You are on page 1of 76

‫الفصل الرابع عشر‬

‫ما إف مسعت الصوت الذي أذاع عالقتها‬

‫غَت املوجودة ابألساس مع دايب الزىراين‬

‫حىت علمت مغزى كل ما ضمدث‪ ..‬أجل مل‬

‫تصل يف التعليم إال للثانوية ومل تلتحق‬

‫ابجلامعة بسبب ظروؼ مرض والدهتا‬

‫واحتياجها هلا جوارىا فاضطرت أف تعمل‬

‫ابخلياطة والتطريز لتعوؿ كليهما إال أهنا ذكية‬

‫ومن‬
‫وتعرؼ جيدا املغزى من كل ما يُذاع َ‬

‫‪1‬‬
‫ومن سواه ابن‬
‫ىو املسئوؿ عن كل ذلك‪َ ,‬‬
‫عم والدهتا وابنو اللذين ظهرا حبياهتما فقط‬

‫ليجعالىا جحيما بعد أف كانتا راضيتُت بكل‬

‫ما أييت بو هللا‪ ..‬ولألسف سيح ّقق مغزاه بكل‬

‫سهولة فلن يرضى الزىرانية أف يُذاع ذلك‬

‫عن ابنهم ولن يصمتوا أبدا بل سيقطعوف‬


‫ألسنة اجلميع ِ‬
‫فالعرض والشرؼ ليسا لعبة‬

‫ابلنسبة هلم‪.‬‬

‫عٍت فأان لن أجلب‬


‫"اىرب اي دايب‪ ,‬وابتعد ّ‬

‫‪2‬‬
‫لك إال الشر"‬
‫َ‬
‫راينة حبزف وابتعدت بلمح البصر‬
‫قالت ّ‬
‫عائدة إىل منزهلا وىي تعلم جيدا ما ينتظرىا‪.‬‬

‫أما دايب فذىب ملنزلو وىو يعلم جيدا ما‬

‫عليو أف يفعل‪ ..‬يشعر ابلقهر الشديد ألنو‬

‫مل يسبق ىذا الوغد الذي أذاع نبأ عالقتهما‬

‫هبذه الطريقة الدنيئة وىي أبعد ما تكوف عن‬

‫ذلك‪ ,‬لقد نوى أف طمربىا برغبتو ابلزواج‬

‫منها حاملا يراىا أوال قبل أف تطلبها لو‬

‫‪3‬‬
‫والدتو كما تقتضي العادات ولكنو هبذه‬

‫ومن تسبّب‬
‫اللحظة يشعر ابلغضب الشديد َ‬
‫هبذه الفوضى سيلقى منو ما سيجعلو يندـ‬

‫أنو ُولِ َد من األساس‪.‬‬

‫***‬
‫ما إف نطق عمو أهنا لو وص ّدؽ والده على‬

‫حديثو وىو يشعر أنو يريد أف يقبّلهما سواي‬

‫على الرغم أنو مل يُ ِرد أف يتزوج هبا هبذه‬

‫الطريقة إال أف ما يهمو اآلف أهنا ستكوف لو‬

‫‪4‬‬
‫ودبوافقة والده والقبيلة كلها‪.‬‬

‫لكزه داغر وىو يغمزه دبرح‪":‬اي ََلظّك أخي‪,‬‬

‫أصبحت خاطبا وعدة أايـ وتكوف‬


‫ُ‬ ‫بلحظات‬

‫لك اي حمظوظ"‬
‫َ‬
‫ابتسم ألوؿ مرة منذ ما حدث وىو ينظر‬

‫لداغر هبدوء ظاىري قائال‪:‬‬

‫لك والبنة عمنا اي شقيق"‬


‫"العقىب َ‬
‫حك داغر جبهتو حبرج قائال‪:‬‬
‫ّ‬
‫"ىل أان مفضوح هلذا اَلد؟"‬

‫‪5‬‬
‫ضحك دايب خبفة وىو يقوؿ‪":‬أجل كثَتا"‬

‫ربّت شهم على كتف دايب وىو يقوؿ‬

‫زواجك سيكوف معنا‬


‫َ‬ ‫مهنّئا‪":‬يبدو أف‬

‫اي ابن العم"‬

‫منك هبذا‬
‫"ىذا لو وافقت أخيت على الزواج َ‬
‫تؤجلو اي شهم"‬
‫املوعد ومل ّ‬
‫قاهلا داغر غامزا إايه بنظرة ذات مغزى فلم‬

