Professional Documents
Culture Documents
مكتبة نور إدارة المؤسسات الصحفية 2
مكتبة نور إدارة المؤسسات الصحفية 2
إدارة
المؤسسات
الصحفية
�إعداد
د .عبد النبي عبد اهلل الطيب
جامعة وادي النيل
1
2
ب�سم اهلل الرحمن الرحيم
تقـديـم
عندما �أ�صدر ذلك ال�شاب الأمريكي المنحدر من �أ�صل يهودي �صحيفته اليومية THE SUNعام 1938
في مدينة نيويورك ك�أول �صحيفة يومية �شامل ًة بعد �أن �أ�ستق َّر مفهوم ال�صحافة الذي و�ضعه العالم الألماني اتو
قروث ATTO GRUTHك�إ�صدار ٍة يومية منتظمة موجهه �إلي كل فئات ال�شعب وتحمل من الأخبار والتعليقات
ما يقابل احتياجات كل ف�صائل المجتمع بد�أ النا�س َيفكرون في و�ضع �أ�س�س علمية وف ّنية لقيام الم�ؤ�س�سات
ال�صحفية و�إدارتها بما ُيحقق الهدف الذي ت�سعي ال�صحيفة لتحقيقه والمتمثل في توفير احتياجات المجتمع
من المعلومات والمعرفة بالإ�ضافة �إلي العائد المادي الذي ي�ضمن للم�ؤ�س�سة اال�ستمرار وتحقيق الفائدة والربح
المجزي باعتبارها �صناع ًة كغيرها من ال�صناعات التي بد�أت تزدهر وت�أخذ مكانها بين ال�صناعات الأخرى في
بدايات ع�صر ال�صناعة في القرن التا�سع ع�شر ..
ولعل فكرة بنجامين داي BENGAMIN DAYذلك ال�شاب الأمريكي الذي لم يتجاوز عمره عند �أ�صدارة
لجريدة ال�صن اليومية اثنين وثالثين عام ًا قامت علي افترا�ض �أن ذلك النوع من ال�صحافة اليومية المنتظمة
يمكن �أن يحقق ربح ًا مادي ًا مجزي ًا و�أن ال�صحيفة يمكن �أن تباع بـ PENNYبالرغم من �أن تكلفتها �أكثر من قيمة
�شرائها وذلك لأن العائد من الإعالن يمكن �أن يغطي التكلفة ويوفر الربح المجزي خا�صة و�أن �صدورها كان في
بداية ع�صر ال�صناعة .
وقد نجح بنجامين داي في �إغراء القراء ب�شراء ال�صحيفة يومي ًا وب�شكل منتظم واقنع �أ�صحاب الم�صانع
بالإعالن عن منتجاتهم فيها كما �أنه ولح�سن �إدارته للمحتوي وللم�ؤ�س�سة وللعالقات العامة التي تربطه بالقراء
والمعلنين ا�ستطاع �أن يوطد �أقدامه في مجتمع ال�صناعة و�أن يبد�أ عهد ًا جديد ًا لل�صحافة اليومية المنتظمة الذي
يزداد عدد قرائها ب�شكل منتظم وم�ضطرد .
كانت تلك التجارب و�أمثالها من الوقائع هي التي �أوحت لعلماء االت�صال والإدارة بالتفكير في و�ضع �أ�س�س
علمية لإدارة م�ؤ�س�سات الإعالم ومن بعد ذلك م�ؤ�س�سات المعرفة بدء ًا بال�صحافة المطبوعة بحكم �سبقها في
التاريخ مرور ًا بالو�سائل االلكترونية التي لحقت بها في القرن الع�شرين كالراديو والتلفزيون بل و�أ�صبحت علوم
الـ RADIO MANAGEMENTوالـ TV MANAGEMENTمن العلوم المقررة في كليات علوم االت�صال
ومعاهده و�أكاديمياته .
قليل جد ًا من �أ�ساتذة علوم االت�صال وخا�صة في ال�سودان من فكر في ت�أليف الكتب والمراجع في �إدارة
م�ؤ�س�سات االت�صال بالرغم من �أنهم يتعر�ضون لها في الكور�سات المقدمة للطالب وفي البحوث والأوراق الذي
ي�شاركون بها في الم�ؤتمرات والمنتديات العلمية لذلك ف�أن مبادرة د .عبد النبي عبد اهلل الطيب ب�إ�صدار هذا
الكتاب العلمي المرجعي عن �إدارة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية �آمر يجد منا الإ�شادة والتقدير خا�صة و�أن ما يحويه
الكتاب بين دفتيه ُي�شكل ذخيرة علمية نادرة بذل الم�ؤلف في الح�صول عليها جهد ًا جبار ًا �سيجعل منها مرجع ًا
�أ�سا�سيا لدرا�سة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ومعين ًا علي فهم هذا النوع من الإدارة الذي ي�ضمن نجاح وا�ستمرار
الم�ؤ�س�سات ال�صحفية التي تعاني من �ضعف الإدارة وتوفير متطلباتها و�أ�سا�سياتها الأمر الذي يت�سبب في �ضعف
َقدم ال�صحافة ويحول بينها وبين االنهيار م�ستوي المنتج والمحتوي بالإ�ضافة �إلي الخ�سائر المادية التي تعيق ت َُ
3
الذي يعزي في المقام الأول �إلي �سوء الإدارة وفي كثير من الأحيان �إلي عدم الإلمام بها بدء ًا من درا�سة الجدوى
مرور ًا بتوفير المقومات المادية والعينية والب�شرية وانتهاء بالت�سويق والترويج والتوزيع وما يعود به ذلك علي
ال�صحيفة كم�ؤ�س�سة اقت�صادية ربحية ت�شجع علي اال�ستثمار وا�ستقطاب جزء كبير من ر�ؤو�س الأموال التي تحتفظ
بها م�ؤ�س�سات التمويل .
كان د .عبد النبي ح�صيف ًا وحكيم ًا عندما تعر�ض للتطور الفني والتقني الذي �شهدته و�سائل الإعالم
الجماهيرية ومن بينها ال�صحافة المطبوعة وما يقت�ضيه ذلك التطور من �إ�ضافات جديدة في المفاهيم
والم�صطلحات والمكونات والمقومات لمفردات الإعالم الجديد ومن بينه ال�صحافة التي ات�سع مفهومها وتغيرت
مواعينها ولم تعد قا�صرة علي الكتابة علي الورق وبل انتقلت �إلي مرحلة النب�ض الكهربائي الذي يظهر علي
�شا�شة التلفزيون في �صحافة الإذاعة و�شا�شة الحا�سوب في ال�صحافة االلكترونية وغير ذلك من المتغيرات التي
تقت�ضي بالتالي و�ضع �أ�س�س جديدة لإدارة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية بمفهومها الجديد ولعل القر َّاء لمحتوي هذا
ال�سفر العظيم ي�شعرون ب�أنه جهد مقدر لمرحلة جديدة قادمة ي�ستند �أ�سا�سها علي وف َره ما قدمه د .عبد النبي
عبد اهلل الطيب في هذا الكتاب الذي �أرجو �أن يكون مفيد ًا للأ�ساتذة والطالب الذين يرتبطون بدرا�سات علوم
االت�صال وبحوثه .
بروف�سور /علي محمد �شمو
4
ب�سم اهلل الرحمن الرحيم
تقديم
عندما طلب مني الأخ ال�صديق الدكتور عبد النبي عبد اهلل الطيب التقديم لكتابه الجديد (�إدارة الم�ؤ�س�سات
ال�صحفية ) �شعرت بعظم الم�س�ؤولية ،وثقل القول ،وقلت في نف�سي لو ُطلب مني نقل جبل من مكانه ؛ فهو علي
�أهون من الدخول في هذا المعترك ،فلي�س معنى ذلك هروب ًا من الميدان �أو لأني ال �أملك �أدوات و�أ�سلحة القتال
فيه ،ولكني �أدري النا�س ب�أخي الدكتور عبد النبي عبد اهلل الطيب منذ �أن قدم علينا ( طالب ًا جديد ًا ) بالجامعة
الإ�سالمية في منت�صف ثمانينات القرن الما�ضي؛وحينها نحن بالم�ستوى الرابع نحزم الأمتعة لمغادرة القاعات
،والدخول في معمعة الحياة العملية ،فيكفيه فقط ؛ �أنه تر�شح للمكتب التنفيذي لجمعية ال�صحافة والإعالم
بالجامعة ،ونال ثقة الجميع فاحتل مكاني في الأمانة العامة للجمعية ،فهو مثقف ومتحدث ،ومثابر ،و�صاحب
عقل محاور ومت�سائل ،ومنظم ومرتب ،وبعدها ُعرف �أخي الدكتور عبد النبي بين زمالئه في كافة م�ستوياته
الجامعية ومن ثم الخدمة المدنية حتى الو�صول �إلي درجة الأ�ستاذ الم�شارك ؛ ب�أنه باحث ومنقب ،ال تزكم �أنفه
غبار �أمهات الكتب،وال تتعب عينيه من التدقيق على ال�شبكة الدولية ( الويب ) ،فيعرف ويلم بعدد غير قليل من
المواقع المهمة التي تحوي كنوز المعرفة والعلم ،و�ساعده في ذلك همته التي ال تفتر ،وعزيمته التي ال تكل في
الو�صول �إلي الهدف ،و�صدق نواياه في خدمة العلم وطالبه ،فهو قارئ نهم ،وجامع واعي ،فكل من طرق بابه
في مرجع �أو م�صدر وجده عنده ،فمكتبته قبلة للزوار من �أهل التخ�ص�صات المتنوعة ،ومعدته ها�ضمة لكل ما
تنتجه المطابع ،فهو ال يعاف وال ي�أنف من قراءة �أي مطبوع في التراث �أو ال�سيا�سية �أو االجتماع �أو االقت�صاد ،
وفوق هذا وذاك كتب تخ�ص�صه الذي �أحبه ،ونبغ فيه.
ولكل هذه الأ�سباب تهيبت كتابة التقديم لهذا ال�سفر الجديد ،فظل حبي�س عندي لمدة ال�شهرين ،ولكن
توكلت على الحي القيوم ،وقدرت ح�سن ظن �أخي الدكتور عبد النبي ب�شخ�صي ،ووجاهة �أ�سبابه في �إ�سناد هذه
المهمة لي ،وبالفعل وجدت هذه الإنتاج قد ُ�سكب فيه من الجهد والعمل العظيم ،وحوي ذروة من الإبداع المتفرد
في �سرد وتب�سيط المعلومة ،ونال ق�صب ال�سبق في االبتكار الجديد في التبويب والتنظيم ،وطرق �إثبات المراجع
و�أخذ المعلومة من الم�صادر ،مما جعلني �أ�سير لنفاثته ،فهو غذاء معلوماتي فيه النفع والن�ضج ،بمقدار بما فيه
من المتعة واالكتناز المعرفي ،عن مو�ضوع مهم ،وظل هاج�س ًا للم�ؤ�س�سات ال�صحفية ،فال�صحف اليوم لم تغدو
نزوة فردية ،فهي �صناعة ثقيلة ت�ضاهي ال�صناعات النووية ،وبل هي م�شروع فكري واجتماعي واقت�صادي وتقني
�ضخم ،يحتاج لر�أ�س المال الكبير ،وفي نف�س الوقت يحتاج للم�ؤ�س�سية القائمة على العلمية ؛ التي تح�سن التعامل
مع مكونات الم�شروع ،وكل ال�صحف اليوم في دول العالم الثالث ت�شكو الك�ساد ب�سبب �سوء الإدارة ،وبل هناك
�صحف توقفت نهائي ًا ،وحل دارها البوار كنتاج للإدارة غير العلمية ،و�سوء حركة توزيع المطبوع من ال�صحف ،
وعدم التنظيم واال�ستغالل الجيد للموارد الب�شرية والمادية ،والف�شل في التعامل مع اقت�صاديات الإعالم ،وراءه
العطب الإداري � ،أو ر�ؤية الإدارية المتخلفة ،ولذلك ي�شكل هذا الكتاب رو�شتة عالج �إدارية للم�ؤ�س�سات ال�صحفية
وكذلك لم�ؤ�س�سات الخدمة المدنية ؛ لأن الكتاب قدم جرعة د�سمة عن حركة التفكير اال�ستراتيجي ،فهذا الكتاب
يحتاجه كل قائد �إداري في ال�صحف وغيرها ،فجزي اهلل الأخ الدكتور عبد النبي على جهده ولفتته البارعة في
�إخراج هذا ال�سفر للدار�سين والعاملين في حقل الإعالم وغيره.
د.مكي محمد مكي
رئي�س ق�سم درا�سات االت�صال بجامعة وادي النيل
5
6
�سمات �صناعة ال�صحافة
وخ�صائ�صها في ع�صر المعلومات
مدخل:
في الم�سيرة التاريخية الطويلة لل�صحافة يرى البع�ض �أن عام 1828م هو عام ال�صحافة الحقيقية حيث و�ضع
العالم الألماني اوتوجروت معايير ال�صحيفة الحديثة التي تتمثل في :دورية ال�صدور ،والطباعة الآلية ،وان تكون
متاحة للجميع مع تنوع الم�ضمون ومالحقة الأحداث الجارية ،حيث تمثل هذه الحقيقة من وجهة نظرهم منعطف ًا
مهم ًا نقل ال�صحافة �إلى عالم ال�صناعة بما يحتويه من �إمكانات مادية وب�شرية وتنظيمية كبيرة.
وهذه الأ�س�س التي و�ضعها اوتوجروت تعود �إلى انتقال ال�صحافة من عهد �صحافة الر�أي والدرا�سات الأدبية
�إلى �صحافة الخبر بالدرجة الأولى ،ومن خ�صائ�ص هذا النمط من ال�صحافة :ازدياد �أهمية عامل الوقت،
والمناف�سة الحادة التي فر�ضت على ال�صحيفة ا�ستخدام �أعداد �ضخمة من العاملين في مختلف ميادين العمل
ال�صحفي ،وا�ستخدام الأجهزة والتقنيات التي ت�ساعد على تقديم الخدمة الإخبارية ب�شكل مثالي وفي الوقت
المنا�سب ،وتبلور ذلك في تعدد وت�ضخم الأجهزة ال�صحفية �إذا ما �أرادت �أن توا�صل ال�صدور �أن تتجه للإعالن
لتغطية نفقات الإ�صدار ،وان تزيد من ن�سبته لكي تواجه متطلبات التطوير والتجديد المتزايدة في الخدمة
ال�صحفية.
خ�صائ�ص �صناعة ال�صحافة ومتطلباتها:
يقدم يو�سف محمد �صابر الحباب تعريف ًا �شام ًال لل�صحافة ب�أنها و�سيلة من و�سائل الإعالم الوا�سعة االنت�شار
والت�أثير ،ت�ستهدف تنمية وتوعية جمهور القراء بالعلوم والثقافة والآداب والأخبار والمعارف العامة ،وتو�ضح
�سير الحوادث المحلية والدولية مع �إبداء الر�أي بالمالحظات والتعليقات واالنتقادات المجردة الهادفة لم�صلحة
الجماعة.
وال�صحافة كمهنة لها �أ�صولها وقواعدها ونظرياتها الأ�سا�سية وتطبيقاتها الحتوائها على الفنون التي ت�ستقطب
جمهور القراء وتحتاج �إلى متخ�ص�صين في مختلف المجاالت العلمية والأدبية والثقافية واالقت�صادية ،ومطابع
و�أجهزة فنية ومواد ت�شغيلية لتحرير الأخبار والمقاالت والإخراج والإدارة والتوزيع والإعالن وباال�ستخدام الأمثل
للإمكانات المتاحة بمجهودات المتخ�ص�صين تظهر ال�صحيفة المطبوعة في م�ستوى معين تدعمها قوة المركز
المالي والأدبي والثقافي للم�ؤ�س�سة التي ت�صدرها ،ولل�صحافة ر�سالة ال تقف عند حد البحث عن الخبر �أو المقال
ولكنها تتعداه �إلى التقويم والتثقيف وخدمة ال�صالح العام وقيادة المجتمع �إلى ما هو �أف�ضل.
ويحدد الدكتور �صليب بطر�س خ�صائ�ص ومتطلبات ال�صحافة ك�صناعة في الجوانب التالية:
�أو ًال :البد لل�صحافة مثلها في ذلك مثل �أية �صناعة .من عنا�صر الإنتاج المعروفة وهي :ر�أ�س المال ،والعمل،
والمنظم ،ولكن في مجال �صناعة ال�صحافة ،ت�صبح لهذه العنا�صر خ�صائ�ص تجعل منها �شيئ ًا متميز ًا.
ثاني ًا� :إن ر�أ�س المال الذي تحتاجه الم�ؤ�س�سة ال�صحفية �أ�صبح من ال�ضخامة بحيث لم يعد فرد ًا واحد ًا قادر ًا
على تقديمه ،ومن النتائج التي تنبعث من �ضخامة ر�أ�س المال الالزم لل�صحافة� ،إنها بجانب ت�أثيرها في
7
مدى ما تتمتع به من حرية ت�ؤثر بدورها في الناحية الإدارية للمن�ش�أة ال�صحفية وتت�أثر به.
ثالث ًا :تتميز �صناعة ال�صحافة بان الوقت يلعب في حياتها دور ًا اكبر من �أية �صناعة فالأخبار هي واحدة من
�أكثر المواد تلف ًا وبوار ًا ،فخبر الأم�س �أو حتى الخبر الذي م�ضى عليه �ساعات مادة يلحقها البوار ب�صورة
�أ�سرع من �أية مادة �أخرى ،وعمر ال�صحيفة نف�سها ك�سلعة يعد بال�ساعات .وتبع ًا لذلك تتناف�س ال�صحف
فيم بينها مناف�سة �شديدة على الظهور في ال�سوق .وهذه ظاهرة �أكثر و�ضوح ًا في م�صر باعتبارها بلد ًا
متنامي ًا ،ويقول في هذا المجال رئي�س تحرير باري مات�ش الفرن�سية� :إن لنا هدفين� :أن ن�صدر قبل
الآخرين ،و�أن نخدم المو�ضوع ال�صحفي خدمة كاملة.
رابع ًا :وتتميز ال�صحافة �أي�ضا باعتمادها على حكم جمهور القراء على نحو �أكبر من حكم م�ستهلك �أية �سلعة
�أخرى ،فالعالقة بين القارئ و�صحيفته تقوم على �أ�سا�س �إح�سا�س الأول ب�أن ال�صحيفة يجب �أن تقدم
خدمة م�ستوفاة في حدود �أق�صى الإمكانيات الب�شرية والمادية ،وعراقة ما�ضي ال�صحيفة ال تنه�ض �سبب ًا
لالعتذار لدى قرائها �إذا ق�صرت يوم ًا ـ في ت�صور ه�ؤالء القراء ـ عن �إبداء واجبها لأ�سباب قد تكون
خارجة عن �إرادتها وحكم القراء على الحا�ضر ال ي�شفع فيه الما�ضي مهما كان عريق ًا.
خام�س ًا :تتميز �صناعة ا4ل�صحافة �أي�ضا بعمق المناف�سة و�شدتها في مجاالتها المختلفة بين الم�ؤ�س�سات
المتناف�سة.
�ساد�س ًا :الم�شروع ال�صحفي هو م�شروع يتميز ب�أن ينطوي على ن�سبة من المخاطرة �أعلى مما تنطوي عليه
الم�شروعات الأخرى.
�سابع ًا� :إن ال�صحيفة كمنتج البد لرواجها من ت�ضافر عمل وجهد الأجهزة التحريرية والأجهزة الإدارية في
عدة مجاالت ،فطابع �أية �سلعة يراد لها الرواج ي�ستمد وجوده ثم نجاحه �إلى حد كبير من مقت�ضيات
ال�سوق ،وال ي�ستطيع نا�شر ال�صحيفة �أن يقرر الدخول في �سوق ال�صحافة �أو الإفادة ب�أكبر قدر مما يتهي�أ
له من فر�ص ،ما لم يعكف على تحليل المجال الذي يدخله تحلي ًال دقيق ًا يقوم على �أ�س�س علمية ،وهذا ال
يتي�سر �إال بت�ضافر جهاز التحرير الذي يقدم المادة التي يراد بيعها والإدارة التي تمتهن عملية الت�سويق
التوزيعي والإعالمي ،والإعالن ال يعدو �أن يكون بيع ًا لم�ساحات بي�ضا ن ال�صحيفة وكال النوعين من البيع
يتميز بخ�صائ�ص معينة ويتطلب عنا�صر تختلف كثير ًا ع عنا�صر عملية ت�سويق ال�سلع الأخرى.
ثامن ًا :على الرغم م �أن المميزات المادية لل�صحيفة قد تقدمت كثير ًا مت�أثرة بالتقدم الميكانيكي ثم االلكتروني،
و�أخيرا الرقمي الهائل في هذا المجال ،ف�إنه في مجال تغطية الأخبار وتحليلها والتعليق عليها مازال
العن�صر الب�شرى هو العمال الأكثر ت�أثير ًا في �صناعة ال�صحافة ،ومادام الأمر كذلك ف�إن ال�صحافة �ستظل
تعك�س عواطف ال�صحفي وم�شاعره الخا�صة وقدراته الفنية وكفاءته ،فهو ال ي�ستطيع �أن يطرحها جانب ًا وهو
يتولى معالجة �أي مو�ضوع.
تا�سع ًا� :إن ال�صحافة تقوم على نزاعات �إن�سانية كثيرة ال يمكن تجاهلها منها حب اال�ستطالع �أو الف�ضول ،وقبول
الجمهور ف�ض ًال عن اعتماد ال�صحافة على نزعة �أخرى وهي �أن ا�ستجابة العين �أقوى من ا�ستجابة الأذن،
8
وكلها نزعات ت�ؤثر في �سلوك القراء وفي �سلوك المحررين .وواجب ال�صحيفة التي تن�شد النمو المطرد �أن
تبحث عن اتجاهات القراء وان تقوم بعملية تعديل �سيا�ستها في هديها وتلعب الإدارة ال�صحيفة دور ًا مهم ًا
في هذا المجال.
عا�شر ًا� :إن الأداة التي تربط بين جميع العنا�صر المختلفة والتي بدونها ال يمكن للمطبوع �سواء كان كتاب ًا �أو
�صحيفة �أن ي�صدر هي النا�شر �أو العقل المدبر الذي يهيمن على عملية الن�شر ،وهو �شخ�ص ي�أن�س في
نف�سه القدرة على �إ�صدار ال�صحيفة �أو هو القائد الذي يقود العنا�صر المختلفة وفي مقدمتها تدبير
المال الالزم الذي يمكنه من الح�صول على جميع عنا�صر الإنتاج.
بينما يرى �سي بي �سكوت �أحد ر�ؤ�ساء المان�شي�ستر جارديان البريطانية �أن لأي �صحيفة جانبين فهي ك�سائر
الأعمال التجارية الأخرى عليها �أن تدر دخ ًال بكل ما تحمله كلمة دخل من معنى مادي لكنها من ناحية �أخرى
تعتبر �أكثر من عمل تجاري فهي كم�ؤ�س�سة فكرية �أو روحية يفتر�ض فيها �أن تعك�س حياة المجتمع الذي تعي�ش
فيه وت�ؤثر عليه وفي م�صائره و�أهدافه العليا� ،إذا ما نظرنا �إلى الأمر من زاوية �أو�سع نجد �أنها وبم تحدثه من
ت�أثير على العقول والم�شاعر �أداة من �أدوات الحكم� ،إذ يمكنها �أن تثقف النا�س وت�ساعدهم مثلما يمكن �أن تفعل
العك�س �أي�ض ًا ،وكنتيجة لذلك فعليها �أن تثبت وجودها من الناحيتين المادية والأدبية ،لي�س ذلك فح�سب بل �إن
ما يحدد طبيعتها ونفوذه ب�شكل رئي�سي هو مقدرتها على حفظ توازن حقيقي بين القوتين التي تعمل كل منها
على جذبها �إليها وا�ستمالتها نحوها ،فبينما تريد لها الأولى �أن تجعل من الربح وال�سلطة هدفها الرئي�سي ت�سعى
الثانية الن تكون ت�صور ال�صحافة لمهمتها ولما تحققه من �أهداف �أرفع من ذلك بكثير جد ًا و�إن كان �أكثر منه
م�شقة وعناء.
ويعتقد عالم الإعالم والر�أي العام الأمريكي البارز والترليبمان �أن ال�صحافة مهنة وعمل تجاري ،ولكنها
لي�ست مهنة ك�سائر المهن والأعمال التجارية ،فهي تبيع ب�ضاعتها ب�سعر اقل من �سعر التكلفة �إذا اعتبرنا ما ندفعه
من مبالغ محدودة نظير ح�صولنا على ن�سخة من �أي �صحيفة يومية �أو مجلة هو الثمن الحقيقي لما نقر�ؤه من
�أخبار وتعليقات ،بل �إن ما تقدمه من ب�ضاعة وما ن�ستخدمه نحن كقراء من مقايي�س جمالية و�أخالقية للحكم
عليها �إنما يختلف في جوهره وطبيعته عن �سائر الب�ضائع الأخرى وما نحكم عليها به مقايي�س ،ولهذا فال يمكن
للمرء �أن يقارنها كمهنة تجارية بنظيراتها من المهن التجارية الأخرى ،كما �إننا نظلمها كثير ًا �إذا حكمنا عليها
بنف�س ما نحكم به من مقايي�س على �سائر الم�ؤ�س�سات الثقافية والروحية ،الن ما يقدم من مدرا�س ومعاهد ثقافية
وتربوية �سواء كان عام ًا �أو خا�ص ًا �إنما يجد من التمويل الر�سمي �أو الخا�ص ما يعينه على البقاء واال�ستمرار ،وان
ما يوجد من م�ساجد و�أماكن روحية �إنما يتم ت�شييده وتجري �صيانته من �أموال الخير وما ير�صد له �شهري ًا �أو
�سنوي ًا من هبات �أو �أوقاف� ،أما ال�صحافة ،ف�إذا �أرادت �أن ت�ؤدي ر�سالتها الفكرية �أو الروحية على الوجه الأكمل،
فعليها �أن تمول نف�سها بنف�سها
وم�س�ألة المداومة على قراءة ال�صحيفة و�إن كان لأهميتها الكثير بالن�سبة لل�صحيفة من الناحيتين المادية
والأدبية �إال �أنها تعتمد في المقام الأول على مدى تجاوب كل من ال�صحيفة والقارئ مع الآخر ،وهذا يعتمد بدوره
على عدد من العوامل الخفية� ،أهمها معالجة ال�صحيفة لما يم�س حياتنا ومعتقداتنا من �أخبار ،وم�شاكل ،فبقدر
ما تظهره ال�صحيفة من اهتمام بن�شر هذا النوع من الأخبار والم�شاكل وبقدر ما تعك�سه المعالجة من �صدق
9
وتعاطف ،بقدر ما يكون حبن ًا �أو كراهيتنا لل�صحيفة وما نمنحه �أو ال نمنحه من ثقة لها.
ويرى والتر ليبمان �أن قارئ ال�صحيفة ال يملك �أي حق قانوني في مقا�ضاتها �إذا ما �أح�س بخلو ال�صحيفة مما
يثير اهتمامه� ،أو ب�أن ما تن�شره من �أخبار لي�س �صادق ًا وم�ضلال له ،فمن تت�سبب ال�صحيفة في ت�شويه �سمعتهم
وتحطيم �شخ�صياتهم ،هم وحدهم الذين يحق لهم ذلك بعد �أن يفلحوا في تقديم ما يثبت �صحة الدعوى .وهو
يرجو �أال يف�سر القارئ قوله هذا على انه نوع من ا�ستعداء القراء الحكومات على ال�صحف فكل ما ق�صد �إليه هو
التو�ضيح لحقيقة ما يوجد بين القارئ وال�صحيفة من عالقة.
الم�ؤ�س�سة ال�صحفية:
ويق�صد بالم�ؤ�س�سة ال�صحفية :المن�ش�أة �أو الهيئة التي تتولى �إ�صدار ال�صحف �أو ال�صحيفة ،وتتخذ هذه الوحدة
االقت�صادية ال�شكل القانوني وتختار الكيان الإداري الذي يتالءم مع اعتبارات كثيرة.
وتقوم الم�ؤ�س�سة ال�صحفية بالعمل على تحقيق مجموعة من الوظائف الإبداعية المرتبطة بالم�ضمون
وبالتحرير ال�صحفي والإعالن والتوزيع ،ويت�صل الأفراد من خاللها يبع�ضهم من اجل تقديم خدمة �صحفية،
تبرز في �شكل جريدة �أو مجلة �أو �إعالن �أو خدمات �صحفية خا�صة تحقق �أهدافهم الخا�صة والعامة في ظل ترتيب
منظم للأفراد والتقنيات الم�ستخدمة.
ولأهداف الم�ؤ�س�سة ال�صحفية بعدان:
ً
البعد الأول :يتعلق بم�ضمون الر�سالة الإعالمية ويت�ضمن عددا من الأهداف الفرعية يمكن ح�صرها في
الآتي:
.1الأخبار.
.2دعم المبادئ والأ�س�س التي يقوم عليها المجتمع.
.3رفع الم�ستوى الفكري والثقافي ون�شر الوعي ال�سيا�سي لتكوين ر�أي عام م�ستنير.
�أ�سباب درا�سة الإدارة ال�صحفية
� .1ضخامة اال�ستثمارات في مجال ال�صحافة :
حيث تحولت ال�صحافة من ر�سالة فقط �إلى �صناعة تحتاج �إلى ر�ؤو�س �أموال �ضخمة ،مما �أدى �إلى �إن�شاء كتل
احتكارية تتولى �إ�صدار ال�صحف في معظم البالد الر�أ�سمالية ـ حيث ت�سود النظرية الليبرالية ـ وبحيث تحولت
حرية ال�صحافة �إلى حرية للنفر القليل من الر�أ�سماليين الذي ملك �إ�صدار ال�صحف ،وذلك على حد قول «
في�شن�سكي» في كتابه ( :قانون الدول ال�سوفيتية ) �إن �إ�صدار جريدة يومية �أمريكية تحتاج �إلى ماال يقل عن ()2
�إلى ( )3ماليين دوالر وفقا لتقرير لجنة التحقيق الأمريكية في حرية ال�صحافة عام 1949م ،والن �أرباح �إحدى
ال�صحف الأمريكية ،وهي» نيويورك تايمز» بلغت ( )12,3مليون دوالر في عام 1972كما بلغت ح�صيلتها من
الإعالنات في نف�س ال�سنة 175مليون دوالر ،بل وثبت �أن ال�سال�سل التي تملك ال�صحف ،ومن بينها مجموعات
«هير�ست» و « �سكريب�س هورد» « وماك كورميك بتر �سون» ت�سيطر على �أكثر من %50من ال�صحف الأمريكية ،
وفق ًا لبيانات «اليون�سكو» �أما �إ�صدار جريدة في بريطانيا ـ ووفق ًا لتقرير اللجنة الملكية للم�شكلة للتحقيق في حرية
ال�صحافة عام 1949ـ فهي تتطلب على الأقل مليون جنيه �إ�سترليني ،وال �شك �أن هذه الأرقام اليوم ( )1995ال
بد �أن تت�ضاعف ع�شرات المرات ،بما يتالءم مع التطورات االقت�صادية الكبيرة .
10
ولكي نقف على �أهمية �ضخامة اال�ستثمارات في مجال ال�صحافة ،نقارن بين �أهم الموارد المالية لم�ؤ�س�سة
« الأهرام» القاهرة ،عن كل من �سنتي ، 1991 ، 1981ففي حين و�صل حجم الإعالن �إلى ( )22مليون ًا من
الجنيهات �سنة 1981وبن�سبة %36,67من �إجمالي الموارد المالية البالغة ( )60مليون جنيه عن تلك ل�سنة ،
فانه و�صل �إلى ( )119مليون ًا �سنة 1991وبن�سبة %33,15من جمالي الموارد المالية البالغة ( )359مليون عن
تلك ال�سنة ،وارتفع �إيراد التوزيع من ( )6مليون بن�سبة � %10إلى ( )116مليون بن�سبة ، 32,31وارتفع �إيراد
وكالة الإعالن من ( )12مليون بن�سبة � ، %20إلى ( )55مليون بن�سبة %15,32وكذلك ا يراد وكالة التوزيع من
( )10مليون بن�سبة � % 16,67إلى ( )24مليون ًا بن�سبة � % 6,69أما �أعمال المطابع التجارية فقد ارتفع �إيرادها
من ( )7مليون بن�سبة � ، % 11,67إلى ( )32مليون بن�سبة ، % 8,91و�أخيرا ارتفع �إيراد الحا�سب الآلي من ()3
مليون جنيه وبن�سبة � %5إلى ( )13مليون ًا جنيه بن�سبة . %3,62
دخول ثم خروج الحكومات في هذا الن�شاط :يالحظ �أن م�شكلة �سيطرة ر�أ�س المال على ال�صحافة ال
وجود لها في الدول اال�شتراكية ،التي ت�سود في الملكية الجماعية وت�صدر فيها ال�صحف عن التنظيمات ال�سيا�سية
والجماهيرية وال تهدف �أ�سا�س ًا �إلى الربح لقد �صدر في وقت من الأوقات في االتحاد ال�سوفيتي( ال�سابق)
ما يزيد عن (� )8500صحيفة ،توزع �أكثر من ( )300مليون ن�سخة يومي ًا ،ودخلت الحكومات في البلدان
ال�شيوعية – التي بد�أت تتهاوى �أخيرا – طرف ًا في �إنتاج ال�صحف ون�شرها � ،إيمانا منهم ب�ضرورة �أن تكون
ال�صحافة ملتزمة ب�أهداف الطبقة العاملة ،ورف�ض الملكية الفرية لو�سائل الإعالم ب�صفة عامة.
ولكن يمكن �أن نر�صد مجموعة من الظواهر التي حدثت بعد تفتت االتحاد ال�سوفيتي وتحوله �إلى ( )14جمهورية
م�ستقلة ،وانهيار النظام ال�شيوعي في دول �أوربا ال�شرقية ،على النحو التالي :
منح و�سائل الإعالم حريات وا�سعة في نقد النظام ال�سيا�سي وقياداته ،مع االعتراف بان هذه الحريات تكاد
تقت�صر على ال�صحافة دون غيرها من و�سائل الإعالم الجماهيرية ،كالراديو والتلفزيون ،فتح �أبواب اال�شتغال
في و�سائل الإعالم لكافة المواطنين ،د,نما ا�شتراط الع�ضوية في الحزب ال�شيوعي ،التو�سع في �إتاحة فر�صة
التعبير �أمام كافة القوى ال�سيا�سية ،واالهتمام بر�سائل القراء في ال�صحف ،اختفاء الرقابة على و�سائل الإعالم
� ،سواء تلك التي تكون قبل الن�شر �أو الإذاعة �أو بعدها � ،سحب حق عقاب ال�صحف �سواء بالتعطيل �أو الإلغاء �أو
الغرامة � ،أو حق معاقبة ال�صحفيين من ال�سلطات الإدارية ،وق�صرها على الجهات الق�ضائية .
�.2صعوبة م�شاكل الإنتاج في ال�صحافة :
ال�صحافة مثل باقي ال�صناعات ،ال تخلو من م�شاكل و�صعوبات �إنتاجية � ،إال �أن ال�صحافة تقابلها بالدرجة الأولى
م�شكلة تتعلق بالإنتاج الإن�ساني للفكر والإعالم ،ثم تقابلها بعد ذلك م�شكلة الح�سم في الوقت الزمني ،وبخا�صة
في ن�شر الأخبار وال�سبق ال�صحفي ،ثم ال�سبق �إلى �أ�سواق التوزيع ،ذلك انه في بداية �صناعة ال�صحافة ،وقبل
�أن تتحول ال�صحف من الحرف ال�ساخن �إلى الحرف البارد � ،أو من « اللينوتيب» �إلى «االوف�سيت» كان من ال�صعب
على ال�صحف � ،أن تقوم بن�شر الق�ص�ص الإخبارية التي تبرز التي تبرز فج�أة ،في وقت مت�أخر ،الن هناك موعد ًا
نهائي ًا deadlineلطباعة الأخبار في كل ال�صحف ،ثم �ساعد على زيادة عدد طبعات ال�صحيفة الواحدة :
تكنولوجيا الحا�سبات االلكترونية ( الكومبيوتر ) .
11
�إن م�شكلة �إنتاج ال�صحيفة – مث ًال – لعدد من الطبعات الزمنية �أو المكانية ،مرتبط بجدول �صارم ،وكلما
زادت الطبعات ،زاد �إلحاح وان�ضباط اللحظة الأخيرة � ،أي لحظة ت�سليم كل الأ�صول لدائرة �أو �شعبة الأنباء
المحلية قبل هذا الموعد ،مما يتيح فر�صة �أمام محرري ال�صياغة ،لإلقاء نظرة فاح�صة على المو�ضوعات
قبل �إر�سالها �إلى غرف الجمع الت�صويري لإعدادها لعمليات الطباعة ،ثم ت�أتي بعد ذلك م�شكلة توزيع ال�صحيفة
،و�ضرورة تح�سب م�شاكل النقل وال�شحن ،بل والمناف�سة مع ن�شرات الأخبار الم�سائية في التلفزيون – كما هو
الحال في ال�صحف الم�سائية الأمريكية � ،إن التناف�س بين ال�صحف اليومية الأمريكية الكبرى ،في مجال الطبعات
الزمنية – على �سبيل المثال – هو الذي جعل �صحيفة مثل « نيوز داي» news dayالم�سائية – التي ت�صدر
في �ضاحية لونج �أيال ند بنيويورك – ت�صدر طبعتها الأولى في موعد مبكر عن �آخر طبعات ال�صحف اليومية
ال�صباحية التي ت�صدر في نيويورك وي�صل توزيع هذه ال�صحيفة �إلى (� )490ألف ن�سخة يومي ًا ،يرتفع �إلى ()554
�ألف ن�سخة في عدد الأحد الأ�سبوعي ،كما جعل �أي�ضا نف�س هذه ال�صحف اليومية ال�صباحية ،تظهر طبعتها الأولى
– من طبعتها التي ت�صل �إلى �سبع �أو ثماني طبعات – مبكر ًا بعد ظهر اليوم ال�سابق لميعاد �صدورها
وال �شك �أن م�شاكل الإنتاج في ال�صحافة ،تختلف من دولة �إلى �أخرى ،وفق ًا لنظامها ال�سيا�سي واالجتماعي
واالقت�صادي ،بل وتختلف م�شاكل الإنتاج من مجتمع �إلى �آخر داخل نف�س المجموعة من الدول ،مثل دول العالم
الر�أ�سمالي � ،أو دول العالم النامي ،مثل ا�ستخدام التكنولوجيا في الم�ؤ�س�سات ال�صحفية الأوربية والأمريكية ،
والت يتوفر �أكثر من ن�صف التكلفة النقدية ،وتحجم عنها الم�ؤ�س�سات ال�صحفية في دول العالم الثالث ،لأنها
ت�ستغني عن ثلث القوى العاملة فيها ،او زيادة ت�أثير ال�صحافة الإقليمية في �أمريكا او فرن�سا ،دون �أن يكون لهذه
ال�صحافة ت�أثير يذكر في اليابان مث ًال ،بف�ضل وجود طبعات ل�صحفها الخم�س الكبرى التي ت�صدر في العا�صمة
طوكيو ،في الجزر المختلفة ،حتى �أن جريدة “�أ�ساهي �شيمبون « � – asahi schimbu :أي “ ال�شم�س
الم�شرقة والتي ت�أ�س�ست �سنة 1879م ـ توزع �سبعة ماليين ون�صف مليون ن�سخة في طبعتها ال�صباحية ،و�أربعة
ماليين ون�صف مليون ن�سخة في طبعتها الم�سائية .
كما زادت الم�شكالت المتعلقة بتمويل ال�صحف ،ذلك �أن ال�صحف في غير البالد اال�شتراكية �أ�صبحت تعتمد
في تمويلها الأ�سا�سي على ح�صيلة الإعالنات ،مما يجعل لمعلنين �سيطرة اقت�صادية على ال�صحف ،ومما ي�ؤثر
بالتالي على ا�ستقاللها ،حيث ي�صل الإيراد القادم من الإعالن �إلى �أكثر من �ضعف الإيراد القادم من التوزيع
في بع�ض ال�صحف ،او قد يت�ساويان في �أحيان �أخرى ،كما �أن الح�صول على ورق ال�صحف الالزم للطباعة يثير
م�شكلة خ�صو�ص ًا بالن�سبة للبالد النامية ،حيث ما تزال الدول المتقدمة هي الم�سيطرة على �صناعة الورق ،
وبالتالي هي التي تمتلك �إمكانيات وا�سعة لإ�صدار ال�صحف ،لقد ارتفع ا�ستهالك ورق ال�صحف من () 25.6
مليون طن في عام � 1976إلى ( ) 34.7مليون طن في عام 1985م وال يتجاوز عدد البلدان المنتجة للورق في
العالم عن 36بلد ًا منها �ستة فقط هي التي ت�صدر جزء ًا كبير ًا من �إنتاجها ،وت�ستهلك الدول المتقدمة من الورق
ت�سعة �أ�ضعاف ا�ستهالك بالد العالم الثالث مجتمعة ،علم ًا بان هذه الدول التي ت�صدر %55من المواد الأولية
ل�صناعة ذلك الورق .
التحديات التي تواجه الإدارة ال�صحفية اليوم :
تواجه الإدارة ال�صحفية الآن مع منت�صف العقد الأخير من هذا القرن ،مجموعة من الأو�ضاع ال�صحفية
12
والإعالمية والمجتمعية والمهنية التي غيرت من م�شكلة العلمية ال�صحفية وجوهرها � ،شكلت مجموعة من
التحديات �أمام �إدارة ال�صحيفة ،وهي :
�أو ًال :التطورات الراهنة في تكنولوجيا المعلومات واالت�صاالت التي �أثرت على عملية �إنتاج ال�صحيفة ب�شكل ايجابي
وحولتها �إلى خلية الكترونية مثل :الجمع الت�صويري الم�ستعين بالحا�سبات االلكترونية و�أ�شعة الليزر ،
واالتجاه �إلى طباعة الأوف�س والألوان ،والتحكم االلكتروني في عمليات تجهيز ال�صحيفة خا�صة في ف�صل
الألوان وتجهيز الألواح الطباعية وعملية الطباعة ،واال�ستعانة بالأقمار ال�صناعية و�شبكات الميكروويف في
نقل �صفحات كاملة من ال�صحف بوا�سطة �أجهزة الفاك�س ميلي ،وبطباعة ال�صحف في �أكثر من مكان في
الوقت نف�سه ،وقد طورت تلك الم�ستحدثات التكنولوجية من عملية �إنتاج ال�صحيفة وجعلتها �أكثر �سرعة
و�سهولة
ثاني ًا :ارتفاع نفقات �إ�صدار ال�صحيفة بعد �أن تحولت �إلى �صناعة �ضخمة ،و�أ�صبح �إ�صدار ال�صحيفة كم�شروع فكري
�إعالمي �صناعي جاري عملية باهظة ومكلفة تحتاج �إلى ماليين الدوالرات .
ثالثا :مناف�سة الو�سائل االت�صالية الأخرى لل�صحيفة ،بعد التطورات الراهنة التي حدثت في �صناعات الراديو
والتلفزيون والفيديو كا�سيت باال�ستعانة بالتقدم في مجال االت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية وتوظيفها
للأقمار ال�صناعية والألياف الب�صرية ال�ضوئية ،و�آخرها �إمكانية البث المبا�شر التلفزيوني من الأقمار
ال�صناعية ،والتغطية الإخبارية الحية من مواقع الأحداث مبا�شرة ،مما افقد ال�صحف ال�سبق الإخباري
وجعلها تتجه �إلى التف�سير وال�شرح والتحليل وتقديم المواد ال�صحفية المتخ�ص�صة ،واالهتمام بخدمة
القارئ من الناحية التحريرية ،وتطوير �أ�ساليب الإخراج .
رابع ًا :تغير �أذواق القراء وطبائعهم واحتياجاتهم الإعالمية ،نتيجة للمتغيرات المجتمعية المختلفة ،ولظهور
و�سائل �إعالمية مناف�سة جديدة ،وللأو�ضاع االقت�صادية وال�سيا�سية الجديدة واالتجاه �إلى التعددية
ورف�ض النظم ال�شمولية .
خام�سا � :أ�صبحت هناك حاجة لنوعية جديدة من المحررين والإداريين ل�صحافة الحا�سبات االلكترونية والأقمار
ال�صناعية ول�صحافة التف�سير والتحليل وال�صحافة المتخ�ص�صة و�صحافة التعددية .
�ساد�س ًا � :إن �صحف العالم �شرقه وغربه ،و�شماله وجنوبه ،خا�صة في العالم الثالث تعاني من �أزمة ثقة او
فقدان للم�صداقية ،او االحترام او الثقة والتقدير لها كم�ؤ�س�سة اجتماعية …كجزء من اختالل العالقة
بين �أ�ضالع مثلث الم�صداقية الثالثة :وهي الحكومة والقراء وال�صحافة ،فالقراء ال يثقون في �صحفهم
وي�شكون في ا�ستقالليتها اقت�صادي ًا و�سيا�سي ًا ،والحكومة ال تثق في ال�صحافة من حيث الوالء وتعتقد
�أنها تتعامل معها بعدائية ،والقراء معتقدون �أن الحكومة تحاول تكبيل ال�صحافة وا�ستمالتها نحوها ،
والنتيجة �إن ال�صحافة هي المت�أثر الأول بكل ذلك .
�سابع ًا :بروز االهتمام المحلي والإقليمي والدولي ب�أخالقيات الممار�سة ال�صحفية وم�س�ؤوليات ال�صحيفة
المجتمعية ،في محاولة لتح�سين �صورة ال�صحافة وال�صحفيين ،والدعوة لمزيد من ا�ستقاللها عن
ال�سلطات ،و�إعطاء الجمهور حقه في المعرفة وفي االت�صال وتبلور ذلك في مجموعة من �إعالنات
13
المبادئ ومواثيق ال�شرف الإعالمي وال�صحف المهنية .
ثامن ًا :االهتمام بالبحوث ك�أ�سا�س لتقويم العملية الإدارية وال�صحفية ،واال�ستفادة بنتائجها في تحديد م�سار
العملية الإدارية وال�صحفية وتطوير العملية ال�صحفية م�ضمون ًا وتجهيز ًا و �إخراج ًا وت�سويق ًا ،وتمثل ذلك
في قيا�سات الر�أي العام ،وبحوث الجمهور ،و�إن�شاء �أق�سام للبحوث والتطوير في معظم الم�ؤ�س�سات
ال�صحفية الكبرى ،او اال�ستعانة بم�ؤ�س�سات البحوث والت�سويق التجاري ،او الم�ؤ�س�سات الأكاديمية
لإجراء تلك البحوث.
14
المفاهيم العامة للإدارة
ما معنى الإدارة ؟
ين�صرف معنى الإدارة �إلى معنيين متغايرين:ـ
�أ .هو الجهاز �أو الأجهزة وما ينتظمها من هياكل تنظيمية وت�شريعات �أو �أنظمة �ضابطة ومواد وعدد و�أموال
ميزانية �أو موارد مالية ،و�أخير ًا الكادر الوظيفي الذي ي�شكل العن�صر الب�شري في الإدارة ،ب�إدارية ،فنية ،
وتنفيذية �أي ي�شتمل على عنا�صر ( ت�شريعية ،مادية ومالية ،وب�شرية).
ب .هو القدرة على اتخاذ القرارات الإدارية وت�سيير العاملين بكفاءة فكان الجهاز الإداري في الدولة يت�ألف
من :ـ
كوادر �إدارية ،فنية ،وتنفيذية.
وكل من هذه الكوادر يق�سم �إلى ثالثة م�ستويات هي :ـ
م�ستوى الإدارة العليا ( وهم الإداريون الكبار في الوزارة �إلى درجة مدير عام ) -
م�ستوى الإدارة الو�سطى ( وهم م�ساعدو المدير العام ور�ؤ�ساء الوحدات) -
م�ستوى الإدارة الدنيا ( وهم ر�ؤ�ساء الأق�سام داخل الوحدات). -
وكل م�ستوى له �سلطات و�صالحيات واخت�صا�صات وم�س�ؤوليات تختلف عن الآخر .فالأعلى يملك اتخاذ
القرار الحيوي �أو التخطيطي ( اال�ستراتيجي) والأو�سط يملك �سلطة اتخاذ القرار الو�سطى والأدنى يملك �سلطة
اتخاذ القرارات اليومية(الروتينية).
والإداري بهذا المفهوم يختلط مع م�صطلح القائد ،ويحتاج �إلى بع�ض التفا�صيل ،وذلك �أن الإداري هو
الموظف الكبير �أو الأو�سط الذي يملك �سلطة مخت�صة �سواء �إن في مجال الدولة �أو في القطاع الخا�ص ،وقد
يكون كفاء ًا �أو ال يكون كذلك ،المهم انه الحق بوظيفته بقرار �صادر من �سلطة مخت�صة �سواء �أن ر�ضي به بقية
العاملين �أو ا�ستاءوا من مجيئه ،وغالب ًا ما ي�ستخدم هذا الإداري �صالحيته و�سلطاته العقابية ( الت�أديبية)
بمنا�سبة �أو دون منا�سبة ،فهو يحاول ت�سيير العاملين ،وتنفيذ �أهداف المنظمة �أو الم�ؤ�س�سة ،التي يديرها عن
طريق التهديد بالعقوبة الت�أديبية� ،أو ا�ستخدامها وتنفيذها فع ًال � ،إما القائد الإداري فقد يكون �إداري ًا في الأ�صل
�إال انه امتلك مهارات
�إدارة المر�ؤو�سين بقدر كبير من الر�ضا الوظيفي والنف�سي ال�صادر منهم فهو يتخذ القرارات بعد ا�ست�شارة
من يحب ا�ست�شارته من الموظفين مهما قل م�ستواهم الإداري ،وي�ستمع �إلى وجهات نظر العاملين معه ،من
خالل الندوات المفتوحة واللقاءات المبرمجة ،ومن ثم فهو ي�ستخدم العقاب تجاه الموظف المهمل المتمرد.
وت�سعى الإدارة الحديثة �إلى �إن ي�صبح الإداري قائد ًا عن طريق االنفتاح على العاملين معه وتعيين الذين
نالوا محبة الأكثرين من �أقرانهم بوظائف ا�ست�شارية �أو م�ساعدة للقيادة الإدارية ،وو�ضع خطط للعمل وتحديد
الأهداف من خالل اللقاءات الديمقراطية المبرمجة والفعالة .
15
�صفة القول في هذا ال�ش�أن �أن الإدارة هي مجموعة المهارات ال�شخ�صية التي بوا�سطتها ي�ستطيع الفرد
ت�سيير الآخرين بر�ضاهم و�صو ًال �إلى تحقيق �أهداف المنظمة �أو الم�ؤ�س�سة.
الفرد يولد �إداريا �أم ي�صنع ؟
هناك نظريتان �إداريتان متعار�ضتان في �ش�أن القائد الإداري:
الأولى :تنحاز �إلى العوامل الوراثية وهي ذات نزعة ار�ستقراطية ،مفادها �أن الإداري يولد �إداري ًا وال ي�صنع ،
فثمة �أفراد يحملون معهم �أثناء والدتهم ( جينات ) القيادة �أو الإدارة.
الثانية :تذهب �إلى �أن الإداري فرد عادي ولكن يمكن �صنعه �صناعة قيادية او �إدارية بحيث ي�صبح بالترتيب
والتمرين والممار�سة الإدارية � ،إداري ًا ناجح ًا .
ف�أي من النظريتين هي الأ�صح ؟
ال �شك في �أن النظرية الأولى غير �صحيحة وهي تبرر الهيمنة االر�ستقراطية على بع�ض الطبقات االجتماعية
بمراحل تاريخية معينة ،فالفرد يولد في �سائر الطبقات ذكي ًا �أو غبي ًا �أو متو�سط الذكاء ويمكن �أن نع�سر على
الفرد الذكي في طبقة فقيرة كما يمكن �أن نع�سر على مثليه في طبقة غنية والإداري هو من ت�صنعه.
ذاته الراغبة في امتالك المهارات القيادية والإدارية -
برامج التدريب الإداري الحديثة الفعالة -
الأجهزة الإدارية بت�شريعاتها ونظمها وممار�ستها التنظيمية والوظيفية والمالية والإدارية . -
وث ّمة �ضرورة ق�صوى �أن تكون لدى الفرد ا�ستعدادات نف�سية كافية يرغب في نطاقها �أن يكون �إداريا ناجح ًا،
ف�إذا �سلك م�سلك الإداري فانه يتعلم من خالل البرامج التدريبية من جهة �أو الممار�سات العلمية من جهة �أخرى
� ،أ�صول الإدارة و�أ�سلوب اتخاذ القرار ال�سليم ،وكيفية ت�سيير الآخرين والت�أثير عليهم باتجاه تحقيق الأهداف
العامة ،الم�س�ؤول عن تحقيقها في المنظمة �أو الم�ؤ�س�سة �أو الجهة الإدارية التي يريدها .
16
الإدارة علم �أم فن ؟
انق�سم علماء الإدارة في تكيفهم �إلى ق�سمين متغايرين :ـ
الأول :يذهب �إلى �أن الإدارة علم �ش�أنه �ش�أن العلوم الطبيعية والكيماوية والريا�ضية ،بينما ذهب الثاني �إلى
�أن الإدارة فن �ش�أن الب�شرية ذات ال�صفة الفردية .
ف�أما الذين قالوا ب�أن الإدارة علم فقد �أفادوا ا ب�أن ثمة مفاهيم ومبادئ ونظريات علمية هي التي يقوم عليها
هذا العلم ،فوظائف الإدارة من تخطيط وتنظيم ورقابة �إنما تقوم على مبادئ علمية ي�سهل البرهنة الح�سية
على �صحتها كما يذهبون �إلى ثمة �ضوابط نظامية هي التي ت�سير علم الإدارة �سواء �أن في مجال الدولة �أو القطاع
الخا�ص ،وما على الإداري �إال �أن يتقن هذه المفاهيم والمبادئ العلمية كي ي�صبح ادري ًا ناجح ًا ،وهذا العلم
يمكن تعلمه في معاهد التدريب الإداري كما تعلم العلوم الأخرى .
�أما الذين ذهبوا �إلى �أن الإدارة فن ف�سيتدنون �إلى �أنها تتطلب جملة مهارات �شخ�صية كح�سن ت�سيير المر�ؤو�سين
،واختيار القرار ال�سليم في الوقت المنا�سب ويغالي هذا الق�سم من العلماء في هذا ال�ش�أن ويرى �أن الإدارة فن فقط
ولي�ست علم ًا ،فهي ت�ستند �إلى مواهب �شخ�صية ومهارات فردية هي التي تف�سر نجاح هذا الإداري و�إخفاق غيره مع
ت�شابه المنظمات والظروف والمتغيرات .
والر�أي ال�صحيح �أن الإدارة « علم وفن « مع ًا فهي علم ي�ستند �إلى مفاهيم ومبادئ ونظريات محددة في
الكتب المتخ�ص�صة بهذا العلم ومن ال�ضروري للإداري ان ي�ستوعب �أ�سا�سيات الإدارة ونظرياتها من �أمهات
الكتب الإدارية كي يلم المام ًا طيب ًا بهذا العلم �أما الجانب الفني من الإدارة فمفاده �سلوك القائد الداري او
رجل الإدارة الذي ي�ؤدي �إلى اتخاذ القرارات ال�صائبة وت�سيير العاملين نحو تحقيق الأهداف العامة على �أ�سا�س
مبادئ االنتماء الوظيفي للمنظمة والر�ضا الوظيفي في العمل .والم�شاركة في اتخاذ القرارات الجوهرية (
�إ�ستراتيجية ) ويكون �أمام الإدارة العديد من الخيارات �أو البدائل التخاذ القرار الأ�سلم او الرا�شد ،وعملية
االختيار في هذا ال�ش�أن تحوي جانب كبير من الفن .
كما �أن الإداري ،حينما يخطئ الموظف يملك �أن يعاقبه كما يملك �أن يعفو عنه ،والت�صرف ال�صحيح
�سواء ت�ضمن عقاب ًا او عفو ًا قرار ي�ستند على فن الت�صرف الإداري ال�سليم .و�إذا كان الإداري ي�ستوعب الجانب
العلمي من الإدارة من الكتب الإدارية والبرامج التدريبية الإدارية ،فانه ي�ستوعب الجانب الفني من العمل
اليومي للإدارة � ،أي من الممار�سة العلمية � ،إ�ضافة �إلى وجوب مراقبة القادة او الإداريين الكبار في المنظمة او
المنظمات الأخرى ،وتحليل �أ�سباب نجاحهم ،وكيف اتخذوا القرار ال�سليم في موقف معين ،بينما اتخذوا قرار ًا
�آخر في موقف ثان ،لمجرد ح�صول متغيرات تتطلب وجوب �أخذها في الح�سبان .
�إن الإدارة كمنظمة ( ت�شريعات وهياكل تنظيمية و�أموال وانتقاء العاملين على �أ�س�س ومعايير علمية
مو�ضوعية ) هي علم ،بيد �أن الإدارة ك�سلوك وقيادة واتخاذ القرارات هي فن ،ولكن ب�شرط ان تتوفر المعلومات
الدقيقة والحديثة لغر�ض توظيفها التوظيف الأ�صح .
17
المعلومات هي علم
وح�سن التوظيف فن
�صفوة القول في هذا ال�ش�أن �أن الإدارة هي علم �ش�أن العلوم البحتة ،وهي فن في هذا الوقت ذاته لأنها
مهارات وخبرات �شخ�صية انطلقت من العلم وت�صرفت بفن .
الوظائف الإدارية
من ال�ضرورة العلمية للإداري الناجح �أن يتعرف ولو ب�صورة موجزة على الوظائف الإدارية �إذ �أن الإدارة كعلم
ت�ستعين بوظائف محددة يختلف علماء الإدارة والباحثون في تعداده �إال �أن الحد الأدنى المتفق عليه بين ه�ؤالء هو
ثالث وظائف هي التخطيط ،التنظيم ،الرقابة وفيها يلي بيان ًا موجز ًا :ـ
�أوال :التخطيط
التخطيط :ا�ستخدام الموارد المالية والب�شرية والفنية ( الخبرات ) لتحقيق �أهداف محدودة وكلما تم
تر�شيد اال�ستخدام و�إح�سانه كان التخطيط علمي ًا فيما �إذا توافرت بقية العوامل الأخرى والتخطيط العام في
المنظمة ح�صيلة �أنواع من التخطيط .
-التخطيط المالي ( ا�ستثمار الأموال ،و�إعداد الموازنات .. ،الخ )
-التخطيط الإداري ( الموارد الب�شرية �أو القوى العاملة ،و�سيا�سات القرارات الإدارية ،اجتذاب �أكفاء
العاملين وا�ستبقائهم بحوافز مالية ومعنوية ،الخ )...
-التخطيط الإنتاجي والفني ( :وهو تخطيط الخدمات في المرافق االقت�صادية والتجارية
والم�صرفية).
والخطة عادة �سنوية المدة �إال انه يمكن التخطيط لخطة ثالثية �أو خما�سية � .أما الخطة ال�سنوية فيمكن �شطرها
�إلى ن�صفين مدة كل �ستة �أ�شهر �أو �أربعة �أق�سام فتكون خطة ف�صلية � ،أو خطط ف�صلية .وثمة خطة �شهرية �أو �أ�سبوعية
وحينئذ ت�سمى( برنامج) وكلما كانت الخطة ق�صيرة المدى كانت عوامل نجاحها �أوفر ،و�إذ ي�صعب �أحيان ًا التنب�ؤ
بالمتغيرات الم�ستقبلية .
والخطة عبارة عن �أموال و�أدوات تنفيذية و�أهداف م�ستقبلية .و�أي خلل في واقعية الخطة �،أو كمية الأموال
المطلوبة �،أو طبيعة الآليات والإجراءات التنفيذية � ،أو واقعية الأهداف ،فانه ي�ؤثر على بقية العنا�صر الأخرى
ومن الم�ستح�سن ت�شديد التناغم والتن�سيق بين �أطراف الخطة �أو عنا�صرها ،واهم مبد�أ يحكم الخطة العلمية
هو الواقعية فيجب �أن تنطلق الخطة من الواقع بكل موارده الب�شرية والمالية والتنفيذية ،كما �أن الأهداف تنطلق
�أي�ض ًا من الواقع و�إال �أ�صبحت �أهداف خيالية ي�ستحيل تطبيقها .
ثاني ًا :التنظيم
كل موارد المنظمة المالية والمادية والب�شرية والفنية تحتاج �إلى ح�سن ترتيب وتنظيم ،فو�ضع ال�شيء مكانه
هو التنظيم بعينه .
ويتطلب التنظيم و�ضع هيكل تنظيمي للوحدات التنظيمية التي تت�ألف منها المنظمة �أو الم�ؤ�س�سة ،ثم �إجراء
تن�سيق ،وات�صاالت بين هذه الوحدات التنظيمية ،كي يتم التكامل في �أعمالها ،ثم نحدد الوظائف التي تقوم بها
18
هذه الوحدات كما نحدد الموظفين الإداريين والتقنيين والتنفيذيين الذين يقومون بوظائف كل وحدة تنظيمية،
وذلك في �ضوء تو�صيف للوظائف من حيث �أهميتها فهناك وظائف �إدارية ورواتبها (�أجورها) وم�س�ؤولياتها ،ويتم
ترتيب هذه الوظائف ح�سب �أهميتها فهناك وظائف �إدارية عليا وتحتها وظائف �إدارية و�سطى ،ومن القاعدة
الوظائف الفنية ( المهند�سين ،الأطباء ،الم�ست�شارين ،القانونيين ،الإداريين الماليين مثال ).
�إن التنظيم الإداري �أو المنظمة �أو الم�ؤ�س�سة ي�شتق من نظامها �أو تعليماتها وي�شمل الهيكل التنظيمي وترتيب
الوظائف وتو�صيفها ووظائف الوحدات التنظيمية وم�س�ؤوليات وواجبات القائمين على �أعبائها .
ويحتاج التنظيم الإداري للمنظمة �أو الم�ؤ�س�سة �إلى �إعادة نظر كل ثالث �سنوات كحد �أق�صى � ،إذ �أن الكثير
من الخلل الإداري يعود �سببه �إلى �سوء التنظيم ،ومن ثم ف�إن �إعداد التنظيم يتتبعه �إعادة التنظيم كلما اقت�ضى
الأمر ذلك فيجب ن يقرن التنظيم ب‘عادة التنظيم �إذ �أن �أي خط�أ في التنظيم �أو ظهور م�ستجدات على التنظيم
الحالي يقت�ضي �إعادة التنظيم .
ثالث ًا :الرقابة
الرقابة هي جملة �أ�ساليب ومعايير مو�ضوعية تهدف �إلى التحقق من �أن الأهداف يتم تحقيقها ب�صورة �صحيحة
وبعبارة �أخرى ف�إن الرقابة تهدف �إلى �أن خطة المنظمة او الم�ؤ�س�سة يتم تنفيذها وفق الأهداف المر�سومة .
و�أي تباين بين التنفيذ والأهداف يعني �أن ثمة خط�أ يجب تداركه ،اللهم �إال في حالة �إذا كان التنفيذ �أو العائد
�أو المردود �أكثر من الأهداف حجم ًا ونوع ًا .
ويبا�شر الإداري رقابة مبا�شرة على العاملين معه ويعاونه في ذلك جهاز متخ�ص�ص بالرقابة الداخلية
خ�صو�ص ًا في الم�سائل المالية والح�سابية .
ولكي تكون الرقابة علمية و�صحيحة ومنتجة فيجب اعتماد عدة مبادئ او �إجراءات �ضرورية �أبرزها :
و�ضع معايير مو�ضوعية عامة للأداء بحيث نقي�س الناتج �أو العائد �أو الأداء بميزان موحد يطبق على .1
جميع الحاالت والظروف والأ�شخا�ص .
تجنب الإكثار من الأجهزة الرقابية الداخلية درء ًا للتكرار ومنع ًا للت�ضارب في االخت�صا�ص وتالفياً .2
لل�ضغط في الأداء الوظيفي الرقابي .
جعل مفهوم الرقابة للت�صحيح والتقويم ال �سيف ًا رهيب ًا ي�سلط على رقاب العاملين بمنا�سبة �أو دون .3
منا�سبة .
محاولة ت�صحيح الخط�أ في بداية ن�ش�أته وتجنب تركه دون عالج في�صعب عالجه �أو ي�ستحيل ذلك . .4
فالخط�أ �أو الخلل في بدايته يكون �صغير ًا �أو محدود الأثر ال�سلبي ،ولكن �إذا ترك ي�ستفحل ويتوغل
وين�شر �آثاره ال�سلبية وحينئذ ي�صبح عالجه �أمر ًا لي�س في الإمكان.
�إذا تبين من الرقابة ثمة �أداء ممتاز �أي عمل ابتكاري ف�إنه مكاف�أة من اوجب الوجائب ،فالرقابة ال تهدف .5
�إلى تحديد الأخطاء فح�سب و�إنما تحديد �صور الأداء المتميز والأفكار الجديدة القابلة للتنفيذ.
19
المهارات العامة
�أ .المهارات النف�سية
ب .المهارات الأخالقية
ج .المهارات الثقافية
د .المهارات ال�سيا�سية
ه .المهارات القيادية
و .المهارات الإدارية
يحتاج الإداري �إلى جملة المهارات ال�سابقة و�سنتناول كل منها :ـ
�أ .المهارات النف�سية
�أوال ال�شخ�صية :
�إن مكونات ال�شخ�صية هي:ـ
النواحي الج�سمية -
النواحي المزاجية -
النواحي البيئية -
النواحي العقلية والمعرفية -
النواحي الخلقية -
�إن ال�شخ�صية هي ح�صيلة ال�صراع بين العوامل الوراثية والمكت�سبة ،وان �شخ�صية الإداري �إذا فقدت دفئها الإن�ساني
وحرارتها الوجدانية وعنفوانها الأخالقي تغدو �شخ�صية متحجرة ال ت�صلح لأي ميدان .
ثاني ًا ال�صفات :
�إن خ�صائ�ص الإداري الناجح هي :ـ
-الكفاءة ال�شخ�صية في تحمل الم�سئولية واتخاذ القرار .
-القدرة على النقد والمو�ضوعي البناء .
-ات�صافه بالعدالة في تعامله مع الموظفين.
-الن�ضج االجتماعي ورحابة ال�صدر .
-القدرة على تكوين العالقات الإن�سانية مع الموظفين والإداريين الآخرين.
� -أن يكون قدوة لمن يعملون معه في ال�سلوك الح�سن وااللتزام بالقوانين والأنظمة والتعليمات.
� -أن يتمتع بالن�شاط والحيوية وحب العمل
� -أن يتمتع بروح وطنية و�شعور عام و�إيمان ديني .
وهذه الخ�صائ�ص يمكن ت�صنيفها �إلى :ـ
الخ�صائ�ص الإن�سانية •
• الخ�صائ�ص الفنية
• الخ�صائ�ص الفكرية
20
ثالث ًا :الثقة بالنف�س
�إن الثقة تعني :ـ
دعم ًا للمبادئ الإدارية والعمل الإداري . -
الحيطة من الأزمات التي ي�ضعف �إزاءها بع�ض الإداريين بفعل اعتقاده ان طريق العمل -
الإداري مفرو�ش بالورود .
من �أين ت�أتي الثقة بالنف�س ؟
�أنها ت�أتي من التثقيف والتثقيف الذاتي فلي�س �إح�سا�س المرء ب�سالمة موقفه ور�أيه كافيان لت�شكيل هذه
الظاهرة الفردية ،و�إنما يجب :ـ
• ه�ضم الأفكار النظرية ب�ش�أن منظومة الإدارة
• ا�ستيعاب المواقف ال�سيا�سية واالجتماعية .
• درا�سة طبيعية المتغيرات المتالحقة في علم اليوم .
كل هذه ت�ؤهل المرء كي تكون ثقة بنف�سه م�ستمدة من �أ�صول فكرية واجتماعية فالثقة بالنف�س ال تعني :ـ
• العناد في الر�أي ك�صورة التثبيت به ،دون التيقن من �سالمته.
• التحيز في المواقف دون �إدراك مخاطر الجمود
• اال�ستغناء عن ا�ست�شارة الخبراء والمجربين .
رابع ًا :الثقة بالآخرين :ـ
تعني الثقة بالآخرين ت�شييد ج�سور االمتداد معهم ،فبد ًال من �أن ت�سود رذائل �سوء الظن ،والغرور ،والكبر ،
والعجب ،واال�ستخفاف ...يتعين منح الآخرين ثقتنا ،وهي عنوان مودتنا ورمز احترامنا ،ومتى الحظ ه�ؤالء �أننا
نغمرهم بهذا ال�شعور النبيل ف�إنهم يطلقون العنان تجاهنا لم�شاعرهم االيجابية .
خام�س ًا :الرعاية النف�سية للموظفين
• يتعين االهتمام بكل فرد �أو موظف وخلق وعالقات مودة ومحبة بين الطرفين ،فحينما ينادي القائد
الإداري الناجح احد الموظفين با�سمه الأول ،يدرك هذا �أن ا�سمه محفوظ في ذهن هذا الإداري ،
وهذا يخلق ارتياح ًا نف�سي ًا ل�صاحبه .
• �أن المرح والدعابة مع �أي فرد من المجموعة ينزع المناخ ال�سلطوي والبيروقراطي الذي يخلقه واقع
الإداري المت�سلط �أو الفا�شل.
• �إن اللغة الم�شحونة بالمودة وابد�أ ال�شكر فيما �إذا تطلب الحال ذلك هي من �سمات ال�شخ�صية الإدارية
الناجحة .
• �إن الإداري الناجح الذي يوفر ان�سجام ًا فني ًا بينه وبين �أفراد المجموعة من الموظفين من جهة �أخرى
�أقدر على تحقيق الأهداف والبرامج المر�سومة .
