You are on page 1of 35

‫دروس كتاب العلم‬

‫للشيخ محمد بن عثيمين‬

‫بسم هللا الرحمـن الرحيم والحمدهلل والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪..‬‬

‫[ شرح كتاب العلم من تقديم‪ :‬الشيخ جمال جبرتي وشرح الشيـخ حسين الشــمري]‪..‬‬

‫الدرس االول لكتاب العلم‪:‬‬


‫هذا الكتاب تجميع لفتاوي الشيخ ابن عثيمين جمعها فهد بن ناصر السليمان وعرضها على الشيخ واقرها وطبع في‬
‫حياة الشيخ ابن عثيمين قبل وفاته وسماه كتاب العلم‪.‬‬
‫الشرح من هذا الكتاب سيكون بطريقة المحاور نأخذ محور ونأخذ اهم ما في هذا الباب ونعلق عليه ومهم قراءة الكتاب‬
‫ولكن ال نستطيع المرور على كل الكتاب ألنه طويل فقط يتم المرور على المحاور وشرح المهم ‪.‬‬
‫كلمة العلم ال تحتاج الى تعريف الن العلم واضح وهو ضد الجهل وهو ادراك االشي على ما هو عليه ادراك جازما بحيث‬
‫انه هذا هو المقصود بهذا الشيء حتى لو بامور الشرع او الحياة‪ .‬العلم كما قال الشيخ هو المعرفة وهو ضد الجهل‬
‫وهو معروف عند كل الناس واصدق تعريف انه ضد الجهل‪.‬‬
‫العلم في الكتاب والسنة هو علم الشرعي وهو علم الوحي ‪ ,‬وعلم الكتاب والسنة كما ذكر الغزالي‪ :‬ما استفيد منه‬
‫االنبياء عليهم السالم اي ما أخذ من الكتاب والسنة فالمراد به العلم الشرعي ال العلم الدنيوي والطالب المخاطب به في‬
‫هذا الكتاب هو الطالب الشرعي‪.‬‬
‫العلم ينقسم الى ‪ :‬علم شرعي وعلم دنيوي‬
‫والعلم الشرعي‪ :‬منه ما هو فرض واجب على المسلم مثل العبادات والمعامالت مع الناس‪،‬ومنه فرض كفاية ما هو زائد‬
‫عن هذا‪،‬وهذا العلم الشرعي واجب على المسلمين‪.‬‬
‫وعلم الدنيا ‪:‬فرض كفاية لما فيه فائدة في حياة المرء ومنه ما يؤجر عليه لما يكون فيه فائدة لالمة اذا اخلص النية ‪.‬‬
‫اما العلم الشرعي اما ان يكون له او عليه ‪ ,‬اذا لم يعمل به المسلم يعاقب عليه‪،‬ال سيما اذا نوى غير هللا فيه‪،‬في المقابل‬
‫يؤجر اذا اراد ان يرفع الجهل عنه او عن الناس‪.‬‬

‫ما اهمية ادب طالب العلم بالدروس؟‬


‫الن االدب هو المدخل الى االستفادة من العلم اذا كان االنسان مؤدب فهو ينتفع وينفع اخوانه وينفع المسلمين جميعا‪.‬‬
‫ما فائدة ان يدخل دروس العلم وليس لديه اخالق طالب العلم؟ نجد من يكون مؤدب انفع للناس ألن فيه الرحمة لنشر‬
‫علمه ويقبل الناس عليه وينتفعون به‪ .‬على عكس من ينفر الناس من طالب علم لسوء خلقه‪.‬‬
‫ما عند هللا خير وابقى اذا بدأ طالب العلم بطلب العلم يحصل له فضل كبير ويكفي انه في عبادة‪.‬‬
‫ولذلك ينبغي ان يتفطن الى فضل العلم ألنه الدافع الى طلب العلم‪ ..‬قل هل يستوي الذي يعلمون والذين ال يعلمون‪.‬‬
‫طريق العلم ينقسم الى حسي ومعنوي ‪:‬‬
‫الحسي ‪ :‬الذهاب الى اماكن طلب العلم مثل المساجد والمدارس‬
‫اما المعنوي ‪ :‬فهو القراءة في الكتب وسماع اشرطة اهل العلم‬
‫العلم يبقى لإلنسان حتى بعد موته كما نحن االن نقرأ كتاب العلم بعد ‪ 20‬عاما من موته‪.‬‬
‫العلم يبقى اما المال يفنى اال في الصدق‬
‫سلَّ َم ‪( :‬مَنْ ُي ِر ِد هَّللا ُ بِ ِه َخ ْي ًرا ُي َف ِّق ْه ُه فِي‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫من سلك طريق العلم يعلم ان هللا اراد به الخير كما قال ال َّنبِ َّي َ‬
‫ين )‪ .‬فاذا رأيت من نفسك انك تحب العلم وتقبل على العلم وتحب مجالس العلم فعلم ان هللا اراد بك خيرا ‪ ...‬وما‬ ‫الدِّ ِ‬
‫اعظمه من خير اللهم ثبتنا‪ .‬هذا الفضل له ثمن وهو الصبر في الحياة الدنيا على طلب العلم‪ ...‬يتميز العالم الثبات‬
‫وقوة االيمان وفهم الحياة الدنيا فهم صحيح على عكس النفس الجاهلة‪ .‬زله فضل عظيم وهو تسهيل طريق الى الجنة‬
‫وما اعظمه من أجر‪ ....‬اللهم ارزقنا العلم النافع ‪...‬‬

‫الدرس الثاني من كتاب العلم‪:‬‬


‫ما هو حكم العلم؟‬
‫طلب العلم على االمة‪ :‬فرض كفاية ال بد ان يكون هناك في االمة احد يتعلم العلم‪.‬‬
‫بالنسبة للفرد هناك قسمان‪ :‬علم واجب وعلم مستحب‬
‫العلم الواجب‪ :‬ما يتوقف عليه صحة عبادة المرء وصحة معاملته‪ .‬مثال اذا اراد ان يصلي يجب عليه ان يتعلم احكام‬
‫الصالة‪ .‬فان كانت تتوقف صحة عبادته على العلم ف يجب ان يتعلم العلم‪.‬‬
‫اما العلم المستحب‪ :‬ما زاد عن ذلك‪ .‬ولكن احيانا طالب العلم يجب عليه المستحب‪.‬‬
‫اذا كان في اظهار بعض السنن احياء للسنة ومعرفة بها فيجب على طالب العلم ان يحي هذه السنة‪.‬‬
‫ما موضع العلم ؟ ما اهمية ان يطلب العلم الفرد؟‬
‫ال مكان لالمة االسالمية بين االمم اال بالعلم فهو الرفعة والعزة ونحن مقامنا خير المقام بين االمم ‪.‬‬

‫انتشار ‪ 3‬اشياء تحتم على االمة طلب العلم‪:‬‬


‫‪- 1‬ا نتشار الجهل‪ :‬مع انتشار العلم اال ان هناك جهل عظيم في الدين وهي من عالمات الساعة فيكثر ظلم الناس لبعض‬
‫‪ - 2‬كثرة البدع‪ :‬فالبدع تتجدد وكل عصر له بدع جديدة وصارت البدع يمول لها ويظهروها احسن صورة‪ .‬فيجب محارة‬
‫اابدع بالعلم‬
‫‪ - 3‬كثرة الجدل باألحكام الشرعية‪ :‬اذا كثر الجدل لألحكام الشرعية كان سبب في ضياعها وعندها سوف يجد غير‬
‫المسلمين مدخل على االسالم من هذا النقص‪.‬‬

‫هذا يحتم على اهل العلم ان يبينوا العلم اكثر وينشرونه بين الناس‪ .‬وهذا له فضل عظيم عند هللا‪.‬‬

‫طالب العلم يجب مخاطبته خطاب الروح فما شخصية طالب‪/‬ة العلم؟‬
‫طلبه للعلم خالص هلل تعالى‪ :‬هو ابتغاء هذا العمل خالصا لوجه هللا وحده‪ ,‬اذا وصل لهذه الدرجة فقد وصل الى‬ ‫‪-1‬‬
‫نهاية الطريق وهي بركة هللا ويسد عنه طريق كل شر‪ .‬فاإلخالص هو المقصد االول واالخير‪...‬‬
‫وهذا االخالص لما هو عظيم فهو ليس سهل بحاجة لمثابرة ومتابعة مكثفة فلو علم هللا الصدق في قلب‬
‫المؤمن اعطاه ما اراد‪ .‬اال ان سلعة غالية اال ان سلعة هللا الجنة‪ .‬هو ليس بمستحيل ولكن بحاجة الى صبر‬
‫وعزيمة صادقة‪ .‬فان كانت دراستك في هذه المدارس لرفع الجهل عن نفسك‪ ,‬وعن غيرك ‪ ,‬وافادة االمة‬
‫والدفاع عن الشريعة فهذه نية طيبة وان كانت النية العلو على الناس او اخذ منصب او جاه فهذه نية فاسدة‪.‬‬

‫ما هي نية طالب العلم اثناء طلب العلم؟‬


‫بل االنسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره مهما تعذر االنسان هو اعرف بنفسه ان كان هذا العلم لنفسه‬
‫او هلل‪..‬‬
‫ينبغي علينا ان ننوي نية صادقة اثناء طلب العلم‪ ..‬قال أحمد بن حنبل ‪:‬ان العلم ال يعدله شيء اذا صحة نيته‪.‬‬
‫كيف تصح النية؟‬
‫ان ينوي ان يرفع الجهل عن نفسه وهذا دليل على صحة اخالص النية‪.‬‬
‫وان يرفع الجهل عن االخرين وهذا دليل على سالمة صدره انه يريد افادة االمة وهذا دليل على نية صادقة‪.‬‬
‫ان يرى اكثر ما يحتاجه الناس من حوله فيتعلمه وينشره‪.‬‬
‫فاإلنسان يبذل من علمه ولو شيء بسيط‪.‬‬
‫اذا كان العالم المتقدم عانى في مسألة االخالص فماذا يساعد طالب العلم على االخالص؟ ان يستحضر دائما‬
‫ان العلم هبة عظيمة من هللا ولم يعطى شيء اعظم من العلم‪ ,‬وقل ربي زدني علما‪ .‬ال بد ان ينطرح االنسان‬
‫بين يدي هللا وان يسأل هللا االخالص في كل االمور‪ ,‬وان يعيننا على االخالص فنحن ضعاف من دون هللا‪.‬‬
‫وهذا كله فضل من هللا وحده فيجب ان ندعوه دائما العون على االخالص بالعمل والقول‪.‬‬

‫هللا أمر أن ن ّق در أهل العلم‪ ,‬سواء السابقين النهم خدموا اإلسالم وقدموا هذا اإلسالم نقيا ً حتى وصل إلينا‬
‫فالواجب أن نترحم عليهم وذكرهم ذكراً حسنا ً‪ .‬كذلك الالحقين وجب احترامهم وتقديريهم ألنهم حماة الشريعة‪,‬‬
‫حتى في سؤالهم كما قال النووي " يرى أن شيخه أرجح أهل طبقته"‪.‬‬
‫يجب أن يمتلئ قلبنا اتجاه معلم العلم بالقناعة التامة بصحة ما يقول‪ ,‬فيظن أن يكون كل كالمه حق خاصة في‬
‫بداية طلب العلم‪ .‬فلو كان هناك خالف مع معلم العلم فيناقشه على انفراد وليس أمام المأل وال يقول له "قلتم‬
‫كذا" فهذا من أدب طالب العلم لمعلمه‪.‬‬

‫كيف يتصرف طالب العلم عند سماع قول شيخه الخطأ؟‬


‫االحكام الشرعية تنقسم الى قسمين‪:‬‬
‫قسم فيها مجال لالجتهاد وقسم ليس فيها مجال لالجتهاد ويكون األمر فيها واضحا ً كمسائل العقيدة‪ .‬أما األولى‬
‫ال ينبغي جعل قول الشيخ مطعن فيه أو اللمز فيه وإنما هو عالم مجتهد قال في هذا القول وربما سبقه علماء‬
‫على هذا القول فال يثرب عليه‪.‬‬

‫ماذا ينبغي لطالب العلم أن يسلك عند وقوع العالم بالخطأ؟‬


‫أن ال يفرح بزلة العالم وهذه مرتبطة باإلخالص‪ .‬فالواجب سترها على عموم الناس فكيف على العالم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الذب عن عرض العالم‪ ,‬المهم أن ال تكون زلة العالم مسرح للنقاش حتى تتثبت من قول العالم‪" ,‬من كثر‬ ‫‪-2‬‬
‫علمه كثر عذره"‪.‬‬
‫التثبت من صحة النقل بخبر ثقة أو بقول صريح من العالم‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫النظر هل هذه زلة من العالم او زلة من فهم االنسان‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫إذا علمت أن العالم اخطأ‪ ,‬االتصال مباشرة به وسؤاله حتى يتبين له الحق‪ ,‬فيناقشه بأدب طالب العلم‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وهذه النقاط دليل على رحابة صدر طالب العلم وأنه يريد رفعة الشريعة‪.‬‬
‫العمل بالعلم‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ً‬
‫ومعاملة؛ ألن هذا هو ثمرة العلم وهو نتيجة العلم‪،‬‬ ‫أن يعمل طالب العلم بعلمه عقيد ًة وعبادة‪ ،‬وأخال ًقا وآدا ًبا‬
‫فينبغي أن ينثر عطفه ووده لرفاقه بطلب العلم وأن يحب لهم كما يحب لنفسه ‪,‬وأن يختار الصاحب الذي يعينه‬
‫على طلب العلم كلما كان طالب العلم قريب منك فسوف تستفيد فائدة عظيمة منه‪.‬‬
‫ثبت عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪" :‬القرآن حجة لك أو عليك" لك إن عملت به‪ ،‬وعليك إن لم تعمل‬
‫به‪ ,‬وكذلك يكون العمل بما صح عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬بتصديق األخبار وامتثال األحكام‪ .‬والصحابة‬
‫كان النبي يحدثهم بأشياء قد تكون بعيدة عن أفهامهم‪ ،‬ولكنهم يتلقون ذلك بالقبول ال يقولون‪ :‬لِ َم؟ وكيف‪,‬‬
‫على عكس المتأخرين الذين ير ّد ون االشياء التي تتحير بها عقولهم فهم يريدون االعتراض ال االسترشاد‬
‫ولهذا ُي حال بينهم وبين التوفيق‪ .‬الواجب علينا أن نتلقى ما أخبر هللا به ورسوله من أمور الغيب بالتسليم‪،‬‬
‫وأن ال نعارضها بما يكون في أذهاننا من المحسوس والمشاهد؛ ألن الغيب أمر فوق ذلك‪.‬‬

‫على ماذا تكون العبادة مبنية؟‬


‫على أمرين أساسين‪:‬‬
‫إحداهما‪ :‬اإلخالص هلل ‪-‬عز وجل‪ -‬والثاني‪ :‬المتابعة للرسول –عليه الصالة والسالم‪-‬‬
‫فيبني اإلنسان عبادته على ما جاء عن هللا ورسوله‪ ،‬ال يبتدع في دين هللا ما ليس منه ال في أصل العبادة‪ ،‬وال‬
‫في وصفها‪ ،‬فالعبادة أن تكون ثابتة بالشرع‪ ,‬حتى لو كنت مخلصا ً وتريد الوصول إلى هللا‪ ،‬وتريد الوصول إلى‬
‫كرامته‪ ،‬ولكنه على غير الوجه المشروع فإن ذلك مردود عليك‪ .‬واستدلوا على ذلك بقوله‪َ{ :‬أ ْم لَ ُه ْم ُ‬
‫ش َر َكا ُء‬
‫الدِّين َما لَ ْم َيْأ َذنْ بِ ِه هَّللا ُ} [الشورى‪]21 :‬‬
‫ِ‬ ‫ش َر ُعوا لَ ُه ْم مِنَ‬‫َ‬
‫كذلك ال بد أن يكون عامالً بعمله في األخالق والمعاملة‪ ،‬والعلم الشرعي يدعو إلى كل خلق فاضل من الصدق‪،‬‬
‫والوفاء ومحبة الخير للمؤمنين‪ .‬واعلم أن حسن الخلق هو ما يقرب إلى هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬وأولى الناس برسول‬
‫مجلسا يوم القيامة‬ ‫ً‬ ‫هللا وأدناهم منه منزلة أحاسنهم أخال ًقا كما قال الرسول‪" :‬إن من أحبكم ّ‬
‫إلي وأقربكم مني‬
‫أحاسنكم أخال ًق ا‪ ،‬وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون‬
‫"‪.‬‬
‫قالوا يا رسول هللا! قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال‪" :‬المتكبرون"‪.‬‬
‫ما هي أمراض القلوب التي يجب على طالب العلم أن يتخلص منها؟‬
‫البغض والحسد‪ :‬األصل أن يحب ألخيه ما يحب لنفسه‪ .‬ينبغي أن يتنبه اإلنسان للبغضاء ألن الشيطان‬ ‫‪-1‬‬
‫يحرص على وضعه بين األقران‪ .‬فهناك من يريد أن يتميز في كل شيء حتى يتعالى على باقي إخوانه‪.‬‬
‫ومن وجد في قلبه الحسد وجد أن لديه نية فاسدة‪ .‬فاألصل التعاون بين بعض في طلب العلم والفرح‬
‫لآلخر عند نجاحه وأن يعينه في طريق العلم ال أن يقف في طريقه‪ .‬هذا العلم فضل من هللا على عباده‬
‫ومن أراد مثل هذا الفضل فليسأل هللا مثل فضله‪.‬‬
‫ما هي أقسام األصدقاء حسب تقسيم أهل العلم؟‬
‫‪- 1‬صديق منفعة‪ :‬يصادقك على منفعة دنيوية كجاه أو مال فإذا ذهبت هذه المنفعة تركك وهذا أسوئهم‪.‬‬
‫‪- 2‬صديق لذة‪ :‬يتلذذ بالجلوس والمسامرة والسفر معك ولك ّنه ال ينفعك في دينك وال في علمك‪ .‬تجده في‬
‫الملذات فقط فيجب أن تكون العالقة معه من بعيد لبعيد‪.‬‬
‫‪- 3‬صديق الفضيلة‪ :‬يقربك إلى هللا ويعينك في تحصيل العلم فهذا إن وجدته فأعضض بنواجدك عليه فهو‬
‫الجليس الصالح الذي ُيعينك في دينك ودنياك‪.‬‬
‫الصداقة لها أثر على الثبات بطريق العلم فيجب أن تكون لدينا محيط يقوينا على طلب العلم‪.‬‬

‫الدعوة الى هللا‪:‬‬ ‫‪-7‬‬


‫من صفات الداعية وطالب العلم أن يدعو إلى هللا؛ ألنها هي الغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب وهي ثمرة‬
‫ً‬
‫نسخا من كتب‪ ,‬كما كانت حياة الرسول كلها دعوة‬ ‫طالب العلم الذي عليه أن يدعو في كل مناسبة ال أن يكون‬
‫إلى هللا‪ ,‬فقال عليه السالم " بلغوا عني ولو آية " فكلمة "بلغوا" فيها تكليف‪ ,‬أما "عني" هذا تشريف إلى‬
‫أي عالمة على الدين‪ ,‬فكل عالمة عن الدين تدخل في هذا‬‫النبي‪" ,‬ولو آية" تخفيف‪ ,‬قال بعض المفسرين‪ُّ :‬‬
‫البالغ الذي يجب أن يكون من الكتاب والسنة فقط‪ .‬وجب تزكية العلم بنشره ال كتمه‪.‬‬

‫الحكمة‪:‬‬ ‫‪-8‬‬
‫ما هي الحكمة؟ هي من آداب الدعوة الى هللا‪ ,‬وهي وضع الشيء في مكانه المناسب زمانا ً ومكانا ً وحاال‪ً.‬‬
‫فتعطي الزمان ما يناسبه من األقوال واألعمال وتعطي الزمان والحال ما يناسبهم أيضاً‪ .‬وهذا هدي النبي فكان‬
‫يعطي السائلين ما يناسبهم‪ .‬كان يراعي اختالف الناس وتباين مشاعرهم وثقافتهم كذلك الداعية وجب مراعاة‬
‫ذلك فال يكون كالمه واحد في كل مكان وزمان وحال‪ ,‬لقول االمام مالك‪" :‬ال يكون الرجل عالما ً وهو يحدث في‬
‫مر طالب العلم بأناس يعصون هللا تعالى فمن الحكمة أن يحدثهم عن الخوف ال عن‬ ‫كل ما سمع"‪ .‬مثال إذا ّ‬
‫الرجاء‪ .‬فإذا رأيت طالب علم يدعو بغير حكمة؛ فهو إما لقلة عقله‪ ،‬او لقلة مخالطته للناس‪.‬‬

‫وجب على أهل العلم أن ال يزجروا الناس عند وقوعهم في الخطأ؛ فينفروا من النصيحة والداعية‪ ,‬وأن ال‬
‫ُيش ِّه ر به بقوة وبشدة يقول‪ :‬ما تخاف هللا‪ .‬كما قال ابن تيمية فيما نقله عن الشافعي في أهل الكالم "حكمي‬
‫في أهل الكالم أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر ويقال‪ :‬هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة‪،‬‬
‫وأقبل على الكالم"‪.‬‬

