You are on page 1of 148

‫جمهورية ال�سودان‬

‫إدارة‬
‫المؤسسات‬
‫الصحفية‬

‫�إعداد‬
‫د‪ .‬عبد النبي عبد اهلل الطيب‬
‫جامعة وادي النيل‬

‫‪1‬‬
2
‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫تقـديـم‬
‫عندما �أ�صدر ذلك ال�شاب الأمريكي المنحدر من �أ�صل يهودي �صحيفته اليومية ‪ THE SUN‬عام ‪1938‬‬
‫في مدينة نيويورك ك�أول �صحيفة يومية �شامل ًة بعد �أن �أ�ستق َّر مفهوم ال�صحافة الذي و�ضعه العالم الألماني اتو‬
‫قروث ‪ ATTO GRUTH‬ك�إ�صدار ٍة يومية منتظمة موجهه �إلي كل فئات ال�شعب وتحمل من الأخبار والتعليقات‬
‫ما يقابل احتياجات كل ف�صائل المجتمع بد�أ النا�س َيفكرون في و�ضع �أ�س�س علمية وف ّنية لقيام الم�ؤ�س�سات‬
‫ال�صحفية و�إدارتها بما ُيحقق الهدف الذي ت�سعي ال�صحيفة لتحقيقه والمتمثل في توفير احتياجات المجتمع‬
‫من المعلومات والمعرفة بالإ�ضافة �إلي العائد المادي الذي ي�ضمن للم�ؤ�س�سة اال�ستمرار وتحقيق الفائدة والربح‬
‫المجزي باعتبارها �صناع ًة كغيرها من ال�صناعات التي بد�أت تزدهر وت�أخذ مكانها بين ال�صناعات الأخرى في‬
‫بدايات ع�صر ال�صناعة في القرن التا�سع ع�شر ‪..‬‬
‫ولعل فكرة بنجامين داي ‪ BENGAMIN DAY‬ذلك ال�شاب الأمريكي الذي لم يتجاوز عمره عند �أ�صدارة‬
‫لجريدة ال�صن اليومية اثنين وثالثين عام ًا قامت علي افترا�ض �أن ذلك النوع من ال�صحافة اليومية المنتظمة‬
‫يمكن �أن يحقق ربح ًا مادي ًا مجزي ًا و�أن ال�صحيفة يمكن �أن تباع بـ ‪ PENNY‬بالرغم من �أن تكلفتها �أكثر من قيمة‬
‫�شرائها وذلك لأن العائد من الإعالن يمكن �أن يغطي التكلفة ويوفر الربح المجزي خا�صة و�أن �صدورها كان في‬
‫بداية ع�صر ال�صناعة ‪.‬‬
‫وقد نجح بنجامين داي في �إغراء القراء ب�شراء ال�صحيفة يومي ًا وب�شكل منتظم واقنع �أ�صحاب الم�صانع‬
‫بالإعالن عن منتجاتهم فيها كما �أنه ولح�سن �إدارته للمحتوي وللم�ؤ�س�سة وللعالقات العامة التي تربطه بالقراء‬
‫والمعلنين ا�ستطاع �أن يوطد �أقدامه في مجتمع ال�صناعة و�أن يبد�أ عهد ًا جديد ًا لل�صحافة اليومية المنتظمة الذي‬
‫يزداد عدد قرائها ب�شكل منتظم وم�ضطرد ‪.‬‬
‫كانت تلك التجارب و�أمثالها من الوقائع هي التي �أوحت لعلماء االت�صال والإدارة بالتفكير في و�ضع �أ�س�س‬
‫علمية لإدارة م�ؤ�س�سات الإعالم ومن بعد ذلك م�ؤ�س�سات المعرفة بدء ًا بال�صحافة المطبوعة بحكم �سبقها في‬
‫التاريخ مرور ًا بالو�سائل االلكترونية التي لحقت بها في القرن الع�شرين كالراديو والتلفزيون بل و�أ�صبحت علوم‬
‫الـ ‪ RADIO MANAGEMENT‬والـ ‪ TV MANAGEMENT‬من العلوم المقررة في كليات علوم االت�صال‬
‫ومعاهده و�أكاديمياته ‪.‬‬
‫قليل جد ًا من �أ�ساتذة علوم االت�صال وخا�صة في ال�سودان من فكر في ت�أليف الكتب والمراجع في �إدارة‬
‫م�ؤ�س�سات االت�صال بالرغم من �أنهم يتعر�ضون لها في الكور�سات المقدمة للطالب وفي البحوث والأوراق الذي‬
‫ي�شاركون بها في الم�ؤتمرات والمنتديات العلمية لذلك ف�أن مبادرة د‪ .‬عبد النبي عبد اهلل الطيب ب�إ�صدار هذا‬
‫الكتاب العلمي المرجعي عن �إدارة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية �آمر يجد منا الإ�شادة والتقدير خا�صة و�أن ما يحويه‬
‫الكتاب بين دفتيه ُي�شكل ذخيرة علمية نادرة بذل الم�ؤلف في الح�صول عليها جهد ًا جبار ًا �سيجعل منها مرجع ًا‬
‫�أ�سا�سيا لدرا�سة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ومعين ًا علي فهم هذا النوع من الإدارة الذي ي�ضمن نجاح وا�ستمرار‬
‫الم�ؤ�س�سات ال�صحفية التي تعاني من �ضعف الإدارة وتوفير متطلباتها و�أ�سا�سياتها الأمر الذي يت�سبب في �ضعف‬
‫َقدم ال�صحافة ويحول بينها وبين االنهيار‬ ‫م�ستوي المنتج والمحتوي بالإ�ضافة �إلي الخ�سائر المادية التي تعيق ت َُ‬

‫‪3‬‬
‫الذي يعزي في المقام الأول �إلي �سوء الإدارة وفي كثير من الأحيان �إلي عدم الإلمام بها بدء ًا من درا�سة الجدوى‬
‫مرور ًا بتوفير المقومات المادية والعينية والب�شرية وانتهاء بالت�سويق والترويج والتوزيع وما يعود به ذلك علي‬
‫ال�صحيفة كم�ؤ�س�سة اقت�صادية ربحية ت�شجع علي اال�ستثمار وا�ستقطاب جزء كبير من ر�ؤو�س الأموال التي تحتفظ‬
‫بها م�ؤ�س�سات التمويل ‪.‬‬
‫كان د‪ .‬عبد النبي ح�صيف ًا وحكيم ًا عندما تعر�ض للتطور الفني والتقني الذي �شهدته و�سائل الإعالم‬
‫الجماهيرية ومن بينها ال�صحافة المطبوعة وما يقت�ضيه ذلك التطور من �إ�ضافات جديدة في المفاهيم‬
‫والم�صطلحات والمكونات والمقومات لمفردات الإعالم الجديد ومن بينه ال�صحافة التي ات�سع مفهومها وتغيرت‬
‫مواعينها ولم تعد قا�صرة علي الكتابة علي الورق وبل انتقلت �إلي مرحلة النب�ض الكهربائي الذي يظهر علي‬
‫�شا�شة التلفزيون في �صحافة الإذاعة و�شا�شة الحا�سوب في ال�صحافة االلكترونية وغير ذلك من المتغيرات التي‬
‫تقت�ضي بالتالي و�ضع �أ�س�س جديدة لإدارة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية بمفهومها الجديد ولعل القر َّاء لمحتوي هذا‬
‫ال�سفر العظيم ي�شعرون ب�أنه جهد مقدر لمرحلة جديدة قادمة ي�ستند �أ�سا�سها علي وف َره ما قدمه د‪ .‬عبد النبي‬
‫عبد اهلل الطيب في هذا الكتاب الذي �أرجو �أن يكون مفيد ًا للأ�ساتذة والطالب الذين يرتبطون بدرا�سات علوم‬
‫االت�صال وبحوثه ‪.‬‬
‫بروف�سور ‪ /‬علي محمد �شمو‬

‫‪4‬‬
‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫تقديم‬
‫عندما طلب مني الأخ ال�صديق الدكتور عبد النبي عبد اهلل الطيب التقديم لكتابه الجديد (�إدارة الم�ؤ�س�سات‬
‫ال�صحفية ) �شعرت بعظم الم�س�ؤولية ‪ ،‬وثقل القول ‪ ،‬وقلت في نف�سي لو ُطلب مني نقل جبل من مكانه ؛ فهو علي‬
‫�أهون من الدخول في هذا المعترك ‪ ،‬فلي�س معنى ذلك هروب ًا من الميدان �أو لأني ال �أملك �أدوات و�أ�سلحة القتال‬
‫فيه ‪،‬ولكني �أدري النا�س ب�أخي الدكتور عبد النبي عبد اهلل الطيب منذ �أن قدم علينا ( طالب ًا جديد ًا ) بالجامعة‬
‫الإ�سالمية في منت�صف ثمانينات القرن الما�ضي؛وحينها نحن بالم�ستوى الرابع نحزم الأمتعة لمغادرة القاعات‬
‫‪ ،‬والدخول في معمعة الحياة العملية ‪،‬فيكفيه فقط ؛ �أنه تر�شح للمكتب التنفيذي لجمعية ال�صحافة والإعالم‬
‫بالجامعة ‪ ،‬ونال ثقة الجميع فاحتل مكاني في الأمانة العامة للجمعية ‪،‬فهو مثقف ومتحدث‪ ،‬ومثابر ‪ ،‬و�صاحب‬
‫عقل محاور ومت�سائل ‪ ،‬ومنظم ومرتب ‪،‬وبعدها ُعرف �أخي الدكتور عبد النبي بين زمالئه في كافة م�ستوياته‬
‫الجامعية ومن ثم الخدمة المدنية حتى الو�صول �إلي درجة الأ�ستاذ الم�شارك ؛ ب�أنه باحث ومنقب ‪ ،‬ال تزكم �أنفه‬
‫غبار �أمهات الكتب‪،‬وال تتعب عينيه من التدقيق على ال�شبكة الدولية ( الويب ) ‪ ،‬فيعرف ويلم بعدد غير قليل من‬
‫المواقع المهمة التي تحوي كنوز المعرفة والعلم ‪ ،‬و�ساعده في ذلك همته التي ال تفتر ‪،‬وعزيمته التي ال تكل في‬
‫الو�صول �إلي الهدف ‪،‬و�صدق نواياه في خدمة العلم وطالبه ‪ ،‬فهو قارئ نهم ‪،‬وجامع واعي ‪ ،‬فكل من طرق بابه‬
‫في مرجع �أو م�صدر وجده عنده ‪ ،‬فمكتبته قبلة للزوار من �أهل التخ�ص�صات المتنوعة ‪ ،‬ومعدته ها�ضمة لكل ما‬
‫تنتجه المطابع ‪ ،‬فهو ال يعاف وال ي�أنف من قراءة �أي مطبوع في التراث �أو ال�سيا�سية �أو االجتماع �أو االقت�صاد ‪،‬‬
‫وفوق هذا وذاك كتب تخ�ص�صه الذي �أحبه ‪ ،‬ونبغ فيه‪.‬‬
‫ولكل هذه الأ�سباب تهيبت كتابة التقديم لهذا ال�سفر الجديد ‪ ،‬فظل حبي�س عندي لمدة ال�شهرين ‪ ،‬ولكن‬
‫توكلت على الحي القيوم ‪ ،‬وقدرت ح�سن ظن �أخي الدكتور عبد النبي ب�شخ�صي ‪ ،‬ووجاهة �أ�سبابه في �إ�سناد هذه‬
‫المهمة لي ‪،‬وبالفعل وجدت هذه الإنتاج قد ُ�سكب فيه من الجهد والعمل العظيم ‪ ،‬وحوي ذروة من الإبداع المتفرد‬
‫في �سرد وتب�سيط المعلومة ‪ ،‬ونال ق�صب ال�سبق في االبتكار الجديد في التبويب والتنظيم ‪ ،‬وطرق �إثبات المراجع‬
‫و�أخذ المعلومة من الم�صادر ‪ ،‬مما جعلني �أ�سير لنفاثته ‪ ،‬فهو غذاء معلوماتي فيه النفع والن�ضج ‪ ،‬بمقدار بما فيه‬
‫من المتعة واالكتناز المعرفي ‪،‬عن مو�ضوع مهم ‪ ،‬وظل هاج�س ًا للم�ؤ�س�سات ال�صحفية‪ ،‬فال�صحف اليوم لم تغدو‬
‫نزوة فردية ‪ ،‬فهي �صناعة ثقيلة ت�ضاهي ال�صناعات النووية ‪ ،‬وبل هي م�شروع فكري واجتماعي واقت�صادي وتقني‬
‫�ضخم ‪ ،‬يحتاج لر�أ�س المال الكبير ‪ ،‬وفي نف�س الوقت يحتاج للم�ؤ�س�سية القائمة على العلمية ؛ التي تح�سن التعامل‬
‫مع مكونات الم�شروع ‪ ،‬وكل ال�صحف اليوم في دول العالم الثالث ت�شكو الك�ساد ب�سبب �سوء الإدارة ‪ ،‬وبل هناك‬
‫�صحف توقفت نهائي ًا‪ ،‬وحل دارها البوار كنتاج للإدارة غير العلمية ‪ ،‬و�سوء حركة توزيع المطبوع من ال�صحف ‪،‬‬
‫وعدم التنظيم واال�ستغالل الجيد للموارد الب�شرية والمادية ‪،‬والف�شل في التعامل مع اقت�صاديات الإعالم ‪،‬وراءه‬
‫العطب الإداري ‪� ،‬أو ر�ؤية الإدارية المتخلفة ‪ ،‬ولذلك ي�شكل هذا الكتاب رو�شتة عالج �إدارية للم�ؤ�س�سات ال�صحفية‬
‫وكذلك لم�ؤ�س�سات الخدمة المدنية ؛ لأن الكتاب قدم جرعة د�سمة عن حركة التفكير اال�ستراتيجي ‪ ،‬فهذا الكتاب‬
‫يحتاجه كل قائد �إداري في ال�صحف وغيرها ‪ ،‬فجزي اهلل الأخ الدكتور عبد النبي على جهده ولفتته البارعة في‬
‫�إخراج هذا ال�سفر للدار�سين والعاملين في حقل الإعالم وغيره‪.‬‬
‫د‪.‬مكي محمد مكي‬
‫رئي�س ق�سم درا�سات االت�صال بجامعة وادي النيل‬

‫‪5‬‬
6
‫�سمات �صناعة ال�صحافة‬
‫وخ�صائ�صها في ع�صر المعلومات‬
‫مدخل‪:‬‬
‫في الم�سيرة التاريخية الطويلة لل�صحافة يرى البع�ض �أن عام ‪1828‬م هو عام ال�صحافة الحقيقية حيث و�ضع‬
‫العالم الألماني اوتوجروت معايير ال�صحيفة الحديثة التي تتمثل في‪ :‬دورية ال�صدور‪ ،‬والطباعة الآلية‪ ،‬وان تكون‬
‫متاحة للجميع مع تنوع الم�ضمون ومالحقة الأحداث الجارية‪ ،‬حيث تمثل هذه الحقيقة من وجهة نظرهم منعطف ًا‬
‫مهم ًا نقل ال�صحافة �إلى عالم ال�صناعة بما يحتويه من �إمكانات مادية وب�شرية وتنظيمية كبيرة‪.‬‬
‫وهذه الأ�س�س التي و�ضعها اوتوجروت تعود �إلى انتقال ال�صحافة من عهد �صحافة الر�أي والدرا�سات الأدبية‬
‫�إلى �صحافة الخبر بالدرجة الأولى‪ ،‬ومن خ�صائ�ص هذا النمط من ال�صحافة‪ :‬ازدياد �أهمية عامل الوقت‪،‬‬
‫والمناف�سة الحادة التي فر�ضت على ال�صحيفة ا�ستخدام �أعداد �ضخمة من العاملين في مختلف ميادين العمل‬
‫ال�صحفي‪ ،‬وا�ستخدام الأجهزة والتقنيات التي ت�ساعد على تقديم الخدمة الإخبارية ب�شكل مثالي وفي الوقت‬
‫المنا�سب‪ ،‬وتبلور ذلك في تعدد وت�ضخم الأجهزة ال�صحفية �إذا ما �أرادت �أن توا�صل ال�صدور �أن تتجه للإعالن‬
‫لتغطية نفقات الإ�صدار‪ ،‬وان تزيد من ن�سبته لكي تواجه متطلبات التطوير والتجديد المتزايدة في الخدمة‬
‫ال�صحفية‪.‬‬
‫خ�صائ�ص �صناعة ال�صحافة ومتطلباتها‪:‬‬
‫يقدم يو�سف محمد �صابر الحباب تعريف ًا �شام ًال لل�صحافة ب�أنها و�سيلة من و�سائل الإعالم الوا�سعة االنت�شار‬
‫والت�أثير‪ ،‬ت�ستهدف تنمية وتوعية جمهور القراء بالعلوم والثقافة والآداب والأخبار والمعارف العامة‪ ،‬وتو�ضح‬
‫�سير الحوادث المحلية والدولية مع �إبداء الر�أي بالمالحظات والتعليقات واالنتقادات المجردة الهادفة لم�صلحة‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫وال�صحافة كمهنة لها �أ�صولها وقواعدها ونظرياتها الأ�سا�سية وتطبيقاتها الحتوائها على الفنون التي ت�ستقطب‬
‫جمهور القراء وتحتاج �إلى متخ�ص�صين في مختلف المجاالت العلمية والأدبية والثقافية واالقت�صادية‪ ،‬ومطابع‬
‫و�أجهزة فنية ومواد ت�شغيلية لتحرير الأخبار والمقاالت والإخراج والإدارة والتوزيع والإعالن وباال�ستخدام الأمثل‬
‫للإمكانات المتاحة بمجهودات المتخ�ص�صين تظهر ال�صحيفة المطبوعة في م�ستوى معين تدعمها قوة المركز‬
‫المالي والأدبي والثقافي للم�ؤ�س�سة التي ت�صدرها‪ ،‬ولل�صحافة ر�سالة ال تقف عند حد البحث عن الخبر �أو المقال‬
‫ولكنها تتعداه �إلى التقويم والتثقيف وخدمة ال�صالح العام وقيادة المجتمع �إلى ما هو �أف�ضل‪.‬‬
‫ويحدد الدكتور �صليب بطر�س خ�صائ�ص ومتطلبات ال�صحافة ك�صناعة في الجوانب التالية‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬البد لل�صحافة مثلها في ذلك مثل �أية �صناعة‪ .‬من عنا�صر الإنتاج المعروفة وهي‪ :‬ر�أ�س المال‪ ،‬والعمل‪،‬‬
‫والمنظم‪ ،‬ولكن في مجال �صناعة ال�صحافة‪ ،‬ت�صبح لهذه العنا�صر خ�صائ�ص تجعل منها �شيئ ًا متميز ًا‪.‬‬
‫ثاني ًا‪� :‬إن ر�أ�س المال الذي تحتاجه الم�ؤ�س�سة ال�صحفية �أ�صبح من ال�ضخامة بحيث لم يعد فرد ًا واحد ًا قادر ًا‬
‫على تقديمه‪ ،‬ومن النتائج التي تنبعث من �ضخامة ر�أ�س المال الالزم لل�صحافة‪� ،‬إنها بجانب ت�أثيرها في‬
‫‪7‬‬
‫مدى ما تتمتع به من حرية ت�ؤثر بدورها في الناحية الإدارية للمن�ش�أة ال�صحفية وتت�أثر به‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬تتميز �صناعة ال�صحافة بان الوقت يلعب في حياتها دور ًا اكبر من �أية �صناعة فالأخبار هي واحدة من‬
‫�أكثر المواد تلف ًا وبوار ًا‪ ،‬فخبر الأم�س �أو حتى الخبر الذي م�ضى عليه �ساعات مادة يلحقها البوار ب�صورة‬
‫�أ�سرع من �أية مادة �أخرى‪ ،‬وعمر ال�صحيفة نف�سها ك�سلعة يعد بال�ساعات‪ .‬وتبع ًا لذلك تتناف�س ال�صحف‬
‫فيم بينها مناف�سة �شديدة على الظهور في ال�سوق‪ .‬وهذه ظاهرة �أكثر و�ضوح ًا في م�صر باعتبارها بلد ًا‬
‫متنامي ًا‪ ،‬ويقول في هذا المجال رئي�س تحرير باري مات�ش الفرن�سية‪� :‬إن لنا هدفين‪� :‬أن ن�صدر قبل‬
‫الآخرين‪ ،‬و�أن نخدم المو�ضوع ال�صحفي خدمة كاملة‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬وتتميز ال�صحافة �أي�ضا باعتمادها على حكم جمهور القراء على نحو �أكبر من حكم م�ستهلك �أية �سلعة‬
‫�أخرى‪ ،‬فالعالقة بين القارئ و�صحيفته تقوم على �أ�سا�س �إح�سا�س الأول ب�أن ال�صحيفة يجب �أن تقدم‬
‫خدمة م�ستوفاة في حدود �أق�صى الإمكانيات الب�شرية والمادية‪ ،‬وعراقة ما�ضي ال�صحيفة ال تنه�ض �سبب ًا‬
‫لالعتذار لدى قرائها �إذا ق�صرت يوم ًا ـ في ت�صور ه�ؤالء القراء ـ عن �إبداء واجبها لأ�سباب قد تكون‬
‫خارجة عن �إرادتها وحكم القراء على الحا�ضر ال ي�شفع فيه الما�ضي مهما كان عريق ًا‪.‬‬
‫خام�س ًا‪ :‬تتميز �صناعة ا‪4‬ل�صحافة �أي�ضا بعمق المناف�سة و�شدتها في مجاالتها المختلفة بين الم�ؤ�س�سات‬
‫المتناف�سة‪.‬‬
‫�ساد�س ًا‪ :‬الم�شروع ال�صحفي هو م�شروع يتميز ب�أن ينطوي على ن�سبة من المخاطرة �أعلى مما تنطوي عليه‬
‫الم�شروعات الأخرى‪.‬‬
‫�سابع ًا‪� :‬إن ال�صحيفة كمنتج البد لرواجها من ت�ضافر عمل وجهد الأجهزة التحريرية والأجهزة الإدارية في‬
‫عدة مجاالت‪ ،‬فطابع �أية �سلعة يراد لها الرواج ي�ستمد وجوده ثم نجاحه �إلى حد كبير من مقت�ضيات‬
‫ال�سوق‪ ،‬وال ي�ستطيع نا�شر ال�صحيفة �أن يقرر الدخول في �سوق ال�صحافة �أو الإفادة ب�أكبر قدر مما يتهي�أ‬
‫له من فر�ص‪ ،‬ما لم يعكف على تحليل المجال الذي يدخله تحلي ًال دقيق ًا يقوم على �أ�س�س علمية‪ ،‬وهذا ال‬
‫يتي�سر �إال بت�ضافر جهاز التحرير الذي يقدم المادة التي يراد بيعها والإدارة التي تمتهن عملية الت�سويق‬
‫التوزيعي والإعالمي‪ ،‬والإعالن ال يعدو �أن يكون بيع ًا لم�ساحات بي�ضا ن ال�صحيفة وكال النوعين من البيع‬
‫يتميز بخ�صائ�ص معينة ويتطلب عنا�صر تختلف كثير ًا ع عنا�صر عملية ت�سويق ال�سلع الأخرى‪.‬‬
‫ثامن ًا‪ :‬على الرغم م �أن المميزات المادية لل�صحيفة قد تقدمت كثير ًا مت�أثرة بالتقدم الميكانيكي ثم االلكتروني‪،‬‬
‫و�أخيرا الرقمي الهائل في هذا المجال‪ ،‬ف�إنه في مجال تغطية الأخبار وتحليلها والتعليق عليها مازال‬
‫العن�صر الب�شرى هو العمال الأكثر ت�أثير ًا في �صناعة ال�صحافة‪ ،‬ومادام الأمر كذلك ف�إن ال�صحافة �ستظل‬
‫تعك�س عواطف ال�صحفي وم�شاعره الخا�صة وقدراته الفنية وكفاءته‪ ،‬فهو ال ي�ستطيع �أن يطرحها جانب ًا وهو‬
‫يتولى معالجة �أي مو�ضوع‪.‬‬
‫تا�سع ًا‪� :‬إن ال�صحافة تقوم على نزاعات �إن�سانية كثيرة ال يمكن تجاهلها منها حب اال�ستطالع �أو الف�ضول‪ ،‬وقبول‬
‫الجمهور ف�ض ًال عن اعتماد ال�صحافة على نزعة �أخرى وهي �أن ا�ستجابة العين �أقوى من ا�ستجابة الأذن‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫وكلها نزعات ت�ؤثر في �سلوك القراء وفي �سلوك المحررين‪ .‬وواجب ال�صحيفة التي تن�شد النمو المطرد �أن‬
‫تبحث عن اتجاهات القراء وان تقوم بعملية تعديل �سيا�ستها في هديها وتلعب الإدارة ال�صحيفة دور ًا مهم ًا‬
‫في هذا المجال‪.‬‬
‫عا�شر ًا‪� :‬إن الأداة التي تربط بين جميع العنا�صر المختلفة والتي بدونها ال يمكن للمطبوع �سواء كان كتاب ًا �أو‬
‫�صحيفة �أن ي�صدر هي النا�شر �أو العقل المدبر الذي يهيمن على عملية الن�شر‪ ،‬وهو �شخ�ص ي�أن�س في‬
‫نف�سه القدرة على �إ�صدار ال�صحيفة �أو هو القائد الذي يقود العنا�صر المختلفة وفي مقدمتها تدبير‬
‫المال الالزم الذي يمكنه من الح�صول على جميع عنا�صر الإنتاج‪.‬‬
‫بينما يرى �سي بي �سكوت �أحد ر�ؤ�ساء المان�شي�ستر جارديان البريطانية �أن لأي �صحيفة جانبين فهي ك�سائر‬
‫الأعمال التجارية الأخرى عليها �أن تدر دخ ًال بكل ما تحمله كلمة دخل من معنى مادي لكنها من ناحية �أخرى‬
‫تعتبر �أكثر من عمل تجاري فهي كم�ؤ�س�سة فكرية �أو روحية يفتر�ض فيها �أن تعك�س حياة المجتمع الذي تعي�ش‬
‫فيه وت�ؤثر عليه وفي م�صائره و�أهدافه العليا‪� ،‬إذا ما نظرنا �إلى الأمر من زاوية �أو�سع نجد �أنها وبم تحدثه من‬
‫ت�أثير على العقول والم�شاعر �أداة من �أدوات الحكم‪� ،‬إذ يمكنها �أن تثقف النا�س وت�ساعدهم مثلما يمكن �أن تفعل‬
‫العك�س �أي�ض ًا‪ ،‬وكنتيجة لذلك فعليها �أن تثبت وجودها من الناحيتين المادية والأدبية‪ ،‬لي�س ذلك فح�سب بل �إن‬
‫ما يحدد طبيعتها ونفوذه ب�شكل رئي�سي هو مقدرتها على حفظ توازن حقيقي بين القوتين التي تعمل كل منها‬
‫على جذبها �إليها وا�ستمالتها نحوها‪ ،‬فبينما تريد لها الأولى �أن تجعل من الربح وال�سلطة هدفها الرئي�سي ت�سعى‬
‫الثانية الن تكون ت�صور ال�صحافة لمهمتها ولما تحققه من �أهداف �أرفع من ذلك بكثير جد ًا و�إن كان �أكثر منه‬
‫م�شقة وعناء‪.‬‬
‫ويعتقد عالم الإعالم والر�أي العام الأمريكي البارز والترليبمان �أن ال�صحافة مهنة وعمل تجاري‪ ،‬ولكنها‬
‫لي�ست مهنة ك�سائر المهن والأعمال التجارية‪ ،‬فهي تبيع ب�ضاعتها ب�سعر اقل من �سعر التكلفة �إذا اعتبرنا ما ندفعه‬
‫من مبالغ محدودة نظير ح�صولنا على ن�سخة من �أي �صحيفة يومية �أو مجلة هو الثمن الحقيقي لما نقر�ؤه من‬
‫�أخبار وتعليقات‪ ،‬بل �إن ما تقدمه من ب�ضاعة وما ن�ستخدمه نحن كقراء من مقايي�س جمالية و�أخالقية للحكم‬
‫عليها �إنما يختلف في جوهره وطبيعته عن �سائر الب�ضائع الأخرى وما نحكم عليها به مقايي�س‪ ،‬ولهذا فال يمكن‬
‫للمرء �أن يقارنها كمهنة تجارية بنظيراتها من المهن التجارية الأخرى‪ ،‬كما �إننا نظلمها كثير ًا �إذا حكمنا عليها‬
‫بنف�س ما نحكم به من مقايي�س على �سائر الم�ؤ�س�سات الثقافية والروحية‪ ،‬الن ما يقدم من مدرا�س ومعاهد ثقافية‬
‫وتربوية �سواء كان عام ًا �أو خا�ص ًا �إنما يجد من التمويل الر�سمي �أو الخا�ص ما يعينه على البقاء واال�ستمرار‪ ،‬وان‬
‫ما يوجد من م�ساجد و�أماكن روحية �إنما يتم ت�شييده وتجري �صيانته من �أموال الخير وما ير�صد له �شهري ًا �أو‬
‫�سنوي ًا من هبات �أو �أوقاف‪� ،‬أما ال�صحافة‪ ،‬ف�إذا �أرادت �أن ت�ؤدي ر�سالتها الفكرية �أو الروحية على الوجه الأكمل‪،‬‬
‫فعليها �أن تمول نف�سها بنف�سها‬
‫وم�س�ألة المداومة على قراءة ال�صحيفة و�إن كان لأهميتها الكثير بالن�سبة لل�صحيفة من الناحيتين المادية‬
‫والأدبية �إال �أنها تعتمد في المقام الأول على مدى تجاوب كل من ال�صحيفة والقارئ مع الآخر‪ ،‬وهذا يعتمد بدوره‬
‫على عدد من العوامل الخفية‪� ،‬أهمها معالجة ال�صحيفة لما يم�س حياتنا ومعتقداتنا من �أخبار‪ ،‬وم�شاكل‪ ،‬فبقدر‬
‫ما تظهره ال�صحيفة من اهتمام بن�شر هذا النوع من الأخبار والم�شاكل وبقدر ما تعك�سه المعالجة من �صدق‬
‫‪9‬‬
‫وتعاطف‪ ،‬بقدر ما يكون حبن ًا �أو كراهيتنا لل�صحيفة وما نمنحه �أو ال نمنحه من ثقة لها‪.‬‬
‫ويرى والتر ليبمان �أن قارئ ال�صحيفة ال يملك �أي حق قانوني في مقا�ضاتها �إذا ما �أح�س بخلو ال�صحيفة مما‬
‫يثير اهتمامه‪� ،‬أو ب�أن ما تن�شره من �أخبار لي�س �صادق ًا وم�ضلال له‪ ،‬فمن تت�سبب ال�صحيفة في ت�شويه �سمعتهم‬
‫وتحطيم �شخ�صياتهم‪ ،‬هم وحدهم الذين يحق لهم ذلك بعد �أن يفلحوا في تقديم ما يثبت �صحة الدعوى‪ .‬وهو‬
‫يرجو �أال يف�سر القارئ قوله هذا على انه نوع من ا�ستعداء القراء الحكومات على ال�صحف فكل ما ق�صد �إليه هو‬
‫التو�ضيح لحقيقة ما يوجد بين القارئ وال�صحيفة من عالقة‪.‬‬
‫الم�ؤ�س�سة ال�صحفية‪:‬‬
‫ويق�صد بالم�ؤ�س�سة ال�صحفية‪ :‬المن�ش�أة �أو الهيئة التي تتولى �إ�صدار ال�صحف �أو ال�صحيفة‪ ،‬وتتخذ هذه الوحدة‬
‫االقت�صادية ال�شكل القانوني وتختار الكيان الإداري الذي يتالءم مع اعتبارات كثيرة‪.‬‬
‫وتقوم الم�ؤ�س�سة ال�صحفية بالعمل على تحقيق مجموعة من الوظائف الإبداعية المرتبطة بالم�ضمون‬
‫وبالتحرير ال�صحفي والإعالن والتوزيع‪ ،‬ويت�صل الأفراد من خاللها يبع�ضهم من اجل تقديم خدمة �صحفية‪،‬‬
‫تبرز في �شكل جريدة �أو مجلة �أو �إعالن �أو خدمات �صحفية خا�صة تحقق �أهدافهم الخا�صة والعامة في ظل ترتيب‬
‫منظم للأفراد والتقنيات الم�ستخدمة‪.‬‬
‫ولأهداف الم�ؤ�س�سة ال�صحفية بعدان‪:‬‬
‫ً‬
‫البعد الأول‪ :‬يتعلق بم�ضمون الر�سالة الإعالمية ويت�ضمن عددا من الأهداف الفرعية يمكن ح�صرها في‬
‫الآتي‪:‬‬
‫ ‪ .1‬الأخبار‪.‬‬
‫ ‪ .2‬دعم المبادئ والأ�س�س التي يقوم عليها المجتمع‪.‬‬
‫ ‪ .3‬رفع الم�ستوى الفكري والثقافي ون�شر الوعي ال�سيا�سي لتكوين ر�أي عام م�ستنير‪.‬‬
‫�أ�سباب درا�سة الإدارة ال�صحفية‬
‫‪� .1‬ضخامة اال�ستثمارات في مجال ال�صحافة ‪:‬‬
‫حيث تحولت ال�صحافة من ر�سالة فقط �إلى �صناعة تحتاج �إلى ر�ؤو�س �أموال �ضخمة ‪ ،‬مما �أدى �إلى �إن�شاء كتل‬
‫احتكارية تتولى �إ�صدار ال�صحف في معظم البالد الر�أ�سمالية ـ حيث ت�سود النظرية الليبرالية ـ وبحيث تحولت‬
‫حرية ال�صحافة �إلى حرية للنفر القليل من الر�أ�سماليين الذي ملك �إ�صدار ال�صحف ‪ ،‬وذلك على حد قول «‬
‫في�شن�سكي» في كتابه ‪ ( :‬قانون الدول ال�سوفيتية ) �إن �إ�صدار جريدة يومية �أمريكية تحتاج �إلى ماال يقل عن (‪)2‬‬
‫�إلى (‪ )3‬ماليين دوالر وفقا لتقرير لجنة التحقيق الأمريكية في حرية ال�صحافة عام ‪1949‬م ‪ ،‬والن �أرباح �إحدى‬
‫ال�صحف الأمريكية ‪ ،‬وهي» نيويورك تايمز» بلغت (‪ )12,3‬مليون دوالر في عام ‪ 1972‬كما بلغت ح�صيلتها من‬
‫الإعالنات في نف�س ال�سنة ‪ 175‬مليون دوالر ‪ ،‬بل وثبت �أن ال�سال�سل التي تملك ال�صحف ‪ ،‬ومن بينها مجموعات‬
‫«هير�ست» و « �سكريب�س هورد» « وماك كورميك بتر �سون» ت�سيطر على �أكثر من ‪ %50‬من ال�صحف الأمريكية ‪،‬‬
‫وفق ًا لبيانات «اليون�سكو» �أما �إ�صدار جريدة في بريطانيا ـ ووفق ًا لتقرير اللجنة الملكية للم�شكلة للتحقيق في حرية‬
‫ال�صحافة عام ‪ 1949‬ـ فهي تتطلب على الأقل مليون جنيه �إ�سترليني ‪ ،‬وال �شك �أن هذه الأرقام اليوم (‪ )1995‬ال‬
‫بد �أن تت�ضاعف ع�شرات المرات ‪ ،‬بما يتالءم مع التطورات االقت�صادية الكبيرة ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ولكي نقف على �أهمية �ضخامة اال�ستثمارات في مجال ال�صحافة ‪ ،‬نقارن بين �أهم الموارد المالية لم�ؤ�س�سة‬
‫« الأهرام» القاهرة ‪ ،‬عن كل من �سنتي ‪ ، 1991 ، 1981‬ففي حين و�صل حجم الإعالن �إلى (‪ )22‬مليون ًا من‬
‫الجنيهات �سنة ‪ 1981‬وبن�سبة ‪ %36,67‬من �إجمالي الموارد المالية البالغة (‪ )60‬مليون جنيه عن تلك ل�سنة ‪،‬‬
‫فانه و�صل �إلى (‪ )119‬مليون ًا �سنة ‪ 1991‬وبن�سبة ‪ %33,15‬من جمالي الموارد المالية البالغة (‪ )359‬مليون عن‬
‫تلك ال�سنة ‪ ،‬وارتفع �إيراد التوزيع من (‪ )6‬مليون بن�سبة ‪� %10‬إلى (‪ )116‬مليون بن�سبة ‪ ، 32,31‬وارتفع �إيراد‬
‫وكالة الإعالن من (‪ )12‬مليون بن�سبة ‪� ، %20‬إلى (‪ )55‬مليون بن�سبة ‪ %15,32‬وكذلك ا يراد وكالة التوزيع من‬
‫(‪ )10‬مليون بن�سبة ‪� % 16,67‬إلى (‪ )24‬مليون ًا بن�سبة ‪� % 6,69‬أما �أعمال المطابع التجارية فقد ارتفع �إيرادها‬
‫من (‪ )7‬مليون بن�سبة ‪� ، % 11,67‬إلى (‪ )32‬مليون بن�سبة ‪ ، % 8,91‬و�أخيرا ارتفع �إيراد الحا�سب الآلي من (‪)3‬‬
‫مليون جنيه وبن�سبة ‪� %5‬إلى (‪ )13‬مليون ًا جنيه بن�سبة ‪. %3,62‬‬
‫دخول ثم خروج الحكومات في هذا الن�شاط ‪ :‬يالحظ �أن م�شكلة �سيطرة ر�أ�س المال على ال�صحافة ال‬
‫وجود لها في الدول اال�شتراكية ‪ ،‬التي ت�سود في الملكية الجماعية وت�صدر فيها ال�صحف عن التنظيمات ال�سيا�سية‬
‫والجماهيرية وال تهدف �أ�سا�س ًا �إلى الربح لقد �صدر في وقت من الأوقات في االتحاد ال�سوفيتي( ال�سابق)‬
‫ما يزيد عن (‪� )8500‬صحيفة ‪ ،‬توزع �أكثر من (‪ )300‬مليون ن�سخة يومي ًا ‪ ،‬ودخلت الحكومات في البلدان‬
‫ال�شيوعية – التي بد�أت تتهاوى �أخيرا – طرف ًا في �إنتاج ال�صحف ون�شرها ‪� ،‬إيمانا منهم ب�ضرورة �أن تكون‬
‫ال�صحافة ملتزمة ب�أهداف الطبقة العاملة ‪ ،‬ورف�ض الملكية الفرية لو�سائل الإعالم ب�صفة عامة‪.‬‬
‫ولكن يمكن �أن نر�صد مجموعة من الظواهر التي حدثت بعد تفتت االتحاد ال�سوفيتي وتحوله �إلى (‪ )14‬جمهورية‬
‫م�ستقلة ‪ ،‬وانهيار النظام ال�شيوعي في دول �أوربا ال�شرقية ‪ ،‬على النحو التالي ‪:‬‬
‫منح و�سائل الإعالم حريات وا�سعة في نقد النظام ال�سيا�سي وقياداته ‪ ،‬مع االعتراف بان هذه الحريات تكاد‬
‫تقت�صر على ال�صحافة دون غيرها من و�سائل الإعالم الجماهيرية ‪ ،‬كالراديو والتلفزيون ‪ ،‬فتح �أبواب اال�شتغال‬
‫في و�سائل الإعالم لكافة المواطنين ‪ ،‬د‪,‬نما ا�شتراط الع�ضوية في الحزب ال�شيوعي ‪ ،‬التو�سع في �إتاحة فر�صة‬
‫التعبير �أمام كافة القوى ال�سيا�سية ‪ ،‬واالهتمام بر�سائل القراء في ال�صحف ‪ ،‬اختفاء الرقابة على و�سائل الإعالم‬
‫‪� ،‬سواء تلك التي تكون قبل الن�شر �أو الإذاعة �أو بعدها ‪� ،‬سحب حق عقاب ال�صحف �سواء بالتعطيل �أو الإلغاء �أو‬
‫الغرامة ‪� ،‬أو حق معاقبة ال�صحفيين من ال�سلطات الإدارية ‪ ،‬وق�صرها على الجهات الق�ضائية ‪.‬‬
‫‪�.2‬صعوبة م�شاكل الإنتاج في ال�صحافة ‪:‬‬
‫ال�صحافة مثل باقي ال�صناعات ‪ ،‬ال تخلو من م�شاكل و�صعوبات �إنتاجية ‪� ،‬إال �أن ال�صحافة تقابلها بالدرجة الأولى‬
‫م�شكلة تتعلق بالإنتاج الإن�ساني للفكر والإعالم ‪ ،‬ثم تقابلها بعد ذلك م�شكلة الح�سم في الوقت الزمني ‪ ،‬وبخا�صة‬
‫في ن�شر الأخبار وال�سبق ال�صحفي ‪ ،‬ثم ال�سبق �إلى �أ�سواق التوزيع ‪ ،‬ذلك انه في بداية �صناعة ال�صحافة ‪ ،‬وقبل‬
‫�أن تتحول ال�صحف من الحرف ال�ساخن �إلى الحرف البارد ‪� ،‬أو من « اللينوتيب» �إلى «االوف�سيت» كان من ال�صعب‬
‫على ال�صحف ‪� ،‬أن تقوم بن�شر الق�ص�ص الإخبارية التي تبرز التي تبرز فج�أة ‪ ،‬في وقت مت�أخر ‪ ،‬الن هناك موعد ًا‬
‫نهائي ًا ‪ deadline‬لطباعة الأخبار في كل ال�صحف ‪ ،‬ثم �ساعد على زيادة عدد طبعات ال�صحيفة الواحدة ‪:‬‬
‫تكنولوجيا الحا�سبات االلكترونية ( الكومبيوتر ) ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫�إن م�شكلة �إنتاج ال�صحيفة – مث ًال – لعدد من الطبعات الزمنية �أو المكانية ‪ ،‬مرتبط بجدول �صارم ‪ ،‬وكلما‬
‫زادت الطبعات ‪ ،‬زاد �إلحاح وان�ضباط اللحظة الأخيرة ‪� ،‬أي لحظة ت�سليم كل الأ�صول لدائرة �أو �شعبة الأنباء‬
‫المحلية قبل هذا الموعد ‪ ،‬مما يتيح فر�صة �أمام محرري ال�صياغة ‪ ،‬لإلقاء نظرة فاح�صة على المو�ضوعات‬
‫قبل �إر�سالها �إلى غرف الجمع الت�صويري لإعدادها لعمليات الطباعة ‪ ،‬ثم ت�أتي بعد ذلك م�شكلة توزيع ال�صحيفة‬
‫‪ ،‬و�ضرورة تح�سب م�شاكل النقل وال�شحن ‪ ،‬بل والمناف�سة مع ن�شرات الأخبار الم�سائية في التلفزيون – كما هو‬
‫الحال في ال�صحف الم�سائية الأمريكية ‪� ،‬إن التناف�س بين ال�صحف اليومية الأمريكية الكبرى ‪ ،‬في مجال الطبعات‬
‫الزمنية – على �سبيل المثال – هو الذي جعل �صحيفة مثل « نيوز داي» ‪ news day‬الم�سائية – التي ت�صدر‬
‫في �ضاحية لونج �أيال ند بنيويورك – ت�صدر طبعتها الأولى في موعد مبكر عن �آخر طبعات ال�صحف اليومية‬
‫ال�صباحية التي ت�صدر في نيويورك وي�صل توزيع هذه ال�صحيفة �إلى (‪� )490‬ألف ن�سخة يومي ًا ‪ ،‬يرتفع �إلى (‪)554‬‬
‫�ألف ن�سخة في عدد الأحد الأ�سبوعي ‪ ،‬كما جعل �أي�ضا نف�س هذه ال�صحف اليومية ال�صباحية ‪ ،‬تظهر طبعتها الأولى‬
‫– من طبعتها التي ت�صل �إلى �سبع �أو ثماني طبعات – مبكر ًا بعد ظهر اليوم ال�سابق لميعاد �صدورها‬
‫وال �شك �أن م�شاكل الإنتاج في ال�صحافة ‪ ،‬تختلف من دولة �إلى �أخرى ‪ ،‬وفق ًا لنظامها ال�سيا�سي واالجتماعي‬
‫واالقت�صادي ‪ ،‬بل وتختلف م�شاكل الإنتاج من مجتمع �إلى �آخر داخل نف�س المجموعة من الدول ‪ ،‬مثل دول العالم‬
‫الر�أ�سمالي ‪� ،‬أو دول العالم النامي ‪ ،‬مثل ا�ستخدام التكنولوجيا في الم�ؤ�س�سات ال�صحفية الأوربية والأمريكية ‪،‬‬
‫والت يتوفر �أكثر من ن�صف التكلفة النقدية ‪ ،‬وتحجم عنها الم�ؤ�س�سات ال�صحفية في دول العالم الثالث ‪ ،‬لأنها‬
‫ت�ستغني عن ثلث القوى العاملة فيها ‪ ،‬او زيادة ت�أثير ال�صحافة الإقليمية في �أمريكا او فرن�سا ‪ ،‬دون �أن يكون لهذه‬
‫ال�صحافة ت�أثير يذكر في اليابان مث ًال ‪ ،‬بف�ضل وجود طبعات ل�صحفها الخم�س الكبرى التي ت�صدر في العا�صمة‬
‫طوكيو ‪ ،‬في الجزر المختلفة ‪ ،‬حتى �أن جريدة “�أ�ساهي �شيمبون « ‪� – asahi schimbu :‬أي “ ال�شم�س‬
‫الم�شرقة والتي ت�أ�س�ست �سنة ‪ 1879‬م ـ توزع �سبعة ماليين ون�صف مليون ن�سخة في طبعتها ال�صباحية ‪ ،‬و�أربعة‬
‫ماليين ون�صف مليون ن�سخة في طبعتها الم�سائية ‪.‬‬
‫كما زادت الم�شكالت المتعلقة بتمويل ال�صحف ‪ ،‬ذلك �أن ال�صحف في غير البالد اال�شتراكية �أ�صبحت تعتمد‬
‫في تمويلها الأ�سا�سي على ح�صيلة الإعالنات ‪ ،‬مما يجعل لمعلنين �سيطرة اقت�صادية على ال�صحف ‪ ،‬ومما ي�ؤثر‬
‫بالتالي على ا�ستقاللها ‪ ،‬حيث ي�صل الإيراد القادم من الإعالن �إلى �أكثر من �ضعف الإيراد القادم من التوزيع‬
‫في بع�ض ال�صحف ‪ ،‬او قد يت�ساويان في �أحيان �أخرى ‪ ،‬كما �أن الح�صول على ورق ال�صحف الالزم للطباعة يثير‬
‫م�شكلة خ�صو�ص ًا بالن�سبة للبالد النامية ‪ ،‬حيث ما تزال الدول المتقدمة هي الم�سيطرة على �صناعة الورق ‪،‬‬
‫وبالتالي هي التي تمتلك �إمكانيات وا�سعة لإ�صدار ال�صحف ‪ ،‬لقد ارتفع ا�ستهالك ورق ال�صحف من (‪) 25.6‬‬
‫مليون طن في عام ‪� 1976‬إلى ( ‪ ) 34.7‬مليون طن في عام ‪ 1985‬م وال يتجاوز عدد البلدان المنتجة للورق في‬
‫العالم عن ‪ 36‬بلد ًا منها �ستة فقط هي التي ت�صدر جزء ًا كبير ًا من �إنتاجها ‪ ،‬وت�ستهلك الدول المتقدمة من الورق‬
‫ت�سعة �أ�ضعاف ا�ستهالك بالد العالم الثالث مجتمعة ‪ ،‬علم ًا بان هذه الدول التي ت�صدر ‪ %55‬من المواد الأولية‬
‫ل�صناعة ذلك الورق ‪.‬‬
‫التحديات التي تواجه الإدارة ال�صحفية اليوم ‪:‬‬
‫تواجه الإدارة ال�صحفية الآن مع منت�صف العقد الأخير من هذا القرن ‪ ،‬مجموعة من الأو�ضاع ال�صحفية‬

‫‪12‬‬
‫والإعالمية والمجتمعية والمهنية التي غيرت من م�شكلة العلمية ال�صحفية وجوهرها ‪� ،‬شكلت مجموعة من‬
‫التحديات �أمام �إدارة ال�صحيفة ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫�أو ًال ‪ :‬التطورات الراهنة في تكنولوجيا المعلومات واالت�صاالت التي �أثرت على عملية �إنتاج ال�صحيفة ب�شكل ايجابي‬
‫وحولتها �إلى خلية الكترونية مثل ‪ :‬الجمع الت�صويري الم�ستعين بالحا�سبات االلكترونية و�أ�شعة الليزر ‪،‬‬
‫واالتجاه �إلى طباعة الأوف�س والألوان ‪ ،‬والتحكم االلكتروني في عمليات تجهيز ال�صحيفة خا�صة في ف�صل‬
‫الألوان وتجهيز الألواح الطباعية وعملية الطباعة ‪ ،‬واال�ستعانة بالأقمار ال�صناعية و�شبكات الميكروويف في‬
‫نقل �صفحات كاملة من ال�صحف بوا�سطة �أجهزة الفاك�س ميلي ‪ ،‬وبطباعة ال�صحف في �أكثر من مكان في‬
‫الوقت نف�سه ‪ ،‬وقد طورت تلك الم�ستحدثات التكنولوجية من عملية �إنتاج ال�صحيفة وجعلتها �أكثر �سرعة‬
‫و�سهولة‬
‫ثاني ًا ‪ :‬ارتفاع نفقات �إ�صدار ال�صحيفة بعد �أن تحولت �إلى �صناعة �ضخمة ‪ ،‬و�أ�صبح �إ�صدار ال�صحيفة كم�شروع فكري‬
‫�إعالمي �صناعي جاري عملية باهظة ومكلفة تحتاج �إلى ماليين الدوالرات ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مناف�سة الو�سائل االت�صالية الأخرى لل�صحيفة ‪ ،‬بعد التطورات الراهنة التي حدثت في �صناعات الراديو‬
‫والتلفزيون والفيديو كا�سيت باال�ستعانة بالتقدم في مجال االت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية وتوظيفها‬
‫للأقمار ال�صناعية والألياف الب�صرية ال�ضوئية ‪ ،‬و�آخرها �إمكانية البث المبا�شر التلفزيوني من الأقمار‬
‫ال�صناعية ‪ ،‬والتغطية الإخبارية الحية من مواقع الأحداث مبا�شرة ‪ ،‬مما افقد ال�صحف ال�سبق الإخباري‬
‫وجعلها تتجه �إلى التف�سير وال�شرح والتحليل وتقديم المواد ال�صحفية المتخ�ص�صة ‪ ،‬واالهتمام بخدمة‬
‫القارئ من الناحية التحريرية ‪ ،‬وتطوير �أ�ساليب الإخراج ‪.‬‬
‫رابع ًا ‪ :‬تغير �أذواق القراء وطبائعهم واحتياجاتهم الإعالمية ‪ ،‬نتيجة للمتغيرات المجتمعية المختلفة ‪ ،‬ولظهور‬
‫و�سائل �إعالمية مناف�سة جديدة ‪ ،‬وللأو�ضاع االقت�صادية وال�سيا�سية الجديدة واالتجاه �إلى التعددية‬
‫ورف�ض النظم ال�شمولية ‪.‬‬
‫خام�سا ‪� :‬أ�صبحت هناك حاجة لنوعية جديدة من المحررين والإداريين ل�صحافة الحا�سبات االلكترونية والأقمار‬
‫ال�صناعية ول�صحافة التف�سير والتحليل وال�صحافة المتخ�ص�صة و�صحافة التعددية ‪.‬‬
‫�ساد�س ًا ‪� :‬إن �صحف العالم �شرقه وغربه ‪ ،‬و�شماله وجنوبه ‪ ،‬خا�صة في العالم الثالث تعاني من �أزمة ثقة او‬
‫فقدان للم�صداقية ‪ ،‬او االحترام او الثقة والتقدير لها كم�ؤ�س�سة اجتماعية …كجزء من اختالل العالقة‬
‫بين �أ�ضالع مثلث الم�صداقية الثالثة ‪ :‬وهي الحكومة والقراء وال�صحافة ‪ ،‬فالقراء ال يثقون في �صحفهم‬
‫وي�شكون في ا�ستقالليتها اقت�صادي ًا و�سيا�سي ًا ‪ ،‬والحكومة ال تثق في ال�صحافة من حيث الوالء وتعتقد‬
‫�أنها تتعامل معها بعدائية ‪ ،‬والقراء معتقدون �أن الحكومة تحاول تكبيل ال�صحافة وا�ستمالتها نحوها ‪،‬‬
‫والنتيجة �إن ال�صحافة هي المت�أثر الأول بكل ذلك ‪.‬‬
‫�سابع ًا ‪ :‬بروز االهتمام المحلي والإقليمي والدولي ب�أخالقيات الممار�سة ال�صحفية وم�س�ؤوليات ال�صحيفة‬
‫المجتمعية ‪ ،‬في محاولة لتح�سين �صورة ال�صحافة وال�صحفيين ‪ ،‬والدعوة لمزيد من ا�ستقاللها عن‬
‫ال�سلطات ‪ ،‬و�إعطاء الجمهور حقه في المعرفة وفي االت�صال وتبلور ذلك في مجموعة من �إعالنات‬
‫‪13‬‬
‫المبادئ ومواثيق ال�شرف الإعالمي وال�صحف المهنية ‪.‬‬
‫ثامن ًا ‪ :‬االهتمام بالبحوث ك�أ�سا�س لتقويم العملية الإدارية وال�صحفية ‪ ،‬واال�ستفادة بنتائجها في تحديد م�سار‬
‫العملية الإدارية وال�صحفية وتطوير العملية ال�صحفية م�ضمون ًا وتجهيز ًا و �إخراج ًا وت�سويق ًا ‪ ،‬وتمثل ذلك‬
‫في قيا�سات الر�أي العام ‪ ،‬وبحوث الجمهور ‪ ،‬و�إن�شاء �أق�سام للبحوث والتطوير في معظم الم�ؤ�س�سات‬
‫ال�صحفية الكبرى ‪ ،‬او اال�ستعانة بم�ؤ�س�سات البحوث والت�سويق التجاري ‪ ،‬او الم�ؤ�س�سات الأكاديمية‬
‫لإجراء تلك البحوث‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المفاهيم العامة للإدارة‬
‫ما معنى الإدارة ؟‬
‫ين�صرف معنى الإدارة �إلى معنيين متغايرين‪:‬ـ‬
‫�أ‪ .‬هو الجهاز �أو الأجهزة وما ينتظمها من هياكل تنظيمية وت�شريعات �أو �أنظمة �ضابطة ومواد وعدد و�أموال‬
‫ميزانية �أو موارد مالية ‪ ،‬و�أخير ًا الكادر الوظيفي الذي ي�شكل العن�صر الب�شري في الإدارة ‪ ،‬ب�إدارية ‪ ،‬فنية ‪،‬‬
‫وتنفيذية �أي ي�شتمل على عنا�صر ( ت�شريعية ‪ ،‬مادية ومالية ‪ ،‬وب�شرية)‪.‬‬
‫ب‪ .‬هو القدرة على اتخاذ القرارات الإدارية وت�سيير العاملين بكفاءة فكان الجهاز الإداري في الدولة يت�ألف‬
‫من‪ :‬ـ‬
‫كوادر �إدارية‪ ،‬فنية‪ ،‬وتنفيذية‪.‬‬
‫وكل من هذه الكوادر يق�سم �إلى ثالثة م�ستويات هي ‪:‬ـ‬
‫م�ستوى الإدارة العليا ( وهم الإداريون الكبار في الوزارة �إلى درجة مدير عام )‬ ‫ ‪-‬‬
‫م�ستوى الإدارة الو�سطى ( وهم م�ساعدو المدير العام ور�ؤ�ساء الوحدات)‬ ‫ ‪ -‬‬
‫م�ستوى الإدارة الدنيا ( وهم ر�ؤ�ساء الأق�سام داخل الوحدات)‪.‬‬ ‫ ‪ -‬‬
‫وكل م�ستوى له �سلطات و�صالحيات واخت�صا�صات وم�س�ؤوليات تختلف عن الآخر‪ .‬فالأعلى يملك اتخاذ‬
‫القرار الحيوي �أو التخطيطي ( اال�ستراتيجي) والأو�سط يملك �سلطة اتخاذ القرار الو�سطى والأدنى يملك �سلطة‬
‫اتخاذ القرارات اليومية(الروتينية)‪.‬‬
‫والإداري بهذا المفهوم يختلط مع م�صطلح القائد‪ ،‬ويحتاج �إلى بع�ض التفا�صيل‪ ،‬وذلك �أن الإداري هو‬
‫الموظف الكبير �أو الأو�سط الذي يملك �سلطة مخت�صة �سواء �إن في مجال الدولة �أو في القطاع الخا�ص ‪ ،‬وقد‬
‫يكون كفاء ًا �أو ال يكون كذلك ‪ ،‬المهم انه الحق بوظيفته بقرار �صادر من �سلطة مخت�صة �سواء �أن ر�ضي به بقية‬
‫العاملين �أو ا�ستاءوا من مجيئه ‪ ،‬وغالب ًا ما ي�ستخدم هذا الإداري �صالحيته و�سلطاته العقابية ( الت�أديبية)‬
‫بمنا�سبة �أو دون منا�سبة ‪ ،‬فهو يحاول ت�سيير العاملين‪ ،‬وتنفيذ �أهداف المنظمة �أو الم�ؤ�س�سة‪ ،‬التي يديرها عن‬
‫طريق التهديد بالعقوبة الت�أديبية‪� ،‬أو ا�ستخدامها وتنفيذها فع ًال ‪� ،‬إما القائد الإداري فقد يكون �إداري ًا في الأ�صل‬
‫�إال انه امتلك مهارات‬
‫�إدارة المر�ؤو�سين بقدر كبير من الر�ضا الوظيفي والنف�سي ال�صادر منهم فهو يتخذ القرارات بعد ا�ست�شارة‬
‫من يحب ا�ست�شارته من الموظفين مهما قل م�ستواهم الإداري ‪ ،‬وي�ستمع �إلى وجهات نظر العاملين معه ‪ ،‬من‬
‫خالل الندوات المفتوحة واللقاءات المبرمجة ‪ ،‬ومن ثم فهو ي�ستخدم العقاب تجاه الموظف المهمل المتمرد‪.‬‬
‫وت�سعى الإدارة الحديثة �إلى �إن ي�صبح الإداري قائد ًا عن طريق االنفتاح على العاملين معه وتعيين الذين‬
‫نالوا محبة الأكثرين من �أقرانهم بوظائف ا�ست�شارية �أو م�ساعدة للقيادة الإدارية ‪ ،‬وو�ضع خطط للعمل وتحديد‬
‫الأهداف من خالل اللقاءات الديمقراطية المبرمجة والفعالة ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫�صفة القول في هذا ال�ش�أن �أن الإدارة هي مجموعة المهارات ال�شخ�صية التي بوا�سطتها ي�ستطيع الفرد‬
‫ت�سيير الآخرين بر�ضاهم و�صو ًال �إلى تحقيق �أهداف المنظمة �أو الم�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫الفرد يولد �إداريا �أم ي�صنع ؟‬
‫هناك نظريتان �إداريتان متعار�ضتان في �ش�أن القائد الإداري‪:‬‬
‫الأولى ‪ :‬تنحاز �إلى العوامل الوراثية وهي ذات نزعة ار�ستقراطية ‪ ،‬مفادها �أن الإداري يولد �إداري ًا وال ي�صنع ‪،‬‬
‫فثمة �أفراد يحملون معهم �أثناء والدتهم ( جينات ) القيادة �أو الإدارة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تذهب �إلى �أن الإداري فرد عادي ولكن يمكن �صنعه �صناعة قيادية او �إدارية بحيث ي�صبح بالترتيب‬
‫والتمرين والممار�سة الإدارية ‪� ،‬إداري ًا ناجح ًا ‪.‬‬
‫ف�أي من النظريتين هي الأ�صح ؟‬
‫ال �شك في �أن النظرية الأولى غير �صحيحة وهي تبرر الهيمنة االر�ستقراطية على بع�ض الطبقات االجتماعية‬
‫بمراحل تاريخية معينة ‪ ،‬فالفرد يولد في �سائر الطبقات ذكي ًا �أو غبي ًا �أو متو�سط الذكاء ويمكن �أن نع�سر على‬
‫الفرد الذكي في طبقة فقيرة كما يمكن �أن نع�سر على مثليه في طبقة غنية والإداري هو من ت�صنعه‪.‬‬
‫ذاته الراغبة في امتالك المهارات القيادية والإدارية‬ ‫ ‪-‬‬
‫برامج التدريب الإداري الحديثة الفعالة‬ ‫ ‪ -‬‬
‫الأجهزة الإدارية بت�شريعاتها ونظمها وممار�ستها التنظيمية والوظيفية والمالية والإدارية ‪.‬‬ ‫ ‪ -‬‬
‫وث ّمة �ضرورة ق�صوى �أن تكون لدى الفرد ا�ستعدادات نف�سية كافية يرغب في نطاقها �أن يكون �إداريا ناجح ًا‪،‬‬
‫ف�إذا �سلك م�سلك الإداري فانه يتعلم من خالل البرامج التدريبية من جهة �أو الممار�سات العلمية من جهة �أخرى‬
‫‪� ،‬أ�صول الإدارة و�أ�سلوب اتخاذ القرار ال�سليم ‪ ،‬وكيفية ت�سيير الآخرين والت�أثير عليهم باتجاه تحقيق الأهداف‬
‫العامة ‪ ،‬الم�س�ؤول عن تحقيقها في المنظمة �أو الم�ؤ�س�سة �أو الجهة الإدارية التي يريدها ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الإدارة علم �أم فن ؟‬
‫انق�سم علماء الإدارة في تكيفهم �إلى ق�سمين متغايرين ‪:‬ـ‬
‫الأول ‪ :‬يذهب �إلى �أن الإدارة علم �ش�أنه �ش�أن العلوم الطبيعية والكيماوية والريا�ضية ‪ ،‬بينما ذهب الثاني �إلى‬
‫�أن الإدارة فن �ش�أن الب�شرية ذات ال�صفة الفردية ‪.‬‬
‫ف�أما الذين قالوا ب�أن الإدارة علم فقد �أفادوا ا ب�أن ثمة مفاهيم ومبادئ ونظريات علمية هي التي يقوم عليها‬
‫هذا العلم ‪ ،‬فوظائف الإدارة من تخطيط وتنظيم ورقابة �إنما تقوم على مبادئ علمية ي�سهل البرهنة الح�سية‬
‫على �صحتها كما يذهبون �إلى ثمة �ضوابط نظامية هي التي ت�سير علم الإدارة �سواء �أن في مجال الدولة �أو القطاع‬
‫الخا�ص ‪ ،‬وما على الإداري �إال �أن يتقن هذه المفاهيم والمبادئ العلمية كي ي�صبح ادري ًا ناجح ًا ‪ ،‬وهذا العلم‬
‫يمكن تعلمه في معاهد التدريب الإداري كما تعلم العلوم الأخرى ‪.‬‬
‫�أما الذين ذهبوا �إلى �أن الإدارة فن ف�سيتدنون �إلى �أنها تتطلب جملة مهارات �شخ�صية كح�سن ت�سيير المر�ؤو�سين‬
‫‪ ،‬واختيار القرار ال�سليم في الوقت المنا�سب ويغالي هذا الق�سم من العلماء في هذا ال�ش�أن ويرى �أن الإدارة فن فقط‬
‫ولي�ست علم ًا ‪ ،‬فهي ت�ستند �إلى مواهب �شخ�صية ومهارات فردية هي التي تف�سر نجاح هذا الإداري و�إخفاق غيره مع‬
‫ت�شابه المنظمات والظروف والمتغيرات ‪.‬‬
‫والر�أي ال�صحيح �أن الإدارة « علم وفن « مع ًا فهي علم ي�ستند �إلى مفاهيم ومبادئ ونظريات محددة في‬
‫الكتب المتخ�ص�صة بهذا العلم ومن ال�ضروري للإداري ان ي�ستوعب �أ�سا�سيات الإدارة ونظرياتها من �أمهات‬
‫الكتب الإدارية كي يلم المام ًا طيب ًا بهذا العلم �أما الجانب الفني من الإدارة فمفاده �سلوك القائد الداري او‬
‫رجل الإدارة الذي ي�ؤدي �إلى اتخاذ القرارات ال�صائبة وت�سيير العاملين نحو تحقيق الأهداف العامة على �أ�سا�س‬
‫مبادئ االنتماء الوظيفي للمنظمة والر�ضا الوظيفي في العمل ‪ .‬والم�شاركة في اتخاذ القرارات الجوهرية (‬
‫�إ�ستراتيجية ) ويكون �أمام الإدارة العديد من الخيارات �أو البدائل التخاذ القرار الأ�سلم او الرا�شد ‪ ،‬وعملية‬
‫االختيار في هذا ال�ش�أن تحوي جانب كبير من الفن ‪.‬‬
‫كما �أن الإداري ‪ ،‬حينما يخطئ الموظف يملك �أن يعاقبه كما يملك �أن يعفو عنه‪ ،‬والت�صرف ال�صحيح‬
‫�سواء ت�ضمن عقاب ًا او عفو ًا قرار ي�ستند على فن الت�صرف الإداري ال�سليم‪ .‬و�إذا كان الإداري ي�ستوعب الجانب‬
‫العلمي من الإدارة من الكتب الإدارية والبرامج التدريبية الإدارية ‪ ،‬فانه ي�ستوعب الجانب الفني من العمل‬
‫اليومي للإدارة ‪� ،‬أي من الممار�سة العلمية ‪� ،‬إ�ضافة �إلى وجوب مراقبة القادة او الإداريين الكبار في المنظمة او‬
‫المنظمات الأخرى ‪ ،‬وتحليل �أ�سباب نجاحهم ‪ ،‬وكيف اتخذوا القرار ال�سليم في موقف معين ‪ ،‬بينما اتخذوا قرار ًا‬
‫�آخر في موقف ثان ‪ ،‬لمجرد ح�صول متغيرات تتطلب وجوب �أخذها في الح�سبان ‪.‬‬
‫�إن الإدارة كمنظمة ( ت�شريعات وهياكل تنظيمية و�أموال وانتقاء العاملين على �أ�س�س ومعايير علمية‬
‫مو�ضوعية ) هي علم ‪ ،‬بيد �أن الإدارة ك�سلوك وقيادة واتخاذ القرارات هي فن ‪ ،‬ولكن ب�شرط ان تتوفر المعلومات‬
‫الدقيقة والحديثة لغر�ض توظيفها التوظيف الأ�صح ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المعلومات هي علم‬
‫وح�سن التوظيف فن‬
‫�صفوة القول في هذا ال�ش�أن �أن الإدارة هي علم �ش�أن العلوم البحتة ‪ ،‬وهي فن في هذا الوقت ذاته لأنها‬
‫مهارات وخبرات �شخ�صية انطلقت من العلم وت�صرفت بفن ‪.‬‬
‫الوظائف الإدارية‬
‫من ال�ضرورة العلمية للإداري الناجح �أن يتعرف ولو ب�صورة موجزة على الوظائف الإدارية �إذ �أن الإدارة كعلم‬
‫ت�ستعين بوظائف محددة يختلف علماء الإدارة والباحثون في تعداده �إال �أن الحد الأدنى المتفق عليه بين ه�ؤالء هو‬
‫ثالث وظائف هي التخطيط ‪ ،‬التنظيم‪ ،‬الرقابة وفيها يلي بيان ًا موجز ًا‪ :‬ـ‬
‫�أوال‪ :‬التخطيط‬
‫التخطيط ‪ :‬ا�ستخدام الموارد المالية والب�شرية والفنية ( الخبرات ) لتحقيق �أهداف محدودة وكلما تم‬
‫تر�شيد اال�ستخدام و�إح�سانه كان التخطيط علمي ًا فيما �إذا توافرت بقية العوامل الأخرى والتخطيط العام في‬
‫المنظمة ح�صيلة �أنواع من التخطيط ‪.‬‬
‫ ‪ -‬التخطيط المالي ( ا�ستثمار الأموال ‪ ،‬و�إعداد الموازنات‪ .. ،‬الخ )‬
‫ ‪ -‬التخطيط الإداري ( الموارد الب�شرية �أو القوى العاملة ‪ ،‬و�سيا�سات القرارات الإدارية ‪ ،‬اجتذاب �أكفاء‬
‫العاملين وا�ستبقائهم بحوافز مالية ومعنوية ‪ ،‬الخ ‪)...‬‬
‫ ‪ -‬التخطيط الإنتاجي والفني ‪( :‬وهو تخطيط الخدمات في المرافق االقت�صادية والتجارية‬
‫والم�صرفية)‪.‬‬
‫والخطة عادة �سنوية المدة �إال انه يمكن التخطيط لخطة ثالثية �أو خما�سية ‪� .‬أما الخطة ال�سنوية فيمكن �شطرها‬
‫�إلى ن�صفين مدة كل �ستة �أ�شهر �أو �أربعة �أق�سام فتكون خطة ف�صلية ‪� ،‬أو خطط ف�صلية ‪ .‬وثمة خطة �شهرية �أو �أ�سبوعية‬
‫وحينئذ ت�سمى( برنامج) وكلما كانت الخطة ق�صيرة المدى كانت عوامل نجاحها �أوفر ‪ ،‬و�إذ ي�صعب �أحيان ًا التنب�ؤ‬
‫بالمتغيرات الم�ستقبلية ‪.‬‬
‫والخطة عبارة عن �أموال و�أدوات تنفيذية و�أهداف م�ستقبلية ‪ .‬و�أي خلل في واقعية الخطة ‪�،‬أو كمية الأموال‬
‫المطلوبة ‪�،‬أو طبيعة الآليات والإجراءات التنفيذية ‪� ،‬أو واقعية الأهداف ‪ ،‬فانه ي�ؤثر على بقية العنا�صر الأخرى‬
‫ومن الم�ستح�سن ت�شديد التناغم والتن�سيق بين �أطراف الخطة �أو عنا�صرها ‪ ،‬واهم مبد�أ يحكم الخطة العلمية‬
‫هو الواقعية فيجب �أن تنطلق الخطة من الواقع بكل موارده الب�شرية والمالية والتنفيذية ‪ ،‬كما �أن الأهداف تنطلق‬
‫�أي�ض ًا من الواقع و�إال �أ�صبحت �أهداف خيالية ي�ستحيل تطبيقها ‪.‬‬
‫ثاني ًا ‪ :‬التنظيم‬
‫كل موارد المنظمة المالية والمادية والب�شرية والفنية تحتاج �إلى ح�سن ترتيب وتنظيم ‪ ،‬فو�ضع ال�شيء مكانه‬
‫هو التنظيم بعينه ‪.‬‬
‫ويتطلب التنظيم و�ضع هيكل تنظيمي للوحدات التنظيمية التي تت�ألف منها المنظمة �أو الم�ؤ�س�سة ‪ ،‬ثم �إجراء‬
‫تن�سيق‪ ،‬وات�صاالت بين هذه الوحدات التنظيمية ‪ ،‬كي يتم التكامل في �أعمالها ‪ ،‬ثم نحدد الوظائف التي تقوم بها‬

‫‪18‬‬
‫هذه الوحدات كما نحدد الموظفين الإداريين والتقنيين والتنفيذيين الذين يقومون بوظائف كل وحدة تنظيمية‪،‬‬
‫وذلك في �ضوء تو�صيف للوظائف من حيث �أهميتها فهناك وظائف �إدارية ورواتبها (�أجورها) وم�س�ؤولياتها ‪ ،‬ويتم‬
‫ترتيب هذه الوظائف ح�سب �أهميتها فهناك وظائف �إدارية عليا وتحتها وظائف �إدارية و�سطى ‪ ،‬ومن القاعدة‬
‫الوظائف الفنية ( المهند�سين ‪ ،‬الأطباء ‪ ،‬الم�ست�شارين ‪،‬القانونيين ‪ ،‬الإداريين الماليين مثال )‪.‬‬
‫�إن التنظيم الإداري �أو المنظمة �أو الم�ؤ�س�سة ي�شتق من نظامها �أو تعليماتها وي�شمل الهيكل التنظيمي وترتيب‬
‫الوظائف وتو�صيفها ووظائف الوحدات التنظيمية وم�س�ؤوليات وواجبات القائمين على �أعبائها ‪.‬‬
‫ويحتاج التنظيم الإداري للمنظمة �أو الم�ؤ�س�سة �إلى �إعادة نظر كل ثالث �سنوات كحد �أق�صى ‪� ،‬إذ �أن الكثير‬
‫من الخلل الإداري يعود �سببه �إلى �سوء التنظيم‪ ،‬ومن ثم ف�إن �إعداد التنظيم يتتبعه �إعادة التنظيم كلما اقت�ضى‬
‫الأمر ذلك فيجب ن يقرن التنظيم ب‘عادة التنظيم �إذ �أن �أي خط�أ في التنظيم �أو ظهور م�ستجدات على التنظيم‬
‫الحالي يقت�ضي �إعادة التنظيم ‪.‬‬
‫ثالث ًا ‪ :‬الرقابة‬
‫الرقابة هي جملة �أ�ساليب ومعايير مو�ضوعية تهدف �إلى التحقق من �أن الأهداف يتم تحقيقها ب�صورة �صحيحة‬
‫وبعبارة �أخرى ف�إن الرقابة تهدف �إلى �أن خطة المنظمة او الم�ؤ�س�سة يتم تنفيذها وفق الأهداف المر�سومة ‪.‬‬
‫و�أي تباين بين التنفيذ والأهداف يعني �أن ثمة خط�أ يجب تداركه ‪ ،‬اللهم �إال في حالة �إذا كان التنفيذ �أو العائد‬
‫�أو المردود �أكثر من الأهداف حجم ًا ونوع ًا ‪.‬‬
‫ويبا�شر الإداري رقابة مبا�شرة على العاملين معه ويعاونه في ذلك جهاز متخ�ص�ص بالرقابة الداخلية‬
‫خ�صو�ص ًا في الم�سائل المالية والح�سابية ‪.‬‬
‫ولكي تكون الرقابة علمية و�صحيحة ومنتجة فيجب اعتماد عدة مبادئ او �إجراءات �ضرورية �أبرزها ‪:‬‬
‫و�ضع معايير مو�ضوعية عامة للأداء بحيث نقي�س الناتج �أو العائد �أو الأداء بميزان موحد يطبق على‬ ‫ ‪  .1‬‬
‫جميع الحاالت والظروف والأ�شخا�ص ‪.‬‬
‫تجنب الإكثار من الأجهزة الرقابية الداخلية درء ًا للتكرار ومنع ًا للت�ضارب في االخت�صا�ص وتالفياً‬ ‫ ‪  .2‬‬
‫لل�ضغط في الأداء الوظيفي الرقابي ‪.‬‬
‫جعل مفهوم الرقابة للت�صحيح والتقويم ال �سيف ًا رهيب ًا ي�سلط على رقاب العاملين بمنا�سبة �أو دون‬ ‫ ‪  .3‬‬
‫منا�سبة ‪.‬‬
‫محاولة ت�صحيح الخط�أ في بداية ن�ش�أته وتجنب تركه دون عالج في�صعب عالجه �أو ي�ستحيل ذلك ‪.‬‬ ‫ ‪  .4‬‬
‫فالخط�أ �أو الخلل في بدايته يكون �صغير ًا �أو محدود الأثر ال�سلبي ‪ ،‬ولكن �إذا ترك ي�ستفحل ويتوغل‬
‫وين�شر �آثاره ال�سلبية وحينئذ ي�صبح عالجه �أمر ًا لي�س في الإمكان‪.‬‬
‫�إذا تبين من الرقابة ثمة �أداء ممتاز �أي عمل ابتكاري ف�إنه مكاف�أة من اوجب الوجائب ‪ ،‬فالرقابة ال تهدف‬ ‫ ‪  .5‬‬
‫�إلى تحديد الأخطاء فح�سب و�إنما تحديد �صور الأداء المتميز والأفكار الجديدة القابلة للتنفيذ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المهارات العامة‬
‫ �أ‪  .‬المهارات النف�سية‬
‫ ب‪  .‬المهارات الأخالقية‬
‫ ج‪  .‬المهارات الثقافية‬
‫ د‪  .‬المهارات ال�سيا�سية‬
‫ ه‪  .‬المهارات القيادية‬
‫ و‪  .‬المهارات الإدارية‬
‫يحتاج الإداري �إلى جملة المهارات ال�سابقة و�سنتناول كل منها ‪:‬ـ‬
‫ �أ‪  .‬المهارات النف�سية‬
‫�أوال ال�شخ�صية ‪:‬‬
‫�إن مكونات ال�شخ�صية هي‪:‬ـ‬
‫النواحي الج�سمية‬ ‫ ‪ -‬‬
‫النواحي المزاجية‬ ‫ ‪ -‬‬
‫النواحي البيئية‬ ‫ ‪ -‬‬
‫النواحي العقلية والمعرفية‬ ‫ ‪ -‬‬
‫النواحي الخلقية‬ ‫ ‪ -‬‬
‫�إن ال�شخ�صية هي ح�صيلة ال�صراع بين العوامل الوراثية والمكت�سبة ‪ ،‬وان �شخ�صية الإداري �إذا فقدت دفئها الإن�ساني‬
‫وحرارتها الوجدانية وعنفوانها الأخالقي تغدو �شخ�صية متحجرة ال ت�صلح لأي ميدان ‪.‬‬
‫ثاني ًا ال�صفات ‪:‬‬
‫�إن خ�صائ�ص الإداري الناجح هي ‪:‬ـ‬
‫ ‪ -‬الكفاءة ال�شخ�صية في تحمل الم�سئولية واتخاذ القرار ‪.‬‬
‫ ‪ -‬القدرة على النقد والمو�ضوعي البناء ‪.‬‬
‫ ‪ -‬ات�صافه بالعدالة في تعامله مع الموظفين‪.‬‬
‫ ‪ -‬الن�ضج االجتماعي ورحابة ال�صدر ‪.‬‬
‫ ‪ -‬القدرة على تكوين العالقات الإن�سانية مع الموظفين والإداريين الآخرين‪.‬‬
‫ ‪� -‬أن يكون قدوة لمن يعملون معه في ال�سلوك الح�سن وااللتزام بالقوانين والأنظمة والتعليمات‪.‬‬
‫ ‪� -‬أن يتمتع بالن�شاط والحيوية وحب العمل‬
‫ ‪� -‬أن يتمتع بروح وطنية و�شعور عام و�إيمان ديني ‪.‬‬
‫وهذه الخ�صائ�ص يمكن ت�صنيفها �إلى ‪ :‬ـ‬
‫الخ�صائ�ص الإن�سانية‬ ‫ • ‬
‫ • الخ�صائ�ص الفنية‬
‫ • الخ�صائ�ص الفكرية‬

‫‪20‬‬
‫ثالث ًا ‪ :‬الثقة بالنف�س‬
‫�إن الثقة تعني ‪:‬ـ‬
‫دعم ًا للمبادئ الإدارية والعمل الإداري ‪.‬‬ ‫ ‪ -‬‬
‫الحيطة من الأزمات التي ي�ضعف �إزاءها بع�ض الإداريين بفعل اعتقاده ان طريق العمل‬ ‫ ‪ -‬‬
‫الإداري مفرو�ش بالورود ‪.‬‬
‫من �أين ت�أتي الثقة بالنف�س ؟‬
‫�أنها ت�أتي من التثقيف والتثقيف الذاتي فلي�س �إح�سا�س المرء ب�سالمة موقفه ور�أيه كافيان لت�شكيل هذه‬
‫الظاهرة الفردية ‪ ،‬و�إنما يجب ‪:‬ـ‬
‫ • ه�ضم الأفكار النظرية ب�ش�أن منظومة الإدارة‬
‫ • ا�ستيعاب المواقف ال�سيا�سية واالجتماعية ‪.‬‬
‫ • درا�سة طبيعية المتغيرات المتالحقة في علم اليوم ‪.‬‬
‫كل هذه ت�ؤهل المرء كي تكون ثقة بنف�سه م�ستمدة من �أ�صول فكرية واجتماعية فالثقة بالنف�س ال تعني ‪:‬ـ‬
‫ • العناد في الر�أي ك�صورة التثبيت به ‪ ،‬دون التيقن من �سالمته‪.‬‬
‫ • التحيز في المواقف دون �إدراك مخاطر الجمود‬
‫ • اال�ستغناء عن ا�ست�شارة الخبراء والمجربين ‪.‬‬
‫رابع ًا ‪ :‬الثقة بالآخرين ‪:‬ـ‬
‫تعني الثقة بالآخرين ت�شييد ج�سور االمتداد معهم ‪ ،‬فبد ًال من �أن ت�سود رذائل �سوء الظن ‪ ،‬والغرور‪ ،‬والكبر ‪،‬‬
‫والعجب‪ ،‬واال�ستخفاف ‪ ...‬يتعين منح الآخرين ثقتنا ‪ ،‬وهي عنوان مودتنا ورمز احترامنا ‪ ،‬ومتى الحظ ه�ؤالء �أننا‬
‫نغمرهم بهذا ال�شعور النبيل ف�إنهم يطلقون العنان تجاهنا لم�شاعرهم االيجابية ‪.‬‬
‫خام�س ًا ‪ :‬الرعاية النف�سية للموظفين‬
‫ • يتعين االهتمام بكل فرد �أو موظف وخلق وعالقات مودة ومحبة بين الطرفين ‪ ،‬فحينما ينادي القائد‬
‫الإداري الناجح احد الموظفين با�سمه الأول ‪ ،‬يدرك هذا �أن ا�سمه محفوظ في ذهن هذا الإداري ‪،‬‬
‫وهذا يخلق ارتياح ًا نف�سي ًا ل�صاحبه ‪.‬‬
‫ • �أن المرح والدعابة مع �أي فرد من المجموعة ينزع المناخ ال�سلطوي والبيروقراطي الذي يخلقه واقع‬
‫الإداري المت�سلط �أو الفا�شل‪.‬‬
‫ • �إن اللغة الم�شحونة بالمودة وابد�أ ال�شكر فيما �إذا تطلب الحال ذلك هي من �سمات ال�شخ�صية الإدارية‬
‫الناجحة ‪.‬‬
‫ • �إن الإداري الناجح الذي يوفر ان�سجام ًا فني ًا بينه وبين �أفراد المجموعة من الموظفين من جهة �أخرى‬
‫�أقدر على تحقيق الأهداف والبرامج المر�سومة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المهارات الأخالقية‬
‫ثمة قيم �أخالقية من الالزم �أن ي�ؤمن بها الإداري ويطبقها ‪ ،‬كما ثمة مهارات متولدة من تطبيق المبادئ‬
‫والف�ضائل على نف�سه واعتياده عليها ك�سلوك ذاتي تلقائي ‪ ،‬وابرز هذه المهارات هي‪:‬ـ‬