‫طمف عليو شرود شهم مؤخرا وحماوالتو‬


‫َ‬
‫السبُل‬
‫للوصوؿ َلو َىج اليت تغلق عليو كل ُ‬

‫‪6‬‬
‫بعد أف جرحها تلك املرة وإف مل زبرب أحدا‬

‫عما حدث بينهما‪.‬‬

‫صمت شهم وداخلو نَتاف مشتعلة‪..‬‬

‫تؤجل زواجهما حقا؟‬


‫ىل ما فعلو سيجعلها ّ‬
‫ولكنو يغاار‪ ,‬كيف يفهمها أنو يغاار عليها‬

‫من ابن عمهم الذي طلبها أماـ القبيلة كلها‬

‫قبال وكاف يتح ّكم هبا قبل نضوجهم وفصلهم‬

‫عن بعض؟!‬

‫كيف طمربىا أنو يريد حبسها داخل قلبو‬

‫‪7‬‬
‫ال يراىا أحد أو ينظر هلا سواه؟!‬

‫"بعض الغَتة محيدة‪ ,‬ذبعل القلب ينبض‬

‫بفرحة ربيي القلب وبعضها يقضي على‬

‫اَلب ألنو يكوف بصورة شك ىذا لو مل‬

‫يتحوؿ لشك ابلفعل‪ ..‬وقتها يندـ الشخص‬


‫ّ‬
‫طواؿ حياتو على ما اقًتفو دوف شعور فال‬

‫تسمح للشيطاف أف يدخل لقلبك وعقلك‬

‫حىت ال تعاين من تبعات ذلك"‬

‫قاهلا قسورة هبدوء وقد كاف يقف جوار‬

‫‪8‬‬
‫الشباب ومسع بعض ما قالوه فجعل حديثو‬

‫عاما حىت ال يشعر شهم ابَلرج فهو أكثر‬

‫َمن يعلم غَتتو القوية واملشاهبة لغَتة ليث‬

‫صواف ويتسبّب‬
‫ابنو فيتحوؿ عقلو َلجر ّ‬
‫جبرح الطرؼ اآلخر‪.‬‬

‫***‬
‫"أمي‪ ,‬أيب‪ ..‬ىناؾ زفافاف ابلوطن"‬

‫ىتفت اتليا بفرحة قبل أف تتابع حبماس‪:‬‬

‫"البد أف أعود ألكوف مع الفتيات يف‬

‫‪9‬‬
‫التجهيزات"‬

‫اذبّهت ملكاف والديها شبو راكضة لتكتشف‬

‫وجود مشاري وشقيقها ساىد أيضا‬

‫فأبطأت من خطواهتا حبرج فيما ابتسم راكاف‬

‫وىو ظميل على أسرار ىامسا‪:‬‬


‫"دبَن تذ ّك ِ‬
‫رؾ ابنتنا اي أسراري؟"‬

‫ابتسمت خبجل وىي تلكزه ِخفية قبل أف‬

‫تقوؿ أسرار‪":‬تعايل حبيبيت‪ ,‬إنو مشاري ابن‬


‫ِ‬
‫عمك ال أحد غريب"‬

‫‪11‬‬
‫مث اتبعت وىي تنظر لراكاف‪":‬وسننزؿ كلنا‬

‫فوتناه‬
‫َلضور الزفافُت ال تقلقي يكفي ما ّ‬
‫املرة السابقة"‬

‫"ولكٍت لن أعود معكما إىل ىنا أمي كما‬


‫ِ‬
‫أخربتك"‬

‫قالت اتليا هبدوء فرمقها ساىد بعدـ فهم‬


‫وىو يسأهلا‪":‬ألن تنهي در ِ‬
‫استك ىنا اي اتليا؟‬

‫ىل ستضيعي تعب السنوات السابقة من‬

‫أجل نزوة غبية؟"‬

‫‪11‬‬
‫رب ّفزت مالمح اتليا ملا صدر من أخيها‬

‫فوقفت تواجهو غَت مهتمة بوجود مشاري‬

‫والذي على ما يبدو يشاركو الرأي‪:‬‬

‫تتصرؼ على أساس‬


‫"أوال‪ ,‬لست أان َمن ّ‬
‫نزوة غبية كما تقوؿ أخي‪ ..‬واثنيا أان أريد‬

‫العودة للوطن منذ أمد بعيد ولكٍت انتظرت‬

‫حىت ىذه اللحظة من أجل إسباـ دراسيت‬

‫يبق سوى خطوات‬


‫واَلمد هلل فعلت ومل َ‬
‫بسيطة سأاتبعها عن طريق اإلنًتنت كما‬

‫‪12‬‬
‫اتفقت مع األستاذ املشرؼ على رساليت"‬

‫تك أيب‬
‫مث نظرت لوالدىا واتبعت‪":‬كما أخرب َ‬
‫من قبل لذا سأسافر ىذه املرة دوف عودة‬

‫إىل ىنا بل سأبقى ىناؾ بضيافة أعمامي"‬

‫رمقتها أسرار حبزف امتزج حبنُت للوطن‪,‬‬

‫ابنتها تعاين من املكوث ىنا خاصة مع‬

‫غياب آفيندار لذا مل تعارضها بل وافقتها‪:‬‬


‫ِ‬
‫اىتممت بكل تفاصيل‬ ‫"حسنا اتليا‪ِ ,‬‬
‫دمت‬
‫استك فما لنا إال أف ندعو ِ‬
‫لك ابلتوفيق"‬ ‫در ِ‬

‫‪13‬‬
‫ابتسمت هلا اتليا ابمتناف فيما قاؿ راكاف‪:‬‬

‫"وماذا عن األمر اآلخر اتليا؟"‬

‫رمقتو اتليا بعدـ فهم وىي تسألو‪:‬‬

‫"أي أمر أيب؟"‬


‫"العريس املتق ّدـ ِ‬
‫لك‪ ,‬سعود‪ ..‬لقد كنت‬

‫للتو"‬
‫أسأؿ عليو مشاري ّ‬
‫قاؿ راكاف وىو يرمقها بغموض فلوت اتليا‬

‫لك‬
‫شفتيها ساخرة وىي تسألو‪":‬وماذا قاؿ َ‬
‫ابن عمي؟ ىل ىو عريس جيد؟"‬

‫‪14‬‬
‫قالت مجلتها وىي تنظر ملشاري الذي ازداد‬

‫جمرد‬
‫ذبهم وجهو وىو يتوؽ خلنقها على ّ‬
‫ّ‬
‫تفكَتىا بغَته كعريس حمتمل ولكنو قاؿ‬

‫استقر ىنا مع‬


‫ابقتضاب‪":‬إنو شاب جيد‪ّ ,‬‬
‫أسرتو منذ زمن بعيد و‪"..‬‬

‫قاطعتو اتليا بسخرية‪":‬إذا كنت معجبا بو‬

‫أنت اي ابن العم"‬


‫فتزوج منو َ‬
‫هلذا اَلد ّ‬
‫"اتليا‪"..‬‬

‫موخبا فابتسمت وىي تقوؿ‪:‬‬


‫ىتف هبا راكاف ّ‬

‫‪15‬‬
‫"آسفة‪ ,‬أمزح معو فقط أيب"‬

‫صديقك أنو‬
‫َ‬ ‫مث نظرت ملشاري وقالت‪":‬أبلغ‬

‫شاب جيد وال غبار عليو ولكنٍت ال أف ّكر‬

‫ابلزواج ابلوقت اَلايل"‬

‫مث نظرت لوالدىا وىي تقوؿ‪:‬‬

‫"سأذىب لتجهيز حقيبيت أيب فقد اقًتب‬

‫موعد سفري"‬

‫***‬
‫دلف إىل الشقة اليت يقطن هبا مع ساىد‬

‫‪16‬‬
‫ابألعلى وحيدا وىو يرغي ويزبد‪ ..‬سعود‬

‫صديقو تق ّدـ خلطبة اتليا بعد مرتُت رآىا هبا!‬

‫ىو ال ينكر أهنا ملفتة لألعمى حارقة‬

‫كالشمس وردبا هلذا يًتدد ابالرتباط هبا‪..‬‬

‫طمشى أتثَتىا البالغ عليو كما طمشى أف‬

‫تغزلت يف‬
‫ذبرحو كما فعلت من قبل عندما ّ‬
‫ابن عمو وصديقو األقرب لو قتادة وجعلتو‬