‫كيف يجب أن ننظر إلى أهل المعاصي؟ بعينين‪:‬‬


‫عين القدر‪ :‬والحيرة لما استولت عليهم الشياطين فيرحمهم ‪ ،‬ويحمد هللا أن عافاه مما ابتالهم به‬ ‫‪-1‬‬
‫ونعاملهم بما نراه أقرب إلى حصول المقصود وزوال المكروه‪.‬‬
‫وعين الشرع‪ :‬أي ال تأخذنا في هللا لومة الئم كما قالت تعالى عن الزانية والزاني‪َ { :‬ف ْ‬
‫اجلِدُوا ُكل َّ َوا ِح ٍد‬ ‫‪-2‬‬
‫هَّللا‬
‫ِين ِ} [النور‪.]2 :‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْأ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْأ‬ ‫َ‬ ‫اَل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َئ‬ ‫ْ‬
‫ِمن ُه َما مِا ة َجلدَ ٍة َو ت خذك ْم بِ ِه َما َر فة فِي د ِ‬
‫ماهي معالم الحكمة للداعية؟‬
‫إذا أتيت قوم وعندهم مسألة ترى أن قولها مرجوح ولكن الناس اجتمعوا عليهــا وال يختلفـون بهــا‪ ,‬وجب أخـذ‬ ‫‪-1‬‬
‫القول المرجوح‪ .‬مثل من يجهرون بالبسملة ويرون أنها هي السنة فوجب الجهر مثلهم‪.‬‬
‫إذا اتيت قوم يفعلون شيء مشروع ‪-‬إما سنة أو واجب‪ -‬وكانوا يعتقدون أن هذا المشروع واجب‪ ,‬فال يجب أن‬ ‫‪-2‬‬
‫نقول لهم أ ّن ها سنة‪ .‬مثل من يظنون أن الوتر واجب فال يجب أن تقول لهم أنها سنة وال حرج على من تركها‪.‬‬

‫ما موقف طالب العلم من الوسائل الحديثة التي أصبحت هي حياة الناس وتسهل نشر العلم؟‬
‫العالم صار قرية صغيرة بسبب هذه الوسائل‪ ,‬فأولى الناس بها هم المسلمين وهي داخلة في قــول هللا‪َ " :‬وَأ ِعـ دُّوا لَ ُهم َّما‬
‫اس َت َط ْع ُتم ِّمن قُ َّو ٍة َومِن ِّر َباطِ ا ْل َخ ْي ِل" [األنفال‪ ]60 :‬وأولى المسلمين هم طالب العلم الذين يبلغــون دين هللا ســبحانه لــذلك‬
‫ْ‬
‫هذه الوسائل من نعمة هللا فكم قصرت من مدة وتكاليف نشر العلم فوجب االعتناء بها‪.‬‬

‫ماهي أقسام طالب العلم في استخدام الوسائل الحديثة؟‬


‫قسم ّج رته هذه الوسائل الى الحرام فزادت سيئاته‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قسم جعلها لالطالع والثقافة فقط فال يستفيد منها ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫قسم استخدم هذه الوسائل في تبليغ دين هللا وتدريس العلوم الشرعية والدعوة الى هللا وهذا من رحمة هللا‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫كان شيخ ابن عثيمين يمتثل لهذا األمر فيأتي بكل األجهزة الحديثة وكان له دوالب مليء بــالهواتف‪ .‬فــوجب لطــالب العلم‬
‫أن يختار التطبيق الذي يناسبه في نشر العلم‪.‬‬

‫صابرا على العلم‪:‬‬


‫ً‬ ‫أن يكون الطالب‬ ‫‪-9‬‬
‫ًّ‬
‫مستمر ا في تعلمه المستطاع‪ ،‬وليصبر على العلم‪ ،‬فإذا طرقــه الملــل استحســر‬ ‫مثابرا عليه ال يقطعه وال يمل بل يكون‬
‫ً‬ ‫أي‬
‫مثابر ا فإنه ينال أجر الصابرين من وجه‪ ،‬وتكون له العاقبة من وجه آخر‪.‬‬
‫ً‬ ‫وترك‪ ،‬ولكن إذا كان‬

‫احترام العلماء وتقديرهم‪:‬‬ ‫‪-10‬‬


‫إنّ على طلبة العلم احترام العلماء‪ ،‬واتساع صدورهم لما يحصل من اختالف بين العلماء وغيرهم‪ ،‬ومقابلة هذا باالعتذار‬
‫عمن سلك سبيال خطأ‪ ،‬وهذه نقطة مهمة جـ ًّدا؛ ألن بعض النــاس يتتبــع أخطــاء اآلخــرين؛ ليتخــذ منهــا مــا ليس الئقــا في‬
‫حقهم‪ ،‬ويشوش على الناس سمعتهم‪ ،‬وهذا أكبر األخطاء والناس إذا زهدوا في العـالم أو سـقط من أعينهم تسـقط كلمتـه‬
‫ض ا‪ .‬وال مانع أن يتكلموا معهم فيما يعتقدون أنه خطأ؛ ليبينوا لهم هل الخطأ منهم أو من الذين قالوا إنهم أخطأوا؟‬ ‫أي ً‬

‫كيف يتعامل طالب العلم في مسألة الردود؟‬


‫وهي من المسائل المهمة ألن النقص حاصل والخطأ وارد وخير الخطائين التوابين‪ ,‬الــرد على المخطئ أصــل من أصــول‬
‫االسالم‪ ,‬وهو من األمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو جهاد في سبيل هللا والرد على المخالف منهج قرآني و نبــوي‬
‫وسلفي‪.‬‬
‫ت ا ْل َي ُهو ُد َيـ ُد هَّللا ِ َم ْغلُو َلـ ٌ‬
‫ـة ۚ ُغ َّلتْ َأ ْيـ دِي ِه ْم َولُ ِع ُنــوا ِب َمــا َقــالُوا‪[ "...‬المائــدة‪:‬‬ ‫"و َقا َل ِ‬
‫وما أكثر الردود في القران قال هللا تعالى ‪َ :‬‬
‫‪ , ] 64‬حتى الرسول في سنته هناك الكثير من الردود على المخالفين كان يقول "ما بال أقــوام يقولـون كــذا وكـذا" وهــو‬
‫منهج الصحابة أيضا ُ كردهم على مانع الزكاة‪ ...‬وهو أيضا منهج أهل العلم ومنهجهم يجب أن يعرف وهو منهج متكامــل‬
‫يجب أن ال يؤخذ من كلمة عالم لوحده‪ ,‬ألنه قد يحتث بالعـالم شـيء يخصـه أو قـد ال يكـون هنـاك لديـه مقـدرة على الـرد‬
‫عليهم‪.‬‬
‫كيف كان منهج السلف في مسألة الردود؟‬
‫‪ -1‬أنّ الرد عالج ألن األصل في اإلسالم البالغ‪ ,‬ومعرفة أن الرد عالج يفيد طالب العلم أن ال يكثر الردود‪.‬‬
‫‪-‬مثل منهج ابن باز وعثيمين‪ -‬األصل أنّ الكالم يكون في محكمات األمور كالصــالة واآلداب ومكــارم األخالق بمــا يقــارب‬
‫‪ %70‬أما الباقي للردود إن كان هناك حاجة يرد‪.‬‬

‫النظر إلى المقالة والقائـل فليس كـل مقالـة يـردون عليهـا‪ .‬إن كـانت ضـعيفة غـير مهمـة ال يـردون عليهـا بـل‬ ‫‪-3‬‬
‫يميتونها "اميتوا الباطل بالسكوت"‪ .‬فيجب أن ال نرد على كل ما يظهر أمامنــا إال إذا انتشــرت هــذه المقالــة أو‬
‫كانت دعوة لبدعة أو خالف للمذموم ‪ .‬في المسائل الفقهية االجتهادية فــإن أهــل العلم ال يحرصــون على كــثرة‬
‫الرد يكفي رد عالم واحد‪ .‬ألن المراد من الرد اظهار الحق بك او بغيرك‪.‬‬

‫الرد على المقالة اذا كانت واقعة او معلنة ألنه ال يليق بأهل العلم افتراض مقالة على أهل الباطل‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫كذلك ال يذكرون حجج للخصم لم يقلها‪.‬‬

‫الفاسدة الرد باإلجمال من دون تفصيل‪ ,‬ولكن قد يحتاجون للتفصيل حتى يبين ضعف المقالة مثال‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫عدم ذكر االسم ألنه المراد رد الباطل ال االنتقام إال في حالتين‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ -1‬إذا اشتهر هذا المقابل عن رجل معين‪,‬‬ ‫‪-7‬‬

‫‪ -2‬إذا كان داعيا ً إلى بدعة؛ حتى يحذر الناس منه خاصة لو كانت بدعة كبيرة‬ ‫‪-8‬‬

‫‪-3 ,‬يردون من دون تشهير ولو لصاحب البدعة‪ ,‬إال إذا اشتهر هــذا الرجـل ويوجـد لـه أنصــار لبدعتـه فال بـد‬ ‫‪-9‬‬
‫ذكره وتشهيره ولكن ال ُيزاد فيه ما ليس فيه‪.‬‬

‫عدم التشفي بالمخالف بل تكون الرحمة مصــاحبة لــه ألن صـاحب المقالــة قـد يكــون صـدر منـه الخالف لقلــة‬ ‫‪-10‬‬
‫علمه أو قلة إيمانه وتعصبه‪- ,‬الرد يكون بقدر وبحاجة‪.-‬‬

‫‪ -7‬يجب أن يكون الرد مشتمل على خصلتين‪:‬‬


‫‪ -1‬العدل‪ :‬فال يزيد عليه ‪ -2‬وال يحاول أن يشوهه ويسقطه‪.‬‬
‫إذا اتصف االنسان بالظلم والجهل ذهبت بركة العلم وهذا يتضح بالرد‪ ,‬لذلك ابن تيمية كان يظهــر بعض الحــق في كالمــه‬
‫عند وجود مسألة خالف ولكن يرد الباطل فيها ويقبل ما فيها من حق‪.‬‬

‫في مسألة ذكر اسم المخالف كيف كان يتصرف الشيخ إذا ذكر أحد اسم خالل حلقات العلم؟‬
‫كان ال يقبا ذكر األسماء أبدا وينهى عن ذلك وكان يقول "نرد على المقالة ال على القائل" وذلك ألمرين‪:‬‬
‫حتى ال يدعوا الى التحزب فكل عالم له أحباء فيحاول كل حزب الرد لشيخه فيبدأ الردود واالجحاف‬ ‫‪-1‬‬
‫أو ألن صاحب المقالة قد يتغير حاله ويرجع إلى الحق والصواب فإذا رد أحد عليه باسمه ســوف يبقى إلى أبــد‬ ‫‪-2‬‬
‫الدهر ويبقى كالم أهل العلم عليه رغم أنه تغير‪ ,‬فالمراد رد الباطل واظهار الحق‪.‬‬
‫لم يكن ابن عثيمين يحب أن ُيجيب على سؤال أحد ذكر فيه اسم شيخ ما‪.‬‬
‫‪.‬كيف كان الشيخ يتصرف إذا رُدّ عليه في مسألة باسمه؟‬
‫علي‪ ,‬فإن كـان الحـق عنـدي فقـد بينتـه بدليلـه فال حاجـة للـرد‪ ,‬وإن كـان‬
‫كان يقول‪ :‬االن الحق إما عندي أو عند من رد ّ‬
‫الحق في من ردّ علي فالحمد هلل من هيأ للمسلمين من يرد على ابن عــثيمين‪ ,‬ومــاذا إن رددت عليــه؟ ســوف يبقى هنــاك‬
‫ردود لن تنتهي وهللا اعلم لما في القلوب سوف يولد بسبب كثرة الردود‪...‬‬

‫كيف رد الشيخ ابن عثيمين على من طلب منه تقديما ً لكتاب فيه رد على أحد العلماء؟‬
‫أن يختصره ‪ -2‬أن يبعث به إليه وال ينشره‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫التمسك بالكتاب والسنة‪:‬‬ ‫‪-11‬‬


‫ما هي أصول العلم؟‬
‫ً‬
‫وحفظا وفه ًما وعمال بــه‪ ،‬فــإن القــرآن هــو حبــل هللا‬ ‫القران الكريم‪ :‬يجب على طالب العلم الحرص عليه قراء ًة‬ ‫‪-1‬‬
‫المتين‪ ،‬وهو أساس العلوم‪ .‬فقد كان السلف رضوان هللا عليهم يحرصون على القرآن فمنهم من كــان يحفظــه‬
‫في أقل من شهر‪ .‬فيجب على طالب العلم الحرص عليه وحفظه على يــد أحــد المعلمين؛ ألن القــرآن يؤخــذ عن‬
‫طريق التلقي‪ ,‬ومن المؤسف أن ال يكون طالب العلم حافظا ً ومتقنا ً للقرآن‪.‬‬
‫السنة الصحيحة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فهي ثاني المصدرين للشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهي الموضحة للقرآن الكريم‪ ،‬فيجب على طالب العلم الجمع بينهما والحــرص‬
‫عليهما‪ ،‬وعلى طالب العلم حفظ السنة‪ ،‬إما بحفظ نصوص األحاديث أو بدراسـة أسـانيدها ومتونهــا وتميــيز الصـحيح من‬
‫الضعيف وكذلك الدفاع عنها والرد على شبهات أهل البدع في السنة‪.‬‬

‫تـراع القـرآن‬
‫ِ‬ ‫تـراع السـنة وتغفـلْ عن القـرآن‪ ،‬أو‬
‫ِ‬ ‫فيجب على طالب العلم أن يلتزم بـالقرآن والسـنة الصـحيحة‪ ,‬لـذلك ال‬
‫وتغفلْ عن السنة‪ .‬فكثير من طلبة العلم يعتني بالسنة وشروحها ورجالها‪ ،‬ومصطلحاتها اعتنا ًء كامال؛ لكن لو سألته عن‬
‫آية من القرآن لرأيته جاهال بها‪ ،‬وهذا غلط كبير‪ ,‬فال بد أن يكون الكتاب والسنة جناحين لك‪.‬‬

‫كالم العلماء‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫فال تهمل كالم العلماء وال تغفل عنه؛ ألن العلمــاء أشــد رسـ ً‬
‫ـوخا منــك في العلم‪ ،‬وعنــدهم من قواعــد الشــريعة وأســرارها‬
‫وضوابطها ما ليس عندك‪.‬‬
‫لذا يجب على طالب العلم الرجوع إلى كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأن يستعين بكالم العلماء‪.‬‬

‫ما هي الحياة الطيبة؟‬


‫الجواب‪ :‬الحياة الطيبة هي انشراح الصدر وطمأنينة القلب‪ ،‬حــتى ولــو كــان اإلنســان في أشــد بــؤس‪ ،‬فإنــه مطمئن القلب‬
‫منشرح الصدر‪ ،‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬عج ًب ا ألمر المؤمن إن أمره كله خير‪ ،‬وليس ذاك ألحــد إال للمـؤمن‪ ،‬إن‬
‫خيرا له"‪.‬‬‫خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان ً‬‫أصابته ضراء صبر فكان ً‬
‫كيف نحقق الحياة الطيبة؟‬
‫عن طريق تدبر آيات القرآن وتعلم معانيه‪ ،‬ثم تطبق ما جاء به وهللا إن فيه سعادة الدنيا واآلخرة‪ ،‬يقول هللا تعالى‪َ { :‬ف َم ِن‬
‫شـ ُرهُ َيـ ْـو َم ا ْلقِ َيا َمـ ِة َأ ْع َمى} [طــه‪،123 :‬‬ ‫ش ًة َ‬
‫ضـ ْن ًكا َو َن ْح ُ‬ ‫ش َقى َومَنْ َأ ْع َر َ‬
‫ض عَنْ ذ ِْك ِري َفِإنَّ لَ ُه َمعِي َ‬ ‫اي َفاَل َيضِ ل ُّ َواَل َي ْ‬
‫ا َّت َب َع هُدَ َ‬
‫‪. ]124‬‬

‫‪--‬‬
‫‪-‬الدرس السابع‪:‬‬
‫ماهي الصفات الداخلية لطالب العلم فيما يتعلق بالتقوى وغير ذلك؟ وماهي أعظم األسباب المعينة؟‬
‫‪-١‬تقوى هللا‪ ،‬وهي ان تجعل بينك وبين عذاب وقاية‬
‫يعني ستر وحجاب بفعل الطاعة وترك المعصية‬
‫فينشط في أعمال الخير ويتقرب بالنوافل والطاعات‬
‫والتقوى تنفع المسلم (إن تتقوا هللا يجعل لكم فرقانا‬
‫ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم) ثالثة فوائد‪:‬‬
‫‪-١‬فرقان بين الحــق والباطــل والنــافع والضــار وتمــيز مــا ينفعــك من العلم ومــا ال ينفعــك‪ ،‬فـالتقوى تعطيــك هــذا الـدافع‪،‬‬
‫والتقوى لها تعلق بطلب العلم حتى بالحفظ‪ ،‬يذكر عن الشافعي ‪:‬‬
‫شكوت إلى وكيع سوء حفظي‬
‫فارشدني الى ترك المعاصي‬
‫وقال اعلم بأن العلم نور‬
‫ونور هللا ال يؤتاه عاصي‪..‬‬
‫فالعلم ‪:‬ميراث النبوة ال يؤتى بالمعاصي‪..‬‬
‫‪-١‬التقوى سبب للحفـظ والفهم – فـالمتقي يكـون فهمـه اكـثر من غـيره‪ ،‬ألن التقـوى تفجـر ينـابيع الحكمـة واالسـتنباط‬
‫ومعرفة الحق والباطل‪ ،‬وتجعل لإلنسان فراسه فيعرف الحق من الباطل‪ ،‬وهنا كلمة البن القيم ينقلها عن الكرماني‪:‬‬
‫من عمر ظاهره باتباع السنه‪ ،‬وباطنه بدوام المراقبة وكف نفسه عن الشهوات وغض بصره عن المحارم‬
‫واعتاد اكل الحالل ال تكاد ان تخطئ له فراسه‬
‫وقـال اهـل العلم‪ ،‬من راقب هللا في كالمـه تفجـرت الحكمـة من ينـابيع أفالمـه‪ ،‬والعلم مـيراث واصـطفاء فال يصـلح للقلب‬
‫النجس بالشهوات وغيرها وهذه أعظم األسباب المعينة‪،‬‬
‫‪-٢‬المثابره‬
‫‪-٣‬االستمرار‬
‫فطلب العلم ال ينتهي‪ ،‬كما روي عن اإلمام احمد‬
‫لما رؤي ومعه الكاعد والحبر‪ ،‬فقيل إلى متى يا أمام قال من المحبرة إلى المقبرة‪ ،‬فهو يستمر حتى يجد النتيجة الطيبــة‪،‬‬
‫وقال اهل العلم‪ ،‬ال ينال العلم براحة والجسم‬
‫وهنا وقفتان ‪ :‬إن اإلمام مسلم ذكرها على غير عادته‬
‫النه يذكر األحاديث فقط‪ ،‬وهنا ذكر هذه الكلمة عن يحيى ابن أبي كثير في أبواب مواقيت الصالة‬
‫وقال النووي‪ ،‬استغرب الناس من إدخاله في صحيحه‬
‫ولعله لما ساق طرق حديث عبدهللا بن عمرو‪ ،‬أعجب بهذه الطرق فقال هذه الكلمة‬
‫وفي تذكرة الحفاظ وسير اعالم النبالء ‪:‬إن عبدالرحمن ابن أبي حاتم الرازي ذكر انه كــان في مصــر ســبعة اشــهر يطلب‬
‫العلم وفي النهار يذهب لألشياخ وفي الليل هو وصــاحبه في المطالعــة والنســخ‪ ،‬فمــر يومــا وذهبنــا لشــيخ وجــدناه عليــل‬
‫فمررنا بسماك لكي نشوي السمك وناكله‪ ،‬فلما وضعناه حضر درس الشيخ اآلخر‪ ،‬فتركناه وذهبنا للشيخ ثم الشيخ اآلخر‬
‫وهكذا لليوم الثالث‪ ،‬فلم يجد وقت لطبخها واكلوها نيه فقال ال ينال العلم براحة الجسم‬
‫والبد لطالب العلم من الهمه العالية ألنها مركز السالب والموجب‪ ،‬وقال الشيخ ابن عــثيمين البــد أن يحــدد الطــالب هدفــه‬
‫في طلب العلم وال يكون مجرد كثرة قراءة ومطالعــه‪ ،‬والهــدف‪ :‬ان يكــون واســطة بين هللا وخلقــه في تبليــغ الــدين‪ ،‬فــإذا‬
‫استشعر هذا وترقى لهذه المنزلة سوف يشتد حرصــه والبــد أن يتقي هللا وال يصــدر اال مــا يحب هللا‪ ،‬وقــال أهــل العلم ان‬
‫الهمه اذا وصلت لطالب العلم تبعده عن سفاسف األمور واآلمال‪ ،‬فال يحرص ع الراحة والنزهات وغيرها الن همــه طلب‬
‫العلم وما يقربه هلل‪ ،‬وقال علي بن أبي طالب‪ ،‬قيمة المــرء مــا يحســن‪ ،‬فليس لنــا مكانــه اال بطلب العلم والــدعوه‪،‬فالقيمــة‬
‫بتقوى هللا وطلب العلم ونفع المسلمين‪ ،‬واذا اخلص سيأتيه الخير والبركة وأمور الدنيا التي يحصلها بـاإلخالص‪ ،‬وعليـه‬
‫بالحفظ والمذاكرة وجرد المطوالت والمذاكرة مع الطلبة‪ ،‬ويهتم بالمسائل المستجدة وغيره‪،‬‬
‫يقول الشيخ جمال‪ ،‬ان مما يجمل طالب العلم‬
‫بحلية أهل التقوى ان يصـور ان روح الشــريعة روح رحيمــه فكــان الرسـولﷺ أرحم الخلــق‪ ،‬وقـال هللا تعــالى (الـرحمن‬
‫الرحيم) بعد األلوهية ابتدأ بهذا الوصف‬
‫فالشريعة سمحه رحيمه وينبغي ان نكون كذلك‬
‫وما أثني على النبي صلى هللا عليه وسلم كما أثني عليه في القرآن بوصف الرحمة‪،‬وقال تعالى (فبمــا رحمــة من هللا لنت‬
‫لهم‪ )...‬فينبغي للطالب ان يتحلى بالرحمة‬
‫مثال تعامل النبي ﷺ( األعرابي الذي بال في المسجد)‬
‫البد أن نرحم اخواننا ومذنب اليوم سيكون تائبا في الغد بإذن هللا‪.‬‬
‫‪-‬ماهي الصفة التي اتصف بها النبي صلى هللا عليه وسلم وكان فيها أثر على الغير؟‬
‫أجمعوا على أنها الرحمة مع ذكر األدلة السابقة‬
‫وقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬اعلموا انه لن يدخل احد منكم الجنة بعمله‪ ،‬قالوا وال انت يارسول هللا‪ ،‬قــال وال انــا‪ ،‬إال‬
‫ان يتغمدني هللا برحمته‪ ..‬هللا سبحانه وتعالى رحيم سبقت رحمته غضبه‪ ،‬فنهى النــبي ﷺ ان تغلبنــا األعـراب في اشــياء‬
‫كثيره الن اصل الشده والغلظة ال يتناسب مع ما في الشريعة من السماحة‪.‬‬

