You are on page 1of 6

‫المحاضرة (‪)1‬‬

‫مفهوم الترميم المعماري واهميته‬


‫ظهر الترميم منذ فترات قديمة وذلك بهدف رئيسي واحد وهو الحفاظ على الفن المعماري‬ ‫‪‬‬
‫والقيم الجماليه والفنية والتريخية للمبانى عبر العصور المختلفة التى تمر بها المدن‪.‬‬
‫وكانت حفاظا على التقنيات القديمة حتى يصل إلى التقدم والتطور على مر الزمن‪ ،‬والحفاظ‬ ‫‪‬‬
‫على المباني القديمة ألنها كانت تضم ثقافات دينية وثقافية لذلك لها أهميتها الخاصة وربما لم يتم‬
‫اكتشافها من قبل‪.‬‬
‫وبمرور الزمن حدث التطور الكبير في كافة طرق وسائل الترميم المعماري مما ساعد ذلك‬ ‫‪‬‬
‫على الحفاظ على المباني األثرية التي لها أهمية كبيرة جدا في التاريخ وحافظت عليها من‬
‫اإلضرار التي قد تلحق بها‪.‬‬
‫فبدأ من ظهور مدرستان تحت مسميات مختلفة وهما الحفاظ والترميم حيث تعني كلمة الحفاظ‬ ‫‪‬‬
‫من المحافظة على المبنى وعلى حالته كما هو دون حدوث تدهور له؛ حيث وجد اثنين من مؤيد‬
‫فكرة المحافظة وهما الناقد الفني جون راسكون والفنان ويليام موريس اللذان أكدان على أن‬
‫تصميم المبني القديم صحيح فيجب المحافظة عليه فقط؛ إنما الترميم هو أكثر األساليب‬
‫الحضارية التي تساعد في الحفاظ على المبانى وجعلها تستمر‬

‫المقصود بعملية الترميم المعماري‬


‫عملية الترميم لصيانة اآلثار والمباني األثرية تحولت لعلم يدرس وأصبح مهم لدى جميع‬ ‫‪‬‬
‫البلدان في العالم بل وأنشأ مؤسسات تهتم بذلك العلم والهدف هو صيانة وترميم المباني‬
‫األثرية من الهالك ألهميتها‪.‬‬
‫ولنا أن ندرك أن معنى كلمة ترميم ال يعنى بتجميل األثر أو تجديده لكن الترميم هو الحفاظ لما‬ ‫‪‬‬
‫له قيمة أثرية وثقافية وحضارية وفنية وال نغير من طبيعته األولى من شيء بل كما هو‬
‫بوضعه األصلي‪.‬‬
‫خالل الترميم يجب الحفاظ على الطراز المعماري المستخدم سواء في خارج المبنى او‬ ‫‪‬‬
‫فضاءاءته الداخلية‪ ،‬وجعل الخصائص الوظيفيّة للمبنى مناسبة في إطار مشروع الترميم‬
‫واألجزاء األصلية وال يجوز التفريط بأي جزء مهما كان ولنا أن نميز بين الجزء األصلي‬
‫والجزء المضاف أو المكمل وبين األثر‪.‬‬
‫إنما صيانة األثر فيعنى الحفاظ عليه من أي متغيرات محيطة وتكون مسببة بشكل واضح في‬ ‫‪‬‬
‫تدهوره لذلك تستخدم مواد علمية حديثة حتى تطيل من عمر األثر ألكبر فترة ممكنه‪.‬‬
‫كما تعنى عملية الصيانة القيام بالعمل بشكل دوري لمنع تلف أو ضرر يحدث لألثر كما يساعد‬ ‫‪‬‬
‫في عالج األثر من أي حالة ممكن يتعرض لها سواء تصدع أو سقوط بعض أجزائه‪.‬‬
‫يجهل الكثير عن معرفة المعنى الحقيقي للترميم فهو يعنى الصيانة والحفاظ على التاريخ بطريقة‬ ‫‪‬‬
‫علمية وصحيحة‪.‬‬