‫يًتاجع عن التق ّدـ هلا وقتها‪..‬‬

‫وىا ىو يفعلها مرة أخرى وىا ىي تواصل‬

‫‪17‬‬
‫حرؽ أعصابو بكل عريس يتق ّدـ هلا وترفضو‬

‫بعنجهية وكأهنا تنتظر أحدا بعينو!‬

‫ىل تنتظر قتادة؟! ىل عودهتا للوطن من‬

‫أجلو؟!‬

‫تذ ّكر تلك املرة اليت كانت جالسة هبا مع‬

‫شقيقتو إيالؼ تشاكسها دبرح وىي تقوؿ‪:‬‬

‫خالتك وسيم حقا اي إيالؼ‪ِ ,‬ملَ ال‬


‫ِ‬ ‫"ابن‬

‫زبطبينو يل وسأدعو أف ربصلي على عريس‬

‫وسيم مثلو"‬

‫‪18‬‬
‫ومل ِ‬
‫تكتف بذلك بل حاولت لفت نظره تلك‬

‫املرة فوقفت ورب ّدثت معو دبرح جعل قتادة‬

‫اهلادئ أغلب الوقت ظمدح هبا وطمربه أهنا‬

‫مرحة كما أهنا مجيلة!‬

‫وقتها ألوؿ مرة يتشاجر مع قتادة وىو يعنّفو‬

‫ألنو نظر البنة عمو فاعتذر منو قتادة وأخربه‬

‫أنو ظمزح معو وانتهى األمر عند ىذا اَلد‬


‫بينهما إال أف نَتاف غَتتو مل ِ‬
‫تنتو فكاف كلما‬

‫اجتمع معها دبكاف يشتعل ابلغَتة وتزيدىا‬

‫‪19‬‬
‫ىي جبرأهتا ومرحها مع اجلميع حىت أنو شعر‬

‫بقليل من الراحة بعدما سافرت وعزـ على‬

‫نسياف أمرىا سباما وابلفعل قاـ بذلك إال أف‬

‫أججت نَتانو وجعلتو‬


‫رؤيتها من جديد ّ‬
‫يهوي بغرامها مرة أخرى وىا ىي بعدما وقع‬

‫بفخها تًتكو وتعود للوطن حيث قتادة‬

‫والكثَت من أبناء أعمامو وغَتىم‪..‬‬

‫فماذا عليو أف يفعل ىذه املرة؟!‬

‫‪21‬‬
‫***‬
‫بكت للمرة الثانية بسببو ولكنها ىذه املرة‬

‫أيقنت أهنا ال تعٍت لو شيئا فقد مدح‬

‫بصديقو الذي تق ّدـ خلطبتها بكل بساطة‬

‫ضمرؾ ساكنا من أجلها!‬


‫ومل ّ‬
‫ىاتفت آفيندار وما إف فتحت األخَتة اخلط‬

‫حىت ابدرهتا ابكية‪":‬ال ضمبٍت اي آيف‪ ,‬لقد‬

‫كنت واشمة ىذه املرة أيضا!"‬

‫"اىدأي اتليا وأخربيٍت ما حدث"‬

‫‪21‬‬
‫قالت آفيندار هبدوء وىي تكاد تبكي من‬

‫أجل حالة ابنة عمها األقرب هلا فأخربهتا‬

‫عما حدث وعن مدحو لسعود ومساعو‬


‫اتليا ّ‬
‫ضمرؾ ساكنا‬
‫أهنا ستعود للوطن لألبد ومل ّ‬
‫"ال يهتم بوجودي من عدمو اي آيف‪ ,‬بل ردبا‬

‫اراتح عندما مسع أبمر عوديت للوطن"‬

‫استقامت دبجلسها وىي تقوؿ بعزـ‪:‬‬

‫"البد أف أعود أبسرع وقت حىت أنساه"‬

‫هت ّدج صوهتا وىي تعيد اجلملة األخَتة حبزف‬

‫‪22‬‬
‫شديد‪":‬البد أف أنساه آيف وال أفكر بو مرة‬

‫أخرى فلم أعد أملك الطاقة للمحاربة من‬

‫أجلو‪ ,‬فقد اكتشفت أنٍت أحاربو ىو‬

‫ابلنهاية"‪.‬‬

‫***‬
‫جرىا ابن عم والدهتا من حجاهبا دمسكا‬
‫ّ‬
‫بشعرىا من ربتو وىو يهتف هبا‪:‬‬
‫"ىل اتّ ِ‬
‫فقت معو على ىذه اَليلة الرخيصة‬
‫اي ابنة ِ‬
‫أمك؟ ابنة اخلاطئة ستكوف مثلها بكل‬

‫‪23‬‬
‫أتكيد"‬

‫يدؾ كما‬
‫"دعها اي علواف وإال كسرت َ‬
‫ك تذكرىا جيدا"‬
‫فعلت تلك املرة‪ ,‬أظنّ َ‬
‫راينة‬
‫راينة بقوة فيما ّ‬
‫ىتفت بو نعناعة والدة ّ‬
‫تتملص من ربت يديو وىي تع ّدؿ حجاهبا‬

‫وذباهبو بقوة وىي هتتف بو‪":‬أجل أان مثل‬

‫أمي شريفة‪ ,‬ال أتزوج إال من شريف"‬


‫"ىل ِ‬
‫ظننت أف ىذه هناية القصة؟ إبشارة من‬

‫يدي أرفض النسب وتعوداف معي لقبيلتنا"‬

‫‪24‬‬
‫راينة شفتيها‬
‫بتجرب فلوت ّ‬
‫ىتف هبما علواف ّ‬
‫ساخرة‪":‬لن تستطيع اي ابن عم والديت‪ ,‬فلو‬

‫ظننت أف الشيخ سلطاف الزىراين سيًتكنا‬

‫ورمن ربت عباءتو حىت لو مل أكن زوجة البنة‬

‫أنت ال تعرؼ الزىرانية وال شيخهم أبدا"‬


‫إذا َ‬
‫راينة تتم كلمتها حىت عال طرؽ‬
‫مل تكد ّ‬
‫راينة لفتحو على الفور‬
‫الباب فذىبت ّ‬
‫فوجدت دايب مع والده وأعمامو شيوخ‬

‫الزىرانية فبادرىا سلطاف اببتسامة‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫ِ‬
‫والدتك‬ ‫"مرحبا اي عروس ولدي‪ ,‬ىل‬
‫ِ‬
‫محاتك تريد رؤيتها مع نساء‬ ‫ابلداخل؟‬

‫القبيلة"‬

‫راينة رأسها خبجل وىي تشَت لو أف‬


‫أحنت ّ‬
‫يدخل اجمللس اجلانيب وىي تقوؿ‪:‬‬

‫"أجل عمي‪ ,‬تفضلوا"‬

‫وبلحظة كاف علواف وابنو يقفاف على ابب‬

‫اجمللس فرمقو سلطاف بغموض قبل أف‬

‫يقوؿ‪":‬أليس من األصوؿ ّأال تدخل املنزؿ‬

‫‪26‬‬
‫دوف وجود رجل بو؟"‬

‫"رمن رجاهلم"‬

‫ىتف عجماف ابن علواف برعونة فرمقو‬

‫سلطاف ابستخفاؼ وىو يقوؿ‪:‬‬

‫كنت اي رجلهم طواؿ تلك السنوات؟‬


‫"وأين َ‬
‫عنك أو أر َؾ ابجلوار قبال‪ ,‬أظهرت‬
‫مل أمسع َ‬
‫نفسك رجال عليهما‬
‫َ‬ ‫ىكذا من العدـ لتجعل‬

‫وأنت ال تعرؼ حىت معٌت ىذه الكلمة؟"‬


‫َ‬
‫"ماذا تقوؿ اي ىذا؟"‬

‫‪27‬‬
‫ىتف عجماف وىو يرفع يده وبلحظة كاف‬

‫شباب الزىرانية وعلى رأسهم دايب وداغر‬

‫يقفوف أمامو فقاؿ علواف خببث‪:‬‬

‫تتهجموف علينا ببيتنا اي شيخ؟"‬


‫"ىل ّ‬
‫أنت‬
‫يدؾ فيو ال َ‬
‫"إنو بييت أان اي علواف وال أر َ‬
‫ابنك‪ ,‬لقد عشنا لسنوات بعد وفاة‬
‫وال َ‬
‫زوجي دبفردان وربت عباءة شيخ الزىرانية ومل‬