ب -المهارات الأخالقية
ثمة قيم �أخالقية من الالزم �أن ي�ؤمن بها الإداري ويطبقها ،كما ثمة مهارات متولدة من تطبيق المبادئ
والف�ضائل على نف�سه واعتياده عليها ك�سلوك ذاتي تلقائي ،وابرز هذه المهارات هي:ـ
21
االلتزام بال�سلوك النقي •
التخلق بف�ضائل ال�شرف واال�ستقامة والأمانة •
التحلي ب�أخالقيات المروءة الإن�سانية •
�ضرورة التعامل وفق معايير مو�ضوعية محددة . •
الحفاظ على �أ�سرار الموظفين •
ت-المهارات الثقافية
يحتاج الإداري الناجح �إلى قدر من التعمق بالثقافة العلمية واالجتماعية والإن�سانية ،فالإداري كي ي�صبح ناجح ًا عليه
�أن يقر�أ بع�ض الكتب المتخ�ص�صة التي تمده بثقافة تفيده في عمله المهني ومن ذلك :ـ
.1علم القانون
يجب �أن ي�أخذ فكره مو�ضوعية �شاملة عن العلم القانوني في ( :القانون الدولي العام ،القانون الد�ستوري ،
القانون الجنائي ،الت�شريع المالي وال�ضريبي ،القانون التجاري )
.2علم ال�سيا�سة
يفتر�ض �أن يتعرف على الم�ؤ�س�سات ال�سيا�سية الحكومية والأهلية مثل :البرلمان ،ال�سلطة ال�سيا�سية ،
الأحزاب ،ال�صحافة ،النقابات ،م�ؤ�س�سات المجتمع المدني الأخرى )
.3علم االقت�صاد
من ال�ضروري �أن تكون لدى الإداري فكرة عن الن�شاط االقت�صادي ( :الإنتاج ،اال�ستثمار ،الأ�سهم ،البطالة،
الناتج القومي ،الدخل القومي ،اال�ستهالك ،النقود الربح)
.4علم االجتماع
من ال�ضروري �أن تكون لدى الإداري ثقافة اجتماعية كي يتعامل مع الموظفين بمختلف منا�شئهم الإقليمية
واالجتماعية ،فعلم االجتماع يدر�س الم�ؤ�س�سات االجتماعية ،والأن�شطة االجتماعية ،والقيم والتقاليد االجتماعية
،وتطور المجتمعات والتغيير االجتماعي ،وال�سيرة االجتماعية بوجه عام .
.5الدين والأخالق
هذان الم�صدران ي�شكالن قيم المجتمع ومنظومته الروحية والمعنوية ،ومن المحبذ ت�شجيع القيم الدينية
والأخالقية لأنها تحث على العمل والإخال�ص وال�صدق والعدالة وهي ف�ضائل مطلوبة في العمل الإداري والعمل
التنفيذي .
ج -المهارات ال�سيا�سية
�إن �أهم المهارات ال�سيا�سية هي الإيمان بالديمقراطية وال�شورى وال�صدق في تطبيقها عمال ،فالديمقراطية
تعني ثقة الإداري بقدرات العاملين ،وت�صنع من الإداري قائد ًا فهي الجانب التطبيقي ل�صنع القائد
22
المهارات القيادية
�أنواع القيادية :ـ
�أوال :القيادة الفردية
�أ -القيادة الت�سلطية �أو الديكتاتورية
هو القائد الذي يتميز بمركزية ال�سلطة المطلقة ،وي�ستخدم التهديد والعقاب ،لذلك ينعدم الإبداع وال�شعور
بالم�سئولية .
ب-القيادة الأطقراطية
هو قائد ن�شيط وفعال ،يتميز بمركزية ال�سلطة ولكنه يحاول �إقناع المر�ؤو�سين ب�أحقية وجهة نظره ،وان
قراره متخذ من خبرات طويلة .
ت -القيادة الموقفية ( الظرفية )
هو القائد الذي ي�ستطيع تعديل �أ�سلوبه وتكيفه بما يتالءم مع الجماعة �أو الموقف ويكون ديكتاتوري ًا في
موقف وديمقراطي ًا في موقف �آخر .
ث -القيادة التو�سلية �أو الفو�ضوية
هذه القيادة تتيح للمر�ؤو�سين �أن ي�سيروا �أنف�سهم ب�أنف�سهم ،دون تدخل من القائد بقدر ما ي�صاحبها انخفا�ض
م�ستوى الأداء او االنجاز او الإنتاج نتيجة الك�سل الذي ي�سيطر على المر�ؤو�سين والالمباالة .
ثاني ًا :القيادة الجماعية
�أ -قيادة المجل�س �أو اللجنة
هي جماعة من الأفراد يطلق عليها م�صطلح ( مجل�س ) �أو ( لجنة ) �أو (هيئة) حين يتخذ القرار بالإجماع �أو
الأغلبية ،وهناك �شخ�ص واحد مفو�ض من قبل المجل�س وم�س�ؤول عن تنفيذ القرارات التي يتخذها المجل�س .
ب -القيادة الديمقراطية
القائد فرد واحد ي�شرك الجميع بم�س�ؤولية اتخاذ القرار ،يقدم نتائج ذهنه وي�ستقبل نتائج ذهن الآخرين
برحابة �صدر ،لتحقيق ال�صالح العام والأهداف المر�سومة .
نظريات القادة
نظرية ال�سمات ال�شخ�صية .1
ترى هذه النظرية وجود خ�صائ�ص قيادية لدى ال�شخ�ص الذي ي�صلح كي يكون قائدا:ـً
• ج�سمية ( ف�سيولوجية ) :تتعلق ب�شكل الج�سم والوجه ونبرة ال�صوت والو�سامة .
• نف�سية :كالثقة بالنف�س والقدرة على المباد�أة والحما�س والن�ضج االجتماعي.
• ذهنية :كالذكاء والقدرة على التفكير وال�شجاعة.
وهذه النظرية هي التي ترى �أن القائد يولد وال ي�صنع.
النظرية الموقفية .2
ترى �أن الفرد ينجح وي�صبح قائد ًا �إذا ا�ستطاع ا�ستغالل الموقف وا�ستثماره على نحو �أف�ضل �أي �أن �أ�سا�س هذه
23
النظرية هي القدرات ال�شخ�صية للقائد في التعامل مع الموقف ،فالقيادة هي ح�سن الت�صرف وفق الظروف والمواقف .
القيادة التفاعلية .3
ترى �أن القيادة الناجحة هي مخرجات لموقف وقدرات �إن�سانية متفاعلة معه � ،أي مزج الموقف والقدرات
المتميزة للإداري فح�سن التعامل هو الذي يخلق من الإداري قائد ًا .
• والقائد الفعال من وجهة نظرنا ،هو القائد الموقفي بمعنى انه القائد الإن�ساني الديمقراطي الأخالقي
الذي يعبر عن هذه القيم والمبادئ العليا ،وهو قائد حا�سم �أو فردي او ديكتاتوري �إذا تطلب الأمر
معالجة الموقف فور ًا.
عوامل �إنجاح العملية الإدارية
�أوال :التخطيط
يعتمد القائد الإداري في عمله على التخطيط العلمي الحديث فتت�ضمن الخطة :
-1خطة العمل الأ�سبوعي ،وال�شهري ،وال�سنوي .
-2تحديد �أماكن اللقاءات اليومية والأ�سبوعية وال�شهرية وال�سنوية ويتم وجود القائد في مكتبة �أو بين
الموظفين في زيارات ميدانية وذلك لغر�ض حل الم�شاكل واكت�شاف المعوقات �أمام العمل الإداري .
-3ت�صنيف القادة الذين في الم�ستويات الو�سطى وال�صغرى الذين ي�شرف عليهم من حيث طاقاتهم
الإن�سانية وقدراتهم العلمية ومثابرتهم على العمل الجاد النافع .
-4و�ضع الحلول لبع�ض الق�ضايا الإدارية الخا�صة بالأبنية �أو الموا�صالت �أو االت�صاالت .
-5تنظيم الندوات واللقاءات طبق ًا لأحدث الأ�ساليب العلمية.
-6عقد لقاءات بين قادة الم�ستويات الإدارية المختلفة ،وذلك لتبادل الخبرات والمعلومات �أو لو�ضع
�إ�ستراتيجية م�ستقبلية للعمل.
وهناك عنا�صر �أ�سا�سية يجب توافرها في التخطيط الجيد هي-:
• يجب �أن يكون التخطيط مرن ،يختلف باختالف الأزمنة والأمكنة
• يجب �أن يكون التخطيط �شامل وم�ستمر
• يجب �أن يكون التخطيط درا�سة �شاملة للو�سائل والإجراءات بعناية ودقة
• يجب �أن يكون التخطيط له �أهداف رئي�سية بارزة
• يجب �أن يكون التخطيط مراعيا الظروف االقت�صادية وال�سيا�سية والثقافية
ثانيا :تقويم العملية القيادية
تهدف عملية التقويم �إلى تحديد مدي كفاءة القائمين بالقيادة الإدارية للم�ستويات العليا والو�سطي والدنيا.
وتتم عملية التقويم عن طريق �إ�صدار �أحكام على قيمة التغيرات المختلفة التي تحدث في البرنامج الإداري ،ر�صد
القرارات التي �أتخذها ب�صورة مغلوطة �أو التي تم �إلغا�ؤها بوا�سطة �سلطة �إدارية عليا �أو حتى �سلطة ق�ضائية ،ثم
بيان عدد الم�شكالت التي تحدث بينه وبين بقية الموظفين ،فادا كانت الأمور ت�سير ب�صورة طبيعية وجيدة فهذا
يعني �أنه �إداري ناجح حق ًا و�صدق ًا.
24
المهارات الإدارية الخا�صة
�سنكتفي بماهرتين هما :
� .1إدارة االجتماعات
� .2إدارة الوقت
�أوال� :إدارة االجتماعات
ً
يدير القائد الإداري اجتماعا �أو لقاءا �أو ندوة مع الموظفين الذين يقودهم لبحث بع�ض المو�ضوعات
ت�ستدعي التداول في �ش�أنها ،والتوا�صل �إلى فهم م�شترك ،ومن ثم اتخاذ القرار الالزم ،كذلك يجب االلتزام
بموعد االجتماع ،لأن ت�أخر القائد يعطي انطباعا ب�أنه اليحترم الوقت االحترام الكافي.
ومن ال�ضروري �أن تخ�ضع االجتماعات لل�ضوابط النظامية الآتية-:
�أ� .ضرورة وجود قائمة بالمو�ضوعات التي �سيتم التداول في �ش�أنها
ب� .ضرورة �أن يتاح للجميع حرية النقا�ش
ج� .ضرورة �أال يكون االجتماع مجاال للطعن بالغير ،والثرثرة ،وا�ستعرا�ض الثقافة ال�شخ�صية ،فعلي القائد
�إنهاء هذا بح�سم وحزم
د� .ضرورة �أن ال تطول مدة االجتماع ،والتقت�صر فخير الأمور �أو�سطها.
ه� .ضرورة تقديم الم�شروبات المنبه كال�شاي والقهوة �أو الفواكه وبع�ض االجتماعات تنتهي لغداء �أو ع�شاء عمل.
و� .ضرورة ا�ستخدام �سجل لتدوين المداوالت والقرارات والتو�صيات المتخذة لتوثيقها و�سهولة العودة
�إليها مرة �أخري.
ثانيا � :إدارة الوقت
الوقت عن�صر من عنا�صر الإنتاج ،غير �أنه عن�صر غير قابل للتخزين ،فما متاح عندنا منه الن�ستطيع
االحتفاظ به ،كما �أن مام�ضي منه اليمكن ا�سترجاعه ،ومن هنا جاءت �أهمية الوقت ،و�أول مايجب عمله هو ر�صد
مجاالت هدر الوقت �أو ماي�سمي بم�ضيعات الوقت وهي-:
.1المكالمات الهاتفية-:
�إذ �أن الإداري ين�شغل ب�أمور متعلقة ب�إداراته ،ولكن الهاتف يرن فج�أة فيقطع �سل�سلة �أفكاره� ،أو ي�شغله عن
موا�صلة �إتمام الم�شغول به في تلك اللحظة ويعالج ذلك عن طريق �إناطة تنظيم ذلك بوا�سطة ال�سكرتير �أو �أمين
المكتب.
.2الزيارات المفاجئة-:
�أحيانا يزور الإداري �أ�شخا�ص من �أهله �أو معارفه �أو من �إدارات �أخري دون �أن يكون لديهم عمل ر�سمي �أو
عمل متعلق بالمنظمة التي يقودها هذا الإداري ،ويعالج ذلك عن طريق تنظيم الزيارات ومن ثم يعرف الإداري
م�سبقا بهذه الزيارات.
.3تراكم الأعمال-:
في الأغلبية الأعم يركز الإداري العربي ال�صالحيات وال�سلطات بيده وال يلج�أ �إلى تفوي�ضها جزئيا على
25
م�ساعديه �أو معاونيه ،وحينئذ ين�شغل ب�أمور روتينية �أو عادية علي ح�ساب الأمور التخطيطية والتنظيمية والإ�شرافية
والرقابية ومعالجة مثل هذه الحالة تتمثل في تفوي�ض الرئي�س لجزء من �صالحياته و�سلطانه لم�ساعديه ،ويتفرغ
للم�سائل الأهم.
ويمكن تنظيم الوقت و�إدارته عن طريق ما يلي-:
• تب�سيط الإجراءات الإدارية
• تنظيم الوقت الأ�سبوعي للإداري ،عن طريق تخ�صي�ص يوم �أو يومين ل�سيا�سة الباب المفتوح ،وبقية
الأيام فثمة مدير مكتب يمنع دخول احد �إليه طالما يكون م�شغوال بالتفكير بم�سائل حيوية �أو �سرية �أو
م�ستعجلة ،ففي هذه الأوقات ينعزل الإداري عن الآخرين .
• تحديد القرارات �أو الم�سائل التي يخت�ص في النظر بها على ا�ستقالل ،وتكوين بقية القرارات
والم�سائل من اخت�صا�ص الم�ساعدين والمعاونين .
النظم الإدارية
يحتاج الإداري الناجح �إلى معلومات ،فما هي المعلومات ؟
تنق�سم �إلى بيانات وحقائق :
فالبيانات يغلب عليها الطابع الرقمي فهي بيانات غير محللة .
�أما الحقائق فهي �أرقام جرى عليها تحليال ال�ستخراج نتائج منها ت�سمى الحقائق ،ويجب �أن تت�صف المعلومات
بمو�صفتين جوهريتين هما :ـ
الحداثة :تعني �أن المعلومات هي احدث ما و�صل �إلينا من معلومات و�أنها ما زالت حديثة وواقعية •
.
الدقة � :أي م�صداقية المعلومات ولي�ست ناق�صة �أو م�شوهة �أو مبتورة لذلك يجب تحديث المعلومات •
يومي ًا �أو �شهري ًا او �أ�سبوعيا �أو �سنوي ًا وفق م�ضمونها .
�أ�ساليب توثيق المعلومات
• �أ�سلوب التوثيق اليدوي او البدائي ،حيث تحفظ البيانات والحقائق في ملفات مق�سمة وفق نوع هذه
المعلومات
• �أ�سلوب التوثيق االلكتروني با�ستخدام الحا�سوب وحفظ المعلومات وتبويبها وت�صنيفها وا�سترجاعها
ب�أق�صى �سرعة .
. 2نظام االت�صاالت
عملية االت�صال هي تبادل المعلومات والأفكار والحقائق بين العاملين .
�أنواع االت�صاالت
-االت�صال المبا�شر :وتبد�أ من فوق فت�سمى االت�صاالت الر�أ�سية ومن تحت فت�سمى االت�صاالت القاعدية .
-االت�صال غير المبا�شر :وهي ات�صاالت من فوق او من تحت عن طريق و�سطاء ي�شغلون وظائف في
الم�ستويات الو�سطى .
26
طرق االت�صال :
�أ -الطريقة ال�شفهية :يتم االت�صال ب�صورة فردية �أو جماعية مثل �إدارة او لجنة �إدارية او فنية او ا�ست�شارية
او تنفيذية .
ب .الطريقة التحريرية او الكتابية :وتتخذ الأ�شكال الآتية :ـ
-التعليمات والتوجيهات الإدارية :ـ
-المذكرات .
-التقارير .
-التظلمات وال�شكاوي
ج .الطرق الم�صورة :وتتخذ الأ�شكال التو�ضيحية والأفالم ،والحا�سوب والتقنيات الحديثة المتطورة .
.3نظام الحوافز
هناك ثالثة عوامل تحدد ال�سلوك الب�شري ،وهي :ـ
�سبب او دافع من�شئ لل�سلوك. �أ .
هدف ي�سعى الفرد �إلى بلوغه وهو ي�سلك �سلوك ًا �إن�سانيا معينا ً. ب .
قوة دفع توجه ال�سلوك بعد �أن تثيره �إلى تحقيق الهدف . ج .
فالحوافز هي و�سائل الإ�شباع ال�سلوكي ،وهي تحث العمال والموظفين �إلى العمل بكل قواهم الج�سدية
والعقلية لتحقيق الأهداف المر�سومة .
�أنواع الحوافز
الحوافز المادية والمعنوية :الأجور والم�شاركة في الأرباح حوافز مادية � ،أما الحوافز المادية المعنوية
الأجور والم�شاركة في الأرباح حوافز مادية � ،أم الحوافز المعنوية مثل الم�شاركة في و�ضع القرارات ،
تقبل الأو�سمة والألقاب وتلقي كتب ال�شكر والتقدير من ال�سلطة العليا .
الحوافز ال�سلبية والحوافز االيجابية :ال�سلبية مثل �إعفاء الموظف من التوقيع في �سجل الحا�ضرين ثقة به
،ومثل حرمان الفرد من الزيادة ال�سنوية للراتب ،والعقوبات الت�أديبية.
الحوافز الفردية والحوافز الجماعية :الفردية مثل مكاف�أة لجهود و�إخال�ص الفرد او ابتكاره نظام
لالرتقاء بالجودة او تقليل التكاليف � ،أما الجماعية فتدفع للمجموعة العاملة ب�سبب �إ�سهامها الجماعي
في رفع الإنتاج .
ومن ال�ضروري �أن يقدم الإداري هذه الحوافز بطريقة عادلة ،وان يكون نظام الحوافز ثابتا ومتنا�سقا مع
الجهد المبذول .
.3نظام الت�أديب
ً
يتعامل القائد الإداري مع نظام الت�أديب باعتباره نظاما يكفل هيبته وي�ضمن تنفيذ �أوامره وي�ؤمن انتظام
العمل ،فكيف يتعامل القائد مع هذا النظام ؟
�أ .من ال�ضروري �أال يعد الت�أديب �سيف ًا م�سلط ًا على رقاب العاملين ،ولكن اال�ستخدام العلمي العادل له
27
�إذا كان الموظف م�ستهتر ًا �أو عنيد ًا �أو عائد ًا للذنب دون اكتراث فيجب اللجوء �إلى معاقبته عقاب ًا عاد ًال
دون تردد .
قد يك�شف الخط�أ الذي ارتكبه الموظف �إحدى الحاالت:ـ ب .
حداثة العهد بالعمل. •
ح�سن النية االفتقاد للخبرات الميدانية •
�سوء تنظيم العمل •
حينئذ يجب تفهم الظروف ،دون اللجوء للعقاب والعمل على :
�إعادة التنظيم الإداري -
توعية الموظف ب�إجراءات العمل و�أ�صوله -
تدريب الموظف وتزويده بالخبرات الفنية المطلوبة . -
من ال�ضرورة �أن تتنا�سب الجريمة او الخط�أ مع العقوبة . ج .
ال ينبغي �أن تكون العقوبة (عورة) في ملف الموظف و�إنما من ال�ضروري رفعها عند مرور �سنة ولم د .
يعاقب خاللها ب�أية عقوبة �أخرى .
من ال�ضروري �أن توقع قبل عقوبة الطرد �أو الف�صل تنبيه يتيح للموظف الدفاع عن نف�سه . ه .
�إذن الت�أديب و�سيلة للإ�صالح ،وانتظام العمل ولي�س غاية بح ذاته ،ويتعين ا�ستخدامه بحذر وب�أقل قدر
ممكن .
.5نظام العالقات العامة
هي وظيفة �إدارية تهدف التكوين ات�صال المنظمة بالم�ستفيدين من ن�شاط الأهداف
الأهداف :ـ
�إي�صال �أهداف و�سيا�سات الم�ؤ�س�سة للجمهور الم�ستفيد من ن�شاطها .
�إي�صال �أهداف و�آراء الجمهور ال دارة المنظمة . �أ.
تحقيق ر�ضا �أفراد الجمهور من ن�شاط المنظمة ب.
توجيه ن�صائح لإدارة المنظمة بما يحقق لها �أهدافها . ج.
الوظائف :
�أ .مبا�شرة الن�شاط العلمي .
ب .تخطيط �إعالنات المنظمة.
ج .االهتمام بما ين�شر في و�سائل الإعالم ويتعلق بن�شاط المنظمة .
د .تهيئة المن�شورات والكتيبات �أو المل�صقات الملونة وعقد الم�ؤتمرات ،والندوات والأفالم الت�سجيلية ،
لإبراز ن�شاط المنظمة .
ه .تحقيق �أن�شطة ترفيهية لأفراد المنظمة ،لخلق مناخ �إداري منفتح .
28
تنظيم ا�ستقبال الزائرين وتحقيق �أهداف زيارتهم ب�سرعة وكفاءة . و .
�إطالع �إدارة المنظمة على �أي �شكاوي يقدمها الجمهور �سواء ن�شرت في �أجهزة الإعالم او قدمت ز .
باليد .
تنظيم المعر�ض المحلية والإقليمية والعربية والدولية. ح .
ا�ستقبال ال�صحفيين وتزويدهم بالحقائق والمعلومات المطلوبة. ط .
يفتر�ض ثمة ق�سم للتوثيق والمعلومات ،ومكتبة تزود العاملين بالمهارات الفنية او المعلومات والحقائق ي .
الجديدة .
الإ�شراف على االحتفاالت التي تقام في المنظمة ك .
وال�شك �أن الإداري الناجح �أحوج �إلى نظام العالقات العامة ،فمن خالله ي�ستطيع توطيد عالقته مع العملين
والجمهور ،فهي تزوده بالمعلومات ال�ضرورية كما �أنها تفتح المعلومات لأجهزة الإعالم .
نظام �صنع القرارات الإدارية :
مراحل �صنع القرار :ـ
�أ .مرحلة وجود م�شكلة �أو حالة :تظهر في المنظمة يومي ًا م�شكالت او حاالت فمن الم�شكالت:ـ
انخفا�ض الروح المعنوية . •
كثرة الغياب . •
وجود اختال�س. •
حدوث عطل في �آلة العمل. •
ومن الحاالت :ـ
• ح�صول �أرباح �إ�ضافية
• الرغبة في فتح فرع جديد �أو خدمة جديدة .
ويجب التعامل مع الم�شكلة �أو الحالة �سواء كانت �سلبية �أم ايجابية من حيث نوعها وحجمها ومدى ت�أثيرها
على �أعمال و�أهداف المنظمة .
ب .مرحلة جمع البيانات والحقائق وتحليلها :ـ
تعنى معرفة حقيقية الم�شكلة �أو الحالة ،هل هي �سيا�سية �أو اقت�صادية او تجارية او اجتماعية او �إدارية او
نف�سية ،ويجب تحليلها �إلى �أجزائها ال�صغيرة و�إدراك العالقات بين هذه الأجزاء والظروف التي ت�ؤثر فيها .
ج .مرحلة اكت�شاف او توفير بدائل او حلول جاهزة :ـ
لكل م�شكلة �أكثر من حل فيجب توفير البدائل كي تت�سع حريتنا في تحليلها واختيار البديل الأف�ضل من بينها
.
د .مرحلة اختيار البديل الأف�ضل :ـ
يتم فح�ص البدائل وغربلتها لال�ستقرار على البديل الأمثل ،فالبديل الأمثل هو الحل الذي يت�ضمن ايجابيات
29
�أكثر من ال�سلبيات ،او يكون المردود االقت�صادي او المالي هو الأكبر ،او البديل القادر على تحقيق الأهداف او
البديل الذي يخلو من �أ�ضرار م�ستقبلية او �آثار �سلبية ترافقه .
ه .مرحلة التنفيذ والمتابعة:
بعد اختيار البديل الأمثل ،نقوم بتنفيذه ،ومتابعة ماحققه لأنه من خالل التنفيذ والمتابعة يت�ضح لنا �أن كل
القرار المتخذ هو الأف�ضل �أم ال فيجب تغييره او اال�ستمرار عليه .
�إن عملية �صنع القرار الإداري تعتمد بالن�سبة للإداري على خبراته ويكون ناجح ًا بقدر ما ي�ستفيد من عثراته
�أخطائه ،وكلما كان دقيق ًا ويقظ ًا كانت قراراته �أدنى �إلى الر�شاد .
و .نظام الرقابة :ـ
الرقابة هي مجموعة عمليات تهدف �إلى الت�أكد من �أن العمل يجري طبق ًا للأهداف المر�سومة ويمكن تق�سيم
الرقابة �إلى ثالث �صور م�ستقلة :
.1الرقابة ال�سابقة :
�أي يقوم الجهاز الرقابي بالموفقة على التنفيذ قبل المبا�شرة فيه للت�أكد من انه جزء من الأهداف .
.2الرقابة المتزامنة:
وهي مواكبة العمل خطوة بخطوة للت�أكد من انه يجري طبق ًا لما هو جرى الموافقة عليه .
.3الرقابة الالحقة :
فح�ص العمل بعد �إتمامه للت�أكد من انه تم وفق الخطة المر�سومة .
وال تهدف الرقابة الحديثة �إلى اكت�شاف الأخطاء بعد وقوعها ،و�إنما الحيلولة دون وقوعها .
خطوات الرقابة الم�ستقلة:ـ
-و�ضع معايير للأداء .
-قيا�س الأداء الفعلي .
-مقارنة الأداء الفعلي مع المعايير المو�ضوعة .
-تحليل االنحرافات ال�سلبية وااليجابية .
-العمل على ت�صحيح االنحرافات.
�إن الإداري الناجح يكون على ات�صال مبا�شر بالوحدة الرقابية في المنطقة � ،إ�ضافة �إلى انه يبا�شر •
�صور من الرقابة كعملية �إدارية تعد جزء ًا من وظيفته القيادية ،فالرقابة تزود الإداري بالمعلومات
والحقائق التي ت�ساعده في اتخاذ القرار الإداري ال�سليم .
�أهمية تطوير طرق اختيار القيادات الإدارية
بع�ض المديرين ال تظهر فيهم المميزات ولكنها كامنة تظهر �إذا و�ضع الواحد منهم على المحك ومثل ه�ؤالء
هم الذين ينجزون العمل �إذا وجدوا تحت قيادة �إدارية ناجحة او �إذا تولوا العملية الإدارية ب�أنف�سهم وفي المقبل
30
هناك �أنا�س انقياد يون ال ي�ستطيعون عمل �أي �شيء ذي �ش�أن دون توجيه وطلب بالتنفيذ وه�ؤالء في الغالب ينفذون
الأوامر كما جاءت في �أ�ضيق الحدود حتى ال يقعوا ح�سب وجهة نظرهم بالمحظور � .أما الفئة الثالثة من هذه
الفئات ف�إنها فئة معوقة لي�س لديها المقدرة على القيادة الإدارية ومع ذلك يزعمون �أنهم الأقدر والأكف�أ ويتميز
ه�ؤالء ب�أنهم لي�سوا �سهلي االنقياد او التقيد بالتعليمات لذلك تجدهم في الغالب ن�شاز في كل �شيء فال هم في
العير وال في النفير .لذلك تعتبر هذه الفئة معطلة لكثرة م�شاكلها واعترا�ضاتها وعدم االن�سجام مع النظام العام
في الإدارة � .أما الفئة الأخيرة ف�إنها فئة الك�سالى والمت�سببين الذين ال يلتزمون بالح�ضور وال يلتزمون بالأوامر
وتنفيذها ولذلك ف�إنهم عالة على الإدارة والعمل والإنتاجية .
و�إذا راجعنا ال�سلوك العام لتلك الفئات كل على حدة نجد �أن كال منها يعك�س ما فطر عليه او اكت�سبه كل
منهم خالل فترتي التربية في البيت والدرا�سة في مراحل التعليم المختلفة ،لكن ينق�ص الجميع �صقل المهارات
بالتدريب قبل االلتحاق بالعمل وخالله مما يترتب عليه عدم المعرفة وبالتالي عدم االن�ضباط الإداري الذي
يعك�س �إيجابا على كل من لديه طموح .
وهذا يعني �أن التدريب ي�ستطيع �أن ي�صقل بع�ض المواهب ويقلل من بع�ض ال�سلبيات لأن ال�سلبيات في الغالب
ناتجة عن جهل وعدم معرفة بالكيف ذلك �أن المعرفة في الغالب تعتبر بحد ذاتها دافع ًا للعمل بينما الجهل
بال�شيء يعمل عك�س ذلك .
وعلى �أي حال فان الفئة الأولى وهي الفئة ذات المهارات وال�سلوكيات القيادية وكذلك �أولئك ممن يطلق
عليهم القدوة لهم �سلوكيات تفاعلية تجعل ت�صرفاتهم مقبولة لدى الآخرين ي�ؤثرون في من حولهم ومعهم وفوقهم
و�أدنى منهم لذلك يو�صفون ب�أنهم قادة فعالون وهذا م�صداق للقول الم�أثور ( الحكمة �ضالة الم�ؤمن �أنا وجدها
�أخذها ) ولذلك فان تلك الفئة ت�ستخدم طرق ًا و�أ�ساليب التفاعل والتعامل المرغوبة في الأفراد والجماعات وهذا
يعني �أن �أفراد تلك الفئة ونعني ال�شخ�صيات القيادية في الإدارة وغيرها لديهم موهبة خا�صة ومخزون ال ين�ضب
من المهارات وهذه المواهب والمهارات تنمو بالممار�سة والفعل وردة الفعل ناهيك عن �أن النجاح هو المفتاح
الأول لتنمية ذلك المخزون من المهارات والمواهب .وهذا يعني �أن التجربة وو�ضع الإن�سان القادر على المحك
هو الفي�صل في المحك على مقدرته وم�ستوى �أدائه .
وعلى العموم فان ال�سلوكيات القيادية ال تح�صى وال تعد �إال �أن �أهمها يكمن في عدد من المهارات التي منها :ـ
�أ � .سلوكيات قيادية ت�ساعد على تحقيق المهام والم�س�ؤوليات ومنها الت�أكد من الفهم واال�ستماع �إلى
الآراء واالقتراحات وطلب المعلومات واال�ستعانة بالم�ست�شارين الأكفاء ناهيك عن القدرة على الإنجاز
والمتابعة .
ب� .سلوكيات ت�ساعد على بناء العالقات الجيدة وتنميها وت�شمل هذه ال�شفافية والمكا�شفة وتفهم وتقدير
دور الأفراد و�أو�ضاعهم وم�شاعرهم مما ينمي لديهم روح االنتماء للفريق .
على ان التدريب يبرز ال�سلوكيات القيادية لدى الأفراد الموهوبين كما انه يزرع تلك ال�سلوكيات ويك�سبها لمن
لديه اال�ستعداد لتقبلها وتعلمها .وهذا يعني �أن التدريب على ر�أ�س العمل للموظفين وتدريب القيادات الإدارية
على الطريقة التي تتم بها معالجة ودرا�سة كثير من الم�شكالت العالقة �سواء ما يخ�ص برامج المتابعة والتطوير
31
او �إيجاد البدائل او تلك التي تخ�ص م�شكالت لمجتمع ال تتم عن جهل فالمعرفة متوفرة و�أع�ضاء المجال�س
واللجان كل منهم يفتي في مجال تخ�ص�صه وكل منهم لديه تخ�ص�صه وكل منهم لديه الحما�س والدافع لإحداث
تغيير ايجابي لكن مح�صلة عمل بع�ض الإدارات او المجال�س او اللجان محدودة لعدة �أ�سباب لعل من �أبرزها :ـ
-عدم قدرة رئي�س المجل�س او اللجنة على �إدارة الحوار والنقا�ش ب�أ�سلوب ي�ؤدي �إلى نتيجة تكون من الأفكار
مح�صلة تراكمية جيدة وال�سبب الرئي�سي عدم قدرته على �إدارة الجل�سة وعدم ت�سل�سل الأفكار لديه مما يجعله
نهب ًا للمتحدثين .
� -إن كثير ًا من الأفكار التي تطرح في المجال�س واللجان تمحو بع�ضها البع�ض ذلك ان مو�ضوع الدرا�سة في
الغالب ال تتم درا�سته من قبل الأع�ضاء قبل ح�ضور الجل�سة والتح�ضير له بطريقة علمية مكتوبة ومبينة على
مرجعية وتجربة ناجحة للآخرين �إال ما ندر مما يجعل كل منهم يقول ما يخطر بباله من �آراء واقتراحات �آنية
لي�ست مبينة على ت�أن مما يجعل كل منهم يقترح ويدلي ب�آراء تتناق�ض مع ما يقوله الآخر وهنا ي�أتي دور المجاملة
او ال�صدام فان كان المتكلم ذا خطوة تمت الموافقة والمباركة على �آرائه حتى وان كانت غير نا�ضجة وان كان
�صاحب االقتراح اقل حظ ًا او له خ�صوم فان الأعين والأل�سن تظهر �سلبيات اقتراحاته وتترك االيجابيات ناهيك
عن �أن المتحدثين والم�شاركين في النقا�ش ال يبنون على �أفكار بع�ضهم البع�ض بحيث �إذا طرحت فكرة يتم
التركيز عليها لكي تبعد ال�سلبيات ويزاد في االيجابيات وذلك حتى ت�صبح الفكرة نا�ضجة لي�س هذا فح�سب بل �إن
الم�شكلة الكبرى تكمن في و�ضع جدول �أعمال طويل يتحتم انجازه خالل فترة ق�صيرة ناهيك عن خروج النقا�ش
في كثير من الأحيان عن م�ساره �إلى موا�ضيع جانبيه ،والأدهى والأمر انه عندما يجتهد بع�ض الأع�ضاء وي�ضع
م�سوغات ودرا�سات و�أفكار مرتبة ي�أتي من لم يكلف نف�سه �أدنى جهد حتى قراءة جدول الأعمال قبل الح�ضور
وين�سف ذلك العمل بطلب ت�شكيل لجنة �أخرى لإبداء الر�أي بتلك الدرا�سة ،او غير ذلك من الأ�ساليب التي
ت�ضيع الجهد وتقتل روح العمل وحما�س المجتهد ،وبالتالي تتبخر مح�صلة تلك االجتماعات والجل�سات تخرج
قراراتها هزيلة وعرجاء و�إذا خرج بع�ضها بقرارات جيدة فان المرحلة الثانية وهي و�ضع �آليات التنفيذ ت�صطدم
بالمعوقات الروتينية من مالية و�إدارية ناهيك عن تعار�ض بع�ض تلك القرارات مع م�صالح بع�ض الجهات الأخرى
وبالتالي يبد�أ معول الهدم ال�سلبي بالعمل لإيقاف التنفيذ او �إبطائه وال�سبب في هذه الممار�سات في الغالب
غياب مهارات واليات �صناعة القرار ناهيك عن عدم تعلم �أ�ساليب و�آليات الحوار والنقا�ش والبناء والتن�سيق مع
الجهات ذات العالقة .ان عملية اتخاذ القرار لي�ست عملية معزولة ولي�ست عملية �سهلة ذلك لأنها تتعدى الجهة
المعنية بالقرار الى جهات �أخرى بع�ض منها تت�أثر بالقرار والبع�ض الآخر ت�ؤثر في تنفيذه ولكل منها م�صالحه
ونظرته الخا�صة الآنية والم�ستقبلية .ومثل تلك الإرها�صات تكون �أكبر �إذا تم التعامل مع �أي م�شكلة بعيد ًا عن
�إرها�صات وتبعاتها وجذورها ذلك �أن كثير ًا من الم�شاكل يرتبط حلها بحل م�شاكل �أخري عالقة فال يمكن حل
م�شكلة دون التفاعل مع الم�شاكل ذات العالقة بها �أو المترتبة عليها وعلى �سبيل المثال ال الح�صر نجد �أن حل
م�شكلة البطالة له ارتباط وعالقة بمخرجات التعليم وت�أثير العمالة الوافدة والأخير له عالقة بالجريمة وما
يترتب على ذلك من م�شاكل اقت�صادية واجتماعية وغيرها من الم�شاكل التي تتراكم نتيجة عدم التعامل مع
الم�شكلة من جذورها.
� -إن المدير الناجح هو ذلك الواثق من نف�سه الم�ستنير ب�آراء زمالئه ناهيك عن تقديره لكل انجاز مهما
32
�صغر كما �أن المدير الناجح هو من يبني على ما �أنجزه من �سبقه ولي�س العك�س ،وه�ؤالء ينطبق عليهم ال�شطر الأول
من بيت ال�شعر ال�سابق الذكر» وت�صغر في عين الكبير كبارها»
محددات الإدارة في الم�ؤ�س�سات ال�صحفية
�أو ًال -:الأهداف
المق�صود ب�أهداف الم�ؤ�س�سة تلك النتائج التي تطمح الم�ؤ�س�سة �إلى تحقيقها بجهد �أفرادها و�إمكانياتها
المتاحة وعلي �سبيل المثال فان محطة �إذاعية في بلد نام ت�سيطر عليها الحكومة وتوجهها وتهدف في العادة �إلي
ربط الإذاعة بالتنمية ال�شاملة للمجتمع يمكن �إن يكون لها جملة من الأهداف التالية :
لتحفيز الجمهور لتحريك البلد �سيا�سي ًا تجاه وحدة وطنية �أو لتثير الجمهور �ضد عدو خارجي �أو لتحفز .1
جماعة من اجل ن�شاط تنموي ذاتي.
لتر�شيد الجمهور حول الخدمات االجتماعية المتاحة وتعلن عن �إحداث هامة تهم الجمهور . 2
لتعليم الجمهور حيث يمكن �أن تقدم برامج تعليمية غير ر�سمية فيما يتعلق بحقول مهارات المعرفة �أو .3
حقول مهارات العمل.
لتغيير ال�سلوك وخا�صة بالن�سبة للأماكن ال�سكنية والريفية المعزولة. . 4
الترفيه والت�سلية. .5
كانت تلك خم�سة �أهداف يمكن �أن تطالب بها الإذاعة كم�ؤ�س�سة �إعالمية تحقيق ًا ل�صالح المجتمع .وهذه
الأهداف في حقيقة الأمر يمكن تق�سيمها �إلى ق�سمين :
( �أهداف �إ�ستراتيجية) و( �أهداف تكتيكية).
�أهداف �إ�ستراتيجية طويلة الأجل
وهي �أهداف اليمكن تحقيقها ب�شكل فوري وعلي �سبيل المثال فان هدف تغيير ال�سلوك �أو هدف التعليم اليمكن
�أن يتما من خالل �إذاعة برنامج �أو اثنين في الإذاعة التلفزيون �أو ن�شر حلقة �أو اثنين في �صحيفة ..فهو هدف
ا�ستراتيجي لأنه من �أهداف الإعالم الطويلة الأجل والتي تتحقق مع تراكمات الر�سائل الإعالمية وتكرارها.
�أهداف تكتيكية �أو ق�صيرة الأجل:
ولتحقيق الأهداف الإ�ستراتيجية يتم في العادة التخطيط لتحقيق تلك الأهداف عبر �أهداف ق�صيرة الأجل
والتي بتواليها وا�ستمراريتها يمك �إن تحقق الهدف اال�ستراتيجي.
وفي مجال الإذاعة مث ًال يمك �أن تحقق بع�ض البرامج الغنائية والمنوعات �أهدافا �آنية ق�صيرة الأجل وهو
هدف الترفيه .وقد تحقق برامج مثل ن�شرات الأخبار �أهدافا �إعالنية �آنية �إال �إن تحقيق لهداف �إ�ستراتيجية مثل
تغيير ال�سلوك �أو التعليم �أحوج ماتكون �إلى برمجة لخطط ق�صيرة تتكامل مح�صلتها النهائية في تحقيق الهدف
اال�ستراتيجي الذي تهدف �إليه الم�ؤ�س�سات الإعالمية.
ثاني ًا -:كادر الم�ؤ�س�سة من موظفين وعمال
�إن �أي م�ؤ�س�سة تقوم عاد ًة علي جهد �إن�ساني وا�ستثمار هذا الجهد بتوظيف الكفاءات الالزمة في المواقع
33
المنا�سبة وهكذا فان ع�صب �أي م�ؤ�س�سة يتمثل ب�أفرادها وه�ؤالء الأفراد يختلفون ح�سب طبيعة الم�ؤ�س�سة و�أهدافها
والأفراد عبارة عن موظفين وعمال مهرة عاديين وي�ؤدي كل منهم دور ًا لتحقيق �أهداف الم�ؤ�س�سة.
فم�ؤ�س�سة �صحفية مث ًال اليمكن �أن تقوم بدور جهاز كبير من الب�شر الذين تختلف م�سئولياتهم وم�ؤهالتهم
فنجد الكاتب ال�صحفي والمخرج والمحا�سب والإداري والطابع والفني والر�سام والموظف المكتب وال�سكرتير..
الخ وكل ه�ؤالء يقومون بعمل متكامل ليقدموا في النهاية ثمرة عمل جماعي هو جريدة يومية �أو مجلة �أ�سبوعية
وبدون هذا الفريق المتكامل اليمكن لعمل �إن يخرج ناجح ًا مكتم ًال.
ثالث ًا :ر�أ�س المال( التمويل)
�إن ر�أ�س المال جزء �أ�سا�سي مكمل للن�شاط الب�شري في �أي م�ؤ�س�سة كانت .ففي الم�ؤ�س�سات االقت�صادية �سواء
كانت تجارية �أو �صناعية �أو زراعية هو �أ�سا�س لبدء �أي ن�شاط الن الن�شاط في طبيعته يترجم �إلى �أرقام نقدية.
هي ر�أ�س مال يربح �أو يخ�سر والمال قبل كل �شئ �أ�سا�س لتوظيف الكادر القادر علي متابعة �أهداف الم�ؤ�س�سة وهو
�أ�سا�س ل�شراء احتياجات الم�ؤ�س�سة من �أدوات و�آالت و�شراء مقر �أو ت�أجيره .ومهما كانت طبيعة الم�ؤ�س�سة فان
المال �أو ميزانية الم�ؤ�س�سة �أ�سا�س لممار�سة ن�شطها.
وفي الوطن العربي ب�صفة عامة نقف �أمام نموذج عدة من تمويل الم�ؤ�س�سات الإعالمية ومنها مايلي.
.1الإذاعات الم�سموعة والمرئية يتم تمويلها كامال من قبل �أغلبية الحكومات العربية والبع�ض منها
ي�ستخدم الإعالنات وت�سويق المواد الإعالنية كو�سيلة لتغطية جزء من النفقات.
.2الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ودور الن�شر الخا�صة والتي هي في حقيقتها ذات �أهداف تجارية وت�ستطيع تغطية
تكاليفها بالإعالنات �أو بالدعم المبا�شر وغير المبا�شر من الحكومات مثلما تراه في دول الخليج.
.3الم�ؤ�س�سات ال�صحفية �شبه الخا�صة وهي م�ؤ�س�سات ذات طبيعة حكومية ولكن لها ا�ستقاللها الإداري
والمالي والتي ت�ستطيع �إن تغطي نفقاتها من ن�شاطها التجاري مثل م�ؤ�س�سة الأهرام و�أخبار اليوم في
م�صر.
ً
.4الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ودور الن�شر الحكومية وهي التي ت�صدر �صحفا ومجالت عن م�ؤ�س�سات لها
عالقتها المبا�شرة بوزارة الإعالم .التي تقوم بتغطية �أي عجز في الميزانيات.
راب ًع :المقر م�شتمال ته من �آالت ومعدات
اليمكن وجود تخيل م�ؤ�س�سة �أو منظمة ما بدون مقر فهو المكان الذي يمار�س فيه موظفو الم�ؤ�س�سة ن�شاطهم
من اجل تحقيق �أهدافها.
وهذا المقر يجب �إن يتالءم مع طبيعة عمل الم�ؤ�س�سة ون�شاطها وان ي�شتمل على كل الأدوات والآالت والمعدات
الالزمة النجاز ن�شاط الم�ؤ�س�سة.
فالإذاعة مث ًال تحتاج �إلى مقر ي�شتمل علي اال�ستوديوهات و�أجهزة الإر�سال و�آالت الت�سجيل والأر�شيف ومكاتب
الموظفين..الخ ..والجريدة تحتاج �إلى مقر يت�سع للمحررين و�أجهزة اال�ستقبال والبرق والوكاالت و�شبكة االت�صال
الهاتفي وال�شبكة العالمية للمعلومات و�آالت الت�صوير ومعامل الطبع والتحمي�ض والت الطباعة وغيرها.
34
خام�س ًا :ن�شاط الم�ؤ�س�سة:
ً ً
�إن ن�شاط �أي م�ؤ�س�سة هو ثمرة الجهد الإن�ساني �سواء كان عقليا �أو ع�ضويا ويرتبط ن�شاط �أي م�ؤ�س�سة ب�أهدافها
ولذا فان مح�صلة الن�شاط من المنتظر �إن تكون النتائج التي تطمح �إليها الم�ؤ�س�سة من خالل �أهدافها المعلنة.
وفي المجال الإعالمي فان ن�شاط الم�ؤ�س�سة الإعالمية يختلف بالو�سائل وان كان يتفق بالأهداف ذلك �إن
الطبيعة التقنية لكل و�سيلة �إعالمية تفر�ض �شك ًال مختلف بع�ضها عن البع�ض الآخر.
فطبيعة الجريدة اليومية تختلف عن المجلة وعن الكتاب..ومن ثم فان هذه الو�سائل الإعالمية تختلف
فيما بينها اختالفات في الدرجة وان اتفقت في الهدف كذلك فان هذه الر�سائل المطبوعة تختلف عن البرامج
الإذاعية �أو التلفزيونية وان كانت تتلقي في الهدف.
والن�شاط في �أي م�ؤ�س�سة لي�س �شك ًال واحد ًا من الأعمال بحيث ي�ؤدي كل موظف فيها واجبه ح�سب تخ�ص�صه
مهما نظر �إلى هذه الوظيفة من منظار الأهمية �أو االحترام اوعدمهما وان ن�شاط الم�ؤ�س�سة علي اعتبار انه عمل
تكاملي يتيح فر�صة لت�أدية كل عامل لدورة بكفاءة مع �إح�سا�س بالم�سئولية والتقدير له.
�ساد�س ًا :االت�صال-:
المق�صود هنا هو �أ�شكال االت�صال الممكنة بين مختلف الم�ستويات في �إطار الم�ؤ�س�سة �سواء كانت قيادات �أو
و�سطي او موظفين عاديين.
واالت�صال هنا يعني انتقال المعلومات والأفكار والعواطف والمهارات ..الخ با�ستخدام الرموز مثل الكلمات
وال�صور والأ�شكال والر�سوم..وغيرها فمن خالل عملية االت�صال هذه يمكن �إن يوجه المديرون موظفيهم من
خالل توجيهات قد تكون مكتوبة �أو �شفوية مواجهة �أو بالهاتف �أو بوا�سطة مديرين اقل رتبة.
فاالت�صال هو العملية الحيوية التي من خاللها يتم �أي ن�شاط �أن�ساني وبدونه يتعذر انجاز �أي عمل .واالت�صال
بالن�سبة لأي م�ؤ�س�سة ذو جانبين
.1ات�صال داخلي -:ومن خالله يمكن معرفة طريقة �سير عمل الم�ؤ�س�سة من خالل قنوات االت�صال بين
الر�ؤ�ساء والمر�ؤو�سين
.2ات�صال خارجي -:يتمثل بات�صال الم�ؤ�س�سة بما هو خارجها من م�ؤ�س�سات �أخري �أو زبائن
وبالن�سبة للم�ؤ�س�سات الإعالمية فان ن�شاطها الأ�سا�سي هو ن�شاط ات�صالي ولذا فان االت�صال الخارجي
يعتبر �أ�سا�س عملها �إذ �إن �سلعها وهي و�سائل �إعالمية ات�صالية تتوجه �أ�سا�سا لمخاطبة جمهورها( الزبائن).
وقدرة الإدارة علي االت�صال الداخلي الناجح في الم�ؤ�س�سة هي �أولي خطوات نجاح �إدارة الم�ؤ�س�سة الإعالمية في
ات�صالها الخارجي.
�سابع ًا:الإدارة-:
بالإدارة يمكن ال�سيطرة علي مختلف �أوجه ن�شاط الم�ؤ�س�سة وذلك بتوجيه كوادرها لت�أدية واجباتها بما ي�ضمن
تحقيق �أهداف الم�ؤ�س�سة ب�أف�ضل ال�سبل وب�أقل التكاليف.
35
ومن ثم فان الإدارة م�سئولية مبا�شرة عن العنا�صر ال�ستة الذكر ..وعن اختيار كوادرها ممن تري �إنهم �أكفاء
لت�أدية العمل المطلوب منهم...
وهي الم�سئولة عن تمويل الم�ؤ�س�سة ومواردها الحفاظ عليها وتنميتها ..وهي التي تحدد �إ�شكال االت�صال
داخل الم�ؤ�س�سة وخارجها وتقوم ب�ضبطه والتن�سيق بين �إفراد الم�ؤ�س�سة بما ي�ضمن ح�سن �سير العمل ..فالإدارة
هكذا تكون ع�صب الم�ؤ�س�سة و�ضابطها الذي ينظم وين�سق ويتابع وي�شرف علي ح�سن �سير العمل بالم�ؤ�س�سة �إن
العملية الإدارية ت�شتمل على:
.1فن القيادة
.2التخطيط
.3الرقابة
.4التنظيم
.5التوظيف
.6االت�صال
� .7صنع القرار
.8فن التعامل مع الآخرين
وكلها مع ًا �إذا تم ت�أديتها بنجاح تتكاتف لت�صنع �إدارة ناجحة.
و�إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية الت�ستطيع تحقيق �أهدافها بمعزل عن ت�أثيرات البيئة
.1ال�سيا�سة
.2االقت�صادية
.3االجتماعية
.4القانونية
وهذه العوامل ت�ؤثر �سلب ًا �أو �إيجابا علي العملية الإدارية وبمقدار بما ت�ستطيع الإدارة الناجحة من �إدراك �أبعاد
هذه العوامل والتعامل معها ل�صالح الم�ؤ�س�سة ف�إنها تهيئ ظروف ًا �أف�ضل لتحقيق �أهداف الم�ؤ�س�سة.
�إن طبيعة �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية نابع من الطبيعة الخا�صة لإدارة تلك الم�ؤ�س�سات والتي تختلف عن
غيرها من �إدارات ال�شركات والم�صانع وذلك من عدة جهات تتمثل في الآتي
� .1إن طبيعة المواد المنتجة(الر�سائل الإعالمية) ذات طبيعة مميزة وذات ت�أثيرات متعددة على م�ستوي
الفرد والمجتمع وهذا مما يجعل لت�أثيرات البيئة على الم�ؤ�س�سات الإعالمية �أهمية خا�صة.
� .2إن طبيعة المواد الإعالمية تمتاز من حيث الزمن ب�ضرورة مواكبة الحث وال�سرعة في تغطيته والتعامل
معه وهذا ي�ؤثر علي طبيعة العمل الإداري و�سرعة اتخاذ القرار في الم�ؤ�س�سة.
� .3إن الت�شريعات الوقائية التي ت�سنها المجتمعات وقنوات ال�سيطرة وال�ضبط على المهنة الإعالمية تتنوع
على �أنماط متعددة مما يجعل �إدارة الم�ؤ�س�سة الإعالمية بحاجة �إلى �أكثر من ر�ؤيا للعلمية الإدارية.
� .4إن طبيعة التناف�س في الم�ؤ�س�سات الإعالمية اليرتبط فح�سب ب�أ�سلوب عر�ض الر�سالة الإعالمية(كمواد)
36
و�إنما �أي�ضا يرتبط بم�ضمون هذه الر�سالة الإعالمية( معلومات وفكر) ومن ثم فان التناف�س يكمن في
الح�صول علي �أف�ضل الكفاءات التي ت�ستطيع تقديم �أف�ضل الر�سائل الإعالمية للجمهور �شك ًال وم�ضمون ًا
وهذا يتطلب في اغلب الأحيان من الإدارة الحر�ص على العاملين فيها بما لديهم من كفاءات وخبرات
نادرة.
� .5إن �إدارة الم�ؤ�س�سة الإعالمية تحتاج �إلى وعي كامل ب�أهمية الإن�سان والآلة والزمان والمكان في �إطار
التخطيط والتنفيذ حيث تحقق متكاملة �أف�ضل الأداء في �سبيل تحقيق الأهداف.
� .6إن طبيعة العمل الإعالمي عمل متكامل يكون لكل فرد فيه دوره الأ�سا�سي مهما ت�ضاءل مركزة الوظيفي
ومن ثم فان هذا الإدراك لأهمية الأفراد ي�ستلزم �إدراكا ا�شمل بطبيعة العالقة بين جماعات العمل
و�سلوكها و�أنماط ات�صالها و�أ�سلوب القيادة فيها.
م�ؤثرات على �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية:
ت�شتمل �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية على جانبين متكاملين للعملية الإدارية
�أولهما� :إدارة التحرير التي تهتم بجوانب �إعداد الر�سالة الإعالمية ون�شرها
ثانيهما� .إدارة الم�ؤ�س�سة باعتبارها تنظيم ذو ن�شاط �إن�ساني واقت�صادي والتي يمكن �إن ن�سميها ب�إدارة
الأعمال.
وفي الأغلب مايطغي لدي النا�س مفهوم الإدارة بجانبها الثاني واليلقي الجانب الأول عناية منا�سبة على
الرغم من �إن الن�شاط الأ�سا�سي لإدارة الم�ؤ�س�سات هو ن�شر الر�سالة الإعالمية �سواء كانت مكتوبة �أو مرئية.
فكما تمار�س الم�ؤ�س�سات ال�صناعية ن�شاطها ب�إنتاج �سلع تتخ�ص�ص فيها كذلك فان الإنتاج الرئي�سي للم�ؤ�س�سات
الإعالمية يكمن في ر�سائلها الإعالمية.
وهكذا فان الم�ؤ�س�سات الإعالمية تخ�ضع -في �أحوال كثيرة� -إلى قيود و�ضوابط و�ضغوط تمار�سها عليها
م�ؤ�س�سات �أخري �سيا�سية كالدولة واجتماعية كالمجتمع واقت�صادية كال�شركات ويكمن ال�سبب في و�ضع هذه
ال�ضغوط على �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية.لإدراك الجهات ال�ضاغطة لأهمية الدور الذي تمار�سه و�سائل الإعالم
وت�أثيرها الخطير على المجتمع.
ولذا فان هناك محاولة م�ستمرة لل�سيطرة علي المعلومات ون�شرها في جميع
المجتمعات وقد تختلف درجة ال�سيطرة و�شكلها و�أ�سلوبها �إالانها تلتقي جميعا على �ضرورة و�ضع بع�ض القيود
وال�ضوابط وممار�سة ال�ضغوط علي الم�ؤ�س�سات الإعالمية.
وتكاد تلتقي معظم الدول في و�ضع قوانين للعمل من خالل قوانين المطبوعات واللوائح المنظمة للعمل
الإعالمي ومثل هذه القوانين ت�ؤثر �إدارة الم�ؤ�س�سات ت�أثيرا مبا�شر ًا وغير مبا�شر فهي ت�ؤثر علي طبيعة الر�سالة
الإعالمية كما ت�ؤثر علي التوظيف وعلي عملية الن�شر ذاتها وعلي اتخاذ القرار.
ونو�ضح فيما يلي ابرز �أ�شكال ال�سيطرة وال�ضغوط التي تمار�س علي الم�ؤ�س�سات الإعالمية والتي ت�ؤثر بالتالي
37
علي اتخاذ القرار -وهي عملية �إدارية من الدرجة الأولي – �سواء كان هذا القرار �إداريا بحت ًا �أو تحريري ًا يتعلق
بالر�سالة الإعالمية.
وب�صفة عامة فانه ابرز �أ�شكال ال�سيطرة علي الم�ؤ�س�سات الإعالمية تتنوع من قيود قانونية مفرو�ضة علي
الم�ؤ�س�سات �إلي �ضغوط �سيا�سية واقت�صادية واجتماعية �إلى عوامل �ضغط داخلية ترتبط بطبيعة الم�ؤ�س�سة ذاتها
من حيث بنيتها التنظيمية وكوادرها وهذه الأنماط �سيتم مناق�شتها كما يلي.
�أو ًال :حق الدولة في منح الترخي�ص و�سحبه والإ�شراف المبا�شر
تمتلك الدولة في جميع الأقطار العربية في منح الترخي�ص و�سحبة للم�ؤ�س�سات الإعالمية وت�شترط �ضرورة
الح�صول على ترخي�ص من الجهة المخت�صة لإ�صدار �صحيفة �أو �إن�شاء محطة ف�ضائية �أو م�ؤ�س�سة �إعالمية.
وعلى �سبيل المثال ففي م�صر تن�ص المادتان(14و )15من القانون رقم()148ل�سنة( )1980ب�شان
�سلطة ال�صحافة على �ضرورة الح�صول علي ترخي�ص لإ�صدار ال�صحف يتم الح�صول عليه من المجل�س االعلي
لل�صحافة �إن ت�أثير مالك حق منح الترخي�ص علي �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية يكمن حقيقة في ال�ضغط الذي
يمكن �إن يمار�سه من حقه �أي�ضا في �سحب الترخي�ص.ومن ثم فان كثير ًا من القرارات التي تتخذها �إدارات
الم�ؤ�س�سات الإعالمية وخا�صة مايتعلق بالن�شر تتخذ في �أعين �أ�صحابها قوة �سحب الترخي�ص التي يمكن �إن تهدد
الم�ؤ�س�سة
والوجه الآخر لت�أثير الدولة يكمن في �إ�شرافها المبا�شر وملكيتها لو�سائل الن�شر والإعالم.
وتكاد تلتقي جميع الدول العربية في ملكيتها للإذاعة والتلفزيون ووكاالت الأنباء وبع�ض الدول تمتلك �أي�ضا
ال�صحف ودور الن�شر والإعالن والتوزيع ومثل هذا النوع من الملكية اليخفي ت�أثيره المبا�شر على �إدارة تلك
الم�ؤ�س�سات فالدولة هي التي تقوم بتعيين المديرين وهي التي تقوم بو�ضع �سيا�ستها الإعالمية وهي التي تحدد
ميزانيتها وت�ؤثر الدولة على الإدارة بال�ضغط علي الموظفين و�إمكانية ا�ستمرارهم في وظائفهم ..الخ
ثاني ًا :ال�سيطرة االقت�صادية من خالل الإعالن وامتالك و�سائل الإعالم.
�إن مالكي و�سائل الإعالم كان المالك حكومي ًا اوقطاع ًا خا�ص ًا لهم ت�أثيرهم مايقراه النا�س وما ي�سمعوه �أو
ي�شاهدوه بالإ�ضافة �إلي �سيطرتهم علي م�ضمون الو�سائل الإعالمية وينعك�س هذا الت�أثير علي الم�ؤ�س�سة الإعالمية
و�إدارتها من خالل عدة �أ�شكال �أهمها مايلي:
يقرر مالك الم�ؤ�س�سة الإعالمية �سيا�ستها و�أهدافها ويقوم بتوجيهها �سواء كان هو مديرها �أم ال. . 1
يقوم مالك الم�ؤ�س�سة الإعالمية بالإ�شراف علي تعيين الموظفين وتحديد م�سئولياتهم بغ�ض النظر عن .2
�أهليتهم لتحمل الم�سئولية ام ال والمقيا�س هو الوالء ال الكفاءة.
يتدخل مالك الم�ؤ�س�سة الإعالمية – حتى لو لم يكن هو المدير التنفيذي – في �إ�صدار القرارات التي .3
قد تتعار�ض مع قرارات المدير التنفيذي للم�ؤ�س�سة الإعالمية.
يحدد مالك الم�ؤ�س�سة الإعالمية ميزانيتها مما ي�ؤثر علي ن�شاطها وفعالية �إدارتها بوجهيها التحريري .4
والإداري ..والميزانية والعوامل االخري في الم�ؤ�س�سة ت�أثيرا مبا�شر ًا من خالل عدة �أوجه منها:
38
ف�صغر حجم الميزانية ي�ؤثر على نوعية اختيار الكوادر الم�ؤهلة لقيادة الم�ؤ�س�سة من بين ذوي الكفاءة الأقل
الن مرتباتهم اقل وكذلك نوعية المادة ال�صفية وتقليل �ساعات البث والإر�سال في الإذاعة والتليفزيون و�صفحات
اقل في الجرائد والمجالت والعك�س بالعك�س.
وي�ؤثر الإعالن بدورة علي العملية الإدارية في الم�ؤ�س�سة بوجهيها التحريري والإداري والإعالن في الإذاعة المرئية
والم�سموعة في الوطن العربي ب�شكل عام يمثل عائد ًا قليال من البنية المالية للم�ؤ�س�سة الإذاعية ومن ثم فان ت�أثير
المعلن عليها يكاد اليذكر ولكن �أو انتقادا لل�صحافة فان الإعالن الذي ي�شكل جزءا �أ�سا�سيا من عوائد ال�صحيفة يمكن
�إن ي�ؤثر ت�أثيرا مبا�شر ًا علي �إدارة التحرير وعلي ميزانية ال�صحيفة التي ت�ؤثر بدورها علي الإدارة التنظيمية.
ثالث ًا :القوانين واللوائح المنظمة للإعالم
تختلف �إ�شكال القوانين واللوائح المنظمة للإعالم من بلد عربي �إلى �آخر وبينما تكاد تجمع الدول العربية
علي ت�شريع قوانين خا�صة بال�صحافة وان مفهومها ي�شمل �أحيانا الإذاعة الم�سموعة والمرئية وجميع �أ�شكال
الن�شر من م�سموع ومطبوع �إال �إن هذه اللوائح التكاد تنطبق علي الإذاعة والتليفزيون ووكاالت الأنباء المحلية
وذلك لل�سيطرة الحكومية المبا�شرة عليها.
فالقوانين المنظمة للإعالم وخا�صة قوانين ال�صحافة والمطبوعات ت�ؤثر ت�أثيرا مبا�شرا من عدة �أوجه على
العملية الإدارية في الم�ؤ�س�سة الإعالمية وتلك القوانين تقدم �أنماطا من التحكم في الإدارة من خالل
و�ضع �شروط معينة فيما يتعلق بمالك ال�صحيفة �أو مالك القناة الف�ضائية و�شروط خا�صة فيما يتعلق .1
برئي�س التحرير �أو مدير التنفيذي للقناة �أو �شروط الترخي�ص للمحرر �أو الكاتب في ال�صحيفة.
تحديد محظورات الن�شر والتي تطالب ال�صحيفة وال�صحفيين بااللتزام في عدم التعر�ض لها و�إال فان .2
ذلك �سيعر�ضها للعقوبات.
تحديد بع�ض �أ�شكال التنظيم الإداري في الم�ؤ�س�سات الإعالمية ب�شان �سلطة ال�صحافة والئحته .3
التنفيذية والهياكل التنظيمية والإدارية للجمعيات العمومية ومجال�س الإدارة ومجال�س التحرير.
وهناك �أي�ضا �أ�شكال �أخري من القوانين التي تنظم نقابات ال�صحفيين ومواثيق ال�شرف التي تنظم �شروط
مزاولة مهنة ال�صحافة و�آدابها ومحظوراته..الخ
رابع ًا :ال�ضغوط االجتماعية
�إن ت�أثير العوامل االجتماعية علي العملية �أكثر العوامل الم�ؤثرة في الإدارة مراوغة �إذ انه يتراوح بين قيم
اجتماعية تكمن في �أذهان الإعالميين يلتزمون بها حتى وان كانوا الي�ؤمنون بها �إلي �أنواع من ال�ضغوط االجتماعية
المبا�شرة المرتبطة بطبيعة النظام ذاته الذي يقبل علي �سبيل المثال منطق المجامالت والمح�سوبية علي ح�ساب
العمل ومثل هذا يكون وا�ضحا في عمليات التوظيف وكذلك في عمليات الن�شر �أي�ضا.
ومن ال�ضوابط االجتماعية �أي�ضا مايمكن �إن ن�سميه بالذوق االجتماعي الذي يفر�ض علي ال�صحفيين التزاما
بهذا الذوق ..وكذلك هنالك مان�سميه بالتذوق االجتماعي للر�سائل الإعالمية فقطاعات من الجمهور قد تتذوق
�أنماطا من الر�سائل الإعالمية – بغ�ض النظر عن قيمها – بينما التقبل نمطا �آخر وتذوق الجمهور هو جزء من
39
كيانهم االجتماعي وهو ماي�سمي بالثقافة الجماهيرية والإعالمي يواجه �ضغطا من قبل مثل هذا الذوق.
ومن ثم فان �أنماطا من الر�سائل الإعالمية قد تكون ذات �أهمية في بيئة اجتماعية والتكون كذلك في مكان �آخر.
خام�سا :ال�ضغوط ال�سيا�سية والخارجية
عالوة علي ال�ضغوط ال�سيا�سية التي يمكن �إن تمار�س من داخل الدولة علي �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية �إال
انه يمكن �إن تمار�س �أي�ضا علي الم�ؤ�س�سات الإعالمية �ضغوطا متنوعة من قبل دول �أجنبية وفي الغالب تكون
هذه ال�ضغوط غير مبا�شرة وعبر وزارت الخارجية من خالل احتجاجات ر�سمية �أو من خالل ر�سائل توجه �إلى
رئي�س التحرير �أو المدير التنفيذي للقناة وتنعك�س ال�ضغوط من خالل التنبيه واللوم �أحيانا ت�صل �إلي حد �إيقاف
ال�صحيفة �أو القناة اوغلقها من قبل دولتها.
�ساد�سا :جماعات ال�ضغط المحلية
ت�أخذ جماعات ال�ضغط المحلية �أ�شكاال متعددة منها:
منتديات فكرية .1
تنظيمات �سيا�سية .2
جماعات دينية .3
وتمار�س �ضغطها من خالل عدة قنوات واحدة منها و�سائل الإعالم المناف�سة من خالل طرح وجهات نظرها
�أو من خالل ملكيتها لو�سائل الإعالم.وت�ستخدم �أحيانا عبر ال�صحف( بريد القراء وال�صفحات المفتوحة لأراء
القراء) �أو عبر القنوات الف�ضائية من خالل (البرامج المبا�شرة التي تبث �أو من خالل الأقرا�ص الم�سجلة) �أو
االت�صال بالجهات المعنية الم�سئولة عن الم�ؤ�س�سات الإعالمية و�إبالغ �شكاويها �إلى الم�سئولين �أو �إلي مالكي هذه
الم�ؤ�س�سات الإعالمية ور�ؤ�ساء التحرير �أو المدراء التنفيذيين للقنوات الف�ضائية.
و�إذا امتلكت جماعات ال�ضغط المحلية قوة اقت�صادية ذات قدرة �إعالنية كبيرة فان �ضغطها الفكري
وال�سيا�سي يمكن �أن يمر عبر الإعالن ذلته.
�سابعا� :ضغوط من داخل الم�ؤ�س�سة الإعالنية ذاتها
بنية الم�ؤ�س�سة :ي�ؤثر تركيب المنظمة من حيث نوعية كادرها الب�شري وكفاءته ومن حيث .1
تجان�س الموظفين �أو عدمه ومن حيث االتجاه ال�سيا�سي وكذلك �أ�سلوب تنظيم الم�ؤ�س�سة ذاته وطبيعة العالقات
التي تحكم افراد الم�ؤ�س�سة وتنظيم العالقة بين الر�ؤ�ساء والمر�ؤو�سين.
فعلي �سبيل المثال فان ال�صراع داخل الم�ؤ�س�سة ي�ؤثر ت�أثيرا مبا�شرا علي �إدارتها وكفاءتها �إذ �إن مثل هذه
الم�شكالت تفر�ض علي الدارة �أعباء هي في غني عنها وكذلك فان كفاءة الكادر توفر عل الإدارة جهدا كبيرا في
تنفيذ الم�سئوليات الملقاة علي عاتقها.
ي�ؤثر ال�شكل التنظيمي وتحديد الم�سئوليات علي نمط الإدارة في الم�ؤ�س�سات الإعالمية وكلما تحددت الم�سئوليات
وكان التنظيم مراعيا ان�سياب العمل في الم�ؤ�س�سة كلما كانت نتائج الإدارة �أف�ضل.
طبيعة العم الإعالمي :يمكن الحديث هنا عن عن�صريين هامين هما .2
40
حار�س البوابة(مدير التحرير)
حار�س البوابة م�صطلح �إعالمي يطلق على ال�شخ�ص الذي تمر من بين يديه المعلومات ويقرر مايجب ن�شرة
وما يجب �أن ي�ستبعد وان هاتين المهمتين لحار�س البوابة ت�ؤثران ت�أثيرا كبيرا علي طبيعة الر�سائل الإعالمية
ويت�ضح دور حار�س البوابة علي اتخاذ القرار في ال�صحافة وفي �أق�سام الأخبار في الإذاعة والتليفزيون
والف�ضائيات.
وعلي �سبيل المثال فان ر�ؤ�ساء الأق�سام في ال�صحيفة يقومون بدور حار�س البوابة حيث يقررن مايمكن �إن
ين�شر �أو ما الين�شر بحيث يقدمون لرئي�س التحرير المواد المر�شحة للن�شر بعد �إن تعبر م�صفاتهم الخا�صة وهنا
يكمن دور هام لحار�س البوابة للت�أثير علي قرارات �إدارة التحرير ب�شان الر�سائل الإعالمية التي ت�صل �إلى النا�س
وهذا يمكن �إن يزداد تاثيرة �إذا كان حار�س البوابة ذا اتجاه �سيا�سي �أو عقائدي معين �إذ انه �سيهمل كل مايخالفه
�أو على الأقل �سيعمل علي التقليل من �شانه بحيث ين�شر في ا�سطر قليلة وفي زوايا مهملة في �صفحات داخلية.
االعتبارات المهنية:
في العمل الإعالمي هناك اعتبارات مهنية ت�ؤثر على القرارات الإدارية من الناحيتين (الإدارية-
والتنظيمية)
الم�ساحة :وهي بالن�سبة للعمل الإعالمي تعني الفراغ المتاح لن�شر ر�سالة �إعالمية ما حيث انه لي�س .1
بالإمكان توفير كل الم�ساحات التي تحتاجها الر�سائل الإعالمية نظر ًا ل�ضخامة كميتها وتنوع �أهميتها
وذلك ي�ستدعي �أحيانا اختيار الأهم وتجاهل الأقل �أهمية و�أحيانا �أخري ي�ستدعي اخت�صار الر�سالة
الإعالمية لتنا�سب الم�ساحة المتاحة.
