You are on page 1of 19

‫جملة البحوث االقتصادية املتقدمة ‪2020 / ) ISS:01( V:05 / ISSN : 2572-0198‬‬

‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات‬


‫دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫‪The role of monetary policy in addressing imbalances of payments‬‬


‫(‪Algeria case study)2016-1990‬‬

‫شهيدة‪* 1‬‬ ‫كيفاين‬

‫‪ 1‬جامعة تلمسان (اجلزائر)‪.‬‬

‫اتريخ النشر‪2020/03/18 :‬‬ ‫اتريخ القبول‪2019-09-22 :‬‬ ‫اتريخ االستالم‪2018-12-05 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يهدف هذا املقال اىل تقدمي نظرة خمتصرة حول السياسة النقدية وميزان املدفوعات للفرتة املمتدة ما بني ‪ 2016-1990‬ذلك‬
‫بغية معرفة مدى فعالية السياسة النقدية يف معاجلة اختالل ميزان املدفوعات‪ ،‬وعليه مت تطبيق طريقة املربعات الصغرى املصححة كليا‬
‫‪ FMOLS‬لنفس الفرتة‪ ،‬فاعتمدان على ميزان املدفوعات كمتغري اتبع واملعروض النقدي‪ ،‬الناتج احمللي‪ ،‬سعر البرتول‪ ،‬كمتغريات‬
‫مستقلة‪ .‬فتبني من خالل النتائج وجود أثر سليب ضعيف للكتلة النقدية على ميزان املدفوعات يرجع دلك العتماد اجلزائر على مصدر‬
‫وحيد وهو الصادرات النفطية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬السياسة النقدية‪ ،‬ميزان املدفوعات‪ ،‬الكتلة النقدية‪.‬‬
‫تصنيف ‪O23 ، E52: JEL‬‬
‫‪Abstract:‬‬

‫‪The purpose of this research is to provide a brief overview of monetary policy and balance of‬‬
‫‪payments in order to determine the effectiveness of monetary policy in addressing the imbalance of‬‬
‫‪payments, with the following variables: money supply as the endogenous, GDP, oil price, as‬‬
‫‪exogenous variables. based on data from (1980-2014). To do this we used cointegration method of‬‬
‫‪Fully-modified OLS.‬‬
‫‪The results showed a weak negative impact on the balance of payments on the balance of payments‬‬
‫‪due to Algeria's dependence on a single source of oil exports.‬‬
‫‪Key words: Monetary Policy, Balance of Payments, Money Supply‬‬
‫‪(JEL) Classification: O23, E52‬‬

‫* املؤلف املرسل‪ :‬اإلمييل‪kifanichahida@yahoo.fr :‬‬


‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫متهيد‬

‫يعد أتثري السياسات االقتصادية يف النشاط االقتصادي من املواضيع املهمة يف التحليل االقتصادي الكلي ‪ ،‬فنتيجة للصدمات‬
‫االقتصادية اليت يشهدها العامل برزت مشاكل تتمثل يف الكس اد و البطالة و التضخم ‪،‬العجز يف التوازانت الكلية و غريها ‪،‬مما أدى إىل‬
‫بروز عدة أفكار اقت صادية متباينة جسدهتا عدة مدارس خمتلفة ظهرت خالل فرتات زمنية متعاقبة ‪ ،‬عملت على تشخيص هده‬
‫األزمات و كيفية معاجلتها ‪ ،‬وقد احتلت السياسة النقدية مكانة هامة يف تلك األفكار من حيث أتثريها على النشاط االقتصادي لذلك‬
‫برزت أمهيتها يف هيكل السياسات االقتصادية الكلية‪.‬‬

‫اجلزائر من الدول اليت عرفت أوضاعا اقتصادية حادة متيزت بضعف النمو االقتصادي وإخالل التوازانت الداخلية واخلارجية والعجز‬
‫عن سداد خدمات الديون ومعدالت التضخم العالية وتبعا هلذا تبنت اجلزائر العديد من السياسات اإلصالحية إما بصفة ذاتية أو‬
‫مبساعدة اهليئات املالية الدولية و اليت هتدف اىل إرساء قواعد اقتصاد السوق و اليت تستخدم ضمن أليات السياسة النقدية وسيلة‬
‫لتحقيق االستقرار االقتصادي عموما و حتقيق التوازن يف ميزان املدفوعات خصوصا‪ .‬من هنا جاءت إشكالية البحث واليت تتمثل يف‬
‫التساؤل التال ‪:‬‬

‫ما مدى فعالية السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات؟‬

‫الدراسات السابقة‬ ‫‪.I‬‬

‫ال شك أن موضوع دور السياسة النقدية كان حمل اهتمام الكثري من احملللني والباحثني‪ ،‬مستوحى من دراسات سابقة كان أغلبها‬
‫منصبا على التنبؤ ابلتعثر أو اختالل التوازانت االقتصادية‪ .‬فقد بدأ اهتمام الباحثني مند االزمة االقتصادية ‪ .1929‬يتضمن هذا اجلزء‬
‫جمموعة من الدراسات اليت تطرقت إىل جانب معني من هذا البحث وقد مت تقسيمها إىل دراسات ابللغة العربية وأخرى ابللغة األجنبية‬

‫الدراسات العربية‬

‫دراسة بن زاين راضية ‪:‬عاجلت الباحثة يف هذه الدراسة من خالل االشكالية التالية ما هو دور السياسة النقدية يف معاجلة اخللل‬
‫يف ميزان املدفوعات بصورة عامة ويف اجلزائر بصفة اخلاصة؟ من خالل معاجلة اختالل ميزان املدفوعات يف اجلزائر عن طريق أدوات‬
‫السياسة النقدي ة حبيث يعترب ميزان املدفوعات من اهداف السياسة النقدية لتحقيق هده أهداف فإهنا متارس أتثريها عن طريق استخدام‬
‫ادواهتا و التقنيات اليت تؤثر خاصة على ميزان املدفوعات و من هنا استعملت عدة متغريات هي سعر الصرف معدالت الفائدة معدل‬
‫إعادة اخلصم ‪،‬احتياطي إجباري ‪،‬معدل اسرتجاع السيولة‪ ،‬الناتج الداخلي اخلام ‪،‬ميزان التجاري معدالت التضخم ‪،‬الكتلة النقدية ‪،‬و‬
‫كانت فرتة الدراسة‪ 1990‬إىل ‪ 2014‬وقامت بدراسة القياسية من خالل اختبار استقراريه السالسل الزمنية و طريق املربعات الصغرى‬
‫‪OLS‬و توصلت أن السعر الصرف له أتثري املباشر على ميزان املدفوعات و كذلك معدل اخلصم يف حني الكتلة النقدية مستثناة‬
‫لغياب العالقة السببية بين ها و بني ميزان املدفوعات حيث أن السياسة النقدية لعبت دورا يف معاجلة اختالل ميزان املدفوعات العتماد‬
‫اجلزائر على مصدر وحيد و هو الصادرات النفطية‪.‬‬

‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬ ‫‪100‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫دراسة زراقة حممد ‪ :‬هدف الباحث يف هذه الدراسة إىل معاجلة اإلشكالية اثر تقلبات سعر الصرف الدينار اجلزائري على رصيد‬
‫امليزان التجاري؟ و هذا من خالل حتليل العالقة بني تقلبات سعر الصرف و رصيد امليزان املدفوعات من خالل حتديد خمتلف اجلوانب‬
‫النظرية اخلاصة آبلية الصرف و مكوانت ميزان املدفوعات إضافة إىل التطرق للعالقة بينهما و ابالعتماد على املنهج القياسي من خالل‬
‫استعمال اختبار احلدود التكامل املشرتك و منوذج تصحيح خطا املستند على املقارنة االحندار الذايت للمتبطأت الزمنية املوزعة‬
‫)‪(ARDL‬و هذا للتحقق من وجود عالقة توازنية طويلة األجل بني املتغريات الدراسة و املمثلة يف سعر الصرف ‪ ER‬و امليزان‬
‫التجاري‪ X/M‬و سعر البرتول‪ PT‬يف اجلزائر لفرتة املمتدة من ‪ 1990‬إل ‪ 2014‬و كدا اختبار السببية لغرجنر و توصلت الدراسة‬
‫إل العالقة اجلوهرية بني رصيد امليزان التجاري و سعر البرتول يف املدى البعيد نظرا لطبيعة االقتصاد اجلزائري و عالقة ضعيفة بني سعر‬
‫الصرف و رصيد امليزان التجاري ‪.‬‬