‫‪-‬الدرس الثامن‪:‬‬
‫أهمية مالزمه العلماء ‪ :‬طرق العلم كثيره ولكن بعضها أنفع من بعض واضبط من بعض ومن انفعها وافضلها‬
‫هدي النبي صلى هللا عليه وسلم مع الصحابة‪،.‬وهي الجلوس مع العلماء الثقات األمناء ممن عنده علم راسخ‪ ،‬فال يــذهب‬
‫لطالب علم أعلى منه مع وجود العلماء الكبار ممن شــابت لحــاهم‪ ،‬والبــد ان يكــون الشــيخ امينـا ً وهنــا يحصــل لــه فوائــد‬
‫بمجالستهم‪:‬‬
‫قصر المدة مع تحصيل علم كبير في مده قصيره‪ ،‬بخالف من اكتفى بالكتب فسوف يطول به المقام‬ ‫‪-1‬‬
‫‪- ٢‬قلة التكلف فالذي عند العلماء ال يتكلف ويعينه شيخه على أمر دينه ودنياه‬
‫‪- ٣‬طلب العلم على يد العلماء احرى بالصواب واالرجح‪ ،‬ألنه ربما يضيع في بحور الكتب‬
‫ويحاول ان يقرب ويرجح وقد يكون ليس من فتيا أهل بلــده ‪ -‬وأهمهــا االكتســاب من خلــق الشــيخ ومن تربيتــه وعبادتــه‬
‫وخشيته وتطبيقاته وسننه‪ ،‬فكانوا ينظرون للشيخ ابن عثيمين في كل أحواله حتى يقتدون به‪ ،‬وهذا ال يحصل في الكتب‪،‬‬
‫وقال أهل العلم انه ينبغي لطالب العلم اول مـا يلتقي بشـيخه ان يـذكر لـه حـديث المسلسـل باألوليـة (الراحمـون يـرحمهم‬
‫الرحمن‪)...‬‬
‫وطالب العلم اذا لزم شيخه تحصل له من هديه وخشيته وبكائه وخضوعه‪ ،‬قال ابن الجوزي‪ :‬كنا نستفيد من بكاء شــيخنا‬
‫اكثر من علمه‪ ،‬وهذا ال يتحصل في الكتب‪ ،‬وقال األحنف بن قيس كنــا نختلــف إلى قيس بن عاصــم فنتعلم من حلمــه كمــا‬
‫نتعلم من كتبــه‪ ،‬وهــذا ال يتحصــل في الكتب‪ ،‬فالشــيخ يوضــح ويــبين ويســتفيد من األســئلة الموجهــة لــه من طلبــة العلم‬
‫والعوام‪ ،‬وايضا في لبسه وسواكه وتنعله والكثــير من الســنن وهــذا افضــل‪ ،‬ولكن إذا لم يســتطع الــذهاب للعلمــاء‪ ،‬فيقــرا‬
‫الكتب ولكن البد أن تكون قراءة على عالم واذا استشكل شي يرجع للعلماء ويستمع لتسجيالت أهل العلماء‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫من كان شيخه كتابه كان خطــأه اكـثر من صــوابه وهنــاك كيفيـات ال تعلم اال عن طريــق أهــل العلم مثــل‪ :‬كيفيـة تخـريج‬
‫الحديث وإنزال المسألة الفقهية على احوالها الصحيحة‪ ،‬ويبدأ بأصول العلم‪..‬‬
‫كان الشيخ رحمه هللا لم تكن لدية مكتبه كثيره ولكن متواضعه مقارنه بغيره من العلماء وحتى طلبة العلم‬
‫وأنه كان يعتمد على القواعد والكليات وظبط االصول وهذا مكنــه من التفنن في فهم الشــريعة و الشــروحات والفتــاوى‪..‬‬
‫فالبد ان يعتني الطالب بالكليات واألصول اكثر من احاد المسائل والنوازل‪ ..‬وهذا من اهمها‬
‫ومن تــرك األصــل وذهب للشــعب لم يســتفد شــيئا عظيمــا واألصــول تظبــط العلم وكــل فن من فنــون العلم لــه أصــول‬
‫وظوابط‪،‬شبه الشارح هـذا بشـوارع المـدن الكبـيرة العريضـة فـإذا فهم االصـول وعرفهـا اسـتطاع ان يسـتخرج المسـائل‬
‫ويبنيها ويفرعها‪ ،‬وكان ابن عثيمين يحرص على االصول‪.‬‬
‫في الحديث‪:‬‬
‫بدا بمصطلح الحديث‪،‬ثم بلوغ المرام وعمدة األحكام‬
‫كذلك مختصر التحرير ‪،‬وكتب في االصول من علم االصول‪ ،‬وكتب في تسهيل الفرائض في اهم االصول‬
‫وفتاوى الشيخ تطبيق لالصول‪،‬وكان اذا فسر القرآن يتعامل مع التفسير باألصــول فيــأتي إلى مســأله في االصــول ويــذكر‬
‫األصـــل ان االمـــر لإليجـــاب والنهى للتحـــريم مثال ‪ ،‬واذا أتى للحـــديث فـــرق بين الموقـــوف والمرفـــوع والمنقطـــع‬
‫والمقطوع‪،‬وفي مسائل النحو كذلك‬
‫فكل كالمه مضبوط وكثير الفوائد‪ ،‬والفوائد ال تأتي اال لمن ضبط االصول‪،‬وكان الشيخ يكثر من ضرب األمثلة والضــوابط‬
‫في الفقه فكل نجس محرم وليس كل محرم نجس‪،‬والظوابط واألصول تفيد في التقاسيم والسبر‪..‬‬
‫فهذي التقاسيم ال تخرج اال عن طريق االصول‬
‫وما يخرج من اإلنسان على ثالثة انواع ‪:‬‬
‫‪-١‬طاهر كالدم والمخاط والعرق‬
‫‪-٢‬نجس كالبول والغائط‬
‫‪-٣‬ومختلف فيه كالمني‬
‫‪ ..‬منظومة القواعد للشيخ بن عثيمين‬
‫بدايته‪ ،‬وبعد فالعلم بحور زاخرة‪ ،‬لن يبلغ الكادح فيه آخره‪)...‬‬
‫وهي من اهتمامات شيخه السعي‪ ،‬فأخذها من شيخه السعدي‬
‫(كان الشيخ في تعليمه وتدريسه مهتم بالقواعد والتأصيل ألنها تلم شعث العلم‪ ،‬وكان يفرق بين الدليل والتعليل‪ ..‬فالدليل‬
‫يبدأ بقال هللا وقال رسوله‪..‬‬
‫أما الن فهي مسببه تأتي بالسبب والعله‪..‬‬

‫الدرس التاسع‪..‬‬
‫أمور يجب أن يحذر منها طالب العلم‪:‬‬
‫في كل شيء تحليه وتخليه‪ ..‬فيتحلى باآلداب واألخالق وما يعينه على طلب العلم‪ ،‬ويتخلى عن كل ما يشينه‬
‫وما يتسبب في قطع طريقه في طلب العلم ‪:‬‬
‫وهي أمراض القلوب واعظمها‪:‬‬
‫‪-١‬الحسد‪:‬ان يحسد إخوانه وزمالئه‪،‬‬
‫‪ -٢‬اإلفتاء بغير علم‪:‬‬
‫واالفتاء خطر عظيم ألنه منصب عظيم وال يتكلم فيه اال من تأهل في العلم‪،‬اما من لم يتأهل فهذا المنصب‬
‫خطير وعظيم الن المفتي كما قال ابن القيم ‪:‬هو موقع عن هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬فكيف يتجرا طالب علم مبتدئ في اإلفتــاء‬
‫في مسائل لم تمر عليه اصال او مرت عليه ونســي حكمهــا‪ ،‬وهــذا خطــير وال بــد أن يكــون طــالب العلم متخــوف من هــذا‬
‫الشيء‪ ،‬والجرأة هنا خطيرة جدا‬
‫واالفتاء له اهله‪ ،‬فيجب ان يحرص اإلنسان على الدعوه‪،‬ولكن إذا وصل لنقطة االفتاء وخاصــه الحساســة كبطالن صــيام‬
‫او صاله او طالق‪ ،‬واما العامة كالجهاد و األمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذه يـترتب عليهـا ربمـا مشـاكل فيتوقـف‬
‫اإلنسان وهذا هدي النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فلما سأله جبريل عن الساعة قال ما المســؤول عنهــا بــأعلم من الســائل‪،‬‬
‫وكان ابو بكر اذا اس ُتفتي يتهيب من الفتوى ويقول‪ :‬اي سماء تظلني واي ارض تقلني اذا قلت شي في كتــاب هللا‪ ،‬وكــان‬
‫عمر إذا عرضت عليه المسألة جمع لها أهل بدر أهل الفتوى‬
‫فيشاورهم ويسالهم حتى يخرج بفتوى وكذلك ابو بكر لما جاءته الجدة جمع لها الناس وقــال ال أعلم لــك شــيئا في كتــاب‬
‫هللا وما سمعت النبي صلى هللا عليه وسلم قال شيئا‪ ،‬فاستشار الناس حتى قام له محمد ابن مسلمه وقال إن النــبي صــلى‬
‫هللا عليه وسلم فرض لها السدس‪ ،‬وقال هللا سبحانه وتعالى(قل أرأيتم ما انزل هللا لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحالال‬
‫) وقال سبحانه (وال تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حالل وهــذا حــرام لتفــتروا عليــه الكــذب) وقــال صــلى هللا عليــه‬
‫وسلم في النفر الذين افتوا بغير علم للرجل الذي أصابته جنابه‪ ..‬فقال النبي صــلى هللا عليــه وســلم‪ ،‬قتلــوه قتلهم هللا‪ ،‬ألم‬
‫يسألوا اذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال‪ ،‬واذا قال اإلنسان ال أعلم فهي نصف العلم وهذا ال يــنزل مقــداره بــل يزيـده‬
‫ألنه ال يتحدث اال بعلم‪ ،‬فكان كثير من السلف يفرح اذا سأل وقال ال أعلم كما كان ابن عمــر رضــي هللا عنــه‪ ،،‬وحــتى لــو‬
‫كانت المسألة واضحه فقد يتهيبوا من قولك وقد ال يثقون بك ويحيلونها الهل العلم‪،‬وقد يكون عـدم اإلفتــاء تربيــه للنــاس‬
‫كما في الطالق ‪.‬كما كان ابن عثيمين يواعد الناس يـوم ويــومين‪ ،‬واالفتـاء بغــير علم ال ينبغي أن يتخلـق بـه طـالب العلم‬
‫وان يربط الناس بعلمائهم فيحيل الناس ألهل العلم الكبار‪،‬فيزيد حرصهم عليه بخالف من هو على العكس‪..‬‬
‫أيضا هناك من يفتي وكان الدين حق للجميع بينما الطبيب وغيره ال يرضى ان يتحدث في تخصصه من ال عالقة له بــه‪..‬‬
‫يقول الشارح الشك ان القول في دين هللا أعظم ولذلك يقول بعضهم‬
‫يقول هذا عندنا جائز‬
‫ومن انت حتى يكون لك عند‬
‫وكان الصحابة يتدافعون الفتوى ال يتبادرونها‪..‬‬
‫وهذا التجرء منتشر كثير في القنوات وغيرها‬
‫ممن ال يستطيع ان يسمي علمائه‪ ..‬ونقول اذا تعلم المهندس والطبيب وصـاروا علمـاء هـذا خـير‪ ..‬ولكن نقـول إلنصـاف‬
‫العلماء ممن يظنون انهم علماء ال‪( ،‬قل إنما حرم ربي الفــواحش مــا ظهــر منهــا ومــا بطن‪ ....‬وان تقولــوا على هللا مــاال‬
‫تعلمون) وقال ابن عثيمين هذه اآلية بدأت باألسهل فاألسهل واعظمها القول على هللا بغير علم‪( ..‬شهد هللا انــه ال إلــه إال‬
‫هو والمالئكة وأولوا العلم قائما بالقسط) ثم يأتي انسان جاهل قليل علم بحقائق الشريعة ويتجرا ثم يبرر‪ ..‬ولهذا البــد أن‬
‫يبعد طالب العلم عن هذا‪ ،‬فيرجعهم للعلماء وطلبة العلم المتمكنين‪،‬وقــال بعض الســلف فــاعرفوا من أين تأخــذون دينكم‪،،‬‬
‫جاء رجل لألمام مالك فيما يقارب أربعين مسأله فأفتاه بسبع وثالثين مسأله بال ادري‬
‫وقال الرجل ماذا أقول للناس اذا رجعت إليهم‪ ،‬قـال قـل لهم اإلمـام مالـك يقـول ال أدري‪ ،‬وكـذلك اإلمـام أحمـد يكـثر من ال‬
‫أدري ‪ ،‬وكان ابن عثيمين يسأل عن مسائل صغيره ربما يفتي بها طالب العمل‪ ،‬وقد ســأل عن صــالة الرجــل إذا صــلى ثم‬
‫سجد ثم مرت من فوقه أمرأه هل تقطع صالته ام ال‪ ،‬فقال الشيخ ال أدري‪..‬‬
‫فال ادري هي عادة العلماء وطبعهم وعلى الطالب ان يتخلق بهذا‪ ،‬وقد ذكر الشــيخ ابن عــثيمين‪ ،‬ان من الصــفات الســيئة‬
‫الكبر وهي مما البد أن يحذر منه الطالب‪ ،‬وقال الشارح الكبر من أخطــر األمـور الــتي تضـر بـه والكــبر كمــا أخــبر النــبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم هو بطر الحق وغمط الناس‪.،‬‬
‫بطر الحق يعني رد الحق ‪ -‬وهو يشمل على امرين‬
‫شيء في حق هللا وشيء في حق المخلوقين‬
‫في حق هللا ‪ :‬يرد الحق‪ ،‬اذا قيل له الحق في هذا المسـألة كـذا وكـذا يـرده ويتكــبر وال يفــتي بهـذا ف المتكــبر ال يحب أن‬
‫يمدح اال هو فإذا مدح عنده عالم استنقص من حقه ويعلي حقه هو وهذي مصيبه عظيمه‪ ،‬واذا تخلق بهذا جــنى على ثم‬
‫إخوانه وينفر الناس منه‪..‬‬
‫بخالف طالب العلم الرحيم الشفيق المؤدب مع الناس كمـا هـو حـال النـبي صـلى هللا عليـه وسـلم‪ ،‬وقـال هللا تعـالى (لقـد‬
‫جاءكم رسول من أنفسكم ) وفي قراءة من أنفسكم يعني من اخلصكم‪ ..‬فالكبر يرد الحق واذا كان في عامة الناس مشــين‬
‫ففي طالب العلم اشين‪.‬‬
‫وقال الرسول صلى هللا عليه وسلم (ثالثة ال يكلمهم هللا يوم القيامة وال يزكيهم وال ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان‬
‫وعائل مستكبر) يعني فقير يتكبر‬
‫الكبر بذاته سيئة وعصيه ومع كونه فقير أشد‬
‫وكون‬
‫طالب علم أشد‪ ،‬ألن الواجب على طالب ضده لين الجانب ورحمـه وكلمــا يـزداد علم يتواضـع كالشـجرة كلمـا زاد ثمرهــا‬
‫تدلت وكان أسهل الوصول إليها‪،‬‬
‫يقول المقدم ان هناك كبر بين المشتغلين بطلب العلم‪ ،‬فقد يتصور ان يكون مع الجهلة وهذا خطأ الشك ومنهي عنه‬
‫ولكن كونه يقع بين طالب العلم باعتبار اني أعلى منه وافهم وأعلم فبدأ يخطأه ونحو هذا فيتعــالى وينتشــي وهــذا مــدخل‬
‫شيطاني‪ ،‬والصحيح ان االنسان كلما ازداد علما ازداد تواضــعا وكلمــا ترفــع بــالعلم عــرف ان مــا عنــده قليــل‪ ،‬فكلمــا تعلم‬
‫اتضح له أنه مازال جاهل‪ ،‬والبعض يشــعر انــه اعلم حــتى من العلمــاء ويــرد عليهم بألفــاظ ال تصــح‪ ،‬وكــان ابن عــثيمين‬
‫يستهجن بعض الكلمات مثل أشكل علي او قمت فيحــاول الشــيخ ان بحجم طــالب العلم لئال يلبس ثــوب غــير ثوبــه فيصــل‬
‫لمرحلة الكبر‪..‬‬

‫الدرس العاشر‬
‫كيف يتعامل طالب العلم مع الكتاب ‪:‬‬
‫البد أن يتعامل بأمور ‪ :‬حتى يستفيد ويفيد‬
‫‪-١‬معرفة موضوع الكتاب ‪ :‬البد أن يعرف هل هو كتاب ف الفقه او العقيدة حتى يدرك الفائدة اكثر‪ ،‬واذا كان فقه هل هو‬
‫حنبلي أو شافعي‪ ،‬هل هو ضار او نافع‬
‫ً‬
‫بداية‬ ‫‪-٢‬معرفة مصطلحات الكتاب ‪:‬فكل كتاب وفن له مصطلح وعادة تكون ف المقدمة ويبينها الكاتب‬
‫وقد تتشابه في الكتب ولكنها تعني شيء هنا وتعني هناك اخر‪ ،‬وابن عــثيمين يقــول المتفــق عليــه في البلــوغ قاصــدا في‬
‫البخاري ومسلم‪ ،‬واذا قالها في المحرم يقصد اإلمام أحمد والبخاري ومسلم‪ ،‬وبعض أهل العلم يضع عبارات مثل د‪.‬يعــني‬
‫ابو داوود‪ ،‬و ت‪ .‬يعني الترمذي‬
‫و ن‪ .‬النسائي‪ ،‬وكتب الفقه روايتين وقولين واحتمالين‬
‫وماذا يقصد باإلمام في كتب الحنابلـة وكتب الشـافعية او االحنــاف‪ ،‬وقـول اجماعـا ووفاقـا فإجماعـا ً يعــني إجمـاع األمـه‪،‬‬
‫ووفاقا ما وافقه االئمه في هذا اإلمام‪ ،‬فلكل عالم مصطلحات تخصه‬
‫‪-٣‬معرفة اسلوب الكتاب وعباراته ‪ :‬فيتمرن على اسلوب الكتاب ومع الوقت يتمكن اذا قرأ النص من معرفة صاحبه‪،‬‬
‫‪-٤‬ان يحرص على التعليق في الهوامش والحواشي ‪ ،‬فإذا استشكل شيء أو يريد كتابة تعليق او فائدة‬
‫والهامش البياض الذي على يمين الصفحة ويسارها‬
‫والحواشي التي تكون في االسفل‬
‫وبعض الطلبة يكثر من الهوامش والحواشي حتى للشــيء الواضــح والمفهــوم فيظلم كتابــه وال يســتطيع إعــادة قرائتهــا‪،‬‬
‫وتكون للشيء المهم‬
‫‪--‬فيما يتعلق بمطالعة الكتب بعد معرفتنــا لموضــوعه ومصــطلحاته والتعليــق في الهــوامش وغــيره‪ ،‬كيــف تكــون طريقــة‬
‫القراءة مع كثرة الكتب في المكتبات؟؟‬
‫الكتب على نوعين ‪:‬‬
‫‪-١‬كتب تحتاج لفهم وتركيز وقراءة وتثبت وشرح‬
‫وهي مما يحرص عليه طالب العلم‬
‫وان يختار متنا لكل فن‪ ،‬مثل نخبة الفكر في المصطلح والبد من تحليل وتأني وفهم التقاسيم والتفاريع‬
‫وعدم االستعجال فيها‬
‫النوع الثاني ‪:‬ال يحتاج لكثير فهم وإنما هي لإلطالع او القــراءة الســريعة او لبحث مســأله محــدده ويســموها كتب الجــرد‬
‫مثل فتح الباري والمغني اسمها (مطوالت)‬
‫ويرجع عليها عند الحاجه‪ ..‬واالولى بالعناية النوع األول‬
‫اما الكتب الطويلة فاإلنسان يتشعب بها‬
‫‪-‬عالقة طالب العلم بجمع الكتب قد تكون(هوايه)‬
‫وجمع الكتب له اسباب‪:‬‬
‫حب الجمع – وهو يختلف بين طالب علم غني او فقير‬
‫وبعضهم منذ الشراء ينـوي ان يجعلهــا وقـف او حـتى يسـتفيد ورثـه‪ ،‬واألهم ان يحـرص على الكتب الــتي يحتاجهـا واذا‬
‫زادت فضله من ماله له أن يشتري كتب أخرى او يهدي او يجعلها وقف‬
‫وليس من الحكمة ان يشتري طــالب العلم كتب طويلــه ربمــا تمــر ســنوات ال يقرأهــا‪ ،‬ينبغي أن يحــرص على الكتب الــتي‬
‫تنفعه‪ ،‬ويكون واقعي في الجمع وال يرهق نفسه بديون وغيرها‪َ ،‬قد ذكر اهل العلم من أساليب جمع الكتب الــزواج وذكــر‬
‫عن إسحاق بن راهويه انه تزوج ارمله ألن عندها كتب الشافعي وقال تنكح المرأة لكتبها‪..‬‬
‫واألهم ان يحرص الطالب ع أمهات الكتب واألصول‬
‫‪،‬حتى إذا أراد أن يراجع تخريج كتاب البد أن يكون عنده الكتب السته البخاري ومسلم والسنن االربع‬
‫أو التلخيص الحبير ونصب الراية والهداية او ارواء الغليل التي تهتم بعلل الحديث‪ ،‬أيضا في الفقه الحنبلي‬
‫المغني المنتهى اإلقناع‪ ،‬وفي الشافعي الحاوي والمجموع – وغيرها واألهم الحرص ع الكتب‬
‫ومنها كتب الشيخين الجليلين ابن تيميه وتلميذه ابن القيم وفيهما الخير الكثير فقد جمعا غزارة العلم والتحقيــق والتنقيح‬
‫واتباع السلف والرد ع الخصوم‬
‫فتعتبر زبدة كتب السلف الصالح‪ ،‬وابن القيم احسن ترتيبا من كالم شيخه ابن تيميه كما قال ابن عثيمين‬
‫‪ ،‬وقال الغديان ان ابن تيميه اذا اراد ان يرد على شبهه تخيلها كالجدار وصار يضــربه بكــل مـا يســتطيع من ادلــه وعقــل‬
‫ونقل وقياس واجماع‪ ،‬اما ابن القيم يأخذ الشبهه حجر حجر قلتم كذا ونقول كذا‪،‬وبعض طلبــة العلم جمعــوا رســائل شــيخ‬
‫اإلسالم ابن تيميه التي تقرأ في جلسه واحده وقد جمع ما يقـارب ‪ ١٥٠‬رسـاله‪-‬وايضـا كتب النـووي كريـاض الصـالحين‬
‫واألذكار والمجموع وابن رجب الحنبلي وغيرهم‪-‬أوصى ابن عثيمين طالبه جمال بكتب الشــيخين وقــال بأنهــا جمعت علم‬
‫السلف‪.‬‬
‫مالحل لمشكلة عدم احترام الكتب ‪ ،‬وما طريقة عمل توازن بين الكتاب الكفي في األجهزة والكتاب الورقي‬
‫الثورة التقنية أثرت على الكتب الورقية‪ ،‬الكتب التي تحتاج إلى تفاهم ال يستغنى عنها البد أن تكون عنده دائما‬
‫وهناك فرق بين قراءة الكتب واخذ المعلومة بينها وبين الكتاب اإللكتروني والورقي يرسخ اكثر الن فيها كتابه وحواشي‬
‫وهوامش‪ ،‬فالدائمة ال يخرجها من بيته وال يهديها بل تكون عنده حتى يراجعها دائما‪ ،‬اما المطوالت ان استغنى عنهــا او‬
‫أعطاها من يحتاجها او اعارها‪ ،‬فقال وكيع اول بركة العلم إعارتها‪ ،‬ينبغي لطالب العلم ان يجعل له برنامج خاص يجمــع‬
‫فيه الكتب اإللكترونية كلما احتاج رجع عليها في تليجرام ودروب وغيره‬
‫والبأس اذا اخرجها من بيته اذا ضاقت في البيت‪،‬ما عدا الكتب األصولية واالمهات ال يســتغنى عنهــا ومن اخرجهــا كأنــه‬
‫اخرج روحه‪،‬‬
‫‪-‬هناك من يقتني اكثر من نسخه للكتاب الواحد‬
‫وأصبح هذا عشق القتناء الكتاب اكثر من حرصه على ما فيه من فوائد والتوسط خير‪.‬‬
‫شر اء للكتب بل كانت مكتبته صغيره جدا باعتبار الذي عنده من علم‪ ،‬وقيل ال تتعــدى الــف‬
‫‪-‬كان الشيخ ابن عثيمين ليس ّ‬
‫كتاب‪ ،‬واآلن طلبة العلم الصغار يقتني اكثر منها ويفاخر بذلك‪ ،‬والشيخ رحمه هللا كان له طريقه في اقتناء الكتب وذكرها‬
‫واستفادها من حديث النبي صلى هللا عليه وسلم (احرص على ما ينفعك)‬
‫وقسمها ‪ ٣‬أقسام ‪:‬‬
‫‪-١‬قسم كتاب ينفعك وهو خير واحرص عليها –‬
‫‪-٢‬قسم كتاب شر يضرك فال تحرص وال تقتنيها ‪-‬‬
‫‪-٣‬قسم كتاب ال ينفعك وال يضرك‪ ..‬فال تحرص عليها‬
‫فاحرص على القسم األول وهي محدودة واذا جمع الفقه والحديث والفرائض واألصول فإذا جمعها جمع خير كثير‬
‫‪-‬وهوس كتب األدب والروايات اذا كانت من متخصص فقد يكون مأجور تنفعــه عنــد هللا‪،‬وطــالب العلم الشــرعي ال يجمــع‬
‫الكتب الكثيرة وقالوا أهل العلم يكفي من كتب األدب ما يقارب ثالثة او اربعه ‪ ،‬البيــان والتبــيين وأدب الكــاتب البن قتيبــة‬
‫والكامل في اللغة واالدب‪.‬‬