وهذا هو الجانب التحريري من الإدارة� ..إما الجانب الإداري فهو يرتبط بقرار �إداري حول زيادة
عدد ال�صفحات �أو �ساعات البث �إذا كانت المادة الإعالمية ذات مرود مادي �أو معنوي علي الم�ؤ�س�سة
الإعالمية.
التوقيت المنا�سب :ونعني بذلك ن�شر الر�سائل الإعالمية في الوقت المنا�سب لها و�إدارة التحرير .2
تتخذ قراراته و�أمام �أعينها التوقيت المنا�سب للر�سائل الإعالمية �سواء كانت م�سموعة �أو مقروءة �أو
مرئية .
الوقت :وهو هنا يعني الزمن المتاح لإذاعة ر�سالة �إعالمية ما .وهو في الإذاعة والتليفزيون .3
والف�ضائيات مثل الم�ساحة بالن�سبة لل�صحافة فتخ�صي�ص الوقت الالزم يعتمد علي قرارات �إدارة
الم�ؤ�س�سة من حيث �أهمية الر�سالة الإعالمية وحجمها..ومن جانب �آخر فان تلك الأهمية قد ت�ؤثر علي
قرارات م�سبقة للإدارة ب�شان البرامج المحددة المثبتة على خريطة العمل من قبل.
خدمات وكاالت الأنباء :تتعدد خدمات وكاالت الأنباء من خدمات �إخبارية م�صورة وخدمات .4
فيلمية ..الخ ويكون عامل ال�ضغط علي الإدارة الإعالمية من خالل الر�سائل الإعالمية التي ت�ستقبلها
الم�ؤ�س�سات الإعالمية وحيث �إن هذه الخدمات هي التي تقرر ماهو متاح من اختيارات �أمام �إدارة
41
الم�ؤ�س�سة الإعالمية فيما يتعلق بالإخبار وال�صور ..الخ �إذن فهي �إلى حد ما تقدم قيودا لما ين�شر �أو
الين�شر من خالل قراراتها الأولية -كحار�س بوابة – ب�شان المواد التي تر�سل �إلى م�شتركيها.
وظائف الإدارة في الم�ؤ�س�سات الإعالمية:
�إن المدير في م�ؤ�س�سة �إعالمية تتنوع وظائفه لت�شمل �أحيانا علي م�سئوليات �إدارية وتحريرية .ولذا فان تنوع
الوظائف وطبيعتها المتميزة بال�سرعة تحتاج �إلى االخت�صار في معالجتها والتوجه ال�شديد نحو العمل وكذلك
فالأ�صل ال�شفوي في ظروف العمل الإعالمي تمتاز بخا�صية ال�سرعة والخفة والح�صول علي رجع ال�صدى وهو
�أف�ضل الو�سائل االت�صالية في الم�ؤ�س�سات الإعالمية.
والحديث عن الوظائف التي تمار�سها العنا�صر القيادية في �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية �سوف تعطي �صورة
وا�ضحة لطبيعة عمل المديرين في تلك الم�ؤ�س�سات.
لذلك يعتمد نجاح الم�ؤ�س�سة الإعالمية علي ح�سن تنظيم �إدارتها ودقة هذا التنظيم وتوزيع ال�صالحيات بين
�أق�سامها الإدارية والفنية ب�شكل ي�ساعد علي دفع العملية الإنتاجية في الم�ؤ�س�سة ب�أ�سلوب �أف�ضل وهذه ال�صالحيات
تختلف بين م�ؤ�س�سة �إعالمية و�أخري تبعا لإمكانياتها المالية والتقنية وطبيعة النظام الإعالمي الذي تعمل في
�إطاره وقد �أ�صبحت الم�ؤ�س�سة الإعالمية تمار�س ن�شاطات متعددة منها:
ن�شاط �صحفي :ويقوم به الكتاب وال�صحفيون والمرا�سلون والر�سامون
ن�شاط �صناعي :ويتمثل في ت�شغيل ماكينات الطباعة و�أجهزة الجمع وماكينات الت�صوير والتجليد ويتواله
المهند�سون والفنيون والعمال.
ن�شاط ت�سويقي :ويتمثل في بيع الم�ساحات الإعالنية وتوزيع ال�صحف والمجالت ويتواله خبراء في الت�سويق
والعالقات العامة.
ن�شاط مالي و�إداري :ويتواله المحا�سبون والإداريون.
وهكذا نجد ن�شاط الم�ؤ�س�سة الإعالمية قد تنوعت وت�شعبت و�أ�صبح من ال�ضروري �إن تنظم ب�شكل يمكنها من
انجاز مهمتها علي الوجه الأكمل.
وتعتمد الم�ؤ�س�سات الإعالمية ومنها ال�صحيفة ب�شكل خا�ص في عملها علي عدد من الإدارات وهي:
� .1إدارة التحرير
� .2إدارة الإعالن
� .3إدارة المطابع
� .4إدارة التوزيع
م�سئوليات رئي�س مجل�س الإدارة في الم�ؤ�س�سة الإعالمية:
تقوم مجال�س �إدارات الم�ؤ�س�سات الإعالمية بالإ�شراف علي الجوانب الإدارية والتنظيمية وو�ضع �سيا�ساتها
وت�صريف �أمورها و�أن�شطتها ويخت�ص رئي�س مجل�س �إدارة الم�ؤ�س�سة الإعالمية بمايلي:
� .1سلطة الإ�شراف علي جميع �أوجه الن�شاط التي تقوم بها الم�ؤ�س�سة.
42
.2يكون له حق التفاو�ض با�سم الم�ؤ�س�سة ويوكل من يراه لينوب عنه في رفع الدعوي والح�ضور �أمام
الجهات الق�ضائية و�أية جهة �أخري.
.3يخت�ص بالأمور العاجلة التي تعر�ض عليه من رئي�س التحرير وان ي�صدر كافة القرارات والتنظيمات
التي يراها الزمة لح�سن �سير العمل علي �إن تعر�ض بعد ذلك علي مجل�س الإدارة في �أول اجتماع له
.4يكون لرئي�س مجل�س الإدارة الحق في تعيين �أي عدد من الم�ست�شارين لمعاونته علي �إن يحدد الأعمال
التي تعر�ض عليهم لإبداء الر�أي فيها
. 5لرئي�س المجل�س �إن يدعو لح�ضور جل�ساته من يري اال�ستعانة بمعلوماتهم �أو بخبراتهم دون �إن يكون
لهم حق الت�صويت.
.6له الحق في دعوة مجل�س �إدارة �أي �شركة من ال�شركات التابعة للم�ؤ�س�سة �أو مجل�س تحرير �أي �صحيفة
من �صحف الم�ؤ�س�سة لالجتماع كلما وجد �ضرورة تدعو لذلك و�إدراج �أي م�س�ألة في جدول تدخل في
اخت�صا�صها.
� .7إعداد تقرير �سنوي عن ن�شاط الم�ؤ�س�سة و�أعمالها و�أعمال الوحدات وال�شركات التابعة لها مرفقة
بتقرير مراقب الح�سابات.
م�سئوليات رئي�س التحرير:
يقف علي ر�أ�س �إدارة التحرير ويتولي قيادة ال�صحيفة عبر التوجيهات اليومية التي يقدمها للعاملين معه في
كافة فروع العمل والإنتاج في ال�صحيفة الذين يتطلب نجاحهم توافر روح الفريق المن�سجم الذي ي�سهم في و�صول
ال�صحيفة �إلي القارئ في الوقت المحدد وفي جعلها تر�ضي اهتمامات قرائها واحتياجاتهم والثبات في وجه
ال�صحف المناف�سة والنجاح في العملية الإعالمية التي تعتبر ال�صحافة المكتوبة ابرز دعاماتها في عالم اليوم.
ويعتبر رئي�س التحرير الدينامو الذي يحرك العمل ال�صحفي في ال�صحيفة والى جانب ذلك فهو م�سئول عن
جميع المواد التي تن�شرها �صحيفته �سواء كانت �أنباء �أو تعليقات �أم مو�ضوعات فكرية �أم تحقيقات وكثيرا ماينوب
رئي�س التحرير عن �صاحب ال�صحيفة في تحمل الم�سئولية والتبعات الخا�صة بها.
ويقوم رئي�س التحرير بتزويد معاونيه بالأفكار وو�ضعها مو�ضع التنفيذ وعلي م�سئوليته تقع مهمة تحديد
�سيا�سة ال�صحيفة بعد �إن يكون قد �سبق وتناق�ش فيها مع �أع�ضاء مجل�س الإدارة �أو مع اللجنة التي تتولي الإ�شراف
عليها وعليه �إن ي�شرح لمعاونيه خطوط ومبادئ هذه ال�سيا�سة بحيث ي�ستطيع الكل فهمها وقبولها
كما تتمثل مهمته في الربط بين الأق�سام الفرعية التي يتكوم منها جهاز التحرير باعتباره العقل المفكر
والمدبر وراء هذا الجهاز ال�صحفي ال�ضخم.
م�سئوليات مدير التحرير:
يعتبر مدير التحرير الم�سئول التنفيذي في ال�صحيفة اليومية وهو ي�شرف علي تنفيذ التوجيهات ال�صادرة
�إلية من رئي�س التحرير بالإ�ضافة �إلي ذلك يقوم مدير التحرير بمتابعة �سير العمل فيما ن�سميه بالمطبخ ال�صحفي
�أو( الدي�سك) وهو المكان الذي يجتمع فيه �إنتاج كل المحررين حيث تتم مراجعته و�إعداده بال�شكل المالئم
للن�شر.
وم�سئولية مدير التحرير هنا هي �إقرار عملية الن�شر وفقا ل�سيا�سة ال�صحيفة وتوجيهات رئي�س
التحرير.
43
ومن م�سئوليات مدير التحرير �أي�ضا التن�سيق بين جهاز التحرير وجهاز �سكرتارية التحرير والمطبعة كما
يتولي مدير التحرير متابعة كل هذه الأعمال باتخاذ قرارات �سريعة وفورية حتى اليتعطل العمل.
من الوا�ضح �ضمن هذه المعطيات الإعالمية �إن �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية �إدارة علمية وذلك لأهميتها
كو�سيلة لتوجيه و�ضبط ح�سن �سير الأعمال وكفاءة الأداء ب�أقل التكاليف و�أف�ضل ال�سبل بما يحقق الأهداف.
و�أ�صبح من ال�ضروري �إذا �أريد للم�ؤ�س�سات الإعالمية �إن تحقق الأهداف المحددة لها بالم�ستوي المطلوب.
�إن يدرك هذا الإعالمي الم�شكالت الأ�سا�سية لكافة نواحي الإدارة الإعالمية .كذلك يجب �إن يلم الإداريون الذين
يعملون في النواحي الإدارية البحتة الماما كبيرا بما يدور في �إدارات التحرير والبرامج.
فال ينكر مدي ت�أثر القطاع الإعالمي بالقرارات التي ت�صدرها الإدارة في الم�ؤ�س�سة الإعالمية ت�أثيرا
بالغا ولذلك يجب تدريب الإعالميين الذين ت�ؤهلهم وظائفهم لتولي مراكز قيادية في الم�ستقبل علي الأعمال
الإدارية البحتة والفنية والهند�سية وكذلك الحل مع رجال الإدارة والذين ت�ؤهلهم وظائفهم لتولي مراكز قيادية
في الم�ستقبل علي �أعمال التحرير والبرامج تدريبا عمليا عن طريق ممار�سة العمل الإعالمي نف�سه الذي يتعلق
بالر�سالة الإعالمية.
ولذلك ينبغي علي الطرفين �إن يدرك كل منهما �إن معرفته بمهام الطرف الآخر و�إتقانها جزء �ضروري من
ثقافته المهنية الن الخ�صائ�ص الح�سية للو�سيلة الإعالمية تحتم �ضرورة تطويع الأ�سلوب ليالءم الو�سيلة حتى
ي�سير العمل في �سهولة وي�سر ويحقق الأهداف المرجوة منة من اق�صر طريق.
44
الإدارة ال�صحفيـة :المفاهيم والأ�س�س والمراحل والوظائف
مدخــــــل:
الإدارة تعبير في اللغة العربية يقابل الم�صطلح الإنجليزي � Administrationأو كلمة
.Management
ولكن الفكر الإداري يفرق بين المعنى اال�صطالحي لكلمة الإدارة التي تقابل Administration
والتي تعني في الفكر الإداري الم�ؤ�سليات المتعلقة بتكوين التنظيم المالئم وتحديد �أولويات العمل وتوجيه
كافة الجهود لتحقيق العمل .والكلمة بهذا المفهوم ت�صف ن�شاط الإدارة العليا للم�ؤ�س�سة� ،أما الإدارة بمعنى
Managementفتطلق على جهود تنفيذ العمل.
ولكن الفكر الإداري الحديث ال يفرق بين المعنيين على اعتبار التكامل بين الجهدين على م�ستوى
التخطيط والتنفيذ .والإدارة بهذا المفهوم ت�صبح عملية حتمية حيثما يوجد تجمع �إن�ساني ي�سعى لتحقيق هدف
ما ال ي�ستطيع الفرد �أن يحققه منفردا ،وي�صبح تن�سيق الجهود الفردية داخل هذا التجمع بطريقة ما �أمرا
�ضروريا.
وتحظى الإدارة اليوم ب�أهمية كبيرة نظرا لتغلغلها في جميع الأن�شطة الإن�سانية وكذلك للتغييرات
االقت�صادية واالجتماعية والتكنولوجية التي ي�شهدها العالم اليوم مثل:
-كبر حجم المنظمات مما �أدى لزيادة الحاجة للتخ�ص�ص الإداري الدقيق وتعقد العمليات الإدارية
الأمر الذي يتطلب معه �ضرورة تحقيق التن�سيق والتنظيم والرقابة والفعالية.
-وجود انف�صال بين المنظمات ومالكها ،الأمر الذي �أدى �إلي ظهور طبقة المديرين المتخ�ص�صين
لتحقيق و�ضمان م�صالح المالك والأطراف المختلفة.
-تزايد المناف�سة في الأ�سواق الأمر الذي يتطلب زيادة مهارات الإدارة في التجديد واالبتكار لتحقيق
ميزة ن�سبية في الأ�سواق.
-التغييرات التكنولوجية واالقت�صادية واالجتماعية الذي يظهر �أهمية التخطيط والتنب�ؤ بهذه التغيرات
ومواجهتها والتكيف معها.
-الندرة الملحوظة في الموارد الب�شرية والمادية مما يتطلب الر�شد في كيفية ا�ستخدام هذه الموارد
ب�أف�ضل طريقة و�أقل تكلفة.
مفهوم الإدارة وعنا�صرها الأ�سا�سية:
يرى الدكتور �سليمان الطماوي �أن لكلمة الإدارة ِ Administrationمعنيات:
�أ .المعنى الع�ضوي :ومعناه �أن الإدارة هي مجموعة منظمات تقوم لتحقيق تدخل الدولة الحديثة في حياة
الأفراد واليومية وذلك تحت �إ�شراف ال�سلطة ال�سيا�سية.
ب .المعنى الوظيفي :ويق�صد به الأن�شطة Activityالتي تبذلها الم�ؤ�س�سة لتجعل الأفراد ي�ستفيدون من
الخدمات التي تقدمها تلك الم�ؤ�س�سة.
ويري لندول �أورفك �إلي �أنه لي�س هناك فرق بين الإدارة بمعناها العام Administrationوالإدارة بمعناه
الوظيفي Managementبمعنى �إدارة الأعمال التجارية.
45
�أما بع�ض الكتاب التقليديون فيعرفون الإدارة (ب�أنها العملية الخا�صة بتن�سيق الجهود الجماعية نحو -
�أهداف جماعية من خالل �إنجاز الوظائف التي تعتبر هامة للتن�سيق وهي التخطيط والتنظيم والرقابة.
ومن �أ�شهر ه�ؤالء التقليديون – هنري فويل الذي ح�صر الإدارة في وظائف المدير بمقولته الم�شهورة
�أن تدير تعني �أن تتنب�أ وتخطط وتنظم وت�صدر الأوامر وتن�سق وتراقب.
�أما فريدريك تايلور – �أبو الإدارة الحديثة – الإدارة هي �أن تعرف بال�ضبط ماذا تريد؟ ثم تت�أكد من -
�أن الأفراد ي�ؤدونه ب�أح�سن و�أرخ�ص طريقة ممكنة.
يعرفها �أحمد ر�شيد :الإدارة هي العملية التي تخت�ص بتوجيه الجهود الب�شرية الم�شتركة المنظمة -
لتحقيق بع�ض الأهداف ،ويعرفها الدكتور �سمير محمد ح�سين :الإدارة هي مجموعة الوظائف التي
ت�ؤدي �إلي تحقيق الأهداف المحددة للم�شروع ب�أح�سن الو�سائل و�أقل التكاليف وفي حدود المورد
والإمكانات المتاحة.
�أما الدكتور محمد فريد ال�صحن و�آخرون فيعرفون الإدارة ب�أنها :الإدارة هي التن�سيق الفعال للموارد -
المتاحة من خالل العمليات المتكاملة للتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة لتحقيق �أهداف العمل
الجماعي بطريقة تعك�س الظروف البيئة ال�سائدة وتحقيق الم�سئولية االجتماعية لهذا العمل.
ويمكن �إجماال �أن نعرف الإدارة ب�أنها :مجموعة الأن�شطة المتميزة الموجهة نحو اال�ستخدام الكفء واال�ستخدام
الفعال للموارد وذلك لغر�ض تحقيق هدف �أو مجموعة من الأهداف حيث تعنى الكفاءة Efficiencyالعمل
بطريقة معينة بحيث يتم ا�ستقالل الموارد المتاحة (كالعمالة ،المال ،المعلومات...الخ) بالكامل دون �إ�سراف
�أو �ضياع ،والفعالية تعني عمل الأ�شياء ال�صحيحة في الزمن المنا�سب والطريقة المالئمة.
العنا�صر الأ�سا�سية التي يت�ضمنها عمل الإدارة:
-تتعامل الإدارة مع تجمع ب�شري وترتبط بالأفراد وتت�صدى لتن�سيق جهودهم الجماعية ،مما ي�ؤكد
الطبيعة الإن�سانية للإدارة.
-وجود الهدف �أو الغاية المحددة والوا�ضحة �ضروري والزم لقيام الإدارة �أو تواجدها ماذا نريد تحقيقه؟
وما النتائج التي تود الو�صول �إليها؟ .مما ي�ؤكد �أن الإدارة ن�شاط هادف.
� -ضرورة ممار�سة عدة وظائف �إدارية كو�سيلة لتحقيق هذا الهدف والغاية.
-تخت�ص الإدارة بتحديد الموارد الب�شرية والمادية المتاحة وتحديد الطرق المتعددة ال�ستخدام هذه
الموارد بطريقة تت�سم بالكفاءة والفعالية �أي الت�أكيد على الطبيعة االقت�صادية في اال�ستخدام لهذه
الموارد.
-ت�ضمين البعد الم�ستقبلي في العمل الإداري بالإدارة ال تكون في الما�ضي �إنما تركز على الر�ؤية
الم�ستقبلية.
-الإدارة ال تعمل في فراغ و�إنما تعي�ش في بيئة يجب �أن تتفاعل الإدارة مع بيئتها وعدم �إغفال ت�أثيرها.
-يجب �أن تمار�س الإدارة في ظل منظومة قيمية و�أخالقية ت�ؤكد م�سئوليتها االجتماعية.
46
الم�ستويات الإدارية في الم�ؤ�س�سات الإعالمية:
هناك ثالثة م�ستويات للإدارة في الم�ؤ�س�سات الإعالمية:
�أ .الإدارة العليـا :Top Management
وهي �أعلى الم�ستويات الإدارية في الم�ؤ�س�سات وتخت�ص بتحديد الأهداف العامة ،ور�سم ال�سيا�سات وو�ضع
الخطوط العري�ضة للعمل على �ضوء الإلمام ب�إمكانات الم�ؤ�س�سة ومواردها والظروف المحيطة بها في البيئة
الداخلية والخارجية .ويحتل هذا الم�ستوى �أع�ضاء مجل�س الإدارة.
ب .الإدارة الو�سطى : Middle Management
وهي حلقة الو�صل بين الإدارة العليا والإدارة الإ�شرافية حيث يخت�ص المديرون في هذا الم�ستوى الإداري
بنقل ال�سيا�سات والأهداف والخطوط العامة التي و�ضعها المديرون في الم�ستوى الأعلى �إلي الم�ستويات الإدارية
الأدنى ،ورفع التقارير للإدارة العليا عن عمليات الإنجاز ومعوقاته.
ج .الإدارة الإ�شرافية المبا�شرة :First Line Management
وي�ضم هذا الم�ستوى الإداري الم�شرفين على العمال والمنفذين من �صغار العمال والموظفين داخل �صاالت
الإنتاج للت�أكد من ت�أدية العمل ب�صورة تحقق الأهداف المو�ضوعة.
ومن المهم خلق نوع من التفاهم بين م�ستويات الإدارة المختلفة .ويتطلب �أي مدير توفر المهارات التالية
فيه:
المهارات الفنية :وهي المهارات التي تهتم بتطبيق المعرفة المتخ�ص�صة في العمل الذي يريده. . 1
المهارات ال�سلوكية :وهي المهارات الخا�صة بالتعامل مع النا�س واالت�صال بهم وفهم �سلوكهم وتوجيههم .2
والت�أثير فيهم.
المهارات العقلية :وهي المهارات الخا�صة بالقدرة على تحليل المواقف والتعامل مع المعلومات وتحديد .3
الم�شكالت واكت�شاف البدائل وتحليلها وتقييمها وا�ستخال�ص النتائج والنفاذ �إلي الم�ستقبل.
47
وظائف الإدارة
تنق�سم العملية الإدارية �إلي عدد من الوظائف الإدارية التي تمثل مجموعة الأن�شطة التي يمار�سها المدير في
الم�ؤ�س�سات الإعالمية .والتي تعطي �صورة �أو�ضح لطبيعة عمله .والوظائف هي :التخطيط ،التنظيم ،التوجيه ،الرقابة.
�أوال :التخطيط واتخاذ القرارات:Planning and Discussion making :
تتفق جميع التعريفات على �أن التخطيط هو اتخاذ قرار حا�ضر ب�ش�أن حدث م�ستقبلي �أو اختيار بديل من عدة
بدائل لتنفيذه م�ستقبال.
ويمثل التخطيط �أهمية كبيرة في تحقيق �أهداف المن�ش�أة وبدونه ي�صبح العمل فيها ارتجاليا وت�صبح
القرارات دون �أي معنى وتظهر ال�ضرورة للتخطيط ب�سبب عدم الت�أكد من الم�ستقبل.
عنا�صر التخطيط:
.1تحديد وت�شخي�ص وبلورة الأهداف .Objectives
.2و�ضع ال�سيا�سات والقواعد المر�شدة للعمل .Policies
.3و�ضع البرامج والخطوات التف�صيلية للعمل .Procedures
التخطيط وعملية اتخاذ القرارات:
ينظر لأفراد الإدارة في �أي منظمة على �أنهم �صناع قرار Decision Makerوحالل م�شاكل Problem
.– Solverوتنطوي فكرة اتخاذ القرار �أ�سا�سا على اختيار مجموعة من البدائل A choice between
Alternativeوي�ستلزم اتخاذ القرار اتباع الخطوات التالية:
تحديد الم�شكلة. .1
تحليل الم�شكلة. .2
و�ضع معايير لتقييم الحلول المقترحة. .3
اختيار �أف�ضل الحلول البديلة – زمان – اقت�صاد – �سهولة. .4
تطبيق الحل المقترح. .5
ويمكن ت�صنيف القرارات الإدارية التي توجه العاملين في مجال الإعالم على النحو التالي:
القرارات الت�شغيلية Operational Decision .1
القرارات اال�ستراتيجية .Strategic Decision .2
ثانيــا :التنظيم :Organization
�إن �أب�سط تعبير للتنظيم هو عملية و�ضع الرجل المنا�سب في المكان المنا�سب .والتنظيم يعني التطبيق
العملي ل�سيا�سة الم�ؤ�س�سة وتنفيذ خطتها وتطبيق النظم واللوائح والقوانين المتعلقة ب�أعمالها� ،سواء في محيطيها
الداخلي بين العمال وجمهورها الداخلي� ،أو في محيطها الخارجي مع المجتمع الذي تتعامل معه.
كما ي�شمل التنظيم توزيع الأعمال وتق�سيمها بين الإدارات والأق�سام المختلفة توزيعا يكفل تدفق العمل و�سرعة �إنجازه.
كما ي�شمل التنظيم تحديد اخت�صا�صات العاملين وتحديد العدد الالزم لكل �شخ�ص وم�سئولية كل منهم.
48
ويتلخ�ص التنظيم في ت�صميم الهيكل التنظيمي �أي تق�سيم الواجبات المطلوب القيام بها في وحدات �إدارية
ب�شكل يمكن �إ�سنادها �إلي �أ�شخا�ص بغر�ض تحديد الم�سئولية في كل مجموعة من الواجبات .و�إعطاء ال�سلطة
المالئمة للقيام بهذه الواجبات وربط المنا�صب الإدارية المختلفة ببع�ضها البع�ض من الناحيتين الأفقية
والر�أ�سية بق�صد تن�سيق المجهود الجماعي وتنمية الهيئة الإدارية �أي و�ضع الإداريين الم�سئولين عن الوحدات
الإدارية كل في من�صبه المالئم وما يتطلبه ذلك من تعيين وتدريب وترقية ونقل وف�صل وما �إلي ذلك.
�إذن التنظيم هو عملية �إدارية تهتم بتجميع المهام والأن�شطة المراد القيام بها في وظائف و�أق�سام وتحديد
ال�سلطات وال�صالحيات والتن�سيق بين الأن�شطة والأق�سام من �أجل تحقيق الأهداف مع حل الم�شكالت والخالفات
التي تواجه كافة الأن�شطة والأق�سام من خالل �أفراد التنظيم وب�شكل مالئم.
ومن المالحظ �أن التنظيم في الم�ؤ�س�سات الإعالمية غير ثابت و�إنما هو متغير يتغير بتغير المواقف
واالحتياجات .ف�إن المديرين يقومون بعملية تقييم دورية لهذا البناء التنظيمي لم�ؤ�س�ساتهم ،فتلج�أ الم�ؤ�س�سة لما
يعرف ب�إعادة التنظيم� ،أي االنتقال �إلي بناء تنظيمي �آخر �أكثر منا�سبة للظروف الحالية.
وتتخل�ص مبادئ التنظيم في الآتي:
.1الهدف :ينبغي �أن يكون وا�ضحا وواقعيا كما ينبغي �أن تكون الأهداف الفرعية لكافة الوحدات متنا�سقة
مع الهدف الأ�سا�سي والرئي�سي للم�ؤ�س�سة.
.2تق�سيم العمل :وهو تعبير عن مبد�أ التخ�ص�ص ولقد برز التخ�ص�ص في الم�ؤ�س�سات الإعالمية الحديثة
على �أ�سا�س �أنه الو�سيلة المثلى لتحقيق �أعلى كفاءة في �أداء العمل .ولقد ثبت �أنه كلما تخ�ص�ص الفرد
في عمل محدد زادت قدرته على �إجادة عمله وزاد �إنتاجه في نف�س الوقت.
.3وحدة الرئا�سة :وتعني البعد عن تعدد الر�ؤ�ساء الذين يتلقى العاملون في الم�ؤ�س�سات الإعالمية الأوامر
منهم حتى ال يقع العاملون في الحيرة واال�ضطراب .وبتحقيق وحدة الرئا�سة تحدد م�سئولية العامل �أمام
رئي�س واحد هو الذي �أ�صدر �إليه التعليمات .وفي نف�س الوقت تحدد م�سئوليته الرئي�س الأدنى �أمام رئي�سه
الأعلى وهكذا ت�صبح الم�سئولية من�سقة في خط يربط مدير الم�ؤ�س�سة بقاعدة الهرم الإداري من ر�ؤ�ساء
الإدارات والأق�سام والم�شرفين.
.4التن�سيق :ويعني البعد عن الت�ضارب والتناق�ض ،ويتم التن�سيق بربط �أوجه الن�شاط المت�شابهة مع
بع�ضها البع�ض.
.5تكاف�ؤ ال�سلطة مع الم�سئولية :يعني �أن تمنح ال�شخ�ص الم�سئول �سلطات قانونية تتنا�سب مع موقعه
في العمل والم�سئوليات المكلف بها .وتكاف�ؤ ال�سلطة مع الم�سئولية هو تعبير عن الم�سئولية الإدارية
والقانونية ،ويرتبط مع تدرج ال�سلطات.
.6ق�صر �سلطة الأوامر :وهو ما يعبر عنه بتق�صير الظل الإداري ،بمعنى �أن نوكل �سلطة اتخاذ القرار
للم�شرفين المبا�شرين على العمل.
.7التوازن والمرونة :ويق�صد بذلك �أن يكون تنظيم الم�ؤ�س�سة مرنا لمواجهة التغيرات التي تحدث داخل
الم�ؤ�س�سة �أو خارجها.
ثالثا :التوجيـــه:
ويمثل هذا العن�صر من عنا�صر الإدارة االت�صال بالمر�ؤو�سين و�إر�شادهم عن كيفية �أداء الأعمال
49
ب�إ�صدار التعليمات وال�شرح والو�صف و�ضرب الأمثلة ورفع الروح المعنوية للمر�ؤو�سين وااللتزام بمفاهيم القيادة
بق�صد الح�صول على تعاونهم االختياري لتنفيذ الأعمال.
ويتطلب هذا درا�سة وتفهم واقع العاملين ودرا�سة حاجتهم وتح�سين عالقاتهم وزيادة تفاهمهم
وان�سجامهم وتحفيزهم بمختلف المحفزات وتكوين فريق متكامل من جماعة العاملين تتنا�سق مجهوداتهم
وتتفق ميولهم ورغباتهم لتحقيق الأهداف الم�شتركة.
وعليه ف�إن التوجيه يقوم على ثالثة ركائز هي:
.1الدافعية والتحفيز ،Motivationوهي تلعب دورا كبيرا في �إنجاز الأعمال لما لها من دور
في الح�صول على الر�ضا النف�سي للأفراد ، Self-Satisfactionو�إذا كان الأداء = القدرة ×
الرغبة .فالقدرة ت�أتي عن طريق التعلم والتدريب والخبرة في مجال العمل ،والرغبة ت�أتي عن طريق
الدافعية والتحفيز.
القيادة ،Leadershipحيث يقع عليها عبء التوجيه وحفز الأفراد واختيار طرق حثهم على العمل .2
المثمر لإنجاز المهام وكذلك ممار�سة بع�ض �أ�شكال الإجراءات الت�صحيحية وما ترغب القيادة في
تحقيقه .وهناك �أنواع من القيادة:
القيادة الت�سلطية �أو الأوتوقراطية. �أ .
القيادة الديمقراطية �أو الم�شاركة. ب .
القيادة غير الموجهة – يتنازل فيها المدير عن �سلطاته لمر�ؤو�سيه. ت .
.3االت�صــال :Communicationيولي علماء الإدارة �أهمية خا�صة لو�سائل االت�صال في التوجيه
كعن�صر من عنا�صر الإدارة ،ويعتبر علماء الإدارة �أن وجود قنوات وو�سائل وطرق ات�صال ناجحة
�ضرورة من �ضرورات نجاح الإدارة .واالت�صال في الإدارة يتم بوا�سطة المقابلة ال�شخ�صية �أو بالحديث
التلفوني� ،أو بالبرقيات �أو بالخطابات �أو بالمذكرات �أو التقارير �أو االجتماعات �أو الن�شرات الدورية،
وي�ضيف بع�ض �أ�ساتذة الإدارة المجالت والجرائد والأفالم والمل�صقات كو�سائل ات�صال تلج�أ لها
الهيئة لإكمال عملية التوجيه عبر االت�صال.
وي�ضع الدكتور �سيد الهوا ري عدة اعتبارات يجب مراعاتها لإنجاح االت�صال:
.1تكييف المعلومات على �أ�سا�س ال�شخ�ص الم�ستقبل للمعلومات ولي�س كما يراها المر�سل.
� .2إر�سال المعلومات في وحدات �صغيرة حتى يتمكن الم�ستقبل من فهمها وا�ستيعابها.
.3يجب على المر�سل مراعاة رد الفعل لدى الم�ستقبل وعدم االكتفاء بتبليغه الر�سالة.
.4يجب �أن تحتوي الر�سالة معلومات جديدة بالن�سبة للم�ستقبل.
.5يجب �أن ال يتعار�ض االت�صال مع الت�سل�سل الرئا�سي فال يجوز للمدير �أن يعطي المعلومات للعاملين
بق�سم الأخبار مثال دون المرور برئي�س الق�سم.
.6يجب �أن تكون الر�سالة وا�ضحة وال تقبل الت�أويل �أو التف�سير،
تزداد عملية التوجيه كلما قلت كفاءة �أداء الوظيفتين ال�سابقتين التخطيط والتنظيم حيث تزيد الم�شكالت
غير المتوقعة �أثناء التنفيذ.
50
رابعا :الرقابـــة:Controlling :
يق�صد بالرقابة قيا�س النتائج المح�صلة للت�أكد من مطابقتها للمعايير التي تت�ضمنها الخطة
المو�ضوعة .و�إذا كان هناك انحرافات عن هذه المعايير ف�إن مهمة الرقابة �أن تتعرف على هذه االنحرافات �أو
الفروق وتبحث عن �أ�سبابها وت�صمم لها العالج المنا�سب وت�ضعه مو�ضع التنفيذ وتت�أكد �أنه �صحح الخط�أ و�أعاد
العمل للم�سار ال�صحيح.
والرقابة بهذا المعنى هي الوظيفة الإدارية الخا�صة بالت�أكد من �إتمام تنفيذ الم�شروع ح�سبما �أعد له من
تخطيط وتنظيم وتوجيه� .أي الت�أكد من قيام كل �شخ�ص بعمل ال�شيء المنا�سب في الوقت المنا�سب والمكان
المنا�سب وبا�ستخدام الموارد المنا�سبة .وعلى ذلك فالرقابة تهتم بوجه خا�ص بالتن�سيق.
وهنالك �س�ؤال يطرح نف�سه ،ما هي الأن�شطة الواجب مراقبتها في مجال عمل �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية؟
وللإجابة على هذا ال�س�ؤال ف�إن الرقابة في الم�ؤ�س�سات الإعالمية هي رقابة على الموارد :المادية والب�شرية
والمالية والمعلوماتية ،وتتخذ الرقابة ثالثة �أ�شكال متميزة هي:
الرقابة ال�سابقة :حيث تت�أكد الرقابة في هذه المرحلة من الموارد الداخلة من الناحيتين الكمية .1
والكيفية وذلك قبل دخولها نظام الإنتاج.
الرقابة الجارية :ويق�صد بها الرقابة �أثناء عملية تحويل المدخالت �إلي مخرجات الكت�شاف �أي .2
م�شاكل قبل بدء المرحلة التالية من مراحل العملية الإنتاجية.
الرقابة الالحقــة :وهي تتعامل مع محرجات النظام من ال�سلع والخدمات من حيث الكم .3
والكيف.
والنظم الرقابية المتكاملة وال�شاملة تت�ضمن الخطوات التالية:
تحديد المعايير.
قيا�س الأداء.
مقارنة الأداء بالمعايير.
التقييم والتعديل.
وتتعدد �أدوات الرقابة وو�سائلها وتعتبر الموازنات التقديرية ا�شهر �أدوات الرقابة .كذلك هناك �أدوات
التحليل للتعرف على المركز المالي للم�ؤ�س�سة في وقت معين بالإ�ضافة �إلي الرقابة على الموارد الب�شرية من
خالل قيا�س الأداء ،كذلك الرقابة على الن�شاط الت�سويقي.
الهيكل الإداري للم�ؤ�س�سة الإعالمية
الهيكل التنظيمي للم�ؤ�س�سة ال�صحفية هو الكيان المتكامل الذي يتكون من �أجزاء وعنا�صر متداخلة تقوم بينهما
عالقات تبادلية بنية �إنجاز الن�شاط وت�أدية الوظائف التي تحقق في النهاية �إنتاج الم�ؤ�س�سة وعملها وهدفها.
ويكن �أن نق�سم �أنواع التنظيم الإداري ب�صفة عامة �إلي ثالثة �أنواع رئي�سية �أولها التنظيم المركزي �أو الهرمي
من حيث تتدرج ال�سلطة من قمة الهرم �إلي قاعدته وخير مثال له التنظيم في الم�ؤ�س�سات الع�سكرية ،ومن الوا�ضح
51
�أن هذا النوع ال ينجح حين تطبيقه على ال�صحف.
ر�سم يو�ضح ال�شكل التنظيمي الهرمي
م�ستوى �أعلى
م�ستوى متو�سط
م�ستوى �أدنى
(�شكل «�أ»)
وال�سبب الأ�سا�سي الذي يمنع تطبيقه في ال�صحف �أنه يركز ال�سلطات في يد �شخ�ص واحد مما يحد كثيرا
من �إمكانيات التحرك لباقي العاملين في ال�صحيفة.
�أما النوع الثاني من �أنواع التنظيم الإداري فهو التنظيم الوظيفي ،حيث تعطي ال�سلطة ح�سب م�ستويات العلم
�أو الخدمات الخا�صة وبحيث يكون وظيفة �سلطاتها النهائية الخا�صة بها.
�إدارة �إدارة �إدارة �إدارة �إدارة
52
ق�سم
ق�سم
ق�سم
�شكل يو�ضح ال�شكل التنظيمي الهرمي الوظيفي (�شكل رقم»ج»)
ويعتبر هذا النوع من التنظيمات هو الأن�سب للم�ؤ�س�سات الإعالمية لأنه يتيح لرئي�س الق�سم �أن يمار�س �سلطاته
على ق�سمه كما �أنه ي�سمح بحرية العمل داخل الأق�ســام.
ولكن يبقى في النهاية اختيار الهيكل التنظيمي للم�ؤ�س�سة الإعالمية يختلف من مجتمع �إلي �آخر ،فتختار كل
م�ؤ�س�سة الهيكل التنظيمي لها بما يتفق وطبيعتها وظروفها الخا�صة .ف�شكل التنظيم الذي ي�صلح ل�صحيفة قد ال
ي�صلح ل�صحيفة �أخرى.
ومن الطبيعي �أن الهيكل الإداري للم�ؤ�س�سة الإعالمية يتغير ويتطور بتطور الم�ؤ�س�سة الإعالمية.
والتنظيم الإداري يلعب دورا في نجاح الم�ؤ�س�سة الإعالمية ،فنجاح الم�ؤ�س�سة الإعالمية يعتمد على
ح�سن تنظيم الم�ؤ�س�سة ودقة هذا التنظيم وتوزيع ال�صالحيات بين �أق�سامها الإدارية والفنية ب�شكل ي�ساعد على
دفع العملية الإنتاجية في الم�ؤ�س�سة الإعالمية ب�أ�سلوب �أف�ضل .وهذه ال�صالحيات تختلف بين م�ؤ�س�سة �صحفية
و�أخرى تبعا لإمكانياتها المالية والتقنية وطبيعة النظام ال�صحفي الذي تعمل في �إطاره ،وقد �أ�صبحت الم�ؤ�س�سة
ال�صحفية تمار�س ن�شاطات متعددة منها:
-ن�شاط �صحفي :وهذا الن�شاط يقوم به الكتاب وال�صحفيون والمرا�سلون والر�سامون والم�صورون.
-ن�شاط �صناعي :ويتمثل في ت�شغيل ماكينات الطباعة و�أجهزة الجمع وماكينات الت�صوير والتجليد
ويتواله المهند�سون والفنيون والعمال.
-ن�شاط ت�سويقي :ويتمثل في بيع الم�ساحات الإعالنية وتوزيع ال�صحف والمجالت ويتواله خبرا في
الت�سويق والعالقات العامة.
-ن�شاط مالي و�إداري :ويتواله المحا�سبون والإداريون.
ويتم توزيع الهيكل الإداري للم�ؤ�س�سة الإعالمية على �ضوء هذه الأن�شطة.
ويتم تق�سيم الهيكل الإداري للم�ؤ�س�سة الإعالمية �إلي ثالث فئات:
الفئة الأولى :فئة الوظائف التخطيطية الإ�شرافية العليا وتت�ضمن :رئي�س التحرير وكبار معاونيه (نواب -
53
رئي�س التحرير ،مدير التحرير ،م�ساعدي رئي�س التحرير� ،سكرتير عام التحرير) ويت�سم عملها بالطابع
الإداري التخطيطي ،الإ�شرافي ،الرقابي.
الفئة الثانية :وهي فئة الوظائف الإ�شرافية الو�سطي ،ولها مهام تنفيذية �أي�ضا ت�شمل :نواب مديري -
التحرير ،ر�ؤ�ساء الأق�سام المختلفة ،ويت�سم عملها بالطابع التخطيطي الإ�شرافي ،التنفيذي والرقابي.
الفئة الثالثة :فئة الوظائف الإنتاجية الفنية وتت�ضمن المحررين ،والمندوبين ،المراجعين ،الر�سامين، -
الم�صورين� ،أخ�صائي المعلومات ،المخرجين ال�صحفيين ،المنفذين لل�صفحات على ال�شا�شة ،المرا�سلين
المحليين والدوليين ويت�سم عملها بالطابع الإبداعي التنفيذي.
وتعتمد الم�ؤ�س�سات ال�صحفية في عملها على عدد من الإدارات:
� .1إدارة التحرير.
� .2إدارة الإعالن.
� .3إدارة المطابع.
� .4إدارة التوزيع.
.5الق�سم الإداري.
. 1الق�ســم الإداري:
ينق�سم الق�سم الإداري لعدة �إدارات فرعية هي:
�أ .ق�سم الم�ستخدمين خا�ص بالتعيينات ،والتعيينات في الم�ؤ�س�سات ال�صحفية يجب �أن ت�ضبطها حاجة
العمل الفعلية و�أن تبنى على التخ�ص�ص ويجب �أن ت�ضع الم�ؤ�س�سة الإعالمية �سيا�سة وا�ضحة للتعيين.
ب .ق�سم الح�سابات وهو الق�سم الذي يخت�ص بالجانب المالي في الم�ؤ�س�سة الإعالمية مثل المرتبات
والميزانيات وتبيان جداول المن�صرفات والوارد.
ج .ق�سم التدريب :وهو الق�سم الذي توكل �إليه تنفيذ خطة التدريب بالم�ؤ�س�سة وذلك الطالع العاملين على
الم�ستجدات في مجال العمل ،ولأن التدريب حاجة متجددة فيجب على الم�ؤ�س�سة �أن تكون لها خطة
وا�ضحة للتدريب.
.2ق�ســم الإعــالنات:
يعتبر �أهم �أق�سام الم�ؤ�س�سة الإعالمية لأنه ي�أتي ب�أهم �إيرادات ال�صحيفة ،وهذا الق�سم يدير الإعالنات
بطرق مختلفة ،ف�أحيانا تتعاقد ال�صحف مع �شركة �إعالنات التي تحتكر عملية الإعالن في ال�صحيفة وتقوم
بجلب الإعالنات مقابل ن�سبة معينة من �أجر الإعالن ،وتبلغ هذه الن�سبة %20من قيمة الإعالن في ال�صحافة
ال�سودانية ،وفي �أحيانا �أخرى تزيد هذه الن�سبة لأن الوكالة تتولى عملية ت�صميم الإعالن بنف�سها.
وق�سم الإعالن في ال�صحف مرتبط ب�شكل �أ�سا�سي بق�سم التحرير حيث تكون هناك خطة م�سبقة لالتفاق
على الأماكن والم�ساحات التي يتم تخ�صي�صها للإعالنات.
وتقدر �أجور الإعالنات �إما ب�سعر ال�سطر الواحد والعمود الواحد �إذا كانت �إعالنات �إخبارية �أو بال�سنتمتر
المربع �إذا كانت الإعالنات م�صورة ،كما �أن الإعالنات قد تكون فردية �أو بوا�سطة عقود تتناول م�ساحات معينة �أي
54
�أن المعلن قد يدفع في كل مرة ثمن الإعالن الذي يريد ن�شره كما �أنه قد يتفق على عدد الأ�سطر �أو ال�سنتمترات.
.3ق�سم التحرير:
ينق�سم ق�سم التحرير في ال�صحافة �إلي عدة �أق�سام:
رئا�سة التحرير. �أ .
�سكرتارية التحرير. ب .
ق�سم الأخبار. ج .
ق�سم ال�سيا�سة الداخلية. د .
ق�سم ال�سيا�سة الخارجية. ه .
ق�سم الريا�ضة البدنية. و .
ق�سم ال�شئون االجتماعية. ز .
ق�سم الفنون والمنوعات والآداب. ح .
الق�سم االقت�صادي. ط .
الق�سم القانوني والحوادث (الجريمة). ي .
ق�سم المحفوظات والأر�شيف. ك .
مهام رئي�س التحرير:
في العادة يكون لكل جريدة رئي�س تحرير واحد م�سئول لكي ي�ستطيع تن�سيق عملية التحرير في الجريدة كلها
ويتحمل الم�سئولية القانونية والأدبية.
والبد �أن تمر جميع مواد التحرير بعد الفراغ من �إعدادها في �أق�سام الجريدة المختلفة على رئي�س التحرير
لتجهيز للن�شر .وهنالك عرف في ال�صحف �أن �سكرتير التحرير عليه �أال ي�سمح بن�شر �أي مادة �إال �إذا كان عليها
توقيع رئي�س التحرير .ورئي�س التحرير يقع عليه �أي�ضا عبء اختيار المو�ضوعات الهامة التي تتخذ منها الجريدة
المان�شتات.
ورئي�س التحرير ب�صفة عامة هو الموجه ل�سيا�سة الجريدة وبطريقة تحريرها كما �أنه ي�ضطلع في بع�ض
الأحيان بعبء الح�صول على الأخبار ال�سيا�سية ال�ضخمة التي ي�ستطيع الو�صول �إليها بحكم مركزه وات�صاالته
برجال الحكم وال�سيا�سة.
مهام �سكرتير التحرير:
لكل �صحيفة �أي�ضا �سكرتير تحرير �أو �أكثر وهو الذي تتجمع لديه مواد التحرير ويتولى توزيعها على ال�صفحات
طبقا (للماكيت) كما يحدد �أبناط الطبع للعناوين و�صلب الخبر �أو المقال و�أحيانا تحدد فقرات خا�صة مهمة
لتكتب بنبط �أكبر و�أو�ضح من بقية الخبر للفت النظر �إليها .كما �أنه يحدد �أحيانا مكان الخبر في ال�سطر في
ال�صفحة الواحدة.
. 4الق�ســم الفني:
ي�شمل الق�سم الفني الخط والر�سم والت�صوير والجمع الإلكتروني بوا�سطة الحا�سوب .والق�سم الفني
55
هو الذي ي�ضطلع بمهمة الإخراج ال�صحفي.
.5ق�سم التوزيع:
كثيرا ما تعتمد ال�صحف مهمة التوزيع ل�شركات خا�صة بالتوزيع� .أو تن�شئ هي �شركات توزيع متفرعة عنها
تتولى توزيع الجريدة وغيرها من ال�صحف والمجالت التي تعهد �إليها بمهمة توزيعها.
وق�سم التوزيع هو الذي يقوم بتنظيم عملية التوزيع ،وي�ضم خبرا في التوزيع والت�سويق ،كما ي�ضم الق�سم
عددا من المفت�شين الذين يقومون بدرا�سة عملية التوزيع والأ�سواق الجديدة في الأحياء والأقاليم المختلفة
والدول الخارجية.
56
اقت�صاديات الإعـــالم
تعتبر �صناعة الإعالم في الع�صر الحديث واحدة من �أقوى البنيات ال�صناعية التي عرفها العالم .وم�صدر
قوتها يكمن لي�س فقط في تلك الأموال الهائلة التي ت�ستثمر فيها ،بل �أي�ضا في هذا الت�أثير الخطير الذي تلعبه
على م�ستوى الأفراد والجماعات والحكومات والأنظمة ناهيك عن التطورات المتالحقة والتقنيات المعقدة التي
ت�شهدها اليوم والتي تزيد من فاعليتها و�شدة ت�أثيرها.
وبف�ضل هذه المتغيرات ظهر �إلي الوجود ا�صطالح جديد هو (اقت�صاديات ال�صحافة) �أو (اقت�صاديات
الإعالم) ويهتم هذا المجال في الإدارة في الم�ؤ�س�سة الإعالمية بتحقيق �أهداف هذه الو�سيلة في حيز الن�شاط
االقت�صادي الذي يهدف �إلي تلبية حاجات القراء بتقديم الخدمة ال�صحفية الجيدة وتحقيق العائد المادي دعما
ال�ستمرار الن�شاط وتدفقه.
والذي ي�ؤكد �أن الإعالم �أ�صبح �صناعة لها اقت�صادها المميز العديد من ال�شواهد مثل:
�أنها �أ�صبحت �سلعة مثلها مثل �أي �سلعة �أخرى تتوفر فيها �شروط ال�سلطة التي يطلقها االقت�صاديون .1
5Msوهي المال Moneyالأيدي العاملة Man Powerالمواد الخام Materialالآالت
Machinesالإدارة .Management
ت�شترك �أهداف المنتج مع �أهداف �أي �سلعة �أو منتج �آخر مع الت�أكيد على الخ�صو�صية المتعلقة بم�ضمون .2
الر�سالة ال�صحفية ووظائفها تجاه الفرد والمجتمع فهناك هدف �إ�شباع الحاجة �إلي المعرفة وتحقيق
الربحية �أو العائد باعتباره مقيا�س �إنتاجية �أي �صناعة.
�إن �إدارة م�ؤ�س�سة �صحفية تعتبر ن�شاطا �إبداعيا �إداريا و�إذا نظرنا للواقع نجد �أن كثيرا من مديري .3
ال�صحف هم من المبدعين ومن منتجي الفكر.
�أن مديري و�سائل الإعالم تنطبق عليهم �صفة مديري الم�ؤ�س�سات الإعالمية الذين يتولون مهمة تهيئة .4
البيئة الإدارية المالئمة والتي تجعل جهود الجماعة موجهة نحو تحقيق �أهداف العمل الجماعي حتى
تخرج ال�صحيفة ك�سلعة مادية �أو خدمة ملمو�سة تهدف لتحقيق الربح.
التغييرات الوا�سعة التي حدثت في طبيعة العالقات المهنية واالجتماعية بين فئات العاملين في .5
الم�ؤ�س�سة ال�صحفية من مالك و�صحفيين و�إداريين و�أهمية �إعادة التوازن في هذه العالقة بعد دخول
عنا�صر جديدة غريبة عن الروح ال�صحفية مثل المبرمجين لأجهزة الحا�سوب والمنظمين.
تعاظم دور االقت�صاد في ال�صناعة الإعالمية مع تزايد االتجاه نحو خ�صخ�صة الن�شاط الإعالمي على .6
الم�ستويين العالمي والمحلي.
خ�صائ�ص �صناعة ال�صحافة:
ال�صحافة �صناعة ذات طبيعة خا�صة تميزها عن ال�صناعات الأخرى بحكم تميز منتجها وتميز الم�شكالت
والتحديات التي تحيط بها كم�شروعات اقت�صادية وت�ؤثر ب�شكل �أ�سا�سي على هياكلها التمويلية .وبما �أن المحور
57
الأ�سا�سي الذي تدور حوله الإدارة ال�صحفية هو تحقيق قيادة للم�شروع ال�صحفي من الناحيتين المالية والإدارية
�أي النهو�ض بالأعباء االقت�صادية والإدارية لهذا الم�شروع لكي تجعل المنتج الذي يقدمه وهو ال�صحيفة قابال
للتداول ويحقق عائدا.
ومن �أهم خ�صائ�ص ال�صحافة ك�صناعة:
� .1أنها منتج ي�صاب بالبوار ال�سريع.
� .2أن عامل الوقت يلعب �أهمية كبيرة في هذه ال�صناعة.
� .3أنها �صناعة محفوفة بالعديد من المخاطر مثل الرقابة والإيقاف.
� .4ضخامة اال�ستثمارات المطلوبة لقيام �صناعة �صحفية وا�ستمرارها.
.5جمهورها متباين ويتفاوت ما بين القراء والمعلنين.
� .6أنها �صناعة ذات ر�سالة وم�سئولية ثقافية واجتماعية تجاه القارئ والمجتمع.
م�صادر تمويل الم�ؤ�س�سة ال�صحفية
تعتمد الجريدة في �إيراداتها على عدد من الم�صادر منها:
�أوال :التوزيع:
التوزيع هو عملية ت�سويق لل�صحيفة كمنتج يهدف تو�صيلها يهدف للقارئ وذلك بعدد من الطرق والأ�ساليب
التي ت�سهل عملية تو�صيلها للقارئ عبر منافذ التوزيع.
ويتم ذلك اعتمادا على عدد من الدرا�سات الم�سبقة عن الجمهور وظروف ال�سوق والمناف�سة مع ر�سائل
الإعالم الأخرى .والتوزيع الناجح هو التوزيع الذي يراعي ظروف و�صول ال�صحيفة في الوقت المنا�سب والكمية
المنا�سبة مع مراعاة ظروف الطباعة وتوفر الورق والعر�ض الجيد لل�صحيفة عند منافذ التوزيع.
وتوكل مهمة التوزيع في ال�صحيفة لإدارة التوزيع التي تطلع بالمهام التالية:
الم�ساهمة في تحديد الكميات المالئمة لحاجة ال�سوق وتقييمها بحيث تفي بحاجة كل منطقة. .1
تقديم وعر�ض ال�صحيفة في ال�سوق في �أ�سرع وقت والمناداة عليها لإيقاظ الرغبة في نف�س القارئ .2
ب�شرائها.
مراقبة الأ�سواق للت�أكد من �أن البائعين يعر�ضون ال�صحيفة بال�شكل المطلوب ويبيعونها بال�سعر .3
المحدد.
العمل على تح�صيل قيمة المبيع ب�أ�سرع ما يمكن. . 4
ا�سترداد المرتجع في المواعيد المحددة. .5
اقتراح �أ�ساليب جديدة لزيادة توزيع ال�صحيفة. .6
توفير بيانات التوزيع لمجل�س الإدارة للم�ساعدة في اتخاذ القرارات. .7
وهناك عدد من الأ�ساليب التي تتبعها ال�صحف لزيادة التوزيع:
.1تجويد عمليات التحرير والإنتاج والإخراج حتى ت�صبح ال�صحيفة �سلعة جيدة ،وتبتدع ال�صحف العديد
من الأ�ساليب لتجويد عمليات التحرير مثل ا�ستكتاب الكتاب والإعالن عن ذلك ون�شر الق�ص�ص
58
المت�سل�سلة وذلك لربط القارئ بال�صحيفة و�إجراء الم�سابقات و�إ�صدار المالحق والأعداد الخا�صة.
وقد �أثبتت درا�سة �أجراها الدكتور الح�سيني الديب �أن مباريات الدوري العام وتغطيتها ون�شر المذكرات
والم�سابقات التي تجرى في �شهر رم�ضان وتغطية الأحداث الهامة كلها عوامل تزيد من عمليات
التوزيع.
�إ�صدار �أعداد ممتازة من ال�صحيفة :تنتهز بع�ض ال�صحف المنا�سبات مثل عطلة نهاية الأ�سبوع والإجازات .2
والأعياد القومية لإ�صدار �أعداد ممتازة تتميز بمحتوياتها وملحقاتها و�إخراجها.
العر�ض الجيد :ال�صحيفة �سلعة وهي كما �أ�سلفنا �سلعة �سريعة البوار لذا يجب �أن نقدمها ب�شكل يجعل .3
قراءتها �أمرا جاذبا والفتا .وتتعمد بع�ض ال�صحف �أن يكون لديها موزعين بزي مميز ويقفون في مواقع
متميزة مثل �إ�شارات المرور ومحطات الموا�صالت العامة ودور الريا�ضة وال�سينما.
التجديد :ونعني التجديد للأبواب الثابتة في ال�صحيفة والمادة التحريرية وذلك لتفادي الملل الناتج .4
من رتابة المادة ال�صحفية ولك�سر النمطية في ال�صورة التي تعود القارئ �أن يرى ال�صحيفة عليها.
و�سائل الموا�صالت :ت�ؤثر توفر موا�صالت جيدة على عمليات التوزيع ومن الأف�ضل �أن تكون لل�صحيفة .5
�أو �شركة التوزيع و�سائل موا�صالتها الخا�صة و�إال فعليها اختيار �أكثر و�سائل الموا�صالت .فاعلية بمهمة
توزيع ال�صحيفة.
الم�سابقات :وهي من الو�سائل الحديثة التي �أثبتت فاعليتها في زيادة التوزيع هي طرح الم�سابقة .6
ويطلب من الم�شترك �أن يرفقها بكوبون وتتعمد ال�صحيفة �أن تكون الم�سابقة �سهلة الحل حتى ت�ضمن
ا�شتراك �أكبر عدد من القراء في الم�سابقة وخير مثال لذلك �صحيفة ال�شرق الأو�سط ومجلة العربي.
اال�شتراكات المخف�ضة وتقديم هدايا من المطبوعات. .7
�أما العوامل التي تقلل من عمليات التوزيع فتتمثل في:
.1الأزمات االقت�صادية وما ينتج عنها من حاالت الركود في ال�سوق.
.2هدوء الأحوال ال�سيا�سية في الداخل والخارج حيث ثبت �أن التوزيع يزداد مع ازدياد الأزمات ال�سيا�سية
والكوارث والحروب والحوادث واالنتخابات.
.3المناف�سة ال�صحفية والإعالمية حيث �أن زيادة عدد ال�صحف ي�ؤدي لإغراق ال�سوق بالعديد من
المطبوعات مما يقلل من درجة التوزيع.
.4الم�ستوى االقت�صادي للقراء ودرجة اهتمامهم بالق�ضايا العامة.
ثانيــا :الإعــــالن:
ت�شكل �إيرادات الإعالن �أي بيع ال�صحيفة لجزء من م�ساحتها للمعلنين مقابل �أجر المورد الثاني للإيرادات
في الم�ؤ�س�سة ال�صحفية المعا�صرة ،وقد �أ�صبح الإعالن اليوم جزءا ال يتجز�أ من هيكل االقت�صاد القومي باعتباره
�أحد الأن�شطة الرئي�سية في ميدان ت�سويق ال�سلع والخدمات التي �أ�صبحت متوافرة بكميات ونوعيات متزايدة
ومتطورة ،كذلك �أ�صبحنا نلم�س اتجاها مت�صاعدا للتو�سع في الإنفاق الإعالني ،وتباع الم�ساحة الإعالنية في
ال�صحيفة عادة ب�أحد الطرق الثالثة:
بال�صفحة �أو تق�سيماتها. .1
59
بالمو�ضوع المحدد (الإذن). . 2
بال�سطر �أو بالر�سم مع بيان عر�ض العمود. .3
ويتحكم عدد الن�سخ المطبوعة في تحديد �سعر الإعالن فكلما ازداد عدد الن�سخ المطبوعة زاد �سعر الإعالن
والعك�س �صحيح �أي�ضا .غير �أن ثمة عوامل �أخرى تدخل في تحديد ال�سعر غير عامل التوزيع ،فكلما ازداد عدد
مرات ن�شر الإعالن قل ال�سعر .كما �أن موقع الإعالن في ال�صحيفة �أو المجلة �إذا كان على ال�صفحة الأولى �أو
�صفحة الغالف �أو ال�صفحة الأخيرة �أو ال�صفحات الداخلية يتحكم في �سعره ويجعله مختلفا.
وت�ستخدم ال�صحف �سعرين �أحدهما �سعر عادي بالن�سبة للإعالنات التي ترد ب�شكل عار�ض وثانيهما مخت�ص
بالن�سبة للإعالنات التي ت�أخذ �صفة الثبات .وتعطي بع�ض ال�صحف خ�صما على كمية الإعالنات المن�شورة خالل
فترة زمنية محددة �أو للإعالنات المتكررة.
وب�شكل عام يمكننا القول �أن الإيرادات الإعالنية للم�ؤ�س�سة ال�صحفية تت�أثر بالعديد من العوامل التي تتعلق
بالمجتمع الذي ت�صدر فيه وت�ؤثر ب�شكل مبا�شر على ن�شاط ت�سويق الم�ساحات الإعالنية ومن �أمثلة ذلك:
.1الحالة االقت�صادية للمجتمع من انتعا�ش وركود.
� .2إنتاج �سلعة جديدة والحاجة ل�ضرورة تعريف الم�ستهلك بها.
.3زيادة عدد ال�سكان وانت�شار توزيعهم مما ي�ؤدي �إلي �ضرورة تعريفهم بال�سلع المنتجة.
.4انت�شار الأ�سواق وبعد المنتج عن الم�ستهلك ووجود عن�صر المناف�سة.
كذلك تت�أثر قيمة الإعالن بعوامل ترتبط بال�صحيفة نف�سها:
.1مدى انت�شار ال�صحيفة و�شعبيتها.
� .2أ�سعار بيع الم�ساحات الإعالنية بال�صحيفة.
.3الم�ستوى الفني للإخراج ال�صحفي.
.4الخدمات التي ت�ؤديها ال�صحيفة للمعلن.
.5وقت �صدور ال�صحيفة (�صباحية �أم م�سائية).
.6دورية ال�صحيفة (يومية – �أ�سبوعية – ن�صف �شهرية).
ثالثا :عائدات بيع الن�سخ المرتدة:
تمثل هذه العائدات الم�صدر الثالث في قائمة م�صادر �إيرادات الم�ؤ�س�سات ال�صحفية.
ويتم بيع المرتجعات من ال�صحف في معظم الدول النامية في �أغلب الأحيان بالميزان لت�ستخدم كورق لف..
�أما في البلدان المتقدمة فتباع لإعادة ت�صنيعها.
رابعا :عائدات عمليات الطباعة التجارية والن�شر لح�ساب الآخرين:
هنالك �سببان رئي�سيان جعال من عمليات الطباعة التجارية لح�ساب الآخرين موردا مهما من موارد
الإيرادات للم�ؤ�س�سات ال�صحفية المعا�صرة ال�سبب الأول هو تفوق مطابع الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ووفرة �إمكانياتها
وال�سبب الثاني هو ات�ساع نطاق الأعمال الطباعية نتيجة للتطور الثقافي والإداري في العالم المتقدم والعالم
60
النامي على ال�سواء.
ولذا ف�إن معظم ال�صحف تحاول ا�ستغالل �إمكانياتها الطباعية للقيام ب�أعمال الطباعة التجارية
�سواء كانت ل�صحف �أخرى �أو مجالت �أو لكتب �أو �أي �شكل �أخرى من �أ�شكال المن�شورات وذلك لزيادة مواردها
المالية.
ويحر�ص مالك المطابع على �أال يتعار�ض ذلك الن�شاط التجاري مع ن�شاط المطبعة الأ�صلي في طباعة
�صحف الم�ؤ�س�سة �أوال.
ولهذا تعمل بع�ض الم�ؤ�س�سات بف�صل مطابعها التجارية عن المطابع التي تقوم بطباعة �صحيفتها التي
ت�صدرها.
وت�ؤكد �أحد الدرا�سات �أن الطباعة التجارية ت�شكل ن�سبة . %18.7
خام�سا :للأن�شطة اال�ستثمارية للم�ؤ�س�سات ال�صحفية:
ت�سعى الم�ؤ�س�سات ال�صحفية المعا�صرة �إلي ا�ستحداث موارد مالية من م�صادر جديدة ومتجددة من خالل
القيام بعدد من الأن�شطة ال�صحفية واال�ستثمارية التي تدر عائدا �أو الت�شغيل التجاري لبع�ض �إمكانياتها التقنية،
�أو ت�سويق خبراتها في مجال التخطيط و�أح�سن مثال في عالمنا العربي على فاعلية هذا المورد ما تفعله م�ؤ�س�سة
الأهرام ال�صحفية التي تملك مركزا للحا�سوب يقدم خدمات لبع�ض الم�ؤ�س�سات الحكومية ،كذلك تمتلك بنكا
للمعلومات والأخبار ومركزا للدرا�سات اال�ستراتيجية ودارا للن�شر ودارا للتوزيع تتولى حتى توزيع �أ�شرطة الكا�سيت
والفيديو ،كما تمتلك وكالة للإعالن ،كما تمتلك وكالة لل�صحافة والن�شر تقدم خدماتها الإخبارية لل�صحف
والوكاالت على الم�ستوى المحلي والدولي.
�ساد�سا :الم�ساعدات المالية الم�شروعة (الدعم الحكومي):
تتعدد �صور م�ساعدات الدولة لل�صحافة بتعدد طبيعة العالقة المتبادلة بين الأو�ضاع القانونية لل�صحافة
ونظرة النظام ال�سيا�سي لها .وفي هذا الإطار نجد �أن بع�ض الأنظمة التي ت�ؤمن بال�صحافة ودورها خ�صو�صا
في العالم الحر تقدم دعما لل�صحافة مثل الإعفاءات الجمركية وال�ضرائب وتخ�صي�ص الأر�ض وتخفي�ض قيمة
الكهرباء والماء وخالف ذلك ،وي�صبح هذا الدعم م�شروعا ما لم يرتبط بتقييد حرية ال�صحافة �أو فر�ض
ال�شروط عليها.
عنا�صر تكاليف �صناعة ال�صحافة (الم�صروفات):
يمكننا �أن نق�سم م�صروفات ال�صحيفة �إلي ثالثة �أنواع رئي�سية ،الأول الم�صروفات �شبه الثابتة ،والثاني
الم�صروفات المتغيرة والثالث م�صروفات اال�ستثمارات الجديدة.
�أوال :الم�صروفات �شبه الثابتة:
وت�شمل الأجور والمرتبات وقيمة �إيجار الأماكن التي ت�شغلها ال�صحيفة �إذا كانت ال�صحيفة ال تملك دارا
خا�ص بها .كما ت�شمل �أق�ساط الت�أمين كما �أنها ت�شمل من�صرفات التحرير والإخراج وت�سمى بتكلفة التحرير.
ثانيا :الم�صروفات المتغيرة:
61
وت�شمل الورق والأحبار والمواد الطباعية المختلفة كما ت�شمل م�صاريف التوزيع وقيمة ال�ضرائب الم�ستحقة
وما �شبه ذلك.
ثالثا :اال�ستثمارات الجديدة:
وت�شمل هذه الم�صروفات م�صروفات تجديد ال�صحيفة من مباني وو�سائل حركة وماكينات و�أجهزة حا�سوب
و�أثاثات وبناء المباني الجديدة وكل ما يدخل في خطة تنمية وتطور ال�صحيفة.
وختاما �إن العالقة بين موارد ال�صحيفة وم�صروفاتها هي المعادلة التي تقوم الإدارة بحلها في كل يوم.
ويقدر نجاح الإدارة في حل هذه المعادلة التي تدخل فيها عوامل مختلفة غير الأرقام الرئي�سية في هذه المعادلة
تتعلق بتلك العوامل المختلفة وهي تتلخ�ص في �أن ال�صحيفة م�ؤ�س�سة ثقافية ،و�أن �صناعة ال�صحافة يختلط فيها
العامل المادي بالعامل المعنوي في كل عدد.
62
اقت�صاديات الإعالم (درا�سة مقارنة)
نتحدث في البداية ب�شكل تف�صيلي عن اقت�صاديات الإعالم في العالم الغربي والعالم الثالث والعالم
اال�شتراكي ،ثم ن�ضع في نهاية ذلك جدوال يبين لنا الفرو قات بينها من خالل ملكية ال�صحف ودعم الدولة
وت�أثير الإعالن و�أهداف الإعالم.
تعك�س ال�صحافة عادة التركيبة االقت�صادية للمجتمعات المختلفة .ولهذا ف�إن درا�سة النظام الإعالمي لأي
دولة يجب �أن ي�أخذ في االعتبار الأو�ضاع االقت�صادية في تلك الدولة.
ولقد كيفت كل دولة النظام الإعالمي فيها وفقا لفل�سفتها القومية الأ�سا�سية ووفقا لم�شاكلها الجغرافية
واالجتماعية واالقت�صادية والثقافية بحيث �أن درا�سة الأنظمة الإعالمية المقارنة يك�شف �أنماطا متعددة لم�سلكية
ال�صحافة في الدول المختلفة.
�إن الإنتاج الرئي�سي للم�ؤ�س�سات الإعالمية يكمن في ر�سائلها الإعالمية ،ونظرا لطبيعة الر�سائل الإعالمية
وت�أثيرها على الفرد والجماعة والمجتمع ككل ف�إن الم�ؤ�س�سات الإعالمية تجد �أنواعا من القيود والكوابح وال�ضغوط
التي ت�ؤثر على ن�شاطها ،والم�ؤ�س�سات الإعالمية هي منظمات تت�أثر بالبيئة التي تحيط بها بكل �أوجهها ال�سيا�سية
االقت�صادية واالجتماعية والثقافية.
وهكذا ف�إننا نجد �أن الم�ؤ�س�سات ال�صحفية تخ�ضع – في �أحوال كثيرة – �إلي قيود ،وكوابح ،و�ضغوط ،تمار�س
عليها من قبل م�ؤ�س�سات �أخرى� ،سيا�سية كالدولة ،واجتماعية كالمجتمع ،واقت�صادية كال�شركات ،ويكمن ال�سبب
في و�ضع هذه ال�ضغوط على �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمي لإدراك الجهات ال�ضاغطة لأهمية الدور الذي تمار�سه
و�سائل الإعالم وت�أثيرها الخطير على المجتمع ،ولذا ف�إن هناك محاولة دائمة لل�سيطرة على المعلومات ون�شرها
في جميع المجتمعات .وقد تختلف درجة ال�سيطرة و�شكلها و�أ�سلوبها� ،إال �أنها تلتقي جميعا على �ضرورة و�ضع
بع�ض القيود والكوابح وممار�سة ال�ضغوط على الم�ؤ�س�سات ال�صحفية .وتدرك دول العالم ما للإعالم من �أهمية
�سيا�سية في ت�شكيل الر�أي العام ،واقت�صادية في تدعيم خطط التنمية والن�شيط االجتماعي ،وثقافية من خالل
تنوير النا�س واطالعهم على �آفاق جديدة من المعرفة والثقافة ،واجتماعية بت�أثيرها على �أ�شكال �أنماط الحياة
االجتماعية ال�سائدة.