‫حيث يعرف المختص في هذا المجال باسم ) ُمر ِّمم معماري(‪ ،‬والذي يعتمد باتخاذ قراره في‬
‫الت ّدخل بالترميم على القيمة‪ ،‬إذ عادةً ما يتم النظر إلى مجموعة من القيم الفنيّة ‪,‬والجمالية او‬
‫ّ‬
‫التدخل في بعض الحاالت خيارً ا مناسبًا‪.‬‬ ‫االنشائية او التاريخية ‪ ،‬وقد يكون قرار عدم‬
‫الترميم (‪(Res toration‬‬

‫تعريفات‬

‫هي عملية عالية التخصص‪ ،‬تهدف إلى الحفاظ والكشف عن القيمة الجمالية والتاريخية لألثار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهي عملية قائمة على أساس احترام المادة األصلية والوثائق الحقيقية‪.‬‬
‫الترميم يقصد به في اللغةً عملية اإلعادة أو االسترجاع‪ ،‬وعملية الترميم هي أحد األساليب‬ ‫‪-‬‬
‫المستخدمة في عالج المباني القديمة‪.‬‬
‫يقصد بعملية الترميم هي محاولة اظهار وإعادة شكل المبنى أو أحد أجزاء‪ ،‬وفضاءاته‬ ‫‪-‬‬
‫الداخلية أو أحد مالمحه إلى حالة سابقة معروفة كان عليها في وقت من األوقات؛ عن طريق إزالة‬
‫بعض األجزاء أو إعادة تجميع بعض األجزاء دون استخدام مواد دخيلة على المبنى‪ ،‬وذلك اعتمادا‬
‫على دالئل مادية ووثائق أصلية وموثوقة ‪.‬اذا‪ ،‬فان نطاق العمل في هذا النوع من العالج يتمثل في إزالة‬
‫أجزاء من فترات سابقة‪ ،‬أو استبدال أجزاء مفقودة من فترات ترميم سابقة‪ ،‬اعتمادا على دالئل مادية‬
‫ووثائقية وذلك باستخدام مواد تقليدية أو مواد مالئمة للمواد المستبدلة‪.‬‬
‫يعد الترميم المعماري هو الوسيلة الهامة للحفاظ على المباني من االنهيار والسقوط وخصوصا‬ ‫‪-‬‬
‫لو كان مبنى ذات أثر بجانب انه يحافظ على جمال المبنى لكنه قام بحمايته باستخدام نفس المواد‬
‫المستخدمة للمبنى أو استخدام مواد قريبة بجانب جعلها مدمجة مع بعضها ألن الترميم لم يزيف الشكل‬
‫ولكن يحاول أن يجعله مثل األساس أو شبيه له مع الحفاظ بنفس التقنيات الفنية الموجودة تطبق على‬
‫أساس المعايير والمبادئ الدولية‪ ،‬كما يعد الترميم المعماري فن دائم تطور للحصول على أفضل تقنيات‬
‫الترميم البسيط كما يهتم باألصول المهنية والعلمية وتبادل الخبرات والحفاظ على األعراف الدولية‪.‬‬

‫تاريخ ظهور فكر الترميم المعماري للمبانى‬


‫ظهر فكر الترميم في القرن التاسع عشر كمدرسة فكريّة ضمن البيئة المبنيّة التي يُسمح فيها بتحسين‬
‫مبانيها التاريخيّة‪ ،‬بل وأحيانًا تكتمل باستخدام المواد والتصاميم والتقنيات الحاليّة‪ .‬وبهذا‪ ،‬فهي تشبه إلى‬
‫حد كبير نظريّة الحداثة‪ ،‬باستثناء أنها ال تدعو إلى تدمير المنشآت القديمة‪ .‬ويُعد المعمار الفرنسي يوجين‬
‫فيوليت لو دوك واحدًا من أكثر المؤيدين والمتحمسين لهذه المدرسة الفكريّة في ذلك الوقت‪.‬‬
‫ظر فرنسي كان واحدًا من أهم الشخصيات في مجال الترميم المعماري بالقرن التاسع‬ ‫فهو معماري و ُمن ِّ‬
‫عشر‪ ،‬وكان معروفًا بتجديد وصيانة العديد من المباني الهامة‪ ،‬وخاصةً في فرنسا‪ ،‬فقد تم تعيينه في عام‬
‫‪ 1838‬وبتوصية من أخ يلي ليكلير‪ ،‬المهندس المعماري الذي تدرب معه‪ ،‬كنائب لمفتش توسعة فندق‬
‫سوبيس في باريس‪ .‬وعلى الرغم من أنه كان في العشرينيات من عمره ولم يكن لديه أي شهادة في‬
‫الهندسة المعماريّة‪ ،‬فقد طلب الذهاب إلى مدينة أربونة القتراح ُمخططًا إلنجاز الكاتدرائيّة هناك‪ .‬حيث‬
‫قام بوضع أول ُمخطط لها‪ ،‬والذي تض ّمن استعادة أقدم أجزاء البناء‪ ،‬إالّ أن السلطات المحليّة رفضت‬
‫مشروعه ووصفته بأنه طموح ومكلف للغاية‪ .‬يُعتبر (دير فيزيالي في بورغندي وسط فرنسا) أول‬
‫مشروع يقوم بترميمه فيوليه لو دوك عام ‪. 1840‬من أهم أعمال يوجين فيوليه لو دوك بالترميم‪-:‬‬

