الكومبيوتر وحتى‬
‫اليوم‪ ،‬لكنها سوف متثل بعد اا إضافي اا ملا َل يقل عن ‪ %95‬من اْلعًمل واْلنشطة اليومية يف‬
‫حياتنا َل سيًم مع اتساع دائرة اْلعًمل املرتبطة بالتقنيات الرقمية‪ ،‬حيث ستكون مجيع الرشكات‬
‫َل سيًم املتوسطة والعمَلقة بحاجة إىل مطورين ومصممني متفرغني للعمل معها َلبتكار‬
‫حلول ووسائل تعزز من أنشطتهم داخل العاَل الرقمي‪ ،‬نظر اا حلجم املنافع املتولدة عن وجود‬
‫خبري متفرغ وكذلك حلجم املخاطر الناجتة عن أعطال ومشكَلت طارئة وعمليات تطوير‬
‫وحتديث مستمرة‪ ،‬حتاكي التطور املستمرة للغات الْبمة وكذلك للتطبيقات والْبامج املرتبطة‬
‫هبا‪.‬‬
‫وهو ما يعني إمجاَل زيادة الطلب عَل خْباء التصنيع واملْبمني واملطورين يف املجاَلت‬
‫املذكورة‪.‬‬

‫تأثير العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس" في هذا التخصص‪:‬‬


‫من الواضح أن ربط اخلدمات واْلعًمل والرتفيه واحللول اَلبتكارية واملعاجلات الوقائية‬
‫واملبكرة ببعضها البعض وتوفري بيئة آمنة للتعامَلت الرقمية للشبكات املغلقة واملفتوحة‬
‫وتوفري البيانات وعمليات استريادها وتصديرها َل سيًم املدفوعة منها كل ذلك سوف يتطلب‬
‫منطقة رقمية موحدة حيث التصنيع والتطوير وتقديم احللول اَلبتكارية الرقمية وتفعيل دور‬
‫البيانات السابقة يف تصميم حزم بيانات جديدة تغذي عَل سبيل املثال‪ :‬مصادر اْلعَلنات أو‬
‫الْبامج التدريبية أو املادة العلمية للمساقات الدراسية القصرية كل سيكون للعاَل ما وراء‬
‫التقليدي "ميتافريس" دور اا يف تنسيقه وتقديمه وإيصاله للمستفيدين‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫التخصص‪ :‬البرمجة وإنترنت األشياء‪:‬‬


‫ختصص برمة احلاسوب "‪ "Programming‬يقصد به تدوين التعليًمت اْلوامر التي‬
‫خيتص جهاز الكومبيوتر بتنفيذها والتي تصمم عَل شكل رموز مشفرة باستخدام لغة‬
‫احلاسوب يف توثيقها وتشفريها‪ ،‬أما إنرتنت اْلشياء والذي هو عبارة عن شبكة تقوم بالتحكم‬
‫بالبيانات اخلاصة بمجموعة أجهزة مرتبطة هبا ما يعني التحكم باْلجهزة نفسها عن بعد وهي‬
‫تقنية جتعل استخدامنا لألجهزة أكثر فاعلية وجدوى وذكاء وتقلل من اهلدر والتلف‬
‫والتعارض يف استعًمهلا‪ ،‬تدير هذه العمليات أنظمة رقمية متطورة تعتمد عَل الذكاء‬
‫اَلصطناعي وحتاكي حاجات مستخدميها بصورة أكْب بكثري من قدرات اْلنسان‪.‬‬

‫مستقبل تخصص البرمجة وإنترنت األشياء‪:‬‬


‫لن تكون بحاجة إىل منح إيعاز لْباد الشاي أو القهوة بأن يعمل عَل تسخني املرشوب املوجود‬
‫داخله؛ حي ث سيعمل تلقائيا بعد معرفته باقرتاب سيارتك من املنزل عَل بعد معني يقوم‬
‫بتقديره بحيث تتمكن من احتساء الشاي دافئ اا عند دخولك املنزل‪ ،‬ولست ملزما بتشغيل‬
‫غسالة الثياب فعند بلوغ ما بداخلها من ثياب تراكمت طيلة اْلسبوع لوزن معني سوف يعمل‬
‫العقل املتحكم بالشبكة بتوجيهها للعمل عَل غسيل الثياب وجتفيفها وكيها وطيها عْب‬
‫اْلجهزة التي يتم تطويرها منذ بضعة سنوات‪ ،‬هبذا يمكننا أن نقيس عَل ما تقدم حجم‬
‫اخلدمات والرفاهية التي سوف يوفرها إنرتنت اْلشياء‪.‬‬

‫تأثير العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس" في هذا التخصص‪:‬‬


‫سوف يتجسد إنرتنت اْلشياء يف أنضج صورة من خَلل العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‬
‫حيث تقدم احلديث عن دراسات وخطط وأنظمة هتدف إىل حتقيق أكْب قدر ِمكن من صور‬

‫‪131‬‬
‫الدمج بني العاملني التقليدي واَلفرتاض وهذا َل شك بحاجة أساسية إىل عاَل يستوعب مجيع‬
‫هذه اخلدمات وينظمها ويوفق بني تفاصيلها وميزاهتا واملستخدمني وحاجاهتم ورغباهتم وهو‬
‫ما يعني أن سوف حيول كل واحد منهم إىل مطورين من غري أن يشعروا‪ ،‬حيث ستمثل رغبات‬
‫الغالبية منهم وأذواقهم مادة دسمة لقائمة مقرتحات برامج وتطبيقات العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" للمستخدمني‪ ،‬وَل يفوتنا أن العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" سوف يوفر‬
‫إمكانات هائلة لقراءة مزاج اجلمهور وقياسه مع رسعة فائقة يف تلبية احتياجاته وتَليف‬
‫إشكاليات رسعة تغري مزاجه عْب تقديم قراءة دقيقة عن هذه التغريات مع مقرتحات حمددة‬
‫للمْبمني واملصممني واْلداريني هبدف تقديم ما يبل ذوق اجلمهور فيًم يقدم هلم من خدمات‬
‫ومنتجات‪.‬‬

‫التخصص‪ :‬الحوسبة السحابية وأمن المعلومات‪:‬‬


‫يظهر اَلرتباط بني أمن املعلومات واحلوسبة السحابية يف تشكل مفهوم جديد يعرف بـ "أمن‬
‫احلوسبة السحابية" والذي يمكن تعريفه بأنه "مموعة واسعة من السياسات والتقنيات‬
‫والضوابط حلًمية البيانات املنترشة والتطبيقات والبنية التحتية الرقمية املرتبطة هبا واملكونة يف‬
‫مموعها لنظام احلوسبة السحابية‪ ،‬أو بصورة أخرى هي تكامل واندماج أغلب ماَلت أمن‬
‫املعلومات مثل أمن الشبكات وأمن اْلنظمة وأمن التطبيقات وغريها يف مال جديد يعتمد كل‬
‫جزء فيه عَل اجلزء اآلخر يف تناغم تام"(‪ ،)36‬فبًم أن البيانات واملعلومات باتت مرتبطة‬
‫باْلنرتنت تداوَلا أو ختزين اا؛ إذ من النادر يصنع أحدنا حمتوى ثم يرتكه عَل جهاز احلاسوب‬
‫خاصته‪ ،‬إذا نحن معنيون بأمن معلوماتنا وبياناتنا فالرشكات واملؤسسات التي هتتم بتطوير‬
‫منتجاهتا وخدماهتا َل يمكن أن تأمن من وجود تطبيقات وبرامج لتتبع الدراسات التطويرية‬
‫عَل الْبيد اْلليكرتوِن وأجهزة احلاسوب لتقوم برسقتها وتزويد صاحب الْبنامج هبا؛ والذي‬

‫‪132‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫قد يقوم بعرضها عَل مؤسسات منافسة أخرى؛ هذا إذا افرتضنا أنه َل توجد رشكات‬
‫ومؤسسات حتاول القيام هبذا النوع من اْلنشطة‪.‬‬

‫مستقبل تخصص الحوسبة السحابية وأمن المعلومات‪:‬‬


‫مع تصاعد املنافسة بني املؤسسات وزيادة املستقلني العاملني يف مال اَلستشارات والتطوير‬
‫والذين يقوم بعضهم بدراسات وجهود متتد ْلوقات طويلة ربًم لسنوات ْلنجاز دراسة معينة‪،‬‬
‫وكذلك مع احتدام التنافس اَلقتصادي واْلمني بني الدول‪ ،‬تتعاظم احلاجة َلختصاص أمن‬
‫املعلومات أو ما بات يعرف بـ "اْلمن السيْباِن" وهو اختصاص حيتاج إىل تطوير مستمر‬
‫للمهارات واملعلومات وكذلك معرفة متنامية باحلوسبة السحابية بصورة مستمرة أيض اا‪.‬‬

‫تأثير العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس" في هذا التخصص‪:‬‬


‫هنا ربًم سندخل يف دائرة "توضيح الواضح" فالعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" هو عاَل‬
‫البيانات املفتوحة املصدر ويف ذات الوقت سوف ندخل عْب هذا العاَل يف حقبة رقمية جديدة‬
‫تتمثل يف امتَلك ما نقوم بصناعته من حمتوى‪ ،‬وهو ما يعني حاجة متزايدة خلْباء أمن‬
‫املعلومات وخْباء "احلوسبة السحابية" والتي يفوق تعريفها املفهوم السائد حوهلا؛ حيث َل‬
‫يعتْب التخزين وحده هو املقصود بل التحكم والتنسيق وإصدار اْلوامر عند بعد كل ذلك ِما‬
‫يندرج حتت تقنية احلوسبة السحابية‪ ،‬وهي تقنيات سوف تعزز العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" وتستفيد هي أيض اا بدورها من تقنياته وتطبيقاته وأنظمته‪.‬‬

‫التخصص‪ :‬التصميم والتسويق اإلليكتروني صناعة المحتوى‪:‬‬


‫مصمم جرافيك‪ :‬كلًمت وصور وألوان وأشكال معينة يقوم اخلبري بدمها لتجسيد رسالة‬

‫بصية مؤثرة وجاذبة‪ ،‬هذا هو باختصار عمل مصمم اجلرافيك‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫التعريف اَلحرتايف بمنتج أو خدمة ما عْب شبكة اْلنرتنت؛ وترغيب املستهلكني برشائها‬

‫وتقديم التسويق اإلليكرتوين العروض الرتوجيية الداعمة للمطلب اْلساس وهو البيع؛ هذا‬

‫هو ما يعرف بالتسويق اْلليكرتوِن‪.‬‬

‫صناعة الحتوى الرقمي‪ :‬توليد أفكار جديدة أو تكوين حمتوى مكتوب أو مرئي هبدف الرتويج‬

‫لفكرة أو خدمة أو منتج هو ما يعرف اليوم بصناعة املحتوى‪ ،‬وقد تطور خَلل السنوات‬

‫القليلة املاضية؛ لكن نظر اا للمساحة التي بات يشغلها التسويق والتعامل واْلجراءات عْب‬

‫اْلنرتنت‪ ،‬أضيفت له كلمة "رقمي" ليشمل كل ما يتم تناقله عْب اْلنرتنت من حمتويات يراد‬

‫من خَلهلا إيصال فكرة معينة‪.‬‬

‫َل شك إن اندماج هذه التخصصات يف ختصص واحد أو احتاد فرق أقلها ثَلثة بواقع عضو‬

‫من كل ختصص‪ ،‬سوف يكون رضورة َلزمة‪ ،‬فقد واجهنا وَل زلنا يف أعًملنا معاناة كبرية‬

‫للتنسيق بني املصمم املسوق وصانع املحتوى‪ ،‬وهو ما يشري إىل رضورة اَلختصاص يف هذه‬

‫املجاَلت متمعة أو اْلملام هبا عَل أقل تقدير طلب اا لتجاوز إشكالية التفاوت يف الفهم‬

‫والقناعات بني املختصني يف هذه املجاَلت‪.‬‬

‫مستقبل تخصص التصميم والتسويق اإلليكتروني صناعة المحتوى‪:‬‬


‫هلذه التخصصات املرتبطة ببعضها البعض واملؤثرة من حيث اجلودة ببعضها البعض تأثري اا‬
‫متنام يف اَلقتصاد الرقمي الذي يسيطر يوم اا بعد يوم عَل مساحة أكْب من حجم اَلقتصاد‬
‫العاملي وهو ما يفيد قطع اا بتزايد الطلب عَل املختصني يف هذا املجال وهو بالفعل ما تسجله‬
‫املؤرشات املختصة هبذا النوع من اْلعًمل‪ ،‬إذا ترتبط اليوم نجاح معظم اْلعًمل َل سيًم الربحية‬

‫‪134‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫بالتسويق والذي حيتاج بدوره إىل تصاميم جاذبة ومؤثرة وكذلك إىل حمتوى رقمي متميز‬
‫ليحقق وصوَلا مناسب اا لقبول اجلمهور‪.‬‬

‫تأثير العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس" في هذا التخصص‪:‬‬


‫وفق اا لتعريف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" ومفهومه وخصائصه نجد أن سوق صناعة‬
‫املحتوى الرقمي والتصميم والتسويق اْلليكرتوِن سوف يتوسع بشكل كبري وهو ما يعني‬
‫زيادة الطلب عَل املختصني يف هذا املجال‪ ،‬ومن أدلة ذلك أن مدة عرض املنشورات ومقاطع‬
‫الفيديو الدعائية لن تبقى كًم هي اليوم عَل مواقع التواصل اَلجتًمعي بل سوف تأخذ وقتا أقل‬
‫قد يصل إىل النصف؛ ليس بسبب شدة املنافسة فحسب‪ ،‬بل ْلن ضوابط العاَل الرقمي تعتمد‬
‫نظام اْلجراءات الرسيعة ِما يعني أن الزبون وعَل سبيل املثال‪ :‬لن ينجذب ملنشور دعائي‬
‫يتكرر منذ أسبوع عَل واجهات مباِن العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‪ ،‬وهو ما يعني طلب اا‬
‫متزايد اا عَل املحتوى الرقمي والتصميم والتسويق‪.‬‬

‫التخصص‪ :‬المحاسبة والفوترة (المعامالت المالية الرقمية)‪:‬‬


‫تعد املحاسبة والتي هي عبارة عن ممل العمليات املرتبطة باْلجراءات املالية للرشكة‬
‫وإدارهتا‪ ،‬أساس اا من أهم أسس نجاح املؤسسات حيث تؤدي جودة إدارهتا إىل منع حدوث‬
‫ثغرات يف عمل املؤسسة‪ ،‬عْب التقارير الدورية والتي من شأهنا اكتشاف أخطاء وإخفاقات هنا‬
‫وهناك ِما يتيح تداركها قبل تفاقمها إىل درجات يصعب معاجلتها‪ ،‬حيث تؤثر تقارير املحاسبة‬
‫املالية واْلدارية والرضائب التدقيق الداخل وحماسبة التكلفة واملحاسبة اجلنائية؛ يف تشخصيها‬
‫وبالتايل معاجلتها‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫أما الفوترة والتي هي إعداد "مستندات جتارية ‪-‬مالية‪ -‬يستعملها املشرتون والبائعون للسلع‬
‫واخلدمات‪ ،‬وتعد وثيقة أساسية يف املعامَلت التجارية" (‪ ،)37‬فهي وثيقة مالية تعتمد يف‬
‫التعامَلت الرسمية وغري الرسمية ومنها التخليص اجلمركي والرضائب‪.‬‬
‫وقد ظهر مصطلح "الفوترة اْلليكرتونية" ليحل حمل نظام الفوترة الورقية حيث َل تعد تعتمده‬
‫الدول واملؤسسات املتقدمة‪ ،‬ملا فيه من ضعف باملقارنة مع الفوترة اْلليكرتونية‪.‬‬

‫مستقبل تخصص المحاسبة والفوترة (المعامالت المالية الرقمية)‪:‬‬


‫َل شك أن ازدياد الطلب عَل املختصني يف هذا املجال أمر حتمي‪ ،‬إذ َل يمكن تصور ازدياد‬
‫املعامَلت التجارية واملالية الرقمية وتضاعفها سنوي اا بنسبة ملحوظة َل سيًم مع نمو معدَلت‬
‫جتارة البيع بالتجزئة عاملي اا رغم تراجعه يف بعض الدول ْلسباب داخلية عارضة‪ ،‬إذ "يستطيع‬
‫جتار التجزئة اآلن حتسني عمليتهم باستخدام املنصات التكنولوجية التي حتول كميات من‬
‫إشارات البيانات املعقدة ‪-‬بداية من احلضور الرقمي أو الفعل للمتسوقني حتى العوامل‬
‫اخلارجية مثل الطقس واملوسم والوقت من اليوم – إىل رؤى فعالة قابلة للتنفيذ تأخذ توقعات‬
‫الطلب عَل املنتجات واستهداف العمَلء إىل آفاق جديدة" (‪ ،)38‬باْلضافة إىل ازدياد وعي‬
‫املؤسسات والرشكات بأمهية املحاسب اخلارجي وكذلك أمهية الفوترة اْلليكرتونية والتي‬
‫تضمن دقتها معرفة اْلرباح أو اخلسائر بدقة متناهية وحتديد أسباب اخلسائر ومعاجلتها بصورة‬
‫مستمرة‪.‬‬

‫تأثير العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس" في هذا التخصص‪:‬‬


‫يرى اخلْباء أن التقنيات الرقمية الناضجة متثل الوعاء اْلكثر أمانا للعمليات التجارية واملالية‬
‫متعددة املراحل والتشعبات؛ حيث تربط أجزائها وتنسق عملياهتا وتدرئ اْلخطار التي‬

‫‪136‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫تواجهها أحيان اا وتكشف عن أية أخطاء يف احلسابات واْلجراءات بسهولة ودقة‪ ،‬ويمكن‬
‫للفوترة اْلليكرتونية اَلعتًمد عَل ردود أفعال الزبائن واملستفيدين يف تطوير عملياهتا عْب‬
‫حماكاة دقيقة للمشكَلت الطارئة‪ ،‬ما يعني دقة أكْب يف عملياهتا‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن أعًمل العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" وأنشطته املتنوعة حتتاج إىل‬
‫خْباء يف "الفوترة اْلليكرتونية" وكذلك يف املحاسبة؛ كلًم توسع وكلًم ازدادت املؤسسات‬
‫واْلنشطة واْلعًمل داخله‪ ،‬متاما كًم حيصل يف عاملنا التقليدي؛ لكن الفارق هو أنه َل يمكن‬
‫ْلحد من املستثمرين مهًم كان حجم استثًمره داخل العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" أن‬
‫يستغني عن أنظمة الفوترة اْلليكرتونية‪ ،‬حيث سيكون هنالك نظام رضيبي وحتويَلت مالية‬
‫قانونية ومكاتب استشارات مالية ودراسات جدوى للمشاريع هبدف تأسيس وتطوير املشاريع‬
‫املصممة للعمل داخل العاَل الرقمي وهذه مجيعها بحاجة أساسية لعمليات تتعلق باملحاسبة‬
‫والفوترة‪.‬‬

‫التخصص‪ :‬محلل البيانات وواضع االستراتيجيات واإلدارة الرقمية‪:‬‬


‫خيتلف ختصص حملل البيانات عن ختصص حملل اْلعًمل "التفريق بني هذين الدورين يعتْب‬
‫مشكلة كبرية يف أذهان الكثريين من املحللني اجلدد يف مال البيانات أو اْلشخاص الذين‬
‫يريدون الدخول يف هذا املجال لذا لنبدأ يف توضيح هذا اَلختَلف‪ ،‬يعمل كل من حملل‬
‫البيانات وحملل اْلعًمل مع البيانات‪ ،‬لكن يكمن الفرق فيًم يفعلونه هبا؛ كَلمها يعمل مع‬
‫اْلرقام؛ ويف بعض املنظًمت يتم استخدام هذه اْلدوار بشكل متبادل" (‪ ،)39‬وهو اْلجراء‬
‫اْلكثر رص انة وسَلمة ْلن معرفة خصائص هذين الدورين أجدى من ناحية دقة نتائج حتليل‬
‫البيانات‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫وحملل البيانات هو "املسؤول عن مجع البيانات من مصادر متنوعة‪ ،‬واستخَلص اْلفكار‬
‫والرؤى املفيدة التي حيتاجها النشاط التجاري‪ ،‬ويقوم بوضع تصور للنتائج التي توصل إليها‬
‫يف جداول سهلة القراءة ولوحات بيانات تفاعلية‪ .‬بالنسبة ملحلل البيانات الذي يقوم بتحليل‬
‫البيانات وإيصال املعلومات إىل املستخدمني املهتمني الذين تتمثل مهمتهم يف أخذ هذه‬
‫البيانات والعمل وف اقا هلا‪ ،‬فإن ذلك يعتْب نقطة النهاية اخلاصة هبم‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ ،‬هذا الدور‬
‫هو دور فني‪ ،‬يف حني أن حملل اْلعًمل هو دور اسرتاتيجي ‪-‬أمام حملل البيانات ‪ -‬يستخدم‬
‫حملل اْلعًمل نتائج حتليل البيانات؛ َلختاذ قرارات جتارية اسرتاتيجية‪ ،‬بالنسبة إىل وجهة نظر‬
‫حملل اْلعًمل‪ ،‬فإن البيانات هي وسيلة لتحقيق غاية‪ ،‬حملل اْلعًمل هو اْلكثر قلقا من اآلثار‬
‫املرتتبة عَل اْلعًمل الناجتة عن اَلعتًمد عَل البيانات واْلجراءات‪.‬‬
‫عَل سبيل املثال‪ ،‬هل جيب عَل الرشكة استثًمر املزيد يف مرشوع عَل أخر بنا اء عَل البيانات التي‬
‫نعرفها؟ سيستفيد حمللو اْلعًمل من عمل فرق حتليل البيانات يف التوصل إىل إجابة عَل هذا‬
‫السؤال‪.‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬يعمل حملل اْلعًمل بشكل تعاوِن أكثر من حملل البيانات مع إدارات وفرق‬
‫متعددة"*‪ ،‬هنا يأيت دور واضع اَلسرتاتيجيات والذي يعتمد اعتًمد اا كبريا عَل تقارير حملل‬
‫البيانات حيث تعرف اَلسرتاتيجية بأهنا مموعة "اخلطط املحددة ُمسبق اا لتحقيق هدف معني‬
‫عَل املدى البعيد يف ضوء اْلمكانيات املتاحة أو التي يمكن احلصول عليها" (‪ ،)40‬وهو ما‬
‫يكشف لنا حتديد اا مفهوم اختصاص واضع اَلسرتاتيجيات‪ ،‬وهو اَلختصاص الذي أصبح‬
‫يتطور ليح اكي أنظمة اْلدارة الرقمية إذ َل بد للمختص يف هذا املجال أن يكون عَل معرفة‬
‫وافية بخصائصها وإجراءاهتا عَل الصعيدين اْلداري والتقني الرقمي‪.‬‬