‫دراسة بلدغم فتحي ‪:‬هدفت هذه الدراسة إىل معرفة القنوات األكثر فعالية يف نقل أثر السياسة النقدية إىل النشاط احلقيقي يف‬
‫االقتصاد اجلزائري واملتمثل يف النمو االقتصادي والتضخم حيث قسمت الدراسة إىل مرحلتني من ‪ 1970‬إىل ‪ 1990‬واملرحلة الثانية‬
‫خصها للفرتة ‪ ،2010-1990‬وهذا لطبيعة االقتصاد اجلزائري حيث يعترب قانون النقد والقرض احملرك األساسي للسياسة النقدية يف‬
‫اجلزائر‪ .‬وتضمن النموذج املتغريات التالية ‪ :‬سعر اخلصم للبنك املركزي متوسط معدالت السوق النقدي كمتغري يشري إىل السياسة النقدية‬
‫‪ ،‬وقد استعمل املتغري األخري يف الفرتة الثانية والقروض البنكية كمتغري ميثل قناة القروض ومؤشر أسعار االستهالك وسعر الصرف االمسي‬
‫ليعرب عن قناة سعر الصرف والناتج الداخلي اخلام‪ .‬حيث قام الباحث يف اخلطوة األوىل بتقدير البنية األساسية لنموذج ‪ VAR‬وهذا‬
‫ملعرفة أثر تغريات السياسة النقدية على الناتج احمللي واملستوى العام لألسعار‪ .‬ويف اخلطوة الثانية لتقييم فعالية كل قناة قام إبضافة متغري‬
‫ميثل قناة املراد دراستها حيث يكون هذا املتغري داخلي اترة وخارجي اترة أخرى مع مقارنة نتائج النموذجني لتقييم الفعالية وقد مت تقدير‬
‫كل قناة ابلنموذج الذي ميثلها‪ .‬وكانت النتائج يف الفرتة ‪ 1990-1970‬تشري إىل أن قنوات االنتقال النقدي مل تكن فعالة ماعدا قناة‬
‫القروض أتبثث فعاليتها يف استهداف التضخم‪ ،‬إال أهنا تبقى ضعيفة جدا‪ .‬أما فيما خيص املرحلة الثانية املتمثلة يف فرتة ‪2010-1990‬‬
‫ففي حالة استعمال سعر اخلصم كمتغري يشري إىل السياسة النقدية فقدد تبني أن قناة سعر الصرف هلا دور فعال يف استهداف النمو‬
‫فقط أما بقية القنوات فلم تلعب أي دور يف االنتقال النقدي‪ .‬أما يف حالة استخدام ‪ MMR‬كمتغري يشري إىل السياسة النقدية فقد‬
‫تبني أن كل قنوات ليس هلا دور يف استهداف النمو حني تلعب قنايت سعر الصرف وسعر الفائدة دور فعال يف استهداف التضخم‪.‬‬

‫دراسة انهض قاسم القدرة ‪:‬هدفت هذه الدراسة إىل حتليل حجم االختالل يف ميزان املدفوعات الفلسطين ومعرفة مكوانته‪-‬‬
‫تطو راته وعملت على الكشف عن أسباب االختالل ودور العوامل الداخلية واخلارجية فيه‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إىل أن احلساب ال‬
‫رأمسال يف ميزان املدفوعات الفلسطين يسجل فائضا ابستمرار نتيجة الدعم و املساعدات األجنبية وهذا من شأنه أن يساهم يف ختفيض‬
‫العجز يف ميزان املدفوعات ولكن كنتيجة لالحتالل اإلسرائيلي الذي يسيطر على املعابر واحلدود فانه من الصعوبة تقدمي مقرتحات‬
‫ملعاجلة االختالل يف ميزان املدفوعات الفلسطين على املدى القصري‪ ،‬إال انه على املدى املتوسط يستطيع االستثمار األجنيب املباشر أن‬
‫يلعب دورا هاما يف ختفيض حدة العجز يف ميزان املدفوعات‪.‬‬

‫‪101‬‬ ‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫الدراسات األجنبية‬

‫هدفت دراسة)‪ (Grégory Vanel 2002‬إىل حتليل ميزان املدفوعات األمريكي ‪ 2002-1960‬من خالل فهم‬
‫مسار األرصدة الرئيسية احلساب له) اجلاري وامليزان التجاري وحساب رأس املال يف املدى الطويل(‪ ،‬حيث سعى الباحث إىل حتليل‬
‫الطفرات اهليكلية احلاصلة يف االقتصاد األمريكي منذ اهنيار نظام بريتون وودز ‪ .‬خلصت الدراسة إىل أن األزمات املتتالية اليت عرفها‬
‫االقتصاد تعترب من أهم األسباب النامجة عن االختالل يف ميزان املدفوعات األم ريكي ا وليت أدت إىل حدوث عجزات م تراكمة يف‬
‫احلساب اجلاري على املدى الطويل‪.‬‬

‫تناولت دراسة )‪ (Study Jin Zhongxia 2003‬أتثري السياسة النقدية على ميزان املدفوعات يف الصني خالل الفرتة‬
‫‪ 2002-1980‬من خالل حتليل وكشف العالقة الديناميكية بني سعر الفائدة احلقيقي و سعر الصرف احلقيقي يف ظل بيئةكالصني‬
‫‪.‬توصل الباحث إىل أنه من خالل جتربة الصني هناك تفاعل و آلية خاصة حتكم طبيعة العالقة بني سعر الصرفوسعر الفائدة تسري جنب‬
‫إىل جنب مع النمو املتزايد يف فائض امليزان التجاري وميزان املدفوعات مع عدم استجابة تدفقات رأس املال بسعر الصرف على املدى‬
‫القصري‪.‬‬

‫هدفت دراسة )‪(Study Patricia A. Adamu and Osi C. Itsede 2004‬لتبيان دور املنهج النقدي‬
‫يف تصحيح اخللل يف ميزان املدفوعات لدول )‪ WAMZ‬االقتصادايت الصغرية غرب أفريقيا (للفرتة ‪ 2008-1975‬انطالقا من‬
‫عرض نظرايت التصحيح ميزان املدفوعات و حساب كيفية استجابة مكوانت ميزان املدفوعات للمحددات األساسية وفقا ألسس‬
‫النظرية‪ .‬خلصت الدراسة إىل أنه توجد عالقة سلبية قوية بني االئتمان احمللي و صايف األصول األجنبية ‪.‬كما ان لسعر الفائدة والناتج‬
‫احمللي اإلمجال أتثري كبري على ميزان املدفوعات يف دول ‪ WAMZ‬عليه ميكن أتكيد دور املنهج النقدي يف معاجلة اخللل يف ميزان‬
‫املدفوعات من خالل الرتكيز على القاعدة النقدية ا ولعمل على استقاللية السياسة النقدية مما يساعد على معاجلة االختالالت الداخلية‬
‫و اخلارجية‪.‬‬

‫هدفت دراسة) ‪ (Study Koichi Haji and Junichi Kumagai,2015‬إىل حتليل سلوكات ميزان‬
‫املدفوعات الياابن خالل الفرتة املمتدة من ‪ 1970‬اىل‪ 2001‬من خالل تبيان التغريات اهليكلية اليت جرت داخل ميزان املدفوعات‬
‫الياابن خالل الفرتة‪ .‬خلصت الدراسة إىل أن ميزان املدفوعات الياابن عرف فرتات فائض مستمر يف احلساب اجلاري مع وجود عجز‬
‫يف ميزان اخلدمات منذ بداية السبعينات و أن هيكله قد تغري بعد ذلك بعد أن سجل امليزان التجاري عجزات متواصلة‪.‬‬

‫أردان من خالل هاته الدراسات السابقة أن نكون أكرب قدر ممكن من املعارف حول موازين مدفوعات لعينات خمتلفة من الدول‬
‫ابختالف خصائصها االقتصادية اليت مر هبا كل اقتصاد ‪.‬‬

‫تتميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة يف املدة الزمنية وطريقة معاجلة املوضوع‬

‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬ ‫‪102‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫تطور السياسة النقدية يف اجلزائر‬ ‫‪.II‬‬

‫اجتاهات السياسة النقدية‬

‫تعد السياسة النقدية حديثة النشأة يف النظام النقدي اجلزائري و كانت من نتائج إصدار قانون النقد والقرض وحتول االقتصاد‬
‫اجلزائري حنو السوق كآلية للضبط والتخصيص للموارد النقدية وقد مرت السياسة النقدية بعدة توجهات‪.‬‬

‫السياسة النقدية من ‪1990‬اىل‪.1993‬‬

‫اصبحت سنة ‪ 1990‬نقطة حتول جدية يف النظام النقدي واملال اجلزائري حيث أعاد القانون ‪ 10/90‬املتعلق ابلنقد والقرض‬
‫االعتبار للبنك املركزي اجلزائري كما منحه تسيري النقد واالئتمان وإدارة السياسة النقدية واالنتقال الستخدام األدوات غري املباشرة يف‬
‫التأثري على الكتلة النقدية ‪ .‬حيث قامت اجلزائر بتطبيق سياسة التشدد املال ‪ ،‬بعد التوقيع على اتفاقيتني مع مؤسسات النقد الدولية‬
‫يف ‪ 1989‬و ‪ 1991‬حيث متيزت سياسة التشدد املال ب‪:‬‬

‫‪ ‬مراقبة توسع الكتلة النقدية للحد من التدفق النقدي وتقليص حجم املوازنة العامة‪.‬‬

‫‪ ‬حترير األسعار وختفيض قيمة العملة‪.‬‬

‫‪ ‬حترير التجارة اخلارجية‪ ،‬والسماح بتدفق رؤوس األموال األجنبية‪.‬‬

‫لترتاجع اجلزائر عن هذه السياسة إبتباع سياسة نقدية توسعية فقد مت إصدار النقد لتغطية العجز يف امليزانية ومتويل إعادة هيكلة‬
‫املؤسسات العامة عن طريق صندوق إعادة التقييم‪.‬‬