‫كاتدرائية نوتردام دو باري‪ ،‬باريس ( ُر ِّممت بين ‪ 1845‬و ‪)1870‬‬ ‫‪‬‬

‫قصر فانسن‪ ،‬باريس ( ُر ِّمم حوالي ‪)1860‬‬ ‫‪‬‬

‫المدينة المس َّورة‪ ،‬قرقشونة ( ُر ِّممت بين ‪ 1853‬و ‪)1879‬‬ ‫‪‬‬

‫بازيليكا سانت سرنين‪ ،‬تولوز ( ُر ِّممت بين ‪ 1860‬و ‪(1880‬‬ ‫‪‬‬

‫قصر بييرفوند ( ُر ِّمم بين ‪ 1857‬و‪(1885‬‬ ‫‪‬‬

‫كاتدرائية لوزان‪ ،‬سويسرا ( رُ ِّممت بين ‪ 1874‬و‪(1910‬‬ ‫‪‬‬


‫دير فيزيالي في بورغندي وسط فرنسا (‪(Vezelay Monastery‬‬
‫وهي تحتل مكانة مهمة في تاريخ العمارة الفرنسية‪ .‬تم إدراجه في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في‬
‫عام ‪ 1979‬كأحد المواقع الفرنسية األولى‪ ،‬اصبح بعرف اآلن (بازيليك سانت ماري مادلين)‬

‫دير فيزيالي في وسط فرنسا‪،‬‬ ‫كاتدرائية قوطيّة يعبر فيها‬


‫أول مبنى يرممه فيوليه لو دوك‬ ‫فيوليه لو دوك عن الرغبة‬
‫عام ‪1840‬م‬ ‫للوصول الرتفاعات عالية‪.‬‬

‫حيث كان المبنى في عام (‪1834‬م) بأكمله في حالة يرثى له‪ ،‬يصب الماء عند هطول األمطار ‪ ،‬مع‬
‫نمواالشجار الكثيفة داخله ووجود االحجار الصغيرة داخل الفضاءات الداخلية التى تتساقط من األقبية‬
‫المتهالكه للمبنى شكل (‪. )1‬فاصبح من الضروري إتخاذ قرار باعادة صيانتها وتقديم صياغة للمشروع‬
‫ومخططات وروسامات معمارية ‪ ،‬حتى ال يتم هدمها من أجل تجنب الحوادث '‪.‬‬

‫قصر بييرفوند‬

‫‪a‬‬
‫قصر بييرفوند‬

‫‪b‬‬

‫شكل (‪ -: )1‬يوضح (‪ )a‬حالة التهالك في المبنى واالقبية و إنهيار الجزاء منها‬


‫المصدر‪https://www.northernarchitecture.us/ancient-monuments/vzelay.html -:‬‬

‫‪ ‬في ‪ 30‬مايو ‪ 1840‬بعد أن أعد المعماري الفرنسي ‪ Viollet-le-Duc‬تقريرً ا مغصال عن حالة‬