‫الدرس الحادي عشر ‪:‬‬


‫ماهي اهم الكتب التي ينبغي أن يقتنيها طالب العلم‪:‬‬
‫وهي من الكتب التي تميز بها الشيخ وغيره‬
‫كتب العقيدة و هي أربعة كتب ‪ :‬وهي لشيخ اإلسالم محمد بن عبدالوهاب رحمــه هللا – كتــاب االصــول الثالثــه – القواعــد‬
‫األربعة – كشف الشبهات – القول المفيد على كتاب التوحيد‪ ،‬وايضا كتاب العقيده الواسطيه وهو شامل وهو زبدة عقائد‬
‫السلف الصالح واحد االئمه المتقدمين جمع كتاب الجامع في عقائد السلف الصالح ما يقارب مئة عقيدة وكلهـا تصـب في‬
‫ما ذكره ابن اإلسالم ابن تيميه‪،‬‬
‫عقيــدة البخــاري الرازيــيين االلكــائي الــرازيين وابن اإلســالم هــذبها‪ ،‬وابن عــثيمين شــرح العقيــدة الواســطية اكــثر من‬
‫مره‪،‬ولها شــرح لصــالح الفــوزان ميســر‪ ،‬وبعضــهم أضــاف تســع مســائل وهي مــذكوره في العقيــدة الطحاويــة‪ ،‬ثم كتــاب‬
‫الحمويه‪ ،‬وابدأ بالواسطية وهو في األسماء والصفات واآلداب‪ ،‬والواسطية اجمع من الحمويه والتدمرية‪ ،‬ولكن الحمويه‬
‫والتدمرية أوسع في باب الصفات من العقيدة الواسطية‪ ،‬وشيخ اإلسالم في الحمويه ذكر أقوال الطمــرنكي وابن زمنــيين‪،‬‬
‫حتى يبين ان العقيدة ليست خاصه فيه فقط بل العلماء المتقدمون كانوا يقرون هذا‬
‫‪ .‬وقد اختصر ابن عثيمين الحمويه في كتاب تلخيص الحمويه – وايضا التدمريه قربها والف كتاب تقريب التدمريه‪ ،‬فلو‬
‫تتلمذنا على كتب الشيخ لكفتنا‪..‬‬
‫وايضا كتاب الطحاوية لألمام الطحــاوي وشــرحها البن ابي العـز وهي امتــازت بسالســتها ووضــوحها واكــثر مــا يميزهــا‬
‫شــرح ابن أبي ادع‪ ،‬وقــد اســتقى من ابن تيميــه وابن القيم وهنــاك مســائل ينبغي لطــالب العلم ان يتنبــه لهــا و تحتــاج‬
‫للمراجعة‪ ،‬وهذه العقيدة الطحاوية إلمام حنفي وشرحها أمام حنفي وهي ليســت مختصــه بالحنابلــة والشــافعيه بــل لعامــة‬
‫المسلمين‪ ،‬وهي تدرس في الجامعات السعودية وهذا يذهب التعصب وغيره ‪،‬‬
‫ثم ذكر كتاب الدرر السنيه في األجوبة النجديه وهذا للشيخ عبدالرحمن بن قاسم وهو جامع فتاوى شــيخ اإلســالم أســئلة‬
‫واجوبه ورسائل قصيره وينبغي اإلهتمام بها‪ ،‬ثم ذكر كتاب الدرة المضيئه لعقيدة الفرقة المرضــية للســفاريني رحمــه هللا‬
‫وقد شرحه الشيخ شرح جميل ونبه على األخطاء وهذي اهم كتب العقيدة‬
‫(ثم ذكر اهم كتب األحاديث‪ ،‬وكتب المطوالت)‬
‫مثل فتح الباري للبحث والمراجعة اال للمتقدمين والمتخصصين في شرح الحديث‬
‫‪-١‬كتاب فتح الباري لشرح صحيح البخـاري وهـو من أفضـل من شـرح صـحيح البخـاري(وقـال الشـوكاني ال هجـرة بعـد‬
‫الفتح) وقال بعضهم لوال فتح الباري ثم فتح الباري ما قضيت اوطاري‪ ،‬ويقصد باألول فتح هللا والثاني الكتــاب‪ ،‬ويســميه‬
‫بعض أهل العلم كتاب العلم‬
‫ألنها حوى كثير من العلوم ويفضل لو اخرج الكتاب تخريج تنسيقي‪،‬‬
‫‪-٢‬سبل السالم لألمام الصنعاني ‪ -‬وكان ابن باز يوصي به‬
‫ودر س الشارح عبدهللا الفوزان وكان اول حديث يا معشر الشباب من استطاع منكم البــاءه‪ )..‬ثم ذكــر لهم ســت مســائل‪..‬‬
‫ّ‬
‫وكثير منه مستقى من فتح الباري‬
‫‪-٣‬كتاب نيل االوطار شرح منتقى االخبار وهو للمجد ابن تيميه جمع ‪ ٥‬آالف من الحديث وشرحه الشوكاني‬
‫ومع كون المجد حنبلي اال ان الشوكاني شرحه ومن افضل الشروح وجمــع بين الحــديث والفقــه واألصــول والشـوكاني‬
‫بارز في أصول الفقه‬
‫و ُذ كرت نكته على منتقى االخبار وهي ان األحاديث مرتبه على األدلة فيذكر أوال المتواتر ثم اآلحاد ثم العام ثم الخاص ثم‬
‫الناسخ ثم المنسوخ‪..‬‬
‫ما المراد بنكته! عند أهل العلم مسأله دقيقه لطيفه ال يتنبه لها‪ ،‬وابن حجر له كتاب النكت ع مقدمة ابن الصالح‪ ،‬ويقــول‬
‫التنكيت ع كذا‪ ،‬ويعني ذكر مسائل خفيفه لطيفه على الكتاب‪،‬‬
‫‪- ٤‬كتاب عمدة األحكام لألمام المقدسي وهو مختصر وعامة أحاديثه في الصحيحين‪ ،‬وقد شرحه الشيخ‬
‫‪- ٤‬األربعون النوويه لألمام النووي وذكر األحاديث التي عليها مدار اإلسالم ‪ -‬وقد شرحها ابن عثيمين وكـذلك البن رجب‬
‫الحنبلي وهو جامع العلوم والحكم‬
‫وقد كتب الشارح الشيخ (حسين الشمري) شرحا لألربعين النوويه سماها الدروس اليوميه لألربعين النوويه‪.‬‬
‫‪-٦‬بلوغ المرام مؤلفه ابن حجر‪ ،‬وهـو كتـاب في األحكـام بدايـة ببـاب الطهـارة وهـو أوسـع من عمـدة األحكـام الن فيـه‬
‫الصحيحين وفيه السنن وغيرها ويقولون متن زاد وبلوغ كافيان في نبوغ‬
‫ومن حفظها حفظ شيء كثير‪ ،‬وقد شرحه ابن عثيمين‬
‫شرحين مختلفين وهو شرح مطول (فتح ذو الجالل واإلكرام) ذكر فيه درر واستنباطات ماال يوجد في غيره‪-‬‬
‫وايضا شرح المختصر وكان بعد العصر‬
‫‪- ٧‬كتاب نخبة الفكر البن حجر واذا فهمها طالب العلم واتقنها فهي تغني عن كثير من كتب المصطلح‪،‬الحســن والصــحيح‬
‫والضعيف والمقطوع والمنقطع والمعنعن‬
‫والمدلس وأنواعه‪ ،‬وقد شرحه ابن عثيمين‪،‬‬
‫وابن حجر عنده سبر وتقسيم‪ ،‬يبدأ بالمتواتر ثم اآلحاد واالحاد ينقسم إلى مشهور وعزيز وغريب‪.‬‬
‫‪-٨‬الكتب الصحاح الست ‪.:‬‬
‫صحيح البخاري‪-‬مسلم‪-‬النسائي – ابو داوود – ابن ماجه‪-‬الترمذي‪-‬وينبغي على طالب العلم ان يجعل له ورد منها‪ ،‬وفيها‬
‫فوائد‬
‫‪-١‬يرجعك لألصل خاصه البخاري وايضا كتاب النسائي‬
‫‪-٢‬تكرار أسماء الرجال على ذهنك‬
‫فإذا تكرر السند يعرف فالن روا عن فالن فيعتادها‬
‫‪-‬كتب الفقه ‪:‬‬
‫‪-١‬اداب المشي إلى الصالة لمحمد بن عبدالوهاب‬
‫وهو مختصر‪ ،‬ذكر قسم العبادات إلى الصيام‪ ،‬فعلى طالب العلم ان يبدأ به‬
‫‪- ٢‬زاد المستقنع في اختصار المقنع‪ ،‬وهو من أحسن المتون الفقيه البن عثيمين وهو كتــاب مبــارك مختصــر جــامع وقــد‬
‫عرف ابن عثيمين به وذكر بكر ابو زيد انه هذا الكتاب يبلغ ‪ ٦٠٠٠‬مسأله بالمنطوق والمفهوم‬
‫وقد قال ابن عثيمين ان شيخه السعدي كان يحفظ‬
‫ً‬
‫بداية ‪ ،‬ولكنه أوصى بزاد المستقنع لبركته وكثرته وعلق السعدي مختـارات على الـزاد وهـذا يـدل ع نصـحه‬ ‫دليل الطالب‬
‫لطالبه فانتفع به الشيخ كثيرا‪ ،‬ذكر عن البعض انه ما تجرأ ع شرح الزاد حتى رأوا شرح الشيخ محمد بن عثيمين‬
‫‪-٣‬كتاب الروض المربع شرح زاد المستنقع‬
‫وهو شرح مذهبي للزاد وشارحه منصور البهوتي‬
‫وكان ابن عثيمين يوصي به وعلق حاشيه عليه‬
‫وهو يمثل مذهب من المذاهب األربعة فلو افتى طالب العلم به لكان مفتي بمذهب من المذاهب األربعة‬
‫وكان اذا خالف المذهب في الزاد يحور عبارته الشيخ البهوتي إلى المذهب ‪ -‬ويــذكر ان بعض المشــايخ ال يمــر عليــه ‪٣‬‬
‫اشهر حتى ينهي من الروض ثم يعود له‬
‫ويذكر عن الشيخ ابابطين مفتي الديار النجدية‬
‫انه لم يكن عنده كتاب اال الروض المربع‬
‫‪-٤‬كتاب عمدة الفقه البن قدامه‬
‫والزاد أوسع ثم ذكر كتابه االصول من علم االصول‬
‫وهو مدخل إلى علم االصول‪ ،‬وهو يفتح الباب للطالب‬
‫وقد شرحه ابن عثيمين‬
‫الفرائض ‪:‬‬
‫‪-١‬كتاب متن الرحبيه وهو نظم‬
‫‪-٢‬كتاب متن البرهانيه وهو اجمع‬
‫كما قال الشيخ‪ ..‬وله كتاب تسهيل الفرائض البن عثيمين‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫‪-١‬تفسير القرآن العظيم البن كثير‬
‫وميزته اهتم باالحاديث ويدلل على كل ايه‬
‫بحديث‪ :‬وهو تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالحديث‪-‬وهــو مــأمون في ناحيــة العقيــدة وافــق منهج الســلف اال ان‬
‫فيه قصور من ناحية األوجه األعرابية ال يذكرها كثيرا‬
‫‪-٢‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنــان البن السـعدي‪ ،‬وهــو ســهل يســير كـل مســلم يســتفيد منــه وليس مختص‬
‫بطالب العلم وكان ينصح به وهو يهتم بالمعنى اإلجمالي وفيه استنباطات جميله‬
‫‪-٣‬كتاب مقدمة شيخ اإلسالم في التفسير‬
‫وهي مقدمه نافعه لعلم أصول التفسير‬
‫واستفاد الشيخ منها في كتاب أصول التفسير الذي ألفه وشرحه وهذي مقدمه لمن أراد أن يتعلم‬
‫‪-٤‬اضواء البيان للشنقيطي‬
‫وهو جامع للحديث والفقه والتفسير وأصول الفقه واألوجه األعرابيــة‪ ،‬في البدايــة كــان في البقــرة وال عمــران والنســاء‬
‫قليل ثم انفجر كالبحر‪ ،‬واخذ منه رسائل جامعه‬
‫وفقه الشيخ رحمه هللا‬
‫ثم ذكر كتب عامه ينبغي للمسلم أن يهتم بها‪:‬‬
‫‪-١‬االجروميه في النحو وقد شرحها الشيخ‬
‫‪- ٢‬ألفية ابن مالك وهي خالصة علم النحو وقد شرحها الشيخ في كتابه‪ ،‬وما من علم اال وشرح اصوله‪،‬‬
‫‪-٣‬زاد المعاد وهو البن القيم ذكر سيرة الرسولﷺ‬
‫فيذكر القصة ثم اإلستنباطات والحكم والفوائد ماال يوجد في غيره‬
‫‪- ٤‬روضة العقالء البن حبان ‪:‬وذكر فيه مآثر العلماء والمحدثين وفيه رياضه للفكر والعقل‬
‫‪-٥‬سير اعالم النبالء للذهبي ‪:‬‬
‫فيه فائدة كبيره ينبغي لطالب العلم ان يقرأه ويراجع فيه الن يشحذ الهمه فيذكر العالم وما قيل فيه‬
‫ومآثره ويذكر األحاديث التي رواها من طريقه‬
‫وهو ماتع ولو أن يقرأه مره في األسبوع‪.‬‬