ولذلك تكاد تلتقي معظم الدول في و�ضع قوانين للعمل الإعالمي – وخا�صة ال�صحافة – من خالل قوانين
المطبوعات واللوائح وغير مبا�شرة فهي ت�ؤثر على طبيعة الر�سالة الإعالمية كما ت�ؤثر على التوظيف وعلى عملية
الن�شر ذاتها وعلى اتخاذ القرار.
وحري بالقول هنا �أن و�سائل الإعالم الجماهيرية في كل دولة ترتبط ارتباطا وثيقا ولي�س فقط بتاريخ الدولة
وقيمتها وتنظيمها االجتماعي ولكن بم�ؤ�س�ساتها االقت�صادية �أي�ضا .ويختلف الدور ب�شدة حول مقدار تدخل
الحكومة �أو م�ساعدتها في تقديم الدعم.
مقارنة بين اقت�صاديات الإعالم في العالم العربي والعالم الثالث والعالم اال�شتراكي وذلك من خالل ملكية
ال�صحف – دعم الدولة – ت�أثير الإعالن و�أهداف الإعالن.
63
في العالم العربي:
لقد ارتبط ظهور النظام ال�سلطوي لل�صحافة بالن�ش�أة الأولى لل�صحف في نهاية القرن ال�ساد�س ع�شر وبداية
القرن ال�سابع ع�شر في �أوربا الغربية وهو يعتبر �أقدم الأنظمة ال�صحفية من الناحية التاريخية ،وقد ظل هذا
النظام ي�سيطر على ال�صحافة في غرب �أوربا طوال قرنين كاملين� ،أي منذ ظهور ال�صحافة في نهاية القرن
ال�ساد�س ع�شر وحتى قيام الثورة الفرن�سية في نهاية القرن الثامن ع�شر ،وال يمكن فهم طبيعة النظام ال�سلطوي
لل�صحافة بدون التعرف على طبيعة النظام ال�سيا�سي الذي كان قائما في ذلك الوقت ،فقد عرفت �أوربا الغربية
في هذه الفترة لونا من الحكم كان مزيجا من الحكم اال�ستبدادي والحكم المطلق ،وفي الحكم اال�ستبدادي ال
يخ�ضع الحاكم فردا كان �أو جماعة للقوانين الو�ضعية ،وال يعرف ل�سلطاته حدا ،فهو ي�ستعمل �سلطته كما يريد
وكيف يريد ،و�إرادته هي القانون.
وفي الحكم المطلق تكون ال�سلطة مركزة في �شخ�ص واحد �أو هيئة واحدة ،بدون �أن يكون بجانب هذا
ال�شخ�ص �أو هذه الهيئة �سلطة �أخرى ت�شترك معه �أو معها في الحكم ،ولكن هذا ال�شخ�ص �أو الهيئة التي تنح�صر
فيها ال�سلطة بوا�سطة قوانين تخ�ضع لها .وبذلك يختلف الحكم اال�ستبدادي عن الحكم المطلق �إذ �أن الحكم
اال�ستبدادي ال يخ�ضع للقوانين ،في حين �أن الحكم المطلق له قوانين يلتزم بها.
وقد كان معظم الملكيات التي قامت في �أوربا الغربية طوال القرن ال�سابع ع�شر والقرن الثامن ع�شر موزعة
ما بين الحكم اال�ستبدادي والحكم المطلق ،وم�ستندة في ذلك على بقايا من الفكر الإقطاعي وفل�سفات الع�صور
الو�سطى حيث �سادت فكرة الحق الإلهي للملوك.
ويقوم البناء النظري للنظام ال�سلطوي لل�صحافة على �أ�سا�س جعل ال�صحافة في خدمة ال�سلطة الحاكمة
�سواء كانت تقوم على الحكم اال�ستبدادي �أو الحكم المطلق ويمكن �إيجاز المبادئ الأ�سا�سية لهذا النظام في
الأ�س�س التالية:
�أوال� :إن ال�صحافة ملتزمة بت�أييد كل ما ي�صدر عن الحكومة �أو ما يتعلق بها ،وهي مطالبة بالدفاع عن �سيا�ساته،
وباخت�صار هي مطالبة بالدعاية للنظام الحاكم.
ثانيا� :إن ال�سماح لأي فرد بالعمل في ال�صحافة� ،إنما هي منحة من الحاكم وامتياز يخت�ص به من ي�شاء من رعيته،
وهذا االمتياز الممنوح للفرد يترتب عليه االلتزام بت�أييد النظام الحاكم و�سيا�ساته ،ف�إذا ما �أخل الفرد بهذا االلتزام
�سحب منه هذا االمتياز ،فال يعود له حق بالعمل بال�صحافة.
ثالث ًا :لي�س �ضروريا �أن تقت�صر ملكية ال�صحف على الحكام �أو الحكومة ،فقد �سمح للأفراد بملكية ال�صحف
التي ي�صدرونها ولكن يظل قيام هذه ال�صحف وا�ستمرارها رهن برغبة ال�سلطة.
وفي مقابل �سماح الحاكم للأفراد بحق تملك ال�صحف ف�إنه �أوجد لل�سلطة الحاكمة حقوقا �أخرى ليوازن بها
هذا الحق ،مثل الزام الفرد ب�ضرورة الح�صول على ترخي�ص حكومي ب�إ�صدار ال�صحيفة ومثل حق الحكومة في
فر�ض الرقابة على ما تن�شره ال�صحف ،ومثل حق الحكومة في و�ضع القوانين التي تعاقب ال�صحف على خروجها
على القانون ،ومثل حق الحكومة في فر�ض ال�ضرائب على ال�صحف للحد من نفوذها.
64
رابعا� :إن درجة الحرية الم�سوح بها لل�صحف ،يجب �أن تكون منا�سبة للحالة ال�سيا�سية التي توجد بالمجتمع
الذي ت�صدر به هذه ال�صحف� ،أما تقدير هذه الدرجة من الحريات ال�صحفية فهو متروك لل�سلطة الحاكمة.
ورغم �أن النظام ال�سلطوي لل�صحافة ،لم يعد يتمتع اليوم ب�أي قدر من االحترام عند �شعوب الأر�ض كافة،
�إال �أننا يمكن �أن نجد نماذج له «ب�صورة معدلة» في الوقت الحا�ضر في العديد من دول العالم الثالث في �آ�سيا
و�أفريقيا و�أمريكا الالتينية ،بل �أن عدد من دول غرب �أوربا كانت تعي�ش في ظل هذا النظام حتى �سنوات قريبة
مثل �إ�سبانيا والبرتغال ،كذلك فقد �سبق وقدمت لنا �ألمانيا النازية و�إيطاليا الفا�شية نماذج �صارخة لتطبيق هذا
النظام في الن�صف الأول من هذا القرن.
ويمكن تو�صيف خ�صائ�ص النظام ال�صحفي في العالم الغربي في المحددات التالية:
.1ملكية ال�صحف :ال�سماح للأفراد بتملك ال�صحف �إلي جانب الحكومة �أي الأخذ ب�أ�سلوب (الملكية
المختلطة).
.2طرق ا�صدار ال�صحف :ا�شتراط الح�صول على ترخي�ص من ال�سلطة.
.3الت�أمين المالي :ا�شتراط دفع ت�أمين مالي قبل الإ�صدار.
.4حق ممار�سة العمل ال�صحفي :ا�شتراط ح�صول المواطن على ترخي�ص من ال�سلطة للعمل في ال�صحافة
� ،أو ا�شتراط القيد الم�سبق.
.5الجزاءات والعقوبات ال�صحفية :منح ال�سلطات الإدارية (ال�سلطوية) حق توقيع الجزاءات والعقوبات
على ال�صحف.
تعطيل و�إلغاء ال�صحف :منح ال�سلطات الإدارية (ال�سلطوية) حق تعطيل ال�صحف �أو �إلغائها. . 6
الرقابة على ال�صحف :لل�سلطة الحق في فر�ض الرقابة على ال�صحف. .7
حق نقد رئي�س الدولة :ال ي�سمح لل�صحف بنقد رئي�س الدولة. .8
حق نقد نظام الحكم :ال ي�سمح لل�صحف بنقد نظام الحكم. .9
لقد و�ضعت البذور الأولى للنظام الليبرالي لل�صحافة في الن�صف الثاني من القرن الثامن ع�شر وبداية
القرن التا�سع ع�شر ،وخا�صة بعد �إعالن اال�ستقالل الأمريكي بما ت�ضمنه من ت�أكيد على حرية ال�صحافة وكذلك
مبادئ حقوق الإن�سان التي �أعلنتها الثورة الفرن�سية وخا�صة مبد�أ حرية ال�صحافة.
والنظام الليبرالي لل�صحافة يرتبط بالليبرالية نف�سها كفل�سفة و�أ�سلوب حياة ،ويق�صد بها الإ�شارة �إلي التطور
الفكري الذي حدث في القرن ال�سابع ع�شر والثامن ع�شر في غرب �أوربا ،حيث و�ضعت الطبقة البورجوازية �أ�س�س
حقها الكامل في �إدارة الدولة بعد �أن �أزاحت من طريقها جميع الحواجز التي كانت تعوق حرية الفرد وحيث حل
مبد�أ �سيادة ال�شعب محل الحق الإلهي للملوك.
وقد ا�ستهدفت الليبرالية تقليل القيود التي ت�ضعها الدولة على الفرد �إلي �أق�صى حد ،وح�صر دور ال�سلطة في
ثالثة �أهداف فقط هي تحقيق �أمن الفرد و�سالمته وخيره العام .فالليبرالية ترف�ض �أي مبرر لتدخل الدولة �ش�ؤون
الأفراد حتى لو ادعت �أنها تريد بذلك تحقيق م�صلحة لهم.
65
وقد كان �إيمان الفل�سفة الليبرالية بحرية الفرد هو الذي دفعها في المجال ال�سيا�سي �إلي الدعوة �إلي االنتخاب
العام وب�أن يكون البرلمان م�سئوال �أمام الناخبين.
ويقوم النظام الليبرالي لل�صحافة على المبادئ التالي ــة:
� .1أن حق الفرد في �أن يعرف ،حق طبيعي كحقه في الماء والهواء .ولكي يمار�س الفرد هذا الحق الطبيعي
البد لل�صحافة �أن تتمتع بحريتها كاملة دون �أية قيود ت�أتي من خارجها.
� .2أن حق الفرد في �أن يعرف ي�صبح بال معنى� ،إذا لم يكن لهذا الفرد الحق في �أن يختار ما يريد �أن يعرفه،
وهذا الحق في االختيار ال يتحقق �إال �إذا �أتيح لكل فرد �أن يعبر عما يريد ،وبالطريقة التي يراها �سواء كان
في ذلك م�ؤيدا لل�سلطة ال�سيا�سية القائمة �أول معار�ضا لها.
.3وات�ساقا مع حق كل فرد في �أن يعبر عما يراه ،ورغبة في الحيلولة دون احتكار فرد �أو مجموعة �أفراد
لهذا الحق ،ي�ؤكد النظام الليبرالي لل�صحافة على حق �أي فرد (�أو �أي جماعة) في �أن ي�صدر ما ي�شاء
من ال�صحف ما دام قادرا على ذلك ودونما حاجة �إلي ربط هذا الحق بت�صريح من ال�سلطة الحاكمة.
� .4إن حق الفرد (�أو الجماعة) في التعبير عن ر�أيه عن طريق �إ�صدار ال�صحف �أو الكتابة فيها ،ال يمكن �أن
يتحقق �إذا فر�ض على ال�صحف �أي لون من �ألوان الرقابة� ،سواء كان منها �سابقا على الن�شر �أو الحقا
له ،و�أن �أي تجاوز تقع فيه ال�صحيفة �أو ال�صحف هو �ش�أن الق�ضاء وحده.
ولقد حدثت �إ�ضافات هامة �إلي النظام ال�صحفي الليبرالي بفعل التطورات الهامة التي كثير حدثت في
المجتمعات الليبرالية في الن�صف الأول من القرن الع�شرين �سواء في الواليات المتحدة الأمريكية �أو في غرب
�أوربا.
ففي الواليات المتحدة نمت ال�صناعة في هذه الفترة وزادت حدة المناف�سة وهد ذلك كثير من الأحيان
�سالمة البناء االقت�صادي للمجتمع كله ،وقد دفع الخطر �إلي اتخاذ مجموعة من الإجراءات والت�شريعات التي
ت�سمح بتداخل الدولة في االقت�صاد الر�أ�سمالي ،بحيث ات�سع المفهوم الليبرالي المعا�صر لي�شمل الحركة التي
�أطلق عليها دولة الرفاهية �أو الخدمة العامة �أو دولة الرفاهية العامة ،وهي حركة تدعو �إلي تدخل الدولة لتحقيق
مجموعة من الت�شريعات التي ت�ستهدف تخفيف حدة الر�أ�سمالية عن طريق تقديم بع�ض التنازالت ل�صالح الطبقة
العاملة والفقراء ،كقوانين الت�أمين �ضد البطالة والت�أمين �ضد العجز والت�أمين ال�صحي ،والت�أمين على الحياة،
بل �أن �أفكار مثل ال�ضرائب الت�صاعدية التي تفر�ض ل�صالح الأغلبية �صارت جزءا �أ�سا�سيا اليوم من الفكرة
الليبرالية ،وا�صبح جوهر المبد�أ الليبرالي يقول اليوم ب�أن الملكية الخا�صة لو�سائل الإنتاج يجب �أن تبقى ولكن
البد و�أن ينظم نتاج هذه الملكية بحيث يمكن تقديم العون لمن ال تمكنهم �أجورهم من التمتع بم�ستوى معي�شي
معقول لذلك فقد �صار المثل الأعلى الليبرالي اليوم هو �إقامة دولة الرفاهية.
�أما دول غرب �أوربا فقد �شهدت هي الأخرى تطورات اجتماعية وفكرية بالغة الأهمية ،فقد كانت غالبية
الأحزاب اال�شتراكية في هذه الدول تدين بالمارك�سية مثل الحزب اال�شتراكي الديمقراطي الألماني واالتحاد
الديمقراطي الأ�سباني والحزب اال�شتراكي الديمقراطي الدنماركي واالتحاد الديمقراطي اال�شتراكي في
بريطانيا .ولكن �سرعان ما بد�أت هذه الأحزاب في االبتعاد تدريجيا عن المارك�سية وبالذات مع بداية هذا القرن
عندما �أدخلت تغييرات جوهرية على قوانين االنتخابات في كثير من دول غرب �أوربا جعلت من الممكن �أن
66
يح�صل اال�شتراكيون على عدد من المقاعد البرلمانية التي منحتهم قوة �سيا�سية �أخذت تنمو با�ستمرار ومكنتهم
بالتدريج من الح�صول على مكا�سب هامة لجمهور الناخبين .وبمرور الوقت �صار من الممكن لهذه الأحزاب �أن
تح�صل على الأغلبية البرلمانية ،بل و�أن ت�صل �إلي الحكم.
وهكذا فق �أدى التطور االجتماعي وال�سيا�سي في المجتمعات الليبرالية في غرب �أوربا خالل الن�صف الأول
من هذا القرن� ،إلي ظهور نظرية �سيا�سية جديدة هي اال�شتراكية الديمقراطية ،وقد �أخذت هذه النظرية من
الفل�سفة الليبرالية جانبها ال�سيا�سي المتمثل في الديمقراطية بما تعنيه من حياة نيابية وحريات مدنية وفي
مقدمتها حرية ال�صحافة .وعلى هذا الأ�سا�س ظهرت نظرية جديدة في الإعالم الليبرالي وهي ما يعرف بنظرية
الم�س�ؤولية االجتماعية وهي نظرية ترف�ض الفردية المطلقة في ليبرالية القرن التا�سع ع�شر ،وبذلك �أ�ضيف �إلي
مبادئ النظام ال�صحفي الليبرالي المعا�صر مبد�أين جديدين وهم:
الأول – �ضرورة التزام ذاتي من جانب ال�صحافة بمجموعة من المواثيق الأخالقية التي ت�ستهدف �إقامة توازن
بين حرية الفرد من ناحية وبين م�صالح المجتمع من ناحية ثانية ،وبمعنى �آخر البد من وجود (الحرية الم�س�ؤولية)
ويتحقق ذلك بخ�ضوع ال�صحافة لرقابة الر�أي العام في المجتمع عن طريق مواثيق ال�شرف ال�صحفية.
وقد كان من ثمرات هذا المفهوم �إن�شاء ما �سمي بمجال�س ال�صحافة في كثير من المجتمعات الأوربية،
ثم انتقلت �إلي �أنحاء متفرقة من العالم ،ويوجد بالعالم الآن عدد كبير من مجال�س ذات تمثيل م�شترك من
�أ�صحاب ال�صحف وال�صحفيين ،والنوع الثاني مجال�س ذات تمثيل م�شترك من �أ�صحاب ال�صحف وال�صحفيين
والجمهور.
الثاني – �أن لل�صحافة وظيفة اجتماعية هي تقديم البيانات عن الأحداث الجارية ب�صرف النظر عن نوعية
الت�أثير الذي قد تحدثه هذه البيانات على القراء.
ويمكن تو�صيف خ�صائ�ص النظام ال�صحفي الليبرالي في المحددات التالية:
.1ملكية ال�صحف :الملكية الفردية لل�صحف.
.2طرق �إ�صدار ال�صحف� :إ�صدار ال�صحف غير م�شروط بترخي�ص �أو �إخطار.
.3الت�أمين المادي :ال ي�شترط دفع �أي ت�أمين مادي قبل الإ�صدار �أو بعده.
.4حق ممار�سة العمل ال�صحفي :للمواطن الحق في ممار�سة العمل ال�صحفي بغير �شروط.
.5الجزاءات والعقوبات ال�صحفية :من حق الق�ضاء وحده.
.6تعطيل و�إلغاء ال�صحف :ال حق لأي �سلطة في المجتمع ومن بينها ال�سلطة الق�ضائية تعطيل �أو �إلغاء
ال�صحف.
.7الرقابة على ال�صحف :يمنع فر�ض الرقابة على ال�صحف.
.8حق نقد رئي�س الدولة :ي�سمح لل�صحف بحق نقد رئي�س الدولة.
.9حق نقد نظام الحكم :ي�سمح لل�صحف بنقد نظام الحكم.
دعم الدولـــة:
في الواليات المتحدة الأمريكية ت�صر ال�صحافة على �أن وجودها م�ستقل عن الحكومة ولي�س حقا يمنح في
ظل التعديل الأول ،واالمتداد الطبيعي لهذا هو �أن الحكومة لي�ست ملزمة بدعم ال�صحافة وال ينبغي عليها �أن
67
تكون لها �صحافة خا�صة بها فالأمريكيون يرون �أن م�ساعدة الحكومة لل�صحافة �إف�ساد �أكيد لها ويعتقدون �أن
ال�صحافة التي تتلقى الإعانات المالية ال يمكن �أبدا �أن تتمتع بحرية حقيقية �أو يكون لها نفوذ ،بل �أن الحكومات
الم�ستبدة هي التي ت�ستخدم هذه المعونات لمكافاة ال�صحف التي تتفق معها .ولكن ال يعني هذا �أبدا �أنه ال يوجد
في الواليات المتحدة ودول �أوربا امتيازات تعطي لل�صحافة ،بل �أن هنالك الكثير من الحوافز التي تقدم على
�شكل معونات عامة وغير مبا�شرة لل�صحف �سواء من خالل �أخذ �ضرائب مخف�ضة من هذه ال�صحف� ،أو عدم
و�ضع الجمارك والقيود على حركة ا�ستيرادا وت�صدير ورق الجرائد والأحبار ،وما �إلي ذلك.
في العالم اال�شتراكي:
يقوم المفهوم اال�شتراكي لل�صحافة على نقد المفهوم الليبرالي لل�صحافة ،كما قام الفكر اال�شتراكي على نقد
الفكر الليبرالي ،لذلك ينطلق المفهوم اال�شتراكي �أو المارك�سي لل�صحافة من رف�ض المفهوم الليبرالي لل�صحافة
حيث ي�ؤكد �أن حرية ال�صحافة في ظل المفهوم الليبرالي هي فقط (حرية الطبقة �أو الطبقات التي تحكم ،وبالتالي
ال توجد حرية خال�صة �أو ديمقراطية خال�صة) وهي �أي�ضا حرية البورجوازية الذين يملكون ال�صحف ،ولي�ست حرية
المواطنين الذين يقر�أون هذه ال�صحف.
كذلك فال�صحافة في النظام اال�شتراكي مطالبة بالربط بين م�ضمون المادة ال�صحفية وبين احتياجات
المجتمع ،وهي �أي�ضا مطالبة بمراعاة الجدل ،وذلك بر�صد العالقات المتغيرة بين العام والخا�ص في المادة
ال�صحفية المن�شورة ،فالخا�ص ينبغي �أن تعطيه ال�صحافة طابعا عاما.
ويقوم النظام اال�شتراكي لل�صحافة على المبادئ التالي ــة:
� .1أن تكون ال�صحافة واقعية ،بمعنى ت�صوير واقع الحياة االجتماعية دونما تدخل لت�شويه هذه ال�صورة
بالتهويل �أو التهوين.
� .2أن تكون ال�صحافة ملتزمة� ،أي ترتبط بق�ضايا وم�شكالت المجتمع والنظام ال�سيا�سي القائم،
وبالأيدلوجية ال�سائدة فيه و�أن تلعب دورا في التوعية بهذا النظام االجتماعي وبتلك الأيديولوجية.
� .3أن تكون ال�صحافة جماعية بمعنى �أال تركز على الن�شاطات الخا�صة ،و�أن تهتم بالعمل الجماعي ،و�أن
تحر�ص با�ستمرار على �إبراز العالقة القائمة بين الحدث والمجتمع.
ولكي تتحقق لل�صحافة في النظام المارك�سي طابع الواقعية وااللتزام والجماعية ف�إنها ترف�ض �أي
�شكل من �أ�شكال الملكية الفردية لل�صحف ،وت�ضم بدال الملكية االجتماعية لل�صحف ممثلة في الأحزاب
واالتحادات والنقابات.
ويمكن تو�صيف خ�صائ�ص النظام ال�صحفي اال�شتراكي في المحددات التالية:
ملكية ال�صحف :ال�سماح بالملكية العامة ومنع الملكية الخا�صة لل�صحف. . 1
طرق �إ�صدار ال�صحف :ا�شتراط الح�صول على ترخي�ص من الحكومة �أو الحزب. .2
الت�أمين المادي :ال ي�شترط دفع الت�أمين المالي. .3
حق ممار�سة العمل ال�صحفي :ا�شتراط الح�صول المواطن على ترخي�ص من الحكومة �أو الحزب للعمل .4
في ال�صحافة.
68
الجزاءات والعقوبات ال�صحفية :بع�ضها من حق ال�سلطات الإدارية والبع�ض الآخر من حق ال�سلطات .5
الق�ضائية وحدها.
تعطيل و�إلغاء ال�صحف :من حق الحكومة �أو الحزب تعطيل �أو �إلغاء ال�صحف. . 6
الرقابة على ال�صحف :للحكومة �أو الحزب الحق في فر�ض الرقابة على ال�صحف. .7
حق نقد رئي�س الدولة :ال ي�سمح لل�صحف بنقد رئي�س الدولة. .8
حق نقد نظام الحكم :ال ي�سمح لل�صحف بنقد نظام الحكم. .9
في العالم الثالث:
توجد ثالثة �أنواع من ملكية ال�صحف في دول العالم الثالث ،يقوم النوع الأول منه على الملكية الخا�صة
لل�صحف� ،سواء اتخذت هذه الملكية �شكل ملكية الأفراد �أو ال�شركات �أو الم�ؤ�س�سات الخا�صة وهو النوع الذي ي�سود
النظام ال�صحفي الليبرالي � ،أما النوع الثاني من ملكية ال�صحف فهو يقوم على الملكية العامة� ،سواء اتخذت
�شكل ملكية الحزب الحاكم ،وهذا النوع من الملكية العامة لل�صحف هو الذي ي�سود النظام ال�صحفي اال�شتراكي.
�أما النوع الثالث من الملكية فهو الذي يقوم على الملكية المختلط لل�صحف � ،أي �أنه ي�سمح بالملكية الخا�صة
لل�صحف �إلي جانب الملكية العامة ،وهو النوع الذي ي�سود النظام ال�صحفي ال�سلطوي.
حري بالقول �أنه توجد ثالثة طرق لإ�صدار ال�صحف ،يقوم �أولها على (الترخي�ص) �أي �ضرورة الح�صول على
ترخي�ص حكومي م�سبق بالموافقة على �إ�صدار ال�صحيفة� ،أما الطريقة الثانية ال�صدار ال�صحف ،فهي تقوم على
(الإخطار) الم�سبق� ،أي �ضرورة �إخطار ال�سلطات الحكومية المخت�صة بالرغبة في �إ�صدار ال�صحيفة ،مع ربط
الأخطار ب�ضرورة موافقة ال�سلطة على الإ�صدار ،حيث ت�أخذ هذه الموافقة �شكلين :الأول ،ا�شتراط عدم الإ�صدار
�إال بعد موافقة ال�سلطة على هذا الإخطار ،وهذا ال�شكل ال يختلف كثيرا عن طريقة الترخي�ص� .أما ال�شكل الثاني
فيحدد مهلة زمنية للإخطار ،يحق لل�سلطة خاللها االعترا�ض على �إ�صدار ال�صحيفة� ،أما �إذا انق�ضت المهلة دون
اعترا�ض من ال�سلطة ،ا�صبح من حق ال�صحيفة ال�صدور دون انتظار الموافقة ،باعتبار �أن عدم االعترا�ض يعتبر
في حد ذاته موافقة على الإ�صدار.
وكال الطريقتان ت�سودان في كل من النظام ال�صحفي ال�سلطوي والنظام ال�صحفي اال�شتراكي.
�أما الطريقة الثالثة لإ�صدار ال�صحف ،فهي التي تقوم على �إطالق حرية �إ�صدار ال�صحف دون �أية �شروط
م�سبقة .وهذه الطريقة ت�سود النظام ال�صحفي الليبرالي.
وقد تبين �أنه ال يوجد �أي نظام �صحفي في دول العالم الثالث يتبع الطريقة الثالثة في الإ�صدار ،وهي
الطريقة التي تقوم على �إطالق حرية �إ�صدار ال�صحف بدون �شروط م�سبقة ونظام الإخطار الذي تكلمنا عنه
�سابقا ،غير مطبق في دول العالم الثالث .اللهم �إال من خالل نظام �صحفي عربي واحد ،وهو النظام ال�صحفي
الم�صري الذي يقوم على مبد�أ «الإخطار» مع حفظ حق الحكومة في االعترا�ض خالل فترة زمنية يحددها
القانون ب�أربعين يوما ،ويعتبر عدم الرد على الإخطار بمثابة عدم اعترا�ض من الحكومة على الإ�صدار.
�أما �إ�صدار ال�صحف على مبد�أ (الرخ�صة) فمطبق في الكثير من دول العالم الثالث ،وهو يقوم على �ضرورة
الح�صول على ترخي�ص حكومي م�سبق بالموافقة على الإ�صدار .ويالحظ في دول العالم الثالث �أي�ضا� ،أن هذه
69
النظم ال ت�أخذ ب�أ�سلوب واحد في تحديد من له حق �إعطاء الترخي�ص ،ففي بع�ض هذه الدول يعطي الحق لدائرة
المطبوعات والن�شر .بينما في دول �أخرى يعطي هذا الحق مبا�شرة �إلي وزير الإعالم ،في حين يخول مجل�س
الوزراء في دول �أخرى مهمة �إعطاء التراخي�ص.
وقد تبين �أنه ال يوجد نظام �صحفي في دول العالم الثالث يتبنى النظام ال�صحفي الليبرالي الذي يقوم على
حرية �إ�صدار ال�صحف بدون �شروط م�سبقة.
وبذلك يت�ضح لنا �أن جميع الأنظمة في بلدان العالم الثالث تتبنى طرق الإ�صدار ال�سائدة في النظامين
ال�سلطوي واال�شتراكي.
وتكاد تلتقي معظم الدول النامية في و�ضع قوانين للعمل الإعالمي – وخا�صة ال�صحافة – من خالل قوانين المطبوعات
واللوائح المنظمة للعمل الإعالمي ،مثل هذه القوانين ت�ؤثر على �إدارة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ت�أثيرا مبا�شرا وغير مبا�شر.
فهي ت�ؤثر على طبيعة الر�سالة الإعالمية كما ت�ؤثر على التوظيف وعلى عملية الن�شر ذاتها وعلى اتخاذ القرار.
�إن �أ�شكال ال�سيطرة على الم�ؤ�س�سات ال�صحفية تتنوع من قيود قانونية مفرو�ضة على الم�ؤ�س�سات� ،إلي كوابح
�سيا�سية �أو اقت�صادية �أو اجتماعية� ،إلي عوامل �ضابط داخلية ترتبط بطبيعة الم�ؤ�س�سة ذاتها من حيث بنيتها
التنظيمية وكوادرها ،ون�ستطيع و�ضعها تحت مجموعة من العناوين منها حق الدولة في منح الترخي�ص و�سحبه
والإ�شراف المبا�شر والقوانين واللوائح المنظمة للإعالم وال�ضغوط االجتماعية وال�سيا�سية الخارجية وجماعات
ال�ضغط المحلية من منتديات فكرية وجماعات وتنظيمات �سيا�سية و�ضغوط من داخل الم�ؤ�س�سة الإعالمية
ذاتها.
وما يهمنا مناق�شته هنا هو ال�سيطرة االقت�صادية من خالل امتالك و�سائل الإعالم �سواء من قبل الدولة �أو
الأفراد وكذلك ت�أثير المعلن في الإدارة وكذلك حق الدولة في منح الترخي�ص و�سحبه والإ�شراف المبا�شر.
تمتلك دول العالم الثالث الحق في منح الترخي�ص و�سحبه للم�ؤ�س�سات ال�صحفية وم�ؤ�س�سات الطباعة
والن�شر.
وت�شترط هذه الدول من مالكي الم�ؤ�س�سة ال�صحفية الح�صول على ترخي�ص من وزارة الإعالم لإ�صدار مثل
هذه ال�صحيفة �أو �إن�شاء الم�ؤ�س�سة الإعالمية.
�إن الت�أثير الذي يمتلكه مالك حق الترخي�ص على �إدارة الم�ؤ�س�سة ال�صحفية ،يكمن حقيقة في ال�ضغط الذي
يمكن �أن يمار�سه مالك حق الترخي�ص من حقه �أي�ضا في �سحب الترخي�ص.
�إن القوانين ال�سالفة الذكر دون ا�ستثناء �أعطت الحق ب�سحب الترخي�ص لمانحي الترخي�ص «ومن ثم ف�إن
كثيرا من القرارات التي تتخذها �إدارات الم�ؤ�س�سات ال�صحفية وخا�صة ما يتعلق بالن�شر تتخذ وفي �أعين �أ�صحابها
قوة �سحب الترخي�ص التي يمكن �أن تهدد الم�ؤ�س�سة� ..إن م�ؤ�س�سات �صحفية كثيرة في العالم الثالث عانت من هذه
القوة الممنوحة ب�سحب ترخي�ص الم�ؤ�س�سات ال�صحفية من قبل الدولة».
وتقوم وزارات الإعالم �أو الجهات المخت�صة بالرقابة بمتابعة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ور�صد ما تن�شره مما
70
تعتبره على �أنه مخالفات لل�سيا�سة العامة ،وتكون قرارات �سحب الترخي�ص بناء على درجة المخالفات من قبل
الم�ؤ�س�سة ال�صحفية.
ال�سيطرة االقت�صادية من خالل الإعالن وامتالك و�سائل الإعالم:
�إذا كان مالكو ال�صحف الأمريكية لهم ت�أثيرهم الهام على ما يقر�أه الأمريكيون بالإ�ضافة �إلي �سيطرتهم على
م�ضمون و�سائل الإعالم ،ف�إن مالكي ال�صحف وو�سائل الإعالم في دول العالم الثالث يمتلكون نف�س الت�أثير �سواء
�أكان المالك حكوميا �أو قطاعا خا�صا.
يقرر مالك الم�ؤ�س�سة ال�صحفية �سيا�ستها و�أهدافها ويقوم بتوجيهها �سواء �أكان هو مديرها �أم ال. �أ .
يقوم مالك الم�ؤ�س�سة ال�صحفية بالإ�شراف على تعيين الموظفين وتحديد م�س�ؤولياتهم – بغ�ض النظر عن ب .
�أهليتهم لتحمل الم�س�ؤولية �أم ال -والمقيا�س الأ�سا�سي هو الوالء ال الكفاءة.
يتدخل مالك الم�ؤ�س�سة ال�صحفية – حتى لو لم يكن هو المدير التنفيذي – ب�إ�صدار القرارات والتي ج .
قد تتعار�ض مع قرارات المدير التنفيذي للم�ؤ�س�سة ال�صحفية.
يحدد مالك الم�ؤ�س�سة ال�صحفية ميزانيتها مما ي�ؤثر على ن�شاطها وفعالية �إدارتها بوجهيها التحريري د .
�أو الإداري والميزانية والعوامل االقت�صادية الأخرى في الم�ؤ�س�سة ت�ؤثر على الم�ؤ�س�سة ت�أثيرا مبا�شرا
من خالل عدة �أوجه:
حجم الميزانية يحدد كمية الأخبار التي يمكن �أن ت�ستقبلها ال�صحيفة �أو الإذاعة ،وذلك من خالل عدد .1
ا�شتراكاتها في وكاالت الأنباء الإخبارية �أو الم�صورة وهذا ي�ؤثر بالتالي على االختيارات المتاحة �أمام
�إدارة التحرير فيما تقدمه للجمهور.
حجم الميزانية ي�ؤثر على نوعية اختيار الكادر الم�ؤهل لقيادة الم�ؤ�س�سة ،ف�صغر حجم الميزانية قد .2
ي�ؤدي �إلي اختيار �أنا�س ذوي كفاءات �أقل �أن مرتباتهم �أقل وهذا بدوره ينعك�س على كفاءة العمل ذاته.
حجم الميزانية ي�ؤثر ت�أثيرا طرديا مع حجم ن�شر الو�سائل الإعالمية ،فحجم الميزانية ي�سمح بعدد �ساعات .3
بث �أكثر في الإذاعة والتلفزيون وي�سمح ب�صفحات �أكثر في الجرائد والمجالت.
وي�ؤثر الإعالن بدوره على العملية الإدارية في الم�ؤ�س�سات ال�صحفية بوجهيها �إدارة التحرير والإدارة
التنظيمية “�إدارة الأعمال”.
والإعالن في الإذاعة المرئية والم�سموعة في دول العالم الثالث ب�شكل عام ال ي�شكل �إال عائدا قليال من
البنية المالية للم�ؤ�س�سات الإذاعية ،ومن ثم ف�إن ت�أثير المعلن عليها ال يكاد يذكر ،ولكن لو انتقلنا �إلي ال�صحافة
المملوكة من قبل الأفراد ،ف�إن الإعالن الذي ي�شكل جزءا �أ�سا�سيا من عوائد ال�صحيفة يمكن �أن ي�ؤثر ت�أثيرا
مبا�شرا على �إدارة التحرير وعلى ميزانية ال�صحيفة التي ت�ؤثر بدورها على الإدارة التنظيمية.
�صناعة ال�صحافة في ع�صر المعلومات
يو�صف الع�صر الذي يمر العالم به الآن ب�أنه ع�صر �أو مجتمع المعلومات � Information Societyأو
مجتمع ما بعد ال�صناعة ،Post Industrial Societyويتمادي البع�ض في تقدير التطورات التكنولوجية التي
تحدث في العالم الآن خا�صة في مجال تكنولوجيات االت�صال والمعلومات بحيث ي�صف الع�صر الحالي نهاية
71
الت�سعينات بمجتمع ما بعد المعلومات .Post Industrial Society
فقد تطور المجتمع في موارده ونظرته �إلى احتياجاته وترتيب �أولوياته ففي البداية كان الطعام �أو الغذاء
هو المورد الأكثر �أهمية باعتباره العن�صر الأ�سا�سي للبقاء ومع نمو الح�ضارة الإن�سانية وتطورها ،ظهرت �أهمية
الطاقة وازدادت تلك الأهمية باعتبارها القوة المحركة لالقت�صاد الزراعي وال�صناعي لكل المجتمعات حيث
�أ�صبح الموردان الأ�سا�سيان للمجتمع هما الغذاء والطاقة.
ومع اقتراب القرن الحادي والع�شرين نلحظ موردا ثالثا يقترب من هذين الموردين المهمين هو مورد
المعلومات والتحدي القادم �أمام المجتمع الإن�ساني هو كيفية �إدارة الثالثة ب�شكل فعال لكي نمنع دمار
الإن�سانية.
فمعظم دول العالم تواجه تحديات خطيرة وملحة في توفير الموردين الأ�سا�سيين وهما الغذاء والطاقة ،فنحن
ن�سمع عن �أزمة الغذاء و�أزمة الطاقة وال�سبب �إنهما يعانيان من زيادة الطلب ونق�ص العر�ض �أو محدوديته �أو قلته وان
ا�ستهالكهما يق�ضى عليهما ويجعل �شعوب العالم في حاجة �إلى ا�ستحداث موارد جديدة للغذاء والطاقة �إ�ضافة لما
�سبق يعاني العالم من �سوء توزيع الغذاء والطاقة.
بينما المعلومات كمورد ال تعاني من نق�ص في العر�ض على الرغم من وجود فجوات �ضخمة في معرفتنا علينا
مل�ؤها من خالل البحث عن المعلومات �إال �إن الفجوة الأ�ضخم هي التي توجد بين المعلومات التي قد نعملها فعليا
وبين ما ينبغي ان يوظف منها ،وما يو�ضع لال�ستعمال كما �إننا نجد �إن المعلومات كمورد تتميز -بعك�س الغذاء
والطاقة -ب�أنها ال تفنى باال�ستعمال �أو تف�سد �أو تختفي �إذن فال معنى للحديث عن فائ�ض في المعلومات كما هو
الحال بالن�سبة للغذاء� ،أو الطاقة فهي –مثال -يعك�س الغذاء كلما ح�صلنا على الكثير منها كلما رغبنا فيها �أكثر
وزاد احتياجنا �إليها ،وكان الأمر �أكثر �سهولة في الح�صول عليها وكلما تطورت تكنولوجيات المعلومات واالت�صال
�أ�صبح الح�صول عليها وتخذينها ومعالجتها وا�سترجاعها �أ�سهل و�أي�سر.
وقد لعبت المعلومات من خالل تكنولوجياتها و�أ�ساليب نقلها المختلفة �أدوارا مهمة في مجتمعات المعلومات
في اليابان وغرب �أوربا والواليات المتحدة الأمريكية ،بحيث غيرت من �شكل هذه المجتمعات و�أثرت على كل
مناحي الحياة فيها ،حيث نجد مجموعة من الظواهر وال�سمات والآثار التي تراوحت بين التغييرات الجذرية
والآثار الب�سيطة التي تركت �آثارها على كل جوانب المجتمع االقت�صادية وال�سيا�سية واالجتماعية والنف�سية
والتكنولوجية.
�إن مجتمع المعلومات هو مجتمع يعتمد في الأ�سا�س على �إنتاج وا�ستهالك المعلومة ،والتي بدونها يفقد المجتمع
حركته الن�شطة وتناغمه المرغوب ،فالمعلومة باعتبارها معرفة �أ�صبحت محورا �أ�سا�سيا تدور حوله كل �أفعال و�أن�شطة
المجتمع المعلوماتي وعندما نحاول ر�سم �صورة متكاملة لمجتمع المعلومات ،ف�إن �أول خط في تلك ال�صورة هو
التكنولوجيا و�أدواتها الفاعلة ،ومن المفيد �أي�ضا �إن ن�ضع في اعتبارنا �إن المجتمعات ال�صناعية في العالم المتقدم هي
من يمار�س ح�ضوره االجتماعي معلوماتيا.
ويت�سم ع�صر او مجتمع المعلومات بعدة �سمات يجملها الدكتور على �ألم�سلمي في الأمور التالية:
72
� -إن القوة الدافعة والمحركة الأ�سا�سية في مجتمع ع�صر المعلومات ولي�س �إنتاج ال�سلع المادية.
� -إن تكنولوجيا الحا�سب هي الأ�سا�س في ع�صر المعلومات.
-التزايد في القوة الإنتاجية لمعلومات من خالل الإنتاج الكبير او الجماهيري للمعلومات ولمعرفة
المنظمة.
� -إن البنية التحتية لمجتمع المعلومات هي عدة �شبكات من مرافق المعلومات وقاعد وبنوك البيانات
(المعلومات) ،و�ستحل البنية التحتية محل الم�صانع باعتبارها ركيزة لمجتمع (التحول من ال�صناعة �إلى
المعلومات).
� -إن ال�سوق الأهم هو �سوق المعرفة Knowledge Marketوان �أ�سا�س تقدم �سوق المعلومات هو
توفير �أ�ساليب حل الم�شكالت.
� -إن عماد المجتمع هو ال�صناعات المعتمدة على والمرتبطة بالمعلومات Information Related
.Industries
� -إن مركز الثقل االجتماعي �سيكون للعاملين في حقول المعلومات والمعرفة Knowledge Workers
و�سيكون التعليم والح�صول على المعرفة هو �أ�سا�س التقدم االجتماعي.
-الن�سبة الغالبة من القوة العاملة في المجتمع تعمل في �صناعات المعلومات وما يت�صل بها من ذهنية
وخدمات مرتبطة بالمعلومات وم�ؤ�س�سة عليها.
وبينما يقوم مجتمع ال�صناعة على التخ�ص�ص وتق�سيم العمل ،ف�إن مجتمع المعلومات يعتمد على التكامل
والتجميع ،والمعلومات �سيزداد ويتراكم �إنتاجها من مختلف مرافق المعلومات �إ�ضافة �إلى الإنتاج الذاتي
للمعلومات بوا�سطة الم�ستخدمين لها.
وا�ستنادا �إلى عدة درا�سات حول مجتمع المعلومات قام بها باحثون �أمريكيون ويابانيون �أوروبيون وا�ستخل�ص
وليام مارتن خم�سة معايير يلخ�صها الدكتور نبيل على في:
المعيار التكنولوجي :ت�صبح تكنولوجيا المعلومات م�صدر القوة الأ�سا�سية ويحدث انت�شار وا�سع لتطبيقات
المعلومات في المكاتب والم�صانع والتعليم والمنزل.
المعيار االجتماعي :يت�أكد دور المعلومات كو�سيلة لالرتقاء بم�ستوى المعي�شة وينت�شر الوعي بالكمبيوتر
والمعلومات ويتاح لعامة والخا�صة معلومات على م�ستوى عال من الجودة.
المعيار االقت�صادي :تبرز كعامل اقت�صادي �أ�سا�سي �سواء كمورد اقت�صادي او كخدمة او �سلعة وكم�صدر
للقيمة الم�ضافة وكم�صدر لخلق فر�ص جديدة للعمالة.
المعيار ال�سيا�سي :ت�ؤدي حرية المعلومات �إلى تطوير وبلورة العملية ال�سيا�سية وذلك من خالل م�شاركة اكبر
من قبل الجماهير وزيادة معدل �إجماع الر�أي .Consensus
المعيار الثقافي :االعتراف بالقيم الثقافية للمعلومات (كاحترام الملكية الفكرية والحر�ص على حرمة
البيانات ال�شخ�صية وال�صدق الإعالمي والأمانة العلمية) وذلك من خالل ترويج هذه القيم من اجل ال�صالح
القومي و�صالح الأفراد على حد ال�سواء.
73
وفي الإطار ال�سابق -الثورة التكنولوجية المعا�صرة ومجتمع المعلومات نجد تكنولوجيا المعلومات واالت�صال
قد نمت وتطورت وتمكنت من الم�ساهمة في تطوير الح�ضارة الإن�سانية ورقي الجن�س الب�شري وبوجه خا�ص ومنذ
منت�صف الثمانينات حيث نجد �إن العالم يمر بمرحلة تكنولوجية ات�صالية جديدة تكاد التطورات التي تحدث
بها �إن تعادل كل ما �سبق من تطورات في المراحل ال�سابقة وذلك ب�سبب االت�ساع الرهيب لتوظيف تكنولوجيات
االت�صال والمعلومات الذي ي�شمل تطبيق تلك التكنولوجيا في المنزل والمكتب ومعظم الم�ؤ�س�سات الجماهيرية
بدءا من الو�سائل التقليدية كالجرائد والمجالت والراديو والتلفزيون والفيديو وو�صوال �إلى الحا�سبات االلكترونية
والألياف الب�صرية والدوائر المتفاعلة والذكاء اال�صطناعي والإن�سان الآلي.
ولهذه التكنولوجيات �آثار مت�سعة على عاداتنا االت�صالية المختلفة وحياتنا اليومية واقت�صاديات مجتمعاتنا،
حيث يكاد يتغير �شكل و�أ�سلوب عمل و�سائل االت�صال �إ�ضافة �إلى ظهور و�سائل جديدة كان لها �أثارها االت�صالية
والمجتمعية.
�سمات �صحافة المعلومات:
ما هي �سمات �صحافة المعلومات؟ وكيف تدخلها؟
�إن التحليل المتعمق لما يحدث في �صناعة ال�صحافة في بع�ض دول العالم المتقدم يحدد لنا الخ�صائ�ص
وال�سمات التالية ل�صناعة ال�صحافة في ع�صر المعلومات.
�أوال :الحو�سبة Computerizationالكاملة للعملية ال�صحفية:
فهناك ا�ستعمال مت�سع لح�سابات االلكترونية �إلى الدرجة التي جعلت البع�ض يطلق على �صحافة الت�سعينيات
ال�صحافة االلكترونية Electronic Journalismاو ال�صحافة الم�ستعينة بالحا�سبات االلكترونية Computer
:Assisted Journalismفقد دخلت الحا�سبات االلكترونية متزاوجة مع تكنولوجيا االت�صاالت المتمثلة في
التلك�س والفاك�سميل والأقمار ال�صناعية كل مراحل العمل ال�صحفي بحيث �أ�صبح ال�صحفي يعتمد عليها في
عمليات جمع المعلومات من الميدان وا�ستكمالها وتو�صيلها �إلى مقر ال�صحيفة ،وفي �صفها و�إخراجها وفي تجهيز
ال�صفحات لقد تحول المحرر ال�صحفي �إلى معالج لمعلومات عبر الو�سائل االلكترونية كما �أ�صبحت ال�صحف تنتج
الآن ليتم قراءتها على �شا�شات الحا�سبات االلكترونية المرتبطة ب�شبكات المعلومات وقواعد البيانات.
و�سهل ذلك العملية ال�صحفية و�سرعها ،فال�صحفي ي�ستطيع الآن من خالل الحا�سب االلكتروني المحمول
�إن يكتب المو�ضوع ال�صحفي في �أي مكان داخل البلد الذي ت�صدر منه ال�صحيفة او خارجها وير�سله �إلى مقر
ال�صحيفة من خالل اقرب خط تليفون ،وكذلك بالن�سبة ل�صور التي يمكن الآن بف�ضل تكنولوجيا الت�صوير الرقمية
�إن تلتقط وتر�سل مبا�شرة عبر الحا�سبات االلكترونية من خالل خط تليفون مزود بمودم او تلتقط بوا�سطة كاميرا
الفيديو او ت�ؤخذ من التلفزيون وتنقل �إلى الحا�سب االلكتروني لكي تدمج بالن�ص.
كما �ساعدت الحا�سبات االلكترونية عملية التحرير ال�صحفي وطورتها في عملية المعلومات وتحليلها
وتف�سيرها وفي ا�ستنباط و�سائل و�أ�شكال تحريرية جديدة.
ثانيا :االهتمام بالتف�سير والتحليل:
ففي ظل مناف�سة القنوات الف�ضائية التلفزيونية �إ�ضافة �إلى ال�شبكات الإذاعية لم يعد الح�صول على الخبر
74
هو الهدف الأول ل�صحيفة بل الو�صول �إلى الخلفيات والتفا�صيل والأ�سباب التي يمكن من خاللها فهم الخبر
وا�ستيعابه وو�ضعه في �إطاره اال�شمل.
ثالثا :العمق المعلوماتي:
وت�أ�سي�سا على ما �سبق �أ�صبح هناك اهتمام �أكثر بعن�صر المعلومات في العمل ال�صحفي و�ضرورة وجود
خلفيات وتفا�صيل لكل مو�ضوع �صحفي �سواء كان �إخباريا ،او تف�سيريا ،او ا�ستق�صائيا ،او كان مقال ر�أي ولم يعد
هناك مكان في �صحافة ع�صر المعلومات للتحرير ال�صحفي الت�أملي او االنطباعي المعتمد على الر�أي ال�شخ�صي
او الر�ؤية غير الم�ستندة �إلى ما يدعمها من المعلومات ،وذلك ب�سبب االنفجار ال�ضخم في المعلومات الذي ي�شهده
العالم وما يتعر�ض القارئ له يوميا و�ساعد على ذلك تطوير �أق�سام المعلومات بال�صحف وتحويلها �إلى بنوك
معلومات مرتبطة ب�شبكات وبنوك المعلومات المحلية والدولية.
رابعا :الميل للتخ�ص�ص:
ونتيجة الزدهار �صناعة ال�صحافة وتعدد قنواتها وتنوع �أ�شكالها وم�ضامينها �أ�صبح احد البدائل الرئي�سية
�أمام ال�صحافة هو البحث عن جمهور �أكثر تحديدا ،ي�سعى �إلى م�ضمون معين ير�ضى اهتماماته فظهرت الجرائد
والمجالت المتخ�ص�صة التي تغطي الآن كل االهتمامات الإن�سانية بدء�أ من االقت�صاد وال�سيا�سة و�شئون الطهي
حتى الكلمات المتقاطعة والجولف �أما الجرائد فقد زادت م�ساحة المواد المتخ�ص�صة بها وتنوعت �أ�شكالها ما بين
الركن المتخ�ص�ص وال�صفحة المتخ�ص�صة والق�سم المتخ�ص�ص والملحق المتخ�ص�ص الذي قد يتطور في�صدر
في �شكل جريدة م�ستقلة متخ�ص�صة اقت�صادية او ريا�ضية او غير ذلك من االهتمامات الإن�سانية او تف�ضيالت
القراء.
خام�سا :الميل للإقليمية:
نتيجة لمناف�سة ال�شديدة للتلفزيون �سعت الجرائد �أو المجالت �إلى مزيد من تحديد الجمهور الم�ستهدف
فاتجهت �إلى �إ�صدار الطبعات الإقليمية �أو المحلية من �صحفها ذات الطابع القومي م�ستفيدة في ذلك من تطور
تكنولوجيا المعلومات واالت�صال وموفرة نفقات النقل وال�شحن بال�سيارات �أو القطارات �أو الطائرات.
�ساد�سا :الميل للدولية:
و�صاحب الميل للإقليمية �أي�ضا االنت�شار الدولي بطبع الجريدة في �أكثر من بلد في �أكثر من قارة في الوقت
نف�سه من خالل �إ�صدار الطبعات الدولية والإقليمية خا�صة بالن�سبة ل�صحف ذات الطابع الدولي او الإقليمي في
التغطية خا�صة �صحف ال�صفوة ذات الإمكانات االقت�صادية والتكنولوجية العالية.
�سابعا :المحرر الم�ؤهل للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة:
حيث يتطلب التطور التكنولوجي في عملية �إ�صدار ال�صحف والتطور في �أ�سلوب التغطية ال�صحفية والتحرير
والإخراج توافر المحرر ال�صحفي والمخرج الم�ؤهل للتعامل مع هذه التكنولوجيا ،ومن خالل الأ�ساليب التحريرية
والإخراجية المتطورة ف�أ�صبح المحرر ال�صحفي مطالبا با�ستيعاب �أ�ساليب ا�ستخدام الحا�سبات االلكترونية بكل
تجهيزاتها وبرامجها الموظفة في العمل ال�صحفي وكذلك �أجهزة الفاك�سميلي وكاميرات الت�صوير الرقمية
و�أ�ساليب الإر�سال واال�ستقبال للمواد ال�صحفية وللمعلومات من وكاالت الإنباء والخدمات ال�صحفية المختلفة
75
وبنوك المعلومات و�شبكاتها المختلفة.
ثامنا :المعالجة ال�صحفية العلمية لبع�ض الق�ضايا الجماهيرية:
تتجه بع�ض ال�صحف الآن �إلى معالجة بع�ض المواد ال�صحفية من خالل توظيف بع�ض �أدوات البحث العلمي
في جمع المعلومات الخا�صة بمو�ضوع �صحفي وفي معالجتها وفي تحيلها والو�صول �إلى خال�صات منها مثل
�أداة تحليل الم�ضمون Content Analysisو �أداة اال�ستق�صاء Questionnaireوالمالحظة بالم�شاركة
Participant Observationوالتجارب الميدانية Filed Experimentsوكذلك قيا�سات الر�أي
العام Pubic Opinionوذلك من اجل الو�صول �إلى نتائج �أكثر دقة ومو�ضوعية ت�ستند �إلى محاكاة علمية
منهجية ،مما يعطي الم�ضمون ال�صحفي م�صداقية اكبر ويت�ضمن ما �سبق �أي�ضا توظيف الحا�سبات االلكترونية
في ت�صنيف البيانات وتحليلها وي�صف البع�ض ذلك ب�أنه التغطية ال�صحفية الم�ستعينة بالحا�سبات االلكترونية
.Computer Assisted Reporting
تا�سعا :الدرا�سة الم�ستمرة التجاهات القراء:
هناك اهتمام كبير بالتعرف الم�ستمر على اتجاهات القراء نحو الأداء ال�صحفي لجرائد والمجالت ومن
خالل درا�سات القراء الميدانية وكذلك من خالل تحليل م�ضمون ر�سائل القراء وعقد حلقات نقا�ش مع عينات
ممثلة لجمهور ال�صحيفة والتعرف على ا�ستخدامات القراء لل�صحف ومدى �أ�شبعها لرغباتهم وهذا ،مفيد
تحريريا و�إعالنيا في الوقت نف�س.
عا�شرا :الت�صحيح الذاتي ل�سلبيات ال�صحيفة:
نتيجة لتعددية والتنوع الن�سبي الذي وفرته تكنولوجيا االت�صال داخل مجتمعات المعلومات ،و�إتاحة الح�صول
على المعلومة والتحري عن �صدقها من خالل �أكثر و�سيلة وفي ظل انهيار القدرة على التحكم في المعلومات
او حجبها ،فما ال تن�شره جريدة ما قد تن�شره و�سيلة �أخرى وما قد ين�شر محرفا او مختلفا في و�سيلة معينة قد
ين�شر �صحيحا او يكذب و�سيلة �أخرى لذا �أ�صبح لزاما على ال�صحف تحرى الدقة والمو�ضوعية في ن�شر �أخبارها
ومو�ضوعاتها و�إذا حدث خط�أ ما ت�سارع ال�صحيفة بت�صحيحه او بن�شر الرد ،كما تقوم بع�ض ال�صحف �إال بتعيين
بع�ض كبار محرريها المخ�ضرمين في وظيفة يطلق عليها Ombudsmanاو محكم يكون بمثابة المقوم اليومي
لأداء ال�صحيفة �إ�ضافة �إلى الأدوار التي تقوم بها المجال�س ال�صحفية التي تف�صل في الممار�سات ال�صحفية وت�صدر
�أحكامها المعنوية بالإدانة او البراءة في بع�ض الق�ضايا ال�صحفية الخالفية هذا �إلى جانب الحق القانوني التقليدي
ل�صحيفة او المحرر او القارئ في مقا�ضاة �أي �صحيفة وطلب التعوي�ض.
كان ما �سبق هو االيجابي وتبقى مجموعة �سلبيات البد من التعر�ض لها وهي النتيجة الطبيعية التي �أفرزتها
الممار�سات ال�صحفية في ع�صر المعلومات ،ف�إ�ضافة �إلى االيجابيات ال�سابقة في �صحافة ع�صر المعلومات والتي
تبلورت مالمحها في الواليات المتحدة الأمريكية وفي فرن�سا وفي �ألمانيا الغربية وفي ال�سويد وفي اليابان نجد
بع�ض الأمور ال�سلبية التي �أفرزتها الممار�سة ال�صحفية ونحذر من االندفاع �إليها �أبرزها:
.1الميل �إلى الإثارة في المادة ال�صحفية من اجل ك�سب القارئ الذي �أ�صبح مخدرا بالتلفزيون بقنواته
العديدة وخدماته المنوعة �إلى جانب �أ�شكال الجرائد والمجالت االلكترونية الأخرى التي ت�أتي للقارئ
على �شا�شته التلفزيونية او على �شا�شة حا�سبه االلكتروني.
76
.2ا�ستغالل التكنولوجيا الحديثة خا�صة التكنولوجيا الرقمية في مجال الت�صوير الفوتوغرافي والإخراج
ال�صحفي في ت�شويه مالمح بع�ض ال�صور الفوتوغرافية و�إعادة بنائها من اجل تحقيق غر�ض معين قد
يكون زيادة التوزيع او انتقاد او ت�شويه �شخ�صية �سيا�سية او اقت�صادية معينة.
� .3إهمال البعد االقت�صادي او االجتماعي لتكنولوجيا االت�صالية الحديثة في مجال ال�صحافة ،حيث ترتب
على �إدخال التكنولوجيا ل�صحفية لجديدة التي تت�سم بكثافة ر�أ�س المال وقلة العمالة واال�ستغناء من
عدد كبير من العاملين من االدارين والعمال والمحررين نتيجة لإلغاء العديد من الوظائف ودمج
البع�ض الآخر.
� .4أدت التكلفة العالية لتجهيزات التكنولوجية الحديثة �إلى جانب المناف�سة الحادة من و�سائل االت�صال
الأخرى غير المطبوعة على الجمهور وعلى المعلنين �إلى عجز عدد كبير من ال�صحف عن تطوير
نف�سها بل وحتى عن اال�ستمرار في المناف�سة بعد تطوير نف�سها ،مما �أدى �إلى �إغالق العديد من
ال�صحف الكبرى خا�صة اليومية وبع�ض المجالت العامة الم�صورة،وا�ضطر العديد �إلى االندماج في
�إطار مجموعات �إعالمية �ضخمة ت�ضم محطات التلفزيون و�شبكات التلفزيون ال�سلكي و�أجهزة وبرامج
الحا�سبات االلكترونية مما �أدي �إلى ح�صر الملكية في مجموعات �إعالمية قليلة العدد ،الأمر الذي قد
يعيد مرة �أخرى عملية احتكار �صناعة الإعالم في �أيدي قلة من الممولين الذين يقومون بتوجيه الراى
العام في �إطار م�صالحهم مما قد ي�شكل في الوقت نف�سه قيدا على حرية الإعالم والتعددية.
.5الأ�ضرار ال�صحية للتكنولوجيا االت�صالية الجديدة خا�صة الحا�سبات االلكترونية حيث انت�شر بين
عدد من المحررين الذين يقومون الآن بتنفيذ معظم مراحل �إنتاج الجريدة ب�أنف�سهم على �شا�شات
الحا�سبات االلكترونية تحريرا و�إخراجا وتجهيزا مثل مر�ض ال R.S.Iالذي ي�صيب مفا�صل و�أطراف
م�ستخدمي الحا�سبات االلكترونية نتيجة لعدم مراعاة ال�شروط ال�صحية في عملية تجهيز وت�أ�سي�س
الأماكن التي يتم فيها ا�ستخدام الحا�سبات االلكترونية وتزامن ذلك مع االهتمام بدرا�سة الجوانب
ال�صحية لتكنولوجيا ال�صحافة الجديدة.News Media Ergonomics
ومن خالل ما�سبق يبقى ال�س�ؤال الأ�سا�سي والمحوري لمن فاتهم دخول �صحافة ع�صر المعلومات وهو كيف
يلحقون بها ،او بلغة �أكثر تحديدا ما هي متطلبات التحول �إلى �صحافة ع�صر المعلومات.
الإجابة ب�سيطة و�سهلة ولكنها مكلفة ومعقدة ومركبة من عنا�صر فكرية و ب�شرية وتكنولوجية واقت�صادية
وقبل ذلك كله فهي تتطلب �إرادة التغيير �إلى الأف�ضل والمتطلبات ب�إيجاز وهي:
�أوال :توافر التمويل الكافي القادر على مواجهة نفقات تمويل الح�صول على تجهيزات تكنولوجية ات�صالية
و�صحفية منا�سبة وكافية لإ�صدار ال�صحفية.
ثانيا :الوعي بع�صر المعلومات ومتطلباته لدى متخذ القرار ال�صحفي
ثالثا :توافر ال�صحفي الم�ؤهل القادر على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة
رابعا :االنفتاح ال�صحفي الم�ستمر على �صحافة العالم من خالل نظم الت�أهيل ال�صحفي المتطورة تعليميا
وتدريبا واالطالع الم�ستمر من خالل القراءة وور�ش العمل والدورات التدريبية وح�ضور الندوات والم�ؤتمرات التي
77
تعالج تطورات ال�صحافة كمهنة وك�صناعة في العالم.
خام�سا :التعرف الم�ستمر على اتجاهات الجمهور من خالل بحوث االت�صال الجماهيري وتطبيقاتها في المجال
ال�صحفي ،والتي ينبغي ان تعد ب�شكل علمي مو�ضوعي -ال ان تتحول �إلى �أداة للدعاية والت�سويق الذي يعتمد على
ادعاء العلمية والمنهجية -فتكون �أداة معينة لمتخذ القرار ال�صحفي وللمعلن في الوقت نف�سه.
�ساد�سا :تن�شيط التجمعات المهنية كروابط واتحادات ونقابات وتجمعات ال�صحفيين والكتاب والنا�شرين
والطابعين و�أ�ساليب التقييم الذاتي للأداء من خالل اتحادات وجمعيات ومجال�س ال�صحافة ومعاهدها وكلياتها
الأكاديمية واالهتمام بعملية التقويم الم�ستمر لأداء ال�صحفي.
الإمتاع والترويح عن القراء بالمادة الخفيفة.
والبعد الثاني :يتعلق بتحول ال�صحافة �إلى �صناعة لها متطلباتها و�أدواتها المكلفة وبالتالي ارتباط بقائها
بالدخل ،وي�شمل مجموعة الأهداف الفرعية التالية:
تحقيق الربحية ،مما ي�ضمن عائد ًا ا�ستثماري ًا على ر�أ�س المال يكفل لها اال�ستمرار في تقديم خدماتها .1
ويحقق ر�سالتها الإعالمية.
اال�ستقالل المالي بما ي�ضمن لها اال�ستقاللية التامة في خدمة ر�سالتها الإعالمية ومتابعة التطور .2
ال�سريع في تقنية ال�صحافة.
وهذا البعد ب�أهدافه الفرعية يعتمد على الإعالن الذي يمثل دخله في الغالب %60من دخل الم�ؤ�س�سة
ال�صحفية والذي يغطي بدوره الخ�سائر الج�سيمة التي تتعر�ض لها ب�سبب ارتفاع تكلفة التوزيع والأ�سعار.
وي�ؤكد الدكتور عبد اهلل الرفاعي ال �أن البعدين ال�سابقين يت�صفان بالتالزم والترابط :بمعنى �أن البعد الأول
�شرط لوجود البعد الثاني ،والثاني �شرط ال�ستمرار البعد الأول ،ولذلك يجب �أن ي�سود الم�ؤ�س�سة نوع من التوازن
بين البعدين �أو الهدفين بحيث ال يطغى بعد على �آخر فيكون االختالل وبالتالي تدخل الم�ؤ�س�سة دائرة الخطر.
ومن الأمور الجديرة بالذكر �أن �سعى الم�ؤ�س�سة ال�صحفية �إلى الربح يجب �أال يكون على ح�ساب واجبها
تجاه مجتمعها ،بل يجب �أن يكون عام ًال م�ساعد ًا يكفل للم�ؤ�س�سة جودة الر�سالة الإعالمية التي تقوم بها ،لذلك
نجد من يربط بين هذه الجحودة ومدى الربح الذي يعدونه مقيا�س ًا لمدى نجاح الم�ؤ�س�سة في �أداء دورها في
المجتمع.
ال�صحفي :المفهوم و�أ�ساليب الت�أهيل:
ي�شكل ال�صحفي العن�صر الأ�سا�سي في �صناعة ال�صحافة ،فهو الم�سئول في النهاية عن جمع المعلومات،
ومراجعتها وا�ستكمالها و�صياغتها ثم اختيار ال�صالح للن�شر منها ،ولذلك نجد �أن ر�سالة ال�صحافة �أو مهمتها
تقع على عاتق ال�صحفي ولي�س هناك مهمة ا�شق من مهمة ال�صحفي بالن�سبة لم�سئوليته وما يترتب عليهما من
واجبات وما ينبغي �أن يتمتع به كفاءات وقدرات وموهبة ،لأن ال�صحفي يحتل مركز القيادة والتوجيه بالن�سبة
للر�أي العام.
78
ولذلك ينبغي �أن يكون ال�صحفي وا�سع الثقافة ،على جانب كبير من اللباقة والذكاء ومعرفة نف�سية الجمهور،
و�إدراكه لمتطلباته ،ف�ض ًال عن تحيله بعقيدة را�سخة ،وقلم بليغ يفر�ض عليه مخاطبته الجمهور كل يوم ب�أ�سلوب
�سهل م�شرق.
وال�صحفي فنان موهوب بطبيعته ،لأن من يجمع هذه ال�صفات كلها البد �أن يكون قد نالها بطريق الموهبة
والدرا�سة ،وقد ال تنفع الدرا�سة ي خلق �صحفي ناجح كالممار�سة والموهبة.
وال�صحفي قبل كل �شيء ينبغي �أن يكون دقيق المالحظة ،ويعرف ما يثير اهتمام الر�أي العام ،وكيف
يقتن�ص الأخبار الهامة ،ويك�شف عن الحقائق التي غالب ًا ما تكون م�ستورة بطبقة رقيقة .والفرق بين ال�صحفي
والرجل العادي� ،أن الرجل العادي يمر �أحيانا بحادثه �أو ظاهرة معينة قد يجدها عادية �أو تافهة ال قيمة لها.
بينما ي�ستطيع ال�صحفي �أن يجد في هذه الحادثة �أو الظاهرة ما يلفت الأنظار ويثير االنتباه �أو يعبر عن ق�ضية
تهم الر�أي العام .ويحتاج ال�صحفي �إلى �سعة الحيلة للح�صول على مواد �إخبارية ،بالإ�ضافة �إلى المهارة والجر�أة
وال�شجاعة ،كما ينبغي عليه �أن يكون قادر ًا على التعبير الم�ؤثر.
ال�صحفيون �أي�ضا ،ينبغي �أن يكونوا قادرين على جمع المعلومات وتف�سيرها وتحليلها ون�شرها على
جماهيرهم ،وهذا يتطلب تعليم ًا حر ًا مت�سع ًا يتزاوج مع تدريب متخ�ص�ص على تقنيات الكتابة والتغطية� .إ�ضافة
�إلى ذلك ف�إن ال�صحفيين ينبغي �أن يكون لديهم فهم خا�ص لتاريخ وقوانين االت�صال والفهم العلمي المت�صل
بالم�ؤ�س�سات الإعالمية ومنتجاتها وكل ما يترتب عليها.
المهارات الأ�سا�سية لل�صحافة هي الكتابة ،التغطية ،والتحرير ،وكل ذلك ينبغي �أن يتم من خالل فهم
تاريخي للمجتمع الذي يعمل من خالله ال�صحفي ،حاجات ذلك المجتمع ،والعواقب والت�أثيرات التي يمكن �أن
تنتج عن توزيع تلك المعلومات داخل المجتمع.
وب�سبب �أهمية المعلومات في اقت�صاد اليوم ،نجد العديد من الم�ؤ�س�سات المختلفة الإنتاجية والخدمية
ت�سعى لتوظيف �أ�شخا�ص يتمتعون بمهارات االت�صال والكتابة ،والتغطية ،والتحرير ،للنهو�ض ب�أعباء بناء �صورتها
الذهنية في المجتمع والترويج لها والإعالم الم�ستمر عن �أن�شطتها المختلفة ،وفي �إطار تلك الوظيفة ن�ش�أت
العالقات العامة كفن وكمهنة.
ويبقى ال�س�ؤال المهم :من هو ال�صحفي؟ وما هي محددات وظيفته؟.
في م�صر �صدرت مجموعة من القوانين التي تحدد تعريف ال�صحفي ،منها المر�سوم الخا�ص بجمعية
ال�صحافة ال�صادر في 20ابريل 1936ثم القانون رقم 10ال�صادر في 31مار�س 1941م الخا�ص ب�إن�شاء نقابة
ال�صحفيين والذي ا�شترط لع�ضوية النقابة ،الجن�سية الم�صرية ،وبلوغ الحادية والع�شرين والتمتع بالأهلية
المدنية ،وحيازة ما ي�ؤهل لالحترام الواجب لل�صناعة ،والح�صول على �شهادة درا�سية عليا �أو درجة الثقافة التي
تقت�ضيها ال�صناعة ،وان يكون الع�ضو مالك ًا ل�صحيفة غير ذات مو�ضوع خا�ص تظهر مرة في ال�شهر على الأقل �أو
ممث ًال لمالكها� ،أو مدير ًا ل�صحيفة �أو لوكالة ا�ستعالمات �أو رئي�س تحرير �أو محرر فيها مدة �سنتين على الأقل،
وان تكون ال�صحافة �صناعته الرئي�سية ،و�أال يحترف التجارة فيما لي�س له �صلة ب�صناعته.
79
ثم �صدر بعد ذلك القانون رقم 1955م في 31مار�س 1955والقانون رقم 76ل�سنة 1970ال�صادر في 17
�سبتمبر 1970وكالهما خا�ص بنقابة ال�صحفيين ،ون�صت المادة الرابعة من القانون 185ل�سنة 1955على �أن
(يعتبر �صحفي ًا محترف ًا من با�شر ب�صفة �أ�سا�سية ومنظمة مهنة ال�صحافة في �صحيفة يومية �أو دورية تطبع في
م�صر� ،أو با�شر بهذه ال�صفة المهنة في وكالة �أنباء م�صرية �أو �أجنبية تعمل في م�صر ،وكان يتقا�ضى عن ذلك
�أجرا ي�ستمد منه الجزء الأكبر لمعي�شته.