‫المبنى وفضاءاته الداخلية ووتكوين فريق عمل ولجنه مختصة باعمال الترميم والصيانة‪.‬‬
‫عليه بدا العمل على إعادة الترميم‪ ،‬فتركزت اعمال ترميم المبنى من الداخل وصيانة فضاءاته‬
‫الداخلية على االتى‪-:‬‬
‫‪ -1‬ركز العمل أوالً على صحن الكنيسة ‪ ،‬األقواس المستعرضة والدعامات الطائرة وهياكل‬
‫سقف الممرات الجانبية‪ ،‬وبحلول نهاية عام ‪ ، 1841‬تم إعادة بناء ثالثة عشر دعامة ‪،‬‬
‫واثني عشر دعامة طيارة ‪ ،‬وثالثة أقبية صحن‪ ،‬حيث فضلت اللجنة الحفاظ على نفس‬
‫النوع من البالط وإستخدام الزنك لألسطح‪.‬‬

‫‪ -2‬أعيد بناء األقبية القوطية األربعة في الطرف الشرقي للصحن بعد انهيار أقبية الرومانسيك‪،‬‬
‫حيث لم يتم ربطها بشكل جيد‪ ،‬فاقترح إعادة اإلعمار في الشكل الروماني السابق‪ ،‬مثل بقية‬
‫الصحن ‪ ،‬مما يعطي الصحن تماس ًكا جماليًا ؛ ‪ ،‬وهذا من شأنه أن يضمن صالبة المبنى ‪،‬‬
‫وكذلك تكلفته أقل من الترميم في الشكل الحالي‪ .‬و إعطاء األولوية للتوحيد قبل أي‬
‫"استعادة ‪".‬وأشار إلى أن الميزة الرئيسية للكنيسة تكمن في جمال صحنها الضخم‪.‬‬
‫‪ -3‬المرحلة التالية ‪ ،‬تم التوجه نحو االهتمام المتزايد للجوانب الجمالية‪ .‬وشملت األعمال الجبهة‬
‫الغربية ‪ ،‬التي ال تزال مغطاة بالنباتات ‪ ،‬والباب الرئيسي ‪ ،‬مشوه أثناء الثورة ‪ ،‬وإصالح‬
‫الزخارف النحتية ‪ ،‬والتيجان المتضررة في صحن الكنيسة ‪ ،‬ونوافذ من الزجاج الملون في‬
‫الرواق‪ .‬تم اقتراح مذبح جوقة جديد للجوقة التي تم ترميمها حديثًا ‪ ،‬مع األخذ في االعتبار‬
‫أن مذبح عصر النهضة المتأخر كان `` مجرد كومة مشوشة من القوالب ''‪ .‬تمت إزالة‬
‫األلواح واألكشاك التي تغطي أعمدة الصحن والمعبد وتم تزويد الكنائس بالمذابح ‪ .‬تم ترميم‬
‫الخزانة وإعادة بناء جزء من األديرة‪ .‬تم تعديل الواجهة الغربية للكنيسة في القرن الثالث‬
‫عشر ‪ ،‬حيث استبدلت‪ 4‬الجملونات المهيبة بخمس نوافذ كبيرة والعديد من التماثيل بالحجم‬
‫الطبيعي ‪ ،‬لكنها لم تكتمل‪ .‬ألسباب هيكلية‪.‬شكل (‪)3( )2‬‬

‫شكل (‪ -: )2‬يوضح الباب المركزي للمدخل الغربي ‪1842‬م‬


‫المصدر‪https://www.northernarchitecture.us/ancient-monuments/vzelay.html -:‬‬

‫شكل (‪ -: )3‬يوضح الرسومات وخطوات الترميم‬


‫المصدر‪https://www.archinform.net/projekte/5411.htm -:‬‬
‫شكل (‪ -: )4‬يوضح اعمال الترميم‪ .‬والمدخل الرئيسي‬
‫المصدر‪https://www.archinform.net/projekte/5411.htm -:‬‬

‫المسورة‪ ،‬قرقشونة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫مدينة‬ ‫قصر بييرفوند‬

‫كاتدرائية نوتردام دو باري‪،‬‬ ‫كاتدرائية لوزان‬ ‫بازيليكا سانت سرنين‪ ،‬تولوز‪،‬‬

‫قصر فانسن‬

You might also like