‫لك وال لغَتؾ ولن نفعل إبذف هللا"‬


‫رمتاج ال َ‬
‫قالت نعناعة بصرامة فهتف عجماف برعونة‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫"تريدينا أف زمرج حىت تضع ِ‬
‫ابنتك رؤوسنا‬

‫ابلوحل مرة أخرى!"‬

‫ىم دايب دبهامجتو إال أف شهم أمسك بو‬


‫ّ‬
‫مع داغر فيما قاؿ علواف والده‪:‬‬

‫"بل حىت ال نرى كذهبم بنسب الزىرانية"‬

‫ابتسم سلطاف بسماجة وىو يقوؿ‪:‬‬

‫"وىل لديك تفسَت آخر لتواجدان ىنا مجيعا‬

‫هبذا الوقت سوى عقد القراف؟ واطمئن لن‬

‫تغادر إال وقد شهدت عقد القراف وبعدىا‬

‫‪29‬‬
‫وابنك ابلزىرانية كلها مرة‬
‫رؤيتك َ‬
‫َ‬ ‫ال أريد‬

‫أخرى"‬

‫وابلفعل َلظات ومتَ عقد القراف أماـ البلدة‬

‫راينة ابنة الغجرية كما‬


‫أبكملها وأصبحت ّ‬
‫يل ّقبوهنا لدايب الزىراين أماـ اجلميع وعلى‬

‫الرغم من صمت األلسن إال أف القلوب‬

‫رب ّدثت بعضها ابلفرحة هلما وبعضها اآلخر‬

‫ابَلقد واَلسد والوعيد أف زفافهما لن يتم‬

‫على خَت أبدا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫***‬
‫"ىل ستًتكٍت هبذه املعضلة وحدي أيب؟"‬

‫قاهلا عمراف وىو ينظر لوالده انصر الباشا‬

‫حبزف فابتسم األخَت وىو يقوؿ لو‪:‬‬

‫"لن ضمدث إال ما تريد بٍت‪ ,‬فقط أخربين َمن‬

‫وجعلتك‬
‫َ‬ ‫قلبك‬
‫ىي العروس اليت خطفت َ‬
‫تفكر ابلزواج للمرة األوىل واترؾ الباقي‬

‫علي"‬
‫ّ‬
‫ابتسم عمراف وقبّل رأس والده وكتفو وكفو‬

‫‪31‬‬
‫منك"‬
‫ابمتناف وىو يقوؿ‪":‬أيب‪ ,‬ال حرمٍت هللا َ‬
‫ربّت والده على كتفو حبنو وىو يرمقو‬

‫بتساؤؿ فأخربه‪":‬غزؿ قسورة الزىراين"‬

‫اتّسعت عينا انصر دبفاجأة وىو يردد‪:‬‬

‫"الزىراين؟"‬

‫والدتك‬
‫َ‬ ‫مث ابتسم وىو يقوؿ دبرح‪":‬يبدو أف‬

‫حمقة وأف نساء الزىرانية سحروا لرجالنا"‬

‫ابتسم عمراف دبرح وىو يقوؿ‪":‬يبدو ىكذا‬

‫ولكنهن يستحققن املخاطرة"‬


‫ّ‬ ‫أيب‪,‬‬

‫‪32‬‬
‫ضحك انصر وىو يربّت على كتف ابنو‬

‫قائال‪":‬وكيف عرفتها ىذه املرة؟ رأيتها مثل‬

‫أخيك ابلصدفة يف اجلامعة؟"‬

‫قهقو عمراف وىو يومئ قائال‪":‬ىذا ما حدث‬

‫ابلفعل أيب‪ ,‬إهنا طالبة لدي وأان معجب هبا‬

‫منذ فًتة‪ ,‬أخالقها وخجلها جذابين مث‬

‫تفوقها الدراسي والذي يؤىلها لتكوف زميلة‬

‫يل العاـ القادـ بعوف هللا‪ ,‬كما أف الزىرانية‬

‫يشرؼ كما عرفنا مع أخي"‬


‫نسب ّ‬

‫‪33‬‬
‫قاؿ اجلملة األخَتة غامزا فضحك انصر‬

‫والدتك بٍت"‬
‫َ‬ ‫وىو يقوؿ‪":‬أعاننا هللا على‬

‫***‬
‫ينس‬
‫َ‬ ‫فلم‬ ‫م‬‫متجه‬
‫ّ‬ ‫بوجو‬ ‫غرفتو‬ ‫إىل‬ ‫انصر‬ ‫دلف‬

‫ما فعلتو زوجتو حبضرتو دوف انتظار لكلمتو‬

‫وىي عرفت أهنا أخطأت فما كاف هلا أف‬

‫تقوؿ ما قالتو أماـ زوجها وحبضرتو دوف‬

‫سيتسرب‬
‫ّ‬ ‫استئذاف إال أهنا شعرت أف ولدىا‬

‫من بُت أصابعها كما حدث مع اآلخر‪..‬‬

‫‪34‬‬
‫أجل ال تنكر أف ريفاؿ فتاة جيدة وقد‬

‫أحبتها عندما عاشرهتا ومل أتخذ ابنها منها‬

‫حقا إال أف ىذا يعود لطبع غازي الصارـ‬

‫وقلبو الذي مازاؿ مشغوال حبمدة كما تظن‬

‫لكن عمراف صغَتىا املدلل والذي أرادت لو‬

‫فتاة ؾ عود ابنة عمو حىت ال يبتعد عنها‬

‫فتخشى ما زبشاه أف يُغرـ بفتاة من املدينة‬

‫ويًتكها من أجلها ووقتها ستموت كمدا‬

‫بفراقو بكل أتكيد‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫استلقى انصر على الفراش دوف أف ينظر هلا‬

‫أو طماطبها بكلمة واحدة فغشت الدموع‬

‫عينيها فهي املرة األوىل اليت يفعل ذلك‬

‫بعمر زواجهما الطويل ولكنها تعرؼ أهنا‬

‫املخطئة والبد أف تعتذر لو على ذباوزىا إايه‬

‫بتلك الطريقة الغبية‪.‬‬

‫اقًتبت منو وجاورتو على الفراش وىي‬

‫هتمس‪":‬شيخ انصر‪"..‬‬

‫مل يرد عليها فنزلت أوؿ دمعة فمسحتها‬

‫‪36‬‬
‫منك‬
‫بعنف وىي تعيد نداءه قائلة‪":‬أعتذر َ‬
‫اي شيخ على ما حدث ابخلارج ولكٍت‪"..‬‬

‫مل تستطع أف تكبح دموعها أكثر فشهقت‬

‫بقوة انتفض هلا جسد انصر العاشق هلا إال‬

‫أنو أغمض عينيو بقوة وىو يهمس لنفسو‬

‫(اصمد اي انصر ال ذبعل حبك هلا نقطة‬

‫أّن شاءت)‬
‫ضعف تستغلها ّ‬
‫وضعت كفها على ظهره وىي تقوؿ‪:‬‬

‫عٍت اي انصر‪,‬‬
‫"ال أريد البٍت أف يبتعد ّ‬

‫‪37‬‬
‫أنت تعلم أف عمراف خمتلف عن غازي‬
‫َ‬
‫ال يهمو سوى عملو وطموحو العلمي ولو‬