‫مقال منشورة عَل موقع بيانات بعنوان‪ ،‬محلل البيانات و محلل األعمال ما دور كل منهم؟‬ ‫*‬

‫‪https://www.baianat.com/ar/blog/data-analyst-vs-business-analyst-what-they-do‬‬
‫‪138‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫مستقبل تخصص محلل البيانات وواضع االستراتيجيات واإلدارة‬


‫الرقمية‪:‬‬
‫تشري مجلة دراسات التحوَلت الرقمية إىل أمهية اَلختصاصات املذكورة يف هذه الفقرة‬
‫وتكشف بوضوح عن زيادة الطلب عَل املختصني يف مال حتليل البيانات واْلعًمل وواضعي‬
‫اَلسرتاتيجيات وخْباء اْلدارة الرقمية؛ حيث تنهار سنويا الكثري من املؤسسات بسبب غياب‬
‫اَلسرتاتيجية أو ضعفها أو خلط املرشف عَل متابعتها بني هذا اَلختصاص وبني اْلدارة‬
‫التنفيذية وهو ما يشكل السبب الرئيس لفشل ‪ %90‬من اَلسرتاتيجيات سنوي اا‪ ،‬ما يعني زيادة‬
‫إدراك املؤسسات بمختلف أحجامها ْلمهية هذه اَلختصاصات التي يستند عمل بعضها إىل‬
‫البعض اْلخر بحسب الرتتيب املذكور‪:‬‬
‫حملل بيانات => صانع االسرتاتيجيات => الدير التنفيذي اخلبري يف جمال اإلدارة الرقمية‪.‬‬
‫هذا قطع اا َل يعني أبد اا أن ختصص اْلدارة الرقمية غري مهم جلميع التخصصات املذكورة يف‬
‫هذا الفصل‪ ،‬لكن ختصيصه يف هذه الفقرة يأيت ضمن السياق املنهجي لدراسة ختصصات‬
‫املستقبل‪.‬‬

‫تأثير العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس" في هذا التخصص‪:‬‬


‫بالنظر إىل أوجه التأثري يف الفقرات السابقة نجد أن تأثري العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يف‬
‫هذه اَلختصاصات املرتبطة ببعضها البعض يصل إىل نسب متقدمة للغاية‪ ،‬ويمثل العمود‬
‫الفقري ْلي نشاط مؤسس ينشد النجاح؛ إذ َل يمكن يف عاَل حتكمه التقنيات الرقمية تصور‬
‫إمكانية القدرة عَل املنافسة يف غياب حملل البيانات وصانع اَلسرتاتيجيات وخبري اْلدارة‬
‫الرقمية وهي ختصصات وإن كانت متباينة إَل أن املختصني يف كل منها بحاجة ملعرفة وافية‬

‫‪139‬‬
‫بخصائصها وأنظمتها وضوابط عملها هبدف حتقيق كفاءة عالية يف اْلداء وهو ما يعني‬
‫بالرضورة ضًمن جودة املخرجات‪.‬‬
‫هنا فقط يمكننا تصور الدور املحوري للعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" والذي يمكنه من‬
‫توفري وحدة عمل متكاملة لربط هذه التخصصات باستخدام الذكاء اَلصطناعي وتطبيقات‬
‫العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" وأنظمته هبدف حتقيق إدارة رقمية متقنة ملختلف‬
‫املؤسسات واملشاريع‪ ،‬ابتداء من الفكرة ومرور اا بتنفيذها ووصوَلا إىل املستفيدين من املنتجات‬
‫واخلدمات املتولدة عن املرشوع‪.‬‬

‫التخصص‪ :‬الطاقة البديلة وموفرات الطاقة‪:‬‬


‫ال ّطاقة البديلة غالب اا ما يقصد هبا الطاقة املتجددة وهي ّطاقة مستدامة تصدر عن موارد طبيعية‬
‫تتجدد بصورة مستمرة مثل الرياح واملياه والشمس وهي كلها أو بعضها متوفرة يف معظم‬
‫مناطق العاَل‪ ،‬أما عن وسائل توفري الطاقة فهي كثرية منها التقنية كأجهزة التحكم والسيطرة‬
‫املوفرة للطاقة واْلجهزة الذكية التي تْبمج استهَلكها للطاقة بنفسها‪ ،‬ومنها تقنيات إضافية‬
‫تساعد عَل توفري الطاقة ومنها الزجاج العازل واْللياف املستعملة يف تصنيع اجلدران‬
‫والسقوف واْلرضيات العازلة‪ ،‬باْلضافة إىل اْلرشادات اخلاصة والتي تساعد عَل توفري‬
‫الطاقة عْب استخدم ذكي للطاقة (‪ ،)41‬هذا هو ما يدفع اخلْباء للبحث باستمرار عن مصادر‬
‫للطاقة البدلية والطاقة املتجددة التي ستحل حمل الوقود اْلحفوري مثل البرتول‪ ،‬والصخر‬
‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫الزيتي‪ ،‬والغاز الطبيعي‪ ،‬وهي طاقة أقل رضر اا عَل البيئة‪ ،‬وأكثر ديموم اة‪َ ،‬لعتًمدها‬
‫أسايس عَل املوارد الطبيعية املتجددة" (‪ ،)42‬وهو ما يشجع عَل اَلستخدام الذكي لألجهزة‬
‫واملعدات الصديقة للبيئة وقليلة اَلستهَلك للطاقة‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫مستقبل تخصص الطاقة البديلة وموفرات الطاقة‪:‬‬


‫ليس فقط بسبب كلفتها أو ما تسببه من تلوث وأرضار تراكمية خطرية للبيئة؛ بل ْلسباب‬
‫أخرى كثرية من بينها جتنب املواقف املحرجة وجتاوز خماوف انقطاعها أو شحتها َل سيًم يف‬
‫مناطق النزاعات أو الدول الفقرية أو املناطق النائية‪ ،‬ومع تزايد املنافسة بني املصنعني وتزايد‬
‫احل اجة للطاقة البديلة يزداد الطلب عَل خْباء تصنيع وتشغيل أجهزة الطاقة البديلة وتقنياهتا‪،‬‬
‫ويف ذات الوقت تزاد احلاجة خلْباء توفري الطاقة ذلك َل سيًم مع ظهور أجهزة جديدة‬
‫باستمرار أو أجهزة بتقنيات وتصاميم جديدة‪ِ ،‬ما يعني احلاجة خلْبات ومهارات جديدة‬
‫يمكنها إرشاد املستخدمني لطرق ووسائل تساعد عَل توفري الطاقة‪.‬‬
‫مع ازدياد وعي املجتمع اْلنساِن بأخطار الطاقة التقليدية ومضارها املتعددة وشحتها يف كثري‬
‫من املناطق حول العاَل وارتفاع تكاليفها يف مناطق أخرى؛ يزداد الطلب عَل الطاقة البدلية‬
‫وهي غالبا طاقة خرضاء ‪-‬صديقة للبيئة‪ -‬ومنخفضة التكلفة باملقارنة مع الطاقة التقليدية‪.‬‬

‫تأثير العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس" في هذا التخصص‪:‬‬


‫رصنا نعرف أن العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" يعتمد عَل التقنيات الرقمية بصورة شبه‬
‫تامة وهي تقنيات تستهلك غالبا طاقة أقل بكثري من اآلَلت واْلجهزة التي سوف حتل حملها‬
‫برامج وتطبيقات هذا العاَل وتقنياته‪ ،‬وعَل سبيل املثال‪ :‬فمع التحرك عَل أرضية العاَل الرقمي‬
‫سوف تقل احلاجة َلستعًمل السيارات والقطارات والطائرات والسفن التقليدية ‪ -‬وقد نغري‬
‫أثناء الرحلة الواحدة وسيلة النقل من السفينة إىل الطائرة أو الباخرة؛ فاْلجراءات أسهل بكثري‬
‫وأكثر متعة ‪ -‬وسوف نستلم توجيهات أكثر دقة حول طرق توفري الطاقة لكل ما حولنا من‬
‫أجهزة بل سوف يقوم املساعد الرقمي اخلاص بنا يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‬
‫بالتصف حيال هذه املهام وعدم إشغالنا هبا إَل يف حدود حجم الصَلحيات التي نمنحها له‬
‫وقد نعدل عليها أحيان اا تبع اا َلحتياجاتنا‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫فضَل عن اطَلعنا أوَلا بأول عَل آخر اْلصدارات ْلرشادات ووسائل توفري الطاقة وأحدث‬
‫تقنيات الطاقة البديلة والطاقة النظيفة أو اخلرضاء ويمكننا رشاؤها من أي مكان يف العاَل وقبل‬
‫ذلك معرفة آراء املستهلكني السابقني هلا‪ ،‬بسهولة أكثر بكثري من اْلجراءات املتعارف عليها‬
‫حالي اا‪.‬‬

‫التخصص‪ :‬التعليم الذكي والتعليم المستمر‪:‬‬


‫مفهوم التعليم الذكي أوسع بكثري ِما يتصوره البعض منحص اا يف معنى التعليم اْلليكرتوِن‪،‬‬
‫حيث حيفز التعليم الذكي بحسب هذا التعريف الذي أراد صاحبه من خَلله وصف التعليم‬
‫اْلليكرتوِن بأنه يساعد "عَل املشاركة النشطة للمتعلمني يف التع ّلم‪ ،‬وحتمل مسؤولية‬
‫نشاطاهتم‪ ،‬وتنمية مهاراهتم املعرفية‪ ،‬وبناء نموذج حوار هادف بني املتعلم واملع ّلم ْلبداء‬
‫آرائهم‪ ،‬وتقييم أدائهم بأساليب متطورة – لكن التعليم اْلليكرتوِن له دور يف تطبيق برامج‬
‫التعليم الذكي إذ ‪ُ -‬حيفز التع ّلم اْللكرتوِن التفاعل بني املتعلمني أنفسهم‪ْ ،‬لنّه ُيتيح فكرة‬
‫تشكيل املجموعات حسب مستويات املهارات املتنوعة للمتعلمني‪ِ ،‬ما يسمح هلم بطرح‬
‫أسئلتهم ورشح أفكارهم وتْبير آرائهم‪ ،‬وتوضيح أسباهبم" (‪ ،)43‬وهو منهج ينطبق عَل‬
‫التعليم اْلليكرتوِن وغريه‪ ،‬كًم َل يمكن حص التعليم اْلليكرتوِن يف معنى التعليم عن ُبعد؛‬
‫إذ تستعمل الكثري من وسائل التقنيات الرقمية داخل قاعة املحارضة للتعليم الوجاهي أو‬
‫احلضوري‪ ،‬لذا فنحن أمام مفهوم التعليم الذكي وهو أيضا تعليم حياكي حاجة كل فرد من‬
‫املتعلمني ويرشكهم يف العملية التعليمية مقرتب اا من مفهوم (تعليم الذات بإرشاف اخلْباء)‬
‫والذي أظهر نتائج متقدمة يف خمرجاته‪.‬‬
‫الرسمي‪ ،‬أو بعد‬
‫ّ‬ ‫أما عن التعليم املستمر والذي " ُيعرف بأنّه التعليم الذي يأيت بعد التعليم‬
‫املرحلة الثانوية‪ ،‬وأساسه املبادرة الذاتية ومواجهة التحديات‪ ،‬ويقوم عَل مبدأ التع ّلم مدى‬
‫احلياة‪ ،‬حيث يتع ّلم الشخص فيه مموعة من املهارات واملعارف اجلديدة" (‪ ،)44‬ويستمر‬

‫‪142‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫خَلهلا الفرد يف تعلم التقنيات واملهارات والفنون اجلديدة بتخصص ما؛ لكي يضمن التفوق‬
‫يف مال عمله‪ ،‬وتنبع احلاجة إليه نظر اا للتطورات املستمرة يف مجيع ميادين العلم واملعرفة ومنها‬
‫عَل سبيل املثال‪ :‬فنون اْلدارة والتسويق والتطبيقات والْبامج الرقمية اجلديدة أو املطورة‪،‬‬
‫والعَلقات العا ّمة واْلعَلم والتنمية وصناعة املاركة الشخصية وغريها‪ ،‬حيث نَلحظ ظهور‬
‫تقنيات ومهارات وفنون جديدة بصورة مستمرة‪ ،‬وهذا له أسباب تفوق احلص؛ من أمهها‬
‫تزايد متطلبات احلياة وظهور منتج ات وتقنيات جديدة وتغري مزاج اجلمهور مع زيادة مطردة‬
‫يف املنافسة بني املؤسسات واملستقلني تستلزم ظهور وسائل ومهارات وفنون أكثر تأثري اا هبدف‬
‫حتقيق مبيعات أعَل‪.‬‬

‫مستقبل تخصص التعليم الذكي والتعليم المستمر‪:‬‬


‫من خَلل اجلزء اْلخري من الفقرة أعَله نجد أن احلاجة ملتخصصني يف مال التعليم الذكي‬
‫والتعليم املستمر‪ ،‬ويف عدة مَلت من أبرزها‪ :‬مصمم الْبامج التعليمية – مطور الْبامج‬
‫التعليمية – مشغل برامج التعليم الذكي – مْبمج أنظمة التعليم الذكي – مدير إداري لْبامج‬
‫التعليم الذكي أو املستمر – مدير تقني لْبامج التعليم الذكي أو املستمر‪.‬‬

‫تأثير العالم ما وراء التقليدي "ميتافيرس" في هذا التخصص‪:‬‬


‫لو تأملنا يف تعريف التعليم الذكي والتعليم مستمر َل سيًم تعريفه عَل أنه "بناء نموذج حوار‬
‫هادف بني املتعلم واملع ّلم ْلبداء آرائهم‪ ،‬وتقييم أدائهم بأساليب‪ ،‬والتفاعل بني املتعلمني‬
‫أنفسهم‪ْ ،‬لنّه ُيتيح فكرة تشكيل املجموعات حسب مستويات املهارات املتنوعة للمتعلمني"‬
‫لوجدنا أن العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" هو البيئة اْلكثر مَلئمة َلحتياجات هذا العاَل‬

‫‪143‬‬
‫ومتطلباته؛ واْلكثر قدرة عَل حتقيق خمرجات متقدمة للغاية من ممل مراحل العلمية التعليمية‬
‫حتقيق اا ْلهدافها‪.‬‬
‫عند تسليط الضوء عَل مسألة حماكاة كل فرد من أفرد أي مموعة وتقديم بيانات معززة له‬
‫بشكل خاص وربًم دعمه وتنشيطه عْب اختبارات وأنشطة إضافية بغية رفع مستواه التعليم‪،‬‬
‫نجد أن قفزة نوعية بانتظار أنظمة التعليم الذكي والتعليم املستمر تؤذن بعهد جديد لعاملي‬
‫التعليم والتدريب‪.‬‬
‫مع دقة اْلداء وجودته وحجم اَلستثًمرات التي سوف يقدمها العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" وانخفاض تكلفته باملقارنة مع العاَل التقليدي؛ نجد أن اْلقبال عَل العمل عْب‬
‫منصات العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" واَلنتفاع املتوقع بالتكاليف التنافسية واْلرباح‬
‫اهلائلة للمشغلني؛ يمكننا استرشاف حجم تأثري العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" املتوقع يف‬
‫برامج التعليم الذكي والتعليم املستمر‪.‬‬

‫مفهوم جديد للحكومة اإلليكترونية في عصر العالم ما وراء‬


‫التقليدي "ميتافيرس"‪:‬‬
‫يؤذن العص اجلديد للعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" بظهور معان وأبعاد جديدة ملفهوم‬
‫احلكومة اْلليكرتونية مع وظائف ومسؤوليات مستحدثة هلذا النوع من احلكومات‪ ،‬ففي حني‬
‫تعرف "احلكومة اْللكرتونية ‪-‬بأهنا‪ -‬النسخة اَلفرتاضية عن احلكومة احلقيقية الكَلسيكية‬
‫مع فارق أن اْلوىل تعيش يف شبكات وأنظمة معلوماتية والتكنولوجيا وحتاكي وظائف الثانية‬
‫التي تتواجد بشكل مادي يف أجهزة الدولة"*‪ ،‬نجد أن احلكومة اْلليكرتونية يف العاَل ما وراء‬
‫التقليدي "ميتافريس" سوف تكون أكثر ذكاء وسيطرة ودقة وتقدم خدمات أكْب بكثري‪ ،‬إذ‬
‫تعتمد برامج التنمية عَل بيانات دقيقة َل توفرها التقنيات الرقمية احلالية حتى هذا اليوم‪ ،‬ودليل‬

‫مقال بعنوان‪ :‬تعريف الحكومة اإللكترونية‪ ،‬منشور عل موقع احلكومة‪https://www.egovconcepts.com ،‬‬ ‫*‬

‫‪144‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫ذلك استمرار عمليات التهرب والتَلعب والتحايل عَل القوانني وسيطرة الروتني عَل بعض‬
‫مفاصل العمل احلكومي عَل الرغم من اْلنظمة اْلليكرتونية املتطورة التي تدير معظم أعًمهلا‪،‬‬
‫وهو ما أوصلنا إىل أن التطبيقات والْبامج اْلليكرتونية اخلاصة بعمل احلكومات اْلليكرتونية‬
‫غري كافية لضبط عملها‪ ،‬وذلك عائد ْلسباب من أبرزها تعدد التطبيقات واْلنظمة اْلدارية‬
‫الواقعية املوجهة هلا وتعارض بعضها ووجود ثغرات يف القوانني واْلنظمة اْلدارية التي تنفذ‬
‫من خَلل هذه الْبامج والتطبيقات اْلليكرتونية‪ ،‬مع عدم وجود التطبيقات الكافية للتنبيه‬
‫عليها أو ربًم صعوبة تعديلها َلرتباط هذه التعديَلت بعوامل سياسية أو موانع دستورية‪.‬‬
‫يمكننا كذلك قراءة هذه اْلبعاد من خَلل تغطية املوضوعات التالية والتي قد تكشف للقارئ‬
‫أبعاد اا غري ما ذكر يف الصفحات السابقة من هذا الكتاب‪.‬‬

‫الخدمات‪:‬‬
‫يف مال خدمات البلدية واخلدمات احلكومية العامة‪ ،‬سوف يتم ربط اْلداء باحلوافز بدقة‬
‫متناهية ِما سيزيد من جودة اْلداء احلكومي يف مال اخلدمات‪ ،‬إذ سيتمكن اجلهاز احلكومي‬
‫الرقمي من معرفة أعطال إنارة الشوارع حتى يف املناطق النائية برسعة أكْب‪ ،‬أو تنبيهات الطرق‬
‫املزدمحة والطرق البديلة‪ ،‬وعندما يصل خْب جتاوز عَل املمتلكات احلكومية أو الطرق العامة؛‬
‫أو ردم منطقة ترسب مائي قبل تفاقم املشكلة أو اْلخبار عن خمالفة يف اْلسعار كل ذلك عْب‬
‫أنظمة الربط املعلومايت اخلاصة بالعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس‪ ،‬سوف يمكن ذلك‬
‫اْلجهزة احلكومية من اختاذ إجراءات مبكرة جتنب اا للمزيد من املشكَلت‪.‬‬