‫السياسة النقدية من ‪ 1991‬إىل ‪:2000‬‬

‫متيزت هذه املرحلة بتغيري السياسة النقدية الت وسعية اىل سياسة نقدية انكماشية من قبل الدولة‪ .‬فقد جلأت السلطات اجلزائرية مرة‬
‫اخرى إىل صندوق النقد الدول والبنك الدول لعقد اتفاقية يف إطار برانمج اإلنفاق املوسع أو ما يسمى بربانمج التعديل اهليكلي على‬
‫مرحلتني مها مرحلة التثبيت اهليكلي من ‪ 22‬ماي ‪ 1994‬إىل ‪ 21‬ماي ‪ ،1995‬ومرحلة برانمج التعديل اهليكلي ‪ 22‬ماي ‪1995‬‬
‫إىل ‪ 21‬ماي ‪.1998‬‬

‫• مرحلة التثبيت اهليكلي‪:‬‬

‫برانمج التثبيت اهليكلي‪:‬‬

‫▪ العمل على احلد من توسع الكتلة النقدية ‪ M2‬من ‪ %21‬إىل ‪ %14‬سنة ‪ 1994‬مع التحكم يف التدفق النقدي عن طريق‬
‫دفع معدالت الفائدة االمسية إىل االرتفاع‪.‬‬

‫‪103‬‬ ‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫▪ حترير معدالت الفائدة املدينة للبنوك والرفع من معدالت الفائدة الدائنة على االدخار وهذا خلق جو املنافسة على مستوى تعبئة‬
‫االدخار للمسامهة يف متويل االستثمار‪.‬‬

‫▪ حتقيق منو مستقر ومقبول يف الناتج الداخلي اخلام حيث ارتفع من ‪ %0.3‬إىل ‪ %06‬سنة ‪ 1995‬مع خلق مناصب شغل‪.‬‬

‫▪ ختفيض معدل التضخم أقل من ‪%.10‬‬

‫▪ العمل على حترير التجارة اخلارجية‪.‬‬

‫▪ رفع احتياطات الصرف بغرض دعم القيمة اخلارجية للعملة‪.‬‬

‫▪ برانمج التعديل اهليكلي‪:‬‬

‫كان أهم أهداف هذا الربانمج هو العمل على إعادة االستقرار النقدي للعبور من مرحلة التحول إىل اقتصاد السوق أبقل‬
‫التكاليف وهذا للوصول إىل األهداف التالية‪:‬‬

‫▪ حتقيق منو اقتصادي يف إطار االستقرار املال‪ ،‬وكذا ضبط ميزان املدفوعات حيث يتحقق معدل منو حقيقي متوسط للناتج احمللي‬
‫اإلمجال خارج احملروقات بنسبة ‪ %5‬خالل فرتة الربانمج‪.‬‬

‫▪ العمل على إرساء نظام الصرف واستقراره‪ ،‬املرفق إبنشاء سوق ما بني البنوك مع إحداث مكاتب للصرف ابتداءا من‬
‫‪ 1996/01/01‬والعمل على التحويل ألجل املعامالت اخلارجية اجلارية‪.‬‬

‫▪ يهدف الربانمج إىل التخفيض التدرجيي للعجز املوجود يف امليزان اجلاري اخلارجي‪ ،‬حبيث سينخفض العجز ب ‪ %6.9‬من‬
‫(‪ )PIB‬يف ‪ 1995/1994‬إىل ‪ %2.2‬من (‪ )PIB‬خالل ‪.1998/1997‬‬

‫▪ التحضري إلنشاء سوق األوراق املالية إبنشاء جلنة تنظيم ومراقبة البورصة وشركة تسيري سوق القيم‪ ،‬مع إمكانية السماح‬
‫للمؤسسات الوطنية ذات النتائج اجليدة ابلتوسع يف رأمساهلا بنسبة ‪ %20‬ابتداءا من ‪.1998‬‬

‫السياسة النقدية من ‪2001‬اىل ‪2016‬‬

‫هذه املرحلة دخل االقتصاد اجلزائري مرحلة جديدة تزامنت مع فرتة ارتفاع أسعار النفط وهذا ما عرف ابلطفرة النفطية‪ ،‬وهذا ما‬
‫جعل االقتصاد اجلزائري يعيش فرتة رخاء وازدهار‪ ،1‬متيزت بسيولة فائضة لدى البنوك التجارية نتيجة حتسن أسعار البرتول مما مسح بعمل‬
‫برانمج الدعم يف املرحلة األوىل من ‪ 2001 /04‬إىل ‪ ،2004 /04‬مث بعدها برانمج دعم من ‪ 2005‬إىل ‪ 2009‬رغم تعرض‬
‫االقتصاد اجلزائري ال صدمتني خالل هذه الفرتة و املتمثلة يف اخنفاض أسعار البرتول و هذا راجع ال تبعية االقتصاد اجلزائري اىل قطاع‬
‫‪2‬‬
‫احملروقات االوىل سنة ‪ 2009‬و الثانية سنة ‪:2014‬‬

‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬ ‫‪104‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫املرحلة األوىل‪ :‬برانمج دعم االنعاش االقتصادي هدفه حتقيق االستقرار لالقتصاد الوطن من خالل توفري مناصب الشغل عن طريق‬
‫زايدة حجم االستثمارات والتحكم يف معدل معدالت التضخم وأيضا حتقيق التوازن اجلهوي مما رافق ذلك مجلة من اإلجنازات يف جمال‬
‫الصحة واملوارد املائية‪.‬‬

‫املرحلة الثانية‪ :‬برانمج دعم النمو‪ :‬هدفت السلطات النقدية إىل تثبيت اإلجنازات احملققة يف الفرتة السابقة كما لوحظ يف هده‬
‫املرحلة تراجع البطالة وارتفاع نسبة النمو خارج احملروقات وعرفت مؤشرات الكتلة النقدية حتسنا كبريا ‪ ،‬من هنا اخنفضت معدالت‬
‫التضخم وارتفعت نسبة النمو وبصفة عامة عاد االستقرار املال الكلي‪.‬‬

‫زايدات عن الربانجمني السابقني سطرت الدولة برانجما آخر لتوطيد النمو االقتصادي أو كما يعرف ابملخطط اخلماسي الثان‪ ،‬و‬
‫الذي سيغطي الفرتة من ‪ 2010‬إىل غاية ‪ 2014‬بغالف مال أول قدره ‪ 11.534‬مليار دج أي ما يعادل تقريبا ‪ 155‬مليار‬
‫دوالر‪.3‬‬

‫أدوات السياسة النقدية يف اجلزائر‪.‬‬

‫يعتمد بنك اجلزائر يف التأثري على حجم االئتمان وتوزيعه داخل االقتصاد الوطن على جمموعة من األدوات ( يتم الرتكيز على‬
‫األدوات غري املباشرة) وفيما يلي نقدم أهم هذه األدوات‪:‬‬

‫إعادة اخلصم‬

‫تعد هذه األداة من أكثر األدوات أمهية من حيث استخدامها وأتثريها على االئتمان املصريف‪ .‬وقد نص قانون القرض والنقد يف‬
‫املواد املتعلقة إبعادة اخلصم أبنه ميكن للبنك املركزي أن يقوم بعمليات إعادة اخلصم‪ ،‬كما مث توضيح السندات اليت ميكن إعادة خصمها‬
‫فيها يلي‪:4‬‬

‫سندات جتارية مضمونة من قبل اجلزائر أو دولة أجنبية انجتة عن تبادل حقيقي للسلع واخلدمات‪.‬‬

‫سندات قرض قصرية األجل ملدة أقصاها ستة أشهر وميكن جتديد هذه العمليات على أال تتعدى ثالث سنوات جيب أن حتمل‬
‫السندات توقيع شخصني طبيعيني ذوي مالءة وجيب أن هتدف هذه القروض إىل تطور وسائل اإلنتاج وحتويل الصادرات أو إجناز‬
‫السكن‪.‬‬

‫سندات عامة ال تتعدى الفرتة املتبقية الستحقاقها على االكثر ثالثة أشهر‪ .‬شكلت خالل التسعينات االسلوب األكثر استعماال‬
‫إلعادة متويل البنوك و الوسيلة األكثر امهية لتدخل البنك املركزي و هذا ما نالحظه من خالل تطور معدالت إعادة اخلصم حيث ارتفع‬
‫هذا املعدل من ‪ %10‬اىل ‪ %15‬يف مرحلة ما بني ‪ 1990‬حىت سنة ‪ . 1995‬ويعود هذا االرتفاع املتواصل لسعر اخلصم إىل سياسة‬
‫البنك املركزي الصارمة للحد من الطلب على حجم األوراق املالية للحد من توسع االئتمان والتحكم يف معدل التضخم‪ ،‬إال أن ارتفاع‬
‫معدل اخلصم كان نتيجة تدهور سعر الصرف وحترر األسعار يف هذه الفرتة حالت دون حتقيق الغاية املطلوبة وذلك أن أسعار الفائدة‬
‫احلقيقية كانت سلبية وأقل من معدل التضخم مما أفقد هذه األداة فعاليتها‪ .5‬ليشهد اخنفاضا متواصال اىل ‪ 2001‬حيث بلغ ‪ %6‬و‬
‫ذلك الخنفاض معدل التضخم من ‪ 29‬اىل ‪ 0.3‬سنة ‪ 2000‬ليستقر معدل إعادة اخلصم عند ‪ 4‬ال غاية ‪ 2016‬وذلك الستقرار‬