‫اختار واحدة مثلو سيغادران بكل أتكيد"‬

‫أجل يعلم سبب رفضها وتعنّتها ولكنها‬

‫خمطئة دبعرفة ابنيها‪ ..‬فغازي عشقو جارؼ‬

‫وسيكوف أسوأ من عمراف وردبا ألجل‬

‫معشوقتو يغادر ليس فقط القبيلة بل الوطن‬

‫أبكملو ولكنو مازاؿ يتخبّط دبشاعره ذباه‬

‫زوجتو ويظن أنو صميد خداعو بتظاىره أمامهم‬

‫‪38‬‬
‫بتدليل زوجتو ولكنو يعلم جيدا أنو مل يعًتؼ‬

‫بعد بعشقو لزوجتو ولن يعًتؼ ببساطة بعد‬

‫ما حدث مع محدة قدظما‪.‬‬

‫أما عمراف فعلى الرغم أف طموحو العلمي‬

‫يعزز طموحو ذاؾ إال أنو‬


‫كبَت واختياره ّ‬
‫يعشق وطنو ولن يغادره من أجل امرأة فهو‬

‫ضم ّكم عقلو أكثر من قلبو حىت اختياره عقلي‬

‫حبت ولو كانت تلك اؿ غزؿ تعشقو‬

‫فستتع ّذب كثَتا حىت تصل لقلبو لألسف‬

‫‪39‬‬
‫وليكن هللا بعوهنا‪.‬‬

‫استدار هلا عندما ازداد رميبها وفتح هلا‬

‫ذراعيو فاستكانت بينهما وشهقاهتا زبفت‬

‫وىي مازالت تعتذر منو فربّت على ظهرىا‬

‫حبنو وىو يقوؿ‪":‬اىدأي حبيبيت‪ ,‬لن أتخذ‬


‫إحداىن ِ‬
‫ابنك املدلل ال تقلقي‪ ..‬ولكن أمل‬

‫يكن من األفضل أف تنتظري أف يتم حديثو‬

‫وتعرفُت َمن ىي!"‬

‫انظرتو بفضوؿ فابتسم وىو يفكر رغم‬

‫‪41‬‬
‫تق ّدمها ابلعمر إال أهنا مازالت تلك الطفلة‬

‫اليت وقع بغرامها وتزوجها واحتضنها كأب‬

‫قبل أف يكوف زوجا‪.‬‬


‫ِ‬
‫تعجبك فتاة من الزىرانية تلك املرة‬ ‫"أمل‬
‫بزفاؼ ِ‬
‫ولدؾ؟ أمل زبربيٍت عنها حىت ِ‬
‫آملت‬

‫رأسي؟"‬

‫أومأت وىي تقوؿ‪":‬أجل‪ ,‬ابنة الشيخ‬

‫قسورة‪ ,‬فتاة رائعة‪ ..‬خجولة ومهذبة وىادئة‬

‫و‪"...‬‬

‫‪41‬‬
‫قاطعها انصر‪":‬وطالبة لدى ِ‬
‫ابنك ابجلامعة‬

‫وأعجبتو وعزـ على الزواج منها"‬

‫اتّسعت عيناىا بصدمة للحظات قبل أف‬

‫تنفرج أساريرىا ببهجة وىي تقوؿ‪":‬والنِّعم"‬

‫مث خفتت فرحتها للحظات وىي تقوؿ‪:‬‬

‫"وعود اي انصر؟ ألن تتزوج؟"‬

‫ربّت على ظهرىا حبنو وىو يضمها لو‬

‫مغمضا عينيو‪":‬نصيبها حمفوظ عند رب‬

‫العاملُت"‬

‫‪42‬‬
‫***‬
‫ِ‬
‫حبك صمعلٍت أأتمل وقد ظننت أنو الشيء‬
‫يستطيع أف يؤملٍت‪..‬‬
‫أعشقك بقوة وأغار ِ‬
‫عليك جبنوف وأخاؼ‬ ‫ِ‬

‫فقدانك حد األمل فبفر ِ‬


‫اقك ستفارقٍت روحي‬ ‫ِ‬

‫منذ ذلك اليوـ يف املشفى وىي تنأى‬

‫بنفسها عنو وىو يبتعد عنها خوفا من‬

‫انفالت مشاعره‪..‬‬

‫أغمض عينيو وقد دلف للغرفة األخرى رغبة‬


‫‪43‬‬
‫ابهلروب منها ومن طيفها الذي يطارده ليال‬

‫وهنارا إال أنو عاد بذاكرتو ألوؿ مرة رآىا هبا‬

‫كاف قد ىاتفو أحد رجالو الذين أرسلهم‬

‫للخارج ليبحث عن أحد رجاؿ جده والذي‬

‫كاف على تواصل مع عمو محداف رغبة منو‬

‫دبعرفة املاضي املشًتؾ بينهم وبُت قبيلة‬

‫الزىرانية والذي أ ّدى إىل قطع الصالت‬

‫لدرجة العداوة حىت وقتهم ىذا فأخربه‬

‫الرجل الذي كاف على شفا املوت بكل‬

‫‪44‬‬
‫شيء كما حدث ابلفعل‪ ..‬عن صداقة رشيد‬

‫الزىراين ومحداف الباشا الغريبة مث خطف‬

‫محداف لذىبية زوجة الشيخ عبيد وهتريبو‬

‫للخارج بواسطة جده عزيز الباشا مث عملو‬

‫مع رشيد الذي ىرب اتركا زوجة وطفلة ىي‬

‫ابنتو الكربى وتدعى مشوخ واليت خطفها بعد‬

‫عرؼ هلا طريق إال بعد‬


‫تسع سنوات ومل يُ َ‬
‫سنوات طويلة كاف قد أذمب طفلتُت من‬

‫زوجتُت خمتلفتُت مث حماولة عمو محداف قتل‬

‫‪45‬‬
‫مصعب عبيد الزىراين الذي كشف وجود‬

‫رشيد يف البلد فدخوؿ مصعب بغيبوبة أفاؽ‬

‫منها دبعجزة وكانت الفتيات الثالثة قد عُدف‬

‫للقبيلة ومتّ زواج مشوخ من سلطاف عبيد‬

‫الزىراين وجوزاؿ من بتّار سديد الزىراين‬

‫والصغَتة واليت كانت مكتوبة لقسورة سديد‬

‫الزىراين متّ خطفها وتزوصمها رغما عنها البن‬

‫عمو أجمد محداف الباشا إال أف الزواج مل‬

‫يستمر وعادت للقبيلة وتزوجت اببن عمها‬

‫‪46‬‬
‫قسورة مث هتديد رشيد ابنتو مشوخ بقبيلتها‬

‫وحماولة تزوصمها ألجمد الذي كاف مدهلّا هبا‬

‫ووضعها رشيد كحائط للدفاع عن نفسو‬

‫أماـ النَتاف ومتّ قتل رشيد وقتها بعد أف قتل‬

‫خادمو األمُت والذي ساعده ومحداف يف‬

‫الكثَت من املصائب اخلاصة ابلزىرانية‬

‫وعندما كاد أف يغلق صفحة عمو والذي‬

‫كذب جده رمحو هللا يف كل شيء أخربه بو‬

‫عنو وعن عمو اهلارب وصلو خرب الشاب‬

‫‪47‬‬
‫الذي عاد لالنتقاـ من الزىرانية بسبب‬

‫قتلهم لوالده أمُت والذي كاف مساعدا‬

‫لرشيد الزىراين لسنوات إال أنو متّ قتلو‬

‫بطريقة غامضة قبل قتل رشيد بعدة أايـ‬

‫ودارت الشائعات أف رشيد نفسو ىو َمن‬

‫زبلّص منو بعد أف أهنى كل أعمالو معو إال‬

‫وأصر أف‬
‫أف الشاب مل يص ّدؽ ذلك ّ‬
‫الزىرانية ىم َمن قتلوه بعد معرفتهم‬

‫مساعدتو لرشيد لذا عزـ على االنتقاـ منهم‬

‫‪48‬‬
‫مدوية هلم ذبعل رؤوسهم يف‬
‫بعمل فضيحة ّ‬
‫الوحل وىكذا يشفي غليلو منهم وكاف‬