‫الرقابة الحكومية‪:‬‬
‫سوف تكون أكثر دقة وأكثر حمافظة عَل اخلصوصية وأكثر جتنبا ْلزعاج الشخص املُرا َقب‪- ،‬‬
‫ببساطة ْلن الرقابة سوف تكون جزء من نظام املعامَلت اليومية وستتضمن أهدافها احلفاظ‬

‫‪145‬‬
‫عَل حياتنا وأمننا وصحتنا – لذا فإن اْلنظمة الرقابية ستعمل عَل تقديم محاية أفضل للمجتمع‬
‫من خَلل حتذير أصحاب املخالفات البسيطة أو من يتوقع الذكاء اَلصطناعي املتصل بْبامج‬
‫العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس وتطبيقاته؛ أنه سوف يقع يف خمالفة أو أنه تأخر عن دفع‬
‫غرامة ما‪ ،‬وسوف يرسل يف كل مرة للمخالف النص القانوِن املتعلق بمخالفته وما يرتتب عليه‬
‫خَلل تأخره يف دفع الغرامة أو تأخري أقساط املنزل أو السيارة‪ ،‬وكذلك فإن اْلبَلغ عن عطل‬
‫رسمية أو عروض سياحية بناء عَل حتليل تطبيقات الذكاء اَلصطناعي لشخصياتنا ورغباتنا‪،‬‬
‫سوف يكون سمة بارزة هلذا العاَل‪.‬‬

‫استشراف المستقبل‪:‬‬
‫الكثري من التطبيقات والْبامج املرتبطة بالعاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس وخصوص اا تلك‬
‫املسؤولة عن تطوير اخلدمات واْلجراءات واْلنظمة بناء عَل حاجة املستخدمني وما يواجههم‬
‫من مصاعب ومعوقات؛ سوف تكون موضع اهتًمم احلكومة اْلليكرتونية ْلهنا سوف متكنها‬
‫من تطوير خدماهتا وبرامها املتنوعة بناء عَل التغذية الراجعة واحللول املتعلقة هبا والتي توفرها‬
‫الْبامج املذكورة‪ ،‬وهي يف الوقت نفسه سوف تساعدها عَل استرشاف املستقبل ووضع أفضل‬
‫اخلطط واَلسرتاتيجيات وتطويرها بصورة مستمرة ْلن اَلسرتاتيجيات تتأثر بعوامل عدة‬
‫منها‪ :‬التغريات السياسية واَلقتصادية وتغري مزاج اجلمهور كذلك‪.‬‬

‫مكافحة التطرف والتنمر‪:‬‬


‫عندما تكون بيانات أي مستخدم لإلنرتنت واضحة وموثقة ويمكن الوصول إليه وحتذيره أو‬
‫اختاذ إجراءات قانونية عقابية‪ ،‬ويف حال ثبوت تورطه يف أنشطة غري قانونية أو متطرفة أو قيامه‬
‫بالتحرش أو التنمر أو غري ذلك من تصفات مرفوضة أخَلقيا وقانوني اا؛ فإن ذلك سيكون من‬

‫‪146‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫أكْب وسائل ردع اْلشخاص غري املنضبطني‪ ،‬لذا فإنه من املتوقع أن تستثمر احلكومات يف العاَل‬
‫ما وراء التقليدي "ميتافريس" وحتاكي أنظمتها طرق عمله وبرامه هبدف حتقيق أكْب قدر ِمكن‬
‫من السيطرة املعلوماتية التي تساعدها عَل متابعة اْلحداث غري الطبيعية وتعقب املخالفني‬
‫واملطلوبني حيثًم كانوا أو ذهبوا‪.‬‬

‫أمن المعلومات وحقوق الملكية الفكرية‪:‬‬


‫اْلمن السيْباِن أو أمن املعلومات الرقمية وحقوق امللكية من املسائل التي تؤرق احلكومات ملا‬
‫تشت مل عليه من تشعبات وتعقيدات وأخطار‪ ،‬حيث جتهد احلكومات يف الكثري من الدول يف‬
‫تدريب كواردها وختصص امليزانيات الكبرية حلفظ البيانات وتوثيق اَلكتشافات‬
‫واَلخرتاعات‪ ،‬لكن تعدد اْلنظمة والقوانني واختَلفها من دولة لدولة يعد من أشد ما يتسبب‬
‫يف إفَلت الكثريين من العقاب والتقصري وهو ما يشجع غريهم للسري عَل هذا الطريق‪ ،‬هنا‬
‫يأيت العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" كحل مناسب يعالج الكثري من اْلخطار املذكورة‬
‫وعمل عَل تطويرها بمشاركة آَلف املطورين واخلْباء حول العاَل‪.‬‬

‫الضرائب‪:‬‬
‫عند ربط رقم املعرف املوحد لألشخاص سوف يوثق من مجلة ما يوثقه تعامَلته وحتويَلته‬
‫املصفية وسوف يساعد نشاطه املايل وحركة السحب والتوديع والفوترة التي يقوم هبا عَل‬
‫حتديد أنشطته املالية‪ ،‬وعند إدراك الدول أن العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" سوف يوفر‬
‫هلم عرشات املليارات سنويا فقط من بوابة التهرب الرضيبي‪ ،‬وأنه سوف يسهم يف تدقيق‬
‫السجَلت وعمليات الفوترة؛ ِما يتيح حتديد الرضائب املرتتبة عَل اْلفراد واملؤسسات بكل‬

‫‪147‬‬
‫دقة‪ ،‬فَل شك أهنا سوف تسارع لَلندماج يف برامج العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‬
‫وتطبيقاته‪.‬‬

‫تحقيق التوازن التنموي‪:‬‬


‫تعد إشكالية التنمية بَل تثقيف مستمر فيًم يتعلق بحدودها وواجبات املواطن حياهلا ومعرفة‬
‫احلكومات أن أي فلس سوف ينفق عَل برامج التنمية بَل أمن متمعي وهو أمر يستحيل حتققه‬
‫بغري عدالة اجتًمعية‪ ،‬سوف يكون بمثابة هدر يف ميزانية الدولة؛ ْلن خمرجات التنمية عندها‬
‫سوف ترتاوح بني الضعيفة واملعدومة‪ ،‬لذا فإن التوازن التنموي يتحقق عْب هذه السلسلة‪:‬‬
‫تنمية شاملة => تثقيف مستمر بحدود الرفاهية‬ ‫عدالة اجتامعية => أمن جمتمعي =>‬
‫هذا هو ما حيقق التوازن التنموي‪ ،‬وحني نجد أن التكامل املتحقق يف العاَل ما وراء التقليدي‬
‫"ميتافريس" والذي يمكن اْلفادة من داخل هذا العاَل؛ وحماولة حماكاة العاَل التقليدي له‪،‬‬
‫يشكّل قاعدة انطَلق متينة لتحقيق توازن تنموي شامل يراعي بعناية حاجات اْلنسان‬
‫الروحية واملادية ويقدم له حلوَلا وخيارات أكثر ِما جيعل حياته أفضل وذات قيمة أعَل‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫علينا أن نقتنع بأن تطور مفهوم الوظيفة الذي كان سائد اا عَل مدار القرنني املاضيني قد تغري‬

‫وقد أصبح خاضع اا اليوم ملفهوم جديد ّ‬


‫تم التوصل إليه بناء عَل جتارب مسجلة وثقت نتائجها‬
‫هبدف حتديد الشكل اْلفضل للوظيفة وهو ما أثر يف مفهومها احلايل حيث أصبح التعاقد‬
‫املؤقت والعمل ضمن نظام ساعات عمل هو السائد يف العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس"‬
‫وكذلك نظام املستقلني الذي سوف يصبح اْلكثر رواجا‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن العاَل ما وراء التقليدي "ميتافريس" والذي يعمل عَل مبادئ توجيهية‬

‫أساسية من بينها مجع اخلدمات واْلعًمل وبرامج التعليم والرتفيه يف مكان واحد‪ ،‬وهو ما يعني‬

‫‪148‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫إمكانية حتقيق إدارة حكومية إليكرتونية رصينة َل مال فيها للتسويف والتَلعب والتصف‬

‫بشكل غري قانوِن مهًم كان حجم املخالفة صغري اا‪ ،‬إذ ستكون هوية الشخص معروفة يف كل‬

‫مكان يقوم به بنشاط رسمي أو غري رسمي صغري اا كان أم كبري اا ربحيا أم غري ربحي‪ ،‬وبالتايل‬

‫سوف تكون املخالفة أقرب لَلستحالة‪ ،‬وقد تشكل التحذيرات تأثري اا أكْب من املتوقع يف‬

‫توجيه املجتمع نحو اَللتزام الطوعي باْلنظمة والقوانني‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫الفصل الثامن‬

‫رصد اإلنتاج الفين والثقايف واألدبي‬

‫املتعلق بتقنية العامل ما وراء التقليدي امليتافريس‬

‫"الميتافيرس"‪:‬‬ ‫األفالم السينمائية والعالم ما وراء التقليدي‬


‫يف هذا الفصل سوف نقوم بتغطية خمتصة لألعًمل السينًمئية واْلدبية التي تتضمن جوانب من‬

‫الواقع اَلفرتاض‪ ،‬والواقع املعزز والذكاء اَلصطناعي أو اجلوانب اْلخرى التي هي جزء من‬

‫الركائز اْلساس التي تشكل العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" وبعد هذه اجلولة سوف‬

‫نكشف أكثر للقارئ عن أمهية هذا الفصل وفائدته بًم يزيل دهشة بعض من يتساءل عن هذه‬

‫اجلزئية‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Ready Player one‬‬ ‫العب جاهز واحد‬

‫تدور أحداث الفلم يف العام ‪ ،2045‬حيث يتناول قصة منصة رقمية افرتاضية اسمها‬

‫"أويسس" تظهر يف زمن يستمر العاَل املادي يف التقلص واخلراب‪ ،‬يتم حتديد بطل شاب‬

‫للدخول إىل العاَل اَلفرتاض ملهمة البحث عن الكنز يف منصة "أويسس" بح اثا عن الثروة التي‬

‫خلفها منشئ أويسس املتوىف‪ ،‬جيمس هاليداي‪.‬‬

‫غال ابا ما ُينظر إىل فيلم "َلعب جاهز واحد" عَل أنه فيلم يرشح امليتافريس عَل الرغم من‬

‫حقيقة افرتاض أن رشكة واحدة سينتهي هبا اْلمر بالسيطرة عَل كل يشء‪ ،‬فهذه الفكرة منتقدة‬

‫من قبل اخلْباء‪ ،‬حيث يقولون إن امليتافريس لن يكون عاملا واحدا ا وإنًم هو عواَل متعددة‪.‬‬

‫يقوم الفيلم بعمل رائع ْلظهار كيف قد تكون التجارب الغامرة يف الواقع اَلفرتاض يف يوم‬

‫تم حتويلها لفلم‬


‫من اْليام‪ ،‬علًم أنه توجد رواية صدرت قبل الفلم بنفس العنوان والقصة ثم ّ‬
‫َلحقا‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫‪Minority Report‬‬ ‫تقرير األقلية‬

‫يف عام ‪ ، 2054‬تستطيع الرشطة استخدام التكنولوجيا النفسية للقبض عَل املجرمني قبل‬

‫ارتكاهبم جلرائمهم؛ بالنسبة لتوم كروز‪ ،‬وهو قائد وحدة ما قبل اجلريمة‪ ،‬يكون كل يشء عَل‬

‫ما يرام حتى ُيدان بجريمة َل يرتكبها بعد لرجل َل يقابله من قبل‪ ،‬تستخدم أجهزة الكمبيوتر يف‬

‫تقرير اْلقلية واجهة الواقع املعزز القائمة عَل اْليًمءات والتي كانت مصدر إهلام لعدد من‬

‫اجلهود ْلنشاء نوع واجهة املستخدم التي سنحتاجها للتعامل مع بيئة بدون لوحة مفاتيح مع‬

‫تدفقات متعددة وطبقات من املعلومات‪ ،‬وهي حتاكي بدرجة كبرية تقنيات العاَل ما وراء‬

‫التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Avatar‬‬ ‫أفاتار‬

‫يظهر الفلم عاَل اسمه "عاَل باندورا" ويتم وضع البرش يف حماكاة مثل الواقع يف جسد وعقول‬

‫خملوقات ذكية "نأيف" حيث تعيش يف بيئة سامة لإلنسان‪" ،‬نأيف" هي نوع متقدم للغاية قادر‬

‫عَل القيام بأشياء تتجاوز الذكاء البرشي‪ ،‬إن تقنية القدرة عَل نقل وعي إنسان إىل خملوق من‬

‫نوع آخر أمر مذهل؛ تستكشف اْلفاتار هذا املفهوم والرتكيز عَل إمكانيات تقنية الواقع املعزز‬

‫والواقع اَلفرتاض ‪ AR‬و ‪.VR‬‬

‫‪153‬‬
‫‪Iron man‬‬ ‫الرجل الحديدي‬

‫يف فيلم الرجل احلديدي‪ ،‬يتم اختطاف امللياردير الصناعي "توِن ستارك" وتوجيهه َلبتكار‬

‫سَلح مدمر يقلب الطاولة عَل خاطفيه؛ من خَلل إنشاء بدلة الرجل احلديدي‪ ،‬يستطيع‬

‫"ستارك" التحرر والعودة إىل أمريكا بإبداعه حيث يصقل البدلة للمساعدة يف حماربة اجلريمة‬

‫واْلرهاب “جارفيز” مساعد "توِن ستارك" الشخيص يسمح له بالقدرة عَل اْلبداع يف ‪ AR‬و‬

‫‪ VR‬بينًم يعمل عَل إنقاذ العاَل‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Wreck it Ralph‬‬ ‫حطمه رالف‬

‫يف فيلم حطمه رالف اجلزء اْلول واجلزء الثاِن‪ ،‬يسعى رالف الرشير يف ألعاب الفيديو ليصبح‬

‫الرجل الصالح بعد أن سئم من كونه شخصا مؤذيا‪ ،‬ينتهي بحثه عن قصة بطل إىل إحداث‬

‫فوىض يف رواقه عَل طول الطريق‪ .‬يستطيع رالف السفر عْب اْلنرتنت بالكامل‪ ،‬من لعبة إىل‬

‫أخرى‪ ،‬ويعرض الرتابط املحتمل لفرص العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫‪horror‬‬ ‫‪ #‬رعب ‪#‬‬

‫بالرتكيز عَل مموعة من الفتيات املراهقات‪ ،‬يستكشف فيلم (رعب) تداعيات وسائل‬

‫التواصل اَلجتًمعي وتأثريها عَل عقول الفتيات يف سن ‪ 12‬عا اما‪.‬‬

‫تأخذ اْلمور منعطف اا نحو اْلسوأ عندما تتحول لعبة الغميضة الْبيئة إىل رعب بعَلمة مائلة‪.‬‬

‫يعرض فيلم (رعب) أخطار وسائل التواصل اَلجتًمعي ملن يتعرض هلا‪ ،‬حيذر الفيلم من‬

‫اْلفراط يف تعرض الفتيات الصغريات ويوضح كيف أن منصاهتم املوجودة عْب اْلنرتنت‬

‫تتوازى مع لعبة النجوم والنقاط ولوحة الصدارة اَلجتًمعية التي تؤثر عَل حياهتن اليومية يف‬

‫املدرسة‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪V/H/S:Viral‬‬ ‫فيه إتش إس فايرال‬

‫بعد مطاردة الرشطة يف شوارع لوس أنجلوس (فيه إتش إس فايرال) حتفز مموعة من‬

‫املراهقني َللتقاط لقطات غري مدركني لألحداث املروعة التي ستحدث هلم‪ ،‬يعرض (فيه إتش‬

‫إس فايرال) تداعيات البث املبارش لألحداث املروعة وتأثريها عَل اْلنرتنت والعاَل املادي‪ ،‬يف‬

‫حني أن فيلم الرعب هذا هو خيال‪ ،‬فإنه يطرح سؤاَلا حول مشاركة "فريوس" موجود يف عاَل‬

‫يشبه العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫‪Smart house‬‬ ‫المنزل الذكي‬

‫إثر الفوز بمنزل ذكي حموسب بالكامل يف مسابقة‪ ،‬يلتقي بطل الفلم بــ "بات" وباللغة‬

‫اْلنجليزية )‪ PAT (Personal Applied Technology‬اختصار اا لـ (التكنولوجيا التطبيقية‬

‫الشخصية) التي تساعد يف التأكد من أن اْلجهزة واملنزل تعمَلن بسَلسة‪.‬‬

‫يف حماولة ملنع والده من املواعدة بعد وفاة والدته‪ ،‬عْب جعل برمة املنزل الذكي ليكون أكثر‬

‫أمومة‪ ،‬لكن ‪ PAT‬يبدأ يف السيطرة الشديدة عَل اْلرسة‪ .‬يدمج فيلم املنزل الذكي خماوف‬

‫التشغيل اآليل للمنزل‪ ،‬واْلمكانيات احلالية ملنتجات ميزات الصوت أمازون أليكسا اخلاصة‬

‫بنا يستكشف ‪ PAT‬حدود َمن يتحكم يف َمن؛ التقنيات الرقمية أم البرش؟‬

‫‪158‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫هير ‪Her‬‬

‫تبدأ قصة (هري) مع بطل الفلم ثيودور‪ ،‬الذي يكسب لقمة العيش من خَلل كتابة الرسائل‬

‫الشخصية ْلشخاص آخرين‪ ،‬وقد كرس قلبه بعد انتهاء زواجه‪.‬‬

‫يصبح مفتوناا بنظام التشغيل اجلديد ويلتقي بـشخصية افرتاضية داخل نظام التشغيل اسمها‬

‫"سًمنثا" عَل الرغم من أهنم بدأوا كأصدقاء‪ ،‬إَل أن املشاعر رسعان ما تتطور وتتحول إىل يشء‬

‫آخر وتنتهي باملضاجعة اَلفرتاضية و ُتظهر عَلقة ثيودور بمحاكاة احلاسوب كيف أن تفاعَلتنا‬

‫مع التكنولوجيا هلا آثار واقعية عَل احلياة‪ ،‬مثل العَلقات يف العاَل ما وراء التقليدي‬

‫"امليتافريس" – و ُتظهر كيف يمكن أن يصبح الذكاء اَلصطناعي قو ايا‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫‪Tron‬‬ ‫ترون‬

‫ربًم يكون هذا هو أول العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" يظهر يف فيلم‪ ،‬يعرض (ترون)‬

‫تفاصيل مغامرات مطور ألعاب الفيديو كيفني فلني الذي تم نقله إىل عاَل الكمبيوتر حيث‬

‫واجه (ترون)؛ وهو برنامج أمان "يقاتل من أجل املستخدمني" يف اْلصل تم إنشاء الفيلم عام‬

‫‪ ،1982‬وأعيد النظر فيه يف عام ‪ 2010‬باسم ترون‪ :‬اْلرث ويتميز بموسيقى تصويرية لدافت‬

‫بانك‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪The Matrix‬‬ ‫المصفوفة (ماتريكس)‬

‫سلسلة املصفوفة تتبع مغامرات "ذا ون نيو" وهو يقاتل ضد أباطرة احلاسوب القمعيني يف‬

‫ماتريكس (املصفوفة)‪ ،‬وهي واقع افرتاض يرتبط فيه مجيع البرش من املهد إىل اللحد‪ ،‬يغطي‬

‫فيلم املصفوفة الكثري من املعتقدات – فهو يستكشف الكثري من اْلسئلة الفلسفية (وعَل‬

‫اْلخص قصة الكهف وآلة التجربة) جن ابا إىل جنب مع املستقبل املحتمل الذي يمكن أن ينتج‬

‫عن الذكاء اَلصطناعي اجلامح وتكنولوجيا الواقع اَلفرتاض‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫‪Strange days‬‬ ‫أيام غريبة‬

‫إذا كنت تبحث عن فيلم كَلسيكي أقل شهرة فإن (أيام غريبة) هو فيلم تم إنشاؤه يف‬

‫السنوات التي سبقت عام ‪ – 2000‬ويعكس بعض املخاوف يف ذلك الوقت‪.‬‬

‫يتعامل الفيلم مع اآلثار املرتتبة عَل التكنولوجيا غري القانونية التي تسمح لك بتسجيل جتاربك‬

‫احلسية والتي قد يعاد اختبارها بعد ذلك من قبل أشخاص آخرين (وهو مفهوم متت إعادة‬

‫النظر فيه يف "سايْب بانك ‪ )Cyberpunk 2077) "٢٠٧٧‬مثل نظام "رقصة الدماغ"‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫لوسي ‪Lucy‬‬

‫بعد اختطافها وحتويلها إىل مهربة خمدرات‪ ،‬يتم زرع لويس بسلعة مهربة ينتهي هبا اْلمر‬

‫بالترسب إىل نظامها‪ .‬تطور لويس قدرهتا عَل التحكم الكامل يف دماغها بنسبة ‪%100‬‬

‫واَلستفادة من قوى التحريك الذهني‪ ،‬إن قدرة لويس عَل حتميل معرفتها الكاملة إىل جهاز‬

‫حاسوب جتعل السؤال عن قدرتنا عَل ختزين معرفتنا يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‬