ثم ق�ضت المادة ال�ساد�سة من القانون رقم 76ل�سنة 1970ب�أنه :يعتبر �صحفي ًا م�شتغ ًال من با�شر ب�صفة
�أ�سا�سية ومنتظمة مهنة ال�صحافة في �صحيفة يومية �أو دورية تطبع في الجمهورية العربية المتحدة �أو وكالة �أنباء
م�صرية �أو �أجنبية تعمل فيها ،وكان يتقا�ضى عن ذلك �أجرا ثابت ًا ،ب�شرط �أال يبا�شر مهنة �أخرى.
وقد عرف احد الكتاب الفرن�سيين ،ال�صحفي انه ذلك ال�شخ�ص الذي يخ�ص�ص الجزء الأكبر من ن�شاطه
لمزاولة الأعمال ال�صحفية ،وي�ستمد منها الجزء الأكبر من دخله ،وعرفه البع�ض الآخر ب�أنه من يكتب في
�صحيفة .والتعريف الأخير لي�س دقيق ًا �إذا قي�س بمعايير التعاريف الجيدة ،لأنه لي�س بالجامع المانع ،لأن هناك
�صحفيين ال يظهر ب�أقالمهم حرف واحد في ال�صحيفة التي يعملون فيها ،وهو �أولئك الذين ي�ؤدون واجبهم
ال�صحفي متوارين عن الأنظار مثل �سكرتيري التحرير والم�صححين وغيرهم ،وهناك بجانب ه�ؤالء �أ�ساتذة
جامعيون وكتاب �أخ�صائيون في مختلف فروع المعرفة تن�شر لهم ال�صحف مقاالت عديدة ،ولكن ال يجوز
اعتبارهم �صحفيين ،ومن هنا يرى الدكتور �صليب بطر�س �أن ال�صحفي هو من يزاول العمل ال�صحفي في من�شاة
�صحفية لقاء اجر ويتخذ هذا العمل مهنة مختارة له ،وتقوم بينه وبين المن�ش�أة رابطة العامل ب�صاحب العمل
ويق�صد بالعمل ال�صحفي ،البحث عن الخبر ،والمادة التحريرية وت�شمل ال�صورة والح�صول على المعلومات ثم
�إعدادها لكي تكون �صالحة للن�شر عن طريق ظهورها في ال�صحيفة مادة تقر�أ ويتخذ هذا العمل �صورة تحريرية
�أو فنية تتطلب من المحرر �أن يكون كثير التنقل في بع�ض الأحيان �أو �أن يقبع وراء مكتبه �أو في المطبعة ،وال يغير
ذلك من طبيعة عمله ال�صحفي وت�أ�سي�س ًا على ما �سبق ي�ؤكد الكثيرون على �أن ال�صحافة علم وفن ،وقد يتبادر �إلى
الأذهان �أن هناك تناق�ض ًا في تلك المقولة �إذ كيف يمكن �أن تكون ال�صحافة علم ًا وفن ًا في وقت واحد ،حيث �إن
العلم يتناول مو�ضوعات خا�صة بقوانين علمية حادة وجادة ،بينما الفن ال يخ�ضع لقوانين جادة بل يخ�ضع للإبداع
الفردي� ،أو بمعنى �آخر �أن العلم مو�ضوعي والفن ذاتي.
وهذا المو�ضوع جدلي وعليه خالف كثير ،فالبع�ض يرى �أن ال�صحافة فن ،و�صاحب الرغبة في العمل فيها
البد وان يكون موهوب ًا ،وان ال�صحفي يولد وفي يده القلم وفي ر�أ�سه الفكرة على حد تعبير البع�ض ،بينما ي�ؤكد
البع�ض الآخر �أن ال�صحافة مهنة ك�سائر المهن في المجتمع تحتاج �إلى ا�ستعداد طبيعي ولكنها ك�أي مهنة لها
مكونات ثالثة هي :المعارف ،والمهارات ،والقيم التي يمكن اكت�سابها وتطويرها تعليم ًا وتدريب ًا.
والعمل ال�صحفي ح�سب التعريف اال�صطالحي للمهنة هو مهنة لها �سمات وخ�صائ�ص المهن الفنية العليا.
فالمهن الفنية العليا هي تلك المهن التي تحتاج �إلى معرفة متخ�ص�صة ومهارات خا�صة يمكن اكت�سابها عن
طريق الدرا�سات النظرية والممار�سات التطبيقية في الوقت نف�سه ،وغالب ًا ما تتم هذه الدرا�سات داخل معاهد
متخ�ص�صة �أو في الجامعات ،وين�ضم �أ�صحاب المهن الفنية العليا �إلى منظمات �أو روابط خا�صة بهم تفر�ض
80
عليهم بع�ض القواعد الخا�صة بممار�سة المهنة والتعامل مع العمالء ،وتعرف هذه الروابط با�سم المنظمات
المهنية � ،Professional Associationsأما القواعد التي ت�ضعها هذه المنظمات فهي الأخالقية المهنية
.Professional Ethics
وتحتاج المهنة الفنية العليا �إلى معارف وخبرات ومهارات متعددة يتطلبها المجتمع ،وجدير بالذكر �أن
�أ�صحاب كل مهنة فنية عليا يميلون �إلى الإح�سا�س ب�أن مهنتهم قادرة بذاتها على تكوين و�صياغة �أخالقياتها وعلى
�ضبط جودة عملها والتحكم فيه ،وذلك على �أ�سا�س من احتكارها ل�ضرب معين من �ضروب المعرفة والمهارة،
وم�سئولياتها عن �شرف المهنة وا�ستمرارها.
ولهذا تميل جماعات المهن الفنية العليا �إلى رف�ض رقابة الجمهور� ،أو �ضبط العمالء لها ،ومع ذلك فهي
تت�أثر بالجمهور الذي تعمل من اجل خدمته ،كما �أنها ت�ستجيب لحاجات جماعة الم�صالح الأخرى ومتطلبات
التنظيمات المهنية المختلفة.
وي�ؤكد �أبراهام فلك�سنر على الم�سئولية الفردية والتطبيق العملي للمهارات والو�سائل الفنية العقلية ،والميل
نحو تنظيم الذات ،وتزايد الدوافع الغيرية االيثارية.
ويذهب موري�س كوجان �إلى �أن المهن الفنية العليا هي عبارة عن عمل ت�ستند ممار�سته �أو مزاولته على فهم
دقيق للبناء النظري لبع�ض فروع العلم �أو �أجزائه وعلى المهارات والقدرة الم�صاحبة لمثل هذا الفهم ،كما �أن
هذا الفهم وهذه القدرات ويجب �أن تطبق على الم�سائل العملية والحيوية في حياة الإن�سان.
ويحلل جيوفري ميلر�سون خ�صائ�ص المهنة الفنية على النحو التالي:
� .1أنها ت�شتمل على مهارة ت�ستند على معرفة نظرية.
� .2أن هذه المهارة تتطلب تدريب ًا وتعليم ًا من نوع معين.
� .3أن �صاحبها يجب �أن يثبت جدارته باجتياز امتحان من نوع معين.
� .4أنها تتطلب الأمانة والإخال�ص والتم�سك ببع�ض القواعد ال�سلوكية.
� .5أنها تخدم ال�صالح العام.
� .6أن �صاحبها يجب �أن يكون منظم ًا �أو مرتبط ًا بتنظيم
والذين يقولون ب�أن ال�صحافة فن يرون �أن ال�صحافة ا�ستعداد طبيعي قبل كل �شيء ،ولكي يكون الإن�سان
�صحفي ًا وجب عليه �أن ي�ستجيب للنداء ال�صادر من �أعماقه ،وان تتوافر فيه الموهبة والرغبة الملحة ،وقد
�أ�صبحت طبيعة ثابتة فيه في مالحظة الحياة والنا�س ،وان ال�صحفي مهما تت�سع حقول تجارية ف�إنه ال يمكن �أن
ي�صبح �صحفي ًا بمعنى الكلمة �أن لم تكن فيه تلك العبقرية �أو تلك ال�شعلة المقد�سة التي تميز ال�صحفي الذي يولد
�صحفي ًا.
وعلى الجانب الآخر نجد من ال يتفق مع الذين يقولون وي�ؤيدون �أن الإن�سان يولد �أو ال يولد �صحفي ًا ،وان
اال�ستعداد الطبيعي هو كل ما يطلب من المبتدئ ،مثل جوزيف بوليتزر ال�صحفي المجري الأ�صل الذي �أ�صبح
نا�شر النيويورك ورلد ورئي�س تحريرها ،الذي يرد في �أوائل القرن الع�شرين عليهم بقوله� :إن كل ذكاء في حاجة
81
�إلى من يتعهده حتى ولو �سلمنا ب�أن اال�ستعدادات الطبيعية هو مفتاح النجاح في جميع ميادين الن�شاط الإن�ساني
وان ال�صفات الخلقية وهي الزمة لل�صحفي الناجح تنمي بالعلم والتجربة.
يقول جوزيف بوليترز للذين ي�ؤكدون �أن الت�أهيل الحقيقي ال يمكن �أن يكون �إال ثمرة التجربة والتدريب ،انه
ال يوجد �إن�سان في مكاتب ال�صحيفة لديه الوقت الكافي والرغبة في تعليم نا�شئ مبتدئ ليلقنه ما يعرفه قبل �أن
يقوم ب�أ�صغر عمل �صحفي �أن نظام تعلم ال�صنعة على يد �أ�سطى كان معمو ًال به ي الحقوق والطب �أما الآن ،فقد
تبين انه يمكن الح�صول على نتائج �أف�ضل بعد �إعداد منظم في مدر�سة مهنية.
وي�شير بوليترز كذلك �إلى الي �أن ال�صحفيين الذين لم ي�ؤهلوا� ،إنما يتعلمون مهنتهم على ح�ساب الجمهور.
وي�ضيف قائ ًال :ال يكفي �أن يكون �صحفي الغد متعلم ًا تعليم ًا جامعي ًا عام ًا ،بل البد من �إعداده لمهنته الجديدة
�إعداد خا�ص ًا ،ويجب بوليتزر على الذين يدعون �أن ال�صحافة في ذاتها ال تكون مادة يمكن تدري�سها ب�أنه :كلما
قطع المعتر�ضون ب�أن هناك �أ�شياء ال يمكن تدري�سها برهنوا على �ضرورة ما يمكن تدري�سه �أن المدر�سة تكمل
ولكنها ال تخلق ،وان كنا نحكم على قيمة التعليم من خالل قدرته على �إخراج �صفات عقلية من العدم ،ف�إنه
ال يكون �أمام معاهد التعليم ،من ريا�ض الأطفال �إلى الجامعة� ،إال �أن تغلق �أبوابها فيتعطل جميع الم�شتغلين
بالتعليم.
ويرى جوزيف بوليتزر �أي�ضا �أن ال�صحافة هي �أكثر المهن تطلب ًا� ،إنها تحتاج �إلى �أو�سع المعارف و�أعمقها
و�أح�سن الخلق ،وي�س�أل :هل ي�صح �أن تترك هذه المهنة ذات الم�سئوليات الكبيرة تمار�س دون �أي ت�أهيل منتظم؟
وقد �أو�صى بوليتزر عند وفاته بمليونين ون�صف مليون دوالر لت�أ�س�س مدر�سة �صحافة و�إن�شاء جوائز �سنوية
لأح�سن �إنتاج في مجال ال�صحافة والأدب.
وهناك من يقول ب�أنه �إذا كان البد للجامعات من �أن يكون لها دور معلوم في التدريب المهني لل�صحفيين
فليكن ذلك على الم�ستوى فوق الجامعي ،ومن �أ�صحاب هذا الر�أي توم هولكني�سون الذي عمل رئي�س ًا لتحرير �صحيفة
بيكتر�شربو�ست من 1940م �إلى 1950م و�أ�صبح فيما بعد مدير ًا لمركز الدرا�سات ال�صحيفة في جامعة كارديف
البريطانية ،ويعدد ما يحمله على االعتقاد بذلك قائ ًال.
� .1إن ال�صحافة تختلف عن �سائر المهن الفكرية الحرة كالطب والهند�سة والمحاماة من حيث �إن العمل
فيها ال يقت�صر على لون واحد من الألوان المتعددة للمعرفة� .إنها وبعبارة �أخرى :مهنة مفتوحة ال مغلقة
وتحتاج �إلى ثقافة ذوي المهن الفكرية الأخرى �أي�ض ًا .فالطبيب مث ًال بو�سعه �أن يكون مرا�س ًال �أو محرر ًا
طبي ًا ،كذلك المحامي �أو المهند�س .لكن لي�س بو�سع من تخ�ص�ص في ال�صحافة وحدها �أن يكون طبيب ًا
�أو مهند�س ًا �أو محامي ًا ،ومادام الأمر كذلك ف�إن التدريب المهني لل�صحفيين الحا�صلين على م�ؤهالت
عليا �سيتيح الفر�صة لل�صحافة كي ت�ستفيد من كل ذوي المعرفة على اختالف �ألوانهم.
� .2إن التدريب المهني لل�صحفيين على الم�ستوى فوق الجامعي هو �أقل �أنواع التدريب المهني تكلفة
و�أ�سرعها عائد ًا ،كما انه اقلها ازدحام ًا بالمواد المختلفة والتي يدخل بع�ضها في اخت�صا�صات ال�شعب
والكليات الجامعية الأخرى.
82
� .3إن مثل هذا التدريب �سي�ؤدي �إلى المزيد من التعاون والتن�سيق بين ال�صحافة والجامعات ،فقد تطلب
بع�ض الم�ؤ�س�سات ال�صحفية من �إحدى الجامعات تخ�صي�ص فترة تدريبية على الم�ستوى فوق الجامعي
لتدريب من يعملون فيها كمرا�سلين تربويين ،ومثل هذا التدريب �سبعين حتم ًا على فهم �أحدث التيارات
والأفكار في عالم التربية.
وكانت �أولى المحاوالت التي بذلت في ميدان التعليم ال�صحفي من خالل م�ؤ�س�سة وا�شنطن كويلج ـ في
الواليات المتحدة الأمريكية ـ منذ عام 1869م ،وبعد �سنوات قالئل در�ست مادة �صف الحروف واالختزال ،وكان
يقوم بتدري�س المادتين رئي�س تحرير جريدة لك�سنفتي جازيت ،وكان الطلبة يعملون في تحرير المواد و�أعمال
المطبعة.
وبعد ذلك غزت فكرة تدري�س ال�صحافة كثير ًا من العقول وانت�شرت في �أنحاء الواليات المتحدة ،ورغم �أن
المو�ضوع وهو ال�صحافة كان في �أطواره الأولى ،ولم تكن هناك خالفات تدور حوله ،وكان القائمون على هذه الدرا�سة
يعتمدون على ذاتيتهم فيها ،وكان لكل طريقته ال�شخ�صية في التدري�س ،وت�ضمنت مناهج الدرا�سة :تاريخ ال�صحافة،
�إ�صدار ال�صحف ،قانون القذف ،الإدارة ،محا�ضرات عن �أهم الق�ضايا العالمية في الداخل والخارج ،درا�سات تطبيقية
في التحرير ب�أنواعه ،هذا �إلى جانب المحا�ضرات العملية التي كان يلقيها �أرباب هذه المهنة وتت�ضمن مالحظاتهم
وخبرتهم وتجاربهم.
�أما في �أوربا فكانت ال�صحافة تعتبر مهنة الأدباء ،وكانت تغلب عليها الطبقية قبل كل �شيء ،ف�إذا ما تقدمت
الأغرا�ض الأدبية وتناولت مو�ضوعات �أخرى تاريخية �أو اقت�صادية كانت ت�سمى مهنة �ضعيفة في �سيا�ساتها ،ثم
بد�أت المو�ضوعات ال�صحفية تهتم بالنواحي االجتماعية ،ولكن لم يكن هناك اهتمام في بادئ الأمر بالنواحي
العملية ،فلما اندلعت �شرارة الحرب العالمية الأولى ظهرت �أهمية ال�صحافة في ن�شر الأنباء مما دعا �إلى االهتمام
بمناهج التدري�س على �أ�س�س مختلفة ،وكان �أن اهتمت كل من �ألمانيا والنرويج وبولونيا ب�إجراء درا�سات خا�صة
بهذه المهنة ،ثم بد�أت هذه الدرا�سات تحتل �أمكنة لها في الجامعات خا�صة في �ألمانيا في ال�سنوات الأخيرة بين
الحربين العالميتين ،و�أ�صبحت ال�صحافة تدر�س بانتظام في ال�سنوات التي �سبقت الحرب العالمية الثانية في
كثير من جامعات �أوربا ،وظهرت �أهمية المناهج قيمتها في الدرا�سة والبحث وظهر التخ�ص�ص.
ويالحظ �أن بريطانية على خالف ما هو متبع في الواليات المتحدة الأمريكية ورو�سيا ال تميل كثير ًا
لإن�شاء كليات جامعية لدرا�سات ال�صحفية �أو الإعالمية ،لكنها مع ذلك من الدول التي تهتم بالتدريب المهني
لل�صحفيين ،فقد ت�ضافرت جهود جميع المنظمات ال�صحفية فيها على تحقيق م�شروع قومي للتدريب هو المجل�س
القومي لتدريب ال�صحفيين ،وهذا المعهد �أو المجل�س ال يقبل التدريب فيه �إال �أولئك الذين يعملون في ال�صحافة
بالفعل ،ومن �أراد االلتحاق به عليه �أن يبرهن على قدرته ال�صحفية الكبرى برامجها التدريبية الخا�صة بها.
ورغم ات�ساع مجاالت الجرائد وو�سائل االت�صال االلكترونية لتلبية اهتمامات الجمهور المتغيرة ،نجد �أن
ال�سمات �أو الف�ضائل ال�شخ�صية التي ت�ساعد في �صناعة �صحفي جيد ظلت �أ�سا�سية لم تتغير ،في حين تغيرت
متطلبات �إعداده وت�أهيله مهني ًا بالتعليم والتدريب.
فهناك مجموعة من ال�سمات الأ�سا�سية ترتبط عادة بال�صحفيين كقدرات �أو �سمات فطرية �أو م�ؤ�شرات
83
عن طاقات كامنة يمكن تطويرها وتن�شيطها تعليمي ًا وتدريبي ًا و�أهمها :حب اال�ستطالع والإح�سا�س بالإن�صاف
والم�سئولية ،والإح�سا�س ب�أنه ع�ضو في فريق ،وانه �شخ�ص ي�ستمتع بالجرائد ،وله مجاالت اهتمام متعددة وعنده
�إح�سا�س بالتعاطف مع الجن�س الب�شري والقدرة على �شرح الأفكار والكفاءة والمقدرة اللغوية والأ�سلوبية.
وحتى بداية القرن الع�شرين ،كان اغلب ال�صحفيين ال يلتحقون بكليات� ،أو مدار�س ال�صحافة بل كانوا
يذهبون مبا�شرة للعمل في جريدة مدينة �صغيرة �أو محطة �إذاعة ،و�إذا اظهروا قدرة ا�ستثنائية بعد �سنوات
عديدة يتحركون �إلى و�سائل ات�صال �أ�ضخم ،غالب ًا ما تكون في واحدة من المدن الكبرى.
�أما اليوم فغالبية محرري ال�صحف خا�صة �صغار ال�سن في العالم حا�صلون على درجات جامعية ،وعل
الرغم من وجود اتفاق الآن على �ضرورة �أن يكون ال�صحفيون حا�صلين على درجة جامعية ،ف�إن نمط التعليم
الذي تحتاجه ال�صحافة مازال مثير ًا للجدل ،فمعظم ر�ؤ�ساء التحرير يتطلعون �إلى محررين حا�صلين على درجة
جامعية في ال�صحافة� ،إال �أن بع�ضهم على الرغم من ذلك يف�ضلون المحررين ذوي الخبرة الذين در�سوا مقررات
�أ�سا�سية في التاريخ والقانون وعلم االجتماع وعلم ال�سيا�سة على �سبيل المثال ،وه�ؤالء يعتقدون �أن هذا النوع من
ال�صحفيين يمكنهم ا�ستيعاب المهارات ال�صحفية التي يحتاجون �إليها في �شهور قليلة عن طريق التدريب �إثناء
العمل on the job trainingوان تخ�ص�صاتهم العليا � college majorsسوف تزودهم ببع�ض الخبرة
في احد المجاالت التي يحتاجون �إليها ويرد بع�ض المعار�ضين ب�أن التدريب �أثناء العمل يت�ضمن بع�ض المخاطر،
فهو مكلف للجريدة لأنه عادة ما ي�ستغرق �شهور ًا عديدة على الأقل قبل �أن ي�صبح المتدرب قادر ًا على العطاء
ال�صحفي ،وقد يجد المتدرب بعد عدة �شهور في الوظيفة انه ال ي�ستمتع بالعمل �أو انه غير موهوب ب�شكل يكفي
لنجاحه ،و�أنه لهذا �سوف يترك العمل قبل يجد الذين وظفوه عائد ًا ال�ستثماراتهم ،ف�ض ًال عن �أن الكليات التي
تدر�س ال�صحافة �أو االت�صال تزود �إلى جانب المعلومات بعمليات م�سح ل�صناعة ال�صحافة
وهناك �شبه اتفاق اليوم على الحاجة �إلى خريجي كليات ومدار�س ال�صحافة وهناك وجهتا نظر �أ�سا�سيتان
في المناهج الدرا�سية التي ينبغي �أن يح�صل عليها الطالب:
�أو ًال :وجهة نظر �أن تكون غالبية المواد المقررة معقودة لل�صحافة:
ويرى �أ�صحابها �أن محتويات المنهج الدرا�سي ينبغي �أن تم�سح وتحلل �إ�شكاال مختلفة من االت�صال وتقنيات
التغطية والتحرير وجوانب الفن ال�صحفي المختلفة ،بحيث تكون ال�صحافة والمقررات الأ�سا�سية للطالب ي�ضاف
�إليه مواد معارف عامة اختيارية يختار الطالب بينها.
ثاني ًا :وجهة نظر �أن تكون غالبية المواد المقرر غير �صحفية:
ويرى ا�صحاباها �أن يكون �أ�سا�س محتوى المنهج الدرا�سي في مجال �أكاديمي تخ�ص�صا يكتب فيه المحرر
م�ستقب ًال ،على �أن تكون المحتويات غير الأ�سا�سية هي ال�صحافة بهدف تطوير مواهب كتابية ،ويفتر�ض م�ؤيدو
هذا الأ�سلوب �أن انه يتيح للطالب تنمية مهاراته الوظيفية عندما يلتحق بالعمل ال�صحفي �أو الإعالمي ،و�سوف
يتم تح�سين الفر�ص الوظيفية ب�سبب الخلفية الأكاديمية.
ويح�صل الطالب ح�سب وجهة النظر الأولى على درجة جامعية عملية في ال�صحافة والطالب ح�سب وجهة
النظر الثانية يح�صل على درجة في المجال الأكاديمي الذي اختاره.
84
فل�سفة تعليم ال�صحافة واالت�صال:
ت�أثرت الفل�سفة الحالية لتعليم ال�صحافة واالت�صال �إلى حد كبير بجوهر الثورة التكنولوجية المتغيرة التي
ت�سود عالم االت�صال اليوم ،وبطبيعة العمل في الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ،وبحاجاتها الم�ستقبلية ،وبمدار�س التعليم
والتدريب ال�صحفية الراهنة.
فهي فل�سفة ترف�ض التطرف ،بحيث ال تكون حرفية �أكثر من الالزم فتعلم الطالب وتدربهم على التقنيات
فقط ،فالأدوات والو�سائل التكنولوجية الحديثة اليوم قد ت�صبح متخلفة غد ًا بحيث تخرج حرفيا متمكن ًا من
حيث ال�شكل ،وترف�ض �أي�ضا �أن تكون نظرية �أكثر من الالزم �أو فل�سفية �أو ت�صورية �أو قيمية ،بل تركز على جوهر
الثورة التكنولوجية الجديدة ،والنظريات االت�صالية ،والإطار العام للمجتمع ال�سيا�سي واالقت�صادي واالجتماعي
والنف�سي والفل�سفي والثقافي والقيمي الذي يتحرك فيه ال�صحفي بحيث يخرج بفكر ور�ؤية وقدرة على تكوين
�إحكام ومواقف ووجهة نظر تجاه مجتمعه .ال مجرد �شخ�ص يفهم جوهر االت�صال فقط بدون �أن يمتلك نا�صية
�أدواته التقنية.
فالفل�سفة الجديدة لتعليم ال�صحافة واالت�صال تهدف �إلى الجمع بين جانبين :الجانب الأول :هو المهارات
القابلة للنقل ب�شكل �آني :وتتعلق بعمليات الكتابة والتحرير و الإخراج والإدارة وا�ستعمال الأجهزة والتقنيات
والأنظمة االت�صالية الجديدة بدء ًا من نهايات العر�ض ال�ضوئي ،و�آالت الجمع الت�صويري ،و�أجهزة الكمبيوتر
والطابعات� ،إلى الأقمار ال�صناعية ،و�أجهزة الفيديو ،وبنوك المعلومات� ،أي فهم االت�صال كتقنية و�أداء في ثورته
المتطورة التي لم ي�شهد العالم مثلها منذ �أكثر من �أربعين عام ًا ،منذ اختراع التلفزيون ،ولكن هل يكفي فقط تعلم
القواعد الإجرائية و�أ�ساليب �إدارة وت�شغيل هذه التكنولوجيات ،ال فالبد �أي�ضا من فهم جوهر هذه التكنولوجيات
و�أ�ساليب التعامل معها ،وت�أثيراتها على عملية االت�صال بالجماهير.
والجانب الثاني للفل�سفة الجديدة لتعليم ال�صحافة واالت�صال هو الذي يزود بعقلية معارف عامة �أو �أ�سا�س
نظري وفكري وفل�سفي وات�صالي يركز على جوهر عملية االت�صال بالجماهير وبعديها االجتماعي والإن�ساني ،فال
يكفي لدار�س ال�صحافة واالت�صال �أن يتعلم كيف ي�ستخدم المعدات ،فالمعدات تتغير وتتجدد بين �سنة و�أخرى
�أو عقد واخر ،ولكن ال�ضروري هو �أن يتعلم جوهر هذه التكنولوجيا ومتطلباتها وانعكا�ساتها وقيمها ي �إطار
عملية االت�صال بالجماهير التي تت�ضمن قائم ًا باالت�صال يوجه ر�سائله �إلى جمهور عبر و�سائل ات�صالية م�ستغ ًال
تقنيات ات�صالية متطورة بهدف تحقيق �أهداف معينة ،فجوهر الثورة التكنولوجية الحديثة التي يعي�شها المجتمع
متلق ايجابي.
متلق �سلبي �إلى ٍ
الأمريكي ،على �سبيل المثال ،تحول الم�شاهد �أو القارئ �أو الم�ستمع من ٍ
وفهم جوهر عملية االت�صال بكل �أبعادها يجعل الفرد المتعلم قادر ًا على تكوين قيم و�أحكام ومواقف
تجاه المجتمع وق�ضاياه و�أفراده ،وهو الم�سئول عن �أخبارهم وت�سليتهم وتوجيههم وتن�شئتهم ونقل العالم �إلى
�أذهانهم ،من خالل �أدواته التكنولوجية و�أحكامه وقراراته التحريرية االت�صالية كمحرر �أو مذيع �أو محرر في
بنك المعلومات ،من هنا تحدد جوهر فل�سفة تعليم ال�صحافة واالت�صال الحديثة في جملتين هما :التعليم للنجاح،
والتدريب للنفاذ وهي فل�سفة ترمي �إلى تعليم الأفراد لكي ينجحوا في فهم جوهر وظيفتهم االت�صالية في المجتمع
ودورهم الإعالمي والتف�سيري وخطورة هذا الدور ،من خالل ما يزود به تعليم ال�صحافة من مدخل معارف
عامة ( )l.A.Mللدار�س ،تجعله على وعي ب�أبعاد االت�صال المختلفة وعلى بكل العلوم والمعاني االجتماعية
85
الإن�سانية وبتعقيدات العملية االت�صالية وت�شابكها ،تم تدريبهم �أي�ضا على المهارات االت�صالية التقنية بنجاح
تام ،فالفل�سفة الجديدة في تعليم ال�صحافة وتركز على جانبي الفكر والقيم والأداء والعمل ،المعارف االت�صالية
والإعالمية العامة ،والأداء التقني االت�صالي ،العقلية الإعالمية النظرية ،والعقلية الحرفية المتمكنة.
وفي ندوة نظمها معهد بوينتر لدرا�سات و�سائل الإعالم pointer institute for Media Studies
في الواليات المتحدة الأمريكية� ،شارك فيها � 150أ�ستاذ وخبير ًا وممار�سا وخبير ًا ممار�س ًا وطالبا لل�صحافة
في 26فبراير 1998م ،عقدت بمدينة �سان بطر�سبرج ومولتها م�ؤ�س�سة نيمان ،وم�ؤ�س�سة بيو�شارلز ،تم تطوير
عدة م�ؤ�شرات حددت من خاللها الكفاءات الع�شر الأ�سا�سية المطلوبة في العاملين بجهاز تحرير ال�صحفية
جريدة كانت �أو مجلة في ع�صر ال�صحافة االلكترونية والإعالم الرقمي ،وتم ت�صورها في �شكل هرم على قمته
الأخالقيات ،ثم �أ�سفله الكفاءة الثقافية والكفاءة المدنية تليها الكفاءات الب�صرية والكفاءة التكنولوجية والكفاءة
العددية ،وفي القاعدة :الكفاءات المتعلقة بالتقييم الإخباري ،المقدرة اللغوية ،القدرة على التخيل والتف�سير
وكفاءة التغطية .Reporting
تدريب ال�صحفيين:
التدريب في مجال و�سائل الإعالم مثل ال�صحافة ،هو تلك العملية المنظمة المخطط لها ،ال�ستثارة ونقل بع�ض
الخبرات والمهارات والمعلومات والأفكار �إلى العاملين في و�سيلة االت�صال الجماهيرية (جرائد ،مجالت ،راديو،
تليفزيون� ،سينما� ،إدارات العالقات العامة ،الإعالن) .بغر�ض تن�شيط خبراتهم وتجديد �أفكارهم ومعلوماتهم،
والعملية التدريبية على و�سائل االت�صال بالجماهير هي عملية ت�ستهدف التزويد ب�ست رئي�سية:
�أو ًال:
التدريب في مجال و�سائل الإعالم مثل ال�صحافة ،هو تلك العملية المنظمة المخطط لها ،ال�ستثارة ونقل بع�ض
الخبرات والمهارات والمعلومات والأفكار �إلى العاملين في و�سيلة االت�صال الجماهيرية (جرائد ،مجاالت ،راديو،
تليفزيون� ،سينما� ،إدارات العالقات العامة ،الإعالن) بغر�ض تن�شيط خبراتهم وتجديد �أفكارهم ومعلوماتهم
والعملية التدريبية على و�سائل االت�صال بالجماهير هي عملية ت�ستهدف التزويد ب�ست حاجات رئي�سية.
�أو ًال :التوجيه:
من خالل م�ساعدة القادمين الجدد� ،أو المتدربين على فهم النظام الجديد الذي يلتحقون به� ،أنها تت�ضمن
توليفهم على الم�صطلحات والأجهزة ،وطرق وعالقات العمل الجديدة التي �سيجدون �أنف�سهم فيها وتتعلق �أ�سا�سا
بالفهم �أكثر منها لمجرد التطوير لمهارات محددة ،وهذا التوليف قد ي�شكل جزء ًا مهم ًا من تدريب مو�سمي �أو
تحويلي للأ�شخا�ص المنقولين �إلى عمل جديد داخل العمل الأ�صلي.
ثاني ًا المهارات الأ�سا�سية:
وهي تلك القدرات الخا�صة بمعالجة لغة التعبير االت�صالي المكتوبة �أو الم�سموعة �أو المرئية في الجرائد
والإذاعة والتليفزيون� ،أو التقنيات الخا�صة بكل و�سيلة ،والنقائ�ص اللغوية ال�شفوية الطفيفة واللغة المكتوبة يمكن
عالجها ،ولكن نقائ�ص اللغة الإعالمية و�أ�سلوب ا�ستعمالها ،يحتاج عالجها �إلى تدريب والى تنمية ،والى تن�شيط
للقدرات الكتابية �أو الت�صويرية� ،أو ال�صوتية� ،أو الأداء عامة ،وخطورة هذه المهارات الأ�سا�سية �أنها المحور الذي
86
تبنى عليه تقنيات العمل االت�صالي.
ثالث ًا :المهارات المت�صلة بتحرير الجريدة و�إخراجها وطباعتها (بالن�سبة لل�صحفيين) �أنها تت�صل بالعملية
الإنتاجية للمواد االت�صالية من الناحية الثقافية وناحية الم�ضمون ،وكذلك ت�شغيل الأجهزة والمعدات و�صيانتها
و�إ�صالحها.
رابع ًا :ترقية المهارات:
ويتم من خاللها تطوير مهارات في مجال معين� ،إنها عملية تن�شيطك له�ؤالء الأ�شخا�ص الأكفاء الذين
تدهورت مهاراتهم بمرور الوقت ،وتجعلهم على الفة مع المعدات الجديدة �أو الإجراءات التنظيمية وعالقات
الإنتاج الجديدة.
خام�س ًا :الخلفية العامة:
وتنطوي على تنمية العاملين في الو�سيلة االت�صالية (الجريدة �أو المجلة هنا) وتزويدهم بالخلفيات العامة
للق�ضايا االجتماعية والثقافية واالقت�صادية والنف�سية التي يقومون بمعالجتها من خالل و�سائل االت�صال.
�ساد�س ًا :التطبيقات المتخ�ص�صة:
وتت�ضمن هذه الخطوة �أو تلك المرحلة التزويد بجرعات متخ�ص�صة من المعلومات في مجاالت التخ�ص�ص
الفكري �أو الم�ضمون الم�سئول عنه ال�صحفي كمعلومات متخ�ص�صة ي�ستفيد منها العاملون في و�سيلة االت�صال في
ت�صميم برامجهم وموادهم االت�صالية خا�صة فيما يتعلق بنواحي الم�ضمون.
والمحور الأ�سا�سي للتدريب هو “المقرر” �أو “البرنامج” الذي يت�ضمن �إعداده الخطوات التالية:
�أو ًال :تحديد الم�ؤهالت التدريبية المطلوب تطويرها:
من خالل تحليل الم�ستويات المطلوب الو�صول �إليها ،ومدى تنا�سبها داخل النظام الحرفي والتعليمي ،وهل
�سيكون ذلك على �أ�سا�س معايير المهنة �أو متطلبات المجتمع؟
ثالث ًا :تحليل المحتوى التدريبي والو�سائل المعاونة:
ما الذي �سوف يتم تقديمه ،وكيف؟ وب�أي و�سائل تعليمية �أ�سا�سية ومعاونة يمكن لهذا المحتوى �أن يحقق
�أغرا�ضه� ،أو يتم تو�صيله بنجاح؟
رابع ًا :تحديد الأهداف التدريبية التطبيقية (المرحلية):
بمعنى� :أي مهارات �أو اتجاهات �أو معارف ينبغي �أن يتم تدري�سها من خالل المحتوى التدريبي ،وكيفية
تنظيم الأهداف ب�شكل مرتب ح�سب �أهميتها؟.
خام�س ًا :تنظيم عملية التعليم ،التدريب:
ويتم فيها تحديد خطوات العملية التعليمية ،التدريبية ومناهج وو�سائل وخطط التنفيذ (المحا�ضرة،
المناق�شة ،ور�شة العمل ،الزيارة الميدانية مث ًال) وو�ضع جدول زمني� ،أو كيف ن�ضع الأهداف والمحتوى في
وحدات تعليم ووقت ،ب�أي �أ�ساليب (مناهج) وو�سائل تتبع؟ وفي �أي ترتيب وجدولة ذلك زمني ًا.
87
�ساد�س ًا :عملية التعليم ،التدريب:
وفيها يتم تنفيذ البرنامج التدريبي من خالل تطبيق الخطط والبرامج التدريبية ح�سب الجدول الزمني
المو�ضوع.
�سابع ًا :تقويم العملية التدريبية:
وهي عملية تقدير لنتائج وطبيعة الآثار التي �أحدثتها عملية التدريب على الو�سيلة االت�صالية (الجريدة
هنا) ومن ثم فهي تفتر�ض وجود �أهداف محددة ومجاالت للنجاح والتغيير ي�سعى التدريب كعملية منظمة
ومخططة لإحداثها ،وهناك ثالثة مجاالت رئي�سية يتم من خاللها التقييم.
المعيار الأول� :أهداف البرنامج التدريبي ومدى تحققها ،وقد ت�شتمل هذه الأهداف على الأهداف التالية �أو
بع�ضها :مثل �إحداث تغييرات في وجهات نظر واتجاهات المتدربين ،وتنمية مهاراتهم تو�صيل معارف معينة ونقل
خبرات جديدة ،تحقيق التكيف بينهم وبين مجال عمل جديد.
المعيار الثاني :الأداء وطرق العمل :وي�شمل هذا �أداء المدرب والمتدرب قبل وبعد التدريب ،ومدى �صحة
و�سائل و�أ�ساليب التدريب والتعليم و�سالمتها ،و�سرعة التعليم �أو مدى تقدم المتدرب وا�ستجابته للبرنامج.
المعيار الثالث :البرنامج و�ست�ضمن درا�سة مدى تطابق محتوى �أو م�ضمون البرنامج مع الأهداف المحددة
والحاجات المطلوبة كالمهارات المراد تنميتها� ،أو المعارف المراد تح�صيلها �أو الخبرات المراد نقلها.
88
وهنالك من يرى �إن الإدارة الإ�ستراتيجية هي العملية الإدارية التي ت�ستهدف انجاز ر�سالة المنظمة من خالل
�إدارة وتوجيه عالقة المنظمة من بيئتها.
�أما (Ansoffان�سوف) ،وهو من �أ�شهر الكتاب في هذا المجال فيعرف الإدارة الإ�ستراتيجية ب�أنها:
ت�صور المنظمة لعالقتها مع بيئتها بحيث يو�ضح هذا الت�صور نوع العمليات التي يجب القيام بها على المدى
البعيد الذي يجب ان تذهب �إليه المنظمة والغايات التي يجب �أن تحققها.
�إن تفح�ص هذه التعريفات التي قبلت في الإدارة الإ�ستراتيجية يو�ضح ان بع�ضها يركز على ت�صور دور
المنظمة ر�سالتها وغاياتها بينما يركز بع�ضها الآخر على عملية اتخاذ القرارات الإ�ستراتيجية وتخ�صي�ص
الموارد التنظيمية ،وعلى �إنها علم وفن �صياغة وتنفيذ وتقييم القرارات الوظيفية المختلفة ،وفي هذا ال�صدد
يمكن القول �إن الإدارة الإ�ستراتيجية هي:
ت�صور الر�ؤى الم�ستقبلية للمنظمة وت�صميم ر�سالتها وتحديد غايتها على المدى البعيد وتحديد �أبعاد
العالقات المتوقعة بينها وبين بيئتها بما ي�سهم في بيان الفر�ص والمخاطر المحيطة بها ،ونقاط القوة وال�ضعف
المميزة لها ،وذلك بهدف اتخاذ القرارات الإ�ستراتيجية الم�ؤثرة على المدى البعيد ومراجعتها وتقويمها.
ثانيا� :أهمية الإدارة الإ�ستراتيجية
تزايد �إيمان الإدارة العليا ب�أهمية الإدارة العليا ب�أهمية الإدارة الإ�ستراتيجية والتفكير اال�ستراتيجي في
المنظمات المختلفة (الكبيرة وال�صغيرة) مرده وجود عاملين �أ�سا�سيان يتفاعالن معا:
الأول� :إن �إيمان الإدارة العليا بالإدارة الإ�ستراتيجية واعتمادها في �إطار العمل الآني والم�ستقبلي من �ش�أنه
تحقيق فوائد عديدة للمنظمة.
الثاني� :إن اعتماد الإدارة الإ�ستراتيجية �أ�صبح الآن خيارا ا�ستراتيجيا بالن�سبة للإدارة العليا في المنظمات نظرا
لما تواجهه من تحديات (غير عادية) عديدة محلية� ،إقليمية ،عالمية وبالتالي فان التفكير ب�إدارة العمل وتحقيق
�أهداف المنظمة بالأ�ساليب التقليدية ما عاد مجديا في يومنا هذا.
و�سوف ن�ستعر�ض هنا بع�ض الفوائد التي يمكن ان تحققها المنظمة عند ا�ستخدامها الإدارة الإ�ستراتيجية
ب�أ�ساليب عملية بعيدة عن التقليد والع�شوائية ،وكذلك الإ�شارة في بع�ض التحديات التي تواجهها المنظمات
والتي نفتر�ض على المنظمة �ضرورة تبني الإدارة الإ�ستراتيجية فكرا وعمال في مختلف الم�ستويات والأن�شطة
التنظيمية.
ثالثا :فوائد الإدارة الإ�ستراتيجية
.1و�ضوح الر�ؤية الم�ستقبلية واتخاذ القرارات الإ�ستراتيجية تتطلب �صياغة الإ�ستراتيجية قدرا كبيرا
من دقة توقع الأحداث الم�ستقبلية والتنب�ؤ بمجريات الأمور واال�ستعداد لها مما يمكن من تطبيقها
وبالتالي نمو المنظمة �أي �إن الإدارة الإ�ستراتيجية ت�سمح للمنظمة باال�ستعداد الم�سبق لم�ستقبل (بدال
من اال�ستجابة فقط) والت�أثير في الأن�شطة المختلفة وبالتالي في ممار�سة ال�سيطرة على م�ستقبلها
الخا�ص.
89
.2تاريخيا كانت الفائدة الأ�سا�سية الإ�ستراتيجية تنح�صر في م�ساعدة المنظمة في عمل ا�ستراتيجيات
جيدة من خالل ا�ستخدام الطريقة المعينة في �إيجاد الخيار اال�ستراتيجي وبالرغم من �إن ذلك ال
زال ي�شكل ميزة �أ�سا�سية في الإدارة الإ�ستراتيجية� ،إال �أن الدرا�سات الحديثة ت�ؤكد على �أن العملية
Processولي�س القرار �أو التوثيق،هي الم�ساهمة الأهم للإدارة الإ�ستراتيجية.
فالأ�سلوب والطريقة التي تمار�س بها الإدارة الإ�ستراتيجية تحتل �أهمية ا�ستثنائية فالهدف الأ�سا�سي للعملية
هو تحقيق الفهم وااللتزام من قبل جميع العاملين (المدراء والموظفين).
وقد يكون التفهم من بين �أهم الفوائد للإدارة الإ�ستراتيجية متبوعا بالإخال�ص وااللتزام وحينما يفهم
كل من المدير والموظف �أو العامل ماذا تفعل المنظمة ولماذا �سي�شعر كل منهم انه جزء من هذه
المنظمة و�سيكون �أكثر التزاما بم�ساعدتها في تحقيق هدافها.
.3ا�ستيعاب وفهم �أف�ضل المتغيرات البيئية �سريعة التغير ت�ستطيع المنظمات من خالل اعتمادها الإدارة
الإ�ستراتيجية اال�ستيعاب الأف�ضل والت�أثير في الظروف االقت�صادية واالجتماعية ومتغيرات بيئتها في
المدى البعيد قيا�سا في و�ضعها في الأمد الق�صير ،ومن ثم ت�ستطيع ا�ستغالل الفر�ص المتاحة وتقليل
اثر المخاطر البيئية بما يخدم نقاط القوة ويحجم نقاط ال�ضعف داخليا.
.4تحقيق النتائج االقت�صادية والمالية �أثبتت الدرا�سات الميدانية ان المنظمات التي ت�ستخدم الإدارة
الإ�ستراتيجية هي �أكثر نجاحا من تلك التي ت�ستخدم هذا االخت�صا�ص ،فهناك عالقة ايجابية بين
النتائج االقت�صادية والمالية المنظمة ومدى اهتمامها ب�إدارة ا�ستراتيجياتها طويلة المدى.
.5تدعيم المركز التناف�سي :تقوى الإدارة الإ�ستراتيجية مركز المنظمة في ظل الظروف التناف�سية
ال�شديدة ،وتدعم مركز ال�صناعات التي تواجه تغيرات تكنولوجية متالحقة ،كما ت�ساعد المنظمة على
اال�ستفادة من مواردها المتنوعة نظرا الت�ساع �سيطرتها الفكرية على �أمور ال�سوق.
.6التخ�صي�ص الفعال لإمكانات والموارد :ت�ساعد الإدارة الإ�ستراتيجية على توجيه جهود المنظمة ب�شكل
جيد في المدى البعيد ،كما ت�ساهم في ح�سن ا�ستخدام مواردها و�إمكاناتها بطريقة فعالة وبما ي�ضمن
ا�ستغالل نقاط القوة والتغلب على نواحي ال�ضعف.
رابعا :التحديات التي تواجه الإدارة الإ�ستراتيجية
هناك مجموعة من التحديات نجد من ال�ضروري �إثارتها �أمام القارئ من اجل التمعن فيها و�أخذها بالح�سبان
وهو ي�صنع قراراته الإدارية .ومن بين هذه التحديات ما يلي:
�أ .ت�سارع التغيرات الكمية والنوعية وبيئة الأعمال:
نعي�ش اليوم في عالم �سريع التغير في كل نواحيه ومظاهره ،عالم تكاد تال�شى فيه حدود الزمان والمكان،
بين ما هو قديم وجديد ،ويظهر التغير في البيئة ال�سيا�سية واالجتماعية واالقت�صادية والتكنولوجية والمعلوماتية،
ومن ثم فقد �أ�صبح و�ضع اال�ستراتيجيات والتعامل مع الفر�ص والتهديدات �أمرا حيويا وهام وفي مختلف �أنواع
90
المنظمات العربية.
ب .ازدياد حدة المناف�سة:
لم تعد المناف�سة مقت�صرة على ال�سعر وجودة المنتج فقط كما كان الو�ضع �سابقا ،بل تعددت الآن �أ�س�س المناف�سة
لت�شمل كل �أن�شطة المنظمة ،ولت�صبح مناف�سة كونية �أي�ضا .Global Competition
وتت�ضح هذه ال�صورة في ظهور مناف�سين جدد با�ستمرار وزيادة حدة المناف�سة ب�صورة عامة الأمر الذي
يفر�ض على الإدارة العليا تحدي و�ضع خطط �إ�ستراتيجية كفاءة وبعيدة المدى لمعالجة و�ضع المنظم في �أ�سواق
مختلفة على �سبيل المثال قبل ع�شرين عاما كانت �شركة جنرال موتورز تتحدى العالم ب�صناعتها ونموذجا مت�آلفا
يتطلع �إليه المدراء في بقية �أقطار العالم� ،أما اليوم فنجدها تلهث من اجل البقاء على حد قول احد مدراها.
ج .التحالفات الإ�ستراتيجية Strategic coalition
لقد تال�شت من عالم الأعمال حدود ال�سيادة بين الدول وذلك مع تزايد الطبيعة االعتمادية المتبادلة
لالقت�صاديات ونمو المناف�سة الأجنبية في الأ�سواق المحلية وندرة الموارد الطبيعية وحرية التبادل التجاري هذه
العوامل وغيرها جعلت ال�شركات (اليابانية مثال) تتجه نحو �إقامة تحالفات �إ�ستراتيجية مفتوحة مع ال�شركات
العالمية الأخرى بحيث يتعرف كل طرف على عنا�صر القوة التقنية عند الطرف الآخر.
د .والتطورات الأخيرة في �صناعة ال�سيارات ت�ؤكد هذا االتجاه حيث نجد مثال التحالف القائم بين �شركة
Toyotaو�شركة GEمن اجل �إن�شاء م�شروع لتطوير ت�صنيع ال�سيارات ونف�س ال�شئ بالن�سبة للتحالفات
القائمة بين �شركتي Ford. Mazda. Ford. Nissanوبين �شركتي Philipsو Samsungفي
مجال و�ضع التلفزيون ذي ال�صور المج�سمة.
ه .د .كما �أ�صبح ال�صراع على موارد الطاقة والماء والكفاءات العلمية النادرة �سمة الع�صر وترتب على
المنظمات و�ضع اال�ستراتيجيات التي ت�ضمن توفير الموارد بالقدرة وبالموا�صفات المطلوبة وفي الوقت
المنا�سب فقد انتهي ع�صر الوفرة للعديد من م�ستلزمات الإنتاج و�أ�صبحت الندرة هي ال�سمة الغالبة في
وقتنا الحا�ضر.
و .ظهور المنظمات المتعلمةLearning Organizations :
�أمام التغيرات البيئية ال�سريعة وغير الم�ؤكدة �أ�صبح لزاما على المنظمات امتالك القدرة على التناف�س
الناجح في مثل هذه البيئات وال يتحقق لها ذلك �إال �إذا امتلكت مرونة �إ�ستراتيجية تمكنها من تكوين ميزة تناف�سية
م�ستدامة وتتطلب المرونة الإ�ستراتيجية التزاما طويل الأمد لتطوير وتنمية الموارد ذات الأهمية اال�ستثنائية
كما تتطلب �إلزامية �أن ت�صبح المنظمة متعلمة وتركز ب�شكل مبا�شر على الح�صول على المعرفة ،Knowledge
ويمكن �أن ت�شكل المعرفة ميزة �إ�ستراتيجية في �أي مكان على المدى البعيد وهي �أ�سا�س القدرة في عملية خلق
المنتجات الجديدة �أو تطوير المنتجات الحالية وتقوم المعرفة بدور الم�ضاعف للثروة والقوة بمعنى ان بالإمكان
ا�ستخدامها �أما لزيادة (�أو تقليل) المتاح منها من اجل تحقيق زيادة ق�صوى في الكفاءة.
خام�سا :مراحل الإدارة الإ�ستراتيجية
لدينا �أربعة مراحل وخطوات في الإدارة الإ�ستراتيجية هي:
.1التحليل والر�صد البيئي Environmental Scanningويت�ضمن الم�سح �أو التحليل البيئية
91
الداخلية والخارجية.
� .2صياغة الإ�ستراتيجية � Strategy Formulationأي التخطيط اال�ستراتيجي طويل الأمد.
.3التطبيق اال�ستراتيجي Strategy Implementation
.4التقويم وال�سيطرة Evaluation and Control
وتتميز هذه المراحل التي ت�شكل في جملتها عملية Processذات خم�س خ�صائ�ص �أ�سا�سية:
�أوال :انه ال يمكن البدء في مرحلة �إال بعد االنتهاء من المرحلة ال�سابقة لها.
ثانيا� :إن جودة كل مرحلة توقف على جودة المرحلة ال�سابقة لها �أي ان التغير الذي يحدث في �أي منها ي�ؤثر في
المراحل الأخرى (ال�سابقة �أو الالحقة).
فالتغير في ر�سالة المنظمة ي�ؤثر على تغيير �أ�سلوب تعاملنا مع البيئة قد ت�ؤدي �إلى تعديل في الر�سالة،
وهكذا.
ثالثا� :إن الإدارة الإ�ستراتيجية عملية م�ستمرة �ش�أنها �ش�أن �أي من العمليات الإدارية الأخرى التي تعرفت عليها
�سابق ًا.
رابعا :ينبغي النظر �إلى الإدارة الإ�ستراتيجية باعتبارها عملية �ضرورية تتطلب وجود تدفق م�ستمر للمعلومات تتم
بوا�سطته مراجعة مراحل هذه العملية و�إجراء الخطوات الت�صحيحية في �أي من مكوناتها.
92
�أوال :التحليل والر�صد البيئي Environ mental Scanning
التحليل البيئي هو ا�ستعرا�ض وتقييم وتوزيع المعلومات التي تم الح�صول عليها من البيئة الخارجية
والداخلية �إلى المديرين الإ�ستراتيجيين في المنظمة وينح�صر هدف التحليل اال�ستراتيجي في التعرف على
العوامل الإ�ستراتيجية Strategic Factorsالتي �سوف تحدد م�ستقبل المنظمة واب�سط طريقة لإجراء مثل
هذا التحليل هو تحليل “�سووت .SWOT Analysis
وي�ستخدم م�صطلح SWOTلتحديد الفر�ص Opportunitiesوالتهديدات Threatsفي البيئة
الخارجية لمنظمة External Environmentوالتي لي�ست تحت �سيطرة المنظمة في الأمد الق�صير وت�شكل
هذه المتغيرات المحتوى �أو الإطار الذي تعمل فيه المنظمة وتتمثل بالقوى واالتجاهات االجتماعية العامة وبع�ض
العوامل الخا�صة في البيئة ال�صناعية للمنظمة.
وكذلك لتحديد عوامل القوة Strengthsوال�ضعف Weaknessesوالتي لي�ست بال�ضرورة تحت �سيطرة
الإدارة العليا في الأمد الق�صير وتت�ضمن هذه العوامل هيكل المنظمة ثقافة المنظمة والموارد المختلفة للمنظمة.
وت�شكل نقاط القوة الأ�سا�سية للخ�صائ�ص الرئي�سية التي ت�ستخدمها المنظمة للح�صول على الميزة التناف�سية
ويو�ضح ال�شكل التالي المتغيرات البيئية الخارجية والداخلية للمنظمة.
ثاني ًا� :صياغة الإ�ستراتيجية Strategy Formulation
يق�صد ب�صياغة الإ�ستراتيجية و�ضع خطط طويلة الأمد لتمكن الإدارة العليا من �إدارة الفر�ص والتهديدات
ونقاط القوة وال�ضعف ب�أ�سلوب فعال .وتت�ضمن عملية ال�صياغة الإ�ستراتيجية التحديد الدقيق لكل من المجاالت
الآتية:
�أ .تحديد ر�سالة المنظمة.
ب .تحديد الأهداف القابلة لتحقيق
ج .و�ضع اال�ستراتيجيات وتطويرها
د .و�ضع ال�سيا�سات الكفيلة بتحقيق الأهداف واال�ستراتيجيات �ضمن �إطار ر�سالة المنظمة.
والأتي نبذة مخت�صرة لكل من هذه المجاالت:
�أ .تحديد ر�سالة المنظمة Mission
تكمن الخطوة الجوهرية الأولى في عملية الإدارة الإ�ستراتيجية في �صياغة ر�ؤيا �شاملة للمنظمة �إذ يجب ان يكون
لكل منظمة فل�سفة وفكر خا�ص بها يميزها عن المنظمات الأخرى ،ويحدد الغر�ض من ووجودها وي�ضع المالمح
الأ�سا�سية للأ�سواق وال�سلع التي تعمل فيها والم�ستهلك النهائي.
فر�سالة المنظمة هي الغر�ض �أو �سبب وجود المنظمة في بيئة معنية� ،إنها وثيقة مكتوبة تمثل د�ستور المنظمة
والمر�شد الرئي�سي لكافة القرارات والجهود ،وتغطي عادة فترة زمنية طويلة الأمد.
وفي حقيقة الأمر نجد ان تحديد ر�سالة محددة ووا�ضحة للمنظمة يجب على �أربعة �أ�سئلة هامة:
ما هو عمل المنظمة الآن وماذا �سيكون في الم�ستقبل؟ o
لمن ي�ؤدي هذا العمل؟o
93
لماذا توجد المنظمة؟ o
الإجابة على هذه الت�سا�ؤالت الأ�سا�سية ي�ساعد المديرين في تجنب خطر الوقوع في �إ�شكالية التوجه باتجاهات
متعددة في لحظة واحدة ،فعندما يفتقد قائد ال�سفينة بو�صلة المالحة تت�ساوى �أمامه االتجاهات الأربعة وهو
و�سط البحر.
ب .تحديد الأهداف القابلة للتحقيق
تظهر الحاجة �إلى وجود الأهداف في جميع المنظمات بغ�ض النظر عن الخ�صائ�ص الإدارية والتنظيمية
التي تتميز بها� ،إن ملية �إقامة غايات منهجية ال ت�ضمن فقط توجيه المنظمة نحو تحقيق �أهداف معينة بل يمنع
االنحراف والن�شاط غير الهادف واالرتباك عما ينبغي تحقيقه و�ضياع الغاية من وجود المنظمة.
الأهداف Objectivesهي النتائج النهائية للن�شاط المخطط الن�شاط الذي ترغب المنظمة في
تحقيقه.
وتحدد الأهداف “ماذا” يجب انجازه “ومتى” يجب �أن يتم؟ ويف�ضل �أن يتم ذلك ب�أ�سلوب كمي كلما
�أمكن.
وهناك من يفرق بين الغايات Goalsوالأهداف � Objectiveإذ يرى �أن الغايات هي حالة عامة لما
يريد �أن يحققه الفرد في الم�ستقبل البعيد وفي الغالب ال تخ�ضع للت�أطير الكمي� ،أما الأهداف فهي التي ت�شتق من
الغايات �إنها الغايات النهائية الواجب تحقيقها مثل تعظيم الأرباح .profit Maximization
ومن بين المجاالت التي تتجه المنظمة �إلى تحديد الغايات والأهداف فيها ما يلي:
الربحية ،الكفاءة ،النمو ،الم�ساهمة في ر�ضاء العاملين ،الم�ساهمة في خدمة المجتمع ،البقاء ،قيادة ال�سوق،
الحاجات ال�شخ�صية للإدارة العليا).
هذا وتتكون الأهداف من �أربعة عنا�صر هي
غاية يتعلق بها الهدف (تعظيم الأرباح مثال �أو زيادة المبيعات). o
مقيا�س درجة التقدم نحو تحقيق الغاية (ن�سبة الربح ال�صافي �إلى ر�أ�س المال المملوك مثال o
لقيا�س مدى تعظيم الأرباح).
ن�سبة م�ستهدفة لتحقيق الهدف ( %12مثال). o
�إطار زمني لتحقيق الهدف (�سنة مثال). o
ولكي تكون عملية الأهداف مجدية بالن�سبة للإدارة ،ال بد من تحديد هذه العنا�صر الأربعة بدقة وبو�ضوح تام
كما يجب اختيار كل واحد من هذه العنا�صر بعد البحث والدرا�سة بعناية فائقة.
وبمجرد اختيار الإدارة للمقايي�س الفردية لكل من �أهدافها ف�أنه يتوجب عليها:
الت�أكد من �إمكانية تحقيق الأهداف فرديا وجماعيا.
o
ترتيب الأهداف المختارة والمعدلة طبق ًا لأولويات تحقيقها. o
تف�صيل الأهداف المختارة �إلى �أهداف فرعية ح�سب �أنواع �أن�شطة الأعمال التي تزاولها o
94
المنظمة.
الت�أكد من عدم تعار�ض الأهداف الفرعية مع ا�ستراتيجيات الأعمال وا�ستراتيجيات المنظمة o
والمخاطر والفر�ص في البيئة الخارجية ل�ضمان �إمكانية تحقيق هذه الأهداف.
ج .و�ضع اال�ستراتيجيات وتطويرها Development Strategies
الإ�ستراتيجية الخا�صة بالمنظمة هي خطة رئي�سية �شاملة تحدد كيف �ستنجز المنظمة ر�سالتها و�أهدافها
وذلك من خالل اال�ستفادة الق�صوى من الميزات التناف�سية وتقلي�ص الآثار ال�سلبية للمخاطر والم�ساوئ التي
تفرزها المناف�سة �إنها مجموعة الأفعال والقرارات التي ي�ضطلع بها المديرون من اجل تحقيق م�ستوى متفوق من
الأداء للمنظمة.
وبالرغم من تعدد الآراء ب�ش�أن عدد الم�ستويات الإ�ستراتيجية في منظمات الأعمال �إي �أن هناك ثالثة
م�ستويات للإ�ستراتيجية ،متكاملة مع بع�ضها ،لكل منها مكانتها و�سماتها والدور المخطط لها والمخت�ص
بو�ضعها .وهذه الم�ستويات هي:
الإ�ستراتيجية الكلية �أو الإ�ستراتيجية المنظمةCorporate Strategy . 1
في هذا الم�ستوى تتول الإدارة الإ�ستراتيجية عملية تخطيط كل الأن�شطة المت�صلة ب�صياغة ر�سالة المنظمة
وتحديد االتجاه العام للمنظمة من حيث مدى النمو وكيفية �إدارة �أن�شطة المنظمة وخطوط �سلعها وهي تهتم ب�س�ؤال
�أ�سا�سي هو ما هي مجموعة الأعمال التي ينبغي �أن تعمل فيها المنظمة؟
وبالتالي ف�أنها تهتم بتحديد ال�صناعات التي ينبغي �أن تعمل فيها المنظمة �أو تدخل فيها �أو تخرج منها.
وعليه ف�أن �إ�ستراتيجية المنظمة تهتم بتحليل وتعريف الفجوة الإ�ستراتيجية Strategic Gapوتحديد
الغايات الجوهرية التي تهدف المنظمة �إلى تحقيقها وبيان منهج تحديد الموارد وتخ�صي�صها بين وحدات الأعمال
في المنظمة وتتميز اال�ستراتيجيات الكلية بكونها ا�ستراتيجيات طويلة الأجل ،كما وت�ؤثر على كل المنظمة.
ا�ستراتيجيات وحدات الأعمال Business Units Strategies . 2
تتمركز هذه اال�ستراتيجيات على م�ستوى ن�شاط الأعمال وهنا يكون التركيز على كيفية تح�سين المركز
التناف�سي للمنظمة بخ�صو�ص ال�سلع �أو الخدمات التي تنتجها الوحدة وتقدمها في البيئة ال�صناعية �أو قطاع
�سوقي معين.
ومن �أهم القرارات الإ�ستراتيجية في هذا المجال تلك الخا�صة بتحديد خط المنتجات تنمية ال�سوق،
التوزيع ،التمويل ،العمالة ،البحث والتطوير ،ت�صميم نظم الت�صنيع وتحليل الأو�ضاع البيئية لتحديد الفر�ص
والمخاطر المحتمل ان تواجها المنظمة وتمتاز ا�ستراتيجيات الأعمال بكونها تركيزا �أو اقل مدى من �إ�ستراتيجية
المنظمة ككل.
الإ�ستراتيجية الوظيفية Function Strategy . 3
تهتم الإ�ستراتيجية الوظيفية بمجال وظيفي معين لتحقيق �أهداف وا�ستراتيجيات الوحدة الإدارية والمنظمة
عن طريق تعظيم �إنتاجية الموارد المتاحة حيث ت�ضع الأق�سام الوظيفية (في �ضوء القيود التي تحددها
ا�ستراتيجيات المنظمة وا�ستراتيجيات الأعمال) ،ا�ستراتيجيات لتجميع ن�شاطاتها الوظيفية المختلفة ومقدرتها
95
على تح�سين الأداء ومن بين هذه اال�ستراتيجيات� ،إ�ستراتيجية الت�سويق ،و�إ�ستراتيجية الإنتاج و�إ�ستراتيجية
الأفراد وهكذا.
وتتميز اال�ستراتيجيات في هذا الم�ستوى ب�أنها ذات طابع ت�شغيلي وتنفيذي ق�صير ال ي�ستمر ت�أثيرها لفترة
طويلة ومن �أمثلة ذلك القرارات الإ�ستراتيجية الخا�صة باختيار الموردين والمناطق الجغرافية والتحفيز والرقابة
و�أماكن تقديم مراكز الخدمة الخا�صة بال�صيانة.
و�ضع ال�سيا�سات Policies . 4
لي�س اختيار الإ�ستراتيجية المالئمة حاليا لو�ضع المنظمة هو نهاية المطاف ل�صياغة الإ�ستراتيجية بل ال بد
من و�ضع ال�سيا�سات من قبل الإدارة العليا لكي ن�صف من خاللها القواعد الأ�سا�سية للتنفيذ وتتبع ال�سيا�سات من
الإ�ستراتيجية المختارة لت�شكل خطوط �إر�شاد عري�ضة Broad guidelinesي�ستر�شد بها العاملون في اتخاذ
القرارات الجوهرية ذات المدى الزمني البعيد في مختلف �أجزاء المنظمة.
�إنها مجموعة المبادئ والمفاهيم التي ت�ضعها الإدارة العليا لكي تهتدي بها مختلف الم�ستويات الإدارية
عند و�ضع خططها وتنفيذها وي�ستر�شد بها المديرون عندما يتخذون قراراتهم في ن�شاطهم اليومي ،ويلتزم
بها المنفذون �أثناء قيامهم بواجباتهم الوظيفية� ،إنها بعبارة �أخرى بمثابة د�ستور للعمل فهي الإطار الدائم
الذي يوجه الفكر في اتخاذ القرارات وفي نطاقها تتم جميع الت�صرفات في ان�سجام وتوافق و�صوال �إلى الهدف
الم�شترك.
وت�ستخدم المنظمة ال�سيا�سات لكي ت�ضمن قيام العاملين منها باتخاذ القرارات ب�أ�ساليب تدعم ر�سالة المنظمة
و�أهدافها وا�ستراتيجياتها ،وتبقي ال�سيا�سات لمدة طويلة من الزمن وقد تظل باقية حتى بعد زوال اال�سترتيجية التي
�أدت �إلى و�ضعها وقد ت�صبح مثل هذه ال�سيا�سات الإدارية ما يلي:
�إن �شركتنا ترف�ض �أي تفي�ض في التكاليف �إذا اقترن بتخفي�ض جودة منتجاتنا ب�أي �شكل من الأ�شكال
.Maytag Company
يجب �أن تحتل �شركة جنرال موتوز General Implementationالمرتبة الأولى �أو الثانية في �أي
�سوق.
ثالث ًا :تنفيذ الإ�ستراتيجية Strategy Implementation
يق�صد بتنفيذ �أو تطبيق الإ�ستراتيجية العملية التي بوا�سطتها يتم و�ضع اال�ستراتيجيات وال�سيا�سات مو�ضع
التنفيذ من خالل البرامج والميزانيات والإجراءات ،ويتم تنفيذ هذه العملية من قبل ويرى الإدارة الو�سطى
و الإ�شرافية ولكنها تراجع من قبل الإدارة العليا ،و�أ�شار �إليها �أحيانا بالتخطيط الت�شغيلي Operational
planningوهي تهتم بالم�شكالت اليومية لتوزيع الموارد.
وقد تت�ضمن هذه العملية تغيير في ثقافة المنظمة والهيكل التنظيمي ونظام الإدارة والأتي �شرح مخت�صر لكل
البرامج والموازنات والإجراءات.
البرامج :Programs
96
البرنامج هو مجموعة من الن�شاطات والخطوات الالزمة لتحقيق خطة ذات غر�ض محدد� ،إنها تعمل على
تفعيل الإ�ستراتيجية وقد تت�ضمن �إعادة هيكلة المنظمة �أو تغيير في ثقافتها �أو البدء بجهود بحثية جديدة.
الميزانيات :Budgets
هي ترجمة البرامج �إلى قيم نقدية �إنها تت�ضمن و�ضع قوائم التكاليف التف�صيلية لكل برنامج لأغرا�ض
التخطيط والمتابعة ك�أن ن�ضع ميزانية للإعالن و�أخرى لحوافز وثالثة للبحث والتطوير.
الإجراءات :Procedures
ي�شار �إليها �أحيانا بالإجراءات الت�شغيلية المعيارية �إنها ت�صف تف�صيليا الأن�شطة المختلفة التي يجب القيام
بها النجاز برنامج المنظمة على �سبيل المثال قد ت�ضع المنظمة �إجراءات محددة لكيفية ا�ستيراد الموارد الأولية
من ال�سوق المحلية �أو الأجنبية وقد تت�ضمن الإجراءات قائمة بالموردين الذين يجب االت�صال بهم وطرق كتابة
نموذج موافقة وتفا�صيل الدفع.
رابع ًا :التقييم وال�سيطرة Evaluation and Control
والتقويم والمتابعة الإ�ستراتيجية هما عملية مراقبة يحدد فيها مديرو الإدارة العليا مدى تحقيق التطبيق
اال�ستراتيجي الختيارهم �أهداف المنظمة وغاياتها ومدى نجاحهم في ذلك ،ويتم التقويم على م�ستوى المنظمة
وم�ستوى وحدات الأعمال �أي�ضا.
وي�ستخدم المدراء في جميع الم�ستويات الإدارية المعلومات المتوفرة عن االدعاء من اجل اتخاذ الإجراءات
الت�صحيحية وحل الم�شكالت وبالرغم من ان التقويم والرقابة يمثالن المرحلة النهائية في الإدارة الإ�ستراتيجية
ال�سابقة وهذا يحفز الإدارة على عملية الت�صحيح.
ومن اجل �ضمان فاعلية كل من التقويم والرقابة البد من ان يح�صل الإداريون على معلومات دقيقة ومو�ضوعية
و�سريعة من العاملين تحت رئا�ستهم عن طريق ما ي�سمى بالتغذية العك�سية Feedbackوبا�ستخدام هذه
المعلومات ي�ستطيع المدراء مقارنة ما يجرى فعليا ما تم التخطيط له م�سبقا في مرحلة �صياغة الإ�ستراتيجية.
وهناك ثالثة �أن�شطة رئي�سية لتقييم الإ�ستراتيجية هي:
-مراجعة العوامل الداخلية والخارجية.
-قيا�س الأداء وذلك بمراجعة النتاج والت�أكد من ان الأداء التنظيمي والفردي ي�سيران في االتجاه
ال�صحيح.
-اتخاذ الإجراءات الت�صحيحية.
�إن مراجعة وتقويم الإ�ستراتيجية يعد �أمرا جوهريا �إذ ان النجاح في الغد يتوقف على النجاح في �أداء �أن�شطة
اليوم.
الخال�صة:
الإدارة الإ�ستراتيجية هي ت�صور الر�ؤى الم�ستقبلية للمنظمة وت�صميم ر�سالتها وتحديد غايتها و�إبعاد العالقة بين
المنظمة وبيئتها بما ي�سهم في بيان الفر�ص والمخاطر المحيطة بها ونقاط القوة وال�ضعف التي لديها من اجل اتخاذ
97
القرارات الإ�ستراتيجية وو�ضعها مو�ضع التنفيذ وتقويمها ومراقبتها.
ان تزايد �إقبال المنظمات على تبنى الإدارة الإ�ستراتيجية فكرا و�أ�سلوبا للعمل يعود بالدرجة الأولى �إلى
الفوائد التي ت�ستطيع �أن تحققها المنظمة عند تطبيقها لأ�س�س الإدارة الإ�ستراتيجية ب�شكل فعال �إن هذا الإقبال
مرده �أي�ضا �إن الإدارة الإ�ستراتيجية �أ�صبحت في يومنا هذا خيارا ا�ستراتيجيا ال يمكن للمنظمات �إال �أن تتبناه من
اجل �أن تكون �أكثر قدرة على مواجهة التحديات غير العادية على الم�ستوى المحلي والعالمي.