‫‪21‬‬
‫االلتزام بال�سلوك النقي‬ ‫ •‬ ‫ ‬
‫التخلق بف�ضائل ال�شرف واال�ستقامة والأمانة‬ ‫• ‬ ‫ ‬
‫التحلي ب�أخالقيات المروءة الإن�سانية‬ ‫• ‬ ‫ ‬
‫�ضرورة التعامل وفق معايير مو�ضوعية محددة ‪.‬‬ ‫• ‬ ‫ ‬
‫الحفاظ على �أ�سرار الموظفين‬ ‫• ‬ ‫ ‬
‫ت‪-‬المهارات الثقافية‬
‫يحتاج الإداري الناجح �إلى قدر من التعمق بالثقافة العلمية واالجتماعية والإن�سانية ‪ ،‬فالإداري كي ي�صبح ناجح ًا عليه‬
‫�أن يقر�أ بع�ض الكتب المتخ�ص�صة التي تمده بثقافة تفيده في عمله المهني ومن ذلك ‪:‬ـ‬
‫‪ .1‬علم القانون‬
‫يجب �أن ي�أخذ فكره مو�ضوعية �شاملة عن العلم القانوني في ‪ ( :‬القانون الدولي العام ‪ ،‬القانون الد�ستوري ‪،‬‬
‫القانون الجنائي ‪ ،‬الت�شريع المالي وال�ضريبي ‪ ،‬القانون التجاري )‬
‫‪ .2‬علم ال�سيا�سة‬
‫يفتر�ض �أن يتعرف على الم�ؤ�س�سات ال�سيا�سية الحكومية والأهلية مثل ‪ :‬البرلمان ‪ ،‬ال�سلطة ال�سيا�سية ‪،‬‬
‫الأحزاب ‪ ،‬ال�صحافة ‪ ،‬النقابات ‪ ،‬م�ؤ�س�سات المجتمع المدني الأخرى )‬
‫‪ .3‬علم االقت�صاد‬
‫من ال�ضروري �أن تكون لدى الإداري فكرة عن الن�شاط االقت�صادي ‪ ( :‬الإنتاج ‪ ،‬اال�ستثمار‪ ،‬الأ�سهم ‪ ،‬البطالة‪،‬‬
‫الناتج القومي‪ ،‬الدخل القومي‪ ،‬اال�ستهالك‪ ،‬النقود الربح)‬
‫‪ .4‬علم االجتماع‬
‫من ال�ضروري �أن تكون لدى الإداري ثقافة اجتماعية كي يتعامل مع الموظفين بمختلف منا�شئهم الإقليمية‬
‫واالجتماعية ‪ ،‬فعلم االجتماع يدر�س الم�ؤ�س�سات االجتماعية ‪ ،‬والأن�شطة االجتماعية ‪ ،‬والقيم والتقاليد االجتماعية‬
‫‪ ،‬وتطور المجتمعات والتغيير االجتماعي ‪ ،‬وال�سيرة االجتماعية بوجه عام ‪.‬‬
‫‪.5‬الدين والأخالق‬
‫هذان الم�صدران ي�شكالن قيم المجتمع ومنظومته الروحية والمعنوية ‪ ،‬ومن المحبذ ت�شجيع القيم الدينية‬
‫والأخالقية لأنها تحث على العمل والإخال�ص وال�صدق والعدالة وهي ف�ضائل مطلوبة في العمل الإداري والعمل‬
‫التنفيذي ‪.‬‬
‫ج‪ -‬المهارات ال�سيا�سية‬
‫�إن �أهم المهارات ال�سيا�سية هي الإيمان بالديمقراطية وال�شورى وال�صدق في تطبيقها عمال ‪ ،‬فالديمقراطية‬
‫تعني ثقة الإداري بقدرات العاملين ‪ ،‬وت�صنع من الإداري قائد ًا فهي الجانب التطبيقي ل�صنع القائد‬

‫‪22‬‬
‫المهارات القيادية‬
‫�أنواع القيادية ‪:‬ـ‬
‫�أوال‪ :‬القيادة الفردية‬
‫�أ‪ -‬القيادة الت�سلطية �أو الديكتاتورية‬
‫هو القائد الذي يتميز بمركزية ال�سلطة المطلقة ‪ ،‬وي�ستخدم التهديد والعقاب ‪ ،‬لذلك ينعدم الإبداع وال�شعور‬
‫بالم�سئولية ‪.‬‬
‫ب‪-‬القيادة الأطقراطية‬
‫هو قائد ن�شيط وفعال ‪ ،‬يتميز بمركزية ال�سلطة ولكنه يحاول �إقناع المر�ؤو�سين ب�أحقية وجهة نظره ‪ ،‬وان‬
‫قراره متخذ من خبرات طويلة ‪.‬‬
‫ت‪ -‬القيادة الموقفية ( الظرفية )‬
‫هو القائد الذي ي�ستطيع تعديل �أ�سلوبه وتكيفه بما يتالءم مع الجماعة �أو الموقف ويكون ديكتاتوري ًا في‬
‫موقف وديمقراطي ًا في موقف �آخر ‪.‬‬
‫ث‪ -‬القيادة التو�سلية �أو الفو�ضوية‬
‫هذه القيادة تتيح للمر�ؤو�سين �أن ي�سيروا �أنف�سهم ب�أنف�سهم ‪ ،‬دون تدخل من القائد بقدر ما ي�صاحبها انخفا�ض‬
‫م�ستوى الأداء او االنجاز او الإنتاج نتيجة الك�سل الذي ي�سيطر على المر�ؤو�سين والالمباالة ‪.‬‬
‫ثاني ًا ‪:‬القيادة الجماعية‬
‫ �أ‪ -‬قيادة المجل�س �أو اللجنة‬
‫هي جماعة من الأفراد يطلق عليها م�صطلح ( مجل�س ) �أو ( لجنة ) �أو (هيئة) حين يتخذ القرار بالإجماع �أو‬
‫الأغلبية ‪ ،‬وهناك �شخ�ص واحد مفو�ض من قبل المجل�س وم�س�ؤول عن تنفيذ القرارات التي يتخذها المجل�س ‪.‬‬
‫ ب‪ -‬القيادة الديمقراطية‬
‫القائد فرد واحد ي�شرك الجميع بم�س�ؤولية اتخاذ القرار ‪ ،‬يقدم نتائج ذهنه وي�ستقبل نتائج ذهن الآخرين‬
‫برحابة �صدر ‪ ،‬لتحقيق ال�صالح العام والأهداف المر�سومة ‪.‬‬
‫نظريات القادة‬
‫نظرية ال�سمات ال�شخ�صية‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫ترى هذه النظرية وجود خ�صائ�ص قيادية لدى ال�شخ�ص الذي ي�صلح كي يكون قائدا‪:‬ـً‬
‫ • ج�سمية ( ف�سيولوجية ) ‪ :‬تتعلق ب�شكل الج�سم والوجه ونبرة ال�صوت والو�سامة ‪.‬‬
‫ • نف�سية ‪ :‬كالثقة بالنف�س والقدرة على المباد�أة والحما�س والن�ضج االجتماعي‪.‬‬
‫ • ذهنية ‪ :‬كالذكاء والقدرة على التفكير وال�شجاعة‪.‬‬
‫وهذه النظرية هي التي ترى �أن القائد يولد وال ي�صنع‪.‬‬
‫النظرية الموقفية‬ ‫‪ .2‬‬ ‫ ‬
‫ترى �أن الفرد ينجح وي�صبح قائد ًا �إذا ا�ستطاع ا�ستغالل الموقف وا�ستثماره على نحو �أف�ضل �أي �أن �أ�سا�س هذه‬
‫‪23‬‬
‫النظرية هي القدرات ال�شخ�صية للقائد في التعامل مع الموقف ‪ ،‬فالقيادة هي ح�سن الت�صرف وفق الظروف والمواقف ‪.‬‬
‫القيادة التفاعلية‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫ترى �أن القيادة الناجحة هي مخرجات لموقف وقدرات �إن�سانية متفاعلة معه ‪� ،‬أي مزج الموقف والقدرات‬
‫المتميزة للإداري فح�سن التعامل هو الذي يخلق من الإداري قائد ًا ‪.‬‬
‫ • والقائد الفعال من وجهة نظرنا ‪ ،‬هو القائد الموقفي بمعنى انه القائد الإن�ساني الديمقراطي الأخالقي‬
‫الذي يعبر عن هذه القيم والمبادئ العليا ‪ ،‬وهو قائد حا�سم �أو فردي او ديكتاتوري �إذا تطلب الأمر‬
‫معالجة الموقف فور ًا‪.‬‬
‫عوامل �إنجاح العملية الإدارية‬
‫�أوال‪ :‬التخطيط‬
‫يعتمد القائد الإداري في عمله على التخطيط العلمي الحديث فتت�ضمن الخطة ‪:‬‬
‫ ‪ -1‬خطة العمل الأ�سبوعي ‪ ،‬وال�شهري ‪ ،‬وال�سنوي ‪.‬‬
‫ ‪ -2‬تحديد �أماكن اللقاءات اليومية والأ�سبوعية وال�شهرية وال�سنوية ويتم وجود القائد في مكتبة �أو بين‬
‫الموظفين في زيارات ميدانية وذلك لغر�ض حل الم�شاكل واكت�شاف المعوقات �أمام العمل الإداري ‪.‬‬
‫ ‪ -3‬ت�صنيف القادة الذين في الم�ستويات الو�سطى وال�صغرى الذين ي�شرف عليهم من حيث طاقاتهم‬
‫الإن�سانية وقدراتهم العلمية ومثابرتهم على العمل الجاد النافع ‪.‬‬
‫ ‪ -4‬و�ضع الحلول لبع�ض الق�ضايا الإدارية الخا�صة بالأبنية �أو الموا�صالت �أو االت�صاالت ‪.‬‬
‫ ‪ -5‬تنظيم الندوات واللقاءات طبق ًا لأحدث الأ�ساليب العلمية‪.‬‬
‫ ‪ -6‬عقد لقاءات بين قادة الم�ستويات الإدارية المختلفة‪ ،‬وذلك لتبادل الخبرات والمعلومات �أو لو�ضع‬
‫�إ�ستراتيجية م�ستقبلية للعمل‪.‬‬
‫وهناك عنا�صر �أ�سا�سية يجب توافرها في التخطيط الجيد هي‪-:‬‬
‫ • يجب �أن يكون التخطيط مرن‪ ،‬يختلف باختالف الأزمنة والأمكنة‬
‫ • يجب �أن يكون التخطيط �شامل وم�ستمر‬
‫ • يجب �أن يكون التخطيط درا�سة �شاملة للو�سائل والإجراءات بعناية ودقة‬
‫ • يجب �أن يكون التخطيط له �أهداف رئي�سية بارزة‬
‫ • يجب �أن يكون التخطيط مراعيا الظروف االقت�صادية وال�سيا�سية والثقافية‬
‫ثانيا ‪ :‬تقويم العملية القيادية‬
‫تهدف عملية التقويم �إلى تحديد مدي كفاءة القائمين بالقيادة الإدارية للم�ستويات العليا والو�سطي والدنيا‪.‬‬
‫وتتم عملية التقويم عن طريق �إ�صدار �أحكام على قيمة التغيرات المختلفة التي تحدث في البرنامج الإداري‪ ،‬ر�صد‬
‫القرارات التي �أتخذها ب�صورة مغلوطة �أو التي تم �إلغا�ؤها بوا�سطة �سلطة �إدارية عليا �أو حتى �سلطة ق�ضائية‪ ،‬ثم‬
‫بيان عدد الم�شكالت التي تحدث بينه وبين بقية الموظفين‪ ،‬فادا كانت الأمور ت�سير ب�صورة طبيعية وجيدة فهذا‬
‫يعني �أنه �إداري ناجح حق ًا و�صدق ًا‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫المهارات الإدارية الخا�صة‬
‫�سنكتفي بماهرتين هما ‪:‬‬
‫ ‪� .1‬إدارة االجتماعات‬
‫ ‪� .2‬إدارة الوقت‬
‫�أوال‪� :‬إدارة االجتماعات‬
‫ً‬
‫يدير القائد الإداري اجتماعا �أو لقاءا �أو ندوة مع الموظفين الذين يقودهم لبحث بع�ض المو�ضوعات‬
‫ت�ستدعي التداول في �ش�أنها‪ ،‬والتوا�صل �إلى فهم م�شترك‪ ،‬ومن ثم اتخاذ القرار الالزم‪ ،‬كذلك يجب االلتزام‬
‫بموعد االجتماع‪ ،‬لأن ت�أخر القائد يعطي انطباعا ب�أنه اليحترم الوقت االحترام الكافي‪.‬‬
‫ومن ال�ضروري �أن تخ�ضع االجتماعات لل�ضوابط النظامية الآتية‪-:‬‬
‫ �أ‪�  .‬ضرورة وجود قائمة بالمو�ضوعات التي �سيتم التداول في �ش�أنها‬
‫ ب‪�  .‬ضرورة �أن يتاح للجميع حرية النقا�ش‬
‫ ج‪�  .‬ضرورة �أال يكون االجتماع مجاال للطعن بالغير‪ ،‬والثرثرة‪ ،‬وا�ستعرا�ض الثقافة ال�شخ�صية‪ ،‬فعلي القائد‬
‫�إنهاء هذا بح�سم وحزم‬
‫ د‪�  .‬ضرورة �أن ال تطول مدة االجتماع‪ ،‬والتقت�صر فخير الأمور �أو�سطها‪.‬‬
‫ ه‪�  .‬ضرورة تقديم الم�شروبات المنبه كال�شاي والقهوة �أو الفواكه وبع�ض االجتماعات تنتهي لغداء �أو ع�شاء عمل‪.‬‬
‫ و‪�  .‬ضرورة ا�ستخدام �سجل لتدوين المداوالت والقرارات والتو�صيات المتخذة لتوثيقها و�سهولة العودة‬
‫�إليها مرة �أخري‪.‬‬
‫ثانيا ‪� :‬إدارة الوقت‬
‫الوقت عن�صر من عنا�صر الإنتاج‪ ،‬غير �أنه عن�صر غير قابل للتخزين‪ ،‬فما متاح عندنا منه الن�ستطيع‬
‫االحتفاظ به ‪ ،‬كما �أن مام�ضي منه اليمكن ا�سترجاعه‪ ،‬ومن هنا جاءت �أهمية الوقت‪ ،‬و�أول مايجب عمله هو ر�صد‬
‫مجاالت هدر الوقت �أو ماي�سمي بم�ضيعات الوقت وهي‪-:‬‬
‫ ‪  .1‬المكالمات الهاتفية‪-:‬‬
‫�إذ �أن الإداري ين�شغل ب�أمور متعلقة ب�إداراته‪ ،‬ولكن الهاتف يرن فج�أة فيقطع �سل�سلة �أفكاره‪� ،‬أو ي�شغله عن‬
‫موا�صلة �إتمام الم�شغول به في تلك اللحظة ويعالج ذلك عن طريق �إناطة تنظيم ذلك بوا�سطة ال�سكرتير �أو �أمين‬
‫المكتب‪.‬‬
‫ ‪  .2‬الزيارات المفاجئة‪-:‬‬
‫�أحيانا يزور الإداري �أ�شخا�ص من �أهله �أو معارفه �أو من �إدارات �أخري دون �أن يكون لديهم عمل ر�سمي �أو‬
‫عمل متعلق بالمنظمة التي يقودها هذا الإداري‪ ،‬ويعالج ذلك عن طريق تنظيم الزيارات ومن ثم يعرف الإداري‬
‫م�سبقا بهذه الزيارات‪.‬‬
‫ ‪  .3‬تراكم الأعمال‪-:‬‬
‫في الأغلبية الأعم يركز الإداري العربي ال�صالحيات وال�سلطات بيده وال يلج�أ �إلى تفوي�ضها جزئيا على‬

‫‪25‬‬
‫م�ساعديه �أو معاونيه‪ ،‬وحينئذ ين�شغل ب�أمور روتينية �أو عادية علي ح�ساب الأمور التخطيطية والتنظيمية والإ�شرافية‬
‫والرقابية ومعالجة مثل هذه الحالة تتمثل في تفوي�ض الرئي�س لجزء من �صالحياته و�سلطانه لم�ساعديه‪ ،‬ويتفرغ‬
‫للم�سائل الأهم‪.‬‬
‫ويمكن تنظيم الوقت و�إدارته عن طريق ما يلي‪-:‬‬
‫ • تب�سيط الإجراءات الإدارية‬
‫ • تنظيم الوقت الأ�سبوعي للإداري‪ ،‬عن طريق تخ�صي�ص يوم �أو يومين ل�سيا�سة الباب المفتوح‪ ،‬وبقية‬
‫الأيام فثمة مدير مكتب يمنع دخول احد �إليه طالما يكون م�شغوال بالتفكير بم�سائل حيوية �أو �سرية �أو‬
‫م�ستعجلة ‪ ،‬ففي هذه الأوقات ينعزل الإداري عن الآخرين ‪.‬‬
‫ • تحديد القرارات �أو الم�سائل التي يخت�ص في النظر بها على ا�ستقالل ‪ ،‬وتكوين بقية القرارات‬
‫والم�سائل من اخت�صا�ص الم�ساعدين والمعاونين ‪.‬‬
‫النظم الإدارية‬
‫يحتاج الإداري الناجح �إلى معلومات ‪ ،‬فما هي المعلومات ؟‬
‫تنق�سم �إلى بيانات وحقائق ‪:‬‬
‫فالبيانات يغلب عليها الطابع الرقمي فهي بيانات غير محللة ‪.‬‬
‫�أما الحقائق فهي �أرقام جرى عليها تحليال ال�ستخراج نتائج منها ت�سمى الحقائق‪ ،‬ويجب �أن تت�صف المعلومات‬
‫بمو�صفتين جوهريتين هما ‪ :‬ـ‬
‫الحداثة ‪ :‬تعني �أن المعلومات هي احدث ما و�صل �إلينا من معلومات و�أنها ما زالت حديثة وواقعية‬ ‫ • ‬
‫‪.‬‬
‫الدقة ‪� :‬أي م�صداقية المعلومات ولي�ست ناق�صة �أو م�شوهة �أو مبتورة لذلك يجب تحديث المعلومات‬ ‫ • ‬
‫يومي ًا �أو �شهري ًا او �أ�سبوعيا �أو �سنوي ًا وفق م�ضمونها ‪.‬‬
‫�أ�ساليب توثيق المعلومات‬
‫ • �أ�سلوب التوثيق اليدوي او البدائي ‪ ،‬حيث تحفظ البيانات والحقائق في ملفات مق�سمة وفق نوع هذه‬
‫المعلومات‬
‫ • �أ�سلوب التوثيق االلكتروني با�ستخدام الحا�سوب وحفظ المعلومات وتبويبها وت�صنيفها وا�سترجاعها‬
‫ب�أق�صى �سرعة ‪.‬‬
‫‪ . 2‬نظام االت�صاالت‬
‫عملية االت�صال هي تبادل المعلومات والأفكار والحقائق بين العاملين ‪.‬‬
‫�أنواع االت�صاالت‬
‫ ‪ -‬االت�صال المبا�شر ‪ :‬وتبد�أ من فوق فت�سمى االت�صاالت الر�أ�سية ومن تحت فت�سمى االت�صاالت القاعدية ‪.‬‬
‫ ‪ -‬االت�صال غير المبا�شر ‪ :‬وهي ات�صاالت من فوق او من تحت عن طريق و�سطاء ي�شغلون وظائف في‬
‫الم�ستويات الو�سطى ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫طرق االت�صال ‪:‬‬
‫ �أ‪ -‬الطريقة ال�شفهية ‪ :‬يتم االت�صال ب�صورة فردية �أو جماعية مثل �إدارة او لجنة �إدارية او فنية او ا�ست�شارية‬
‫او تنفيذية ‪.‬‬
‫ب‪ .‬الطريقة التحريرية او الكتابية‪ :‬وتتخذ الأ�شكال الآتية ‪:‬ـ‬
‫‪ -‬التعليمات والتوجيهات الإدارية ‪:‬ـ‬
‫‪ -‬المذكرات ‪.‬‬
‫‪ -‬التقارير ‪ .‬‬
‫‪ -‬التظلمات وال�شكاوي‬
‫ج‪ .‬الطرق الم�صورة ‪ :‬وتتخذ الأ�شكال التو�ضيحية والأفالم ‪ ،‬والحا�سوب والتقنيات الحديثة المتطورة ‪.‬‬
‫‪ .3‬نظام الحوافز‬
‫هناك ثالثة عوامل تحدد ال�سلوك الب�شري ‪ ،‬وهي ‪:‬ـ‬
‫�سبب او دافع من�شئ لل�سلوك‪.‬‬ ‫ �أ‪  .‬‬
‫هدف ي�سعى الفرد �إلى بلوغه وهو ي�سلك �سلوك ًا �إن�سانيا معينا ‪ً.‬‬ ‫ ب‪  .‬‬
‫قوة دفع توجه ال�سلوك بعد �أن تثيره �إلى تحقيق الهدف ‪.‬‬ ‫ ج‪  .‬‬
‫فالحوافز هي و�سائل الإ�شباع ال�سلوكي ‪ ،‬وهي تحث العمال والموظفين �إلى العمل بكل قواهم الج�سدية‬
‫والعقلية لتحقيق الأهداف المر�سومة ‪.‬‬
‫�أنواع الحوافز‬
‫ الحوافز المادية والمعنوية ‪ :‬الأجور والم�شاركة في الأرباح حوافز مادية ‪� ،‬أما الحوافز المادية المعنوية‬ ‫ ‪‬‬
‫الأجور والم�شاركة في الأرباح حوافز مادية ‪� ،‬أم الحوافز المعنوية مثل الم�شاركة في و�ضع القرارات ‪،‬‬
‫تقبل الأو�سمة والألقاب وتلقي كتب ال�شكر والتقدير من ال�سلطة العليا ‪.‬‬
‫الحوافز ال�سلبية والحوافز االيجابية ‪ :‬ال�سلبية مثل �إعفاء الموظف من التوقيع في �سجل الحا�ضرين ثقة به‬ ‫ ‪‬‬
‫ ‬
‫‪ ،‬ومثل حرمان الفرد من الزيادة ال�سنوية للراتب ‪ ،‬والعقوبات الت�أديبية‪.‬‬
‫الحوافز الفردية والحوافز الجماعية ‪ :‬الفردية مثل مكاف�أة لجهود و�إخال�ص الفرد او ابتكاره نظام‬ ‫ ‪‬‬
‫ ‬
‫لالرتقاء بالجودة او تقليل التكاليف ‪� ،‬أما الجماعية فتدفع للمجموعة العاملة ب�سبب �إ�سهامها الجماعي‬
‫في رفع الإنتاج ‪.‬‬
‫ومن ال�ضروري �أن يقدم الإداري هذه الحوافز بطريقة عادلة ‪ ،‬وان يكون نظام الحوافز ثابتا ومتنا�سقا مع‬
‫الجهد المبذول ‪.‬‬
‫‪ .3‬نظام الت�أديب‬
‫ً‬
‫يتعامل القائد الإداري مع نظام الت�أديب باعتباره نظاما يكفل هيبته وي�ضمن تنفيذ �أوامره وي�ؤمن انتظام‬
‫العمل ‪ ،‬فكيف يتعامل القائد مع هذا النظام ؟‬
‫ �أ‪  .‬من ال�ضروري �أال يعد الت�أديب �سيف ًا م�سلط ًا على رقاب العاملين ‪ ،‬ولكن اال�ستخدام العلمي العادل له‬
‫‪27‬‬
‫�إذا كان الموظف م�ستهتر ًا �أو عنيد ًا �أو عائد ًا للذنب دون اكتراث فيجب اللجوء �إلى معاقبته عقاب ًا عاد ًال‬
‫دون تردد ‪.‬‬
‫قد يك�شف الخط�أ الذي ارتكبه الموظف �إحدى الحاالت‪:‬ـ‬ ‫ ب‪  .‬‬
‫حداثة العهد بالعمل‪.‬‬ ‫ •‬
‫ح�سن النية االفتقاد للخبرات الميدانية‬ ‫ • ‬
‫�سوء تنظيم العمل‬ ‫ • ‬
‫حينئذ يجب تفهم الظروف ‪ ،‬دون اللجوء للعقاب والعمل على ‪:‬‬
‫�إعادة التنظيم الإداري‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‬
‫توعية الموظف ب�إجراءات العمل و�أ�صوله‬ ‫‪ -‬‬ ‫ ‬
‫تدريب الموظف وتزويده بالخبرات الفنية المطلوبة ‪.‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫ ‬
‫من ال�ضرورة �أن تتنا�سب الجريمة او الخط�أ مع العقوبة ‪.‬‬ ‫ج‪  .‬‬ ‫ ‬
‫ال ينبغي �أن تكون العقوبة (عورة) في ملف الموظف و�إنما من ال�ضروري رفعها عند مرور �سنة ولم‬ ‫د‪  .‬‬ ‫ ‬
‫يعاقب خاللها ب�أية عقوبة �أخرى ‪.‬‬
‫من ال�ضروري �أن توقع قبل عقوبة الطرد �أو الف�صل تنبيه يتيح للموظف الدفاع عن نف�سه ‪.‬‬ ‫ ه‪  .‬‬
‫�إذن الت�أديب و�سيلة للإ�صالح ‪ ،‬وانتظام العمل ولي�س غاية بح ذاته ‪ ،‬ويتعين ا�ستخدامه بحذر وب�أقل قدر‬
‫ممكن ‪.‬‬
‫‪ .5‬نظام العالقات العامة‬
‫هي وظيفة �إدارية تهدف التكوين ات�صال المنظمة بالم�ستفيدين من ن�شاط الأهداف‬
‫الأهداف ‪:‬ـ‬
‫�إي�صال �أهداف و�سيا�سات الم�ؤ�س�سة للجمهور الم�ستفيد من ن�شاطها ‪.‬‬
‫�إي�صال �أهداف و�آراء الجمهور ال دارة المنظمة ‪.‬‬ ‫�أ‪.‬‬
‫تحقيق ر�ضا �أفراد الجمهور من ن�شاط المنظمة‬ ‫ب‪.‬‬
‫توجيه ن�صائح لإدارة المنظمة بما يحقق لها �أهدافها ‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬
‫الوظائف ‪:‬‬
‫ �أ‪ .‬مبا�شرة الن�شاط العلمي ‪.‬‬
‫ ب‪ .‬تخطيط �إعالنات المنظمة‪.‬‬
‫ ج‪ .‬االهتمام بما ين�شر في و�سائل الإعالم ويتعلق بن�شاط المنظمة ‪.‬‬
‫ د‪ .‬تهيئة المن�شورات والكتيبات �أو المل�صقات الملونة وعقد الم�ؤتمرات ‪ ،‬والندوات والأفالم الت�سجيلية ‪،‬‬
‫لإبراز ن�شاط المنظمة ‪.‬‬
‫ ه‪ .‬تحقيق �أن�شطة ترفيهية لأفراد المنظمة ‪ ،‬لخلق مناخ �إداري منفتح ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫تنظيم ا�ستقبال الزائرين وتحقيق �أهداف زيارتهم ب�سرعة وكفاءة ‪.‬‬ ‫ و ‪.‬‬
‫�إطالع �إدارة المنظمة على �أي �شكاوي يقدمها الجمهور �سواء ن�شرت في �أجهزة الإعالم او قدمت‬ ‫ ز‪ .‬‬
‫باليد ‪.‬‬
‫تنظيم المعر�ض المحلية والإقليمية والعربية والدولية‪.‬‬ ‫ ح ‪.‬‬
‫ا�ستقبال ال�صحفيين وتزويدهم بالحقائق والمعلومات المطلوبة‪.‬‬ ‫ ط‪ .‬‬
‫يفتر�ض ثمة ق�سم للتوثيق والمعلومات ‪ ،‬ومكتبة تزود العاملين بالمهارات الفنية او المعلومات والحقائق‬ ‫ ي‪ .‬‬
‫الجديدة ‪.‬‬
‫الإ�شراف على االحتفاالت التي تقام في المنظمة‬ ‫ ك‪ .‬‬
‫وال�شك �أن الإداري الناجح �أحوج �إلى نظام العالقات العامة ‪ ،‬فمن خالله ي�ستطيع توطيد عالقته مع العملين‬
‫والجمهور ‪ ،‬فهي تزوده بالمعلومات ال�ضرورية كما �أنها تفتح المعلومات لأجهزة الإعالم ‪.‬‬
‫نظام �صنع القرارات الإدارية ‪:‬‬
‫مراحل �صنع القرار ‪:‬ـ‬
‫ �أ‪ .‬مرحلة وجود م�شكلة �أو حالة ‪ :‬تظهر في المنظمة يومي ًا م�شكالت او حاالت فمن الم�شكالت‪:‬ـ‬
‫انخفا�ض الروح المعنوية ‪.‬‬ ‫ • ‬
‫كثرة الغياب ‪.‬‬ ‫ • ‬
‫وجود اختال�س‪.‬‬ ‫ • ‬
‫حدوث عطل في �آلة العمل‪.‬‬ ‫ • ‬
‫ومن الحاالت ‪:‬ـ‬
‫ • ح�صول �أرباح �إ�ضافية‬
‫ • الرغبة في فتح فرع جديد �أو خدمة جديدة ‪.‬‬
‫ويجب التعامل مع الم�شكلة �أو الحالة �سواء كانت �سلبية �أم ايجابية من حيث نوعها وحجمها ومدى ت�أثيرها‬
‫على �أعمال و�أهداف المنظمة ‪.‬‬
‫ ب‪ .‬مرحلة جمع البيانات والحقائق وتحليلها ‪:‬ـ‬
‫تعنى معرفة حقيقية الم�شكلة �أو الحالة ‪ ،‬هل هي �سيا�سية �أو اقت�صادية او تجارية او اجتماعية او �إدارية او‬
‫نف�سية ‪ ،‬ويجب تحليلها �إلى �أجزائها ال�صغيرة و�إدراك العالقات بين هذه الأجزاء والظروف التي ت�ؤثر فيها ‪.‬‬
‫ ج‪ .‬مرحلة اكت�شاف او توفير بدائل او حلول جاهزة ‪:‬ـ‬
‫لكل م�شكلة �أكثر من حل فيجب توفير البدائل كي تت�سع حريتنا في تحليلها واختيار البديل الأف�ضل من بينها‬
‫‪.‬‬
‫ د‪ .‬مرحلة اختيار البديل الأف�ضل ‪:‬ـ‬
‫يتم فح�ص البدائل وغربلتها لال�ستقرار على البديل الأمثل ‪ ،‬فالبديل الأمثل هو الحل الذي يت�ضمن ايجابيات‬

‫‪29‬‬
‫�أكثر من ال�سلبيات ‪ ،‬او يكون المردود االقت�صادي او المالي هو الأكبر ‪ ،‬او البديل القادر على تحقيق الأهداف او‬
‫البديل الذي يخلو من �أ�ضرار م�ستقبلية او �آثار �سلبية ترافقه ‪.‬‬
‫ ه‪ .‬مرحلة التنفيذ والمتابعة‪:‬‬
‫بعد اختيار البديل الأمثل ‪ ،‬نقوم بتنفيذه ‪ ،‬ومتابعة ماحققه لأنه من خالل التنفيذ والمتابعة يت�ضح لنا �أن كل‬
‫القرار المتخذ هو الأف�ضل �أم ال فيجب تغييره او اال�ستمرار عليه ‪.‬‬
‫�إن عملية �صنع القرار الإداري تعتمد بالن�سبة للإداري على خبراته ويكون ناجح ًا بقدر ما ي�ستفيد من عثراته‬
‫�أخطائه ‪ ،‬وكلما كان دقيق ًا ويقظ ًا كانت قراراته �أدنى �إلى الر�شاد ‪.‬‬
‫ و‪ .‬نظام الرقابة ‪:‬ـ‬
‫الرقابة هي مجموعة عمليات تهدف �إلى الت�أكد من �أن العمل يجري طبق ًا للأهداف المر�سومة ويمكن تق�سيم‬
‫الرقابة �إلى ثالث �صور م�ستقلة ‪:‬‬
‫‪ .1‬الرقابة ال�سابقة ‪:‬‬
‫�أي يقوم الجهاز الرقابي بالموفقة على التنفيذ قبل المبا�شرة فيه للت�أكد من انه جزء من الأهداف ‪.‬‬
‫‪ .2‬الرقابة المتزامنة‪:‬‬
‫وهي مواكبة العمل خطوة بخطوة للت�أكد من انه يجري طبق ًا لما هو جرى الموافقة عليه ‪.‬‬
‫‪ .3‬الرقابة الالحقة ‪:‬‬
‫فح�ص العمل بعد �إتمامه للت�أكد من انه تم وفق الخطة المر�سومة ‪.‬‬
‫وال تهدف الرقابة الحديثة �إلى اكت�شاف الأخطاء بعد وقوعها ‪ ،‬و�إنما الحيلولة دون وقوعها ‪.‬‬
‫خطوات الرقابة الم�ستقلة‪:‬ـ‬
‫ ‪ -‬و�ضع معايير للأداء ‪.‬‬
‫ ‪ -‬قيا�س الأداء الفعلي ‪.‬‬
‫ ‪ -‬مقارنة الأداء الفعلي مع المعايير المو�ضوعة ‪.‬‬
‫ ‪ -‬تحليل االنحرافات ال�سلبية وااليجابية ‪.‬‬
‫ ‪ -‬العمل على ت�صحيح االنحرافات‪.‬‬
‫�إن الإداري الناجح يكون على ات�صال مبا�شر بالوحدة الرقابية في المنطقة ‪� ،‬إ�ضافة �إلى انه يبا�شر‬ ‫ • ‬
‫�صور من الرقابة كعملية �إدارية تعد جزء ًا من وظيفته القيادية ‪ ،‬فالرقابة تزود الإداري بالمعلومات‬
‫والحقائق التي ت�ساعده في اتخاذ القرار الإداري ال�سليم ‪.‬‬
‫�أهمية تطوير طرق اختيار القيادات الإدارية‬
‫بع�ض المديرين ال تظهر فيهم المميزات ولكنها كامنة تظهر �إذا و�ضع الواحد منهم على المحك ومثل ه�ؤالء‬
‫هم الذين ينجزون العمل �إذا وجدوا تحت قيادة �إدارية ناجحة او �إذا تولوا العملية الإدارية ب�أنف�سهم وفي المقبل‬

‫‪30‬‬
‫هناك �أنا�س انقياد يون ال ي�ستطيعون عمل �أي �شيء ذي �ش�أن دون توجيه وطلب بالتنفيذ وه�ؤالء في الغالب ينفذون‬
‫الأوامر كما جاءت في �أ�ضيق الحدود حتى ال يقعوا ح�سب وجهة نظرهم بالمحظور ‪� .‬أما الفئة الثالثة من هذه‬
‫الفئات ف�إنها فئة معوقة لي�س لديها المقدرة على القيادة الإدارية ومع ذلك يزعمون �أنهم الأقدر والأكف�أ ويتميز‬
‫ه�ؤالء ب�أنهم لي�سوا �سهلي االنقياد او التقيد بالتعليمات لذلك تجدهم في الغالب ن�شاز في كل �شيء فال هم في‬
‫العير وال في النفير ‪ .‬لذلك تعتبر هذه الفئة معطلة لكثرة م�شاكلها واعترا�ضاتها وعدم االن�سجام مع النظام العام‬
‫في الإدارة ‪� .‬أما الفئة الأخيرة ف�إنها فئة الك�سالى والمت�سببين الذين ال يلتزمون بالح�ضور وال يلتزمون بالأوامر‬
‫وتنفيذها ولذلك ف�إنهم عالة على الإدارة والعمل والإنتاجية ‪.‬‬
‫و�إذا راجعنا ال�سلوك العام لتلك الفئات كل على حدة نجد �أن كال منها يعك�س ما فطر عليه او اكت�سبه كل‬
‫منهم خالل فترتي التربية في البيت والدرا�سة في مراحل التعليم المختلفة ‪ ،‬لكن ينق�ص الجميع �صقل المهارات‬
‫بالتدريب قبل االلتحاق بالعمل وخالله مما يترتب عليه عدم المعرفة وبالتالي عدم االن�ضباط الإداري الذي‬
‫يعك�س �إيجابا على كل من لديه طموح ‪.‬‬
‫وهذا يعني �أن التدريب ي�ستطيع �أن ي�صقل بع�ض المواهب ويقلل من بع�ض ال�سلبيات لأن ال�سلبيات في الغالب‬
‫ناتجة عن جهل وعدم معرفة بالكيف ذلك �أن المعرفة في الغالب تعتبر بحد ذاتها دافع ًا للعمل بينما الجهل‬
‫بال�شيء يعمل عك�س ذلك ‪.‬‬
‫وعلى �أي حال فان الفئة الأولى وهي الفئة ذات المهارات وال�سلوكيات القيادية وكذلك �أولئك ممن يطلق‬
‫عليهم القدوة لهم �سلوكيات تفاعلية تجعل ت�صرفاتهم مقبولة لدى الآخرين ي�ؤثرون في من حولهم ومعهم وفوقهم‬
‫و�أدنى منهم لذلك يو�صفون ب�أنهم قادة فعالون وهذا م�صداق للقول الم�أثور ( الحكمة �ضالة الم�ؤمن �أنا وجدها‬
‫�أخذها ) ولذلك فان تلك الفئة ت�ستخدم طرق ًا و�أ�ساليب التفاعل والتعامل المرغوبة في الأفراد والجماعات وهذا‬
‫يعني �أن �أفراد تلك الفئة ونعني ال�شخ�صيات القيادية في الإدارة وغيرها لديهم موهبة خا�صة ومخزون ال ين�ضب‬
‫من المهارات وهذه المواهب والمهارات تنمو بالممار�سة والفعل وردة الفعل ناهيك عن �أن النجاح هو المفتاح‬
‫الأول لتنمية ذلك المخزون من المهارات والمواهب ‪ .‬وهذا يعني �أن التجربة وو�ضع الإن�سان القادر على المحك‬
‫هو الفي�صل في المحك على مقدرته وم�ستوى �أدائه ‪.‬‬
‫وعلى العموم فان ال�سلوكيات القيادية ال تح�صى وال تعد �إال �أن �أهمها يكمن في عدد من المهارات التي منها ‪:‬ـ‬
‫ �أ ‪�  .‬سلوكيات قيادية ت�ساعد على تحقيق المهام والم�س�ؤوليات ومنها الت�أكد من الفهم واال�ستماع �إلى‬
‫الآراء واالقتراحات وطلب المعلومات واال�ستعانة بالم�ست�شارين الأكفاء ناهيك عن القدرة على الإنجاز‬
‫والمتابعة ‪.‬‬
‫ب‪� .‬سلوكيات ت�ساعد على بناء العالقات الجيدة وتنميها وت�شمل هذه ال�شفافية والمكا�شفة وتفهم وتقدير‬
‫دور الأفراد و�أو�ضاعهم وم�شاعرهم مما ينمي لديهم روح االنتماء للفريق ‪.‬‬
‫على ان التدريب يبرز ال�سلوكيات القيادية لدى الأفراد الموهوبين كما انه يزرع تلك ال�سلوكيات ويك�سبها لمن‬
‫لديه اال�ستعداد لتقبلها وتعلمها ‪ .‬وهذا يعني �أن التدريب على ر�أ�س العمل للموظفين وتدريب القيادات الإدارية‬
‫على الطريقة التي تتم بها معالجة ودرا�سة كثير من الم�شكالت العالقة �سواء ما يخ�ص برامج المتابعة والتطوير‬
‫‪31‬‬
‫او �إيجاد البدائل او تلك التي تخ�ص م�شكالت لمجتمع ال تتم عن جهل فالمعرفة متوفرة و�أع�ضاء المجال�س‬
‫واللجان كل منهم يفتي في مجال تخ�ص�صه وكل منهم لديه تخ�ص�صه وكل منهم لديه الحما�س والدافع لإحداث‬
‫تغيير ايجابي لكن مح�صلة عمل بع�ض الإدارات او المجال�س او اللجان محدودة لعدة �أ�سباب لعل من �أبرزها ‪:‬ـ‬
‫‪ -‬عدم قدرة رئي�س المجل�س او اللجنة على �إدارة الحوار والنقا�ش ب�أ�سلوب ي�ؤدي �إلى نتيجة تكون من الأفكار‬
‫مح�صلة تراكمية جيدة وال�سبب الرئي�سي عدم قدرته على �إدارة الجل�سة وعدم ت�سل�سل الأفكار لديه مما يجعله‬
‫نهب ًا للمتحدثين ‪.‬‬
‫‪� -‬إن كثير ًا من الأفكار التي تطرح في المجال�س واللجان تمحو بع�ضها البع�ض ذلك ان مو�ضوع الدرا�سة في‬
‫الغالب ال تتم درا�سته من قبل الأع�ضاء قبل ح�ضور الجل�سة والتح�ضير له بطريقة علمية مكتوبة ومبينة على‬
‫مرجعية وتجربة ناجحة للآخرين �إال ما ندر مما يجعل كل منهم يقول ما يخطر بباله من �آراء واقتراحات �آنية‬
‫لي�ست مبينة على ت�أن مما يجعل كل منهم يقترح ويدلي ب�آراء تتناق�ض مع ما يقوله الآخر وهنا ي�أتي دور المجاملة‬
‫او ال�صدام فان كان المتكلم ذا خطوة تمت الموافقة والمباركة على �آرائه حتى وان كانت غير نا�ضجة وان كان‬
‫�صاحب االقتراح اقل حظ ًا او له خ�صوم فان الأعين والأل�سن تظهر �سلبيات اقتراحاته وتترك االيجابيات ناهيك‬
‫عن �أن المتحدثين والم�شاركين في النقا�ش ال يبنون على �أفكار بع�ضهم البع�ض بحيث �إذا طرحت فكرة يتم‬
‫التركيز عليها لكي تبعد ال�سلبيات ويزاد في االيجابيات وذلك حتى ت�صبح الفكرة نا�ضجة لي�س هذا فح�سب بل �إن‬
‫الم�شكلة الكبرى تكمن في و�ضع جدول �أعمال طويل يتحتم انجازه خالل فترة ق�صيرة ناهيك عن خروج النقا�ش‬
‫في كثير من الأحيان عن م�ساره �إلى موا�ضيع جانبيه ‪ ،‬والأدهى والأمر انه عندما يجتهد بع�ض الأع�ضاء وي�ضع‬
‫م�سوغات ودرا�سات و�أفكار مرتبة ي�أتي من لم يكلف نف�سه �أدنى جهد حتى قراءة جدول الأعمال قبل الح�ضور‬
‫وين�سف ذلك العمل بطلب ت�شكيل لجنة �أخرى لإبداء الر�أي بتلك الدرا�سة ‪ ،‬او غير ذلك من الأ�ساليب التي‬
‫ت�ضيع الجهد وتقتل روح العمل وحما�س المجتهد ‪ ،‬وبالتالي تتبخر مح�صلة تلك االجتماعات والجل�سات تخرج‬
‫قراراتها هزيلة وعرجاء و�إذا خرج بع�ضها بقرارات جيدة فان المرحلة الثانية وهي و�ضع �آليات التنفيذ ت�صطدم‬
‫بالمعوقات الروتينية من مالية و�إدارية ناهيك عن تعار�ض بع�ض تلك القرارات مع م�صالح بع�ض الجهات الأخرى‬
‫وبالتالي يبد�أ معول الهدم ال�سلبي بالعمل لإيقاف التنفيذ او �إبطائه وال�سبب في هذه الممار�سات في الغالب‬
‫غياب مهارات واليات �صناعة القرار ناهيك عن عدم تعلم �أ�ساليب و�آليات الحوار والنقا�ش والبناء والتن�سيق مع‬
‫الجهات ذات العالقة ‪ .‬ان عملية اتخاذ القرار لي�ست عملية معزولة ولي�ست عملية �سهلة ذلك لأنها تتعدى الجهة‬
‫المعنية بالقرار الى جهات �أخرى بع�ض منها تت�أثر بالقرار والبع�ض الآخر ت�ؤثر في تنفيذه ولكل منها م�صالحه‬
‫ونظرته الخا�صة الآنية والم�ستقبلية ‪ .‬ومثل تلك الإرها�صات تكون �أكبر �إذا تم التعامل مع �أي م�شكلة بعيد ًا عن‬
‫�إرها�صات وتبعاتها وجذورها ذلك �أن كثير ًا من الم�شاكل يرتبط حلها بحل م�شاكل �أخري عالقة فال يمكن حل‬
‫م�شكلة دون التفاعل مع الم�شاكل ذات العالقة بها �أو المترتبة عليها وعلى �سبيل المثال ال الح�صر نجد �أن حل‬
‫م�شكلة البطالة له ارتباط وعالقة بمخرجات التعليم وت�أثير العمالة الوافدة والأخير له عالقة بالجريمة وما‬
‫يترتب على ذلك من م�شاكل اقت�صادية واجتماعية وغيرها من الم�شاكل التي تتراكم نتيجة عدم التعامل مع‬
‫الم�شكلة من جذورها‪.‬‬
‫‪� -‬إن المدير الناجح هو ذلك الواثق من نف�سه الم�ستنير ب�آراء زمالئه ناهيك عن تقديره لكل انجاز مهما‬

‫‪32‬‬
‫�صغر كما �أن المدير الناجح هو من يبني على ما �أنجزه من �سبقه ولي�س العك�س‪ ،‬وه�ؤالء ينطبق عليهم ال�شطر الأول‬
‫من بيت ال�شعر ال�سابق الذكر» وت�صغر في عين الكبير كبارها»‬
‫محددات الإدارة في الم�ؤ�س�سات ال�صحفية‬
‫�أو ًال‪ -:‬الأهداف‬
‫المق�صود ب�أهداف الم�ؤ�س�سة تلك النتائج التي تطمح الم�ؤ�س�سة �إلى تحقيقها بجهد �أفرادها و�إمكانياتها‬
‫المتاحة وعلي �سبيل المثال فان محطة �إذاعية في بلد نام ت�سيطر عليها الحكومة وتوجهها وتهدف في العادة �إلي‬
‫ربط الإذاعة بالتنمية ال�شاملة للمجتمع يمكن �إن يكون لها جملة من الأهداف التالية ‪:‬‬
‫لتحفيز الجمهور لتحريك البلد �سيا�سي ًا تجاه وحدة وطنية �أو لتثير الجمهور �ضد عدو خارجي �أو لتحفز‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫جماعة من اجل ن�شاط تنموي ذاتي‪.‬‬
‫لتر�شيد الجمهور حول الخدمات االجتماعية المتاحة وتعلن عن �إحداث هامة تهم الجمهور‬ ‫ ‪. 2‬‬
‫لتعليم الجمهور حيث يمكن �أن تقدم برامج تعليمية غير ر�سمية فيما يتعلق بحقول مهارات المعرفة �أو‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫حقول مهارات العمل‪.‬‬
‫لتغيير ال�سلوك وخا�صة بالن�سبة للأماكن ال�سكنية والريفية المعزولة‪.‬‬ ‫ ‪. 4‬‬
‫الترفيه والت�سلية‪.‬‬ ‫ ‪ .5‬‬
‫كانت تلك خم�سة �أهداف يمكن �أن تطالب بها الإذاعة كم�ؤ�س�سة �إعالمية تحقيق ًا ل�صالح المجتمع‪ .‬وهذه‬
‫الأهداف في حقيقة الأمر يمكن تق�سيمها �إلى ق�سمين ‪:‬‬
‫( �أهداف �إ�ستراتيجية) و( �أهداف تكتيكية)‪.‬‬
‫ �أهداف �إ�ستراتيجية طويلة الأجل‬ ‫ ‪‬‬
‫وهي �أهداف اليمكن تحقيقها ب�شكل فوري وعلي �سبيل المثال فان هدف تغيير ال�سلوك �أو هدف التعليم اليمكن‬
‫�أن يتما من خالل �إذاعة برنامج �أو اثنين في الإذاعة التلفزيون �أو ن�شر حلقة �أو اثنين في �صحيفة‪ ..‬فهو هدف‬
‫ا�ستراتيجي لأنه من �أهداف الإعالم الطويلة الأجل والتي تتحقق مع تراكمات الر�سائل الإعالمية وتكرارها‪.‬‬
‫ �أهداف تكتيكية �أو ق�صيرة الأجل‪:‬‬ ‫ ‪‬‬
‫ولتحقيق الأهداف الإ�ستراتيجية يتم في العادة التخطيط لتحقيق تلك الأهداف عبر �أهداف ق�صيرة الأجل‬
‫والتي بتواليها وا�ستمراريتها يمك �إن تحقق الهدف اال�ستراتيجي‪.‬‬
‫وفي مجال الإذاعة مث ًال يمك �أن تحقق بع�ض البرامج الغنائية والمنوعات �أهدافا �آنية ق�صيرة الأجل وهو‬
‫هدف الترفيه‪ .‬وقد تحقق برامج مثل ن�شرات الأخبار �أهدافا �إعالنية �آنية �إال �إن تحقيق لهداف �إ�ستراتيجية مثل‬
‫تغيير ال�سلوك �أو التعليم �أحوج ماتكون �إلى برمجة لخطط ق�صيرة تتكامل مح�صلتها النهائية في تحقيق الهدف‬
‫اال�ستراتيجي الذي تهدف �إليه الم�ؤ�س�سات الإعالمية‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ -:‬كادر الم�ؤ�س�سة من موظفين وعمال‬
‫�إن �أي م�ؤ�س�سة تقوم عاد ًة علي جهد �إن�ساني وا�ستثمار هذا الجهد بتوظيف الكفاءات الالزمة في المواقع‬
‫‪33‬‬
‫المنا�سبة وهكذا فان ع�صب �أي م�ؤ�س�سة يتمثل ب�أفرادها وه�ؤالء الأفراد يختلفون ح�سب طبيعة الم�ؤ�س�سة و�أهدافها‬
‫والأفراد عبارة عن موظفين وعمال مهرة عاديين وي�ؤدي كل منهم دور ًا لتحقيق �أهداف الم�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫فم�ؤ�س�سة �صحفية مث ًال اليمكن �أن تقوم بدور جهاز كبير من الب�شر الذين تختلف م�سئولياتهم وم�ؤهالتهم‬
‫فنجد الكاتب ال�صحفي والمخرج والمحا�سب والإداري والطابع والفني والر�سام والموظف المكتب وال�سكرتير‪..‬‬
‫الخ وكل ه�ؤالء يقومون بعمل متكامل ليقدموا في النهاية ثمرة عمل جماعي هو جريدة يومية �أو مجلة �أ�سبوعية‬
‫وبدون هذا الفريق المتكامل اليمكن لعمل �إن يخرج ناجح ًا مكتم ًال‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬ر�أ�س المال( التمويل)‬
‫�إن ر�أ�س المال جزء �أ�سا�سي مكمل للن�شاط الب�شري في �أي م�ؤ�س�سة كانت‪ .‬ففي الم�ؤ�س�سات االقت�صادية �سواء‬
‫كانت تجارية �أو �صناعية �أو زراعية هو �أ�سا�س لبدء �أي ن�شاط الن الن�شاط في طبيعته يترجم �إلى �أرقام نقدية‪.‬‬
‫هي ر�أ�س مال يربح �أو يخ�سر والمال قبل كل �شئ �أ�سا�س لتوظيف الكادر القادر علي متابعة �أهداف الم�ؤ�س�سة وهو‬
‫�أ�سا�س ل�شراء احتياجات الم�ؤ�س�سة من �أدوات و�آالت و�شراء مقر �أو ت�أجيره‪ .‬ومهما كانت طبيعة الم�ؤ�س�سة فان‬
‫المال �أو ميزانية الم�ؤ�س�سة �أ�سا�س لممار�سة ن�شطها‪.‬‬
‫وفي الوطن العربي ب�صفة عامة نقف �أمام نموذج عدة من تمويل الم�ؤ�س�سات الإعالمية ومنها مايلي‪.‬‬
‫‪ .1‬الإذاعات الم�سموعة والمرئية يتم تمويلها كامال من قبل �أغلبية الحكومات العربية والبع�ض منها‬ ‫ ‬
‫ي�ستخدم الإعالنات وت�سويق المواد الإعالنية كو�سيلة لتغطية جزء من النفقات‪.‬‬
‫‪ .2‬الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ودور الن�شر الخا�صة والتي هي في حقيقتها ذات �أهداف تجارية وت�ستطيع تغطية‬ ‫ ‬
‫تكاليفها بالإعالنات �أو بالدعم المبا�شر وغير المبا�شر من الحكومات مثلما تراه في دول الخليج‪.‬‬
‫‪ .3‬الم�ؤ�س�سات ال�صحفية �شبه الخا�صة وهي م�ؤ�س�سات ذات طبيعة حكومية ولكن لها ا�ستقاللها الإداري‬ ‫ ‬
‫والمالي والتي ت�ستطيع �إن تغطي نفقاتها من ن�شاطها التجاري مثل م�ؤ�س�سة الأهرام و�أخبار اليوم في‬
‫م�صر‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .4‬الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ودور الن�شر الحكومية وهي التي ت�صدر �صحفا ومجالت عن م�ؤ�س�سات لها‬ ‫ ‬
‫عالقتها المبا�شرة بوزارة الإعالم‪ .‬التي تقوم بتغطية �أي عجز في الميزانيات‪.‬‬
‫راب ًع‪ :‬المقر م�شتمال ته من �آالت ومعدات‬
‫اليمكن وجود تخيل م�ؤ�س�سة �أو منظمة ما بدون مقر فهو المكان الذي يمار�س فيه موظفو الم�ؤ�س�سة ن�شاطهم‬
‫من اجل تحقيق �أهدافها‪.‬‬
‫وهذا المقر يجب �إن يتالءم مع طبيعة عمل الم�ؤ�س�سة ون�شاطها وان ي�شتمل على كل الأدوات والآالت والمعدات‬
‫الالزمة النجاز ن�شاط الم�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫فالإذاعة مث ًال تحتاج �إلى مقر ي�شتمل علي اال�ستوديوهات و�أجهزة الإر�سال و�آالت الت�سجيل والأر�شيف ومكاتب‬
‫الموظفين‪..‬الخ‪ ..‬والجريدة تحتاج �إلى مقر يت�سع للمحررين و�أجهزة اال�ستقبال والبرق والوكاالت و�شبكة االت�صال‬
‫الهاتفي وال�شبكة العالمية للمعلومات و�آالت الت�صوير ومعامل الطبع والتحمي�ض والت الطباعة وغيرها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫خام�س ًا‪ :‬ن�شاط الم�ؤ�س�سة‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫�إن ن�شاط �أي م�ؤ�س�سة هو ثمرة الجهد الإن�ساني �سواء كان عقليا �أو ع�ضويا ويرتبط ن�شاط �أي م�ؤ�س�سة ب�أهدافها‬
‫ولذا فان مح�صلة الن�شاط من المنتظر �إن تكون النتائج التي تطمح �إليها الم�ؤ�س�سة من خالل �أهدافها المعلنة‪.‬‬
‫وفي المجال الإعالمي فان ن�شاط الم�ؤ�س�سة الإعالمية يختلف بالو�سائل وان كان يتفق بالأهداف ذلك �إن‬
‫الطبيعة التقنية لكل و�سيلة �إعالمية تفر�ض �شك ًال مختلف بع�ضها عن البع�ض الآخر‪.‬‬
‫فطبيعة الجريدة اليومية تختلف عن المجلة وعن الكتاب‪..‬ومن ثم فان هذه الو�سائل الإعالمية تختلف‬
‫فيما بينها اختالفات في الدرجة وان اتفقت في الهدف كذلك فان هذه الر�سائل المطبوعة تختلف عن البرامج‬
‫الإذاعية �أو التلفزيونية وان كانت تتلقي في الهدف‪.‬‬
‫والن�شاط في �أي م�ؤ�س�سة لي�س �شك ًال واحد ًا من الأعمال بحيث ي�ؤدي كل موظف فيها واجبه ح�سب تخ�ص�صه‬
‫مهما نظر �إلى هذه الوظيفة من منظار الأهمية �أو االحترام اوعدمهما وان ن�شاط الم�ؤ�س�سة علي اعتبار انه عمل‬
‫تكاملي يتيح فر�صة لت�أدية كل عامل لدورة بكفاءة مع �إح�سا�س بالم�سئولية والتقدير له‪.‬‬
‫�ساد�س ًا‪ :‬االت�صال‪-:‬‬
‫المق�صود هنا هو �أ�شكال االت�صال الممكنة بين مختلف الم�ستويات في �إطار الم�ؤ�س�سة �سواء كانت قيادات �أو‬
‫و�سطي او موظفين عاديين‪.‬‬
‫واالت�صال هنا يعني انتقال المعلومات والأفكار والعواطف والمهارات‪ ..‬الخ با�ستخدام الرموز مثل الكلمات‬
‫وال�صور والأ�شكال والر�سوم‪..‬وغيرها فمن خالل عملية االت�صال هذه يمكن �إن يوجه المديرون موظفيهم من‬
‫خالل توجيهات قد تكون مكتوبة �أو �شفوية مواجهة �أو بالهاتف �أو بوا�سطة مديرين اقل رتبة‪.‬‬
‫فاالت�صال هو العملية الحيوية التي من خاللها يتم �أي ن�شاط �أن�ساني وبدونه يتعذر انجاز �أي عمل‪ .‬واالت�صال‬
‫بالن�سبة لأي م�ؤ�س�سة ذو جانبين‬
‫ ‪ .1‬ات�صال داخلي‪ -:‬ومن خالله يمكن معرفة طريقة �سير عمل الم�ؤ�س�سة من خالل قنوات االت�صال بين‬
‫الر�ؤ�ساء والمر�ؤو�سين‬
‫ ‪ .2‬ات�صال خارجي‪ -:‬يتمثل بات�صال الم�ؤ�س�سة بما هو خارجها من م�ؤ�س�سات �أخري �أو زبائن‬
‫وبالن�سبة للم�ؤ�س�سات الإعالمية فان ن�شاطها الأ�سا�سي هو ن�شاط ات�صالي ولذا فان االت�صال الخارجي‬
‫يعتبر �أ�سا�س عملها �إذ �إن �سلعها وهي و�سائل �إعالمية ات�صالية تتوجه �أ�سا�سا لمخاطبة جمهورها( الزبائن)‪.‬‬
‫وقدرة الإدارة علي االت�صال الداخلي الناجح في الم�ؤ�س�سة هي �أولي خطوات نجاح �إدارة الم�ؤ�س�سة الإعالمية في‬
‫ات�صالها الخارجي‪.‬‬
‫�سابع ًا‪:‬الإدارة‪-:‬‬
‫بالإدارة يمكن ال�سيطرة علي مختلف �أوجه ن�شاط الم�ؤ�س�سة وذلك بتوجيه كوادرها لت�أدية واجباتها بما ي�ضمن‬
‫تحقيق �أهداف الم�ؤ�س�سة ب�أف�ضل ال�سبل وب�أقل التكاليف‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ومن ثم فان الإدارة م�سئولية مبا�شرة عن العنا�صر ال�ستة الذكر‪ ..‬وعن اختيار كوادرها ممن تري �إنهم �أكفاء‬
‫لت�أدية العمل المطلوب منهم‪...‬‬
‫وهي الم�سئولة عن تمويل الم�ؤ�س�سة ومواردها الحفاظ عليها وتنميتها‪ ..‬وهي التي تحدد �إ�شكال االت�صال‬
‫داخل الم�ؤ�س�سة وخارجها وتقوم ب�ضبطه والتن�سيق بين �إفراد الم�ؤ�س�سة بما ي�ضمن ح�سن �سير العمل‪ ..‬فالإدارة‬
‫هكذا تكون ع�صب الم�ؤ�س�سة و�ضابطها الذي ينظم وين�سق ويتابع وي�شرف علي ح�سن �سير العمل بالم�ؤ�س�سة �إن‬
‫العملية الإدارية ت�شتمل على‪:‬‬
‫ ‪ .1‬فن القيادة‬
‫ ‪ .2‬التخطيط‬
‫ ‪ .3‬الرقابة‬
‫ ‪ .4‬التنظيم‬
‫ ‪ .5‬التوظيف‬
‫ ‪ .6‬االت�صال‬
‫ ‪� .7‬صنع القرار‬
‫ ‪ .8‬فن التعامل مع الآخرين‬
‫وكلها مع ًا �إذا تم ت�أديتها بنجاح تتكاتف لت�صنع �إدارة ناجحة‪.‬‬
‫و�إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية الت�ستطيع تحقيق �أهدافها بمعزل عن ت�أثيرات البيئة‬
‫ ‪ .1‬ال�سيا�سة‬
‫ ‪ .2‬االقت�صادية‬
‫ ‪ .3‬االجتماعية‬
‫ ‪ .4‬القانونية‬
‫وهذه العوامل ت�ؤثر �سلب ًا �أو �إيجابا علي العملية الإدارية وبمقدار بما ت�ستطيع الإدارة الناجحة من �إدراك �أبعاد‬
‫هذه العوامل والتعامل معها ل�صالح الم�ؤ�س�سة ف�إنها تهيئ ظروف ًا �أف�ضل لتحقيق �أهداف الم�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫�إن طبيعة �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية نابع من الطبيعة الخا�صة لإدارة تلك الم�ؤ�س�سات والتي تختلف عن‬
‫غيرها من �إدارات ال�شركات والم�صانع وذلك من عدة جهات تتمثل في الآتي‬
‫‪� .1‬إن طبيعة المواد المنتجة(الر�سائل الإعالمية) ذات طبيعة مميزة وذات ت�أثيرات متعددة على م�ستوي‬
‫الفرد والمجتمع وهذا مما يجعل لت�أثيرات البيئة على الم�ؤ�س�سات الإعالمية �أهمية خا�صة‪.‬‬
‫‪� .2‬إن طبيعة المواد الإعالمية تمتاز من حيث الزمن ب�ضرورة مواكبة الحث وال�سرعة في تغطيته والتعامل‬
‫معه وهذا ي�ؤثر علي طبيعة العمل الإداري و�سرعة اتخاذ القرار في الم�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫‪� .3‬إن الت�شريعات الوقائية التي ت�سنها المجتمعات وقنوات ال�سيطرة وال�ضبط على المهنة الإعالمية تتنوع‬
‫على �أنماط متعددة مما يجعل �إدارة الم�ؤ�س�سة الإعالمية بحاجة �إلى �أكثر من ر�ؤيا للعلمية الإدارية‪.‬‬
‫‪� .4‬إن طبيعة التناف�س في الم�ؤ�س�سات الإعالمية اليرتبط فح�سب ب�أ�سلوب عر�ض الر�سالة الإعالمية(كمواد)‬
‫‪36‬‬
‫و�إنما �أي�ضا يرتبط بم�ضمون هذه الر�سالة الإعالمية( معلومات وفكر) ومن ثم فان التناف�س يكمن في‬
‫الح�صول علي �أف�ضل الكفاءات التي ت�ستطيع تقديم �أف�ضل الر�سائل الإعالمية للجمهور �شك ًال وم�ضمون ًا‬
‫وهذا يتطلب في اغلب الأحيان من الإدارة الحر�ص على العاملين فيها بما لديهم من كفاءات وخبرات‬
‫نادرة‪.‬‬
‫‪� .5‬إن �إدارة الم�ؤ�س�سة الإعالمية تحتاج �إلى وعي كامل ب�أهمية الإن�سان والآلة والزمان والمكان في �إطار‬
‫التخطيط والتنفيذ حيث تحقق متكاملة �أف�ضل الأداء في �سبيل تحقيق الأهداف‪.‬‬
‫‪� .6‬إن طبيعة العمل الإعالمي عمل متكامل يكون لكل فرد فيه دوره الأ�سا�سي مهما ت�ضاءل مركزة الوظيفي‬
‫ومن ثم فان هذا الإدراك لأهمية الأفراد ي�ستلزم �إدراكا ا�شمل بطبيعة العالقة بين جماعات العمل‬
‫و�سلوكها و�أنماط ات�صالها و�أ�سلوب القيادة فيها‪.‬‬
‫م�ؤثرات على �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية‪:‬‬
‫ت�شتمل �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية على جانبين متكاملين للعملية الإدارية‬
‫�أولهما‪� :‬إدارة التحرير التي تهتم بجوانب �إعداد الر�سالة الإعالمية ون�شرها‬
‫ثانيهما‪� .‬إدارة الم�ؤ�س�سة باعتبارها تنظيم ذو ن�شاط �إن�ساني واقت�صادي والتي يمكن �إن ن�سميها ب�إدارة‬
‫الأعمال‪.‬‬
‫وفي الأغلب مايطغي لدي النا�س مفهوم الإدارة بجانبها الثاني واليلقي الجانب الأول عناية منا�سبة على‬
‫الرغم من �إن الن�شاط الأ�سا�سي لإدارة الم�ؤ�س�سات هو ن�شر الر�سالة الإعالمية �سواء كانت مكتوبة �أو مرئية‪.‬‬
‫فكما تمار�س الم�ؤ�س�سات ال�صناعية ن�شاطها ب�إنتاج �سلع تتخ�ص�ص فيها كذلك فان الإنتاج الرئي�سي للم�ؤ�س�سات‬
‫الإعالمية يكمن في ر�سائلها الإعالمية‪.‬‬
‫وهكذا فان الم�ؤ�س�سات الإعالمية تخ�ضع‪ -‬في �أحوال كثيرة‪� -‬إلى قيود و�ضوابط و�ضغوط تمار�سها عليها‬
‫م�ؤ�س�سات �أخري �سيا�سية كالدولة واجتماعية كالمجتمع واقت�صادية كال�شركات ويكمن ال�سبب في و�ضع هذه‬
‫ال�ضغوط على �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية‪.‬لإدراك الجهات ال�ضاغطة لأهمية الدور الذي تمار�سه و�سائل الإعالم‬
‫وت�أثيرها الخطير على المجتمع‪.‬‬
‫ولذا فان هناك محاولة م�ستمرة لل�سيطرة علي المعلومات ون�شرها في جميع‬
‫المجتمعات وقد تختلف درجة ال�سيطرة و�شكلها و�أ�سلوبها �إالانها تلتقي جميعا على �ضرورة و�ضع بع�ض القيود‬
‫وال�ضوابط وممار�سة ال�ضغوط علي الم�ؤ�س�سات الإعالمية‪.‬‬
‫وتكاد تلتقي معظم الدول في و�ضع قوانين للعمل من خالل قوانين المطبوعات واللوائح المنظمة للعمل‬
‫الإعالمي ومثل هذه القوانين ت�ؤثر �إدارة الم�ؤ�س�سات ت�أثيرا مبا�شر ًا وغير مبا�شر فهي ت�ؤثر علي طبيعة الر�سالة‬
‫الإعالمية كما ت�ؤثر علي التوظيف وعلي عملية الن�شر ذاتها وعلي اتخاذ القرار‪.‬‬
‫ونو�ضح فيما يلي ابرز �أ�شكال ال�سيطرة وال�ضغوط التي تمار�س علي الم�ؤ�س�سات الإعالمية والتي ت�ؤثر بالتالي‬

‫‪37‬‬
‫علي اتخاذ القرار‪ -‬وهي عملية �إدارية من الدرجة الأولي – �سواء كان هذا القرار �إداريا بحت ًا �أو تحريري ًا يتعلق‬
‫بالر�سالة الإعالمية‪.‬‬
‫وب�صفة عامة فانه ابرز �أ�شكال ال�سيطرة علي الم�ؤ�س�سات الإعالمية تتنوع من قيود قانونية مفرو�ضة علي‬
‫الم�ؤ�س�سات �إلي �ضغوط �سيا�سية واقت�صادية واجتماعية �إلى عوامل �ضغط داخلية ترتبط بطبيعة الم�ؤ�س�سة ذاتها‬
‫من حيث بنيتها التنظيمية وكوادرها وهذه الأنماط �سيتم مناق�شتها كما يلي‪.‬‬
‫�أو ًال‪ :‬حق الدولة في منح الترخي�ص و�سحبه والإ�شراف المبا�شر‬
‫تمتلك الدولة في جميع الأقطار العربية في منح الترخي�ص و�سحبة للم�ؤ�س�سات الإعالمية وت�شترط �ضرورة‬
‫الح�صول على ترخي�ص من الجهة المخت�صة لإ�صدار �صحيفة �أو �إن�شاء محطة ف�ضائية �أو م�ؤ�س�سة �إعالمية‪.‬‬
‫وعلى �سبيل المثال ففي م�صر تن�ص المادتان(‪14‬و‪ )15‬من القانون رقم(‪)148‬ل�سنة(‪ )1980‬ب�شان‬
‫�سلطة ال�صحافة على �ضرورة الح�صول علي ترخي�ص لإ�صدار ال�صحف يتم الح�صول عليه من المجل�س االعلي‬
‫لل�صحافة �إن ت�أثير مالك حق منح الترخي�ص علي �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية يكمن حقيقة في ال�ضغط الذي‬
‫يمكن �إن يمار�سه من حقه �أي�ضا في �سحب الترخي�ص‪.‬ومن ثم فان كثير ًا من القرارات التي تتخذها �إدارات‬
‫الم�ؤ�س�سات الإعالمية وخا�صة مايتعلق بالن�شر تتخذ في �أعين �أ�صحابها قوة �سحب الترخي�ص التي يمكن �إن تهدد‬
‫الم�ؤ�س�سة‬
‫والوجه الآخر لت�أثير الدولة يكمن في �إ�شرافها المبا�شر وملكيتها لو�سائل الن�شر والإعالم‪.‬‬
‫وتكاد تلتقي جميع الدول العربية في ملكيتها للإذاعة والتلفزيون ووكاالت الأنباء وبع�ض الدول تمتلك �أي�ضا‬
‫ال�صحف ودور الن�شر والإعالن والتوزيع ومثل هذا النوع من الملكية اليخفي ت�أثيره المبا�شر على �إدارة تلك‬
‫الم�ؤ�س�سات فالدولة هي التي تقوم بتعيين المديرين وهي التي تقوم بو�ضع �سيا�ستها الإعالمية وهي التي تحدد‬
‫ميزانيتها وت�ؤثر الدولة على الإدارة بال�ضغط علي الموظفين و�إمكانية ا�ستمرارهم في وظائفهم‪ ..‬الخ‬
‫ثاني ًا‪ :‬ال�سيطرة االقت�صادية من خالل الإعالن وامتالك و�سائل الإعالم‪.‬‬
‫�إن مالكي و�سائل الإعالم كان المالك حكومي ًا اوقطاع ًا خا�ص ًا لهم ت�أثيرهم مايقراه النا�س وما ي�سمعوه �أو‬
‫ي�شاهدوه بالإ�ضافة �إلي �سيطرتهم علي م�ضمون الو�سائل الإعالمية وينعك�س هذا الت�أثير علي الم�ؤ�س�سة الإعالمية‬
‫و�إدارتها من خالل عدة �أ�شكال �أهمها مايلي‪:‬‬
‫يقرر مالك الم�ؤ�س�سة الإعالمية �سيا�ستها و�أهدافها ويقوم بتوجيهها �سواء كان هو مديرها �أم ال‪.‬‬ ‫ ‪. 1‬‬
‫يقوم مالك الم�ؤ�س�سة الإعالمية بالإ�شراف علي تعيين الموظفين وتحديد م�سئولياتهم بغ�ض النظر عن‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫�أهليتهم لتحمل الم�سئولية ام ال والمقيا�س هو الوالء ال الكفاءة‪.‬‬
‫يتدخل مالك الم�ؤ�س�سة الإعالمية – حتى لو لم يكن هو المدير التنفيذي – في �إ�صدار القرارات التي‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫قد تتعار�ض مع قرارات المدير التنفيذي للم�ؤ�س�سة الإعالمية‪.‬‬
‫يحدد مالك الم�ؤ�س�سة الإعالمية ميزانيتها مما ي�ؤثر علي ن�شاطها وفعالية �إدارتها بوجهيها التحريري‬ ‫ ‪ .4‬‬
‫والإداري ‪ ..‬والميزانية والعوامل االخري في الم�ؤ�س�سة ت�أثيرا مبا�شر ًا من خالل عدة �أوجه منها‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫ف�صغر حجم الميزانية ي�ؤثر على نوعية اختيار الكوادر الم�ؤهلة لقيادة الم�ؤ�س�سة من بين ذوي الكفاءة الأقل‬
‫الن مرتباتهم اقل وكذلك نوعية المادة ال�صفية وتقليل �ساعات البث والإر�سال في الإذاعة والتليفزيون و�صفحات‬
‫اقل في الجرائد والمجالت والعك�س بالعك�س‪.‬‬
‫وي�ؤثر الإعالن بدورة علي العملية الإدارية في الم�ؤ�س�سة بوجهيها التحريري والإداري والإعالن في الإذاعة المرئية‬
‫والم�سموعة في الوطن العربي ب�شكل عام يمثل عائد ًا قليال من البنية المالية للم�ؤ�س�سة الإذاعية ومن ثم فان ت�أثير‬
‫المعلن عليها يكاد اليذكر ولكن �أو انتقادا لل�صحافة فان الإعالن الذي ي�شكل جزءا �أ�سا�سيا من عوائد ال�صحيفة يمكن‬
‫�إن ي�ؤثر ت�أثيرا مبا�شر ًا علي �إدارة التحرير وعلي ميزانية ال�صحيفة التي ت�ؤثر بدورها علي الإدارة التنظيمية‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬القوانين واللوائح المنظمة للإعالم‬
‫تختلف �إ�شكال القوانين واللوائح المنظمة للإعالم من بلد عربي �إلى �آخر وبينما تكاد تجمع الدول العربية‬
‫علي ت�شريع قوانين خا�صة بال�صحافة وان مفهومها ي�شمل �أحيانا الإذاعة الم�سموعة والمرئية وجميع �أ�شكال‬
‫الن�شر من م�سموع ومطبوع �إال �إن هذه اللوائح التكاد تنطبق علي الإذاعة والتليفزيون ووكاالت الأنباء المحلية‬
‫وذلك لل�سيطرة الحكومية المبا�شرة عليها‪.‬‬
‫فالقوانين المنظمة للإعالم وخا�صة قوانين ال�صحافة والمطبوعات ت�ؤثر ت�أثيرا مبا�شرا من عدة �أوجه على‬
‫العملية الإدارية في الم�ؤ�س�سة الإعالمية وتلك القوانين تقدم �أنماطا من التحكم في الإدارة من خالل‬
‫و�ضع �شروط معينة فيما يتعلق بمالك ال�صحيفة �أو مالك القناة الف�ضائية و�شروط خا�صة فيما يتعلق‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫برئي�س التحرير �أو مدير التنفيذي للقناة �أو �شروط الترخي�ص للمحرر �أو الكاتب في ال�صحيفة‪.‬‬
‫تحديد محظورات الن�شر والتي تطالب ال�صحيفة وال�صحفيين بااللتزام في عدم التعر�ض لها و�إال فان‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫ذلك �سيعر�ضها للعقوبات‪.‬‬
‫تحديد بع�ض �أ�شكال التنظيم الإداري في الم�ؤ�س�سات الإعالمية ب�شان �سلطة ال�صحافة والئحته‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫التنفيذية والهياكل التنظيمية والإدارية للجمعيات العمومية ومجال�س الإدارة ومجال�س التحرير‪.‬‬
‫وهناك �أي�ضا �أ�شكال �أخري من القوانين التي تنظم نقابات ال�صحفيين ومواثيق ال�شرف التي تنظم �شروط‬
‫مزاولة مهنة ال�صحافة و�آدابها ومحظوراته‪..‬الخ‬
‫رابع ًا‪ :‬ال�ضغوط االجتماعية‬
‫�إن ت�أثير العوامل االجتماعية علي العملية �أكثر العوامل الم�ؤثرة في الإدارة مراوغة �إذ انه يتراوح بين قيم‬
‫اجتماعية تكمن في �أذهان الإعالميين يلتزمون بها حتى وان كانوا الي�ؤمنون بها �إلي �أنواع من ال�ضغوط االجتماعية‬
‫المبا�شرة المرتبطة بطبيعة النظام ذاته الذي يقبل علي �سبيل المثال منطق المجامالت والمح�سوبية علي ح�ساب‬
‫العمل ومثل هذا يكون وا�ضحا في عمليات التوظيف وكذلك في عمليات الن�شر �أي�ضا‪.‬‬
‫ومن ال�ضوابط االجتماعية �أي�ضا مايمكن �إن ن�سميه بالذوق االجتماعي الذي يفر�ض علي ال�صحفيين التزاما‬
‫بهذا الذوق ‪..‬وكذلك هنالك مان�سميه بالتذوق االجتماعي للر�سائل الإعالمية فقطاعات من الجمهور قد تتذوق‬
‫�أنماطا من الر�سائل الإعالمية – بغ�ض النظر عن قيمها – بينما التقبل نمطا �آخر وتذوق الجمهور هو جزء من‬

‫‪39‬‬
‫كيانهم االجتماعي وهو ماي�سمي بالثقافة الجماهيرية والإعالمي يواجه �ضغطا من قبل مثل هذا الذوق‪.‬‬
‫ومن ثم فان �أنماطا من الر�سائل الإعالمية قد تكون ذات �أهمية في بيئة اجتماعية والتكون كذلك في مكان �آخر‪.‬‬
‫خام�سا‪ :‬ال�ضغوط ال�سيا�سية والخارجية‬
‫عالوة علي ال�ضغوط ال�سيا�سية التي يمكن �إن تمار�س من داخل الدولة علي �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية �إال‬
‫انه يمكن �إن تمار�س �أي�ضا علي الم�ؤ�س�سات الإعالمية �ضغوطا متنوعة من قبل دول �أجنبية وفي الغالب تكون‬
‫هذه ال�ضغوط غير مبا�شرة وعبر وزارت الخارجية من خالل احتجاجات ر�سمية �أو من خالل ر�سائل توجه �إلى‬
‫رئي�س التحرير �أو المدير التنفيذي للقناة وتنعك�س ال�ضغوط من خالل التنبيه واللوم �أحيانا ت�صل �إلي حد �إيقاف‬
‫ال�صحيفة �أو القناة اوغلقها من قبل دولتها‪.‬‬
‫�ساد�سا‪ :‬جماعات ال�ضغط المحلية‬
‫ت�أخذ جماعات ال�ضغط المحلية �أ�شكاال متعددة منها‪:‬‬
‫منتديات فكرية‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫تنظيمات �سيا�سية‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫جماعات دينية‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫وتمار�س �ضغطها من خالل عدة قنوات واحدة منها و�سائل الإعالم المناف�سة من خالل طرح وجهات نظرها‬
‫�أو من خالل ملكيتها لو�سائل الإعالم‪.‬وت�ستخدم �أحيانا عبر ال�صحف( بريد القراء وال�صفحات المفتوحة لأراء‬
‫القراء) �أو عبر القنوات الف�ضائية من خالل (البرامج المبا�شرة التي تبث �أو من خالل الأقرا�ص الم�سجلة) �أو‬
‫االت�صال بالجهات المعنية الم�سئولة عن الم�ؤ�س�سات الإعالمية و�إبالغ �شكاويها �إلى الم�سئولين �أو �إلي مالكي هذه‬
‫الم�ؤ�س�سات الإعالمية ور�ؤ�ساء التحرير �أو المدراء التنفيذيين للقنوات الف�ضائية‪.‬‬
‫و�إذا امتلكت جماعات ال�ضغط المحلية قوة اقت�صادية ذات قدرة �إعالنية كبيرة فان �ضغطها الفكري‬
‫وال�سيا�سي يمكن �أن يمر عبر الإعالن ذلته‪.‬‬
‫�سابعا‪� :‬ضغوط من داخل الم�ؤ�س�سة الإعالنية ذاتها‬
‫بنية الم�ؤ�س�سة‪ :‬ي�ؤثر تركيب المنظمة من حيث نوعية كادرها الب�شري وكفاءته ومن حيث‬ ‫‪ .1‬‬ ‫ ‬
‫تجان�س الموظفين �أو عدمه ومن حيث االتجاه ال�سيا�سي وكذلك �أ�سلوب تنظيم الم�ؤ�س�سة ذاته وطبيعة العالقات‬
‫التي تحكم افراد الم�ؤ�س�سة وتنظيم العالقة بين الر�ؤ�ساء والمر�ؤو�سين‪.‬‬
‫فعلي �سبيل المثال فان ال�صراع داخل الم�ؤ�س�سة ي�ؤثر ت�أثيرا مبا�شرا علي �إدارتها وكفاءتها �إذ �إن مثل هذه‬
‫الم�شكالت تفر�ض علي الدارة �أعباء هي في غني عنها وكذلك فان كفاءة الكادر توفر عل الإدارة جهدا كبيرا في‬
‫تنفيذ الم�سئوليات الملقاة علي عاتقها‪.‬‬
‫ي�ؤثر ال�شكل التنظيمي وتحديد الم�سئوليات علي نمط الإدارة في الم�ؤ�س�سات الإعالمية وكلما تحددت الم�سئوليات‬
‫وكان التنظيم مراعيا ان�سياب العمل في الم�ؤ�س�سة كلما كانت نتائج الإدارة �أف�ضل‪.‬‬
‫طبيعة العم الإعالمي‪ :‬يمكن الحديث هنا عن عن�صريين هامين هما‬ ‫‪ .2‬‬ ‫ ‬
‫‪40‬‬
‫حار�س البوابة(مدير التحرير)‬
‫حار�س البوابة م�صطلح �إعالمي يطلق على ال�شخ�ص الذي تمر من بين يديه المعلومات ويقرر مايجب ن�شرة‬
‫وما يجب �أن ي�ستبعد وان هاتين المهمتين لحار�س البوابة ت�ؤثران ت�أثيرا كبيرا علي طبيعة الر�سائل الإعالمية‬
‫ويت�ضح دور حار�س البوابة علي اتخاذ القرار في ال�صحافة وفي �أق�سام الأخبار في الإذاعة والتليفزيون‬
‫والف�ضائيات‪.‬‬
‫وعلي �سبيل المثال فان ر�ؤ�ساء الأق�سام في ال�صحيفة يقومون بدور حار�س البوابة حيث يقررن مايمكن �إن‬
‫ين�شر �أو ما الين�شر بحيث يقدمون لرئي�س التحرير المواد المر�شحة للن�شر بعد �إن تعبر م�صفاتهم الخا�صة وهنا‬
‫يكمن دور هام لحار�س البوابة للت�أثير علي قرارات �إدارة التحرير ب�شان الر�سائل الإعالمية التي ت�صل �إلى النا�س‬
‫وهذا يمكن �إن يزداد تاثيرة �إذا كان حار�س البوابة ذا اتجاه �سيا�سي �أو عقائدي معين �إذ انه �سيهمل كل مايخالفه‬
‫�أو على الأقل �سيعمل علي التقليل من �شانه بحيث ين�شر في ا�سطر قليلة وفي زوايا مهملة في �صفحات داخلية‪.‬‬
‫االعتبارات المهنية‪:‬‬
‫في العمل الإعالمي هناك اعتبارات مهنية ت�ؤثر على القرارات الإدارية من الناحيتين (الإدارية‪-‬‬
‫والتنظيمية)‬
‫الم�ساحة‪ :‬وهي بالن�سبة للعمل الإعالمي تعني الفراغ المتاح لن�شر ر�سالة �إعالمية ما حيث انه لي�س‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫بالإمكان توفير كل الم�ساحات التي تحتاجها الر�سائل الإعالمية نظر ًا ل�ضخامة كميتها وتنوع �أهميتها‬
‫وذلك ي�ستدعي �أحيانا اختيار الأهم وتجاهل الأقل �أهمية و�أحيانا �أخري ي�ستدعي اخت�صار الر�سالة‬
‫الإعالمية لتنا�سب الم�ساحة المتاحة‪.‬‬
‫وهذا هو الجانب التحريري من الإدارة‪� ..‬إما الجانب الإداري فهو يرتبط بقرار �إداري حول زيادة‬
‫عدد ال�صفحات �أو �ساعات البث �إذا كانت المادة الإعالمية ذات مرود مادي �أو معنوي علي الم�ؤ�س�سة‬
‫الإعالمية‪.‬‬
‫التوقيت المنا�سب‪ :‬ونعني بذلك ن�شر الر�سائل الإعالمية في الوقت المنا�سب لها و�إدارة التحرير‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫تتخذ قراراته و�أمام �أعينها التوقيت المنا�سب للر�سائل الإعالمية �سواء كانت م�سموعة �أو مقروءة �أو‬
‫مرئية ‪.‬‬
‫الوقت‪ :‬وهو هنا يعني الزمن المتاح لإذاعة ر�سالة �إعالمية ما‪ .‬وهو في الإذاعة والتليفزيون‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫والف�ضائيات مثل الم�ساحة بالن�سبة لل�صحافة فتخ�صي�ص الوقت الالزم يعتمد علي قرارات �إدارة‬
‫الم�ؤ�س�سة من حيث �أهمية الر�سالة الإعالمية وحجمها‪..‬ومن جانب �آخر فان تلك الأهمية قد ت�ؤثر علي‬
‫قرارات م�سبقة للإدارة ب�شان البرامج المحددة المثبتة على خريطة العمل من قبل‪.‬‬
‫خدمات وكاالت الأنباء‪ :‬تتعدد خدمات وكاالت الأنباء من خدمات �إخبارية م�صورة وخدمات‬ ‫ ‪ .4‬‬
‫فيلمية‪ ..‬الخ ويكون عامل ال�ضغط علي الإدارة الإعالمية من خالل الر�سائل الإعالمية التي ت�ستقبلها‬
‫الم�ؤ�س�سات الإعالمية وحيث �إن هذه الخدمات هي التي تقرر ماهو متاح من اختيارات �أمام �إدارة‬