‫مغري اا‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫الروايات والقصص األدبية‪:‬‬
‫‪Snow Crash by Neal Stephenson‬‬

‫يعتْب من أوائل املُؤلفات التي صاغت ُمصطلح العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" يتتبع هذا‬

‫الكتاب مغامرات ‪" ، Hiro Protagonist‬موصل" البيتزا ‪ - -‬وهاكر النخبة ‪ -‬حيث كشف‬

‫النقاب عن لغز بعض الْبامج الضارة الرشيرة التي يمكن أن تصيب مستخدمي ‪Metaverse‬‬

‫‪ ،‬وتسبب تل افا يف الدماغ يف احلياة الواقعية‪.‬‬

‫حيتوي عَل واحد من أفضل املشاهد اَلفتتاحية يف كل أفَلم اخليال العلمي‪ ،‬وخصوصا يف‬

‫الصفحات القليلة اْلوىل ومع ذلك فإن رؤية تقنية العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" التي‬

‫تناولتها الرواية قد تطورت منذ ذلك احلني؛ فبدَلا من العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‬

‫اخلاضع للتحكم مركز ايا‪ ،‬فإن التقنيات املفتوحة جعلته َل مركزيا‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Other land by Tad Williams‬‬

‫يعد ‪ Other land‬رحلة ِمتعة عْب مسار خيايل يأخذك إىل أماكن جديدة وخميفة ورائعة‬

‫باْلضافة إىل اْلماكن املألوفة مثل "‪ "Alice in Wonderland‬و ‪ Middle Earth‬و ‪Jurassic‬‬

‫‪ .Park‬يتم رسد احلكاية عْب أربعة كتب كبرية‪ ،‬تبحث يف حمنة اْلطفال املحبوسني يف هذه‬

‫العواَل اَلفرتاضية‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫‪Fire Upon the Deep by Verner Venge‬‬

‫كتب ‪ Vernor Vinge‬عد ادا من القصص التي تتناول اْلنرتنت والذكاء اَلصطناعي والتفرد‬

‫التكنولوجي‪.‬‬

‫حتتل لعبة ‪ A Fire On the Deep‬مكانة خاصة عند الكثريين ْلهنا حتكي احلكاية املذهلة عًم‬

‫حيدث عندما تغري قواعد الفيزياء للسًمح بزيادة رسعات املعلومات أثناء ابتعادك عن مركز‬

‫املجرة (ما أسًمه " مناطق الفكر ") إذا كنت تفضل قراءة يشء يبدو أقرب إىل احلارض قليَلا‪،‬‬

‫فإن رشكة ‪ Vinge's True Names‬تتعامل مع اجلرائم اْللكرتونية داخل عاَل إفرتاض مشابه‬

‫لتقنية امليتافريس‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Rainbows End‬‬

‫تناول املؤلف يف كتابه ُمستقبل احلوسبة كيف سيكون ويتصور عاملاا من حاَلت املراقبة املنترشة‬

‫والواقع املعزز يف كل مكان (‪ )AR‬وهي سياسة عمل معظم أجزاء العاَل ما وراء التقليدي‬

‫"امليتافريس" والتي من خَلهلا سوف حيصل املشرتك عَل الكثري من اخلدمات واَلمتيازات‬

‫والتسهيَلت‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫‪Daemon by Daniel Suarez‬‬

‫دانيال سواريز مؤلف ذو خلفية هندسية رائعة‪ ،‬وهذا واضح من كتاباته‪ .‬يتناول الكتاب‬

‫تداعيات وفاة مبتكر لعبة لعب اْلدوار متعددة الَلعبني عْب اْلنرتنت (‪ )MMORPG‬الذي‬

‫ترك وراءه شبكة من الروبوتات والذكاء اَلصطناعي‪ ،‬تتبعه فوىض يف مجيع أنحاء العاَل‪.‬‬

‫تم افرتاض سيناريوهات مستقبلية مثل القرصنة والذكاء اَلصطناعي والتشفري وكشف‬
‫لقد ّ‬
‫اْلخبار والتحكم عن بعد والتَلعب البرشي الذي يمكن أن حيدث إذا كان لدى ذكاء اآللة‬

‫إمكانية الوصول إىل املال والقوة‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Neuromancer by William Gibson‬‬

‫يبدأ املؤلف كتابه باحلديث عن مستقبل خمتنق بالتلوث حيث ستبدو السًمء ثابتة‪ ،‬إذ كان يكتب‬

‫عن مدينة يف اليابان‪ .‬تستمر املوضوعات اليابانية املستوحاة من الرسوم املتحركة يف الظهور‬

‫عْب أدب وألعاب السايْببانك؛ وَل يكن بعيدا ا بالنظر إىل كارثة الغَلف اجلوي التي سادت‬

‫معظم أنحاء آسيا اليوم‪ ،‬فهي قصص منطقية تتضمن الذكاء اَلصطناعي والقرصنة‬

‫والشخصيات املحاكاة واَلرتباطات العصبية والتعزيزات اْللكرتونية ومجيع املواد اْلخرى‬

‫أساسا لـ ‪.cyberpunk‬‬
‫التي أصبحت ا‬

‫‪169‬‬
‫‪Lexicon by Max Barry‬‬

‫تعرض الرواية متم اعا رس ايا من الشعراء القادرين عَل التحكم يف العقل البرشي والتَلعب به‬

‫وتغيريه باستخدام نظام لغة خملخل‪ ،‬يف عاَل تكون فيه الكلًمت قادرة عَل تغيري عقل اْلنسان‬

‫وغريزته متا اما‪ ،‬من املثري لَلهتًمم ربط تأثري الواقع املعزز والواقع اَلفرتاض والذكاء‬

‫اَلصطناعي عَل املجتمع اليوم‪.‬‬

‫تستكشف الرواية الطبيعة البرشية احلقيقية‪ ،‬ونقاط الضعف‪ ،‬ورغبتنا يف اخلصوصية‪ .‬تدفعك‬

‫هذه الرواية إىل التفكري يف رغبات اجلنس البرشي‪ ،‬وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تقنع حدسنا‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Ready Player One by Ernest Cline‬‬

‫تفرتض الرواية وجود عاَل اسمه الواحة ‪ Oasis‬ومقتبس من الكتاب العبارة التالية التي تصف‬

‫هذا العاَل " ‪ ....‬حيث حدود الواقع هي خيالك‪ ،‬يمكنك فعل أي يشء‪ ،‬اذهب إىل أي مكان‪،‬‬

‫مثل كوكب العطَلت‪ ،‬تصفح موجة الوحش التي يبلغ ارتفاعها ‪ 50‬قد اما يف هاواي‪ ،‬ويمكنك‬

‫التزلج أسفل اْلهرامات‪ ،‬وتسلق جبل إيفرست مع بامتان‪".‬‬

‫تتحكم رشكة واحدة يف هذا العاَل‪ ،‬وهو نقيض العواَل اَلفرتاضية التي يتم استحداثها اآلن من‬

‫قبل عدة رشكات؛ ومع ذلك‪ ،‬فهي َل تزال مستمتعة يف تقليب الصفحات‪ ،‬وقد تلهمك‬

‫الرواية ببعض التجارب املتصورة واخليالية‪ ،‬تم حتويل الرواية اىل فلم مصور َلحقا بنفس‬

‫اَلسم‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫‪Bobiverse by Dennis Taylor‬‬

‫حتاكي الرواية استكشاف الفضاء جن ابا إىل جنب مع عاَل العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‬

‫حيث تتعامل مع مستقبل يتم فيه تنزيل وعي رائد أعًمل برمي حمفوظ بالتْبيد يف مسبار‬

‫فضائي يستخدم َلستكشاف واستعًمر الفضاء عْب مفاهيم الذكاء اَلصطناعي والوعي‪،‬‬

‫والواقع اَلفرتاض‪ ،‬وحماكاة العديد من املوضوعات اْلخرى ذات الصلة العاَل ما وراء‬

‫التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Altered Carbon by Richard Morgan‬‬

‫تتضمن رواية "الكربون املتغري" مواضيع الواقع اَلفرتاض والوعي البرشي واخليال العلمي‬

‫والرومانسية املشحونة جنس ايا مع اجلريمة والتآمر يف هذه القصة املظلمة والعنيفة‪.‬‬

‫تفرتض الرواية أن "الكربون املتغري" سيحدث عَل مدى قرون من اآلن بينًم يستكشف البرش‬

‫املجرة‪ ،‬قد يت م ختزين الوعي داخل مكدسات قرشية يمكن نقلها إىل أجسام جديدة (تسمى‬

‫"اْلكًمم")‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫‪The Unincorporated Man‬‬

‫قصة عن رجل أعًمل ممد بالتْبيد‪ :‬ولكن يف هذا اْلصدار‪ ،‬يظهر يف متمع مستقبل لديه‬

‫اقتصاد جديد متا اما مبني عَل "دمج" كل إنسان يسمح بملكية اْلسهم لآلخرين‪ ،‬عَل سبيل‬

‫املثال‪ ،‬بدَلا من الدفع مقابل تعليمك ‪ -‬تقوم اآلن بتبادل بعض حقوق امللكية الشخصية‬

‫اخلاصة بك مع اجلامعة التي تدربك‪.‬‬

‫منصات العمَلت اَلجتًمعية مثل ‪ Bitclout‬أو ‪ Rally.io‬ليست بعيدة جدا ا عن هذه الفكرة‪،‬‬

‫ُكتب هذا الكتاب قبل ظهور تقنية سَلسل الكتل ‪ ،Blockchain‬لكنه يتصور بعض اهلياكل‬

‫اَلقتصادية التي يمكن أن تنشأ بسببها‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Eastern Standard Tribe by Cory Doctorow‬‬

‫تتناول رواية "القبيلة القياسية الرشقية" (التي يمكنك قراءهتا ماناا) بمستقبل تصبح فيه‬

‫احلدود املادية غري مادية وتصبح أقل أمهية ‪ -‬وحيث جتعل املتطلبات البيولوجية ْليقاعنا‬

‫اليومي مزامنة جداولنا أكثر أمهية‪.‬‬

‫يعمل الناس ليلعبوا م اعا وف اقا للمناطق الزمنية‪ ،‬والذي أصبح واقعا اآلن يف عاَل نتعاون فيه من‬

‫خَلل منصات وبرامج ‪ Zoom‬و ‪ Discord‬و ‪ - Slack‬ويقوم الكثري منا اآلن ببناء مؤسسات‬

‫افرتاضية تغطي الكرة اْلرضية بخدماهتا الرائعة‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫‪Accelerando by Charlie Stross‬‬

‫تتناول الرواية مواضيع الواقع املعزز (‪ )AR‬وأجهزة احلاسوب املتقدمة‪ ،‬والذكاء اَلصطناعي‪،‬‬

‫وحتميل الوعي‪ ،‬وحماكاة اْلسَلف‪ ،‬ومواضيع أخرى من شأهنا إثارة املتحمسني ملا وراء‬

‫أيضا الكثري من التقنيات احليوية وتكنولوجيا النانو ْلبقائك مفتوناا‪.‬‬


‫البحار‪ ،‬هناك ا‬

‫يف النهاية‪ ،‬إهنا تتعامل مع ما بعد اْلنسانية؛ ما هو النوع التايل للجنس البرشي؟ يقول اخلْباء‬

‫أن الْبمة الوصفية التي ستحدث داخل العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" ستؤدي إىل‬

‫جتارب جديدة وفرية؛ لذا لن تتفاجأ إذا جاء بعض ما تنبأ به الكاتب‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪The Culture series by Iain Banks‬‬

‫سلسة روايات تتناول متمع ما بعد الندرة وهو "الثقافة" حسب وصف الكاتب‪ ،‬وتتدرج‬

‫روايات السلسة يف تطور ذكاء اصطناعي فائق القوة يعمل عَل حتسني اْلنواع التي تشكل‬

‫العواَل اجلًمعية‪ .‬تتصارع الروايات مع الواقع املحاكي واحلياة اَلفرتاضية‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫الكتب العلمية‬
‫‪The Metaverse: And How it Will Revolutionize Everything‬‬

‫يرشح الكتاب سبب كون ‪ Metaverse‬هو خليفة اهلاتف املحمول الذي كان له دور بارز يف‬

‫حياة البرشية خَلل العقدين املاضيني‪ ،‬يتناول "ماثيو بول" يف كتابه موضوع التحول اهلائل‬

‫الذي سنشهده وحيدث ثورة يف كل جانب من جوانب حياتنا اليومية بدء اا من التمويل والرعاية‬

‫الصحية واملنتجات اَلستهَلكية وحتى اجلنسية‪ ،‬وحياول إثبات أن شبكة اْلنرتنت لن تكون‬

‫بعيدة عن متناول اليد؛ وهي بدَلا من ذلك ستحيط بنا‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Metaverse Investing Beginners Guide to Crypto Art, NFT’s, & Digital‬‬


‫‪Assets in the Metaverse‬‬

‫واضحا ملاهية العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" باْلضافة إىل ذلك‪ ،‬يقسم‬
‫ا‬ ‫فهًم‬
‫يقدم الكتاب ا‬
‫املؤلف فرص اَلستثًمر يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ ،‬يبدأ الكتاب بتاريخ قصري عن‬

‫موضحا من أين جاء املصطلح‪ .‬يرشح املؤلف السًمت‬


‫ا‬ ‫العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‬

‫أخريا يرشح كيف تقوم الرشكات‬


‫الرئيسية له ومزايا اغتنام الفرص اَلستثًمرية املعروضة فيه‪ ،‬ا‬
‫بتطبيقه مع التحديات التي سوف تواجهها‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫‪Marching Toward the Metaverse‬‬

‫يوضح الكتاب كيف سيكون شكل التواصل يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" إىل‬

‫التواصل احلواري ويتسم باَلحرتافية ويصف اَلتصاَلت التقليدية احلالية بأهنا أحادية‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Learning in Metaverse s: Co-Existing in Real Virtuality‬‬

‫يرشح الكتاب كيف سيؤثر العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" عَل املعلمني والطَلب‬

‫والباحثني‪ ،‬يستكشف املؤلف إمكانات ‪ Metaverse‬يف حتسني التدريس والتعلم وأنه سيوفر‬

‫إمكانيات جديدة لعمليات التواصل العلمي الفعال لذلك‪ ،‬ستؤثر البيئات اَلفرتاضية يف‬

‫حتصيل الطَلب للتعلم والتعاون‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫‪THE METAVERSE‬‬

‫يستكشف الكتاب عن كيفية اَلستثًمر يف العمَلت املشفرة و ‪ NFTs‬و ‪ Blockchain‬والعاَل ما‬

‫وراء التقليدي "امليتافريس" يستكشف ويليام إمكانيات اَلستثًمر يف هذا العاَل ويروج لفكرة‬

‫تكوين ثروة من خَلل ‪ NFTs‬و ‪ ETFs‬و ‪.Cryptos‬‬

‫‪182‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫!‪The Metaverse : Prepare Now for the Next Big Thing‬‬

‫مستثمرا رقم ايا من خَلل‬


‫ا‬ ‫يرشح الكتاب كيفية اَلستعداد لعاَل رقمي جديد وكيف تصبح‬

‫اغتنام الفرص التي يقدمها العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" وكيف أنه سيغري العاَل‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫‪What is the Metaverse? The Virtual Future in A Guide and the Best‬‬
‫‪Cryptocurrencies to Invest in 2022‬‬

‫سوف تتعلم يف هذا الكتاب كيفية رشاء اْلرض يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" ويبني‬

‫كيفية جني اْلرباح من اَلستثًمر يف الفرص املتنوعة التي يوفرها هذا العاَل‪ ،‬كذلك يرشح‬

‫الكتاب كيف جيعل العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"اَلستثًمر اَلفرتاض حقيقة واقعة عْب‬

‫تفعيل اَلتصال بني املستخدمني باستخدام الصورة الرمزية "اْلفتار"‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫البرامج والمسلسالت التلفازية حول العالم ما وراء التقليدي‬


‫"الميتافيرس"‬
‫‪Black Mirror‬‬

‫تتناول سلسلة "املرآة السوداء" الوجه اآلخر للتقنية بشكل عام ويف ظل أجواء العاَل ما وراء‬

‫التقليدي "امليتافريس" بشكل خاص ‪ -‬وخاصة الكوابيس البائسة ‪ -‬التي يمكن أن تنجم عن‬

‫تقنيات العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" حيث تغوص كل حلقة من حلقات السلسلة يف‬

‫قسم من تقنيات العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" وتتطرق إىل جوانب عدة يف الذكاء‬

‫اَلصطناعي أو الواقع اَلفرتاض أو السلوك البرشي عَل اْلنرتنت‪ ،‬ونجد أدناه تعريف بثَلث‬

‫حلقات عَل وجه اخلصوص لتقديم فكرة دقيقة عًم تعرضه هذه السلسلة‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫‪The Entire History of You‬‬

‫يف هذه احللقة من املوسم اْلول‪ ،‬يمكن للناس تسجيل وإعادة مشاهدة كل ذكرياهتم بأعينهم؛‬

‫أحد أبرز املشاهد يف هذه احللقة هو عندما يكون ‪ Liam‬و ‪" Ffion‬محيميني"‪ .‬عندما يبدأ‬

‫املشهد‪ ،‬يقود اجلمهور إىل اَلعتقاد بأن كَلمها ينخرط يف نوع من املكياج والعَلقة العاطفية‬

‫احلميمة‪ ،‬بينًم يف الواقع يتم ضبطهًم ومها يشاهدان هذه الذكرى بأعينهًم‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Nosedive‬‬

‫يف هذه احللقة من ‪ Black Mirror‬املوسم الثالث‪ ،‬نلتقي بشخصية تدعى ‪ .Lacie‬أثناء تنقلها يف‬

‫العاَل‪ ،‬يتم تصنيف كل شخص يف كل تفاعل لديه‪ ،‬وقد حصلت عَل تصنيف ‪ 4.2‬يف بداية‬

‫احللقة‪ ،‬ختجل من شقيقها ذي التصنيف املنخفض ومن وضعها اَلجتًمعي احلايل وعندما‬

‫طلبت منها صديقتها‪ ،‬املصنفة ‪ ،4.8‬التحدث يف حفل زفافها‪ ،‬وجدت َليس نفسها يف وضع‬

‫يزداد سو اءا بسبب نفس املَلحظات املتأصلة يف نظام التصنيف‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫‪Playtest‬‬

‫يف هذه احللقة من املوسم الثالث لـ‪ ، Black Mirror‬إثارة شابة تبحث عن مغامرة َلختبار جتربة‬

‫ألعاب فيديو جديدة حيث يستخدمون "تقنية جديدة" يف جتربة رعب وإثارة‪.‬‬

‫‪Westworld‬‬

‫‪ Westworld‬هي سلسلة أصلية من ‪ HBO‬تغطي مساحة هائلة من املجاَلت التكنولوجية‬

‫واَلجتًمعية‪ ،‬يبدأ بشكل أسايس كشكل من أشكال الواقع املعزز ‪ -‬حيث تكون الروبوتات‬

‫‪188‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫ذات الذكاء اَلصطناعي بمثابة تعزيز لتجربة لعب اْلدوار لَلعبني‪ ،‬لكنها تغطي أكثر من ذلك‬

‫بكثري‪ :‬حيث تتطرق إىل مفاهيم مثل‪ :‬الوعي وتقرير املصري؛ اْلرادة احلرة؛ أخَلق؛ مفاهيم‬

‫اخلري والرش؛ وتأثري الذكاء اَلصطناعي التنبئي‪.‬‬

‫‪Upload‬‬

‫‪ Upload‬هو مسلسل أصل من أمازون‪ ،‬كوميديا مظلمة تدور أحداثها يف املستقبل حيث‬

‫يمكن حتميل الوعي البرشي إىل عاَل ما بعد احلياة‪ ،‬يتنافس العديد من مزودي اخلدمات‬

‫التجارية عَل اْلعًمل‪ ،‬يف حني أن حلقات ‪ Black Mirror‬املذكورة أعَله تعاملت مع قصص‬

‫ِماثلة بنْبة أكثر جدية ‪ -‬تتعمق هذه السلسلة يف ما حيدث يف عاَل الواقع املرير مع آليات اللعب‬

‫املجانية وجوانب أخرى من عاَل اْلنرتنت احلايل‪ ،‬حتاكي إىل حد بعيد أجواء العاَل ما وراء‬

‫التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫‪The Feed‬‬

‫يقع ‪ The Feed‬يف املستقبل غري البعيد‪ ،‬حيث يصور متم اعا تسمح هلم الرقائق الصغرية يف‬

‫أدمغتهم بالوصول إىل جتارهبم ومشاركتها بشكل موجز اىل العاَل‪ ،‬وهو ما يعني بصيغة أخرى‬

‫التجوال احلر عايل املرونة يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫‪Altered Carbon‬‬

‫استنا ادا إىل رواية عام ‪ 2002‬لريتشارد ك‪.‬مورجان‪ ،‬تدور أحداث ‪ Altered Carbon‬يف متمع‬