ثانيا :الأدوار الرئي�سية للمدير اال�ستراتيجي ٍ
تو�صل هنري منتزيرج (� )Henry Mintzbergإلى �أن هناك ع�شرة ادوار �أ�سا�سية المدير اال�ستراتيجي
تقع �ضمن ثالث مجاميع رئي�سية هي:
.1الأدوار ال�شخ�صية personal roles
ي�ؤدي المدير واجبات ر�سمية ذات طبيعة اجتماعية �أو قانونية ب�صفته رئي�سا �صوريا ورمزيا للمنظمة
( Figureheadمثل حفالت التقاعد ،افتتاح خط �إنتاجي معين ،ح�ضور ن�شاطات اجتماعية ،وتوقيع عقود
بالنيابة عن المنظمة) ،وبو�صفه قائدا Leaderيحث ويحفز ويطور ويقود وير�شد العاملين ،وبو�صفه حلقة
و�صل Liaisonيحتفظ ب�شبكة من العالقات و االت�صاالت م�صادر المعلومات للح�صول على المعلومات
والم�ساعدة �أو الت�أييد.
.2الأدوار المعلوماتية Information Rotes
وتت�ضمن دور المراقب Monitorالذي يقر�أ التقارير ويراجع الم�ؤ�شرات الح�سا�سة لأداء المنظمة،
ويقوم بجوالت في المنظمة ،وكذلك دور الموزع للمعلومات �أو نا�شر للمعرفة Disseminatorبين العاملين
والأ�شخا�ص المهمين �سواء داخل المنظمة �أو خارجها �إلى جانب دور المتحدث �أو الناطق الر�سمي با�سم المنظمة
Spokes personالذي يطلع الجهات الخارجية ذات العالقة بكل ما من �ش�أنه تعزيز مكانة المنظمة كان
يتحدث �إلى غرفة التجارة �أو يو�ضح �سيا�سة المنظمة لو�سائل الإعالم وي�شارك في الحمالت الدعائية.
.3الأدوار القرارية Decisional roles
.4كما يبحث المدير اال�ستراتيجي عن الم�شروعات في المنظمة والبيئة من اجل تح�سين ال�سلع والعمليات
والوظائف المختلفة ،باعتباره رجل �أعمال ريادي ،Entrepreneurواخذ الإجراءات الت�صحيحية في
�أوقات الأزمات باعتباره معالج لل�صراعات والمتاعب ،Disturbance Handlerويعمل على توزيع
الموارد المختلفة وفق �أولويات معتمدة بو�صفة موزعا للموارد Resource Allocateوهو يمثل المنظمة
كمفاو�ض Negotiatorفي العقود واالتفاقيات مع الممثلين الرئي�سين للجماعات المختلفة في البيئة
والتفاو�ض مع النقابات والمفو�ضين والممولين والعمالء الرئي�سين للمنظمة.
ثالثا :حاكميه المنظمة Corporate Governance
(من الذي يحم المنظمة؟) لكي ينفذ المدراء الإ�ستراتيجيون الإدارة الإ�ستراتيجية بمختلف مفرداتها البد
من وجود تركيب تنظيمي معين �أو وحدات �إدارية محددة لممار�سة عملية الإدارة الإ�ستراتيجية وتحقيق الأهداف
الأ�سا�سية للمنظمة في مجاالت البقاء والنمو وهذه الوحدات هي مجل�س الإدارة ،والإدارة العليا.
98
.1مجل�س الإدارة Board of Directors
يتكون مجل�س �إدارة ال�شركة من مجموعة من الأع�ضاء (داخليين وخارجين) الم�سئولين قانونا �أمام الجمعية
العمومية للم�ساهمين عن ح�سن �إدارة المنظمة ،فهو الجهة التي يناط بها م�س�ؤولية الإدارة والرقابة وبذلك ين�سب
�إليه حاالت النجاح �أو الف�شل.
كان �أداء مجال�س الإدارة وال يزال في بع�ض ال�شركات �سلبيا وكان اختيار الأع�ضاء يتم على �أ�سا�س مراكزهم
االجتماعية� ،أو مدى �صلتهم وقربهم من المديرين بغ�ض النظر عن موا�صفاتهم الإدارية والفنية ومعرفتهم
للمهمة الأ�سا�سية لل�شركة التي ي�شرفون عليها.
م�س�ؤوليات مجل�س الإدارة:
ال تملك معايير عليها تحدد �أو تعرف م�س�ؤولية مجل�س الإدارة ب�شكل دقيق فهي تختلف من دولة �إلى �أخرى
وت�شير الدرا�سات الحديثة التي تمت في ال�شركات الأمريكية �إلى �أن �أع�ضاء مجل�س الإدارة يتم انتخابهم �أو
تعينهم حاملي الأ�سهم للأغرا�ض الآتية
.1و�ضع �إ�ستراتيجية �ألمنظمة ،وتحديد اتجاهها العام ور�سالتها وغايتها.
.2تعين(�أو ف�صل) المديرين التنفيذيين الرئي�سيين في المنظمة.
.3الرقابة وال�سيطرة علي الإدارة العليا.
� .4إعادة التقييم والم�صادقة علي ا�ستخدام موارد المنظمة.
.5االهتمام بم�صالح ذوي الم�صلحة.
وبالرغم من �ضرورة اهتمام المجل�س بجميع هذه الواجبات لكن �أهمية كل منها تختلف باختالف الظروف.
ومن الناحية القانونية يكون المجل�س م�سئوال عن توجيه �أمور ال�شركة ولي�س �إدارتها فالإدارة من اخت�صا�صات
الإدارة العليا.
دور مجل�س الإدارة في الإدارة الإ�ستراتيجية:
لكي ي�ستطيع مجل�س الإدارة مقابله م�س�ؤولياته التي تناولناها في الفقرة ال�سابقة علية القيام بثالثة مهام
�أ�سا�سية:
_ المراقبةmonitor:
ي�ستطيع المجل�س من خالل لجان �إدارية متخ�ص�صة �أن يبقي متما�شيا وعلي علم بالتطورات التي تحدث داخل وخارج
المنظمة .وبالتالي ي�ستطيع �أن يوجه �أنظار الإدارة �إلي �أي تطورات يمكن �أن تغفلها.
_ التقييم والت�أثيرevaluate and influence :
ي�ستطيع المجل�س فح�ص اقتراحات وقرارات وت�صرفات الإدارة ،والموافقة �أو عدم الموافقة عليها ،وتقديم
الن�صح والإر�شاد وو�ضع البدائل.
_ اال�ستحداث والتحديدinitiate and determine:
ي�ستطيع المجل�س ا�ستحداث ر�سالة المنظمة وتحديد البدائل الإ�ستراتيجية للإدارة وبالإمكان و�صف المجل�س
99
�أو تحديد خ�صائ�صه في محاوالته تحقيق هذه المهام الثالث الأ�سا�سية .وذلك من خالل تحديد النقطة التي
تمثله علي مقيا�س م�صمم علي �أ�سا�س مدي �إ�سهامه في الأمور الإ�ستراتيجية للمنظمة .تتراوح المجال�س ح�سب
�أنواعها بين مجال�س هام�شية �أو �صورية ال ت�سهم �إطالقا في تحقيق هذه المهام ،ومجال�س ن�شطة ت�سهم بدرجة
كبيرة في المهام الثالث( ،اال�ستحداث والتقويم والت�أثير ،والمراقبة).
.5وت�شير الدرا�سات التي �أعدت في المنظمات �إلى �أن م�ساهمة مجل�س الإدارة تنح�صر بين الم�شاركة
اال�سمية الفاعلة وقد وجدت مجلة Fortuneعندما بحثت واقع مجل�س الإدارة في (� )500شركة ناجحة
ما يلى:
%30من المجال�س يعمل بن�شاط مع مجل�س الإدارة لتحديد االتجاه اال�ستراتيجي لل�شركة. •
%30من المجال�س ينح�صر دورها في اقل ما يمكن من الم�شاركة (م�شاركة ا�سمية). •
%40من المجال�س ي�صادق فقط على المقترحات الإ�ستراتيجية التي تقدمها الإدارة العليا( ،موافقة •
ت�شكيلية او وهمية)..
.6وقد جرت العادة (ال�سيما في ال�شركات الأمريكية والكندية) �أن يقوم رئي�س مجل�س الإدارة بوظيفة
الرئي�س التنفيذي الأعلى (�.Chief Executive Officer )CEOإال �أن لهذا الأ�سلوب مخاطرة لأنه
يعطي للرئي�س او المدير التنفيذي الكثير من القوة وي�ساعد على تقلي�ص ا�ستقاللية المجل�س لذلك �أكدت
القوانين البريطانية والألمانية واال�سترالية على �ضرورة الف�صل بينها.
وتنجز معظم مجال�س الإدارة الفاعلة في ال�شركات الكبيرة �أعمالها من خالل اللجان مثل لجنة التخطيط
اال�ستراتيجي ولجنة المراجعة ،ولجنة التعوي�ضات واللجنة المالية ولجنة الم�شتريات ولجنة التعيينات وبالرغم
من �أن هذه اللجان لي�س لها واجبات قانونية محددة �إال ما ذكر في التعليمات الداخلية لكنها تمنح �صالحية كاملة
بالت�صرف في �صالحية المجل�س بين اجتماعاته وبالتالي فهي تت�صرف كامتداد للمجل�س وقد يكون بع�ض هذه
اللجان دائمة كما هي الحال في لجنة التخطيط اال�ستراتيجي او غير دائمة كما هي الحال في لجان الم�شتريات
والتعيينات والمراجعة.
وبالرغم من �أن م�سئولية الإدارة الإ�ستراتيجية ي�شارك بها جميع العاملين في ال�شركة �إال �أن مجل�س الإدارة
يلزم الإدارة العليا ب�ضرورة �أداء هذه الم�س�ؤولية على خير وجه.
.2يتم في الغالب تنفيذ مهام الإدارة العليا من قبل المدير العام او ما ي�سمى بالمدير التنفيذي الأعلى
في ال�شركة وبالتن�سيق مع نوابه ومدراء الأق�سام في ال�شركة ويكون المدير العام م�سئوال �أما مجل�س الإدارة
عن الإدارة ال�شاملة لل�شركة� ،إن من واجباته تنفيذ العمل المطلوب مع الآخرين ومن خاللهم لتحقيق
�أهداف ال�شركة وبالتالي فان عما الإدارة العليا متعدد الجوانب وموجه نحو م�صلحة ال�شركة ككل.
ويتوجب على المدير العام �أداء م�س�ؤوليين �أ�سا�سيين بنجاح تام نظرا لأهميتها في فاعلية الإدارة الإ�ستراتيجية
بال�شركة
توفير القيادة الإدارية والر�ؤية الإ�ستراتيجية لل�شركة. �أ .
100
�إدارة عملية التخطيط اال�ستراتيجي. ب .
وفيما يلي �شرح مخت�صر لكل منها:
�أ .توفير القيادة لل�شركة:
وتتج�سد �أهمية القيادة لل�شركة من حيث �إنها ت�ضع او تحدد النغمة التي ت�سير عليها ال�شركة �إلى الر�ؤية
الإ�ستراتيجية Strategic Visionفهي ت�صور لما يمكن ان تكون عليه ال�شركة م�ستقبال.وغالبا ما نجدها في
ر�سالة ال�شركة ويرغب العاملون في المنظمة في الح�صول على ر�ؤية وا�ضحة لما يعملون في �سبيله والإح�سا�س
بر�سالة المنظمة ،وتلعب الإدارة العليا دورا �أ�سا�سيا في هذا المجال لأنها وحدها القادرة على تحديد وتو�صيل هذا
الإح�سا�س �إلى كافة العاملين بالمنظمة والقيادة لي�ست هي الإدارة الإ�ستراتيجية كما يظن البع�ض بل �إنتاج لها.
.7ولتو�ضيح �أهمية القيادة الإ�ستراتيجية يقول مدير �شركة جنرال �إلكتريك General Electric Co
:قادة ال�شركات الجيدون هم القادرين على خلق الر�ؤية،وتحديدها بو�ضوح و االحتفاظ بها ب�صبر والمثابرة
على تحقيقها بال هوادة.
لقد اكت�شفت درا�سة قامت بها م�ؤ�س�سة ما كنزي لمدة عامين �أن المديرين التنفيذيين في المن�ش�آت المتو�سطة
الحجم والناجحة هم في الأ�صل مندوبو مبيعات متفوقين ب�أنف�سهم كثيرا ،ويعبرون على �صعوبات نقل �أحا�سي�سهم
و�إخال�صهم لل�شركة ور�سالتها �إلى كل من يت�صل بهم.
ويدرك المديرون التنفيذيون �أ�صحاب الر�ؤية الإ�ستراتيجية الوا�ضحة �إنهم قادة ن�شطون وملهمون .ي�ستطيعون
فر�ض احترامهم والت�أثير في �صياغة وتنفيذ الإ�ستراتيجية لأنهم يتمتعون بثالث خ�صائ�ص �أ�سا�سية هي:
.1القدرة على تحديد الر�ؤية الإ�ستراتيجية للمنظمة فالمدير ال يرى ال�شركة كما هي عليه الآن و�إنما
كيف �إن ت�صبح م�ستقبال ،وتتعدى ر�ؤيته للمنظمة ال�شكاوي ال�صغيرة والتظلمات التي يواجها في عمله
اليومي هذه الر�ؤية الم�ستقبلية وال�شاملة ت�ضع الن�شاطات وال�صراعات في �إطار جديد يعطى معنى
جيدا لعمل كل فرد ،وت�ساعد العاقلين على ر�ؤية ابعد ،ر�ؤية تتجاوز تف�صيالت عملهم اليومي �إلى مهام
ووظائف المنظمة ككل.
.2يقدم نموذجا جيدا في ال�سلوك لالحتذاء به قبل العاملين في المنظمة ،كما �أن اتجاهاته وقيمة بخ�صو�ص
ر�سالة المنظمة و�أن�شطتها تكون وا�ضحة وتتج�سد با�ستمرار في �أقواله و�أفعاله.
.3بنقل للعاملين م�ستويات عالية للأداء ويبدى في الوقت نف�سه ثقته الكبيرة بقدراتهم في الو�صول
�إليها.
ب .التخطيط اال�ستراتيجي عملية �أ�سا�سية ال غني عنها في �أي منظمة ت�سعى �إلى تطبيق الإدارة الإ�ستراتيجية
بال�شكل ال�صحيح فهو ي�ؤدي �إلى رفع كفاءة الأداء وتزويد المنظمة بمر�شد حول الأ�شياء التي ت�سعى �إلى تحقيقها
كما يزود المدراء ب�أ�سلوب ومالمح التفكير في المنظمة ككل وي�ساعدهم على توقع التغييرات في البيئة المحيطة
بها وكيفية الت�أقلم معها.
ان التخطيط اال�ستراتيجي يرفع من وعي وح�سا�سية المديرين لرياح التغيير والتهديدات والفر�ص المتاحة
101
ويقدم لهم الأ�سا�س ال�سليم لعملية تقييم الموارد وتوزيعها و�إعداد الموازنات المختلفة.
ولهذه الفوائد نجد قيام الإدارة العليا في اغلب المنظمات الكبيرة ب�إدارة عملية التخطيط اال�ستراتيجي
وت�شجع وتدعم العاملين على ممار�سته بالأ�سلوب ال�صحيح ويجب �أن تكون نظرة الإدارة العليا بعيدة المدى لكي
تحدد ر�سالة المنظمة وتو�ضح �أهدافها وت�ضع اال�ستراتيجيات وال�سيا�سات المالئمة.
وب�إمكان الإدارة العليا تحديد خططها عن طريق طلبها من وحدات الأعمال والقطاعات الوظيفية �إعداد
خطط �إ�ستراتيجية فرعية لكل منها ،او تقوم الإدارة ب�إعداد مقترح خطة �إ�ستراتيجية �أوليه للمنظمة ككل
وتوزيعها على الوحدات الإدارية طالبة منهم و�ضع المقترحات الأولية بخ�صو�ص خططهم الفرعية �ضمن هذه
الر�ؤية ال�شاملة ورفعها �إلى الإدارة العليا للدرا�سة.
وقد تطلب الإدارة العليا تنفيذ ا�ستراتيجيات و�سيا�سات تم االتفاق عليها او اتخذ قرار ب�ش�أنها على م�ستوى
القمة بحيث تنفذ على م�ستوى المنظمة ككل.
وبغ�ض النظر عن الأ�سلوب المتبع في �إعداد التخطيط اال�ستراتيجي ف�أن المتوقع من الإدارة العليا �إدارة
العملية ال�شاملة للتخطيط اال�ستراتيجي ب�أ�سلوب يمكن جميع الوحدات الفرعية من التكامل مع بع�ضها ومع
الخطة الإ�ستراتيجية ال�شاملة لل�شركة.
ويوجد في العديد من المنظمات الكبيرة لجنة او هيئة للتخطيط اال�ستراتيجي تتكون من مجموعة من خبراء
في الإدارة الإ�ستراتيجية يتر�أ�سهم نائب رئي�س ال�شركة او مدير التخطيط اال�ستراتيجي في ال�شركة وتتحدد
م�س�ؤوليات هذه اللجنة بما يلى:
.1تحديد وتحليل الموا�ضيع الإ�ستراتيجية الخا�صة بال�شركة واقتراح البدائل للإدارة العليا.
.2اال�ستمرار بتفح�ص البيئة الداخلية والخارجية لح�صول على المعلومات للو�صول �إلى القرارات
الإ�ستراتيجية.
.3تن�سيق وتوجيه الوحدات الإدارية بخ�صو�ص عملية التخطيط اال�ستراتيجي وم�ساعدتها في �إيجاد
التكامل المنا�سب وبما يتالءم والخطة ال�شاملة للتخطيط اال�ستراتيجي.
الخال�صة:
�إن حجر الزاوية في المنظمات الحديثة هو مجل�س �إدارتها الفاعل ومد رائها الإ�ستراتيجيون الذين ير�سموا
خطوات الإدارة الإ�ستراتيجية في المنظمة� ،أنهم القادة الذين يرون الأعمال ككل ويوازنون بين االحتياجات
الآنية والم�ستقبلية للأعمال من خالل قرارات نهائية وفعاله.
ين�شرون في جميع �أنحاء المنظمة ولكنهم يعملون كفريق واحد متكامل ي�ؤمن ب�أهمية الإدارة الإ�ستراتيجية
في تحقيق النجاح المتوا�صل لمنظمتهم ويحر�صون على و�ضع الإ�ستراتيجية ال�شاملة للمنظمة عبر مجل�س �إدارتها
و�إدارتها العليا.
102
ت�أثير تطور تكنولوجيا المعلومات علي الإدارة ال�صحفية
�شهدت تكنولوجيا االت�صال خالل العقدين الما�ضين نموا متزايدا فاق القدرة على و�ضع ت�صور كامل يحكم �أداء
هذه التكنولوجيا التي ت�شمل الحا�سوب االلكتروني والبث المبا�شر واال�ست�شعار عن بعد عبر الأقمار اال�صطناعية
وال�شبكات االلكترونية واالندماج الحادث بين كل هذه الأدوات االلكترونية.
لقد �أ�صبح االهتمام بو�سائل الإعالم في مجتمعنا يتزايد وي�أخذ �أبعادا �أكثر عمقا و�شموال و�أهمية وت�أثيرا
وبخا�صة من خالل تطور الأدوات والتقنيات الإعالمية الحديثة التي زادت من فاعلية االت�صال الجماهيري
و�أ�صبحت و�سائل الإعالم ميدانا كبيرا ومجاال خ�صبا للمناف�سة و�إحراز ق�صب ال�سبق الإعالمي للجماهير.
�إن الح�صول على المعلومات وتوثيقها وا�سترجاعها و�صناعة مادة �إعالمية متميزة والعمل الجاد على تحقيق
ال�سبق الإخباري والمتابعات الإخبارية المتوا�صلة والتحليالت المتعمقة وتقديم المواد الإعالمية المبتكرة ب�أداء
فريد و�إخراج فني متقن وجذاب ،كل ذلك ي�ساعد على تفاعل القارئ مع �صحيفته ،ويزيد من �شعبية تلك الو�سيلة
الإعالمية ال�سيما مع تزايد االت�صال الجماهيري التفاعلي المبا�شر وزيادة التفاعل المبا�شر المن�شود مع زيادة
م�ساحة الحرية للتعبير وتبادل الآراء ووجهات النظر والأفكار.
مفهوم وتكنولوجيا االت�صال والمعلومات:
التكنولوجيا كلمة �إغريقية الأ�صل م�ؤلفة من جزئيين �إحداهما ( )Technoالإتقان �أو التقنية والثانية
(� )Logosأي العلم �أو البحث وتعني علم التقنية من حيث الدقة.
ويمكن تعريف لتكنولوجيا ب�أنها “مجموعة من النظم والقواعد التطبيقية و�أ�ساليب العمل التي ت�ستقر لتطبيق
المعطيات الم�ستحدثة لبحوث �أو درا�سات مبتكرة في مجاالت الإنتاج والخدمات كونها التطبيق المنظم للمعرفة
والخبرات المكت�سبة والتي تمثل مجموعات الو�سائل والأ�ساليب الفنية التي ي�ستخدمها الإن�سان في مختلف نواحي
حياته العملية وبالتالي فهي مركب قوامها لمعدات والمعرفة الإن�سانية
فيما عرفها �أ�سامة بن الخولي ب�أنها مجموعة المعارف والخبرات المكت�سبة التي تحقق �إنتاج �سلعة وتقديم
خدمة وفي �إطار نظام اجتماعي واقت�صادي معين
وتعرف تكنولوجيا االت�صال ب�أنها( :مجموع التقنيات �أو الو�سائل �أو النظم المختلفة التي توظف لمعالجة
الم�ضمون والمحتوى الذي يراد تو�صيله من خالل عملية االت�صال الجماهيري �أو ال�شخ�صي �أو التنظيمي �أو
الجمعي والتي من خاللها يتم جمع المعلومات والبيانات الم�سموعة والمكتوبة والم�صورة والمر�سومة �أو
الم�سموعة المرئية �أو المطبوعة �أو الرقمية من خالل الحا�سبات االلكترونية ثم تخزين هذه البيانات والمعلومات
وا�سترجاعها في الوقت المنا�سب ثم عملية نثر هذه المواد االت�صالية �أو الر�سائل �أو الم�ضامين م�سموعة مرئية
�أو مطبوعة �أو رقمية ونقلها من مكان �إلى مكان �أخر وتبادلها
�إما تكنولوجيا االت�صال والمعلومات فهي كل ما ترتب على االندماج بين تكنولوجيا الحا�سب االلكتروني
والتكنولوجيا ال�سلكية والال�سلكية وااللكترونات الدقيقة والو�سائط المتعددة من �إ�شكال جديدة لتكنولوجيا ذات
قدرات فائقة على �إنتاج وجمع وتخزين ومعالجة ون�شر وا�سترجاع المعلومات ب�أ�سلوب غير م�سبوق ،يعتمد على
103
الن�ص وال�صوت وال�صورة والحركة واللون وغيرها من م�ؤثرات االت�صال التفاعلي الجماهيري وال�شخ�صي معا.
وتكنولوجيا االت�صال على هذا النحو لي�ست كغيرها من �أنواع التكنولوجيا الأخرى فهي تتحدى نف�سها وت�سابق
الزمن وتتميز عن غيرها بو�صفها عملية متكاملة �أكثر من كونها مجرد �أدوات فا�ستخدامها يقود �إلى �إعادة
ابتكارها من جديد ،وهو ما ي�ؤدي �إلى مزيد من اال�ستخدام وهكذا في دائرة ال تنتهي.
�أما ب�سيوني حماد فيري �أن تكنولوجيا االت�صال وتكنولوجيا المعلومات هما وجهان لعملية واحدة ،على �أ�سا�س
�أن ثورة تكنولوجيا االت�صال قد �سارت على التوازي مع ثورة تكنولوجيا المعلومات التي كانت نتيجة لتفجر
المعلومات وت�ضاعف النتاج الفكري في مختلف المجاالت،وظهور الحاجة التي تحقق �أق�صى �سيطرة ممكنة على
في�ض المعلومات المتفق �أو �إتاحته للمهتمين ومتخذي القرار في �أ�سرع وقت،ـ وب�أقل جهد عن طريق ا�ستحداث
�أ�ساليب جديدة في تنظيم المعلومات وتعتمد بالدرجة الأولى على الحا�سبات االلكترونية وا�ستخدام تكنولوجيا
االت�صال لم�ساندة م�ؤ�س�سات المعلومات ،وو�ضع خدمات لت�صل عبر القارات.
والواقع �إن تعريف تكنولوجيا المعلومات ينطوي على هذا التزاوج �إذ بن�ص في �إحدى �صيغة على انه (اقتناء
واختزان المعلومات وتجهيزها في مختلف �صورها و�أوعية حفظها� ،سواء كانت مطبوعة �أو م�صورة �أو م�سموعة �آو
مرئية �أو ممغنطة �أو معالجة بالليزر ،وبثها با�ستخدام توليفة من المعلومات االلكترونية وو�سائل �أجهزة االت�صال
عن بعد).
ووفق تعريف اليون�سكو فان تكنولوجيا المعلومات في (مجاالت المعرفة والتقنية الهند�سية والأ�ساليب
الإدارية الم�ستخدمة في تناول المعلومات وتطبيقاتها� .إنها تفاعل الح�سابات والأجهزة مع الإن�سان وم�شاركتها
في الأمور االجتماعية واالقت�صادية والثقافية ،وهكذا فانه ال يمكن الف�صل بين تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا
االت�صال ،فقد جمع بينهما النظام الرقمي الذي تطورت �إليه نظم االت�صال فترابطت �شبكات االت�صال مع
�شبكات المعلومات حيث انتهي عهد ا�ستقالل نظم المعلومات عن نظم االت�صال.
وي�شهد عالمنا المعا�صر حاليا ثورة هائلة في تكنولوجيا المعلومات واالت�صاالت للعمل على ال�سرعة في
الح�صول على المعلومات ون�شرها ب�أق�صى �سرعة ممكنة.
فقد �أحدثت تكنولوجيا االت�صال والمعلومات تغييرات نوعية في العديد من �أوجه الحياة للدرجة التي مهدت
الطريق لالنتقال من المجتمع ال�صناعي �إلى مجتمع المعلومات وان هذه الثورة �سوف تترك �آثارها االقت�صادية
واالجتماعية والثقافية على المجتمع المعا�صر كما ونوعا ،ويقع في القالب من هذا التحول الإرادة ال�سيا�سية لدول
العالم المختلفة �إذ من المتوقع �أن ت�شهد ال�سنوات المقبلة اهتماما متزايدا لتبني �سيا�سات قومية للبنية التحتية
للمعلومات بما في ذلك �صياغة الأطر القانونية الم�شجعة ال�ستيعاب التكنولوجيا لتوظيفها و�إحاللها محل الموارد
التكنولوجية التقليدية.
وب�صفة عامة فقد �أتاح التطور التكنولوجي في �أ�ساليب االت�صال جمع وتخزين وا�سترجاع وتجهيز ون�شر حجم
هائل من المعلومات والبيانات الإعالمية على نطاق وا�سع ،وبدرجة فائقة من الدقة وال�سرعة ،وكذلك فقد �أتاحت
�أجهزة االت�صاالت الحديثة فر�صة توفر معلومات وبيانات حديثة للجماهير وكذلك �سرعة �إعداد بيانات م�سح
اتجاهات الجماهير وبعد الحا�سب االلكتروني ،والنقل بالأقمار اال�صطناعية و�أ�شرطة الفيديو تك�س والتيلفاك�س
104
و�آالت الن�سخ ذات ال�سرعة العالية من �أهم التطورات البارزة في �أ�ساليب االت�صال االلكتروني ،و�أدواته ف�ضال عن
الهاتف الدولي التيلك�س ( )Teletextوالفاك�سميل (.)Facsimile
وبناء على ما تقدم فان التطور التكنولوجي قد هيا �أدوات ات�صال متطورة لنقل الر�سائل الأخبارية والإعالمية
ب�سرعة ودقة و�أحكام اكبر مرونة.
لقد تطورت كل تكنولوجيا االت�صال والمعلومات في م�سارين منف�صلين ولكن �شهدت �ستينيات القرن الما�ضي
بداية التوا�صل بينهما والذي ت�صاعد متجاوزا لحدود التقليدية حتي �أ�صبحت ال�شبكات االلكترونية هي المالك
الرئي�س لأ�شكال التبادل الإعالمي كافة علي الم�ستوي العالمي ،وقد �أ�سفر هذا التزاوج بين كل من تكنولوجيا
االت�صال والمعلومات في الت�سعينات عن ظهور ما يعرف حاليا باالت�صال متعدد الو�سائط ()Multi-Media
الذي يركز على تطور الح�سابات وت�ستند الثورة التكنولوجية االت�صالية الراهنة على ركائز رئي�سية عديدة ت�شتمل
االت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية التي ت�ضم التلغراف والهاتف والتلك�س والطباعة عن بعد والراديو والتلفزيون
و�أجهزة اال�ست�شعار عن بعد والميكروويف والأقمار اال�صطناعية والح�سابات االلكترونية والألياف الب�صرية
و�أ�شعة الليزر ،وقد �أ�سفر هذا التداخل عن ظهور ما ي�سمى بالطريق ال�سريع للمعلومات (Super highway
.)information
الثورة الخام�سة لالت�صاالت:
�شهد الن�صف الثاني من القرن الع�شرين تقدما في مجال التكنولوجيا يعادل كل ما تحقق في قرون عديدة
�سابقة ،ولعل من ابرز مظاهر التكنولوجيا ذلك االندماج الذي حدث بين ظاهرتي االلكتروني في تخزين
وا�سترجاع خال�صة ما �أنتجه الفكر الب�شري في اقل حيز متاح وب�أ�سرع وقت ممكن� ،أما ثورة االت�صال الخام�سة
فقد تج�سدت في ا�ستخدام الأقمار،ونقل الأنباء والبيانات عبر الدول والقارات بطريقة فورية.
وقد ظهر في ال�سنوات الأخيرة ابتكارات عديدة طورت �صناعة االت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية من �أبرزها:
�أوال :ظهور الحا�سب ال�شخ�صي ( )Personal Computerفي ا�ستخداماته� ،إذ يتيح التعامل مع كمية
كبيرة من المعلومات غير محدودة �سواء لال�ستخدام ال�شخ�صي �أو �إمكان اال�ستفادة من المعلومات التي تقدمها
قواعد وبنوك و�شبكات المعلومات من خالل الربط بخط تليفوني معها وهو ما ن�سميه بخدمة الخط المبا�شر
()On line
ويمكن ا�سترجاع المعلومات التي يتم تخزينها في الحا�سب ال�شخ�صي عند الحاجة �إليها فورا ،مما يوفر الوقت
والجهد ،كما ا�ستخدم الحا�سب و�سيلة ترفيهية ويمكن ربطه ب�أجهزة الراديو والتلفزيون.
ثانيا� :أدى امتزاج و�سائل االت�صال ال�سلكية والال�سلكية مع تكنولوجيا الحا�سب االلكتروني �إلى خلق ع�صر جديد
للن�شر االلكتروني حيث يتم طباعة الكلمات على �شا�شات التلفزيون �أو و�سيلة العر�ض المت�صلب الحا�سب االلكتروني
لكي يت�سلمه الم�ستفيد في منزله �أو مكتبه ،حيث يقترب م�ستخدمو الن�صو�ص االلكترونية من المعلومات بالكمية
والنوعية التي يرغبون فيها ،وفي الأوقات التي تنا�سبهم وقد تطورت نظم االت�صال المبا�شر بقواعد البيانات
ك�صناعة تدر باليين عديدة من الدوالرات �سنويا وتوجد هذه ال�صناعات في �أماكن عديدة من العالم حيث يوجد
حاليا �أكثر من 2800قاعدة بيانات عامة حول العالم ف�ضال عن عدد ال ح�صر له من قواعد البيانات الخا�صة.
105
ثالثا :ظهور التكنولوجيا الجديدة في مجال الخدمة التلفزيونية مثل خدمات التلفزيون التفاعلي Interactive
Televisionعن طريق (الكابل) الذي يتيح االت�صال باتجاهين ويقدم خدمات عديدة مثل التعامل مع البنوك
و�شراء ال�سلع وتلقى الخدمات وبخا�صة الخدمات الأمنية والرعاية الطبية ويتيح التلفزيون الكابلي نحو مائة
قناة تلفزيونية ،كذلك يقدم التلفزيون منخف�ض القوة خدمت الجريدة االلكترونية الخا�صة بالمنطقة المحلية
�أو الحي ال�سكني ويتيح للجماعات ال�صغيرة �أن تناق�ش المو�ضوعات الم�شتركة على م�ستوى الحي �أو المنطقة
ال�صغيرة مثل ق�ضايا المدار�س وال�صحة وال�سلع والخدمات ،كذلك حققت خدمات(الإذاعة المبا�شرة عبر
الأقمار اال�صطناعية) قدرا هائال من المعلومات والترفيه لم�شاهدي المنازل مبا�شرة وحدثت تطورات كبيرة في
جودة ال�صورة التلفزيونية من خالل ما يعرف بالتلفزيون عالي الدقة ( )High Resolutionوهو يزيد عدد
الخطوط الأفقية لل�صورة التلفزيونية من 525خطا في النظام الأمريكي و 6625خطا في النظام الأوربي �إلى
1125خطا �أفقيا في النظام الياباني الجديد كما �أتاحت التكنولوجيا ات�ساع ن�سبة الطول �إلى العر�ض في �شا�شة
التلفزيون من 3.4في النظام التقليدي �إلى ،3.5وكذلك تكبير حجم ال�شا�شة �إلى نحو خم�سة �أ�ضعاف حجمها
التقليدي مع الحفاظ على جودة ال�صورة.
رابعا :ظهور العديد من خدمات االت�صال الجديدة مثل الفيديو تك�س ( )v-tوالتلتك�ست ()t-tوالبريد
االلكتروني والأقرا�ص المدمجة ال�صغيرة ()c-dالتي يمكن �أن تخزن محتويات مكتبة عمالقة على قمة مكتب
�صغير ،وكذلك الم�صغرات الفيلمية ،وتطوير و�صالت الميكروويف ،ونظام الليزر الذي ينب�ض22بليون نب�ضة في
الثانية عن طريق الألياف ال�ضوئية مما ي�سمح لنا بان نر�سل ع�شرة قوائم كاملة من المو�سوعة البريطانية كلمة
بكلمة عبر خيط زجاجي رقيق وفي الثانية الواحدة وتطور �أ�شارات نقل الألياف ال�ضوئية) ب�سرعة كبيرة و�سيكون
ت�صنيع هذه الألياف اقل كلفة في الم�ستقبل عند مقارنتها بخطوط النحا�س التقليدية ،ويحمل الخيط ال�ضوئي
الواحد حوالي 672محادثة تلفزيونية ،كما ي�ضم الكابل الواحد اثني ع�شر خيطا من هذه الخيوط ال�ضوئية
ويتوقع احد الخبراء �أن يقلل ا�ستخدام الألياف ال�ضوئية من ن�سبة الخط�أ ال�ضئيل في �أجهزة الحا�سبات
االلكترونية ،كما ي�ؤدي ا�ستخدام الألياف ال�ضوئية �إلى زيادة معدل �سرعة �أداء الحا�سبات االلكترونية ،بواقع
ع�شرة �أ�ضعاف الو�ضع الحالي ،ومن المتوقع �أن تزيد الألياف ال�ضوئية قدرة نقل المعلومات الآخر ب�سرعة اكبر
كثيرا بحلول عام 2005بحيث يمكن نقل 30جزءا من المو�سوعة البريطانية 1/10من الثانية
خام�سا:هناك �أي�ضا اختراعات جديدة يبدو �إنها �ستغير من �شكل الت�سلية المنزلية ب�شكل اكبر من االنقالب
الذي حدث نتيجة النتقال من الفونوغراف �إلى الراديو في الن�صف الأول من القرن الع�شرين ومن �أمثلة ذلك
التو�سع في �إنتاج الفيديو ك�ست المنزلي و�أ�شرطة و�أقرا�ص الفيديو مما يزيد من تحكم الم�شاهد في المحتوى
الذي يراه كذلك تطورت العاب الفيديو ب�شكل كبير بعد ربطها بالحا�سب االلكتروني ومن المتوقع �أي�ضا التو�سع
في �إنتاج الكتب الم�صغرة التي يتم ت�سجيلها على رقائق �صغيرة ويمكن �أن تتاح ب�أ�سعار منخف�ضة للغاية كما يمكن
عر�ض هذه الكتب الم�صغرة على �شا�شة التلفزيون مما يتيح طفرة في معدل قراءة الكتب وتداولها
تكنولوجيا االت�صال في الت�سعينات:
�أن من ابرز ما يميز تكنولوجيا االت�صال منذ �أول الت�سعينات حتى الآن �إن العالم يمر في مرحلة تكنولوجيه
ات�صاليه تمتلكها �أكثر من و�سيلة لتحقيق الهدف النهائي وهو تو�صيل الر�سالة �إلى الجمهور الم�ستهدف لذا يمكن
106
�أن نطلق على هذه المرحلة مرحلة( تكنولوجيا االت�صال متعدد الو�سائط) �أو (التكنولوجيا االت�صالية التفاعلية)
�أو مرحلة (التكنولوجيا المهجنة) والمرتكزات الأ�سا�سية لنمو هذه المراحل وتطورها هي الحا�سبات االلكترونية
في جيلها الخام�س المت�ضمن �أنظمة (الذكاء اال�صطناعي) ف�ضال على الألياف ال�ضوئية و�أ�شعة الليزر والأقمار
اال�صطناعية.
ويمكن ح�صر ابرز �سمات هذه المرحل االت�صالية في الجوانب الآتية:
ا�ستقرار بع�ض الأنظمة الم�ستحدثة في الثمانينيات:
مثل �أنظمة (الن�شر المكتبي) ،Disk top publishingو�أنظمة (البريد االلكتروني) و�أنظمة الن�صو�ص
المتلفزة و�أنظمة اللقاءات عن بعد
التطوير الم�ستمر للو�سائل االت�صالية التقليدية:
�أحدثت التطورات الراهنة في الحا�سبات االلكترونية ونظم الإر�سال واال�ستقبال التلفزيوني تغيرات في
�أ�ساليب �إنتاج بع�ض الوثائق التقليدية مثل الو�سائط المطبوعة كالجريدة والمجلة و�صناعة ال�صحافة ب�شكل
عام حيث �شهدت الت�سعينات المزيد من تحول ال�صحف (جرائد،مجالت) �إلى الآلية الكاملة في عملية الإنتاج
من خل الإدخال الحا�سبات االلكترونية وو�سائل االت�صال ال�سلكية والال�سلكية في معظم مراحل الإنتاج بداء
من تو�صيل المواد ال�صحفية �إلى مقر ال�صحيفة باال�ستعانة ب�أجهزة الفاك�سميل والحا�سبات االلكترونية وفي
عمليات المعالج واالنتاج �ألطباعي بداء من تحرير الن�صو�ص ال�صورة على �شا�شات الحا�سبات االلكترونية
حتى عملية الإخراج الكامل والتجهيزات لل�صفحات على ال�شا�شات ومنها �إلى المجهز الآلي لل�صفحات حيث
تخرج ال�صفحات مجهزة من الحا�سب االلكتروني �إلى �سطح الطابع مبا�شرة وهناك توظيف كبير للتكنولوجيات
الرقمية في التقاط ال�صور الفوتوغرافية وفي معالجتها فنيا �إلى جانب المواد الم�صورة الأخرى كما تطورت
�أ�ساليب توثيق المعلومات ال�صحفية بحيث اختفى الأر�شيف اليدوي التقليدي وحتى الم�صغرات الفلمية ب�شكلها
التقليدي ليحل محلهما الأر�شيف االلكتروني الذي تجهز محتوياته وتن�سق خالل عملية �صف الجريدة كما ي�ستعان
الآن ب�أقرا�ص الليزر المدمجة في تخزين �إعداد ال�صحيفة ال�سابقة وتم ربط مراكز المعلومات ال�صحفية ببنوك
المعلومات المحلية والدولية و�شبكاتها وتم تطوير �أ�ساليب طباعة ال�صحف في �أكثر من موقع في الوقت نف�سه من
خالل تح�سن �أ�سلوب الإر�سال وت�سريعه وذلك لإ�صدار الطبعات الإقليمية والمحلية في ال�صحف
ت�أثير تكنولوجيا االت�صال على الو�سائل الإعالمية:
�أثرت التطورات الراهنة في تكنولوجيا االت�صال على االت�صال الجماهيري وبوجه خا�ص على و�سائلها وعليه
كعملية م�ستمرة مت�صلة ذات �أطراف متعددة ويمكن ر�صد بع�ض الت�أثيرات التي �أحدثتها التطورات الراهنة في
تكنولوجيا االت�صال على و�سائل االت�صال الجماهيري في الجوانب الآتية:
�أوال :الت�أثيرات على و�سائل االت�صال التقليدية:
�إن التكنولوجيا االت�صالية الجديدة ال لقي و�سائل االت�صال القديمة ولكن تطورها وتغيرها ب�شكل �ضخم فقد
تغير الفلم ال�سينمائي بعد ظهور ال�صوت وكذلك اللون والحال ينطبق على الجرائد والمجالت بظهور م�ستحدثات
جديدة في مجال �صف ظروف الجريدة وتو�ضيبها وفي نظم الطباعة ونظم �إر�سال ال�صفحات عبر الأقمار
اال�صطناعية مما اثر على �أ�ساليب التحرير والإخراج والإنتاج ب�شكل عام كما تغير التلفزيون بعد ظهور كمرات
الفيديو المحمولة وبعد ت�صغير كثير من المعدات الالزمة للعملية الإنتاجية وتطويرها
107
فكل تكنولوجية ات�صالية جاءت لتطور تكنولوجيات �سابقة تقليدية كانت تعد �أ�سا�سا امتدادا للحوا�س الإن�سانية
(ال�سمع والب�صر) وذلك في كل م�ستويات االت�صال
فعلى م�ستوى االت�صال الذاتي كانت الو�سائل التقليدية لالت�صال هي:
تدوين المالحظات والمذكرات ال�شخ�صي ،الأجندة ،ال�صور الفوتوغرافية ،الآالت الحا�سبة �أما الم�ستحدثات
التكنولوجية الراهنة فهي الأ�شرطة الم�سموعة �آو المرئية ،برامج الحا�سبات االلكترونية وا�ستخدامها في كل
الم�شكالت وعلى م�ستوى االت�صال ال�شخ�صي كانت الو�سائل التقليدية هي المقابلة ،البريد ،التلفزيون،التلغراف،
الآالت الن�سخ �أما الم�ستحدثات التكنولوجية الراهنة فهي عقد الم�ؤتمرات عن بعد تلفونيا والكترونيا وعن طريق
الفيديو والبريد االلكتروني التليفون المتحرك والتليفون المرئي.
وعلى م�ستوى(االت�صال الجمعي) كانت الو�سائل التقليدية هي االت�صاالت المواجهة المتمثلة في الندوات
والم�ؤتمرات وحلقات النقا�ش والخطب �أما الم�ستحدثات التكنولوجية فهي عقد الم�ؤتمرات عن بعد� ،آالت
الحا�سب االلكتروني وعلى م�ستوى االت�صال التنظيمي الم�ؤ�س�سي كانت الو�سائل التقليدية هي االت�صاالت ال�سلكية
والال�سلكية الداخلية �أما الم�ستحدثات التكنولوجية الراهنة فهي عقد الم�ؤتمرات عن بعد ،البريد االلكتروني،
الفاك�سميل ،نظم المعلومات ،الإدارة للحا�سبات االلكترونية ،المعالجة الآلية للمعلومات وعلى م�ستوى الجماعات
الكبيرة كانت الو�سائل التقليدية هي :المايكروفونات� ،أجهزة عر�ض ال�شرائح ،ال�صور المتحركة� ،أما الم�ستحدثات
التكنولوجية الراهنة فهي عرو�ض الفيديو� ،أنظمة الحا�سبات االلكترونية متعددة الو�سائط.
وعلى م�ستوى (االت�صال الجماهيري) كانت الو�سائل التقليدية هي الجريدة ،الراديو ،التلفزيون ،الفيلم
ال�سينمائي ،الكتب ،لوحات العر�ض ،بينما الم�ستحدثات التكنولوجية الراهنة هي :التلفزيون ال�سلكي،
والتلفزيون باال�شتراك� ،أنظمة الن�صو�ص المتلفزة (التليتك�ست والفيديو) اال�ستقبال التلفزيوني المبا�شر من
الأقمار اال�صطناعية� ،أجهزة الراديو والم�سجالت المحمولة ،العاب الفيديو�،أنظمة المعلومات الرقمية ،الكتاب
االلكتروني� ،أقرا�ص الليزر Disk-Discمدمج.
ومن خالل ما �سبق يمكن القول �أن التكنولوجيا االت�صالية الراهنة بو�سائلها االت�صالية المختلفة ،لم تق�ضي
على التكنولوجيا القديمة بو�سائلها المختلفة بل �إنها �شكلت امتدادا طبيعيا وتطويرا لهذه الو�سائل القديمة
�سمات تكنولوجيا االت�صال:
على الرقم من �أن الو�سائل االت�صالية التي �أفرزتها التكنولوجيا االت�صالية الراهنة تكاد ت�شابه في العديد
من ال�سمات مع الو�سائل التقليدية� ،إال �أن هناك �سمات للتكنولوجيا االت�صالية الراهنة ب�أ�شكالها المختلفة تلقى
بظاللها وتفر�ض ت�أثيراتها على االت�صال الإن�ساني بو�سائلها الجديدة.
وابرز هذه ال�سمات التي تت�صف بها التكنولوجيا االت�صالية الراهنة هي:
التفاعلية :فيه
وتطلق هذه ال�سمة على الدرجة التي يكون فيها للم�شاركين في عملية االت�صال ت�أثيرا على ادوار
الآخرين وبا�ستطاعتهم تبادلها ،ويطلق على ممار�ستهم الممار�سة المتبادلة �أو التفاعلية (Interactive
،)Communicationوهي تفاعلية بمعنى ان هناك �سل�سلة من الأفعال االت�صالية التي ي�ستطيع الفرد (�أ)
108
�أن ي�أخذ فيها موقع ال�شخ�ص (ب) ويقوم ب�أفعاله االت�صالية ،المر�سل ي�ستقبل وير�سل في الوقت ،ويطلق على
القائمين باالت�صال لفظ م�شاركين بدال من م�صادر ،وبذلك تدخل م�صطلحات جديدة في عملية االت�صال مثل
الممار�سة الثنائية ،التبادل ،التحكم ،ومثال على ذلك التفاعل في بع�ض �أنظمة الن�صو�ص المتلفزة.
الالجماهيرية:
وتعني �أن الر�سالة االت�صالية من الممكن �أن تتوجه �إلى فرد واحد �أو �إلى جماعة معينة ،ولي�س �إلى جماهير
�ضخمة كما كان في الما�ضي ،وتعني �أي�ضا درجة تحكم في نظام االت�صال بحيث ت�صل الر�سالة مبا�شرة من منتج
الر�سالة �إلى الم�ستفيد.
الالتزامنية:
وتعني �إمكانية �إر�سال وا�ستقبالها في وقت منا�سب للفرد الم�ستخدم وال تتطلب من كل الم�شاركين �أن ي�ستخدموا
النظام في الوقت نف�سه ،فمثال في نظم البريد االلكتروني تر�سل الر�سائل مبا�شرة من منتج الر�سالة �إلى م�ستقبلها
في �أي وقت دونما حاجة لتواجد الم�ستقبل للر�سالة في وقت �إر�سالها.
قابلية التحرك �أو الحركية:
فهناك و�سائل ات�صالية كثيرة يمكن لم�ستخدمها اال�ستفادة منها في االت�صال من مكان �إلي �آخر �أثناء
حركته ،مثل التلفزيون النقال ،تليفون ال�سيارة �أو الطائرة ،التليفون المدمج في �ساعة اليد،وهناك �آلة لت�صوير
الم�ستندات وزنها عدة غرامات ،وجهاز فيديو يو�ضع في الجيب وجهاز فاك�سميل يو�ضع في ال�سيارة ،وحا�سب
الكتروني نقال بطابعه.
قابلية التحويل:
وهي قدرة و�سائل االت�صال عل نقل المعلومات من و�سيط لآخر كالتقنيات التي يمكن تحويل الر�سالة الم�سموعة
�إلى ر�سالة مطبوعة وبالعك�س ،وهي في طريقها لتحقيق نظام للترجمة الآلية مقدماته مينيتيل الفرن�سي
قابلية التو�صيل:
وتعني �إمكانية تو�صيل الأجهزة االت�صالية بتنويع اكبر من �أجهزة �أخرى بغ�ض النظر عن ال�شركة ال�صانعة
لها �أو البلد الذي تم فيه ال�صنع وذلك عن طريق و�ضع معايير فنية لهذه الأجهزة يتم االتفاق عليها بين هذه
ال�شركات.
ال�شيوع �أو االنت�شار:
ويعني االنت�شار المنهجي لنظام و�سائل االت�صال حول العالم وفي داخل كل طبقة من طبقات المجتمع ،وكل
و�سيلة تظهر في البداية على �إنها تقف ثم تتحول �إلى �ضرورة نلمح لك في التلفزيون ،وبعده الفاك�سميل ،وكلما
زاد عدد الأجهزة الم�ستخدمة زادت قيمة النظام لكل الأطراف المعنية وفي ر�أي (الفن ولفر)�أن الم�صلحة
القوية للأثرياء هنا �أن يجدوا طرقا لتو�سيع النظام الجديد لالت�صال ال ليق�صى من هم اقل ثراء ،حيث يدعمون
بطريقة غير مبا�شرة الخدمة المقدمة لغير القادرين عل تكاليفها
التدويل �أو الكونية:
البيئة الأ�سا�سية الجديدة لو�سائل االت�صال هي بيئة عالمية دولية ،وذلك حتى ت�ستطيع المعلومة �أن تتبع
109
الم�سارات المعقدة وتعقب الم�سارات التي يتدفق عليها ر�أ�س المال الكترونيا عبر الحدود الدولية جيئة وذهابا
من �أق�صى مكان في الأر�ض �إلى �أدناه في �أجزاء على الألف من الثانية �إلى جانب تتبعها م�سار الأحداث الدولية
في �أي مكان من العالم
الت�أثيرات على الجمهور:
من خالل تعدد قنوات االت�صال المتاحة �أمام الأفراد فلقد �أتاحت تكنولوجيا االت�صال الحديثة المتمثلة في
الأقمار اال�صطناعية ،والحا�سبات االلكترونية ،وو�صالت الميكروويف ،والألياف ال�ضوئية عددا كبيرا من خدمات
االت�صال خالل العقدين الما�ضيين ،مثل التلفزيون الكابلي التفاعلي ،والتلفزيون منخف�ض القوة ،والتلفزيون
متعدد النقاط ،ونظام الإر�سال المبا�شر من القمر اال�صطناعي ،والفيديو كا�سيت ،والفيديو دي�سك ،و�أجهزة
الت�سجيل المو�سيقى المطورة ،وخدمات الفيديو تك�س ،والتليك�ست واالت�صال المبا�شر بقواعد البيانات وهذه
الو�سائل تخاطب الأفراد وتلبي حاجاتهم ورغباتهم الذاتية وان هذه التكنولوجيا االت�صالية الراهنة تت�سم ب�سمة
�أ�سا�سية وجديدة في الوقت نف�سه على عالم �صناعة االت�صال وهي التفاعل بين الم�ستقبل والمر�سل.
وعن العقبات التي تواجهها تكنولوجيا المعلومات هي مع�ضلة تعليب الم�صطلحات الأجنبية ،وتباين وعي القراء
بق�ضايا تكنولوجيا المعلومات م�شيرا �إلى �إن قارئ مطبوعات تقنية المعلومات يعاني من ظاهرة تعدد الترجمات
العربية للم�صطلح االنكليزي الواحد ،حيث ال تنجو من التعددية حتى �أكثر الم�صطلحات ب�ساطة ويزيد عدد الترجمات
المتداولة لبع�ض الم�صطلحات عن اثنتي ع�شرة ترجمة مما يعد ت�شوي�شا كبيرا على �أذن قارئ مطبوعات تقنية
المعلومات ال �سيما �إنها ال تظهر فقط باختالف الكتاب بل لدى الكاتب الواحد في المقالة الواحدة �أحيانا.وهناك
حل �شامل لهذه الم�شكلة يعتمد على �إن�شاء موقع تفاعلي لم�صطلحات تقنية المعلومات وان تتبنى هذا الم�شروع احد
الجهات المهمة ويجب ربط اللغة العربية والجهات الأخرى التي تعمل على تعريب م�صطلحات تقنية المعلومات بهذا
الم�شروع عن طريق االنترنت و�إعطائها دورا �إ�شرافيا مما ي�سهل التن�سيق بينها ما ي�ؤدي بناء ذاكرة جمعية للترجمة
وتوحيد الم�صطلحات ب�شكل تلقائي ليوفر وقتا طويال مهدرا في الكتابة والترجمة في مجال تقنية المعومات ويجنب
القراء �سوء الفهم الناجم عن فو�ضى الم�صطلحات.
وفيما نقف اليوم �أمام عقبة هذه النقلة الجديدة في عالم تكنولوجيا المعرفة يبدو العالم منق�سما �إلى ثالثة
اتيام.
�إن %15من �سكان العالم يح�صلون تقريبا على كل االبتكارات التكنولوجية الحديثة.
o
�إن %50من �سكان العالم قادرون على ا�ستيعاب هذه التكنولوجيا ا�ستهالكا و�إنتاجا. o
�إن بقية �سكان العالم %35يعي�شون في حالة انقطاع وعزلة عن هذه التكنولوجيا. o
و�إذا كان هذا الواقع لعالم اليوم يعني �شيئا فانه يعني �إن مقولة العالمية التي �أطلقها في عام 1962م
مار�شال (مالكوهن) لم ت�صح ،وال يبدوا �إنها �سوف ت�صح في الم�ستقبل المنظور برغم كثرة ا�ستخدامها
في الأدبيات الإعالمية والثقافية الحديثة.
�إن الجمع بين الغنى والمعرفة من جهة �أولى والجمع بين الفقر والال معرفة من جهة ثانية يكون حالة ان�شطارية
في المجتمع الإن�ساني تحمل في طياتها م�ضامين ا�شد خطورة من االنق�سام القائم منذ عقود بين ال�شمال الغني
110
والجنوب الفقير ،فن�سبة الفجوة في الثروة بين �أثرياء العالم وفقرائه كانت بن�سبة � 30إلى واحد في ال�ستينات
ولكن بعد ع�شر �سنوات ت�ضاعفت هذه الن�سبة و�أ�صبحت � 60إلى الواحد وفي اقل من عقد من الزمن �أ�صبحت
الن�سبة في عام 1997م هي � 74إلى الواحد فعلى �صعيد الملكية �أن 200بليونير فقط يملكون �أكثر مما يملكه جميع
�سكان العالم وعلى �صعيد الإنتاج فان 600مليون �إن�سان في الدول الفقيرة ينتجون اقل من ثالثة من �أ�صحاب
المليارات ،وفي العالم � 40شركة كبرى متعددة الجن�سية تملك كل واحدة منها مما تملكه مائة دولة من الدول
الفقيرة.
�أما ن�سبة الفجوة المعرفية ف�أنها ا�شد خطورة ذلك �أن ع�شرة �شركات كبرى فقط من �شركات االت�صال ت�سيطر
على %86من ال�سوق وان ع�شرة دول فقط تقدم %95من براءات االختراع واالكت�شاف في العالم ذلك �أن المعرفة
تقود �إلى المزيد من المعرفة وبالتالي �إلى المزيد من الغنى والثروة والعك�س �صحيح.
وال �شك �أن حجم العالم ينكم�ش بف�ضل �شبكة االت�صاالت والتوا�صل التي تلفه طوال وعر�ضا ولكنه كان كذلك
ولو بقدر اقل من القرن الما�ضي �أي�ضا فقد كانت الإمبراطوريات الأوربية) تتغلغل في زوايا العالم المختلفة
تربطها �شبكة التلغراف وال�سفن البخارية ثم جاء الراديو والتلفاز والهاتف وبعد ذلك الطائرات النفاثة والأقمار
اال�صطناعية لتزيد من حجم انكما�ش العالم وت�ضا�ؤله ولتر�سم حدودا من نوع جديد بين الأمم وال�شعوب،هي
حدود المعرفة و الالمعرفية وهي على كل حال لي�ست كالحدود ال�سيا�سية محدودة وثابتة ولكنها حدود معرفية
اجتماعية اقت�صادية متحركة ومتغيرة.
�إن ثورة تكنولوجيا المعلومات واالت�صال الراهنة ق�ضت على معظم �أ�ساليب الحياة التقليدية وان �شبكات
المعلومات والن�شرات االلكترونية وكوابل الألياف الب�صرية �ستعمل على تطوير �صناعة ال�صحافة بن�سبة �آ�سية
3.6.18.36.72وهكذا وتغيرها تغييرا جذريا لتتحول من �صحافة ورقية مطبوعة �إلى �صيغ رقمية تنقل عبر
الكوابل وخطوط التلفون �إلى �أجهزة الكومبيوتر المنزلية ليقر�ؤها القارئ من خالل �شا�شة الكومبيوتر.
وف�ضال عن هذا التحديث المت�سارع في تكنولوجيا �صناعة ال�صحف �سوف تظهر �أي�ضا �أنواع جديدة من
تكنولوجيا و�سائل الإعالم� ،إذ يمكن من خالل التليتك�س Telexنقل مئات ال�صفحات من المعلومات في �شتى
المجاالت عبر الأقمار اال�صطناعية والمحطات التلفزيونية �إلى �أجهزة الم�شتركين التلفزيونية �أو عر�ضها على
�شا�شات الكومبيوتر ،ومن خالل من�صات الن�شرات االلكترونية و�شبكات الكومبيوتر المت�صلة هنالك نوع جديد
من منتديات االت�صال والحوار في �شبكة االنترنت ،وهناك كم هائل من معلومات يمكن الح�صول عليها بي�سر
و�سهولة و�سرعة فائقة ،كما ات�سع �أي�ضا نطاق �صناعة الن�شر االلكتروني و�أ�صبحت ت�ضم ما يعرف بالفيديو تك�س
Videotextوالبريد االلكتروني.
ومن الخ�صائ�ص العامة المميزة لهذه الو�سائل الجديدة من و�سائل الإعالم الملتقى لن يكتفي بدور الم�شاهد
ال�سلبي ،بل �سيتفاعل على هذه الو�سائل تفاعال ايجابيا وي�صبح قادرا على تحديد محتوى الر�سالة الإعالمية
وتوقيت تلقيها ،كما ان تكنولوجيا االت�صاالت الحديثة ق�ضت على مركزية و�سائل الإعالم واالت�صال� ،إذ تعمل
الأقمار اال�صطناعية على مركزية محطات البث التلفزيوني ،ويتم �إعداد بيئة و�سائل �إعالم الم�ستقبل وفقا
الهتمامات الجماهير ورغباتهم ولن ترتبط النا�س بو�سائل الإعالم من خالل الم�ساهمات الجغرافية فقط �إذ
111
دائما ما �سيرتبطون معا من خالل اهتماماتهم الم�شتركة وما يحتاجونه من معلومات.
ونتيجة لذلك �ستتحول المجتمعات الجغرافية �إلى (مجتمعات فكرية) بمعني ان حدود المجتمع لن تتحدد
بالحدود الجغرافية و�إنما �ستحددها االهتمامات الفكرية الم�شتركة غير المقيدة و�سوف يدعم هذه االتجاهات
الالمركزية انخفا�ض تكاليف و�سائل االت�صال االلكتروني نتيجة انت�شار الأقمار اال�صطناعية وتكنولوجيا الألياف
الب�صرية وما ي�ستحدث من تكنولوجيا جديدة.
�إن تكنولوجيا و�سائل الإعالم واالت�صال الحديثة جعلت ال�صحافة تفقد �أهميتها التقليدية�،إذ �أ�صبح في�ض
المعلومات الخام متاحا للجميع ،و�أ�صبح �أفراد المجتمع قادرين على مجادلة ال�صحفيين ،وتفنيد �أرائهم بل
ومناف�ستهم مما جعلهم يفقدون هيمنتهم على الأخبار والمعلومات ،و�ستعمل هذه التكنولوجيا على خلق منتدى
وا�سعا لتوا�صل االجتماعي حيث ت�ستطيع الجماهير االنخراط في حوار متوا�صل ومتفاعل ال تكتفي فيه بدور
الملتقى ال�سلبي بل ت�شارك م�شاركة ايجابيه وتدلى بر�أيها مبا�شرة في جميع الق�ضايا المطروحة للمناق�شة.
اثر تطور التقنيات على ال�صحافة:
تعد ال�صحافة الو�سيلة الإعالمية الأولى التي ح�صلت الب�شرية من خاللها على المعلومات والأخبار والمعارف والأفكار ،كما
�إنها �أ�سهمت ب�إ�ضاءة جوانب كثيرة في حياة الب�شر محدثة فيها الكثير من التحوالت.
وقد تعر�ضت ال�صحافة لمجابهة الو�سائل الإعالمية الأخرى التي توالي ظهورها تباعا وتعالت ال�صيحات بان
هذه الو�سائل �سوف تحدث ت�أثيرا �سلبيا كبيرا على ال�صحافة� ،إال ان ال�صحافة ا�ستطاعت ان تطور نف�سها وتغير
من محتواها لت�صبح متفاعلة مع الجماهير ،وتاريخ ال�صحافة تاريخ لعنا�صر ومكونات كثيرة ،فال�صحف لي�ست
�أ�شياء فح�سب هي �أ�شخا�ص وعمليات وت�أثيرات وت�أثر ووظائف وانجازات وغيرها من التحوالت والتغيرات التي
�أدخلتها ال�صحافة على نف�سها من تنوع بالأخبار و�أعمدة ثابتة و�صور كاريكاتورية وغيرها من الفنون ال�صحفية
المتعددة عالوة على ذلك الأرقام والإح�صاءات المختلفة ف�ضال عن الجماعات ال�ضاغطة� ،أو الأحزاب والقوانين
واالعتبارات المتعددة التي تحكم تلك العملية.
وك�شفت درا�سة �أجرتها ميت�شغان الأمريكية ان ال�صحف كان لها الت�أثير الأكبر على م�شاركة �أ�صحاب م�ستويات
التعليم الجيدة في االنتخابات في الوقت نف�سه لم يكن للتلفزيون الت�أثير الذي يماثل ال�صحافة ل�ضعف وجود
تعبئة للمعلومات فيه فلم ت�ستطيع �أخبار التلفزيون ان توفر معلومات عميقة ومن الم�ستحيل لهذه الو�سائل
الإعالمية الأخرى ان ت�صل �إلى عمق ال�صحف في تقويم المعلومات وهذا من �أهم العوامل التي تحفظ لل�صحافة
ا�ستمرارها في مواجهة الو�سائل الأخرى
ان ال�صحافة تتمتع بمميزات عديدة قيا�سا �إلى الو�سائل الإعالمية الأخرى �إذ ان هذه المميزات تعطيها القدرة
على ا�ستمرار في ظل مواجهة الو�سائل الحديثة في�ستطيع الإن�سان ان يقر�أ ال�صحيفة مرات عدة بي�سر و�سهولة
فالمذياع والتلفزيون يفتقدان هذه الميزة المهمة التي تتيحها ال�صحافة للإن�سان المتلقي تعطيه القدرة على
امتالك المعومات وبالتالي �إمكانية تحليل الأفكار ب�شكل �أف�ضل و�أكثر دقة وتف�صيل ف�ضال عن التعميق في تناول
المو�ضوعات وهذا ما يجعل ال�صحافة �أكثر ت�أثيرا في الر�أي العام عن غيرها من الو�سائل الأخرى و�إنها �أي
ال�صحافة �ستظل حافظة لمواقعها و�سط الو�سائل الإعالمية الأخرى
112
ال�صحافة وت�أثير التكنولوجيا:
�إن ال�صحافة تعر�ضت في م�سيرتها �إلى الكثير من التطورات �إذا ظهرت العديد من الو�سائل الإعالمية الأخرى
مثل المذياع الذي دار جدل طويل عند ظهوره وما يمكن �أن يحدثه من تهديد لل�صحافة� ،إال ان الأمر جاء على
عك�س ذلك تماما فقد ا�ستمرت ال�صحافة وارتفع �أدا�ؤها ولم ت�ؤثر الإذاعة على ال�صحافة كما كان متوقعا كذلك
جاءت الثورة التكنولوجية الأخرى بظهور و�سيلة �إعالمية ثالثة وهي التلفزيون لي�ستمر الجدل حول مدى ت�أثير
هذا الجهاز على ال�صحافة وانه �سوف يحل محلها ب�شكل �أو ب�أخر ان ال�صحافة ا�ستطاعت ان تطور نف�سها وت�ؤكد
كونها الو�سيلة الأكثر ت�أثيرا والأعمق في المعلومة.
وقبل الإذاعة عندما ظهرت ال�سينما ترددت الأقاويل ب�أنها �ست�ؤثر �سلبا على ال�صحافة ولكنها ظلت الو�سيلة
الأ�سهل في الرجوع �إليها والإمتاع في تناولها بين الو�سائل الأخرى ،وهو ما انطبق �أي�ضا على التلفزيون حتى
جاءت المعلوماتية الجديدة بظهور االنترنت لتعود الكرة من جديد حول ت�أثير هذه الو�سيلة على ال�صحافة ف�أنها
ال �شك �سوف ت�ؤثر على ال�صحافة ،ولكن لي�س بال�شكل القوى والجاد وخا�صة في العالم الثالث الذي ال تزال
الغالبية العظمى من مواطنيه تعاني من الأمية في هذا المجال �إال �أنها �ستعطي فر�صة مهمة لل�صحافة التقليدية
ولكي تطور من نف�سها وترفع من م�ستوياتها لتعطي المعلومة الأعمق واالهم وفال �شك ان هذه التكنولوجيا تعطى
مزيدا من االنت�شار وب�شكل �أف�ضل دائما.
كما ان ب�إمكان ال�صحف ان ت�ضع �إ�ستراتيجية مهمة لمواكبه �أحداث الع�صر وتكنولوجياته وال �شك ان الإعالم له ت�أثير
قوى في تغير المجتمعات والتحوالت الفكرية وال�سيا�سية واالجتماعية لدى كل ال�شعوب.
وكانت ال�صحافة �إحدى �أهم الو�سائل الإعالمية التي لعبت دورا وال تزال هذا الدور ،ان دور ال�صحافة يكمن
دائما في ثقة المتلقي من م�صادر ال�صحافة ،كما ا�ستطاعت ان تطور نف�سها بتطوير المجتمعات وان ت�ستفيد من
التطورات التكنولوجية فبالرغم من ظهور العديد من الو�سائل الإعالمية الأخرى �إال ان ال�صحافة ال تزال العين
التي يرى من خاللها الجمهور ما يحدث حول العالم وان كل فرد يجد فيها ما يبحث عنه وينا�سب م�ستواه.
ان و�سائل الإعالم ا�ستفادت ب�شكل كبير من ثورة المعلومات حيث �أتاحت كما هائال من المعلومات وجاءت ثورة
االت�صاالت لت�ؤكد هذه الفائدة من خالل المعلومات ثم كانت ثورة التكنولوجيا الرقمية التي �أتاحت العديد من
الإمكانات من خالل توفر خدمة الإر�سال والبث الإذاعي والتلفزيوني دون عوائق.
ان التكنولوجيا لي�ست كل �شئ واالهم منها الإن�سان ،وماذا يريد ان يو�صل من ورائها هناك من يقول �إن االنترنت
�ستناف�س ال�صحافة المكتوبة والبع�ض يقول العك�س ان االنترنت هي و�سيلة ي�ستعملها �أ�صحاب ال�صحف والنا�شرون
لو�ضع المعلومات عليها حتى ي�ستطيع النا�س االطالع عليها في �أنحاء العالم فال احد ي�أخذ دور الآخر بل المهم ان تعرف
الو�سيلة الإعالمية كيف تخاطب بلغة ع�صرها ،فالراديو لم يلغ ال�صحافة ،والتلفزيون لم يلغ الراديو وال ال�صحافة
المكتوبة والفيديو لم يلغ التلفزيون والمهم ان تلغي ال�صحافة نف�سها �أي يجب على �أ�صحاب ال�صحف والنا�شرين كيف
يتوجهوا بلغة الع�صر �إلى القارئ ولذلك نرى ان ال�صحافة الأمريكية تغيرت وتحولت �إلى �صحافة اخت�صا�ص وعلينا
تبعا لذلك معرفة كيفية ا�ستعمال التكنولوجيا لتطوير الإعالم ان كان مكتوبا �أم مرئيا �أم م�سموعا.
لقد �أدت الثورة المعلوماتية والتكنولوجية �إلى و�ضع ال�صحافة المعا�صرة �أمام تحديات جديدة �أتاحت لها فر�صا
113
لم ي�سبق لها مثيل �سواء كان ذلك في غزارة م�صادر المعلومات �أو في �سرعة نقلها �أو في ا�ستخدامها وانعك�ست
هذه التطورات على �أ�ساليب جمع و�إنتاج وتوزيع المعلومات في �أجهزة الإعالم الرئي�سية الثالث المطبوعة �أو
الم�سموعة والمرئية وكذلك خلقت هذه التطورات جمهورا جديدا متميزا يعتمد على االنترنت و�شبكات نقل
المعلومات االلكترونية في تلقى المعلومات و�سارعت بالتالي �أجهزة ال�صحافة الع�صرية �إلى ا�ستقطاب هذا
الجمهور الجديد عن طريق �إ�ضافة �شبكة االنترنت �إلى و�سائلها التقليدية في نقل وتوثيق النتاج ال�صحفي ان وفرة
المعلومات وتدفق االت�صال �سوف ي�سهم في �إتاحتها ب�شكل لم تعرفه الب�شرية من قبل حيث �أ�ضحت المعلومات
وفيرة ب�شكل ال يمكن لأي متخ�ص�ص ان يتابع معه ما ي�ستخدمه في حقل تخ�ص�صه،حيث لعبت تكنولوجيا االت�صال
والمعلومات دورا في:
وفرة المعلومات في جميع المجاالت وعدم �إمكانية احتكارها من قبل ال�صحافة فقط .1
�إتاحة هذه المعلومات لمن ي�ستطيع الو�صول �إليها تقنيا واقت�صاديا وفنيا وثقافيا وخا�صة من خالل .2
االنترنت والف�ضائيات ووكاالت الأنباء.
