Professional Documents
Culture Documents
بسم هللا الرحمـن الرحيم والحمدهلل والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
[ شرح كتاب العلم من تقديم :الشيخ جمال جبرتي وشرح الشيـخ حسين الشــمري]..
هذا يحتم على اهل العلم ان يبينوا العلم اكثر وينشرونه بين الناس .وهذا له فضل عظيم عند هللا.
طالب العلم يجب مخاطبته خطاب الروح فما شخصية طالب/ة العلم؟
طلبه للعلم خالص هلل تعالى :هو ابتغاء هذا العمل خالصا لوجه هللا وحده ,اذا وصل لهذه الدرجة فقد وصل الى -1
نهاية الطريق وهي بركة هللا ويسد عنه طريق كل شر .فاإلخالص هو المقصد االول واالخير...
وهذا االخالص لما هو عظيم فهو ليس سهل بحاجة لمثابرة ومتابعة مكثفة فلو علم هللا الصدق في قلب
المؤمن اعطاه ما اراد .اال ان سلعة غالية اال ان سلعة هللا الجنة .هو ليس بمستحيل ولكن بحاجة الى صبر
وعزيمة صادقة .فان كانت دراستك في هذه المدارس لرفع الجهل عن نفسك ,وعن غيرك ,وافادة االمة
والدفاع عن الشريعة فهذه نية طيبة وان كانت النية العلو على الناس او اخذ منصب او جاه فهذه نية فاسدة.
هللا أمر أن ن ّق در أهل العلم ,سواء السابقين النهم خدموا اإلسالم وقدموا هذا اإلسالم نقيا ً حتى وصل إلينا
فالواجب أن نترحم عليهم وذكرهم ذكراً حسنا ً .كذلك الالحقين وجب احترامهم وتقديريهم ألنهم حماة الشريعة,
حتى في سؤالهم كما قال النووي " يرى أن شيخه أرجح أهل طبقته".
يجب أن يمتلئ قلبنا اتجاه معلم العلم بالقناعة التامة بصحة ما يقول ,فيظن أن يكون كل كالمه حق خاصة في
بداية طلب العلم .فلو كان هناك خالف مع معلم العلم فيناقشه على انفراد وليس أمام المأل وال يقول له "قلتم
كذا" فهذا من أدب طالب العلم لمعلمه.
الحكمة: -8
ما هي الحكمة؟ هي من آداب الدعوة الى هللا ,وهي وضع الشيء في مكانه المناسب زمانا ً ومكانا ً وحاالً.
فتعطي الزمان ما يناسبه من األقوال واألعمال وتعطي الزمان والحال ما يناسبهم أيضاً .وهذا هدي النبي فكان
يعطي السائلين ما يناسبهم .كان يراعي اختالف الناس وتباين مشاعرهم وثقافتهم كذلك الداعية وجب مراعاة
ذلك فال يكون كالمه واحد في كل مكان وزمان وحال ,لقول االمام مالك" :ال يكون الرجل عالما ً وهو يحدث في
مر طالب العلم بأناس يعصون هللا تعالى فمن الحكمة أن يحدثهم عن الخوف ال عن كل ما سمع" .مثال إذا ّ
الرجاء .فإذا رأيت طالب علم يدعو بغير حكمة؛ فهو إما لقلة عقله ،او لقلة مخالطته للناس.
وجب على أهل العلم أن ال يزجروا الناس عند وقوعهم في الخطأ؛ فينفروا من النصيحة والداعية ,وأن ال
ُيش ِّه ر به بقوة وبشدة يقول :ما تخاف هللا .كما قال ابن تيمية فيما نقله عن الشافعي في أهل الكالم "حكمي
في أهل الكالم أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر ويقال :هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة،
وأقبل على الكالم".
ما موقف طالب العلم من الوسائل الحديثة التي أصبحت هي حياة الناس وتسهل نشر العلم؟
العالم صار قرية صغيرة بسبب هذه الوسائل ,فأولى الناس بها هم المسلمين وهي داخلة في قــول هللاَ " :وَأ ِعـ دُّوا لَ ُهم َّما
اس َت َط ْع ُتم ِّمن قُ َّو ٍة َومِن ِّر َباطِ ا ْل َخ ْي ِل" [األنفال ]60 :وأولى المسلمين هم طالب العلم الذين يبلغــون دين هللا ســبحانه لــذلك
ْ
هذه الوسائل من نعمة هللا فكم قصرت من مدة وتكاليف نشر العلم فوجب االعتناء بها.