‫يمكن فيه نقل الوعي إىل أجسام متنوعة‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫تدور أحداث املوسم اْلول من السلسلة يف عام ‪ .2384‬يستكشف ‪ Altered Carbon‬التمييز‬

‫بني الذكريات واجلسد‪ ،‬ويعيد تسمية جلد اْلنسان باسم "اْلكًمم" ويستضيف الذكريات عَل‬

‫حمرك قرص ثابت مزروع يف مؤخرة العنق‪ ،‬وهي ذات اْلفكار التي تم الرتويج هلا عقب انتشار‬

‫جائحة كورونا مطلع عام ‪2020‬م‪ ،‬حيث تداول البعض حديث اا عن رقائق إليكرتونية تساعد‬

‫عَل التنبؤ باْلمراض أو حتى معاجلتها‪ ،‬لكن تناقل املعلومات وختزينها وتوظيفها هو ما يمكن‬

‫أن يقرب لنا صور اا دقيقة عن العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫‪Mr. Robot‬‬

‫السيد روبوت يتابع وَلء مْبمج أمن إلكرتوِن يدعى "إليوت" وهو خمرتق ليَلا؛ عندما يطلب‬

‫منه إزالة الرشكة التي يعمل هبا من قبل زعيم مموعة اهلاكرز الرسية‪ ،‬يصبح وَلء إليوت‬

‫موضع تساؤل‪ ،‬تتعمق هذه السلسلة يف قضايا اْلمن السيْباِن‪ ،‬واملنظًمت الرسية‪ ،‬واخلْبة‬

‫الشخصية‪ ،‬وطبيعة املال بالذات واهلشاشة املحتملة ملجتمعنا الرأسًميل‪ ،‬وهي موضوعات‬

‫حتاكي املخاطر والثغرات التي حتدث عنها بعض الدراسات فيًم يتعلق بالعاَل ما وراء التقليدي‬

‫"امليتافريس"‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫‪Ghost in the Shell: Standalone Complex‬‬

‫سلسلة رسوم متحركة تتبع حتقيق القسم ‪ 9‬يف اختطاف وإطَلق رساح رئيس تنفيذي ياباِن من‬

‫قبل متسلل يقع داخل عاَل تتنافس فيه الرشكات ضمن "حرب مستدامة" يتعامل املسلسل مع‬

‫املحمل‪ ،‬واملجمع‬
‫َّ‬ ‫الواقع املعزز واَلفرتاض‪ ،‬والذكاء اجلًمعي‪ ،‬والذكاء اَلصطناعي‪ ،‬والوعي‬

‫الصناعي العسكري‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Sword Art Online‬‬

‫تدور أحداثها يف عام ‪ ،2022‬وهي لعبة واقع افرتاض متعددة الَلعبني عَل اْلنرتنت للعب‬

‫اْلدوار (‪ )VRMMORG‬تسمى ‪ Sword Art Online‬تغمر الَلعب متا اما يف عاَل اْلنرتنت‪،‬‬

‫باستخدام خوذة ‪ ،NerveGear‬يمكن لَلعبني جتربة مجيع احلواس اخلمس يف الواقع‬

‫اَلفرتاض‪ ،‬والتحكم يف شخصياهتم داخل اللعبة بعقوهلم احلقيقية‪ ،‬وهي املقاربة التي تصف‬

‫ارتباط الواقع التقليدي بالعاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫‪Love Death + Robots‬‬

‫سلسة قصص قصرية تستعرض احلياة السابقة للروبوتات يف تواريخ متنوعة‪ .‬تتناول القصص‬

‫العَلقات اْلنسانية واحلب مع نوع فريد وغريب (مضحك أحياناا‪ ،‬وغال ابا ما يكون مرع ابا) يف‬

‫عاَل الذكاء اَلصطناعي‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫‪Star Trek‬‬
‫غطت السلسلة الكثري من موضوعات الواقع اَلفرتاض والواقع املعزز والذكاء اَلصطناعي‪،‬‬

‫وحالة الكائنات اْللكرتونية‪ ،‬وحتى اْللعاب‪.‬‬

‫تستكشف بعض حلقات السلسلة الشكل الذي قد تبدو عليه "حماكاة اْلسَلف" ‪ -‬وهو‬

‫مفهوم أصبح جوهر فكرة فرضية املحاكاة‪ ،‬وتطرق إليه العديد من الْبامج واحللقات‬

‫التلفزيونية اْلخرى التي متت مناقشتها أعَله (املرآة السوداء)‪ .‬واحدة من هذه احللقات يعيش‬

‫أحد رموز السلسلة عمر اا كام ا‬


‫َل يف حماكاة َل يمكن متييزها عن التجربة احلية (عَل الرغم من‬

‫مرور دقائق فقط بالنسبة له يف واقعنا)‪ .‬وهو تساؤل يطرحه اخلْباء حاليا‪ ،‬هل سيحاول العاَل‬

‫ما وراء التقليدي "امليتافريس" يو اما ما إنشاء عمليات حماكاة هبذه الدقة؟‬

‫‪Person of Interest‬‬

‫يركز فيلم ‪ Person of Interest‬عَل امللياردير ‪ Harold Finch‬الذي يمتلك جهاز كمبيوتر‬

‫يتنبأ بمن س ُيقتل ومتى وكيف يتم إيقافه‪ ،‬باستخدام نظام أمان متطور‪ ،‬يمكن لـ ‪ Harold‬تتبع‬

‫وإجياد والقضاء عَل أي شخص يف العاَل تقري ابا ‪ -‬التنصت عَل هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر‬

‫وحتى أنظمة السيارات اخلاصة هبم‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪Mythic Quest‬‬
‫سلسلة أصلية من ‪ Apple TV‬تتبع استوديو اْللعاب الذي أنشأ لعبة ‪ MMORPG‬باسم‬

‫‪ .Mythic Quest‬أثناء تقديم ملحة كوميدية عن عاَل ألعاب الفيديو‪ ،‬تسلط السلسلة الضوء‬

‫عَل العمل يف اخللفية لبيئة استوديو اْللعاب ويعرض كيف يؤثر الواقع عَل الواقع اَلفرتاض‪.‬‬

‫من سياسات املكتب إىل النازيني عْب اْلنرتنت‪ ،‬والبث املبارش "للمؤثرين" وتصورات غري‬

‫مرحية قريبة من الواقع لعملية تطوير اللعبة ‪ -‬تستكشف ‪ Mythic Quest‬كيف حتاكي كلتا‬

‫البيئتني بعضهًم البعض‪.‬‬

‫الخالصة‬
‫بعد هذه اجلولة املختصة بني أفكار جسدهتا أعًمل سينًمئية وكتب ومقاَلت وروايات دارت‬

‫يف معظم تفاصيلها حول تقنيات وأنظمة رقمية حتكم العاَل الذي نعيش فيه بشكل كامل‬

‫وتديره بشكل شبه كامل‪ ،‬وهو ما ختصص فيه موضوع هذا الكتاب (العاَل ما وراء التقليدي‬

‫"امليتافريس") ويف حال كان القارئ قد اطلع عَل الفصول السابقة بتسلسل‪ ،‬سوف يدرك‬

‫بسهولة سبب وجود هذا الفصل يف املرتبة من مراتب تسلسل فصول الكتاب؛ وهي املرتبة ما‬

‫قبل اْلخرية‪ ،‬حيث يتضح القصد من حماولة وضع القارئ يف صورة اْلحداث واملشاهد التي‬

‫من شأهنا نقله إىل أجواء العاَل ماو راء التقليدي "امليتافريس" هبدف فهمه وإجادة التعامل معه‬

‫يف حال أصبح أمرا واقع اا‪ ،‬وهي حماولة متثل أقىص ما يمكن فعله عْب نص مكتوب حياول‬

‫إيصال فكرة دقيقة عن موضوع ما‪.‬‬

‫َل خيفى عَل مطلع بأن السينًم واملؤلفات العلمية واْلدبية؛ هلا أهداف تشرتك مجيعا يف توجيه‬

‫عقل املجتمع اْلنساِن نحو وجهة معينة أو هتيئته َلستقبال أحداث جديدة عْب احلديث عن‬

‫‪195‬‬
‫املاض أو احلارض أو املستقبل‪ ،‬ومن هنا يمكننا وضع تصور دقيق حول املتغريات القادمة عَل‬

‫حياة النوع البرشي والتي سيكون العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" من أبرزها وأكْبها‬

‫بحسب املعطيات املتوفرة لدينا والتي تم عرض معظمها يف هذا الكتاب‪.‬‬

‫إذا َل دا ٍع ْلخذ اْلمور بسلبية‪ ،‬بل بالفعل يمكن ملثل هذه اْلعًمل الفنية مساعدتنا عَل التعامل‬

‫مع العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" بحكمة وذكاء؛ وأخذ مكانتنا املناسبة فيه وجتنب ما‬

‫أمكن من أسباب التخلف عن ركب اْلمم املتحرضة التي ترتب منذ سنوات َل للسيطرة عليه‬

‫فحسب‪ ،‬بل للتمتع بأعَل مراتب الرفاهية التي يوفرها هذا العاَل‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪197‬‬
‫الفصل التاسع‬

‫جولة يف ‪ 40‬ورقة حبثية حول تقنية العامل ما وراء التقليدي امليتافريس‬

‫يستعرض هذا الفصل أفضل ‪ 40‬ورقة بحثية نرشت حول تقنية العاَل ما وراء التقليدي‬

‫تم الرشوع يف تأليفه بني هناية‬


‫"امليتافريس" للمدة من ‪ 2008‬ولغاية ‪ ،2021‬وْلن الكتاب قد ّ‬
‫العام ‪ 2021‬وبداية العام ‪2022‬؛ لذا فقط اكتفينا هبذه احلقبة لتقديم ملحة مفصلة عن البحوث‬

‫العلمية التي صدرت من حيث نطاق اَلختصاص ومنهجية اْلوراق العلمية وكذلك من‬

‫حيث املحتوى العلمي املنشور عن تقنية العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" والذي اشتمل‬

‫أيض اا عَل أمثلة تطبيقية حول التقنيات املرتبطة هبذا العاَل‪ ،‬وقد حاولنا تسليط الضوء عَل‬

‫املنهجيات العلمية املستخدمة يف الدراسات املعنية هبذه التقنية التي دارت حوهلا فصول هذا‬

‫الكتاب املرجعي اْلول باللغة العربية عن اختصاص العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫تسلسل عرض املقاَلت العلمية سيكون عْب تلخيص كل ورقة بحثية بحسب ترتيب زمني من‬

‫املاض إىل احلارض ورسدها أبرز النقاط املكونة ملحتواها وفق اا لتسلسل النقاط واْلفكار يف كل‬

‫ورقة‪.‬‬

‫قبل شيوع مصطلح العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" يف الوقت احلايل كانت الدراسة‬

‫تستخدم مصطلحات مرادفة لإلشارة إىل العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" مثَل الواقع‬

‫اَلفرتاض ‪ Virtual Reality‬أو الواقع املعزز ‪ Augmented Reality‬أو لعبة "احلياة الثانية"‬

‫‪198‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫‪ Second Life‬ويرمز لألخرية يف الدراسات إس إل ‪ ،SL‬وكذلك فقط أطلق بعض املختصني‬

‫كًم أسلفنا مسمى عاَل ما بعد اْلنرتنت أو عاَل ما بعد اهلاتف‪.‬‬

‫تضمن هذا الفصل اْلبحاث والدراسات العلمية التي حصلنا عليها عْب البحث عن الكلًمت‬

‫اْلساسية العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" يف قاعدة بيانات ‪ Wos‬حددت بعض‬

‫الدراسات املفاهيم والسًمت اْلساسية لـبيئة العمل اَلفرتاض‪ ،‬وناقش البعض اآلثار‬

‫اَلجتًمعية والفلسفية للعاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ .‬باْلضافة إىل ذلك تم استعرض‬

‫تطور التطبيقات القائمة عَل اْلبعاد الثَلثية والواقع املعزز والواقع اَلفرتاض والواقع‬

‫املختلط يف ماَلت عمل متنوعة عَل مدار العرشين عا اما املاضية‪.‬‬

‫بعد البيان الصحفي لـ "مارك زوكربريج" لوحظ اَلهتًمم املتزايد بالعاَل ما وراء التقليدي‬

‫"امليتافريس" يف بيانات "جوجل تريند" كًم هو موضح يف الشكل ‪ ، 1‬والذي حيدد الرسم‬

‫البياِن للقيم اْلسبوعية لعمليات البحث عَل ‪ YouTube‬و ‪ Google‬يف العام اْلول من شهر‬

‫أكتوبر ‪ ،2021‬كانت هناك زيادة كبرية يف عمليات البحث ‪ Metaverse‬عَل كل من‬

‫‪ YouTube‬و ‪ .Google‬عَلوة عَل ذلك‪ ،‬لوحظ حدوث قفزة يف عمليات البحث عَل‬

‫أيضا‪.‬‬
‫‪ YouTube‬يف أبريل من العام ‪ 2022‬ا‬

‫‪199‬‬
‫شكل ‪ .1‬يكشف عن عدد عمليات البحث التي تم إجراؤها للبحث عن تقنية العاَل ما وراء‬

‫التقليدي "امليتافريس" عَل ‪ Youtube‬و‪ Google‬يف العام املاض باستخدام ‪.Google Trends‬‬

‫كًم يوضح الشكل ‪ 2‬توزيع عدد املقاَلت حسب السنة‪ ،‬بعد نرش أول مقال أكاديمي حول‬

‫موضوعات العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" يف عام ‪ ،2005‬لوحظ أن عدد املنشورات‪،‬‬

‫مر السنني قد ازداد يف اْلعوام اْلخرية‪.‬‬


‫الذي تذبذب عَل ّ‬

‫‪200‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫شكل ‪ .2‬عدد املنشورات بالسنوات‬

‫تم تصنيف املقاَلت التي حصلنا عليها يف هذا الفصل إىل ‪ 33‬فئة متنوعة موضحة يف الشكل ‪3‬‬
‫ّ‬
‫نرشا‬
‫تم تضمني بعض املقاَلت يف أكثر من فئة واحدة‪ .‬الفئات اْلكثر ا‬
‫يف قاعدة بيانات ‪ّ .WoS‬‬
‫هي فصول البحث الرتبوي واهلندسة الكهربائية اْللكرتونية‪.‬‬

‫شكل ‪ .3‬عدد املنشورات حسب فئات ‪Web of Science‬‬

‫‪201‬‬
‫يوضح الشكل ‪ 4‬عدد املنشورات وف اقا ملجاَلت البحث‪ ،‬ووف اقا لتصميم الدراسة‪ُ ،‬يَلحظ أن‬

‫أساسا يف مال علوم احلاسوب‬


‫ا‬ ‫املنشورات التي تغطي أكثر من مال بحث واحد هي‬

‫واهلندسة‪.‬‬

‫شكل ‪ .4‬عدد املنشورات حسب ماَلت البحث‬

‫تم إنشاء سحابة الكلًمت الواردة يف الشكل ‪ 5‬من الكلًمت الرئيسية التي تم استخَلصها من‬

‫الدراسات العلمية املعنية بموضوعنا‪ ،‬كذلك تم حتديد أحجام الكلًمت وف اقا لتكرار حدوثها يف‬

‫قائمة الكلًمت الرئيسية‪ ،‬وقد استخدمنا ما مموعه ‪ 190‬كلمة رئيسية متنوعة‪ ،‬مثل‪ :‬العواَل‬

‫اَلفرتاضية‪ ،‬احلياة الثانية‪( AR ،‬الواقع املعزز)‪ ،‬الصورة الرمزية‪( VR ،D 3 ،‬الواقع اَلفرتاض)‬

‫هي الكلًمت الرئيسية باللغة اْلنجليزية اْلكثر ارتبا اطا بـ العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫شكل ‪ .5‬سحابة الكلًمت من الكلًمت الرئيسية ذات الصلة بالـ ‪Metaverse‬‬

‫تم نرش املقالة اْلوىل عن العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" بواسطة الكاتبة "جاينز" و كتاب‬
‫ّ‬
‫آخرون (‪ )45‬وتناقش الدراسة املشاكل يف تصميم وتطبيق العاَل اَلفرتاض‪ .‬باباجانيديس‬

‫وآخرون (‪ )46‬درست اآلثار اَلجتًمعية والسياسية واَلقتصادية واْلخَلقية لأللعاب عْب‬

‫اْلنرتنت حيث يتفاعل عدد كبري من الَلعبني من مجيع أنحاء العاَل مع الصور الرمزية‬

‫تم إنشاؤها باستخدام إما هوياهتم احلالية يف العاَل املادي أو اهلويات اَلفرتاضية‬
‫(اْلفيتار) التي ّ‬
‫دون أي صلة هبم‪ .‬جاءت دراسة أخرى لفحص العاَل اَلفرتاض عل حسب فئتي‪ :‬اْللعاب‬

‫عْب اْلنرتنت والعاَل اَلفرتاض وتم حتديد امليزات اْلساسية لـمساحات العمل اَلفرتاضية‬

‫عَل أهنا مدخَلت متعددة الوسائط‪ ،‬وعمَلء غري متجانسني‪ ،‬خادم قابل للتطوير‪ ،‬شبكة ذات‬

‫قيود‪ ،‬كائنات مشفرة‪ ،‬وحمرك الفيزياء‪ ،‬مع وجود اْلمن واخلصوصية والعدل (‪ .)47‬تناولت‬

‫ورقة ديفيس وآخرون (‪ )48‬التعاون اَلفرتاض والعمل اجلًمعي بالتفصيل لفهم الفرص‬

‫‪203‬‬
‫نموذجا‬
‫ا‬ ‫واملخاطر املوجودة يف بيئات العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ .‬حيث طوروا‬

‫مفاهيم ايا خلمسة تراكيب‪:‬‬

‫العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" نفسه‪.‬‬

‫البرش ‪ /‬الصور الرمزية (اْلفيتار) يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" قدرات التكنولوجيا‬

‫يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫سلوك الصور الرمزية (اْلفيتار) يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫خمرجات العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫أيضا عَل استكشاف كيف أنه يمكن ملفاهيم اَلتصال واخللق والتفاعل وعملية‬
‫ولقد عملوا ا‬

‫الفريق أن توسع من العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ .‬بورَلكيس وآخرون (‪ )49‬درسوا‬

‫أيض اا تأثري تسويق املنتجات واخلدمات وجتارة التجزئة عَل وجه التحديد يف مساحات العمل‬

‫اَلفرتاضية عْب اْلنرتنت حيث يعمل اْلفراد واملؤسسات‪ ،‬وقدموا أيض اا دراسة معتمدة عَل‬

‫املقارنة بني جتارة التجزئة التقليدية يف املتاجر‪ ،‬وجتارة التجزئة يف العاَل ما وراء التقليدي‬

‫"امليتافريس" ‪ .‬لقد وجهوا انتباههم إىل العديد من اْلسئلة اْلساسية‪ ،‬مثل‪ :‬ما هي املعايري التي‬

‫عَل أساسها يتم البيع بالتجزئة يف العاَل اَلفرتاض؟ ما هي الوكالة التنظيمية التي سترشف عَل‬

‫تسعري املنتج؟ وما إذا كان سيتم حتويل العمَلت اَلفرتاضية املستخدمة يف البيع بالتجزئة يف‬

‫العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" إىل عملة حقيقية؟ أوضحا تاسا وجورجولو (‪ )50‬ما هو‬

‫فن ميتا وناقشا ما إذا كان سيكون ميتافريس وسيلة فنية جديدة يف املستقبل وذكروا أنه يمكن‬

‫‪204‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫استخدام الطبيعة اجلًمعية واملتصلة لإلنرتنت لربط الصور الرمزية وإنشاء مساحة مرتبطة‬

‫بمستويات أخرى من الواقع نتيجة لذلك‪ ،‬جادلوا بأنه لكي يكون الفن حمل ايا يف ميتافريس مع‬

‫شكله وحمتواه وعملية اْلبداع‪ ،‬جيب أن يعتمد الفن عَل السياق‪ .‬برينا وديَل كرينا (‪ )51‬درسا‬

‫تأثري الصحافة يف البيئة اَلفرتاضية وكيف تؤثر العَلقة بني احلياة الواقعية ولعبة "احلياة الثانية"‬

‫تم تقييم صحف "ألفافيل‬


‫‪ Second life‬عَل حمتوى اْلخبار وتشكله‪ .‬باْلضافة إىل ذلك ّ‬
‫هريالد" والعاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" عْب ماسنجر ولعبة "احلياة الثانية" ‪Second‬‬

‫‪ life‬التي تم تطويرها يف العاَل اَلفرتاض‪ ،‬وتم وضع بعض اآلثار املرتتبة عَل تطبيقات‬

‫الصحافة املستقبلية‪ ،‬قام أيرت (‪ )52‬بتحليل "ألفا ترايب"‪ ،‬وهي مموعة جتريبية من اْلفيتار‬

‫تؤسس رشكة أزياء افرتاضية يف لغة لعبة "احلياة الثانية" ‪ Second life‬وأثناء البحث‪ ،‬مجع‬