‫‪41‬‬
‫الم�ؤ�س�سة الإعالمية فيما يتعلق بالإخبار وال�صور‪ ..‬الخ �إذن فهي �إلى حد ما تقدم قيودا لما ين�شر �أو‬
‫الين�شر من خالل قراراتها الأولية‪ -‬كحار�س بوابة – ب�شان المواد التي تر�سل �إلى م�شتركيها‪.‬‬
‫وظائف الإدارة في الم�ؤ�س�سات الإعالمية‪:‬‬
‫�إن المدير في م�ؤ�س�سة �إعالمية تتنوع وظائفه لت�شمل �أحيانا علي م�سئوليات �إدارية وتحريرية ‪ .‬ولذا فان تنوع‬
‫الوظائف وطبيعتها المتميزة بال�سرعة تحتاج �إلى االخت�صار في معالجتها والتوجه ال�شديد نحو العمل وكذلك‬
‫فالأ�صل ال�شفوي في ظروف العمل الإعالمي تمتاز بخا�صية ال�سرعة والخفة والح�صول علي رجع ال�صدى وهو‬
‫�أف�ضل الو�سائل االت�صالية في الم�ؤ�س�سات الإعالمية‪.‬‬
‫والحديث عن الوظائف التي تمار�سها العنا�صر القيادية في �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية �سوف تعطي �صورة‬
‫وا�ضحة لطبيعة عمل المديرين في تلك الم�ؤ�س�سات‪.‬‬
‫لذلك يعتمد نجاح الم�ؤ�س�سة الإعالمية علي ح�سن تنظيم �إدارتها ودقة هذا التنظيم وتوزيع ال�صالحيات بين‬
‫�أق�سامها الإدارية والفنية ب�شكل ي�ساعد علي دفع العملية الإنتاجية في الم�ؤ�س�سة ب�أ�سلوب �أف�ضل وهذه ال�صالحيات‬
‫تختلف بين م�ؤ�س�سة �إعالمية و�أخري تبعا لإمكانياتها المالية والتقنية وطبيعة النظام الإعالمي الذي تعمل في‬
‫�إطاره وقد �أ�صبحت الم�ؤ�س�سة الإعالمية تمار�س ن�شاطات متعددة منها‪:‬‬
‫ن�شاط �صحفي‪ :‬ويقوم به الكتاب وال�صحفيون والمرا�سلون والر�سامون‬
‫ن�شاط �صناعي‪ :‬ويتمثل في ت�شغيل ماكينات الطباعة و�أجهزة الجمع وماكينات الت�صوير والتجليد ويتواله‬
‫المهند�سون والفنيون والعمال‪.‬‬
‫ن�شاط ت�سويقي‪ :‬ويتمثل في بيع الم�ساحات الإعالنية وتوزيع ال�صحف والمجالت ويتواله خبراء في الت�سويق‬
‫والعالقات العامة‪.‬‬
‫ن�شاط مالي و�إداري‪ :‬ويتواله المحا�سبون والإداريون‪.‬‬
‫وهكذا نجد ن�شاط الم�ؤ�س�سة الإعالمية قد تنوعت وت�شعبت و�أ�صبح من ال�ضروري �إن تنظم ب�شكل يمكنها من‬
‫انجاز مهمتها علي الوجه الأكمل‪.‬‬
‫وتعتمد الم�ؤ�س�سات الإعالمية ومنها ال�صحيفة ب�شكل خا�ص في عملها علي عدد من الإدارات وهي‪:‬‬
‫ ‪� .1‬إدارة التحرير‬
‫ ‪� .2‬إدارة الإعالن‬
‫ ‪� .3‬إدارة المطابع‬
‫ ‪� .4‬إدارة التوزيع‬
‫م�سئوليات رئي�س مجل�س الإدارة في الم�ؤ�س�سة الإعالمية‪:‬‬
‫تقوم مجال�س �إدارات الم�ؤ�س�سات الإعالمية بالإ�شراف علي الجوانب الإدارية والتنظيمية وو�ضع �سيا�ساتها‬
‫وت�صريف �أمورها و�أن�شطتها ويخت�ص رئي�س مجل�س �إدارة الم�ؤ�س�سة الإعالمية بمايلي‪:‬‬
‫ ‪� .1‬سلطة الإ�شراف علي جميع �أوجه الن�شاط التي تقوم بها الم�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫ ‪ .2‬يكون له حق التفاو�ض با�سم الم�ؤ�س�سة ويوكل من يراه لينوب عنه في رفع الدعوي والح�ضور �أمام‬
‫الجهات الق�ضائية و�أية جهة �أخري‪.‬‬
‫ ‪ .3‬يخت�ص بالأمور العاجلة التي تعر�ض عليه من رئي�س التحرير وان ي�صدر كافة القرارات والتنظيمات‬
‫التي يراها الزمة لح�سن �سير العمل علي �إن تعر�ض بعد ذلك علي مجل�س الإدارة في �أول اجتماع له‬
‫ ‪ .4‬يكون لرئي�س مجل�س الإدارة الحق في تعيين �أي عدد من الم�ست�شارين لمعاونته علي �إن يحدد الأعمال‬
‫التي تعر�ض عليهم لإبداء الر�أي فيها‬
‫ ‪ . 5‬لرئي�س المجل�س �إن يدعو لح�ضور جل�ساته من يري اال�ستعانة بمعلوماتهم �أو بخبراتهم دون �إن يكون‬
‫لهم حق الت�صويت‪.‬‬
‫ ‪ .6‬له الحق في دعوة مجل�س �إدارة �أي �شركة من ال�شركات التابعة للم�ؤ�س�سة �أو مجل�س تحرير �أي �صحيفة‬
‫من �صحف الم�ؤ�س�سة لالجتماع كلما وجد �ضرورة تدعو لذلك و�إدراج �أي م�س�ألة في جدول تدخل في‬
‫اخت�صا�صها‪.‬‬
‫ ‪� .7‬إعداد تقرير �سنوي عن ن�شاط الم�ؤ�س�سة و�أعمالها و�أعمال الوحدات وال�شركات التابعة لها مرفقة‬
‫بتقرير مراقب الح�سابات‪.‬‬
‫م�سئوليات رئي�س التحرير‪:‬‬
‫يقف علي ر�أ�س �إدارة التحرير ويتولي قيادة ال�صحيفة عبر التوجيهات اليومية التي يقدمها للعاملين معه في‬
‫كافة فروع العمل والإنتاج في ال�صحيفة الذين يتطلب نجاحهم توافر روح الفريق المن�سجم الذي ي�سهم في و�صول‬
‫ال�صحيفة �إلي القارئ في الوقت المحدد وفي جعلها تر�ضي اهتمامات قرائها واحتياجاتهم والثبات في وجه‬
‫ال�صحف المناف�سة والنجاح في العملية الإعالمية التي تعتبر ال�صحافة المكتوبة ابرز دعاماتها في عالم اليوم‪.‬‬
‫ويعتبر رئي�س التحرير الدينامو الذي يحرك العمل ال�صحفي في ال�صحيفة والى جانب ذلك فهو م�سئول عن‬
‫جميع المواد التي تن�شرها �صحيفته �سواء كانت �أنباء �أو تعليقات �أم مو�ضوعات فكرية �أم تحقيقات وكثيرا ماينوب‬
‫رئي�س التحرير عن �صاحب ال�صحيفة في تحمل الم�سئولية والتبعات الخا�صة بها‪.‬‬
‫ويقوم رئي�س التحرير بتزويد معاونيه بالأفكار وو�ضعها مو�ضع التنفيذ وعلي م�سئوليته تقع مهمة تحديد‬
‫�سيا�سة ال�صحيفة بعد �إن يكون قد �سبق وتناق�ش فيها مع �أع�ضاء مجل�س الإدارة �أو مع اللجنة التي تتولي الإ�شراف‬
‫عليها وعليه �إن ي�شرح لمعاونيه خطوط ومبادئ هذه ال�سيا�سة بحيث ي�ستطيع الكل فهمها وقبولها‬
‫كما تتمثل مهمته في الربط بين الأق�سام الفرعية التي يتكوم منها جهاز التحرير باعتباره العقل المفكر‬
‫والمدبر وراء هذا الجهاز ال�صحفي ال�ضخم‪.‬‬
‫م�سئوليات مدير التحرير‪:‬‬
‫يعتبر مدير التحرير الم�سئول التنفيذي في ال�صحيفة اليومية وهو ي�شرف علي تنفيذ التوجيهات ال�صادرة‬
‫�إلية من رئي�س التحرير بالإ�ضافة �إلي ذلك يقوم مدير التحرير بمتابعة �سير العمل فيما ن�سميه بالمطبخ ال�صحفي‬
‫�أو( الدي�سك) وهو المكان الذي يجتمع فيه �إنتاج كل المحررين حيث تتم مراجعته و�إعداده بال�شكل المالئم‬
‫للن�شر‪.‬‬
‫وم�سئولية مدير التحرير هنا هي �إقرار عملية الن�شر وفقا ل�سيا�سة ال�صحيفة وتوجيهات رئي�س‬
‫التحرير‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫ومن م�سئوليات مدير التحرير �أي�ضا التن�سيق بين جهاز التحرير وجهاز �سكرتارية التحرير والمطبعة كما‬
‫يتولي مدير التحرير متابعة كل هذه الأعمال باتخاذ قرارات �سريعة وفورية حتى اليتعطل العمل‪.‬‬
‫من الوا�ضح �ضمن هذه المعطيات الإعالمية �إن �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية �إدارة علمية وذلك لأهميتها‬
‫كو�سيلة لتوجيه و�ضبط ح�سن �سير الأعمال وكفاءة الأداء ب�أقل التكاليف و�أف�ضل ال�سبل بما يحقق الأهداف‪.‬‬
‫و�أ�صبح من ال�ضروري �إذا �أريد للم�ؤ�س�سات الإعالمية �إن تحقق الأهداف المحددة لها بالم�ستوي المطلوب‪.‬‬
‫�إن يدرك هذا الإعالمي الم�شكالت الأ�سا�سية لكافة نواحي الإدارة الإعالمية‪ .‬كذلك يجب �إن يلم الإداريون الذين‬
‫يعملون في النواحي الإدارية البحتة الماما كبيرا بما يدور في �إدارات التحرير والبرامج‪.‬‬
‫فال ينكر مدي ت�أثر القطاع الإعالمي بالقرارات التي ت�صدرها الإدارة في الم�ؤ�س�سة الإعالمية ت�أثيرا‬
‫بالغا ولذلك يجب تدريب الإعالميين الذين ت�ؤهلهم وظائفهم لتولي مراكز قيادية في الم�ستقبل علي الأعمال‬
‫الإدارية البحتة والفنية والهند�سية وكذلك الحل مع رجال الإدارة والذين ت�ؤهلهم وظائفهم لتولي مراكز قيادية‬
‫في الم�ستقبل علي �أعمال التحرير والبرامج تدريبا عمليا عن طريق ممار�سة العمل الإعالمي نف�سه الذي يتعلق‬
‫بالر�سالة الإعالمية‪.‬‬
‫ولذلك ينبغي علي الطرفين �إن يدرك كل منهما �إن معرفته بمهام الطرف الآخر و�إتقانها جزء �ضروري من‬
‫ثقافته المهنية الن الخ�صائ�ص الح�سية للو�سيلة الإعالمية تحتم �ضرورة تطويع الأ�سلوب ليالءم الو�سيلة حتى‬
‫ي�سير العمل في �سهولة وي�سر ويحقق الأهداف المرجوة منة من اق�صر طريق‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الإدارة ال�صحفيـة‪ :‬المفاهيم والأ�س�س والمراحل والوظائف‬
‫مدخــــــل‪:‬‬
‫الإدارة تعبير في اللغة العربية يقابل الم�صطلح الإنجليزي ‪� Administration‬أو كلمة‬ ‫ ‬
‫‪.Management‬‬
‫ولكن الفكر الإداري يفرق بين المعنى اال�صطالحي لكلمة الإدارة التي تقابل ‪Administration‬‬ ‫ ‬
‫والتي تعني في الفكر الإداري الم�ؤ�سليات المتعلقة بتكوين التنظيم المالئم وتحديد �أولويات العمل وتوجيه‬
‫كافة الجهود لتحقيق العمل‪ .‬والكلمة بهذا المفهوم ت�صف ن�شاط الإدارة العليا للم�ؤ�س�سة‪� ،‬أما الإدارة بمعنى‬
‫‪ Management‬فتطلق على جهود تنفيذ العمل‪.‬‬
‫ولكن الفكر الإداري الحديث ال يفرق بين المعنيين على اعتبار التكامل بين الجهدين على م�ستوى‬ ‫ ‬
‫التخطيط والتنفيذ‪ .‬والإدارة بهذا المفهوم ت�صبح عملية حتمية حيثما يوجد تجمع �إن�ساني ي�سعى لتحقيق هدف‬
‫ما ال ي�ستطيع الفرد �أن يحققه منفردا‪ ،‬وي�صبح تن�سيق الجهود الفردية داخل هذا التجمع بطريقة ما �أمرا‬
‫�ضروريا‪.‬‬
‫وتحظى الإدارة اليوم ب�أهمية كبيرة نظرا لتغلغلها في جميع الأن�شطة الإن�سانية وكذلك للتغييرات‬ ‫ ‬
‫االقت�صادية واالجتماعية والتكنولوجية التي ي�شهدها العالم اليوم مثل‪:‬‬
‫ ‪ -‬كبر حجم المنظمات مما �أدى لزيادة الحاجة للتخ�ص�ص الإداري الدقيق وتعقد العمليات الإدارية‬
‫الأمر الذي يتطلب معه �ضرورة تحقيق التن�سيق والتنظيم والرقابة والفعالية‪.‬‬
‫ ‪ -‬وجود انف�صال بين المنظمات ومالكها‪ ،‬الأمر الذي �أدى �إلي ظهور طبقة المديرين المتخ�ص�صين‬
‫لتحقيق و�ضمان م�صالح المالك والأطراف المختلفة‪.‬‬
‫ ‪ -‬تزايد المناف�سة في الأ�سواق الأمر الذي يتطلب زيادة مهارات الإدارة في التجديد واالبتكار لتحقيق‬
‫ميزة ن�سبية في الأ�سواق‪.‬‬
‫ ‪ -‬التغييرات التكنولوجية واالقت�صادية واالجتماعية الذي يظهر �أهمية التخطيط والتنب�ؤ بهذه التغيرات‬
‫ومواجهتها والتكيف معها‪.‬‬
‫ ‪ -‬الندرة الملحوظة في الموارد الب�شرية والمادية مما يتطلب الر�شد في كيفية ا�ستخدام هذه الموارد‬
‫ب�أف�ضل طريقة و�أقل تكلفة‪.‬‬
‫مفهوم الإدارة وعنا�صرها الأ�سا�سية‪:‬‬
‫يرى الدكتور �سليمان الطماوي �أن لكلمة الإدارة ِ ‪ Administration‬معنيات‪:‬‬
‫ �أ ‪  .‬المعنى الع�ضوي‪ :‬ومعناه �أن الإدارة هي مجموعة منظمات تقوم لتحقيق تدخل الدولة الحديثة في حياة‬
‫الأفراد واليومية وذلك تحت �إ�شراف ال�سلطة ال�سيا�سية‪.‬‬
‫ ب ‪  .‬المعنى الوظيفي‪ :‬ويق�صد به الأن�شطة ‪ Activity‬التي تبذلها الم�ؤ�س�سة لتجعل الأفراد ي�ستفيدون من‬
‫الخدمات التي تقدمها تلك الم�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫ويري لندول �أورفك �إلي �أنه لي�س هناك فرق بين الإدارة بمعناها العام ‪ Administration‬والإدارة بمعناه‬
‫الوظيفي ‪ Management‬بمعنى �إدارة الأعمال التجارية‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫�أما بع�ض الكتاب التقليديون فيعرفون الإدارة (ب�أنها العملية الخا�صة بتن�سيق الجهود الجماعية نحو‬ ‫ ‪ -‬‬
‫�أهداف جماعية من خالل �إنجاز الوظائف التي تعتبر هامة للتن�سيق وهي التخطيط والتنظيم والرقابة‪.‬‬
‫ومن �أ�شهر ه�ؤالء التقليديون – هنري فويل الذي ح�صر الإدارة في وظائف المدير بمقولته الم�شهورة‬
‫�أن تدير تعني �أن تتنب�أ وتخطط وتنظم وت�صدر الأوامر وتن�سق وتراقب‪.‬‬
‫�أما فريدريك تايلور – �أبو الإدارة الحديثة – الإدارة هي �أن تعرف بال�ضبط ماذا تريد؟ ثم تت�أكد من‬ ‫ ‪ -‬‬
‫�أن الأفراد ي�ؤدونه ب�أح�سن و�أرخ�ص طريقة ممكنة‪.‬‬
‫يعرفها �أحمد ر�شيد‪ :‬الإدارة هي العملية التي تخت�ص بتوجيه الجهود الب�شرية الم�شتركة المنظمة‬ ‫ ‪ -‬‬
‫لتحقيق بع�ض الأهداف‪ ،‬ويعرفها الدكتور �سمير محمد ح�سين‪ :‬الإدارة هي مجموعة الوظائف التي‬
‫ت�ؤدي �إلي تحقيق الأهداف المحددة للم�شروع ب�أح�سن الو�سائل و�أقل التكاليف وفي حدود المورد‬
‫والإمكانات المتاحة‪.‬‬
‫�أما الدكتور محمد فريد ال�صحن و�آخرون فيعرفون الإدارة ب�أنها‪ :‬الإدارة هي التن�سيق الفعال للموارد‬ ‫ ‪ -‬‬
‫المتاحة من خالل العمليات المتكاملة للتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة لتحقيق �أهداف العمل‬
‫الجماعي بطريقة تعك�س الظروف البيئة ال�سائدة وتحقيق الم�سئولية االجتماعية لهذا العمل‪.‬‬
‫ويمكن �إجماال �أن نعرف الإدارة ب�أنها‪ :‬مجموعة الأن�شطة المتميزة الموجهة نحو اال�ستخدام الكفء واال�ستخدام‬
‫الفعال للموارد وذلك لغر�ض تحقيق هدف �أو مجموعة من الأهداف حيث تعنى الكفاءة ‪ Efficiency‬العمل‬
‫بطريقة معينة بحيث يتم ا�ستقالل الموارد المتاحة (كالعمالة ‪ ،‬المال ‪ ،‬المعلومات‪...‬الخ) بالكامل دون �إ�سراف‬
‫�أو �ضياع ‪ ،‬والفعالية تعني عمل الأ�شياء ال�صحيحة في الزمن المنا�سب والطريقة المالئمة‪.‬‬
‫العنا�صر الأ�سا�سية التي يت�ضمنها عمل الإدارة‪:‬‬
‫ ‪ -‬تتعامل الإدارة مع تجمع ب�شري وترتبط بالأفراد وتت�صدى لتن�سيق جهودهم الجماعية‪ ،‬مما ي�ؤكد‬
‫الطبيعة الإن�سانية للإدارة‪.‬‬
‫ ‪ -‬وجود الهدف �أو الغاية المحددة والوا�ضحة �ضروري والزم لقيام الإدارة �أو تواجدها ماذا نريد تحقيقه؟‬
‫وما النتائج التي تود الو�صول �إليها؟‪ .‬مما ي�ؤكد �أن الإدارة ن�شاط هادف‪.‬‬
‫ ‪� -‬ضرورة ممار�سة عدة وظائف �إدارية كو�سيلة لتحقيق هذا الهدف والغاية‪.‬‬
‫ ‪ -‬تخت�ص الإدارة بتحديد الموارد الب�شرية والمادية المتاحة وتحديد الطرق المتعددة ال�ستخدام هذه‬
‫الموارد بطريقة تت�سم بالكفاءة والفعالية �أي الت�أكيد على الطبيعة االقت�صادية في اال�ستخدام لهذه‬
‫الموارد‪.‬‬
‫ ‪ -‬ت�ضمين البعد الم�ستقبلي في العمل الإداري بالإدارة ال تكون في الما�ضي �إنما تركز على الر�ؤية‬
‫الم�ستقبلية‪.‬‬
‫ ‪ -‬الإدارة ال تعمل في فراغ و�إنما تعي�ش في بيئة يجب �أن تتفاعل الإدارة مع بيئتها وعدم �إغفال ت�أثيرها‪.‬‬
‫ ‪ -‬يجب �أن تمار�س الإدارة في ظل منظومة قيمية و�أخالقية ت�ؤكد م�سئوليتها االجتماعية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الم�ستويات الإدارية في الم�ؤ�س�سات الإعالمية‪:‬‬
‫هناك ثالثة م�ستويات للإدارة في الم�ؤ�س�سات الإعالمية‪:‬‬
‫�أ‪ .‬الإدارة العليـا ‪:Top Management‬‬
‫وهي �أعلى الم�ستويات الإدارية في الم�ؤ�س�سات وتخت�ص بتحديد الأهداف العامة‪ ،‬ور�سم ال�سيا�سات وو�ضع‬
‫الخطوط العري�ضة للعمل على �ضوء الإلمام ب�إمكانات الم�ؤ�س�سة ومواردها والظروف المحيطة بها في البيئة‬
‫الداخلية والخارجية‪ .‬ويحتل هذا الم�ستوى �أع�ضاء مجل�س الإدارة‪.‬‬
‫ب‪ .‬الإدارة الو�سطى ‪: Middle Management‬‬
‫وهي حلقة الو�صل بين الإدارة العليا والإدارة الإ�شرافية حيث يخت�ص المديرون في هذا الم�ستوى الإداري‬
‫بنقل ال�سيا�سات والأهداف والخطوط العامة التي و�ضعها المديرون في الم�ستوى الأعلى �إلي الم�ستويات الإدارية‬
‫الأدنى‪ ،‬ورفع التقارير للإدارة العليا عن عمليات الإنجاز ومعوقاته‪.‬‬
‫ج‪ .‬الإدارة الإ�شرافية المبا�شرة ‪:First Line Management‬‬
‫وي�ضم هذا الم�ستوى الإداري الم�شرفين على العمال والمنفذين من �صغار العمال والموظفين داخل �صاالت‬
‫الإنتاج للت�أكد من ت�أدية العمل ب�صورة تحقق الأهداف المو�ضوعة‪.‬‬
‫ومن المهم خلق نوع من التفاهم بين م�ستويات الإدارة المختلفة‪ .‬ويتطلب �أي مدير توفر المهارات التالية‬
‫فيه‪:‬‬
‫المهارات الفنية‪ :‬وهي المهارات التي تهتم بتطبيق المعرفة المتخ�ص�صة في العمل الذي يريده‪.‬‬ ‫ ‪. 1‬‬
‫المهارات ال�سلوكية‪ :‬وهي المهارات الخا�صة بالتعامل مع النا�س واالت�صال بهم وفهم �سلوكهم وتوجيههم‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫والت�أثير فيهم‪.‬‬
‫المهارات العقلية‪ :‬وهي المهارات الخا�صة بالقدرة على تحليل المواقف والتعامل مع المعلومات وتحديد‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫الم�شكالت واكت�شاف البدائل وتحليلها وتقييمها وا�ستخال�ص النتائج والنفاذ �إلي الم�ستقبل‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫وظائف الإدارة‬
‫تنق�سم العملية الإدارية �إلي عدد من الوظائف الإدارية التي تمثل مجموعة الأن�شطة التي يمار�سها المدير في‬
‫الم�ؤ�س�سات الإعالمية‪ .‬والتي تعطي �صورة �أو�ضح لطبيعة عمله‪ .‬والوظائف هي‪ :‬التخطيط‪ ،‬التنظيم ‪ ،‬التوجيه‪ ،‬الرقابة‪.‬‬
‫�أوال‪ :‬التخطيط واتخاذ القرارات‪:Planning and Discussion making :‬‬
‫تتفق جميع التعريفات على �أن التخطيط هو اتخاذ قرار حا�ضر ب�ش�أن حدث م�ستقبلي �أو اختيار بديل من عدة‬
‫بدائل لتنفيذه م�ستقبال‪.‬‬
‫ويمثل التخطيط �أهمية كبيرة في تحقيق �أهداف المن�ش�أة وبدونه ي�صبح العمل فيها ارتجاليا وت�صبح‬
‫القرارات دون �أي معنى وتظهر ال�ضرورة للتخطيط ب�سبب عدم الت�أكد من الم�ستقبل‪.‬‬
‫عنا�صر التخطيط‪:‬‬
‫ ‪ .1‬تحديد وت�شخي�ص وبلورة الأهداف ‪.Objectives‬‬
‫ ‪ .2‬و�ضع ال�سيا�سات والقواعد المر�شدة للعمل ‪.Policies‬‬
‫ ‪ .3‬و�ضع البرامج والخطوات التف�صيلية للعمل ‪.Procedures‬‬
‫التخطيط وعملية اتخاذ القرارات‪:‬‬
‫ينظر لأفراد الإدارة في �أي منظمة على �أنهم �صناع قرار ‪ Decision Maker‬وحالل م�شاكل ‪Problem‬‬
‫‪ .– Solver‬وتنطوي فكرة اتخاذ القرار �أ�سا�سا على اختيار مجموعة من البدائل ‪A choice between‬‬
‫‪ Alternative‬وي�ستلزم اتخاذ القرار اتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫تحديد الم�شكلة‪.‬‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫تحليل الم�شكلة‪.‬‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫و�ضع معايير لتقييم الحلول المقترحة‪.‬‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫اختيار �أف�ضل الحلول البديلة – زمان – اقت�صاد – �سهولة‪.‬‬ ‫ ‪ .4‬‬
‫تطبيق الحل المقترح‪.‬‬ ‫ ‪ .5‬‬
‫ويمكن ت�صنيف القرارات الإدارية التي توجه العاملين في مجال الإعالم على النحو التالي‪:‬‬
‫القرارات الت�شغيلية ‪Operational Decision‬‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫القرارات اال�ستراتيجية ‪.Strategic Decision‬‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫ثانيــا‪ :‬التنظيم ‪:Organization‬‬
‫�إن �أب�سط تعبير للتنظيم هو عملية و�ضع الرجل المنا�سب في المكان المنا�سب‪ .‬والتنظيم يعني التطبيق‬ ‫ ‬
‫العملي ل�سيا�سة الم�ؤ�س�سة وتنفيذ خطتها وتطبيق النظم واللوائح والقوانين المتعلقة ب�أعمالها‪� ،‬سواء في محيطيها‬
‫الداخلي بين العمال وجمهورها الداخلي‪� ،‬أو في محيطها الخارجي مع المجتمع الذي تتعامل معه‪.‬‬
‫كما ي�شمل التنظيم توزيع الأعمال وتق�سيمها بين الإدارات والأق�سام المختلفة توزيعا يكفل تدفق العمل و�سرعة �إنجازه‪.‬‬
‫كما ي�شمل التنظيم تحديد اخت�صا�صات العاملين وتحديد العدد الالزم لكل �شخ�ص وم�سئولية كل منهم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ويتلخ�ص التنظيم في ت�صميم الهيكل التنظيمي �أي تق�سيم الواجبات المطلوب القيام بها في وحدات �إدارية‬
‫ب�شكل يمكن �إ�سنادها �إلي �أ�شخا�ص بغر�ض تحديد الم�سئولية في كل مجموعة من الواجبات‪ .‬و�إعطاء ال�سلطة‬
‫المالئمة للقيام بهذه الواجبات وربط المنا�صب الإدارية المختلفة ببع�ضها البع�ض من الناحيتين الأفقية‬
‫والر�أ�سية بق�صد تن�سيق المجهود الجماعي وتنمية الهيئة الإدارية �أي و�ضع الإداريين الم�سئولين عن الوحدات‬
‫الإدارية كل في من�صبه المالئم وما يتطلبه ذلك من تعيين وتدريب وترقية ونقل وف�صل وما �إلي ذلك‪.‬‬
‫�إذن التنظيم هو عملية �إدارية تهتم بتجميع المهام والأن�شطة المراد القيام بها في وظائف و�أق�سام وتحديد‬
‫ال�سلطات وال�صالحيات والتن�سيق بين الأن�شطة والأق�سام من �أجل تحقيق الأهداف مع حل الم�شكالت والخالفات‬
‫التي تواجه كافة الأن�شطة والأق�سام من خالل �أفراد التنظيم وب�شكل مالئم‪.‬‬
‫ومن المالحظ �أن التنظيم في الم�ؤ�س�سات الإعالمية غير ثابت و�إنما هو متغير يتغير بتغير المواقف‬
‫واالحتياجات‪ .‬ف�إن المديرين يقومون بعملية تقييم دورية لهذا البناء التنظيمي لم�ؤ�س�ساتهم‪ ،‬فتلج�أ الم�ؤ�س�سة لما‬
‫يعرف ب�إعادة التنظيم‪� ،‬أي االنتقال �إلي بناء تنظيمي �آخر �أكثر منا�سبة للظروف الحالية‪.‬‬
‫وتتخل�ص مبادئ التنظيم في الآتي‪:‬‬
‫ ‪ .1‬الهدف‪ :‬ينبغي �أن يكون وا�ضحا وواقعيا كما ينبغي �أن تكون الأهداف الفرعية لكافة الوحدات متنا�سقة‬
‫مع الهدف الأ�سا�سي والرئي�سي للم�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫ ‪ .2‬تق�سيم العمل‪ :‬وهو تعبير عن مبد�أ التخ�ص�ص ولقد برز التخ�ص�ص في الم�ؤ�س�سات الإعالمية الحديثة‬
‫على �أ�سا�س �أنه الو�سيلة المثلى لتحقيق �أعلى كفاءة في �أداء العمل‪ .‬ولقد ثبت �أنه كلما تخ�ص�ص الفرد‬
‫في عمل محدد زادت قدرته على �إجادة عمله وزاد �إنتاجه في نف�س الوقت‪.‬‬
‫ ‪ .3‬وحدة الرئا�سة‪ :‬وتعني البعد عن تعدد الر�ؤ�ساء الذين يتلقى العاملون في الم�ؤ�س�سات الإعالمية الأوامر‬
‫منهم حتى ال يقع العاملون في الحيرة واال�ضطراب‪ .‬وبتحقيق وحدة الرئا�سة تحدد م�سئولية العامل �أمام‬
‫رئي�س واحد هو الذي �أ�صدر �إليه التعليمات‪ .‬وفي نف�س الوقت تحدد م�سئوليته الرئي�س الأدنى �أمام رئي�سه‬
‫الأعلى وهكذا ت�صبح الم�سئولية من�سقة في خط يربط مدير الم�ؤ�س�سة بقاعدة الهرم الإداري من ر�ؤ�ساء‬
‫الإدارات والأق�سام والم�شرفين‪.‬‬
‫ ‪ .4‬التن�سيق‪ :‬ويعني البعد عن الت�ضارب والتناق�ض‪ ،‬ويتم التن�سيق بربط �أوجه الن�شاط المت�شابهة مع‬
‫بع�ضها البع�ض‪.‬‬
‫ ‪ .5‬تكاف�ؤ ال�سلطة مع الم�سئولية‪ :‬يعني �أن تمنح ال�شخ�ص الم�سئول �سلطات قانونية تتنا�سب مع موقعه‬
‫في العمل والم�سئوليات المكلف بها‪ .‬وتكاف�ؤ ال�سلطة مع الم�سئولية هو تعبير عن الم�سئولية الإدارية‬
‫والقانونية‪ ،‬ويرتبط مع تدرج ال�سلطات‪.‬‬
‫ ‪ .6‬ق�صر �سلطة الأوامر‪ :‬وهو ما يعبر عنه بتق�صير الظل الإداري‪ ،‬بمعنى �أن نوكل �سلطة اتخاذ القرار‬
‫للم�شرفين المبا�شرين على العمل‪.‬‬
‫ ‪ .7‬التوازن والمرونة‪ :‬ويق�صد بذلك �أن يكون تنظيم الم�ؤ�س�سة مرنا لمواجهة التغيرات التي تحدث داخل‬
‫الم�ؤ�س�سة �أو خارجها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التوجيـــه‪:‬‬
‫ويمثل هذا العن�صر من عنا�صر الإدارة االت�صال بالمر�ؤو�سين و�إر�شادهم عن كيفية �أداء الأعمال‬ ‫ ‬
‫‪49‬‬
‫ب�إ�صدار التعليمات وال�شرح والو�صف و�ضرب الأمثلة ورفع الروح المعنوية للمر�ؤو�سين وااللتزام بمفاهيم القيادة‬
‫بق�صد الح�صول على تعاونهم االختياري لتنفيذ الأعمال‪.‬‬
‫ويتطلب هذا درا�سة وتفهم واقع العاملين ودرا�سة حاجتهم وتح�سين عالقاتهم وزيادة تفاهمهم‬ ‫ ‬
‫وان�سجامهم وتحفيزهم بمختلف المحفزات وتكوين فريق متكامل من جماعة العاملين تتنا�سق مجهوداتهم‬
‫وتتفق ميولهم ورغباتهم لتحقيق الأهداف الم�شتركة‪.‬‬
‫وعليه ف�إن التوجيه يقوم على ثالثة ركائز هي‪:‬‬
‫ ‪ .1‬الدافعية والتحفيز ‪ ،Motivation‬وهي تلعب دورا كبيرا في �إنجاز الأعمال لما لها من دور‬
‫في الح�صول على الر�ضا النف�سي للأفراد ‪ ، Self-Satisfaction‬و�إذا كان الأداء = القدرة ×‬
‫الرغبة‪ .‬فالقدرة ت�أتي عن طريق التعلم والتدريب والخبرة في مجال العمل‪ ،‬والرغبة ت�أتي عن طريق‬
‫الدافعية والتحفيز‪.‬‬
‫القيادة ‪ ،Leadership‬حيث يقع عليها عبء التوجيه وحفز الأفراد واختيار طرق حثهم على العمل‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫المثمر لإنجاز المهام وكذلك ممار�سة بع�ض �أ�شكال الإجراءات الت�صحيحية وما ترغب القيادة في‬
‫تحقيقه‪ .‬وهناك �أنواع من القيادة‪:‬‬
‫القيادة الت�سلطية �أو الأوتوقراطية‪.‬‬ ‫ �أ‪ .‬‬
‫القيادة الديمقراطية �أو الم�شاركة‪.‬‬ ‫ ب‪ .‬‬
‫القيادة غير الموجهة – يتنازل فيها المدير عن �سلطاته لمر�ؤو�سيه‪.‬‬ ‫ ت‪ .‬‬
‫ ‪ .3‬االت�صــال ‪ :Communication‬يولي علماء الإدارة �أهمية خا�صة لو�سائل االت�صال في التوجيه‬
‫كعن�صر من عنا�صر الإدارة‪ ،‬ويعتبر علماء الإدارة �أن وجود قنوات وو�سائل وطرق ات�صال ناجحة‬
‫�ضرورة من �ضرورات نجاح الإدارة‪ .‬واالت�صال في الإدارة يتم بوا�سطة المقابلة ال�شخ�صية �أو بالحديث‬
‫التلفوني‪� ،‬أو بالبرقيات �أو بالخطابات �أو بالمذكرات �أو التقارير �أو االجتماعات �أو الن�شرات الدورية‪،‬‬
‫وي�ضيف بع�ض �أ�ساتذة الإدارة المجالت والجرائد والأفالم والمل�صقات كو�سائل ات�صال تلج�أ لها‬
‫الهيئة لإكمال عملية التوجيه عبر االت�صال‪.‬‬
‫وي�ضع الدكتور �سيد الهوا ري عدة اعتبارات يجب مراعاتها لإنجاح االت�صال‪:‬‬
‫ ‪ .1‬تكييف المعلومات على �أ�سا�س ال�شخ�ص الم�ستقبل للمعلومات ولي�س كما يراها المر�سل‪.‬‬
‫ ‪� .2‬إر�سال المعلومات في وحدات �صغيرة حتى يتمكن الم�ستقبل من فهمها وا�ستيعابها‪.‬‬
‫ ‪ .3‬يجب على المر�سل مراعاة رد الفعل لدى الم�ستقبل وعدم االكتفاء بتبليغه الر�سالة‪.‬‬
‫ ‪ .4‬يجب �أن تحتوي الر�سالة معلومات جديدة بالن�سبة للم�ستقبل‪.‬‬
‫ ‪ .5‬يجب �أن ال يتعار�ض االت�صال مع الت�سل�سل الرئا�سي فال يجوز للمدير �أن يعطي المعلومات للعاملين‬
‫بق�سم الأخبار مثال دون المرور برئي�س الق�سم‪.‬‬
‫ ‪ .6‬يجب �أن تكون الر�سالة وا�ضحة وال تقبل الت�أويل �أو التف�سير‪،‬‬
‫تزداد عملية التوجيه كلما قلت كفاءة �أداء الوظيفتين ال�سابقتين التخطيط والتنظيم حيث تزيد الم�شكالت‬
‫غير المتوقعة �أثناء التنفيذ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫رابعا‪ :‬الرقابـــة‪:Controlling :‬‬
‫يق�صد بالرقابة قيا�س النتائج المح�صلة للت�أكد من مطابقتها للمعايير التي تت�ضمنها الخطة‬ ‫ ‬
‫المو�ضوعة‪ .‬و�إذا كان هناك انحرافات عن هذه المعايير ف�إن مهمة الرقابة �أن تتعرف على هذه االنحرافات �أو‬
‫الفروق وتبحث عن �أ�سبابها وت�صمم لها العالج المنا�سب وت�ضعه مو�ضع التنفيذ وتت�أكد �أنه �صحح الخط�أ و�أعاد‬
‫العمل للم�سار ال�صحيح‪.‬‬
‫والرقابة بهذا المعنى هي الوظيفة الإدارية الخا�صة بالت�أكد من �إتمام تنفيذ الم�شروع ح�سبما �أعد له من‬
‫تخطيط وتنظيم وتوجيه‪� .‬أي الت�أكد من قيام كل �شخ�ص بعمل ال�شيء المنا�سب في الوقت المنا�سب والمكان‬
‫المنا�سب وبا�ستخدام الموارد المنا�سبة‪ .‬وعلى ذلك فالرقابة تهتم بوجه خا�ص بالتن�سيق‪.‬‬
‫وهنالك �س�ؤال يطرح نف�سه‪ ،‬ما هي الأن�شطة الواجب مراقبتها في مجال عمل �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية؟‬
‫وللإجابة على هذا ال�س�ؤال ف�إن الرقابة في الم�ؤ�س�سات الإعالمية هي رقابة على الموارد‪ :‬المادية والب�شرية‬
‫والمالية والمعلوماتية‪ ،‬وتتخذ الرقابة ثالثة �أ�شكال متميزة هي‪:‬‬
‫الرقابة ال�سابقة‪ :‬حيث تت�أكد الرقابة في هذه المرحلة من الموارد الداخلة من الناحيتين الكمية‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫والكيفية وذلك قبل دخولها نظام الإنتاج‪.‬‬
‫الرقابة الجارية‪ :‬ويق�صد بها الرقابة �أثناء عملية تحويل المدخالت �إلي مخرجات الكت�شاف �أي‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫م�شاكل قبل بدء المرحلة التالية من مراحل العملية الإنتاجية‪.‬‬
‫الرقابة الالحقــة‪ :‬وهي تتعامل مع محرجات النظام من ال�سلع والخدمات من حيث الكم‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫والكيف‪.‬‬
‫والنظم الرقابية المتكاملة وال�شاملة تت�ضمن الخطوات التالية‪:‬‬
‫ تحديد المعايير‪.‬‬ ‫ ‪‬‬
‫ قيا�س الأداء‪.‬‬ ‫ ‪‬‬
‫ مقارنة الأداء بالمعايير‪.‬‬ ‫ ‪‬‬
‫ التقييم والتعديل‪.‬‬ ‫ ‪‬‬
‫وتتعدد �أدوات الرقابة وو�سائلها وتعتبر الموازنات التقديرية ا�شهر �أدوات الرقابة‪ .‬كذلك هناك �أدوات‬
‫التحليل للتعرف على المركز المالي للم�ؤ�س�سة في وقت معين بالإ�ضافة �إلي الرقابة على الموارد الب�شرية من‬
‫خالل قيا�س الأداء‪ ،‬كذلك الرقابة على الن�شاط الت�سويقي‪.‬‬
‫الهيكل الإداري للم�ؤ�س�سة الإعالمية‬
‫الهيكل التنظيمي للم�ؤ�س�سة ال�صحفية هو الكيان المتكامل الذي يتكون من �أجزاء وعنا�صر متداخلة تقوم بينهما‬
‫عالقات تبادلية بنية �إنجاز الن�شاط وت�أدية الوظائف التي تحقق في النهاية �إنتاج الم�ؤ�س�سة وعملها وهدفها‪.‬‬
‫ويكن �أن نق�سم �أنواع التنظيم الإداري ب�صفة عامة �إلي ثالثة �أنواع رئي�سية �أولها التنظيم المركزي �أو الهرمي‬
‫من حيث تتدرج ال�سلطة من قمة الهرم �إلي قاعدته وخير مثال له التنظيم في الم�ؤ�س�سات الع�سكرية‪ ،‬ومن الوا�ضح‬
‫‪51‬‬
‫�أن هذا النوع ال ينجح حين تطبيقه على ال�صحف‪.‬‬
‫ر�سم يو�ضح ال�شكل التنظيمي الهرمي‬

‫م�ستوى �أعلى‬

‫م�ستوى متو�سط‬

‫م�ستوى �أدنى‬
‫(�شكل «�أ»)‬
‫وال�سبب الأ�سا�سي الذي يمنع تطبيقه في ال�صحف �أنه يركز ال�سلطات في يد �شخ�ص واحد مما يحد كثيرا‬
‫من �إمكانيات التحرك لباقي العاملين في ال�صحيفة‪.‬‬
‫�أما النوع الثاني من �أنواع التنظيم الإداري فهو التنظيم الوظيفي ‪ ،‬حيث تعطي ال�سلطة ح�سب م�ستويات العلم‬
‫�أو الخدمات الخا�صة وبحيث يكون وظيفة �سلطاتها النهائية الخا�صة بها‪.‬‬
‫�إدارة‬ ‫�إدارة‬ ‫�إدارة‬ ‫�إدارة‬ ‫�إدارة‬

‫ر�سم يو�ضح ال�شكل التنظيمي الوظيفي (�شكل رقم «ب»)‬


‫وي�سمى هذا النوع من التنظيم �أحيانا بالتنظيم الخطي‪ ،‬وهو �أي�ضا ال ي�صلح في �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمية‪،‬‬
‫لأنه يجعل �أق�سام الإدارة في هذه الم�ؤ�س�سات تعمل كجزر معزولة‪ .‬وبدال من �أن تتعاون هذه الأق�سام الإدارية‬
‫لإنجاز المهام الموكلة �إليها نجد كل �إدارة تتقوقع في مكانها‪.‬‬
‫�أما ال�شكل الثالث من �أنواع التنظيم الإداري فهو عبارة عن خليط من التنظيمين ال�سابقين يجمع �أهم‬
‫مميزاتهم ويتجنب كثير من الم�ساوي فيهما‪ .‬وي�سمى هذا النوع من التنظيم بالتنظيم الهرمي الوظيفي‪ ،‬وفيه‬
‫تكون ال�سلطات الإدارية متدرجة من �أ�سفل �إلي �أعلى بحيث يكون لكل م�ستوى وظيفي �أو مرحلة �سلطاتها النهائية‬
‫عند رئي�س الق�سم الذي يكون بدوره م�سئوال لدى رئي�س �أعلى وهكذا حتى ت�صل لقمة الهرم الإدارية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ق�سم‬

‫ق�سم‬

‫ق�سم‬
‫�شكل يو�ضح ال�شكل التنظيمي الهرمي الوظيفي (�شكل رقم»ج»)‬
‫ويعتبر هذا النوع من التنظيمات هو الأن�سب للم�ؤ�س�سات الإعالمية لأنه يتيح لرئي�س الق�سم �أن يمار�س �سلطاته‬
‫على ق�سمه كما �أنه ي�سمح بحرية العمل داخل الأق�ســام‪.‬‬
‫ولكن يبقى في النهاية اختيار الهيكل التنظيمي للم�ؤ�س�سة الإعالمية يختلف من مجتمع �إلي �آخر‪ ،‬فتختار كل‬
‫م�ؤ�س�سة الهيكل التنظيمي لها بما يتفق وطبيعتها وظروفها الخا�صة‪ .‬ف�شكل التنظيم الذي ي�صلح ل�صحيفة قد ال‬
‫ي�صلح ل�صحيفة �أخرى‪.‬‬
‫ومن الطبيعي �أن الهيكل الإداري للم�ؤ�س�سة الإعالمية يتغير ويتطور بتطور الم�ؤ�س�سة الإعالمية‪.‬‬
‫والتنظيم الإداري يلعب دورا في نجاح الم�ؤ�س�سة الإعالمية‪ ،‬فنجاح الم�ؤ�س�سة الإعالمية يعتمد على‬ ‫ ‬
‫ح�سن تنظيم الم�ؤ�س�سة ودقة هذا التنظيم وتوزيع ال�صالحيات بين �أق�سامها الإدارية والفنية ب�شكل ي�ساعد على‬
‫دفع العملية الإنتاجية في الم�ؤ�س�سة الإعالمية ب�أ�سلوب �أف�ضل‪ .‬وهذه ال�صالحيات تختلف بين م�ؤ�س�سة �صحفية‬
‫و�أخرى تبعا لإمكانياتها المالية والتقنية وطبيعة النظام ال�صحفي الذي تعمل في �إطاره‪ ،‬وقد �أ�صبحت الم�ؤ�س�سة‬
‫ال�صحفية تمار�س ن�شاطات متعددة منها‪:‬‬
‫ ‪ -‬ن�شاط �صحفي‪ :‬وهذا الن�شاط يقوم به الكتاب وال�صحفيون والمرا�سلون والر�سامون والم�صورون‪.‬‬
‫ ‪ -‬ن�شاط �صناعي‪ :‬ويتمثل في ت�شغيل ماكينات الطباعة و�أجهزة الجمع وماكينات الت�صوير والتجليد‬
‫ويتواله المهند�سون والفنيون والعمال‪.‬‬
‫ ‪ -‬ن�شاط ت�سويقي‪ :‬ويتمثل في بيع الم�ساحات الإعالنية وتوزيع ال�صحف والمجالت ويتواله خبرا في‬
‫الت�سويق والعالقات العامة‪.‬‬
‫ ‪ -‬ن�شاط مالي و�إداري‪ :‬ويتواله المحا�سبون والإداريون‪.‬‬
‫ويتم توزيع الهيكل الإداري للم�ؤ�س�سة الإعالمية على �ضوء هذه الأن�شطة‪.‬‬
‫ويتم تق�سيم الهيكل الإداري للم�ؤ�س�سة الإعالمية �إلي ثالث فئات‪:‬‬ ‫ ‬
‫الفئة الأولى‪ :‬فئة الوظائف التخطيطية الإ�شرافية العليا وتت�ضمن‪ :‬رئي�س التحرير وكبار معاونيه (نواب‬ ‫ ‪ -‬‬
‫‪53‬‬
‫رئي�س التحرير‪ ،‬مدير التحرير‪ ،‬م�ساعدي رئي�س التحرير‪� ،‬سكرتير عام التحرير) ويت�سم عملها بالطابع‬
‫الإداري التخطيطي‪ ،‬الإ�شرافي‪ ،‬الرقابي‪.‬‬
‫الفئة الثانية‪ :‬وهي فئة الوظائف الإ�شرافية الو�سطي‪ ،‬ولها مهام تنفيذية �أي�ضا ت�شمل‪ :‬نواب مديري‬ ‫ ‪ -‬‬
‫التحرير‪ ،‬ر�ؤ�ساء الأق�سام المختلفة ‪ ،‬ويت�سم عملها بالطابع التخطيطي الإ�شرافي‪ ،‬التنفيذي والرقابي‪.‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬فئة الوظائف الإنتاجية الفنية وتت�ضمن المحررين‪ ،‬والمندوبين‪ ،‬المراجعين‪ ،‬الر�سامين‪،‬‬ ‫ ‪ -‬‬
‫الم�صورين‪� ،‬أخ�صائي المعلومات‪ ،‬المخرجين ال�صحفيين‪ ،‬المنفذين لل�صفحات على ال�شا�شة‪ ،‬المرا�سلين‬
‫المحليين والدوليين ويت�سم عملها بالطابع الإبداعي التنفيذي‪.‬‬
‫وتعتمد الم�ؤ�س�سات ال�صحفية في عملها على عدد من الإدارات‪:‬‬
‫‪� .1‬إدارة التحرير‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪� .2‬إدارة الإعالن‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪� .3‬إدارة المطابع‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪� .4‬إدارة التوزيع‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ .5‬الق�سم الإداري‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ . 1‬الق�ســم الإداري‪:‬‬
‫ينق�سم الق�سم الإداري لعدة �إدارات فرعية هي‪:‬‬ ‫ ‬
‫ �أ‪ .‬ق�سم الم�ستخدمين خا�ص بالتعيينات‪ ،‬والتعيينات في الم�ؤ�س�سات ال�صحفية يجب �أن ت�ضبطها حاجة‬
‫العمل الفعلية و�أن تبنى على التخ�ص�ص ويجب �أن ت�ضع الم�ؤ�س�سة الإعالمية �سيا�سة وا�ضحة للتعيين‪.‬‬
‫ ب‪ .‬ق�سم الح�سابات وهو الق�سم الذي يخت�ص بالجانب المالي في الم�ؤ�س�سة الإعالمية مثل المرتبات‬
‫والميزانيات وتبيان جداول المن�صرفات والوارد‪.‬‬
‫ ج‪ .‬ق�سم التدريب‪ :‬وهو الق�سم الذي توكل �إليه تنفيذ خطة التدريب بالم�ؤ�س�سة وذلك الطالع العاملين على‬
‫الم�ستجدات في مجال العمل‪ ،‬ولأن التدريب حاجة متجددة فيجب على الم�ؤ�س�سة �أن تكون لها خطة‬
‫وا�ضحة للتدريب‪.‬‬
‫‪ .2‬ق�ســم الإعــالنات‪:‬‬
‫يعتبر �أهم �أق�سام الم�ؤ�س�سة الإعالمية لأنه ي�أتي ب�أهم �إيرادات ال�صحيفة‪ ،‬وهذا الق�سم يدير الإعالنات‬
‫بطرق مختلفة‪ ،‬ف�أحيانا تتعاقد ال�صحف مع �شركة �إعالنات التي تحتكر عملية الإعالن في ال�صحيفة وتقوم‬
‫بجلب الإعالنات مقابل ن�سبة معينة من �أجر الإعالن‪ ،‬وتبلغ هذه الن�سبة ‪ %20‬من قيمة الإعالن في ال�صحافة‬
‫ال�سودانية‪ ،‬وفي �أحيانا �أخرى تزيد هذه الن�سبة لأن الوكالة تتولى عملية ت�صميم الإعالن بنف�سها‪.‬‬
‫وق�سم الإعالن في ال�صحف مرتبط ب�شكل �أ�سا�سي بق�سم التحرير حيث تكون هناك خطة م�سبقة لالتفاق‬
‫على الأماكن والم�ساحات التي يتم تخ�صي�صها للإعالنات‪.‬‬
‫وتقدر �أجور الإعالنات �إما ب�سعر ال�سطر الواحد والعمود الواحد �إذا كانت �إعالنات �إخبارية �أو بال�سنتمتر‬
‫المربع �إذا كانت الإعالنات م�صورة‪ ،‬كما �أن الإعالنات قد تكون فردية �أو بوا�سطة عقود تتناول م�ساحات معينة �أي‬
‫‪54‬‬
‫�أن المعلن قد يدفع في كل مرة ثمن الإعالن الذي يريد ن�شره كما �أنه قد يتفق على عدد الأ�سطر �أو ال�سنتمترات‪.‬‬
‫‪ .3‬ق�سم التحرير‪:‬‬
‫ينق�سم ق�سم التحرير في ال�صحافة �إلي عدة �أق�سام‪:‬‬ ‫ ‬
‫رئا�سة التحرير‪.‬‬ ‫ �أ‪ .‬‬
‫�سكرتارية التحرير‪.‬‬ ‫ ب‪ .‬‬
‫ق�سم الأخبار‪.‬‬ ‫ ج‪ .‬‬
‫ق�سم ال�سيا�سة الداخلية‪.‬‬ ‫ د‪ .‬‬
‫ق�سم ال�سيا�سة الخارجية‪.‬‬ ‫ ه‪ .‬‬
‫ق�سم الريا�ضة البدنية‪.‬‬ ‫ و‪ .‬‬
‫ق�سم ال�شئون االجتماعية‪.‬‬ ‫ ز‪ .‬‬
‫ق�سم الفنون والمنوعات والآداب‪.‬‬ ‫ ح‪ .‬‬
‫الق�سم االقت�صادي‪.‬‬ ‫ ط‪ .‬‬
‫الق�سم القانوني والحوادث (الجريمة)‪.‬‬ ‫ ي‪ .‬‬
‫ق�سم المحفوظات والأر�شيف‪.‬‬ ‫ ك‪ .‬‬
‫مهام رئي�س التحرير‪:‬‬
‫في العادة يكون لكل جريدة رئي�س تحرير واحد م�سئول لكي ي�ستطيع تن�سيق عملية التحرير في الجريدة كلها‬
‫ويتحمل الم�سئولية القانونية والأدبية‪.‬‬
‫والبد �أن تمر جميع مواد التحرير بعد الفراغ من �إعدادها في �أق�سام الجريدة المختلفة على رئي�س التحرير‬
‫لتجهيز للن�شر‪ .‬وهنالك عرف في ال�صحف �أن �سكرتير التحرير عليه �أال ي�سمح بن�شر �أي مادة �إال �إذا كان عليها‬
‫توقيع رئي�س التحرير‪ .‬ورئي�س التحرير يقع عليه �أي�ضا عبء اختيار المو�ضوعات الهامة التي تتخذ منها الجريدة‬
‫المان�شتات‪.‬‬
‫ورئي�س التحرير ب�صفة عامة هو الموجه ل�سيا�سة الجريدة وبطريقة تحريرها كما �أنه ي�ضطلع في بع�ض‬
‫الأحيان بعبء الح�صول على الأخبار ال�سيا�سية ال�ضخمة التي ي�ستطيع الو�صول �إليها بحكم مركزه وات�صاالته‬
‫برجال الحكم وال�سيا�سة‪.‬‬
‫مهام �سكرتير التحرير‪:‬‬
‫لكل �صحيفة �أي�ضا �سكرتير تحرير �أو �أكثر وهو الذي تتجمع لديه مواد التحرير ويتولى توزيعها على ال�صفحات‬
‫طبقا (للماكيت) كما يحدد �أبناط الطبع للعناوين و�صلب الخبر �أو المقال و�أحيانا تحدد فقرات خا�صة مهمة‬
‫لتكتب بنبط �أكبر و�أو�ضح من بقية الخبر للفت النظر �إليها‪ .‬كما �أنه يحدد �أحيانا مكان الخبر في ال�سطر في‬
‫ال�صفحة الواحدة‪.‬‬
‫‪ . 4‬الق�ســم الفني‪:‬‬
‫ي�شمل الق�سم الفني الخط والر�سم والت�صوير والجمع الإلكتروني بوا�سطة الحا�سوب‪ .‬والق�سم الفني‬ ‫ ‬

‫‪55‬‬
‫هو الذي ي�ضطلع بمهمة الإخراج ال�صحفي‪.‬‬
‫‪ .5‬ق�سم التوزيع‪:‬‬
‫كثيرا ما تعتمد ال�صحف مهمة التوزيع ل�شركات خا�صة بالتوزيع‪� .‬أو تن�شئ هي �شركات توزيع متفرعة عنها‬ ‫ ‬
‫تتولى توزيع الجريدة وغيرها من ال�صحف والمجالت التي تعهد �إليها بمهمة توزيعها‪.‬‬
‫وق�سم التوزيع هو الذي يقوم بتنظيم عملية التوزيع‪ ،‬وي�ضم خبرا في التوزيع والت�سويق‪ ،‬كما ي�ضم الق�سم‬
‫عددا من المفت�شين الذين يقومون بدرا�سة عملية التوزيع والأ�سواق الجديدة في الأحياء والأقاليم المختلفة‬
‫والدول الخارجية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اقت�صاديات الإعـــالم‬
‫تعتبر �صناعة الإعالم في الع�صر الحديث واحدة من �أقوى البنيات ال�صناعية التي عرفها العالم‪ .‬وم�صدر‬
‫قوتها يكمن لي�س فقط في تلك الأموال الهائلة التي ت�ستثمر فيها‪ ،‬بل �أي�ضا في هذا الت�أثير الخطير الذي تلعبه‬
‫على م�ستوى الأفراد والجماعات والحكومات والأنظمة ناهيك عن التطورات المتالحقة والتقنيات المعقدة التي‬
‫ت�شهدها اليوم والتي تزيد من فاعليتها و�شدة ت�أثيرها‪.‬‬
‫وبف�ضل هذه المتغيرات ظهر �إلي الوجود ا�صطالح جديد هو (اقت�صاديات ال�صحافة) �أو (اقت�صاديات‬
‫الإعالم) ويهتم هذا المجال في الإدارة في الم�ؤ�س�سة الإعالمية بتحقيق �أهداف هذه الو�سيلة في حيز الن�شاط‬
‫االقت�صادي الذي يهدف �إلي تلبية حاجات القراء بتقديم الخدمة ال�صحفية الجيدة وتحقيق العائد المادي دعما‬
‫ال�ستمرار الن�شاط وتدفقه‪.‬‬
‫والذي ي�ؤكد �أن الإعالم �أ�صبح �صناعة لها اقت�صادها المميز العديد من ال�شواهد مثل‪:‬‬
‫�أنها �أ�صبحت �سلعة مثلها مثل �أي �سلعة �أخرى تتوفر فيها �شروط ال�سلطة التي يطلقها االقت�صاديون‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫‪ 5Ms‬وهي المال ‪ Money‬الأيدي العاملة ‪ Man Power‬المواد الخام ‪ Material‬الآالت‬
‫‪ Machines‬الإدارة ‪.Management‬‬
‫ت�شترك �أهداف المنتج مع �أهداف �أي �سلعة �أو منتج �آخر مع الت�أكيد على الخ�صو�صية المتعلقة بم�ضمون‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫الر�سالة ال�صحفية ووظائفها تجاه الفرد والمجتمع فهناك هدف �إ�شباع الحاجة �إلي المعرفة وتحقيق‬
‫الربحية �أو العائد باعتباره مقيا�س �إنتاجية �أي �صناعة‪.‬‬
‫�إن �إدارة م�ؤ�س�سة �صحفية تعتبر ن�شاطا �إبداعيا �إداريا و�إذا نظرنا للواقع نجد �أن كثيرا من مديري‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫ال�صحف هم من المبدعين ومن منتجي الفكر‪.‬‬
‫�أن مديري و�سائل الإعالم تنطبق عليهم �صفة مديري الم�ؤ�س�سات الإعالمية الذين يتولون مهمة تهيئة‬ ‫ ‪ .4‬‬
‫البيئة الإدارية المالئمة والتي تجعل جهود الجماعة موجهة نحو تحقيق �أهداف العمل الجماعي حتى‬
‫تخرج ال�صحيفة ك�سلعة مادية �أو خدمة ملمو�سة تهدف لتحقيق الربح‪.‬‬
‫التغييرات الوا�سعة التي حدثت في طبيعة العالقات المهنية واالجتماعية بين فئات العاملين في‬ ‫ ‪ .5‬‬
‫الم�ؤ�س�سة ال�صحفية من مالك و�صحفيين و�إداريين و�أهمية �إعادة التوازن في هذه العالقة بعد دخول‬
‫عنا�صر جديدة غريبة عن الروح ال�صحفية مثل المبرمجين لأجهزة الحا�سوب والمنظمين‪.‬‬
‫تعاظم دور االقت�صاد في ال�صناعة الإعالمية مع تزايد االتجاه نحو خ�صخ�صة الن�شاط الإعالمي على‬ ‫ ‪ .6‬‬
‫الم�ستويين العالمي والمحلي‪.‬‬
‫خ�صائ�ص �صناعة ال�صحافة‪:‬‬
‫ال�صحافة �صناعة ذات طبيعة خا�صة تميزها عن ال�صناعات الأخرى بحكم تميز منتجها وتميز الم�شكالت‬
‫والتحديات التي تحيط بها كم�شروعات اقت�صادية وت�ؤثر ب�شكل �أ�سا�سي على هياكلها التمويلية‪ .‬وبما �أن المحور‬

‫‪57‬‬
‫الأ�سا�سي الذي تدور حوله الإدارة ال�صحفية هو تحقيق قيادة للم�شروع ال�صحفي من الناحيتين المالية والإدارية‬
‫�أي النهو�ض بالأعباء االقت�صادية والإدارية لهذا الم�شروع لكي تجعل المنتج الذي يقدمه وهو ال�صحيفة قابال‬
‫للتداول ويحقق عائدا‪.‬‬
‫ومن �أهم خ�صائ�ص ال�صحافة ك�صناعة‪:‬‬
‫ ‪� .1‬أنها منتج ي�صاب بالبوار ال�سريع‪.‬‬
‫ ‪� .2‬أن عامل الوقت يلعب �أهمية كبيرة في هذه ال�صناعة‪.‬‬
‫ ‪� .3‬أنها �صناعة محفوفة بالعديد من المخاطر مثل الرقابة والإيقاف‪.‬‬
‫ ‪� .4‬ضخامة اال�ستثمارات المطلوبة لقيام �صناعة �صحفية وا�ستمرارها‪.‬‬
‫ ‪ .5‬جمهورها متباين ويتفاوت ما بين القراء والمعلنين‪.‬‬
‫ ‪� .6‬أنها �صناعة ذات ر�سالة وم�سئولية ثقافية واجتماعية تجاه القارئ والمجتمع‪.‬‬
‫م�صادر تمويل الم�ؤ�س�سة ال�صحفية‬
‫تعتمد الجريدة في �إيراداتها على عدد من الم�صادر منها‪:‬‬
‫�أوال ‪ :‬التوزيع‪:‬‬
‫التوزيع هو عملية ت�سويق لل�صحيفة كمنتج يهدف تو�صيلها يهدف للقارئ وذلك بعدد من الطرق والأ�ساليب‬
‫التي ت�سهل عملية تو�صيلها للقارئ عبر منافذ التوزيع‪.‬‬
‫ويتم ذلك اعتمادا على عدد من الدرا�سات الم�سبقة عن الجمهور وظروف ال�سوق والمناف�سة مع ر�سائل‬
‫الإعالم الأخرى‪ .‬والتوزيع الناجح هو التوزيع الذي يراعي ظروف و�صول ال�صحيفة في الوقت المنا�سب والكمية‬
‫المنا�سبة مع مراعاة ظروف الطباعة وتوفر الورق والعر�ض الجيد لل�صحيفة عند منافذ التوزيع‪.‬‬
‫وتوكل مهمة التوزيع في ال�صحيفة لإدارة التوزيع التي تطلع بالمهام التالية‪:‬‬ ‫ ‬
‫الم�ساهمة في تحديد الكميات المالئمة لحاجة ال�سوق وتقييمها بحيث تفي بحاجة كل منطقة‪.‬‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫تقديم وعر�ض ال�صحيفة في ال�سوق في �أ�سرع وقت والمناداة عليها لإيقاظ الرغبة في نف�س القارئ‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫ب�شرائها‪.‬‬
‫مراقبة الأ�سواق للت�أكد من �أن البائعين يعر�ضون ال�صحيفة بال�شكل المطلوب ويبيعونها بال�سعر‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫المحدد‪.‬‬
‫العمل على تح�صيل قيمة المبيع ب�أ�سرع ما يمكن‪.‬‬ ‫‪. 4‬‬ ‫ ‬
‫ا�سترداد المرتجع في المواعيد المحددة‪.‬‬ ‫‪ .5‬‬ ‫ ‬
‫اقتراح �أ�ساليب جديدة لزيادة توزيع ال�صحيفة‪.‬‬ ‫‪ .6‬‬ ‫ ‬
‫توفير بيانات التوزيع لمجل�س الإدارة للم�ساعدة في اتخاذ القرارات‪.‬‬ ‫‪ .7‬‬ ‫ ‬
‫وهناك عدد من الأ�ساليب التي تتبعها ال�صحف لزيادة التوزيع‪:‬‬
‫ ‪ .1‬تجويد عمليات التحرير والإنتاج والإخراج حتى ت�صبح ال�صحيفة �سلعة جيدة‪ ،‬وتبتدع ال�صحف العديد‬
‫من الأ�ساليب لتجويد عمليات التحرير مثل ا�ستكتاب الكتاب والإعالن عن ذلك ون�شر الق�ص�ص‬
‫‪58‬‬
‫المت�سل�سلة وذلك لربط القارئ بال�صحيفة و�إجراء الم�سابقات و�إ�صدار المالحق والأعداد الخا�صة‪.‬‬
‫وقد �أثبتت درا�سة �أجراها الدكتور الح�سيني الديب �أن مباريات الدوري العام وتغطيتها ون�شر المذكرات‬
‫والم�سابقات التي تجرى في �شهر رم�ضان وتغطية الأحداث الهامة كلها عوامل تزيد من عمليات‬
‫التوزيع‪.‬‬
‫�إ�صدار �أعداد ممتازة من ال�صحيفة‪ :‬تنتهز بع�ض ال�صحف المنا�سبات مثل عطلة نهاية الأ�سبوع والإجازات‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫والأعياد القومية لإ�صدار �أعداد ممتازة تتميز بمحتوياتها وملحقاتها و�إخراجها‪.‬‬
‫العر�ض الجيد‪ :‬ال�صحيفة �سلعة وهي كما �أ�سلفنا �سلعة �سريعة البوار لذا يجب �أن نقدمها ب�شكل يجعل‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫قراءتها �أمرا جاذبا والفتا‪ .‬وتتعمد بع�ض ال�صحف �أن يكون لديها موزعين بزي مميز ويقفون في مواقع‬
‫متميزة مثل �إ�شارات المرور ومحطات الموا�صالت العامة ودور الريا�ضة وال�سينما‪.‬‬
‫التجديد‪ :‬ونعني التجديد للأبواب الثابتة في ال�صحيفة والمادة التحريرية وذلك لتفادي الملل الناتج‬ ‫ ‪ .4‬‬
‫من رتابة المادة ال�صحفية ولك�سر النمطية في ال�صورة التي تعود القارئ �أن يرى ال�صحيفة عليها‪.‬‬
‫و�سائل الموا�صالت‪ :‬ت�ؤثر توفر موا�صالت جيدة على عمليات التوزيع ومن الأف�ضل �أن تكون لل�صحيفة‬ ‫ ‪ .5‬‬
‫�أو �شركة التوزيع و�سائل موا�صالتها الخا�صة و�إال فعليها اختيار �أكثر و�سائل الموا�صالت‪ .‬فاعلية بمهمة‬
‫توزيع ال�صحيفة‪.‬‬
‫الم�سابقات‪ :‬وهي من الو�سائل الحديثة التي �أثبتت فاعليتها في زيادة التوزيع هي طرح الم�سابقة‬ ‫ ‪ .6‬‬
‫ويطلب من الم�شترك �أن يرفقها بكوبون وتتعمد ال�صحيفة �أن تكون الم�سابقة �سهلة الحل حتى ت�ضمن‬
‫ا�شتراك �أكبر عدد من القراء في الم�سابقة وخير مثال لذلك �صحيفة ال�شرق الأو�سط ومجلة العربي‪.‬‬
‫اال�شتراكات المخف�ضة وتقديم هدايا من المطبوعات‪.‬‬ ‫ ‪ .7‬‬
‫�أما العوامل التي تقلل من عمليات التوزيع فتتمثل في‪:‬‬
‫‪ .1‬الأزمات االقت�صادية وما ينتج عنها من حاالت الركود في ال�سوق‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ .2‬هدوء الأحوال ال�سيا�سية في الداخل والخارج حيث ثبت �أن التوزيع يزداد مع ازدياد الأزمات ال�سيا�سية‬ ‫ ‬
‫والكوارث والحروب والحوادث واالنتخابات‪.‬‬
‫‪ .3‬المناف�سة ال�صحفية والإعالمية حيث �أن زيادة عدد ال�صحف ي�ؤدي لإغراق ال�سوق بالعديد من‬ ‫ ‬
‫المطبوعات مما يقلل من درجة التوزيع‪.‬‬
‫‪ .4‬الم�ستوى االقت�صادي للقراء ودرجة اهتمامهم بالق�ضايا العامة‪.‬‬ ‫ ‬
‫ثانيــا‪ :‬الإعــــالن‪:‬‬
‫ت�شكل �إيرادات الإعالن �أي بيع ال�صحيفة لجزء من م�ساحتها للمعلنين مقابل �أجر المورد الثاني للإيرادات‬
‫في الم�ؤ�س�سة ال�صحفية المعا�صرة‪ ،‬وقد �أ�صبح الإعالن اليوم جزءا ال يتجز�أ من هيكل االقت�صاد القومي باعتباره‬
‫�أحد الأن�شطة الرئي�سية في ميدان ت�سويق ال�سلع والخدمات التي �أ�صبحت متوافرة بكميات ونوعيات متزايدة‬
‫ومتطورة‪ ،‬كذلك �أ�صبحنا نلم�س اتجاها مت�صاعدا للتو�سع في الإنفاق الإعالني‪ ،‬وتباع الم�ساحة الإعالنية في‬
‫ال�صحيفة عادة ب�أحد الطرق الثالثة‪:‬‬
‫بال�صفحة �أو تق�سيماتها‪.‬‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫‪59‬‬
‫بالمو�ضوع المحدد (الإذن)‪.‬‬ ‫ ‪. 2‬‬
‫بال�سطر �أو بالر�سم مع بيان عر�ض العمود‪.‬‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫ويتحكم عدد الن�سخ المطبوعة في تحديد �سعر الإعالن فكلما ازداد عدد الن�سخ المطبوعة زاد �سعر الإعالن‬
‫والعك�س �صحيح �أي�ضا‪ .‬غير �أن ثمة عوامل �أخرى تدخل في تحديد ال�سعر غير عامل التوزيع‪ ،‬فكلما ازداد عدد‬
‫مرات ن�شر الإعالن قل ال�سعر‪ .‬كما �أن موقع الإعالن في ال�صحيفة �أو المجلة �إذا كان على ال�صفحة الأولى �أو‬
‫�صفحة الغالف �أو ال�صفحة الأخيرة �أو ال�صفحات الداخلية يتحكم في �سعره ويجعله مختلفا‪.‬‬
‫وت�ستخدم ال�صحف �سعرين �أحدهما �سعر عادي بالن�سبة للإعالنات التي ترد ب�شكل عار�ض وثانيهما مخت�ص‬
‫بالن�سبة للإعالنات التي ت�أخذ �صفة الثبات‪ .‬وتعطي بع�ض ال�صحف خ�صما على كمية الإعالنات المن�شورة خالل‬
‫فترة زمنية محددة �أو للإعالنات المتكررة‪.‬‬
‫وب�شكل عام يمكننا القول �أن الإيرادات الإعالنية للم�ؤ�س�سة ال�صحفية تت�أثر بالعديد من العوامل التي تتعلق‬
‫بالمجتمع الذي ت�صدر فيه وت�ؤثر ب�شكل مبا�شر على ن�شاط ت�سويق الم�ساحات الإعالنية ومن �أمثلة ذلك‪:‬‬
‫ ‪ .1‬الحالة االقت�صادية للمجتمع من انتعا�ش وركود‪.‬‬
‫ ‪� .2‬إنتاج �سلعة جديدة والحاجة ل�ضرورة تعريف الم�ستهلك بها‪.‬‬
‫ ‪ .3‬زيادة عدد ال�سكان وانت�شار توزيعهم مما ي�ؤدي �إلي �ضرورة تعريفهم بال�سلع المنتجة‪.‬‬
‫ ‪ .4‬انت�شار الأ�سواق وبعد المنتج عن الم�ستهلك ووجود عن�صر المناف�سة‪.‬‬
‫كذلك تت�أثر قيمة الإعالن بعوامل ترتبط بال�صحيفة نف�سها‪:‬‬
‫ ‪ .1‬مدى انت�شار ال�صحيفة و�شعبيتها‪.‬‬
‫ ‪� .2‬أ�سعار بيع الم�ساحات الإعالنية بال�صحيفة‪.‬‬
‫ ‪ .3‬الم�ستوى الفني للإخراج ال�صحفي‪.‬‬
‫ ‪ .4‬الخدمات التي ت�ؤديها ال�صحيفة للمعلن‪.‬‬
‫ ‪ .5‬وقت �صدور ال�صحيفة (�صباحية �أم م�سائية)‪.‬‬
‫ ‪ .6‬دورية ال�صحيفة (يومية – �أ�سبوعية – ن�صف �شهرية)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عائدات بيع الن�سخ المرتدة‪:‬‬
‫تمثل هذه العائدات الم�صدر الثالث في قائمة م�صادر �إيرادات الم�ؤ�س�سات ال�صحفية‪.‬‬
‫ويتم بيع المرتجعات من ال�صحف في معظم الدول النامية في �أغلب الأحيان بالميزان لت�ستخدم كورق لف‪..‬‬
‫�أما في البلدان المتقدمة فتباع لإعادة ت�صنيعها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عائدات عمليات الطباعة التجارية والن�شر لح�ساب الآخرين‪:‬‬
‫هنالك �سببان رئي�سيان جعال من عمليات الطباعة التجارية لح�ساب الآخرين موردا مهما من موارد‬ ‫ ‬
‫الإيرادات للم�ؤ�س�سات ال�صحفية المعا�صرة ال�سبب الأول هو تفوق مطابع الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ووفرة �إمكانياتها‬
‫وال�سبب الثاني هو ات�ساع نطاق الأعمال الطباعية نتيجة للتطور الثقافي والإداري في العالم المتقدم والعالم‬