‫‪105‬‬ ‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫معدل التضخم عند مستوايت دنيا‪ ،‬كما أن حتسن الوضعية املالية للمصارف وظهور فائض سيولة لديها أدى هبا إىل األحجام عن طلب‬
‫إعادة متويل لدى البنك املركزي‪.‬‬

‫االحتياطي اإلجباري‬

‫إن تدخل البنك املركزي بسياسة االحتياطي النقدي اإللزامي‪ ،‬يقضي بضرورة قيام البنوك التجارية ابالحتفاظ بنسبة معينة من‬
‫الودائع لديه‪ ،‬يعترب هذا االحتياطي مبثابة خط دفاع أول للبنك واملتعاملني‪ .6‬وقد حد قانون النقد والقرض ‪ 10-90‬يف املادة ‪ 93‬أنه ال‬
‫جيب أن يتعدى االحتياطي اإللزامي ‪ %28‬ويف سنة ‪ 1994‬أصدرت التعليمة رقم ‪ 94-16‬اليت تلزم املصارف واملؤسسات املالية‬
‫ابالحتفاظ مببالغ معينة من االحتياطات هليها يف شكل ودائع لدى البنك املركزي ومت حتديد معدل االحتياطي اإللزامي يف هذه التعليمة‬
‫ب ‪ % 2.5‬على جمموع العناصر املذكورة يف املادة الثانية يف هذه التعليمة‪.7‬‬

‫مل تستغل هذه السيولة بشكل فعال خالل التسعينات و ذلك بسب نقص السيولة و تبعية البنوك للبنك املركزي حسب النشرة‬
‫اإلحصائية لبنك اجلزائر رقم ‪ 24‬استنتجنا ان ارتفاع نسبة االحتياطي اإلجباري كانت متذبذبة وهذا ذل على أن البنك املركزي أراد‬
‫ا الستفادة من مزااي هذه األداء وتفعيلها بشكل جيعلها ذات أمهية للتحكم يف سيولة املصارف وذلك هبدف حماربة التضخم حيث بلغ‬
‫متوسط التضخم السنوي املقاس لسنة ‪ 2012‬حوال ‪ %8.9‬مقابل ‪ %4.5‬يف ‪ 2011‬وذلك بعد تسارعه ابتداءا يف السداسي الثان‬
‫‪.8‬‬
‫من ‪2011‬حيث مت االعتماد على هذه األداة و هذا ألمهيتها يف امتصاص الكتلة النقدية لتصل اىل ‪ 12‬سنة ‪2014‬‬

‫سياسة السوق املفتوحة‬

‫تتمثل يف قيام البنك املركزي ببيع وشراء األوراق املالية احلكومية يف سوق األوراق املالية‪ ،‬كأذوانت اخلزينة‪ ،‬وبعض األوراق املالية‬
‫األخرى هبدف التأثري يف سيولة السوق النقدية‪ ،‬طبقت ألول مرة سنة ‪ 1996‬عندما قام البنك املركزي بشراء السندات العمومية اليت‬
‫تتجاوز ‪ 6‬أشهر‪.‬‬

‫نص قانون النقد والقرض ‪ 10-90‬ابستخدام عمليات السوق املفتوحة من خالل املتاجرة يف السندات اليت ال تتجاوز مدة‬
‫استحقاقها ستة أشهر على أن ال تتجاوز املبلغ اإلمجال هلده السنوات ‪ %20‬من إمجال اإلرادات العادية للدولة للسنة املنصرمة لكن‬
‫بعد صدور‬

‫األمر ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض أزال شرط سقف إىل ‪ %20‬وجعله مفتوحا حسب ما تقتضيه ظروف وأهداف السياسة‬
‫النقدية‪ .9‬رغم أمهية هذه االداة إال أهنا تتميز بعدم فعاليتها يف اجلزائر وهذا لضيق السوق النقدية وغياب السوق املالية حيث و منذ‬
‫صدور السيولة سنة ‪ 2001‬مل يتمكن البنك املركزي من بيع سندات عمومية المتصاص فائض السيولة‪.‬‬

‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬ ‫‪106‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫تطور الكتلة النقدية وميزان املدفوعات يف اجلزائر)‪)2016-1990‬‬ ‫‪.III‬‬

‫تطور الكتلة النقدية يف اجلزائر)‪(2016-1990‬‬

‫تعرف الكتلة النقدية ‪‬على أهنا‪ :‬هي كمية النقود املتداولة يف جمتمع ما خالل فرتة زمنية معينة‪ ،‬يقصد هبا) النقود املتداولة (هي‬
‫كافة أشكال النقود اليت حيوزها األفراد أو املؤسسات‪ ،‬واليت ختتلف أشكاهلا مبدى التطور االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وتطور العادات‬
‫املصرفية يف اجملتمعات‪.10‬‬
‫مليار دينار‬ ‫اجلدول رقم ‪ : 01‬تطور الكتلة النقدية يف اجلزائر‬
‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫السنة‬

‫‪1592.46 1081.51‬‬ ‫‪915.05‬‬ ‫‪799.56‬‬ ‫‪723.51‬‬ ‫‪627.42‬‬ ‫‪515.90‬‬ ‫‪415.27‬‬ ‫‪343.1‬‬ ‫الكتلة‬
‫النقدية‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنة ‪1999‬‬
‫‪5994.6 4827.60 4070.70‬‬ ‫‪3738.03 3354.42 2901.53 2473.51 2022.53 1789.35‬‬ ‫الكتلة‬
‫النقدية‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫السنة ‪2008‬‬
‫‪14110.1 13704.5 13673.2 11941.51 11015.1‬‬ ‫‪9929.2‬‬ ‫‪8162.8‬‬ ‫‪7178.7‬‬ ‫‪5955.9‬‬ ‫الكتلة‬
‫النقدية‬
‫املصدر‪ :‬التقرير السنوي الصادر عن البنك املركزي‪ ،‬للسنوات‪2016-1990‬‬
‫نرى التطور امللحوظ يف الكتلة النقدية من سنة ألخرى بعد التوسع يف منو الكتلة النقدية من ‪ 343‬مليار دج يف سنة ‪1990‬‬
‫وصل إىل ‪ 627.42‬سنة ‪ 1993‬بسبب تطبيق سياسة نقدية توسعية‪ ،‬بدأ هذا التوسع يف االخنفاض يف السنوات األوىل من تطبيق‬
‫برانمج التعديل اهليكلي و خاصة سنوات ‪ 94‬و ‪ 95‬و‪ 1996‬بسبب اعتماد سياسة نقدية تقشفية‪ ،‬لكن ارتفاعها يف ودائع األعوان‬
‫االقتصاديني يف البنوك‪ ،‬وارتفاعها إىل ‪ 1592.46‬سنة ‪ ،1998‬وقد بلغت الكتلة النقدية ‪ 1789.35‬مليار دج يف سنة ‪،1998‬‬
‫لتنتقل الكتلة النقدية إىل ‪ 2022.53‬مليار سنة ‪ 2000‬و ‪ 2473.51‬مليار سنة ‪ 2001‬و بلغت سنة ‪ 2002‬الكتلة النقدية‬
‫‪ 2901.65‬و ذلك راجع الرتفاع أسعار البرتول و االدخار املال لسوانطراك‪ ،‬لرتتفع سنة ‪ 2003‬لتصل إىل ‪ 3354.42‬مليار دج‬
‫نتيجة الرتاكم املتزايد لالدخار املال جلزء من عائدات صادرات قطاع احملروقات أو الودائع ابلعملة الصعبة ة ارتفاع الودائع ألجل ابلعملة‬
‫الوطنية وهي املكون األساسي للكتلة النقدية ‪ ، M2‬لتصل إىل ‪ 5955.90‬مليار دج سنة ‪ 2008‬لتنخفض نسبة منو الكتلة النقدية‬
‫سنة ‪ 2009‬ألدىن مستوايهتا منذ ارتفاع أسعار البرتول حيث بلغت نسبة النمو ‪ 3.2‬مقارنة بنسبة ‪ 2008‬وذلك راجع لألزمة املالية‬
‫العاملية‪ ،‬لرتتفع بسنة ‪ 2008‬وذلك رابع لألزمة املالية العاملية‪ ،‬لرتتفع جمددا سنة ‪ 2009‬حيث بلغت الكتلة النقدية يف اجلزائر‬
‫‪ 7178.75‬مليار دج إىل أن وصلت إىل ‪ 14110.1‬مليار دج سنة ‪.2016‬‬

‫تطور ميزان املدفوعات يف اجلزائر(‪:)2016-1990‬‬

‫خصائص ميزان املدفوعات اجلزائرييتميز االقتصاد اجلزائري و خاصة ميزان مدفوعات بصائص سلبية متكاملة و متفاعلة فيما‬
‫بينها ‪،‬منها ما هو نتاج عملية تطور اترخيي طويل و معقد أدى االستعمار دورا أساسيا يف تكوينها و تربر اخلصائص املوروثة عن الوضع‬
‫االستعماري يف‪: 11‬‬