‫املؤلف واملصمم مخسة صور رمزية (أفيتار) من كَل اجلنسني البرشي وغري البرشي كمبادرة‬

‫تصميم ْلنشاء تصميم يتتبع خط إنشاء كل شخصية افرتاضية (‪.)52‬‬

‫هان وآخرون (‪ )53‬أنشأوا واجهة مستخدم ثَلثية اْلبعاد لنظام التشغيل اآليل للمنزل يف‬

‫الواقع اَلفرتاض‪ .‬رشحوا الْبوتوكوَلت الَلزمة للعَلقات بني العميل املستخدم العاَل ما‬

‫وراء التقليدي "امليتافريس" وخادم هذا العاَل واخلادم املنزيل‪ .‬وأظهروا أنه يمكن مراقبة‬

‫اْلجهزة املنزلية والتحكم فيها عْب اْلنرتنت من أي مكان وزمان عْب هذه الواجهة (‪.)53‬‬

‫أوينز وآخرون (‪ )54‬درسوا كيفية تفاعل قدرات تكنولوجيا العاَل ما وراء التقليدي‬

‫"امليتافريس" مع اجلوانب اَلجتًمعية والتقنية للفرق اَلفرتاضية‪ ،‬وكيف ختتلف إمكانيات‬

‫‪205‬‬
‫العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" عن تقنيات املجموعات اْلخرى‪ ،‬وكيف تؤثر هذه‬

‫اْلمكانيات عَل املشاريع اَلفرتاضية‪.‬‬

‫يل وآخرون (‪ )55‬درسوا التأثريات املبتكرة واَلنعكاسية خلدمات العاَل ما وراء التقليدي‬

‫"امليتافريس" املستخدمة للتعبري عن اخلدمات مثل تسجيل احلياة وعاَل املرآة والواقع املعزز‬

‫وبيئات العمل اَلفرتاضية لقياس مدى قبول منتجات تويرت وجوجل وآيفون ولعبة "احلياة‬

‫الثانية" ‪ Second life‬وزيارات آي يب وبيانات حجم مبيعات آيفون لعناوين " تويرت دوت‬

‫كوم" و"جوجل مابس دوت كوم و" ساكند َليف دوت كوم "من الربع اْلول من عام‬

‫‪ 2008‬إىل الربع اْلخري من عام ‪ .2009‬قاموا بتحويل البيانات إىل نموذج باستخدام نموذج‬

‫قيًم متنوعة ملعامل اَلبتكار‬


‫"باس" بنا اء عَل السَلسل الزمنية‪ .‬أظهروا أن كل خدمة تعطي ا‬
‫واَلنعكاس وأن تأثريات اَلنعكاس أعَل من تأثريات اَلبتكار جلميع خدمات العاَل ما وراء‬

‫التقليدي "امليتافريس" )‪ .(55‬ليون (‪ )56‬درس العَلقات بني اْلبعاد الدينية للحياة اْلوىل‬

‫واحلياة الثانية من حيث علم اَلجتًمع وعلم النفس الديني‪ .‬أظهرت الدراسة أنه بنا اء عَل‬

‫املَلحظة التشاركية العرقية السيميائية "اَلفرتاضية" ملدة ستة أشهر‪ ،‬كشفت أماكن العبادة‬

‫الرقمية عن مخس خصائص رئيسية‪ :‬العزلة‪ ،‬والنموذج اْلويل‪ ،‬والتعليمي‪ ،‬والفوىض‪،‬‬

‫والتطفل (‪.)56‬‬

‫آرويو وآخرون )‪ (57‬درسوا إمكانيات استخدام روبوتات ميتا ( ميتا بوت) ذات القدرات‬

‫أيضا ببناء نموذج تعليمي يعتمد عَل‬


‫احلركية يف بيئات العمل اَلفرتاضية املعقدة‪ .‬قاموا ا‬

‫التقنيات املستخدمة يف احلوسبة التطورية لتحسني وحدات التحكم الغامضة ليتم استخدامه‬

‫‪206‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫بواسطة روبوتات ميتا (ميتا بوت) للتنقل يف بيئة افرتاضية (‪ .)57‬كامريون (‪ )58‬درس‬

‫مفهوم جزر الفَلسفة كاستعارة أدبية وفلسفية حيث جيادل الباحث بأن اجلزر "اليوتوبية" توفر‬

‫حق ا‬
‫َل خيال ايا من التجارب لتشكيل مساحات دولة "حقيقية"‪ .‬قام الباحث بفحص مفاهيم‬

‫اليوتوبيا‪ ،‬إندوتوبيا‪ ،‬وزينوتوبيا بالتفصيل من منظور ِماثل‪ .‬ديونيسيو وآخرون (‪ )59‬درسوا‬

‫القضايا املطلوبة لَلنتقال من مموعة من العواَل اَلفرتاضية املستقلة إىل شبكة متكاملة من‬

‫العواَل اَلفرتاضية‪ ،‬أو العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ ،‬التي ختلق مساحة بديلة للتفاعل‬

‫اَلجتًمعي والثقايف البرشي وبالتحديد‪ ،‬لفتوا اَلنتباه إىل (‪ )1‬الواقعية‪ )2( ،‬الوجود يف كل‬

‫مكان‪ )3( ،‬قابلية التشغيل البيني‪ ،‬و (‪ )4‬قابلية التوسع‪ ،‬والتي تعتْب مكونات مركزية‬

‫مليتافريس صالح لَلستخدام ومتاح للجميع‪.)59( .‬‬

‫كريسبو وآخرون (‪ )60‬حللوا تطبيقات البيئة اَلفرتاضية التعليمية ونرش املعرفة يف شكل‬

‫دورات مانية (كورسات) يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" وأجروا حماكاة تتحقق من‬

‫خصائص الكائنات التي تم إنشاؤها يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" باستخدام أدوات‬

‫"جي إن يو" عَل وجه اخلصوص‪ ،‬أظهروا أمهية تطبيق "أوبن سيم" يف بعض املجاَلت‬

‫أيضا نموذج "أريًم" لتقدير محل اخلادم بسبب وصول الطَلب الذين قد‬
‫اهلندسية‪ ،‬استخدموا ا‬

‫يرغبون يف أخذ دورات عْب اْلنرتنت وأظهروا أن النموذج أنتج نتائج مقبولة (‪ .)60‬حسونة‬

‫تجرا افرتاض ايا يف لعبة احلياة الثانية ‪ SL‬واقرتحوا تصنيف‬


‫وبرنغًمن (‪ )61‬قاما بفحص ‪ 27‬م ا‬
‫إطارا‬
‫متجر افرتاض بنا اء عَل تصنيفات الغَلف اجلوي‪ .‬باْلضافة إىل ذلك‪ ،‬توفر الدراسة ا‬
‫للتحقيق يف سلوك املتسوق يف بيئة املتجر اَلفرتاضية والعوامل التي تؤثر عَل أداء جتار التجزئة‬

‫‪207‬‬
‫يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" )‪ . (61‬فيَللبا )‪ (62‬درس لعبة ‪ SL‬كمثال للتفاعل‬

‫الثقايف من خَلل العواَل اَلفرتاضية واستكشف أسباب تراجع اَلهتًمم بـها‪ ،‬قام أوَلا بفحص‬

‫عامل التكنولوجيا لكنه توصل إىل استنتاج مفاده أهنا َل تكن السبب الرئيس‪ ،‬خلص املؤلف‬

‫إىل أن عدم القدرة عَل تصنيف لعبة ‪ SL‬عَل أهنا مرد لعبة أو منصة تواصل اجتًمعي يقلل من‬

‫اهتًمم املستخدمني‪ ،‬ويتجهون إىل منصات أكثر واقعية حيث يمكن للمستخدمني التفاعل مع‬

‫معارفهم‪ ،‬تم التطرق اىل أسباب مثل جتسيد عيوب ومشاكل املجتمع احلقيقي يف العنارص‬

‫اليوتوبية املنتجة يف للعبة ‪ ،SL‬ونقص القصة‪ ،‬وصعوبة العثور عَل اآلخرين‪ ،‬ونقص اْلثارة‬

‫اجلنسية باعتبارها سب ابا يف عزل املستخدمني‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬إنه من املتوقع أن يتم حل هذه‬

‫املشكَلت قري ابا‪ ،‬ويمكن إعادة تنظيم طريقة تفاعل املستخدمني يف "‪. (62) " SL‬‬

‫رومريو وآخرون (‪ )63‬سلطوا الضوء عَل الفنون ودرسوا كيف يمكن لأللعاب كلعبة "احلياة‬

‫الثانية" أن متهد الطريق للعملية اْلبداعية يف العديد من املجاَلت‪ .‬أظهر املقال أنه يمكن يف‬

‫هذه اللعبة للفنان أن يعمل كمنسق‪ ،‬ومنظر‪ ،‬وناقد‪ ،‬وممع‪ ،‬ومنتج‪ ،‬ونارش فني؛ كًم هو يف‬

‫الواقع‪.‬‬

‫فاكا باراهونا وآخرون (‪ )64‬فحصوا تواصل الطَلب وتفاعلهم وتعاوهنم يف بيئات التعلم‬

‫اَلفرتاضية حيث تم دمج املحاكاة ثَلثية اْلبعاد وناقش البحث التفاعل بني املشارك واليشء‬

‫ثَلثي اْلبعاد والتفاعل الذي يتطور بني املشاركني كالتفاعل الذي يشجع الطَلب عَل التعلم‪.‬‬

‫مارتني [‪ ] 26‬درس ما إذا كان التفاعل الشخيص من خَلل البيئات اَلفرتاضية يعزز اْلبداع‬

‫اجلًمعي وناقش تأثريات بيئة العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ ،‬حيث يتم تكوين اتصال‬

‫‪208‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫رمزي متنوع بني املشاركني حول اْلبداع‪ ،‬مثال أوركسرتا من الصور التعبريية (اْلفيتار)‪ .‬لقد‬

‫تم التوصل إىل أن البيئات التي َل يكون فيها املشاركون لدهيم اتصال وجه اا لوجه وحيث َل‬

‫توجد حواجز مثل العمر والعرق والتنوع اجلغرايف يف العاَل املادي هي بيئات مناسبة تشجع‬

‫اْلبداع اجلًمعي (‪.)65‬‬

‫بينشوك وآخرون (‪ )66‬درسوا مشاكل بيئات التعلم الرتكيبية يف العاَل ما وراء التقليدي‬

‫"امليتافريس" ‪ .‬قامت املقالة بتحليل بيئات التعلم اجلديدة القائمة عَل تقنيات املعلومات‬

‫واَلتصاَلت‪ .‬باْلضافة إىل ذلك‪ ،‬ناقشوا التعلم القائم عَل اْللعاب القائمة عَل حماكاة العاَل‬

‫املادي الفعل مع اَلستخدام املشرتك للشبكات اَلجتًمعية مع "البيئة اَلصطناعية" (‪.)66‬‬

‫تشوي وكيم (‪ )67‬قدما جتربة متحف افرتاض من خَلل ربط مؤرش تم وضعه يف قاعة عرض‬

‫فضاء فعلية بجهاز إتش إم دي (شاشة مثبتة عَل الرأس)‪.‬‬

‫قامت تقنية العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" وبيئات العمل اَلفرتاضية‪ ،‬بتنويع جتربة‬

‫املستخدم حول ميزات وقصص اْلعًمل يف املتحف مع حمتوى املعرض‪.‬‬

‫أيرت (‪ )68‬ناقش حتول عمل فني صغري ثَلثي اْلبعاد تم إنشاؤه يف عاَل ميتا املستوحى من قصة‬

‫ألفي خلورخي لويس بورخيس‪ .‬حيث أعاد املؤلف بطريقة فلسفية تعريف "ألف" كآلة زمنية‬

‫للصور الرمزية (أفيتار)‪ .‬قام جاماريلو موجتيكا وآخرون )‪ (69‬بإجراء بحث حول التعليم يف‬

‫العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ ،‬حيث قدموا فكرة تصميم وتطبيق التعليم يف بيئة ثَلثية‬

‫اْلبعاد لطَلب هندسة الفيزياء‪ .‬ترشح الدراسة مراحل تطوير وتصور وتنفيذ السيناريوهات‬

‫‪209‬‬
‫عَل منصة "أوبن سيم" والتي يتم التعبري عنها يف فصل درايس افرتاض يف نظام مودل‬

‫‪.Moodle‬‬

‫نيفلستني )‪ (70‬وصف "العاَل اَلفرتاض" الذي يستخدم نظرية أرضية ليتم تطبيقها مبارشة‬

‫عَل التكنولوجيا وأشار أن التعريفات الناجتة متت مقارنتها مع الدراسات ذات الصلة‬

‫واستخدم تصنيف للتقنيات املتقدمة مثل ألعاب الفيديو الثابتة‪ ،‬و "مانيت" ‪ ،MANet‬والواقع‬

‫اَلفرتاض واملختلط‪ ،‬والعاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" ونتيجة لذلك تتضمن الدراسة‬

‫أيضا أنطولوجيا‬ ‫تفصي ا‬


‫َل للميزات التي متيز التقنيات املتنوعة عن بعضها البعض‪ .‬كًم يقدم ا‬

‫توضح العَلقة بني املصطلحات التكميلية واَلختصارات (‪ .)70‬تشو وآخرون (‪ )71‬ناقشوا‬

‫ملكية العاَل اَلفرتاض وتوليد الدخل يف العاَل اَلفرتاض وقاموا بفحص مفهوم امللكية يف‬

‫‪ Metaverse‬حتت عنوانني‪ :‬ملكية املحتوى وملكية املنصة اَلفرتاضية‪.‬‬

‫مجعت الدراسة بيانات من ملفات قضايا حقيقية يف املحكمة ولوحات املناقشة وتعليقات‬

‫اخلْباء واملقابَلت واْلخبار واملدونات‪ ،‬تشري النتائج إىل أن الرتابطات اجلوهرية مللكية‬

‫املحتوى واملنصة حتتاج إىل معاجلة منفصلة ْلهنا تشكل حتديات كبرية لرواد اْلعًمل‪.‬‬

‫أيرت (‪ )72‬قام بدراسة فلسفية عْب ُمناقشة اْلسئلة التالية التي تربط مفاهيم مارك أوجيه‬

‫"للمكان ‪ /‬الَلمكان" و"الفضاء الشعري" جلاستون باشيَلرد بالصورة الرمزية (اْلفيتار)‬

‫للعواَل اَلفرتاضية ثَلثية اْلبعاد املستمرة واملتصلة عْب اْلنرتنت يف الوقت احلقيقي باعتبارها‬

‫ميتافريس‪" :‬هل يعتْب العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" "أماكن" أم "غري أماكن"؟ هل‬

‫نعيش ح اقا يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ ،‬أم نمر هبذا العاَل بمعنى أن "مارك أوجيه"‬

‫‪210‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫يصفها بأهنا مواقع انتقالية خمصصة فقط ملواقع حمدودة وحمددة؟ (‪ ." )72‬دياز (‪ )73‬قام‬

‫بمناقشة العواَل اَلفرتاضية يف التعليم العايل واَلبتكارات يف عملية التدريس والتعلم يف العاَل‬

‫ما وراء التقليدي "امليتافريس" وقام بتطوير عاَل افرتاض كأداة رقمية لتوفري الدعم التدريس‬

‫لكلية هندسة النظم بجامعة "كونديناماركا" لفئتي الطَلب واملعلمني وهدفت الدراسة إىل‬

‫تسهيل وصول الطَلب واملعلمني إىل املعلومات داخل وخارج الفصل الدرايس وجعله مرناا‪،‬‬

‫ترشح تكامل تطوير التكنولوجيا مع نًمذج التعلم اهلجني واملتنقل‪ .‬دياز وآخرون (‪ )74‬تناولوا‬

‫تصميم وتطوير وتنفيذ عاَل افرتاض أو ميتافريس يف بيئة تعليمية ضمن نطاق منهجية سكروم‬

‫‪ Scrum‬وقاموا بتصميم العاَل ليشبه جامعة حقيقية لطَلب كلية هندسة النظم وتوصلت‬

‫الدراسة اىل أن العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ ،‬يوفر الوصول إىل املعلومات املتزامنة‬

‫وغري املتزامنة وتعتْب طريقة بديلة لنقل واكتساب املعرفة من خَلل أدوات التقنيات الرقمية‬

‫وأنظمتها وبرامها؛ واعتْبت الدراسة أن نًمذج التعلم اهلجني واملتنقل متثل قبعة تتغري مع‬

‫الفصل الدرايس املقلوب والتعاوِن‪ .‬موراي (‪ )75‬قام بوضع الواقع اَلفرتاض كوسيط يعمل‬

‫عَل تطوير تقاليد الوسائط لدعم التفاعل املستمر واَلنغًمس‪ ،‬بدَلا من التفكري يف الواقع‬

‫اَلفرتاض عَل أنه تقنية سحرية‪ ،‬لقد قدم الواقع اَلفرتاض ليس عَل أنه غري واقعي ومضلل‬

‫دائًم إنشاء معتقدات نشطة‪.‬‬


‫ولكن كبيئة متثيلية تتطلب ا‬

‫قام جورج رييس (‪ )76‬بتحليل تصورات طَلب املستوى املتوسط اْلعَل يف مؤسسة تعليمية‬

‫خاصة يف املكسيك فيًم يتعلق بتطوير اسرتاتيجيات التدريس باستخدام الواقع املعزز بنا اء عَل‬

‫تطبيق اهلاتف النقال بتقنية العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ ،‬حيث شارك مائة واثنان‬

‫‪211‬‬
‫وتسعون طال ابا يف الفصل الدرايس اْلول ِمن حرضوا دورة أساسيات الرياضيات يف البحث‬

‫يف الفرتة من آب‪ /‬أغسطس إىل كانون اْلول‪ /‬ديسمْب ‪ ،2018‬وقد تم إجراء البحث‬

‫باستخدام استبيان رقمي‪ .‬وأظهرت النتائج أن تطبيق الواقع املعزز يف تدريس الرياضيات أدى‬

‫إىل زيادة أداء الطَلب بشكل ملحوظ‪ .‬إيستيودينت ودايرتيتش)‪ (77‬قاما بتطوير تطبيق إيه أر‬

‫‪ AR‬عَل اهلاتف املحمول َلستخدام ألعاب اهلروب يف التعليم وتم اقرتاح سيناريو يعمل عَل‬

‫توجيه الطَلب َلتباع خطى الفيزيائي البلجيكي إرنست سولفاي لتحسني حتفيز الطَلب‬

‫ومهارات اَلتصال‪ .‬وف اقا هلذا السيناريو يكتشف املشاركون غرفة رسية يف بروكسل حتتوي عَل‬

‫أرسار س ولفاي من خَلل اْللغاز‪ .‬يمكن تطبيق ألعاب اهلروب بالواقع املعزز بسهولة عَل‬

‫الفصول الدراسية املزدمحة دون أي معلم ودون أي إعداد منهجي‪ .‬متت مناقشة مزايا وقيود‬

‫مثل هذه اْلدوات يف الدراسة‪ .‬لقد ثبت أن النهج املقرتح فعال يف زيادة الدافع يف التجارب‬

‫التي شارك فيها الطَلب‪.‬‬

‫جون (‪ )78‬قام بدراسة اْلنشطة الدينية يف منطقة العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ .‬مع‬

‫تطور الواقع املعزز وتقنيات الواقع اَلفرتاض‪ ،‬بدأ إنشاء كنائس الواقع اَلفرتاض للوفاء‬

‫بمهام وواجبات الكنائس يف العاَل اَلفرتاض‪ .‬عَل الرغم من أن كنائس الواقع اَلفرتاض‬

‫لدهيا ح دود إرسالية جديدة يف العص الرقمي‪ ،‬فإن املقالة تتناول القضايا الَلهوتية من منظور‬

‫خدمة الكنيسة التقليدية ورسالتها‪.‬‬

‫سيفيا وجو )‪ (79‬قاما بتقديم بيئة ميتافريس للتدريب والتعليم عَل صيانة الطائرات بوينغ‬

‫‪ ،737‬بًم يف ذلك الكتيبات القديمة والنًمذج ثَلثية اْلبعاد وأجهزة املحاكاة ثَلثية اْلبعاد‬

‫‪212‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫ومعلومات صيانة الطائرات‪ .‬يستخدم املنفذ العصبي الرمزي إن إس إس إيه ‪ NSSE‬والذي‬

‫خيتلف عن طرق التعرف التقليدية عَل الكَلم‪ ،‬كوحدة لفهم الكَلم‪ .‬يستخدم ‪ NSSE‬منفذ‬

‫عصبي يعتمد عَل الذكاء اَلصطناعي الذي جيمع بني الشبكات العصبية والتفكري الرمزي‬

‫التقليدي لفهم طلبات املستخدمني واَلستجابة بنا اء عَل السياق واملعلومات اخلاصة بالطائرة‪.‬‬

‫تم استخدام البيانات الرتكيبية لتدريب النموذج وتم حتقيق أداء النموذج من خَلل مقاييس‬

‫التعرف التلقائي عَل الكَلم عَل بيانات املستخدمني احلقيقيني ونتيجة لذلك فقد ثبت أن‬