‫‪60‬‬
‫النامي على ال�سواء‪.‬‬
‫ولذا ف�إن معظم ال�صحف تحاول ا�ستغالل �إمكانياتها الطباعية للقيام ب�أعمال الطباعة التجارية‬ ‫ ‬
‫�سواء كانت ل�صحف �أخرى �أو مجالت �أو لكتب �أو �أي �شكل �أخرى من �أ�شكال المن�شورات وذلك لزيادة مواردها‬
‫المالية‪.‬‬
‫ويحر�ص مالك المطابع على �أال يتعار�ض ذلك الن�شاط التجاري مع ن�شاط المطبعة الأ�صلي في طباعة‬ ‫ ‬
‫�صحف الم�ؤ�س�سة �أوال‪.‬‬
‫ولهذا تعمل بع�ض الم�ؤ�س�سات بف�صل مطابعها التجارية عن المطابع التي تقوم بطباعة �صحيفتها التي‬
‫ت�صدرها‪.‬‬
‫وت�ؤكد �أحد الدرا�سات �أن الطباعة التجارية ت�شكل ن�سبة ‪. %18.7‬‬
‫خام�سا‪ :‬للأن�شطة اال�ستثمارية للم�ؤ�س�سات ال�صحفية‪:‬‬
‫ت�سعى الم�ؤ�س�سات ال�صحفية المعا�صرة �إلي ا�ستحداث موارد مالية من م�صادر جديدة ومتجددة من خالل‬
‫القيام بعدد من الأن�شطة ال�صحفية واال�ستثمارية التي تدر عائدا �أو الت�شغيل التجاري لبع�ض �إمكانياتها التقنية‪،‬‬
‫�أو ت�سويق خبراتها في مجال التخطيط و�أح�سن مثال في عالمنا العربي على فاعلية هذا المورد ما تفعله م�ؤ�س�سة‬
‫الأهرام ال�صحفية التي تملك مركزا للحا�سوب يقدم خدمات لبع�ض الم�ؤ�س�سات الحكومية‪ ،‬كذلك تمتلك بنكا‬
‫للمعلومات والأخبار ومركزا للدرا�سات اال�ستراتيجية ودارا للن�شر ودارا للتوزيع تتولى حتى توزيع �أ�شرطة الكا�سيت‬
‫والفيديو‪ ،‬كما تمتلك وكالة للإعالن‪ ،‬كما تمتلك وكالة لل�صحافة والن�شر تقدم خدماتها الإخبارية لل�صحف‬
‫والوكاالت على الم�ستوى المحلي والدولي‪.‬‬
‫�ساد�سا‪ :‬الم�ساعدات المالية الم�شروعة (الدعم الحكومي)‪:‬‬
‫تتعدد �صور م�ساعدات الدولة لل�صحافة بتعدد طبيعة العالقة المتبادلة بين الأو�ضاع القانونية لل�صحافة‬
‫ونظرة النظام ال�سيا�سي لها‪ .‬وفي هذا الإطار نجد �أن بع�ض الأنظمة التي ت�ؤمن بال�صحافة ودورها خ�صو�صا‬
‫في العالم الحر تقدم دعما لل�صحافة مثل الإعفاءات الجمركية وال�ضرائب وتخ�صي�ص الأر�ض وتخفي�ض قيمة‬
‫الكهرباء والماء وخالف ذلك‪ ،‬وي�صبح هذا الدعم م�شروعا ما لم يرتبط بتقييد حرية ال�صحافة �أو فر�ض‬
‫ال�شروط عليها‪.‬‬
‫عنا�صر تكاليف �صناعة ال�صحافة (الم�صروفات)‪:‬‬
‫يمكننا �أن نق�سم م�صروفات ال�صحيفة �إلي ثالثة �أنواع رئي�سية‪ ،‬الأول الم�صروفات �شبه الثابتة‪ ،‬والثاني‬
‫الم�صروفات المتغيرة والثالث م�صروفات اال�ستثمارات الجديدة‪.‬‬
‫�أوال‪ :‬الم�صروفات �شبه الثابتة‪:‬‬
‫وت�شمل الأجور والمرتبات وقيمة �إيجار الأماكن التي ت�شغلها ال�صحيفة �إذا كانت ال�صحيفة ال تملك دارا‬
‫خا�ص بها‪ .‬كما ت�شمل �أق�ساط الت�أمين كما �أنها ت�شمل من�صرفات التحرير والإخراج وت�سمى بتكلفة التحرير‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الم�صروفات المتغيرة‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫وت�شمل الورق والأحبار والمواد الطباعية المختلفة كما ت�شمل م�صاريف التوزيع وقيمة ال�ضرائب الم�ستحقة‬
‫وما �شبه ذلك‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اال�ستثمارات الجديدة‪:‬‬
‫وت�شمل هذه الم�صروفات م�صروفات تجديد ال�صحيفة من مباني وو�سائل حركة وماكينات و�أجهزة حا�سوب‬
‫و�أثاثات وبناء المباني الجديدة وكل ما يدخل في خطة تنمية وتطور ال�صحيفة‪.‬‬
‫وختاما �إن العالقة بين موارد ال�صحيفة وم�صروفاتها هي المعادلة التي تقوم الإدارة بحلها في كل يوم‪.‬‬
‫ويقدر نجاح الإدارة في حل هذه المعادلة التي تدخل فيها عوامل مختلفة غير الأرقام الرئي�سية في هذه المعادلة‬
‫تتعلق بتلك العوامل المختلفة وهي تتلخ�ص في �أن ال�صحيفة م�ؤ�س�سة ثقافية‪ ،‬و�أن �صناعة ال�صحافة يختلط فيها‬
‫العامل المادي بالعامل المعنوي في كل عدد‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫اقت�صاديات الإعالم (درا�سة مقارنة)‬
‫نتحدث في البداية ب�شكل تف�صيلي عن اقت�صاديات الإعالم في العالم الغربي والعالم الثالث والعالم‬
‫اال�شتراكي‪ ،‬ثم ن�ضع في نهاية ذلك جدوال يبين لنا الفرو قات بينها من خالل ملكية ال�صحف ودعم الدولة‬
‫وت�أثير الإعالن و�أهداف الإعالم‪.‬‬
‫تعك�س ال�صحافة عادة التركيبة االقت�صادية للمجتمعات المختلفة‪ .‬ولهذا ف�إن درا�سة النظام الإعالمي لأي‬
‫دولة يجب �أن ي�أخذ في االعتبار الأو�ضاع االقت�صادية في تلك الدولة‪.‬‬
‫ولقد كيفت كل دولة النظام الإعالمي فيها وفقا لفل�سفتها القومية الأ�سا�سية ووفقا لم�شاكلها الجغرافية‬
‫واالجتماعية واالقت�صادية والثقافية بحيث �أن درا�سة الأنظمة الإعالمية المقارنة يك�شف �أنماطا متعددة لم�سلكية‬
‫ال�صحافة في الدول المختلفة‪.‬‬
‫�إن الإنتاج الرئي�سي للم�ؤ�س�سات الإعالمية يكمن في ر�سائلها الإعالمية‪ ،‬ونظرا لطبيعة الر�سائل الإعالمية‬
‫وت�أثيرها على الفرد والجماعة والمجتمع ككل ف�إن الم�ؤ�س�سات الإعالمية تجد �أنواعا من القيود والكوابح وال�ضغوط‬
‫التي ت�ؤثر على ن�شاطها‪ ،‬والم�ؤ�س�سات الإعالمية هي منظمات تت�أثر بالبيئة التي تحيط بها بكل �أوجهها ال�سيا�سية‬
‫االقت�صادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫وهكذا ف�إننا نجد �أن الم�ؤ�س�سات ال�صحفية تخ�ضع – في �أحوال كثيرة – �إلي قيود‪ ،‬وكوابح‪ ،‬و�ضغوط ‪ ،‬تمار�س‬
‫عليها من قبل م�ؤ�س�سات �أخرى‪� ،‬سيا�سية كالدولة‪ ،‬واجتماعية كالمجتمع‪ ،‬واقت�صادية كال�شركات‪ ،‬ويكمن ال�سبب‬
‫في و�ضع هذه ال�ضغوط على �إدارة الم�ؤ�س�سات الإعالمي لإدراك الجهات ال�ضاغطة لأهمية الدور الذي تمار�سه‬
‫و�سائل الإعالم وت�أثيرها الخطير على المجتمع‪ ،‬ولذا ف�إن هناك محاولة دائمة لل�سيطرة على المعلومات ون�شرها‬
‫في جميع المجتمعات‪ .‬وقد تختلف درجة ال�سيطرة و�شكلها و�أ�سلوبها‪� ،‬إال �أنها تلتقي جميعا على �ضرورة و�ضع‬
‫بع�ض القيود والكوابح وممار�سة ال�ضغوط على الم�ؤ�س�سات ال�صحفية‪ .‬وتدرك دول العالم ما للإعالم من �أهمية‬
‫�سيا�سية في ت�شكيل الر�أي العام‪ ،‬واقت�صادية في تدعيم خطط التنمية والن�شيط االجتماعي‪ ،‬وثقافية من خالل‬
‫تنوير النا�س واطالعهم على �آفاق جديدة من المعرفة والثقافة‪ ،‬واجتماعية بت�أثيرها على �أ�شكال �أنماط الحياة‬
‫االجتماعية ال�سائدة‪.‬‬
‫ولذلك تكاد تلتقي معظم الدول في و�ضع قوانين للعمل الإعالمي – وخا�صة ال�صحافة – من خالل قوانين‬
‫المطبوعات واللوائح وغير مبا�شرة فهي ت�ؤثر على طبيعة الر�سالة الإعالمية كما ت�ؤثر على التوظيف وعلى عملية‬
‫الن�شر ذاتها وعلى اتخاذ القرار‪.‬‬
‫وحري بالقول هنا �أن و�سائل الإعالم الجماهيرية في كل دولة ترتبط ارتباطا وثيقا ولي�س فقط بتاريخ الدولة‬
‫وقيمتها وتنظيمها االجتماعي ولكن بم�ؤ�س�ساتها االقت�صادية �أي�ضا‪ .‬ويختلف الدور ب�شدة حول مقدار تدخل‬
‫الحكومة �أو م�ساعدتها في تقديم الدعم‪.‬‬
‫مقارنة بين اقت�صاديات الإعالم في العالم العربي والعالم الثالث والعالم اال�شتراكي وذلك من خالل ملكية‬
‫ال�صحف – دعم الدولة – ت�أثير الإعالن و�أهداف الإعالن‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫في العالم العربي‪:‬‬
‫لقد ارتبط ظهور النظام ال�سلطوي لل�صحافة بالن�ش�أة الأولى لل�صحف في نهاية القرن ال�ساد�س ع�شر وبداية‬
‫القرن ال�سابع ع�شر في �أوربا الغربية وهو يعتبر �أقدم الأنظمة ال�صحفية من الناحية التاريخية‪ ،‬وقد ظل هذا‬
‫النظام ي�سيطر على ال�صحافة في غرب �أوربا طوال قرنين كاملين‪� ،‬أي منذ ظهور ال�صحافة في نهاية القرن‬
‫ال�ساد�س ع�شر وحتى قيام الثورة الفرن�سية في نهاية القرن الثامن ع�شر‪ ،‬وال يمكن فهم طبيعة النظام ال�سلطوي‬
‫لل�صحافة بدون التعرف على طبيعة النظام ال�سيا�سي الذي كان قائما في ذلك الوقت‪ ،‬فقد عرفت �أوربا الغربية‬
‫في هذه الفترة لونا من الحكم كان مزيجا من الحكم اال�ستبدادي والحكم المطلق‪ ،‬وفي الحكم اال�ستبدادي ال‬
‫يخ�ضع الحاكم فردا كان �أو جماعة للقوانين الو�ضعية‪ ،‬وال يعرف ل�سلطاته حدا‪ ،‬فهو ي�ستعمل �سلطته كما يريد‬
‫وكيف يريد‪ ،‬و�إرادته هي القانون‪.‬‬
‫وفي الحكم المطلق تكون ال�سلطة مركزة في �شخ�ص واحد �أو هيئة واحدة‪ ،‬بدون �أن يكون بجانب هذا‬
‫ال�شخ�ص �أو هذه الهيئة �سلطة �أخرى ت�شترك معه �أو معها في الحكم‪ ،‬ولكن هذا ال�شخ�ص �أو الهيئة التي تنح�صر‬
‫فيها ال�سلطة بوا�سطة قوانين تخ�ضع لها‪ .‬وبذلك يختلف الحكم اال�ستبدادي عن الحكم المطلق �إذ �أن الحكم‬
‫اال�ستبدادي ال يخ�ضع للقوانين‪ ،‬في حين �أن الحكم المطلق له قوانين يلتزم بها‪.‬‬
‫وقد كان معظم الملكيات التي قامت في �أوربا الغربية طوال القرن ال�سابع ع�شر والقرن الثامن ع�شر موزعة‬
‫ما بين الحكم اال�ستبدادي والحكم المطلق‪ ،‬وم�ستندة في ذلك على بقايا من الفكر الإقطاعي وفل�سفات الع�صور‬
‫الو�سطى حيث �سادت فكرة الحق الإلهي للملوك‪.‬‬
‫ويقوم البناء النظري للنظام ال�سلطوي لل�صحافة على �أ�سا�س جعل ال�صحافة في خدمة ال�سلطة الحاكمة‬
‫�سواء كانت تقوم على الحكم اال�ستبدادي �أو الحكم المطلق ويمكن �إيجاز المبادئ الأ�سا�سية لهذا النظام في‬
‫الأ�س�س التالية‪:‬‬
‫�أوال‪� :‬إن ال�صحافة ملتزمة بت�أييد كل ما ي�صدر عن الحكومة �أو ما يتعلق بها‪ ،‬وهي مطالبة بالدفاع عن �سيا�ساته‪،‬‬
‫وباخت�صار هي مطالبة بالدعاية للنظام الحاكم‪.‬‬
‫ثانيا‪� :‬إن ال�سماح لأي فرد بالعمل في ال�صحافة‪� ،‬إنما هي منحة من الحاكم وامتياز يخت�ص به من ي�شاء من رعيته‪،‬‬
‫وهذا االمتياز الممنوح للفرد يترتب عليه االلتزام بت�أييد النظام الحاكم و�سيا�ساته‪ ،‬ف�إذا ما �أخل الفرد بهذا االلتزام‬
‫�سحب منه هذا االمتياز‪ ،‬فال يعود له حق بالعمل بال�صحافة‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬لي�س �ضروريا �أن تقت�صر ملكية ال�صحف على الحكام �أو الحكومة‪ ،‬فقد �سمح للأفراد بملكية ال�صحف‬
‫التي ي�صدرونها ولكن يظل قيام هذه ال�صحف وا�ستمرارها رهن برغبة ال�سلطة‪.‬‬
‫وفي مقابل �سماح الحاكم للأفراد بحق تملك ال�صحف ف�إنه �أوجد لل�سلطة الحاكمة حقوقا �أخرى ليوازن بها‬
‫هذا الحق‪ ،‬مثل الزام الفرد ب�ضرورة الح�صول على ترخي�ص حكومي ب�إ�صدار ال�صحيفة ومثل حق الحكومة في‬
‫فر�ض الرقابة على ما تن�شره ال�صحف‪ ،‬ومثل حق الحكومة في و�ضع القوانين التي تعاقب ال�صحف على خروجها‬
‫على القانون‪ ،‬ومثل حق الحكومة في فر�ض ال�ضرائب على ال�صحف للحد من نفوذها‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫رابعا‪� :‬إن درجة الحرية الم�سوح بها لل�صحف‪ ،‬يجب �أن تكون منا�سبة للحالة ال�سيا�سية التي توجد بالمجتمع‬
‫الذي ت�صدر به هذه ال�صحف‪� ،‬أما تقدير هذه الدرجة من الحريات ال�صحفية فهو متروك لل�سلطة الحاكمة‪.‬‬
‫ورغم �أن النظام ال�سلطوي لل�صحافة‪ ،‬لم يعد يتمتع اليوم ب�أي قدر من االحترام عند �شعوب الأر�ض كافة‪،‬‬
‫�إال �أننا يمكن �أن نجد نماذج له «ب�صورة معدلة» في الوقت الحا�ضر في العديد من دول العالم الثالث في �آ�سيا‬
‫و�أفريقيا و�أمريكا الالتينية‪ ،‬بل �أن عدد من دول غرب �أوربا كانت تعي�ش في ظل هذا النظام حتى �سنوات قريبة‬
‫مثل �إ�سبانيا والبرتغال‪ ،‬كذلك فقد �سبق وقدمت لنا �ألمانيا النازية و�إيطاليا الفا�شية نماذج �صارخة لتطبيق هذا‬
‫النظام في الن�صف الأول من هذا القرن‪.‬‬
‫ويمكن تو�صيف خ�صائ�ص النظام ال�صحفي في العالم الغربي في المحددات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬ملكية ال�صحف‪ :‬ال�سماح للأفراد بتملك ال�صحف �إلي جانب الحكومة �أي الأخذ ب�أ�سلوب (الملكية‬ ‫ ‬
‫المختلطة)‪.‬‬
‫‪ .2‬طرق ا�صدار ال�صحف‪ :‬ا�شتراط الح�صول على ترخي�ص من ال�سلطة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ .3‬الت�أمين المالي‪ :‬ا�شتراط دفع ت�أمين مالي قبل الإ�صدار‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ .4‬حق ممار�سة العمل ال�صحفي‪ :‬ا�شتراط ح�صول المواطن على ترخي�ص من ال�سلطة للعمل في ال�صحافة‬ ‫ ‬
‫‪� ،‬أو ا�شتراط القيد الم�سبق‪.‬‬
‫‪ .5‬الجزاءات والعقوبات ال�صحفية‪ :‬منح ال�سلطات الإدارية (ال�سلطوية) حق توقيع الجزاءات والعقوبات‬ ‫ ‬
‫على ال�صحف‪.‬‬
‫تعطيل و�إلغاء ال�صحف‪ :‬منح ال�سلطات الإدارية (ال�سلطوية) حق تعطيل ال�صحف �أو �إلغائها‪.‬‬ ‫‪. 6‬‬ ‫ ‬
‫الرقابة على ال�صحف‪ :‬لل�سلطة الحق في فر�ض الرقابة على ال�صحف‪.‬‬ ‫‪ .7‬‬ ‫ ‬
‫حق نقد رئي�س الدولة‪ :‬ال ي�سمح لل�صحف بنقد رئي�س الدولة‪.‬‬ ‫‪ .8‬‬ ‫ ‬
‫حق نقد نظام الحكم‪ :‬ال ي�سمح لل�صحف بنقد نظام الحكم‪.‬‬ ‫‪ .9‬‬ ‫ ‬
‫لقد و�ضعت البذور الأولى للنظام الليبرالي لل�صحافة في الن�صف الثاني من القرن الثامن ع�شر وبداية‬
‫القرن التا�سع ع�شر‪ ،‬وخا�صة بعد �إعالن اال�ستقالل الأمريكي بما ت�ضمنه من ت�أكيد على حرية ال�صحافة وكذلك‬
‫مبادئ حقوق الإن�سان التي �أعلنتها الثورة الفرن�سية وخا�صة مبد�أ حرية ال�صحافة‪.‬‬
‫والنظام الليبرالي لل�صحافة يرتبط بالليبرالية نف�سها كفل�سفة و�أ�سلوب حياة‪ ،‬ويق�صد بها الإ�شارة �إلي التطور‬
‫الفكري الذي حدث في القرن ال�سابع ع�شر والثامن ع�شر في غرب �أوربا‪ ،‬حيث و�ضعت الطبقة البورجوازية �أ�س�س‬
‫حقها الكامل في �إدارة الدولة بعد �أن �أزاحت من طريقها جميع الحواجز التي كانت تعوق حرية الفرد وحيث حل‬
‫مبد�أ �سيادة ال�شعب محل الحق الإلهي للملوك‪.‬‬
‫وقد ا�ستهدفت الليبرالية تقليل القيود التي ت�ضعها الدولة على الفرد �إلي �أق�صى حد‪ ،‬وح�صر دور ال�سلطة في‬
‫ثالثة �أهداف فقط هي تحقيق �أمن الفرد و�سالمته وخيره العام‪ .‬فالليبرالية ترف�ض �أي مبرر لتدخل الدولة �ش�ؤون‬
‫الأفراد حتى لو ادعت �أنها تريد بذلك تحقيق م�صلحة لهم‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫وقد كان �إيمان الفل�سفة الليبرالية بحرية الفرد هو الذي دفعها في المجال ال�سيا�سي �إلي الدعوة �إلي االنتخاب‬
‫العام وب�أن يكون البرلمان م�سئوال �أمام الناخبين‪.‬‬
‫ويقوم النظام الليبرالي لل�صحافة على المبادئ التالي ــة‪:‬‬
‫‪� .1‬أن حق الفرد في �أن يعرف‪ ،‬حق طبيعي كحقه في الماء والهواء‪ .‬ولكي يمار�س الفرد هذا الحق الطبيعي‬ ‫ ‬
‫البد لل�صحافة �أن تتمتع بحريتها كاملة دون �أية قيود ت�أتي من خارجها‪.‬‬
‫‪� .2‬أن حق الفرد في �أن يعرف ي�صبح بال معنى‪� ،‬إذا لم يكن لهذا الفرد الحق في �أن يختار ما يريد �أن يعرفه‪،‬‬ ‫ ‬
‫وهذا الحق في االختيار ال يتحقق �إال �إذا �أتيح لكل فرد �أن يعبر عما يريد‪ ،‬وبالطريقة التي يراها �سواء كان‬
‫في ذلك م�ؤيدا لل�سلطة ال�سيا�سية القائمة �أول معار�ضا لها‪.‬‬
‫‪ .3‬وات�ساقا مع حق كل فرد في �أن يعبر عما يراه‪ ،‬ورغبة في الحيلولة دون احتكار فرد �أو مجموعة �أفراد‬ ‫ ‬
‫لهذا الحق‪ ،‬ي�ؤكد النظام الليبرالي لل�صحافة على حق �أي فرد (�أو �أي جماعة) في �أن ي�صدر ما ي�شاء‬
‫من ال�صحف ما دام قادرا على ذلك ودونما حاجة �إلي ربط هذا الحق بت�صريح من ال�سلطة الحاكمة‪.‬‬
‫‪� .4‬إن حق الفرد (�أو الجماعة) في التعبير عن ر�أيه عن طريق �إ�صدار ال�صحف �أو الكتابة فيها‪ ،‬ال يمكن �أن‬ ‫ ‬
‫يتحقق �إذا فر�ض على ال�صحف �أي لون من �ألوان الرقابة‪� ،‬سواء كان منها �سابقا على الن�شر �أو الحقا‬
‫له‪ ،‬و�أن �أي تجاوز تقع فيه ال�صحيفة �أو ال�صحف هو �ش�أن الق�ضاء وحده‪.‬‬
‫ولقد حدثت �إ�ضافات هامة �إلي النظام ال�صحفي الليبرالي بفعل التطورات الهامة التي كثير حدثت في‬
‫المجتمعات الليبرالية في الن�صف الأول من القرن الع�شرين �سواء في الواليات المتحدة الأمريكية �أو في غرب‬
‫�أوربا‪.‬‬
‫ففي الواليات المتحدة نمت ال�صناعة في هذه الفترة وزادت حدة المناف�سة وهد ذلك كثير من الأحيان‬
‫�سالمة البناء االقت�صادي للمجتمع كله‪ ،‬وقد دفع الخطر �إلي اتخاذ مجموعة من الإجراءات والت�شريعات التي‬
‫ت�سمح بتداخل الدولة في االقت�صاد الر�أ�سمالي‪ ،‬بحيث ات�سع المفهوم الليبرالي المعا�صر لي�شمل الحركة التي‬
‫�أطلق عليها دولة الرفاهية �أو الخدمة العامة �أو دولة الرفاهية العامة‪ ،‬وهي حركة تدعو �إلي تدخل الدولة لتحقيق‬
‫مجموعة من الت�شريعات التي ت�ستهدف تخفيف حدة الر�أ�سمالية عن طريق تقديم بع�ض التنازالت ل�صالح الطبقة‬
‫العاملة والفقراء‪ ،‬كقوانين الت�أمين �ضد البطالة والت�أمين �ضد العجز والت�أمين ال�صحي‪ ،‬والت�أمين على الحياة‪،‬‬
‫بل �أن �أفكار مثل ال�ضرائب الت�صاعدية التي تفر�ض ل�صالح الأغلبية �صارت جزءا �أ�سا�سيا اليوم من الفكرة‬
‫الليبرالية‪ ،‬وا�صبح جوهر المبد�أ الليبرالي يقول اليوم ب�أن الملكية الخا�صة لو�سائل الإنتاج يجب �أن تبقى ولكن‬
‫البد و�أن ينظم نتاج هذه الملكية بحيث يمكن تقديم العون لمن ال تمكنهم �أجورهم من التمتع بم�ستوى معي�شي‬
‫معقول لذلك فقد �صار المثل الأعلى الليبرالي اليوم هو �إقامة دولة الرفاهية‪.‬‬
‫�أما دول غرب �أوربا فقد �شهدت هي الأخرى تطورات اجتماعية وفكرية بالغة الأهمية‪ ،‬فقد كانت غالبية‬
‫الأحزاب اال�شتراكية في هذه الدول تدين بالمارك�سية مثل الحزب اال�شتراكي الديمقراطي الألماني واالتحاد‬
‫الديمقراطي الأ�سباني والحزب اال�شتراكي الديمقراطي الدنماركي واالتحاد الديمقراطي اال�شتراكي في‬
‫بريطانيا‪ .‬ولكن �سرعان ما بد�أت هذه الأحزاب في االبتعاد تدريجيا عن المارك�سية وبالذات مع بداية هذا القرن‬
‫عندما �أدخلت تغييرات جوهرية على قوانين االنتخابات في كثير من دول غرب �أوربا جعلت من الممكن �أن‬

‫‪66‬‬
‫يح�صل اال�شتراكيون على عدد من المقاعد البرلمانية التي منحتهم قوة �سيا�سية �أخذت تنمو با�ستمرار ومكنتهم‬
‫بالتدريج من الح�صول على مكا�سب هامة لجمهور الناخبين‪ .‬وبمرور الوقت �صار من الممكن لهذه الأحزاب �أن‬
‫تح�صل على الأغلبية البرلمانية‪ ،‬بل و�أن ت�صل �إلي الحكم‪.‬‬
‫وهكذا فق �أدى التطور االجتماعي وال�سيا�سي في المجتمعات الليبرالية في غرب �أوربا خالل الن�صف الأول‬
‫من هذا القرن‪� ،‬إلي ظهور نظرية �سيا�سية جديدة هي اال�شتراكية الديمقراطية‪ ،‬وقد �أخذت هذه النظرية من‬
‫الفل�سفة الليبرالية جانبها ال�سيا�سي المتمثل في الديمقراطية بما تعنيه من حياة نيابية وحريات مدنية وفي‬
‫مقدمتها حرية ال�صحافة‪ .‬وعلى هذا الأ�سا�س ظهرت نظرية جديدة في الإعالم الليبرالي وهي ما يعرف بنظرية‬
‫الم�س�ؤولية االجتماعية وهي نظرية ترف�ض الفردية المطلقة في ليبرالية القرن التا�سع ع�شر‪ ،‬وبذلك �أ�ضيف �إلي‬
‫مبادئ النظام ال�صحفي الليبرالي المعا�صر مبد�أين جديدين وهم‪:‬‬
‫الأول – �ضرورة التزام ذاتي من جانب ال�صحافة بمجموعة من المواثيق الأخالقية التي ت�ستهدف �إقامة توازن‬
‫بين حرية الفرد من ناحية وبين م�صالح المجتمع من ناحية ثانية‪ ،‬وبمعنى �آخر البد من وجود (الحرية الم�س�ؤولية)‬
‫ويتحقق ذلك بخ�ضوع ال�صحافة لرقابة الر�أي العام في المجتمع عن طريق مواثيق ال�شرف ال�صحفية‪.‬‬
‫وقد كان من ثمرات هذا المفهوم �إن�شاء ما �سمي بمجال�س ال�صحافة في كثير من المجتمعات الأوربية‪،‬‬
‫ثم انتقلت �إلي �أنحاء متفرقة من العالم‪ ،‬ويوجد بالعالم الآن عدد كبير من مجال�س ذات تمثيل م�شترك من‬
‫�أ�صحاب ال�صحف وال�صحفيين‪ ،‬والنوع الثاني مجال�س ذات تمثيل م�شترك من �أ�صحاب ال�صحف وال�صحفيين‬
‫والجمهور‪.‬‬
‫الثاني – �أن لل�صحافة وظيفة اجتماعية هي تقديم البيانات عن الأحداث الجارية ب�صرف النظر عن نوعية‬
‫الت�أثير الذي قد تحدثه هذه البيانات على القراء‪.‬‬
‫ويمكن تو�صيف خ�صائ�ص النظام ال�صحفي الليبرالي في المحددات التالية‪:‬‬
‫ ‪ .1‬ملكية ال�صحف‪ :‬الملكية الفردية لل�صحف‪.‬‬
‫ ‪ .2‬طرق �إ�صدار ال�صحف‪� :‬إ�صدار ال�صحف غير م�شروط بترخي�ص �أو �إخطار‪.‬‬
‫ ‪ .3‬الت�أمين المادي‪ :‬ال ي�شترط دفع �أي ت�أمين مادي قبل الإ�صدار �أو بعده‪.‬‬
‫ ‪ .4‬حق ممار�سة العمل ال�صحفي‪ :‬للمواطن الحق في ممار�سة العمل ال�صحفي بغير �شروط‪.‬‬
‫ ‪ .5‬الجزاءات والعقوبات ال�صحفية‪ :‬من حق الق�ضاء وحده‪.‬‬
‫ ‪ .6‬تعطيل و�إلغاء ال�صحف‪ :‬ال حق لأي �سلطة في المجتمع ومن بينها ال�سلطة الق�ضائية تعطيل �أو �إلغاء‬
‫ال�صحف‪.‬‬
‫ ‪ .7‬الرقابة على ال�صحف‪ :‬يمنع فر�ض الرقابة على ال�صحف‪.‬‬
‫ ‪ .8‬حق نقد رئي�س الدولة‪ :‬ي�سمح لل�صحف بحق نقد رئي�س الدولة‪.‬‬
‫ ‪ .9‬حق نقد نظام الحكم‪ :‬ي�سمح لل�صحف بنقد نظام الحكم‪.‬‬
‫دعم الدولـــة‪:‬‬
‫في الواليات المتحدة الأمريكية ت�صر ال�صحافة على �أن وجودها م�ستقل عن الحكومة ولي�س حقا يمنح في‬
‫ظل التعديل الأول‪ ،‬واالمتداد الطبيعي لهذا هو �أن الحكومة لي�ست ملزمة بدعم ال�صحافة وال ينبغي عليها �أن‬

‫‪67‬‬
‫تكون لها �صحافة خا�صة بها فالأمريكيون يرون �أن م�ساعدة الحكومة لل�صحافة �إف�ساد �أكيد لها ويعتقدون �أن‬
‫ال�صحافة التي تتلقى الإعانات المالية ال يمكن �أبدا �أن تتمتع بحرية حقيقية �أو يكون لها نفوذ‪ ،‬بل �أن الحكومات‬
‫الم�ستبدة هي التي ت�ستخدم هذه المعونات لمكافاة ال�صحف التي تتفق معها‪ .‬ولكن ال يعني هذا �أبدا �أنه ال يوجد‬
‫في الواليات المتحدة ودول �أوربا امتيازات تعطي لل�صحافة‪ ،‬بل �أن هنالك الكثير من الحوافز التي تقدم على‬
‫�شكل معونات عامة وغير مبا�شرة لل�صحف �سواء من خالل �أخذ �ضرائب مخف�ضة من هذه ال�صحف‪� ،‬أو عدم‬
‫و�ضع الجمارك والقيود على حركة ا�ستيرادا وت�صدير ورق الجرائد والأحبار‪ ،‬وما �إلي ذلك‪.‬‬
‫في العالم اال�شتراكي‪:‬‬
‫يقوم المفهوم اال�شتراكي لل�صحافة على نقد المفهوم الليبرالي لل�صحافة‪ ،‬كما قام الفكر اال�شتراكي على نقد‬
‫الفكر الليبرالي‪ ،‬لذلك ينطلق المفهوم اال�شتراكي �أو المارك�سي لل�صحافة من رف�ض المفهوم الليبرالي لل�صحافة‬
‫حيث ي�ؤكد �أن حرية ال�صحافة في ظل المفهوم الليبرالي هي فقط (حرية الطبقة �أو الطبقات التي تحكم‪ ،‬وبالتالي‬
‫ال توجد حرية خال�صة �أو ديمقراطية خال�صة) وهي �أي�ضا حرية البورجوازية الذين يملكون ال�صحف‪ ،‬ولي�ست حرية‬
‫المواطنين الذين يقر�أون هذه ال�صحف‪.‬‬
‫كذلك فال�صحافة في النظام اال�شتراكي مطالبة بالربط بين م�ضمون المادة ال�صحفية وبين احتياجات‬
‫المجتمع‪ ،‬وهي �أي�ضا مطالبة بمراعاة الجدل‪ ،‬وذلك بر�صد العالقات المتغيرة بين العام والخا�ص في المادة‬
‫ال�صحفية المن�شورة‪ ،‬فالخا�ص ينبغي �أن تعطيه ال�صحافة طابعا عاما‪.‬‬
‫ويقوم النظام اال�شتراكي لل�صحافة على المبادئ التالي ــة‪:‬‬
‫ ‪� .1‬أن تكون ال�صحافة واقعية‪ ،‬بمعنى ت�صوير واقع الحياة االجتماعية دونما تدخل لت�شويه هذه ال�صورة‬
‫بالتهويل �أو التهوين‪.‬‬
‫ ‪� .2‬أن تكون ال�صحافة ملتزمة‪� ،‬أي ترتبط بق�ضايا وم�شكالت المجتمع والنظام ال�سيا�سي القائم‪،‬‬
‫وبالأيدلوجية ال�سائدة فيه و�أن تلعب دورا في التوعية بهذا النظام االجتماعي وبتلك الأيديولوجية‪.‬‬
‫ ‪� .3‬أن تكون ال�صحافة جماعية بمعنى �أال تركز على الن�شاطات الخا�صة‪ ،‬و�أن تهتم بالعمل الجماعي‪ ،‬و�أن‬
‫تحر�ص با�ستمرار على �إبراز العالقة القائمة بين الحدث والمجتمع‪.‬‬
‫ولكي تتحقق لل�صحافة في النظام المارك�سي طابع الواقعية وااللتزام والجماعية ف�إنها ترف�ض �أي‬
‫�شكل من �أ�شكال الملكية الفردية لل�صحف‪ ،‬وت�ضم بدال الملكية االجتماعية لل�صحف ممثلة في الأحزاب‬
‫واالتحادات والنقابات‪.‬‬
‫ويمكن تو�صيف خ�صائ�ص النظام ال�صحفي اال�شتراكي في المحددات التالية‪:‬‬
‫ملكية ال�صحف‪ :‬ال�سماح بالملكية العامة ومنع الملكية الخا�صة لل�صحف‪.‬‬ ‫‪. 1‬‬ ‫ ‬
‫طرق �إ�صدار ال�صحف‪ :‬ا�شتراط الح�صول على ترخي�ص من الحكومة �أو الحزب‪.‬‬ ‫‪ .2‬‬ ‫ ‬
‫الت�أمين المادي‪ :‬ال ي�شترط دفع الت�أمين المالي‪.‬‬ ‫‪ .3‬‬ ‫ ‬
‫حق ممار�سة العمل ال�صحفي‪ :‬ا�شتراط الح�صول المواطن على ترخي�ص من الحكومة �أو الحزب للعمل‬ ‫‪ .4‬‬ ‫ ‬
‫في ال�صحافة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الجزاءات والعقوبات ال�صحفية‪ :‬بع�ضها من حق ال�سلطات الإدارية والبع�ض الآخر من حق ال�سلطات‬ ‫ ‪ .5‬‬
‫الق�ضائية وحدها‪.‬‬
‫تعطيل و�إلغاء ال�صحف‪ :‬من حق الحكومة �أو الحزب تعطيل �أو �إلغاء ال�صحف‪.‬‬ ‫‪. 6‬‬ ‫ ‬
‫الرقابة على ال�صحف‪ :‬للحكومة �أو الحزب الحق في فر�ض الرقابة على ال�صحف‪.‬‬ ‫‪ .7‬‬ ‫ ‬
‫حق نقد رئي�س الدولة‪ :‬ال ي�سمح لل�صحف بنقد رئي�س الدولة‪.‬‬ ‫‪ .8‬‬ ‫ ‬
‫حق نقد نظام الحكم‪ :‬ال ي�سمح لل�صحف بنقد نظام الحكم‪.‬‬ ‫‪ .9‬‬ ‫ ‬
‫في العالم الثالث‪:‬‬
‫توجد ثالثة �أنواع من ملكية ال�صحف في دول العالم الثالث‪ ،‬يقوم النوع الأول منه على الملكية الخا�صة‬
‫لل�صحف‪� ،‬سواء اتخذت هذه الملكية �شكل ملكية الأفراد �أو ال�شركات �أو الم�ؤ�س�سات الخا�صة وهو النوع الذي ي�سود‬
‫النظام ال�صحفي الليبرالي ‪� ،‬أما النوع الثاني من ملكية ال�صحف فهو يقوم على الملكية العامة‪� ،‬سواء اتخذت‬
‫�شكل ملكية الحزب الحاكم‪ ،‬وهذا النوع من الملكية العامة لل�صحف هو الذي ي�سود النظام ال�صحفي اال�شتراكي‪.‬‬
‫�أما النوع الثالث من الملكية فهو الذي يقوم على الملكية المختلط لل�صحف ‪� ،‬أي �أنه ي�سمح بالملكية الخا�صة‬
‫لل�صحف �إلي جانب الملكية العامة‪ ،‬وهو النوع الذي ي�سود النظام ال�صحفي ال�سلطوي‪.‬‬
‫حري بالقول �أنه توجد ثالثة طرق لإ�صدار ال�صحف‪ ،‬يقوم �أولها على (الترخي�ص) �أي �ضرورة الح�صول على‬
‫ترخي�ص حكومي م�سبق بالموافقة على �إ�صدار ال�صحيفة‪� ،‬أما الطريقة الثانية ال�صدار ال�صحف‪ ،‬فهي تقوم على‬
‫(الإخطار) الم�سبق‪� ،‬أي �ضرورة �إخطار ال�سلطات الحكومية المخت�صة بالرغبة في �إ�صدار ال�صحيفة‪ ،‬مع ربط‬
‫الأخطار ب�ضرورة موافقة ال�سلطة على الإ�صدار‪ ،‬حيث ت�أخذ هذه الموافقة �شكلين‪ :‬الأول‪ ،‬ا�شتراط عدم الإ�صدار‬
‫�إال بعد موافقة ال�سلطة على هذا الإخطار‪ ،‬وهذا ال�شكل ال يختلف كثيرا عن طريقة الترخي�ص‪� .‬أما ال�شكل الثاني‬
‫فيحدد مهلة زمنية للإخطار‪ ،‬يحق لل�سلطة خاللها االعترا�ض على �إ�صدار ال�صحيفة‪� ،‬أما �إذا انق�ضت المهلة دون‬
‫اعترا�ض من ال�سلطة‪ ،‬ا�صبح من حق ال�صحيفة ال�صدور دون انتظار الموافقة‪ ،‬باعتبار �أن عدم االعترا�ض يعتبر‬
‫في حد ذاته موافقة على الإ�صدار‪.‬‬
‫وكال الطريقتان ت�سودان في كل من النظام ال�صحفي ال�سلطوي والنظام ال�صحفي اال�شتراكي‪.‬‬
‫�أما الطريقة الثالثة لإ�صدار ال�صحف ‪ ،‬فهي التي تقوم على �إطالق حرية �إ�صدار ال�صحف دون �أية �شروط‬
‫م�سبقة‪ .‬وهذه الطريقة ت�سود النظام ال�صحفي الليبرالي‪.‬‬
‫وقد تبين �أنه ال يوجد �أي نظام �صحفي في دول العالم الثالث يتبع الطريقة الثالثة في الإ�صدار‪ ،‬وهي‬
‫الطريقة التي تقوم على �إطالق حرية �إ�صدار ال�صحف بدون �شروط م�سبقة ونظام الإخطار الذي تكلمنا عنه‬
‫�سابقا‪ ،‬غير مطبق في دول العالم الثالث‪ .‬اللهم �إال من خالل نظام �صحفي عربي واحد‪ ،‬وهو النظام ال�صحفي‬
‫الم�صري الذي يقوم على مبد�أ «الإخطار» مع حفظ حق الحكومة في االعترا�ض خالل فترة زمنية يحددها‬
‫القانون ب�أربعين يوما‪ ،‬ويعتبر عدم الرد على الإخطار بمثابة عدم اعترا�ض من الحكومة على الإ�صدار‪.‬‬
‫�أما �إ�صدار ال�صحف على مبد�أ (الرخ�صة) فمطبق في الكثير من دول العالم الثالث ‪ ،‬وهو يقوم على �ضرورة‬
‫الح�صول على ترخي�ص حكومي م�سبق بالموافقة على الإ�صدار‪ .‬ويالحظ في دول العالم الثالث �أي�ضا‪� ،‬أن هذه‬
‫‪69‬‬
‫النظم ال ت�أخذ ب�أ�سلوب واحد في تحديد من له حق �إعطاء الترخي�ص‪ ،‬ففي بع�ض هذه الدول يعطي الحق لدائرة‬
‫المطبوعات والن�شر‪ .‬بينما في دول �أخرى يعطي هذا الحق مبا�شرة �إلي وزير الإعالم ‪ ،‬في حين يخول مجل�س‬
‫الوزراء في دول �أخرى مهمة �إعطاء التراخي�ص‪.‬‬
‫وقد تبين �أنه ال يوجد نظام �صحفي في دول العالم الثالث يتبنى النظام ال�صحفي الليبرالي الذي يقوم على‬
‫حرية �إ�صدار ال�صحف بدون �شروط م�سبقة‪.‬‬
‫وبذلك يت�ضح لنا �أن جميع الأنظمة في بلدان العالم الثالث تتبنى طرق الإ�صدار ال�سائدة في النظامين‬
‫ال�سلطوي واال�شتراكي‪.‬‬
‫وتكاد تلتقي معظم الدول النامية في و�ضع قوانين للعمل الإعالمي – وخا�صة ال�صحافة – من خالل قوانين المطبوعات‬
‫واللوائح المنظمة للعمل الإعالمي‪ ،‬مثل هذه القوانين ت�ؤثر على �إدارة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ت�أثيرا مبا�شرا وغير مبا�شر‪.‬‬
‫فهي ت�ؤثر على طبيعة الر�سالة الإعالمية كما ت�ؤثر على التوظيف وعلى عملية الن�شر ذاتها وعلى اتخاذ القرار‪.‬‬
‫�إن �أ�شكال ال�سيطرة على الم�ؤ�س�سات ال�صحفية تتنوع من قيود قانونية مفرو�ضة على الم�ؤ�س�سات‪� ،‬إلي كوابح‬
‫�سيا�سية �أو اقت�صادية �أو اجتماعية‪� ،‬إلي عوامل �ضابط داخلية ترتبط بطبيعة الم�ؤ�س�سة ذاتها من حيث بنيتها‬
‫التنظيمية وكوادرها‪ ،‬ون�ستطيع و�ضعها تحت مجموعة من العناوين منها حق الدولة في منح الترخي�ص و�سحبه‬
‫والإ�شراف المبا�شر والقوانين واللوائح المنظمة للإعالم وال�ضغوط االجتماعية وال�سيا�سية الخارجية وجماعات‬
‫ال�ضغط المحلية من منتديات فكرية وجماعات وتنظيمات �سيا�سية و�ضغوط من داخل الم�ؤ�س�سة الإعالمية‬
‫ذاتها‪.‬‬
‫وما يهمنا مناق�شته هنا هو ال�سيطرة االقت�صادية من خالل امتالك و�سائل الإعالم �سواء من قبل الدولة �أو‬
‫الأفراد وكذلك ت�أثير المعلن في الإدارة وكذلك حق الدولة في منح الترخي�ص و�سحبه والإ�شراف المبا�شر‪.‬‬
‫تمتلك دول العالم الثالث الحق في منح الترخي�ص و�سحبه للم�ؤ�س�سات ال�صحفية وم�ؤ�س�سات الطباعة‬
‫والن�شر‪.‬‬
‫وت�شترط هذه الدول من مالكي الم�ؤ�س�سة ال�صحفية الح�صول على ترخي�ص من وزارة الإعالم لإ�صدار مثل‬
‫هذه ال�صحيفة �أو �إن�شاء الم�ؤ�س�سة الإعالمية‪.‬‬
‫�إن الت�أثير الذي يمتلكه مالك حق الترخي�ص على �إدارة الم�ؤ�س�سة ال�صحفية‪ ،‬يكمن حقيقة في ال�ضغط الذي‬
‫يمكن �أن يمار�سه مالك حق الترخي�ص من حقه �أي�ضا في �سحب الترخي�ص‪.‬‬
‫�إن القوانين ال�سالفة الذكر دون ا�ستثناء �أعطت الحق ب�سحب الترخي�ص لمانحي الترخي�ص «ومن ثم ف�إن‬
‫كثيرا من القرارات التي تتخذها �إدارات الم�ؤ�س�سات ال�صحفية وخا�صة ما يتعلق بالن�شر تتخذ وفي �أعين �أ�صحابها‬
‫قوة �سحب الترخي�ص التي يمكن �أن تهدد الم�ؤ�س�سة‪� ..‬إن م�ؤ�س�سات �صحفية كثيرة في العالم الثالث عانت من هذه‬
‫القوة الممنوحة ب�سحب ترخي�ص الم�ؤ�س�سات ال�صحفية من قبل الدولة»‪.‬‬
‫وتقوم وزارات الإعالم �أو الجهات المخت�صة بالرقابة بمتابعة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ور�صد ما تن�شره مما‬
‫‪70‬‬
‫تعتبره على �أنه مخالفات لل�سيا�سة العامة‪ ،‬وتكون قرارات �سحب الترخي�ص بناء على درجة المخالفات من قبل‬
‫الم�ؤ�س�سة ال�صحفية‪.‬‬
‫ال�سيطرة االقت�صادية من خالل الإعالن وامتالك و�سائل الإعالم‪:‬‬
‫�إذا كان مالكو ال�صحف الأمريكية لهم ت�أثيرهم الهام على ما يقر�أه الأمريكيون بالإ�ضافة �إلي �سيطرتهم على‬
‫م�ضمون و�سائل الإعالم‪ ،‬ف�إن مالكي ال�صحف وو�سائل الإعالم في دول العالم الثالث يمتلكون نف�س الت�أثير �سواء‬
‫�أكان المالك حكوميا �أو قطاعا خا�صا‪.‬‬
‫يقرر مالك الم�ؤ�س�سة ال�صحفية �سيا�ستها و�أهدافها ويقوم بتوجيهها �سواء �أكان هو مديرها �أم ال‪.‬‬ ‫ �أ ‪.‬‬
‫يقوم مالك الم�ؤ�س�سة ال�صحفية بالإ�شراف على تعيين الموظفين وتحديد م�س�ؤولياتهم – بغ�ض النظر عن‬ ‫ ب‪ .‬‬
‫�أهليتهم لتحمل الم�س�ؤولية �أم ال‪ -‬والمقيا�س الأ�سا�سي هو الوالء ال الكفاءة‪.‬‬
‫يتدخل مالك الم�ؤ�س�سة ال�صحفية – حتى لو لم يكن هو المدير التنفيذي – ب�إ�صدار القرارات والتي‬ ‫ ج‪ .‬‬
‫قد تتعار�ض مع قرارات المدير التنفيذي للم�ؤ�س�سة ال�صحفية‪.‬‬
‫يحدد مالك الم�ؤ�س�سة ال�صحفية ميزانيتها مما ي�ؤثر على ن�شاطها وفعالية �إدارتها بوجهيها التحريري‬ ‫ د‪ .‬‬
‫�أو الإداري والميزانية والعوامل االقت�صادية الأخرى في الم�ؤ�س�سة ت�ؤثر على الم�ؤ�س�سة ت�أثيرا مبا�شرا‬
‫من خالل عدة �أوجه‪:‬‬
‫حجم الميزانية يحدد كمية الأخبار التي يمكن �أن ت�ستقبلها ال�صحيفة �أو الإذاعة‪ ،‬وذلك من خالل عدد‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫ا�شتراكاتها في وكاالت الأنباء الإخبارية �أو الم�صورة وهذا ي�ؤثر بالتالي على االختيارات المتاحة �أمام‬
‫�إدارة التحرير فيما تقدمه للجمهور‪.‬‬
‫حجم الميزانية ي�ؤثر على نوعية اختيار الكادر الم�ؤهل لقيادة الم�ؤ�س�سة‪ ،‬ف�صغر حجم الميزانية قد‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫ي�ؤدي �إلي اختيار �أنا�س ذوي كفاءات �أقل �أن مرتباتهم �أقل وهذا بدوره ينعك�س على كفاءة العمل ذاته‪.‬‬
‫حجم الميزانية ي�ؤثر ت�أثيرا طرديا مع حجم ن�شر الو�سائل الإعالمية‪ ،‬فحجم الميزانية ي�سمح بعدد �ساعات‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫بث �أكثر في الإذاعة والتلفزيون وي�سمح ب�صفحات �أكثر في الجرائد والمجالت‪.‬‬
‫وي�ؤثر الإعالن بدوره على العملية الإدارية في الم�ؤ�س�سات ال�صحفية بوجهيها �إدارة التحرير والإدارة‬
‫التنظيمية “�إدارة الأعمال”‪.‬‬
‫والإعالن في الإذاعة المرئية والم�سموعة في دول العالم الثالث ب�شكل عام ال ي�شكل �إال عائدا قليال من‬
‫البنية المالية للم�ؤ�س�سات الإذاعية‪ ،‬ومن ثم ف�إن ت�أثير المعلن عليها ال يكاد يذكر‪ ،‬ولكن لو انتقلنا �إلي ال�صحافة‬
‫المملوكة من قبل الأفراد‪ ،‬ف�إن الإعالن الذي ي�شكل جزءا �أ�سا�سيا من عوائد ال�صحيفة يمكن �أن ي�ؤثر ت�أثيرا‬
‫مبا�شرا على �إدارة التحرير وعلى ميزانية ال�صحيفة التي ت�ؤثر بدورها على الإدارة التنظيمية‪.‬‬
‫�صناعة ال�صحافة في ع�صر المعلومات‬
‫يو�صف الع�صر الذي يمر العالم به الآن ب�أنه ع�صر �أو مجتمع المعلومات ‪� Information Society‬أو‬
‫مجتمع ما بعد ال�صناعة ‪ ،Post Industrial Society‬ويتمادي البع�ض في تقدير التطورات التكنولوجية التي‬
‫تحدث في العالم الآن خا�صة في مجال تكنولوجيات االت�صال والمعلومات بحيث ي�صف الع�صر الحالي نهاية‬

‫‪71‬‬
‫الت�سعينات بمجتمع ما بعد المعلومات ‪.Post Industrial Society‬‬
‫فقد تطور المجتمع في موارده ونظرته �إلى احتياجاته وترتيب �أولوياته ففي البداية كان الطعام �أو الغذاء‬
‫هو المورد الأكثر �أهمية باعتباره العن�صر الأ�سا�سي للبقاء ومع نمو الح�ضارة الإن�سانية وتطورها‪ ،‬ظهرت �أهمية‬
‫الطاقة وازدادت تلك الأهمية باعتبارها القوة المحركة لالقت�صاد الزراعي وال�صناعي لكل المجتمعات حيث‬
‫�أ�صبح الموردان الأ�سا�سيان للمجتمع هما الغذاء والطاقة‪.‬‬
‫ومع اقتراب القرن الحادي والع�شرين نلحظ موردا ثالثا يقترب من هذين الموردين المهمين هو مورد‬
‫المعلومات والتحدي القادم �أمام المجتمع الإن�ساني هو كيفية �إدارة الثالثة ب�شكل فعال لكي نمنع دمار‬
‫الإن�سانية‪.‬‬
‫فمعظم دول العالم تواجه تحديات خطيرة وملحة في توفير الموردين الأ�سا�سيين وهما الغذاء والطاقة‪ ،‬فنحن‬
‫ن�سمع عن �أزمة الغذاء و�أزمة الطاقة وال�سبب �إنهما يعانيان من زيادة الطلب ونق�ص العر�ض �أو محدوديته �أو قلته وان‬
‫ا�ستهالكهما يق�ضى عليهما ويجعل �شعوب العالم في حاجة �إلى ا�ستحداث موارد جديدة للغذاء والطاقة �إ�ضافة لما‬
‫�سبق يعاني العالم من �سوء توزيع الغذاء والطاقة‪.‬‬
‫بينما المعلومات كمورد ال تعاني من نق�ص في العر�ض على الرغم من وجود فجوات �ضخمة في معرفتنا علينا‬
‫مل�ؤها من خالل البحث عن المعلومات �إال �إن الفجوة الأ�ضخم هي التي توجد بين المعلومات التي قد نعملها فعليا‬
‫وبين ما ينبغي ان يوظف منها‪ ،‬وما يو�ضع لال�ستعمال كما �إننا نجد �إن المعلومات كمورد تتميز ‪-‬بعك�س الغذاء‬
‫والطاقة‪ -‬ب�أنها ال تفنى باال�ستعمال �أو تف�سد �أو تختفي �إذن فال معنى للحديث عن فائ�ض في المعلومات كما هو‬
‫الحال بالن�سبة للغذاء‪� ،‬أو الطاقة فهي –مثال‪ -‬يعك�س الغذاء كلما ح�صلنا على الكثير منها كلما رغبنا فيها �أكثر‬
‫وزاد احتياجنا �إليها‪ ،‬وكان الأمر �أكثر �سهولة في الح�صول عليها وكلما تطورت تكنولوجيات المعلومات واالت�صال‬
‫�أ�صبح الح�صول عليها وتخذينها ومعالجتها وا�سترجاعها �أ�سهل و�أي�سر‪.‬‬
‫وقد لعبت المعلومات من خالل تكنولوجياتها و�أ�ساليب نقلها المختلفة �أدوارا مهمة في مجتمعات المعلومات‬
‫في اليابان وغرب �أوربا والواليات المتحدة الأمريكية‪ ،‬بحيث غيرت من �شكل هذه المجتمعات و�أثرت على كل‬
‫مناحي الحياة فيها‪ ،‬حيث نجد مجموعة من الظواهر وال�سمات والآثار التي تراوحت بين التغييرات الجذرية‬
‫والآثار الب�سيطة التي تركت �آثارها على كل جوانب المجتمع االقت�صادية وال�سيا�سية واالجتماعية والنف�سية‬
‫والتكنولوجية‪.‬‬
‫�إن مجتمع المعلومات هو مجتمع يعتمد في الأ�سا�س على �إنتاج وا�ستهالك المعلومة‪ ،‬والتي بدونها يفقد المجتمع‬
‫حركته الن�شطة وتناغمه المرغوب‪ ،‬فالمعلومة باعتبارها معرفة �أ�صبحت محورا �أ�سا�سيا تدور حوله كل �أفعال و�أن�شطة‬
‫المجتمع المعلوماتي وعندما نحاول ر�سم �صورة متكاملة لمجتمع المعلومات‪ ،‬ف�إن �أول خط في تلك ال�صورة هو‬
‫التكنولوجيا و�أدواتها الفاعلة‪ ،‬ومن المفيد �أي�ضا �إن ن�ضع في اعتبارنا �إن المجتمعات ال�صناعية في العالم المتقدم هي‬
‫من يمار�س ح�ضوره االجتماعي معلوماتيا‪.‬‬
‫ويت�سم ع�صر او مجتمع المعلومات بعدة �سمات يجملها الدكتور على �ألم�سلمي في الأمور التالية‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫‪� -‬إن القوة الدافعة والمحركة الأ�سا�سية في مجتمع ع�صر المعلومات ولي�س �إنتاج ال�سلع المادية‪.‬‬
‫‪� -‬إن تكنولوجيا الحا�سب هي الأ�سا�س في ع�صر المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬التزايد في القوة الإنتاجية لمعلومات من خالل الإنتاج الكبير او الجماهيري للمعلومات ولمعرفة‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫‪� -‬إن البنية التحتية لمجتمع المعلومات هي عدة �شبكات من مرافق المعلومات وقاعد وبنوك البيانات‬
‫(المعلومات)‪ ،‬و�ستحل البنية التحتية محل الم�صانع باعتبارها ركيزة لمجتمع (التحول من ال�صناعة �إلى‬
‫المعلومات)‪.‬‬
‫‪� -‬إن ال�سوق الأهم هو �سوق المعرفة ‪ Knowledge Market‬وان �أ�سا�س تقدم �سوق المعلومات هو‬
‫توفير �أ�ساليب حل الم�شكالت‪.‬‬
‫‪� -‬إن عماد المجتمع هو ال�صناعات المعتمدة على والمرتبطة بالمعلومات ‪Information Related‬‬
‫‪.Industries‬‬
‫‪� -‬إن مركز الثقل االجتماعي �سيكون للعاملين في حقول المعلومات والمعرفة ‪Knowledge Workers‬‬
‫و�سيكون التعليم والح�صول على المعرفة هو �أ�سا�س التقدم االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬الن�سبة الغالبة من القوة العاملة في المجتمع تعمل في �صناعات المعلومات وما يت�صل بها من ذهنية‬
‫وخدمات مرتبطة بالمعلومات وم�ؤ�س�سة عليها‪.‬‬
‫وبينما يقوم مجتمع ال�صناعة على التخ�ص�ص وتق�سيم العمل‪ ،‬ف�إن مجتمع المعلومات يعتمد على التكامل‬
‫والتجميع‪ ،‬والمعلومات �سيزداد ويتراكم �إنتاجها من مختلف مرافق المعلومات �إ�ضافة �إلى الإنتاج الذاتي‬
‫للمعلومات بوا�سطة الم�ستخدمين لها‪.‬‬
‫وا�ستنادا �إلى عدة درا�سات حول مجتمع المعلومات قام بها باحثون �أمريكيون ويابانيون �أوروبيون وا�ستخل�ص‬
‫وليام مارتن خم�سة معايير يلخ�صها الدكتور نبيل على في‪:‬‬
‫المعيار التكنولوجي‪ :‬ت�صبح تكنولوجيا المعلومات م�صدر القوة الأ�سا�سية ويحدث انت�شار وا�سع لتطبيقات‬
‫المعلومات في المكاتب والم�صانع والتعليم والمنزل‪.‬‬
‫المعيار االجتماعي‪ :‬يت�أكد دور المعلومات كو�سيلة لالرتقاء بم�ستوى المعي�شة وينت�شر الوعي بالكمبيوتر‬
‫والمعلومات ويتاح لعامة والخا�صة معلومات على م�ستوى عال من الجودة‪.‬‬
‫المعيار االقت�صادي‪ :‬تبرز كعامل اقت�صادي �أ�سا�سي �سواء كمورد اقت�صادي او كخدمة او �سلعة وكم�صدر‬
‫للقيمة الم�ضافة وكم�صدر لخلق فر�ص جديدة للعمالة‪.‬‬
‫المعيار ال�سيا�سي‪ :‬ت�ؤدي حرية المعلومات �إلى تطوير وبلورة العملية ال�سيا�سية وذلك من خالل م�شاركة اكبر‬
‫من قبل الجماهير وزيادة معدل �إجماع الر�أي ‪.Consensus‬‬
‫المعيار الثقافي‪ :‬االعتراف بالقيم الثقافية للمعلومات (كاحترام الملكية الفكرية والحر�ص على حرمة‬
‫البيانات ال�شخ�صية وال�صدق الإعالمي والأمانة العلمية) وذلك من خالل ترويج هذه القيم من اجل ال�صالح‬
‫القومي و�صالح الأفراد على حد ال�سواء‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫وفي الإطار ال�سابق‪ -‬الثورة التكنولوجية المعا�صرة ومجتمع المعلومات نجد تكنولوجيا المعلومات واالت�صال‬
‫قد نمت وتطورت وتمكنت من الم�ساهمة في تطوير الح�ضارة الإن�سانية ورقي الجن�س الب�شري وبوجه خا�ص ومنذ‬
‫منت�صف الثمانينات حيث نجد �إن العالم يمر بمرحلة تكنولوجية ات�صالية جديدة تكاد التطورات التي تحدث‬
‫بها �إن تعادل كل ما �سبق من تطورات في المراحل ال�سابقة وذلك ب�سبب االت�ساع الرهيب لتوظيف تكنولوجيات‬
‫االت�صال والمعلومات الذي ي�شمل تطبيق تلك التكنولوجيا في المنزل والمكتب ومعظم الم�ؤ�س�سات الجماهيرية‬
‫بدءا من الو�سائل التقليدية كالجرائد والمجالت والراديو والتلفزيون والفيديو وو�صوال �إلى الحا�سبات االلكترونية‬
‫والألياف الب�صرية والدوائر المتفاعلة والذكاء اال�صطناعي والإن�سان الآلي‪.‬‬
‫ولهذه التكنولوجيات �آثار مت�سعة على عاداتنا االت�صالية المختلفة وحياتنا اليومية واقت�صاديات مجتمعاتنا‪،‬‬
‫حيث يكاد يتغير �شكل و�أ�سلوب عمل و�سائل االت�صال �إ�ضافة �إلى ظهور و�سائل جديدة كان لها �أثارها االت�صالية‬
‫والمجتمعية‪.‬‬
‫�سمات �صحافة المعلومات‪:‬‬
‫ما هي �سمات �صحافة المعلومات؟ وكيف تدخلها؟‬
‫�إن التحليل المتعمق لما يحدث في �صناعة ال�صحافة في بع�ض دول العالم المتقدم يحدد لنا الخ�صائ�ص‬
‫وال�سمات التالية ل�صناعة ال�صحافة في ع�صر المعلومات‪.‬‬
‫�أوال‪ :‬الحو�سبة ‪ Computerization‬الكاملة للعملية ال�صحفية‪:‬‬
‫فهناك ا�ستعمال مت�سع لح�سابات االلكترونية �إلى الدرجة التي جعلت البع�ض يطلق على �صحافة الت�سعينيات‬
‫ال�صحافة االلكترونية‪ Electronic Journalism‬او ال�صحافة الم�ستعينة بالحا�سبات االلكترونية ‪Computer‬‬
‫‪ :Assisted Journalism‬فقد دخلت الحا�سبات االلكترونية متزاوجة مع تكنولوجيا االت�صاالت المتمثلة في‬
‫التلك�س والفاك�سميل والأقمار ال�صناعية كل مراحل العمل ال�صحفي بحيث �أ�صبح ال�صحفي يعتمد عليها في‬
‫عمليات جمع المعلومات من الميدان وا�ستكمالها وتو�صيلها �إلى مقر ال�صحيفة‪ ،‬وفي �صفها و�إخراجها وفي تجهيز‬
‫ال�صفحات لقد تحول المحرر ال�صحفي �إلى معالج لمعلومات عبر الو�سائل االلكترونية كما �أ�صبحت ال�صحف تنتج‬
‫الآن ليتم قراءتها على �شا�شات الحا�سبات االلكترونية المرتبطة ب�شبكات المعلومات وقواعد البيانات‪.‬‬
‫و�سهل ذلك العملية ال�صحفية و�سرعها‪ ،‬فال�صحفي ي�ستطيع الآن من خالل الحا�سب االلكتروني المحمول‬
‫�إن يكتب المو�ضوع ال�صحفي في �أي مكان داخل البلد الذي ت�صدر منه ال�صحيفة او خارجها وير�سله �إلى مقر‬
‫ال�صحيفة من خالل اقرب خط تليفون‪ ،‬وكذلك بالن�سبة ل�صور التي يمكن الآن بف�ضل تكنولوجيا الت�صوير الرقمية‬
‫�إن تلتقط وتر�سل مبا�شرة عبر الحا�سبات االلكترونية من خالل خط تليفون مزود بمودم او تلتقط بوا�سطة كاميرا‬
‫الفيديو او ت�ؤخذ من التلفزيون وتنقل �إلى الحا�سب االلكتروني لكي تدمج بالن�ص‪.‬‬
‫كما �ساعدت الحا�سبات االلكترونية عملية التحرير ال�صحفي وطورتها في عملية المعلومات وتحليلها‬
‫وتف�سيرها وفي ا�ستنباط و�سائل و�أ�شكال تحريرية جديدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االهتمام بالتف�سير والتحليل‪:‬‬
‫ففي ظل مناف�سة القنوات الف�ضائية التلفزيونية �إ�ضافة �إلى ال�شبكات الإذاعية لم يعد الح�صول على الخبر‬
‫‪74‬‬
‫هو الهدف الأول ل�صحيفة بل الو�صول �إلى الخلفيات والتفا�صيل والأ�سباب التي يمكن من خاللها فهم الخبر‬
‫وا�ستيعابه وو�ضعه في �إطاره اال�شمل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬العمق المعلوماتي‪:‬‬
‫وت�أ�سي�سا على ما �سبق �أ�صبح هناك اهتمام �أكثر بعن�صر المعلومات في العمل ال�صحفي و�ضرورة وجود‬
‫خلفيات وتفا�صيل لكل مو�ضوع �صحفي �سواء كان �إخباريا‪ ،‬او تف�سيريا‪ ،‬او ا�ستق�صائيا‪ ،‬او كان مقال ر�أي ولم يعد‬
‫هناك مكان في �صحافة ع�صر المعلومات للتحرير ال�صحفي الت�أملي او االنطباعي المعتمد على الر�أي ال�شخ�صي‬
‫او الر�ؤية غير الم�ستندة �إلى ما يدعمها من المعلومات‪ ،‬وذلك ب�سبب االنفجار ال�ضخم في المعلومات الذي ي�شهده‬
‫العالم وما يتعر�ض القارئ له يوميا و�ساعد على ذلك تطوير �أق�سام المعلومات بال�صحف وتحويلها �إلى بنوك‬
‫معلومات مرتبطة ب�شبكات وبنوك المعلومات المحلية والدولية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الميل للتخ�ص�ص‪:‬‬
‫ونتيجة الزدهار �صناعة ال�صحافة وتعدد قنواتها وتنوع �أ�شكالها وم�ضامينها �أ�صبح احد البدائل الرئي�سية‬
‫�أمام ال�صحافة هو البحث عن جمهور �أكثر تحديدا‪ ،‬ي�سعى �إلى م�ضمون معين ير�ضى اهتماماته فظهرت الجرائد‬
‫والمجالت المتخ�ص�صة التي تغطي الآن كل االهتمامات الإن�سانية بدء�أ من االقت�صاد وال�سيا�سة و�شئون الطهي‬
‫حتى الكلمات المتقاطعة والجولف �أما الجرائد فقد زادت م�ساحة المواد المتخ�ص�صة بها وتنوعت �أ�شكالها ما بين‬
‫الركن المتخ�ص�ص وال�صفحة المتخ�ص�صة والق�سم المتخ�ص�ص والملحق المتخ�ص�ص الذي قد يتطور في�صدر‬
‫في �شكل جريدة م�ستقلة متخ�ص�صة اقت�صادية او ريا�ضية او غير ذلك من االهتمامات الإن�سانية او تف�ضيالت‬
‫القراء‪.‬‬
‫خام�سا‪ :‬الميل للإقليمية‪:‬‬
‫نتيجة لمناف�سة ال�شديدة للتلفزيون �سعت الجرائد �أو المجالت �إلى مزيد من تحديد الجمهور الم�ستهدف‬
‫فاتجهت �إلى �إ�صدار الطبعات الإقليمية �أو المحلية من �صحفها ذات الطابع القومي م�ستفيدة في ذلك من تطور‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالت�صال وموفرة نفقات النقل وال�شحن بال�سيارات �أو القطارات �أو الطائرات‪.‬‬
‫�ساد�سا‪ :‬الميل للدولية‪:‬‬
‫و�صاحب الميل للإقليمية �أي�ضا االنت�شار الدولي بطبع الجريدة في �أكثر من بلد في �أكثر من قارة في الوقت‬
‫نف�سه من خالل �إ�صدار الطبعات الدولية والإقليمية خا�صة بالن�سبة ل�صحف ذات الطابع الدولي او الإقليمي في‬
‫التغطية خا�صة �صحف ال�صفوة ذات الإمكانات االقت�صادية والتكنولوجية العالية‪.‬‬
‫�سابعا‪ :‬المحرر الم�ؤهل للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة‪:‬‬
‫حيث يتطلب التطور التكنولوجي في عملية �إ�صدار ال�صحف والتطور في �أ�سلوب التغطية ال�صحفية والتحرير‬
‫والإخراج توافر المحرر ال�صحفي والمخرج الم�ؤهل للتعامل مع هذه التكنولوجيا‪ ،‬ومن خالل الأ�ساليب التحريرية‬
‫والإخراجية المتطورة ف�أ�صبح المحرر ال�صحفي مطالبا با�ستيعاب �أ�ساليب ا�ستخدام الحا�سبات االلكترونية بكل‬
‫تجهيزاتها وبرامجها الموظفة في العمل ال�صحفي وكذلك �أجهزة الفاك�سميلي وكاميرات الت�صوير الرقمية‬
‫و�أ�ساليب الإر�سال واال�ستقبال للمواد ال�صحفية وللمعلومات من وكاالت الإنباء والخدمات ال�صحفية المختلفة‬

‫‪75‬‬
‫وبنوك المعلومات و�شبكاتها المختلفة‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬المعالجة ال�صحفية العلمية لبع�ض الق�ضايا الجماهيرية‪:‬‬
‫تتجه بع�ض ال�صحف الآن �إلى معالجة بع�ض المواد ال�صحفية من خالل توظيف بع�ض �أدوات البحث العلمي‬
‫في جمع المعلومات الخا�صة بمو�ضوع �صحفي وفي معالجتها وفي تحيلها والو�صول �إلى خال�صات منها مثل‬
‫�أداة تحليل الم�ضمون ‪ Content Analysis‬و �أداة اال�ستق�صاء ‪ Questionnaire‬والمالحظة بالم�شاركة‬
‫‪ Participant Observation‬والتجارب الميدانية ‪ Filed Experiments‬وكذلك قيا�سات الر�أي‬
‫العام ‪ Pubic Opinion‬وذلك من اجل الو�صول �إلى نتائج �أكثر دقة ومو�ضوعية ت�ستند �إلى محاكاة علمية‬
‫منهجية‪ ،‬مما يعطي الم�ضمون ال�صحفي م�صداقية اكبر ويت�ضمن ما �سبق �أي�ضا توظيف الحا�سبات االلكترونية‬
‫في ت�صنيف البيانات وتحليلها وي�صف البع�ض ذلك ب�أنه التغطية ال�صحفية الم�ستعينة بالحا�سبات االلكترونية‬
‫‪.Computer Assisted Reporting‬‬
‫تا�سعا‪ :‬الدرا�سة الم�ستمرة التجاهات القراء‪:‬‬
‫هناك اهتمام كبير بالتعرف الم�ستمر على اتجاهات القراء نحو الأداء ال�صحفي لجرائد والمجالت ومن‬
‫خالل درا�سات القراء الميدانية وكذلك من خالل تحليل م�ضمون ر�سائل القراء وعقد حلقات نقا�ش مع عينات‬
‫ممثلة لجمهور ال�صحيفة والتعرف على ا�ستخدامات القراء لل�صحف ومدى �أ�شبعها لرغباتهم وهذا‪ ،‬مفيد‬
‫تحريريا و�إعالنيا في الوقت نف�س‪.‬‬
‫عا�شرا‪ :‬الت�صحيح الذاتي ل�سلبيات ال�صحيفة‪:‬‬
‫نتيجة لتعددية والتنوع الن�سبي الذي وفرته تكنولوجيا االت�صال داخل مجتمعات المعلومات‪ ،‬و�إتاحة الح�صول‬
‫على المعلومة والتحري عن �صدقها من خالل �أكثر و�سيلة وفي ظل انهيار القدرة على التحكم في المعلومات‬
‫او حجبها‪ ،‬فما ال تن�شره جريدة ما قد تن�شره و�سيلة �أخرى وما قد ين�شر محرفا او مختلفا في و�سيلة معينة قد‬
‫ين�شر �صحيحا او يكذب و�سيلة �أخرى لذا �أ�صبح لزاما على ال�صحف تحرى الدقة والمو�ضوعية في ن�شر �أخبارها‬
‫ومو�ضوعاتها و�إذا حدث خط�أ ما ت�سارع ال�صحيفة بت�صحيحه او بن�شر الرد‪ ،‬كما تقوم بع�ض ال�صحف �إال بتعيين‬
‫بع�ض كبار محرريها المخ�ضرمين في وظيفة يطلق عليها ‪ Ombudsman‬او محكم يكون بمثابة المقوم اليومي‬
‫لأداء ال�صحيفة �إ�ضافة �إلى الأدوار التي تقوم بها المجال�س ال�صحفية التي تف�صل في الممار�سات ال�صحفية وت�صدر‬
‫�أحكامها المعنوية بالإدانة او البراءة في بع�ض الق�ضايا ال�صحفية الخالفية هذا �إلى جانب الحق القانوني التقليدي‬
‫ل�صحيفة او المحرر او القارئ في مقا�ضاة �أي �صحيفة وطلب التعوي�ض‪.‬‬
‫كان ما �سبق هو االيجابي وتبقى مجموعة �سلبيات البد من التعر�ض لها وهي النتيجة الطبيعية التي �أفرزتها‬
‫الممار�سات ال�صحفية في ع�صر المعلومات‪ ،‬ف�إ�ضافة �إلى االيجابيات ال�سابقة في �صحافة ع�صر المعلومات والتي‬
‫تبلورت مالمحها في الواليات المتحدة الأمريكية وفي فرن�سا وفي �ألمانيا الغربية وفي ال�سويد وفي اليابان نجد‬
‫بع�ض الأمور ال�سلبية التي �أفرزتها الممار�سة ال�صحفية ونحذر من االندفاع �إليها �أبرزها‪:‬‬
‫‪ .1‬الميل �إلى الإثارة في المادة ال�صحفية من اجل ك�سب القارئ الذي �أ�صبح مخدرا بالتلفزيون بقنواته‬
‫العديدة وخدماته المنوعة �إلى جانب �أ�شكال الجرائد والمجالت االلكترونية الأخرى التي ت�أتي للقارئ‬
‫على �شا�شته التلفزيونية او على �شا�شة حا�سبه االلكتروني‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ .2‬ا�ستغالل التكنولوجيا الحديثة خا�صة التكنولوجيا الرقمية في مجال الت�صوير الفوتوغرافي والإخراج‬
‫ال�صحفي في ت�شويه مالمح بع�ض ال�صور الفوتوغرافية و�إعادة بنائها من اجل تحقيق غر�ض معين قد‬
‫يكون زيادة التوزيع او انتقاد او ت�شويه �شخ�صية �سيا�سية او اقت�صادية معينة‪.‬‬
‫‪� .3‬إهمال البعد االقت�صادي او االجتماعي لتكنولوجيا االت�صالية الحديثة في مجال ال�صحافة‪ ،‬حيث ترتب‬
‫على �إدخال التكنولوجيا ل�صحفية لجديدة التي تت�سم بكثافة ر�أ�س المال وقلة العمالة واال�ستغناء من‬
‫عدد كبير من العاملين من االدارين والعمال والمحررين نتيجة لإلغاء العديد من الوظائف ودمج‬
‫البع�ض الآخر‪.‬‬
‫‪� .4‬أدت التكلفة العالية لتجهيزات التكنولوجية الحديثة �إلى جانب المناف�سة الحادة من و�سائل االت�صال‬
‫الأخرى غير المطبوعة على الجمهور وعلى المعلنين �إلى عجز عدد كبير من ال�صحف عن تطوير‬
‫نف�سها بل وحتى عن اال�ستمرار في المناف�سة بعد تطوير نف�سها‪ ،‬مما �أدى �إلى �إغالق العديد من‬
‫ال�صحف الكبرى خا�صة اليومية وبع�ض المجالت العامة الم�صورة‪،‬وا�ضطر العديد �إلى االندماج في‬
‫�إطار مجموعات �إعالمية �ضخمة ت�ضم محطات التلفزيون و�شبكات التلفزيون ال�سلكي و�أجهزة وبرامج‬
‫الحا�سبات االلكترونية مما �أدي �إلى ح�صر الملكية في مجموعات �إعالمية قليلة العدد‪ ،‬الأمر الذي قد‬
‫يعيد مرة �أخرى عملية احتكار �صناعة الإعالم في �أيدي قلة من الممولين الذين يقومون بتوجيه الراى‬
‫العام في �إطار م�صالحهم مما قد ي�شكل في الوقت نف�سه قيدا على حرية الإعالم والتعددية‪.‬‬
‫‪ .5‬الأ�ضرار ال�صحية للتكنولوجيا االت�صالية الجديدة خا�صة الحا�سبات االلكترونية حيث انت�شر بين‬
‫عدد من المحررين الذين يقومون الآن بتنفيذ معظم مراحل �إنتاج الجريدة ب�أنف�سهم على �شا�شات‬
‫الحا�سبات االلكترونية تحريرا و�إخراجا وتجهيزا مثل مر�ض ال‪ R.S.I‬الذي ي�صيب مفا�صل و�أطراف‬
‫م�ستخدمي الحا�سبات االلكترونية نتيجة لعدم مراعاة ال�شروط ال�صحية في عملية تجهيز وت�أ�سي�س‬
‫الأماكن التي يتم فيها ا�ستخدام الحا�سبات االلكترونية وتزامن ذلك مع االهتمام بدرا�سة الجوانب‬
‫ال�صحية لتكنولوجيا ال�صحافة الجديدة‪.News Media Ergonomics‬‬
‫ومن خالل ما�سبق يبقى ال�س�ؤال الأ�سا�سي والمحوري لمن فاتهم دخول �صحافة ع�صر المعلومات وهو كيف‬
‫يلحقون بها‪ ،‬او بلغة �أكثر تحديدا ما هي متطلبات التحول �إلى �صحافة ع�صر المعلومات‪.‬‬
‫الإجابة ب�سيطة و�سهلة ولكنها مكلفة ومعقدة ومركبة من عنا�صر فكرية و ب�شرية وتكنولوجية واقت�صادية‬
‫وقبل ذلك كله فهي تتطلب �إرادة التغيير �إلى الأف�ضل والمتطلبات ب�إيجاز وهي‪:‬‬
‫�أوال‪ :‬توافر التمويل الكافي القادر على مواجهة نفقات تمويل الح�صول على تجهيزات تكنولوجية ات�صالية‬
‫و�صحفية منا�سبة وكافية لإ�صدار ال�صحفية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوعي بع�صر المعلومات ومتطلباته لدى متخذ القرار ال�صحفي‬
‫ثالثا‪ :‬توافر ال�صحفي الم�ؤهل القادر على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة‬
‫رابعا‪ :‬االنفتاح ال�صحفي الم�ستمر على �صحافة العالم من خالل نظم الت�أهيل ال�صحفي المتطورة تعليميا‬
‫وتدريبا واالطالع الم�ستمر من خالل القراءة وور�ش العمل والدورات التدريبية وح�ضور الندوات والم�ؤتمرات التي‬