ان التو�سع في االت�صال وخ�صو�صا عبر �شبكات القنوات الف�ضائية والتلفزيونات الخطية واالنترنت .3
وربط الكومبيوتر و�شا�شة التلفزيون ليكونا جهازا واحدا �سوف يتيح في�ضان االت�صال �إقليميا ودوليا
ويعزز التناف�س مع ال�صحافة ب�شكل كبير.
ان ا�ستخدام التطور العلمي والتكنولوجي في �صناعة و�إنتاج ال�صحف �أ�صبح �ضروريا وله فوائد من حيث
�أ .مواجهة التحديات الحالية والم�ستقبلية في مجال الإعالم.
ب .مواجهة ع�صر المعلومات واالت�صاالت.
ج .تطوير العملية الإنتاجية لل�صحف وغيرها من المطبوعات لتحقيق الفائدة المثلى ل�صناعة ال�صحافة
والطباعة والن�شر.
د .الموازنة االقت�صادية بين تكلفة الإنتاج والعائد المحقق.
ه� .أعدة تخطيط المهام والم�س�ؤوليات في الحقل ال�صحفي بما ينا�سب روح الع�صر.
و .مواجهة المناف�سة بين ال�صحافة والتلفزيون.
و�أ�صبحت الأقمار اال�صطناعية ت�ستخدم ب�شكل وا�سع في �صناعة ال�صحف ونقل الن�سخ �إلى محطات بعيدة
ففي م�ؤتمر عقدته �صحيفة الفاينن�شيال تايمز حول م�ستقبل �صناعة ال�صحف والآثار المحتملة الحديثة .قيل انه
�إذا كانت هناك �إمكانية طباعة �صحيفة ب�صورة اقت�صادية في � 9أو 10بلدان في العالم فلن يكون هناك �سبب
في عدم توقع اليوم الذي نجد فيه �أنف�سنا قادرين على الطباعة فيكل مدينة حيث يوجد قراء� ،أو حتى في �أماكن
التوزيع المهمة والمدن والإنفاق والمطارات ،بل في كل دائرة �أو في الم�ساكن �أو المنازل وعندما ي�ستلم الم�شترك
الإ�شارة االلكترونية تعطيه ن�سخة مطبوعة من �صحيفته اليومية.
مراحل ا�ستخدام الو�سائل االلكترونية في ال�صحافة:
لقد مرت ال�صحافة الحديثة بمراحل عدة في ا�ستخدامها للو�سائل التكنولوجية الجديدة حيث بد�أت
ال�صحف منذ ال�ستينات في ا�ستخدام �أنظمة الجمع االلكتروني ،لتمثل بذلك بداية تحول ال�صحف �إلى ا�ستخدام
114
الأنظمة الرقمية ،وفي هذا الوقت منذ حوالي 30عاما تقريبا دعا (فليب ماير) �إلى ا�ستخدام الكمبيوتر في جمع
الأخبار فيما عرف ب�صحافة التدقيق ( )Precision Journalismكو�سيلة ت�ساعد في تطبيق �أ�ساليب
العلوم االجتماعية والنف�سية في التغطية ال�صحفية ،وحتى منت�صف الثمانينات لم يطبق ال�صحفيون هذه الر�ؤية
ب�شكل متكامل في معالجة ق�ص�صهم ال�صحفية ،لأنها كانت تقت�ضي ا�ستخدام �أنظمة حا�سبات كبيرة ومعقدة،
ولكن بالتدرج بد�أت تقنيات معالجة المعلومات القائمة على ا�ستخدام الحا�سبات االلكترونية تدخل �إلى معالجة
الأخبار في ال�صحافة ،حتى قال البع�ض انه ال يوجد اختالف كبير بين عمل التدوين ال�صحفي وعمل العلماء
االجتماعيين فكالهما يدر�س ال�سلوك الب�شرى يجمع المعلومات ويحللها وين�شرها.
ومع بداية الت�سعينات من القرن الما�ضي بد�أت تدخل �أجهزة الحا�سبات االلكترونية ب�شكل مكثف �إلى
غرف �أخبار في ال�صحف الأمريكية والكندية ،وبلدان �أخرى عديدة حيث بد�أ ا�ستخدامها في الكتابة والتحرير
وال�صف والجمع االليكتروني وبد�أت بع�ض ال�صحف تتحول �إلى الآلية الكاملة في عملية الإنتاج من خالل �إدخال
الحا�سبات االلكترونية وو�سائل االت�صال ال�سلكية والال�سلكية في معظم مراحل الإنتاج كما بد�أت هذه ال�صحف
تحول ملفاتها من الق�صا�صات الورقية �إلى ملفات الكترونية وزادت عمليات التفاعل االلكتروني مابين قواعد
البيانات والمعلومات المتاحة �أمام ال�صحف وتم ربط المعلومات ال�صحفية ببنوك المعلومات المحلية والدولية
كما ت�صاعد حجم قواعد المعلومات التجارية وتنوعت خدمتها المعلوماتية وال�صحفية.
وفي الت�سعينات �أي�ضا ومع تطور و�سائل االت�صال وتقنيتها وانخفا�ض تكلفة �أجهزة الحا�سبات االلكترونية
وتنوع �أحجامها� ،أ�صبح المندوبون قادرين على االت�صال بالن�شرات االلكترونية المحلية واالنترنت ،ويف�ضل التقدم
في االت�صاالت ال�سلكية والأقمار اال�صطناعية ف�أن الن�صو�ص وال�صور والمخططات يمكن ان تنتقل بالفاك�سميل
من قارة �إلى �أخرى ،كما تمكن ال�صحف من الطباعة في �أكثر من مكان في الوقت نف�سه ويظهر هذا التطور
في زيادة القدرة على التخزين الرقمي لل�صور ،واالتجاه الحالي نحو الرقمنة الكاملة لكل مراحل ال�صورة من
الكاميرا �إلى الم�سح ال�ضوئي �إلى الإنتاج �إلى معالجة ال�صور ،حتى يتم عر�ضها على ال�شا�شة لإ�ضافة اللم�سات
�إليها و�إخراجها ،كما تزود ووكاالت الأنباء الكبرى م�شتركيها بو�سائل ا�ستقبال ال�صور الرقمية عن �إمكانية كتابة
مقاالتهم و�إدخالها مبا�شرة �إلى الحا�سبات االلكترونية فالتطورات الحديثة لم تجعل ال�صحفيين م�ضطرين
للبقاء ب�صفة دائمة في ال�صحيفة نف�سها و�ساعدتهم على القيام ب�أعمال لم يكن بمقدرتهم القيام بها من قبل
كما �أدت �إلى تنوع طرق جمع الق�ص�ص ال�صحفية وتح�سنت طرق ات�صالهم المبا�شر بالم�صادر وتوافرت
�أمامهم عدة �أدوات متخ�ص�صة تي�سر لهم �أداء مهامهم.
وبد�أ ا�ستخدام الحا�سبة االلكترونية ك�أداة للجمع والتق�صي عن المعلومات وللو�صول �إلى الوثائق وال�سجالت
وتحليل قواعد البيانات ،وان لم تحول هذه الطريقة الجديدة �إلى �أ�سلوب �شائع في كل ال�صحف نظر التباين
مجتمعاتها و�إمكانياتها ان ظهرت بع�ض البرامج التي تدعم تواجدها مثل البرنامج الذي اخترعه ال�صحفي
(جب�سون) الفائز بجائزة بوليترز وهو برنامج Nine Trak Expressلم�ساعدة ال�صحفيين على تحليل
الوثائق العامة با�ستخدام �أجهزتهم ال�شخ�صية ،وكذلك زيادة عدد المعاهد والكليات والمراكز المتخ�ص�صة في
علوم هذا الفن الجديد الذي �أ�صبح يعد من بين العالمات الفارقة في تاريخ جمع الأخبار ال�صحفية وواحد من
ابرز التحوالت التكنولوجية في مجال التغطية ال�صحفية.
115
التكنولوجيا والمهارات ال�صحفية:
بد�أت ال�صحافة مع منت�صف الت�سعينات تتطلب م�ستوى معينا من التخ�ص�ص الفني وال�صحفي ولمعلوماتي
وبد�أت يتزايد �إدراك ال�صحفيين لأهمية وقيمة الحا�سبات االلكترونية واالنترنت وقواعد المعلومات والو�سائل
التكنولوجية واالت�صالية الحديثة في حياتهم اليومية ك�صحفيين.
وبد�أوا يتكيفون مع هذا العالم الرقمي الجديد وهو ما جعل ا�ستخدام الحا�سبة االلكترونية في ال�صحف من اجل
جمع المتن وتحليل الإح�صائيات ،وت�صميم ال�صفحات وعر�ض المخططات �شيئا �أ�سا�سيا.
وقد �أفرزت هذه التطورات ظواهر متناق�ضة في عالم ال�صحافة �سواء مابين �صحف دول معينة �أو غيرها
�أو داخل ال�صحيفة الواحدة فبينما يقوم ال�صحفيون الآن بجمع الأخبار وكتابتها وتحليلها وتحريرها وتو�ضيبها
با�ستخدام هذه التقنيات الحديثة وهو ما ينعك�س �أثره على م�ضمون و�شكل ال�صحيفة ف�أن هناك �صحفيين �آخرين
لم ي�ستخدموا هذه التقنيات الحديثة بالمرة �أو ما زالوا ي�ستخدمونها لأداء مهام تقليدية ويتبعون الو�سائل
التقليدية نف�سها فيجمع المادة وحفظها وتحريرها وا�سترجاعها.
وبدا في ال�ساحة ال�صحفية وك�أن هناك فريقين فريق ي�سمى ( )Techojoumalistsالذي يجمع �أفراده بين
مهارات التغطية و�أدوات التعامل مع المعلومات الجديدة وتكنيكات �إدارة المعلومات وفريق ي�سمى Tradition
Joumalistsما زال ي�ستخدم الو�سائل التقليدية في �أداء العمل ال�صحفي في بيئة تقوم على التكنولوجيا
وظائف ت�أثير تكنولوجيا االت�صال على ال�صحافة:
تعدد وظائف تكنولوجيا االت�صال الحديثة في المجال ال�صحفي ويمكن تق�سيمها كاالتي
.1وظيفة �إنتاج وجمع المادة ال�صحفية الكترونيا ومن بين و�سائلها الحا�سبة االلكترونية وقواعد المعلومات
واالنترنت والت�صوير االلكتروني والت�صوير الرقمي /االلكتروني ،والأقمار اال�صطناعية مادة مكتوبة �أو
م�صورة �أو مر�سومة ف�أن ال�سلكية �أو الال�سلكية والألياف الب�صرية ...الخ
.2وظيفة معالجة المعلومات ال�صحفية رقميا ومن بينها الحا�سبة االلكترونية والن�شر االلكتروني و�سواء
كانت تلك المعلومات مادة مكتوبة �أو م�صورة �أو مر�سومة فان هناك العديد من البرامج التي تتعامل
وتعالج مثل هذه المعلومات.
.3وظيفة تخزين المعلومات ال�صحفية وا�سترجاعها وتقوم بنوك المعلومات و�شبكاتها ومراكز المعلومات
ال�صحفية با�ستخدام الأقرا�ص المدمجة في توثيق �أر�شيفها ووثائقها وهي ت�ساعد في البحث عن
المعلومات وا�سترجاعها ب�شكل �سريع ومالئم مثل قواعد بيانات New York Timesوبنك معلومات
�صحفية الأهرام الم�صرية.
.4وظيفة نقل ون�شر وتوزيع المعلومات ال�صحفية مثل الفاك�س والأقمار اال�صطناعية واالت�صاالت ال�سلكية
والال�سلكية وال�شبكات الرقمية و�شبكات الألياف والكابل ...الخ
.5وظيفة عر�ض المواد ال�صحفية ومن بينها �أجهزة الحا�سب االلكترونية والأجهزة الرقمية
ال�شخ�صية.
.6وظيفة التحرير االلكتروني وتتمثل في تنوع البرامج الم�ساعدة في عملية الكتابة والمعالجة والتحرير
االلكتروني وبرامج فح�ص الإعراب والإمالء بل توجد برامج لكتابة الق�ص�ص الإخبارية ب�شكل �إلى
116
با�ستخدام طرق التغذية وااللكترونية للبيانات وذلك في مجاالت عديدة مثل �أ�سعار الأ�سهم والح�ص�ص
والعمالت وهو ما جعل بع�ض ال�صحف تتخل�ص من ال�صحفيين الذين ال يجيدون ا�ستخدام هذه البرامج
حتى قال البع�ض ان ال�صحافة نف�سها يعاد كتابتها ببرامج كمبيوتر جديدة.
وظيفة تو�ضيب و�إخراج المادة ال�صحفية وهناك ثورة كبيرة في مجال البرامج الخا�صة بالت�صميم .7
والإخراج ال�صحفي ومعالجة ال�صور والمخططات.
وبالرغم من المزايا العديدة التي توفرها الو�سائل الحديثة لل�صحافة �إال ان ثمة م�شاكل لم تحل بعد مثل
�سهولة االت�صاالت بين ال�صحف وقواعد المعلومات و�سرعتها وقلة خبرة ال�صحفيين في التعامل مع هذه التقنيات
الجديدة وحاجة التعامل مع الملفات االليكترونية لبع�ض الوقت مقارنة بالملفات المطبوعة وتراجع عن�صر
الإبداع الفردي في العمل ال�صحفي بفعل تزايد االعتماد على التقنية وكو�سيلة لتنفيذ الكثير من المهام وان
البع�ض يرد على ذلك بان التقنية توفر جهد ال�صحفي ورقته في اداء الأعمال الروتينية وتراجع دور ال�صحافة
كحار�س بوابة تقليدي ،وكمف�سر للأحداث والمعلومات حيث ت�ؤدي التقنيات الحديثة �إلى ربط الجمهور بالم�صادر
الإخبارية الأ�سا�سية وهو ما يزيد من ناحية �أخرى من دور القرى التجارية في تحديد توجهات المادة ال�صحفية
وم�ضامينها ف�ضال عن التعار�ض بين �إبداعية الموروثة في عملية الت�صوير وبين التدخالت الرقمية في معالجة
ال�صور و�إمكانية ا�ستغاللها ب�شكل غير �أخالقي.
�إ�شكاليات ا�ستخدام التكنولوجيا على ال�صحافة:
ي�شير ا�ستخدام الو�سائل التكنولوجية الحديثة في العمل ال�صحفي العديد من الإ�شكاليات منها� :إن التغيرات
ال�سريعة والمتالحقة في عالم التكنولوجيا واالندماج بين و�سائل االت�صال جعل من ال�صعوبة و�ضع محدد لفهم
طبيعة و�شكل الو�سائل الجديدة وت�أثيراتها ب�صفة عامة وعلى العمل ال�صحفي بخا�صة من ناحية ثانية بينما جلبت
التكنولوجيا معها �أ�سلوبا جديدا في العمل ال�صحفي تعدلت بمقت�ضاه وتغيرت الممار�سات ال�صحفية القديمة
ف�إنها �أثارت في الوقت نف�سه العديد من الت�سا�ؤالت مثل هل �ست�ؤدي �إلى �إلغاء الممار�سات ال�صحفية القديمة �أم
�ستعاي�ش معها؟ ومن ناحية ثالثة بينما كانت م�شكلة ال�صحافة دائما هي ندوة المعلومات ف�إنها الآن �أ�صبحت تعاني
من الوفرة والتخمة والمعلوماتية وهي ما ي�شير ق�ضية المعايير الم�ستخدمة في تقرير طبيعة ونوعية المعلومات
المهمة والمالئمة للعمل ال�صحفي والجمهور؟ وكيف يمكن التخل�ص من المعلومات غير المهمة وغير المفيدة؟
ومدى حاجة الجمهور لمثل هذا الكم من المعلومات ومدى ر�ضاء عن هذه الوفرة المعلوماتية ومن ناحية رابعة
ف�إن العمل ال�صحفي حاليا في ظل التكنولوجيا الجديدة يقوم على �إعادة �إنتاج الكم �ألمعلوماتي المتوفر وهو
�أمر يثير الت�سا�ؤل حول وظيفة العمل ال�صحفي هل هو مجرد �إعادة �إنتاج لم�ضمون �سابق �أم خلق منتج معلوماتي
جديد مع ال�سعي الختيار �أف�ضل الطرائف لتوظيفه؟ ومن ناحية خام�سة ف�إن الو�سائل الجديدة تركز على �شكل
المادة ال�صحفية وطرق �إخراجها وهو ما يثير من جديد ق�ضية الم�ضمون المقدم وطبيعته وتوجهاته و�أيهما �أولى
باالهتمام ال�شكل �أم الم�ضمون �أم االثنين معا؟
ن�شوء �شبكة االنترنت:
لقد بد�أت االنترنت حوالي نهاية ال�ستينات وبالتحديد عام 1969كم�شروع محلي ل�صالح وزارة الدفاع الأمريكية
وكانت تحاول ت�أمين الو�سائل الكفء لالت�صاالت عبر ال�شبكات المنت�شرة في �أنحاء الواليات المتحدة الأمريكية كافة
بما في ذلك مراكز البحوث في الجامعات وبعد ذلك بد�أ العمل بتطوير �أنواع مختلفة من ال�شبكات في منت�صف عقد
117
ال�سبعينات و�أخذت تخت�صر با�سم (� )DARPAأي وكالة بحوث الدفاع المتقدمة ،وا�ستمرت عملية التحويل والدعم
وبالتالي ات�ساع ال�شبك
لقد �أن�ش�أت االنترنت في ظل التحوالت الإ�ستراتيجية التي اتخذتها القيادة الع�سكرية الأمريكية لوزارة الدفاع
�أبان الحرب الباردة وذلك تح�سبا الحتمال دمار �إي من مراكز االت�صال الحا�سوبي المعتمدة ب�ضربة خارجية،
مما ي�ؤدي �إلى �شل ال�شبكة الحا�سوبية ب�أكملها ،وحرمان القيادة الع�سكرية الأمريكية من الإ�سناد المعلماتي،
ففي عام 1969ربطت وزارة الدفاع الأمريكية بين �أربعة مراكز �أبحاث حتى ي�ستطيع العلماء تبادل المعلومات
والنتائج وقامت بتخطيط م�شروع �شبكة حا�سبات الكترونية يمكنها من ال�صمود �أمام هذا النوع من الهجمات
ال�سوقية المحتملة بحيث �إذا تعطل جزء من ال�شبكة تتيح البيانات تجنب الجزء المعطل وت�صل �إلى هدفها و�أطلق
على هذه ال�شبكة ا�سم �شبكة وكالة م�شاريع الأبحاث المتطورة( )ARPA NETاخت�صارا.
بحلول عام 1980كانت �شبكة االنترنت قد انف�صلت �إلى جزئيين مت�صلين هما:
ARPA NET- MIL NETوالأخيرة �أ�صبحت ال�شبكة الع�سكرية في منت�صف عقد الثمانينات فان م�ؤ�س�سة
العلوم الوطنية (� National Scientific Foundation)NSFأ�صبحت مهتمة بتحويل م�شاريع �شبكات
المنظومة المقامة على �أ�سا�س برتوكوالت ( )Tcp/ipلم�صلحة الم�ؤ�س�سات الأكاديمية الرئي�سية في الواليات
المتحدة الأمريكية وثم ربطها بمركز الحا�سبات المتقدمة في عام ،1988وانتهت ( )NSFفي �إن�شاء �شبكة
االنترنت ب�شكل �أو�سع.
�شبكة االنترنت وو�سائل الإعالم:
�أثارت تكنولوجيا االنترنت �ضجة كبيرة في الأو�ساط الإعالمية ك�سابقتها من االكت�شافات الجديدة في
الميدان االت�صالي والمعلوماتي وفي نهاية الأمر حافظت كل و�سيلة على �شخ�صيتها وقوتها و�شعبيتها.
لكن ثورة االنترنت هذه المرة تختلف عن �سابقتها حيث �إنها تجمع بين تكنولوجيات مختلفة ا�ستطاعت ان
تتخطى الحواجز الجغرافية والزمنية وت�ستطيع القول حتى اللغوية �إذ �أ�صبحت اللغة االنكليزية هي لغة االت�صال
التوا�صل والعلم في نهاية القرن الما�ضي وما يميز االنترنت عن باقي تكنولوجيات االت�صال والمعلومات هو اعتماد
ال�شخ�ص على نف�سه للو�صول �إلى م�صادر المعلومة ،كما تتطلب التكنولوجيا الجديدة تفاعل م�ستخدمها معها،
فاال�ستخدام هذا يقوم على �أ�سا�س التفاعل والم�شاركة من قبل الم�ستخدم وهذا على عك�س الو�سائل ال�سابقة التي
يكون فيها الم�ستفيد م�ستقبال فقط ونظرا للميزات التي تنفرد بها �أثارت �شبكة االنترنت نقا�ش ًا وحوار ًا كبيرين
في الأو�ساط الإعالمية والعلمية والأخالقية ففي الأو�ساط الإعالمية ر�أي المتخوفون من االنترنت انه �سيناف�س
الو�سائل الإعالمية المختلفة ويق�ضي عليها مع مرور الزمن و�سيتوجه الجمهور �إلى االنترنت للح�صول على الأخبار
والمعلومات والإعالنات وم�صادر المعرفة المختلفة متخليا عن الو�سائل الأخرى.
في ال�صناعة الإعالمية يرى (انجيلو اغو�ستيني) ان االنترنت قد �أحدثت ثورة عامة في عالم ال�صحافة حيث
ان غالبية ال�صحف العالمية لج�أت لحجز موقع في ال�شبكة وتقديم ال�صحيفة �إلى القراء عبر االنترنت وهذه
التقنية الجديدة تحتم بطبيعة الحال على ال�صحف �ضرورة الإبداع واالبتكارات والخروج عن الم�ألوف وتجنب
التقليدي هذا يعني ان ال�شبكة فر�ضت منطقا جديدا غير في العمق ميدان �صناعة الأخبار وتبادلها وللعلم
118
ف�إن �شبكة االنترنت تحتوي على �أكثر من 15000جريدة في مختلف �أنحاء العالم وان ال�شبكة متوفرة في �أكثر
من170دولة وت�شمل �أكثر من 60مليون م�ستخدم عبر العالم.
هذا يعني انه بالن�سبة لل�صحافة هناك فوائد كثيرة تنعم بها من االنترنت فبالن�سبة للمتخوفين من االنترنت
يجب عليهم الرجوع للتاريخ لمعرفة ان االبتكارات الجديدة من تكنولوجيا و�سائل الأعالم لتق�ضى على �سابقتها
لكن ال�شئ الذي �أحدثته هو التغير في �أنماط الإنتاج وفي الو�سائل ،هذه التطورات �أثرت في المهنة في ثقافتها
من دون الق�ضاء على ال�صحافة �أو على الو�سائل الإعالمية الأخرى.
ولذلك فال�س�ؤال الذي يطرح هو هل �ستكون االنترنت مكملة ومفيدة لل�صحافة �أم �ستكون مهددة ومناف�سة
المعطيات تقوالن االنترنت تكنولوجيا جديدة للمعلومات �ستفيد �أكثر مما ت�ضر بال�صحافة ،ف�شبكة االنترنت
هي م�صدر مهم من م�صادر الأخبار والمعلومات والعلم والمعرفة بالن�سبة لل�صحافة ومن خالل ال�شبكة
ي�ستطيع ال�صحفي الدخول في ات�صال مع (مجموعات المناق�شات) وغيرهم من م�ستعملي ال�شبكة للح�صول
على معلومات �أو معطيات علمية �أو بيانات �أو غير ذلك وهذا يعني ان القائم باالت�صال �أ�صبح في متناوله بنك
من المعلومات وماليين الأ�شخا�ص عبر العالم ي�ستطيع ان ي�أخذ منهم ويعطيهم معهم وهذا ل�صالح المهنة
الخدمة �أح�سن وا�شمل و�أف�ضل للجمهور وال�صحافة الجادة في مطلع القرن الحادي والع�شرين �أ�صبحت تهتم �أكثر
ف�أكثر بالتحليالت والدرا�سات والتعليقات الجادة وتعد االنترنت م�صدرا �أو و�سيلة مهمة في خدمة هذه الأنواع
ال�صحفية التي تتطلب تعمقا في التحليل وغزارة المعلومات وقوة في الإقناع والت�أثير ف�شبكة االنترنت تحتوي
على مئات ال�صحف والمجالت ومحطات الإذاعة والتلفزيون ووكاالت الأنباء ،كل هذه الو�سائط تعد روافد مهمة
للمعلومات التي تبحث عنها ال�صحيفة لتقديمها للجمهور
وتتيح االنترنت الفر�صة لقارئ ال�صحيفة عبر البريد االلكتروني ان يت�صل مبا�شرة ب�صحيفته المف�ضلة وان
يحاور ال�صحفيين ويتناق�ش معهم في مختلف المو�ضوعات والآراء ،وتعد �صحف االنترنت و�سيلة للتقارب بين
المر�سل والم�ستقبل وو�سيلة في تر�شيد عملية االت�صال والتو�صل بين �أفراد المجتمع.
119
م�ستويات �إفادة ال�صحف من االنترنت
هناك �سبعة م�ستويات لإفادة �صحافة االنترنت تتمثل باالتي:
الم�ستوى الأول :االنترنت كم�صدر للمعلومات كونه:
�.1أداة م�ساعدة للتغطية الإخبارية �أو م�صدر �أ�سا�سيا للأحداث العاجلة.
.2ا�ستكمال المعلومات �أو التفا�صيل والخلفيات عن الأحداث المهمة.
.3اال�ستفادة في ال�صفحات المتخ�ص�صة.
.4التعرف على الكتب والإ�صدارات الجديدة.
الم�ستوى الثاني :االنترنت كو�سيلة ات�صال كونه:
.1و�سيلة ات�صال خارجية بالمندوبين والمرا�سلين وتلقى ر�سائلهم عن طريق البريد االلكتروني.
.2و�سيلة ات�صال بالم�صادر.
.3عقد االجتماعات التحريرية مع المرا�سلين والمندوبين.
الم�ستوى الثالث :االنترنت كو�سيلة ات�صال تفاعلي من حيث:
.1تو�سع فر�ص م�شاركة القراء عن طريق البريد االلكتروني.
الم�ستوي الرابع :االنترنت كو�سيط للن�شر ال�صحفي
من خالل �إ�صدار ن�سخ من الجريدة نف�سها �أو ملخ�ص لها �أو قواعد البيانات �أو �أر�شيف لل�صحيفة �أو �إ�صدار
جرائد �أو مجالت كاملة.
الم�ستوى الخام�س :االنترنت كو�سيط �إعالني ي�ضيف دخال لل�صحيفة.
الم�ستوى ال�ساد�س :االنترنت ك�أداة لت�سويق الخدمات التي تقدمها الم�ؤ�س�سة ال�صحفية.
من خالل �إن�شاء موقع �أو �أكثر يقدم معلومات �أ�سا�سية عن تطورها و�إنجازاتها.
الم�ستوى ال�سابع :تقدم خدمات معلوماتية:
من خالل �شبكة االنترنت تن�شط ذاكرة ال�صحيفة مزودة بالخدمات للم�شتركين وتقديم خدمات الت�صميم
و�إ�صدار ال�صحف والن�شرات لح�ساب الغير.
و�إذا كانت �شبكة االنترنت تن�شط ذاكرة ال�صحفي وت�ساعده على تعميق تخ�ص�صه وتحقيق التقدم المهني من
خالل تزويده بقوائم المعلومات عن طريق البريد االلكتروني ف�إنها ت�ضيف �إلى ك�أهلة م�س�ؤوليات جديدة تتمثل في
الفح�ص والتدقيق وح�سن االختبار للتغلب على �إ�شكاليات التالعب والتحليل والتحريف والم�صادر في الموثوق بها
الأمر الذي يكفل تنمية القدرة على التحليل والفهم واال�ستنتاج والتقليل �إلى حد ما من حالة االرتباك �ألمعلوماتي
التي ت�صيب المحلين والقراء على حد �سواء.
و�إذا كانت �شبكة االنترنت قد �أ�ضافت تحديات جديدة على عاتق ال�صحف المطبوعة بجانب التحديات التي
فر�ضتها القنوات الف�ضائية ف�إن هذا التطور التكنولوجي الجديد من �ش�أنه تدعيم مركز ال�صحافة المطبوعة
وتطويرها من خالل اال�ستغالل الأمثل للإمكانات والخدمات التي تت�ضمنها �شبكة االنترنت وتبني ر�ؤية جديدة
لوظائف ال�صحافة بما يواكب ثورة المعلومات.
120
ورغم المناف�سة الحادة التي تواجهها ال�صحافة المطبوعة ف�إنه من ال�صعب توقع ان ت�صبح ال�صحيفة
االلكترونية بديال عن ال�صحيفة المطبوعة يدلنا على ذلك التطور الذي ت�شهده �صناعة الن�شر في الدول المتقدمة
ففي بريطانيا المتوقع عائد �صناعة ال�صحف والكتب من 17مليون دوالر في عام � 1995إلى 25مليار دوالر عام
.2002ومن هذا الإنتاج الكبير الذي ي�صل �إلى ثالثة ع�شر مليار جنيه �إ�سترليني تبلغ عائد لتوزيع ال�صحف ثالثة
مليارات جنيه �إ�سترليني وتوزيع المجالت خم�سة مليارات ون�صف جنيه �إ�سترليني وتوزيع الكتب ثالثة ع�شر
مليار ون�صف مليار جنيه �إ�سترليني تبلغ عائدات توزيع ال�صحف ثالثة مليارات جنيه �إ�سترليني وتوزيع المجالت
خم�سة مليارات ون�صف مليار جنيه �إ�سترليني وتوزيع الكتب ثالثة مليارات جنيه �إ�سترليني علما ان �إجمالي توزيع
ال�صحف البريطانية بلغ ما يقرب من �سبعة مليارات ون�صف مليار ن�سخة �سنويا.
اال�ستخدامات ال�صحفية لالنترنت:
تتعدد �أنواع اال�ستخدامات ال�صحفية لالنترنت ويمكن �إجمالها كالأتي:
.1الح�صول على في�ض متدفق ومتجدد من الأخبار ال�صحفية من م�صادر متعددة وبلغات متباينة وفي
مجاالت متنوعة.
الح�صول على كم كبير من المعلومات والبيانات والأرقام والإح�صائيات المتوفرة على االنترنت من .2
العديد من الجهات والمنظمات والدول والأفراد.
ا�ستكمال معلومات المو�ضوعات ال�صحفية وخلفياتها من بيانات و�أرقام و�إح�صائيات. .3
ا�ستطالع وجهات نظر الم�صادر ال�صحفية في المو�ضوعات ال�صحفية والتعرف على �أرائهم و�أفكارهم .4
وردود �أفعالهم حول الق�ضايا التي يطرحها عليهم ال�صحفي.
االت�صال بقواعد المعلومات ومحركات البحث و�أر�شيفات العديد من المنظمات وال�شركات وو�سائل .5
الإعالم والمكتبات والجامعات والمنظمات واال�ستفادة منها في نواحي �صحفية عديدة.
تطوير مهارات ال�صحفيين وك�سر حاجز المهارات ال�صحفية التقليدية واالنطالق بها �إلى �أفاق رحبة .6
من التغطية والتحليل وجمع المعلومات و�صياغتها وتطوير �أ�ساليب الكتابة ال�صحفية وا�ستخدام تقنيات
حديثة في المعالجة ال�صحفية وتقديم منتجهم ال�صحفي ب�أ�شكال و�صور متعددة ومتنوعة.
ا�ستخدام االنترنت ك�أر�شيف خا�ص لل�صحفي يحوى مو�ضوعاته ال�صحفية ومواعيده وعناوينه الخا�صة .7
واهتماماته وقراءته ...الخ حيث تتوفر العديد من البرامج والخدمات التي ت�ساعد على ا�ستخدام
االنترنت كذاكرة م�ستقلة و�أر�شيف متحرك.
ا�ستخدام االنترنت في بناء �صحيفة ال�صحفي الخا�صة التي تحوي الم�صادر ال�صحفية المف�ضلة التي .8
تجلب له الأخبار التي يهتم بها ويتابعها كما ت�ساعده على ت�صميم �صحيفته المف�ضلة بال�شكل الذي
يروقه والقيام نيابة عنه بمهمة ال�سكرتير الخا�ص الذي يتولى جمع الأخبار والمعلومات الجديدة
والمتنوعة وي�صنفها ب�شكل منظم ومرتب ومتوافق مع ميوله واهتماماته.
بناء عالمه ال�صحفي الخا�ص الذي يطلع من خالله الآخرون على �شخ�صيته وميوله وقراءته واهتماماته .9
و�سيرة حياته وكتاباته و�أرائه ومقاالته وانجازاته و�أعماله ال�صحفية.
121
االت�صال بالم�صادر ال�صحفية الكبرى من منظمات و�شخ�صيات دولية وم�شاهير وم�سئولين. .10
الح�صول على الأدوات ال�صحفية الم�ساعدة مثل �أرقام التلفزيون والعناوين والبريد االلكتروني .11
للم�صادر ال�صحفية من والى �صحيفته وم�صادره من �أي مكان وبدون تكلفة تذكر وبطريقة ت�ساعده في
باال�ستفادة المثلى من البيانات المتبادلة بينهما وتوثيقها وت�صنيفها.
االن�ضمام �إلى جماعات �صحفية و�إخبارية يتبادل معها الخبرات ال�صحفية في مو�ضوعات �شتى وبما .12
ي�ساعد في تطوير مهاراته ومعارفه.
اال�ستفادة من �آالف القوامي�س والمراجع والمو�سوعات والدوريات المتوفرة على االنترنت التي ت�صنف .13
معلوماتها ب�شكل ي�سهل االطالع عليها ا�ستكمال مقرراته التعليمية ال�صحفية على يد العديد من
الأ�ساتذة في جامعات متنوعة و�صحفيين محترفين من �صحف مختلفة بما يعمق معارفه ال�صحفية
ويطورها ب�شكل دائم.
تطوير و�سائل جمعه للمادة ال�صحفية وطرق التقائه بم�صادره حيث يمكن عقد م�ؤثرات �صحفية عن .14
بعد واالت�صال بهم عبر البريد االليكتروني وعقد م�ؤثرات فيديو ونقا�شات جماعية وغرف درد�شة
واالطالع على �أ�شكال جديدة من العمل ال�صحفي وعلى �أفكار مو�ضوعات مختلفة والبحث عن زوايا
جديدة في معالجة الق�ص والتقارير ال�صحفية.
ا�ستخدام الو�سائل الحديثة في التغطية ال�صحفية مثل التغطية با�ستخدام الكمبيوتر التي تتيح له جمع المادة .15
ال�صحفية من قواعد �ضخمة للمعلومات ب�شكل الكتروني عبر جهازه الخا�ص وتحليلها والكتابة عنها.
الم�شاركة في الأق�سام الإخبارية ل�صحف �أخرى واالطالع على اختياراتهم ومعاييرهم ال�صحفية .16
وممار�ستهم و�أدائهم.
تطوير طرق ات�صاله بقرائه وتعميق عالقاته بهم عبر الو�سائل التفاعلية التي توفرها االنترنت. .17
ا�ستخدام البريد االليكتروني في �إر�سال وا�ستقبال الر�سائل ال�صحفية ولتجميع معلوماته خلفية عن .18
المو�ضوعات ال�صحفية من والى جريدته ،وم�صادره مناي مكان وزمان وبدونه تكلفة تذكر ،بطريقة
ت�ساعده على اال�ستفادة من البيانات المتبادلة وتوثيقها وت�صنيفها.
الظواهر والق�ضايا ال�صحفية التي تثيرها االنترنت:
تثير االنترنت في عالقاتها بال�صحافة العديد من الق�ضايا المهمة مثل ظاهرة العولمة �أو الكونية وتخطي
الحدود الوطنية �أو ال�سيادة القومية وتهديد هويات العديد من المجتمعات ال�صغيرة ل�صالح اكت�ساح ثقافة
وتقاليد المجتمعات الغربية كما تثير من جديد ق�ضية التبعية الإعالمية لم�صادر المعلومات الغربية ،وكذلك
طبيعة توظيفها وهل يتم ذلك لخدمة المجتمع �أم في غير �صالحه؟ وهل اختراقها للحدود جاء على ح�ساب
انتهاك خ�صو�صية الأفراد وحرمانهم؟ وهل ينظر �إليها لجمهور بو�صفها و�سيلة موازية لل�صحيفة المطبوعة ،وفي
�أي المجاالت ت�ستخدم وهل ترتكز على المعلومات �أم الترفيه ،وهل هناك ت�أثيرات �سلبية ال�ستخدامها؟ وهل ي�ؤدي
غياب وجود حرا�س بوابة على ال�شبكة �إلى معاناة م�ستخدميها من خطر التزاحم ومن وجود معلومات ال قيمة لها
�أو معلومات م�ضللة �أو غير م�صنفه بدقة؟
122
كما �أنها تثير ت�سا�ؤالت عديدة حول ت�أثير االنترنت على الوظائف التقليدية للعمل ال�صحفي حيث قللت �أهمية
وظيفة الرقابة على الأخبار من قبل �صحفيين حرا�س بوابة يقرون ما ي�ستحق ان ين�شر ،وما ال ي�ستحق كما قللت
االنترنت من �أهمية وظيفة التف�سير في ال�صحيفة حيث تكتظ بالآراء والتحليالت في قطاعات متعددة.
كما تثير ظاهرة التفاعلية ال�صحفية �أي بين ال�صحفي وقرائه حيث �إن االت�صال لي�س عملية �أحادية االتجاه
بل عملية تفاعلية ،ولم يعد الم�ستقبل متلقيا �سلبيا بل يلعب دورا ايجابيا وم�ؤثرا في العمل ال�صحفي كما �أ�صبح
بمقدوره التحكم في الم�ضمون ال�صحفي وهو ما يمكن ان ي�ساعده على التكيف مع انفجار المعلومات وال�سيطرة
عليها كما وكيفا كما تثير �شبكة االنترنت ق�ضية �أخالقيات العمل ال�صحفي ومدى التزامها� ،ضرورة التزام الدقة
وتجرى ال�صحة وابتغاء المو�ضوعية ،واحترام المواثيق المهنية وحقوق الآخرين ،وطبيعة القوانين ال�صحفية
التي ينبغي ان تحكم ال�صحفي الذي يمتد مجاله عبر الف�ضاء متخطيا الحدود الجغرافية وال�سيا�سية.
وهناك �أربعة عنا�صر رئي�سية �ستميز االنترنت عن ال�صحافة وهي:
ال�سرعة� :إذا �سقطت طائرة �أو حدث انقالب �أو اغتيال زعيم ت�ستطيع ان تعرف هذه الأخبار فور وقوعها ول�ست
في حاجة �إلى انتظار �صدور الجريدة في اليوم التالي لمعرفة التفا�صيل.
ال�صدقية� :سحب االنترنت ب�ساط توفير المعلومات من تحت �أقدام ال�صحافة و�أ�صبح يقدم معلومات وفيرة جدا.
تقويم الأخبار :ت�ستطيع ال�صحافة ان ت�ضفي �أهمية ما على خبر بان ت�ضعه في ال�صفحة الأولى لكن االنترنت
اكت�سبت �صدقيه من نوع �آخر وذلك ب�إعطائك خيارات متعددة للخبر الواحد.
التفاعلية :يتيح لك االنترنت ان تح�صل على �إجابات فورية عن �أية ت�سا�ؤالت حول �أي خبر و�إبداء ر�أيك فيه
والتعليق عليه و�إ�ضافة �أية معلومة مهمة عليه
التقنيات وتحرير المادة ال�صحفية:
ان �أهم التحوالت التي يمكن الحديث عنها ومتابعة مراحلها في ثورة و�سائل الإعالم واالت�صال هي تخ�ص
المعلوماتية وما �أحدثته من تغيرات في الم�ؤ�س�سات الإعالمية ومن ذلك ال�صحافة المكتوبة التي تغير نظام عملها.
فدخول المعلوماتية �إلى غرف التحرير منذ بداية الثمانينات اثر كثيرا على �صناعة ال�صحف و�أ�ساليب الكتابة
ال�صحفية و�إمكانية اال�ستفادة من الطرق ال�سريعة للمعلومات التي تعر�ض بوا�سطة ال�صحافة المكتوبة اليوم لقرائها
�صحفا الكترونية على �شبكة االنترنت وهو ما ي�شكل من الناحية التقنية تقدما الن تقنيات الو�سائط المتعددة تمكن
ال�صفي من �إرفاق الر�سومات وال�صور والبيانات المكملة للن�ص كما تمكن القارئ من الح�صول على �أ�شكال مميزة
ل�صحيفة بف�ضل �إمكان اختيار مو�ضوعات محددة ،وبما يمكن القارئ للو�صول �إلى المعلومات لإتمام قراءته �أو
ي�ستطيع االت�صال بكاتب المقال ليطلعه على ردود فعله ،وتعليقاته ويتوا�صل مع قارئ �آخر لتبادل الآراء.
والى جانب هذه ال�صحف االلكترونية يجد القارئ اليوم على االنترنت �أنظمة ذاتية لبث المعلومات والأخبار
وفي حين ال�صحف االلكترونية تحتم على القارئ ان يبحث عن الخبر �أو المعلومة ب�آلية الإبحار (بتقنية ال�سحب)
تعتمد هذه الأنظمة على غرار ال�صحافة والتلفزيون التقليدين على نظام �أحادي االتجاه وت�سل�سل هي تدفع في الواقع
المعلومات �إلى الملتقي (مبد�أ الدفع) الذي ما عليه �إال ان يت�صل ليتلقى معلومات �آنية تبعا لوقوع الأحداث وتطورها.
123
ولم الت�أثير الحقيقي على قوة انت�شار ال�صحف م�ستقبال �إال في التطور التكنولوجي لل�صحافة ذاتها؟ ومن
اجل ذلك ا�ستعدت الم�ؤ�س�سات ال�صحفية لهذه المرحلة حيث كونت معظمها جهاز وهيئة لمواجهة الم�ستقبل من
الجانب التكنولوجي ال من الجانب الفكري فح�سب ،والذي ينبغي له ان يزداد تحررا وا�ستقالال وي�شمل التطور
جميع جوانب ال�صحافة اختيارا �أو ا�ضطرارا ،وتكمن الم�شكلة التي تواجه �صحافتنا في الم�ستقبل القريب في
نوعية المحرر ال�صحفي الذي يراد له م�ستقال ان يكون م�ؤهال للعمل على �أجهزة التن�ضيد لت�صميم مو�ضوعه،
والتدخل في �إخراجه فالتطور االلكتروني في �صحافة اليوم تعدى مرحلة ان التطور في مرحلة تكنولوجيا االت�صال
ب�شكل عام تطور تكنولوجيا ال�صحافة ب�شكل خا�ص قد وفر ال�صحافة �إمكانية كبيرة في �أداء وظيفتها الدولية من
جهة ،و�إيجاد وظائف جديدة من جهة �أخرى فف�ضال ع زيادة كفاءة ال�صحافة في �أداء وظيفتها فقد كان للتطورات
المتالحقة في و�سائل االت�صال �أثرها الكبير في تطور ن�شاطات ال�صحف
م�شكالت ا�ستخدام االنترنت �صحفيا:
بالرغم من المزايا العديدة لالنترنت فان هناك العديد من المحاذير عند تقييم م�صداقية المعلومات التي
يتم الح�صول عليها من االنترنت ل�ضمان القيام بتغطية مو�ضوعية ،وان المعلومات على االنترنت يمكن ان ت�ضلل
وال يمكن الت�أكد من دقتها وال معرفة م�صدرها ،كما ان م�صادرها يمكن ان تزيف المعلومات �أو ت�ستخدم االدعاء
الملفقة �أو يكتفي بها بديال من الم�صادر الأ�سا�سية كما تختلط بها الحقائق بالإعالنات والدعاية.
كما ان ا�ستعرا�ض مواد االنترنت يمكن ان ت�ستهلك وقتا كبيرا بال جدوى بدون معرفة وقت ومكان التوقف
عن البحث فالبحث عن المعلومات يقت�ضي تطوير المهارات البحثية لدى ال�صحفيين ف�ضال عن �أنها تقوم بدور
المقيم لأهمية المعلومة ،وال تقرر ما �إذا كانت ذات �صدقيه �أم ال وما �إذا كانت يجب ان تدرج �ضمن المادة
ال�صحفية �أم ال ،فتلك مهام تتم من قبل �صحفيين مدربين ف�ضال عن ان المعلومات ولر�سائل البريد االلكتروني
للت�أكيد من �إنها جاءت ممن �أر�سلها وكذلك الت�أكد من نوعية الم�صادر الم�شاركة في الجماعات المحترفين
غيرهم من الدخالء على المهنة ،فكلما ت�ساعد االنترنت في تن�شيط ذاكرة ال�صحفي وتعميق تخ�ص�صه،ف�أنها
ت�ضيف �إلى كاهله م�س�ؤوليات جديدة تتمثل في الفح�ص والتدقيق وح�سن االختيار على �إ�شكاليات الالعب والتحليل
والتحريف ،والم�صادر غير الوثوق بها الأمر الذي يتطلب تنمية قدرته على التحليل والفهم واال�ستنتاج.
ومن ناحية �أخرى يفر�ض اال�ستخدام المتزايد لتقنيات متعددة لجمع الأخبار مواجهة �أنواع جديدة من م�شكالت
�أخالقيات العمل ال�صحفي مثل حق الملكية الفكرية والر�سائل ال�صحفية المفخخة ف�ضال عن الق�ضايا التقليدية
المتعلقة بتوافر الدقة والعدالة والخ�صو�صية وال�صحة والمو�ضوعية.
ومن ناحية ثالثة ف�أن معظم المواد ال�صحفية والمعلومات المتوافرة على االنترنت مكتوبة باللغة االنكليزية
ومعدة وفقا لمناهج الفكر الغربي وفل�سفتها ال�صحفية والإعالمية وهو �أمر ي�ضع قيودا على انت�شار ا�ستخدام
االنترنت من قبل ال�صحفيين الذين ال يجيدونها.
ال�صحافة وتطور التقنيات:
منذ بداية الثمانينات ي�شهد مجال االت�صال الإعالمي تحوالت عظيمة ناتجة خ�صو�صا عن تطور التقنيات
الإعالمية التي فر�ضت مفهوم الخبر المبا�شر ،وتاليا �سرعة البث و�سرعة التلقي وفر�ضت بذلك على الو�سائل
الإعالمية واالت�صالية ان تعيد النظر في �أ�ساليبها.
124
ومن �أهم ت�أثيرات تطور التقنيات على ال�صحافة المكتوبة:
� -إعطاء �أهمية اكبر للعنا�صر المرئية في �إخراج ال�صحيفة.
-ت�أثير الأ�ساليب التحريرية بمميزات الحيادية والمو�ضوعية والإيجاز لت�صبح قراءة ال�صحفية قراءة
�سريعة.
�إلي جانب ذلك تحدث حركة االندماج والتكامل بين الو�سائل الإعالمية التقليدية تحوال كبير ًا نري منتجي
برامج التلفزيون يقدمون لزبائنهم عرو�ض ًا كانت تقدمها �إلي الآن ال�صحافة المكتوبة ،فموقع �شبكة CNN
الأمريكية يقدم لم�ستخدمي االنترنت ن�سخ ًا مفردة ل�صحيفة مرئية تجمع بين مميزات ال�صورة الثابتة،وال�صورة
الحية والن�ص وهذه المبادرة لها انعكا�ساتها االقت�صادية الن هذه الخدمات تقدم مجانا بف�ضل عائدات الإعالنات
والدعاية المالية عك�س ال�صحف االلكترونية التي ت�شغلها جماعات ال�صحافة المكتوبة
وهذه التحوالت كلها ال ت�ؤكد بال�ضرورة ا�ضمحالل الو�سيلة المكتوبة التي من المتوقع ان تقاوم طويال
لكنها ت�سمح للو�سيلة التقليدية بمواكبة تطور الو�سائط ال�سمعية الب�صرية التي تعني بال�ضرورة في �أ�شكال البث
والن�شر.
ويرى فديريك �أنطوان وبولريكو �إن هذه التكنولوجيا قد تف�ضح حقيقة دور ال�صحافي الذي يدعي انه مجرد
و�سيط بينما هو في الواقع ال يقدم الحدث كما هو ليعيد ت�شكيله ،فقد لعبت ال�صحافة دورا مهما وبارزا خالل
الع�شرين عاما الما�ضية لكن المعلومات التي قدمتها للقراء قد تكون �شحيحة قيا�سا �إلى توفر المعلومات في
الوقت الحا�ضر ،وا�ستطاعت �شبكة االنترنت تحويل قوة ال�صحافة �إلينا جميعا حيث �أ�صبح محتوى الإخبار
وم�ضمونها يحدد بن�سبة كبيرة من قبل القارئ والم�صدر ولي�س والم�ؤ�س�سة ال�صحفية فالقارئ ي�ستطيع �أن يختار
قراءة الإخبار من م�ؤ�س�سة �صحفية معينة �أو يتجاهلها.
�إن هذا التطور �سوف يغير طبيعة ال�صحافة بطريقة اخطر من اختراع التلغراف والخدمات ال�سلكية والراديو
والتلفزيون حيث يتجه �إلى عالم تقترب فيه ال�صحافة في انجاز مهمتها من خالل تحرير معلومات �إلى �أنا�س هم
في حاجة �إليها لإ�صدار �أحكامهم واتخاذ قراراتهم.
العنا�صر المرئية في ال�صحافة:
في ال�سنوات الع�شر الأخيرة تو�سعت معظم ال�صحف في ا�ستخدام النظم االليكترونية الحديثة مثل نظم
�إر�سال الن�صو�ص المرئية وهي نظم تجمع بين �شا�شات التلفزيون من جهة و�أجهزة الكومبيوتر والتلفزيون والأقمار
اال�صطناعية من جهة �أخرى وهي تقوم على الإر�سال في اتجاهين.
ولقد بد�أ اال�ستخدام الفعلي لهذه الأنظمة المتقدمة في نقل الإخبار منذ عام 1976حيث ا�ستخدمتها وكالة
U0Pلتغطية اولمبياد مونتريال ،وتغطية انتخابات الرئا�سة الأمريكية في العام نف�سه ،وقد انتقل ا�ستخدام
هذه النظم المتقدمة في نقال لأخبار من وكاالت الإنباء العالمية �إلى ال�صحف الكبرى في الواليات المتحدة
الأمريكية ثم غرب �أوربا ثم انتقلت بعد ذلك �إلى بع�ض الدول النامية التي كانت بعيدة عن هذه النظم المتقدمة
في االت�صاالت ال�صحفية ل�ضعف البنية الأ�سا�سية االت�صالية التي تتيح ا�ستخدام مثل هذه النظم فا�ستخدمتها
جريدة ال�شرق الأو�سط التي كانت ت�صدر في لندن وجدة والريا�ض والظهران وباري�س والقاهرة والرباط ونيويورك
125
في الوقت نف�سه عن طريق نقل �صفحاتها كاملة بوا�سطة نظام (�إر�سال الن�صو�ص الال�سلكية) وقد تبعتها في ذلك
�صحيفة الأهرام الم�صرية التي ت�صدر طبعات عديدة دولية من لندن وباري�س ونيويورك
و�إذا كانت تكنولوجيا االت�صال المتطورة قد �أ�ضافت �إمكانات جديدة �أ�سهمت في تطوير ال�صحافة فان هذا
التطور وال�سيما في مجال الإذاعة والتلفزيون قد اوجد العديد من ال�صعوبات �أمام ال�صحافة فهي تعاني من
انخفا�ض عوائد الإعالنات التي باتت تف�ضل الإذاعة والتلفزيون وبخا�صة بعد دخول ع�صر البث المبا�شر الدولي
عن طريق الأقمار اال�صطناعية.
التطورات الحديثة في مجال الن�شر:
ان �أكثر �أهمية و�إثارة في مجال التكامل بين الفيديو والن�شر المكتبي (D.T.P) Desk Top Publishing
فقد �أتاحت �أوجه التقدم الحديثة في �آالت الم�سح ال�ضوئي و�شا�شات �أجهزة الفيديو القيام بت�ضمين �صور الفيديو
داخل م�ستند بطريقة �أي�سر من ذي قبل وتتيح �أجهزة الفيديو الرقمية للم�ستخدمين القيام بتحرير �صور الفيديو
ومعالجتها ،و�إ�ضفاء الت�أثيرات الخا�صة عليها وذلك من خالل تحويل ال�صور ذات الإ�شارة التناظرية analog
�إلى �شكل رقمي Digitalيمكن معالجته ويمكن القول انه مع دخول نظام الن�شر المكتبي �إلى �أق�سام الكمبيوتر في
ال�صحف ،وال �سيما في دول �أوربا والواليات المتحدة الأمريكية كانت هنالك �أنظمة و�سيطة مهدت الطريق لدخول
الأنظمة الجديدة �إلى مطابع هذه ال�صحف مثل �آالت الم�سح ال�ضوئي ال�صغيرة عالية الجودة وبرامج معالجة
ال�صور و�شا�شات تو�ضيب ال�صفحات وت�صميمها ،و�أجهزة الكمبيوتر ال�صغيرة كما كانت مخرجات هذه الأنظمة
يتم الح�صول عليها مبا�شرة على �أفالم ح�سا�سة مما خلق حلقة و�سيطة متمثلة في الأنظمة االلكترونية في مرحلة
ما قبل الطبع ،والتي مهدت الطريق لأنظمة الن�شر المكتبي التي تعد الركيزة الأ�سا�سية التي تركز عليها الثورة
الراهنة في مجال الن�شر االلكتروني.
ان م�صطلح الن�شر المكتبي ب�صفة �أ�سا�سية �إلى تكنولوجيا الحا�سب الآلي التي ت�سمح لم�ستخدم بان ت�صبح لديه
ملفات ت�ضم الن�صو�ص والإطارات وال�صور والر�سوم في م�ستند واحد بجودة عالية.
ولقد بد�أت ثورة الن�شر المكتبي عام 1984مع ثالثة �شركات قامت ب�أحداث تغييرات هائلة في �صناعة
الكومبيوتر وهذه ال�شركات هي م�ؤ�س�سة �أبل للكمبيوتر ( )Apple Computer Incوالدو�س ()Al dos
وادوب ( )Adobeفقد طورت ابل كومبيوتر ما كنتو�ش وقد زودته بف�أرة Mouseوطابعة ليزرية وقدمت �شركة
الدرو�س برنامج ( )Page Makerلت�صميم ال�صفحات ت�ضمنها الطابعة الليزرية لإنتاج �إ�شكال الحروف
المختلفة والن�صو�ص والعنا�صر الغرافيكي
الثورة المعلوماتية وال�صحافة:
�شهد الن�صف الثاني من القرن الع�شرين ثورة االت�صال الخام�سة حيث يمكن تمييز تطور االت�صال من
خالل خم�س ثورات �أ�سا�سية تتمثل الثورة الأولى في تطور اللغة ،والثورة الثانية في الكتابة واقترنت الثورة الثالثة
باختراع الطباعة في منت�صف القرن الخام�س ع�شر على يد العالم الألماني غوتنبرغ 1495م وبد�أت معالم ثورة
االت�صال الرابعة في القرن التا�سع ع�شر من خالل اكت�شاف الكهرباء والموجات الكهرومغناطي�سية والتلغراف
والهاتف والت�صوير ال�ضوئي وال�سينمائي .ثم ظهور التلفزيون في الن�صف الأول من القرن الع�شرين �أما ثورة
االت�صال الخام�سة فقد �أتاحتها التكنولوجيا في الن�صف الثاني من القرن الع�شرين خالل اندماج ظاهرة تفجر
126
المعلومات وتطور و�سائل االت�صال وتعداد �أ�ساليبه
ولكي نحدث تغييرا جذريا في الم�سار التاريخي البد ان ن�ستوعب عنا�صر التغيير الفعال وخ�صو�صا التي
ت�ؤ�س�س طريق الم�ستقبل وب�شكل اخ�ص العنا�صر الم�ستحثة ،ومن هذه التحديات التاريخية الجديدة ظاهرة
المعلوماتية التي فر�ضت نف�سها كعن�صر حا�سم في �صياغة الم�ستقبل.
وب�أ العالم ي�أخذ منحنى تطويريا �أ�سا�سه العلم والمعرفة حتى القرن والواحد والع�شرين الذي �شهد ثورة
معرفيه كبيرة �أ�سا�سها وعمادها ومادتها المعلومات ال غير ،حيث �أ�صبحت ال�سالح الذي يتيح لمن امتلكه القدرة
لتطور التراكم العلمي والمعلوماتية والمعرفي وال�سيطرة على العالم الن هذا القرن هو خال�صة مركزة
لتاريخ الب�شرية ويرى الفن توفلر �إن القوة في القرن الواحد والع�شرين لن تكون في المعايير االقت�صادية �أو
الع�سكرية ولكنها في عن�صر المعرفة حيث ي�ؤكد في كتابه تحول ال�سلطة :ان المعرفة ب�صفتها و�سيلة تختلف عن
كل الو�سائل الأخرى كونها ال تن�ضب ،ويمكن ا�ستخدامها ب�أف�ضل �شكل لتعطي الأف�ضلية ب�إ�ستراتيجية وتكتيك
هادئ ،وان خطورة المد المعلوماتية الجديد تنبع من قدرته على ا�ستحواذ القنوات والأدوات التي ت�صنع ثقافة
الفرد ،وت�ستحوذ على بنيته المعرفية وتتحكم في �سلوكه وتوجهاته ،و�أهدافه ،وبعبارة موجزة ف�إنها ت�سترقه في
القطيع االلكتروني الذي تقوده قلة ونخبة ت�ستحوذ على معظم موارد العالم
وان التحوالت التاريخية الكبيرة لها دور انعطافي في التطور الب�شري ،والتقدم لح�ضاري ولكن تحوالت القرن
الع�شرين هي �شي �أخر منعطفا ته �إذا ا�ستخل�ص هذا القرن كل تجارب التاريخ وا�ستجمع خبراته وبد�أ حركة
ت�صاعدية بلغت ذروتها في نهاياته وبدء �إطاللته على القرن الواحد والع�شرين ،والتقدم التقني والمعلوماتية في
االت�صال كان عالمة هذا الع�صر التي طرحتها مبتكروها كمرحلة انتقالية حا�سمة في حياة الب�شرية.
وا�ستطاعت هذه التقنية �أن ترفع الحواجز وتقرب الم�سافات �إلي حد جعل العالم �شا�شة �صغيرة تمتد عبر
�شبكة معقدة من االت�صاالت ،وهذه التقنية قد ولدت وتولد مفاهيم جديدة لأنها قد قاربت بين الب�شر والأمم �إلي
حد التفاعل ال�شديد وال�سريع بحيث خلقت حالة تداخل �شديدة بين الأفكار والثقافات ف�أ�صبحت �أهم عمليات
العولمة وم�سحتها المميزة هي المعلوماتية
والمق�صود بالمعلوماتية لي�س نقل المعلومات وتي�سرها لأو�سع عدد من الأفراد والم�ؤ�س�سات فح�سب و�إنما
الفرز المتوا�صل بين من يولد المعلومات(االبتكار) القدرة علي ا�ستغاللها بمهارة .وبين من ي�ستفيد منها
بمهارات محدودة.
ومع تزايد وتيرة نمو المعلومات وتقدم �أدواتها التكنولوجية يعتقد البع�ض ان العالم �سي�صبح �أكثر ديمقراطية،
وان اال�ستبداد في طريقة لالنح�سار وهذا مايب�شرون به من خالل العولمة واالندماج العالمي حيث الق�ضاء
علي �أ�شكال التنوع والتعدد وا�ستحالة المناف�سة مع بقاء التناف�س منح�صر ًا في يد قلة من ملوك المال والإعالم
والمعلومات.
وت�شير الأقالم �إلي �أن اندماج ال�شركات الكبرى وتكتلها يزداد يوما بعد يوم �أخر لي�صل �إلى االحتكار المطلق
للإعالم والمعلومات ،حيث بد�أ عدد ال�شركات الم�سيطرة على الإعالم في الواليات المتحدة باالنكما�ش من50
�شركة عام 1984ثم �إلى � 23شركة عام ،1993وما ان حلت �سنة 200حتى ا�ستقر العدد على ع�شر �شركات وهو
127
ما يقودنا �إلى ا�ستنتاج �إلى �أن العالم يتجه �إلى مزيد من ال�سيطرة المطلقة للأقلية الم�ستبدة التي تحكم بقرارات
العالم الإعالمية وال�سيا�سية واالقت�صادية حيث تتحكم بم�صادر المعلومات من �إنتاجها و�صناعتها وت�سويقها
تقنية االت�صال ال�سريع و�صناعة المعلوماتية:
ان �أ�سا�س ظهور المعلوماتية وتحولها �إلى قوة الع�صر يرتكز �أ�سا�سا على تطور تقنيات االت�صال و�سرعتها
بحيث �أ�صبحت ال�سلطة في �صناعة الأحداث وبناء ال�سيا�سات و�إ�سقاط الأنظمة وتوتير االقت�صاد وانهياره والتهام
الثقافات وتعليب العقول فللمعلوماتية عبر �أدواتها االت�صالية و�إخطبوطها الإعالمي القدرة على �صناعة الواقع
الوهمي ح�سب توجهات النخبة الم�سيطرة االقت�صادية والفكرية لال�ست�شارة والتحكم وال�سلطة ذلك �إن القدرة
على ر�سم حدود الواق5ع هي القدرة على ال�سيطرة ،وان عملية نقل المعلومات هي ال�سلطة المعلوماتية هي القدرة
على ا�ستثمار �سرعة االت�صاالت لإي�صال معلومات مجهزة م�سبقة لأهداف معينة وهنا يمكن جوهرة ظاهرة
المعلوماتية با�ستغالل لفراغ الذي يخلفه ملتقي الر�سائل باالت�صال ال�سريع عندما يفقد الوقت الالزم ال�ستيعاب
الر�سالة وه�ضمها
اى �إن االت�صاالت التي هي ع�صب ع�صر المعلومات،وعملية االت�صال تتطلب في الأ�سا�س مر�سال ومر�سال
�إليه ،وقناة ات�صال ومن �ش�أن اعتماد و�سائل االت�صال بالغة ال�سرعة ان نجعل المعلومات تنتقل عبر قناة االت�صال
في مدة وجيزة جدا ت�ؤدي �إلى و�ضع المر�سل والمر�سل �إليه وجها لوجه ،وبالتالي انهيار عوامة المعلومات التي
عرفها المخت�صون �أنها الوقت الذي ت�ستغرقه المعلومات في قناة االت�صال فتقنية االت�صاالت و�سرعتها وقدرتها
على �إيجاد التوا�صل المادي بين الب�شر و�ضعتها في مقدمة الأولويات الثقافية واالقت�صادية ،بحيث �أ�صبحت
المنبر الثقافي والتعليمي حتى �أ�صبح ممتلكو هذه الو�سائل المعلوماتية هم الذي ي�ضعون المعلومة يو�سمون واقعا
خياليا ليتحكموا بت�أثيراته على المتلقي.
الإعالم والمعلوماتية:
لم يعد الإعالم مجرد و�سيلة نقل ولكن �أ�صبح م�صدرا لمعلومة ،وبات قادرا على �صياغة ر�ؤية خا�صة للعالم ندخل
�إلى ال وعي الم�شاهدين� ،إذ كانت الماكينة المعلوماتية �أ�صبحت الع�صب الحيوي الذي يتنف�س منه العالم �أفكاره
وتحركاته وفعالياته كافة فلقد �أ�صبحت العاب الواقع االفترا�ضي في طريقها الن ت�صبح �أكثر من مجرد و�سيلة لترفيه
�أنها تتحول �إلى جزء حيوي من الثقافة الجديدة لدى ال�شباب.
ان مبعث الخطورة ينبع من كون �أدوات المعلوماتية في يد قلة من الأباطرة الذين احكموا �سيا�ستهم ونفوذهم،
ويفر�ضون من يريدون على العالم ف�شركة مثل �شركة ( )Alto legالتي تعد �إحدى اكبر �شركات االت�صال بعيدة
المدى في العالم تقدر ان ثمة �ألفين �أو ثالثة �أالف �شركة عمالقة تحتاج �إلى خدماتها العالمية ويوجد ح�سب
�إح�صاءات منظمة الأمم المتحدة � 35ألف �شركة كبيرة عابرة للأوطان ترتبط بها 150الف �شركة تابعة ،وقد
ات�سعت تلك ال�شبكة بحيث يقدر ان المبيعات مابين ال�شركات التابعة التي تنتمي للمجموعة نف�سها �صارت تمثل
ربع التجارة العالمية ،وهذه البنية الجماعية التي ت�شهد عز نما�ؤها لم تعد مرتبطة ب�أحكام الدولة والأمة وهي
تمثل عن�صر ًا �أ�سا�سيا من نظام الغد العالمي
�إن ثورة المعلومات فتحت �أفاقا وا�سعة للعثور على ر�ؤى جديدة عجز عنها ال�سابقون الفتقارهم لتلك التقنيات،
128
ولكن ال�س�ؤال يبقي محيرا كيف ي�ستطيع الإن�سان �أن يتعامل مع هذا االجتياح �ألمعلوماتي ب�شكل مو�ضوعي وعقالني
ونقدي وما الذي �سيفعله ال�شخ�ص العادي وهو يجد نف�سه لي�س في مواجهة 50قناة فقط بل �أالفا من �أفالم
ال�سينما والعرو�ض المختلفة وكيف �سيواكب مئات القنوات من التلفزيون التفاعلي ،وخدمات الت�سوق وكلها
تتزاحم لجذب انتباهه.
ومن مالمح هذه الظاهرة �أباطرة المعلومات فقد ظهر في خ�ضم هذه الأعا�صير المعلوماتية رجال من نتاج
الر�أ�سمالية و�أ�صبحوا ي�سيرون العالم ب�صناعتهم للأحداث وت�سويقهم التجاري من �أدوات الإعالم والمعلومات
مثل بيل غيت�س الذي يعد �أغنى رجل في العالم و�صاحب اكبر �شركة للحا�سبات �أنتجت نظام ت�شغيل تعتمد عليه
معظم الأجهزة الكومبيوترية في العالم ومثل (روبرت مردوخ) ذلك اليهودي اال�سترالي المجن�س بمجموعة
جن�سيات عالمية الذي بد�أ حياته العلمية عام 1952م وكان عمره وقتها 21عاما حي ورث عن �أبيه جريدتين
محليتين في ا�ستراليا،لكنه انطلق لي�صبح �إمبراطور الإعالم العالمي حين �سيطر على %70من ال�صحف
اال�سترالية وبد�أ منذ عام 1969بالتوجه �إلى بريطانيا حيث ا�شترى �صحف (التايمز وال�صن) ثم ا�صدر (�صنداي
تايمز ونيوز �أوف ورلد) وا�ستولى على محطة (بي �سكاي) التي ت�ضم 40قناة ثم محطة (جراند �سكاي) التي
ت�ضم 7قنوات ثم (بريميو �شانلز) واتجه بعد ذلك �إلى كل العالم ،ففي اليابان يمتلك محطة (جي �سكاي) وفي
ال�صين قناة (فونيل�س) وفي الهند قناة (ال�سكاي بي) وفي اندوني�سيا (تلفزيونات اندوني�سيا) وقناة في جنوب
�إفريقيا وقناتين في البرازيل والمك�سيك وفي �أمريكيا يمتلك مجموعة قنوات فوك�س القرن الع�شرين فوك�س
،2000حيث ي�سيطر على 25قناة تغطي %40من م�شاهدي التلفزيون في الواليات المتحدة الأمريكية ف�ضال
عن امتالكه لجريدة (الوا�شنطن بو�ست) ودار الن�شر (برر كولتيز) وفي ا�ستراليا فان �إمبراطورية مردوخ قد
توقفت �إلى 269جريدة يومية ومحطة تلفزيونية بها 34قناة وقد قال عنه تيدتيرنر احد �أباطرة المعلومات �أي�ضا
ال ت�سمحوا لدخول هذا الرجل �إلى بلدكم فهو يريد ال�سيطرة على جميع محطات التلفزيونات في العالم يريد
الت�أثير على كل الحكومات.
ويذكر �صاحب كتاب احتكار الإعالم �أن طبقة تمثل %1من النا�س تمتلك �آ�سهما في �أجهزة الإعالم في عام
1983كانت �أغلبية ملكية ال�شركات مح�صورة في خم�سين �شركة ،وفي عام 1997تقل�صت ال�شركات الم�سيطرة
على الإعالم �إلى ع�شر �شركات ،وعندها ت�سيطر مجموعة قليلة من الأ�شخا�ص هم ر�ؤ�ساء �شركاتهم على �أكثر من
ن�صف المعلومات والأفكار التي ت�صل �إلى 220مليون �أمريكي ،ومن خالل امتالك الإعالم وال�سيطرة عليه فان
ما يتراوح بين 50-30م�صرفا وما يتراوح بين � 50-10شركة �إعالمية ت�سيطر على العالم على �صنع وتحطيم
ال�سيا�سيين والحكومات.
ومع ثورة المعلومات و�سيطرة االت�صال االلكتروني وانتقل المجتمع العالمي من مجتمع �صناعي �إلى مجتمع
(توا�صل) �أو مجتمع معلومات ويعود ال�سب في انتقال الإن�سان من المجتمع الزراعي �إلى المجتمع ال�صناعي �إلى
اكت�شاف ومن اختراع الحا�سوب في الن�صف من القرن الما�ضي حيث بد�أت مالمح مجتمع ما بعد ال�صناعة.