‫الدرس الثاني عشر ‪:‬‬


‫بأي الفنون يبدأ طالب العلم ‪:‬‬
‫طريقة أهل العلم عل ًما وتوصية لطالب العلم‪:‬‬
‫يوصون بأن يبدأ بالقرآن الكريم‪ ،‬لألجر والثواب واستقامة اللسان واألحكام والفوائد وتحصيل البركة‬
‫ومن أعظم الطرق ‪:‬االلتحاق بحلقات في المسجد‬
‫أو يحفظ في بيته ان لم يتوفر‪ ،‬واآلن تـوفرت المنصـات والمقـارئ والتطبيقـات مـع تـوفر التصـحيح‪ ،‬وخطـأ وقصـور ان‬
‫يستبعد الطالب حفظ القران في حديث النبي ﷺ (الماهر بالقرآن الكريم مع السفرة الكرام البررة‪)..‬شيئا فشيئا فتصل‪.‬‬
‫‪- ٢‬يبدا بما تيسر بحفظ السنه ويبدأ بحفظ األربعون النوويه ألنها مدار اإلسالم ثم يترقى لعمدة األحكام‬
‫ثم بلوغ المرام وقد تداوله أهل العلم(وقال ابن عثيمين‬
‫إن الكتاب الذي يتداول أهله العلم بالشرح والتحشية والتعليق اولى من غيره)‬
‫‪-٣‬كتب العقيدة ‪:‬ثالثة االصول والقواعد األربعة وكشــف الشــبهات وكتــاب التوحيــد ويحــرص ع حضــور حلقــات العلم‪،‬أو‬
‫الدورات الشرعية‪ ،‬فال بد أن يهتم بهذا الجانب‬
‫‪-٤‬صغار العلم قبل الكبار (ولكن كونوا ربــانيين بمــا كنتم تعلمــون الكتــاب وبمــا كنتم تدرســون) قــال أهــل العلم هم الــذين‬
‫يعلمون صغار العلم قبل كباره‬
‫‪- ٥‬معرفة أصول المسائل والضوابط والقواعد وكل علم له أصول وضوابط وقواعد وتقاسيم‬
‫‪-٦‬الحرص على سؤال أهل العلم ومناقشتهم‬
‫توصية من يسأل او بعد انقضاء الدرس‬
‫‪- ٧‬التفسير ويربطه بالحفظ (فيفسر اآلية بداية من نفسه)حتى يتدرب وليس المقصود ان يحدث النــاس بمــا ال يعلم‪ ،‬فقــط‬
‫لنفسه حتى يعرف هل أصاب أم ال ثم يرجع لتفسير أهل العلم‬
‫‪- ٨‬كتب السنة ‪:‬بلوغ المرام‪ ،‬عمدة األحكام‪ ،‬علم العقائد‪ ،‬وزبدة عقائد أهل السلف كتب ابن تيميه‬
‫‪-٩‬في الفقه يركز على مذهب معين حسب بلده‬
‫الن المذاهب تصب في علم النبي ﷺ ومنهجه إال انها تتعـدد المشـارب ‪ -‬دراسـة المـذهب على مـذهب معين ال تتعـارض‬
‫مع االخذ بالدليل بل هي وسيله للدليل‬
‫وال يوجد تعارض بين التمذهب واألخذ بالدليل‬
‫‪-١٠‬فيما يتعلق بدراسة الفرق والمذاهب مـا المنهجيــة في هـذا؟ ممن خــرج عن مــذهب السـلف من غلــو وغـيره وكيــف‬
‫يتعامل مع معتقديها؟‬
‫الفرق الضالة موجوده من عصر الصحابة فخرجت القدرية ثم الخوارج ثم الرافضـة ثم الجهميـة والمعتزلـة واألشـاعرة‪،‬‬
‫ً‬
‫بداية بل يثبت العلم ويعرف الحق وتخمر العلم في قلبه وعقلـه‪ ،‬فينبغي في بـاب‬ ‫وطالب العلم في البداية ينبغي أن ال يقرأ‬
‫العقائد ان يتعلم الحق والعلم وما يحتاجه المسلم في يومه وليلتـه فـإذا عـرف الحـق وعـرف القواعــد واألصـول في بـاب‬
‫الربوبية واأللوهية واالسماء والصفات‪ ،‬بعد ذلك له أن ينتقل لهذا العلم من باب معرفة الشر التقائــه وهي موجــوده هــذه‬
‫الفرق االن وانتشرت أشد انتشار في هذا الزمـان فلهم قنـوات كثـير‪ ..‬فطـالب العلم اذا تـدرج وصـار عنـده علم رزين في‬
‫العقيدة بعد ذلك يقرأ في هذه الفرق ويقرأها على عالم يوضح له كيف يرد ع هذا الباطل‪ ،‬فالشبهة التي يــذكرها أصــحاب‬
‫الفرق الضالة في زماننا هي نفسها التي ذكرت قديما ورد عليهم علمائنا السابقون‪ ،‬فيتعلم التعامل مع الشبهة وتفنيــدها‪،‬‬
‫واآلن انتشر كالم أهل البدع مثل الخوارج فيما يتعلق تكفير المسلمين والسيما الحكام‪.‬‬
‫والرافضة في الغلو في األولياء والصالحين‪ ،‬وهناك من يقرر ان دعاء غير هللا يعتبر توحيد ويعتــبر دعــاء النــبي توحيــد‬
‫والطوافة على القبور ليس شركا وسرا هذا السم ألهل السنه والسلفين فيقرر عقيدة المرجئة والخوارج ومعرفــة أصــول‬
‫هذه الفرق تعين الطالب على الرد وعدم تمرير هـذه الشـبه من أصـحاب الفـرق الضـالة والمتـأثرين بهم‪ ،‬ففُتنـوا بمـذهب‬
‫انتشارا لسهولته بعكس الخوارج‪ ،..‬كذلك الرافضة يخوضون في كتــاب‬ ‫ً‬ ‫الخوارج والمرجئة‪ ،‬وهذا خطير‪،‬واإلرجاء اسرع‬
‫هللا وينشرون شعوذتهم‪ ،‬وهي عقائد هشة رديئة ولذلك هللا سبحانه ذكــر العقائــد الفاســدة ورد عليهــا والنــبي ﷺ ذكرهــا‬
‫ورد عليها‪ ،‬فينبغي على طالب العلم غير المبتــدئ ان يتعلمهــا‪ ،‬وقضــية التعامــل ليس كــل إنســان يســتطيعه‪ ،‬فــإذا لم يكن‬
‫عنده علم كافي ال يقدم على مجادلتهم النه يسيء اإلسالم ويضعفه‪ ،‬فإذا كان العلم قليل أضعف الحجــه وتـأثر النــاس ‪،‬فال‬
‫يجرئ على المجادلة والمناظرة اال دهاقلة أهل العلم‪ ،‬والدهقال‪ :‬الذي يتصرف باألمور بحكمــه وحـدّه‪ .‬فليس كــل من تعلم‬
‫علم الخوارج جادلهم‪ ..‬والقدرية ابن عمر ناضرهم‪ ،‬فال بد أن يكون طالب العلم متمكن حتى يرد على ضاللهم‪،‬والمناظرة‬
‫بحد ذاتها ليست مطلب اذا رأى العالم ان الحكمة عـدم المنــاظرة حــتى ال ينتشــر مــذهبهم وفكـرهم‪ ،‬وليس كـل باطــل يــرد‬
‫عليه‪ ،‬والرد قد يزيد من انتشار الفكر‪ ،‬وليس كل احد يستطيع التعامل مع البدع‪..‬‬
‫فال بد أن يعرف الشبهه الواردة عند الفرق اكثر منهم‬
‫‪-‬نصيحة لطالب علم مبتدئ يصغي للشبهات؟ وقد يلبس عليه دينه وتصيبه حيره!!‬
‫ال ينبغي لإلنسان ان يستكثر من الشبهات وإن كان وسط اهل العلم‪ ،‬ألنه يوجد اليوم من ال يزيل جواب العالم ما علق في‬
‫قلبه من شبهه‪( ،‬ونقلب افئدتهم وأبصارهم‪)..‬‬
‫والتواصل االجتماعي يعتمد على الغرابة لسهولة انتشاره ورواجه (الشبه خطافه)‬
‫وإذا وردت شبهه ربما خطفها قلب طالب العلم‬
‫قال ابن القيم كان ابن تيميه يقول ال تجعل قلبك كاإلسفنجة تتشرب كل شيء) فليكن قلبك كالزجاج الذي إذا اتتــه الشــبهه‬
‫ارتطمت به ثم ذهبت‪..‬‬
‫وقد يفتن الطالب بأسلوب داعيه ضال وينفتن به‬
‫‪ ..‬والمعتزلة سبب خروجهم شبه بسيطة‬
‫فكان واصل بن عطا جالس عند الحسن البصري وعرضت مسألة المؤمن اذا فعل كبيره ماذا يحكم له!‬
‫قال الحسـن مـؤمن بإيمانـه فاسـق بكبيرتـه‪ ،‬ليس كامـل اإليمـان الن عنـده كبـيره وليس كـافر الن عنـده اصـل اإليمـان‪..‬‬
‫فاستخدم واصل عقله واستنتج شبهه وقال انه منزله بين المنزلتين‪ ،‬ثم اعـتزل وجلس في طـرف المسـجد وتجمـع عنـده‬
‫اتباع‪ ،‬حتى سموا المعتزلة فأصبح مذهب ضال بسببه قتل علماء وحرفت كتب وأثر ع الــواله والخلفــاء ان ينكلــوا بأئمــة‬
‫كاإلمام احمد‪..‬‬
‫‪-‬موقف طالب العلم من اللغة اإلنجليزية!‬
‫خاصه مع كثرت البعثات‪ ،‬كان البن عثيمين توجيه بتعلم اللغة اإلنجليزية ان كانت وسيله إلى خير وترجمة علم والـدعوة‬
‫وبالغ دين هللا وقد تكون واجبه وقد تكون مستحبه‪ ،‬وهذا ألمر النبيﷺ لزيد بن ثابت ان يتعلم لغة اليهــود‪ ،‬حــتى يكــون‬
‫حذرا منهم‪ ،‬فإذا كان وصيلة لمصالح ومكاسب للمسلمين‪ ،‬وقد تمنى الشيخ ابن عثيمين لو تعلمها حتى يبلغ هذا الــدين‪..‬‬
‫وقد حصل له موقف فيه‪ ،‬وإذا لم يكن هناك فائدة ومن باب رطانـة االعـاجم او اسـتبدال اللغـة‪ ..‬وهي علم مبـاح ان اريـد‬
‫بها مستحب كانت مستحبه وإن اريد بها واجب كانت واجبه وإن اريد بها نفع األمه ونشر اإلسالم فهذا خير‪..‬‬
‫ومصيبه ان تعلم األسر أبنائها اإلنجليزية على حساب اللغة العربية واحاللها محلها‪ ،‬وهذا من الغزو الفكــري وقــد يــرون‬
‫عاقبته متأخرا‪ ،‬وهذا ضرر‪.‬‬

‫‪-‬الدرس الثالث عشر‬


‫معوقات طلب العلم‪:‬‬
‫آفة النسيان‪ ،‬وخاصة في القرآن؟‬
‫المعوقات شيء طبيعي وهي من السنن الكونية والشرعية‪ ..‬فال بد من الصبر وإن يتعامــل معهــا امــا بإزالتهــا بالكليــة او‬
‫التخفيف منها‪ ،‬والنسيان من طبيعة البشر وقال النبي ﷺ إنما أنا بشر انسى كما تنسون فإذا نســيت ذكــروني‪ ،‬وقــد نــزه‬
‫هللا نفسه عنها لما فيها من نقص(‪ ..‬علمها عند ربي في كتاب ال يضل ربي وال ينسى) وعلم هللا ليس مسبوق بجهــل وال‬
‫ملحوق بنسيان‪...‬‬
‫وهذا النسيان قسمين ‪:‬‬
‫‪-١‬سبب طبيعي من كثرة المعلومات او كبر السن‬
‫وهذا ال يضره ألنه طبيعي وال يالم عليه‪..‬‬
‫ال يعاقب عليه وهللا تجاوز عن أمته النسيان وما اس ُتكرهوا عليه وما تحدث به أنفسهم من الشر‬
‫‪_ ٢‬النسيان بسبب اإلعراض عن العلم واستبداله باللهو وغيره‪ ،‬وهنا يكون القرآن حجه عليه ال له‬
‫عالج النسيان ‪:‬‬
‫ان يكون بالمعاهدة والمراجعة والتكرار‬
‫وقال النبي صلى هللا عليه وسلم تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهـو أشـد تفلتـا من اإلبـل في عقرهـا) فـالقرآن‬
‫مثل العلم يتفلت ومن أسبابه‬
‫الشيطان وعالجه مذاكرة ومراجعة‬
‫واكــثر المســلمين ال يخطئــون في الفاتحــة لكــثرة المراجعــة واالعلى وآيــة الكرســي وآمن الرســول فهــذه ال تنســى لكــثرة‬
‫التكرار‪...‬‬
‫اما خوفك من الحفظ حتى ال تنسى وتقع في اإلثم ‪:‬‬
‫هذه حيله شيطانيه حتى يصدك عنها‬
‫وإن كان النسيان كما في القسم األول فهذا معذور‬
‫اما الثاني فعالجه التكرار والمعاهدة‬
‫‪-‬المراجعة الجماعية إحدى وسائل العلم‬
‫فيتذاكرون ويراجعون؟ ولها فوائد‬
‫طرد الملل والسآمه‪،‬وهذه الطريقة المراجعة بين االثنين من هدى النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬مع جبريل‬
‫وكان الرسولﷺ يجد من التنزيل شده كما ذكر ابن عباس فانزل هللا(ال تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه‬
‫فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) وهي من أعظم الطرق المذاكرة بين اثنين‪ ،‬وفضــل هــذه الطريقــة اذا كــان الــوقت مضــبوطا ومن‬
‫الطرق في المراجعة ‪:‬‬
‫مثل ان يبدأ بالفصول وتقسم الصفحات او يبدأ بالمسائل الكبيرة‪ ،‬وفي الفقه مثال أوال التعاريف‬
‫وما هو شرح التعريف ألنه يبنى عليه مسائل والفروع تأخذ من التعريف ثم الحكم الشرعي ودليله‬
‫ثم ماهي األسباب والموانع التي ذكرت في هذا‬
‫‪-‬ما االشياء الخمسه التي ذكرها أهل العلم‬
‫للتمذهب؟‬
‫الموافقة في الحكم والدليل واألسباب والموانع‬
‫فيحفظ ويراجع وفي الكتابة أعظم رسوخا ً‬

‫ثم إن كتب أسئلة على الفصل فهذا افضل‬

‫كيف كانت طريقة الشارح مع الشيخ الشرافي !‬


‫تعرف عليه في المستوى األول وكتب الشارح مذكرة النحو ثم صورت واخذها الشرافي وسأله عن بعض الكلمــات الغــير‬
‫مفهومه وهذه البداية فقط‪.‬‬
‫‪-‬فالمراجعة والحفظ والتسميع من أفضل الطرق‬
‫‪(-‬واجعل لي وزيرا من اهلي‪)...‬‬
‫والصحبة الصالحة مما يعين على ضبط العلم‬
‫‪-‬مما يعترض الطريق كثرة المشاغل! كيف نجيب على هذا العذر! وقد أصبح منتشر ومن المعوقات؟‬
‫اإلنسان من قديم ال يخلو من أشغال وكانت عندهم معوقات أكبر مرض ‪ -‬حروب ‪ -‬فقر‬
‫ولكنها لم تمنعهم النهم رتبوا األوقات فوقت للنوم ولطلب العلم ولألشغال وقــال النــبي صــلى هللا عليــه وسـلم (إن لنفســك‬
‫عليك حقا ولضيفك عليك حقا ولربك عليك حقا فأعطي كل ذي حق حقــه) رتب وقتــك واســتغل الــوقت الفــارغ بالمراجعــة‬
‫واالستذكار حتى اثناء شغلك اعتبره وقت للمراجعه‪،‬كثرة األشغال وتبعثرها هو السبب فإذا ترتبت وقتك استطعت الطلب‬
‫(فإذا فرغت فانصب والى ربك فارغب) فال عذر‬
‫‪-‬كثير من الناس لديه إشكال ما بين الدعوة وطلب العلم ‪ -‬فطلب العلم منفعته خاصــه والــدعوة منفعـة عامـه فهـل بينهمـا‬
‫تعارض؟‬
‫الدعوة ان لم تكن مبنيه على العلم فال تنقع (فاعلم انه ال إله إال هللا واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)‬
‫وأي دعوه ال تبنى ع العلم ربما تضر وال تنفع‬
‫والعلم المطلوب للدعوة ال يشترط ان يكون عالما بكل شيء ثم يدعوا‪ ،‬ولكن إذا علمت شي فبلغه‬
‫‪-‬فالنبي صلى هللا عليه وسلم كان يدعوا في مكة قبل أن تنزل كل األحكام الشرعية ولم يؤتى العلم كله‬
‫(وكذلك اوحينا إليك روحا ً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب وما اإليمان) وقال النبي ﷺ (بلغوا عني ولو ايه)‬
‫‪-‬ينبغي للمسلم أن يتسلح بالعلم حتى إذا ُأوردت عليه شبهه ردها ‪ -‬فالبعض تبلغه اإلسالم واألصول ويتقبلها‬
‫والبعض قد يناقشها‪ ،‬فهنا يشترط العلم‬
‫فمن يناقش غير المسلمين ربما يسمع شبهه‬
‫وإن سمعها فإذا كان عالما فندها فتستمتع من جوابه حتى الخصم يضحك على نفسه وقد يسلم بإجابة هذا العالم‪ ،‬ونقــول‬
‫ال تعارض فمن عرف أحكام الصالة ونحوها بلغها وال يشترط ان يعلم كل شيء‬
‫(قل هذه سبيلي ادعوا إلى هللا على بصيره)‬
‫فالدعوة من أعظم المثبتات على طلب العلم‬
‫فال تعارض بينهما وال يشترط ان تكون الدعوة لعامة الناس والعالم ولكن ابدأ بمن حولك‬
‫‪-‬هل يمكن الجمع بين العلم التجريبي والشرعي؟‬
‫هذا ممكن فقد جمع بينهم كثير ونجحوا فالعالم الشرعي هو األصل والركـيزة ويفيـدك حـتى في مجالـك التجريـبي‪ ،‬وهـو‬
‫الذي جاءت به اآلثار واألخبار عن النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وهناك نماذج كثيره في الواقع‬
‫فالعالم التجريبي فيه نظريات علميه استغلها غير المسلمين‪ ،‬وادخل فيه التغريب على المسلمين‬
‫فمعرفة مكــامن الخطـر في العلم التجريــبي‪ ،‬مهم وفــرض كفايـة على جميـع األمــه‪ ،‬لــذلك اُنتــدب بعض طلبــة العلم لهــذي‬
‫النظريات وكتب فيها رسائل وبين ما فيها من الصواب والخطأ؟ وذكر بعض أهل العلم‬
‫انهم كانوا يجعلون لكل شيء وعرض من االعراض إله‪ ،‬فجعلوا للمرض أو الشفاء إله كصورة حيه؟‬
‫فانتشرت وسرت على المسلمين بهذه النظرية‬
‫فاألصل العلم الشرعي وتأخذ من العلم التجريبي ما ينفعك‪ ،‬فيثاب ويـؤجر في العلم التجريـبي اذا اراد نفـع األمـه (فيكـون‬
‫ردءا ألهل اإلسالم)‬
‫ً‬
‫‪-‬قد يحصل لطلبة العلم معارضه من األهل او األبوين‬
‫وهذا يختلف بحسب طبيعة االبوين والظروف المحيطة‬
‫؟ فإذا كان في بالد كفر وابواه كافرين وال يوجد علم في بالده فله اي يسافر يطلب العلم وقد تكون هجــره واجبــة ألن مــا‬
‫كان وسيله إلى واجب فهو واجب‪-‬اما ان كان ابواه مسلمين فهنــا ان بــر الوالــدين مقــدم على الجهــاد في ســبيل هللا‪ ،‬فــبر‬
‫الوالدين مقدم ومع ذلك يحاول مداراتهم وطلب الصفح والسماح له لطلب العلم‬
‫السيما اذا كان طلب العلم واجبا ويحتاج الناس إليه وال يوجد في زمانه فله ان يذهب ويأخذ بخاطر والديه‬
‫‪ ،‬اما اآلن فكل شي متيسر حتى وانت عند والديك‬
‫تستطيع الحضور وطلب العلم‪ ،‬وهناك من طلبة العلم آثر الجلوس في بيته ونفع هللا به‪ ،‬فطلب الشــيخ ابن بـاز رحمـه هللا‬
‫ابن عثيمين للتدريس في الجامعة اإلســالمية وبين اعتـذاره‪ ،‬ومحمــد بن إبـراهيم أصـدر امـره بـأن يكـون رئيس لمحـاكم‬
‫األحساء فاعتذر‪ ،‬فحصل بجلوسه في عنيزة خير كثـير‪ ،‬واالنسـان ينظـر للمسـالة من عـدة نـواحي يـوازن بين المصــالح‬
‫والمفاسد وهل العالم يستحق أن تشد إليه الرحال او يمكن ان يؤخذ علمه وهو في بيته‬
‫وهذه تختلف بحسب الظروف‪.،‬‬
‫‪-‬من المعوقات كثرة مخالطة الناس؟‬
‫من خالل وسائل التواصل االجتماعي‪،‬بطريقة لم يسبق حصولها‪ ،‬خلطه سمعيه وبصريه وكل شيء يلج البيوت والعقول؟‬
‫كثير من طلبة العلم في المدن الكبرى ال يجدون وقت للجلوس مع أنفسهم واهليهم؟‬
‫تنقسم ألقسام‪:‬‬
‫خلطه نافعه مباركه‪ ،‬ينبغي الحرص عليها واالعتناء بها‬
‫خلطه دنيويه ‪:‬ليس من ورائها فائدة او تكون لوقت محدد يلتقي بإخوانه من أجل أن ينطلق بعدها لما هو افصل‬
‫‪-‬وقال النبي صلى هللا عليه وسلم الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي ال يخــالطهم وال يصــبر على اذاهم‪-‬‬
‫واذا المراد منها العلم والتعليم فنفع متعدي وطلب العلم وحده قاصر على اإلنسان‪ ،‬فقال ابن عثيمين مــا كــان نفعــه متعــد‬
‫أولى مما كان نفعه قاصر‬
‫ومع النفع المتعدي‪ ،‬حتى الخلطة يجعل لها وقتا‬
‫فكان الشيخ يختلط بالناس ما بين المغرب والعشاء فقط ثم يذهب بيته فيختلط مع طلبة علم اخرين‬
‫فإذا فعل طالب العلم ذلك جمع بين حسنيين‬
‫مخالطة النـاس ونفعهم وارشـادهم ويجعـل لنفسـه وقتـا‪ ،‬وكـان النـبي صـلى هللا عليـه وسـلم‪ ،‬يجلس مـع أبي بكـر ليـالي‬
‫يتدارس العلم‪ ،‬وكان يلتقي ليليا مع جبريل في رمضان ويتدارسان العلم‪ ،‬ويجلس مع أصحابه ساعات طويلــه‪ ،‬واالنســان‬
‫ال يكون له مقام وحظوه اال اذا خالطهم وعرف ما عندهم وافتاهم‪ ،‬امــا المكــوث في الــبيت وعــدم الخــروج والــدعوة فمــا‬
‫الفائدة من علمه‪ ،‬فعند الكثير من الناس علم كثير ولم يزكه ويفيد الناس‪ ،‬في المــدارس والمســاجد وغــيره‪،‬فكــان الشــيخ‬
‫يفتح بابه كل خميس يأتي الناس إليه وحدانا وجماعات ألنه عين لهم وقت معين(قال اإلمام أحمد العلم ال يعدله شيء لما‬
‫صحت نيته قالوا كيف تصح نيته قال ان ينوي ان يرفع الجهل عن نفسه وغيرها) وهي ترجع لترتيب الوقت‬
‫وإن ال يضيع الوقت سدى‪ .‬ولذلك أوصى النبي صلى هللا عليه وسـلم ابي هريـره ألنـه كـان يطلب العلم فأوصـاه ان يـوتر‬
‫قبل أن ينام‪ ..‬وما اكثر أحاديث ابي هريره‬
‫نوعا الخلطة ‪ :‬ايجابيه ‪ -‬سلبيه‬
‫فالصبر على ما في الزمن من بالء أجره أعظم‬
‫فعظم الجزاء مع عظم البالء‪..‬‬