‫‪77‬‬
‫تعالج تطورات ال�صحافة كمهنة وك�صناعة في العالم‪.‬‬
‫خام�سا‪ :‬التعرف الم�ستمر على اتجاهات الجمهور من خالل بحوث االت�صال الجماهيري وتطبيقاتها في المجال‬
‫ال�صحفي‪ ،‬والتي ينبغي ان تعد ب�شكل علمي مو�ضوعي‪ -‬ال ان تتحول �إلى �أداة للدعاية والت�سويق الذي يعتمد على‬
‫ادعاء العلمية والمنهجية‪ -‬فتكون �أداة معينة لمتخذ القرار ال�صحفي وللمعلن في الوقت نف�سه‪.‬‬
‫�ساد�سا‪ :‬تن�شيط التجمعات المهنية كروابط واتحادات ونقابات وتجمعات ال�صحفيين والكتاب والنا�شرين‬
‫والطابعين و�أ�ساليب التقييم الذاتي للأداء من خالل اتحادات وجمعيات ومجال�س ال�صحافة ومعاهدها وكلياتها‬
‫الأكاديمية واالهتمام بعملية التقويم الم�ستمر لأداء ال�صحفي‪.‬‬
‫الإمتاع والترويح عن القراء بالمادة الخفيفة‪.‬‬
‫والبعد الثاني‪ :‬يتعلق بتحول ال�صحافة �إلى �صناعة لها متطلباتها و�أدواتها المكلفة وبالتالي ارتباط بقائها‬
‫بالدخل‪ ،‬وي�شمل مجموعة الأهداف الفرعية التالية‪:‬‬
‫تحقيق الربحية‪ ،‬مما ي�ضمن عائد ًا ا�ستثماري ًا على ر�أ�س المال يكفل لها اال�ستمرار في تقديم خدماتها‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫ويحقق ر�سالتها الإعالمية‪.‬‬
‫اال�ستقالل المالي بما ي�ضمن لها اال�ستقاللية التامة في خدمة ر�سالتها الإعالمية ومتابعة التطور‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫ال�سريع في تقنية ال�صحافة‪.‬‬
‫وهذا البعد ب�أهدافه الفرعية يعتمد على الإعالن الذي يمثل دخله في الغالب ‪ %60‬من دخل الم�ؤ�س�سة‬
‫ال�صحفية والذي يغطي بدوره الخ�سائر الج�سيمة التي تتعر�ض لها ب�سبب ارتفاع تكلفة التوزيع والأ�سعار‪.‬‬
‫وي�ؤكد الدكتور عبد اهلل الرفاعي ال �أن البعدين ال�سابقين يت�صفان بالتالزم والترابط‪ :‬بمعنى �أن البعد الأول‬
‫�شرط لوجود البعد الثاني‪ ،‬والثاني �شرط ال�ستمرار البعد الأول‪ ،‬ولذلك يجب �أن ي�سود الم�ؤ�س�سة نوع من التوازن‬
‫بين البعدين �أو الهدفين بحيث ال يطغى بعد على �آخر فيكون االختالل وبالتالي تدخل الم�ؤ�س�سة دائرة الخطر‪.‬‬
‫ومن الأمور الجديرة بالذكر �أن �سعى الم�ؤ�س�سة ال�صحفية �إلى الربح يجب �أال يكون على ح�ساب واجبها‬
‫تجاه مجتمعها‪ ،‬بل يجب �أن يكون عام ًال م�ساعد ًا يكفل للم�ؤ�س�سة جودة الر�سالة الإعالمية التي تقوم بها‪ ،‬لذلك‬
‫نجد من يربط بين هذه الجحودة ومدى الربح الذي يعدونه مقيا�س ًا لمدى نجاح الم�ؤ�س�سة في �أداء دورها في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫ال�صحفي‪ :‬المفهوم و�أ�ساليب الت�أهيل‪:‬‬
‫ي�شكل ال�صحفي العن�صر الأ�سا�سي في �صناعة ال�صحافة‪ ،‬فهو الم�سئول في النهاية عن جمع المعلومات‪،‬‬
‫ومراجعتها وا�ستكمالها و�صياغتها ثم اختيار ال�صالح للن�شر منها‪ ،‬ولذلك نجد �أن ر�سالة ال�صحافة �أو مهمتها‬
‫تقع على عاتق ال�صحفي ولي�س هناك مهمة ا�شق من مهمة ال�صحفي بالن�سبة لم�سئوليته وما يترتب عليهما من‬
‫واجبات وما ينبغي �أن يتمتع به كفاءات وقدرات وموهبة‪ ،‬لأن ال�صحفي يحتل مركز القيادة والتوجيه بالن�سبة‬
‫للر�أي العام‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ولذلك ينبغي �أن يكون ال�صحفي وا�سع الثقافة‪ ،‬على جانب كبير من اللباقة والذكاء ومعرفة نف�سية الجمهور‪،‬‬
‫و�إدراكه لمتطلباته‪ ،‬ف�ض ًال عن تحيله بعقيدة را�سخة‪ ،‬وقلم بليغ يفر�ض عليه مخاطبته الجمهور كل يوم ب�أ�سلوب‬
‫�سهل م�شرق‪.‬‬
‫وال�صحفي فنان موهوب بطبيعته‪ ،‬لأن من يجمع هذه ال�صفات كلها البد �أن يكون قد نالها بطريق الموهبة‬
‫والدرا�سة‪ ،‬وقد ال تنفع الدرا�سة ي خلق �صحفي ناجح كالممار�سة والموهبة‪.‬‬
‫وال�صحفي قبل كل �شيء ينبغي �أن يكون دقيق المالحظة‪ ،‬ويعرف ما يثير اهتمام الر�أي العام‪ ،‬وكيف‬
‫يقتن�ص الأخبار الهامة‪ ،‬ويك�شف عن الحقائق التي غالب ًا ما تكون م�ستورة بطبقة رقيقة‪ .‬والفرق بين ال�صحفي‬
‫والرجل العادي‪� ،‬أن الرجل العادي يمر �أحيانا بحادثه �أو ظاهرة معينة قد يجدها عادية �أو تافهة ال قيمة لها‪.‬‬
‫بينما ي�ستطيع ال�صحفي �أن يجد في هذه الحادثة �أو الظاهرة ما يلفت الأنظار ويثير االنتباه �أو يعبر عن ق�ضية‬
‫تهم الر�أي العام‪ .‬ويحتاج ال�صحفي �إلى �سعة الحيلة للح�صول على مواد �إخبارية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى المهارة والجر�أة‬
‫وال�شجاعة‪ ،‬كما ينبغي عليه �أن يكون قادر ًا على التعبير الم�ؤثر‪.‬‬
‫ال�صحفيون �أي�ضا‪ ،‬ينبغي �أن يكونوا قادرين على جمع المعلومات وتف�سيرها وتحليلها ون�شرها على‬
‫جماهيرهم‪ ،‬وهذا يتطلب تعليم ًا حر ًا مت�سع ًا يتزاوج مع تدريب متخ�ص�ص على تقنيات الكتابة والتغطية‪� .‬إ�ضافة‬
‫�إلى ذلك ف�إن ال�صحفيين ينبغي �أن يكون لديهم فهم خا�ص لتاريخ وقوانين االت�صال والفهم العلمي المت�صل‬
‫بالم�ؤ�س�سات الإعالمية ومنتجاتها وكل ما يترتب عليها‪.‬‬
‫المهارات الأ�سا�سية لل�صحافة هي الكتابة‪ ،‬التغطية‪ ،‬والتحرير‪ ،‬وكل ذلك ينبغي �أن يتم من خالل فهم‬
‫تاريخي للمجتمع الذي يعمل من خالله ال�صحفي‪ ،‬حاجات ذلك المجتمع‪ ،‬والعواقب والت�أثيرات التي يمكن �أن‬
‫تنتج عن توزيع تلك المعلومات داخل المجتمع‪.‬‬
‫وب�سبب �أهمية المعلومات في اقت�صاد اليوم‪ ،‬نجد العديد من الم�ؤ�س�سات المختلفة الإنتاجية والخدمية‬
‫ت�سعى لتوظيف �أ�شخا�ص يتمتعون بمهارات االت�صال والكتابة‪ ،‬والتغطية‪ ،‬والتحرير‪ ،‬للنهو�ض ب�أعباء بناء �صورتها‬
‫الذهنية في المجتمع والترويج لها والإعالم الم�ستمر عن �أن�شطتها المختلفة‪ ،‬وفي �إطار تلك الوظيفة ن�ش�أت‬
‫العالقات العامة كفن وكمهنة‪.‬‬
‫ويبقى ال�س�ؤال المهم‪ :‬من هو ال�صحفي؟ وما هي محددات وظيفته؟‪.‬‬
‫في م�صر �صدرت مجموعة من القوانين التي تحدد تعريف ال�صحفي‪ ،‬منها المر�سوم الخا�ص بجمعية‬
‫ال�صحافة ال�صادر في ‪20‬ابريل ‪ 1936‬ثم القانون رقم ‪ 10‬ال�صادر في ‪ 31‬مار�س ‪1941‬م الخا�ص ب�إن�شاء نقابة‬
‫ال�صحفيين والذي ا�شترط لع�ضوية النقابة‪ ،‬الجن�سية الم�صرية‪ ،‬وبلوغ الحادية والع�شرين والتمتع بالأهلية‬
‫المدنية‪ ،‬وحيازة ما ي�ؤهل لالحترام الواجب لل�صناعة‪ ،‬والح�صول على �شهادة درا�سية عليا �أو درجة الثقافة التي‬
‫تقت�ضيها ال�صناعة‪ ،‬وان يكون الع�ضو مالك ًا ل�صحيفة غير ذات مو�ضوع خا�ص تظهر مرة في ال�شهر على الأقل �أو‬
‫ممث ًال لمالكها‪� ،‬أو مدير ًا ل�صحيفة �أو لوكالة ا�ستعالمات �أو رئي�س تحرير �أو محرر فيها مدة �سنتين على الأقل‪،‬‬
‫وان تكون ال�صحافة �صناعته الرئي�سية‪ ،‬و�أال يحترف التجارة فيما لي�س له �صلة ب�صناعته‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ثم �صدر بعد ذلك القانون رقم ‪1955‬م في ‪ 31‬مار�س ‪ 1955‬والقانون رقم ‪ 76‬ل�سنة ‪ 1970‬ال�صادر في ‪17‬‬
‫�سبتمبر ‪ 1970‬وكالهما خا�ص بنقابة ال�صحفيين‪ ،‬ون�صت المادة الرابعة من القانون ‪ 185‬ل�سنة ‪ 1955‬على �أن‬
‫(يعتبر �صحفي ًا محترف ًا من با�شر ب�صفة �أ�سا�سية ومنظمة مهنة ال�صحافة في �صحيفة يومية �أو دورية تطبع في‬
‫م�صر‪� ،‬أو با�شر بهذه ال�صفة المهنة في وكالة �أنباء م�صرية �أو �أجنبية تعمل في م�صر‪ ،‬وكان يتقا�ضى عن ذلك‬
‫�أجرا ي�ستمد منه الجزء الأكبر لمعي�شته‪.‬‬
‫ثم ق�ضت المادة ال�ساد�سة من القانون رقم ‪ 76‬ل�سنة ‪ 1970‬ب�أنه‪ :‬يعتبر �صحفي ًا م�شتغ ًال من با�شر ب�صفة‬
‫�أ�سا�سية ومنتظمة مهنة ال�صحافة في �صحيفة يومية �أو دورية تطبع في الجمهورية العربية المتحدة �أو وكالة �أنباء‬
‫م�صرية �أو �أجنبية تعمل فيها‪ ،‬وكان يتقا�ضى عن ذلك �أجرا ثابت ًا‪ ،‬ب�شرط �أال يبا�شر مهنة �أخرى‪.‬‬
‫وقد عرف احد الكتاب الفرن�سيين‪ ،‬ال�صحفي انه ذلك ال�شخ�ص الذي يخ�ص�ص الجزء الأكبر من ن�شاطه‬
‫لمزاولة الأعمال ال�صحفية‪ ،‬وي�ستمد منها الجزء الأكبر من دخله‪ ،‬وعرفه البع�ض الآخر ب�أنه من يكتب في‬
‫�صحيفة‪ .‬والتعريف الأخير لي�س دقيق ًا �إذا قي�س بمعايير التعاريف الجيدة‪ ،‬لأنه لي�س بالجامع المانع‪ ،‬لأن هناك‬
‫�صحفيين ال يظهر ب�أقالمهم حرف واحد في ال�صحيفة التي يعملون فيها‪ ،‬وهو �أولئك الذين ي�ؤدون واجبهم‬
‫ال�صحفي متوارين عن الأنظار مثل �سكرتيري التحرير والم�صححين وغيرهم‪ ،‬وهناك بجانب ه�ؤالء �أ�ساتذة‬
‫جامعيون وكتاب �أخ�صائيون في مختلف فروع المعرفة تن�شر لهم ال�صحف مقاالت عديدة‪ ،‬ولكن ال يجوز‬
‫اعتبارهم �صحفيين‪ ،‬ومن هنا يرى الدكتور �صليب بطر�س �أن ال�صحفي هو من يزاول العمل ال�صحفي في من�شاة‬
‫�صحفية لقاء اجر ويتخذ هذا العمل مهنة مختارة له‪ ،‬وتقوم بينه وبين المن�ش�أة رابطة العامل ب�صاحب العمل‬
‫ويق�صد بالعمل ال�صحفي‪ ،‬البحث عن الخبر‪ ،‬والمادة التحريرية وت�شمل ال�صورة والح�صول على المعلومات ثم‬
‫�إعدادها لكي تكون �صالحة للن�شر عن طريق ظهورها في ال�صحيفة مادة تقر�أ ويتخذ هذا العمل �صورة تحريرية‬
‫�أو فنية تتطلب من المحرر �أن يكون كثير التنقل في بع�ض الأحيان �أو �أن يقبع وراء مكتبه �أو في المطبعة‪ ،‬وال يغير‬
‫ذلك من طبيعة عمله ال�صحفي وت�أ�سي�س ًا على ما �سبق ي�ؤكد الكثيرون على �أن ال�صحافة علم وفن‪ ،‬وقد يتبادر �إلى‬
‫الأذهان �أن هناك تناق�ض ًا في تلك المقولة �إذ كيف يمكن �أن تكون ال�صحافة علم ًا وفن ًا في وقت واحد‪ ،‬حيث �إن‬
‫العلم يتناول مو�ضوعات خا�صة بقوانين علمية حادة وجادة‪ ،‬بينما الفن ال يخ�ضع لقوانين جادة بل يخ�ضع للإبداع‬
‫الفردي‪� ،‬أو بمعنى �آخر �أن العلم مو�ضوعي والفن ذاتي‪.‬‬
‫وهذا المو�ضوع جدلي وعليه خالف كثير‪ ،‬فالبع�ض يرى �أن ال�صحافة فن‪ ،‬و�صاحب الرغبة في العمل فيها‬
‫البد وان يكون موهوب ًا‪ ،‬وان ال�صحفي يولد وفي يده القلم وفي ر�أ�سه الفكرة على حد تعبير البع�ض‪ ،‬بينما ي�ؤكد‬
‫البع�ض الآخر �أن ال�صحافة مهنة ك�سائر المهن في المجتمع تحتاج �إلى ا�ستعداد طبيعي ولكنها ك�أي مهنة لها‬
‫مكونات ثالثة هي‪ :‬المعارف‪ ،‬والمهارات‪ ،‬والقيم التي يمكن اكت�سابها وتطويرها تعليم ًا وتدريب ًا‪.‬‬
‫والعمل ال�صحفي ح�سب التعريف اال�صطالحي للمهنة هو مهنة لها �سمات وخ�صائ�ص المهن الفنية العليا‪.‬‬
‫فالمهن الفنية العليا هي تلك المهن التي تحتاج �إلى معرفة متخ�ص�صة ومهارات خا�صة يمكن اكت�سابها عن‬
‫طريق الدرا�سات النظرية والممار�سات التطبيقية في الوقت نف�سه‪ ،‬وغالب ًا ما تتم هذه الدرا�سات داخل معاهد‬
‫متخ�ص�صة �أو في الجامعات‪ ،‬وين�ضم �أ�صحاب المهن الفنية العليا �إلى منظمات �أو روابط خا�صة بهم تفر�ض‬

‫‪80‬‬
‫عليهم بع�ض القواعد الخا�صة بممار�سة المهنة والتعامل مع العمالء‪ ،‬وتعرف هذه الروابط با�سم المنظمات‬
‫المهنية ‪� ،Professional Associations‬أما القواعد التي ت�ضعها هذه المنظمات فهي الأخالقية المهنية‬
‫‪.Professional Ethics‬‬
‫وتحتاج المهنة الفنية العليا �إلى معارف وخبرات ومهارات متعددة يتطلبها المجتمع‪ ،‬وجدير بالذكر �أن‬
‫�أ�صحاب كل مهنة فنية عليا يميلون �إلى الإح�سا�س ب�أن مهنتهم قادرة بذاتها على تكوين و�صياغة �أخالقياتها وعلى‬
‫�ضبط جودة عملها والتحكم فيه‪ ،‬وذلك على �أ�سا�س من احتكارها ل�ضرب معين من �ضروب المعرفة والمهارة‪،‬‬
‫وم�سئولياتها عن �شرف المهنة وا�ستمرارها‪.‬‬
‫ولهذا تميل جماعات المهن الفنية العليا �إلى رف�ض رقابة الجمهور‪� ،‬أو �ضبط العمالء لها‪ ،‬ومع ذلك فهي‬
‫تت�أثر بالجمهور الذي تعمل من اجل خدمته‪ ،‬كما �أنها ت�ستجيب لحاجات جماعة الم�صالح الأخرى ومتطلبات‬
‫التنظيمات المهنية المختلفة‪.‬‬
‫وي�ؤكد �أبراهام فلك�سنر على الم�سئولية الفردية والتطبيق العملي للمهارات والو�سائل الفنية العقلية‪ ،‬والميل‬
‫نحو تنظيم الذات‪ ،‬وتزايد الدوافع الغيرية االيثارية‪.‬‬
‫ويذهب موري�س كوجان �إلى �أن المهن الفنية العليا هي عبارة عن عمل ت�ستند ممار�سته �أو مزاولته على فهم‬
‫دقيق للبناء النظري لبع�ض فروع العلم �أو �أجزائه وعلى المهارات والقدرة الم�صاحبة لمثل هذا الفهم‪ ،‬كما �أن‬
‫هذا الفهم وهذه القدرات ويجب �أن تطبق على الم�سائل العملية والحيوية في حياة الإن�سان‪.‬‬
‫ويحلل جيوفري ميلر�سون خ�صائ�ص المهنة الفنية على النحو التالي‪:‬‬
‫‪� .1‬أنها ت�شتمل على مهارة ت�ستند على معرفة نظرية‪.‬‬
‫‪� .2‬أن هذه المهارة تتطلب تدريب ًا وتعليم ًا من نوع معين‪.‬‬
‫‪� .3‬أن �صاحبها يجب �أن يثبت جدارته باجتياز امتحان من نوع معين‪.‬‬
‫‪� .4‬أنها تتطلب الأمانة والإخال�ص والتم�سك ببع�ض القواعد ال�سلوكية‪.‬‬
‫‪� .5‬أنها تخدم ال�صالح العام‪.‬‬
‫‪� .6‬أن �صاحبها يجب �أن يكون منظم ًا �أو مرتبط ًا بتنظيم‬
‫والذين يقولون ب�أن ال�صحافة فن يرون �أن ال�صحافة ا�ستعداد طبيعي قبل كل �شيء‪ ،‬ولكي يكون الإن�سان‬
‫�صحفي ًا وجب عليه �أن ي�ستجيب للنداء ال�صادر من �أعماقه‪ ،‬وان تتوافر فيه الموهبة والرغبة الملحة‪ ،‬وقد‬
‫�أ�صبحت طبيعة ثابتة فيه في مالحظة الحياة والنا�س‪ ،‬وان ال�صحفي مهما تت�سع حقول تجارية ف�إنه ال يمكن �أن‬
‫ي�صبح �صحفي ًا بمعنى الكلمة �أن لم تكن فيه تلك العبقرية �أو تلك ال�شعلة المقد�سة التي تميز ال�صحفي الذي يولد‬
‫�صحفي ًا‪.‬‬
‫وعلى الجانب الآخر نجد من ال يتفق مع الذين يقولون وي�ؤيدون �أن الإن�سان يولد �أو ال يولد �صحفي ًا‪ ،‬وان‬
‫اال�ستعداد الطبيعي هو كل ما يطلب من المبتدئ‪ ،‬مثل جوزيف بوليتزر ال�صحفي المجري الأ�صل الذي �أ�صبح‬
‫نا�شر النيويورك ورلد ورئي�س تحريرها‪ ،‬الذي يرد في �أوائل القرن الع�شرين عليهم بقوله‪� :‬إن كل ذكاء في حاجة‬

‫‪81‬‬
‫�إلى من يتعهده حتى ولو �سلمنا ب�أن اال�ستعدادات الطبيعية هو مفتاح النجاح في جميع ميادين الن�شاط الإن�ساني‬
‫وان ال�صفات الخلقية وهي الزمة لل�صحفي الناجح تنمي بالعلم والتجربة‪.‬‬
‫يقول جوزيف بوليترز للذين ي�ؤكدون �أن الت�أهيل الحقيقي ال يمكن �أن يكون �إال ثمرة التجربة والتدريب‪ ،‬انه‬
‫ال يوجد �إن�سان في مكاتب ال�صحيفة لديه الوقت الكافي والرغبة في تعليم نا�شئ مبتدئ ليلقنه ما يعرفه قبل �أن‬
‫يقوم ب�أ�صغر عمل �صحفي �أن نظام تعلم ال�صنعة على يد �أ�سطى كان معمو ًال به ي الحقوق والطب �أما الآن‪ ،‬فقد‬
‫تبين انه يمكن الح�صول على نتائج �أف�ضل بعد �إعداد منظم في مدر�سة مهنية‪.‬‬
‫وي�شير بوليترز كذلك �إلى الي �أن ال�صحفيين الذين لم ي�ؤهلوا‪� ،‬إنما يتعلمون مهنتهم على ح�ساب الجمهور‪.‬‬
‫وي�ضيف قائ ًال‪ :‬ال يكفي �أن يكون �صحفي الغد متعلم ًا تعليم ًا جامعي ًا عام ًا‪ ،‬بل البد من �إعداده لمهنته الجديدة‬
‫�إعداد خا�ص ًا‪ ،‬ويجب بوليتزر على الذين يدعون �أن ال�صحافة في ذاتها ال تكون مادة يمكن تدري�سها ب�أنه‪ :‬كلما‬
‫قطع المعتر�ضون ب�أن هناك �أ�شياء ال يمكن تدري�سها برهنوا على �ضرورة ما يمكن تدري�سه �أن المدر�سة تكمل‬
‫ولكنها ال تخلق‪ ،‬وان كنا نحكم على قيمة التعليم من خالل قدرته على �إخراج �صفات عقلية من العدم‪ ،‬ف�إنه‬
‫ال يكون �أمام معاهد التعليم‪ ،‬من ريا�ض الأطفال �إلى الجامعة‪� ،‬إال �أن تغلق �أبوابها فيتعطل جميع الم�شتغلين‬
‫بالتعليم‪.‬‬
‫ويرى جوزيف بوليتزر �أي�ضا �أن ال�صحافة هي �أكثر المهن تطلب ًا‪� ،‬إنها تحتاج �إلى �أو�سع المعارف و�أعمقها‬
‫و�أح�سن الخلق‪ ،‬وي�س�أل‪ :‬هل ي�صح �أن تترك هذه المهنة ذات الم�سئوليات الكبيرة تمار�س دون �أي ت�أهيل منتظم؟‬
‫وقد �أو�صى بوليتزر عند وفاته بمليونين ون�صف مليون دوالر لت�أ�س�س مدر�سة �صحافة و�إن�شاء جوائز �سنوية‬
‫لأح�سن �إنتاج في مجال ال�صحافة والأدب‪.‬‬
‫وهناك من يقول ب�أنه �إذا كان البد للجامعات من �أن يكون لها دور معلوم في التدريب المهني لل�صحفيين‬
‫فليكن ذلك على الم�ستوى فوق الجامعي‪ ،‬ومن �أ�صحاب هذا الر�أي توم هولكني�سون الذي عمل رئي�س ًا لتحرير �صحيفة‬
‫بيكتر�شربو�ست من ‪1940‬م �إلى ‪1950‬م و�أ�صبح فيما بعد مدير ًا لمركز الدرا�سات ال�صحيفة في جامعة كارديف‬
‫البريطانية‪ ،‬ويعدد ما يحمله على االعتقاد بذلك قائ ًال‪.‬‬
‫‪� .1‬إن ال�صحافة تختلف عن �سائر المهن الفكرية الحرة كالطب والهند�سة والمحاماة من حيث �إن العمل‬
‫فيها ال يقت�صر على لون واحد من الألوان المتعددة للمعرفة‪� .‬إنها وبعبارة �أخرى‪ :‬مهنة مفتوحة ال مغلقة‬
‫وتحتاج �إلى ثقافة ذوي المهن الفكرية الأخرى �أي�ض ًا‪ .‬فالطبيب مث ًال بو�سعه �أن يكون مرا�س ًال �أو محرر ًا‬
‫طبي ًا‪ ،‬كذلك المحامي �أو المهند�س‪ .‬لكن لي�س بو�سع من تخ�ص�ص في ال�صحافة وحدها �أن يكون طبيب ًا‬
‫�أو مهند�س ًا �أو محامي ًا‪ ،‬ومادام الأمر كذلك ف�إن التدريب المهني لل�صحفيين الحا�صلين على م�ؤهالت‬
‫عليا �سيتيح الفر�صة لل�صحافة كي ت�ستفيد من كل ذوي المعرفة على اختالف �ألوانهم‪.‬‬
‫‪� .2‬إن التدريب المهني لل�صحفيين على الم�ستوى فوق الجامعي هو �أقل �أنواع التدريب المهني تكلفة‬
‫و�أ�سرعها عائد ًا‪ ،‬كما انه اقلها ازدحام ًا بالمواد المختلفة والتي يدخل بع�ضها في اخت�صا�صات ال�شعب‬
‫والكليات الجامعية الأخرى‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪� .3‬إن مثل هذا التدريب �سي�ؤدي �إلى المزيد من التعاون والتن�سيق بين ال�صحافة والجامعات‪ ،‬فقد تطلب‬
‫بع�ض الم�ؤ�س�سات ال�صحفية من �إحدى الجامعات تخ�صي�ص فترة تدريبية على الم�ستوى فوق الجامعي‬
‫لتدريب من يعملون فيها كمرا�سلين تربويين‪ ،‬ومثل هذا التدريب �سبعين حتم ًا على فهم �أحدث التيارات‬
‫والأفكار في عالم التربية‪.‬‬
‫وكانت �أولى المحاوالت التي بذلت في ميدان التعليم ال�صحفي من خالل م�ؤ�س�سة وا�شنطن كويلج ـ في‬
‫الواليات المتحدة الأمريكية ـ منذ عام ‪1869‬م‪ ،‬وبعد �سنوات قالئل در�ست مادة �صف الحروف واالختزال‪ ،‬وكان‬
‫يقوم بتدري�س المادتين رئي�س تحرير جريدة لك�سنفتي جازيت‪ ،‬وكان الطلبة يعملون في تحرير المواد و�أعمال‬
‫المطبعة‪.‬‬
‫وبعد ذلك غزت فكرة تدري�س ال�صحافة كثير ًا من العقول وانت�شرت في �أنحاء الواليات المتحدة‪ ،‬ورغم �أن‬
‫المو�ضوع وهو ال�صحافة كان في �أطواره الأولى‪ ،‬ولم تكن هناك خالفات تدور حوله‪ ،‬وكان القائمون على هذه الدرا�سة‬
‫يعتمدون على ذاتيتهم فيها‪ ،‬وكان لكل طريقته ال�شخ�صية في التدري�س‪ ،‬وت�ضمنت مناهج الدرا�سة‪ :‬تاريخ ال�صحافة‪،‬‬
‫�إ�صدار ال�صحف‪ ،‬قانون القذف‪ ،‬الإدارة‪ ،‬محا�ضرات عن �أهم الق�ضايا العالمية في الداخل والخارج‪ ،‬درا�سات تطبيقية‬
‫في التحرير ب�أنواعه‪ ،‬هذا �إلى جانب المحا�ضرات العملية التي كان يلقيها �أرباب هذه المهنة وتت�ضمن مالحظاتهم‬
‫وخبرتهم وتجاربهم‪.‬‬
‫�أما في �أوربا فكانت ال�صحافة تعتبر مهنة الأدباء‪ ،‬وكانت تغلب عليها الطبقية قبل كل �شيء‪ ،‬ف�إذا ما تقدمت‬
‫الأغرا�ض الأدبية وتناولت مو�ضوعات �أخرى تاريخية �أو اقت�صادية كانت ت�سمى مهنة �ضعيفة في �سيا�ساتها‪ ،‬ثم‬
‫بد�أت المو�ضوعات ال�صحفية تهتم بالنواحي االجتماعية‪ ،‬ولكن لم يكن هناك اهتمام في بادئ الأمر بالنواحي‬
‫العملية‪ ،‬فلما اندلعت �شرارة الحرب العالمية الأولى ظهرت �أهمية ال�صحافة في ن�شر الأنباء مما دعا �إلى االهتمام‬
‫بمناهج التدري�س على �أ�س�س مختلفة‪ ،‬وكان �أن اهتمت كل من �ألمانيا والنرويج وبولونيا ب�إجراء درا�سات خا�صة‬
‫بهذه المهنة‪ ،‬ثم بد�أت هذه الدرا�سات تحتل �أمكنة لها في الجامعات خا�صة في �ألمانيا في ال�سنوات الأخيرة بين‬
‫الحربين العالميتين‪ ،‬و�أ�صبحت ال�صحافة تدر�س بانتظام في ال�سنوات التي �سبقت الحرب العالمية الثانية في‬
‫كثير من جامعات �أوربا‪ ،‬وظهرت �أهمية المناهج قيمتها في الدرا�سة والبحث وظهر التخ�ص�ص‪.‬‬
‫ويالحظ �أن بريطانية على خالف ما هو متبع في الواليات المتحدة الأمريكية ورو�سيا ال تميل كثير ًا‬
‫لإن�شاء كليات جامعية لدرا�سات ال�صحفية �أو الإعالمية‪ ،‬لكنها مع ذلك من الدول التي تهتم بالتدريب المهني‬
‫لل�صحفيين‪ ،‬فقد ت�ضافرت جهود جميع المنظمات ال�صحفية فيها على تحقيق م�شروع قومي للتدريب هو المجل�س‬
‫القومي لتدريب ال�صحفيين‪ ،‬وهذا المعهد �أو المجل�س ال يقبل التدريب فيه �إال �أولئك الذين يعملون في ال�صحافة‬
‫بالفعل‪ ،‬ومن �أراد االلتحاق به عليه �أن يبرهن على قدرته ال�صحفية الكبرى برامجها التدريبية الخا�صة بها‪.‬‬
‫ورغم ات�ساع مجاالت الجرائد وو�سائل االت�صال االلكترونية لتلبية اهتمامات الجمهور المتغيرة‪ ،‬نجد �أن‬
‫ال�سمات �أو الف�ضائل ال�شخ�صية التي ت�ساعد في �صناعة �صحفي جيد ظلت �أ�سا�سية لم تتغير‪ ،‬في حين تغيرت‬
‫متطلبات �إعداده وت�أهيله مهني ًا بالتعليم والتدريب‪.‬‬
‫فهناك مجموعة من ال�سمات الأ�سا�سية ترتبط عادة بال�صحفيين كقدرات �أو �سمات فطرية �أو م�ؤ�شرات‬
‫‪83‬‬
‫عن طاقات كامنة يمكن تطويرها وتن�شيطها تعليمي ًا وتدريبي ًا و�أهمها‪ :‬حب اال�ستطالع والإح�سا�س بالإن�صاف‬
‫والم�سئولية‪ ،‬والإح�سا�س ب�أنه ع�ضو في فريق‪ ،‬وانه �شخ�ص ي�ستمتع بالجرائد‪ ،‬وله مجاالت اهتمام متعددة وعنده‬
‫�إح�سا�س بالتعاطف مع الجن�س الب�شري والقدرة على �شرح الأفكار والكفاءة والمقدرة اللغوية والأ�سلوبية‪.‬‬
‫وحتى بداية القرن الع�شرين‪ ،‬كان اغلب ال�صحفيين ال يلتحقون بكليات‪� ،‬أو مدار�س ال�صحافة بل كانوا‬
‫يذهبون مبا�شرة للعمل في جريدة مدينة �صغيرة �أو محطة �إذاعة‪ ،‬و�إذا اظهروا قدرة ا�ستثنائية بعد �سنوات‬
‫عديدة يتحركون �إلى و�سائل ات�صال �أ�ضخم‪ ،‬غالب ًا ما تكون في واحدة من المدن الكبرى‪.‬‬
‫�أما اليوم فغالبية محرري ال�صحف خا�صة �صغار ال�سن في العالم حا�صلون على درجات جامعية‪ ،‬وعل‬
‫الرغم من وجود اتفاق الآن على �ضرورة �أن يكون ال�صحفيون حا�صلين على درجة جامعية‪ ،‬ف�إن نمط التعليم‬
‫الذي تحتاجه ال�صحافة مازال مثير ًا للجدل‪ ،‬فمعظم ر�ؤ�ساء التحرير يتطلعون �إلى محررين حا�صلين على درجة‬
‫جامعية في ال�صحافة‪� ،‬إال �أن بع�ضهم على الرغم من ذلك يف�ضلون المحررين ذوي الخبرة الذين در�سوا مقررات‬
‫�أ�سا�سية في التاريخ والقانون وعلم االجتماع وعلم ال�سيا�سة على �سبيل المثال‪ ،‬وه�ؤالء يعتقدون �أن هذا النوع من‬
‫ال�صحفيين يمكنهم ا�ستيعاب المهارات ال�صحفية التي يحتاجون �إليها في �شهور قليلة عن طريق التدريب �إثناء‬
‫العمل ‪ on the job training‬وان تخ�ص�صاتهم العليا ‪� college majors‬سوف تزودهم ببع�ض الخبرة‬
‫في احد المجاالت التي يحتاجون �إليها ويرد بع�ض المعار�ضين ب�أن التدريب �أثناء العمل يت�ضمن بع�ض المخاطر‪،‬‬
‫فهو مكلف للجريدة لأنه عادة ما ي�ستغرق �شهور ًا عديدة على الأقل قبل �أن ي�صبح المتدرب قادر ًا على العطاء‬
‫ال�صحفي‪ ،‬وقد يجد المتدرب بعد عدة �شهور في الوظيفة انه ال ي�ستمتع بالعمل �أو انه غير موهوب ب�شكل يكفي‬
‫لنجاحه‪ ،‬و�أنه لهذا �سوف يترك العمل قبل يجد الذين وظفوه عائد ًا ال�ستثماراتهم‪ ،‬ف�ض ًال عن �أن الكليات التي‬
‫تدر�س ال�صحافة �أو االت�صال تزود �إلى جانب المعلومات بعمليات م�سح ل�صناعة ال�صحافة‬
‫وهناك �شبه اتفاق اليوم على الحاجة �إلى خريجي كليات ومدار�س ال�صحافة وهناك وجهتا نظر �أ�سا�سيتان‬
‫في المناهج الدرا�سية التي ينبغي �أن يح�صل عليها الطالب‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬وجهة نظر �أن تكون غالبية المواد المقررة معقودة لل�صحافة‪:‬‬
‫ويرى �أ�صحابها �أن محتويات المنهج الدرا�سي ينبغي �أن تم�سح وتحلل �إ�شكاال مختلفة من االت�صال وتقنيات‬
‫التغطية والتحرير وجوانب الفن ال�صحفي المختلفة‪ ،‬بحيث تكون ال�صحافة والمقررات الأ�سا�سية للطالب ي�ضاف‬
‫�إليه مواد معارف عامة اختيارية يختار الطالب بينها‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬وجهة نظر �أن تكون غالبية المواد المقرر غير �صحفية‪:‬‬
‫ويرى ا�صحاباها �أن يكون �أ�سا�س محتوى المنهج الدرا�سي في مجال �أكاديمي تخ�ص�صا يكتب فيه المحرر‬
‫م�ستقب ًال‪ ،‬على �أن تكون المحتويات غير الأ�سا�سية هي ال�صحافة بهدف تطوير مواهب كتابية‪ ،‬ويفتر�ض م�ؤيدو‬
‫هذا الأ�سلوب �أن انه يتيح للطالب تنمية مهاراته الوظيفية عندما يلتحق بالعمل ال�صحفي �أو الإعالمي‪ ،‬و�سوف‬
‫يتم تح�سين الفر�ص الوظيفية ب�سبب الخلفية الأكاديمية‪.‬‬
‫ويح�صل الطالب ح�سب وجهة النظر الأولى على درجة جامعية عملية في ال�صحافة والطالب ح�سب وجهة‬
‫النظر الثانية يح�صل على درجة في المجال الأكاديمي الذي اختاره‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫فل�سفة تعليم ال�صحافة واالت�صال‪:‬‬
‫ت�أثرت الفل�سفة الحالية لتعليم ال�صحافة واالت�صال �إلى حد كبير بجوهر الثورة التكنولوجية المتغيرة التي‬
‫ت�سود عالم االت�صال اليوم‪ ،‬وبطبيعة العمل في الم�ؤ�س�سات ال�صحفية‪ ،‬وبحاجاتها الم�ستقبلية‪ ،‬وبمدار�س التعليم‬
‫والتدريب ال�صحفية الراهنة‪.‬‬
‫فهي فل�سفة ترف�ض التطرف‪ ،‬بحيث ال تكون حرفية �أكثر من الالزم فتعلم الطالب وتدربهم على التقنيات‬
‫فقط‪ ،‬فالأدوات والو�سائل التكنولوجية الحديثة اليوم قد ت�صبح متخلفة غد ًا بحيث تخرج حرفيا متمكن ًا من‬
‫حيث ال�شكل‪ ،‬وترف�ض �أي�ضا �أن تكون نظرية �أكثر من الالزم �أو فل�سفية �أو ت�صورية �أو قيمية‪ ،‬بل تركز على جوهر‬
‫الثورة التكنولوجية الجديدة‪ ،‬والنظريات االت�صالية‪ ،‬والإطار العام للمجتمع ال�سيا�سي واالقت�صادي واالجتماعي‬
‫والنف�سي والفل�سفي والثقافي والقيمي الذي يتحرك فيه ال�صحفي بحيث يخرج بفكر ور�ؤية وقدرة على تكوين‬
‫�إحكام ومواقف ووجهة نظر تجاه مجتمعه‪ .‬ال مجرد �شخ�ص يفهم جوهر االت�صال فقط بدون �أن يمتلك نا�صية‬
‫�أدواته التقنية‪.‬‬
‫فالفل�سفة الجديدة لتعليم ال�صحافة واالت�صال تهدف �إلى الجمع بين جانبين‪ :‬الجانب الأول‪ :‬هو المهارات‬
‫القابلة للنقل ب�شكل �آني‪ :‬وتتعلق بعمليات الكتابة والتحرير و الإخراج والإدارة وا�ستعمال الأجهزة والتقنيات‬
‫والأنظمة االت�صالية الجديدة بدء ًا من نهايات العر�ض ال�ضوئي‪ ،‬و�آالت الجمع الت�صويري‪ ،‬و�أجهزة الكمبيوتر‬
‫والطابعات‪� ،‬إلى الأقمار ال�صناعية‪ ،‬و�أجهزة الفيديو‪ ،‬وبنوك المعلومات‪� ،‬أي فهم االت�صال كتقنية و�أداء في ثورته‬
‫المتطورة التي لم ي�شهد العالم مثلها منذ �أكثر من �أربعين عام ًا‪ ،‬منذ اختراع التلفزيون‪ ،‬ولكن هل يكفي فقط تعلم‬
‫القواعد الإجرائية و�أ�ساليب �إدارة وت�شغيل هذه التكنولوجيات‪ ،‬ال فالبد �أي�ضا من فهم جوهر هذه التكنولوجيات‬
‫و�أ�ساليب التعامل معها‪ ،‬وت�أثيراتها على عملية االت�صال بالجماهير‪.‬‬
‫والجانب الثاني للفل�سفة الجديدة لتعليم ال�صحافة واالت�صال هو الذي يزود بعقلية معارف عامة �أو �أ�سا�س‬
‫نظري وفكري وفل�سفي وات�صالي يركز على جوهر عملية االت�صال بالجماهير وبعديها االجتماعي والإن�ساني‪ ،‬فال‬
‫يكفي لدار�س ال�صحافة واالت�صال �أن يتعلم كيف ي�ستخدم المعدات‪ ،‬فالمعدات تتغير وتتجدد بين �سنة و�أخرى‬
‫�أو عقد واخر‪ ،‬ولكن ال�ضروري هو �أن يتعلم جوهر هذه التكنولوجيا ومتطلباتها وانعكا�ساتها وقيمها ي �إطار‬
‫عملية االت�صال بالجماهير التي تت�ضمن قائم ًا باالت�صال يوجه ر�سائله �إلى جمهور عبر و�سائل ات�صالية م�ستغ ًال‬
‫تقنيات ات�صالية متطورة بهدف تحقيق �أهداف معينة‪ ،‬فجوهر الثورة التكنولوجية الحديثة التي يعي�شها المجتمع‬
‫متلق ايجابي‪.‬‬
‫متلق �سلبي �إلى ٍ‬
‫الأمريكي‪ ،‬على �سبيل المثال‪ ،‬تحول الم�شاهد �أو القارئ �أو الم�ستمع من ٍ‬
‫وفهم جوهر عملية االت�صال بكل �أبعادها يجعل الفرد المتعلم قادر ًا على تكوين قيم و�أحكام ومواقف‬
‫تجاه المجتمع وق�ضاياه و�أفراده‪ ،‬وهو الم�سئول عن �أخبارهم وت�سليتهم وتوجيههم وتن�شئتهم ونقل العالم �إلى‬
‫�أذهانهم‪ ،‬من خالل �أدواته التكنولوجية و�أحكامه وقراراته التحريرية االت�صالية كمحرر �أو مذيع �أو محرر في‬
‫بنك المعلومات‪ ،‬من هنا تحدد جوهر فل�سفة تعليم ال�صحافة واالت�صال الحديثة في جملتين هما‪ :‬التعليم للنجاح‪،‬‬
‫والتدريب للنفاذ وهي فل�سفة ترمي �إلى تعليم الأفراد لكي ينجحوا في فهم جوهر وظيفتهم االت�صالية في المجتمع‬
‫ودورهم الإعالمي والتف�سيري وخطورة هذا الدور‪ ،‬من خالل ما يزود به تعليم ال�صحافة من مدخل معارف‬
‫عامة (‪ )l.A.M‬للدار�س‪ ،‬تجعله على وعي ب�أبعاد االت�صال المختلفة وعلى بكل العلوم والمعاني االجتماعية‬
‫‪85‬‬
‫الإن�سانية وبتعقيدات العملية االت�صالية وت�شابكها‪ ،‬تم تدريبهم �أي�ضا على المهارات االت�صالية التقنية بنجاح‬
‫تام‪ ،‬فالفل�سفة الجديدة في تعليم ال�صحافة وتركز على جانبي الفكر والقيم والأداء والعمل‪ ،‬المعارف االت�صالية‬
‫والإعالمية العامة‪ ،‬والأداء التقني االت�صالي‪ ،‬العقلية الإعالمية النظرية‪ ،‬والعقلية الحرفية المتمكنة‪.‬‬
‫وفي ندوة نظمها معهد بوينتر لدرا�سات و�سائل الإعالم ‪pointer institute for Media Studies‬‬
‫في الواليات المتحدة الأمريكية‪� ،‬شارك فيها ‪� 150‬أ�ستاذ وخبير ًا وممار�سا وخبير ًا ممار�س ًا وطالبا لل�صحافة‬
‫في ‪ 26‬فبراير ‪1998‬م‪ ،‬عقدت بمدينة �سان بطر�سبرج ومولتها م�ؤ�س�سة نيمان‪ ،‬وم�ؤ�س�سة بيو�شارلز‪ ،‬تم تطوير‬
‫عدة م�ؤ�شرات حددت من خاللها الكفاءات الع�شر الأ�سا�سية المطلوبة في العاملين بجهاز تحرير ال�صحفية‬
‫جريدة كانت �أو مجلة في ع�صر ال�صحافة االلكترونية والإعالم الرقمي‪ ،‬وتم ت�صورها في �شكل هرم على قمته‬
‫الأخالقيات‪ ،‬ثم �أ�سفله الكفاءة الثقافية والكفاءة المدنية تليها الكفاءات الب�صرية والكفاءة التكنولوجية والكفاءة‬
‫العددية‪ ،‬وفي القاعدة‪ :‬الكفاءات المتعلقة بالتقييم الإخباري‪ ،‬المقدرة اللغوية‪ ،‬القدرة على التخيل والتف�سير‬
‫وكفاءة التغطية ‪.Reporting‬‬
‫تدريب ال�صحفيين‪:‬‬
‫التدريب في مجال و�سائل الإعالم مثل ال�صحافة‪ ،‬هو تلك العملية المنظمة المخطط لها‪ ،‬ال�ستثارة ونقل بع�ض‬
‫الخبرات والمهارات والمعلومات والأفكار �إلى العاملين في و�سيلة االت�صال الجماهيرية (جرائد‪ ،‬مجالت‪ ،‬راديو‪،‬‬
‫تليفزيون‪� ،‬سينما‪� ،‬إدارات العالقات العامة‪ ،‬الإعالن)‪ .‬بغر�ض تن�شيط خبراتهم وتجديد �أفكارهم ومعلوماتهم‪،‬‬
‫والعملية التدريبية على و�سائل االت�صال بالجماهير هي عملية ت�ستهدف التزويد ب�ست رئي�سية‪:‬‬
‫�أو ًال‪:‬‬
‫التدريب في مجال و�سائل الإعالم مثل ال�صحافة‪ ،‬هو تلك العملية المنظمة المخطط لها‪ ،‬ال�ستثارة ونقل بع�ض‬
‫الخبرات والمهارات والمعلومات والأفكار �إلى العاملين في و�سيلة االت�صال الجماهيرية (جرائد‪ ،‬مجاالت‪ ،‬راديو‪،‬‬
‫تليفزيون‪� ،‬سينما‪� ،‬إدارات العالقات العامة‪ ،‬الإعالن) بغر�ض تن�شيط خبراتهم وتجديد �أفكارهم ومعلوماتهم‬
‫والعملية التدريبية على و�سائل االت�صال بالجماهير هي عملية ت�ستهدف التزويد ب�ست حاجات رئي�سية‪.‬‬
‫�أو ًال‪ :‬التوجيه‪:‬‬
‫من خالل م�ساعدة القادمين الجدد‪� ،‬أو المتدربين على فهم النظام الجديد الذي يلتحقون به‪� ،‬أنها تت�ضمن‬
‫توليفهم على الم�صطلحات والأجهزة‪ ،‬وطرق وعالقات العمل الجديدة التي �سيجدون �أنف�سهم فيها وتتعلق �أ�سا�سا‬
‫بالفهم �أكثر منها لمجرد التطوير لمهارات محددة‪ ،‬وهذا التوليف قد ي�شكل جزء ًا مهم ًا من تدريب مو�سمي �أو‬
‫تحويلي للأ�شخا�ص المنقولين �إلى عمل جديد داخل العمل الأ�صلي‪.‬‬
‫ثاني ًا المهارات الأ�سا�سية‪:‬‬
‫وهي تلك القدرات الخا�صة بمعالجة لغة التعبير االت�صالي المكتوبة �أو الم�سموعة �أو المرئية في الجرائد‬
‫والإذاعة والتليفزيون‪� ،‬أو التقنيات الخا�صة بكل و�سيلة‪ ،‬والنقائ�ص اللغوية ال�شفوية الطفيفة واللغة المكتوبة يمكن‬
‫عالجها‪ ،‬ولكن نقائ�ص اللغة الإعالمية و�أ�سلوب ا�ستعمالها‪ ،‬يحتاج عالجها �إلى تدريب والى تنمية‪ ،‬والى تن�شيط‬
‫للقدرات الكتابية �أو الت�صويرية‪� ،‬أو ال�صوتية‪� ،‬أو الأداء عامة‪ ،‬وخطورة هذه المهارات الأ�سا�سية �أنها المحور الذي‬

‫‪86‬‬
‫تبنى عليه تقنيات العمل االت�صالي‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬المهارات المت�صلة بتحرير الجريدة و�إخراجها وطباعتها (بالن�سبة لل�صحفيين) �أنها تت�صل بالعملية‬
‫الإنتاجية للمواد االت�صالية من الناحية الثقافية وناحية الم�ضمون‪ ،‬وكذلك ت�شغيل الأجهزة والمعدات و�صيانتها‬
‫و�إ�صالحها‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬ترقية المهارات‪:‬‬
‫ويتم من خاللها تطوير مهارات في مجال معين‪� ،‬إنها عملية تن�شيطك له�ؤالء الأ�شخا�ص الأكفاء الذين‬
‫تدهورت مهاراتهم بمرور الوقت‪ ،‬وتجعلهم على الفة مع المعدات الجديدة �أو الإجراءات التنظيمية وعالقات‬
‫الإنتاج الجديدة‪.‬‬
‫خام�س ًا‪ :‬الخلفية العامة‪:‬‬
‫وتنطوي على تنمية العاملين في الو�سيلة االت�صالية (الجريدة �أو المجلة هنا) وتزويدهم بالخلفيات العامة‬
‫للق�ضايا االجتماعية والثقافية واالقت�صادية والنف�سية التي يقومون بمعالجتها من خالل و�سائل االت�صال‪.‬‬
‫�ساد�س ًا‪ :‬التطبيقات المتخ�ص�صة‪:‬‬
‫وتت�ضمن هذه الخطوة �أو تلك المرحلة التزويد بجرعات متخ�ص�صة من المعلومات في مجاالت التخ�ص�ص‬
‫الفكري �أو الم�ضمون الم�سئول عنه ال�صحفي كمعلومات متخ�ص�صة ي�ستفيد منها العاملون في و�سيلة االت�صال في‬
‫ت�صميم برامجهم وموادهم االت�صالية خا�صة فيما يتعلق بنواحي الم�ضمون‪.‬‬
‫والمحور الأ�سا�سي للتدريب هو “المقرر” �أو “البرنامج” الذي يت�ضمن �إعداده الخطوات التالية‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬تحديد الم�ؤهالت التدريبية المطلوب تطويرها‪:‬‬
‫من خالل تحليل الم�ستويات المطلوب الو�صول �إليها‪ ،‬ومدى تنا�سبها داخل النظام الحرفي والتعليمي‪ ،‬وهل‬
‫�سيكون ذلك على �أ�سا�س معايير المهنة �أو متطلبات المجتمع؟‬
‫ثالث ًا‪ :‬تحليل المحتوى التدريبي والو�سائل المعاونة‪:‬‬
‫ما الذي �سوف يتم تقديمه‪ ،‬وكيف؟ وب�أي و�سائل تعليمية �أ�سا�سية ومعاونة يمكن لهذا المحتوى �أن يحقق‬
‫�أغرا�ضه‪� ،‬أو يتم تو�صيله بنجاح؟‬
‫رابع ًا‪ :‬تحديد الأهداف التدريبية التطبيقية (المرحلية)‪:‬‬
‫بمعنى‪� :‬أي مهارات �أو اتجاهات �أو معارف ينبغي �أن يتم تدري�سها من خالل المحتوى التدريبي‪ ،‬وكيفية‬
‫تنظيم الأهداف ب�شكل مرتب ح�سب �أهميتها؟‪.‬‬
‫خام�س ًا‪ :‬تنظيم عملية التعليم‪ ،‬التدريب‪:‬‬
‫ويتم فيها تحديد خطوات العملية التعليمية‪ ،‬التدريبية ومناهج وو�سائل وخطط التنفيذ (المحا�ضرة‪،‬‬
‫المناق�شة‪ ،‬ور�شة العمل‪ ،‬الزيارة الميدانية مث ًال) وو�ضع جدول زمني‪� ،‬أو كيف ن�ضع الأهداف والمحتوى في‬
‫وحدات تعليم ووقت‪ ،‬ب�أي �أ�ساليب (مناهج) وو�سائل تتبع؟ وفي �أي ترتيب وجدولة ذلك زمني ًا‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫�ساد�س ًا‪ :‬عملية التعليم‪ ،‬التدريب‪:‬‬
‫وفيها يتم تنفيذ البرنامج التدريبي من خالل تطبيق الخطط والبرامج التدريبية ح�سب الجدول الزمني‬
‫المو�ضوع‪.‬‬
‫�سابع ًا‪ :‬تقويم العملية التدريبية‪:‬‬
‫وهي عملية تقدير لنتائج وطبيعة الآثار التي �أحدثتها عملية التدريب على الو�سيلة االت�صالية (الجريدة‬
‫هنا) ومن ثم فهي تفتر�ض وجود �أهداف محددة ومجاالت للنجاح والتغيير ي�سعى التدريب كعملية منظمة‬
‫ومخططة لإحداثها‪ ،‬وهناك ثالثة مجاالت رئي�سية يتم من خاللها التقييم‪.‬‬
‫المعيار الأول‪� :‬أهداف البرنامج التدريبي ومدى تحققها‪ ،‬وقد ت�شتمل هذه الأهداف على الأهداف التالية �أو‬
‫بع�ضها‪ :‬مثل �إحداث تغييرات في وجهات نظر واتجاهات المتدربين‪ ،‬وتنمية مهاراتهم تو�صيل معارف معينة ونقل‬
‫خبرات جديدة‪ ،‬تحقيق التكيف بينهم وبين مجال عمل جديد‪.‬‬

‫المعيار الثاني‪ :‬الأداء وطرق العمل‪ :‬وي�شمل هذا �أداء المدرب والمتدرب قبل وبعد التدريب‪ ،‬ومدى �صحة‬
‫و�سائل و�أ�ساليب التدريب والتعليم و�سالمتها‪ ،‬و�سرعة التعليم �أو مدى تقدم المتدرب وا�ستجابته للبرنامج‪.‬‬

‫المعيار الثالث‪ :‬البرنامج و�ست�ضمن درا�سة مدى تطابق محتوى �أو م�ضمون البرنامج مع الأهداف المحددة‬
‫والحاجات المطلوبة كالمهارات المراد تنميتها‪� ،‬أو المعارف المراد تح�صيلها �أو الخبرات المراد نقلها‪.‬‬

‫التخطيط اال�ستراتيجي و�أهميته في �صناعة ال�صحف‬


‫ينظر بع�ض المدراء العرب �إلى الإ�ستراتيجية على �إنها خطة طويلة الأجل �أو امتداد للخطط ال�سنوية ولكن على‬
‫نطاق زمني �أطول‪ ،‬ولعلهم معذورين في ذلك نظرا لحداثة تطبيق الإدارة الإ�ستراتيجية في الم�ؤ�س�سات العربية‬
‫ولقلة ما ن�شر عنها في م�ؤلفاتنا الإدارية‪ ،‬وحداثة تدري�سها في جامعتنا العربية هذه النظرة �إلى الإ�ستراتيجية‬
‫لي�ست خاطئة ولكنها في حاجة �إلى بع�ض التعديالت والإ�ضافات لتكون متكاملة و�أكثر ارتباطا بالواقع‪.‬‬
‫يتناول هذا الف�صل المعاني الخا�صة بالإ�ستراتيجية والإدارة الإ�ستراتيجية ومراحلها الأ�سا�سية‪ ،‬ونقدم بع�ض‬
‫الأ�شكال والنماذج التي تو�ضح ذلك ومن جانب �آخر �سوف يتم تو�ضيح �أهمية الإدارة الإ�ستراتيجية من خالل‬
‫ت�سليط الأ�ضواء على فوائدها وابرز التحديات التي تواجها حاليا‪.‬‬
‫�أوال‪ :‬مفهوم الإدارة اال�سترايجية‬
‫بالإمكان تعريف الإ�ستراتيجية ‪ Strategic Management‬ب�أنها‪:‬‬
‫علم وفن �صياغة وتنفيذ وتقيم القرارات الوظيفية المختلفة والتي تمكن المنظمة من تحقيق �أهدافها �إنها‪:‬‬
‫مجموعة القرارات والت�صرفات الإدارية التي تحدد �أداء المنظمة في الأمد الطويل‪.‬‬
‫وي�ؤكد العالمان ‪ Thompson & Strickland‬على الإدارة الإ�ستراتيجية هي‪:‬‬
‫العملية التي بوا�سطتها يتمكن المدراء من ت�أ�سي�س اتجاه طويل الأمد للمنظمة وتحديد �أهدافها وتطوير اال�ستراتيجيات‬
‫لغر�ض تحقيق هذه الأهداف في �ضوء المتغيرات الداخلية والخارجية ذات العالقة‬

‫‪88‬‬
‫وهنالك من يرى �إن الإدارة الإ�ستراتيجية هي العملية الإدارية التي ت�ستهدف انجاز ر�سالة المنظمة من خالل‬
‫�إدارة وتوجيه عالقة المنظمة من بيئتها‪.‬‬
‫�أما (‪Ansoff‬ان�سوف)‪ ،‬وهو من �أ�شهر الكتاب في هذا المجال فيعرف الإدارة الإ�ستراتيجية ب�أنها‪:‬‬
‫ت�صور المنظمة لعالقتها مع بيئتها بحيث يو�ضح هذا الت�صور نوع العمليات التي يجب القيام بها على المدى‬
‫البعيد الذي يجب ان تذهب �إليه المنظمة والغايات التي يجب �أن تحققها‪.‬‬
‫�إن تفح�ص هذه التعريفات التي قبلت في الإدارة الإ�ستراتيجية يو�ضح ان بع�ضها يركز على ت�صور دور‬
‫المنظمة ر�سالتها وغاياتها بينما يركز بع�ضها الآخر على عملية اتخاذ القرارات الإ�ستراتيجية وتخ�صي�ص‬
‫الموارد التنظيمية‪ ،‬وعلى �إنها علم وفن �صياغة وتنفيذ وتقييم القرارات الوظيفية المختلفة‪ ،‬وفي هذا ال�صدد‬
‫يمكن القول �إن الإدارة الإ�ستراتيجية هي‪:‬‬
‫ت�صور الر�ؤى الم�ستقبلية للمنظمة وت�صميم ر�سالتها وتحديد غايتها على المدى البعيد وتحديد �أبعاد‬
‫العالقات المتوقعة بينها وبين بيئتها بما ي�سهم في بيان الفر�ص والمخاطر المحيطة بها‪ ،‬ونقاط القوة وال�ضعف‬
‫المميزة لها‪ ،‬وذلك بهدف اتخاذ القرارات الإ�ستراتيجية الم�ؤثرة على المدى البعيد ومراجعتها وتقويمها‪.‬‬
‫ثانيا‪� :‬أهمية الإدارة الإ�ستراتيجية‬
‫تزايد �إيمان الإدارة العليا ب�أهمية الإدارة العليا ب�أهمية الإدارة الإ�ستراتيجية والتفكير اال�ستراتيجي في‬
‫المنظمات المختلفة (الكبيرة وال�صغيرة) مرده وجود عاملين �أ�سا�سيان يتفاعالن معا‪:‬‬
‫الأول‪� :‬إن �إيمان الإدارة العليا بالإدارة الإ�ستراتيجية واعتمادها في �إطار العمل الآني والم�ستقبلي من �ش�أنه‬
‫تحقيق فوائد عديدة للمنظمة‪.‬‬
‫الثاني‪� :‬إن اعتماد الإدارة الإ�ستراتيجية �أ�صبح الآن خيارا ا�ستراتيجيا بالن�سبة للإدارة العليا في المنظمات نظرا‬
‫لما تواجهه من تحديات (غير عادية) عديدة محلية‪� ،‬إقليمية‪ ،‬عالمية وبالتالي فان التفكير ب�إدارة العمل وتحقيق‬
‫�أهداف المنظمة بالأ�ساليب التقليدية ما عاد مجديا في يومنا هذا‪.‬‬
‫و�سوف ن�ستعر�ض هنا بع�ض الفوائد التي يمكن ان تحققها المنظمة عند ا�ستخدامها الإدارة الإ�ستراتيجية‬
‫ب�أ�ساليب عملية بعيدة عن التقليد والع�شوائية‪ ،‬وكذلك الإ�شارة في بع�ض التحديات التي تواجهها المنظمات‬
‫والتي نفتر�ض على المنظمة �ضرورة تبني الإدارة الإ�ستراتيجية فكرا وعمال في مختلف الم�ستويات والأن�شطة‬
‫التنظيمية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬فوائد الإدارة الإ�ستراتيجية‬
‫‪ .1‬و�ضوح الر�ؤية الم�ستقبلية واتخاذ القرارات الإ�ستراتيجية تتطلب �صياغة الإ�ستراتيجية قدرا كبيرا‬
‫من دقة توقع الأحداث الم�ستقبلية والتنب�ؤ بمجريات الأمور واال�ستعداد لها مما يمكن من تطبيقها‬
‫وبالتالي نمو المنظمة �أي �إن الإدارة الإ�ستراتيجية ت�سمح للمنظمة باال�ستعداد الم�سبق لم�ستقبل (بدال‬
‫من اال�ستجابة فقط) والت�أثير في الأن�شطة المختلفة وبالتالي في ممار�سة ال�سيطرة على م�ستقبلها‬
‫الخا�ص‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ .2‬تاريخيا كانت الفائدة الأ�سا�سية الإ�ستراتيجية تنح�صر في م�ساعدة المنظمة في عمل ا�ستراتيجيات‬
‫جيدة من خالل ا�ستخدام الطريقة المعينة في �إيجاد الخيار اال�ستراتيجي وبالرغم من �إن ذلك ال‬
‫زال ي�شكل ميزة �أ�سا�سية في الإدارة الإ�ستراتيجية‪� ،‬إال �أن الدرا�سات الحديثة ت�ؤكد على �أن العملية‬
‫‪ Process‬ولي�س القرار �أو التوثيق‪،‬هي الم�ساهمة الأهم للإدارة الإ�ستراتيجية‪.‬‬
‫فالأ�سلوب والطريقة التي تمار�س بها الإدارة الإ�ستراتيجية تحتل �أهمية ا�ستثنائية فالهدف الأ�سا�سي للعملية‬
‫هو تحقيق الفهم وااللتزام من قبل جميع العاملين (المدراء والموظفين)‪.‬‬
‫وقد يكون التفهم من بين �أهم الفوائد للإدارة الإ�ستراتيجية متبوعا بالإخال�ص وااللتزام وحينما يفهم‬
‫كل من المدير والموظف �أو العامل ماذا تفعل المنظمة ولماذا �سي�شعر كل منهم انه جزء من هذه‬
‫المنظمة و�سيكون �أكثر التزاما بم�ساعدتها في تحقيق هدافها‪.‬‬
‫‪ .3‬ا�ستيعاب وفهم �أف�ضل المتغيرات البيئية �سريعة التغير ت�ستطيع المنظمات من خالل اعتمادها الإدارة‬
‫الإ�ستراتيجية اال�ستيعاب الأف�ضل والت�أثير في الظروف االقت�صادية واالجتماعية ومتغيرات بيئتها في‬
‫المدى البعيد قيا�سا في و�ضعها في الأمد الق�صير‪ ،‬ومن ثم ت�ستطيع ا�ستغالل الفر�ص المتاحة وتقليل‬
‫اثر المخاطر البيئية بما يخدم نقاط القوة ويحجم نقاط ال�ضعف داخليا‪.‬‬
‫‪ .4‬تحقيق النتائج االقت�صادية والمالية �أثبتت الدرا�سات الميدانية ان المنظمات التي ت�ستخدم الإدارة‬
‫الإ�ستراتيجية هي �أكثر نجاحا من تلك التي ت�ستخدم هذا االخت�صا�ص‪ ،‬فهناك عالقة ايجابية بين‬
‫النتائج االقت�صادية والمالية المنظمة ومدى اهتمامها ب�إدارة ا�ستراتيجياتها طويلة المدى‪.‬‬
‫‪ .5‬تدعيم المركز التناف�سي‪ :‬تقوى الإدارة الإ�ستراتيجية مركز المنظمة في ظل الظروف التناف�سية‬
‫ال�شديدة‪ ،‬وتدعم مركز ال�صناعات التي تواجه تغيرات تكنولوجية متالحقة‪ ،‬كما ت�ساعد المنظمة على‬
‫اال�ستفادة من مواردها المتنوعة نظرا الت�ساع �سيطرتها الفكرية على �أمور ال�سوق‪.‬‬
‫‪ .6‬التخ�صي�ص الفعال لإمكانات والموارد‪ :‬ت�ساعد الإدارة الإ�ستراتيجية على توجيه جهود المنظمة ب�شكل‬
‫جيد في المدى البعيد‪ ،‬كما ت�ساهم في ح�سن ا�ستخدام مواردها و�إمكاناتها بطريقة فعالة وبما ي�ضمن‬
‫ا�ستغالل نقاط القوة والتغلب على نواحي ال�ضعف‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التحديات التي تواجه الإدارة الإ�ستراتيجية‬
‫هناك مجموعة من التحديات نجد من ال�ضروري �إثارتها �أمام القارئ من اجل التمعن فيها و�أخذها بالح�سبان‬
‫وهو ي�صنع قراراته الإدارية‪ .‬ومن بين هذه التحديات ما يلي‪:‬‬
‫�أ‪ .‬ت�سارع التغيرات الكمية والنوعية وبيئة الأعمال‪:‬‬
‫نعي�ش اليوم في عالم �سريع التغير في كل نواحيه ومظاهره‪ ،‬عالم تكاد تال�شى فيه حدود الزمان والمكان‪،‬‬
‫بين ما هو قديم وجديد‪ ،‬ويظهر التغير في البيئة ال�سيا�سية واالجتماعية واالقت�صادية والتكنولوجية والمعلوماتية‪،‬‬
‫ومن ثم فقد �أ�صبح و�ضع اال�ستراتيجيات والتعامل مع الفر�ص والتهديدات �أمرا حيويا وهام وفي مختلف �أنواع‬

‫‪90‬‬
‫المنظمات العربية‪.‬‬
‫ب‪ .‬ازدياد حدة المناف�سة‪:‬‬
‫لم تعد المناف�سة مقت�صرة على ال�سعر وجودة المنتج فقط كما كان الو�ضع �سابقا‪ ،‬بل تعددت الآن �أ�س�س المناف�سة‬
‫لت�شمل كل �أن�شطة المنظمة‪ ،‬ولت�صبح مناف�سة كونية �أي�ضا ‪.Global Competition‬‬
‫وتت�ضح هذه ال�صورة في ظهور مناف�سين جدد با�ستمرار وزيادة حدة المناف�سة ب�صورة عامة الأمر الذي‬
‫يفر�ض على الإدارة العليا تحدي و�ضع خطط �إ�ستراتيجية كفاءة وبعيدة المدى لمعالجة و�ضع المنظم في �أ�سواق‬
‫مختلفة على �سبيل المثال قبل ع�شرين عاما كانت �شركة جنرال موتورز تتحدى العالم ب�صناعتها ونموذجا مت�آلفا‬
‫يتطلع �إليه المدراء في بقية �أقطار العالم‪� ،‬أما اليوم فنجدها تلهث من اجل البقاء على حد قول احد مدراها‪.‬‬
‫ج‪ .‬التحالفات الإ�ستراتيجية ‪Strategic coalition‬‬
‫لقد تال�شت من عالم الأعمال حدود ال�سيادة بين الدول وذلك مع تزايد الطبيعة االعتمادية المتبادلة‬
‫لالقت�صاديات ونمو المناف�سة الأجنبية في الأ�سواق المحلية وندرة الموارد الطبيعية وحرية التبادل التجاري هذه‬
‫العوامل وغيرها جعلت ال�شركات (اليابانية مثال) تتجه نحو �إقامة تحالفات �إ�ستراتيجية مفتوحة مع ال�شركات‬
‫العالمية الأخرى بحيث يتعرف كل طرف على عنا�صر القوة التقنية عند الطرف الآخر‪.‬‬
‫د‪ .‬والتطورات الأخيرة في �صناعة ال�سيارات ت�ؤكد هذا االتجاه حيث نجد مثال التحالف القائم بين �شركة‬
‫‪ Toyota‬و�شركة ‪ GE‬من اجل �إن�شاء م�شروع لتطوير ت�صنيع ال�سيارات ونف�س ال�شئ بالن�سبة للتحالفات‬
‫القائمة بين �شركتي‪ Ford. Mazda. Ford. Nissan‬وبين �شركتي ‪ Philips‬و ‪ Samsung‬في‬
‫مجال و�ضع التلفزيون ذي ال�صور المج�سمة‪.‬‬
‫ه‪ .‬د‪ .‬كما �أ�صبح ال�صراع على موارد الطاقة والماء والكفاءات العلمية النادرة �سمة الع�صر وترتب على‬
‫المنظمات و�ضع اال�ستراتيجيات التي ت�ضمن توفير الموارد بالقدرة وبالموا�صفات المطلوبة وفي الوقت‬
‫المنا�سب فقد انتهي ع�صر الوفرة للعديد من م�ستلزمات الإنتاج و�أ�صبحت الندرة هي ال�سمة الغالبة في‬
‫وقتنا الحا�ضر‪.‬‬
‫و‪ .‬ظهور المنظمات المتعلمة‪Learning Organizations :‬‬
‫�أمام التغيرات البيئية ال�سريعة وغير الم�ؤكدة �أ�صبح لزاما على المنظمات امتالك القدرة على التناف�س‬
‫الناجح في مثل هذه البيئات وال يتحقق لها ذلك �إال �إذا امتلكت مرونة �إ�ستراتيجية تمكنها من تكوين ميزة تناف�سية‬
‫م�ستدامة وتتطلب المرونة الإ�ستراتيجية التزاما طويل الأمد لتطوير وتنمية الموارد ذات الأهمية اال�ستثنائية‬
‫كما تتطلب �إلزامية �أن ت�صبح المنظمة متعلمة وتركز ب�شكل مبا�شر على الح�صول على المعرفة ‪،Knowledge‬‬
‫ويمكن �أن ت�شكل المعرفة ميزة �إ�ستراتيجية في �أي مكان على المدى البعيد وهي �أ�سا�س القدرة في عملية خلق‬
‫المنتجات الجديدة �أو تطوير المنتجات الحالية وتقوم المعرفة بدور الم�ضاعف للثروة والقوة بمعنى ان بالإمكان‬
‫ا�ستخدامها �أما لزيادة (�أو تقليل) المتاح منها من اجل تحقيق زيادة ق�صوى في الكفاءة‪.‬‬
‫خام�سا‪ :‬مراحل الإدارة الإ�ستراتيجية‬
‫لدينا �أربعة مراحل وخطوات في الإدارة الإ�ستراتيجية هي‪:‬‬
‫ ‪ .1‬التحليل والر�صد البيئي ‪ Environmental Scanning‬ويت�ضمن الم�سح �أو التحليل البيئية‬
‫‪91‬‬
‫الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫ ‪� .2‬صياغة الإ�ستراتيجية ‪� Strategy Formulation‬أي التخطيط اال�ستراتيجي طويل الأمد‪.‬‬
‫ ‪ .3‬التطبيق اال�ستراتيجي ‪Strategy Implementation‬‬
‫ ‪ .4‬التقويم وال�سيطرة ‪Evaluation and Control‬‬
‫وتتميز هذه المراحل التي ت�شكل في جملتها عملية ‪ Process‬ذات خم�س خ�صائ�ص �أ�سا�سية‪:‬‬
‫�أوال‪ :‬انه ال يمكن البدء في مرحلة �إال بعد االنتهاء من المرحلة ال�سابقة لها‪.‬‬
‫ثانيا‪� :‬إن جودة كل مرحلة توقف على جودة المرحلة ال�سابقة لها �أي ان التغير الذي يحدث في �أي منها ي�ؤثر في‬
‫المراحل الأخرى (ال�سابقة �أو الالحقة)‪.‬‬
‫فالتغير في ر�سالة المنظمة ي�ؤثر على تغيير �أ�سلوب تعاملنا مع البيئة قد ت�ؤدي �إلى تعديل في الر�سالة‪،‬‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫ثالثا‪� :‬إن الإدارة الإ�ستراتيجية عملية م�ستمرة �ش�أنها �ش�أن �أي من العمليات الإدارية الأخرى التي تعرفت عليها‬
‫�سابق ًا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ينبغي النظر �إلى الإدارة الإ�ستراتيجية باعتبارها عملية �ضرورية تتطلب وجود تدفق م�ستمر للمعلومات تتم‬
‫بوا�سطته مراجعة مراحل هذه العملية و�إجراء الخطوات الت�صحيحية في �أي من مكوناتها‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫�أوال‪ :‬التحليل والر�صد البيئي ‪Environ mental Scanning‬‬
‫التحليل البيئي هو ا�ستعرا�ض وتقييم وتوزيع المعلومات التي تم الح�صول عليها من البيئة الخارجية‬
‫والداخلية �إلى المديرين الإ�ستراتيجيين في المنظمة وينح�صر هدف التحليل اال�ستراتيجي في التعرف على‬
‫العوامل الإ�ستراتيجية ‪ Strategic Factors‬التي �سوف تحدد م�ستقبل المنظمة واب�سط طريقة لإجراء مثل‬
‫هذا التحليل هو تحليل “�سووت ‪.SWOT Analysis‬‬
‫وي�ستخدم م�صطلح ‪ SWOT‬لتحديد الفر�ص ‪ Opportunities‬والتهديدات ‪ Threats‬في البيئة‬
‫الخارجية لمنظمة ‪ External Environment‬والتي لي�ست تحت �سيطرة المنظمة في الأمد الق�صير وت�شكل‬
‫هذه المتغيرات المحتوى �أو الإطار الذي تعمل فيه المنظمة وتتمثل بالقوى واالتجاهات االجتماعية العامة وبع�ض‬
‫العوامل الخا�صة في البيئة ال�صناعية للمنظمة‪.‬‬
‫وكذلك لتحديد عوامل القوة ‪ Strengths‬وال�ضعف ‪ Weaknesses‬والتي لي�ست بال�ضرورة تحت �سيطرة‬
‫الإدارة العليا في الأمد الق�صير وتت�ضمن هذه العوامل هيكل المنظمة ثقافة المنظمة والموارد المختلفة للمنظمة‪.‬‬
‫وت�شكل نقاط القوة الأ�سا�سية للخ�صائ�ص الرئي�سية التي ت�ستخدمها المنظمة للح�صول على الميزة التناف�سية‬
‫ويو�ضح ال�شكل التالي المتغيرات البيئية الخارجية والداخلية للمنظمة‪.‬‬
‫ثاني ًا‪� :‬صياغة الإ�ستراتيجية ‪Strategy Formulation‬‬
‫يق�صد ب�صياغة الإ�ستراتيجية و�ضع خطط طويلة الأمد لتمكن الإدارة العليا من �إدارة الفر�ص والتهديدات‬
‫ونقاط القوة وال�ضعف ب�أ�سلوب فعال‪ .‬وتت�ضمن عملية ال�صياغة الإ�ستراتيجية التحديد الدقيق لكل من المجاالت‬
‫الآتية‪:‬‬
‫ �أ‪ .‬تحديد ر�سالة المنظمة‪.‬‬
‫ ب‪ .‬تحديد الأهداف القابلة لتحقيق‬
‫ج‪ .‬و�ضع اال�ستراتيجيات وتطويرها‬
‫د‪ .‬و�ضع ال�سيا�سات الكفيلة بتحقيق الأهداف واال�ستراتيجيات �ضمن �إطار ر�سالة المنظمة‪.‬‬
‫والأتي نبذة مخت�صرة لكل من هذه المجاالت‪:‬‬
‫ �أ‪ .‬تحديد ر�سالة المنظمة ‪Mission‬‬
‫تكمن الخطوة الجوهرية الأولى في عملية الإدارة الإ�ستراتيجية في �صياغة ر�ؤيا �شاملة للمنظمة �إذ يجب ان يكون‬
‫لكل منظمة فل�سفة وفكر خا�ص بها يميزها عن المنظمات الأخرى‪ ،‬ويحدد الغر�ض من ووجودها وي�ضع المالمح‬
‫الأ�سا�سية للأ�سواق وال�سلع التي تعمل فيها والم�ستهلك النهائي‪.‬‬
‫فر�سالة المنظمة هي الغر�ض �أو �سبب وجود المنظمة في بيئة معنية‪� ،‬إنها وثيقة مكتوبة تمثل د�ستور المنظمة‬
‫والمر�شد الرئي�سي لكافة القرارات والجهود‪ ،‬وتغطي عادة فترة زمنية طويلة الأمد‪.‬‬
‫وفي حقيقة الأمر نجد ان تحديد ر�سالة محددة ووا�ضحة للمنظمة يجب على �أربعة �أ�سئلة هامة‪:‬‬
‫ ما هو عمل المنظمة الآن وماذا �سيكون في الم�ستقبل؟‬ ‫‪o‬‬ ‫ ‬
‫ لمن ي�ؤدي هذا العمل؟‬‫‪o‬‬ ‫ ‬
‫‪93‬‬
‫لماذا توجد المنظمة؟‬ ‫‪o‬‬
‫ ‬ ‫ ‬
‫الإجابة على هذه الت�سا�ؤالت الأ�سا�سية ي�ساعد المديرين في تجنب خطر الوقوع في �إ�شكالية التوجه باتجاهات‬
‫متعددة في لحظة واحدة‪ ،‬فعندما يفتقد قائد ال�سفينة بو�صلة المالحة تت�ساوى �أمامه االتجاهات الأربعة وهو‬
‫و�سط البحر‪.‬‬
‫ ب‪ .‬تحديد الأهداف القابلة للتحقيق‬
‫تظهر الحاجة �إلى وجود الأهداف في جميع المنظمات بغ�ض النظر عن الخ�صائ�ص الإدارية والتنظيمية‬
‫التي تتميز بها‪� ،‬إن ملية �إقامة غايات منهجية ال ت�ضمن فقط توجيه المنظمة نحو تحقيق �أهداف معينة بل يمنع‬
‫االنحراف والن�شاط غير الهادف واالرتباك عما ينبغي تحقيقه و�ضياع الغاية من وجود المنظمة‪.‬‬
‫الأهداف ‪ Objectives‬هي النتائج النهائية للن�شاط المخطط الن�شاط الذي ترغب المنظمة في‬
‫تحقيقه‪.‬‬
‫وتحدد الأهداف “ماذا” يجب انجازه “ومتى” يجب �أن يتم؟ ويف�ضل �أن يتم ذلك ب�أ�سلوب كمي كلما‬
‫�أمكن‪.‬‬
‫وهناك من يفرق بين الغايات ‪ Goals‬والأهداف ‪� Objective‬إذ يرى �أن الغايات هي حالة عامة لما‬
‫يريد �أن يحققه الفرد في الم�ستقبل البعيد وفي الغالب ال تخ�ضع للت�أطير الكمي‪� ،‬أما الأهداف فهي التي ت�شتق من‬
‫الغايات �إنها الغايات النهائية الواجب تحقيقها مثل تعظيم الأرباح ‪.profit Maximization‬‬