التقنية الرقمية:
لقد كان احد الأهداف الرئي�سية وراء تطوير الحا�سبات في مجال االت�صال هو الخروج من طبيعة و�سائل
االت�صال الجماهيري (�صحافة� -إذاعة -تلفزيون) ذات االتجاه الواحد من الم�صدر �إلى الملتقي �إلى و�سائل
129
�أكثر فاعلية بين م�صدر المعلومات والملتقى ،وال �أدل على ذلك من ا�ستخدام الحا�سوب في العملية التعليمية
والفيديو دي�سك والفديوتك�س (المعلومات المرئية )-الألعاب المرئية والعزوف م�ؤقتا عن التلفزيون عالي الكثافة
�إلى �ضرب جديد من التلفزيونية الرقمية في الإر�سال م�ؤ�شر على ظهور التلفزيون الرقمي التفاعلي (�صورة �صوت
انقي وا�صفي) مع �إمكانية تبادالت تفاعلية التحد لها بين المر�سل والمتلقي �إلى جانب ا�ستخدام الحا�سوب في
الإذاعة وال�صحافة حيث يمكن القفز على مرحلتين في �إعداد الجريدة وهي الطباعة وا�ستخدام الورق مما جعل
الحديث عن ال�صحافة االلكترونية والمجتمع الالورقي من مميزات مجتمع التوا�صل
�أن تربط التلفزيون والحا�سوب والتلفزيون �إلى جانب البث المبا�شر عن طريق الكبل خلق �آالت تفاعلية
مركزة على المعالجة ،والن الكمبيوتر رقمي فقد لزم تحويل كل ما يقدم �إليه �إلى �أرقام وترتكز عملية الرقمنة
على �أ�ساليب من ترقيم �أو ت�شفير حيث يعطي لكل حرف رمز رقمي ،و�أ�سلوب التب�سيط كتحويل ال�صور �إلى نقاط
مترا�صة ،وكذا الألوان و�أ�سلوب التو�صيف حيث يتم تمثيل الأ�صوات اللغوية بترددات معينة.
ان الرقمنة الرقمية ح�سنت من خدمات االت�صاالت والتلفون فالإ�شارة الرقمية اقل تعر�ضا لل�ضو�ضاء
والت�شوي�ش والتداخل من الإ�شارة الم�ستمرة ،مما �أدى �إلى تحقيق معدالت عالية لتتدفق البيانات عبر �شبكات
االت�صال واد �إلى ت�صغير المعدات وانخفا�ض كلفة الدائرة االت�صالية.
و�أدت الثورة التقنية وان�صهارها مع الإعالم �إلى جلبي الكثير من ال�صحف �إلى البيوت عبر الكابالت
ال�ستاليت وان �شبكة االنترنت و�ضعتنا على ات�صال مبا�شر مع �أي مكان في العالم ،و�سمحت بكمية ال تح�صى من
تبادل المعلومات ونقلها.
وعلى �سبيل المثال يوجد في الواليات المتحدة الأمريكية �أكثر من � 1700صحيفة يومية والآالف من الن�شرات
الأ�سبوعية و 9000محطة �إذاعية 1000محطة تلفزيونية و 7مراكز �إنتاجية رئي�سة 2500دار ن�شر للكتب وان معدل
الوقت الذي يق�ضيه الأمريكيون في متابعة الإعالم هو � 3400ساعة �سنويا
�إن �سمات ثورة المعلومات الراهنة كما يراها الدكتور الع�سافين هي:
�أوال� :أن الثورة الراهنة تجنح نحو العالمية �أو محاولة توحيد العالم في �سياق واحد كما تعمل على �إزالة الأثر
التقليدي للتمايز الجغرافي وللحدود ال�سيا�سية التي كانت ت�شكل �ضمانة و�شرطا وعامال وم�ستقبال في تكوين
الحياة والعمل.
ثانيا :ان التدويل المتزايد للمجال الإن�ساني يرتبط بالتفاوت النوعي في الوقت الذي تخ�ضع الإن�سانية
للت�أثيرات الثقافية والمادية واالقت�صادية نف�سها ،بحيث ان �أي تبدل في مكان ما ي�ؤثر على الجميع فان توزيع
�إمكانيات وو�سائل النمو يتفاوت يوميا بعد يوم مما يخلق نوعا من االحتكار ال�شامل لعنا�صر التقدم من قبل
البع�ض ونوعا متفاقما من التهمي�ش الإن�ساني للبع�ض الذي يكاد ي�شمل الآن الق�سم الأعظم من الإن�سانية.
مهما كانت المتغيرات االجتماعية واالقت�صادية وال�سيا�سية التي �ستحدث فان ما ال يمكن ت�صوره مجئ وقت
ال يوجد فيه �أولئك الذين يكر�سون وقتهم لمعرفة ما يحدث ولنقل المعلومات �إلى الآخرين مع �شرح منا�سب
لمغزى هذه المعلومات.
130
وفي الوقت الذي ازداد فيه عدد �سكان العالم و�أ�صبح ممكنا زيادة جميع �أنحاء الكون خالل ب�ضع دقائق،
فان الم�شاكل والمناطق التي تثير االهتمام والتي البد ل�صحفي الم�ستقبل من االهتمام بها �سوف تت�ضاعف مرات
عدة ،وي�ستمر تعقيد وتداخل �شتى جوانب الحياة الب�شرية في زيادة وتو�سيع كل من فر�ص وم�س�ؤوليات كل من
جامعي وموزعي الأخبار ،و�سوف لن ت�شكل �أي خالف الطريقة التي ت�ستخدم في الم�ستقبل لتوزيع الأخبار بدال
من المناديب في المدينة وكتابة الر�سائل الإخبارية والحمام الزاجل �أو البرق �أو الهاتف وال�صحافة المطبوعة �أو
المرئية �أو الإذاعية �أو التلفزيونية
وي�صبح من الم�ؤكد حقيقة تزايد الحاجة في الم�ستقبل �إلى �صحفيين �أف�ضل لنقل وتحرير الأخبار في العالم
�أكثر مما كانت هذه الحاجة في الما�ضي ،وبالتالي فان الم�ؤهالت المطلوب توافرها في �أولئك الذين يدخلون
في مجال العمل ال�صحفي �سوف تتزايد تماما عما كانت عليه ،وان م�سالة التطوير والتح�سين في نوعية الجهاز
في ال�صحافة �ست�ستمر كونها �ضرورة عمل ،حيث ان ال�صحافة الكفء والقادرة والم�س�ؤولة هي ال�صحافة التي
ت�ستطيع مواكبة التطورات التكنولوجية وا�ستيعاب ما ي�ؤمن لها اال�ستمرارية والتطور ومواكبة متطلبات الع�صر
ومهما كانت الو�سائل االلكترونية التي �سوف يتم تطويرها لي�ستخدمها رجل االت�صال فان الحاجة �سوف
تبقى ملحة للت�سجيل الدائم ،وهذا يعني انه �سوف يبقى دائما هنالك �أكثر من مبرر لبقاء ال�صحافة المطبوعة
فعلى الرغم من �أن التكاليف ال�ضخمة لإ�صدار ال�صحف قد �أدت �إلى تخفي�ض عدد ال�صحف اليومية في الواليات
المتحدة الأمريكية من� 2600صحيفة �إلى �1750صحيفة خالل ن�صف قرن ت�ضاعف فيه عدد ال�سكان فان توزيعها
الإجمالي بلغ ذروته وهي �ستون مليون ن�سخة ،فيوميا هنالك 150مليون �أمريكي يقر�ؤون ال�صحف.
ومع دخول و�سائل الإعالم عامة ال�صحافة المطبوعة خا�صة في ع�صر المعلومات بما فيها من تطورات كبيرة
في مجال ا�ستخدام �أدوات تكنولوجيا وطباعة حديثة وتنوع م�صادر المعلومات ال�صحفية ال�ستحداث �أ�شكال من
الأ�ساليب �إال �أنها تواجه تحديات عديدة في ذات الوقت منها.
كيفية مواكبة هذه الثورة المعلوماتية في ظل توفر و�سائل كثيرة تحاول جذب جمهورها من القراء. . 1
تعاظم تكلفة ال�صحيفة الورقية اليومية. .2
تكاثر الأعباء الإدارية والتنظيمية. .3
الحاجة �إلى تكوين كوادر �إعالمية م�ؤهلة لقيادة العمل ال�صحفي. .4
التدفق الهائل للمعلومات يجعل من ال�صعوبة التميز بو�ضع المعلومات ال�صحيحة بيد القارئ. .5
�صعوبة مواكبة �أحداث التطورات التكنولوجية وتقنيات الع�صر ال�ستخدامها في �إنتاج ال�صحيفة .6
اليومية.
تكاثر الو�سائل الإعالمية . 7
تزايد ا�ستخدام االنترنت وو�سائل االت�صال ال�سلكية والال�سلكية في �إتمام العمليات االت�صالية. .8
ظهور ال�صحافة التي ت�ستقطب جزءا من قراء هذه ال�صحيفة. .9
�صناعة ال�صحف:
ان تطورات تكنولوجيا االت�صاالت االلكترونية في مجال �صناعة ال�صحافة �شملت �أ�ساليب جميع المواد
131
التحريرية والت�صوير الميكانيكي والطباعة وف�صل الألوان ولقد مرت ال�صحافة بمرحلتين هما الجمع ال�ساخن
(اليدوي) ،والجمع البارد (الت�صويري عن طريق الكومبيوتر)ويف�ضل الجمع الت�صويري الذي ي�ستعمل الألياف
ال�ضوئية ،فان كمية الإنتاج ت�ضاعفت مرات عديدة مع تنوع ا�ستخدام �أنواع الحروف والأحجام.
لقد كانت ال�سرعة الق�صوى عند الجمع ال�ساخن ال تتجاوز ثالثة ا�سطر في الدقيقة الواحدة و�أ�صبحت
ت�صل عن طريق الجمع الت�صويري �إلى �ألفي �سطر في الدقيقة ف�ضال عن ان كفاءة التخزين فيها ت�صل �إلى 80
مليون حرف م�سجلة على الأقرا�ص الممغنطة ،مما ي�سهل معه ا�سترجاع المواد والمعلومات وت�صحيحها وتعديلها
بوا�سطة تحكم الحا�سوب.
ولقد �شهدت طباعة ال�صور تطورا مذهال فتحولت ال�صورة العادية �إلى مجموعة من النقط كذلك الأمر مع
ف�صل الألوان ،فهناك نظام متكامل يتكون من ماكينة ف�صل الألوان وحا�سوب ومجموعة �أقرا�ص ممغنطة ووحدة
تلفزيونية ولقد ا�ستطاعت �صناعة ال�صحف بهذه الطريقة المعتمدة على الحا�سوب وتكنولوجيا االت�صاالت
وبخا�صة الأقمار اال�صطناعية �أن تقدم للجريدة وللقارئ خدمة الجودة مع توفير ال�سرعة والوقت في ان واحد.
ولقد ا�ستفادت ال�صحف العربية من هذا االنجاز التكنولوجي وعمدت بع�ضها �إلى طبعات دولية تعد بلندن
وباري�س وتطبع في �أماكن مختلفة فهناك الأهرام وال�شرق الأو�سط والقب�س وال�سيا�سة والحياة وغيرها.
وهنالك طريقتان لنقل �صفحات ال�صحف وا�ستقبالها في مكان �أخر ما:
.1طريقة الم�سح .Scanning
.2طريقة التخزين لحروف المقاالت في �صور رقمية على �أقرا�ص �صلبة Hard diskيتم �إر�سالها عن
طريق الأقمار اال�صطناعية �إلى جهاز Image Setterينتج فيلما (بروما يد) �صالحا لإنتاج �ألواح
طباعيه ،ينتج عنها �صفحات مماثلة لل�صفحات المنقولة.
وت�ستغرق هذه العملية في الإر�سال من 3الى 7دقائق بح�سب كمية ال�صور وكمية �ضغط المعلومات الم�ستخدمة
فيها.
تكنولوجيا الحا�سبات االلكترونية:
الكمبيوتر هو �آلة اليكترونية مرئية يتم تغذيتها بالبيانات (مدخالت) فتقوم بمعالجتها وفقا لبرامج
مو�ضوعة م�سبقا (المعالجة) للح�صول على النتائج المطلوبة ،والتي تخرج (مخرجات) في �أي �شكل من �أ�شكال
المخرجات مثل �شا�شة العر�ض في �صورة في �شكل جدول البيانات.
وقد مرت الحا�سبات االلكترونية خالل تطورها بالمراحل الآتية:
.1ظهر الجيل الأول من الحا�سبات عام 1946من خالل العلماء «جون مو�شلي» و»ايكارت» و»جولد �شياني»
وهو الحا�سب ثم تكونت لإنتاج الحا�سبات على الم�ستوى التجاري با�سم .Univac
.2ظهر الجيل الثاني من الحا�سبات االلكترونية في �أوائل ال�ستينات بعد ا�ستخدام عنا�صر الترانزي�ستور
في بناء دوائر الأجهزة الحا�سبة كبديل ال�ستخدام ال�صمامات المفرغة .Vacuum Tube
� .3أدى ا�ستخدام الدوائر االلكترونية � Integrate Circuitsإلى ظهور الجيل الثالث من الحا�سبات
االلكترونية فيعام.1969
.4ظهر الجيل الرابع من الحا�سبات خالل عقد ال�سبعينيات بعد ان تطورت الدوائر االلكترونية المتكاملة
132
ب�سرعة كبيرة ،وبعد تطويع المواد فوق المو�صلة و�أ�شباه الموا�صالت الحرارية .Semiconductor
.5ظهر الجيل الخام�س من بداية الثمانينات ويطلق عليه الحا�سب ال�شخ�صي Personal Computer
وهو يتمتع ب�صغر الحجم و�سهولة الت�شغيل والربط من خالل و�سائل االت�صال العادية مثل التلفزيون
والتلفون.
ويتكون الكمبيوتر من الأجزاء الآتية:
�أوال� :أدوات الإدخال لحا�سب
ثانيا :وحدة المعالجة المركزية
ثالثا :وحدة التخزين (ذاكرة الحا�سب)
رابعا� :أدوات الإخراج
ا�ستخدام الحا�سب االلكتروني (الكمبيوتر) في مجال ال�صحافة:
يتيح ا�ستخدام الحا�سب تطبيقات عديدة في مجال ال�صحافة وذلك على النحو الأتي:
�أوال معالجة لكلمات:
لقد �أمكن ا�ستخدام الكمبيوتر في نظم معالجة الكلمات لإغرا�ض الكتابة وتحرير الن�صو�ص في مكاتب العمل
وتعد معالجة الكلمات الو�سيلة الع�صرية في ا�ستخدام الآالت الكتابة التقليدية ،ونظم معالجة الكلمات في �أجهزة
الحا�سب هي عبارة عن برنامج خا�ص لتمكين الم�ستخدم من تن�سيق الن�ص وتحريك الكلمات والجمل من مكان
�إلى �أخر و�شطب و�إ�ضافة المعلومات المطلوبة على �شا�شة الجهاز با�ستخدام لوحة المفاتيح ويمكن تخزين الن�ص
عل قر�ص ممغنط وحفظه لحين الحاجة ،فيطبع �أو يعدل وت�ضاف �إليه معلومات جديدة.
ثانيا :الن�شر المكتبي:
ت�ستخدم �أجهزة الحا�سب الإلكترونية الآن في �إنتاج �صفحات كاملة من ال�صحف مزودة بالعناوين والن�صو�ص
والر�سوم ،ويتيح ذلك للمخرج ال�صحفي ان يعيد ن�سخة ال�صفحة على �شا�شة المراقبة بال�شكل الذي يريده مطبوعا
على الورق ،كما ي�ستطيع �إجراء �أية تعديالت على �شكل ال�صفحة ومحتواها ب�سهولة وت�سمى ال�صورة الناتجة على
ال�شا�شة WYS/WYGومعناها ان ال�صورة التي نراها على ال�شا�شة هي نف�سها ال�صورة التي نح�صل عليها على
الورق المطبوع.
ثالثا :ت�صميم الر�سوم:
غيرت الحا�سبات االلكترونية من طريقة �أداء النا�س لر�سوم التقنية فمن خالل ا�ستخدام نظم ت�صميم
الر�سوم ( )CADيتم ابتكار الر�سوم وتخزينها وتغييرها ب�شكل �أ�سهل من ال�سابق ،وت�ستخدم هذه الر�سوم في
و�سائل االت�صال من خالل عر�ض خرائط الطق�س والرياح ور�سم الخرائط وتحديد المناطق الجغرافية وغيرها
من الر�سوم التي ت�ستخدم في الأخبار.
رابعا :البريد االلكتروني:
وهناك �أي�ضا الكمبيوتر في البريد االلكتروني وهي و�سيلة تقنية ت�شمل على معدات وو�سائل ات�صال ت�سمح
ب�إدخال وتخزين وتوزيع الر�سائل والبيانات من مكان �إلى �أخر في �أي مكان من العالم وذلك با�ستخدام خطوط
133
الهاتف �أو موجات الراديو �أو الألياف الزجاجية �أو الأقمار اال�صطناعية في الطرف الم�ستقبل محطة حا�سب
يمكنها �إخراج البيانات الم�ستقبلية على طابعة �أو خزنها في �أجهزة ال�ستخدامها عند الحاجة.
خام�سا :االت�صال المبا�شر بقواعد البيانات:
ت�شكل قواعد البيانات ذات الو�صول المبا�شر On- Lineجزاء مهما من برامج تطبيقات الكمبيوتر
ونقلها ،حيث من الممكن اليوم البحث في قواعد البيانات االلكترونية بطريقة تفاعل تحاوريه عن طريق منفذ
Terminalلالت�صال بالحا�سب االلكتروني و�أحيانا يكون هذا المنفذ على م�سافة الأميال ممن الحا�سب
االلكتروني المركزي.
ولال�ستفادة من هذا البرنامج يجل�س الم�ستفيد �إلى منفذ مت�صل بالحا�سب االلكتروني المركزي عن طريق
خط هاتفي عبر �شبكة االت�صال عن بعد وب�إمكان الم�ستفيد بو�ساطة هذا المنفذ االت�صال بالمئات من قواعد
البيانات وبذلك يكون الم�ستفيد (على الخط) مع برنامج ا�سترجاع المعلومات بالطريقة نف�سها التي يكون فيها
�أي �إن�سان (على الخط) عندما يتحدث مع �إن�سان �أخر هاتفيا.
�ساد�سا :الن�شر االلكتروني:
الن�شر االلكتروني عبارة عن �إ�صدار �أو بث �أو طرح الكلمة المكتوبة لتداول بالو�سائل االلكترونية ف�إذا ما
جمعنا جانبي ال�صناعة والبث معا ف�إن الن�شر االلكتروني يعني ا�ستخدام النا�شر للعمليات المعتمدة على الحا�سب
االلكتروني التي يمكن بو�ساطته الح�صول على المحتوى الفكري وت�سجيله وتحديد �شكله وتجديده مناجل بثه
بطرق واعية ويرتبط الن�شر االلكتروني بعدد كبير من التقنيات كالبرق والت�صوير ال�ضوئي والهاتف والحا�سبات
االلكترونية والأقمار اال�صطناعية و�أ�شعة الليزر �إال �أن الن�شر االلكتروني اكثرمن مجرد نقل الحروف �إلى �شا�شة
العر�ض �أو �إلى �آلة طابعة وهو �أكثر من تن�ضيد الحروف بل �أكثر من مجرد و�سيلة الختزان الوثائق وا�سترجاعها
فالن�شر االلكتروني يكفل �إمكان توفير كميات كبيرة من المعلومات في متناول الم�ستفيد وب�شكل مبا�شر.
وتعد الحا�سبة االلكترونية بالن�سبة للن�شر االلكتروني �أكثر من مجرد �أجهزة لالختزان والتوزيع فهي تمنح
النا�شر القدرة على االرتقاء ،ويمكن ان ت�ستخدم في تنظيم و�إعادة تنظيم جميع �أنواع المعلومات �سواء على
الخط �أم على �أقرا�ص و�أ�شرطة وم�صغرات فيلمية.
�سابعا :الن�شر ال�شبكي
ويقوم على ا�ستخدام �شبكات المعلومات وبنوكها في ن�شر الكتب والدوريات العامة والمتخ�ص�صة -خا�صة
الدوريات العلمية -وتوزيعها للم�شتركين عبر منافذ خا�صة بكل م�شترك بحيث ت�صل المعلومات مبا�شرة �إلى
الم�شترك في ال�شبكة عبر لنهاية الطرفية لحا�سب االلكتروني الخا�ص به في منزله �أو مكتبه.
تكنولوجيا ال�صحافة:
يق�صد بتكنولوجيا ال�صحافة التطبيق العملي لالكت�شافات العلمية في مجال ال�صحافة وتكنولوجيا ال�صحافة
بال�ضرورة جزء من تكنولوجيا الإعالم.
فتكنولوجيا ال�صحافة �شديدة تعني مجموعة المعارف والبرامج والخطوات والأدوات التقنية والتكنولوجيا
134
التي يتم من خاللها تحقيق ما يلي:
جمع البيانات والمعلومات من م�صادرها وتو�صيلها �إلى مقر ال�صحيفة �أو تو�صيلها �إلى المندوب �أو .1
المحرر ال�صحفي �أيا كان وتلعب الحا�سبات االلكترونية باندماجها مع االت�صاالت ال�سلكية و الال�سلكية
والأقمار والألياف الب�صرية و�أ�شعة الليزر دورا �أ�سا�سيا في تحقيق ذلك ،ولعل مثال ذلك الكمبيوتر
المحمول و�شبكات الحا�سب.
تخزين المعلومات ب�شكل منظم ي�سهل معه ا�سترجاع ولعل بنوك المعلومات و�شبكاتها ومراكز المعلومات .2
ال�صحفية التي ت�ستعين ب�أقرا�ص الليزر المدمجة و�شبكات المعلومات المحلية والدولية ابرز نماذج
لدور الحا�سبات في هذه العملية التي يطلق عليها التوثيق االلكتروني للمعلومات ال�صحفية.
معالجة المادة ال�صحفية المكتوبة والم�صورة والمر�سومة تحريرا �أو اخرجا وتجهيز الطبع وتتم الآن .3
على �شا�شات الحا�سب االلكتروني من خالل برامج الن�صو�ص وال�صور والر�سوم جاهزة لكي تنتقل
مبا�شرة على ال�سطح الطابع.
ن�شر المادة ال�صحفية وتبادلها في �أكثر من موقع في الوقت نف�سه من خالل �أنظمة الن�صو�ص المتلفزة .4
(قنوات المعلومات المرئية) التفاعلية والأحادية�،أو من خالل ال�صحف االلكترونية الالورقية� ،أو من
خالل طباعة ال�صحيفة في �أكثر من مكان داخل البلد الواحد في الوقت نف�سه ،وكل ما �سبق يتركز على
الحا�سبات االلكترونية.
ولمراجعة التحديات التي تواجها ال�صحافة في ظل ثورة المعلومات وتقنياتها يجب العمل على بحث ق�ضايا
م�شتركة منها:
العمل على تعزيز �سبل العمل ال�صحفي في ظل التحديات التي تواجها . 1
ان التقدم التكنولوجي في مجال الطباعة و الإنتاج ال�صحفي تتطلب مواكبة احدث تقنياته. .2
تبادل الخبرات بين الم�ؤ�س�سات ال�صحفية وتكوين مراكز ا�ست�شارية بحثية �صحفية لمعرفة �آخر .3
الم�ستجدات في العمل ال�صحفي.
�إن�شاء مركز تدريبي لل�صحفيين لتزويد العاملين في الحقل ال�صحفي ب�أحدث التطورات في العمل ال�صحفي .4
وي�شكل مركز اال�ستقدام الخبرات الحفية ونواة لإعداد كوادر �صحفية م�ؤهلة.
العمل على ت�أ�سي�س موقع خدمات معلوماتية م�شتركة عل االنترنت. .5
135
�أهمية تنمية الموارد الب�شرية العاملة في ال�صحافة
مقدمة:
ي�ستخدم م�صطلح (تنمية الموارد الب�شرية) ب�شكل رائج منذ �أكثر من عقدين ،برغم انه مجال جديد ن�سبياً
للممار�سة ،والبحث الإداري .وعلى غرار نواحي ممار�سة الإدارة العامة الأخرى ،تمار�س تنمية الموارد الب�شرية
على خلفية من اال�ضطراب والتغيير في الحياة التنظيمية ،والتغييرات في بيئات العمل وعمليات العمل والثقافات
التنظيمية ،وهو الأمر الذي ين�شئ الحاجة �إلى انتهاج ا�ستراتيجيات ناجحة لإدارة التغيير.
وهناك مجموعة من المفاهيم والمنظورات المرتبطة بتنمية الموارد الب�شرية ،كما توجد �أي�ضا محاور اهتمام
مختلفة ،فردية ،تنظيمية ،الحاجات الحالية ،التحديات الم�ستقبلية ،الوظائف والمهن المختلفة ،الم�صالح
المختلفة لمختلف الأطراف المعنية �صاحبة الم�صلحة .ومطلوب من المدربين ب�شكل متزايد �أن ي�سهلوا حدوث
متنام من المناهج التي ت�شمل تنمية الأفراد.التغيير واالبتكار من خالل ر�صيد ٍ
�إن نطاق تنمية الموارد الب�شرية ربما يكون كبير ًا ومن المالئم �أن نحدد مبكر ًا موقع تنمية الموارد الب�شرية ـ
�أي مكانها في مجال الإدارة وال�سبب في �أهميتها ا�ستراتجيا و�سياقي ًا.
تحديد نطاق تنمية الموارد الب�شرية
من الممكن �أن (ينمو) الأفراد في المنظمات ـ الموارد الب�شرية ،من الناحية العدية� ،أي و�ضع الأعداد
المنا�سبة من الأ�شخا�ص المنا�سبين في المكان المنا�سب وفي الوقت المنا�سب لكي يعلموا كمنظمة �أو ،كما يقول
احد الم�ؤلفين �أو ًال �ضع الأ�شخا�ص المنا�سبين في الحافلة � ،إال �أننا نناق�ش في هذا الكتاب كيف يمكن �أن ينمو
الأفراد ويتطوروا� ،سواء فردي ًا �أو جماعي ًا ،من حيث قدراتهم.
�إننا ندرك من البداية �أن الأفراد يتحدثون عن التدريب في المنظمات ،وباعتبارنا ممار�سين كثير ًا ما
نجد �أنف�سنا ن�ستخدم هذا الم�صطلح ،غير �إننا نعتقد انه يوجد فرق وا�ضح بين التدريب وباعتبارنا ممار�سين
لتنمية الموارد الب�شرية يرتكز اهتمامنا على التدريب� ،إال �أن �أولوية المتدرب هي التعلم .وفي هذا الكتاب نتناول
التدريب والتنمية والتعلم.
�إن المداخل التقليدية �إلى التدريب ت�شبه العالقة بين المعلم والتلميذ �أو الأ�ستاذ والطالب� ،إال �أن المدربين
المعا�صرين يعلمون �أن فهم التعلم ومنظور المتدرب يمكن �أن يح�سن ويثري خبرة التعلم بدرجة كبيرة .وباعتبارنا
ممار�سين للتنمية ،نحن ندرك �أي�ض ًا �أن العمل يتيح فر�ص ًا كثيرة مختلفة للتعلم ،وان التدريب هو مجرد جانب
واحد فقط في مجموعة من الفر�ص ،ومن ثم ف�إن نطاق تنمية الموارد الب�شرية ي�ضم منظورات مختلفة ت�شمل
التدريب والتعلم (�أنظر الف�صل الرابع لالطالع على المزيد من المناق�شة).
وهناك غمو�ض محتمل في ا�ستخدام م�صطلح (تنمية) يقول كوبي وزمال�ؤه
في الوقت الذي بد�أنا فيه ندرك الكوارث ال�سيا�سية واالجتماعية والبيئية المرتكبة با�سم التنمية ،يجد
العاملون منا في مجال تنمية الإدارة �أنف�سهم مجبرين على �أن ي�س�ألوا �أنف�سهم (التنمية من �أجل ماذا؟) .ب�صفة
خا�صة نحن بحاجة �إلى �أن نعي عواقب فكر التنمية على حياة الأ�شخا�ص المحرومين �سواء في المجتمعات
136
ال�صناعية �أو في العالم الثالث.
�إن تعريف الم�صطلحات يمكن �أن ي�ساعد في تحديد المعاني الم�شتركة والفهم الم�شترك (ويمثل �أي�ضا
�أ�سلوبا �أكاديميا تقليديا يرتبط كذلك ب�إدارة الجودة� ،أي التحدث بلغة واحدة)� .إال �أن البحث بال نهاية في
مجموعة ما من المعاني يمكن �أن ي�صبح مرهق ًا .ولكننا �سنو�ضح �أكثر ال�سياق الم�ستخدم فيه م�صطلح تنمية هنا
ب�إجراء مقابلة مع المفاهيم الرا�سخة الأخرى ذات ال�صلة وهي التعليم والتدريب والتعلم.
التعليم :ينظر له تقليدي ًا على انه تعر�ض مخطط بدرجة عالية للتدري�س ،والهدف منه هو التدرب ذهني ًا
ومعنوي ًا.
التدريب :محاولة منهجية ن�سبيا لالرتقاء ب�شخ�ص ما �إلى معيار �أو م�ستوى مرغوب للكفاءة بوا�سطة التدري�س
والممار�سة.
التعلم :اكت�ساب المعرفة �أو المهارة في �شيء ما من خالل الدرا�سة ،الخبرة �أو التعليم ،وهي عملية نمو �شخ�صي
ال تنتهي �أبد ًا.
�أن تعريفات التنمية وثيقة ال�صلة التي قابلناها قد تبد�أ في تو�ضيح المق�صود بالم�صطلح:
• �إبراز �أو �إخراج ما هو �أكثر تقدم ًا �أو منظمة بدرجة مرتفعة.
• النقل �إلى حياة �أكثر تقدم ًا �أو منظمة بدرجة مرتفعة.
• فهم و�إدراك الإمكانيات.
• التقدم خالل مراحل متعاقبة نحو حالة �أعلى و�أكثر تعقيد ًا �أو �أكثر ن�ضج ًا واكتما ًال.
وواع ومرتكز على
�إن تنمية الموارد الب�شرية هي الم�صطلح الذي ن�ستخدمه لو�صف منهج متكامل و�شامل ٍ
المباد�أة لتغيير المعارف وال�سلوكيات ذات ال�صلة بالعمل ،با�ستخدام مجموعة من ا�ستراتيجيات وتقنيات التعلم،
واال�ستراتيجيات والتقنيات الم�شار لها تهدف عموم ًا �إلى م�ساعدة الأفراد والجماعات والمنظمات على تحقيق
�إمكاناتها بالكامل لكي يت�سنى لها العمل على نحو ي�سمح بالفردية ويعظم في الوقت ذاته الفاعلية داخل �سياقات
معينة.
وتنق�سم تنمية الموارد الب�شرية �إلى �أنواع كثيرة ،فهناك التنمية ال�شخ�صية ،والتنمية من اجل وظيفة �أو
و�ضع حالي والتنمية في بيئات عمل جديدة �أو من اجلها ،والأن�شطة التي يمكن من خاللها التوفيق بين الأهداف
الفردية والتنظيمية والتنمية الم�ؤدية �إلى حياة �أف�ضل و�أكثر اكتما ًال للأفراد والمنظمات والمجتمعات الأكبر .ومن
منظور عري�ض جد ًا يمكن �أي�ض ًا اعتبار تنمية الموارد الب�شرية ،القدرة على دمج التعلم في ال�سلوك.
وت�شمل تنمية الموارد الب�شرية التدريب الإداري والتعليم المهني ،ولذا فهي تت�ضمن كل �أنواع التعلم الذي
يمكن من حدوث النمو الفردي والتنظيمي ،ولذلك ترتبط تنمية الموارد الب�شرية ارتباط ًا وثيق ًا بالإ�ستراتيجية
التنظيمية و�إدارة التغيير.
تنمية الموارد الب�شرية والإ�ستراتيجية التنظيمية
137
في جميع �أنحاء العالم ،تواجه المن�ش�آت مناف�سة وا�ضطراب ًا وعدم ت�أكد يمكن �أن ينتج عنها �أحيانا تغييب
درامي .وبالنظر �إلى �أنها تواجه تلك التحديات ب�صورة م�ستمرة ،ف�إن �ضرورة وجود �صالت وروابط وا�ضحة
ومبا�شرة بين �إ�ستراتيجية العمل و�أي �أولوية للإدارة ،ومنها تنمية الأفراد ،تبدو �أمرا منطقيا� .أن الموارد الب�شرية
محدودة ويجب �أن تتم �إدارتها وتقييمها في �سياق اال�ستراتيجيات �أي تحقيق الترابط بين الأ�صول المادية
والمعنوية واال�ستخدام المنا�سب للموارد ،وتحديد الموقف التناف�سي والمحافظة على التزام الأطراف المعنية
�صاحبة الم�صلحة.
ومن منظور عام ،من الم�سلم به منذ زمن طويل انه يوجد ارتباط بين الكيفية التي يدار بها العاملون من
ناحية والأداء التنظيمي من ناحية �أخرى .وقد عززت الدرا�سات الحديثة هذه القناعة ،بقولها �إن الممار�سات
الأف�ضل مثل الحوافز و�إدارة الأداء والتدريب المكثف �أمور تعادل في �أهميتها بالن�سبة للميزة التناف�سية
الإ�ستراتيجية والهيكل والتكنولوجيا والن�صب في ال�سوق .ومع ذلك ف�إن قوى ال�سوق التي تجعل ما ي�سمى بر�أ�س
المال الب�شري �أكثر �أهمية هي �أي�ضا التي تغيير العقد ال�ضمني بين �أرباب العمل والموظفين .ومن ثم ف�إنه
بالإ�ضافة �إلى الممار�سات التنظيمية الأف�ضل ،يحتاج الموظفون في �أيامنا هذه �إلى تحمل الم�سئولية عن حياتهم
المهنية وتحديث مهاراتهم
وفي المملكة المتحدة ،خل�صت الدرا�سات الحديثة لم�سح عالقات الموظفين في مكان العمل ل�سنة 1998م
�إلى انه بالرغم من الكالم ال�شائع ،ال تزال ممار�سات �إدارة الأفراد التقدمية في بع�ض النواحي مثل التوظيف
والتدريب واالت�صال و�إدارة الأفراد التقدمية في بع�ض النواحي مثل التوظيف والتدريب واالت�صال و�إدارة الأداء،
غير ممثلة بدرجة كافية تمثي ًال درامي ًا .هذا بالرغم من �أكثر من 30درا�سة �أجريت في المملكة المتحدة والواليات
المتحدة والواليات المتحدة الأمريكية منذ �أوائل الت�سعينات ت�ؤكد بما ال يدع مجا ًال لل�شك وجود عالقة ارتباط
موجبة وتراكمية بين �إدارة الأفراد و�أداء العمل
و�سوف ت�ساعد الر�ؤية والقيم التنظيمية في �صياغة �إ�ستراتيجية ذات ب�ؤرة تركيز و�أهداف محددة .ومن
الممكن و�ضع الأهداف من خالل التركيز على احتياجات العمل وحل الم�شكالت� ،أو من خالل الأخذ بمناهج
�أكثر �شمو ًال ،مثل النظام الكامل .و�أيا كان المنهج المف�ضل من الناحية المفاهيمية ،ف�إن المن�ش�آت تحتاج بوجه
عام �إلى �إطار ما ت�ستطيع من خالله ر�سم وتنفيذ الإ�ستراتيجية .و�سوف يعتمد الإطار المالئم على كل موقف على
حدة .وفي النهاية يجب ترجمة الأهداف الإ�ستراتيجية �إلى خطط و�أهداف على الم�ستوى الت�شغيلي ،مع �ضرورة
وجود �إجراءات و�أعمال محددة وقنوات للتغذية المرتدة ت�سمع بتقويم م�ساهمة التنمية.
بيد �أن المقدرة الإ�ستراتيجية معقدة ومن المحتمل �أال تحتاج فقط �إلى و�ضوح الر�ؤية والتخطيط المت�أني
والأهداف ممكنة التحقيق بل �أي�ضا �إلى وجود ب�ؤرة تركيز للعمل .ومن الممكن �أن تت�ضمن المقدرة الإ�ستراتيجية
�صفات و�سمات عند مختلف الم�ستويات التنظيمية للإدارة والمعرفة والقيادة قد ت�سهم فيها تنمية الموارد
الب�شرية وتوجهها .وت�شمل القدرات الإ�ستراتيجية التي يحتمل �أن تتطلب من المديرين مهارات و�صفات جديدة
الجوانب التالية:
• حينما يكون االبتكار هدفا ،يجب �أن يكون هناك توازن بين الن�شاط الت�شغيلي والإبداعي.
ً َ
• قد يعني التمكين �ضرورة �أن ي�سيطر المديرون على �إح�سا�سهم بعدم الأمان ،لأنهم وفق ًا لهذا المفهوم
138
يقومون بت�سليم م�سئولية التحكم التف�صيلي في العمليات ب�شكل �صادق.
• النظم التي ينخف�ض فيها ال�شعور بالأمان الوظيفي قد تحتاج �إلى �إدارة دقيقة ومدرو�سة ب�صفة خا�صة
لكي يت�سنى المحافظة على القيمة الإ�ستراتيجية.
تو�ضح لنا هذه الحاالت �أين يمكن �أن ت�سهم تنمية الموارد الب�شرية في المقدرة الإ�ستراتيجية ،ومع ذلك ف�إن
مجموعة االحتياجات والظروف التي تخ�ص كل منظمة بعينه قد تحول دون انتهاج منهج واحد �شامل �أو عام ،وال
توجد حلول جاهزة للق�ضايا المتعلقة بما ينبغي ويمكن عمله وما هي الموارد التي �سيتم تخ�صي�صها.
�إن تحديد المنظورات الإ�ستراتيجية وتنمية المديرين لي�س ن�شاط ًا يحدث مرة واحدة فقط �أو يطرح ح ًال
�سريع ًا ،كما �أنه لي�س اختياري ًا ،ومن خالل الأعمال التي تقوم بها الإدارة لمواجهة تحديات الحا�ضر ،تن�ش�أ ظروف
م�ساعدة على ظهور تحديات جديدة في نهاية المطاف �إن التنمية يمكن �أن تحدث من خالل الخبرة �أو بالتعلم
من الأخطاء والنجاحات .وهذا النوع من الإ�ستراتيجية النا�شئة �سليم وال غبار عليه ولكن ما يحدث في الغالب
الأعم من الأحوال هو �أن فر�صة التعلم من التجربة (�أو الخبرة) ال يتم ا�ستغاللها� .أن الإدارة ت�ؤثر في حياة
الأفراد ،ولذا فهي ظاهرة �أهم بكثير من �أن تترك لل�صدفة �إن تنمية الموارد الب�شرية تقدر قيمة التعلم.
وعلى العك�س من ذلك ،من الممكن �أن تدرك من�ش�أة ما وجود فجوة بين حالتها الراهنة وحالة م�ستقبلية
مرغوبة ،وت�سهل تلك الفجوة ر�سم �إ�ستراتيجية مخططة ،ومن الممكن �أن ي�أتي ذلك الإدراك نتيجة ل�ضغوط
بيئية تزيد الوعي ب�أن (الأ�ساليب الما�ضية للقيام بالأ�شياء) ال تمثل تلقائي ًا �أف�ضل الخيارات للم�ستقبل� .إن تنمية
الموارد الب�شرية تقدر قيمة التخطيط.
من الممكن �إجراء تقييم ا�ستراتيجي للو�ضع الراهن عن طريق طرح الأ�سئلة مثل:
ما التغيرات المطلوبة في المهارات والقدرات للم�ساعدة في تح�سين الأداء الوظيفي لدى �أفراد محددين؟
ما هي �أوجه الق�صور في الأداء التي تحتاج �إلى عالج؟ •
ما هي التغييرات التنظيمية (مثل التكنولوجيا ،عمليات الإنتاج ،الثقافة) التي تتوقف على تعلم الأفراد •
�شيئ ًا جديد ًا؟
ما هي الفر�ص المتاحة حالي ًا لم�ساعدة الأفراد على اكت�ساب مهارات جديدة؟ •
ما التغيرات المطلوبة في �سلوك المديرين والموظفين لكي يتح�سن الأداء الوظيفي الخا�ص بهم •
وبالآخرين؟
كيف يمكن �إقناع الموظفين ب�أن التنمية المتوا�صلة هي القاعدة ولي�ست اال�ستثناء؟ •
ما الذي ال ي�سير بنجاح؟ ما الذي �أخط�أنا فيه؟ ما الأخطاء التي ارتكبناها؟ •
ما الذي تعلمانه من تجاربنا ال�سابقة المت�صلة بتنمية الب�شرية؟ •
�إن وجود �أهداف تنظيمية عامة ـ مثل تح�سين الأداء وزيادة الإنتاجية وتقليل المخاطرة ـ �شيء �آخر ،وتمثل الأ�سئلة
من نوعية الأ�سئلة المذكورة �سابق ًا خطوة نحو اكت�شاف ذلك ال�سبيل .ومثل هذه الت�سا�ؤالت يمكن �أن تكون توليدية
ولكنها �أي�ض ًا ذات طابع ٍ
متحد عميق وم�ؤثر على الإ�ستراتيجية التنظيمية.
139
الآثار الإ�ستراتيجية لتنمية الموارد الب�شرية
في اغلب الأحيان ،تقع الطموحات التنظيمية في تح�سين الأداء وزيادة الإنتاج �أو �إ�ضافة قيمة في قلب
�إ�ستراتيجية الإدارة ،وترتبط بذلك االنجاز فيما يبدو الممار�سات التي ت�شجع العاملين على التفكير والمبادرة
بتح�سين النظم وتمنحهم من ال�سلطات وال�صالحيات ما يمكنهم من القيام به وتكافئهم على ذلك .لقد �أ�صبحت
التنمية بند ًا ثابت ًا في الكثير من الأجندات الم�ؤ�س�سية ،وهو و�ضع قد يكون له عدد من الآثار مثل:
تنمية الموارد الب�شرية تزيد من جاذبية المن�ش�أة بالن�سبة للموظفين المحتملين �أو الأطراف الأخرى •
�صاحبة الم�صلحة.
في ع�صر ممار�سات العمل المرنة ،تو�سع قوى العمل الأ�سا�سية (�أو المحورية) قدراتها من خالل •
التنمية.
تعمل تنمية الموارد الب�شرية على تح�سين القدرات ال�شخ�صية للموظفين الهام�شين �أو الم�ستبعدين. •
في حين �أن ال�شركات الكبيرة وفرت تقليدي ًا الن�شاط الأكبر ،ف�إن ال�شركات الأ�صغر التي تطبق بال�ضرورة •
مناهج ذات طابع ر�سمي اقل تبدي اهتمام ًا متزايد ًا بتنمية الموارد الب�شرية.
�إن المهارات المطلوبة من جانب �أرباب العمل ذات م�ضمون وظيفي فني وعامة ،مثل االت�صال والتعامل مع
العمالء والعمل الجماعي ،وهي مهارات ناق�صة في �سوق العمل الآن و�سوق يزداد الطلب عليها �أكثر في الم�ستقبل
وت�شجع قوى التغيير واالقت�صاد المن�ش�آت على تحقيق �إمكانيات الموظفين بالكامل على جميع الم�ستويات .ومع
ذلك ف�إن االهتمام بالتنمية تفيده بوجه عام قدرات المديرين (ومديري الإدارة العليا) على �إعادة التفكير في
الأ�ساليب التي يتبعونها للحفاظ على الميزة التناف�سية وتنفيذ ا�ستراتيجيات فعالة.
ولتو�ضيح هذه النقطة ،دعونا نفكر في �إدارة �سل�سلة التوريد� ،أن تنمية العالقات داخل �سل�سلة التوريد �ضرورية
ل�ضمان �سال�سة �سير النظم والعمليات في المن�ش�أة وي�شكل المديرون عن�صر ًا محوري ًا في �سل�سلة التوريد ،يت�صل
بالموردين من ناحية ،وبالعمالء �أو الم�ستهلكين من ناحية �أخرى.،
وتبع ًا للنقطة التي تقف عندها بالن�سبة (للمن�ش�أة) يمكن �أن يكون الموردين والم�ستهلكون داخليين �أو
خارجيين .وفي بع�ض الأحيان يكون تبين الحكمة من تنميتهم �أ�سهل �إذا نظر لهم على �أنهم جزء من نظام واحد.
ولخ�ص جدول الطرق المميزة التي يعامل بها الموردون تقليدي ًا ويقارنها بمنهج تنموي.
تنمية الموارد الب�شرية في �سياق التغيير
تجري تنمية الموارد الب�شرية في �سياق متغير با�ستمرار نتيجة ل�ضغوط كثيرة ت�شمل ما يلي:
• تدويل الأعمال.
• البيئات ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية والفنية والم�ضطربة.
• تدخالت الحكومات وتوقعات الم�ستهلكين.
• المناف�سة.
• التحرير من القيود التنظيمية.
• ازدياد معدل التغيير التكنولوجي.
140
• تغير �أنماط وعالقات العمل.
• نظم المعلومات الإدارية وازدياد حجم المعلومات.
• وجود منظمات معقدة ي�شارك الموظفون في �إدارة �شئونها على نطاق وا�سع.
�أي�ض ًا بات انهيار المنظمات �أو اال�ستحواذ عليها �أو اندماجها �شائع ًا وخا�صة في �سنواتها الأولى ،حينما يكون
(معدل الوفيات) مرتفع ًا� ،إذ يغلق �أكثر من ثلث المن�ش�آت ال�صغيرة �أبوابها خالل ال�سنة الأولى ب�سبب �سوء الإدارة
�أما ال�شركات التي تظل على قيد الحياة فتكون من ناحية �أخرى ن�شيطة ومليئة بالتعلم .ويبدو �أن المن�ش�آت كلما
نمت فقدت القدرة على التعلم حيث تت�سم ال�شركات الباقية على قيد الحياة ويتراوح عمرها بين � 100سنة 700
�سنة بالخ�صائ�ص التالية:
• �أنها محافظة مالي ًا.
• �أنها ح�سا�سة تجاه البيئة.
• يتمتع موظفوها ب�إح�سا�س بالتالحم والتما�سك فيما بينهم وباالنتماء لل�شركة.
• �أنها تت�سامح مع الأن�شطة (الحادثة على الهام�ش).
• �أنها خ�ضعت لتحوالت جوهرية �أو (تعلم تنظيمي تاريخي).
ومن المعروف �أي�ضا �أن المنظمات المعا�صرة مثل �شركة جيه .في� .سي )JVC( .و�إي دي �إ�س ()EDS
تتميز بالتح�سين المتوا�صل والتحول المتكرر.
�إن �صورة المنظمات ككيانات قادرة على التعلم والتغير توحي ب�أنها ت�شبه مجازي ًا الكائنات الحية فهي حالة
من التحول والديناميكية والتغير المتوا�صل.
�إن التعلم الذي يبدو �ضروري ًا ال�ستيعاب التغيير مجال ديناميكي للبحث والدرا�سة والممار�سة العملية ،ومع
ذلك يوجد فرق بين تنمية الموارد الب�شرية في المنظمات كما ينبغي �أن تكون �أو كما يحب المتحم�سون لتنمية
الموارد الب�شرية �أن ينظر لها من ناحية ،وكيف تجري على ار�ض الواقع من ناحية �أخرى .هذه التفرقة يعبر عنها
االختالف بين حلقة التعلم الفعالة و�سل�سلة التعلم المفرغة.
وكمثال واقعي لل�صلة بين تنمية الموارد الب�شرية والإ�ستراتيجية التنظيمية،تو�ضح درا�سة حالة جن�سترز
ganistersفي نهاية هذا الف�صل كيف يتعامل مديرو الإدارة العليا في هذه ال�شركة المتخ�ص�صة في �إنتاج ال�سلع
اال�ستهالكية والمتميزة بنموها ال�سريع بجدية مع تنمية الموارد الب�شرية.
النقد الموجه لعملية تنمية الموارد الب�شرية
كثير ًا ما تخ�ضع تنمية الموارد الب�شرية ،و�إ�ستراتيجية الموارد الب�شرية ،و�إ�ستراتيجية الموارد الأو�سع ،لعدد
من االدراكات النقدية للمديرين والموظفين .على �سبيل المثال:
ً
• تت�صف تنمية الموارد الب�شرية بالغمو�ض ال�شديد� ،إذ يحيط بفوائدها قدر كبير جدا من عدم الت�أكد
وال�شك.
• الدورات التدريبية العر�ضية هي كل ما يعتبر �ضروري ًا ،لكن البرامج غالب ًا ما تكون �سيئة التخطيط
141
ونادر ًا ما يرعى فيها الجودة والفعالية ووثاقة ال�صلة باحتياجات المتدربين.
في الواقع العملي ،يتم �إجراء التدريب كرد فعل نابع من الخوف من عواقب عدم القيام به .ويفتقر •
المديرون �إلى الأدوات والفهم الالزمين لتطبيق المداخل المخططة للتعلم.
من ال�صعب تقييم الفعالية على المدى الطويل ،ويحتمل بدرجة �أكبر ربط التقييم بنتائج التدريب •
ق�صيرة المدى.
تقابل منا�شدات الحكومة و�سوق العمل الداعية �إلى اال�ستثمار في التدريب والتنمية بالت�شكك. •
وال ترتبط جميع هذه الم�شاكل بحالة تنمية الموارد الب�شرية فقط ومن الممكن عزوها �إلى نواحي ق�صور
�إداري �أخرى .وتحدد القائمة التالية بع�ض �أنماط الم�شاكل الناتجة من �أداء الموظفين الأ�شياء ب�شكل خاطئ �أو
عدم قيامهم بالأ�شياء ال�صائبة:
• عدم القدرة على ا�ستخدام التكنولوجيا ب�سرعة وكفاءة قدر الإمكان.
• تدني م�ستويات الأداء الوظيفي.
• الت�أخر في انجاز العمل.
• الأخطاء باهظة التكلفة والفاقد.
• عدم اال�ستغالل الكافي لقوة العمل وانعدام الدافعية لديها.
• محدودية المرونة.
• انعدام الو�ضوح في الم�سئوليات الوظيفية.
• االنهيار في العالقات ال�شخ�صية.
• قيام المديرين بابتكار �أ�ساليب خا�صة بهم للعمل ـ �أو عدم العمل!.
�إن جميع المنظمات الكبيرة وال�صغيرة� ،سواء كانت توجد بها برامج وا�ضحة ومحددة لتنمية الموارد الب�شرية
�أو ال توجد ،معر�ضة لمثل هذه الممار�سات ال�ضارة التي تعبر في جوهرها عن �سوء الإدارة ولن ت�ستطيع تنمية
الموارد الب�شرية ت�ستطيع �أن ت�سهم في عالجها من خالل التركيز على احتياجات محددة من القدرات ،وتقدير قيمة
التعلم بطرق مختلفة ،والأخذ بزمام المباد�أة واالرتباط بالإ�ستراتيجية ب�شكل وا�ضح و�صريح ،و�إظهار قيمة م�ضافة
وتح�سين االت�صاالت وتمكين المديرين.
�إن المهارات تحدث اختالف ًا حقيقي ًا في الأداء التنظيمي ،ويرتبط بازدياد حجم التدريب المقدم حدوث
زيادة في الإنتاجية ،وتن�ش�أ مردودات مهارية �أعلى عندما يكمل ممار�سات الموارد الب�شرية الأو�سع ويرتبط
اال�ستثمار في المهارات باالبتكار والمرونة.
ال�سياق التاريخي لتنمية الموارد الب�شرية
منذ �أواخر القرن التا�سع ع�شر ،تحدث عمليات الإنتاج الجديدة والإنتاج على نطاق وا�سع والأ�شكال
التنظيمية المختلفة و�أنماط العمل الجديدة العمليات الأكثر تقليدية حيث �أزاحت الم�ؤ�س�سات الحديثة الكبيرة
ال�صناعية الأنماط المبكرة للملكية العائلية و�أ�ساليب الإدارة ل�صالح الأ�شكال الوظيفية الكبيرة ،و – فيما بعد –
�صور المنظمة متعددة الأق�سام .وقد اعتمدت هذه ال�صور (الحديثة) للمنظمة اعتماد ًا �شديد ًا على البيروقراطية
ومبادئ الإدارة العملية ،حيث لم يعد الم�سئولون فيها �أفراد ًا في العائلة.
142
�إن تنمية الموارد الب�شرية متجذرة في �سياق تاريخي لممار�سات �إدارية ال يزال بالإمكان التعرف عليها بدرجة
ما حتى يومنا هذا .وقد مر تاريخ تنمية الموارد الب�شرية في الواليات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة خالل
القرن العر�شين ب�أربع مراحل رئي�سية هي كالتالي:
.1منذ �أوائل القرن الع�شرين حتى ال�سبعينات ،خلفت الإدارة الكال�سيكية (الإدارة العلمية) والعالقات الإن�سانية
وال�سيكولوجية التنظيمية تركة مربكة من الأفكار المتعلقة بطبيعة العمل.
� .2شهدت حقبة الثمانينيات ت�أثير المناف�سة الدولية وما تال ذلك من اهتمام بالمناهج ذات الطابع
اال�ستراتيجي الأكبر وظهور علوم كثير ًا ما تم تف�سيرها ب�صورة غام�ضة مثل �إدارة الموارد الب�شرية.
.3من ال�سبعينيات �إلى الت�سعينيات �ساعد التعلم التنظيمي ومفاهيم �إدارة المعرفة والبحث عن االبتكار
والتحول في بلورة �أ�سباب �أهمية الموارد الب�شرية �أو ر�أ�س المال الب�شري.
.4يتميز النموذج التنظيمي ال�سائد باهتمام وا�ضح بالغاية ،والمنظمة المر�شدة التكاليف ،والأمان الوظيفي،
والحاجة �إلى �سيا�سات متكاملة والفروق بين طبيعة المنظمات المن�شودة والمحققة.
�إن المعرفة بالتاريخ ال�صناعي ربما تكون حيوية �إذا كنا نريد فهم الظروف التنظيمية الراهنة واكت�ساب
الحكمة من خالل الت�أمل والتو�صل �إلى وجهات نظر م�ستنيرة ت�ستند �إلى معلومات �سليمة .منذ �أوائل القرن
الع�شرين تخ�ضع تقنيات الإدارة و�أ�ساليبها لفح�ص دقيق ب�صورة متزايدة ،وال �سيما في المجتمعات ال�صناعية
بالمملكة المتحدة والواليات المتحدة الأمريكية ،وتمار�س تنمية الموارد الب�شرية على خلفية �شد وجذب بين
االحتياجات الفردية والتنظيمية وتباين المداخل �إلى تحقيق عالقات عمل متناغمة في بيئة عمل دائبة التغير.
�إن الفوارق التاريخية ربما تكون قد �أفرزت الظروف الحالية ،لكن المديرين المعا�صرين في �أنحاء الكرة
الأر�ضية هم الذين يتوقع منهم �أن يتفادوا �أخطاء الما�ضي و�أن يتعلموا وي�ستثمروا في التنمية على المدى
الأطول.
عمل �أحدنا م�ؤخر ًا مع مجموعة من مديري القطاع العام كانت المن�ش�أة التابعين لها حديثة الن�ش�أة ن�سبي ًا
(عمرها � 5سنوات) ،لكنها انف�صلت عن من�ش�آت �أخرى �أطول عمر ًا بكثير .وقد خطط �أفراد المجموعة بياني ًا
م�سيرتهم عبر الزمن للو�صول �إلى النقطة الموجودين عندها ،ذاكرين �أحداث ًا هامة وعوامل تاريخية �أثرت فيهم
وفي �أرباب عملهم ال�سابقين .وهذا الن�شاط لم ي�ؤد فقط �إلى فهم كل منهم للآخر بدرجة اكبر ،ولكن �أي�ض ًا �إلى
تولد �إح�سا�س م�شترك ومتجدد بالغاية بالن�سبة للمنظمة الأ�صغر �سن ًا .وفي المقابل ا�ستطاع ه�ؤالء المديرون �أن
يتو�صلوا �إلى منهج للتنمية يتالءم مع التنوع التاريخي المتج�سد في فرقهم.
�إ�ستراتيجية و�سيا�سة تنمية الموارد الب�شرية
�إن التوجه والأهداف الإ�ستراتيجية لمن�ش�أة ما يمكن �أن توجد احتياجات مت�صلة بالتعلم يمكن �إ�شباعها
عن طريق ربطها بتنمية الموارد الب�شرية ،ومن المت�صور �أي�ض ًا ح�سبما جاء في الأق�سام ال�سابقة� ،أن تنمية
الموارد الب�شرية ت�ستطيع الت�أثير على الإ�ستراتيجية التنظيمية .وربط تنمية الموارد الب�شرية بالإ�ستراتيجية
يعطي الأولوية للتعلم القادر على الم�ساهمة ب�شكل مبا�شر في الأهداف التنظيمية والقابل للتقييم من حيث في
تحقيق الإ�ستراتيجية� .إال �أن ذلك قد يعني �أن التعلم الذي يحتمل �أن يكون مفيد ًا ولكنه غير مرتبط مبا�شرة بر�ؤية
التنمية يتم تجاهله .وبالمثل من الممكن �أن يكبت التفكير النقدي �أو الجانبي الالزم في المنظمات لكي تظل
143
متكيفة �أو تحقق تناف�سية جديدة �أو تتهي�أ لإجراء تغييرات كبيرة.
عن �أ�سلوب (�إما� /أو) الذي ينظر لتنمية الموارد الب�شرية على �أنها تتم بقيادة الإ�ستراتيجية التنظيمية �أو
ت�سهم فيها� ،أو على �أنها تركز على الأفراد �أو المنظمة ،قد يكون اقل فائدة من الطموح �إلى الو�صول �إلى و�ضع
يتكامل فيه طرفا النقي�ض .وفي �سياق مناق�شته لل�سيا�سة التنظيمية الهادفة لتنمية الإدارة ،ذهب جون برجوين
�إلى �أن المنظمات ينبغي �أن تطمح لإك�ساب منهجها الن�ضوج على طريق م�ؤد �إلى التكامل .وتعميم ًا لهذه الفكرة،
يو�ضح جدول 1ـ � 2سل�سلة متعاقبة من م�ستويات ن�ضج المداخل التنظيمية لتنمية الموارد الب�شرية.
ويتطلب الم�ستوى ال�ساد�س في النموذج المو�ضح في الجدول 1ـ 2مراجعة التفكير المنطقي الذي يقف وراء
ال�سيا�سة والعمليات التي تت�شكل ال�سيا�سة بوا�سطتها� .إنه يتطلب ب�صيرة ثاقبة نقدية وبحث ًا عميق ًا عن الدوافع
والمعاني ...وي�ستلزم ا�ستخال�ص كل نقطة تعلم من التجربة من خالل طرح �أ�سئلة جوهرية مثل (لماذا؟) و “
ماذا في ذلك؟” ،وبذلك عندما يتم دمج تنمية الموارد الب�شرية تمام ًا ،ينظر ل�صنع الإ�ستراتيجية الم�ؤ�س�سية
على انه عملية تعلم في حد ذاته.
جدول : 2-1ت�سل�سل ن�ضج تنمية الموارد الب�شرية في المنظمات
ال توجد تنمية موارد ب�شرية منهجية او م�ستوى ( )1ال توجد تنمية موارد
مدرو�سة بالمعنى الهيكلي �أو التنموي ب�شرية منهجية.
اعتماد كامل على «ال�صدفة»
�أن�شطة تنمية موارد ب�شرية معزولة �أو م�ستوى ( )2تنمية موارد ب�شرية
ح�سبما تقت�ضي الظروف .هيكلية وتنموية معزولة وتكتيكية.
ولكنها رد فعلية ومركزة على حل الم�شاكل
�أن�شطة تنمية موارد ب�شرية محددة هيكلية م�ستوى ( )3تكتيكات متكاملة
وتنموية ومتكاملة ومن�سقة ومن�سقة وهيكلية وتنموية
�إ�ستراتيجية تنمية الموارد الب�شرية تدعم م�ستوى ( )4توجد �إ�ستراتيجية تنمية
تنفيذ �سيا�سة الم�ؤ�س�سة وتوفر �إطار ًا موارد ب�شرية لتنفيذ �سيا�سة ال�شركة
للتكتيكات الهيكلية والتنموية.
عمليات الموارد الب�شرية توجه �صنع القرارات م�ستوى ( )5مدخالت �إ�ستراتيجية
الم�ؤ�س�سية و�إدارة المعرفة وتخطيط الموارد. تنمية الموارد الب�شرية ت�صب في
�صياغة ال�سيا�سة الم�ؤ�س�سية
م�ستوى ( )6تنمية �إ�ستراتيجية الإدارة عمليات تنمية الموارد الب�شرية توجه عملية ر�سم
ر�سم ال�سيا�سة الم�ؤ�س�سية وتوفر �إطار ًا لها. ال�سيا�سة الم�ؤ�س�سية
144
المنظمة المعتمدة على التعلم
من �ضمن �أ�ساليب تمثيل الن�ضج التركيز على تعلم ال�شركة �أو المنظمة المعتمدة على التعلم هذا المفهوم قد
يعتبر ر�سم الإ�ستراتيجية و�صنع ال�سيا�سة عمليتين يتم اال�شتراك فيهما على �أو�سع نطاق ممكن� .إال �أن هناك بع�ض
االنتقادات الموجهة �إلى مفهوم المنظمة المعتمدة على التعلم وهي:
• �أنه مفهوم ي�صعب فهمه وا�ستيعابه ولي�س له ت�أثير مبا�شر �أو عاجل.
• انه يتطلب نظرة عري�ضة ،في حين �أن كثير ًا من الأفراد في المنظمات لهم احتياجات �آنية (�أو فورية)
بدرجة اكبر.
• انه يركز على التعلم ولي�س على االهتمامات الأكثر �إلحاح ًا التي ت�شغل �أذهان المديرين.
لقد ا�ستقطبت مفاهيم وممار�سات المنظمة المعتمدة على التعلم قدر ًا كبير ًا من االهتمام النقدي في
ال�سنوات الأخيرة (�سوف نناق�ش هذا المو�ضوع �أكثر في الف�صل الثامن) .ويتطلب المنظمات المعتمدة على
التعلم درجة متقدمة من التن�سيق بين ن�شاط تنمية الموارد الب�شرية وال�سيا�سة التنظيمية.
ويرى بيدلر Peddlerوبور جوين Burgoyneوبويديل � )1977( Boydellأن �أن�شطة تنمية الموارد
الب�شرية ت�شمل تدخالت هيكلية مثل تخطيط �إحالل الموظفين والتقويم المهني (�أو الوظيفي) وهيكلة الم�سار
المهني ،وتدخالت تنموية مثل الدورات التدريبية ومواد التعلم المفتوح والتعليم الخا�ص mentoring.وهم
يخل�صون �إلى انه ما لم ت�سهم هذه التكتيكات الفردية في ال�سيا�سة الم�ؤ�س�سية وت�شكل جزء ًا منها ،ف�إنها �ستكون
محدودة الفائدة ،وي�ؤكدون �أن �سيا�سة تنمية الموارد الب�شرية تهتم بالتن�سيق بين مختلف تدخالت تنمية الموارد
الب�شرية (الهيكلة والتنموية) وال�سي�سيا�سة وممار�سة تنمية الموارد الب�شرية:
قد ترى المنظمات والأفراد على حد �سواء في التنمية تحدي ًا مزعج ًا :تعلم كيفية تنمية �سلوكيات ومهارات
مختلفة �سيكون تجربة جديدة بالن�سبة لبع�ض الموظفين الذين لم ينخرطوا في هذا النوع من الأن�شطة منذ
�أن كانوا طالب ًا متفرغين لتلقي العلم ومع ذلك من الممكن التما�س الت�شجيع من الخبراء الم�ستمدة من مجال
الموارد الب�شرية الأو�سع.
وقد �أ�شارت البحوث �إلى �أن الم�ؤ�س�سات التي تعتبر الإ�ستراتيجية �شيئ ًا مهم ًا تتمتع بخ�صائ�ص تنموية تربط
االحتياجات الفردية والتنظيمية بالتوجهات الحالية والم�ستقبلية .وتحدد هذه البحوث الموثقة ،عدد ًا من
المو�ضوعات الرئي�سية ،ومنها ما يلي:
المبادرة الفردية تحظى بالت�شجيع ،تتم تنمية المهارات من خالل التدريب ،وتوجد ثقافة م�ؤازرة •
وداعمة و�إن كانت متحدية مع ذلك ،مع االهتمام بتقديم التدريب الخا�ص . Coaching
خلق وتدعيم المعرفة يتم من خالل التعلم التنظيمي ،وتعمل الم�سارات المهنية الجديدة واال�ستثمار •
والعمل الجماعي كل الم�شاكل والتعلم عن طريق العمل وال�شفافية والترابط ال�شبكي على �ضمان نقل
المعرفة.
يوجد تجديد متوا�صل من خالل معايير زيادة �أعباء العمل والتحدي المفرو�ضة داخلي ًا ،وتتم موازنة •
التنقيح والتح�سين مع �إعادة التوليد ،وت�ستخدم المعرفة كعن�صر مكمل للتطابق اال�ستراتيجي مع
145
التحدي اال�ستراتيجي.
عقود التحكم واالمتثال (�أو الإذعان) ا�ستبدالها بااللتزام والمبادرة القائمين على التعلم والثقة •
بالنف�س.
تتم تنمية القدرات الفردية اعتماد ًا على المعارف والمهارات واالتجاهات المالئمة لمديري الخطوط •
الأمامية والإدارة الو�سطى والعليا.
تتم �إدارة عمليات التحول مثل العقلنة (�أو التر�شيد) والتجديد والأحياء و�إعادة التوليد عن طريق �صنع •
قادة جدد.
حينما تكون تنمية الموارد الب�شرية ممثلة بقوة في ال�سيا�سة والممار�سة الم�ؤ�س�سية .ين�ش�أ احتمال انتقال
الأفراد من المنظمة التي ا�ستثمرت فيهم� ،إال �أن ا�ستخدام هذه الحجة للتقليل من �أهمية التنمية يتم عن ق�صر
نظر .ويقترح جو�شال وبارتليت (� )1998أربع طرق ي�ستطيع �أرباب العمل من خاللها مواجهة المخاطرة المتمثلة
في تزويد الموظفين بم�ؤهالت �أو خبرات قابلة للحمل:
ابد�أ في اال�ستثمار في تنمية الأفراد مبكر ًا لكي تولد لديهم قناعة بان المنظمة جيدة وت�ستحق العمل •
فيها.
ا�ستبدل عقد الوالء والطاعة المعنوي القديم بم�سئولية الموظفين المدعومين من الإدارة العليا •
والممنوحين ال�سلطات وال�صالحيات المنا�سبة عن م�ستقبل ال�شركة والعاملين بها.
اجعل التعلم جزء ًا من الغاية الأ�سا�سية للمنظمة. •
ادعم التنمية ب�صورة غير ر�سمية من خالل العمليات ذات ال�صلة بالوظيفة ،ور�سمي ًا من خالل و�سائط •
تدري�س وتعلم محددة.
146
�أهم مراجع الكتاب
عبد اهلل بن محمد الرفاعي ـ ـ تنظيم الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ـ ـ دار عكاظ للطباعة والن�شر ـ ـ جدة ـ ـ بدون تاريخ. . 1
�صليب بطر�س ـ ـ �إدارة ال�صحف ـ ـ مكتبة الأنجلو الم�صرية ـ ـ القاهرة ـ ـ 1982م. .2
�إبراهيم ال�سلمي ـ ـ �إدارة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ـ ـ العربي للن�شر والتوزيع ـ ـ القاهرة ـ ـ 1999م. .3
لـ ـ جون مارتيث ـ ـ �أنجو جروفر �شودري ـ ـ نظم الإعالم المقارنة ـ ـ الدار الدولية للن�شر والتوزيع ـ ـ .4
1991م.
محمود علم الدين ـ ـ ال�صحافة في ع�صر المعلومات ـ ـ الأ�سا�سيات والم�ستحدثات ـ ـ دار ال�شروق ـ ـ .5
القاهرة ـ ـ 2000م.
محمد فريد ال�صحن ـ ـ محمد �سلطان علي �شريف ـ ـ مبادئ الإدارة ـ ـ الدار الجامعية للن�شر والتوزيع ـ ـ .6
1999م.
�أميرة محمد العبا�سي ـ ـ �إدارة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية في م�صر ـ ـ من�شورات جامعه القاهرة ـ ـ 1985م. . 7
عبد الحميد حمرو�ش ـ ـ �إدارة ال�صحف ـ ـ الأنجلو الم�صرية ـ ـ القاهرة ـ ـ 1997م. .8
طلعت �أ�سعد عبد الحميد ـ ـ �أ�سا�سيات �إدارة الإعالم ـ ـ مكتبة عين �شم�س ـ ـ القاهرة ـ ـ 1984م. .9
ع�صام فرج ـ ـ اقت�صاديات الإعالم ـ ـ الجزء الأول ـ ـ دار النه�ضة العربية ـ ـ القاهرة ـ ـ 2000م. .10
محمد �سيد محمد ـ ـ اقت�صاديات الإعالم ـ ـ الكتاب الأول ـ ـ الم�ؤ�س�سة ال�صحفية ـ ـ مكتبة كمال الدين ـ ـ .11
القاهرة ـ ـ 1979م.
فاروق �أبو زيد ـ ـ النظم ال�صحفية في الوطن العربي ـ ـ عالم الكتب ـ ـ القاهرة ـ ـ 1986م. . 12
�شوقي ح�سين عبدا هلل ـ ـ �أ�صول الإدارة ـ ـ دار النه�ضة العربية ـ ـ القاهرة ـ ـ 1978م. .13
علي �شريف ـ ـ الإدارة المعا�صرة ـ ـ ط 2ـ ـ الدار الجامعية للطبع والن�شر والتوزيع ـ ـ الإ�سكندرية ـ ـ .14
1997م.
علي محمد من�صور ـ ـ مبادئ الإدارة ـ ـ الأ�س�س والمفاهيم ـ ـ مجموعة النيل ـ ـ 1999م. . 15
�أحمد ر�شيد ـ ـ نظرية الإدارة العامة ـ ـ ط 3ـ ـ دار المعارف ـ ـ القاهرة ـ ـ 1974م. .16
عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ـ ـ الإدارة الإ�ستراتيجية لمواجهة تحديات القرن الواحد والع�شرين ـ ـ .17
مجموعة النيل العربية ـ ـ 1999م.
�أحمد ماهر ـ ـ ال�سلوك التنظيمي ـ ـ مدخل بناء المهارات ـ ـ ط 6ـ ـ الدار الجامعية للطب والن�شر والتوزيع .18
ـ ـ الإ�سكندرية ـ ـ 1997م.
عبد ال�سالم �أبو قحف ـ ـ �أ�سا�سيات الإدارة الإ�ستراتيجية ـ ـ ط 4ـ ـ مكتبة الإ�شعاع للطباعة والن�شر .19
والتوزيع ـ ـ الإ�سكندرية ـ ـ 1997م.
عبد الحكم �أحمد الخزاعي ـ ـ فن اتخاذ القرار ـ ـ مدخل تطبيقي ـ ـ مكتبة ابن �سينا ـ ـ القاهرة ـ ـ .20
1998م.
147
148