‫‪-‬الدرس الــرابع عشر ‪:‬‬


‫‪ -‬كيف يتعامل الطالب مع العلماء في مذهبهم؟ وهل يلزمــه التقليــد او يطلب العلم على مــذهب من مــذاهب العلمــاء وكيــف‬
‫يتعامل مع قضية التعصب؟‬
‫هللا سبحانه قسم الناس إلى عالم وغير عالم (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون)‬
‫وقال (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم ال تعلمون)‬
‫فأوجب على القسمين ‪:‬الواجب على العالم التبليغ والــدعوة ‪ -‬وغــير العــالم أوجب عليــه ســؤال أهــل العلم والــذكر ‪ -‬فهــو‬
‫تفريق شرعي وواقعي أيضا‬
‫والناس علماء وغير علماء فالناس يختلفون‬
‫الناس ال يلزمهم اال قول النبي صلى هللا عليه وسلم وهو الذي أوجبه عليهم(قل إن كنتم تحبون هللا‪)..‬‬
‫اما غيره فمخير بقول هذا العالم او هذا‬
‫بل يأخذ بقول المفضول مع وجود الفاضل‬
‫فكان الناس يأخذون بقول ابن عباس وعلي‬
‫مع وجود أبي بكر وعمر‪ ،‬لكن من أين يأخذه‬
‫يقال يأخذ من العالم الثقة‪ ،‬ومن هو ال يحدد‬
‫ففي زمن الصحابة لم يكن هناك شخص بعينه يأخذ منه وال يأخذ من غيره‪ ،‬ولكن لما كـثر العلم وكــثر الجهـل من النــاس‬
‫رأى أهل العلم عن االخذ من االئمه األربعة هم أولى من غيرهم ألمور ‪_:‬‬
‫‪- 1‬الن علمهم شامل لكل الشريعة اما غيرهم فتجد ان له فتاوى قليله في الصالة والــبيوع ونحوهــا‪ -‬فال يوجــد علم كامــل‬
‫ومسائل كامله‬
‫لكن هؤالء االئمه عندهم علم كامل واصلوا قواعد وضوابط فمشى عليها اتباعهم‪ ،‬فتستطيع ان تتعبد هللا‬
‫‪- ٢‬لمكانتهم العلمية وتقواهم ومحبة الناس لهم وسبقهم في اإلســالم وخشــيتهم ممــا يجعــل في قلب اإلنســان طمأنينــة في‬
‫االخذ عنهم ‪ -‬أيضا‬
‫لكثرة اتباعهم وكثرة االتباع تدل على ما عندهم من الخير‪ ،‬وهي التي حفظت الدين لنا اما غيرها ربما ضـاع او نســي او‬
‫طمس‪ ،‬وقد كان يوجد علماء عندهم ولكن لم يكن له من طالب من يقوم به فنسي علمه ‪َ -‬ما قــال الشــافعي عن الليث بن‬
‫سعد‪ ،‬وهم أنفسهم لم يلزمون الناس بأقوالهم‪ ،‬بل كانوا يقولـون اذا صـح الحـديث فهـو مـذهبي‪ ،‬فال يلـزم أن تأخـذ بهـذه‬
‫المذاهب اال بما يقربك هلل والنبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪-‬يقول قائل لماذا ال آخذ بقول النبي صلى هللا عليه وسـلم مباشـره وال اخــذ بقـولهم‪ ،‬أوال هـؤالء يأخـذون من قـول النــبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬إنما هو هدى النبي صلى هللا عليـه وسـلم‪ ،‬واذا أردت أن تأخـذ بقـول النـبي صـلى هللا عليـه وسـلم‬
‫يلزمك ان تكون قادر على االجتهاد واستنباط األحكام فعليك ان تأخذ به وإن خالف هؤالء‪ ،‬مـع انـك ال تجـد قـوال اال ولهم‬
‫قول فيه‪.‬‬
‫ونص أهل العلم ان المتمذهب اذا وجد الحق عند غير مذهب يجب االخذ به وإن كان على غير مذهبه‬
‫وهي ليست الزاميه بقدر ماهي وسيله لضبط العلم‬
‫فإذا ضبطت المذهب ضبطت اصوله وقواعده تستطيع أن تمشي عليه الن فتاوى هؤالء‪ ،‬تنفعك بالمســائل النازلــة‪ (،‬ســأل‬
‫اإلمام أحمد عن رجل قيل له ادخل البستان وكل مما شئت بدينار فقال اإلمام ال بأس‪..‬‬
‫وهذا يقاس عليها مسأله عظيمه وهي البوفيه المفتوح وهل تعتبر من الغش ام ال وهذه يمكن تنزيلها على ما قال اإلمــام‬
‫أحمد ‪ -‬والتمذهب اصال فرع عن التقليد‬
‫فإذا اجزنا لطالب العلم وللعامي ان يقلد من شاء من العلماء فكان الصحابة‪ :‬أهل المدينة يقلدون عمر‬
‫وأهل مكة يقلدون ابن عباس‪ ،‬وأهل الكوفة يقلدون ابن مسعود‪ ،‬ولكن يستفيدوا بضبط اصوله وقواعده ويقيسوا عليهــا‪،‬‬
‫فالتمذهب فرع عن التقليد‪ ،‬فلما جاز التقليد جاز التمذهب‪ ،‬ومن منع التمذهب لم يمنع سؤال العامي للعالم‪ ،‬وهذا مجموع‬
‫عليه عند أهل العلم‬
‫وهو مشروعية سؤال العامي للعالم‪.‬‬
‫‪-‬التعصب المذموم؟ واالصح ان تأخذ بالمذهب ولك أن تلتزم بمعرفة األحكــام الشــرعية ولكن ال يطغى فتتعصــب وال تــرى‬
‫الحق اال فيه وترى المذاهب األخرى كأنها ديانات أخرى‪ ،‬و هذا الذي نهى عنــه ابن القيم وهـو مـذموم‪ ،‬والشــوكاني فهم‬
‫عنوا هذه الثمرة التي فرقت المذهب‪ ،‬فوصل بعضهم إلى أن ال يجيز جواز الحنفية من الشافعي وال يجيز صالة الشــافعي‬
‫خلف المالكي‪ ،‬فحصل شر عظيم‪ ،‬قديما كان التعصب والوالء والبراء على مذهب فقهي االن انتشر وأصبح لمذهب فقهي‬
‫وأهل بلده وعالم فيتعصب لعالم‪ ،‬ويتجرأ حتى لتخطئة علماء سابقين‪ ،‬فإن رأيت الحق عند غير شــيخك فخــذ بــه‪ ،‬واحــذر‬
‫من تتبع الرخص الذي يصل للزندقة‬
‫قال أهل العلم من تتبع الرخص فقد تزندق‬
‫‪ ..‬فيجمع شواذ المسائل و ُرخص العلماء ويبني منها فق ًها هشا وربما وقع في الحرام واإلثم‬
‫فالتقليد يجوز للعامي ان يقلد ويتمذهب ولكن بقدر ومن باب ظبط العلم‪.‬‬
‫‪-‬ال مانع من التمذهب ودراسة العلم على مذهب معين‬
‫ولكن إذا تعارض المذهب مع قول النبي صلى هللا عليه وسلم مما تبينه المذاهب األخرى فالواجب على المكلــف ان يأخــذ‬
‫بما عليه الدليل‪ ،‬ويكون والئه وحبه تبعا لما جاء به النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وكان هدي العلماء ان يأخذ بقول مذهب‬
‫آخر‪ ..‬مثال ابن عابدين يأخذ بقول الحنابلة في مسأله‪ ،‬وابن عبد البر في مسألة الخيار‬
‫خيار المجلس صرح ابن عبـد الـبر وهـو مـالكي حـتى قـال كلمـه قويـه(لقـد عـاب العلمـاء على اإلمـام مالـك ان يقـول ان‬
‫التفريق‪...‬وإنما التفرق باأللفاظ وانما هو باأللفاظ وليس باألبدان ‪،‬وابن تيميه كان يثني على اإلمام مالك في الــبيوع‪ ،‬بــل‬
‫ان اول مسأله في مــذهب الحنابلـة أخــذ علمائنــا بغــير مــذهب الحنابلـة‪ ،‬وقــال الحنابلــة ان المــاء ثالثــة‪ :‬طـاهر وطهـور‬
‫ونجس‪ ،‬والعلماء ومنهم ابن عثيمين قالوا‪ :‬ان المـاء قسـمان وليس لهم ثــالث ‪،‬امـا اذا كـان طـالب علم ففرضـه ان يقلـد‬
‫علماء بلده وكذلك العامي‪،‬النهم كفوه المؤونة‬
‫‪-‬توقف العالم في المسألة‪ ،‬فما الواجب على اإلنسان!؟‬
‫توقف العالم له أسباب واعظمها‬
‫خشية هللا وان ال يفتي بغير علم ‪ -‬فأحيانا تتكافئ األدلة فيتوقف بال ادري او اتوقف‬
‫ومن األسباب ‪ :‬قد يكون من باب التربية للناس‬
‫فالبعض يسأل من باب معرفة ما عنده من العلم‬
‫واحيانا يتوقف من باب عدم إثارة الفتنه‪ ،‬فربما اخذ قوله وصار فتنه بين الناس وكــأن فتــواه ســيف مصــمت على رقــاب‬
‫الناس‪ ،‬ومن األسباب‪ ،‬إجالل العالم لغيره من أهل العلم‪ ،‬فكان ابن عثيمين اذا ذهب للحج‪ ،‬فإنه يوافق العلمــاء في قضــية‬
‫كفارة محذورات اإلحرام‪ ،‬واذا ذهب لبلد اخر يسالهم بماذا يفتيهم أهل بلدهم؟ ألنه لو قال قوله ربما سبب فتنــه وهــو من‬
‫الحكمة‪ ،‬واحيانا يتوقف إلنتظار فتوى عالم آخر‪ ،‬وهذا يجوز اذا لم يتبين له الحق او لم يسـعفه وقتــه‪ ،‬وهنـا مزلــق عنــد‬
‫كثير من طلبة العلم‬
‫وقال ابن عثيمين ان بعض الطلبة يريدون ان يكون العالم كمثل الجهاز الذي تضع فيــه الهلــل‪ ،‬ويريــدون ان يتكلم العــالم‬
‫بكل شيء‪ ،‬فالعالم يرى ان من المصلحة ان ال يتكلم‪ ،‬فالعالم هو الذي يقدر المصلحة وينظر لمــا هــو ابعــد من ذلــك‪ ،‬وقــد‬
‫ذكر أهل العلم ان كالم العالم تجري عليه األحكام التكليفية الخمسة ‪:‬‬
‫فإذا لم يعلم حكم المسألة او صار غبش في هذه المسألة او أراد احد ان يضلل الناس في عقيدتهم‪،‬‬
‫كما فعل اإلمام أحمد في مسأله القول بخلق القرآن‬
‫فرأى انه ال يسعه السكوت‪ ،‬فكان واجب كالمه ألنه القدوة‪ - ،‬واحيانا مستحب ‪ -‬واحيان محرم‬
‫إذا كان فيه ضرر على دينه‪ ،‬فيتضرر الدين واإلسالم بفتواه‪ ،‬السيما اذا كانت من جهات معاديه لإلسالم‬
‫فالعالم هو الذي يحدد متى يتكلم والحكمة قد تكون احيانا في سكوته‪ ،‬فتوقف العالم قد يكون‪:‬‬
‫مشــروع او واجب او مسـتحب واحيانــا مكــروه أو محــرم او مبــاح‪ ..‬ولمــا يفهم هــذا الكالم الطــالب يعــذر العلمـاء وان ال‬
‫يؤاخذهم وال يغلط عليهم‪ ،‬وأن ال يظن بنفسه خيرا وبالعالم شرا‪ ،‬فيتصور انه بإمكانه أن يقول ما سكت عنه العالم‪.‬‬
‫‪-‬واحيانا يكون في بلد ينظم اإلفتاء والدروس والمحاضرات ويجعل لها قوانين وانظمه فما الواجب!‬
‫على طالب العلم االمتثال لهذا التنظيم وقال هللا تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اطيعوا هللا والرسول وأولى األمر منكم) سواء‬
‫كان في بلد اسالمي او غيره‬
‫الن السلطة في البلد االسالمي اذا استعداها اإلنسان كانت ضده‪ ،‬فالبد ان يبادرهم النصيحة‬
‫وقال إبن عثيمين لو منعت المتنعت لما فيه من الفائدة العظيمة‪ ،‬ألنه إذا عد نفسه خصما فسيفقد مكانته‪ ،‬وقد كــان عمــر‬
‫ينهى ان يتحدث الناس بالعلم وحدد أشخاص باإلفتاء وفي الدولــة األمويــة كــان يفتــوا بأنـه ال يفــتي بــالحج اال عطـاء بن‬
‫رباح‪ ،‬ومره مالك وابن الماجشون‪ ،‬ف اإلمام أحمد لما منع امتنع‪.‬‬

‫‪-‬الدرس الخامس عشر‪:‬‬


‫‪-‬س‪:‬ما حكم التجويد لطالب العلم‪ ،‬فما هو الرأي الفقهي في ذلك!‬
‫التجويد كما ذكر أهل العلم انه مستحب وال يجب ألنه يحسن القرآءه‪،‬وقيل ان التنوين زينة األسـماء فكـانت العـرب تـزين‬
‫اللفظ والكالم اما بمده او غنه وغيره هذا كله من باب االستحباب‪ ،‬واستدل ابن عثيمين بما ورد في صحيح البخــاري من‬
‫حديث انس لما سأل عن قراءة الرسول صلى هللا عليه وسلم قال كان قراءته مدا‬
‫وكون الرسول يتقصد ان يمد اكثر من المد الطبيعي فهذا يدل على انه من باب التحسين‪،‬‬
‫ويلزم بقول الوجوب ‪ -‬تأثيم كثير من المسلمين‬
‫والصحيح مستحب ان يزين القراءة‪ ،‬تجويد غير مبالغ فيه وال سيما مخارج الحروف فالبعض يبالغ ويكون همــه إخــراج‬
‫الحروف وينسى الخشوع والتدبر‬
‫‪-‬وقد نقل ابن عثيمين عن شيخ اإلسالم ‪:‬‬
‫كالمه حول حكم التجويد فراجعه في الكتاب وذكر انه اختيار شيخه السـعدي وكــان يـرى عـدم وجــوب التجويــد وأنــه من‬
‫باب التحسين ‪ -‬والحقيقة ان االنسان يسر اذا رأى من يدرس علم التجويد وهي جميله اذا كانت في حدود الســنة وهنــاك‬
‫تفاوت بين المقرأين مقرأ واخر‪ ،‬فنقــول التوســط هــو األفضــل لكن التشــديد والتقعــر قــد ينفــر‪-‬البعض يكتب ص اختصــار‬
‫للصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم فما رأيك؟‬
‫ال شك أن أهل العلم تكلموا ان من آداب طالب العلم ان يكتبها كامله وال يختصرها بـ ص او صلعم وكرهوه كراهة شديده‬
‫وهذا مخالف لهدي السلف‪ ،‬بل مخالف للقرآن ألنه كتبت الصالة كامله ‪ -‬ومن اختصر بصلعم يحرم نفسه ومن يقرأ كتابه‬
‫األجر‪ ،‬ويغبط أهل الحديث لقراءتهم للصالة على النبي كثيرا‪ ،‬فذكر النبي صلى هللا عليه وسلم يشمل ذكــره باأللســن وفي‬
‫الكتب والمصنفات ‪ -‬وذكر ابن الصالح ان ال ينبغي لطالب العلم ان يسأم من كتابتها‪ ،‬وقد وجدت منامات في هذا وقد ذكر‬
‫عن حمزه الكناني انه يكتب صلى هللا عليه فقط فرأى النبي صلى هللا عليه وسلم كأنه يعاتبه فبعد ذلك كتبهــا كاملــه‪ ،‬وقــد‬
‫نبه الشيخ على طريقة نطقها فكأنه يدمجها كما يكثر في طلبة العلم‪ ،‬فقال حتى ال تضـيع هـذه الكلمـة قـل صـلى هللا عليـه‬
‫وآله وسلم‪ ،‬فينبغي ان يعتني بها‪ ،‬وكذلك اذا قـال‪ :‬قـال هللا سـبحانه وتعـالى‪ ،‬أو الصـحابي الجليـل رضـي هللا عنـه‪ ،‬حـتى‬
‫يكسب و ُيكسب من بعده األجر‬
‫‪-‬طالب العلم وكتب الوعظ والنظر فيها‪ ،‬لماذا بعض السلف يوصي طالبه بها؟‬
‫كتب الوعظ هي التي فيها ذكر الزهد والرقائق والجنة والنـار والـدار األخـرة‪ ،‬واعمـال القلـوب وهي سـياط القلـوب تنبـه‬
‫الغافل وتشجع العامل‪ ،‬فهي زاد للمسلم ال ينبغي تركها‪ ،‬ومن أعظمها القرآن الكريم‪( ،‬يا أيها الناس قــد جــاءتكم موعظــة‬
‫من ربكم وشفاء لما في الصدور‪)...‬‬
‫(قل إنما اعظكم بواحده) ‪ -‬فالقرآن فيه الجنة والنار وقصص السـابقين والـدار األخـرة فـاعظم المواعـظ فيـه‪ ،‬وبعـد ذلـك‬
‫السنه وهي طافحه بالمواعظ مثل حديث اخر الناس دخول للجنه‪ ،‬وحديث النبي صلى هللا عليه وسلم كن في الــدنيا كأنــك‬
‫غريب او عابر سبيل‪.‬‬
‫فاهتم أهل العلم بأخذ الحديث وجعلها في كتب ومن اهمها كتاب رياض الصالحين للنووي فهو كتــاب مواعـظ في الدرجــة‬
‫االولى‪ ،‬وما حصل من كالم السلف من الصحابة والتابعين في كتب سير اعالم النبالء للذهبي وطبقات المحدثين وطبقـات‬
‫الفقهاء‪ ،‬كذلك ما يذكره شيخ اإلسالم ابن تيمية وتلميذه ابن القيم‬
‫فهما امامان في المواعظ السيما ابن القيم فهو يبحث في خفايا النفوس ويطيل‪ ،‬وكذلك ابن رجب في كتبــه ومن أعظمهــا‬
‫جامع العلوم والحكم‪ ،‬وله رسائل مطبوعة‬
‫ومنها حديث ما ذئبان جائعان‪ ،‬وقبلهم ابن الجوزي كصيد الخاطر‪ ،‬والنـووي والغــزالي لهم كتب في هــذا المضــمار ولكن‬
‫في كتب المواعظ يغلب فيها أحاديث ضعيفة والقصص والكرامـات واحيانـا يـدخل فيهــا مـاال يصـح‪ ،‬فيتنبــه الطــالب لـذلك‬
‫وبعض الدعاة والطلبة يتجه لكتب المواعظ وينشر كل ما فيها من خير أو شر وباطل ثم ينشرها على النـاس‪ ،‬ونقـول لـه‬
‫ال تأخــذ إال من كتب علمــاء ثقــات كــابن الجــوزي وابن تيميــه وابن القيم وابن الجــوزي وابن رجب الحنبلي‪ ،‬النــووي‬
‫الماوردي في ادب الدين والدنيا‪ ،‬وابن قدامه في مختصر منهج القاصدين‬
‫هؤالء الذين تكلموا في تنبيه الغافلين فيتنبه الطالب لهذه القضية النه يكثر فيها روايات ضعيفة وكاذبه‬
‫وقد نبه شيخ اإلسالم ابن القيم الجوزيه انـه قـال ان معظم خطب النـبي صـلى هللا عليـه وســلم تـدور حـول الجنـة والنــار‬
‫والعقيدة‪ ،‬وذلك كما في حديث العرباض بن ساريه رضي هللا عنه‪ ،‬وعظنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم موعظة وجلت‬
‫منها القلوب وذرفت منها الدموع‪ )....‬وهنا دليل انه خطب الرسـول صـلى هللا عليـه وسـلم وصـحابته رضـي هللا عنهم ال‬
‫تخلو من المواعظ‬
‫والتعليم والعلم لمسيس الحاجه إليها‬
‫كما قال سبحانه وتعالى (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)‬
‫وال ينبغي لطـالب العلم ان يحـرص ع العلم الـذي هم معلومـات كالفقـه والعقيـدة ورد األقـوال الباطلـة ثم يتوقـف ألنـه اذا‬
‫عاش هذه الحياه وخال يومه من حديث يبكي او ايه توقفه فغالبا يشعر بالوحشة‪ ،‬فمجموعة من السلف يــذهبون للنســاك‬
‫الذين يعظون الناس ويرققون قلوبهم‪ ..‬باآليات واألحاديث وهي ما تجعل للعلم مذاقا وتعلقه باهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬وهــذي‬
‫سمات طالب العلم وليس خشنا‪..‬‬
‫‪ -‬هناك اتجاهات لدى العلماء في كتابته نوع من القوه كابن حزم رحمه هللا تعالى‪ ،‬وقد سأل عنــه ابن عــثيمين رحمــه هللا‪،‬‬
‫فما رايك بمطالعة كتبه كالمحلى؟‬
‫قد نبهنا الطالب ان يحرص على الكتب المختصرة وإن يجعلها هجيراه ليال نهارا وكتب أخرى للمطالعة والمذاكرة وبحث‬
‫المسائل ومنها كتاب ابن حزم المحلى وهو كتاب فقهي نفيس‪ ،‬ولكن ينبغي الطالب ان يتأدب بآداب النبي صــلى هللا عليــه‬
‫وسلم ومن اعظمها الرحمة والشفقة حتى في المناظرة‪ ،‬فالبعض يقرأ ليأخذ من العــالم أخالقــه وطريقتــه‪ ،‬فنقــول اســتفيد‬
‫من علمهم ولكن األخالق خذها من النبي صلى هللا عليه وسـلم‪ ،‬وال تأخـذ من أخالقــه فالعـالم بشـر يصــيب ويخطئ وقـد‬
‫تمر عليه ساعات غضبه وغيره‪ ،‬وبعض أهل العلم كما ذكر ابن عثيمين قال إنهم ال ينصحون بقراءة كتب ابن حزم لعلــو‬
‫كعبها ألنها ال تفهم في البداية أيضا المغني ال يقرأ في البداية‪ ،‬وطالب العلم يأخذ ما جاء فيها من العلم‬
‫والحق واما األخالق يتركها ألهلها‪ ،‬وقال الشيخ ابن عثيمين في التعليق على المجموع ذكر ان االنسان اذا كان ال يعرف‬
‫الحسد وال الكبر‪ ،‬هل له أن يتعلم الحسد حتى يجتنبــه؟ قــال ال وينبغي ان يحمــد هللا تعــالى والســالمة ال يعــدلها شــيء‪،‬فال‬
‫تتعلم من العلماء كيف يكون عندك قسوة وشده ونحوه‪ ،‬ولكن تعلم من طريقته واسلوبه وفقهه‪ ..‬فالشــيخ كــان ال ينصــح‬
‫المبتــدئ بدايــة بقــراءة المحلى البن حــزم‪،‬فقــد كــان شــديد على أهــل العلم فــذكر ان بعض أهــل العلم مجاهيــل ووصــفهم‬
‫بأوصاف ال تليق‬
‫غفر هللا له ولنا ولجميع المسلمين‪ ،‬وهؤالء لما تركوا‬
‫في اإلسالم من بالء حسن وجاهدوا في هللا جهادا طويال فلعل هللا أن يعفو ويغفر لهم‪..‬‬
‫(وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم)‬
‫فالبد لطالب ان ينتقي لقلبه كما ينتقي لبطنه‬
‫فال ينتقي اال افضل الكتب ألنه سريعا ما يتأثر اإلنسان بمن يقرأ لهم ويجالسهم‪ ،‬والعبرة في اخالق النيي صـلى هللا عليـه‬
‫وسلم‪ ،‬وفي حديث ابي هريره عن النبي صلى هللا عليه وسلم (قال يأتي على الناس زمان يقولون هــذا هللا من خلــق هللا؟‬
‫قال أبو هريره فسأله الناس هذا السؤال‪ ،‬فكان أبو هريره يرميهم بالحجاره‪،‬وقال الشيخ معلقا وما فعله ابا هريره رضــي‬
‫هللا عنهم انما هو من فعله (من كيسه) انه يرميهم بالحجارة فالواجب التبيين والتوضيح والنبي صلى هللا عليــه وســلم لم‬
‫يقل ارموهم بالحجارة‪ ،‬فهذا دليل على فقه الشيخ ابن عثيمين فقد اخذ من منقول ابو هريره ولم يأخذ من فعله‪،‬وهــذا من‬
‫طبيعة البشر وذلك حتى يظهر كمال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ..‬فالبد من الخطأ وعلى الطــالب ان يحــاول تجــنيب نفســه‬
‫مثل هذه المالحظات‪.‬‬