‫‪107‬‬ ‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫‪ o‬التخلف االقتصادي و تشوه البنية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ o‬التبعية االقتصادية للدول املتقدمة‪.‬‬

‫ومنها ما هو نتاج العالقات االقتصادية العاملي احلالية غري املتكافئة بني الدول الصناعية الكربى والدول النامية ومنها اجلزائر‪ ،‬واليت‬
‫ميكن إبرازها فيما يلي‪: 12‬‬

‫عدم االستقرار أسعار الصادرات‪:‬‬

‫تعد اجلزائر من الدول أحادية التصدير‪ ،‬حيث متثل احملروقات نسبة تفوق ‪ %90‬من صادراهتا‪ ،‬وابلتال ختلق خصائص العرض و‬
‫الطلب على هذه املنتجات مشكالت خاصة فيما يتعلق بعدم استقرار أسعارها حيث كلما كانت أسعار احملروقات أكثر تعرضا لتقلبات‬
‫كلما زاد احتمال تعرض ميزان املدفوعات مما يستوجب على الدولة تكوين احتياطات دولية أكرب مما لو متتعت الصادرات بدرجة عالية‬
‫من االستقرار‪ ،‬و دلك ملواجهة العجز احملتمل يف ميزان املدفوعات‪.‬‬

‫ان خطورة تقلبات أسعار الصادرات على ظهور العجز يف ميزان املدفوعات فحسب بل ميتد إىل عدة متغريات االقتصادية هامة‬
‫كمستوى الدخل‪ ،‬و مستوى التشغيل و االستهالك و االدخار و االستثمار‪ ،‬و على حصيلة الضرائب انهيك عن أتثري دلك عن طاقة‬
‫الدولة على االسترياد ‪،‬إذ يتوقف قدرة الدولة على االسترياد يف مدى الطويل على قدرهتا على التصدير ‪.‬كما يؤثر تذبذب حصيلة‬
‫الصادرات على ميزان املدفوعات أتثريا سلبيا حيي ينتقل هذا األثر من خالل أثر تذبذب حصيلة الصادرات على العمالت األجنبية‬
‫املتاحة للدولة‬

‫اخنفاض معدل التبادل الدويل‪:‬‬

‫ميكن تعريف التبادل الدول على أنه نسبة بني أسعار الصادرات والواردات و ميكن تلخيص أسباب تدهور معدل التبادل الدول فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫▪ مرونة الطلب على السلع األولية صادرات الدول النامية‬

‫▪ املنافسة الشديدة بني الصادرات الدول النامية نتيجة متاثلها‪ ،‬مما يؤدي ابلضرورة إىل اخنفاض أسعارها‬

‫▪ اختالف هيكل السوق الدول للسلع األولية الصناعية‪ ،‬حيث أن السوق السلع األولية عال املنافسة‪ ،‬مما يؤدي يف احلال إل‬
‫اخنفاض األسعار بالف سوق السلع الصناعية اقل تنافسية ‪.‬‬

‫▪ إلغاء الدعم املوجه للصادرات الزراعية‪ ،‬وهذا ما سوف يؤدي إىل ارتفاع أسعارها مما يؤدي إىل ارتفاع فاتورة الغداء ابلنسبة هلده‬
‫الدول‬

‫▪ اتفاقية محاية امللكية الفكرية جتعل الدول غري قادرة على اللجوء إىل أساليب االنتحال أو التقليد‪ ،‬وأمام ضعف ميزانية البحث و‬
‫التطوير يف الدول النامية جتد نفسها جمربة على حتمل تكاليف كبرية للحصول على التكنولوجيا‪.‬‬

‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬ ‫‪108‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫ضعف القاعدة اإلنتاجية‪:‬‬

‫تتميز القاعدة اإلنتاجية يف اجلزائر بعدم التنوع وابألحادية‪ ،‬مما جيعل هذه االقتصاد عرضة لتقلبات أسعار صادراهتا وابلتال ضعف‬
‫قدرهنا التنافسية سواء يف السوق الداخلي او اخلارجي‪.‬‬

‫و يرتجم ضعف القطاع الصناعي عدة أمور منها هيمنة الصناعات االستخراجية عليه و هي الصناعات ترتكز على املواد األولية‬
‫‪،‬مما جيعل أداء هدا القطاع مرتبط ابلتطورات يف األسعار و الطلب العامليني على هذه املواد ‪،‬كما أن الصناعات التحويلية غري‬
‫البرتوكيميائية ترتكز على الصناعة خفيفة و هكذا فإن اإلنتاجية اجلزائر تعترب ضعيفة ‪.‬‬

‫أما ابلنسبة للقطاع الزراعي فهو شبه القطاع الصناعي يف تذبذبه امللحوظ يف أدائه و االخنفاض الكبري يف معدالت اإلنتاجية فيه‬
‫مقارنة ابملعدالت العاملية‪ ،‬تبلغ اإلنتاجية يف اجلزائر نصف اإلنتاجية على مستوى العاملي يف بعض احلبوب و تقل عن ذلك يف البعض‬
‫األخر ‪،‬وهذا يعود إىل ضآلة رقعة األراضي امل زروعة ‪،‬حيث ال تتعدى ثلث األراضي القابلة لزراعة ‪،‬و يرتكز على األساليب التقليدية يف‬
‫اإلنتاج و اليت تتسم بضعف مرافقتها ابإلضافة إل افتقارها لوسائل احلديثة‪.‬‬
‫مليار دوالر‬ ‫اجلدول ‪ :02‬تطور ميزان املدفوعات (‪)2016-1990‬‬

‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫السنة‬
‫‪-1.74‬‬ ‫‪1.16‬‬ ‫‪-2.09‬‬ ‫‪-6.32‬‬ ‫‪-4.38‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪0.23‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫‪-1.71‬‬ ‫ميزان‬
‫المدفوعات‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫السنة‬
‫‪29.55‬‬ ‫‪17.74‬‬ ‫‪16.94‬‬ ‫‪9.25‬‬ ‫‪7.47‬‬ ‫‪3.66‬‬ ‫‪6.19‬‬ ‫‪7.57‬‬ ‫‪-2.38‬‬ ‫ميزان‬
‫المدفوعات‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنة‬
‫‪-26.22‬‬ ‫‪-27.29‬‬ ‫‪-5.88‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫‪12.06‬‬ ‫‪20.14‬‬ ‫‪15.33‬‬ ‫‪3.86‬‬ ‫‪36.99‬‬ ‫ميزان‬
‫المدفوعات‬

‫من إعداد الباحثة اعتمادا على بياانت البنك اجلزائر وديوان الوطين لإلحصائيات‬

‫تطور ميزان املدفوعات ميكن تقسيم إىل مرحلتني ‪:‬‬

‫الفرتة (‪:)1999-1990‬‬

‫شهدت فرتت التسعينات التوجه حنو إصالح االقتصاد اجلزائري و ذلك ابعتماد برامج إصالح مدعومة من طرف املنظمات‬
‫الدولية ‪،‬كما أن هذه الفرتة عرفت تقلبات مست العديد من القطاعات مما أثر على الوضع العام مليزان املدفوعات يف اجلزائر ‪،‬حيث‬
‫شهدت هذه املرحلة نوعني من اإلصالحات أحدمها األجل القصري انطلق من ‪ 1994‬إىل غاية سنة ‪ 1995‬و مسيت مبرحلة التثبيت‬
‫االقتصادي‪ ،‬و األخرى سياسات التعديل اهليكلي اليت امتدت لثالث السنوات و من سنة ‪ 1995‬إىل سنة ‪، 1998‬و قد وضعت‬
‫اجلزائر اسرتاجتيات تتمثل يف حتقيق التوازانت الداخلية و اخلارجية ‪،‬ولتحقيق ذلك قامت إبجراء عدة إصالحات خاصة منها ما تعلق‬
‫ابلقطاع الفالحي ‪،‬و هدف من تلك اإلصالحات حتقيق التوازن بني العرض الكلي و الطلب الكلي من خالل معاجلة االختالالت‬
‫الداخلية املتجسدة يف ا الرتفاع معدالت التضخم ‪ ،‬و كذلك معاجلة االختالالت اخلارجية متمثلة يف العجز اإلصالحات حتقيق التوازن‬

‫‪109‬‬ ‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫بني العرض الكلي و الطلب الكلي من خالل معاجلة االختالالت الداخلية املتجسدة يف االرتفاع معدالت التضخم ‪ ،‬و كذلك معاجلة‬
‫االختالالت اخلارجية متمثلة يف العجز ميزان املدفوعات‪ .‬فقد عرف امليزان املدفوعات العجز يف سنة ‪ 1990‬ليحقق ‪ 1.71-‬مليار‬
‫دوالر مت ارتفع ليحقق فائض يف سنة ‪1991‬وصل إىل‪0.26‬مليار دوالر مث عرف العجز يف سنوات ‪ 1994‬و ‪ 1995‬و ‪ 1998‬و‬
‫هذا راجع إىل اخنفاض أسعار البرتول مما أثر سلبا يف ميزان املدفوعات‪.‬‬