‫ومن بين المجاالت التي تتجه المنظمة �إلى تحديد الغايات والأهداف فيها ما يلي‪:‬‬
‫الربحية‪ ،‬الكفاءة‪ ،‬النمو‪ ،‬الم�ساهمة في ر�ضاء العاملين‪ ،‬الم�ساهمة في خدمة المجتمع‪ ،‬البقاء‪ ،‬قيادة ال�سوق‪،‬‬
‫الحاجات ال�شخ�صية للإدارة العليا)‪.‬‬
‫هذا وتتكون الأهداف من �أربعة عنا�صر هي‬
‫ غاية يتعلق بها الهدف (تعظيم الأرباح مثال �أو زيادة المبيعات)‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫ ‬
‫ مقيا�س درجة التقدم نحو تحقيق الغاية (ن�سبة الربح ال�صافي �إلى ر�أ�س المال المملوك مثال‬ ‫‪o‬‬ ‫ ‬
‫لقيا�س مدى تعظيم الأرباح)‪.‬‬
‫ ن�سبة م�ستهدفة لتحقيق الهدف (‪ %12‬مثال)‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫ ‬
‫ �إطار زمني لتحقيق الهدف (�سنة مثال)‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫ ‬
‫ولكي تكون عملية الأهداف مجدية بالن�سبة للإدارة‪ ،‬ال بد من تحديد هذه العنا�صر الأربعة بدقة وبو�ضوح تام‬
‫كما يجب اختيار كل واحد من هذه العنا�صر بعد البحث والدرا�سة بعناية فائقة‪.‬‬
‫وبمجرد اختيار الإدارة للمقايي�س الفردية لكل من �أهدافها ف�أنه يتوجب عليها‪:‬‬
‫الت�أكد من �إمكانية تحقيق الأهداف فرديا وجماعيا‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪o‬‬ ‫ ‬
‫ترتيب الأهداف المختارة والمعدلة طبق ًا لأولويات تحقيقها‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫ ‬ ‫ ‬
‫تف�صيل الأهداف المختارة �إلى �أهداف فرعية ح�سب �أنواع �أن�شطة الأعمال التي تزاولها‬ ‫‪o‬‬
‫ ‬ ‫ ‬
‫‪94‬‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫الت�أكد من عدم تعار�ض الأهداف الفرعية مع ا�ستراتيجيات الأعمال وا�ستراتيجيات المنظمة‬ ‫‪o‬‬
‫ ‬ ‫ ‬
‫والمخاطر والفر�ص في البيئة الخارجية ل�ضمان �إمكانية تحقيق هذه الأهداف‪.‬‬
‫ج‪ .‬و�ضع اال�ستراتيجيات وتطويرها ‪Development Strategies‬‬ ‫ ‬
‫الإ�ستراتيجية الخا�صة بالمنظمة هي خطة رئي�سية �شاملة تحدد كيف �ستنجز المنظمة ر�سالتها و�أهدافها‬
‫وذلك من خالل اال�ستفادة الق�صوى من الميزات التناف�سية وتقلي�ص الآثار ال�سلبية للمخاطر والم�ساوئ التي‬
‫تفرزها المناف�سة �إنها مجموعة الأفعال والقرارات التي ي�ضطلع بها المديرون من اجل تحقيق م�ستوى متفوق من‬
‫الأداء للمنظمة‪.‬‬
‫وبالرغم من تعدد الآراء ب�ش�أن عدد الم�ستويات الإ�ستراتيجية في منظمات الأعمال �إي �أن هناك ثالثة‬
‫م�ستويات للإ�ستراتيجية‪ ،‬متكاملة مع بع�ضها‪ ،‬لكل منها مكانتها و�سماتها والدور المخطط لها والمخت�ص‬
‫بو�ضعها‪ .‬وهذه الم�ستويات هي‪:‬‬
‫الإ�ستراتيجية الكلية �أو الإ�ستراتيجية المنظمة‪Corporate Strategy‬‬ ‫ ‪. 1‬‬
‫في هذا الم�ستوى تتول الإدارة الإ�ستراتيجية عملية تخطيط كل الأن�شطة المت�صلة ب�صياغة ر�سالة المنظمة‬
‫وتحديد االتجاه العام للمنظمة من حيث مدى النمو وكيفية �إدارة �أن�شطة المنظمة وخطوط �سلعها وهي تهتم ب�س�ؤال‬
‫�أ�سا�سي هو ما هي مجموعة الأعمال التي ينبغي �أن تعمل فيها المنظمة؟‬
‫وبالتالي ف�أنها تهتم بتحديد ال�صناعات التي ينبغي �أن تعمل فيها المنظمة �أو تدخل فيها �أو تخرج منها‪.‬‬
‫وعليه ف�أن �إ�ستراتيجية المنظمة تهتم بتحليل وتعريف الفجوة الإ�ستراتيجية ‪ Strategic Gap‬وتحديد‬
‫الغايات الجوهرية التي تهدف المنظمة �إلى تحقيقها وبيان منهج تحديد الموارد وتخ�صي�صها بين وحدات الأعمال‬
‫في المنظمة وتتميز اال�ستراتيجيات الكلية بكونها ا�ستراتيجيات طويلة الأجل‪ ،‬كما وت�ؤثر على كل المنظمة‪.‬‬
‫ا�ستراتيجيات وحدات الأعمال ‪Business Units Strategies‬‬ ‫ ‪. 2‬‬
‫تتمركز هذه اال�ستراتيجيات على م�ستوى ن�شاط الأعمال وهنا يكون التركيز على كيفية تح�سين المركز‬
‫التناف�سي للمنظمة بخ�صو�ص ال�سلع �أو الخدمات التي تنتجها الوحدة وتقدمها في البيئة ال�صناعية �أو قطاع‬
‫�سوقي معين‪.‬‬
‫ومن �أهم القرارات الإ�ستراتيجية في هذا المجال تلك الخا�صة بتحديد خط المنتجات تنمية ال�سوق‪،‬‬
‫التوزيع‪ ،‬التمويل‪ ،‬العمالة‪ ،‬البحث والتطوير‪ ،‬ت�صميم نظم الت�صنيع وتحليل الأو�ضاع البيئية لتحديد الفر�ص‬
‫والمخاطر المحتمل ان تواجها المنظمة وتمتاز ا�ستراتيجيات الأعمال بكونها تركيزا �أو اقل مدى من �إ�ستراتيجية‬
‫المنظمة ككل‪.‬‬
‫الإ�ستراتيجية الوظيفية ‪Function Strategy‬‬ ‫ ‪. 3‬‬
‫تهتم الإ�ستراتيجية الوظيفية بمجال وظيفي معين لتحقيق �أهداف وا�ستراتيجيات الوحدة الإدارية والمنظمة‬
‫عن طريق تعظيم �إنتاجية الموارد المتاحة حيث ت�ضع الأق�سام الوظيفية (في �ضوء القيود التي تحددها‬
‫ا�ستراتيجيات المنظمة وا�ستراتيجيات الأعمال)‪ ،‬ا�ستراتيجيات لتجميع ن�شاطاتها الوظيفية المختلفة ومقدرتها‬
‫‪95‬‬
‫على تح�سين الأداء ومن بين هذه اال�ستراتيجيات‪� ،‬إ�ستراتيجية الت�سويق‪ ،‬و�إ�ستراتيجية الإنتاج و�إ�ستراتيجية‬
‫الأفراد وهكذا‪.‬‬
‫وتتميز اال�ستراتيجيات في هذا الم�ستوى ب�أنها ذات طابع ت�شغيلي وتنفيذي ق�صير ال ي�ستمر ت�أثيرها لفترة‬
‫طويلة ومن �أمثلة ذلك القرارات الإ�ستراتيجية الخا�صة باختيار الموردين والمناطق الجغرافية والتحفيز والرقابة‬
‫و�أماكن تقديم مراكز الخدمة الخا�صة بال�صيانة‪.‬‬
‫و�ضع ال�سيا�سات ‪Policies‬‬ ‫ ‪. 4‬‬
‫لي�س اختيار الإ�ستراتيجية المالئمة حاليا لو�ضع المنظمة هو نهاية المطاف ل�صياغة الإ�ستراتيجية بل ال بد‬
‫من و�ضع ال�سيا�سات من قبل الإدارة العليا لكي ن�صف من خاللها القواعد الأ�سا�سية للتنفيذ وتتبع ال�سيا�سات من‬
‫الإ�ستراتيجية المختارة لت�شكل خطوط �إر�شاد عري�ضة ‪ Broad guidelines‬ي�ستر�شد بها العاملون في اتخاذ‬
‫القرارات الجوهرية ذات المدى الزمني البعيد في مختلف �أجزاء المنظمة‪.‬‬
‫�إنها مجموعة المبادئ والمفاهيم التي ت�ضعها الإدارة العليا لكي تهتدي بها مختلف الم�ستويات الإدارية‬
‫عند و�ضع خططها وتنفيذها وي�ستر�شد بها المديرون عندما يتخذون قراراتهم في ن�شاطهم اليومي‪ ،‬ويلتزم‬
‫بها المنفذون �أثناء قيامهم بواجباتهم الوظيفية‪� ،‬إنها بعبارة �أخرى بمثابة د�ستور للعمل فهي الإطار الدائم‬
‫الذي يوجه الفكر في اتخاذ القرارات وفي نطاقها تتم جميع الت�صرفات في ان�سجام وتوافق و�صوال �إلى الهدف‬
‫الم�شترك‪.‬‬
‫وت�ستخدم المنظمة ال�سيا�سات لكي ت�ضمن قيام العاملين منها باتخاذ القرارات ب�أ�ساليب تدعم ر�سالة المنظمة‬
‫و�أهدافها وا�ستراتيجياتها‪ ،‬وتبقي ال�سيا�سات لمدة طويلة من الزمن وقد تظل باقية حتى بعد زوال اال�سترتيجية التي‬
‫�أدت �إلى و�ضعها وقد ت�صبح مثل هذه ال�سيا�سات الإدارية ما يلي‪:‬‬
‫�إن �شركتنا ترف�ض �أي تفي�ض في التكاليف �إذا اقترن بتخفي�ض جودة منتجاتنا ب�أي �شكل من الأ�شكال‬
‫‪.Maytag Company‬‬
‫يجب �أن تحتل �شركة جنرال موتوز ‪ General Implementation‬المرتبة الأولى �أو الثانية في �أي‬
‫�سوق‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬تنفيذ الإ�ستراتيجية ‪Strategy Implementation‬‬
‫يق�صد بتنفيذ �أو تطبيق الإ�ستراتيجية العملية التي بوا�سطتها يتم و�ضع اال�ستراتيجيات وال�سيا�سات مو�ضع‬
‫التنفيذ من خالل البرامج والميزانيات والإجراءات‪ ،‬ويتم تنفيذ هذه العملية من قبل ويرى الإدارة الو�سطى‬
‫و الإ�شرافية ولكنها تراجع من قبل الإدارة العليا‪ ،‬و�أ�شار �إليها �أحيانا بالتخطيط الت�شغيلي ‪Operational‬‬
‫‪ planning‬وهي تهتم بالم�شكالت اليومية لتوزيع الموارد‪.‬‬
‫وقد تت�ضمن هذه العملية تغيير في ثقافة المنظمة والهيكل التنظيمي ونظام الإدارة والأتي �شرح مخت�صر لكل‬
‫البرامج والموازنات والإجراءات‪.‬‬
‫البرامج ‪:Programs‬‬
‫‪96‬‬
‫البرنامج هو مجموعة من الن�شاطات والخطوات الالزمة لتحقيق خطة ذات غر�ض محدد‪� ،‬إنها تعمل على‬
‫تفعيل الإ�ستراتيجية وقد تت�ضمن �إعادة هيكلة المنظمة �أو تغيير في ثقافتها �أو البدء بجهود بحثية جديدة‪.‬‬
‫الميزانيات ‪:Budgets‬‬
‫هي ترجمة البرامج �إلى قيم نقدية �إنها تت�ضمن و�ضع قوائم التكاليف التف�صيلية لكل برنامج لأغرا�ض‬
‫التخطيط والمتابعة ك�أن ن�ضع ميزانية للإعالن و�أخرى لحوافز وثالثة للبحث والتطوير‪.‬‬
‫الإجراءات ‪:Procedures‬‬
‫ي�شار �إليها �أحيانا بالإجراءات الت�شغيلية المعيارية �إنها ت�صف تف�صيليا الأن�شطة المختلفة التي يجب القيام‬
‫بها النجاز برنامج المنظمة على �سبيل المثال قد ت�ضع المنظمة �إجراءات محددة لكيفية ا�ستيراد الموارد الأولية‬
‫من ال�سوق المحلية �أو الأجنبية وقد تت�ضمن الإجراءات قائمة بالموردين الذين يجب االت�صال بهم وطرق كتابة‬
‫نموذج موافقة وتفا�صيل الدفع‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬التقييم وال�سيطرة ‪Evaluation and Control‬‬
‫والتقويم والمتابعة الإ�ستراتيجية هما عملية مراقبة يحدد فيها مديرو الإدارة العليا مدى تحقيق التطبيق‬
‫اال�ستراتيجي الختيارهم �أهداف المنظمة وغاياتها ومدى نجاحهم في ذلك‪ ،‬ويتم التقويم على م�ستوى المنظمة‬
‫وم�ستوى وحدات الأعمال �أي�ضا‪.‬‬
‫وي�ستخدم المدراء في جميع الم�ستويات الإدارية المعلومات المتوفرة عن االدعاء من اجل اتخاذ الإجراءات‬
‫الت�صحيحية وحل الم�شكالت وبالرغم من ان التقويم والرقابة يمثالن المرحلة النهائية في الإدارة الإ�ستراتيجية‬
‫ال�سابقة وهذا يحفز الإدارة على عملية الت�صحيح‪.‬‬
‫ومن اجل �ضمان فاعلية كل من التقويم والرقابة البد من ان يح�صل الإداريون على معلومات دقيقة ومو�ضوعية‬
‫و�سريعة من العاملين تحت رئا�ستهم عن طريق ما ي�سمى بالتغذية العك�سية ‪ Feedback‬وبا�ستخدام هذه‬
‫المعلومات ي�ستطيع المدراء مقارنة ما يجرى فعليا ما تم التخطيط له م�سبقا في مرحلة �صياغة الإ�ستراتيجية‪.‬‬
‫وهناك ثالثة �أن�شطة رئي�سية لتقييم الإ�ستراتيجية هي‪:‬‬
‫ ‪ -‬مراجعة العوامل الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫ ‪ -‬قيا�س الأداء وذلك بمراجعة النتاج والت�أكد من ان الأداء التنظيمي والفردي ي�سيران في االتجاه‬
‫ال�صحيح‪.‬‬
‫ ‪ -‬اتخاذ الإجراءات الت�صحيحية‪.‬‬
‫�إن مراجعة وتقويم الإ�ستراتيجية يعد �أمرا جوهريا �إذ ان النجاح في الغد يتوقف على النجاح في �أداء �أن�شطة‬
‫اليوم‪.‬‬
‫الخال�صة‪:‬‬
‫الإدارة الإ�ستراتيجية هي ت�صور الر�ؤى الم�ستقبلية للمنظمة وت�صميم ر�سالتها وتحديد غايتها و�إبعاد العالقة بين‬
‫المنظمة وبيئتها بما ي�سهم في بيان الفر�ص والمخاطر المحيطة بها ونقاط القوة وال�ضعف التي لديها من اجل اتخاذ‬
‫‪97‬‬
‫القرارات الإ�ستراتيجية وو�ضعها مو�ضع التنفيذ وتقويمها ومراقبتها‪.‬‬
‫ان تزايد �إقبال المنظمات على تبنى الإدارة الإ�ستراتيجية فكرا و�أ�سلوبا للعمل يعود بالدرجة الأولى �إلى‬
‫الفوائد التي ت�ستطيع �أن تحققها المنظمة عند تطبيقها لأ�س�س الإدارة الإ�ستراتيجية ب�شكل فعال �إن هذا الإقبال‬
‫مرده �أي�ضا �إن الإدارة الإ�ستراتيجية �أ�صبحت في يومنا هذا خيارا ا�ستراتيجيا ال يمكن للمنظمات �إال �أن تتبناه من‬
‫اجل �أن تكون �أكثر قدرة على مواجهة التحديات غير العادية على الم�ستوى المحلي والعالمي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الأدوار الرئي�سية للمدير اال�ستراتيجي ٍ‬
‫تو�صل هنري منتزيرج (‪� )Henry Mintzberg‬إلى �أن هناك ع�شرة ادوار �أ�سا�سية المدير اال�ستراتيجي‬
‫تقع �ضمن ثالث مجاميع رئي�سية هي‪:‬‬
‫‪ .1‬الأدوار ال�شخ�صية ‪personal roles‬‬ ‫ ‬
‫ي�ؤدي المدير واجبات ر�سمية ذات طبيعة اجتماعية �أو قانونية ب�صفته رئي�سا �صوريا ورمزيا للمنظمة‬
‫‪( Figurehead‬مثل حفالت التقاعد‪ ،‬افتتاح خط �إنتاجي معين‪ ،‬ح�ضور ن�شاطات اجتماعية‪ ،‬وتوقيع عقود‬
‫بالنيابة عن المنظمة)‪ ،‬وبو�صفه قائدا ‪ Leader‬يحث ويحفز ويطور ويقود وير�شد العاملين‪ ،‬وبو�صفه حلقة‬
‫و�صل ‪ Liaison‬يحتفظ ب�شبكة من العالقات و االت�صاالت م�صادر المعلومات للح�صول على المعلومات‬
‫والم�ساعدة �أو الت�أييد‪.‬‬
‫‪ .2‬الأدوار المعلوماتية ‪Information Rotes‬‬ ‫ ‬
‫وتت�ضمن دور المراقب ‪ Monitor‬الذي يقر�أ التقارير ويراجع الم�ؤ�شرات الح�سا�سة لأداء المنظمة‪،‬‬
‫ويقوم بجوالت في المنظمة‪ ،‬وكذلك دور الموزع للمعلومات �أو نا�شر للمعرفة ‪ Disseminator‬بين العاملين‬
‫والأ�شخا�ص المهمين �سواء داخل المنظمة �أو خارجها �إلى جانب دور المتحدث �أو الناطق الر�سمي با�سم المنظمة‬
‫‪ Spokes person‬الذي يطلع الجهات الخارجية ذات العالقة بكل ما من �ش�أنه تعزيز مكانة المنظمة كان‬
‫يتحدث �إلى غرفة التجارة �أو يو�ضح �سيا�سة المنظمة لو�سائل الإعالم وي�شارك في الحمالت الدعائية‪.‬‬
‫‪ .3‬الأدوار القرارية ‪Decisional roles‬‬ ‫ ‬
‫‪ .4‬كما يبحث المدير اال�ستراتيجي عن الم�شروعات في المنظمة والبيئة من اجل تح�سين ال�سلع والعمليات‬ ‫ ‬
‫والوظائف المختلفة‪ ،‬باعتباره رجل �أعمال ريادي ‪ ،Entrepreneur‬واخذ الإجراءات الت�صحيحية في‬
‫�أوقات الأزمات باعتباره معالج لل�صراعات والمتاعب ‪ ،Disturbance Handler‬ويعمل على توزيع‬
‫الموارد المختلفة وفق �أولويات معتمدة بو�صفة موزعا للموارد ‪ Resource Allocate‬وهو يمثل المنظمة‬
‫كمفاو�ض ‪ Negotiator‬في العقود واالتفاقيات مع الممثلين الرئي�سين للجماعات المختلفة في البيئة‬
‫والتفاو�ض مع النقابات والمفو�ضين والممولين والعمالء الرئي�سين للمنظمة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حاكميه المنظمة ‪Corporate Governance‬‬
‫(من الذي يحم المنظمة؟) لكي ينفذ المدراء الإ�ستراتيجيون الإدارة الإ�ستراتيجية بمختلف مفرداتها البد‬
‫من وجود تركيب تنظيمي معين �أو وحدات �إدارية محددة لممار�سة عملية الإدارة الإ�ستراتيجية وتحقيق الأهداف‬
‫الأ�سا�سية للمنظمة في مجاالت البقاء والنمو وهذه الوحدات هي مجل�س الإدارة‪ ،‬والإدارة العليا‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ .1‬مجل�س الإدارة ‪Board of Directors‬‬ ‫ ‬
‫يتكون مجل�س �إدارة ال�شركة من مجموعة من الأع�ضاء (داخليين وخارجين) الم�سئولين قانونا �أمام الجمعية‬
‫العمومية للم�ساهمين عن ح�سن �إدارة المنظمة‪ ،‬فهو الجهة التي يناط بها م�س�ؤولية الإدارة والرقابة وبذلك ين�سب‬
‫�إليه حاالت النجاح �أو الف�شل‪.‬‬
‫كان �أداء مجال�س الإدارة وال يزال في بع�ض ال�شركات �سلبيا وكان اختيار الأع�ضاء يتم على �أ�سا�س مراكزهم‬
‫االجتماعية‪� ،‬أو مدى �صلتهم وقربهم من المديرين بغ�ض النظر عن موا�صفاتهم الإدارية والفنية ومعرفتهم‬
‫للمهمة الأ�سا�سية لل�شركة التي ي�شرفون عليها‪.‬‬
‫م�س�ؤوليات مجل�س الإدارة‪:‬‬
‫ال تملك معايير عليها تحدد �أو تعرف م�س�ؤولية مجل�س الإدارة ب�شكل دقيق فهي تختلف من دولة �إلى �أخرى‬
‫وت�شير الدرا�سات الحديثة التي تمت في ال�شركات الأمريكية �إلى �أن �أع�ضاء مجل�س الإدارة يتم انتخابهم �أو‬
‫تعينهم حاملي الأ�سهم للأغرا�ض الآتية‬
‫‪ .1‬و�ضع �إ�ستراتيجية �ألمنظمة‪ ،‬وتحديد اتجاهها العام ور�سالتها وغايتها‪.‬‬
‫‪ .2‬تعين(�أو ف�صل) المديرين التنفيذيين الرئي�سيين في المنظمة‪.‬‬
‫‪ .3‬الرقابة وال�سيطرة علي الإدارة العليا‪.‬‬
‫‪� .4‬إعادة التقييم والم�صادقة علي ا�ستخدام موارد المنظمة‪.‬‬
‫‪ .5‬االهتمام بم�صالح ذوي الم�صلحة‪.‬‬
‫وبالرغم من �ضرورة اهتمام المجل�س بجميع هذه الواجبات لكن �أهمية كل منها تختلف باختالف الظروف‪.‬‬
‫ومن الناحية القانونية يكون المجل�س م�سئوال عن توجيه �أمور ال�شركة ولي�س �إدارتها فالإدارة من اخت�صا�صات‬
‫الإدارة العليا‪.‬‬
‫دور مجل�س الإدارة في الإدارة الإ�ستراتيجية‪:‬‬
‫لكي ي�ستطيع مجل�س الإدارة مقابله م�س�ؤولياته التي تناولناها في الفقرة ال�سابقة علية القيام بثالثة مهام‬
‫�أ�سا�سية‪:‬‬
‫_ المراقبة‪monitor:‬‬
‫ي�ستطيع المجل�س من خالل لجان �إدارية متخ�ص�صة �أن يبقي متما�شيا وعلي علم بالتطورات التي تحدث داخل وخارج‬
‫المنظمة‪ .‬وبالتالي ي�ستطيع �أن يوجه �أنظار الإدارة �إلي �أي تطورات يمكن �أن تغفلها‪.‬‬
‫_ التقييم والت�أثير‪evaluate and influence :‬‬
‫ي�ستطيع المجل�س فح�ص اقتراحات وقرارات وت�صرفات الإدارة‪ ،‬والموافقة �أو عدم الموافقة عليها‪ ،‬وتقديم‬
‫الن�صح والإر�شاد وو�ضع البدائل‪.‬‬
‫_ اال�ستحداث والتحديد‪initiate and determine:‬‬
‫ي�ستطيع المجل�س ا�ستحداث ر�سالة المنظمة وتحديد البدائل الإ�ستراتيجية للإدارة وبالإمكان و�صف المجل�س‬

‫‪99‬‬
‫�أو تحديد خ�صائ�صه في محاوالته تحقيق هذه المهام الثالث الأ�سا�سية‪ .‬وذلك من خالل تحديد النقطة التي‬
‫تمثله علي مقيا�س م�صمم علي �أ�سا�س مدي �إ�سهامه في الأمور الإ�ستراتيجية للمنظمة‪ .‬تتراوح المجال�س ح�سب‬
‫�أنواعها بين مجال�س هام�شية �أو �صورية ال ت�سهم �إطالقا في تحقيق هذه المهام‪ ،‬ومجال�س ن�شطة ت�سهم بدرجة‬
‫كبيرة في المهام الثالث‪( ،‬اال�ستحداث والتقويم والت�أثير‪ ،‬والمراقبة)‪.‬‬
‫‪ .5‬وت�شير الدرا�سات التي �أعدت في المنظمات �إلى �أن م�ساهمة مجل�س الإدارة تنح�صر بين الم�شاركة‬ ‫ ‬
‫اال�سمية الفاعلة وقد وجدت مجلة ‪ Fortune‬عندما بحثت واقع مجل�س الإدارة في (‪� )500‬شركة ناجحة‬
‫ما يلى‪:‬‬
‫‪ %30‬من المجال�س يعمل بن�شاط مع مجل�س الإدارة لتحديد االتجاه اال�ستراتيجي لل�شركة‪.‬‬ ‫ •‬
‫‪ %30‬من المجال�س ينح�صر دورها في اقل ما يمكن من الم�شاركة (م�شاركة ا�سمية)‪.‬‬ ‫ • ‬
‫‪ %40‬من المجال�س ي�صادق فقط على المقترحات الإ�ستراتيجية التي تقدمها الإدارة العليا‪( ،‬موافقة‬ ‫ • ‬
‫ت�شكيلية او وهمية)‪..‬‬
‫‪ .6‬وقد جرت العادة (ال�سيما في ال�شركات الأمريكية والكندية) �أن يقوم رئي�س مجل�س الإدارة بوظيفة‬ ‫ ‬
‫الرئي�س التنفيذي الأعلى (‪�.Chief Executive Officer )CEO‬إال �أن لهذا الأ�سلوب مخاطرة لأنه‬
‫يعطي للرئي�س او المدير التنفيذي الكثير من القوة وي�ساعد على تقلي�ص ا�ستقاللية المجل�س لذلك �أكدت‬
‫القوانين البريطانية والألمانية واال�سترالية على �ضرورة الف�صل بينها‪.‬‬
‫وتنجز معظم مجال�س الإدارة الفاعلة في ال�شركات الكبيرة �أعمالها من خالل اللجان مثل لجنة التخطيط‬
‫اال�ستراتيجي ولجنة المراجعة‪ ،‬ولجنة التعوي�ضات واللجنة المالية ولجنة الم�شتريات ولجنة التعيينات وبالرغم‬
‫من �أن هذه اللجان لي�س لها واجبات قانونية محددة �إال ما ذكر في التعليمات الداخلية لكنها تمنح �صالحية كاملة‬
‫بالت�صرف في �صالحية المجل�س بين اجتماعاته وبالتالي فهي تت�صرف كامتداد للمجل�س وقد يكون بع�ض هذه‬
‫اللجان دائمة كما هي الحال في لجنة التخطيط اال�ستراتيجي او غير دائمة كما هي الحال في لجان الم�شتريات‬
‫والتعيينات والمراجعة‪.‬‬
‫وبالرغم من �أن م�سئولية الإدارة الإ�ستراتيجية ي�شارك بها جميع العاملين في ال�شركة �إال �أن مجل�س الإدارة‬
‫يلزم الإدارة العليا ب�ضرورة �أداء هذه الم�س�ؤولية على خير وجه‪.‬‬
‫‪ .2‬يتم في الغالب تنفيذ مهام الإدارة العليا من قبل المدير العام او ما ي�سمى بالمدير التنفيذي الأعلى‬ ‫ ‬
‫في ال�شركة وبالتن�سيق مع نوابه ومدراء الأق�سام في ال�شركة ويكون المدير العام م�سئوال �أما مجل�س الإدارة‬
‫عن الإدارة ال�شاملة لل�شركة‪� ،‬إن من واجباته تنفيذ العمل المطلوب مع الآخرين ومن خاللهم لتحقيق‬
‫�أهداف ال�شركة وبالتالي فان عما الإدارة العليا متعدد الجوانب وموجه نحو م�صلحة ال�شركة ككل‪.‬‬
‫ويتوجب على المدير العام �أداء م�س�ؤوليين �أ�سا�سيين بنجاح تام نظرا لأهميتها في فاعلية الإدارة الإ�ستراتيجية‬
‫بال�شركة‬
‫توفير القيادة الإدارية والر�ؤية الإ�ستراتيجية لل�شركة‪.‬‬ ‫ �أ‪ .‬‬
‫‪100‬‬
‫�إدارة عملية التخطيط اال�ستراتيجي‪.‬‬ ‫ ب‪ .‬‬
‫وفيما يلي �شرح مخت�صر لكل منها‪:‬‬
‫ �أ‪ .‬توفير القيادة لل�شركة‪:‬‬
‫وتتج�سد �أهمية القيادة لل�شركة من حيث �إنها ت�ضع او تحدد النغمة التي ت�سير عليها ال�شركة �إلى الر�ؤية‬
‫الإ�ستراتيجية ‪ Strategic Vision‬فهي ت�صور لما يمكن ان تكون عليه ال�شركة م�ستقبال‪.‬وغالبا ما نجدها في‬
‫ر�سالة ال�شركة ويرغب العاملون في المنظمة في الح�صول على ر�ؤية وا�ضحة لما يعملون في �سبيله والإح�سا�س‬
‫بر�سالة المنظمة‪ ،‬وتلعب الإدارة العليا دورا �أ�سا�سيا في هذا المجال لأنها وحدها القادرة على تحديد وتو�صيل هذا‬
‫الإح�سا�س �إلى كافة العاملين بالمنظمة والقيادة لي�ست هي الإدارة الإ�ستراتيجية كما يظن البع�ض بل �إنتاج لها‪.‬‬
‫‪ .7‬ولتو�ضيح �أهمية القيادة الإ�ستراتيجية يقول مدير �شركة جنرال �إلكتريك ‪General Electric Co‬‬ ‫ ‬
‫‪ :‬قادة ال�شركات الجيدون هم القادرين على خلق الر�ؤية‪،‬وتحديدها بو�ضوح و االحتفاظ بها ب�صبر والمثابرة‬
‫على تحقيقها بال هوادة‪.‬‬
‫لقد اكت�شفت درا�سة قامت بها م�ؤ�س�سة ما كنزي لمدة عامين �أن المديرين التنفيذيين في المن�ش�آت المتو�سطة‬
‫الحجم والناجحة هم في الأ�صل مندوبو مبيعات متفوقين ب�أنف�سهم كثيرا‪ ،‬ويعبرون على �صعوبات نقل �أحا�سي�سهم‬
‫و�إخال�صهم لل�شركة ور�سالتها �إلى كل من يت�صل بهم‪.‬‬
‫ويدرك المديرون التنفيذيون �أ�صحاب الر�ؤية الإ�ستراتيجية الوا�ضحة �إنهم قادة ن�شطون وملهمون‪ .‬ي�ستطيعون‬
‫فر�ض احترامهم والت�أثير في �صياغة وتنفيذ الإ�ستراتيجية لأنهم يتمتعون بثالث خ�صائ�ص �أ�سا�سية هي‪:‬‬
‫‪ .1‬القدرة على تحديد الر�ؤية الإ�ستراتيجية للمنظمة فالمدير ال يرى ال�شركة كما هي عليه الآن و�إنما‬
‫كيف �إن ت�صبح م�ستقبال‪ ،‬وتتعدى ر�ؤيته للمنظمة ال�شكاوي ال�صغيرة والتظلمات التي يواجها في عمله‬
‫اليومي هذه الر�ؤية الم�ستقبلية وال�شاملة ت�ضع الن�شاطات وال�صراعات في �إطار جديد يعطى معنى‬
‫جيدا لعمل كل فرد‪ ،‬وت�ساعد العاقلين على ر�ؤية ابعد‪ ،‬ر�ؤية تتجاوز تف�صيالت عملهم اليومي �إلى مهام‬
‫ووظائف المنظمة ككل‪.‬‬
‫‪ .2‬يقدم نموذجا جيدا في ال�سلوك لالحتذاء به قبل العاملين في المنظمة‪ ،‬كما �أن اتجاهاته وقيمة بخ�صو�ص‬
‫ر�سالة المنظمة و�أن�شطتها تكون وا�ضحة وتتج�سد با�ستمرار في �أقواله و�أفعاله‪.‬‬
‫‪ .3‬بنقل للعاملين م�ستويات عالية للأداء ويبدى في الوقت نف�سه ثقته الكبيرة بقدراتهم في الو�صول‬
‫�إليها‪.‬‬
‫ب‪ .‬التخطيط اال�ستراتيجي عملية �أ�سا�سية ال غني عنها في �أي منظمة ت�سعى �إلى تطبيق الإدارة الإ�ستراتيجية‬
‫بال�شكل ال�صحيح فهو ي�ؤدي �إلى رفع كفاءة الأداء وتزويد المنظمة بمر�شد حول الأ�شياء التي ت�سعى �إلى تحقيقها‬
‫كما يزود المدراء ب�أ�سلوب ومالمح التفكير في المنظمة ككل وي�ساعدهم على توقع التغييرات في البيئة المحيطة‬
‫بها وكيفية الت�أقلم معها‪.‬‬
‫ان التخطيط اال�ستراتيجي يرفع من وعي وح�سا�سية المديرين لرياح التغيير والتهديدات والفر�ص المتاحة‬

‫‪101‬‬
‫ويقدم لهم الأ�سا�س ال�سليم لعملية تقييم الموارد وتوزيعها و�إعداد الموازنات المختلفة‪.‬‬
‫ولهذه الفوائد نجد قيام الإدارة العليا في اغلب المنظمات الكبيرة ب�إدارة عملية التخطيط اال�ستراتيجي‬
‫وت�شجع وتدعم العاملين على ممار�سته بالأ�سلوب ال�صحيح ويجب �أن تكون نظرة الإدارة العليا بعيدة المدى لكي‬
‫تحدد ر�سالة المنظمة وتو�ضح �أهدافها وت�ضع اال�ستراتيجيات وال�سيا�سات المالئمة‪.‬‬
‫وب�إمكان الإدارة العليا تحديد خططها عن طريق طلبها من وحدات الأعمال والقطاعات الوظيفية �إعداد‬
‫خطط �إ�ستراتيجية فرعية لكل منها‪ ،‬او تقوم الإدارة ب�إعداد مقترح خطة �إ�ستراتيجية �أوليه للمنظمة ككل‬
‫وتوزيعها على الوحدات الإدارية طالبة منهم و�ضع المقترحات الأولية بخ�صو�ص خططهم الفرعية �ضمن هذه‬
‫الر�ؤية ال�شاملة ورفعها �إلى الإدارة العليا للدرا�سة‪.‬‬
‫وقد تطلب الإدارة العليا تنفيذ ا�ستراتيجيات و�سيا�سات تم االتفاق عليها او اتخذ قرار ب�ش�أنها على م�ستوى‬
‫القمة بحيث تنفذ على م�ستوى المنظمة ككل‪.‬‬
‫وبغ�ض النظر عن الأ�سلوب المتبع في �إعداد التخطيط اال�ستراتيجي ف�أن المتوقع من الإدارة العليا �إدارة‬
‫العملية ال�شاملة للتخطيط اال�ستراتيجي ب�أ�سلوب يمكن جميع الوحدات الفرعية من التكامل مع بع�ضها ومع‬
‫الخطة الإ�ستراتيجية ال�شاملة لل�شركة‪.‬‬
‫ويوجد في العديد من المنظمات الكبيرة لجنة او هيئة للتخطيط اال�ستراتيجي تتكون من مجموعة من خبراء‬
‫في الإدارة الإ�ستراتيجية يتر�أ�سهم نائب رئي�س ال�شركة او مدير التخطيط اال�ستراتيجي في ال�شركة وتتحدد‬
‫م�س�ؤوليات هذه اللجنة بما يلى‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد وتحليل الموا�ضيع الإ�ستراتيجية الخا�صة بال�شركة واقتراح البدائل للإدارة العليا‪.‬‬
‫‪ .2‬اال�ستمرار بتفح�ص البيئة الداخلية والخارجية لح�صول على المعلومات للو�صول �إلى القرارات‬
‫الإ�ستراتيجية‪.‬‬
‫‪ .3‬تن�سيق وتوجيه الوحدات الإدارية بخ�صو�ص عملية التخطيط اال�ستراتيجي وم�ساعدتها في �إيجاد‬
‫التكامل المنا�سب وبما يتالءم والخطة ال�شاملة للتخطيط اال�ستراتيجي‪.‬‬
‫الخال�صة‪:‬‬
‫�إن حجر الزاوية في المنظمات الحديثة هو مجل�س �إدارتها الفاعل ومد رائها الإ�ستراتيجيون الذين ير�سموا‬
‫خطوات الإدارة الإ�ستراتيجية في المنظمة‪� ،‬أنهم القادة الذين يرون الأعمال ككل ويوازنون بين االحتياجات‬
‫الآنية والم�ستقبلية للأعمال من خالل قرارات نهائية وفعاله‪.‬‬
‫ين�شرون في جميع �أنحاء المنظمة ولكنهم يعملون كفريق واحد متكامل ي�ؤمن ب�أهمية الإدارة الإ�ستراتيجية‬
‫في تحقيق النجاح المتوا�صل لمنظمتهم ويحر�صون على و�ضع الإ�ستراتيجية ال�شاملة للمنظمة عبر مجل�س �إدارتها‬
‫و�إدارتها العليا‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫ت�أثير تطور تكنولوجيا المعلومات علي الإدارة ال�صحفية‬
‫�شهدت تكنولوجيا االت�صال خالل العقدين الما�ضين نموا متزايدا فاق القدرة على و�ضع ت�صور كامل يحكم �أداء‬
‫هذه التكنولوجيا التي ت�شمل الحا�سوب االلكتروني والبث المبا�شر واال�ست�شعار عن بعد عبر الأقمار اال�صطناعية‬
‫وال�شبكات االلكترونية واالندماج الحادث بين كل هذه الأدوات االلكترونية‪.‬‬
‫لقد �أ�صبح االهتمام بو�سائل الإعالم في مجتمعنا يتزايد وي�أخذ �أبعادا �أكثر عمقا و�شموال و�أهمية وت�أثيرا‬
‫وبخا�صة من خالل تطور الأدوات والتقنيات الإعالمية الحديثة التي زادت من فاعلية االت�صال الجماهيري‬
‫و�أ�صبحت و�سائل الإعالم ميدانا كبيرا ومجاال خ�صبا للمناف�سة و�إحراز ق�صب ال�سبق الإعالمي للجماهير‪.‬‬
‫�إن الح�صول على المعلومات وتوثيقها وا�سترجاعها و�صناعة مادة �إعالمية متميزة والعمل الجاد على تحقيق‬
‫ال�سبق الإخباري والمتابعات الإخبارية المتوا�صلة والتحليالت المتعمقة وتقديم المواد الإعالمية المبتكرة ب�أداء‬
‫فريد و�إخراج فني متقن وجذاب‪ ،‬كل ذلك ي�ساعد على تفاعل القارئ مع �صحيفته‪ ،‬ويزيد من �شعبية تلك الو�سيلة‬
‫الإعالمية ال�سيما مع تزايد االت�صال الجماهيري التفاعلي المبا�شر وزيادة التفاعل المبا�شر المن�شود مع زيادة‬
‫م�ساحة الحرية للتعبير وتبادل الآراء ووجهات النظر والأفكار‪.‬‬
‫مفهوم وتكنولوجيا االت�صال والمعلومات‪:‬‬
‫التكنولوجيا كلمة �إغريقية الأ�صل م�ؤلفة من جزئيين �إحداهما (‪ )Techno‬الإتقان �أو التقنية والثانية‬
‫(‪� )Logos‬أي العلم �أو البحث وتعني علم التقنية من حيث الدقة‪.‬‬
‫ويمكن تعريف لتكنولوجيا ب�أنها “مجموعة من النظم والقواعد التطبيقية و�أ�ساليب العمل التي ت�ستقر لتطبيق‬
‫المعطيات الم�ستحدثة لبحوث �أو درا�سات مبتكرة في مجاالت الإنتاج والخدمات كونها التطبيق المنظم للمعرفة‬
‫والخبرات المكت�سبة والتي تمثل مجموعات الو�سائل والأ�ساليب الفنية التي ي�ستخدمها الإن�سان في مختلف نواحي‬
‫حياته العملية وبالتالي فهي مركب قوامها لمعدات والمعرفة الإن�سانية‬
‫فيما عرفها �أ�سامة بن الخولي ب�أنها مجموعة المعارف والخبرات المكت�سبة التي تحقق �إنتاج �سلعة وتقديم‬
‫خدمة وفي �إطار نظام اجتماعي واقت�صادي معين‬
‫وتعرف تكنولوجيا االت�صال ب�أنها‪( :‬مجموع التقنيات �أو الو�سائل �أو النظم المختلفة التي توظف لمعالجة‬
‫الم�ضمون والمحتوى الذي يراد تو�صيله من خالل عملية االت�صال الجماهيري �أو ال�شخ�صي �أو التنظيمي �أو‬
‫الجمعي والتي من خاللها يتم جمع المعلومات والبيانات الم�سموعة والمكتوبة والم�صورة والمر�سومة �أو‬
‫الم�سموعة المرئية �أو المطبوعة �أو الرقمية من خالل الحا�سبات االلكترونية ثم تخزين هذه البيانات والمعلومات‬
‫وا�سترجاعها في الوقت المنا�سب ثم عملية نثر هذه المواد االت�صالية �أو الر�سائل �أو الم�ضامين م�سموعة مرئية‬
‫�أو مطبوعة �أو رقمية ونقلها من مكان �إلى مكان �أخر وتبادلها‬
‫�إما تكنولوجيا االت�صال والمعلومات فهي كل ما ترتب على االندماج بين تكنولوجيا الحا�سب االلكتروني‬
‫والتكنولوجيا ال�سلكية والال�سلكية وااللكترونات الدقيقة والو�سائط المتعددة من �إ�شكال جديدة لتكنولوجيا ذات‬
‫قدرات فائقة على �إنتاج وجمع وتخزين ومعالجة ون�شر وا�سترجاع المعلومات ب�أ�سلوب غير م�سبوق‪ ،‬يعتمد على‬

‫‪103‬‬
‫الن�ص وال�صوت وال�صورة والحركة واللون وغيرها من م�ؤثرات االت�صال التفاعلي الجماهيري وال�شخ�صي معا‪.‬‬
‫وتكنولوجيا االت�صال على هذا النحو لي�ست كغيرها من �أنواع التكنولوجيا الأخرى فهي تتحدى نف�سها وت�سابق‬
‫الزمن وتتميز عن غيرها بو�صفها عملية متكاملة �أكثر من كونها مجرد �أدوات فا�ستخدامها يقود �إلى �إعادة‬
‫ابتكارها من جديد‪ ،‬وهو ما ي�ؤدي �إلى مزيد من اال�ستخدام وهكذا في دائرة ال تنتهي‪.‬‬
‫�أما ب�سيوني حماد فيري �أن تكنولوجيا االت�صال وتكنولوجيا المعلومات هما وجهان لعملية واحدة‪ ،‬على �أ�سا�س‬
‫�أن ثورة تكنولوجيا االت�صال قد �سارت على التوازي مع ثورة تكنولوجيا المعلومات التي كانت نتيجة لتفجر‬
‫المعلومات وت�ضاعف النتاج الفكري في مختلف المجاالت‪،‬وظهور الحاجة التي تحقق �أق�صى �سيطرة ممكنة على‬
‫في�ض المعلومات المتفق �أو �إتاحته للمهتمين ومتخذي القرار في �أ�سرع وقت‪،‬ـ وب�أقل جهد عن طريق ا�ستحداث‬
‫�أ�ساليب جديدة في تنظيم المعلومات وتعتمد بالدرجة الأولى على الحا�سبات االلكترونية وا�ستخدام تكنولوجيا‬
‫االت�صال لم�ساندة م�ؤ�س�سات المعلومات‪ ،‬وو�ضع خدمات لت�صل عبر القارات‪.‬‬
‫والواقع �إن تعريف تكنولوجيا المعلومات ينطوي على هذا التزاوج �إذ بن�ص في �إحدى �صيغة على انه (اقتناء‬
‫واختزان المعلومات وتجهيزها في مختلف �صورها و�أوعية حفظها‪� ،‬سواء كانت مطبوعة �أو م�صورة �أو م�سموعة �آو‬
‫مرئية �أو ممغنطة �أو معالجة بالليزر‪ ،‬وبثها با�ستخدام توليفة من المعلومات االلكترونية وو�سائل �أجهزة االت�صال‬
‫عن بعد)‪.‬‬
‫ووفق تعريف اليون�سكو فان تكنولوجيا المعلومات في (مجاالت المعرفة والتقنية الهند�سية والأ�ساليب‬
‫الإدارية الم�ستخدمة في تناول المعلومات وتطبيقاتها‪� .‬إنها تفاعل الح�سابات والأجهزة مع الإن�سان وم�شاركتها‬
‫في الأمور االجتماعية واالقت�صادية والثقافية‪ ،‬وهكذا فانه ال يمكن الف�صل بين تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا‬
‫االت�صال‪ ،‬فقد جمع بينهما النظام الرقمي الذي تطورت �إليه نظم االت�صال فترابطت �شبكات االت�صال مع‬
‫�شبكات المعلومات حيث انتهي عهد ا�ستقالل نظم المعلومات عن نظم االت�صال‪.‬‬
‫وي�شهد عالمنا المعا�صر حاليا ثورة هائلة في تكنولوجيا المعلومات واالت�صاالت للعمل على ال�سرعة في‬
‫الح�صول على المعلومات ون�شرها ب�أق�صى �سرعة ممكنة‪.‬‬
‫فقد �أحدثت تكنولوجيا االت�صال والمعلومات تغييرات نوعية في العديد من �أوجه الحياة للدرجة التي مهدت‬
‫الطريق لالنتقال من المجتمع ال�صناعي �إلى مجتمع المعلومات وان هذه الثورة �سوف تترك �آثارها االقت�صادية‬
‫واالجتماعية والثقافية على المجتمع المعا�صر كما ونوعا‪ ،‬ويقع في القالب من هذا التحول الإرادة ال�سيا�سية لدول‬
‫العالم المختلفة �إذ من المتوقع �أن ت�شهد ال�سنوات المقبلة اهتماما متزايدا لتبني �سيا�سات قومية للبنية التحتية‬
‫للمعلومات بما في ذلك �صياغة الأطر القانونية الم�شجعة ال�ستيعاب التكنولوجيا لتوظيفها و�إحاللها محل الموارد‬
‫التكنولوجية التقليدية‪.‬‬
‫وب�صفة عامة فقد �أتاح التطور التكنولوجي في �أ�ساليب االت�صال جمع وتخزين وا�سترجاع وتجهيز ون�شر حجم‬
‫هائل من المعلومات والبيانات الإعالمية على نطاق وا�سع‪ ،‬وبدرجة فائقة من الدقة وال�سرعة‪ ،‬وكذلك فقد �أتاحت‬
‫�أجهزة االت�صاالت الحديثة فر�صة توفر معلومات وبيانات حديثة للجماهير وكذلك �سرعة �إعداد بيانات م�سح‬
‫اتجاهات الجماهير وبعد الحا�سب االلكتروني‪ ،‬والنقل بالأقمار اال�صطناعية و�أ�شرطة الفيديو تك�س والتيلفاك�س‬
‫‪104‬‬
‫و�آالت الن�سخ ذات ال�سرعة العالية من �أهم التطورات البارزة في �أ�ساليب االت�صال االلكتروني‪ ،‬و�أدواته ف�ضال عن‬
‫الهاتف الدولي التيلك�س (‪ )Teletext‬والفاك�سميل (‪.)Facsimile‬‬
‫وبناء على ما تقدم فان التطور التكنولوجي قد هيا �أدوات ات�صال متطورة لنقل الر�سائل الأخبارية والإعالمية‬
‫ب�سرعة ودقة و�أحكام اكبر مرونة‪.‬‬
‫لقد تطورت كل تكنولوجيا االت�صال والمعلومات في م�سارين منف�صلين ولكن �شهدت �ستينيات القرن الما�ضي‬
‫بداية التوا�صل بينهما والذي ت�صاعد متجاوزا لحدود التقليدية حتي �أ�صبحت ال�شبكات االلكترونية هي المالك‬
‫الرئي�س لأ�شكال التبادل الإعالمي كافة علي الم�ستوي العالمي‪ ،‬وقد �أ�سفر هذا التزاوج بين كل من تكنولوجيا‬
‫االت�صال والمعلومات في الت�سعينات عن ظهور ما يعرف حاليا باالت�صال متعدد الو�سائط (‪)Multi-Media‬‬
‫الذي يركز على تطور الح�سابات وت�ستند الثورة التكنولوجية االت�صالية الراهنة على ركائز رئي�سية عديدة ت�شتمل‬
‫االت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية التي ت�ضم التلغراف والهاتف والتلك�س والطباعة عن بعد والراديو والتلفزيون‬
‫و�أجهزة اال�ست�شعار عن بعد والميكروويف والأقمار اال�صطناعية والح�سابات االلكترونية والألياف الب�صرية‬
‫و�أ�شعة الليزر‪ ،‬وقد �أ�سفر هذا التداخل عن ظهور ما ي�سمى بالطريق ال�سريع للمعلومات (‪Super highway‬‬
‫‪.)information‬‬
‫الثورة الخام�سة لالت�صاالت‪:‬‬
‫�شهد الن�صف الثاني من القرن الع�شرين تقدما في مجال التكنولوجيا يعادل كل ما تحقق في قرون عديدة‬
‫�سابقة‪ ،‬ولعل من ابرز مظاهر التكنولوجيا ذلك االندماج الذي حدث بين ظاهرتي االلكتروني في تخزين‬
‫وا�سترجاع خال�صة ما �أنتجه الفكر الب�شري في اقل حيز متاح وب�أ�سرع وقت ممكن‪� ،‬أما ثورة االت�صال الخام�سة‬
‫فقد تج�سدت في ا�ستخدام الأقمار‪،‬ونقل الأنباء والبيانات عبر الدول والقارات بطريقة فورية‪.‬‬
‫وقد ظهر في ال�سنوات الأخيرة ابتكارات عديدة طورت �صناعة االت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية من �أبرزها‪:‬‬
‫�أوال‪ :‬ظهور الحا�سب ال�شخ�صي (‪ )Personal Computer‬في ا�ستخداماته‪� ،‬إذ يتيح التعامل مع كمية‬
‫كبيرة من المعلومات غير محدودة �سواء لال�ستخدام ال�شخ�صي �أو �إمكان اال�ستفادة من المعلومات التي تقدمها‬
‫قواعد وبنوك و�شبكات المعلومات من خالل الربط بخط تليفوني معها وهو ما ن�سميه بخدمة الخط المبا�شر‬
‫(‪)On line‬‬
‫ويمكن ا�سترجاع المعلومات التي يتم تخزينها في الحا�سب ال�شخ�صي عند الحاجة �إليها فورا‪ ،‬مما يوفر الوقت‬
‫والجهد‪ ،‬كما ا�ستخدم الحا�سب و�سيلة ترفيهية ويمكن ربطه ب�أجهزة الراديو والتلفزيون‪.‬‬
‫ثانيا‪� :‬أدى امتزاج و�سائل االت�صال ال�سلكية والال�سلكية مع تكنولوجيا الحا�سب االلكتروني �إلى خلق ع�صر جديد‬
‫للن�شر االلكتروني حيث يتم طباعة الكلمات على �شا�شات التلفزيون �أو و�سيلة العر�ض المت�صلب الحا�سب االلكتروني‬
‫لكي يت�سلمه الم�ستفيد في منزله �أو مكتبه‪ ،‬حيث يقترب م�ستخدمو الن�صو�ص االلكترونية من المعلومات بالكمية‬
‫والنوعية التي يرغبون فيها‪ ،‬وفي الأوقات التي تنا�سبهم وقد تطورت نظم االت�صال المبا�شر بقواعد البيانات‬
‫ك�صناعة تدر باليين عديدة من الدوالرات �سنويا وتوجد هذه ال�صناعات في �أماكن عديدة من العالم حيث يوجد‬
‫حاليا �أكثر من ‪ 2800‬قاعدة بيانات عامة حول العالم ف�ضال عن عدد ال ح�صر له من قواعد البيانات الخا�صة‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫ثالثا‪ :‬ظهور التكنولوجيا الجديدة في مجال الخدمة التلفزيونية مثل خدمات التلفزيون التفاعلي ‪Interactive‬‬
‫‪ Television‬عن طريق (الكابل) الذي يتيح االت�صال باتجاهين ويقدم خدمات عديدة مثل التعامل مع البنوك‬
‫و�شراء ال�سلع وتلقى الخدمات وبخا�صة الخدمات الأمنية والرعاية الطبية ويتيح التلفزيون الكابلي نحو مائة‬
‫قناة تلفزيونية‪ ،‬كذلك يقدم التلفزيون منخف�ض القوة خدمت الجريدة االلكترونية الخا�صة بالمنطقة المحلية‬
‫�أو الحي ال�سكني ويتيح للجماعات ال�صغيرة �أن تناق�ش المو�ضوعات الم�شتركة على م�ستوى الحي �أو المنطقة‬
‫ال�صغيرة مثل ق�ضايا المدار�س وال�صحة وال�سلع والخدمات‪ ،‬كذلك حققت خدمات(الإذاعة المبا�شرة عبر‬
‫الأقمار اال�صطناعية) قدرا هائال من المعلومات والترفيه لم�شاهدي المنازل مبا�شرة وحدثت تطورات كبيرة في‬
‫جودة ال�صورة التلفزيونية من خالل ما يعرف بالتلفزيون عالي الدقة (‪ )High Resolution‬وهو يزيد عدد‬
‫الخطوط الأفقية لل�صورة التلفزيونية من ‪ 525‬خطا في النظام الأمريكي و‪ 6625‬خطا في النظام الأوربي �إلى‬
‫‪ 1125‬خطا �أفقيا في النظام الياباني الجديد كما �أتاحت التكنولوجيا ات�ساع ن�سبة الطول �إلى العر�ض في �شا�شة‬
‫التلفزيون من ‪ 3.4‬في النظام التقليدي �إلى ‪ ،3.5‬وكذلك تكبير حجم ال�شا�شة �إلى نحو خم�سة �أ�ضعاف حجمها‬
‫التقليدي مع الحفاظ على جودة ال�صورة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ظهور العديد من خدمات االت�صال الجديدة مثل الفيديو تك�س (‪ )v-t‬والتلتك�ست (‪)t-t‬والبريد‬
‫االلكتروني والأقرا�ص المدمجة ال�صغيرة (‪)c-d‬التي يمكن �أن تخزن محتويات مكتبة عمالقة على قمة مكتب‬
‫�صغير‪ ،‬وكذلك الم�صغرات الفيلمية‪ ،‬وتطوير و�صالت الميكروويف‪ ،‬ونظام الليزر الذي ينب�ض‪22‬بليون نب�ضة في‬
‫الثانية عن طريق الألياف ال�ضوئية مما ي�سمح لنا بان نر�سل ع�شرة قوائم كاملة من المو�سوعة البريطانية كلمة‬
‫بكلمة عبر خيط زجاجي رقيق وفي الثانية الواحدة وتطور �أ�شارات نقل الألياف ال�ضوئية) ب�سرعة كبيرة و�سيكون‬
‫ت�صنيع هذه الألياف اقل كلفة في الم�ستقبل عند مقارنتها بخطوط النحا�س التقليدية‪ ،‬ويحمل الخيط ال�ضوئي‬
‫الواحد حوالي ‪ 672‬محادثة تلفزيونية‪ ،‬كما ي�ضم الكابل الواحد اثني ع�شر خيطا من هذه الخيوط ال�ضوئية‬
‫ويتوقع احد الخبراء �أن يقلل ا�ستخدام الألياف ال�ضوئية من ن�سبة الخط�أ ال�ضئيل في �أجهزة الحا�سبات‬
‫االلكترونية‪ ،‬كما ي�ؤدي ا�ستخدام الألياف ال�ضوئية �إلى زيادة معدل �سرعة �أداء الحا�سبات االلكترونية‪ ،‬بواقع‬
‫ع�شرة �أ�ضعاف الو�ضع الحالي‪ ،‬ومن المتوقع �أن تزيد الألياف ال�ضوئية قدرة نقل المعلومات الآخر ب�سرعة اكبر‬
‫كثيرا بحلول عام ‪ 2005‬بحيث يمكن نقل ‪ 30‬جزءا من المو�سوعة البريطانية ‪ 1/10‬من الثانية‬
‫خام�سا‪:‬هناك �أي�ضا اختراعات جديدة يبدو �إنها �ستغير من �شكل الت�سلية المنزلية ب�شكل اكبر من االنقالب‬
‫الذي حدث نتيجة النتقال من الفونوغراف �إلى الراديو في الن�صف الأول من القرن الع�شرين ومن �أمثلة ذلك‬
‫التو�سع في �إنتاج الفيديو ك�ست المنزلي و�أ�شرطة و�أقرا�ص الفيديو مما يزيد من تحكم الم�شاهد في المحتوى‬
‫الذي يراه كذلك تطورت العاب الفيديو ب�شكل كبير بعد ربطها بالحا�سب االلكتروني ومن المتوقع �أي�ضا التو�سع‬
‫في �إنتاج الكتب الم�صغرة التي يتم ت�سجيلها على رقائق �صغيرة ويمكن �أن تتاح ب�أ�سعار منخف�ضة للغاية كما يمكن‬
‫عر�ض هذه الكتب الم�صغرة على �شا�شة التلفزيون مما يتيح طفرة في معدل قراءة الكتب وتداولها‬
‫تكنولوجيا االت�صال في الت�سعينات‪:‬‬
‫�أن من ابرز ما يميز تكنولوجيا االت�صال منذ �أول الت�سعينات حتى الآن �إن العالم يمر في مرحلة تكنولوجيه‬
‫ات�صاليه تمتلكها �أكثر من و�سيلة لتحقيق الهدف النهائي وهو تو�صيل الر�سالة �إلى الجمهور الم�ستهدف لذا يمكن‬

‫‪106‬‬
‫�أن نطلق على هذه المرحلة مرحلة( تكنولوجيا االت�صال متعدد الو�سائط) �أو (التكنولوجيا االت�صالية التفاعلية)‬
‫�أو مرحلة (التكنولوجيا المهجنة) والمرتكزات الأ�سا�سية لنمو هذه المراحل وتطورها هي الحا�سبات االلكترونية‬
‫في جيلها الخام�س المت�ضمن �أنظمة (الذكاء اال�صطناعي) ف�ضال على الألياف ال�ضوئية و�أ�شعة الليزر والأقمار‬
‫اال�صطناعية‪.‬‬
‫ويمكن ح�صر ابرز �سمات هذه المرحل االت�صالية في الجوانب الآتية‪:‬‬
‫ا�ستقرار بع�ض الأنظمة الم�ستحدثة في الثمانينيات‪:‬‬
‫مثل �أنظمة (الن�شر المكتبي) ‪ ،Disk top publishing‬و�أنظمة (البريد االلكتروني) و�أنظمة الن�صو�ص‬
‫المتلفزة و�أنظمة اللقاءات عن بعد‬
‫التطوير الم�ستمر للو�سائل االت�صالية التقليدية‪:‬‬
‫�أحدثت التطورات الراهنة في الحا�سبات االلكترونية ونظم الإر�سال واال�ستقبال التلفزيوني تغيرات في‬
‫�أ�ساليب �إنتاج بع�ض الوثائق التقليدية مثل الو�سائط المطبوعة كالجريدة والمجلة و�صناعة ال�صحافة ب�شكل‬
‫عام حيث �شهدت الت�سعينات المزيد من تحول ال�صحف (جرائد‪،‬مجالت) �إلى الآلية الكاملة في عملية الإنتاج‬
‫من خل الإدخال الحا�سبات االلكترونية وو�سائل االت�صال ال�سلكية والال�سلكية في معظم مراحل الإنتاج بداء‬
‫من تو�صيل المواد ال�صحفية �إلى مقر ال�صحيفة باال�ستعانة ب�أجهزة الفاك�سميل والحا�سبات االلكترونية وفي‬
‫عمليات المعالج واالنتاج �ألطباعي بداء من تحرير الن�صو�ص ال�صورة على �شا�شات الحا�سبات االلكترونية‬
‫حتى عملية الإخراج الكامل والتجهيزات لل�صفحات على ال�شا�شات ومنها �إلى المجهز الآلي لل�صفحات حيث‬
‫تخرج ال�صفحات مجهزة من الحا�سب االلكتروني �إلى �سطح الطابع مبا�شرة وهناك توظيف كبير للتكنولوجيات‬
‫الرقمية في التقاط ال�صور الفوتوغرافية وفي معالجتها فنيا �إلى جانب المواد الم�صورة الأخرى كما تطورت‬
‫�أ�ساليب توثيق المعلومات ال�صحفية بحيث اختفى الأر�شيف اليدوي التقليدي وحتى الم�صغرات الفلمية ب�شكلها‬
‫التقليدي ليحل محلهما الأر�شيف االلكتروني الذي تجهز محتوياته وتن�سق خالل عملية �صف الجريدة كما ي�ستعان‬
‫الآن ب�أقرا�ص الليزر المدمجة في تخزين �إعداد ال�صحيفة ال�سابقة وتم ربط مراكز المعلومات ال�صحفية ببنوك‬
‫المعلومات المحلية والدولية و�شبكاتها وتم تطوير �أ�ساليب طباعة ال�صحف في �أكثر من موقع في الوقت نف�سه من‬
‫خالل تح�سن �أ�سلوب الإر�سال وت�سريعه وذلك لإ�صدار الطبعات الإقليمية والمحلية في ال�صحف‬
‫ت�أثير تكنولوجيا االت�صال على الو�سائل الإعالمية‪:‬‬
‫�أثرت التطورات الراهنة في تكنولوجيا االت�صال على االت�صال الجماهيري وبوجه خا�ص على و�سائلها وعليه‬
‫كعملية م�ستمرة مت�صلة ذات �أطراف متعددة ويمكن ر�صد بع�ض الت�أثيرات التي �أحدثتها التطورات الراهنة في‬
‫تكنولوجيا االت�صال على و�سائل االت�صال الجماهيري في الجوانب الآتية‪:‬‬
‫�أوال‪ :‬الت�أثيرات على و�سائل االت�صال التقليدية‪:‬‬
‫�إن التكنولوجيا االت�صالية الجديدة ال لقي و�سائل االت�صال القديمة ولكن تطورها وتغيرها ب�شكل �ضخم فقد‬
‫تغير الفلم ال�سينمائي بعد ظهور ال�صوت وكذلك اللون والحال ينطبق على الجرائد والمجالت بظهور م�ستحدثات‬
‫جديدة في مجال �صف ظروف الجريدة وتو�ضيبها وفي نظم الطباعة ونظم �إر�سال ال�صفحات عبر الأقمار‬
‫اال�صطناعية مما اثر على �أ�ساليب التحرير والإخراج والإنتاج ب�شكل عام كما تغير التلفزيون بعد ظهور كمرات‬
‫الفيديو المحمولة وبعد ت�صغير كثير من المعدات الالزمة للعملية الإنتاجية وتطويرها‬
‫‪107‬‬
‫فكل تكنولوجية ات�صالية جاءت لتطور تكنولوجيات �سابقة تقليدية كانت تعد �أ�سا�سا امتدادا للحوا�س الإن�سانية‬
‫(ال�سمع والب�صر) وذلك في كل م�ستويات االت�صال‬
‫فعلى م�ستوى االت�صال الذاتي كانت الو�سائل التقليدية لالت�صال هي‪:‬‬
‫تدوين المالحظات والمذكرات ال�شخ�صي‪ ،‬الأجندة‪ ،‬ال�صور الفوتوغرافية‪ ،‬الآالت الحا�سبة �أما الم�ستحدثات‬
‫التكنولوجية الراهنة فهي الأ�شرطة الم�سموعة �آو المرئية‪ ،‬برامج الحا�سبات االلكترونية وا�ستخدامها في كل‬
‫الم�شكالت وعلى م�ستوى االت�صال ال�شخ�صي كانت الو�سائل التقليدية هي المقابلة‪ ،‬البريد‪ ،‬التلفزيون‪،‬التلغراف‪،‬‬
‫الآالت الن�سخ �أما الم�ستحدثات التكنولوجية الراهنة فهي عقد الم�ؤتمرات عن بعد تلفونيا والكترونيا وعن طريق‬
‫الفيديو والبريد االلكتروني التليفون المتحرك والتليفون المرئي‪.‬‬
‫وعلى م�ستوى(االت�صال الجمعي) كانت الو�سائل التقليدية هي االت�صاالت المواجهة المتمثلة في الندوات‬
‫والم�ؤتمرات وحلقات النقا�ش والخطب �أما الم�ستحدثات التكنولوجية فهي عقد الم�ؤتمرات عن بعد‪� ،‬آالت‬
‫الحا�سب االلكتروني وعلى م�ستوى االت�صال التنظيمي الم�ؤ�س�سي كانت الو�سائل التقليدية هي االت�صاالت ال�سلكية‬
‫والال�سلكية الداخلية �أما الم�ستحدثات التكنولوجية الراهنة فهي عقد الم�ؤتمرات عن بعد‪ ،‬البريد االلكتروني‪،‬‬
‫الفاك�سميل‪ ،‬نظم المعلومات‪ ،‬الإدارة للحا�سبات االلكترونية‪ ،‬المعالجة الآلية للمعلومات وعلى م�ستوى الجماعات‬
‫الكبيرة كانت الو�سائل التقليدية هي‪ :‬المايكروفونات‪� ،‬أجهزة عر�ض ال�شرائح‪ ،‬ال�صور المتحركة‪� ،‬أما الم�ستحدثات‬
‫التكنولوجية الراهنة فهي عرو�ض الفيديو‪� ،‬أنظمة الحا�سبات االلكترونية متعددة الو�سائط‪.‬‬
‫وعلى م�ستوى (االت�صال الجماهيري) كانت الو�سائل التقليدية هي الجريدة‪ ،‬الراديو‪ ،‬التلفزيون‪ ،‬الفيلم‬
‫ال�سينمائي‪ ،‬الكتب‪ ،‬لوحات العر�ض‪ ،‬بينما الم�ستحدثات التكنولوجية الراهنة هي‪ :‬التلفزيون ال�سلكي‪،‬‬
‫والتلفزيون باال�شتراك‪� ،‬أنظمة الن�صو�ص المتلفزة (التليتك�ست والفيديو) اال�ستقبال التلفزيوني المبا�شر من‬
‫الأقمار اال�صطناعية‪� ،‬أجهزة الراديو والم�سجالت المحمولة‪ ،‬العاب الفيديو‪�،‬أنظمة المعلومات الرقمية‪ ،‬الكتاب‬
‫االلكتروني‪� ،‬أقرا�ص الليزر ‪ Disk-Disc‬مدمج‪.‬‬
‫ومن خالل ما �سبق يمكن القول �أن التكنولوجيا االت�صالية الراهنة بو�سائلها االت�صالية المختلفة‪ ،‬لم تق�ضي‬
‫على التكنولوجيا القديمة بو�سائلها المختلفة بل �إنها �شكلت امتدادا طبيعيا وتطويرا لهذه الو�سائل القديمة‬
‫�سمات تكنولوجيا االت�صال‪:‬‬
‫على الرقم من �أن الو�سائل االت�صالية التي �أفرزتها التكنولوجيا االت�صالية الراهنة تكاد ت�شابه في العديد‬
‫من ال�سمات مع الو�سائل التقليدية‪� ،‬إال �أن هناك �سمات للتكنولوجيا االت�صالية الراهنة ب�أ�شكالها المختلفة تلقى‬
‫بظاللها وتفر�ض ت�أثيراتها على االت�صال الإن�ساني بو�سائلها الجديدة‪.‬‬
‫وابرز هذه ال�سمات التي تت�صف بها التكنولوجيا االت�صالية الراهنة هي‪:‬‬
‫التفاعلية‪ :‬فيه‬
‫وتطلق هذه ال�سمة على الدرجة التي يكون فيها للم�شاركين في عملية االت�صال ت�أثيرا على ادوار‬
‫الآخرين وبا�ستطاعتهم تبادلها‪ ،‬ويطلق على ممار�ستهم الممار�سة المتبادلة �أو التفاعلية (‪Interactive‬‬
‫‪ ،)Communication‬وهي تفاعلية بمعنى ان هناك �سل�سلة من الأفعال االت�صالية التي ي�ستطيع الفرد (�أ)‬

‫‪108‬‬
‫�أن ي�أخذ فيها موقع ال�شخ�ص (ب) ويقوم ب�أفعاله االت�صالية‪ ،‬المر�سل ي�ستقبل وير�سل في الوقت‪ ،‬ويطلق على‬
‫القائمين باالت�صال لفظ م�شاركين بدال من م�صادر‪ ،‬وبذلك تدخل م�صطلحات جديدة في عملية االت�صال مثل‬
‫الممار�سة الثنائية‪ ،‬التبادل‪ ،‬التحكم‪ ،‬ومثال على ذلك التفاعل في بع�ض �أنظمة الن�صو�ص المتلفزة‪.‬‬
‫الالجماهيرية‪:‬‬
‫وتعني �أن الر�سالة االت�صالية من الممكن �أن تتوجه �إلى فرد واحد �أو �إلى جماعة معينة‪ ،‬ولي�س �إلى جماهير‬
‫�ضخمة كما كان في الما�ضي‪ ،‬وتعني �أي�ضا درجة تحكم في نظام االت�صال بحيث ت�صل الر�سالة مبا�شرة من منتج‬
‫الر�سالة �إلى الم�ستفيد‪.‬‬
‫الالتزامنية‪:‬‬
‫وتعني �إمكانية �إر�سال وا�ستقبالها في وقت منا�سب للفرد الم�ستخدم وال تتطلب من كل الم�شاركين �أن ي�ستخدموا‬
‫النظام في الوقت نف�سه‪ ،‬فمثال في نظم البريد االلكتروني تر�سل الر�سائل مبا�شرة من منتج الر�سالة �إلى م�ستقبلها‬
‫في �أي وقت دونما حاجة لتواجد الم�ستقبل للر�سالة في وقت �إر�سالها‪.‬‬
‫قابلية التحرك �أو الحركية‪:‬‬
‫فهناك و�سائل ات�صالية كثيرة يمكن لم�ستخدمها اال�ستفادة منها في االت�صال من مكان �إلي �آخر �أثناء‬
‫حركته‪ ،‬مثل التلفزيون النقال‪ ،‬تليفون ال�سيارة �أو الطائرة‪ ،‬التليفون المدمج في �ساعة اليد‪،‬وهناك �آلة لت�صوير‬
‫الم�ستندات وزنها عدة غرامات‪ ،‬وجهاز فيديو يو�ضع في الجيب وجهاز فاك�سميل يو�ضع في ال�سيارة‪ ،‬وحا�سب‬
‫الكتروني نقال بطابعه‪.‬‬
‫قابلية التحويل‪:‬‬
‫وهي قدرة و�سائل االت�صال عل نقل المعلومات من و�سيط لآخر كالتقنيات التي يمكن تحويل الر�سالة الم�سموعة‬
‫�إلى ر�سالة مطبوعة وبالعك�س‪ ،‬وهي في طريقها لتحقيق نظام للترجمة الآلية مقدماته مينيتيل الفرن�سي‬
‫قابلية التو�صيل‪:‬‬
‫وتعني �إمكانية تو�صيل الأجهزة االت�صالية بتنويع اكبر من �أجهزة �أخرى بغ�ض النظر عن ال�شركة ال�صانعة‬
‫لها �أو البلد الذي تم فيه ال�صنع وذلك عن طريق و�ضع معايير فنية لهذه الأجهزة يتم االتفاق عليها بين هذه‬
‫ال�شركات‪.‬‬
‫ال�شيوع �أو االنت�شار‪:‬‬
‫ويعني االنت�شار المنهجي لنظام و�سائل االت�صال حول العالم وفي داخل كل طبقة من طبقات المجتمع‪ ،‬وكل‬
‫و�سيلة تظهر في البداية على �إنها تقف ثم تتحول �إلى �ضرورة نلمح لك في التلفزيون‪ ،‬وبعده الفاك�سميل‪ ،‬وكلما‬
‫زاد عدد الأجهزة الم�ستخدمة زادت قيمة النظام لكل الأطراف المعنية وفي ر�أي (الفن ولفر)�أن الم�صلحة‬
‫القوية للأثرياء هنا �أن يجدوا طرقا لتو�سيع النظام الجديد لالت�صال ال ليق�صى من هم اقل ثراء‪ ،‬حيث يدعمون‬
‫بطريقة غير مبا�شرة الخدمة المقدمة لغير القادرين عل تكاليفها‬
‫التدويل �أو الكونية‪:‬‬
‫البيئة الأ�سا�سية الجديدة لو�سائل االت�صال هي بيئة عالمية دولية‪ ،‬وذلك حتى ت�ستطيع المعلومة �أن تتبع‬

‫‪109‬‬
‫الم�سارات المعقدة وتعقب الم�سارات التي يتدفق عليها ر�أ�س المال الكترونيا عبر الحدود الدولية جيئة وذهابا‬
‫من �أق�صى مكان في الأر�ض �إلى �أدناه في �أجزاء على الألف من الثانية �إلى جانب تتبعها م�سار الأحداث الدولية‬
‫في �أي مكان من العالم‬
‫الت�أثيرات على الجمهور‪:‬‬
‫من خالل تعدد قنوات االت�صال المتاحة �أمام الأفراد فلقد �أتاحت تكنولوجيا االت�صال الحديثة المتمثلة في‬
‫الأقمار اال�صطناعية‪ ،‬والحا�سبات االلكترونية‪ ،‬وو�صالت الميكروويف‪ ،‬والألياف ال�ضوئية عددا كبيرا من خدمات‬
‫االت�صال خالل العقدين الما�ضيين‪ ،‬مثل التلفزيون الكابلي التفاعلي‪ ،‬والتلفزيون منخف�ض القوة‪ ،‬والتلفزيون‬
‫متعدد النقاط‪ ،‬ونظام الإر�سال المبا�شر من القمر اال�صطناعي‪ ،‬والفيديو كا�سيت‪ ،‬والفيديو دي�سك‪ ،‬و�أجهزة‬
‫الت�سجيل المو�سيقى المطورة‪ ،‬وخدمات الفيديو تك�س‪ ،‬والتليك�ست واالت�صال المبا�شر بقواعد البيانات وهذه‬
‫الو�سائل تخاطب الأفراد وتلبي حاجاتهم ورغباتهم الذاتية وان هذه التكنولوجيا االت�صالية الراهنة تت�سم ب�سمة‬
‫�أ�سا�سية وجديدة في الوقت نف�سه على عالم �صناعة االت�صال وهي التفاعل بين الم�ستقبل والمر�سل‪.‬‬
‫وعن العقبات التي تواجهها تكنولوجيا المعلومات هي مع�ضلة تعليب الم�صطلحات الأجنبية‪ ،‬وتباين وعي القراء‬
‫بق�ضايا تكنولوجيا المعلومات م�شيرا �إلى �إن قارئ مطبوعات تقنية المعلومات يعاني من ظاهرة تعدد الترجمات‬
‫العربية للم�صطلح االنكليزي الواحد‪ ،‬حيث ال تنجو من التعددية حتى �أكثر الم�صطلحات ب�ساطة ويزيد عدد الترجمات‬
‫المتداولة لبع�ض الم�صطلحات عن اثنتي ع�شرة ترجمة مما يعد ت�شوي�شا كبيرا على �أذن قارئ مطبوعات تقنية‬
‫المعلومات ال �سيما �إنها ال تظهر فقط باختالف الكتاب بل لدى الكاتب الواحد في المقالة الواحدة �أحيانا‪.‬وهناك‬
‫حل �شامل لهذه الم�شكلة يعتمد على �إن�شاء موقع تفاعلي لم�صطلحات تقنية المعلومات وان تتبنى هذا الم�شروع احد‬
‫الجهات المهمة ويجب ربط اللغة العربية والجهات الأخرى التي تعمل على تعريب م�صطلحات تقنية المعلومات بهذا‬
‫الم�شروع عن طريق االنترنت و�إعطائها دورا �إ�شرافيا مما ي�سهل التن�سيق بينها ما ي�ؤدي بناء ذاكرة جمعية للترجمة‬
‫وتوحيد الم�صطلحات ب�شكل تلقائي ليوفر وقتا طويال مهدرا في الكتابة والترجمة في مجال تقنية المعومات ويجنب‬
‫القراء �سوء الفهم الناجم عن فو�ضى الم�صطلحات‪.‬‬
‫وفيما نقف اليوم �أمام عقبة هذه النقلة الجديدة في عالم تكنولوجيا المعرفة يبدو العالم منق�سما �إلى ثالثة‬
‫اتيام‪.‬‬
‫�إن ‪ %15‬من �سكان العالم يح�صلون تقريبا على كل االبتكارات التكنولوجية الحديثة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪o‬‬
‫�إن ‪ %50‬من �سكان العالم قادرون على ا�ستيعاب هذه التكنولوجيا ا�ستهالكا و�إنتاجا‪.‬‬ ‫ ‪o‬‬
‫ ‬
‫�إن بقية �سكان العالم ‪%35‬يعي�شون في حالة انقطاع وعزلة عن هذه التكنولوجيا‪.‬‬ ‫ ‪o‬‬
‫ ‬
‫و�إذا كان هذا الواقع لعالم اليوم يعني �شيئا فانه يعني �إن مقولة العالمية التي �أطلقها في عام ‪1962‬م‬
‫مار�شال (مالكوهن) لم ت�صح‪ ،‬وال يبدوا �إنها �سوف ت�صح في الم�ستقبل المنظور برغم كثرة ا�ستخدامها‬
‫في الأدبيات الإعالمية والثقافية الحديثة‪.‬‬
‫�إن الجمع بين الغنى والمعرفة من جهة �أولى والجمع بين الفقر والال معرفة من جهة ثانية يكون حالة ان�شطارية‬
‫في المجتمع الإن�ساني تحمل في طياتها م�ضامين ا�شد خطورة من االنق�سام القائم منذ عقود بين ال�شمال الغني‬

‫‪110‬‬
‫والجنوب الفقير‪ ،‬فن�سبة الفجوة في الثروة بين �أثرياء العالم وفقرائه كانت بن�سبة ‪� 30‬إلى واحد في ال�ستينات‬
‫ولكن بعد ع�شر �سنوات ت�ضاعفت هذه الن�سبة و�أ�صبحت ‪� 60‬إلى الواحد وفي اقل من عقد من الزمن �أ�صبحت‬
‫الن�سبة في عام ‪1997‬م هي ‪� 74‬إلى الواحد فعلى �صعيد الملكية �أن ‪200‬بليونير فقط يملكون �أكثر مما يملكه جميع‬
‫�سكان العالم وعلى �صعيد الإنتاج فان ‪ 600‬مليون �إن�سان في الدول الفقيرة ينتجون اقل من ثالثة من �أ�صحاب‬
‫المليارات‪ ،‬وفي العالم ‪� 40‬شركة كبرى متعددة الجن�سية تملك كل واحدة منها مما تملكه مائة دولة من الدول‬
‫الفقيرة‪.‬‬
‫�أما ن�سبة الفجوة المعرفية ف�أنها ا�شد خطورة ذلك �أن ع�شرة �شركات كبرى فقط من �شركات االت�صال ت�سيطر‬
‫على ‪ %86‬من ال�سوق وان ع�شرة دول فقط تقدم ‪%95‬من براءات االختراع واالكت�شاف في العالم ذلك �أن المعرفة‬
‫تقود �إلى المزيد من المعرفة وبالتالي �إلى المزيد من الغنى والثروة والعك�س �صحيح‪.‬‬
‫وال �شك �أن حجم العالم ينكم�ش بف�ضل �شبكة االت�صاالت والتوا�صل التي تلفه طوال وعر�ضا ولكنه كان كذلك‬
‫ولو بقدر اقل من القرن الما�ضي �أي�ضا فقد كانت الإمبراطوريات الأوربية) تتغلغل في زوايا العالم المختلفة‬
‫تربطها �شبكة التلغراف وال�سفن البخارية ثم جاء الراديو والتلفاز والهاتف وبعد ذلك الطائرات النفاثة والأقمار‬
‫اال�صطناعية لتزيد من حجم انكما�ش العالم وت�ضا�ؤله ولتر�سم حدودا من نوع جديد بين الأمم وال�شعوب‪،‬هي‬
‫حدود المعرفة و الالمعرفية وهي على كل حال لي�ست كالحدود ال�سيا�سية محدودة وثابتة ولكنها حدود معرفية‬
‫اجتماعية اقت�صادية متحركة ومتغيرة‪.‬‬
‫�إن ثورة تكنولوجيا المعلومات واالت�صال الراهنة ق�ضت على معظم �أ�ساليب الحياة التقليدية وان �شبكات‬
‫المعلومات والن�شرات االلكترونية وكوابل الألياف الب�صرية �ستعمل على تطوير �صناعة ال�صحافة بن�سبة �آ�سية‬
‫‪ 3.6.18.36.72‬وهكذا وتغيرها تغييرا جذريا لتتحول من �صحافة ورقية مطبوعة �إلى �صيغ رقمية تنقل عبر‬
‫الكوابل وخطوط التلفون �إلى �أجهزة الكومبيوتر المنزلية ليقر�ؤها القارئ من خالل �شا�شة الكومبيوتر‪.‬‬
‫وف�ضال عن هذا التحديث المت�سارع في تكنولوجيا �صناعة ال�صحف �سوف تظهر �أي�ضا �أنواع جديدة من‬
‫تكنولوجيا و�سائل الإعالم‪� ،‬إذ يمكن من خالل التليتك�س ‪ Telex‬نقل مئات ال�صفحات من المعلومات في �شتى‬
‫المجاالت عبر الأقمار اال�صطناعية والمحطات التلفزيونية �إلى �أجهزة الم�شتركين التلفزيونية �أو عر�ضها على‬
‫�شا�شات الكومبيوتر‪ ،‬ومن خالل من�صات الن�شرات االلكترونية و�شبكات الكومبيوتر المت�صلة هنالك نوع جديد‬
‫من منتديات االت�صال والحوار في �شبكة االنترنت‪ ،‬وهناك كم هائل من معلومات يمكن الح�صول عليها بي�سر‬
‫و�سهولة و�سرعة فائقة‪ ،‬كما ات�سع �أي�ضا نطاق �صناعة الن�شر االلكتروني و�أ�صبحت ت�ضم ما يعرف بالفيديو تك�س‬
‫‪ Videotext‬والبريد االلكتروني‪.‬‬
‫ومن الخ�صائ�ص العامة المميزة لهذه الو�سائل الجديدة من و�سائل الإعالم الملتقى لن يكتفي بدور الم�شاهد‬
‫ال�سلبي‪ ،‬بل �سيتفاعل على هذه الو�سائل تفاعال ايجابيا وي�صبح قادرا على تحديد محتوى الر�سالة الإعالمية‬
‫وتوقيت تلقيها‪ ،‬كما ان تكنولوجيا االت�صاالت الحديثة ق�ضت على مركزية و�سائل الإعالم واالت�صال‪� ،‬إذ تعمل‬
‫الأقمار اال�صطناعية على مركزية محطات البث التلفزيوني‪ ،‬ويتم �إعداد بيئة و�سائل �إعالم الم�ستقبل وفقا‬
‫الهتمامات الجماهير ورغباتهم ولن ترتبط النا�س بو�سائل الإعالم من خالل الم�ساهمات الجغرافية فقط �إذ‬

‫‪111‬‬
‫دائما ما �سيرتبطون معا من خالل اهتماماتهم الم�شتركة وما يحتاجونه من معلومات‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك �ستتحول المجتمعات الجغرافية �إلى (مجتمعات فكرية) بمعني ان حدود المجتمع لن تتحدد‬
‫بالحدود الجغرافية و�إنما �ستحددها االهتمامات الفكرية الم�شتركة غير المقيدة و�سوف يدعم هذه االتجاهات‬
‫الالمركزية انخفا�ض تكاليف و�سائل االت�صال االلكتروني نتيجة انت�شار الأقمار اال�صطناعية وتكنولوجيا الألياف‬
‫الب�صرية وما ي�ستحدث من تكنولوجيا جديدة‪.‬‬
‫�إن تكنولوجيا و�سائل الإعالم واالت�صال الحديثة جعلت ال�صحافة تفقد �أهميتها التقليدية‪�،‬إذ �أ�صبح في�ض‬
‫المعلومات الخام متاحا للجميع‪ ،‬و�أ�صبح �أفراد المجتمع قادرين على مجادلة ال�صحفيين‪ ،‬وتفنيد �أرائهم بل‬
‫ومناف�ستهم مما جعلهم يفقدون هيمنتهم على الأخبار والمعلومات‪ ،‬و�ستعمل هذه التكنولوجيا على خلق منتدى‬
‫وا�سعا لتوا�صل االجتماعي حيث ت�ستطيع الجماهير االنخراط في حوار متوا�صل ومتفاعل ال تكتفي فيه بدور‬
‫الملتقى ال�سلبي بل ت�شارك م�شاركة ايجابيه وتدلى بر�أيها مبا�شرة في جميع الق�ضايا المطروحة للمناق�شة‪.‬‬
‫اثر تطور التقنيات على ال�صحافة‪:‬‬
‫تعد ال�صحافة الو�سيلة الإعالمية الأولى التي ح�صلت الب�شرية من خاللها على المعلومات والأخبار والمعارف والأفكار‪ ،‬كما‬
‫�إنها �أ�سهمت ب�إ�ضاءة جوانب كثيرة في حياة الب�شر محدثة فيها الكثير من التحوالت‪.‬‬
‫وقد تعر�ضت ال�صحافة لمجابهة الو�سائل الإعالمية الأخرى التي توالي ظهورها تباعا وتعالت ال�صيحات بان‬
‫هذه الو�سائل �سوف تحدث ت�أثيرا �سلبيا كبيرا على ال�صحافة‪� ،‬إال ان ال�صحافة ا�ستطاعت ان تطور نف�سها وتغير‬
‫من محتواها لت�صبح متفاعلة مع الجماهير‪ ،‬وتاريخ ال�صحافة تاريخ لعنا�صر ومكونات كثيرة‪ ،‬فال�صحف لي�ست‬
‫�أ�شياء فح�سب هي �أ�شخا�ص وعمليات وت�أثيرات وت�أثر ووظائف وانجازات وغيرها من التحوالت والتغيرات التي‬
‫�أدخلتها ال�صحافة على نف�سها من تنوع بالأخبار و�أعمدة ثابتة و�صور كاريكاتورية وغيرها من الفنون ال�صحفية‬
‫المتعددة عالوة على ذلك الأرقام والإح�صاءات المختلفة ف�ضال عن الجماعات ال�ضاغطة‪� ،‬أو الأحزاب والقوانين‬
‫واالعتبارات المتعددة التي تحكم تلك العملية‪.‬‬
‫وك�شفت درا�سة �أجرتها ميت�شغان الأمريكية ان ال�صحف كان لها الت�أثير الأكبر على م�شاركة �أ�صحاب م�ستويات‬
‫التعليم الجيدة في االنتخابات في الوقت نف�سه لم يكن للتلفزيون الت�أثير الذي يماثل ال�صحافة ل�ضعف وجود‬
‫تعبئة للمعلومات فيه فلم ت�ستطيع �أخبار التلفزيون ان توفر معلومات عميقة ومن الم�ستحيل لهذه الو�سائل‬
‫الإعالمية الأخرى ان ت�صل �إلى عمق ال�صحف في تقويم المعلومات وهذا من �أهم العوامل التي تحفظ لل�صحافة‬
‫ا�ستمرارها في مواجهة الو�سائل الأخرى‬
‫ان ال�صحافة تتمتع بمميزات عديدة قيا�سا �إلى الو�سائل الإعالمية الأخرى �إذ ان هذه المميزات تعطيها القدرة‬
‫على ا�ستمرار في ظل مواجهة الو�سائل الحديثة في�ستطيع الإن�سان ان يقر�أ ال�صحيفة مرات عدة بي�سر و�سهولة‬
‫فالمذياع والتلفزيون يفتقدان هذه الميزة المهمة التي تتيحها ال�صحافة للإن�سان المتلقي تعطيه القدرة على‬
‫امتالك المعومات وبالتالي �إمكانية تحليل الأفكار ب�شكل �أف�ضل و�أكثر دقة وتف�صيل ف�ضال عن التعميق في تناول‬
‫المو�ضوعات وهذا ما يجعل ال�صحافة �أكثر ت�أثيرا في الر�أي العام عن غيرها من الو�سائل الأخرى و�إنها �أي‬
‫ال�صحافة �ستظل حافظة لمواقعها و�سط الو�سائل الإعالمية الأخرى‬
‫‪112‬‬
‫ال�صحافة وت�أثير التكنولوجيا‪:‬‬
‫�إن ال�صحافة تعر�ضت في م�سيرتها �إلى الكثير من التطورات �إذا ظهرت العديد من الو�سائل الإعالمية الأخرى‬
‫مثل المذياع الذي دار جدل طويل عند ظهوره وما يمكن �أن يحدثه من تهديد لل�صحافة‪� ،‬إال ان الأمر جاء على‬
‫عك�س ذلك تماما فقد ا�ستمرت ال�صحافة وارتفع �أدا�ؤها ولم ت�ؤثر الإذاعة على ال�صحافة كما كان متوقعا كذلك‬
‫جاءت الثورة التكنولوجية الأخرى بظهور و�سيلة �إعالمية ثالثة وهي التلفزيون لي�ستمر الجدل حول مدى ت�أثير‬
‫هذا الجهاز على ال�صحافة وانه �سوف يحل محلها ب�شكل �أو ب�أخر ان ال�صحافة ا�ستطاعت ان تطور نف�سها وت�ؤكد‬
‫كونها الو�سيلة الأكثر ت�أثيرا والأعمق في المعلومة‪.‬‬
‫وقبل الإذاعة عندما ظهرت ال�سينما ترددت الأقاويل ب�أنها �ست�ؤثر �سلبا على ال�صحافة ولكنها ظلت الو�سيلة‬
‫الأ�سهل في الرجوع �إليها والإمتاع في تناولها بين الو�سائل الأخرى‪ ،‬وهو ما انطبق �أي�ضا على التلفزيون حتى‬
‫جاءت المعلوماتية الجديدة بظهور االنترنت لتعود الكرة من جديد حول ت�أثير هذه الو�سيلة على ال�صحافة ف�أنها‬
‫ال �شك �سوف ت�ؤثر على ال�صحافة‪ ،‬ولكن لي�س بال�شكل القوى والجاد وخا�صة في العالم الثالث الذي ال تزال‬
‫الغالبية العظمى من مواطنيه تعاني من الأمية في هذا المجال �إال �أنها �ستعطي فر�صة مهمة لل�صحافة التقليدية‬
‫ولكي تطور من نف�سها وترفع من م�ستوياتها لتعطي المعلومة الأعمق واالهم وفال �شك ان هذه التكنولوجيا تعطى‬
‫مزيدا من االنت�شار وب�شكل �أف�ضل دائما‪.‬‬
‫كما ان ب�إمكان ال�صحف ان ت�ضع �إ�ستراتيجية مهمة لمواكبه �أحداث الع�صر وتكنولوجياته وال �شك ان الإعالم له ت�أثير‬
‫قوى في تغير المجتمعات والتحوالت الفكرية وال�سيا�سية واالجتماعية لدى كل ال�شعوب‪.‬‬
‫وكانت ال�صحافة �إحدى �أهم الو�سائل الإعالمية التي لعبت دورا وال تزال هذا الدور‪ ،‬ان دور ال�صحافة يكمن‬
‫دائما في ثقة المتلقي من م�صادر ال�صحافة‪ ،‬كما ا�ستطاعت ان تطور نف�سها بتطوير المجتمعات وان ت�ستفيد من‬
‫التطورات التكنولوجية فبالرغم من ظهور العديد من الو�سائل الإعالمية الأخرى �إال ان ال�صحافة ال تزال العين‬
‫التي يرى من خاللها الجمهور ما يحدث حول العالم وان كل فرد يجد فيها ما يبحث عنه وينا�سب م�ستواه‪.‬‬
‫ان و�سائل الإعالم ا�ستفادت ب�شكل كبير من ثورة المعلومات حيث �أتاحت كما هائال من المعلومات وجاءت ثورة‬
‫االت�صاالت لت�ؤكد هذه الفائدة من خالل المعلومات ثم كانت ثورة التكنولوجيا الرقمية التي �أتاحت العديد من‬
‫الإمكانات من خالل توفر خدمة الإر�سال والبث الإذاعي والتلفزيوني دون عوائق‪.‬‬
‫ان التكنولوجيا لي�ست كل �شئ واالهم منها الإن�سان‪ ،‬وماذا يريد ان يو�صل من ورائها هناك من يقول �إن االنترنت‬
‫�ستناف�س ال�صحافة المكتوبة والبع�ض يقول العك�س ان االنترنت هي و�سيلة ي�ستعملها �أ�صحاب ال�صحف والنا�شرون‬
‫لو�ضع المعلومات عليها حتى ي�ستطيع النا�س االطالع عليها في �أنحاء العالم فال احد ي�أخذ دور الآخر بل المهم ان تعرف‬
‫الو�سيلة الإعالمية كيف تخاطب بلغة ع�صرها‪ ،‬فالراديو لم يلغ ال�صحافة‪ ،‬والتلفزيون لم يلغ الراديو وال ال�صحافة‬
‫المكتوبة والفيديو لم يلغ التلفزيون والمهم ان تلغي ال�صحافة نف�سها �أي يجب على �أ�صحاب ال�صحف والنا�شرين كيف‬
‫يتوجهوا بلغة الع�صر �إلى القارئ ولذلك نرى ان ال�صحافة الأمريكية تغيرت وتحولت �إلى �صحافة اخت�صا�ص وعلينا‬
‫تبعا لذلك معرفة كيفية ا�ستعمال التكنولوجيا لتطوير الإعالم ان كان مكتوبا �أم مرئيا �أم م�سموعا‪.‬‬
‫لقد �أدت الثورة المعلوماتية والتكنولوجية �إلى و�ضع ال�صحافة المعا�صرة �أمام تحديات جديدة �أتاحت لها فر�صا‬
‫‪113‬‬
‫لم ي�سبق لها مثيل �سواء كان ذلك في غزارة م�صادر المعلومات �أو في �سرعة نقلها �أو في ا�ستخدامها وانعك�ست‬
‫هذه التطورات على �أ�ساليب جمع و�إنتاج وتوزيع المعلومات في �أجهزة الإعالم الرئي�سية الثالث المطبوعة �أو‬
‫الم�سموعة والمرئية وكذلك خلقت هذه التطورات جمهورا جديدا متميزا يعتمد على االنترنت و�شبكات نقل‬
‫المعلومات االلكترونية في تلقى المعلومات و�سارعت بالتالي �أجهزة ال�صحافة الع�صرية �إلى ا�ستقطاب هذا‬
‫الجمهور الجديد عن طريق �إ�ضافة �شبكة االنترنت �إلى و�سائلها التقليدية في نقل وتوثيق النتاج ال�صحفي ان وفرة‬
‫المعلومات وتدفق االت�صال �سوف ي�سهم في �إتاحتها ب�شكل لم تعرفه الب�شرية من قبل حيث �أ�ضحت المعلومات‬
‫وفيرة ب�شكل ال يمكن لأي متخ�ص�ص ان يتابع معه ما ي�ستخدمه في حقل تخ�ص�صه‪،‬حيث لعبت تكنولوجيا االت�صال‬
‫والمعلومات دورا في‪:‬‬
‫وفرة المعلومات في جميع المجاالت وعدم �إمكانية احتكارها من قبل ال�صحافة فقط‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫�إتاحة هذه المعلومات لمن ي�ستطيع الو�صول �إليها تقنيا واقت�صاديا وفنيا وثقافيا وخا�صة من خالل‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫االنترنت والف�ضائيات ووكاالت الأنباء‪.‬‬
‫ان التو�سع في االت�صال وخ�صو�صا عبر �شبكات القنوات الف�ضائية والتلفزيونات الخطية واالنترنت‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫وربط الكومبيوتر و�شا�شة التلفزيون ليكونا جهازا واحدا �سوف يتيح في�ضان االت�صال �إقليميا ودوليا‬
‫ويعزز التناف�س مع ال�صحافة ب�شكل كبير‪.‬‬
‫ان ا�ستخدام التطور العلمي والتكنولوجي في �صناعة و�إنتاج ال�صحف �أ�صبح �ضروريا وله فوائد من حيث‬
‫ �أ‪ .‬مواجهة التحديات الحالية والم�ستقبلية في مجال الإعالم‪.‬‬
‫ ب‪ .‬مواجهة ع�صر المعلومات واالت�صاالت‪.‬‬
‫ ج‪ .‬تطوير العملية الإنتاجية لل�صحف وغيرها من المطبوعات لتحقيق الفائدة المثلى ل�صناعة ال�صحافة‬
‫والطباعة والن�شر‪.‬‬
‫ د‪ .‬الموازنة االقت�صادية بين تكلفة الإنتاج والعائد المحقق‪.‬‬
‫ ه‪� .‬أعدة تخطيط المهام والم�س�ؤوليات في الحقل ال�صحفي بما ينا�سب روح الع�صر‪.‬‬
‫ و‪ .‬مواجهة المناف�سة بين ال�صحافة والتلفزيون‪.‬‬
‫و�أ�صبحت الأقمار اال�صطناعية ت�ستخدم ب�شكل وا�سع في �صناعة ال�صحف ونقل الن�سخ �إلى محطات بعيدة‬
‫ففي م�ؤتمر عقدته �صحيفة الفاينن�شيال تايمز حول م�ستقبل �صناعة ال�صحف والآثار المحتملة الحديثة‪ .‬قيل انه‬
‫�إذا كانت هناك �إمكانية طباعة �صحيفة ب�صورة اقت�صادية في ‪� 9‬أو ‪ 10‬بلدان في العالم فلن يكون هناك �سبب‬
‫في عدم توقع اليوم الذي نجد فيه �أنف�سنا قادرين على الطباعة فيكل مدينة حيث يوجد قراء‪� ،‬أو حتى في �أماكن‬
‫التوزيع المهمة والمدن والإنفاق والمطارات‪ ،‬بل في كل دائرة �أو في الم�ساكن �أو المنازل وعندما ي�ستلم الم�شترك‬
‫الإ�شارة االلكترونية تعطيه ن�سخة مطبوعة من �صحيفته اليومية‪.‬‬
‫مراحل ا�ستخدام الو�سائل االلكترونية في ال�صحافة‪:‬‬
‫لقد مرت ال�صحافة الحديثة بمراحل عدة في ا�ستخدامها للو�سائل التكنولوجية الجديدة حيث بد�أت‬
‫ال�صحف منذ ال�ستينات في ا�ستخدام �أنظمة الجمع االلكتروني‪ ،‬لتمثل بذلك بداية تحول ال�صحف �إلى ا�ستخدام‬