‫غازي سَتسل ربذيرا للزىرانية إال أف‬

‫فضولو قاده ملراقبة الشاب والذي عُ ِر َ‬


‫ؼ‬

‫شك بكنو‬
‫ابسم راشد خاصة بعدما ّ‬
‫الفضيحة اليت سيفتعلها ىذا الشاب وصدؽ‬

‫يتقرب لريفاؿ أبقدـ‬


‫حدسو عندما رآه ّ‬
‫طريقة اخًتعوىا وىي صورة البطل التقليدية‬

‫والذي سينقذىا من األشرار والذين اتفق‬

‫‪49‬‬
‫ىو نفسو معهم ابلقياـ هبذه التمثيلية الرديئة‬

‫لينقذىا ىو البطل اهلماـ والساذجة ابتلعت‬

‫يهزىا بقسوة مفيقا إايىا‬


‫الطُعم وىو أراد أف ّ‬
‫دما ىي على وشك ارتكابو حبق عائلتها إال‬

‫أنو َلقها ابللحظة األخَتة بعدما اكتشف‬

‫سر رىيب‪ ,‬بل ىو السر األكثر صدمة لو‬

‫وىو أف راشد والذي أتى لالنتقاـ يكوف‬

‫ابن رشيد غَت الشرعي!‬

‫أي يكوف خاؿ ريفاؿ الغبية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫والقصة سمطية بطريقة تثَت السخرية‪..‬‬

‫فرشيد كاف لو عالقات مع ابئعات ىوى‬

‫كثَتات وىي كانت واحدة منهن‪..‬‬

‫ومن يقع حبب‬


‫إال أهنا غبية فقد وقعت حببو َ‬
‫يلومن إال نفسو!‬
‫الشيطاف ال ّ‬
‫حاولت إخباره عن محلها فتن ّكر هلا كاملتوقّع‬

‫وعندما ىددتو أهنا ستخرب قبيلتو وقبلها ابنتو‬

‫مشوخ واليت تعمل معو ىادهنا وأرسل هلا‬

‫خادمو األمُت أمُت وأخربه أف يتخلّص منها‬

‫‪51‬‬
‫بطريقتو ولكن أمُت عرؼ أف رشيد سيغدر‬

‫ومن يغدر أبقرب الناس‬


‫بو يوما فطبعو الغدر َ‬
‫لو فلِ َم ال يغدر خبادـ لديو؟!‬

‫فاتفق معها على عدـ اإلجهاض وأخربىا أف‬

‫وأمن هلا مكاان‬


‫ىذا الطفل ورقة راحبة هلما ّ‬
‫وسجلو‬
‫بعيدا عن نفوذ رشيد لتلد الطفل ّ‬
‫كابنا لو وأخربىا قبل سفره تلك املرة أنو إذا‬

‫مل يعد فسيكوف رشيد قد غدر بو لذا ال‬

‫تعود للوطن إال عندما يكرب الطفل ووقتها‬

‫‪52‬‬
‫سينتقم هلما معا إال أنو مل ضمسب حساب أف‬

‫ابنو نفسو مل يص ّدؽ أف رشيد ىو الذي غدر‬

‫ظن أف الزىرانية اكتشفوا خيانة أمُت‬


‫بو بل ّ‬
‫أصر على االنتقاـ منو‬
‫وغدروا بو و ّ‬
‫ابستخداـ ريفاؿ اَللقة األضعف واألكثر‬

‫هتورا كما عرؼ عنها من شقيقها مراد الذي‬

‫صادقو ليصل هلدفو‪.‬‬

‫وعندما عرؼ غازي كل ذلك كاف األواف قد‬

‫فات لألسف فقد عرؼ أف ريفاؿ وقعت‬

‫‪53‬‬
‫ابلفخ ابلفعل بل وستهرب مع راشد تلك‬

‫الليلة وىذا عن طريق الرجل الذي أرسلو‬

‫لراشد لتسهيل أموره يف الظاىر ولكن كانت‬

‫نيتو اَلقيقية ىي مراقبتو لراشد‪.‬‬

‫لذا عزـ أمره على الكشف لراشد عن كل‬

‫شيء وأماـ أنظار والدتو وابلفعل ذىب‬

‫ملقابلتو وقد وصل لوالدتو قبال وأ ّكدت‬

‫حديثو بعدما أخربىا دبا نوى عليو راشد‬

‫ومتّ األمر دبكاملة مرئية مع والدتو وقد أخربتو‬

‫‪54‬‬
‫اَلقيقة اليت تعرفها عن والده اَلقيقي وأنو‬

‫يكوف خاؿ ريفاؿ الذي يريد فضحها!‬

‫وكانت صدمة عظيمة لراشد الذي ارتبك‬

‫كل ما خطّط لو ومل يعرؼ ماذا يفعل فأكمل‬

‫غازي عملو بعدما جعلو يسافر خارج الوطن‬

‫عائدا من حيث أتى طاملا ىو ليس على‬

‫استعداد لالعًتاؼ للزىرانية هبويتو ابلوقت‬

‫اَلايل وأخربه أنو سيمنع الفضيحة وكاف‬


‫عازما على ذلك حقا إال أف ذىاب ريفاؿ‬
‫أجج نَتانو ضدىا‬
‫حبقيبتها ملقابلة راشد ّ‬
‫‪55‬‬
‫وأشعل غَتتو‪..‬‬