‫الدرس السادس عشر‪:‬‬

‫‪-‬هناك فتنه من التعرض للصحيحين‪ ،‬خاصه البخاري وإن فيه اخطاء ونحـو ذلـك‪ ،‬فمـا السـبب ومـا جـذورها ومـا مقـدار‬
‫الطعن؟‬
‫الصحيحان أصح الكتب بعد القرآن‪ ،‬وتلقتهما األمه بالقبول لما فيه من جمع حديث الرسول ﷺ فاهتم أهل‬
‫العلم بهما وجعلوهما في الطبقة األولى من كتب أهــل العلم الصــحيحة فــاهتموا بهــا شــرحا وتحشــي ًتا‪ ،‬واســتنباط لألحكــام‬
‫ألنها من مصادر التشريع ألنها حوت السنه وهي المصدر الثاني‪ ،‬وقول الثاني من حيث الترتيب‪ ،‬وإال هي ان صــحت في‬
‫المرتبة األولى كالقران سواء بسواء‪ ،‬وجمعها أئمه كثر ومن اهمهم بخاري ومسلم‬
‫ولذلك اغلب األحكام من الصحيحين‪ ،‬وقد قال الذهبي‬
‫ما خرج عن الصحيحين شيء قليل فأصول األحكام والعقائد كلها موجــوده في الصــحيحين‪ ،،‬فــاهتم بهــا العلمــاء وانتقــوا‬
‫منها إحكام في العقيدة واآلداب‪ ،‬وما زال العلماء ينهلون من معينهمــا إلى الــوقت الحاضــر‪ ،‬وقــد علــق ابن عــثيمين على‬
‫صحيح بخاري ومسلم‪ ،‬وهي من االصول التي ينبغي على الطالب حفظها ومراجعتها حتى تكون الســنه حاضــره‪-‬والطعن‬
‫فيهما طعن في الشريعة وسببه األعداء لمـا تحتويـه هـذه الكتب من أحكـام ال ترضــي أعـداء هللا وأهــل الشـر وينفتن بهم‬
‫بعض المسلمين‪ ،‬فال تكون موافقه لهواه فيطعن فيها‪ ،‬وكثر من يطعن ولكن البخاري ومســلم في الثريــا وهم في الــثرى‪،‬‬
‫وكلما حاولوا ان يغيبوهم ظهر شمسهم وكــثرت فائــدتهم‪ ،‬وبعض النــاس ربمــا يكــون مــأجور من الكفــار او الشــيطان او‬
‫الهوى‪ ،‬وكلهم أمرهم إلى خبال وكالمه تذروه الرياح‪ ،‬وبقيا صحيح البخاري ومســلم إلى قيــام الســاعة‪ ،‬فــالبعض يشــغب‬
‫بقضية السند او السماع او من باب ما يحويانه ع األحكـام الفقهيـة‪ ،‬والنـاظر لصـحيح البخـاري ومسـلم عـاملهم معاملـه‬
‫عظيمه‪ ،‬ولهما فضل على المسلمين‪ ،‬وهما غير معصومين وإن أخطأوا رد عليهم باحترام‪ ،‬وغالبا هذي الردود كمـا ذكـر‬
‫ابن حجر يقول الحق مع البخاري ومسلم‪ ،‬فالرد ان كان بأدب واحترام ال بأس به‬
‫وإذا كان الطعن مراد به الهوى واالسقاط وإظهار األحكام الشرعية انها غير صحيحه فهذا وباال عليه‪ ،‬وقــد نبــه العلمــاء‬
‫من هذه الطريقة الزائغة‪ ،‬وقد حذروا من ناس سموا أنفسهم بـالقرآنيين‪ ،‬امـا كتـاب مسـلم والبخـاري فقـد تلقتهمـا األمـه‬
‫بالقبول‪ ،‬وال يؤخذ بقول الطاعنين‪ ،‬وبسبب هذه الطعون خرج أناس ال يأخذون اال بالقران‬
‫‪-‬البعض بدأ بـالطعن حـتى تـدحرج ككـرة الثلج وانكرهـا تمامــا‪ ،‬وهـذا مزلــق خطـير‪ - ،‬نبـه ان بعض الصــغار يتعرضـون‬
‫للعلماء الكبار مثل النووي وابن حجر فيطعنون في عقائدهم وينفــرون النــاس منهم ويحـذرون من كتبهم مـع ان العلمــاء‬
‫أخذوا العلم عنهم ونقلوا اقوالهم ؟‬
‫الطعن في العلماء فرع من الطعن في الكتب والسنه‪ ،‬فقد طعنوا في من شرح مسلم والبخاري وأعظم من شرح البخــاري‬
‫ابن حجر‪ ،‬وأعظم من شرح مسلم النــووي‪ ،‬والطعن يـدل على قيمــة عقلــه وفقهــه‪،‬فالعلمــاء افنــوا أعمــارهم في تصـحيح‬
‫السنه وإظهار السنن وأماتت البدع وإن وجد خطــأ فهــو مغمــور في بحــر حســناتهم‪ ،‬وال يوجــد انســان إال ويخطئ‪ ،‬وابن‬
‫حجر والنووي من أهل السنه والجماعة فلو صدر منهما خطأ في العقيدة او السنه فهمــا عالمــان مجتهــدان ان اصــابا او‬
‫أخطآ فلهما أجر وهما متأوالن‪ ،‬فاعظم علماء اإلسالم النووي رحمه هللا وقــد اخــرج صــحيح مســلم وريــاض الصــالحين‪،‬‬
‫والمجموع واألذكار واألربعون النوويه‪ ،‬وكذلك ابن حجر له فتح الباري وبلوغ المرام‪ ،‬ولو قيــل لعــالم اريــد ان تــذكر لي‬
‫بعد الكتب السته كتاب في فضائل األعمال واألحكام قال هما رياض الصالحين للنووي‪ ،‬وبلوغ المرام البن حجر فهما قرآ‬
‫الصحيحان واخرجا الزبدة‪ ،‬ولهذا أجلهم العلماء ولم يحذروا منهمــا‪ ،‬وفي غايــة الخطــورة ان يتشــرب الطــالب بغضــهما‪-‬‬
‫كيف يمكن للطالب ان يتعامل مع الخطــأ العقــدي اذا ورد من بعض االئمــه المرضــيين ربمــا يكــون اشــعري او ماتريــدي؟‬
‫فكيف نوازن ونرد الخطأ؟‬
‫الطالب في البداية ينبغي أن يتبع علمائهم وال ينجر لتخطئتهم حتى يتقدم ويعرف الصواب والخطأ فالبــد ان يقــرأ العقيــدة‬
‫على يد األجالء الثقات‪ ،‬فالخطأ في العقيدة ال بد أن يقال انه خطأ وظالل ومبتدع‪ ،‬ولكن هــذا ال يعــني ان صــاحبه مبتــدع‬
‫وضال ولكن ينظر ان كان قائله من أهل البدع المعروفين تأليف وتصنيف ودفاع وأعلم بــالحق ولكنــه أصــر فهــو معــدود‬
‫من أهل البـدع‪ ،‬وأن كـان غـالب اعمالـه يـدافع عن أهـل البـدع فهـو منهم‪ ،‬امـا ان أخطـأ في بـاب من ابـواب العلم كبـاب‬
‫الصــفات أو اإليمــان او الصــحابة او الكبــيرة‪ ،‬فيقــال انــه وافــق أهــل البــدع في هــذا البــاب وهــو معــدود من أهــل الســنه‬
‫والجماعة وخالف أهل السنه في هذا الباب‪ ،‬وقال ابن عثيمين هذا مثله كما نقــول عن الفاســق الملي‪ ،‬ليس مــؤمن كامــل‬
‫اإليمان وال فاسق فسق مخرج من المله ولكن نقول إنما هو وافق األشاعرة في هذا الباب أو الصفة واال هــو معــدود من‬
‫أهل السنه فهو موافقهم في كل شي اال هذا الباب‪ ،‬فالبد ان يفرق هل هـو من أهـل السـنه وصـار عنـده خطـا ام من أهـل‬
‫البدع وصار عنده اخطاء فإن كان من أهل البدع وصار عنده أخطأ فهو معــدود من ضــمن أخطائــه ومن ضــمن ابتداعــه‬
‫كالجهمية والمعتزلة والصوفية والخـوارج‪ ،‬امـا ان كـان من أهـل السـنه ينــاظر لهم وللحـديث وللعقائـد الصـحيحة ولكن‬
‫أخطأ وصار عنده زله فال يقــال انــه من الخــوارج او الجهميــة او المرجئــة ولكن يقــال وافقهم في هــذا البــاب‪ ،‬أهــل العلم‬
‫اصلوا قواعد في قبول الحق من الخصم والثناء عليه فعندهم قاعدتان ذهبيه مستفاد من الكتاب والسنه وهي‬
‫‪-١‬أن الحق يقبل من كل احد ولو كان من كـان سـواء صـديق أو عـدو والرسـول صـلى هللا عليـه وسـلم قبـل الحــق من‬
‫اليهودي لما اخبره في حديث الحبر قال الراوي ضحك النبي صلى هللا عليه وسلم تصديقا لهذا الحق‪ ،‬وقــد قبــل حــتى من‬
‫الشيطان لما قال ألبي هريره في أية الكرسي صدقك وهو كذوب‪،‬‬
‫‪- ٢‬أن قبول الحق من اي احد ال يعني اني ازكيه ودليل ذلك أن النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬لما قبل الحق من اليهودي مــا‬
‫زكاه‪ -‬فهو يبقى يهودي‬
‫‪ ،‬وهنا نعرف فعل أهل العلم لما ينقلون الحق عن أهل بدع وهذا من بــاب قبــول الحــق وال يلــزم منــه التزكيــة‪ .،‬فــالبعض‬
‫يقول ان العلم الفالني ذكر في كتابه قول فالن‬
‫ويسيئون للعالم بهذا‪ ،‬ولكن العالم يمشي على قاعدة ان الحق يأتي من اي احد وليس المقصود تزكيته‬
‫‪-‬هناك من يتكلم على العلماء األحياء ويقول ليس لـديهم الفقـه بـالواقع ويقـول لسـنا في حاجـه لسـؤاله عن فقـه الواقـع‬
‫وربما يتعرضون لبعض العلماء من هذا المدخل‬
‫ويقال ان فتواه محرره ألنها فقدت ما يسمى بفقه الواقع؟‬
‫الشك ان فقه الواقع مطلوب للعالم حتى يعرف ما عليه مجتمعه وكيف يصدر الفتاوى وحتى ال يتالعب عليه الناس بــذكر‬
‫مسائل هي خالف الواقع‪ ،‬والنبي ﷺ فقيه بواقعه يعرف مجتمعه والبد أن يطلع على الواقع حتى ال يخدع وتكــون فتــواه‬
‫واضحه‪،‬‬
‫ويقيد فقه الواقع بأمرين األول ‪::‬‬
‫ما هو فقه الواقع المطلوب من العالم‬
‫نقول الذي يحتاجه في األحكام الشرعية ويحتاج أهل بلده والمسلمون ويرد على شبهات الباطل‪،‬‬
‫أما ما ليس فيه حاجه هو من فقه الواقع ولكن ال يلزم‪.‬‬
‫العالم وال يعاب على عدم علمه بهذا وال يكون طعنا في العلماء لعدم معرفتهم بهذا‪ ،‬فــالبعض يريــد أن يحــدث العــالم بكــل‬
‫قضيه وبكل ما يحدث بالجرائد ويجعل له طلبه يجمعون هذا ويحلله تحليال‪ ،‬وهــذا ال ليس من فقــه الواقــع‪ ،‬والصــواب ان‬
‫يأخذ ما يريده من باب ان يبني عليها حكم شرعي اما التفاصيل كخطـاب هـذا الـرئيس وكالم هـذا الرجـل‪ ،‬وهـذا قـال كـذا‬
‫وكذا ‪ ،‬فهم أعداء لإلسالم وال يفرق اال اذا اريد التوصل لحكم شرعي‪ ،‬فالبد ان يكون الواقع بحدود وقدر‬
‫‪-‬الثاني ‪:‬ال يكثر منه فيعرف به وتضيع دروسه واألحكام الشرعية فإذا جلس في مجلس اشغل الناس بهذا األمر‪،‬‬
‫ولم يحدثهم بما ينفعهم وقد يقول انه من فقــه الواقــع ف ُيفتن النــاس بهــا‪ ،‬فليس الكــل يعــرف الواقــع والسياســة الشــرعية‬
‫والمصالح والمفاسد‪ ،‬وقد يتحدث عنها اإلنسان وقد أخطأ فيهــا ألن االصــل فيهــا الكــذب وعــدم الصــحة فيبــني أحكــام من‬
‫اعالم وصحف من جهات قد يكذبون وما اكثر ما أقيمت حروب على كذبه لم تصح‪،‬‬
‫فاإلنســان يشــتغل بمــا يفيــد‪ ،‬والتنقص على العــالم بهــذا مــذموم‪ ،‬بــل أهــل العلم هم من يعــرف الواقــع الحقيقي الــذي يهم‬
‫المسلمين وفيه مصلحه للمسلمين‬
‫‪،‬اما البعض قد فتن به ويرى نفسه تميز بهذا وأنه وحده عنده هم المسلمين ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪-‬وينبغي لإلنســان اذا وثــق في العــالم ال يكــون لــه هــذا الوســواس والمــدخل الشــيطاني‪ ،‬فيأخــذ فتــوى العــالم في صــيامه‬
‫وصالته وهي اهم وأعظم‪ ،‬فإذا جاءت الفتوى بأمور ابسط قــال ال وتحجج ب ُكــبر العلمــاء وعــدم معــرفتهم للواقــع‪ ،‬فيطعن‬
‫فيهم‪ ،‬والبعض يعتقد ان العالم البد أن يتكلم عن كل صغيره وكبيره‪،‬ولكنه قد يسكت ألنه بحاجه لوقت لفهم اكـثر او لعـدم‬
‫وضوح الصورة‪ ،‬أو المنقول ليس دقيقا‪ ،‬فيتحاشى ذلك ثم يذهبون لغيرهم ممن هم دونهم وقــد اتضــح ســابقا ان العلمــاء‬
‫لما سكتوا اتضح ان الحق معهم‪ ..‬وانها من حكمته فالعالم الرباني ال يتحدث بكل شي‪ ،‬وال يدعي علم كل شي‪،‬‬
‫فليس كل ما يعلم يقال‪ ،‬ولكن الشيطان دخل ع الناس من هذا المدخل وزهدهم في مشايخهم ورماهم بالنقص‪.،‬‬