‫الفرتة (‪:)2016-2000‬‬

‫كما عرفت هده الفرتة الفائضا و العجزا يف ميزان املدفوعات فقد عرفت فائض يف السنوات ‪ 2000‬إىل غاية سنة ‪2008‬‬
‫نتيجة ارتفاع أسعار برتول مما ساهم يف حتقيق الفوائض املعتربة يف امليزان التجاري حيث كان سنة ‪ 2000‬حوال ‪7.57‬مليار دوالر و‬
‫سنة ‪ 2008‬حوال ‪36.99‬مليار دوالر و اخنفض سنة ‪2009‬حوال ‪ 12‬مرة عما كان عليه سنة ‪ 2008‬نتيجة أزمة العاملية حيث‬
‫حقق ميزان املدفوعات يف سنة ‪ 2009‬حوال ‪3.86‬مليار دوالر و سنة ‪ 2010‬بداية تالشي أزمة العاملية ارتفاع أسعار البرتول‬
‫حيث حقق ‪15.33‬مليار دوالر و يف سنة ‪ 2014‬اخنفاض أسعار البرتول و حقق ميزان املدفوعات اخنفاض حمسوس وصل إىل‬
‫‪0.13‬مليار دوالر والعجز كبري يف سنة‪ 2015‬و ‪ 2016‬وصل على التوال إىل ‪-27.29‬مليار دوالر و ‪-26.22‬مليار دوالر‪.‬‬

‫دور السياسة النقدية يف تصحيح اخللل يف ميزان املدفوعات اجلزائري (‪ -)2016-1990‬دراسة قياسية‪-‬‬ ‫‪.IV‬‬

‫إن الدراسة القياسية متر مبراحل متعددة انطالقا من االستقرارية وصوال إىل دراسة العالقة يف املدى القصري والطويل‪ ،‬لذا حاولنا يف‬
‫هذا املبحث إعطاء فكرة عن كل مرحلة‪.‬‬
‫الطريقة واالدوات‬
‫تعريف السالسل الزمنية‬
‫السلسلة الزمنية هي جمموعة من القيم ملؤشر احصائي معني مرتبة حسب تسلسل زمن‪ ،‬حبيث كل فرتة زمنية يقابلها قيمة عددية‬
‫للمؤشر تسمى مستوى السلسلة‪ .‬ومبعىن اخر هي متتالية ملتغري احصائي خالل جماالت زمنية متساوية (أسبوع‪ ،‬شهر‪ ،‬سنة)‪ .‬او جمموعة‬
‫من املعطيات لظاهرة ما مشاهدة عرب الرتتيب التصاعدي للزمن‪.‬‬

‫والسالسل الزمنية هلا استخداما ت هامة يف جماالت عديدة منها اإلحصاءات االقتصادية والتجارية والسكانية‪ .‬كما تستخدم مناذج‬
‫السالسل الزمنية عادة يف التنبؤ بقيم متغري ما‪ .‬إذا كان املتغري املراد دراسته غري معروفة حمدداته‪ ،‬وال العوامل اليت تؤثر فيه‪ ،‬كما يستخدم‬
‫يف حالة كون املتغري خيضع لتوقعات املتعاملني معه واليت تنعكس يف املستقبل بناء على ما حدث يف املاضي‪.‬‬

‫مكوانت السلسلة الزمنية‬

‫االجتاه العام‪ :‬يقصد به ميل الظاهرة حنو الزايدة أو النقصان خالل فرتة طويلة من الزمن‬

‫التغريات املومسية وهي تغريات حتدث للظاهرة خالل السنة بسبب اختالف طبيعة مواسم السنة نفسها‪.‬‬

‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬ ‫‪110‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫التغريات الدورية وهي تغريات حتدث للسلسلة كل عدة سنوات حبيث تكرر السلسلة نفسها على فرتات دورية منتظمة‪ .‬مثل (دورات‬
‫النمو واالنكماش يف االقتصاد العاملي) ‪.‬‬

‫التغريات العشوائية هي تغريات حتدث بصفة غري منتظمة وبسبب عوامل فجائية‪( .‬مثل الزالزل‪-‬الفيضاانت – احلرائق – إفالس‬
‫البنوك)‪.‬‬

‫منوذج الدراسة‬

‫تعد صياغة النموذج القياسي من اهم مراحل بناء النموذج وأصعبها‪ ،‬ودلك من خالل ما يتطلب من حتديد للمتغريات اليت جيب‬
‫ان يشتمل عليها النموذج‪ ،‬او اليت جيب استبعادها منه والصياغة الرايضية له‪ ،‬وبداية نشري اىل ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حتديد متغريات النموذج وهي كالتال‪:‬‬

‫املتغري التابع‪ :‬ويتمثل يف ميزان املدفوعات ونرمز له ابلرمز )‪(BP‬‬

‫املتغريات املستقلة‪:‬‬

‫▪ املعروض النقدي ‪ :‬ونرمز له ب ‪M2‬‬

‫▪ الناتج احمللي ‪ :‬نرمز له ب ‪PIB‬‬

‫▪ سعر البرتول ‪ :‬نرمز له ب ‪OP‬‬

‫اثنيا‪ :‬حتديد الشكل الرايضي للنموذج‪ :‬بعد حتديد متغريات النموذج القياسي‪ ،‬ومجع البياانت اخلاصة بكل متغري‪ ،‬يتم حتديد‬
‫الشكل الرايضي كما يلي‪:‬‬

‫)‪TBP= ƒ )M2 + PIB + OP‬‬

‫كما أشران سابقا لقد اعتمدت دراستنا على الفرتة ‪ 2016-1990‬وابلتال‪ 27‬مشاهدة مث احلصول عليها من املوقع االلكرتون‬
‫إضافة اىل برانمج ‪ eviews 9‬من اجل احلصول على النتائج‪.‬‬ ‫للبنك العاملي ‪13.‬‬

‫النتائج واملناقشة‬

‫• استقرارية السالسل الزمنية‬

‫تقوم هده املرحلة على اختبار استقرارية املتغريات من خالل اجلدول التال‪:‬‬

‫‪111‬‬ ‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫اجلدول ‪ :03‬استقرارية السالسل الزمنية ابستخدام اختبار كل من ‪ ADF‬و‪PP‬‬

‫‪ADF test‬‬ ‫‪PP test‬‬


‫‪variables‬‬
‫‪Level‬‬ ‫‪1st difference‬‬ ‫‪Level‬‬ ‫‪1st difference‬‬
‫‪1.37982‬‬ ‫‪-2.78017‬‬ ‫‪2.23364‬‬ ‫‪-2.683331‬‬
‫‪PIB‬‬
‫‪0.9985‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬ ‫‪0.9999‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬
‫‪1.31982‬‬ ‫‪-5.46017‬‬ ‫‪0.6562‬‬ ‫‪0.0002‬‬
‫‪BP‬‬
‫‪0.1985‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬ ‫‪0.2469‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬
‫‪-1.446093‬‬ ‫‪-4.56243‬‬ ‫‪-1.64210‬‬ ‫‪-4.575328‬‬
‫‪M2‬‬
‫‪0.5482‬‬ ‫)‪(0.0009‬‬ ‫‪0.4507‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬
‫‪-1.2616‬‬ ‫‪-4.6353‬‬ ‫‪0.6167‬‬ ‫‪0.0014‬‬
‫‪OP‬‬
‫‪0.2316‬‬ ‫)‪(0.0001‬‬ ‫‪0.2079‬‬ ‫)‪(0.0001‬‬

‫املصدر‪ :‬النتائج املستخرجة من برانمج ‪eviews-9‬‬

‫هذه االختبارات‪ ،‬تتم من خالل املقارنة ما بني القيمة احملسوبة والقيمة اجلدولية‪ ،‬فإذا كانت القيمة احملسوبة أكرب من اجلدولية‬
‫تكون السلسلة مستقرة والعكس صحيح ويف هذه احلالة يتم إدخال الفرق األول كما هو موضح يف اجلدول‪.‬‬

‫من خالل اجلدول أعاله يتضح أن الفروق األوىل لكل متغري من املتغريات هي عبارة عن سالسل زمنية مستقرة‪ ،‬وذلك بداللة أن‬
‫القيم املطلقة لإلحصائية املقدرة (احملسوبة) تفوق تلك‬

‫احلرجة (اجلدولية) لكل مستوايت املعنوية اإلحصائية ابلنسبة الختبار ‪. PP،ADF‬‬

‫ومبا ان املتغريات مستقرة عند الفرق األول فأهنا متكاملة من الدرجة األوىل هنا نقوم ابختبار التكامل املشرتك‬

‫• التكامل املشرتك‬

‫على ضوء اختبار جذر الوحدة السابق‪ ،‬اتضح أن كل متغري على حدي متكامل من الدرجة األوىل‪ ،‬أي أهنا غري ساكنة عند‬
‫املستوى ولكنها ساكنة يف ال فرق األول‪ .‬وتركز نظرية التكامل املشرتك على حتليل السالسل الزمنية غري الساكنة‪ ،‬وقد اعتمدان يف دراستنا‬
‫على اختبار جوهانسون ‪.‬‬