‫ملاذا مل تفعل محدة ىكذا من أجلو؟!‬

‫وعلى الرغم أنو يناقض نفسو فهو يرفض‬

‫ما فعلتو ريفاؿ ويريد عقاهبا وبنفس الوقت‬

‫يتم ٌّت لو أحبتو محدة إىل اَلد الذي هترب‬

‫معو بعيدا لتكوف لو ال لتنساه سريعا كما‬

‫حدث منذ سنوات كأنو مل يكن قط‪.‬‬

‫أجل بعد اختطافو لريفاؿ وعزمو على‬

‫معاقبتها لتعرؼ خطأىا إال أنو وجد نفسها‬

‫‪56‬‬
‫ضمميها ويتزوج منها حىت ال تقتلها قبيلتها‬

‫كما سرت العادات أو يتزوج هبا ابن عم هلا‬

‫وىذا مل يكن ليقبلو ومل يفهم وقتها السبب‬

‫إال أنو يُِقر اآلف بعد شهور عاشها معها أنو‬

‫عشقها منذ النظرة األوىل وردبا ىذا ىو‬

‫السبب أنو فعل كل ما فعلو معها حىت ىذه‬

‫اللحظة‪..‬‬

‫أتجج نَتانو كلما ف ّكر‬


‫كما أنو السبب يف ّ‬
‫أهنا أحبت راشد وأرادتو إىل اَلد الذي‬

‫‪57‬‬
‫ىربت من أجل الزواج بو وكلّما ف ّكر أف‬

‫راشد ملسها بطريقة ما كلما ازدادت نَتانو‬

‫اشتعاال على الرغم أنو عرؼ أهنا وإف ىربت‬

‫إال أهنا مل تكن لتسمح لو أف يلمس شعرة‬

‫واحدة منها‪..‬‬

‫متناقضة مثلو سباما وردبا هلذا وقع بغرامها‬

‫وردبا هلذا أيضا يتع ّذب وىو ال يعرؼ ىل‬

‫أثّر هبا بعد حياهتما معا أـ مازالت على‬

‫عهدىا حبب خاهلا الذي مل تعرؼ حىت ىذه‬

‫‪58‬‬
‫اللحظة أنو كذلك؟!‬

‫****‬
‫حبك يؤملٍت‪ ,‬صمرح قليب ويضٍت كراميت‬

‫وال أظن أنٍت سأحتمل أكثر‪..‬‬

‫سأتركك قبل أف أكرىك ولو أين أظن أنٍت‬

‫لن أفعل أبدا‬

‫ملاذا ابتعد عنها ىكذا؟!‬

‫تساءلت ريفاؿ حبزف وىي تستلقي على‬

‫‪59‬‬
‫فراشها شاردة يف الفراغ جوارىا والذي‬

‫احتلو غازي طواؿ أشهر رغما عنها يف‬

‫الظاىر إال أهنا داخلها كانت ربب رفقتو‬

‫وىذا ما اكتشفتو مؤخرا فلم تكن سبانع‬

‫وجوده جوارىا حقا بل وسبنّت لو يضمها لو‬

‫مثل تلك املرة دبنزؿ والديو‪.‬‬

‫ىل ىي مراىقة لتتزعزع مشاعرىا وتنسى‬

‫راشد سريعا ىكذا؟!‬

‫ال‪ ,‬ىي مل ربب راشد من األساس فكلما‬

‫‪61‬‬
‫ف ّكرت كلما ازدادت يقينا أنو مل يؤثّر هبا قيد‬

‫مرت هبا وىي تتوؽ‬


‫أُسملة‪ ,‬فقط كانت مغامرة ّ‬
‫للوقوع يف اَلب كما حدث مع بنات عمها‬

‫مغامرة فقدت على إثرىا والديها بل‬

‫واحًتامها لنفسها أيضا ولو مل تعًتؼ بذلك‬

‫أماـ أحد‪.‬‬

‫ظنّت أف حديث راشد الرومانسي ىو ما‬

‫تريد إال أهنا اآلف وبعد تفكَت عميق علمت‬

‫ضمرؾ هبا أي مشاعر حقيقية‪..‬‬


‫أنو مل ّ‬

‫‪61‬‬
‫وأهنا ولألسف وقعت بغراـ زوجها الوسيم!‬

‫لوت شفتيها ساخرة من نفسها ودمعة‬

‫تتسلّل لتنساؿ على وجنتها وىي تفكر‪..‬‬

‫ربب زوجها الذي ضمتقرىا ويراىا خائنة ال‬

‫تُؤَسبَن‪ ,‬ربب زوجها الذي مل ضماوؿ االقًتاب‬

‫حسية‬
‫منها أبي طريقة معنوية كانت أو ّ‬
‫وكأنو زاىد فيها وىذا يؤملها بعمق!‬

‫أجفلت على رنُت ىاتفها فتناولتو بنزؽ‬

‫ربوؿ لفرحة عندما رأت رقم غزؿ‬


‫سرعاف ما ّ‬

‫‪62‬‬
‫"غزؿ‪ ,‬حبيبيت‪ ..‬اشتقت ِ‬
‫لك كثَتا"‬

‫ابدرهتا ريفاؿ ما إف فتحت اخلط فوصلتها‬

‫ضحكة غزؿ الرقيقة وىي تقوؿ‪:‬‬


‫"وأان أيضا حبيبيت‪ ,‬كيف ِ‬
‫حالك؟"‬

‫"لست خبَت اي غزؿ‪ ,‬لست خبَت أبدا"‬

‫قالت ريفاؿ وىي تشهق بقوة رباوؿ كبح‬

‫دموعها اليت تسللت فتساقطت كاملطر‬

‫"ملاذا ريفاؿ؟ ماذا حدث حبيبيت؟ ىل أساء‬


‫ِ‬
‫زوجك؟ أو أحد أفراد أسرتو؟"‬ ‫ِ‬
‫لك‬

‫‪63‬‬
‫تساءلت غزؿ حبَتة وقبل أف ذبيبها ريفاؿ‬

‫كانت شيهانة قد خطفت منها اهلاتف وىي‬


‫هتتف بريفاؿ بقوة‪":‬ماذا ضمدث ِ‬
‫معك ريفاؿ؟‬
‫أخربين لو أحد تع ّدى حدوده ِ‬
‫معك لن‬