‫‪114‬‬
‫الأنظمة الرقمية‪ ،‬وفي هذا الوقت منذ حوالي ‪ 30‬عاما تقريبا دعا (فليب ماير) �إلى ا�ستخدام الكمبيوتر في جمع‬
‫الأخبار فيما عرف ب�صحافة التدقيق (‪ )Precision Journalism‬كو�سيلة ت�ساعد في تطبيق �أ�ساليب‬
‫العلوم االجتماعية والنف�سية في التغطية ال�صحفية‪ ،‬وحتى منت�صف الثمانينات لم يطبق ال�صحفيون هذه الر�ؤية‬
‫ب�شكل متكامل في معالجة ق�ص�صهم ال�صحفية‪ ،‬لأنها كانت تقت�ضي ا�ستخدام �أنظمة حا�سبات كبيرة ومعقدة‪،‬‬
‫ولكن بالتدرج بد�أت تقنيات معالجة المعلومات القائمة على ا�ستخدام الحا�سبات االلكترونية تدخل �إلى معالجة‬
‫الأخبار في ال�صحافة‪ ،‬حتى قال البع�ض انه ال يوجد اختالف كبير بين عمل التدوين ال�صحفي وعمل العلماء‬
‫االجتماعيين فكالهما يدر�س ال�سلوك الب�شرى يجمع المعلومات ويحللها وين�شرها‪.‬‬
‫ومع بداية الت�سعينات من القرن الما�ضي بد�أت تدخل �أجهزة الحا�سبات االلكترونية ب�شكل مكثف �إلى‬
‫غرف �أخبار في ال�صحف الأمريكية والكندية‪ ،‬وبلدان �أخرى عديدة حيث بد�أ ا�ستخدامها في الكتابة والتحرير‬
‫وال�صف والجمع االليكتروني وبد�أت بع�ض ال�صحف تتحول �إلى الآلية الكاملة في عملية الإنتاج من خالل �إدخال‬
‫الحا�سبات االلكترونية وو�سائل االت�صال ال�سلكية والال�سلكية في معظم مراحل الإنتاج كما بد�أت هذه ال�صحف‬
‫تحول ملفاتها من الق�صا�صات الورقية �إلى ملفات الكترونية وزادت عمليات التفاعل االلكتروني مابين قواعد‬
‫البيانات والمعلومات المتاحة �أمام ال�صحف وتم ربط المعلومات ال�صحفية ببنوك المعلومات المحلية والدولية‬
‫كما ت�صاعد حجم قواعد المعلومات التجارية وتنوعت خدمتها المعلوماتية وال�صحفية‪.‬‬
‫وفي الت�سعينات �أي�ضا ومع تطور و�سائل االت�صال وتقنيتها وانخفا�ض تكلفة �أجهزة الحا�سبات االلكترونية‬
‫وتنوع �أحجامها‪� ،‬أ�صبح المندوبون قادرين على االت�صال بالن�شرات االلكترونية المحلية واالنترنت‪ ،‬ويف�ضل التقدم‬
‫في االت�صاالت ال�سلكية والأقمار اال�صطناعية ف�أن الن�صو�ص وال�صور والمخططات يمكن ان تنتقل بالفاك�سميل‬
‫من قارة �إلى �أخرى‪ ،‬كما تمكن ال�صحف من الطباعة في �أكثر من مكان في الوقت نف�سه ويظهر هذا التطور‬
‫في زيادة القدرة على التخزين الرقمي لل�صور‪ ،‬واالتجاه الحالي نحو الرقمنة الكاملة لكل مراحل ال�صورة من‬
‫الكاميرا �إلى الم�سح ال�ضوئي �إلى الإنتاج �إلى معالجة ال�صور‪ ،‬حتى يتم عر�ضها على ال�شا�شة لإ�ضافة اللم�سات‬
‫�إليها و�إخراجها‪ ،‬كما تزود ووكاالت الأنباء الكبرى م�شتركيها بو�سائل ا�ستقبال ال�صور الرقمية عن �إمكانية كتابة‬
‫مقاالتهم و�إدخالها مبا�شرة �إلى الحا�سبات االلكترونية فالتطورات الحديثة لم تجعل ال�صحفيين م�ضطرين‬
‫للبقاء ب�صفة دائمة في ال�صحيفة نف�سها و�ساعدتهم على القيام ب�أعمال لم يكن بمقدرتهم القيام بها من قبل‬
‫كما �أدت �إلى تنوع طرق جمع الق�ص�ص ال�صحفية وتح�سنت طرق ات�صالهم المبا�شر بالم�صادر وتوافرت‬
‫�أمامهم عدة �أدوات متخ�ص�صة تي�سر لهم �أداء مهامهم‪.‬‬
‫وبد�أ ا�ستخدام الحا�سبة االلكترونية ك�أداة للجمع والتق�صي عن المعلومات وللو�صول �إلى الوثائق وال�سجالت‬
‫وتحليل قواعد البيانات‪ ،‬وان لم تحول هذه الطريقة الجديدة �إلى �أ�سلوب �شائع في كل ال�صحف نظر التباين‬
‫مجتمعاتها و�إمكانياتها ان ظهرت بع�ض البرامج التي تدعم تواجدها مثل البرنامج الذي اخترعه ال�صحفي‬
‫(جب�سون) الفائز بجائزة بوليترز وهو برنامج ‪ Nine Trak Express‬لم�ساعدة ال�صحفيين على تحليل‬
‫الوثائق العامة با�ستخدام �أجهزتهم ال�شخ�صية‪ ،‬وكذلك زيادة عدد المعاهد والكليات والمراكز المتخ�ص�صة في‬
‫علوم هذا الفن الجديد الذي �أ�صبح يعد من بين العالمات الفارقة في تاريخ جمع الأخبار ال�صحفية وواحد من‬
‫ابرز التحوالت التكنولوجية في مجال التغطية ال�صحفية‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫التكنولوجيا والمهارات ال�صحفية‪:‬‬
‫بد�أت ال�صحافة مع منت�صف الت�سعينات تتطلب م�ستوى معينا من التخ�ص�ص الفني وال�صحفي ولمعلوماتي‬
‫وبد�أت يتزايد �إدراك ال�صحفيين لأهمية وقيمة الحا�سبات االلكترونية واالنترنت وقواعد المعلومات والو�سائل‬
‫التكنولوجية واالت�صالية الحديثة في حياتهم اليومية ك�صحفيين‪.‬‬
‫وبد�أوا يتكيفون مع هذا العالم الرقمي الجديد وهو ما جعل ا�ستخدام الحا�سبة االلكترونية في ال�صحف من اجل‬
‫جمع المتن وتحليل الإح�صائيات‪ ،‬وت�صميم ال�صفحات وعر�ض المخططات �شيئا �أ�سا�سيا‪.‬‬
‫وقد �أفرزت هذه التطورات ظواهر متناق�ضة في عالم ال�صحافة �سواء مابين �صحف دول معينة �أو غيرها‬
‫�أو داخل ال�صحيفة الواحدة فبينما يقوم ال�صحفيون الآن بجمع الأخبار وكتابتها وتحليلها وتحريرها وتو�ضيبها‬
‫با�ستخدام هذه التقنيات الحديثة وهو ما ينعك�س �أثره على م�ضمون و�شكل ال�صحيفة ف�أن هناك �صحفيين �آخرين‬
‫لم ي�ستخدموا هذه التقنيات الحديثة بالمرة �أو ما زالوا ي�ستخدمونها لأداء مهام تقليدية ويتبعون الو�سائل‬
‫التقليدية نف�سها فيجمع المادة وحفظها وتحريرها وا�سترجاعها‪.‬‬
‫وبدا في ال�ساحة ال�صحفية وك�أن هناك فريقين فريق ي�سمى (‪ )Techojoumalists‬الذي يجمع �أفراده بين‬
‫مهارات التغطية و�أدوات التعامل مع المعلومات الجديدة وتكنيكات �إدارة المعلومات وفريق ي�سمى ‪Tradition‬‬
‫‪ Joumalists‬ما زال ي�ستخدم الو�سائل التقليدية في �أداء العمل ال�صحفي في بيئة تقوم على التكنولوجيا‬
‫وظائف ت�أثير تكنولوجيا االت�صال على ال�صحافة‪:‬‬
‫تعدد وظائف تكنولوجيا االت�صال الحديثة في المجال ال�صحفي ويمكن تق�سيمها كاالتي‬
‫ ‪ .1‬وظيفة �إنتاج وجمع المادة ال�صحفية الكترونيا ومن بين و�سائلها الحا�سبة االلكترونية وقواعد المعلومات‬
‫واالنترنت والت�صوير االلكتروني والت�صوير الرقمي‪ /‬االلكتروني‪ ،‬والأقمار اال�صطناعية مادة مكتوبة �أو‬
‫م�صورة �أو مر�سومة ف�أن ال�سلكية �أو الال�سلكية والألياف الب�صرية ‪...‬الخ‬
‫ ‪ .2‬وظيفة معالجة المعلومات ال�صحفية رقميا ومن بينها الحا�سبة االلكترونية والن�شر االلكتروني و�سواء‬
‫كانت تلك المعلومات مادة مكتوبة �أو م�صورة �أو مر�سومة فان هناك العديد من البرامج التي تتعامل‬
‫وتعالج مثل هذه المعلومات‪.‬‬
‫ ‪ .3‬وظيفة تخزين المعلومات ال�صحفية وا�سترجاعها وتقوم بنوك المعلومات و�شبكاتها ومراكز المعلومات‬
‫ال�صحفية با�ستخدام الأقرا�ص المدمجة في توثيق �أر�شيفها ووثائقها وهي ت�ساعد في البحث عن‬
‫المعلومات وا�سترجاعها ب�شكل �سريع ومالئم مثل قواعد بيانات ‪ New York Times‬وبنك معلومات‬
‫�صحفية الأهرام الم�صرية‪.‬‬
‫ ‪ .4‬وظيفة نقل ون�شر وتوزيع المعلومات ال�صحفية مثل الفاك�س والأقمار اال�صطناعية واالت�صاالت ال�سلكية‬
‫والال�سلكية وال�شبكات الرقمية و�شبكات الألياف والكابل ‪...‬الخ‬
‫ ‪ .5‬وظيفة عر�ض المواد ال�صحفية ومن بينها �أجهزة الحا�سب االلكترونية والأجهزة الرقمية‬
‫ال�شخ�صية‪.‬‬
‫ ‪ .6‬وظيفة التحرير االلكتروني وتتمثل في تنوع البرامج الم�ساعدة في عملية الكتابة والمعالجة والتحرير‬
‫االلكتروني وبرامج فح�ص الإعراب والإمالء بل توجد برامج لكتابة الق�ص�ص الإخبارية ب�شكل �إلى‬

‫‪116‬‬
‫با�ستخدام طرق التغذية وااللكترونية للبيانات وذلك في مجاالت عديدة مثل �أ�سعار الأ�سهم والح�ص�ص‬
‫والعمالت وهو ما جعل بع�ض ال�صحف تتخل�ص من ال�صحفيين الذين ال يجيدون ا�ستخدام هذه البرامج‬
‫حتى قال البع�ض ان ال�صحافة نف�سها يعاد كتابتها ببرامج كمبيوتر جديدة‪.‬‬
‫وظيفة تو�ضيب و�إخراج المادة ال�صحفية وهناك ثورة كبيرة في مجال البرامج الخا�صة بالت�صميم‬ ‫ ‪ .7‬‬
‫والإخراج ال�صحفي ومعالجة ال�صور والمخططات‪.‬‬
‫وبالرغم من المزايا العديدة التي توفرها الو�سائل الحديثة لل�صحافة �إال ان ثمة م�شاكل لم تحل بعد مثل‬
‫�سهولة االت�صاالت بين ال�صحف وقواعد المعلومات و�سرعتها وقلة خبرة ال�صحفيين في التعامل مع هذه التقنيات‬
‫الجديدة وحاجة التعامل مع الملفات االليكترونية لبع�ض الوقت مقارنة بالملفات المطبوعة وتراجع عن�صر‬
‫الإبداع الفردي في العمل ال�صحفي بفعل تزايد االعتماد على التقنية وكو�سيلة لتنفيذ الكثير من المهام وان‬
‫البع�ض يرد على ذلك بان التقنية توفر جهد ال�صحفي ورقته في اداء الأعمال الروتينية وتراجع دور ال�صحافة‬
‫كحار�س بوابة تقليدي‪ ،‬وكمف�سر للأحداث والمعلومات حيث ت�ؤدي التقنيات الحديثة �إلى ربط الجمهور بالم�صادر‬
‫الإخبارية الأ�سا�سية وهو ما يزيد من ناحية �أخرى من دور القرى التجارية في تحديد توجهات المادة ال�صحفية‬
‫وم�ضامينها ف�ضال عن التعار�ض بين �إبداعية الموروثة في عملية الت�صوير وبين التدخالت الرقمية في معالجة‬
‫ال�صور و�إمكانية ا�ستغاللها ب�شكل غير �أخالقي‪.‬‬
‫�إ�شكاليات ا�ستخدام التكنولوجيا على ال�صحافة‪:‬‬
‫ي�شير ا�ستخدام الو�سائل التكنولوجية الحديثة في العمل ال�صحفي العديد من الإ�شكاليات منها‪� :‬إن التغيرات‬
‫ال�سريعة والمتالحقة في عالم التكنولوجيا واالندماج بين و�سائل االت�صال جعل من ال�صعوبة و�ضع محدد لفهم‬
‫طبيعة و�شكل الو�سائل الجديدة وت�أثيراتها ب�صفة عامة وعلى العمل ال�صحفي بخا�صة من ناحية ثانية بينما جلبت‬
‫التكنولوجيا معها �أ�سلوبا جديدا في العمل ال�صحفي تعدلت بمقت�ضاه وتغيرت الممار�سات ال�صحفية القديمة‬
‫ف�إنها �أثارت في الوقت نف�سه العديد من الت�سا�ؤالت مثل هل �ست�ؤدي �إلى �إلغاء الممار�سات ال�صحفية القديمة �أم‬
‫�ستعاي�ش معها؟ ومن ناحية ثالثة بينما كانت م�شكلة ال�صحافة دائما هي ندوة المعلومات ف�إنها الآن �أ�صبحت تعاني‬
‫من الوفرة والتخمة والمعلوماتية وهي ما ي�شير ق�ضية المعايير الم�ستخدمة في تقرير طبيعة ونوعية المعلومات‬
‫المهمة والمالئمة للعمل ال�صحفي والجمهور؟ وكيف يمكن التخل�ص من المعلومات غير المهمة وغير المفيدة؟‬
‫ومدى حاجة الجمهور لمثل هذا الكم من المعلومات ومدى ر�ضاء عن هذه الوفرة المعلوماتية ومن ناحية رابعة‬
‫ف�إن العمل ال�صحفي حاليا في ظل التكنولوجيا الجديدة يقوم على �إعادة �إنتاج الكم �ألمعلوماتي المتوفر وهو‬
‫�أمر يثير الت�سا�ؤل حول وظيفة العمل ال�صحفي هل هو مجرد �إعادة �إنتاج لم�ضمون �سابق �أم خلق منتج معلوماتي‬
‫جديد مع ال�سعي الختيار �أف�ضل الطرائف لتوظيفه؟ ومن ناحية خام�سة ف�إن الو�سائل الجديدة تركز على �شكل‬
‫المادة ال�صحفية وطرق �إخراجها وهو ما يثير من جديد ق�ضية الم�ضمون المقدم وطبيعته وتوجهاته و�أيهما �أولى‬
‫باالهتمام ال�شكل �أم الم�ضمون �أم االثنين معا؟‬
‫ن�شوء �شبكة االنترنت‪:‬‬
‫لقد بد�أت االنترنت حوالي نهاية ال�ستينات وبالتحديد عام ‪1969‬كم�شروع محلي ل�صالح وزارة الدفاع الأمريكية‬
‫وكانت تحاول ت�أمين الو�سائل الكفء لالت�صاالت عبر ال�شبكات المنت�شرة في �أنحاء الواليات المتحدة الأمريكية كافة‬
‫بما في ذلك مراكز البحوث في الجامعات وبعد ذلك بد�أ العمل بتطوير �أنواع مختلفة من ال�شبكات في منت�صف عقد‬
‫‪117‬‬
‫ال�سبعينات و�أخذت تخت�صر با�سم (‪� )DARPA‬أي وكالة بحوث الدفاع المتقدمة‪ ،‬وا�ستمرت عملية التحويل والدعم‬
‫وبالتالي ات�ساع ال�شبك‬
‫لقد �أن�ش�أت االنترنت في ظل التحوالت الإ�ستراتيجية التي اتخذتها القيادة الع�سكرية الأمريكية لوزارة الدفاع‬
‫�أبان الحرب الباردة وذلك تح�سبا الحتمال دمار �إي من مراكز االت�صال الحا�سوبي المعتمدة ب�ضربة خارجية‪،‬‬
‫مما ي�ؤدي �إلى �شل ال�شبكة الحا�سوبية ب�أكملها‪ ،‬وحرمان القيادة الع�سكرية الأمريكية من الإ�سناد المعلماتي‪،‬‬
‫ففي عام ‪ 1969‬ربطت وزارة الدفاع الأمريكية بين �أربعة مراكز �أبحاث حتى ي�ستطيع العلماء تبادل المعلومات‬
‫والنتائج وقامت بتخطيط م�شروع �شبكة حا�سبات الكترونية يمكنها من ال�صمود �أمام هذا النوع من الهجمات‬
‫ال�سوقية المحتملة بحيث �إذا تعطل جزء من ال�شبكة تتيح البيانات تجنب الجزء المعطل وت�صل �إلى هدفها و�أطلق‬
‫على هذه ال�شبكة ا�سم �شبكة وكالة م�شاريع الأبحاث المتطورة(‪ )ARPA NET‬اخت�صارا‪.‬‬
‫بحلول عام ‪ 1980‬كانت �شبكة االنترنت قد انف�صلت �إلى جزئيين مت�صلين هما‪:‬‬
‫‪ ARPA NET- MIL NET‬والأخيرة �أ�صبحت ال�شبكة الع�سكرية في منت�صف عقد الثمانينات فان م�ؤ�س�سة‬
‫العلوم الوطنية (‪� National Scientific Foundation)NSF‬أ�صبحت مهتمة بتحويل م�شاريع �شبكات‬
‫المنظومة المقامة على �أ�سا�س برتوكوالت (‪ )Tcp/ip‬لم�صلحة الم�ؤ�س�سات الأكاديمية الرئي�سية في الواليات‬
‫المتحدة الأمريكية وثم ربطها بمركز الحا�سبات المتقدمة في عام‪ ،1988‬وانتهت (‪ )NSF‬في �إن�شاء �شبكة‬
‫االنترنت ب�شكل �أو�سع‪.‬‬
‫�شبكة االنترنت وو�سائل الإعالم‪:‬‬
‫�أثارت تكنولوجيا االنترنت �ضجة كبيرة في الأو�ساط الإعالمية ك�سابقتها من االكت�شافات الجديدة في‬
‫الميدان االت�صالي والمعلوماتي وفي نهاية الأمر حافظت كل و�سيلة على �شخ�صيتها وقوتها و�شعبيتها‪.‬‬
‫لكن ثورة االنترنت هذه المرة تختلف عن �سابقتها حيث �إنها تجمع بين تكنولوجيات مختلفة ا�ستطاعت ان‬
‫تتخطى الحواجز الجغرافية والزمنية وت�ستطيع القول حتى اللغوية �إذ �أ�صبحت اللغة االنكليزية هي لغة االت�صال‬
‫التوا�صل والعلم في نهاية القرن الما�ضي وما يميز االنترنت عن باقي تكنولوجيات االت�صال والمعلومات هو اعتماد‬
‫ال�شخ�ص على نف�سه للو�صول �إلى م�صادر المعلومة‪ ،‬كما تتطلب التكنولوجيا الجديدة تفاعل م�ستخدمها معها‪،‬‬
‫فاال�ستخدام هذا يقوم على �أ�سا�س التفاعل والم�شاركة من قبل الم�ستخدم وهذا على عك�س الو�سائل ال�سابقة التي‬
‫يكون فيها الم�ستفيد م�ستقبال فقط ونظرا للميزات التي تنفرد بها �أثارت �شبكة االنترنت نقا�ش ًا وحوار ًا كبيرين‬
‫في الأو�ساط الإعالمية والعلمية والأخالقية ففي الأو�ساط الإعالمية ر�أي المتخوفون من االنترنت انه �سيناف�س‬
‫الو�سائل الإعالمية المختلفة ويق�ضي عليها مع مرور الزمن و�سيتوجه الجمهور �إلى االنترنت للح�صول على الأخبار‬
‫والمعلومات والإعالنات وم�صادر المعرفة المختلفة متخليا عن الو�سائل الأخرى‪.‬‬
‫في ال�صناعة الإعالمية يرى (انجيلو اغو�ستيني) ان االنترنت قد �أحدثت ثورة عامة في عالم ال�صحافة حيث‬
‫ان غالبية ال�صحف العالمية لج�أت لحجز موقع في ال�شبكة وتقديم ال�صحيفة �إلى القراء عبر االنترنت وهذه‬
‫التقنية الجديدة تحتم بطبيعة الحال على ال�صحف �ضرورة الإبداع واالبتكارات والخروج عن الم�ألوف وتجنب‬
‫التقليدي هذا يعني ان ال�شبكة فر�ضت منطقا جديدا غير في العمق ميدان �صناعة الأخبار وتبادلها وللعلم‬
‫‪118‬‬
‫ف�إن �شبكة االنترنت تحتوي على �أكثر من ‪ 15000‬جريدة في مختلف �أنحاء العالم وان ال�شبكة متوفرة في �أكثر‬
‫من‪170‬دولة وت�شمل �أكثر من ‪ 60‬مليون م�ستخدم عبر العالم‪.‬‬
‫هذا يعني انه بالن�سبة لل�صحافة هناك فوائد كثيرة تنعم بها من االنترنت فبالن�سبة للمتخوفين من االنترنت‬
‫يجب عليهم الرجوع للتاريخ لمعرفة ان االبتكارات الجديدة من تكنولوجيا و�سائل الأعالم لتق�ضى على �سابقتها‬
‫لكن ال�شئ الذي �أحدثته هو التغير في �أنماط الإنتاج وفي الو�سائل‪ ،‬هذه التطورات �أثرت في المهنة في ثقافتها‬
‫من دون الق�ضاء على ال�صحافة �أو على الو�سائل الإعالمية الأخرى‪.‬‬
‫ولذلك فال�س�ؤال الذي يطرح هو هل �ستكون االنترنت مكملة ومفيدة لل�صحافة �أم �ستكون مهددة ومناف�سة‬
‫المعطيات تقوالن االنترنت تكنولوجيا جديدة للمعلومات �ستفيد �أكثر مما ت�ضر بال�صحافة‪ ،‬ف�شبكة االنترنت‬
‫هي م�صدر مهم من م�صادر الأخبار والمعلومات والعلم والمعرفة بالن�سبة لل�صحافة ومن خالل ال�شبكة‬
‫ي�ستطيع ال�صحفي الدخول في ات�صال مع (مجموعات المناق�شات) وغيرهم من م�ستعملي ال�شبكة للح�صول‬
‫على معلومات �أو معطيات علمية �أو بيانات �أو غير ذلك وهذا يعني ان القائم باالت�صال �أ�صبح في متناوله بنك‬
‫من المعلومات وماليين الأ�شخا�ص عبر العالم ي�ستطيع ان ي�أخذ منهم ويعطيهم معهم وهذا ل�صالح المهنة‬
‫الخدمة �أح�سن وا�شمل و�أف�ضل للجمهور وال�صحافة الجادة في مطلع القرن الحادي والع�شرين �أ�صبحت تهتم �أكثر‬
‫ف�أكثر بالتحليالت والدرا�سات والتعليقات الجادة وتعد االنترنت م�صدرا �أو و�سيلة مهمة في خدمة هذه الأنواع‬
‫ال�صحفية التي تتطلب تعمقا في التحليل وغزارة المعلومات وقوة في الإقناع والت�أثير ف�شبكة االنترنت تحتوي‬
‫على مئات ال�صحف والمجالت ومحطات الإذاعة والتلفزيون ووكاالت الأنباء‪ ،‬كل هذه الو�سائط تعد روافد مهمة‬
‫للمعلومات التي تبحث عنها ال�صحيفة لتقديمها للجمهور‬
‫وتتيح االنترنت الفر�صة لقارئ ال�صحيفة عبر البريد االلكتروني ان يت�صل مبا�شرة ب�صحيفته المف�ضلة وان‬
‫يحاور ال�صحفيين ويتناق�ش معهم في مختلف المو�ضوعات والآراء‪ ،‬وتعد �صحف االنترنت و�سيلة للتقارب بين‬
‫المر�سل والم�ستقبل وو�سيلة في تر�شيد عملية االت�صال والتو�صل بين �أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫م�ستويات �إفادة ال�صحف من االنترنت‬
‫هناك �سبعة م�ستويات لإفادة �صحافة االنترنت تتمثل باالتي‪:‬‬
‫الم�ستوى الأول‪ :‬االنترنت كم�صدر للمعلومات كونه‪:‬‬
‫‪�.1‬أداة م�ساعدة للتغطية الإخبارية �أو م�صدر �أ�سا�سيا للأحداث العاجلة‪.‬‬
‫‪.2‬ا�ستكمال المعلومات �أو التفا�صيل والخلفيات عن الأحداث المهمة‪.‬‬
‫‪ .3‬اال�ستفادة في ال�صفحات المتخ�ص�صة‪.‬‬
‫‪ .4‬التعرف على الكتب والإ�صدارات الجديدة‪.‬‬
‫الم�ستوى الثاني‪ :‬االنترنت كو�سيلة ات�صال كونه‪:‬‬
‫ ‪ .1‬و�سيلة ات�صال خارجية بالمندوبين والمرا�سلين وتلقى ر�سائلهم عن طريق البريد االلكتروني‪.‬‬
‫ ‪ .2‬و�سيلة ات�صال بالم�صادر‪.‬‬
‫ ‪ .3‬عقد االجتماعات التحريرية مع المرا�سلين والمندوبين‪.‬‬
‫الم�ستوى الثالث‪ :‬االنترنت كو�سيلة ات�صال تفاعلي من حيث‪:‬‬
‫ ‪ .1‬تو�سع فر�ص م�شاركة القراء عن طريق البريد االلكتروني‪.‬‬
‫الم�ستوي الرابع‪ :‬االنترنت كو�سيط للن�شر ال�صحفي‬
‫من خالل �إ�صدار ن�سخ من الجريدة نف�سها �أو ملخ�ص لها �أو قواعد البيانات �أو �أر�شيف لل�صحيفة �أو �إ�صدار‬
‫جرائد �أو مجالت كاملة‪.‬‬
‫الم�ستوى الخام�س‪ :‬االنترنت كو�سيط �إعالني ي�ضيف دخال لل�صحيفة‪.‬‬
‫الم�ستوى ال�ساد�س‪ :‬االنترنت ك�أداة لت�سويق الخدمات التي تقدمها الم�ؤ�س�سة ال�صحفية‪.‬‬
‫من خالل �إن�شاء موقع �أو �أكثر يقدم معلومات �أ�سا�سية عن تطورها و�إنجازاتها‪.‬‬
‫الم�ستوى ال�سابع‪ :‬تقدم خدمات معلوماتية‪:‬‬
‫من خالل �شبكة االنترنت تن�شط ذاكرة ال�صحيفة مزودة بالخدمات للم�شتركين وتقديم خدمات الت�صميم‬
‫و�إ�صدار ال�صحف والن�شرات لح�ساب الغير‪.‬‬
‫و�إذا كانت �شبكة االنترنت تن�شط ذاكرة ال�صحفي وت�ساعده على تعميق تخ�ص�صه وتحقيق التقدم المهني من‬
‫خالل تزويده بقوائم المعلومات عن طريق البريد االلكتروني ف�إنها ت�ضيف �إلى ك�أهلة م�س�ؤوليات جديدة تتمثل في‬
‫الفح�ص والتدقيق وح�سن االختبار للتغلب على �إ�شكاليات التالعب والتحليل والتحريف والم�صادر في الموثوق بها‬
‫الأمر الذي يكفل تنمية القدرة على التحليل والفهم واال�ستنتاج والتقليل �إلى حد ما من حالة االرتباك �ألمعلوماتي‬
‫التي ت�صيب المحلين والقراء على حد �سواء‪.‬‬
‫و�إذا كانت �شبكة االنترنت قد �أ�ضافت تحديات جديدة على عاتق ال�صحف المطبوعة بجانب التحديات التي‬
‫فر�ضتها القنوات الف�ضائية ف�إن هذا التطور التكنولوجي الجديد من �ش�أنه تدعيم مركز ال�صحافة المطبوعة‬
‫وتطويرها من خالل اال�ستغالل الأمثل للإمكانات والخدمات التي تت�ضمنها �شبكة االنترنت وتبني ر�ؤية جديدة‬
‫لوظائف ال�صحافة بما يواكب ثورة المعلومات‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫ورغم المناف�سة الحادة التي تواجهها ال�صحافة المطبوعة ف�إنه من ال�صعب توقع ان ت�صبح ال�صحيفة‬
‫االلكترونية بديال عن ال�صحيفة المطبوعة يدلنا على ذلك التطور الذي ت�شهده �صناعة الن�شر في الدول المتقدمة‬
‫ففي بريطانيا المتوقع عائد �صناعة ال�صحف والكتب من ‪ 17‬مليون دوالر في عام ‪� 1995‬إلى ‪ 25‬مليار دوالر عام‬
‫‪ .2002‬ومن هذا الإنتاج الكبير الذي ي�صل �إلى ثالثة ع�شر مليار جنيه �إ�سترليني تبلغ عائد لتوزيع ال�صحف ثالثة‬
‫مليارات جنيه �إ�سترليني وتوزيع المجالت خم�سة مليارات ون�صف جنيه �إ�سترليني وتوزيع الكتب ثالثة ع�شر‬
‫مليار ون�صف مليار جنيه �إ�سترليني تبلغ عائدات توزيع ال�صحف ثالثة مليارات جنيه �إ�سترليني وتوزيع المجالت‬
‫خم�سة مليارات ون�صف مليار جنيه �إ�سترليني وتوزيع الكتب ثالثة مليارات جنيه �إ�سترليني علما ان �إجمالي توزيع‬
‫ال�صحف البريطانية بلغ ما يقرب من �سبعة مليارات ون�صف مليار ن�سخة �سنويا‪.‬‬
‫اال�ستخدامات ال�صحفية لالنترنت‪:‬‬
‫تتعدد �أنواع اال�ستخدامات ال�صحفية لالنترنت ويمكن �إجمالها كالأتي‪:‬‬
‫ ‪ .1‬الح�صول على في�ض متدفق ومتجدد من الأخبار ال�صحفية من م�صادر متعددة وبلغات متباينة وفي‬
‫مجاالت متنوعة‪.‬‬
‫الح�صول على كم كبير من المعلومات والبيانات والأرقام والإح�صائيات المتوفرة على االنترنت من‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫العديد من الجهات والمنظمات والدول والأفراد‪.‬‬
‫ا�ستكمال معلومات المو�ضوعات ال�صحفية وخلفياتها من بيانات و�أرقام و�إح�صائيات‪.‬‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫ا�ستطالع وجهات نظر الم�صادر ال�صحفية في المو�ضوعات ال�صحفية والتعرف على �أرائهم و�أفكارهم‬ ‫ ‪ .4‬‬
‫وردود �أفعالهم حول الق�ضايا التي يطرحها عليهم ال�صحفي‪.‬‬
‫االت�صال بقواعد المعلومات ومحركات البحث و�أر�شيفات العديد من المنظمات وال�شركات وو�سائل‬ ‫ ‪ .5‬‬
‫الإعالم والمكتبات والجامعات والمنظمات واال�ستفادة منها في نواحي �صحفية عديدة‪.‬‬
‫تطوير مهارات ال�صحفيين وك�سر حاجز المهارات ال�صحفية التقليدية واالنطالق بها �إلى �أفاق رحبة‬ ‫ ‪ .6‬‬
‫من التغطية والتحليل وجمع المعلومات و�صياغتها وتطوير �أ�ساليب الكتابة ال�صحفية وا�ستخدام تقنيات‬
‫حديثة في المعالجة ال�صحفية وتقديم منتجهم ال�صحفي ب�أ�شكال و�صور متعددة ومتنوعة‪.‬‬
‫ا�ستخدام االنترنت ك�أر�شيف خا�ص لل�صحفي يحوى مو�ضوعاته ال�صحفية ومواعيده وعناوينه الخا�صة‬ ‫ ‪ .7‬‬
‫واهتماماته وقراءته ‪...‬الخ حيث تتوفر العديد من البرامج والخدمات التي ت�ساعد على ا�ستخدام‬
‫االنترنت كذاكرة م�ستقلة و�أر�شيف متحرك‪.‬‬
‫ا�ستخدام االنترنت في بناء �صحيفة ال�صحفي الخا�صة التي تحوي الم�صادر ال�صحفية المف�ضلة التي‬ ‫ ‪ .8‬‬
‫تجلب له الأخبار التي يهتم بها ويتابعها كما ت�ساعده على ت�صميم �صحيفته المف�ضلة بال�شكل الذي‬
‫يروقه والقيام نيابة عنه بمهمة ال�سكرتير الخا�ص الذي يتولى جمع الأخبار والمعلومات الجديدة‬
‫والمتنوعة وي�صنفها ب�شكل منظم ومرتب ومتوافق مع ميوله واهتماماته‪.‬‬
‫بناء عالمه ال�صحفي الخا�ص الذي يطلع من خالله الآخرون على �شخ�صيته وميوله وقراءته واهتماماته‬ ‫ ‪ .9‬‬
‫و�سيرة حياته وكتاباته و�أرائه ومقاالته وانجازاته و�أعماله ال�صحفية‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫االت�صال بالم�صادر ال�صحفية الكبرى من منظمات و�شخ�صيات دولية وم�شاهير وم�سئولين‪.‬‬ ‫ ‪ .10‬‬
‫الح�صول على الأدوات ال�صحفية الم�ساعدة مثل �أرقام التلفزيون والعناوين والبريد االلكتروني‬ ‫ ‪ .11‬‬
‫للم�صادر ال�صحفية من والى �صحيفته وم�صادره من �أي مكان وبدون تكلفة تذكر وبطريقة ت�ساعده في‬
‫باال�ستفادة المثلى من البيانات المتبادلة بينهما وتوثيقها وت�صنيفها‪.‬‬
‫االن�ضمام �إلى جماعات �صحفية و�إخبارية يتبادل معها الخبرات ال�صحفية في مو�ضوعات �شتى وبما‬ ‫ ‪ .12‬‬
‫ي�ساعد في تطوير مهاراته ومعارفه‪.‬‬
‫اال�ستفادة من �آالف القوامي�س والمراجع والمو�سوعات والدوريات المتوفرة على االنترنت التي ت�صنف‬ ‫ ‪ .13‬‬
‫معلوماتها ب�شكل ي�سهل االطالع عليها ا�ستكمال مقرراته التعليمية ال�صحفية على يد العديد من‬
‫الأ�ساتذة في جامعات متنوعة و�صحفيين محترفين من �صحف مختلفة بما يعمق معارفه ال�صحفية‬
‫ويطورها ب�شكل دائم‪.‬‬
‫تطوير و�سائل جمعه للمادة ال�صحفية وطرق التقائه بم�صادره حيث يمكن عقد م�ؤثرات �صحفية عن‬ ‫ ‪ .14‬‬
‫بعد واالت�صال بهم عبر البريد االليكتروني وعقد م�ؤثرات فيديو ونقا�شات جماعية وغرف درد�شة‬
‫واالطالع على �أ�شكال جديدة من العمل ال�صحفي وعلى �أفكار مو�ضوعات مختلفة والبحث عن زوايا‬
‫جديدة في معالجة الق�ص والتقارير ال�صحفية‪.‬‬
‫ا�ستخدام الو�سائل الحديثة في التغطية ال�صحفية مثل التغطية با�ستخدام الكمبيوتر التي تتيح له جمع المادة‬ ‫ ‪ .15‬‬
‫ال�صحفية من قواعد �ضخمة للمعلومات ب�شكل الكتروني عبر جهازه الخا�ص وتحليلها والكتابة عنها‪.‬‬
‫الم�شاركة في الأق�سام الإخبارية ل�صحف �أخرى واالطالع على اختياراتهم ومعاييرهم ال�صحفية‬ ‫ ‪ .16‬‬
‫وممار�ستهم و�أدائهم‪.‬‬
‫تطوير طرق ات�صاله بقرائه وتعميق عالقاته بهم عبر الو�سائل التفاعلية التي توفرها االنترنت‪.‬‬ ‫ ‪ .17‬‬
‫ا�ستخدام البريد االليكتروني في �إر�سال وا�ستقبال الر�سائل ال�صحفية ولتجميع معلوماته خلفية عن‬ ‫ ‪ .18‬‬
‫المو�ضوعات ال�صحفية من والى جريدته‪ ،‬وم�صادره مناي مكان وزمان وبدونه تكلفة تذكر‪ ،‬بطريقة‬
‫ت�ساعده على اال�ستفادة من البيانات المتبادلة وتوثيقها وت�صنيفها‪.‬‬
‫الظواهر والق�ضايا ال�صحفية التي تثيرها االنترنت‪:‬‬
‫تثير االنترنت في عالقاتها بال�صحافة العديد من الق�ضايا المهمة مثل ظاهرة العولمة �أو الكونية وتخطي‬
‫الحدود الوطنية �أو ال�سيادة القومية وتهديد هويات العديد من المجتمعات ال�صغيرة ل�صالح اكت�ساح ثقافة‬
‫وتقاليد المجتمعات الغربية كما تثير من جديد ق�ضية التبعية الإعالمية لم�صادر المعلومات الغربية‪ ،‬وكذلك‬
‫طبيعة توظيفها وهل يتم ذلك لخدمة المجتمع �أم في غير �صالحه؟ وهل اختراقها للحدود جاء على ح�ساب‬
‫انتهاك خ�صو�صية الأفراد وحرمانهم؟ وهل ينظر �إليها لجمهور بو�صفها و�سيلة موازية لل�صحيفة المطبوعة‪ ،‬وفي‬
‫�أي المجاالت ت�ستخدم وهل ترتكز على المعلومات �أم الترفيه‪ ،‬وهل هناك ت�أثيرات �سلبية ال�ستخدامها؟ وهل ي�ؤدي‬
‫غياب وجود حرا�س بوابة على ال�شبكة �إلى معاناة م�ستخدميها من خطر التزاحم ومن وجود معلومات ال قيمة لها‬
‫�أو معلومات م�ضللة �أو غير م�صنفه بدقة؟‬

‫‪122‬‬
‫كما �أنها تثير ت�سا�ؤالت عديدة حول ت�أثير االنترنت على الوظائف التقليدية للعمل ال�صحفي حيث قللت �أهمية‬
‫وظيفة الرقابة على الأخبار من قبل �صحفيين حرا�س بوابة يقرون ما ي�ستحق ان ين�شر‪ ،‬وما ال ي�ستحق كما قللت‬
‫االنترنت من �أهمية وظيفة التف�سير في ال�صحيفة حيث تكتظ بالآراء والتحليالت في قطاعات متعددة‪.‬‬
‫كما تثير ظاهرة التفاعلية ال�صحفية �أي بين ال�صحفي وقرائه حيث �إن االت�صال لي�س عملية �أحادية االتجاه‬
‫بل عملية تفاعلية‪ ،‬ولم يعد الم�ستقبل متلقيا �سلبيا بل يلعب دورا ايجابيا وم�ؤثرا في العمل ال�صحفي كما �أ�صبح‬
‫بمقدوره التحكم في الم�ضمون ال�صحفي وهو ما يمكن ان ي�ساعده على التكيف مع انفجار المعلومات وال�سيطرة‬
‫عليها كما وكيفا كما تثير �شبكة االنترنت ق�ضية �أخالقيات العمل ال�صحفي ومدى التزامها‪� ،‬ضرورة التزام الدقة‬
‫وتجرى ال�صحة وابتغاء المو�ضوعية‪ ،‬واحترام المواثيق المهنية وحقوق الآخرين‪ ،‬وطبيعة القوانين ال�صحفية‬
‫التي ينبغي ان تحكم ال�صحفي الذي يمتد مجاله عبر الف�ضاء متخطيا الحدود الجغرافية وال�سيا�سية‪.‬‬
‫وهناك �أربعة عنا�صر رئي�سية �ستميز االنترنت عن ال�صحافة وهي‪:‬‬
‫ال�سرعة‪� :‬إذا �سقطت طائرة �أو حدث انقالب �أو اغتيال زعيم ت�ستطيع ان تعرف هذه الأخبار فور وقوعها ول�ست‬
‫في حاجة �إلى انتظار �صدور الجريدة في اليوم التالي لمعرفة التفا�صيل‪.‬‬
‫ال�صدقية‪� :‬سحب االنترنت ب�ساط توفير المعلومات من تحت �أقدام ال�صحافة و�أ�صبح يقدم معلومات وفيرة جدا‪.‬‬
‫تقويم الأخبار‪ :‬ت�ستطيع ال�صحافة ان ت�ضفي �أهمية ما على خبر بان ت�ضعه في ال�صفحة الأولى لكن االنترنت‬
‫اكت�سبت �صدقيه من نوع �آخر وذلك ب�إعطائك خيارات متعددة للخبر الواحد‪.‬‬
‫التفاعلية‪ :‬يتيح لك االنترنت ان تح�صل على �إجابات فورية عن �أية ت�سا�ؤالت حول �أي خبر و�إبداء ر�أيك فيه‬
‫والتعليق عليه و�إ�ضافة �أية معلومة مهمة عليه‬
‫التقنيات وتحرير المادة ال�صحفية‪:‬‬
‫ان �أهم التحوالت التي يمكن الحديث عنها ومتابعة مراحلها في ثورة و�سائل الإعالم واالت�صال هي تخ�ص‬
‫المعلوماتية وما �أحدثته من تغيرات في الم�ؤ�س�سات الإعالمية ومن ذلك ال�صحافة المكتوبة التي تغير نظام عملها‪.‬‬
‫فدخول المعلوماتية �إلى غرف التحرير منذ بداية الثمانينات اثر كثيرا على �صناعة ال�صحف و�أ�ساليب الكتابة‬
‫ال�صحفية و�إمكانية اال�ستفادة من الطرق ال�سريعة للمعلومات التي تعر�ض بوا�سطة ال�صحافة المكتوبة اليوم لقرائها‬
‫�صحفا الكترونية على �شبكة االنترنت وهو ما ي�شكل من الناحية التقنية تقدما الن تقنيات الو�سائط المتعددة تمكن‬
‫ال�صفي من �إرفاق الر�سومات وال�صور والبيانات المكملة للن�ص كما تمكن القارئ من الح�صول على �أ�شكال مميزة‬
‫ل�صحيفة بف�ضل �إمكان اختيار مو�ضوعات محددة‪ ،‬وبما يمكن القارئ للو�صول �إلى المعلومات لإتمام قراءته �أو‬
‫ي�ستطيع االت�صال بكاتب المقال ليطلعه على ردود فعله‪ ،‬وتعليقاته ويتوا�صل مع قارئ �آخر لتبادل الآراء‪.‬‬
‫والى جانب هذه ال�صحف االلكترونية يجد القارئ اليوم على االنترنت �أنظمة ذاتية لبث المعلومات والأخبار‬
‫وفي حين ال�صحف االلكترونية تحتم على القارئ ان يبحث عن الخبر �أو المعلومة ب�آلية الإبحار (بتقنية ال�سحب)‬
‫تعتمد هذه الأنظمة على غرار ال�صحافة والتلفزيون التقليدين على نظام �أحادي االتجاه وت�سل�سل هي تدفع في الواقع‬
‫المعلومات �إلى الملتقي (مبد�أ الدفع) الذي ما عليه �إال ان يت�صل ليتلقى معلومات �آنية تبعا لوقوع الأحداث وتطورها‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫ولم الت�أثير الحقيقي على قوة انت�شار ال�صحف م�ستقبال �إال في التطور التكنولوجي لل�صحافة ذاتها؟ ومن‬
‫اجل ذلك ا�ستعدت الم�ؤ�س�سات ال�صحفية لهذه المرحلة حيث كونت معظمها جهاز وهيئة لمواجهة الم�ستقبل من‬
‫الجانب التكنولوجي ال من الجانب الفكري فح�سب‪ ،‬والذي ينبغي له ان يزداد تحررا وا�ستقالال وي�شمل التطور‬
‫جميع جوانب ال�صحافة اختيارا �أو ا�ضطرارا‪ ،‬وتكمن الم�شكلة التي تواجه �صحافتنا في الم�ستقبل القريب في‬
‫نوعية المحرر ال�صحفي الذي يراد له م�ستقال ان يكون م�ؤهال للعمل على �أجهزة التن�ضيد لت�صميم مو�ضوعه‪،‬‬
‫والتدخل في �إخراجه فالتطور االلكتروني في �صحافة اليوم تعدى مرحلة ان التطور في مرحلة تكنولوجيا االت�صال‬
‫ب�شكل عام تطور تكنولوجيا ال�صحافة ب�شكل خا�ص قد وفر ال�صحافة �إمكانية كبيرة في �أداء وظيفتها الدولية من‬
‫جهة‪ ،‬و�إيجاد وظائف جديدة من جهة �أخرى فف�ضال ع زيادة كفاءة ال�صحافة في �أداء وظيفتها فقد كان للتطورات‬
‫المتالحقة في و�سائل االت�صال �أثرها الكبير في تطور ن�شاطات ال�صحف‬
‫م�شكالت ا�ستخدام االنترنت �صحفيا‪:‬‬
‫بالرغم من المزايا العديدة لالنترنت فان هناك العديد من المحاذير عند تقييم م�صداقية المعلومات التي‬
‫يتم الح�صول عليها من االنترنت ل�ضمان القيام بتغطية مو�ضوعية‪ ،‬وان المعلومات على االنترنت يمكن ان ت�ضلل‬
‫وال يمكن الت�أكد من دقتها وال معرفة م�صدرها‪ ،‬كما ان م�صادرها يمكن ان تزيف المعلومات �أو ت�ستخدم االدعاء‬
‫الملفقة �أو يكتفي بها بديال من الم�صادر الأ�سا�سية كما تختلط بها الحقائق بالإعالنات والدعاية‪.‬‬
‫كما ان ا�ستعرا�ض مواد االنترنت يمكن ان ت�ستهلك وقتا كبيرا بال جدوى بدون معرفة وقت ومكان التوقف‬
‫عن البحث فالبحث عن المعلومات يقت�ضي تطوير المهارات البحثية لدى ال�صحفيين ف�ضال عن �أنها تقوم بدور‬
‫المقيم لأهمية المعلومة‪ ،‬وال تقرر ما �إذا كانت ذات �صدقيه �أم ال وما �إذا كانت يجب ان تدرج �ضمن المادة‬
‫ال�صحفية �أم ال‪ ،‬فتلك مهام تتم من قبل �صحفيين مدربين ف�ضال عن ان المعلومات ولر�سائل البريد االلكتروني‬
‫للت�أكيد من �إنها جاءت ممن �أر�سلها وكذلك الت�أكد من نوعية الم�صادر الم�شاركة في الجماعات المحترفين‬
‫غيرهم من الدخالء على المهنة‪ ،‬فكلما ت�ساعد االنترنت في تن�شيط ذاكرة ال�صحفي وتعميق تخ�ص�صه‪،‬ف�أنها‬
‫ت�ضيف �إلى كاهله م�س�ؤوليات جديدة تتمثل في الفح�ص والتدقيق وح�سن االختيار على �إ�شكاليات الالعب والتحليل‬
‫والتحريف‪ ،‬والم�صادر غير الوثوق بها الأمر الذي يتطلب تنمية قدرته على التحليل والفهم واال�ستنتاج‪.‬‬
‫ومن ناحية �أخرى يفر�ض اال�ستخدام المتزايد لتقنيات متعددة لجمع الأخبار مواجهة �أنواع جديدة من م�شكالت‬
‫�أخالقيات العمل ال�صحفي مثل حق الملكية الفكرية والر�سائل ال�صحفية المفخخة ف�ضال عن الق�ضايا التقليدية‬
‫المتعلقة بتوافر الدقة والعدالة والخ�صو�صية وال�صحة والمو�ضوعية‪.‬‬
‫ومن ناحية ثالثة ف�أن معظم المواد ال�صحفية والمعلومات المتوافرة على االنترنت مكتوبة باللغة االنكليزية‬
‫ومعدة وفقا لمناهج الفكر الغربي وفل�سفتها ال�صحفية والإعالمية وهو �أمر ي�ضع قيودا على انت�شار ا�ستخدام‬
‫االنترنت من قبل ال�صحفيين الذين ال يجيدونها‪.‬‬
‫ال�صحافة وتطور التقنيات‪:‬‬
‫منذ بداية الثمانينات ي�شهد مجال االت�صال الإعالمي تحوالت عظيمة ناتجة خ�صو�صا عن تطور التقنيات‬
‫الإعالمية التي فر�ضت مفهوم الخبر المبا�شر‪ ،‬وتاليا �سرعة البث و�سرعة التلقي وفر�ضت بذلك على الو�سائل‬
‫الإعالمية واالت�صالية ان تعيد النظر في �أ�ساليبها‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫ومن �أهم ت�أثيرات تطور التقنيات على ال�صحافة المكتوبة‪:‬‬
‫‪� -‬إعطاء �أهمية اكبر للعنا�صر المرئية في �إخراج ال�صحيفة‪.‬‬
‫‪ -‬ت�أثير الأ�ساليب التحريرية بمميزات الحيادية والمو�ضوعية والإيجاز لت�صبح قراءة ال�صحفية قراءة‬
‫�سريعة‪.‬‬
‫�إلي جانب ذلك تحدث حركة االندماج والتكامل بين الو�سائل الإعالمية التقليدية تحوال كبير ًا نري منتجي‬
‫برامج التلفزيون يقدمون لزبائنهم عرو�ض ًا كانت تقدمها �إلي الآن ال�صحافة المكتوبة ‪ ،‬فموقع �شبكة ‪CNN‬‬
‫الأمريكية يقدم لم�ستخدمي االنترنت ن�سخ ًا مفردة ل�صحيفة مرئية تجمع بين مميزات ال�صورة الثابتة‪،‬وال�صورة‬
‫الحية والن�ص وهذه المبادرة لها انعكا�ساتها االقت�صادية الن هذه الخدمات تقدم مجانا بف�ضل عائدات الإعالنات‬
‫والدعاية المالية عك�س ال�صحف االلكترونية التي ت�شغلها جماعات ال�صحافة المكتوبة‬
‫وهذه التحوالت كلها ال ت�ؤكد بال�ضرورة ا�ضمحالل الو�سيلة المكتوبة التي من المتوقع ان تقاوم طويال‬
‫لكنها ت�سمح للو�سيلة التقليدية بمواكبة تطور الو�سائط ال�سمعية الب�صرية التي تعني بال�ضرورة في �أ�شكال البث‬
‫والن�شر‪.‬‬
‫ويرى فديريك �أنطوان وبولريكو �إن هذه التكنولوجيا قد تف�ضح حقيقة دور ال�صحافي الذي يدعي انه مجرد‬
‫و�سيط بينما هو في الواقع ال يقدم الحدث كما هو ليعيد ت�شكيله‪ ،‬فقد لعبت ال�صحافة دورا مهما وبارزا خالل‬
‫الع�شرين عاما الما�ضية لكن المعلومات التي قدمتها للقراء قد تكون �شحيحة قيا�سا �إلى توفر المعلومات في‬
‫الوقت الحا�ضر‪ ،‬وا�ستطاعت �شبكة االنترنت تحويل قوة ال�صحافة �إلينا جميعا حيث �أ�صبح محتوى الإخبار‬
‫وم�ضمونها يحدد بن�سبة كبيرة من قبل القارئ والم�صدر ولي�س والم�ؤ�س�سة ال�صحفية فالقارئ ي�ستطيع �أن يختار‬
‫قراءة الإخبار من م�ؤ�س�سة �صحفية معينة �أو يتجاهلها‪.‬‬
‫�إن هذا التطور �سوف يغير طبيعة ال�صحافة بطريقة اخطر من اختراع التلغراف والخدمات ال�سلكية والراديو‬
‫والتلفزيون حيث يتجه �إلى عالم تقترب فيه ال�صحافة في انجاز مهمتها من خالل تحرير معلومات �إلى �أنا�س هم‬
‫في حاجة �إليها لإ�صدار �أحكامهم واتخاذ قراراتهم‪.‬‬
‫العنا�صر المرئية في ال�صحافة‪:‬‬
‫في ال�سنوات الع�شر الأخيرة تو�سعت معظم ال�صحف في ا�ستخدام النظم االليكترونية الحديثة مثل نظم‬
‫�إر�سال الن�صو�ص المرئية وهي نظم تجمع بين �شا�شات التلفزيون من جهة و�أجهزة الكومبيوتر والتلفزيون والأقمار‬
‫اال�صطناعية من جهة �أخرى وهي تقوم على الإر�سال في اتجاهين‪.‬‬
‫ولقد بد�أ اال�ستخدام الفعلي لهذه الأنظمة المتقدمة في نقل الإخبار منذ عام ‪ 1976‬حيث ا�ستخدمتها وكالة‬
‫‪ U0P‬لتغطية اولمبياد مونتريال‪ ،‬وتغطية انتخابات الرئا�سة الأمريكية في العام نف�سه‪ ،‬وقد انتقل ا�ستخدام‬
‫هذه النظم المتقدمة في نقال لأخبار من وكاالت الإنباء العالمية �إلى ال�صحف الكبرى في الواليات المتحدة‬
‫الأمريكية ثم غرب �أوربا ثم انتقلت بعد ذلك �إلى بع�ض الدول النامية التي كانت بعيدة عن هذه النظم المتقدمة‬
‫في االت�صاالت ال�صحفية ل�ضعف البنية الأ�سا�سية االت�صالية التي تتيح ا�ستخدام مثل هذه النظم فا�ستخدمتها‬
‫جريدة ال�شرق الأو�سط التي كانت ت�صدر في لندن وجدة والريا�ض والظهران وباري�س والقاهرة والرباط ونيويورك‬

‫‪125‬‬
‫في الوقت نف�سه عن طريق نقل �صفحاتها كاملة بوا�سطة نظام (�إر�سال الن�صو�ص الال�سلكية) وقد تبعتها في ذلك‬
‫�صحيفة الأهرام الم�صرية التي ت�صدر طبعات عديدة دولية من لندن وباري�س ونيويورك‬
‫و�إذا كانت تكنولوجيا االت�صال المتطورة قد �أ�ضافت �إمكانات جديدة �أ�سهمت في تطوير ال�صحافة فان هذا‬
‫التطور وال�سيما في مجال الإذاعة والتلفزيون قد اوجد العديد من ال�صعوبات �أمام ال�صحافة فهي تعاني من‬
‫انخفا�ض عوائد الإعالنات التي باتت تف�ضل الإذاعة والتلفزيون وبخا�صة بعد دخول ع�صر البث المبا�شر الدولي‬
‫عن طريق الأقمار اال�صطناعية‪.‬‬
‫التطورات الحديثة في مجال الن�شر‪:‬‬
‫ان �أكثر �أهمية و�إثارة في مجال التكامل بين الفيديو والن�شر المكتبي (‪D.T.P) Desk Top Publishing‬‬
‫فقد �أتاحت �أوجه التقدم الحديثة في �آالت الم�سح ال�ضوئي و�شا�شات �أجهزة الفيديو القيام بت�ضمين �صور الفيديو‬
‫داخل م�ستند بطريقة �أي�سر من ذي قبل وتتيح �أجهزة الفيديو الرقمية للم�ستخدمين القيام بتحرير �صور الفيديو‬
‫ومعالجتها‪ ،‬و�إ�ضفاء الت�أثيرات الخا�صة عليها وذلك من خالل تحويل ال�صور ذات الإ�شارة التناظرية ‪analog‬‬
‫�إلى �شكل رقمي ‪ Digital‬يمكن معالجته ويمكن القول انه مع دخول نظام الن�شر المكتبي �إلى �أق�سام الكمبيوتر في‬
‫ال�صحف‪ ،‬وال �سيما في دول �أوربا والواليات المتحدة الأمريكية كانت هنالك �أنظمة و�سيطة مهدت الطريق لدخول‬
‫الأنظمة الجديدة �إلى مطابع هذه ال�صحف مثل �آالت الم�سح ال�ضوئي ال�صغيرة عالية الجودة وبرامج معالجة‬
‫ال�صور و�شا�شات تو�ضيب ال�صفحات وت�صميمها‪ ،‬و�أجهزة الكمبيوتر ال�صغيرة كما كانت مخرجات هذه الأنظمة‬
‫يتم الح�صول عليها مبا�شرة على �أفالم ح�سا�سة مما خلق حلقة و�سيطة متمثلة في الأنظمة االلكترونية في مرحلة‬
‫ما قبل الطبع‪ ،‬والتي مهدت الطريق لأنظمة الن�شر المكتبي التي تعد الركيزة الأ�سا�سية التي تركز عليها الثورة‬
‫الراهنة في مجال الن�شر االلكتروني‪.‬‬
‫ان م�صطلح الن�شر المكتبي ب�صفة �أ�سا�سية �إلى تكنولوجيا الحا�سب الآلي التي ت�سمح لم�ستخدم بان ت�صبح لديه‬
‫ملفات ت�ضم الن�صو�ص والإطارات وال�صور والر�سوم في م�ستند واحد بجودة عالية‪.‬‬
‫ولقد بد�أت ثورة الن�شر المكتبي عام ‪ 1984‬مع ثالثة �شركات قامت ب�أحداث تغييرات هائلة في �صناعة‬
‫الكومبيوتر وهذه ال�شركات هي م�ؤ�س�سة �أبل للكمبيوتر (‪ )Apple Computer Inc‬والدو�س (‪)Al dos‬‬
‫وادوب (‪ )Adobe‬فقد طورت ابل كومبيوتر ما كنتو�ش وقد زودته بف�أرة ‪ Mouse‬وطابعة ليزرية وقدمت �شركة‬
‫الدرو�س برنامج (‪ )Page Maker‬لت�صميم ال�صفحات ت�ضمنها الطابعة الليزرية لإنتاج �إ�شكال الحروف‬
‫المختلفة والن�صو�ص والعنا�صر الغرافيكي‬
‫الثورة المعلوماتية وال�صحافة‪:‬‬
‫�شهد الن�صف الثاني من القرن الع�شرين ثورة االت�صال الخام�سة حيث يمكن تمييز تطور االت�صال من‬
‫خالل خم�س ثورات �أ�سا�سية تتمثل الثورة الأولى في تطور اللغة‪ ،‬والثورة الثانية في الكتابة واقترنت الثورة الثالثة‬
‫باختراع الطباعة في منت�صف القرن الخام�س ع�شر على يد العالم الألماني غوتنبرغ ‪1495‬م وبد�أت معالم ثورة‬
‫االت�صال الرابعة في القرن التا�سع ع�شر من خالل اكت�شاف الكهرباء والموجات الكهرومغناطي�سية والتلغراف‬
‫والهاتف والت�صوير ال�ضوئي وال�سينمائي‪ .‬ثم ظهور التلفزيون في الن�صف الأول من القرن الع�شرين �أما ثورة‬
‫االت�صال الخام�سة فقد �أتاحتها التكنولوجيا في الن�صف الثاني من القرن الع�شرين خالل اندماج ظاهرة تفجر‬
‫‪126‬‬
‫المعلومات وتطور و�سائل االت�صال وتعداد �أ�ساليبه‬
‫ولكي نحدث تغييرا جذريا في الم�سار التاريخي البد ان ن�ستوعب عنا�صر التغيير الفعال وخ�صو�صا التي‬
‫ت�ؤ�س�س طريق الم�ستقبل وب�شكل اخ�ص العنا�صر الم�ستحثة‪ ،‬ومن هذه التحديات التاريخية الجديدة ظاهرة‬
‫المعلوماتية التي فر�ضت نف�سها كعن�صر حا�سم في �صياغة الم�ستقبل‪.‬‬
‫وب�أ العالم ي�أخذ منحنى تطويريا �أ�سا�سه العلم والمعرفة حتى القرن والواحد والع�شرين الذي �شهد ثورة‬
‫معرفيه كبيرة �أ�سا�سها وعمادها ومادتها المعلومات ال غير‪ ،‬حيث �أ�صبحت ال�سالح الذي يتيح لمن امتلكه القدرة‬
‫لتطور التراكم العلمي والمعلوماتية والمعرفي‬ ‫وال�سيطرة على العالم الن هذا القرن هو خال�صة مركزة ‬
‫لتاريخ الب�شرية ويرى الفن توفلر �إن القوة في القرن الواحد والع�شرين لن تكون في المعايير االقت�صادية �أو‬
‫الع�سكرية ولكنها في عن�صر المعرفة حيث ي�ؤكد في كتابه تحول ال�سلطة‪ :‬ان المعرفة ب�صفتها و�سيلة تختلف عن‬
‫كل الو�سائل الأخرى كونها ال تن�ضب‪ ،‬ويمكن ا�ستخدامها ب�أف�ضل �شكل لتعطي الأف�ضلية ب�إ�ستراتيجية وتكتيك‬
‫هادئ‪ ،‬وان خطورة المد المعلوماتية الجديد تنبع من قدرته على ا�ستحواذ القنوات والأدوات التي ت�صنع ثقافة‬
‫الفرد‪ ،‬وت�ستحوذ على بنيته المعرفية وتتحكم في �سلوكه وتوجهاته‪ ،‬و�أهدافه‪ ،‬وبعبارة موجزة ف�إنها ت�سترقه في‬
‫القطيع االلكتروني الذي تقوده قلة ونخبة ت�ستحوذ على معظم موارد العالم‬
‫وان التحوالت التاريخية الكبيرة لها دور انعطافي في التطور الب�شري‪ ،‬والتقدم لح�ضاري ولكن تحوالت القرن‬
‫الع�شرين هي �شي �أخر منعطفا ته �إذا ا�ستخل�ص هذا القرن كل تجارب التاريخ وا�ستجمع خبراته وبد�أ حركة‬
‫ت�صاعدية بلغت ذروتها في نهاياته وبدء �إطاللته على القرن الواحد والع�شرين‪ ،‬والتقدم التقني والمعلوماتية في‬
‫االت�صال كان عالمة هذا الع�صر التي طرحتها مبتكروها كمرحلة انتقالية حا�سمة في حياة الب�شرية‪.‬‬
‫وا�ستطاعت هذه التقنية �أن ترفع الحواجز وتقرب الم�سافات �إلي حد جعل العالم �شا�شة �صغيرة تمتد عبر‬
‫�شبكة معقدة من االت�صاالت‪ ،‬وهذه التقنية قد ولدت وتولد مفاهيم جديدة لأنها قد قاربت بين الب�شر والأمم �إلي‬
‫حد التفاعل ال�شديد وال�سريع بحيث خلقت حالة تداخل �شديدة بين الأفكار والثقافات ف�أ�صبحت �أهم عمليات‬
‫العولمة وم�سحتها المميزة هي المعلوماتية‬
‫والمق�صود بالمعلوماتية لي�س نقل المعلومات وتي�سرها لأو�سع عدد من الأفراد والم�ؤ�س�سات فح�سب و�إنما‬
‫الفرز المتوا�صل بين من يولد المعلومات(االبتكار) القدرة علي ا�ستغاللها بمهارة‪ .‬وبين من ي�ستفيد منها‬
‫بمهارات محدودة‪.‬‬
‫ومع تزايد وتيرة نمو المعلومات وتقدم �أدواتها التكنولوجية يعتقد البع�ض ان العالم �سي�صبح �أكثر ديمقراطية‪،‬‬
‫وان اال�ستبداد في طريقة لالنح�سار وهذا مايب�شرون به من خالل العولمة واالندماج العالمي حيث الق�ضاء‬
‫علي �أ�شكال التنوع والتعدد وا�ستحالة المناف�سة مع بقاء التناف�س منح�صر ًا في يد قلة من ملوك المال والإعالم‬
‫والمعلومات‪.‬‬
‫وت�شير الأقالم �إلي �أن اندماج ال�شركات الكبرى وتكتلها يزداد يوما بعد يوم �أخر لي�صل �إلى االحتكار المطلق‬
‫للإعالم والمعلومات‪ ،‬حيث بد�أ عدد ال�شركات الم�سيطرة على الإعالم في الواليات المتحدة باالنكما�ش من‪50‬‬
‫�شركة عام ‪ 1984‬ثم �إلى ‪� 23‬شركة عام ‪ ،1993‬وما ان حلت �سنة ‪ 200‬حتى ا�ستقر العدد على ع�شر �شركات وهو‬

‫‪127‬‬
‫ما يقودنا �إلى ا�ستنتاج �إلى �أن العالم يتجه �إلى مزيد من ال�سيطرة المطلقة للأقلية الم�ستبدة التي تحكم بقرارات‬
‫العالم الإعالمية وال�سيا�سية واالقت�صادية حيث تتحكم بم�صادر المعلومات من �إنتاجها و�صناعتها وت�سويقها‬
‫تقنية االت�صال ال�سريع و�صناعة المعلوماتية‪:‬‬
‫ان �أ�سا�س ظهور المعلوماتية وتحولها �إلى قوة الع�صر يرتكز �أ�سا�سا على تطور تقنيات االت�صال و�سرعتها‬
‫بحيث �أ�صبحت ال�سلطة في �صناعة الأحداث وبناء ال�سيا�سات و�إ�سقاط الأنظمة وتوتير االقت�صاد وانهياره والتهام‬
‫الثقافات وتعليب العقول فللمعلوماتية عبر �أدواتها االت�صالية و�إخطبوطها الإعالمي القدرة على �صناعة الواقع‬
‫الوهمي ح�سب توجهات النخبة الم�سيطرة االقت�صادية والفكرية لال�ست�شارة والتحكم وال�سلطة ذلك �إن القدرة‬
‫على ر�سم حدود الواق‪5‬ع هي القدرة على ال�سيطرة‪ ،‬وان عملية نقل المعلومات هي ال�سلطة المعلوماتية هي القدرة‬
‫على ا�ستثمار �سرعة االت�صاالت لإي�صال معلومات مجهزة م�سبقة لأهداف معينة وهنا يمكن جوهرة ظاهرة‬
‫المعلوماتية با�ستغالل لفراغ الذي يخلفه ملتقي الر�سائل باالت�صال ال�سريع عندما يفقد الوقت الالزم ال�ستيعاب‬
‫الر�سالة وه�ضمها‬
‫اى �إن االت�صاالت التي هي ع�صب ع�صر المعلومات‪،‬وعملية االت�صال تتطلب في الأ�سا�س مر�سال ومر�سال‬
‫�إليه‪ ،‬وقناة ات�صال ومن �ش�أن اعتماد و�سائل االت�صال بالغة ال�سرعة ان نجعل المعلومات تنتقل عبر قناة االت�صال‬
‫في مدة وجيزة جدا ت�ؤدي �إلى و�ضع المر�سل والمر�سل �إليه وجها لوجه‪ ،‬وبالتالي انهيار عوامة المعلومات التي‬
‫عرفها المخت�صون �أنها الوقت الذي ت�ستغرقه المعلومات في قناة االت�صال فتقنية االت�صاالت و�سرعتها وقدرتها‬
‫على �إيجاد التوا�صل المادي بين الب�شر و�ضعتها في مقدمة الأولويات الثقافية واالقت�صادية‪ ،‬بحيث �أ�صبحت‬
‫المنبر الثقافي والتعليمي حتى �أ�صبح ممتلكو هذه الو�سائل المعلوماتية هم الذي ي�ضعون المعلومة يو�سمون واقعا‬
‫خياليا ليتحكموا بت�أثيراته على المتلقي‪.‬‬
‫الإعالم والمعلوماتية‪:‬‬
‫لم يعد الإعالم مجرد و�سيلة نقل ولكن �أ�صبح م�صدرا لمعلومة‪ ،‬وبات قادرا على �صياغة ر�ؤية خا�صة للعالم ندخل‬
‫�إلى ال وعي الم�شاهدين‪� ،‬إذ كانت الماكينة المعلوماتية �أ�صبحت الع�صب الحيوي الذي يتنف�س منه العالم �أفكاره‬
‫وتحركاته وفعالياته كافة فلقد �أ�صبحت العاب الواقع االفترا�ضي في طريقها الن ت�صبح �أكثر من مجرد و�سيلة لترفيه‬
‫�أنها تتحول �إلى جزء حيوي من الثقافة الجديدة لدى ال�شباب‪.‬‬
‫ان مبعث الخطورة ينبع من كون �أدوات المعلوماتية في يد قلة من الأباطرة الذين احكموا �سيا�ستهم ونفوذهم‪،‬‬
‫ويفر�ضون من يريدون على العالم ف�شركة مثل �شركة (‪ )Alto leg‬التي تعد �إحدى اكبر �شركات االت�صال بعيدة‬
‫المدى في العالم تقدر ان ثمة �ألفين �أو ثالثة �أالف �شركة عمالقة تحتاج �إلى خدماتها العالمية ويوجد ح�سب‬
‫�إح�صاءات منظمة الأمم المتحدة ‪� 35‬ألف �شركة كبيرة عابرة للأوطان ترتبط بها ‪150‬الف �شركة تابعة‪ ،‬وقد‬
‫ات�سعت تلك ال�شبكة بحيث يقدر ان المبيعات مابين ال�شركات التابعة التي تنتمي للمجموعة نف�سها �صارت تمثل‬
‫ربع التجارة العالمية‪ ،‬وهذه البنية الجماعية التي ت�شهد عز نما�ؤها لم تعد مرتبطة ب�أحكام الدولة والأمة وهي‬
‫تمثل عن�صر ًا �أ�سا�سيا من نظام الغد العالمي‬
‫�إن ثورة المعلومات فتحت �أفاقا وا�سعة للعثور على ر�ؤى جديدة عجز عنها ال�سابقون الفتقارهم لتلك التقنيات‪،‬‬

‫‪128‬‬
‫ولكن ال�س�ؤال يبقي محيرا كيف ي�ستطيع الإن�سان �أن يتعامل مع هذا االجتياح �ألمعلوماتي ب�شكل مو�ضوعي وعقالني‬
‫ونقدي وما الذي �سيفعله ال�شخ�ص العادي وهو يجد نف�سه لي�س في مواجهة ‪ 50‬قناة فقط بل �أالفا من �أفالم‬
‫ال�سينما والعرو�ض المختلفة وكيف �سيواكب مئات القنوات من التلفزيون التفاعلي‪ ،‬وخدمات الت�سوق وكلها‬
‫تتزاحم لجذب انتباهه‪.‬‬
‫ومن مالمح هذه الظاهرة �أباطرة المعلومات فقد ظهر في خ�ضم هذه الأعا�صير المعلوماتية رجال من نتاج‬
‫الر�أ�سمالية و�أ�صبحوا ي�سيرون العالم ب�صناعتهم للأحداث وت�سويقهم التجاري من �أدوات الإعالم والمعلومات‬
‫مثل بيل غيت�س الذي يعد �أغنى رجل في العالم و�صاحب اكبر �شركة للحا�سبات �أنتجت نظام ت�شغيل تعتمد عليه‬
‫معظم الأجهزة الكومبيوترية في العالم ومثل (روبرت مردوخ) ذلك اليهودي اال�سترالي المجن�س بمجموعة‬
‫جن�سيات عالمية الذي بد�أ حياته العلمية عام ‪1952‬م وكان عمره وقتها ‪21‬عاما حي ورث عن �أبيه جريدتين‬
‫محليتين في ا�ستراليا‪،‬لكنه انطلق لي�صبح �إمبراطور الإعالم العالمي حين �سيطر على ‪ %70‬من ال�صحف‬
‫اال�سترالية وبد�أ منذ عام ‪ 1969‬بالتوجه �إلى بريطانيا حيث ا�شترى �صحف (التايمز وال�صن) ثم ا�صدر (�صنداي‬
‫تايمز ونيوز �أوف ورلد) وا�ستولى على محطة (بي �سكاي) التي ت�ضم ‪ 40‬قناة ثم محطة (جراند �سكاي) التي‬
‫ت�ضم ‪ 7‬قنوات ثم (بريميو �شانلز) واتجه بعد ذلك �إلى كل العالم‪ ،‬ففي اليابان يمتلك محطة (جي �سكاي) وفي‬
‫ال�صين قناة (فونيل�س) وفي الهند قناة (ال�سكاي بي) وفي اندوني�سيا (تلفزيونات اندوني�سيا) وقناة في جنوب‬
‫�إفريقيا وقناتين في البرازيل والمك�سيك وفي �أمريكيا يمتلك مجموعة قنوات فوك�س القرن الع�شرين فوك�س‬
‫‪ ،2000‬حيث ي�سيطر على ‪ 25‬قناة تغطي ‪ %40‬من م�شاهدي التلفزيون في الواليات المتحدة الأمريكية ف�ضال‬
‫عن امتالكه لجريدة (الوا�شنطن بو�ست) ودار الن�شر (برر كولتيز) وفي ا�ستراليا فان �إمبراطورية مردوخ قد‬
‫توقفت �إلى ‪ 269‬جريدة يومية ومحطة تلفزيونية بها ‪ 34‬قناة وقد قال عنه تيدتيرنر احد �أباطرة المعلومات �أي�ضا‬
‫ال ت�سمحوا لدخول هذا الرجل �إلى بلدكم فهو يريد ال�سيطرة على جميع محطات التلفزيونات في العالم يريد‬
‫الت�أثير على كل الحكومات‪.‬‬
‫ويذكر �صاحب كتاب احتكار الإعالم �أن طبقة تمثل ‪ %1‬من النا�س تمتلك �آ�سهما في �أجهزة الإعالم في عام‬
‫‪ 1983‬كانت �أغلبية ملكية ال�شركات مح�صورة في خم�سين �شركة‪ ،‬وفي عام ‪ 1997‬تقل�صت ال�شركات الم�سيطرة‬
‫على الإعالم �إلى ع�شر �شركات‪ ،‬وعندها ت�سيطر مجموعة قليلة من الأ�شخا�ص هم ر�ؤ�ساء �شركاتهم على �أكثر من‬
‫ن�صف المعلومات والأفكار التي ت�صل �إلى ‪ 220‬مليون �أمريكي‪ ،‬ومن خالل امتالك الإعالم وال�سيطرة عليه فان‬
‫ما يتراوح بين ‪ 50-30‬م�صرفا وما يتراوح بين ‪� 50-10‬شركة �إعالمية ت�سيطر على العالم على �صنع وتحطيم‬
‫ال�سيا�سيين والحكومات‪.‬‬
‫ومع ثورة المعلومات و�سيطرة االت�صال االلكتروني وانتقل المجتمع العالمي من مجتمع �صناعي �إلى مجتمع‬
‫(توا�صل) �أو مجتمع معلومات ويعود ال�سب في انتقال الإن�سان من المجتمع الزراعي �إلى المجتمع ال�صناعي �إلى‬
‫اكت�شاف ومن اختراع الحا�سوب في الن�صف من القرن الما�ضي حيث بد�أت مالمح مجتمع ما بعد ال�صناعة‪.‬‬
‫التقنية الرقمية‪:‬‬
‫لقد كان احد الأهداف الرئي�سية وراء تطوير الحا�سبات في مجال االت�صال هو الخروج من طبيعة و�سائل‬
‫االت�صال الجماهيري (�صحافة‪� -‬إذاعة‪ -‬تلفزيون) ذات االتجاه الواحد من الم�صدر �إلى الملتقي �إلى و�سائل‬