‫اختبار جوهانسون للتكامل املشرتك‬

‫يتفوق هذا االختبار على اختبار اجنل غغراجنر للتكامل املشرتك‪ ،‬نظرا ألنه يتناسب مع العينات صغرية احلجم‪ ،‬وكذلك يف حالة‬
‫وجود أكثر من متغريين‪ ،‬واالهم من ذلك أن هذا االختبار يكشف عنما إذا كان هناك تكامال مشرتكا فريدا‪ ،‬أي يتحقق التكامل‬

‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬ ‫‪112‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫املشرتك فقط يف حالة احندار املتغري التابع على املتغريات املستقلة‪ ،‬وهذا له أمهيته يف نظرية التكامل املشرتك‪ ،‬حيث تشري إىل انه يف حالة‬
‫عدم وجود تكامل مشرتك فريد‪ ،‬فإن العالقة التوازنية بني املتغريات تظل مثارا للشك والتساؤل‪.‬‬

‫اجلدول ‪ :04‬اختبار جوهانسون للتكامل املشرتك‬


‫‪Date: 05/26/18 Time: 11:03‬‬
‫‪Sample (adjusted): 1992 2016‬‬
‫‪Included observations: 25 after adjustments‬‬
‫‪Trend assumption: Linear deterministic trend‬‬
‫‪Series: BP M2 OP PIB‬‬
‫‪Lags interval (in first differences): 1 to 1‬‬
‫)‪Unrestricted Cointegration Rank Test (Trace‬‬

‫‪Hypothesized‬‬ ‫‪Trace‬‬ ‫‪0.05‬‬

‫)‪No. of CE(s‬‬ ‫‪Eigenvalue‬‬ ‫‪Statistic‬‬ ‫‪Critical Value‬‬ ‫**‪Prob.‬‬

‫‪None * 0.6750246348643458 53.43655914271859 47.85612715777864 0.01365946531763247‬‬

‫‪At most 1 0.4086331479131169 25.3364116650202 29.79707334049303 0.1497624490199621‬‬

‫‪At most 2 0.2974034474268486 12.20344358905942 15.4947128759347 0.1474374337069539‬‬

‫‪At most 3 0.1264284996323798 3.379132443230194 3.841465500940406 0.06602262216797633‬‬

‫‪Trace test indicates 1 cointegrating eqn(s) at the 0.05 level‬‬

‫‪* denotes rejection of the hypothesis at the 0.05 level‬‬

‫‪**MacKinnon-Haug-Michelis (1999) p-values‬‬

‫املصدر‪ :‬النتائج املستخرجة من برانمج ‪eviews-9‬‬

‫من خالل اجلدول أعاله يتضح ان‪ ʎ trace‬أكرب من القيمة احلرجة عند مستوى معنوية ‪ %5‬وابلتال نقبل الفرضية ‪ H1‬أي‬
‫وجود عالقة للتكامل املشرتك‪ ،‬حيث ان عدد متجهات التكامل املتزامن هو ‪ r= 1‬عند مستوى معنوية ‪ %5‬مما يدل على وجود عالقة‬
‫توازنيه طويلة االجل بني بعض املتغريات‪ ،‬أي انه ال تبتعد كثريا عن بعضها البعض يف املدى الطويل‪.‬‬

‫• دراسة استقرارية بواقي السلسلة‬

‫‪113‬‬ ‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫ان البحث يف إمكانية وجود عالقة توازن طويلة األمد‪ ،‬من خالل تطبيق اختبار التكامل املشرتك بني املتغريات املدروسة‪،‬‬
‫سيكون ذلك انطالقا من بواقي التقدير‪.‬وعلينا أن نتأكد من أن هذه األخرية مستقرة‪ ،‬وهلذا الغرض قمنا بفحص بواقي‬
‫املعادلة املقدرة‪.‬مت استخدم اختباري ديكي فولر املوسع وفيليبس بريون من اجل تعزيز النتائج املتوصل اليها‪.‬‬

‫اجلدول ‪ :05‬دراسة استقرارية بواقي السلسلة‬

‫‪ADF test‬‬ ‫‪PP test‬‬


‫‪variables‬‬
‫‪Level‬‬ ‫‪1st difference‬‬ ‫‪Level‬‬ ‫‪1st difference‬‬
‫‪0.0232‬‬ ‫‪0.0000‬‬ ‫‪0.0218‬‬ ‫‪0.0000‬‬
‫‪Residue‬‬
‫)‪(0.0027‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬ ‫)‪(0.0027‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬

‫املصدر‪ :‬النتائج املستخرجة من ‪eviews-9‬‬

‫حسب النتائج احملصل عليها فان بواقي السلسلة الزمنية مستقرة عند مستوى معنوية ‪ %5‬وهدا يعن وجود تكامل مشرتك بني املتغريات‬
‫وان هناك عالقة طويلة االجل‪ ،‬وابلتال ميكن تقدير النموذج ابستخدام بطريقة املربعات الصغرى املصححة كليا ألهنا تفرتض وجود‬
‫التكامل املشرتك لتطبيقها‪.‬‬

‫• منوذج املربعات الصغرى املصححة كليا‬

‫تستخدم منهجية املربعات الصغرى املصححة كليا لتقدير العالقات الطويلة االجل‪ ،‬حبيث تعترب هده الطريقة احدى أساليب‬
‫فحص التكامل املشرتك بني املتغريات‪ ،‬ابفرتاض ان السالسل الزمنية غري ساكنة عند املستوى وحىت تصبح ساكنة أنخذ الفرق األول‪،‬‬
‫ويت م تقدير عالقات التكامل املشرتك األحادية بواسطة منهجية املربعات الصغرى املصححة كليا وبناء عليه يتم تقدير النموذج القياسي‬
‫حيث كل املتغريات املكونة للنموذج هي متكاملة من الرتبة األوىل‪.‬‬

‫اجلدول ‪ :06‬منوذج املربعات الصغرى املصححة كليا‬


‫‪Dependent Variable: BP‬‬
‫)‪Method: Fully Modified Least Squares (FMOLS‬‬
‫‪Date: 05/26/18 Time: 12:37‬‬
‫‪Sample (adjusted): 1991 2016‬‬
‫‪Included observations: 26 after adjustments‬‬
‫‪Cointegrating equation deterministics: C‬‬
‫‪Long-run covariance estimate (Bartlett kernel, Newey-West fixed bandwidth‬‬

‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬ ‫‪114‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫)‪= 3.0000‬‬

‫‪Variable‬‬ ‫‪Coefficient‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪t-Statistic‬‬ ‫‪Prob.‬‬

‫‪M2‬‬ ‫‪-0.012273‬‬ ‫‪0.002203‬‬ ‫‪-5.570676‬‬ ‫‪0.0000‬‬


‫‪OP‬‬ ‫‪0.202912‬‬ ‫‪0.101277‬‬ ‫‪2.003525‬‬ ‫‪0.0576‬‬
‫‪PIB‬‬ ‫‪0.008437‬‬ ‫‪0.002142‬‬ ‫‪3.939725‬‬ ‫‪0.0007‬‬
‫‪C‬‬ ‫‪-7.270720‬‬ ‫‪2.146472‬‬ ‫‪-3.387289‬‬ ‫‪0.0027‬‬

‫‪R-squared‬‬ ‫‪0.897052‬‬ ‫‪Mean dependent var‬‬ ‫‪4.341154‬‬


‫‪Adjusted R-squared‬‬ ‫‪0.883014‬‬ ‫‪S.D. dependent var‬‬ ‫‪14.08860‬‬
‫‪S.E. of regression‬‬ ‫‪4.818752‬‬ ‫‪Sum squared resid‬‬ ‫‪510.8482‬‬
‫‪Durbin-Watson stat‬‬ ‫‪1.375959‬‬ ‫‪Long-run variance‬‬ ‫‪31.17503‬‬

‫الم المصدر‪ :‬النتائج‬


‫املستخرجة من ‪eviews-9‬‬
‫من‬
‫المستخرجةنتائج‬
‫املصدر‪ :‬ال‬
‫‪eviews-9‬‬
‫ولدلك تصبح املعادلة على الشكل التال‪BP =-0.012273 M2+0.202919 OP+0.008437 PIB:‬‬
‫المصدر‪:‬‬ ‫ص‬
‫النتائج المستخرجة‬
‫من ‪eviews-9‬‬
‫خامتة ومناقشة النتائج‬
‫النتائج‬ ‫در‪:‬‬
‫من‬ ‫المستخرجة‬
‫• التفسري القياسي‪:‬‬
‫‪eviews-9‬‬

‫يقدر معامل التحديد ب ‪ R=0.88‬وهدا يعن ان للنموذج قدرة تفسريية قوية أي ان املتغريات املستقلة تشرح املتغري التابع‬
‫بنسبة ‪ ،88%‬اما الباقي أي تفسره عوامل أخرى غري مدرجة يف النموذج‪.‬‬

‫تبني هده النسبة وجود عالقة بني املتغري املفسر واملتغريات املفسرة‪ ،‬معامل الثبات إجيايب ومفسر عند مستوى معنوية ‪.%5‬‬