‫الدرس السابع عشر ‪:‬‬


‫‪-‬حذر الشيخ ابن عثيمين من ضياع الوقت على الطالب‪.‬‬
‫‪-‬الوقت انفس شي عند المسلم عموما وعنده خصوصا‬
‫والوقت انفس ما عنيت به‪ ،‬واراه أسهل ما عليك يضيع‬
‫ومن تميز ما تميز اال لضبطه حتى في عبادته‬
‫والشريعة مبنيه على ظبط الوقت وهو كنز األعمال‬
‫وقد اهتم السلف بالوقت فال يضيعونها اال بما يفيد وينفع‪ ،‬وطالب العلم اهم ما عليه وقته‪،‬‬
‫والوقت وفترة الشباب اهم ما يسأل عنه يوم القيامة‬
‫وعليه ان يجعله مليء بما يفيده ويقربــه إلى هللا كبــذل العلم والمطالعــة والقــراءة ونشــر العلم والجلــوس عنــد االشــياخ‪،‬‬
‫ويحذر مما يضيع وقته بما ال نفع فيه‬
‫فقد قال هللا تعالى (وال تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنــا‪ )...‬وتضــييع الــوقت بدايــة الــذوبان والســقوط ورخص العلم عنــده‬
‫وتحل عليه ساعات مؤلمه‪،‬‬
‫ومن المظاهر‪ ،‬ان يدع المذاكرة والمراجعة والحفظ‬
‫فيتركها وينشغل بالمباحات‪ ،‬االنشغال باحاديث اللهو والقيل والقال‪-‬فالواجب ان يستغلها بما يقربه هلل‬
‫وإن يبدأ بما أتى إليه‪ ،‬فيبــدا بالمــذاكرة وبعــدها ال بــأس بالمباحــات‪ ،‬وكــان ابن عــثيمين‪ ،‬اذا بــدا في الــدرس يبــدأ حازمــا‬
‫سرى عن الحضور بطرفه ونحوه‪.‬‬ ‫ومسرعا وال يتحدث حتى إذا انقضى األول والثاني والثالث ّ‬
‫‪-‬أن ينشغل الطالب بتتبع األقوال والزالت وتحليلها‬
‫وتسقيطها وعمل حواشي ونشرها وإرسالها وهذي مرحله مخزيه مؤلمه‪ ،‬والمسلم عليه أن يتمثـل قـول النـبي صـلى هللا‬
‫عليه وسلم من حسن اسالم المرء تركه ماال يعنيه‪-‬اما من تتبع الزالت سيدور عليه الزمان ويكون هو المتتبع والساقط‪.‬‬
‫‪-‬قال ابن عساكر ‪:‬لحوم العلماء مسمومة وعادة هللا في منتقصهم معلومــة‪ ،‬وكم راينــا ممن كــان لــه شــان في العلم ولكن‬
‫لما تتبع زالت العلماء انتكس حتى صار اضحوكه لطلبة العلم‪.‬‬
‫وقد قال النبي صلى هللا عليه وسلم لمعاذ ‪:‬كف عليك هذا وقال معاذ وهل نحن مؤاخذون يارسول هللا‪)...‬‬
‫‪-‬فاللسان كما قال النبي صلى هللا عليه وسلم رب كلمه تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا‬
‫‪-‬أيضا وسائل التواصل فهي من أكثر ما يسرق األوقات‬
‫فتذهب بركة هللا مع كثرة االنشغال بها‪ ،‬فالبد ان يكون بيننا وبينها بعد في اليوم والليلة ساعتين او ثالث‪..‬‬
‫هذه األجهزة زاحمت الوقت بدعوه الفائدة وغيرها‬
‫‪-‬نقول لطالب العلم انتم مأجورون فدافعوا عن اوقاتكم‬
‫فال بد أن يكون بيننا وبين الجوال ساعات محدده‬
‫‪-‬ما طريقة عرض العلم في المجالس؟‬
‫بذل العلم في المجالس من المهمات للعالم وللطالب‬
‫ان ينشر العلم والخير في المجالس التي يرتادها في‬
‫جماعته او قبيلته او أسرته او أصدقائه او عمله او أسواق فيبذل العلم دائما ومن دعى إلى هدى كـان لـه اجـر من عمـل‬
‫به‪ ،‬ولكل مكان وضعه الخاص وما يتناسب به‪ ،‬ففي البيت يستطيع أن يتكلم بما يشاء‬
‫أما بيت غيره فإن كان عالم له ثقله يبتدى الكالم بعد الحمد والصالة على النبي‪،‬ويفتي النــاس أن كــان لــه مكانتــه وثقلــه‬
‫وعلمه‪ ،‬اما البعض من الطلبة ليس له مكانه عند الناس فإذا ابتدأ هــو قــد يجــد النــاس مشـقه في التلقي عنـه الســيما اذا‬
‫كانوا لم يتعودوا ع هذا األمر‬
‫ولكن ممكن ان يبدأ بطريقة عرض المسائل‪ ،‬مثل ان يقــول ســمعت كــذا وكــذا فمــا حكم لحم األبــل‪ ،‬أو مــا حكم شــرب لبن‬
‫اإلبل او مرقهم اذا كان عند أهل باديه مثال‬
‫‪ ،‬فهو يبتدىء السؤال‪ ،‬فإذا رأوا الناس أنه بدأ بفتح المسألة تبدأ الناس تتجه إليه‪ ،‬وقد ذكر ابن عــثيمين أيضــا الالبــأس‬
‫ان يطلب العالم من النـاس أن يسـألونه وهـذا ليس من التزكيـة ولكن من بـذل العلم‪ ،‬ولكن ان كـان من بـاب مـدح النفس‬
‫واالطراء لها فهذا باب اخر‬
‫ولــذلك نصــيحه ال تهمــل الــدعوة إلى هللا والعلم في اي مجلس أعــط معلومــة أو دل على طريــق العلم في مكــان وفي كــل‬
‫مكان‪ ،‬واآلن كل شي متوفر والوسائل كثيره في األجهزة وغيرها‪-‬فبذل العلم يؤجر اإلنسان عليه فال تحتقــر شــيئا ‪ -‬فقــال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ألبي ذر‬
‫إذا طبخت مرقه فأكثر مائها‪ ،‬فلم يقل شحمها ولحمها‬
‫وقد قال صلى هللا عليه وسلم تبسمك في وجه أخيك صدقه –‬
‫واالنسان ال يستطع ان يجعل مجلسه كله ذكر ودعوه‬
‫ولو خمس دقائق‪ ،‬اما من يقطع كالم الناس يجعل الموعظة ثقيله عليهم‪ ،‬والمجالس لها حراراه وبــروده فــإذا بــرد وهــدأ‬
‫المجلس استغل الفرصه‪،‬وزك علمك وقال الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬أخبر انه مامن قوم يجلســون مجلس ال يــذكروا‬
‫هللا فيه وفي رواية ولم يصلوا على النبي صلى هللا عليه وسلم فيه اال كان عليهم فره يعني حســره وفي روايــة اال قــاموا‬
‫منه كما يقومون من جيفة حمار‪ ،‬فحتى ال نصل لهذا الحال علينا أن نبذل العلم سواء بعرض األسئلة او كالم في القواعد‬
‫األربعة‬
‫أو نواقض اإلسالم او باب من كتاب التوحيد ونحوه‪ ،‬فعند قرب المطـر يتحــدث عن النجـوم او علم التيســير وعلم التــأثير‬
‫والفرق بينهما‪-‬فالمسلم ال يجد بعد وال غرابه‪-‬اذا اراد ان يتحدث في أمر فسوف يدخل له مدخل‪ ،‬وخير الناس من يحســن‬
‫الدخول إلى الناس وقلوبهم‬
‫‪-‬اعطنا مالذي يمكن أن توجه به المشاهدين والمشاهدات بداية من المتأخرين والمعاصرين؟‬
‫كتب السابقين افضل وابرك وتمتاز بقلة الكالم وغــزارة العلم‪ ،‬امــا المتــأخرين كالمهم كثـير وفوائــده قليلـه‪ ،‬فقـد قـال ابن‬
‫عثيمين تقرأ ‪ ٥٠‬صــفحه وال تخــرج اال بفائــدة او فائــدتين‪ - ،‬الســيما اذا كــانت كتب ال تختص بــالعلم الشــرعي كالتــاريخ‬
‫والثقافة ونحوها – لكن كتب المتقــدمين أكثرهــا في العلم الشــرعي وال نقــول ان األول مــا تــرك لآلخــر شــيء ‪،‬فيســتفيد‬
‫الطالب من المتأخرين‬
‫في شروحات او محفوظات او تعليقات ومناظرات‬
‫وكتب المتأخرين أهل العلم النافع والعمل الصالح والدفاع عن الشريعة كتبهم خير السيما في النوازل‬
‫فيندر ذكرها في كتب المتقدمين ولكنها توجد في كتب المتأخرين‪ ،‬فيأخذ من العلماء الثقــات ممن شــابت لحــالهم وعنــدهم‬
‫حسن القصد وحسن البيان‪ ،‬فكتب المتأخرين وقولهم انه ليس فيها شيء نافع‪ ،‬فهذا كالمه مردود‪ ،‬ففيها تسهيل وتبسيط‬
‫وشروح والمشجرات كثيره االن وهي تبسط وتوضح‪ ،‬ولكنها قليلــه عن المتقــدمين‪ ،‬واألصــل في كتب المتقــدمين انهم ال‬
‫يرقمون‪ ،‬وأنهم يذكرون كالم عام واألفضل هو الترقيم‪..‬‬
‫واحيانا ربما يفيد طالب العلم كتاب المتأخر اكثر من المتقدم لما فيه من وضوح العبارة وسهولة اللغة‬
‫الن عند المتقدمين بعد لغوي وغرابه وهذا صعب على المبتدأ‪.‬‬
‫‪-‬الكتب الحديثيه والفقهيه – ماهي األولوية في دراسة الكتب الفقهية ام الحديثيه؟‬
‫تكلم أهل العلم والظاهر انهم يفرقون بين قضية العلم وقضيه الحفظ‪ ،‬فيقولون األولى بطالب العلم حفــظ القــرآن ثم الســنه‬
‫كبلوغ المرام وعمدة األحكام ثم مــا تيســر‪ ،‬فحفــظ الحــديث أولى من غــيره ألنــه يبقى بخالف المتن المنثــور ألنــه ينتســى‬
‫سريعا ويحتاج اكثر للمراجعة‬
‫‪-‬فاألسهل في الحفظ األحاديث ثم المنظومات ثم المنثور‪-‬اما الحديث فيترسخ لكثرة سماعه في الخطب والتلفــاز وغيرهــا‪،‬‬
‫وهذا من حيث تكوين الملكة العلميه‬
‫للطــالب وتكــوين الحفــظ وإن يكــون عنــده شخصــيه من حيث القــرآن والســنة‪ ،‬وفي المقابــل اذا اراد ان يتعبــد هلل بهــذه‬
‫األحاديث‬
‫فامش بما يقول لك فإن درس حـديث خـذ بـه وإن درس فقـه فكـذلك‬ ‫ِ‬ ‫أو يسلك طريق العلم ‪ -‬قال أهل العلم اذا وجدت عالم‬
‫وال تعارض‪ ،‬وحفظ المختصرات الفقيه يجمع لك األحكام في باب واحد‪ ،‬وهذا ال يكون في الحديث الن في الباب ثالثــة او‬
‫أربعة أحاديث وتأخذ منه عشرة أحكام‪ ،‬اما الفقـه فبـاب االسـتنجاء مثال فيـه مـا يقـارب ‪ ٤٠‬حكم شـرعي‪ ،‬فهـو من حيث‬
‫القوه العلميه ومدارسة المسائل‪ ،‬فالمتن الفقهي يتميز عن المتن الحديثي‪ ،‬والمتن الحديثي يكون فيــه الحــديث وال يتــبين‬
‫له الحكم اذا لم يشرحه شيخي‪ ،‬اما المتن الفقهي فأهل العلم يوضحون مثال ويحرم استقبال القبلة ويكره دخول شــي فيــه‬
‫ذكــر هللا ويجب كــذا ونحــو ذلــك فكــل األحكــام مجتمعــه في بــاب‪ ،‬فــالمتن الفقهي أنفــع للطــالب الســيما اذا استشــرحه من‬
‫شيخه‪،‬وال تعارض بينهما‬
‫فوفق بينها وبين حفظ الحديث‬
‫واألشكال انهم يريدون الحفظ في وقت واحد‬
‫باب من باب الزاد وباب من باب بلوغ المرام‬
‫وهذا كثير عليهم ونقول القصد القصد تبلغوا‬
‫ً‬
‫ديمة وإن قل‬ ‫وكان عمل النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫وهناك طريقه للجمع وهي مفيدة ونافعه ومجربه ‪:‬‬
‫مثال اذا اراد الطالب ان يقرأ باب من ابواب الفقه‬
‫مثال باب الزكاة نقول للمبتدئ الذي ليس عنده شيخ‬
‫اما اذا كان عنده شيخه فال يأخذ اال بكالمه‬
‫اما من ليس عنده شيخ‪ ،‬فنقول اذهب الى كتاب واضح العبارة وليس فيه شرح لمتن فقهي واقــرا هــذا البــاب من البدايــة‬
‫ومثال الملخص الفقهي عبارتــه واضــحه وهــو على المــذهب الحنبلي فــاقرا منــه البــاب حــتى تحفــظ مســائله او الخطــوط‬
‫العريضه‪،‬فإذا انتهيت وصار عندك استحضار لبعضها‪ ،‬ادخل إلى الزاد ثم خذ شرح واضح بسيط يوضح العبارة‪ ،‬فتجد ان‬
‫ما عندك من العلم كان أربعين ثم زاد إلى سبعين بالمئة ثم تتعود على عبارة الفقهـاء والربـط باألدلــة واألحكــام الفقهيــة‪،‬‬
‫واذا انتهيت من دراسة المتن الفقهي البد أن يكون عندك شي لم تفهمه ثم انتقل الى بلوغ المرام كتاب الزكـاة فكـذا يثبت‬
‫ما قرأته في الكتاب والملخص الفقهي وربما يكون عندك زيادات تسجلها جانبا وربما تربط الحديث بالمســألة الــتي قيلت‬
‫فيه‪ ،‬فالمرحلة الثالثة تثبيت‬
‫المرحلة الرابعة‪ ،‬اتجه لكتب الفتاوى البن عثيمين وابن باز واللجنـة الدائمــه‪،‬مــاهي إال تطـبيق الـزاد والبلــوغ والملخص‬
‫الفقهي‪ ،‬فتمر المسألة لم تأتيك في الكتاب ولكنها في الفتاوى‪ ،‬وبعد الفتــاوى تقفـز وقـد تصـل لتسـعين بالمئــة ومـع ذلـك‬
‫فاإلنسان ينسى ويتذكر السيما الجزيئات في المسائل ‪ -‬ولم اســتمر اإلنســان ع هــذه الطريقــة في كــل بــاب لحصــل فائــدة‬
‫عظيمه‪..‬‬
‫وكان رحمه هللا يدرس متون فقهيه ويحث الطلبة على حفظها ويشــرح متونــا وأحــاديث نبويــه ويحث على الحفــظ وهــذه‬
‫طريقة المعهد‪..‬‬

‫‪-‬الدرس الثامن عشر واألخير ‪:‬‬


‫أنهى الكتاب بفصل مليء بالفوائد‬
‫وتحدث عن آفة التنقل بين الكتاب واالخر ‪:‬‬
‫وهي آفة عدم الصبر والتضجر واالنتقال بين الكتب فأما انتقال للحفظ وانتقــال للدراســة او للتــأليف‪ ،‬فيبــدأ بتــأليف كتــاب‬
‫ويشرحه ثم ينتقل وهذا يسبب ملل ويضيع الوقت فينبغي على الطالب حفظ الوقت ويركز على كتاب واحد‪ ،‬وهــذا الكتــاب‬
‫يكون متداول بين العلم‪ ،‬فإن كان كذلك فاهتم به ألنه ان أشكل فيه شي تجد جواب إلشكالك اما اذا اخذت كتاب لم يشرحه‬
‫العلماء ربما تمر مسأله ال تجد لها جوابا‪ ،‬فالبد ان يتداوله العلماء بالشــرح او التعليــق ونحــوه‪ ،‬فــإذا رزقت هــذا الكتــاب‬
‫فاصبر واعزم العقد عليه وتوكل على هللا وابدأ به‪ ،‬والبداية صعبه لكن اصبر حتى تنهيه‪ ،‬فبعــد ان تنهيــه تجــد ان نفســك‬
‫طلبت وزاد علمك وسبقت غيرك ممن يكثر التنقل بين المشايخ والكتب والسماع والحفظ فصار كالمبت ال أرضا قطــع وال‬
‫ظهر ابقى‪ ،‬وكان ابن عثيمين يقول اذا استمر اإلنسان على كتاب ولما شرح معاقد الفصول كان يقــول في عبارتــه عســر‬
‫ولكن عادتي اذا قرأت كتاب ال اتركه حتى انهيه وهذا حتى حين كــان طــالب علم‪ ،‬لمــا قــرآ على شــيخه الســعدي القواعــد‬
‫الفقهية البن رجب‬
‫وقال إن الطالب ذهبوا ولم يبقى اال هو ولذلك استفاد فائدة عظيمــه‪ ،‬فبعض الطلبــة اذا اعجبتــه طبعــه تــرك كتابــه وذهب‬
‫لألخرى‪ ،‬والكتاب كلما ركزت عليه وحفظته كان أنفع‪ ،‬وقال بعض األدباء ألن اكــرر كتــاب ثالث مــرات خــير من أن اقــرا‬
‫ثالثة كتب‪ ،‬وقيل احذر من صاحب الكتاب الواحد‬
‫ألنه ظبط علمه ومسائله واقواله فتخاف منه‪ ،‬اما من يعامل العلم كالحديقــة فهــذا ســوف يــذهب هــو وازهــاره يستنشــقها‬
‫فقط‪ ،‬ولم يكن عنده شجره أصلها ثابت وفرعها في السماء‪ ،‬وربما يؤتى اإلنسان من قبل الملل وكثرة العروض الــتي في‬
‫المكتبات وكثرة الدروس المتفرقة‪ ،‬فيترك ما في يده فنقول ان الشيخ استفاد‬
‫الن هللا وفقه ألمر عظيم ربما لم يوهب للكثير من الطلبة وهو الصبر‪ ،‬وقد قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬انه مــا أعطي‬
‫انسان عبدا مثل ما أعطي من الصبر‬
‫فربما شعر ان الكتاب أعلى منه وربما تحول أصدقائه لكتب أخرى‪ ،‬وهذه وسائل للوقوع في الخطأ‬
‫ومن مداخل الشيطان‪ ،‬ونقول من كان هذا ديدنـه ان الشـيطان سـيأتيه دائمـا وبنفس المـبررات‪ ،‬واذا حصـل فاصـبر على‬
‫الكتاب الذي بين يديك وافعل كما فعل من انتهى من العلم‬
‫‪-‬كان إبن عثيمين كتب فوائد متعددة‬
‫اقتنصها من قرائتها وهذا لما يشير؟‬
‫يشير إلى همة الشيخ وحسن رعايته للعلم وحسن اقتناصه للفوائد فإن اإلنسان اذا اختصر كتاب يحاول ان يفهمه ويأخــذ‬
‫الزبدة حتى يخرجها للناس‪ ،‬وهذا من قديم الزمان ان أهل يستفيدون من بعضهم ويختصرون‬
‫وهذا ديدنهم البحث عن الفوائد واقتناصها‬
‫وطريقة الفوائد ‪:‬‬
‫اختصار كامل الكتاب‬
‫واحيانا من عدة كتب يجمعها في كتاب واحد‬
‫فيكتب فائدة ف التفسير والعقيدة وغيرها‬
‫وهذه الفوائد ربما يكتبها اإلنسان اذا ناظر فيها والحظ في فكره مغزى ثم قيده كما في صيد الخاطر‬
‫ولذلك ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد ذكر اشياء ال توجد في كتبه وال توجد في كتب أهل العلم‪ ،‬واحيانا تقــع على فوائـد‬
‫نفيسة ذكر الشيخ ان شيخه السعدي‬
‫كانت هذه طريقته ومعه كتيب صغير يسجل فيه الفوائد‬
‫واالن حتى في الجوال تستطيع تقييد الفوائد فيه‬
‫‪-‬اإلمام الصنعاني ذكر انه لما عرج بالنبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬مر عليهم في السموات السبع ووجــد في الثانيـة عيسـى‬
‫ويحيى أبناء الخالة وذكر لماذا يوجد في هذه السماء لوحدها هذان النبيان مع ان كل سماء فيها نبي واحد‪ ،‬وقال انـه في‬
‫اخر الزمان سوف ينزل عيسى لألرض فحتى ال تبقى سماء فارغه من نبي وضع هذان النبيان‪ ،‬وايضا ذكر الســهيلي في‬
‫ذكر زيد رضي هللا عنه في القرآن‪ ،‬وهذا طرائف تحتمل الصواب والخطأ‪،‬‬
‫قال ان زيد مرتبط اسمه بالنبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫يعني زيد بن محمد ثم بعد تحــريم التبــني‪ ،‬ذكــر اســمه في القــرآن الكــريم‪ ،‬فينبغي على الطــالب ان يقتنص الفوائــد وهــذه‬
‫الفائدة قد ترتبط في كتاب اخر‪ ،‬فانقلها مباشره‬
‫فأهل العلم يكتبون الفوائد واحيانا تسمى كناشة وينتفع الناس بها‪.‬‬
‫‪-‬ما الفرق بين ان يختصر اإلنسان لنفسه او مختصرات جاهزة!‬
‫سئل بعض أهل العلم فقيل اي مختصر افضل قال هو المختصر الذي تكتبه انت‪ ،‬ألنك تكتب ما يفيدك انت‬
‫ولذلك ينبغي على الطالب ان يهتم بالمختصرات‬
‫فأحيانا رؤوس مسائل او رموز او ضوابط او قواعد‬
‫فاألفضل ان تختصر انت الكتاب‪..‬‬
‫‪-‬لماذا كان الشيخ يعتني بالكليات والضوابط التي تضبط العلم‪ ،‬مـا مقـدار اهتمـام الشـيخ في طريقـة تعلمـه وتعلميـه؟ لقـد‬
‫وصف الشيخ بعالم الضوابط فقد اكثر منها في فنون العلم‪ ،‬وهذه العناية للضوابط ألهميتها ومعرفتــه بكبــير فائــدتها فهي‬
‫تجمع العلم من اطرافه من يمينه لشماله‪ ،‬ألن اإلنسان اذا اراد ان يطلب العلم بالمسائل قـد يطـول عليـه الزمـان وتنســى‪،‬‬
‫لكن الضوابط تدخل فيه مسائل كبيره في أبواب شتى كباب الصالة والزكــاه والحج فتجتمــع بضــابط واحــد‪ ،‬واحيانــا يغيب‬
‫الحديث والدليل ولكن ال يغيب الضابط ولذلك كل ما كان وسيله إلى حرام فهـو حـرام‪ ،‬وهــذه الضــابط يكـون معـك في كــل‬
‫فتاويك ومجالسك‪ ،‬فكل ما أدى إلى حرام فهو حرام وكل ما كان وسيله لمستحب فهو مستحب‬
‫وكل ما كان وسيله إلى واجب فهـو واجب وكـل مـا كـان وسـيله إلى وجـوب فليس بـواجب‪ ،‬وهـذه الضـوابط تجمـع العلم‬
‫وتحصره وتقلص وقته وتجمع الشتات‪ ،‬فاهتم بها وجمعها طلبة العلم واوصلها البعض ألكثر من ألف ظبط ذكرها الشـيخ‬
‫في كتابه الشرح الممتع‪ ،‬وشيخنا تأثر بالضوابط فقعد لهذه الضـوابط فيخـرج مـا يخـرج ويـدخل مـا يـدخل‪ ،‬ولـذلك كتابـه‬
‫القواعد المثلى في األسماء والصفات‪ ،‬إنما هي ضوابط ولو مشى عليها اإلنسان اســتراح كثــيرا‪ ،‬وهــو اســتقاها من كتب‬
‫أهل العلم‬
‫ومما حفظه ودونه‬
‫‪-‬لماذا كان في العلم ونشره بركه!‬
‫البركة مع أهل العلم الثقات النهم من ينشر‬
‫العلم وينشرون بركته‪ ،‬والبركة في العلم‬
‫فتكلم عنها الشيخ من حيث المدلول اللفظي‬
‫وقال هي الخير الكثير الثابت وهي مأخوذة من البركة التي تجتمع فيها الماء‪ ،‬وهي اصـول لـك كمـا يوجـد عنـد االغنيـاء‬
‫أصول ثابته اذا تعرضوا لإلفالس‪ ،‬كذلك الطالب عنده أصول وهي أصول العلم أصول االعتقاد أصول األحكام يرجع إليهــا‬
‫وهي خير عنده ثابت ويستفيدها طالب العلم من العلم الذي حفظه وفهمه وقراه ودرسه على أهل العلم وحتى يكثر وتكثر‬
‫البركة ال بد من نشره على الناس وقـد قـال هللا تعــالى (لئن شـكرتم ألزيـدنكم) ومن شـكره ان ينشـر الطـالب علمـه حـتى‬
‫تفيض البركة‪.‬‬
‫وهذا يثبت ويزيد األصل الثابت عنده‪ ،‬مسأله في الفقه والنحو ومصطلحا الحديث وكلما نشرت زاد ما عندك من االصــول‬
‫والخير‪ ،‬فالذي ال ينشر يؤثر على اصوله الثابتة والخير الموجود عنده‪ ،‬ويصير هذا الثابت عنـده يســيل ويضــيع كــالعهن‬
‫المنفوش ثم يرجع خواء ليس عنده شيء وكان الشيخ لمــا جمــع الخــير ثم نشــره ارتــد عليــه بالبركــة في نفســه وعلمــه‬
‫وولده وعبادته وخشوعه‪ ،‬ثم أظهر مره اخرى بركة التعامل مع الناس بركة العبادة فأفاضت على النــاس ثم رجعت إليــه‬
‫فصار منبعا للخير وهكذا علماء المسلمين‪ ،‬فإذا أراد الطالب ان يزداد ويتوسع في علمه فال يجعله بين جنبيه بل ينشره‬
‫ويقول قائل ‪ :‬يزيد بكثرة اإلنفاق منه وينقص ان به كفا شددت‪..‬‬
‫فإذا أكثرت من بذل العلم فاض الخير منك على الناس ثم فاض منهم عليك بدعائهم وذكــرك الحســن واعانتــك على العلم‪،‬‬
‫فكان الناس يعينون الشيخ على العلم والتدريس ويفرحون لو كلفهم الشيخ باي عمل يقومــون بــه‪ ،‬امــا الكتب وحــدها لن‬
‫تنطق وتدافع وتنفع والذي ينطق هو الشخص نفسه‪ ،‬وليبذل العلم في كل مكان حتى يستفيد ويكتب له األجر‪..‬‬
‫فكونوا مصابيح وهداة للناس‪ ،‬واصبروا وصــابروا واســتعينوا باهلل‪ ،‬واحفظــوا علمكم ودينكم وقلــوبكم والســنتكم وانيبــوا‬
‫هلل‪ ،‬واحمدوا هللا الذي يسر لكم هذا الطريق فالكثير محروم‪..‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪:‬من سلك طريقا يلتمس به علما سهل هللا له به طريقا للجنة‪.‬‬

‫اليوم الجمعة ‪:‬‬


‫‪١٤٤٤/٨/٤‬ه‬
‫‪2022/11/12‬‬

‫أنهينا مجالس كتاب طالب العلم البن عثيمين رحمه هللا‪ ،‬وهي مكونه من ثمانية عشر مجلسا‬
‫[اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعله حجة ً لنا ال علينا ]‬

‫انتهى وال حول والقوة إال باهلل العلي العظيم‪..‬‬

‫كتبه الرفيقــات ‪:‬‬

‫أسمــاء الجباري ‪ -‬تسنيم جهاد‪.‬‬ ‫‪‬‬

You might also like