‫‪129‬‬
‫�أكثر فاعلية بين م�صدر المعلومات والملتقى‪ ،‬وال �أدل على ذلك من ا�ستخدام الحا�سوب في العملية التعليمية‬
‫والفيديو دي�سك والفديوتك�س (المعلومات المرئية‪ )-‬الألعاب المرئية والعزوف م�ؤقتا عن التلفزيون عالي الكثافة‬
‫�إلى �ضرب جديد من التلفزيونية الرقمية في الإر�سال م�ؤ�شر على ظهور التلفزيون الرقمي التفاعلي (�صورة �صوت‬
‫انقي وا�صفي) مع �إمكانية تبادالت تفاعلية التحد لها بين المر�سل والمتلقي �إلى جانب ا�ستخدام الحا�سوب في‬
‫الإذاعة وال�صحافة حيث يمكن القفز على مرحلتين في �إعداد الجريدة وهي الطباعة وا�ستخدام الورق مما جعل‬
‫الحديث عن ال�صحافة االلكترونية والمجتمع الالورقي من مميزات مجتمع التوا�صل‬
‫�أن تربط التلفزيون والحا�سوب والتلفزيون �إلى جانب البث المبا�شر عن طريق الكبل خلق �آالت تفاعلية‬
‫مركزة على المعالجة‪ ،‬والن الكمبيوتر رقمي فقد لزم تحويل كل ما يقدم �إليه �إلى �أرقام وترتكز عملية الرقمنة‬
‫على �أ�ساليب من ترقيم �أو ت�شفير حيث يعطي لكل حرف رمز رقمي‪ ،‬و�أ�سلوب التب�سيط كتحويل ال�صور �إلى نقاط‬
‫مترا�صة‪ ،‬وكذا الألوان و�أ�سلوب التو�صيف حيث يتم تمثيل الأ�صوات اللغوية بترددات معينة‪.‬‬
‫ان الرقمنة الرقمية ح�سنت من خدمات االت�صاالت والتلفون فالإ�شارة الرقمية اقل تعر�ضا لل�ضو�ضاء‬
‫والت�شوي�ش والتداخل من الإ�شارة الم�ستمرة‪ ،‬مما �أدى �إلى تحقيق معدالت عالية لتتدفق البيانات عبر �شبكات‬
‫االت�صال واد �إلى ت�صغير المعدات وانخفا�ض كلفة الدائرة االت�صالية‪.‬‬
‫و�أدت الثورة التقنية وان�صهارها مع الإعالم �إلى جلبي الكثير من ال�صحف �إلى البيوت عبر الكابالت‬
‫ال�ستاليت وان �شبكة االنترنت و�ضعتنا على ات�صال مبا�شر مع �أي مكان في العالم‪ ،‬و�سمحت بكمية ال تح�صى من‬
‫تبادل المعلومات ونقلها‪.‬‬
‫وعلى �سبيل المثال يوجد في الواليات المتحدة الأمريكية �أكثر من ‪� 1700‬صحيفة يومية والآالف من الن�شرات‬
‫الأ�سبوعية و‪ 9000‬محطة �إذاعية ‪ 1000‬محطة تلفزيونية و‪ 7‬مراكز �إنتاجية رئي�سة ‪ 2500‬دار ن�شر للكتب وان معدل‬
‫الوقت الذي يق�ضيه الأمريكيون في متابعة الإعالم هو ‪� 3400‬ساعة �سنويا‬
‫�إن �سمات ثورة المعلومات الراهنة كما يراها الدكتور الع�سافين هي‪:‬‬
‫�أوال‪� :‬أن الثورة الراهنة تجنح نحو العالمية �أو محاولة توحيد العالم في �سياق واحد كما تعمل على �إزالة الأثر‬
‫التقليدي للتمايز الجغرافي وللحدود ال�سيا�سية التي كانت ت�شكل �ضمانة و�شرطا وعامال وم�ستقبال في تكوين‬
‫الحياة والعمل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ان التدويل المتزايد للمجال الإن�ساني يرتبط بالتفاوت النوعي في الوقت الذي تخ�ضع الإن�سانية‬
‫للت�أثيرات الثقافية والمادية واالقت�صادية نف�سها‪ ،‬بحيث ان �أي تبدل في مكان ما ي�ؤثر على الجميع فان توزيع‬
‫�إمكانيات وو�سائل النمو يتفاوت يوميا بعد يوم مما يخلق نوعا من االحتكار ال�شامل لعنا�صر التقدم من قبل‬
‫البع�ض ونوعا متفاقما من التهمي�ش الإن�ساني للبع�ض الذي يكاد ي�شمل الآن الق�سم الأعظم من الإن�سانية‪.‬‬
‫مهما كانت المتغيرات االجتماعية واالقت�صادية وال�سيا�سية التي �ستحدث فان ما ال يمكن ت�صوره مجئ وقت‬
‫ال يوجد فيه �أولئك الذين يكر�سون وقتهم لمعرفة ما يحدث ولنقل المعلومات �إلى الآخرين مع �شرح منا�سب‬
‫لمغزى هذه المعلومات‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫وفي الوقت الذي ازداد فيه عدد �سكان العالم و�أ�صبح ممكنا زيادة جميع �أنحاء الكون خالل ب�ضع دقائق‪،‬‬
‫فان الم�شاكل والمناطق التي تثير االهتمام والتي البد ل�صحفي الم�ستقبل من االهتمام بها �سوف تت�ضاعف مرات‬
‫عدة‪ ،‬وي�ستمر تعقيد وتداخل �شتى جوانب الحياة الب�شرية في زيادة وتو�سيع كل من فر�ص وم�س�ؤوليات كل من‬
‫جامعي وموزعي الأخبار‪ ،‬و�سوف لن ت�شكل �أي خالف الطريقة التي ت�ستخدم في الم�ستقبل لتوزيع الأخبار بدال‬
‫من المناديب في المدينة وكتابة الر�سائل الإخبارية والحمام الزاجل �أو البرق �أو الهاتف وال�صحافة المطبوعة �أو‬
‫المرئية �أو الإذاعية �أو التلفزيونية‬
‫وي�صبح من الم�ؤكد حقيقة تزايد الحاجة في الم�ستقبل �إلى �صحفيين �أف�ضل لنقل وتحرير الأخبار في العالم‬
‫�أكثر مما كانت هذه الحاجة في الما�ضي‪ ،‬وبالتالي فان الم�ؤهالت المطلوب توافرها في �أولئك الذين يدخلون‬
‫في مجال العمل ال�صحفي �سوف تتزايد تماما عما كانت عليه‪ ،‬وان م�سالة التطوير والتح�سين في نوعية الجهاز‬
‫في ال�صحافة �ست�ستمر كونها �ضرورة عمل‪ ،‬حيث ان ال�صحافة الكفء والقادرة والم�س�ؤولة هي ال�صحافة التي‬
‫ت�ستطيع مواكبة التطورات التكنولوجية وا�ستيعاب ما ي�ؤمن لها اال�ستمرارية والتطور ومواكبة متطلبات الع�صر‬
‫ومهما كانت الو�سائل االلكترونية التي �سوف يتم تطويرها لي�ستخدمها رجل االت�صال فان الحاجة �سوف‬
‫تبقى ملحة للت�سجيل الدائم‪ ،‬وهذا يعني انه �سوف يبقى دائما هنالك �أكثر من مبرر لبقاء ال�صحافة المطبوعة‬
‫فعلى الرغم من �أن التكاليف ال�ضخمة لإ�صدار ال�صحف قد �أدت �إلى تخفي�ض عدد ال�صحف اليومية في الواليات‬
‫المتحدة الأمريكية من‪� 2600‬صحيفة �إلى ‪�1750‬صحيفة خالل ن�صف قرن ت�ضاعف فيه عدد ال�سكان فان توزيعها‬
‫الإجمالي بلغ ذروته وهي �ستون مليون ن�سخة‪ ،‬فيوميا هنالك ‪ 150‬مليون �أمريكي يقر�ؤون ال�صحف‪.‬‬
‫ومع دخول و�سائل الإعالم عامة ال�صحافة المطبوعة خا�صة في ع�صر المعلومات بما فيها من تطورات كبيرة‬
‫في مجال ا�ستخدام �أدوات تكنولوجيا وطباعة حديثة وتنوع م�صادر المعلومات ال�صحفية ال�ستحداث �أ�شكال من‬
‫الأ�ساليب �إال �أنها تواجه تحديات عديدة في ذات الوقت منها‪.‬‬
‫كيفية مواكبة هذه الثورة المعلوماتية في ظل توفر و�سائل كثيرة تحاول جذب جمهورها من القراء‪.‬‬ ‫‪. 1‬‬ ‫ ‬
‫تعاظم تكلفة ال�صحيفة الورقية اليومية‪.‬‬ ‫‪ .2‬‬ ‫ ‬
‫تكاثر الأعباء الإدارية والتنظيمية‪.‬‬ ‫‪ .3‬‬ ‫ ‬
‫الحاجة �إلى تكوين كوادر �إعالمية م�ؤهلة لقيادة العمل ال�صحفي‪.‬‬ ‫‪ .4‬‬ ‫ ‬
‫التدفق الهائل للمعلومات يجعل من ال�صعوبة التميز بو�ضع المعلومات ال�صحيحة بيد القارئ‪.‬‬ ‫‪ .5‬‬ ‫ ‬
‫�صعوبة مواكبة �أحداث التطورات التكنولوجية وتقنيات الع�صر ال�ستخدامها في �إنتاج ال�صحيفة‬ ‫‪ .6‬‬ ‫ ‬
‫اليومية‪.‬‬
‫تكاثر الو�سائل الإعالمية‬ ‫ ‪. 7‬‬
‫تزايد ا�ستخدام االنترنت وو�سائل االت�صال ال�سلكية والال�سلكية في �إتمام العمليات االت�صالية‪.‬‬ ‫ ‪ .8‬‬
‫ظهور ال�صحافة التي ت�ستقطب جزءا من قراء هذه ال�صحيفة‪.‬‬ ‫ ‪ .9‬‬
‫�صناعة ال�صحف‪:‬‬
‫ان تطورات تكنولوجيا االت�صاالت االلكترونية في مجال �صناعة ال�صحافة �شملت �أ�ساليب جميع المواد‬

‫‪131‬‬
‫التحريرية والت�صوير الميكانيكي والطباعة وف�صل الألوان ولقد مرت ال�صحافة بمرحلتين هما الجمع ال�ساخن‬
‫(اليدوي)‪ ،‬والجمع البارد (الت�صويري عن طريق الكومبيوتر)ويف�ضل الجمع الت�صويري الذي ي�ستعمل الألياف‬
‫ال�ضوئية‪ ،‬فان كمية الإنتاج ت�ضاعفت مرات عديدة مع تنوع ا�ستخدام �أنواع الحروف والأحجام‪.‬‬
‫لقد كانت ال�سرعة الق�صوى عند الجمع ال�ساخن ال تتجاوز ثالثة ا�سطر في الدقيقة الواحدة و�أ�صبحت‬
‫ت�صل عن طريق الجمع الت�صويري �إلى �ألفي �سطر في الدقيقة ف�ضال عن ان كفاءة التخزين فيها ت�صل �إلى ‪80‬‬
‫مليون حرف م�سجلة على الأقرا�ص الممغنطة‪ ،‬مما ي�سهل معه ا�سترجاع المواد والمعلومات وت�صحيحها وتعديلها‬
‫بوا�سطة تحكم الحا�سوب‪.‬‬
‫ولقد �شهدت طباعة ال�صور تطورا مذهال فتحولت ال�صورة العادية �إلى مجموعة من النقط كذلك الأمر مع‬
‫ف�صل الألوان‪ ،‬فهناك نظام متكامل يتكون من ماكينة ف�صل الألوان وحا�سوب ومجموعة �أقرا�ص ممغنطة ووحدة‬
‫تلفزيونية ولقد ا�ستطاعت �صناعة ال�صحف بهذه الطريقة المعتمدة على الحا�سوب وتكنولوجيا االت�صاالت‬
‫وبخا�صة الأقمار اال�صطناعية �أن تقدم للجريدة وللقارئ خدمة الجودة مع توفير ال�سرعة والوقت في ان واحد‪.‬‬
‫ولقد ا�ستفادت ال�صحف العربية من هذا االنجاز التكنولوجي وعمدت بع�ضها �إلى طبعات دولية تعد بلندن‬
‫وباري�س وتطبع في �أماكن مختلفة فهناك الأهرام وال�شرق الأو�سط والقب�س وال�سيا�سة والحياة وغيرها‪.‬‬
‫وهنالك طريقتان لنقل �صفحات ال�صحف وا�ستقبالها في مكان �أخر ما‪:‬‬
‫ ‪ .1‬طريقة الم�سح ‪.Scanning‬‬
‫ ‪ .2‬طريقة التخزين لحروف المقاالت في �صور رقمية على �أقرا�ص �صلبة‪ Hard disk‬يتم �إر�سالها عن‬
‫طريق الأقمار اال�صطناعية �إلى جهاز ‪ Image Setter‬ينتج فيلما (بروما يد) �صالحا لإنتاج �ألواح‬
‫طباعيه‪ ،‬ينتج عنها �صفحات مماثلة لل�صفحات المنقولة‪.‬‬
‫وت�ستغرق هذه العملية في الإر�سال من ‪3‬الى ‪ 7‬دقائق بح�سب كمية ال�صور وكمية �ضغط المعلومات الم�ستخدمة‬
‫فيها‪.‬‬
‫تكنولوجيا الحا�سبات االلكترونية‪:‬‬
‫الكمبيوتر هو �آلة اليكترونية مرئية يتم تغذيتها بالبيانات (مدخالت) فتقوم بمعالجتها وفقا لبرامج‬
‫مو�ضوعة م�سبقا (المعالجة) للح�صول على النتائج المطلوبة‪ ،‬والتي تخرج (مخرجات) في �أي �شكل من �أ�شكال‬
‫المخرجات مثل �شا�شة العر�ض في �صورة في �شكل جدول البيانات‪.‬‬
‫وقد مرت الحا�سبات االلكترونية خالل تطورها بالمراحل الآتية‪:‬‬
‫ ‪ .1‬ظهر الجيل الأول من الحا�سبات عام ‪ 1946‬من خالل العلماء «جون مو�شلي» و»ايكارت» و»جولد �شياني»‬
‫وهو الحا�سب ثم تكونت لإنتاج الحا�سبات على الم�ستوى التجاري با�سم ‪.Univac‬‬
‫ ‪ .2‬ظهر الجيل الثاني من الحا�سبات االلكترونية في �أوائل ال�ستينات بعد ا�ستخدام عنا�صر الترانزي�ستور‬
‫في بناء دوائر الأجهزة الحا�سبة كبديل ال�ستخدام ال�صمامات المفرغة ‪.Vacuum Tube‬‬
‫ ‪� .3‬أدى ا�ستخدام الدوائر االلكترونية ‪� Integrate Circuits‬إلى ظهور الجيل الثالث من الحا�سبات‬
‫االلكترونية فيعام‪.1969‬‬
‫ ‪ .4‬ظهر الجيل الرابع من الحا�سبات خالل عقد ال�سبعينيات بعد ان تطورت الدوائر االلكترونية المتكاملة‬

‫‪132‬‬
‫ب�سرعة كبيرة‪ ،‬وبعد تطويع المواد فوق المو�صلة و�أ�شباه الموا�صالت الحرارية ‪.Semiconductor‬‬
‫ ‪ .5‬ظهر الجيل الخام�س من بداية الثمانينات ويطلق عليه الحا�سب ال�شخ�صي ‪Personal Computer‬‬
‫وهو يتمتع ب�صغر الحجم و�سهولة الت�شغيل والربط من خالل و�سائل االت�صال العادية مثل التلفزيون‬
‫والتلفون‪.‬‬
‫ويتكون الكمبيوتر من الأجزاء الآتية‪:‬‬
‫�أوال‪� :‬أدوات الإدخال لحا�سب‬
‫ثانيا‪ :‬وحدة المعالجة المركزية‬
‫ثالثا‪ :‬وحدة التخزين (ذاكرة الحا�سب)‬
‫رابعا‪� :‬أدوات الإخراج‬
‫ا�ستخدام الحا�سب االلكتروني (الكمبيوتر) في مجال ال�صحافة‪:‬‬
‫يتيح ا�ستخدام الحا�سب تطبيقات عديدة في مجال ال�صحافة وذلك على النحو الأتي‪:‬‬
‫�أوال معالجة لكلمات‪:‬‬
‫لقد �أمكن ا�ستخدام الكمبيوتر في نظم معالجة الكلمات لإغرا�ض الكتابة وتحرير الن�صو�ص في مكاتب العمل‬
‫وتعد معالجة الكلمات الو�سيلة الع�صرية في ا�ستخدام الآالت الكتابة التقليدية‪ ،‬ونظم معالجة الكلمات في �أجهزة‬
‫الحا�سب هي عبارة عن برنامج خا�ص لتمكين الم�ستخدم من تن�سيق الن�ص وتحريك الكلمات والجمل من مكان‬
‫�إلى �أخر و�شطب و�إ�ضافة المعلومات المطلوبة على �شا�شة الجهاز با�ستخدام لوحة المفاتيح ويمكن تخزين الن�ص‬
‫عل قر�ص ممغنط وحفظه لحين الحاجة‪ ،‬فيطبع �أو يعدل وت�ضاف �إليه معلومات جديدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الن�شر المكتبي‪:‬‬
‫ت�ستخدم �أجهزة الحا�سب الإلكترونية الآن في �إنتاج �صفحات كاملة من ال�صحف مزودة بالعناوين والن�صو�ص‬
‫والر�سوم‪ ،‬ويتيح ذلك للمخرج ال�صحفي ان يعيد ن�سخة ال�صفحة على �شا�شة المراقبة بال�شكل الذي يريده مطبوعا‬
‫على الورق‪ ،‬كما ي�ستطيع �إجراء �أية تعديالت على �شكل ال�صفحة ومحتواها ب�سهولة وت�سمى ال�صورة الناتجة على‬
‫ال�شا�شة ‪ WYS/WYG‬ومعناها ان ال�صورة التي نراها على ال�شا�شة هي نف�سها ال�صورة التي نح�صل عليها على‬
‫الورق المطبوع‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ت�صميم الر�سوم‪:‬‬
‫غيرت الحا�سبات االلكترونية من طريقة �أداء النا�س لر�سوم التقنية فمن خالل ا�ستخدام نظم ت�صميم‬
‫الر�سوم (‪ )CAD‬يتم ابتكار الر�سوم وتخزينها وتغييرها ب�شكل �أ�سهل من ال�سابق‪ ،‬وت�ستخدم هذه الر�سوم في‬
‫و�سائل االت�صال من خالل عر�ض خرائط الطق�س والرياح ور�سم الخرائط وتحديد المناطق الجغرافية وغيرها‬
‫من الر�سوم التي ت�ستخدم في الأخبار‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬البريد االلكتروني‪:‬‬
‫وهناك �أي�ضا الكمبيوتر في البريد االلكتروني وهي و�سيلة تقنية ت�شمل على معدات وو�سائل ات�صال ت�سمح‬
‫ب�إدخال وتخزين وتوزيع الر�سائل والبيانات من مكان �إلى �أخر في �أي مكان من العالم وذلك با�ستخدام خطوط‬
‫‪133‬‬
‫الهاتف �أو موجات الراديو �أو الألياف الزجاجية �أو الأقمار اال�صطناعية في الطرف الم�ستقبل محطة حا�سب‬
‫يمكنها �إخراج البيانات الم�ستقبلية على طابعة �أو خزنها في �أجهزة ال�ستخدامها عند الحاجة‪.‬‬
‫خام�سا‪ :‬االت�صال المبا�شر بقواعد البيانات‪:‬‬
‫ت�شكل قواعد البيانات ذات الو�صول المبا�شر ‪ On- Line‬جزاء مهما من برامج تطبيقات الكمبيوتر‬
‫ونقلها‪ ،‬حيث من الممكن اليوم البحث في قواعد البيانات االلكترونية بطريقة تفاعل تحاوريه عن طريق منفذ‬
‫‪ Terminal‬لالت�صال بالحا�سب االلكتروني و�أحيانا يكون هذا المنفذ على م�سافة الأميال ممن الحا�سب‬
‫االلكتروني المركزي‪.‬‬
‫ولال�ستفادة من هذا البرنامج يجل�س الم�ستفيد �إلى منفذ مت�صل بالحا�سب االلكتروني المركزي عن طريق‬
‫خط هاتفي عبر �شبكة االت�صال عن بعد وب�إمكان الم�ستفيد بو�ساطة هذا المنفذ االت�صال بالمئات من قواعد‬
‫البيانات وبذلك يكون الم�ستفيد (على الخط) مع برنامج ا�سترجاع المعلومات بالطريقة نف�سها التي يكون فيها‬
‫�أي �إن�سان (على الخط) عندما يتحدث مع �إن�سان �أخر هاتفيا‪.‬‬
‫�ساد�سا‪ :‬الن�شر االلكتروني‪:‬‬
‫الن�شر االلكتروني عبارة عن �إ�صدار �أو بث �أو طرح الكلمة المكتوبة لتداول بالو�سائل االلكترونية ف�إذا ما‬
‫جمعنا جانبي ال�صناعة والبث معا ف�إن الن�شر االلكتروني يعني ا�ستخدام النا�شر للعمليات المعتمدة على الحا�سب‬
‫االلكتروني التي يمكن بو�ساطته الح�صول على المحتوى الفكري وت�سجيله وتحديد �شكله وتجديده مناجل بثه‬
‫بطرق واعية ويرتبط الن�شر االلكتروني بعدد كبير من التقنيات كالبرق والت�صوير ال�ضوئي والهاتف والحا�سبات‬
‫االلكترونية والأقمار اال�صطناعية و�أ�شعة الليزر �إال �أن الن�شر االلكتروني اكثرمن مجرد نقل الحروف �إلى �شا�شة‬
‫العر�ض �أو �إلى �آلة طابعة وهو �أكثر من تن�ضيد الحروف بل �أكثر من مجرد و�سيلة الختزان الوثائق وا�سترجاعها‬
‫فالن�شر االلكتروني يكفل �إمكان توفير كميات كبيرة من المعلومات في متناول الم�ستفيد وب�شكل مبا�شر‪.‬‬
‫وتعد الحا�سبة االلكترونية بالن�سبة للن�شر االلكتروني �أكثر من مجرد �أجهزة لالختزان والتوزيع فهي تمنح‬
‫النا�شر القدرة على االرتقاء‪ ،‬ويمكن ان ت�ستخدم في تنظيم و�إعادة تنظيم جميع �أنواع المعلومات �سواء على‬
‫الخط �أم على �أقرا�ص و�أ�شرطة وم�صغرات فيلمية‪.‬‬
‫�سابعا‪ :‬الن�شر ال�شبكي‬
‫ويقوم على ا�ستخدام �شبكات المعلومات وبنوكها في ن�شر الكتب والدوريات العامة والمتخ�ص�صة‪ -‬خا�صة‬
‫الدوريات العلمية‪ -‬وتوزيعها للم�شتركين عبر منافذ خا�صة بكل م�شترك بحيث ت�صل المعلومات مبا�شرة �إلى‬
‫الم�شترك في ال�شبكة عبر لنهاية الطرفية لحا�سب االلكتروني الخا�ص به في منزله �أو مكتبه‪.‬‬
‫تكنولوجيا ال�صحافة‪:‬‬
‫يق�صد بتكنولوجيا ال�صحافة التطبيق العملي لالكت�شافات العلمية في مجال ال�صحافة وتكنولوجيا ال�صحافة‬
‫بال�ضرورة جزء من تكنولوجيا الإعالم‪.‬‬
‫فتكنولوجيا ال�صحافة �شديدة تعني مجموعة المعارف والبرامج والخطوات والأدوات التقنية والتكنولوجيا‬

‫‪134‬‬
‫التي يتم من خاللها تحقيق ما يلي‪:‬‬
‫جمع البيانات والمعلومات من م�صادرها وتو�صيلها �إلى مقر ال�صحيفة �أو تو�صيلها �إلى المندوب �أو‬ ‫ ‪ .1‬‬
‫المحرر ال�صحفي �أيا كان وتلعب الحا�سبات االلكترونية باندماجها مع االت�صاالت ال�سلكية و الال�سلكية‬
‫والأقمار والألياف الب�صرية و�أ�شعة الليزر دورا �أ�سا�سيا في تحقيق ذلك‪ ،‬ولعل مثال ذلك الكمبيوتر‬
‫المحمول و�شبكات الحا�سب‪.‬‬
‫تخزين المعلومات ب�شكل منظم ي�سهل معه ا�سترجاع ولعل بنوك المعلومات و�شبكاتها ومراكز المعلومات‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫ال�صحفية التي ت�ستعين ب�أقرا�ص الليزر المدمجة و�شبكات المعلومات المحلية والدولية ابرز نماذج‬
‫لدور الحا�سبات في هذه العملية التي يطلق عليها التوثيق االلكتروني للمعلومات ال�صحفية‪.‬‬
‫معالجة المادة ال�صحفية المكتوبة والم�صورة والمر�سومة تحريرا �أو اخرجا وتجهيز الطبع وتتم الآن‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫على �شا�شات الحا�سب االلكتروني من خالل برامج الن�صو�ص وال�صور والر�سوم جاهزة لكي تنتقل‬
‫مبا�شرة على ال�سطح الطابع‪.‬‬
‫ن�شر المادة ال�صحفية وتبادلها في �أكثر من موقع في الوقت نف�سه من خالل �أنظمة الن�صو�ص المتلفزة‬ ‫ ‪ .4‬‬
‫(قنوات المعلومات المرئية) التفاعلية والأحادية‪�،‬أو من خالل ال�صحف االلكترونية الالورقية‪� ،‬أو من‬
‫خالل طباعة ال�صحيفة في �أكثر من مكان داخل البلد الواحد في الوقت نف�سه‪ ،‬وكل ما �سبق يتركز على‬
‫الحا�سبات االلكترونية‪.‬‬
‫ولمراجعة التحديات التي تواجها ال�صحافة في ظل ثورة المعلومات وتقنياتها يجب العمل على بحث ق�ضايا‬
‫م�شتركة منها‪:‬‬
‫العمل على تعزيز �سبل العمل ال�صحفي في ظل التحديات التي تواجها‬ ‫ ‪. 1‬‬
‫ان التقدم التكنولوجي في مجال الطباعة و الإنتاج ال�صحفي تتطلب مواكبة احدث تقنياته‪.‬‬ ‫ ‪ .2‬‬
‫تبادل الخبرات بين الم�ؤ�س�سات ال�صحفية وتكوين مراكز ا�ست�شارية بحثية �صحفية لمعرفة �آخر‬ ‫ ‪ .3‬‬
‫الم�ستجدات في العمل ال�صحفي‪.‬‬
‫�إن�شاء مركز تدريبي لل�صحفيين لتزويد العاملين في الحقل ال�صحفي ب�أحدث التطورات في العمل ال�صحفي‬ ‫ ‪ .4‬‬
‫وي�شكل مركز اال�ستقدام الخبرات الحفية ونواة لإعداد كوادر �صحفية م�ؤهلة‪.‬‬
‫العمل على ت�أ�سي�س موقع خدمات معلوماتية م�شتركة عل االنترنت‪.‬‬ ‫ ‪ .5‬‬

‫‪135‬‬
‫�أهمية تنمية الموارد الب�شرية العاملة في ال�صحافة‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ي�ستخدم م�صطلح (تنمية الموارد الب�شرية) ب�شكل رائج منذ �أكثر من عقدين‪ ،‬برغم انه مجال جديد ن�سبياً‬
‫للممار�سة‪ ،‬والبحث الإداري‪ .‬وعلى غرار نواحي ممار�سة الإدارة العامة الأخرى‪ ،‬تمار�س تنمية الموارد الب�شرية‬
‫على خلفية من اال�ضطراب والتغيير في الحياة التنظيمية‪ ،‬والتغييرات في بيئات العمل وعمليات العمل والثقافات‬
‫التنظيمية‪ ،‬وهو الأمر الذي ين�شئ الحاجة �إلى انتهاج ا�ستراتيجيات ناجحة لإدارة التغيير‪.‬‬
‫وهناك مجموعة من المفاهيم والمنظورات المرتبطة بتنمية الموارد الب�شرية‪ ،‬كما توجد �أي�ضا محاور اهتمام‬
‫مختلفة‪ ،‬فردية‪ ،‬تنظيمية‪ ،‬الحاجات الحالية‪ ،‬التحديات الم�ستقبلية‪ ،‬الوظائف والمهن المختلفة‪ ،‬الم�صالح‬
‫المختلفة لمختلف الأطراف المعنية �صاحبة الم�صلحة‪ .‬ومطلوب من المدربين ب�شكل متزايد �أن ي�سهلوا حدوث‬
‫متنام من المناهج التي ت�شمل تنمية الأفراد‪.‬‬‫التغيير واالبتكار من خالل ر�صيد ٍ‬
‫�إن نطاق تنمية الموارد الب�شرية ربما يكون كبير ًا ومن المالئم �أن نحدد مبكر ًا موقع تنمية الموارد الب�شرية ـ‬
‫�أي مكانها في مجال الإدارة وال�سبب في �أهميتها ا�ستراتجيا و�سياقي ًا‪.‬‬
‫تحديد نطاق تنمية الموارد الب�شرية‬
‫من الممكن �أن (ينمو) الأفراد في المنظمات ـ الموارد الب�شرية‪ ،‬من الناحية العدية‪� ،‬أي و�ضع الأعداد‬
‫المنا�سبة من الأ�شخا�ص المنا�سبين في المكان المنا�سب وفي الوقت المنا�سب لكي يعلموا كمنظمة �أو‪ ،‬كما يقول‬
‫احد الم�ؤلفين �أو ًال �ضع الأ�شخا�ص المنا�سبين في الحافلة ‪� ،‬إال �أننا نناق�ش في هذا الكتاب كيف يمكن �أن ينمو‬
‫الأفراد ويتطوروا‪� ،‬سواء فردي ًا �أو جماعي ًا‪ ،‬من حيث قدراتهم‪.‬‬
‫�إننا ندرك من البداية �أن الأفراد يتحدثون عن التدريب في المنظمات‪ ،‬وباعتبارنا ممار�سين كثير ًا ما‬
‫نجد �أنف�سنا ن�ستخدم هذا الم�صطلح‪ ،‬غير �إننا نعتقد انه يوجد فرق وا�ضح بين التدريب وباعتبارنا ممار�سين‬
‫لتنمية الموارد الب�شرية يرتكز اهتمامنا على التدريب‪� ،‬إال �أن �أولوية المتدرب هي التعلم‪ .‬وفي هذا الكتاب نتناول‬
‫التدريب والتنمية والتعلم‪.‬‬
‫�إن المداخل التقليدية �إلى التدريب ت�شبه العالقة بين المعلم والتلميذ �أو الأ�ستاذ والطالب‪� ،‬إال �أن المدربين‬
‫المعا�صرين يعلمون �أن فهم التعلم ومنظور المتدرب يمكن �أن يح�سن ويثري خبرة التعلم بدرجة كبيرة‪ .‬وباعتبارنا‬
‫ممار�سين للتنمية‪ ،‬نحن ندرك �أي�ض ًا �أن العمل يتيح فر�ص ًا كثيرة مختلفة للتعلم‪ ،‬وان التدريب هو مجرد جانب‬
‫واحد فقط في مجموعة من الفر�ص‪ ،‬ومن ثم ف�إن نطاق تنمية الموارد الب�شرية ي�ضم منظورات مختلفة ت�شمل‬
‫التدريب والتعلم (�أنظر الف�صل الرابع لالطالع على المزيد من المناق�شة)‪.‬‬
‫وهناك غمو�ض محتمل في ا�ستخدام م�صطلح (تنمية) يقول كوبي وزمال�ؤه‬
‫في الوقت الذي بد�أنا فيه ندرك الكوارث ال�سيا�سية واالجتماعية والبيئية المرتكبة با�سم التنمية‪ ،‬يجد‬
‫العاملون منا في مجال تنمية الإدارة �أنف�سهم مجبرين على �أن ي�س�ألوا �أنف�سهم (التنمية من �أجل ماذا؟)‪ .‬ب�صفة‬
‫خا�صة نحن بحاجة �إلى �أن نعي عواقب فكر التنمية على حياة الأ�شخا�ص المحرومين �سواء في المجتمعات‬

‫‪136‬‬
‫ال�صناعية �أو في العالم الثالث‪.‬‬
‫�إن تعريف الم�صطلحات يمكن �أن ي�ساعد في تحديد المعاني الم�شتركة والفهم الم�شترك (ويمثل �أي�ضا‬
‫�أ�سلوبا �أكاديميا تقليديا يرتبط كذلك ب�إدارة الجودة‪� ،‬أي التحدث بلغة واحدة)‪� .‬إال �أن البحث بال نهاية في‬
‫مجموعة ما من المعاني يمكن �أن ي�صبح مرهق ًا‪ .‬ولكننا �سنو�ضح �أكثر ال�سياق الم�ستخدم فيه م�صطلح تنمية هنا‬
‫ب�إجراء مقابلة مع المفاهيم الرا�سخة الأخرى ذات ال�صلة وهي التعليم والتدريب والتعلم‪.‬‬
‫التعليم‪ :‬ينظر له تقليدي ًا على انه تعر�ض مخطط بدرجة عالية للتدري�س‪ ،‬والهدف منه هو التدرب ذهني ًا‬
‫ومعنوي ًا‪.‬‬
‫التدريب‪ :‬محاولة منهجية ن�سبيا لالرتقاء ب�شخ�ص ما �إلى معيار �أو م�ستوى مرغوب للكفاءة بوا�سطة التدري�س‬
‫والممار�سة‪.‬‬
‫التعلم‪ :‬اكت�ساب المعرفة �أو المهارة في �شيء ما من خالل الدرا�سة‪ ،‬الخبرة �أو التعليم‪ ،‬وهي عملية نمو �شخ�صي‬
‫ال تنتهي �أبد ًا‪.‬‬
‫�أن تعريفات التنمية وثيقة ال�صلة التي قابلناها قد تبد�أ في تو�ضيح المق�صود بالم�صطلح‪:‬‬
‫• �إبراز �أو �إخراج ما هو �أكثر تقدم ًا �أو منظمة بدرجة مرتفعة‪.‬‬
‫• النقل �إلى حياة �أكثر تقدم ًا �أو منظمة بدرجة مرتفعة‪.‬‬
‫• فهم و�إدراك الإمكانيات‪.‬‬
‫• التقدم خالل مراحل متعاقبة نحو حالة �أعلى و�أكثر تعقيد ًا �أو �أكثر ن�ضج ًا واكتما ًال‪.‬‬
‫وواع ومرتكز على‬
‫�إن تنمية الموارد الب�شرية هي الم�صطلح الذي ن�ستخدمه لو�صف منهج متكامل و�شامل ٍ‬
‫المباد�أة لتغيير المعارف وال�سلوكيات ذات ال�صلة بالعمل‪ ،‬با�ستخدام مجموعة من ا�ستراتيجيات وتقنيات التعلم‪،‬‬
‫واال�ستراتيجيات والتقنيات الم�شار لها تهدف عموم ًا �إلى م�ساعدة الأفراد والجماعات والمنظمات على تحقيق‬
‫�إمكاناتها بالكامل لكي يت�سنى لها العمل على نحو ي�سمح بالفردية ويعظم في الوقت ذاته الفاعلية داخل �سياقات‬
‫معينة‪.‬‬
‫وتنق�سم تنمية الموارد الب�شرية �إلى �أنواع كثيرة‪ ،‬فهناك التنمية ال�شخ�صية‪ ،‬والتنمية من اجل وظيفة �أو‬
‫و�ضع حالي والتنمية في بيئات عمل جديدة �أو من اجلها‪ ،‬والأن�شطة التي يمكن من خاللها التوفيق بين الأهداف‬
‫الفردية والتنظيمية والتنمية الم�ؤدية �إلى حياة �أف�ضل و�أكثر اكتما ًال للأفراد والمنظمات والمجتمعات الأكبر‪ .‬ومن‬
‫منظور عري�ض جد ًا يمكن �أي�ض ًا اعتبار تنمية الموارد الب�شرية‪ ،‬القدرة على دمج التعلم في ال�سلوك‪.‬‬
‫وت�شمل تنمية الموارد الب�شرية التدريب الإداري والتعليم المهني‪ ،‬ولذا فهي تت�ضمن كل �أنواع التعلم الذي‬
‫يمكن من حدوث النمو الفردي والتنظيمي‪ ،‬ولذلك ترتبط تنمية الموارد الب�شرية ارتباط ًا وثيق ًا بالإ�ستراتيجية‬
‫التنظيمية و�إدارة التغيير‪.‬‬
‫تنمية الموارد الب�شرية والإ�ستراتيجية التنظيمية‬

‫‪137‬‬
‫في جميع �أنحاء العالم‪ ،‬تواجه المن�ش�آت مناف�سة وا�ضطراب ًا وعدم ت�أكد يمكن �أن ينتج عنها �أحيانا تغييب‬
‫درامي‪ .‬وبالنظر �إلى �أنها تواجه تلك التحديات ب�صورة م�ستمرة‪ ،‬ف�إن �ضرورة وجود �صالت وروابط وا�ضحة‬
‫ومبا�شرة بين �إ�ستراتيجية العمل و�أي �أولوية للإدارة‪ ،‬ومنها تنمية الأفراد‪ ،‬تبدو �أمرا منطقيا‪� .‬أن الموارد الب�شرية‬
‫محدودة ويجب �أن تتم �إدارتها وتقييمها في �سياق اال�ستراتيجيات �أي تحقيق الترابط بين الأ�صول المادية‬
‫والمعنوية واال�ستخدام المنا�سب للموارد‪ ،‬وتحديد الموقف التناف�سي والمحافظة على التزام الأطراف المعنية‬
‫�صاحبة الم�صلحة‪.‬‬
‫ومن منظور عام‪ ،‬من الم�سلم به منذ زمن طويل انه يوجد ارتباط بين الكيفية التي يدار بها العاملون من‬
‫ناحية والأداء التنظيمي من ناحية �أخرى‪ .‬وقد عززت الدرا�سات الحديثة هذه القناعة‪ ،‬بقولها �إن الممار�سات‬
‫الأف�ضل مثل الحوافز و�إدارة الأداء والتدريب المكثف �أمور تعادل في �أهميتها بالن�سبة للميزة التناف�سية‬
‫الإ�ستراتيجية والهيكل والتكنولوجيا والن�صب في ال�سوق‪ .‬ومع ذلك ف�إن قوى ال�سوق التي تجعل ما ي�سمى بر�أ�س‬
‫المال الب�شري �أكثر �أهمية هي �أي�ضا التي تغيير العقد ال�ضمني بين �أرباب العمل والموظفين‪ .‬ومن ثم ف�إنه‬
‫بالإ�ضافة �إلى الممار�سات التنظيمية الأف�ضل‪ ،‬يحتاج الموظفون في �أيامنا هذه �إلى تحمل الم�سئولية عن حياتهم‬
‫المهنية وتحديث مهاراتهم‬
‫وفي المملكة المتحدة‪ ،‬خل�صت الدرا�سات الحديثة لم�سح عالقات الموظفين في مكان العمل ل�سنة ‪1998‬م‬
‫�إلى انه بالرغم من الكالم ال�شائع‪ ،‬ال تزال ممار�سات �إدارة الأفراد التقدمية في بع�ض النواحي مثل التوظيف‬
‫والتدريب واالت�صال و�إدارة الأفراد التقدمية في بع�ض النواحي مثل التوظيف والتدريب واالت�صال و�إدارة الأداء‪،‬‬
‫غير ممثلة بدرجة كافية تمثي ًال درامي ًا‪ .‬هذا بالرغم من �أكثر من ‪ 30‬درا�سة �أجريت في المملكة المتحدة والواليات‬
‫المتحدة والواليات المتحدة الأمريكية منذ �أوائل الت�سعينات ت�ؤكد بما ال يدع مجا ًال لل�شك وجود عالقة ارتباط‬
‫موجبة وتراكمية بين �إدارة الأفراد و�أداء العمل‬
‫و�سوف ت�ساعد الر�ؤية والقيم التنظيمية في �صياغة �إ�ستراتيجية ذات ب�ؤرة تركيز و�أهداف محددة‪ .‬ومن‬
‫الممكن و�ضع الأهداف من خالل التركيز على احتياجات العمل وحل الم�شكالت‪� ،‬أو من خالل الأخذ بمناهج‬
‫�أكثر �شمو ًال‪ ،‬مثل النظام الكامل‪ .‬و�أيا كان المنهج المف�ضل من الناحية المفاهيمية‪ ،‬ف�إن المن�ش�آت تحتاج بوجه‬
‫عام �إلى �إطار ما ت�ستطيع من خالله ر�سم وتنفيذ الإ�ستراتيجية‪ .‬و�سوف يعتمد الإطار المالئم على كل موقف على‬
‫حدة‪ .‬وفي النهاية يجب ترجمة الأهداف الإ�ستراتيجية �إلى خطط و�أهداف على الم�ستوى الت�شغيلي‪ ،‬مع �ضرورة‬
‫وجود �إجراءات و�أعمال محددة وقنوات للتغذية المرتدة ت�سمع بتقويم م�ساهمة التنمية‪.‬‬
‫بيد �أن المقدرة الإ�ستراتيجية معقدة ومن المحتمل �أال تحتاج فقط �إلى و�ضوح الر�ؤية والتخطيط المت�أني‬
‫والأهداف ممكنة التحقيق بل �أي�ضا �إلى وجود ب�ؤرة تركيز للعمل‪ .‬ومن الممكن �أن تت�ضمن المقدرة الإ�ستراتيجية‬
‫�صفات و�سمات عند مختلف الم�ستويات التنظيمية للإدارة والمعرفة والقيادة قد ت�سهم فيها تنمية الموارد‬
‫الب�شرية وتوجهها‪ .‬وت�شمل القدرات الإ�ستراتيجية التي يحتمل �أن تتطلب من المديرين مهارات و�صفات جديدة‬
‫الجوانب التالية‪:‬‬
‫• حينما يكون االبتكار هدفا‪ ،‬يجب �أن يكون هناك توازن بين الن�شاط الت�شغيلي والإبداعي‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫• قد يعني التمكين �ضرورة �أن ي�سيطر المديرون على �إح�سا�سهم بعدم الأمان‪ ،‬لأنهم وفق ًا لهذا المفهوم‬
‫‪138‬‬
‫يقومون بت�سليم م�سئولية التحكم التف�صيلي في العمليات ب�شكل �صادق‪.‬‬
‫• النظم التي ينخف�ض فيها ال�شعور بالأمان الوظيفي قد تحتاج �إلى �إدارة دقيقة ومدرو�سة ب�صفة خا�صة‬
‫لكي يت�سنى المحافظة على القيمة الإ�ستراتيجية‪.‬‬
‫تو�ضح لنا هذه الحاالت �أين يمكن �أن ت�سهم تنمية الموارد الب�شرية في المقدرة الإ�ستراتيجية‪ ،‬ومع ذلك ف�إن‬
‫مجموعة االحتياجات والظروف التي تخ�ص كل منظمة بعينه قد تحول دون انتهاج منهج واحد �شامل �أو عام‪ ،‬وال‬
‫توجد حلول جاهزة للق�ضايا المتعلقة بما ينبغي ويمكن عمله وما هي الموارد التي �سيتم تخ�صي�صها‪.‬‬
‫�إن تحديد المنظورات الإ�ستراتيجية وتنمية المديرين لي�س ن�شاط ًا يحدث مرة واحدة فقط �أو يطرح ح ًال‬
‫�سريع ًا‪ ،‬كما �أنه لي�س اختياري ًا‪ ،‬ومن خالل الأعمال التي تقوم بها الإدارة لمواجهة تحديات الحا�ضر‪ ،‬تن�ش�أ ظروف‬
‫م�ساعدة على ظهور تحديات جديدة في نهاية المطاف �إن التنمية يمكن �أن تحدث من خالل الخبرة �أو بالتعلم‬
‫من الأخطاء والنجاحات‪ .‬وهذا النوع من الإ�ستراتيجية النا�شئة �سليم وال غبار عليه ولكن ما يحدث في الغالب‬
‫الأعم من الأحوال هو �أن فر�صة التعلم من التجربة (�أو الخبرة) ال يتم ا�ستغاللها‪� .‬أن الإدارة ت�ؤثر في حياة‬
‫الأفراد‪ ،‬ولذا فهي ظاهرة �أهم بكثير من �أن تترك لل�صدفة �إن تنمية الموارد الب�شرية تقدر قيمة التعلم‪.‬‬
‫وعلى العك�س من ذلك‪ ،‬من الممكن �أن تدرك من�ش�أة ما وجود فجوة بين حالتها الراهنة وحالة م�ستقبلية‬
‫مرغوبة‪ ،‬وت�سهل تلك الفجوة ر�سم �إ�ستراتيجية مخططة‪ ،‬ومن الممكن �أن ي�أتي ذلك الإدراك نتيجة ل�ضغوط‬
‫بيئية تزيد الوعي ب�أن (الأ�ساليب الما�ضية للقيام بالأ�شياء) ال تمثل تلقائي ًا �أف�ضل الخيارات للم�ستقبل‪� .‬إن تنمية‬
‫الموارد الب�شرية تقدر قيمة التخطيط‪.‬‬
‫من الممكن �إجراء تقييم ا�ستراتيجي للو�ضع الراهن عن طريق طرح الأ�سئلة مثل‪:‬‬
‫ما التغيرات المطلوبة في المهارات والقدرات للم�ساعدة في تح�سين الأداء الوظيفي لدى �أفراد محددين؟‬
‫ما هي �أوجه الق�صور في الأداء التي تحتاج �إلى عالج؟‬ ‫ •‬
‫ما هي التغييرات التنظيمية (مثل التكنولوجيا‪ ،‬عمليات الإنتاج‪ ،‬الثقافة) التي تتوقف على تعلم الأفراد‬ ‫• ‬
‫�شيئ ًا جديد ًا؟‬
‫ما هي الفر�ص المتاحة حالي ًا لم�ساعدة الأفراد على اكت�ساب مهارات جديدة؟‬ ‫ •‬
‫ما التغيرات المطلوبة في �سلوك المديرين والموظفين لكي يتح�سن الأداء الوظيفي الخا�ص بهم‬ ‫• ‬
‫وبالآخرين؟‬
‫كيف يمكن �إقناع الموظفين ب�أن التنمية المتوا�صلة هي القاعدة ولي�ست اال�ستثناء؟‬ ‫ •‬
‫ما الذي ال ي�سير بنجاح؟ ما الذي �أخط�أنا فيه؟ ما الأخطاء التي ارتكبناها؟‬ ‫• ‬
‫ما الذي تعلمانه من تجاربنا ال�سابقة المت�صلة بتنمية الب�شرية؟‬ ‫• ‬
‫�إن وجود �أهداف تنظيمية عامة ـ مثل تح�سين الأداء وزيادة الإنتاجية وتقليل المخاطرة ـ �شيء �آخر‪ ،‬وتمثل الأ�سئلة‬
‫من نوعية الأ�سئلة المذكورة �سابق ًا خطوة نحو اكت�شاف ذلك ال�سبيل‪ .‬ومثل هذه الت�سا�ؤالت يمكن �أن تكون توليدية‬
‫ولكنها �أي�ض ًا ذات طابع ٍ‬
‫متحد عميق وم�ؤثر على الإ�ستراتيجية التنظيمية‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫الآثار الإ�ستراتيجية لتنمية الموارد الب�شرية‬
‫في اغلب الأحيان‪ ،‬تقع الطموحات التنظيمية في تح�سين الأداء وزيادة الإنتاج �أو �إ�ضافة قيمة في قلب‬
‫�إ�ستراتيجية الإدارة‪ ،‬وترتبط بذلك االنجاز فيما يبدو الممار�سات التي ت�شجع العاملين على التفكير والمبادرة‬
‫بتح�سين النظم وتمنحهم من ال�سلطات وال�صالحيات ما يمكنهم من القيام به وتكافئهم على ذلك‪ .‬لقد �أ�صبحت‬
‫التنمية بند ًا ثابت ًا في الكثير من الأجندات الم�ؤ�س�سية‪ ،‬وهو و�ضع قد يكون له عدد من الآثار مثل‪:‬‬
‫تنمية الموارد الب�شرية تزيد من جاذبية المن�ش�أة بالن�سبة للموظفين المحتملين �أو الأطراف الأخرى‬ ‫• ‬
‫�صاحبة الم�صلحة‪.‬‬
‫في ع�صر ممار�سات العمل المرنة‪ ،‬تو�سع قوى العمل الأ�سا�سية (�أو المحورية) قدراتها من خالل‬ ‫• ‬
‫التنمية‪.‬‬
‫تعمل تنمية الموارد الب�شرية على تح�سين القدرات ال�شخ�صية للموظفين الهام�شين �أو الم�ستبعدين‪.‬‬ ‫ •‬
‫في حين �أن ال�شركات الكبيرة وفرت تقليدي ًا الن�شاط الأكبر‪ ،‬ف�إن ال�شركات الأ�صغر التي تطبق بال�ضرورة‬ ‫• ‬
‫مناهج ذات طابع ر�سمي اقل تبدي اهتمام ًا متزايد ًا بتنمية الموارد الب�شرية‪.‬‬
‫�إن المهارات المطلوبة من جانب �أرباب العمل ذات م�ضمون وظيفي فني وعامة‪ ،‬مثل االت�صال والتعامل مع‬
‫العمالء والعمل الجماعي‪ ،‬وهي مهارات ناق�صة في �سوق العمل الآن و�سوق يزداد الطلب عليها �أكثر في الم�ستقبل‬
‫وت�شجع قوى التغيير واالقت�صاد المن�ش�آت على تحقيق �إمكانيات الموظفين بالكامل على جميع الم�ستويات‪ .‬ومع‬
‫ذلك ف�إن االهتمام بالتنمية تفيده بوجه عام قدرات المديرين (ومديري الإدارة العليا) على �إعادة التفكير في‬
‫الأ�ساليب التي يتبعونها للحفاظ على الميزة التناف�سية وتنفيذ ا�ستراتيجيات فعالة‪.‬‬
‫ولتو�ضيح هذه النقطة‪ ،‬دعونا نفكر في �إدارة �سل�سلة التوريد‪� ،‬أن تنمية العالقات داخل �سل�سلة التوريد �ضرورية‬
‫ل�ضمان �سال�سة �سير النظم والعمليات في المن�ش�أة وي�شكل المديرون عن�صر ًا محوري ًا في �سل�سلة التوريد‪ ،‬يت�صل‬
‫بالموردين من ناحية‪ ،‬وبالعمالء �أو الم�ستهلكين من ناحية �أخرى‪.،‬‬
‫وتبع ًا للنقطة التي تقف عندها بالن�سبة (للمن�ش�أة) يمكن �أن يكون الموردين والم�ستهلكون داخليين �أو‬
‫خارجيين‪ .‬وفي بع�ض الأحيان يكون تبين الحكمة من تنميتهم �أ�سهل �إذا نظر لهم على �أنهم جزء من نظام واحد‪.‬‬
‫ولخ�ص جدول الطرق المميزة التي يعامل بها الموردون تقليدي ًا ويقارنها بمنهج تنموي‪.‬‬
‫تنمية الموارد الب�شرية في �سياق التغيير‬
‫تجري تنمية الموارد الب�شرية في �سياق متغير با�ستمرار نتيجة ل�ضغوط كثيرة ت�شمل ما يلي‪:‬‬
‫• تدويل الأعمال‪.‬‬
‫• البيئات ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية والفنية والم�ضطربة‪.‬‬
‫• تدخالت الحكومات وتوقعات الم�ستهلكين‪.‬‬
‫• المناف�سة‪.‬‬
‫• التحرير من القيود التنظيمية‪.‬‬
‫• ازدياد معدل التغيير التكنولوجي‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫• تغير �أنماط وعالقات العمل‪.‬‬
‫• نظم المعلومات الإدارية وازدياد حجم المعلومات‪.‬‬
‫• وجود منظمات معقدة ي�شارك الموظفون في �إدارة �شئونها على نطاق وا�سع‪.‬‬
‫�أي�ض ًا بات انهيار المنظمات �أو اال�ستحواذ عليها �أو اندماجها �شائع ًا وخا�صة في �سنواتها الأولى‪ ،‬حينما يكون‬
‫(معدل الوفيات) مرتفع ًا‪� ،‬إذ يغلق �أكثر من ثلث المن�ش�آت ال�صغيرة �أبوابها خالل ال�سنة الأولى ب�سبب �سوء الإدارة‬
‫�أما ال�شركات التي تظل على قيد الحياة فتكون من ناحية �أخرى ن�شيطة ومليئة بالتعلم‪ .‬ويبدو �أن المن�ش�آت كلما‬
‫نمت فقدت القدرة على التعلم حيث تت�سم ال�شركات الباقية على قيد الحياة ويتراوح عمرها بين ‪� 100‬سنة ‪700‬‬
‫�سنة بالخ�صائ�ص التالية‪:‬‬
‫ • �أنها محافظة مالي ًا‪.‬‬
‫ • �أنها ح�سا�سة تجاه البيئة‪.‬‬
‫ • يتمتع موظفوها ب�إح�سا�س بالتالحم والتما�سك فيما بينهم وباالنتماء لل�شركة‪.‬‬
‫ • �أنها تت�سامح مع الأن�شطة (الحادثة على الهام�ش)‪.‬‬
‫ • �أنها خ�ضعت لتحوالت جوهرية �أو (تعلم تنظيمي تاريخي)‪.‬‬
‫ومن المعروف �أي�ضا �أن المنظمات المعا�صرة مثل �شركة جيه‪ .‬في‪� .‬سي‪ )JVC( .‬و�إي دي �إ�س (‪)EDS‬‬
‫تتميز بالتح�سين المتوا�صل والتحول المتكرر‪.‬‬
‫�إن �صورة المنظمات ككيانات قادرة على التعلم والتغير توحي ب�أنها ت�شبه مجازي ًا الكائنات الحية فهي حالة‬
‫من التحول والديناميكية والتغير المتوا�صل‪.‬‬
‫�إن التعلم الذي يبدو �ضروري ًا ال�ستيعاب التغيير مجال ديناميكي للبحث والدرا�سة والممار�سة العملية‪ ،‬ومع‬
‫ذلك يوجد فرق بين تنمية الموارد الب�شرية في المنظمات كما ينبغي �أن تكون �أو كما يحب المتحم�سون لتنمية‬
‫الموارد الب�شرية �أن ينظر لها من ناحية‪ ،‬وكيف تجري على ار�ض الواقع من ناحية �أخرى‪ .‬هذه التفرقة يعبر عنها‬
‫االختالف بين حلقة التعلم الفعالة و�سل�سلة التعلم المفرغة‪.‬‬
‫وكمثال واقعي لل�صلة بين تنمية الموارد الب�شرية والإ�ستراتيجية التنظيمية‪،‬تو�ضح درا�سة حالة جن�سترز‬
‫‪ ganisters‬في نهاية هذا الف�صل كيف يتعامل مديرو الإدارة العليا في هذه ال�شركة المتخ�ص�صة في �إنتاج ال�سلع‬
‫اال�ستهالكية والمتميزة بنموها ال�سريع بجدية مع تنمية الموارد الب�شرية‪.‬‬
‫النقد الموجه لعملية تنمية الموارد الب�شرية‬
‫كثير ًا ما تخ�ضع تنمية الموارد الب�شرية‪ ،‬و�إ�ستراتيجية الموارد الب�شرية‪ ،‬و�إ�ستراتيجية الموارد الأو�سع‪ ،‬لعدد‬
‫من االدراكات النقدية للمديرين والموظفين‪ .‬على �سبيل المثال‪:‬‬
‫ً‬
‫ • تت�صف تنمية الموارد الب�شرية بالغمو�ض ال�شديد‪� ،‬إذ يحيط بفوائدها قدر كبير جدا من عدم الت�أكد‬
‫وال�شك‪.‬‬
‫ • الدورات التدريبية العر�ضية هي كل ما يعتبر �ضروري ًا‪ ،‬لكن البرامج غالب ًا ما تكون �سيئة التخطيط‬

‫‪141‬‬
‫ونادر ًا ما يرعى فيها الجودة والفعالية ووثاقة ال�صلة باحتياجات المتدربين‪.‬‬
‫في الواقع العملي‪ ،‬يتم �إجراء التدريب كرد فعل نابع من الخوف من عواقب عدم القيام به‪ .‬ويفتقر‬ ‫ • ‬
‫المديرون �إلى الأدوات والفهم الالزمين لتطبيق المداخل المخططة للتعلم‪.‬‬
‫من ال�صعب تقييم الفعالية على المدى الطويل‪ ،‬ويحتمل بدرجة �أكبر ربط التقييم بنتائج التدريب‬ ‫ • ‬
‫ق�صيرة المدى‪.‬‬
‫تقابل منا�شدات الحكومة و�سوق العمل الداعية �إلى اال�ستثمار في التدريب والتنمية بالت�شكك‪.‬‬ ‫ • ‬
‫وال ترتبط جميع هذه الم�شاكل بحالة تنمية الموارد الب�شرية فقط ومن الممكن عزوها �إلى نواحي ق�صور‬
‫�إداري �أخرى‪ .‬وتحدد القائمة التالية بع�ض �أنماط الم�شاكل الناتجة من �أداء الموظفين الأ�شياء ب�شكل خاطئ �أو‬
‫عدم قيامهم بالأ�شياء ال�صائبة‪:‬‬
‫ • عدم القدرة على ا�ستخدام التكنولوجيا ب�سرعة وكفاءة قدر الإمكان‪.‬‬
‫ • تدني م�ستويات الأداء الوظيفي‪.‬‬
‫ • الت�أخر في انجاز العمل‪.‬‬
‫ • الأخطاء باهظة التكلفة والفاقد‪.‬‬
‫ • عدم اال�ستغالل الكافي لقوة العمل وانعدام الدافعية لديها‪.‬‬
‫ • محدودية المرونة‪.‬‬
‫ • انعدام الو�ضوح في الم�سئوليات الوظيفية‪.‬‬
‫ • االنهيار في العالقات ال�شخ�صية‪.‬‬
‫ • قيام المديرين بابتكار �أ�ساليب خا�صة بهم للعمل ـ �أو عدم العمل!‪.‬‬
‫�إن جميع المنظمات الكبيرة وال�صغيرة‪� ،‬سواء كانت توجد بها برامج وا�ضحة ومحددة لتنمية الموارد الب�شرية‬
‫�أو ال توجد‪ ،‬معر�ضة لمثل هذه الممار�سات ال�ضارة التي تعبر في جوهرها عن �سوء الإدارة ولن ت�ستطيع تنمية‬
‫الموارد الب�شرية ت�ستطيع �أن ت�سهم في عالجها من خالل التركيز على احتياجات محددة من القدرات‪ ،‬وتقدير قيمة‬
‫التعلم بطرق مختلفة‪ ،‬والأخذ بزمام المباد�أة واالرتباط بالإ�ستراتيجية ب�شكل وا�ضح و�صريح‪ ،‬و�إظهار قيمة م�ضافة‬
‫وتح�سين االت�صاالت وتمكين المديرين‪.‬‬
‫�إن المهارات تحدث اختالف ًا حقيقي ًا في الأداء التنظيمي‪ ،‬ويرتبط بازدياد حجم التدريب المقدم حدوث‬
‫زيادة في الإنتاجية‪ ،‬وتن�ش�أ مردودات مهارية �أعلى عندما يكمل ممار�سات الموارد الب�شرية الأو�سع ويرتبط‬
‫اال�ستثمار في المهارات باالبتكار والمرونة‪.‬‬
‫ال�سياق التاريخي لتنمية الموارد الب�شرية‬
‫منذ �أواخر القرن التا�سع ع�شر‪ ،‬تحدث عمليات الإنتاج الجديدة والإنتاج على نطاق وا�سع والأ�شكال‬
‫التنظيمية المختلفة و�أنماط العمل الجديدة العمليات الأكثر تقليدية حيث �أزاحت الم�ؤ�س�سات الحديثة الكبيرة‬
‫ال�صناعية الأنماط المبكرة للملكية العائلية و�أ�ساليب الإدارة ل�صالح الأ�شكال الوظيفية الكبيرة‪ ،‬و – فيما بعد –‬
‫�صور المنظمة متعددة الأق�سام‪ .‬وقد اعتمدت هذه ال�صور (الحديثة) للمنظمة اعتماد ًا �شديد ًا على البيروقراطية‬
‫ومبادئ الإدارة العملية‪ ،‬حيث لم يعد الم�سئولون فيها �أفراد ًا في العائلة‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫�إن تنمية الموارد الب�شرية متجذرة في �سياق تاريخي لممار�سات �إدارية ال يزال بالإمكان التعرف عليها بدرجة‬
‫ما حتى يومنا هذا‪ .‬وقد مر تاريخ تنمية الموارد الب�شرية في الواليات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة خالل‬
‫القرن العر�شين ب�أربع مراحل رئي�سية هي كالتالي‪:‬‬
‫ ‪ .1‬منذ �أوائل القرن الع�شرين حتى ال�سبعينات‪ ،‬خلفت الإدارة الكال�سيكية (الإدارة العلمية) والعالقات الإن�سانية‬
‫وال�سيكولوجية التنظيمية تركة مربكة من الأفكار المتعلقة بطبيعة العمل‪.‬‬
‫ ‪� .2‬شهدت حقبة الثمانينيات ت�أثير المناف�سة الدولية وما تال ذلك من اهتمام بالمناهج ذات الطابع‬
‫اال�ستراتيجي الأكبر وظهور علوم كثير ًا ما تم تف�سيرها ب�صورة غام�ضة مثل �إدارة الموارد الب�شرية‪.‬‬
‫ ‪ .3‬من ال�سبعينيات �إلى الت�سعينيات �ساعد التعلم التنظيمي ومفاهيم �إدارة المعرفة والبحث عن االبتكار‬
‫والتحول في بلورة �أ�سباب �أهمية الموارد الب�شرية �أو ر�أ�س المال الب�شري‪.‬‬
‫ ‪ .4‬يتميز النموذج التنظيمي ال�سائد باهتمام وا�ضح بالغاية‪ ،‬والمنظمة المر�شدة التكاليف‪ ،‬والأمان الوظيفي‪،‬‬
‫والحاجة �إلى �سيا�سات متكاملة والفروق بين طبيعة المنظمات المن�شودة والمحققة‪.‬‬
‫�إن المعرفة بالتاريخ ال�صناعي ربما تكون حيوية �إذا كنا نريد فهم الظروف التنظيمية الراهنة واكت�ساب‬
‫الحكمة من خالل الت�أمل والتو�صل �إلى وجهات نظر م�ستنيرة ت�ستند �إلى معلومات �سليمة ‪ .‬منذ �أوائل القرن‬
‫الع�شرين تخ�ضع تقنيات الإدارة و�أ�ساليبها لفح�ص دقيق ب�صورة متزايدة‪ ،‬وال �سيما في المجتمعات ال�صناعية‬
‫بالمملكة المتحدة والواليات المتحدة الأمريكية‪ ،‬وتمار�س تنمية الموارد الب�شرية على خلفية �شد وجذب بين‬
‫االحتياجات الفردية والتنظيمية وتباين المداخل �إلى تحقيق عالقات عمل متناغمة في بيئة عمل دائبة التغير‪.‬‬
‫�إن الفوارق التاريخية ربما تكون قد �أفرزت الظروف الحالية‪ ،‬لكن المديرين المعا�صرين في �أنحاء الكرة‬
‫الأر�ضية هم الذين يتوقع منهم �أن يتفادوا �أخطاء الما�ضي و�أن يتعلموا وي�ستثمروا في التنمية على المدى‬
‫الأطول‪.‬‬
‫عمل �أحدنا م�ؤخر ًا مع مجموعة من مديري القطاع العام كانت المن�ش�أة التابعين لها حديثة الن�ش�أة ن�سبي ًا‬
‫(عمرها ‪� 5‬سنوات)‪ ،‬لكنها انف�صلت عن من�ش�آت �أخرى �أطول عمر ًا بكثير‪ .‬وقد خطط �أفراد المجموعة بياني ًا‬
‫م�سيرتهم عبر الزمن للو�صول �إلى النقطة الموجودين عندها‪ ،‬ذاكرين �أحداث ًا هامة وعوامل تاريخية �أثرت فيهم‬
‫وفي �أرباب عملهم ال�سابقين‪ .‬وهذا الن�شاط لم ي�ؤد فقط �إلى فهم كل منهم للآخر بدرجة اكبر‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا �إلى‬
‫تولد �إح�سا�س م�شترك ومتجدد بالغاية بالن�سبة للمنظمة الأ�صغر �سن ًا‪ .‬وفي المقابل ا�ستطاع ه�ؤالء المديرون �أن‬
‫يتو�صلوا �إلى منهج للتنمية يتالءم مع التنوع التاريخي المتج�سد في فرقهم‪.‬‬
‫�إ�ستراتيجية و�سيا�سة تنمية الموارد الب�شرية‬
‫�إن التوجه والأهداف الإ�ستراتيجية لمن�ش�أة ما يمكن �أن توجد احتياجات مت�صلة بالتعلم يمكن �إ�شباعها‬
‫عن طريق ربطها بتنمية الموارد الب�شرية‪ ،‬ومن المت�صور �أي�ض ًا ح�سبما جاء في الأق�سام ال�سابقة‪� ،‬أن تنمية‬
‫الموارد الب�شرية ت�ستطيع الت�أثير على الإ�ستراتيجية التنظيمية‪ .‬وربط تنمية الموارد الب�شرية بالإ�ستراتيجية‬
‫يعطي الأولوية للتعلم القادر على الم�ساهمة ب�شكل مبا�شر في الأهداف التنظيمية والقابل للتقييم من حيث في‬
‫تحقيق الإ�ستراتيجية‪� .‬إال �أن ذلك قد يعني �أن التعلم الذي يحتمل �أن يكون مفيد ًا ولكنه غير مرتبط مبا�شرة بر�ؤية‬
‫التنمية يتم تجاهله‪ .‬وبالمثل من الممكن �أن يكبت التفكير النقدي �أو الجانبي الالزم في المنظمات لكي تظل‬

‫‪143‬‬
‫متكيفة �أو تحقق تناف�سية جديدة �أو تتهي�أ لإجراء تغييرات كبيرة‪.‬‬
‫عن �أ�سلوب (�إما‪� /‬أو) الذي ينظر لتنمية الموارد الب�شرية على �أنها تتم بقيادة الإ�ستراتيجية التنظيمية �أو‬
‫ت�سهم فيها‪� ،‬أو على �أنها تركز على الأفراد �أو المنظمة‪ ،‬قد يكون اقل فائدة من الطموح �إلى الو�صول �إلى و�ضع‬
‫يتكامل فيه طرفا النقي�ض‪ .‬وفي �سياق مناق�شته لل�سيا�سة التنظيمية الهادفة لتنمية الإدارة‪ ،‬ذهب جون برجوين‬
‫�إلى �أن المنظمات ينبغي �أن تطمح لإك�ساب منهجها الن�ضوج على طريق م�ؤد �إلى التكامل‪ .‬وتعميم ًا لهذه الفكرة‪،‬‬
‫يو�ضح جدول ‪ 1‬ـ ‪� 2‬سل�سلة متعاقبة من م�ستويات ن�ضج المداخل التنظيمية لتنمية الموارد الب�شرية‪.‬‬
‫ويتطلب الم�ستوى ال�ساد�س في النموذج المو�ضح في الجدول ‪ 1‬ـ ‪ 2‬مراجعة التفكير المنطقي الذي يقف وراء‬
‫ال�سيا�سة والعمليات التي تت�شكل ال�سيا�سة بوا�سطتها‪� .‬إنه يتطلب ب�صيرة ثاقبة نقدية وبحث ًا عميق ًا عن الدوافع‬
‫والمعاني ‪ ...‬وي�ستلزم ا�ستخال�ص كل نقطة تعلم من التجربة من خالل طرح �أ�سئلة جوهرية مثل (لماذا؟) و “‬
‫ماذا في ذلك؟”‪ ،‬وبذلك عندما يتم دمج تنمية الموارد الب�شرية تمام ًا‪ ،‬ينظر ل�صنع الإ�ستراتيجية الم�ؤ�س�سية‬
‫على انه عملية تعلم في حد ذاته‪.‬‬
‫جدول ‪: 2-1‬ت�سل�سل ن�ضج تنمية الموارد الب�شرية في المنظمات‬
‫ال توجد تنمية موارد ب�شرية منهجية او‬ ‫م�ستوى (‪ )1‬ال توجد تنمية موارد‬
‫مدرو�سة بالمعنى الهيكلي �أو التنموي‬ ‫ب�شرية منهجية‪.‬‬
‫اعتماد كامل على «ال�صدفة»‬
‫�أن�شطة تنمية موارد ب�شرية معزولة �أو‬ ‫م�ستوى (‪ )2‬تنمية موارد ب�شرية‬
‫ح�سبما تقت�ضي الظروف‪ .‬هيكلية وتنموية‬ ‫معزولة وتكتيكية‪.‬‬
‫ولكنها رد فعلية ومركزة على حل الم�شاكل‬
‫�أن�شطة تنمية موارد ب�شرية محددة هيكلية‬ ‫م�ستوى (‪ )3‬تكتيكات متكاملة‬
‫وتنموية ومتكاملة ومن�سقة‬ ‫ومن�سقة وهيكلية وتنموية‬
‫�إ�ستراتيجية تنمية الموارد الب�شرية تدعم‬ ‫م�ستوى (‪ )4‬توجد �إ�ستراتيجية تنمية‬
‫تنفيذ �سيا�سة الم�ؤ�س�سة وتوفر �إطار ًا‬ ‫موارد ب�شرية لتنفيذ �سيا�سة ال�شركة‬
‫للتكتيكات الهيكلية والتنموية‪.‬‬
‫عمليات الموارد الب�شرية توجه �صنع القرارات‬ ‫م�ستوى (‪ )5‬مدخالت �إ�ستراتيجية‬
‫الم�ؤ�س�سية و�إدارة المعرفة وتخطيط الموارد‪.‬‬ ‫تنمية الموارد الب�شرية ت�صب في‬
‫�صياغة ال�سيا�سة الم�ؤ�س�سية‬
‫م�ستوى (‪ )6‬تنمية �إ�ستراتيجية الإدارة عمليات تنمية الموارد الب�شرية توجه عملية ر�سم‬
‫ر�سم ال�سيا�سة الم�ؤ�س�سية وتوفر �إطار ًا لها‪.‬‬ ‫ال�سيا�سة الم�ؤ�س�سية‬

‫‪144‬‬
‫المنظمة المعتمدة على التعلم‬
‫من �ضمن �أ�ساليب تمثيل الن�ضج التركيز على تعلم ال�شركة �أو المنظمة المعتمدة على التعلم هذا المفهوم قد‬
‫يعتبر ر�سم الإ�ستراتيجية و�صنع ال�سيا�سة عمليتين يتم اال�شتراك فيهما على �أو�سع نطاق ممكن‪� .‬إال �أن هناك بع�ض‬
‫االنتقادات الموجهة �إلى مفهوم المنظمة المعتمدة على التعلم وهي‪:‬‬
‫ • �أنه مفهوم ي�صعب فهمه وا�ستيعابه ولي�س له ت�أثير مبا�شر �أو عاجل‪.‬‬
‫ • انه يتطلب نظرة عري�ضة‪ ،‬في حين �أن كثير ًا من الأفراد في المنظمات لهم احتياجات �آنية (�أو فورية)‬
‫بدرجة اكبر‪.‬‬
‫ • انه يركز على التعلم ولي�س على االهتمامات الأكثر �إلحاح ًا التي ت�شغل �أذهان المديرين‪.‬‬
‫لقد ا�ستقطبت مفاهيم وممار�سات المنظمة المعتمدة على التعلم قدر ًا كبير ًا من االهتمام النقدي في‬
‫ال�سنوات الأخيرة (�سوف نناق�ش هذا المو�ضوع �أكثر في الف�صل الثامن) ‪ .‬ويتطلب المنظمات المعتمدة على‬
‫التعلم درجة متقدمة من التن�سيق بين ن�شاط تنمية الموارد الب�شرية وال�سيا�سة التنظيمية‪.‬‬
‫ويرى بيدلر ‪ Peddler‬وبور جوين ‪ Burgoyne‬وبويديل ‪� )1977( Boydell‬أن �أن�شطة تنمية الموارد‬
‫الب�شرية ت�شمل تدخالت هيكلية مثل تخطيط �إحالل الموظفين والتقويم المهني (�أو الوظيفي) وهيكلة الم�سار‬
‫المهني‪ ،‬وتدخالت تنموية مثل الدورات التدريبية ومواد التعلم المفتوح والتعليم الخا�ص ‪ mentoring.‬وهم‬
‫يخل�صون �إلى انه ما لم ت�سهم هذه التكتيكات الفردية في ال�سيا�سة الم�ؤ�س�سية وت�شكل جزء ًا منها‪ ،‬ف�إنها �ستكون‬
‫محدودة الفائدة‪ ،‬وي�ؤكدون �أن �سيا�سة تنمية الموارد الب�شرية تهتم بالتن�سيق بين مختلف تدخالت تنمية الموارد‬
‫الب�شرية (الهيكلة والتنموية) وال�سي�سيا�سة وممار�سة تنمية الموارد الب�شرية‪:‬‬
‫قد ترى المنظمات والأفراد على حد �سواء في التنمية تحدي ًا مزعج ًا‪ :‬تعلم كيفية تنمية �سلوكيات ومهارات‬
‫مختلفة �سيكون تجربة جديدة بالن�سبة لبع�ض الموظفين الذين لم ينخرطوا في هذا النوع من الأن�شطة منذ‬
‫�أن كانوا طالب ًا متفرغين لتلقي العلم ومع ذلك من الممكن التما�س الت�شجيع من الخبراء الم�ستمدة من مجال‬
‫الموارد الب�شرية الأو�سع‪.‬‬
‫وقد �أ�شارت البحوث �إلى �أن الم�ؤ�س�سات التي تعتبر الإ�ستراتيجية �شيئ ًا مهم ًا تتمتع بخ�صائ�ص تنموية تربط‬
‫االحتياجات الفردية والتنظيمية بالتوجهات الحالية والم�ستقبلية‪ .‬وتحدد هذه البحوث الموثقة ‪ ،‬عدد ًا من‬
‫المو�ضوعات الرئي�سية‪ ،‬ومنها ما يلي‪:‬‬
‫المبادرة الفردية تحظى بالت�شجيع‪ ،‬تتم تنمية المهارات من خالل التدريب‪ ،‬وتوجد ثقافة م�ؤازرة‬ ‫ • ‬
‫وداعمة و�إن كانت متحدية مع ذلك‪ ،‬مع االهتمام بتقديم التدريب الخا�ص ‪. Coaching‬‬
‫خلق وتدعيم المعرفة يتم من خالل التعلم التنظيمي‪ ،‬وتعمل الم�سارات المهنية الجديدة واال�ستثمار‬ ‫ • ‬
‫والعمل الجماعي كل الم�شاكل والتعلم عن طريق العمل وال�شفافية والترابط ال�شبكي على �ضمان نقل‬
‫المعرفة‪.‬‬
‫يوجد تجديد متوا�صل من خالل معايير زيادة �أعباء العمل والتحدي المفرو�ضة داخلي ًا‪ ،‬وتتم موازنة‬ ‫ • ‬
‫التنقيح والتح�سين مع �إعادة التوليد‪ ،‬وت�ستخدم المعرفة كعن�صر مكمل للتطابق اال�ستراتيجي مع‬
‫‪145‬‬
‫التحدي اال�ستراتيجي‪.‬‬
‫عقود التحكم واالمتثال (�أو الإذعان) ا�ستبدالها بااللتزام والمبادرة القائمين على التعلم والثقة‬ ‫ • ‬
‫بالنف�س‪.‬‬
‫تتم تنمية القدرات الفردية اعتماد ًا على المعارف والمهارات واالتجاهات المالئمة لمديري الخطوط‬ ‫ • ‬
‫الأمامية والإدارة الو�سطى والعليا‪.‬‬
‫تتم �إدارة عمليات التحول مثل العقلنة (�أو التر�شيد) والتجديد والأحياء و�إعادة التوليد عن طريق �صنع‬ ‫ • ‬
‫قادة جدد‪.‬‬
‫حينما تكون تنمية الموارد الب�شرية ممثلة بقوة في ال�سيا�سة والممار�سة الم�ؤ�س�سية‪ .‬ين�ش�أ احتمال انتقال‬
‫الأفراد من المنظمة التي ا�ستثمرت فيهم‪� ،‬إال �أن ا�ستخدام هذه الحجة للتقليل من �أهمية التنمية يتم عن ق�صر‬
‫نظر‪ .‬ويقترح جو�شال وبارتليت (‪� )1998‬أربع طرق ي�ستطيع �أرباب العمل من خاللها مواجهة المخاطرة المتمثلة‬
‫في تزويد الموظفين بم�ؤهالت �أو خبرات قابلة للحمل‪:‬‬
‫ابد�أ في اال�ستثمار في تنمية الأفراد مبكر ًا لكي تولد لديهم قناعة بان المنظمة جيدة وت�ستحق العمل‬ ‫ • ‬
‫فيها‪.‬‬
‫ا�ستبدل عقد الوالء والطاعة المعنوي القديم بم�سئولية الموظفين المدعومين من الإدارة العليا‬ ‫ • ‬
‫والممنوحين ال�سلطات وال�صالحيات المنا�سبة عن م�ستقبل ال�شركة والعاملين بها‪.‬‬
‫اجعل التعلم جزء ًا من الغاية الأ�سا�سية للمنظمة‪.‬‬ ‫ •‬
‫ادعم التنمية ب�صورة غير ر�سمية من خالل العمليات ذات ال�صلة بالوظيفة‪ ،‬ور�سمي ًا من خالل و�سائط‬ ‫ • ‬
‫تدري�س وتعلم محددة‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫�أهم مراجع الكتاب‬
‫عبد اهلل بن محمد الرفاعي ـ ـ تنظيم الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ـ ـ دار عكاظ للطباعة والن�شر ـ ـ جدة ـ ـ بدون تاريخ‪.‬‬ ‫‪. 1‬‬ ‫ ‬
‫�صليب بطر�س ـ ـ �إدارة ال�صحف ـ ـ مكتبة الأنجلو الم�صرية ـ ـ القاهرة ـ ـ ‪1982‬م‪.‬‬ ‫‪ .2‬‬ ‫ ‬
‫�إبراهيم ال�سلمي ـ ـ �إدارة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية ـ ـ العربي للن�شر والتوزيع ـ ـ القاهرة ـ ـ ‪1999‬م‪.‬‬ ‫‪ .3‬‬ ‫ ‬
‫لـ ـ جون مارتيث ـ ـ �أنجو جروفر �شودري ـ ـ نظم الإعالم المقارنة ـ ـ الدار الدولية للن�شر والتوزيع ـ ـ‬ ‫‪ .4‬‬ ‫ ‬
‫‪1991‬م‪.‬‬
‫محمود علم الدين ـ ـ ال�صحافة في ع�صر المعلومات ـ ـ الأ�سا�سيات والم�ستحدثات ـ ـ دار ال�شروق ـ ـ‬ ‫ ‪ .5‬‬
‫القاهرة ـ ـ ‪2000‬م‪.‬‬
‫محمد فريد ال�صحن ـ ـ محمد �سلطان علي �شريف ـ ـ مبادئ الإدارة ـ ـ الدار الجامعية للن�شر والتوزيع ـ ـ‬ ‫ ‪ .6‬‬
‫‪1999‬م‪.‬‬
‫�أميرة محمد العبا�سي ـ ـ �إدارة الم�ؤ�س�سات ال�صحفية في م�صر ـ ـ من�شورات جامعه القاهرة ـ ـ ‪1985‬م‪.‬‬ ‫ ‪. 7‬‬
‫عبد الحميد حمرو�ش ـ ـ �إدارة ال�صحف ـ ـ الأنجلو الم�صرية ـ ـ القاهرة ـ ـ ‪1997‬م‪.‬‬ ‫ ‪ .8‬‬
‫طلعت �أ�سعد عبد الحميد ـ ـ �أ�سا�سيات �إدارة الإعالم ـ ـ مكتبة عين �شم�س ـ ـ القاهرة ـ ـ ‪1984‬م‪.‬‬ ‫ ‪ .9‬‬
‫ع�صام فرج ـ ـ اقت�صاديات الإعالم ـ ـ الجزء الأول ـ ـ دار النه�ضة العربية ـ ـ القاهرة ـ ـ ‪2000‬م‪.‬‬ ‫ ‪ .10‬‬
‫محمد �سيد محمد ـ ـ اقت�صاديات الإعالم ـ ـ الكتاب الأول ـ ـ الم�ؤ�س�سة ال�صحفية ـ ـ مكتبة كمال الدين ـ ـ‬ ‫ ‪ .11‬‬
‫القاهرة ـ ـ ‪1979‬م‪.‬‬
‫فاروق �أبو زيد ـ ـ النظم ال�صحفية في الوطن العربي ـ ـ عالم الكتب ـ ـ القاهرة ـ ـ ‪1986‬م‪.‬‬ ‫ ‪. 12‬‬
‫�شوقي ح�سين عبدا هلل ـ ـ �أ�صول الإدارة ـ ـ دار النه�ضة العربية ـ ـ القاهرة ـ ـ ‪1978‬م‪.‬‬ ‫ ‪ .13‬‬
‫علي �شريف ـ ـ الإدارة المعا�صرة ـ ـ ط‪ 2‬ـ ـ الدار الجامعية للطبع والن�شر والتوزيع ـ ـ الإ�سكندرية ـ ـ‬ ‫ ‪ .14‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫علي محمد من�صور ـ ـ مبادئ الإدارة ـ ـ الأ�س�س والمفاهيم ـ ـ مجموعة النيل ـ ـ ‪1999‬م‪.‬‬ ‫ ‪. 15‬‬
‫�أحمد ر�شيد ـ ـ نظرية الإدارة العامة ـ ـ ط‪ 3‬ـ ـ دار المعارف ـ ـ القاهرة ـ ـ ‪1974‬م‪.‬‬ ‫ ‪ .16‬‬
‫عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ـ ـ الإدارة الإ�ستراتيجية لمواجهة تحديات القرن الواحد والع�شرين ـ ـ‬ ‫ ‪ .17‬‬
‫مجموعة النيل العربية ـ ـ ‪1999‬م‪.‬‬
‫�أحمد ماهر ـ ـ ال�سلوك التنظيمي ـ ـ مدخل بناء المهارات ـ ـ ط‪ 6‬ـ ـ الدار الجامعية للطب والن�شر والتوزيع‬ ‫ ‪ .18‬‬
‫ـ ـ الإ�سكندرية ـ ـ ‪1997‬م‪.‬‬
‫عبد ال�سالم �أبو قحف ـ ـ �أ�سا�سيات الإدارة الإ�ستراتيجية ـ ـ ط‪ 4‬ـ ـ مكتبة الإ�شعاع للطباعة والن�شر‬ ‫ ‪ .19‬‬
‫والتوزيع ـ ـ الإ�سكندرية ـ ـ ‪1997‬م‪.‬‬
‫عبد الحكم �أحمد الخزاعي ـ ـ فن اتخاذ القرار ـ ـ مدخل تطبيقي ـ ـ مكتبة ابن �سينا ـ ـ القاهرة ـ ـ‬ ‫ ‪ .20‬‬
‫‪1998‬م‪.‬‬

‫‪147‬‬
148

You might also like