‫أرمحو أبدا"‬

‫ابتسمت ريفاؿ من بُت دموعها وىي تشعر‬

‫أهنا عادت مرة أخرى لتكوف بُت فتيات‬

‫قبيلتها وحبمايتهن كما اعتادت خاصة‬

‫شيهانة بصوهتا اَلنوف ونربهتا القوية اليت‬

‫‪64‬‬
‫طاملا راعتهم مجيعا كأـ اثنية على الرغم من‬

‫السنوات القليلة اليت تفصل بينهم‪.‬‬


‫"شيهانة‪ ,‬اشتقت ِ‬
‫لك أخيت"‬

‫قالت ريفاؿ وىي رباوؿ كبح الدموع اليت‬

‫تصر على النزوؿ فوصلها صوت شيهانة‪:‬‬


‫أختك‪ ,‬أخربيٍت ماذا ضمدث ِ‬
‫معك"‬ ‫"اي قلب ِ‬

‫"ال أستطيع‪ ,‬ليس ابهلاتف على كل حاؿ"‬

‫قالت ريفاؿ بًتدد فأخربهتا شيهانة بعزـ‪:‬‬


‫ِ‬
‫"سنزورؾ غدا اي ريفاؿ بعد العصر دبشيئة‬

‫‪65‬‬
‫هللا فاستعدي لتعًتيف بكل شيء اي ابنة العم"‬

‫***‬
‫على مائدة اإلفطار‬

‫"بنات عمي سيأتُت اليوـ عصرا"‬

‫قالت ريفاؿ ابقتضاب فأومأ غازي قائال‪:‬‬

‫"مرحبا هبن"‬
‫مث انظرىا بتساؤؿ‪":‬ىل ِ‬
‫لديك ما ربتاجُت لو‬

‫لضيافتهن أـ تريدين شيئا من اخلارج؟"‬

‫يرحب أبحد‬
‫انظرتو ابرتباؾ‪ ..‬فلم تتوقع أف ّ‬

‫‪66‬‬
‫من قِبَػلَها بل ويسأؿ عن ضيافتو!‬

‫أىناؾ شيء؟ ملاذا تنظرين يل‬


‫"ريفاؿ؟ َ‬
‫ىكذا؟"‬

‫تساءؿ غازي وىو يناظرىا بدىشة من‬

‫ربديقها الغريب فيو فابتسمت ابرتباؾ وىي‬

‫تشيح ببصرىا عنو وىي تضع خصلة من‬

‫شعرىا خلف أذهنا شاغلتو طواؿ إفطاره‬

‫واتؽ ليسدؿ شعرىا كلو ويتخللو أبانملو‬

‫أفاؽ من زبيالتو على صوهتا‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫لك"‬
‫"بل لدي كل شيء شكرا َ‬
‫"ىل تريديٍت أف أكوف ِ‬
‫معك يف استقباهلن؟"‬

‫سأهلا غازي فنفت حبركة من رأسها وىي‬

‫تشغر ابلغَتة ربرقها‪ ..‬فال تريده أف يرى‬

‫فتيات أعمامها الفاتنات فيندـ على حظو‬

‫أجل‪ ,‬رغم دالهلا إال أف ما حدث معها‬

‫جعلها تفقد الثقة بنفسها وأف أحدا سيحبها‬

‫لذاهتا فهي كانت وسيلة لالنتقاـ فقط‬

‫ابلنسبة لراشد وردبا لغازي أيضا كما أدركت‬

‫‪68‬‬
‫من كل ما حدث أما سبب االنتقاـ ال تعرفو‬

‫وال هتتم‪.‬‬

‫أومأ مث هنض وىو يو ّدعها وغادر سارقا‬

‫قلبها معو للمرة اليت ال تعلم عددىا‪.‬‬

‫***‬
‫"إىل أين ِ‬
‫أنت ذاىبة من بكرة الصبح‬

‫اي غزؿ؟"‬

‫تساءؿ ليث شقيقها بدىشة فأخربتو بعفوية‪:‬‬

‫وو َىج وشيهانة لريفاؿ فلم‬


‫"سنذىب أان َ‬

‫‪69‬‬
‫نزرىا أبدا منذ زواجها"‬

‫ملعت عيناه بقسوة وىو يومئ بصمت قبل‬


‫أف يتساءؿ‪":‬ألن يوصلكن أحد؟"‬

‫"السائق"‬

‫أجابتو غزؿ ببساطة فأخربىا بصرامة‪:‬‬

‫"كال‪ ,‬سأوصلكن أان طاملا لدي الوقت"‬

‫أومأت وىي تسبقو لتخرب الفتيات وخرج‬


‫ىو بعدىا وىو يلتقط نفسا عميقا خمربا‬

‫نفسو‪( ..‬لن تراىا اي ليث‪ ,‬حىت لو وقفت‬

‫أمامك لن تراىا فقد انطوت صفحتها لألبد‬


‫َ‬
‫‪71‬‬
‫كانت مشاعر مراىقة ذباىها وانتهت‬

‫ابللحظة اليت علمت هبا بشأف اآلخر‪..‬‬

‫لك وكأهنا‬
‫لقد أصبحت ريفاؿ سرااب ابلنسبة َ‬
‫مل تكن أبدا‪ ..‬ىل فهمت اي ليث!)‬

‫***‬
‫أوصلهن ليث للمنزؿ وقد ساد الصمت يف‬

‫ترجلن من السيارة حىت‬


‫السيارة وما إف ّ‬
‫التف وغادر سريعا فهتفت َو َىج دبرح‪:‬‬
‫ّ‬
‫"ىل ِ‬
‫أتيت ابألسد رغما عنو اي غزؿ؟"‬

‫‪71‬‬
‫قهقهت شيهانة فيما ابتسمت غزؿ وىي‬

‫تقوؿ حبَتة‪":‬ال أعلم ماذا حدث لو منذ علم‬

‫ذبهم وجهو‬
‫أنٍت سأزور ريفاؿ دبنزهلا‪ ..‬أوال ّ‬
‫أصر أف يوصلنا ىو بدال من السائق"‬
‫مث ّ‬
‫ربّتت شيهانة على كتفها حبنو وىي تقوؿ‪:‬‬

‫"ردبا ىناؾ شيء ضمدث معو‪ ,‬تعرفُت ليث‬


‫كتوـ كثَتا‪ ..‬ىيا حىت ال نتأخر على ريفاؿ"‬

‫ما إف أكملت شيهانة اجلملة حىت فُتِ َح‬

‫الباب وظهرت عود الباشا واليت كانت‬

‫‪72‬‬
‫تساعد ريفاؿ وعلى وشك املغادرة‪..‬‬

‫"مرحبا عود‪"..‬‬

‫ابدرهتا شيهانة فابتسمت هلا عود بعفوية‬


‫بك شيهانة‪ِ ,‬‬
‫أنرت البلدة‬ ‫وىي ذبيبها‪":‬مرحبا ِ‬

‫كلها"‬

‫مرحبة مث جاء الدور على‬


‫مث نظرت َلو َىج ّ‬
‫ترحب‬
‫غزؿ فناظرهتا عود بطريقة غريبة وىي ّ‬
‫هبا بفتور مل تالحظة غزؿ ولكن َو َىج‬

‫الحظتها جيدا واندىشت لذلك‪..‬‬

‫‪73‬‬
‫ملاذا ىذه املعاملة الفاترة مع غزؿ؟!‬

‫إال أف ظهور ريفاؿ جعلها تتناسى ما حدث‬

‫ويدخلن مجيعا وينخرطن ابَلديث‪.‬‬

‫***‬
‫سارت بتؤ ّدة إىل منزؿ والدىا وىي تشعر‬

‫ابَلزف‪ ..‬أجل غزؿ مجيلة ورقيقة وىشة‪,‬‬

‫تناسب ابن عمها عمراف كثَتا وال تنسى أهنا‬

‫أكملت تعليمها وليست مثلها اكتفت‬

‫ابلثانوية وقد سأمت التعليم كلو‪..‬‬

‫‪74‬‬
‫لديو كل اَلق أف يعجب هبا ويرفضها ىي‬

‫من أجلها كما مسعت اخلدـ يتداولوف األمر‬

‫صباحا وقد جرحها ىذا كثَتا‪..‬‬

‫ماذا هبا ين ّفر أبناء عمها منها؟!‬

‫نفَت سيارة ظهرت فجأة بطريقها جعلها‬

‫ترتعب وىي زبطو جانبا بنفس اللحظة اليت‬

‫انعطفت السيارة فصدمتها وارسبى جسدىا‬

‫على بعد عدة خطوات من السيارة وآخر‬

‫ما رأتو ظل رجل ينحٍت فوقها‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫هناية الفصل‬

‫‪76‬‬

You might also like