‫النموذج يمكنه التعميم بمتوسط دقة ‪ %94.7‬ومعدل خطأ يف الكلًمت ( ‪ )WER‬يبلغ ‪%7.5‬‬

‫(‪.)79‬‬

‫سيفيا وجو )‪ (80‬ناقشا تدريب بوينج ‪ 737‬عَل الصيانة باستخدام تقنيات الواقع املزدوج‬

‫والواقع املختلط يف العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس" تم اقرتاح بيئة تدريب واقعية‬

‫للمهندسني املتدربني يف الدراسة‪ .‬تسمح هذه البيئة بالتحكم يف الطائرات من خَلل احلفاظ‬

‫عَل مسافة اجتًمعية من خَلل اْلصول اَلفرتاضية واْلوامر الصوتية‪ ،‬خاصة أثناء الوباء‪.‬‬

‫وتم استخدام خوارزميات الذكاء اَلصطناعي‪ ،‬شبكة عصبية تَلفيفية (‪ )CNN‬للتعرف عَل‬

‫الصوت‪ .‬تم العثور عَل أداء التعرف عَل اْلوامر والتعرف عَل اللغة عْب اللغتني اْلنجليزية‬

‫والكورية بنسبة ‪ %95.7‬و ‪ %99.6‬عَل التوايل‪.‬‬

‫بارك وآخرون (‪ )81‬قاموا بالبحث يف اَلختَلفات يف دافع التعلم بني أنواع متنوعة من‬

‫الَلعبني‪ ،‬أجريت الدراسة عَل ‪ 91‬طال ابا جامع ايا تم توجيههم حضور فصل درايس باستخدام‬

‫تقنية التلعيب‪ ،‬ورد يف الدراسة أن إنشاء بيئات متكن جلميع أنواع الَلعبني من إنشاء جتارب‬

‫‪213‬‬
‫لعبهم اخلاصة وقواعدهم واسرتاتيجياهتم هو عامل مهم يف تصميم اْللعاب‪ .‬نتيجة للبحث‬

‫تم حتديد أن التلعيب فعال يف التحفيز‪ ،‬ولكن َل يوجد فرق كبري يف التحفيز بني أنواع الَلعبني‬

‫(‪.)81‬‬

‫ركز عمل بوجلر (‪ )82‬عَل التكامل التطوري واملوضحة بالنًمذج السياقية اخلمسة (املبكرة)‬

‫لبيفانز‪ ،‬توفر طريقة التكامل السياقي طر اقا لرؤية واحتضان والتواصل والتعقيد واْلنشاء يف‬

‫العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪.‬‬

‫استكشف املؤلف طبيعة العاَل ما وراء التقليدي "امليتافريس"‪ ،‬يف النصف اْلول من البحث ثم‬

‫ناقش هذه اْلفكار يف النصف الثاِن‪ ،‬بعد مجع أفكار من احلوار بني علم الَلهوت السياقي‬

‫والثقافة يف النصف اْلول‪.‬‬

‫بارك وآخرون (‪ )83‬قاموا بالرتكيز عَل حتديد العوامل التي يمكن أن تؤثر عَل اْلدراك‬

‫اَلجتًمعي للمستخدم (التشابه‪ ،‬واْللفة‪ ،‬واجلاذبية‪ ،‬واْلعجاب‪ ،‬واملشاركة) من الصور‬

‫الرمزية اَلفرتاضية الشخصية (اْلفيتار) املصممة من خَلل النظر يف مَلمح وجه املستخدم‪.‬‬

‫يف هذه الدراسة أظهر الباحثون أن الصور الرمزية ذات تعابري الوجه املألوفة للمشاركني بدت‬

‫شعورا مألو افا أكثر من اآلخرين‪.‬‬


‫ا‬ ‫أكثر شبه اا باملشاركني وأعطت‬

‫قائًم‬
‫الدراسة اْلخرية يف هذا الفصل متت بواسطة "هيو" وآخرون حيث اقرتحوا نظا اما جديدا ا ا‬
‫عَل الواقع املعزز لتدريب التسلق الرياض التقليدي؛ حيث ُيظهر املدرب مواقف اليدين‬

‫والقدمني واحدة تلو اْلخرى‪ ،‬يتم عرض حركات التسلق والوقوف للرياض املبتدئ تلقائ ايا‬

‫‪214‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫للطالب من خَلل رسم متحرك للشخصية عَل هيكل تسلق اصطناعي‪ ،‬باْلضافة إىل ذلك‬

‫يمكن ل لطالب اختيار املسار الذي يريد أن يتعلمه ويمكنه الدراسة عدة مرات دون مساعدة‬

‫املدرب‪ .‬أظهرت نتائج البحث أن دعم الواقع املعزز ‪ AR‬للتسلق فعال مثل طريقة التدريس‬

‫التقليدية (‪.)84‬‬

‫تم إعادة ترتيب البحوث العلمية يف ‪ 7‬تصنيفات رئيسية يف الفهرس ‪ 1‬لسهولة الرجوع إليها‬

‫وهي‪ :‬التعليم‪ ،‬التعاريف واخلصائص‪ ،‬الفنون‪ ،‬اْللعاب‪ ،‬الديانة والَلهوت‪ ،‬حماكاة ثقافية‪،‬‬

‫البيع بالتجزئة‪ ،‬التجارة اَلفرتاضية‪ ،‬متفرقات‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫العامل ما وراء التقليدي ‪Metaverse‬‬

‫مقتطفات مهمة من الكتاب‬

‫خيالف هذا الكتاب املثل القائل "الكتاب واضح من عنوانه" إنه حيمل تصورات سوف ينكرها‬
‫البعض بشدة وَل غرو؛ فاملرء عدو ما َج ِهل؛ ‪ -‬إن كان أعلم علًمء زمانه‪َ -‬لبد من قراءة متأنية‬
‫بدون أحكام مسبقة‪ ،‬فإذا متكنت من السيطرة عَل نفسك ومنعها من احلكم عليه حتى اَلنتهاء‬
‫منه وربًم مراجعة بعض فقراته؛ سوف تتمكن من الوصول إىل احلقيقة‪.‬‬

‫َل حتكم أو ينت ابك التعجب أو حتى القبول أو الرفض قبل أن تقرأ حمتوى هذا الكتاب‬
‫وتستجمع خَلصة معاِن وحقائق نقلتها فصول هذا الكتاب‪ ،‬عندها فقط سوف يكون‬
‫بمقدورك تكوين قناعة علمية منطقية حول ما يعرضه هذا الكتاب من حقائق ووقائع تعقبها‬
‫تصورات دقيقة حول املستقبل‪.‬‬

‫جتنب اا َلهتام جاهل أو حاسد لنا باملبالغة أو اجلنون حجبنا الكثري من املعلومات والبيانات‬
‫والتصورات‪َ ،‬ل كتًمن اا للعلم؛ بل جتنبا ملا ذكر وسوف ننتظر الدخول يف بعض مراحل هذا‬
‫العاَل واستيعاب بعضها من قبل نسبة من البرش لكي نعلن عنها يف الوقت املناسب‪ ،‬يف كتابنا‬
‫القادم‪.‬‬

‫العاَل ما وراء التقليدي "‪ "Metaverse‬اليوم ‪َ -‬ل يزال مرد نسخ أولية‪ ،‬لذا َل يوجد تعريف‬

‫عاملي موحد متفق عليه لـ العاَل ما وراء التقليدي "‪ "Metaverse‬الذي نحاول يف هذا الكتاب‬

‫‪216‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫وصفه وبيان أمهيته والكشف عن بعض ميزاته وبعض وسائل املسامهة فيه وأمهية ذلك ْلي‬

‫متمع متحرض‪.‬‬

‫مؤسس فيسبوك الذي ذكر يف أحد تصحياته ما نصه‪" :‬ستكون هناك طرق جديدة للتفاعل مع‬
‫اْلجهزة التي ستصبح سلسة أكثر بكثري من الطباعة عَل لوحة مفاتيح أو النقر عَل زر‪،‬‬
‫ستقومون بحركات أو تقولون بضع كلًمت‪ ،‬ويكفي حتى التفكري بحركة ما لكي تصبح‬
‫واقعا"‘ إذا انتبهنا إىل العبارة اْلخرية وإذا أصبحت واقع اا فهذا ما يمكن أن يكشف لنا حجم‬
‫ومستوى العاَل القادم ويشء من معامله وتسهيَلته وبالتايل نقاط جذبه للمجتمع اْلنساِن‬
‫التواق إىل الراحة والسهولة بطبيعته‪.‬‬
‫مجلة أسئلة ونقاط يمكنها متمعة وضعنا أمام التصور اْلكثر دقة عن سلسلة الكتل "البلوك‬
‫تشني" ‪ ،Blockchain‬وعَلقتها وتأثرياهتا يف العاَل التقليدي العاَل ما وراء التقليدي‬
‫“‪ ،” Metaverse‬ورضورة فهم هذه العَلقة جلميع املهتمني هبذا العاَل وبالتحول‬
‫(اْلجباري) القادم‪ ،‬سواء أكان هذا اهتًممهم مبارش اا أو غري مبارش‪.‬‬
‫هدفنا من تسليط الضوء عَل هذه احلقائق واْلرقام هو لفت انتباه صنّاع القرار واملعنيني هبذا‬
‫الشأن بمختلف درجاهتم ومسمياهتم إىل أن حجم التحول الرقمي القادم وقربه ورسعته؛‬
‫باْلضافة إىل تأثراته احلتمية والكبرية؛ هو ما يعطي أوضح اْلشارات إىل رضورة حجز‬
‫املساحة املناسبة يف هذا العاَل والتي سوف تعكس حجمنا ومكانتنا يف العاَل التقليدي بشكل أو‬
‫بآخر‪.‬‬

‫شأنه شأن معظم اَلخرتاعات واَلكتشافات غري املسبوقة كلي اا أو حتى جزئي اا‪ ،‬واجه وسيواجه‬
‫العاَل ما وراء التقليدي “‪ ” Metaverse‬التأييد والرتحيب والرتويج من البعض؛ كًم‬
‫سيواجه اَلنتقادات والتشكيك والتوجس من البعض اآلخر‪ ،‬وَلستيعاب ذلك يكفي أن‬

‫‪217‬‬
‫نتذكر ما قرأناه عن تاريخ ظهور العملة الورقية مرور اا بالكثري من اَلخرتاعات ووصوَلا إىل‬
‫ظهور اْلنرتنت يف عهد قريب من زماننا‪.‬‬

‫لقد نظر اخلْباء إىل كتاب "شعب الغد والتكنولوجيا اجلديدة" بصفته انطَلقة رائدة لفهم العاَل‬
‫ما وراء التقليدي “‪ ” Metaverse‬وهو ذات اهلدف الذي يسع إليه كتابنا هذا‪ ،‬لكننا ننظر‬
‫للموضوع من منظور التنمية البرشية وليس للتعريف املجرد بالعاَل ما وراء التقليدي "العاَل ما‬
‫وراء التقليدي “‪ ،" ” Metaverse‬وذلك لقناعتنا الراسخة بأن جتاوز هذا املنظور سوف‬
‫يفرغ اهلدف من التحول الرقمي الذي يرفع شعارات من قبيل "خدمات أفضل للمجتمع‬
‫اْلنساِن" أو "جعل حياة الناس أفضل" أو تسخري التقنيات الرقمية لتوفري الوقت واملال‬
‫وتسهيل اْلجراءات" وغريها؛ من حمتواه الفعل‪ ،‬وهذا هو الفرق بني كتابنا وما سواه من‬
‫مصادر حتدثت عن العاَل ما وراء التقليدي "العاَل ما وراء التقليدي “‪." ” Metaverse‬‬

‫حتول هائل يف العاَل الرقمي عْب تقنية سلسلة الكتل الرقمية "البلوك تشني" ‪Blockchain‬‬
‫والتي ستتمثل وظيفتها يف محاية البيانات ومحاية امللكية واخلصوصية لرواد هذا العاَل – لكن‬
‫الثورة احلقيقية التي سوف توفر هذه التقنية مناخها املَلئم هو امتَلك ما نقوم بصناعته من‬
‫حمتوى ‪ -‬لذا فإن أي نشاط عَل شبكة اْلنرتنت أو داخل العاَل الرقمي ومن ذلك العاَل ما وراء‬
‫التقليدي “‪ ” Metaverse‬والذي سيكون بحاجة إىل هذه التقنية لضًمن أمن املتعاملني يف‬
‫هذا العاَل ومحاية ِمتلكاهتم الرقمية سواء أكانت عمَلت أم تطبيقات أم برامج أم غري ذلك‪،‬‬
‫وهنا يمكننا القول بأن العاَل ما وراء التقليدي “‪ ” Metaverse‬سوف يعتمد اعتًمد اا كبريا يف‬
‫كسب ثقة املتعاملني معه وداخله عْب هذه التقنية‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫س‬
‫العاملَماَوراءَالتقليديَ‪َ-‬ميتافري َ‬

‫مجيعنا يعلم بأن الرشكات العمَلقة املعنية بالتقنيات الرقمية وتلك املختصة باَلستثًمر لدهيا‬
‫مراكز أبحاث متقدمة تزودها بالبيانات الدقيقة عن اجلودة وحاجة السوق وأساليب املنافسة‬
‫ومنتجات املنافسني وطرق اختيار املطورين اْلكثر خْبة ومستقبل سوق العمل واملنتجات‬
‫واملخاطر واحلوافز وشكل اْلجهزة والتطبيقات املستقبلية‪ ،‬وغري ذلك من خْبات ومهارات‬
‫وبالتايل فهي َل شك تضع يف حساباهتا احتًملية اَلنتقال إىل "العاَل ما وراء التقليدي‬
‫“‪" ” Metaverse‬‬

‫‪219‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫يكشف هذه الكتاب عن حتوَلت خطرية وكبرية جتري يف عاملنا اليوم وأخطر ما يف اْلمر هو‬

‫حتول العاَل املتقدم صناعيا وتقني اا نحو عاَل افرتاض الناس داخله بصورة شبه كاملة‪ ،‬بينًم َل‬

‫تسمع عن هذا العاَل دول وشعوب أخرى بأكملها‪.‬‬

‫وقد توصلنا إىل أن عدم املبادرة َلستيعاب هذا العاَل والدخول فيه بقوة يعني عقود اا وربًم‬

‫قرون اا أخرى من التخلف عن ركب احلضارة اْلنسانية‪ ،‬كًم ّ‬


‫تم وصف بدقة كبرية أبرز سًمت‬

‫هذا العاَل ودَلئل التحول احلاصل وحجمه وأساليب التعتيم التي تتبعها لدول والرشكات‬

‫الكْبى ْلسباب تنافسية وأخرى تتعلق بالتفوق والسيطرة‪ ،‬وهو ما يكشف عن بعض أدلة‬

‫حتمية التحول القادم‪.‬‬

‫استنتجت الدراسة بعض أبرز احلقائق املتعلقة بالتحول نحو العاَل ما وراء التقليدي‬

‫“‪ ” Metaverse‬وكيف جيري ذلك وما أمهيته وما هو الدور املنوط باحلكومات واخلْباء‬

‫لتحقيق حتول آمن مع مضاعفة إجيابيات هذا التحول وحتجيم سلبياته‪.‬‬

‫خلصت الدراسة إىل رضورة اَلستعداد للتحول نحو العاَل ما وراء التقليدي “‪” Metaverse‬‬

‫وبينت آلياته عْب استعراض تأثرياته عَل خمتلف قطاعات احلياة‪ ،‬ودوره املستقبل يف إدارهتا‬

‫وكذلك يف حتديد مستوى أفراد النوع البرشي تبع اا لنسبة دخوهلم يف هذا العاَل‪ ،‬ومتكنهم من‬

‫العيش فيه والتعامل معه وفيه‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫س‬
َ ‫َميتافري‬-َ‫العاملَماَوراءَالتقليدي‬

"‫فهرس الدراسات العلمية األهم حول العالم ما وراء التقليدي "الميتافيرس‬

‫سنة النشر‬ ‫عنوان الدراسة‬ n


‫التعليم‬
2013 Use of ARIMA mathematical analysis to model the 1
implementation of expert system courses by means of free
software OpenSim and Sloodle platforms in virtual
university campuses
2016 The communication in simulated learning environments 2
2017 Synthetic educational environment-a footpace to new 3
education .
2017 An experience using Metaverse s for teaching mechanical 4
physics to engineering students
2020 Virtual world as a complement to hybrid and mobile learning 5
2020 Virtual World as a Resource for Hybrid Education 6
2020 Perception of high school students about using Metaverse in 7
augmented reality learning experiences in mathematics
2020 Using augmented reality to stimulate students and diffuse 8
escape game activities to larger audiences
2021 Neuro-Symbolic Speech Understanding in Aircraft 9
Maintenance Metaverse
2021 Aircraft Maintenance Metaverse Using Speech Interactions 10
with Virtual Objects in Mixed Reality
2021 Differences in Learning Motivation among Bartle’s Player 11
Types and Measures for the Delivery of Sustainable
Gameful Experiences
2021 Effect of Augmented Reality Affordance on Motor 12
Performance: In the Sport Climbing .
2018 Social and psychological impact of musical collective 13
creative processes in virtual environments; The Avatar
Orchestra Metaverse in Second Life
2017 A content service deployment plan for Metaverse museum 14
exhibitions—Centering on the combination of beacons and

221
HMDs
2017 Building a (virtual) aleph: the visual transformation of a tiny 15
cosmogony
2019 Spatial poetics, place, non-place and storyworlds: Intimate 16
spaces for Metaverse avatars .
‫التعاريف والخصائص‬
2005 Rapidly deployable multiprojector immersive displays 1
2009 Avatars, people, and virtual worlds: Foundations for research 2
in Metaverse s
2011 An empirical investigation of virtual world projects and 3
Metaverse technology capabilities
2011 Innovation and imitation effects in Metaverse service 4
adoption
2011 Adaptive fuzzy knowledge‐based systems for control 5
metabots' mobility on virtual environments
2013 3D virtual worlds and the Metaverse : Current status and 6
future possibilities
2016 New artistic behaviors in "Second Life " 7
2018 Virtual world, defined from a technological perspective and 8
applied to video games, mixed reality, and the Metaverse
2020 Virtual/reality: how to tell the difference 9
‫الفنون‬
2010 Meta-art: art of the 3-D user-created virtual worlds 1
2010 alpha. tribe 2
2012 Splendid isolation:‘Philosopher’s islands’ and the 3
reimagination of space
2016 New artistic behaviors in "Second Life " 4
‫األلعاب‬
2008 Making real money in virtual worlds: MMORPGs and 1
emerging business opportunities, challenges and ethical
implications in Metaverse s
2008 Second life and the new generation of virtual worlds 2
2020 Using augmented reality to stimulate students and diffuse 3
escape game activities to larger audiences
2021 Differences in Learning Motivation among Bartle’s Player 4

222
‫س‬
َ ‫َميتافري‬-َ‫العاملَماَوراءَالتقليدي‬

Types and Measures for the Delivery of Sustainable


Gameful Experiences

‫الديانة والالهوت‬
2011 The semiotics of religious space in Second Life 1
2020 Virtual reality church as a new mission frontier in the 2
Metaverse : Exploring theological controversies and
missional potential of virtual reality church
2021 Finding Wholes in the Metaverse : Posthuman Mystics as 3
Agents of Evolutionary Contextualization
‫محاكاة ثقافية‬
2015 Cultural simulation through virtual worlds. The case of 1
Second Life: an approach to the representation, narrative and
rhetorical potential in the new media cultures
2021 Individual’s Social Perception of Virtual Avatars Embodied 2
with Their Habitual Facial Expressions and Facial
Appearance
‫ التجارة االفتراضية‬/ ‫البيع بالتجزئة‬
2009 Retail spatial evolution: paving the way from traditional to 1
Metaverse retailing. Electronic Commerce Research
2015 Retailing in social virtual worlds: developing a typology of 2
virtual store atmospherics .
‫متفرقات‬
2010 Journalism in Second Life 1
2010 User-friendly home automation based on 3D virtual world 2
2018 Ownership in the virtual world and the implications for long- 3
term user innovation success

223
‫قائمة المصادر والمراجع‬
.1 Janssen M, Charalabidis Y, Zuiderwijk AJIsm. Benefits, adoption barriers
and myths of open data and open government. 2012;29(4):258-68.
.2 Tu J. Meetings in the Metaverse: Exploring Online Meeting Spaces through
Meaningful Interactions in Gather. Town :University of Waterloo; 2022.
.3 ‫ر‬
:‫حقيق‬ ‫ التمارين ر‬..‫ الرياضة ف ميتافيس‬.‫نغوين ن‬NoonPost; 2022
‫افياضية والعرق‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬
[Available from: https://www.noonpost.com/content/43096.
.4 Uslu T. Digitalization of Recreation and Sports in the COVID-19 Pandemic
Period and Social Identity of Exergamers and ePlayers: Electronic Sports as
Autochthonous Worlds in Metaverse. Sport Management, Innovation and the
COVID-19 Crisis: Routledge. p. 100-32.
.5 Seok WJE, Trends T. Analysis of metaverse business model and ecosystem.
20.91-81:)4(36;21
.6 Sparkes M. What is a metaverse. Elsevier; 2021.
.7 Yaga D, Mell P, Roby N, Scarfone KJapa. Blockchain technology overview.
2019.
.8 Mulligan C. Blockchain and sustainable growth. 2019;55(4):47-9.
.9 Nath SV, Dunkin A, Chowdhary M, Patel N. Industrial Digital
Transformation: Accelerate digital transformation with business optimization, AI,
and Industry 4.0: Packt Publishing Ltd; 2020.
.10 Duckenfield M. The Monetary History of Gold: A Documentary History,
1660-1999: Routledge; 2016.
.11 Burrows G. Your Life In The Metaverse: Everything you need to know about
the virtual internet of tomorrow: Really Interesting Books; 2022.
.12 Chopitea CD, Ruffins R. Tomorrow's People and New Technology: Changing
How We Live Our Lives: Felix Dodds; 2021.
.13 [ 2021 ;‫ الجزيرة نت‬:‫ميتافيس‬
‫ر‬ ‫نيانتيك تطلق منصة إلنشاء تطبيقات‬Available from:
https://www.aljazeera.net/news/scienceandtechnology/2021/11/11/%D9%86%D9
%8A%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%8A%D9%83-
%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A9-
%D9%84%D8%A5%D9%8%6D8%B4%D8%A7%D8%A1-
%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA.
.14 Dasaklis TK, Voutsinas TG, Tsoulfas GT, Casino FJS. A Systematic Literature
Review of Blockchain-Enabled Supply Chain Traceability Implementations.
2022;14(4):2439.
.15 Education P, Education S7 & ‫ " ايدلوجية تفاعلية مبتکرة لتوظيف تقنيات الهولوجرام‬.D
.‫لتسويق و تنشيط السياحة بمرص‬
.16 Dahan NA, Al-Razgan M, Al-Laith A, Alsoufi MA, Al-Asaly MS, Alfakih TJE.
Metaverse Framework: A Case Study on E-Learning Environment (ELEM).
2022;11(10):1616.