‫أشارت نتائج االختبار اىل عدم وجود جذر الوحدة جلميع املتغريات‪ ،‬اال بعد أخذ الفرق األول‪ ،‬ما يعن إمكانية تقدير معلمات النمودج‬
‫املقرتح عن طريق املربعات الصغرى املصححة وان نتائج هده الطريقة حقيقية وليست ومهية‪ ،‬كما ان عدم وجود جدر الوحدة يشري اىل‬
‫استقرار املتغريات‪.‬‬

‫نالحظ حسب اختبار التكامل املشرتك وجود درجة االستقرارية يف السلسلة الزمنية بني بعض املتغريات املستخدمة يف النموذج‪ ،‬ما يؤكد‬
‫وجود العالقة طويلة االجل بني املتغريات املستقلة من نفس الدرجة‪ .‬يعن أنه هناك عالقة بني هذه املتغريات يف املدى الطويل‪ ،‬كما أن‬
‫هناك عالقة قصرية االجل بني املتغريات االمر الذي يؤكد وجود تكامل نسيب يف السياسة النقدية اجلزائرية‪ ،‬وعليه جيب تداركه العطاء‬
‫فعالية وقوة أكثر للسياسة النقدية يف معاجلة االختالالت اليت تصيب االقتصاد‪.‬‬

‫‪115‬‬ ‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫• التحليل االقتصادي‪:‬‬

‫يبني اجلدول نتائج االحندار املصحح كليا )‪ (FMOLS‬لتفسري متغري ميزان املدفوعات ابستخدام املتغريات االقتصادية املستقلة‬
‫التالية‪ :‬الناتج الداخلي اخلام‪ ،‬الكتلة النقدية‪ ،‬سعر البرتول‪.‬‬

‫‪ -‬تبني وجود عالقة عكسية بني ميزان املدفوعات والكتلة النقدية‪ ،‬الناتج الداخلي اخلام‪ ،‬وكدا سعر البرتول وهدا يتوافق مع‬
‫النظرية االقتصادية حيت جاءت النتائج معنوية ومن خالل حتليل النتائج جند ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬وجود أثر سليب ضعيف للكتلة النقدية على ميزان املدفوعات حبيث اذا ارتفعت الكتلة النقدية بوحدة واحدة ينخفض ميزان‬
‫املدفوعات ب ‪، 0 ,012273‬وهدا شيء طبيعي ابعتبار ان كل زايدة يف حجم املعروض يقابلها ارتفاع يف معدالت التضخم من‬
‫خالل املعطيات املستعملة نالحظ ان حجم الكتلة النقدية يف ارتفاع مستمر مند التسعينات وهو ما ينعكس سلبا على استقرار‬
‫األسعار‪ ،‬حبيث زايدة العمالت احمللية فإذ ا كان ميزان املدفوعات يف خالة العجز فانه جيب اتباع سياسة النقدية انكماشية ما يعن‬
‫ختفيض قيمة معروض النقدي و هذا يؤدي خلفض قيمة العملة احمللية اليت ختفض من مستوى االسعار منه تصبح منتجات الدولة ارخص‬
‫نسبيا مع السلع االجنبية يف اسواق اخلارجية فيزداد الطلب عليها ‪،‬و يقل الطلب على السلع املستوردة و عليه تزيد الصادرات و تقل‬
‫الواردات و ابلتال زايدة رصيد ميزان املدفوعات‪ ،‬يف حالة تقليص الكتلة النقدية سياسة انكماشية ‪،‬فان سعر الفائدة على االوراق املالية‬
‫سوف يرتفع ما يعمل على جلب رؤوس االموال االجنبية الستثمار يف الدولة ‪،‬هذا ما يساعد رصيد ميزان املدفوعات على ختفيض‬
‫العجز‬

‫‪ -‬وجود أثر اجيايب معنوي للناتج الداخلي اخلام على ميزان املدفوعات حبيث إذا ارتفعت الناتج الداخلي اخلام بوحدة واحدة‬
‫ينخفض ميزان املدفوعات ب و‪ .0,08437‬هذا خمالف لنظرية االقتصادية حيث زايدة الناتج الداخلي اي امجال السلع واخلدمات‬
‫النهائية مقومة بسعر السوق خالل سنة العادية يؤدي الة زايدة الدخل القومي للدولة الذي يؤدي بدوره اىل زايدة الطلب على الواردات‪،‬‬
‫وهذا ما ينطبق االقتصاد اجلزائري الذي يعتمد على الواردات السلع واخلدمات لتلبية حاجيات االفراد‪ ،‬نقص السلع الصناعية واخلدامات‬
‫املوجهة للتصدير حيث ان كل ما ينتج يستهلك حمليا‪.‬‬

‫‪ -‬وجود أثر اجيايب كبري لسعر البرتول على ميزان املدفوعات حيث اذا ارتفعت سعر البرتول بوحدة واحدة ارتفع ميزان املدفوعات‬
‫ب ‪، 0,20919‬و هذا نظرا لربط الدور املهم للجباية البرتولية على ميزان املدفوعات و النمو االقتصادي ‪.‬ما يؤكد طبيعة‬
‫االقتصاد اجلزائري املعتمد على مداخيل البرتول‪.‬‬

‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬ ‫‪116‬‬
‫دور السياسة النقدية يف معاجلة االختالل ميزان املدفوعات ‪ -‬دراسة احلالة اجلزائر (‪)2016-1990‬‬

‫املراجع واالحاالت‪:‬‬

‫‪ 1‬بقبققق ليلققى امسهققان‪ ،‬آلي قة أتثققري السي اسققة النقديققة ومعوقاهتققا الداخليققة‪ ،‬مققدكرة ختققرج لنيققل شققهادة دكتققوراه يف العلققوم اإلقتصققادية جامعققة أبققو بكققر بلقايققد تلمسققان‪،‬‬
‫‪ ،2015/2014‬ص ‪330‬‬
‫‪2‬بقبق ليلى إمسهان‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.332‬‬
‫‪ 3‬بقبق ليلى إمسهان‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.332‬‬
‫حللو موس بوخاري‪ ،‬سياسة الصرف األجنيب وعالقتها ابلسياسة النقدية‪ ،‬دراسة حتليلية لآلاثر االقتصادية لسياسة الصرف األجنيب‪ ،‬مكتبة ‪،‬حسني العصرية‬ ‫‪4‬‬

‫للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.2010 ، 1‬ص ‪.274‬‬


‫‪ 5‬حللو موسى بوخاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪ 6‬بلع ققزوز ب ققن عل ققي‪ ،‬طيب ققة عب ققدالعزيز‪”،‬السياس ققة النقدي ققة واس ققتهداف التض ققخم يف اجلزائ ققر للف ققرتة ‪ ،”2006-1990‬جمل ققة حب ققوث اقتص ققادية عربي ققة‪ ،‬الع ققدد ‪،41‬‬
‫‪2008‬ص ‪.127‬‬
‫‪ 7‬حللو موسى بوخاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.278-277‬‬
‫‪8‬النشرة اإلحصائية الثالثية لبنك اجلزائر رقم ‪ ،08‬سبتمرب ‪ .2009‬رقم ‪ ،26‬جوان ‪ 2014‬ص ‪. 17‬‬
‫‪ 9‬حللو موسى بوخاري‪ ،‬مرجع سابق‪.277 ،‬‬
‫‪ ‬الكتلة النقدية يف اجلزائر فتتكون مقن املتاحقات النقديقة تضقم األوراق النقديقة والودائقع حتقت الطلقب ‪ . M1‬أمقا الكتلقة النقديقة‪ M 2‬فهقي عبقارة عقن‪M1‬‬
‫مضافا إليها أشباه النقود‪.‬‬
‫‪:M1‬تتكون من األوراق النقدية والقطع النقدية‪ ،‬ابإلضافة إىل الودائع اجلارية كاحلساابت الربيدية اجلارية ‪.‬‬
‫‪: M2‬ويشمل‪ M1‬مضافا إليها شبه النقود اليت تتمثل يف الودائع ألجل يف اجلزائر ‪.‬‬
‫‪: M3‬تتمثل يف السيولة اإلمجالية‪ ،‬الودائع ألجل ‪,‬السندات الصادرة عن اخلزينة العمومية‪ ،‬والودائع ألجل لدي املؤسسات الغري مصرفية‪ ،‬إضافة إىل‪.M2‬‬
‫‪ 10‬مشهور هذلول‪ :‬العوامل املؤثرة يف انتقال إثر سعر العمالت األجنبية على مؤشر األسعار يف األردن ‪ ،2006-85‬مقذكرة مقدمقة لنيقل شقهادة القدكتوراه‪ ،‬قسقم‬
‫العلوم املالية‪ ،‬ختصص مصارف‪ ،‬غري منشورة‪ ،2004 ،‬ص‪. 981‬‬
‫‪ 11‬مجيلة جوزي‪ ”،‬ميزان املدفوعات اجلزائري يف ظل السعي لالنضمام إل املنظمة العاملية التجارة‪”،‬جملة الباحث‪،‬عدد‪،2012، 11‬ص‪.229‬‬
‫‪ 12‬مجيلة جوزي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪230‬‬
‫‪13‬‬
‫‪https://donnees.banquemondiale.org/‬‬

‫‪117‬‬ ‫" جملة البحوث االقتصادية املتقدمة " جامعة الوادي‪ .‬اجلزائر‪ .‬اجمللد ‪ .05‬العدد ‪.2020 .01‬‬

You might also like