224
‫س‬
َ ‫َميتافري‬-َ‫العاملَماَوراءَالتقليدي‬

.17 Duan H, Li J, Fan S, Lin Z, Wu X, Cai W, editors. Metaverse for social good: A
university campus prototype. Proceedings of the 29th ACM International
Conference on Multimedia; 2021.
.18 Kemp J, Livingstone D, editors. Putting a Second Life “metaverse ”skin on
learning management systems. Proceedings of the Second Life education workshop
at the Second Life community convention; 2006: The University of Paisley CA, San
Francisco.
.19 Pokhrel S, Chhetri RJHEftF. A literature review on impact of COVID-19
pandemic on teaching and learning. 2021;8(1):133-41.
.20 Zhao J, Bhatt C, Cooper M, Shamma DA, editors. Flexible learning with
semantic visual exploration and sequence-based recommendation of MOOC
videos. Proceedings of the 2018 CHI Conference on Human Factors in Computing
Systems; 2018.
.21 Robinson S, Stubberud HAJJoEE. Teaching creativity, team work and other
soft skills for entrepreneurship. 2014;17(2):186.
.22 Baraniuk C. What will the internet look like in 2040. BBC Future; 2014.
.23 Khan MA, Salah KJE, Technologies I. Cloud adoption for e-learning: survey
and future challenges. 2020;25(2):1417-38.
.24 Bendavid E, Oh C, Bhattacharya J, Ioannidis JPJEjoci. Assessing mandatory
stay-at-home and business closure effects on the spread of COVID-19.
2021;5:)4(1e13484.
.25 Abbas J, Wang D, Su Z, Ziapour AJRm, policy h. The role of social media in
the advent of COVID-19 pandemic: crisis management, mental health challenges
and implications. 2021;14:1917.
.26 Tian Y, Chen C, Xu X, Wang J, Hou X, Li K, et al .A review of 3D printing in
dentistry: Technologies, affecting factors, and applications. 2021;2021.
.27 Petersen EE, Kidd RW, Pearce JMJT. Impact of DIY home manufacturing
with 3D printing on the toy and game market. 2017;5(3):45.
.28 Suriyanarayanan R, Murugappan K, Vasan A, editors. Intelligent Dynamic
Replanning for Reduced Airport Operations. 2021 IEEE International Intelligent
Transportation Systems Conference (ITSC); 2021: IEEE.
.29 Van Wijk A, van Wijk I. 3D printing with biomaterials: Towards a sustainable
and circular economy: IOS press; 2015.
.30 Yu H, Lee H, Jeon HJS. What is 5G? Emerging 5G mobile services and
network requirements. 2017;9(10):1848.
.31 Reis J, Amorim M, Melão N, Matos P, editors. Digital transformation: a
literature review and guidelines for future research. World conference on
information systems and technologies; 2018: Springer.
.32 Saratchandra M, Shrestha AJJoKM. The role of cloud computing in
knowledge management for small and medium enterprises: a systematic literature
review. 2022.
.33 Cai Y, Llorca J, Tulino AM, Molisch AFJapa. Compute-and data-intensive
networks: The key to the Metaverse. 2022.

225
.34 Yang Q, Zhao Y, Huang H, Xiong Z, Kang J, Zheng ZJIOJotCS. Fusing
blockchain and AI with metaverse: A survey. 2022.
.35 Conti GJSNNotPPN. B. Sc COMPUTER SCIENCE.11.
.36 Gupta I, Singh AK, Lee C-N, Buyya RJIA. Secure Data Storage and Sharing
Techniques for Data Protection in Cloud Environments: A Systematic Review,
Analysis, and Future Directions. 2022.
.37 Moles P, Terry N .The handbook of international financial terms: OUP
Oxford; 1997.
.38 Rogers DL. The digital transformation playbook: Rethink your business for
the digital age: Columbia University Press; 2016.
.39 Turgut Y, Kose Y, Ustundag A, Cevikcan E. Business Analytics for Managers.
Business Analytics for Professionals: Springer; 2022. p. 3-20.
.40 ;‫ دار النهضة العربية‬:‫ القاهرة‬.‫الدول‬
‫ي‬ ‫ دراسة يف إدارة الرصاع‬..‫ تحليل العالقات الدولية‬.‫سالمة ج‬
.2012
.41 Webb D, Soutar GN, Gagné M, Mazzarol T, Boeing AJIJoCS. Saving energy at
home: Exploring the role of behavior regulation and habit. 2022;46(2):621-35.
.42 Sorimsokov UJGiI. USE OF ALTERNATIVE ENERGY TO REDUCE POWER
LOSSES AND IMPROVE VOLTAGE. 2022;23:20-5.
.43 Díaz-Parra O, Fuentes-Penna A, Barrera-Cámara RA, Trejo-Macotela FR,
Fernández JCR, Ruiz-Vanoye JA, et al. Smart Education and future trends.
2022;13(1):65-74.
.44 Ostrowsky L. CONTINUING EDUCATION ARTICLES. 2022.
.45 Jaynes C, Steele RM, Webb S. Rapidly deployable multiprojector immersive
displays. Presence: Teleoperators and Virtual Environments. 2005;14(5):501-10.
.46 Papagiannidis S, Bourlakis M, Li F. Making real money in virtual worlds:
MMORPGs and emerging business opportunities, challenges and ethical
implications in metaverses. Technological Forecasting and Social Change.
2008;75(5):610-22.
.47 Kumar S, Chhugani J, Kim C, Kim D, Nguyen A, Dubey P, et al. Second life
and the new generation of virtual worlds. Computer. 2008;41(9):46-53.
.48 Davis A, Murphy J, Owens D, Khazanchi D, Zigurs I. Avatars, people ,and
virtual worlds: Foundations for research in metaverses. Journal of the Association
for Information Systems. 2009;10(2):90-117.
.49 Bourlakis M, Papagiannidis S, Li F. Retail spatial evolution: paving the way
from traditional to metaverse retailing. Electronic Commerce Research. 2009.
.50 Tasa UB, Görgülü T. Meta-art: Art of the 3-D user-created virtual worlds.
Digital Creativity. 2010;21(2):100-11.
.51 Brennen B, dela Cerna E. Journalism in second life. Journalism Studies.
2010;11(4):546-54.
.52 Ayiter E. Alpha.tribe. Journal of Consciousness Studies. 2010;17(7-8):119-
38.
.53 Han J, Yun J, Jang J, Park KR. User-friendly home automation based on 3D
virtual world. IEEE Transactions on Consumer Electronics. 2010;56(3):1843-7.

226
‫س‬
َ ‫َميتافري‬-َ‫العاملَماَوراءَالتقليدي‬

.54 Owens D, Mitchell A, Khazanchi D, Zigurs I. An empirical investigation of


virtual world projects and metaverse technology capabilities. ACM SIGMIS
Database: the …. 2011.
.55 Lee S, Trimi S, Byun W, Kang M. Innovation and imitation effects in
Metaverse service adoption. Service Business. 2011.
.56 Leone M. The semiotics of religious space in Second Life®. Social Semiotics.
2011;21(3):337-57.
.57 Arroyo A, Serradilla F, Calvo O. Adaptive fuzzy knowledge-based systems
for control metabots' mobility on virtual environments. Expert Systems.
2011;28(4):339-52.
.58 Cameron A. Splendid isolation: 'Philosopher's islands' and the
reimagination of space. Geoforum. 2012;43(4):741-9.
.59 Dionisio JDN, III WGB, Gilbert RJACS. 3D virtual worlds and the metaverse:
Current status and future possibilities. 2013;45(3):1-38.
.60 González Crespo R, Escobar RF, Joyanes Aguilar L, Velazco S, Castillo Sanz
AG. Use of ARIMA mathematical analysis to model the implementation of expert
system courses by means of free software OpenSim and Sloodle platforms in virtual
university campuses. Expert Systems with Applications. 2013;40(18):7381-90.
.61 Hassouneh D, Brengman M. Retailing in social virtual worlds: Developing a
typology of virtual store atmospherics. Journal of Electronic Commerce Research.
2015;16.41-218:)3(
.62 Villalba ER. Cultural simulation through virtual worlds. The case of Second
Life: an approach to the representation, narrative and rhetorical potential in the
new media cultures.
.63 Perez Romero G, Moleon Viana MAJTC. New artistic behaviors in" Second
Life". 2016(9):33-50.
.64 Vaca Barahona B, Cela Ranilla J, Gallardo Echenique EE. The communication
in simulated learning environments. 2016.
.65 Martín G. Social and psychological impact of musical collective creative
processes in virtual environments; Te Avatar Orchestra Metaverse in Second Life.
Musica/Tecnologia …. Technology. 2018.
.66 Pinchuk OP, Lytvynova SG, Burov OYJIT, Tools L. Synthetic educational
environment-a footpace to new education. 2017;60(4):28-45.
.67 Choi HS, Kim SH. A content service deployment plan for metaverse
museum exhibitions—Centering on the combination of beacons and HMDs.
International Journal of Information Management. 2017;37(1):1519-27.
.68 Ayiter E. Building a (virtual) aleph: The visual transformation of a tiny
cosmogony. Technoetic Arts. 2017;15(1):3-13.
.69 Augusto Jaramillo-Mujica J, Felipe Morales-Avella L, Marcela Coy-
Mondragon DJREEI. An experience using metaverses for teaching mechanical
physics to engineering students. 2017;12(24):20-30.

227
.70 Nevelsteen KJJCA, Worlds V. Virtual world, defined from a technological
perspective and applied to video games, mixed reality, and the Metaverse.
2018;29(1):e1752.
.71 Zhou M, Leenders MA, Cong LMJT. Ownership in the virtual world and the
implications for long-term user innovation success. 2018;78:56-65.
.72 Ayiter EJTA. Spatial poetics, place, non-place and storyworlds: Intimate
spaces for metaverse avatars. 2019;17(1-2):155-69.
.73 Díaz JJIJoETiL. Virtual world as a complement to hybrid and mobile
learning. 20.74-267:)22(15;20
.74 Díaz J, Saldaña C, Avila CJIJoETiL. Virtual world as a resource for hybrid
education. 2020;15(15):94-109.
.75 Murray JHJJoVC. Virtual/reality: how to tell the difference. 2020;19(1):11-
27.
.76 Reyes CEGJP-B. Percepción de estudiantes de bachillerato sobre el uso de
Metaverse en experiencias de aprendizaje de realidad aumentada en matemáticas.
2020.
.77 Estudante A, Dietrich NJJoCE. Using augmented reality to stimulate
students and diffuse escape game activities to larger audiences. 2-1368:)5(97;020
.74
.78 Jun GJT. Virtual reality church as a new mission frontier in the metaverse:
Exploring theological controversies and missional potential of virtual reality church.
2020;37(4):297-305.
.79 Siyaev A, Jo G-SJIA. Neuro-symbolic speech understanding in aircraft
maintenance metaverse. 2021;9:154484-99.
.80 Siyaev A, Jo G-SJS. Towards aircraft maintenance metaverse using speech
interactions with virtual objects in mixed reality. 2021;21(6):2066.
.81 Park S, Min K, Kim SJS. Differences in learning motivation among Bartle’s
player types and measures for the delivery of sustainable gameful experiences.
2021;13(16):9121.
.82 Bolger RKJR. Finding wholes in the Metaverse: Posthuman mystics as
agents of evolutionary contextualization. 2021;12(9):7.68
.83 Park S, Kim SP, Whang MJS. Individual’s social perception of virtual avatars
embodied with their habitual facial expressions and facial appearance.
2021;21(17):5986.
.84 Heo M-H, Kim DJH-CC, Sciences I. Effect of Augmented Reality Affordance
on Motor Performance: In the Sport Climbing. 2021;11.

228
‫س‬
َ ‫َميتافري‬-َ‫العاملَماَوراءَالتقليدي‬

The world beyond conventional “Metaverse”

Will the world beyond traditional Metaverse really dominate most of our lives soon?
Are we able to live outside it, or are we free to do so? And what if that really
happened and we are not ready yet? What is the role of governments and experts in
employing and benefiting from this transformation?

The book, The world beyond conventional “Metaverse”, is the first reference book in
the Arabic language on the subject of the Metaverse. It shows the most accurate
meaning of this world and a basic set – perhaps the most important – of its features
and characteristics, explains how to deal with it after revealing its advantages and
what will constitute additions and importance in our daily life. The hypothesis of the
study represents the control of the world beyond the traditional “Metaverse”. It
states that the lives of the inhabitants of the Earth and the life outside this world will
gradually turn from mere luxury additions to a normal life where living outside of it
is more difficult than living without the internet. With a theory that puts the
possibility of turning the idea of this world into just a developed game in the virtual
world after it loses its luster, several evidence which was determined during the
study, however, indicates the weakness of this theory and suggests the reality of the
transformation and its inevitability. In this study, we followed the method of the
objective and analytical approaches to address its problem of a potentially powerful
catastrophe, which is the occurrence of a huge gap between a world that has been
excellently prepared for transformation and another world that most of the members
have not heard of the Metaverse. We have reviewed as much as possible a prelude
to ideas, and terminology as well as mechanisms, methods, Positive and negative
influences, whether to enter this world or to be left behind in the event that countries
and major companies decide to make it the dominant world for the life of the human
species.

229
Important excerpts from the book

This book defines the notion that “the book is clear from its title” because it contains
ideas that some people would strongly dispute. A person is the enemy of what he is
ignorant of. If he was the most knowledgeable of the scientists of his time it is
necessary to read carefully without prejudices. If you can control yourself and
prevent it from judging, it until its completion and perhaps reviewing some of its
paragraphs; You will be able to get to the truth.

Before reading this book’s content and gathering an overview of the meanings and
facts of the first chapter and the following chapters, do nut judge, be surprised, or
even accept or reject anything. Only then will you be able to form a logical
scientific conviction about what this book presents of facts and facts followed by
accurate perceptions about the future.

To avoid accusing an ignorant or envious person of exaggeration or insanity, we


withheld a lot of information, data, and perceptions, not for withholding knowledge;
Rather, to avoid what was mentioned, we will wait to enter some stages of this world
and absorb some of them by a percentage of people to announce them at the
appropriate time, in our next book .

We aim to describe, explain the significance of, and reveal some of the features and
some of the ways to contribute to the Metaverse in this book. Since the Metaverse as
is it exist today is still only a primary copy, there is no universally agreed upon
definition of the Metaverse that can be applied to it.

The founder of Facebook, who in one of his statements mentioned what we describe
as “there will be new ways to interact with devices that will become much more
seamless than typing on a keyboard or clicking a button. You will make gestures or
say a few words. It suffices even to think of a movement for it to become a reality.”
If we pay attention to the last phrase and if it becomes a reality, this is what can
reveal to us the size and level of the coming world and some of its features and
facilities, and consequently its points of attraction for the human community, which
is naturally eager for comfort and ease .

230
‫س‬
َ ‫َميتافري‬-َ‫العاملَماَوراءَالتقليدي‬

Important excerpts from the book

A series of inquiries and observations that, taken together, can help us arrive at the
most accurate understanding of the Blockchain, its connections to and effects on the
Metaverse-the world beyond the traditional one-and the importance of knowing these
connections for anyone with a stake in this world and its upcoming (compulsory)
transformation, whether this is their direct or indirect interest.

Our goal in shedding light on these facts and figures is to draw the attention of
decision-makers and those concerned with this matter of various degrees and names,
to the size, proximity and speed of the upcoming digital transformation; In addition
to its inevitable and significant influences; It is what gives the clearest indications of
the need to reserve the appropriate space in this world, which will reflect our size
and our position in the traditional world in one way or another .

Like most unprecedented inventions and discoveries, wholly or even in part, the
Metaverse has faced and will be supported, welcomed, and promoted by some; He
will also face criticism, skepticism and apprehension from others, and to understand
this, it is sufficient to remember what we have read about the history of the
emergence of paper currency, through many inventions, until the emergence of the
Internet in the recent era of our time .

Experts have viewed the book “Tomorrow’s People and New Technology” as a
pioneering breakthrough in understanding the world beyond the traditional
“Metaverse”, which is the same goal that our book seeks. However, we look at the
subject from the perspective of human development and not to an abstract definition
of the world beyond the traditional Metaverse “because of our firm conviction that
bypassing this perspective will empty the goal of digital transformation that raises
slogans such as “better services to the human community”, “making people’s lives
better” or harnessing digital technologies to save time and money and facilitate
procedures” which differs our book from other sources that talked about the world
beyond the traditional "Metaverse” .

231
Important excerpts from the book

A massive transformation in the digital world through Blockchain technology, whose


function will be to protect data, property, and privacy for the pioneers of this world.
However, the real revolution that this technology will provide its appropriate climate
is owning what we create from the content. Thus, any activity on the internet, within
the digital world, or the world beyond the traditional “Metaverse”, will need this
technology to ensure the security of dealers in this world and protect their digital
properties, whether currencies, applications, programs, or other things. We can say
from this that “Metaverse” a world beyond the conventional one, we rely greatly on
gaining the trust of its dealers through this technology.

Giant companies concerned with digital technologies and those specialized in


investment have advanced research centers that provide them with accurate data on
quality, market needs, competition methods, competitor products, methods for
selecting the most experienced developers, the future of the labor market, products,
risks, incentives, the shape of future devices and applications, and other experiences
and skills. Thus, it undoubtedly considers the possibility of moving to the world
beyond traditional "Metaverse”.

Conclusion

This book reveals serious and major transformations taking place in our world today,
and the most serious thing is the transformation of the industrially and technically
advanced world towards a virtual world in which people are inside it almost
completely, while other countries and peoples completely have not heard of this
world.

The study concluded that human civilization will be left behind for decades or even
centuries if there is no movement to assimilate and forcefully enter this world. The
fact that the study accurately described the most salient characteristics of this world,
the evidence of the transformation already in progress, its scope and the opacity
strategy adopted by countries and major companies of competitive well as other
reasons related to superiority and control, reveals some evidence of the imminence
of the upcoming transformation.

The study also concluded some of the most prominent facts related to the
transformation into the world beyond the traditional “Metaverse " and how does this
happen, what is its importance, and what is the role entrusted to governments and
232
‫س‬
َ ‫َميتافري‬-َ‫العاملَماَوراءَالتقليدي‬

experts to achieve a safe transition while doubling the positives of this


transformation and minimizing its negatives.

The book concluded the need to prepare for the transformation towards the world
beyond the traditional “Metaverse” and showed its mechanisms by reviewing its
effects on the various sectors of life and its future role in managing them, as well as
in determining the level of members of the human species according to the
percentage of their income in this world and their ability to live in it and deal with it.

Important Notice:

This book is being updated regularly through ARID Scientific platform, if interested
please visit the book page through :

ARID.MY/METAVERSE

Scientific communities: There is a scientific community in Arabic language for the


readers to ask questions and get qualified replies from experts in this field through:

Go.arid.my/999

To get a printed version of this book through:

Go.arid.my/555

We have launched a campaign to print this book as it's the first book of its kind in
Arabic language, to Support printing this book by direct donation through

go.arid.my/1111

233

You might also like