النظر إلى المقالة والقائـل فليس كـل مقالـة يـردون عليهـا .إن كـانت ضـعيفة غـير مهمـة ال يـردون عليهـا بـل -3
يميتونها "اميتوا الباطل بالسكوت" .فيجب أن ال نرد على كل ما يظهر أمامنــا إال إذا انتشــرت هــذه المقالــة أو
كانت دعوة لبدعة أو خالف للمذموم .في المسائل الفقهية االجتهادية فــإن أهــل العلم ال يحرصــون على كــثرة
الرد يكفي رد عالم واحد .ألن المراد من الرد اظهار الحق بك او بغيرك.
الرد على المقالة اذا كانت واقعة او معلنة ألنه ال يليق بأهل العلم افتراض مقالة على أهل الباطل. -4
الفاسدة الرد باإلجمال من دون تفصيل ,ولكن قد يحتاجون للتفصيل حتى يبين ضعف المقالة مثال. -5
عدم ذكر االسم ألنه المراد رد الباطل ال االنتقام إال في حالتين: -6
-1إذا اشتهر هذا المقابل عن رجل معين, -7
-2إذا كان داعيا ً إلى بدعة؛ حتى يحذر الناس منه خاصة لو كانت بدعة كبيرة -8
-3 ,يردون من دون تشهير ولو لصاحب البدعة ,إال إذا اشتهر هــذا الرجـل ويوجـد لـه أنصــار لبدعتـه فال بـد -9
ذكره وتشهيره ولكن ال ُيزاد فيه ما ليس فيه.
عدم التشفي بالمخالف بل تكون الرحمة مصــاحبة لــه ألن صـاحب المقالــة قـد يكــون صـدر منـه الخالف لقلــة -10
علمه أو قلة إيمانه وتعصبه- ,الرد يكون بقدر وبحاجة.-
في مسألة ذكر اسم المخالف كيف كان يتصرف الشيخ إذا ذكر أحد اسم خالل حلقات العلم؟
كان ال يقبا ذكر األسماء أبدا وينهى عن ذلك وكان يقول "نرد على المقالة ال على القائل" وذلك ألمرين:
حتى ال يدعوا الى التحزب فكل عالم له أحباء فيحاول كل حزب الرد لشيخه فيبدأ الردود واالجحاف -1
أو ألن صاحب المقالة قد يتغير حاله ويرجع إلى الحق والصواب فإذا رد أحد عليه باسمه ســوف يبقى إلى أبــد -2
الدهر ويبقى كالم أهل العلم عليه رغم أنه تغير ,فالمراد رد الباطل واظهار الحق.
لم يكن ابن عثيمين يحب أن ُيجيب على سؤال أحد ذكر فيه اسم شيخ ما.
.كيف كان الشيخ يتصرف إذا رُدّ عليه في مسألة باسمه؟
علي ,فإن كـان الحـق عنـدي فقـد بينتـه بدليلـه فال حاجـة للـرد ,وإن كـان
كان يقول :االن الحق إما عندي أو عند من رد ّ
الحق في من ردّ علي فالحمد هلل من هيأ للمسلمين من يرد على ابن عــثيمين ,ومــاذا إن رددت عليــه؟ ســوف يبقى هنــاك
ردود لن تنتهي وهللا اعلم لما في القلوب سوف يولد بسبب كثرة الردود...
كيف رد الشيخ ابن عثيمين على من طلب منه تقديما ً لكتاب فيه رد على أحد العلماء؟
أن يختصره -2أن يبعث به إليه وال ينشره. -1
تـراع القـرآن
ِ تـراع السـنة وتغفـلْ عن القـرآن ،أو
ِ فيجب على طالب العلم أن يلتزم بـالقرآن والسـنة الصـحيحة ,لـذلك ال
وتغفلْ عن السنة .فكثير من طلبة العلم يعتني بالسنة وشروحها ورجالها ،ومصطلحاتها اعتنا ًء كامال؛ لكن لو سألته عن
آية من القرآن لرأيته جاهال بها ،وهذا غلط كبير ,فال بد أن يكون الكتاب والسنة جناحين لك.
--
-الدرس السابع:
ماهي الصفات الداخلية لطالب العلم فيما يتعلق بالتقوى وغير ذلك؟ وماهي أعظم األسباب المعينة؟
-١تقوى هللا ،وهي ان تجعل بينك وبين عذاب وقاية
يعني ستر وحجاب بفعل الطاعة وترك المعصية
فينشط في أعمال الخير ويتقرب بالنوافل والطاعات
والتقوى تنفع المسلم (إن تتقوا هللا يجعل لكم فرقانا
ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم) ثالثة فوائد:
-١فرقان بين الحــق والباطــل والنــافع والضــار وتمــيز مــا ينفعــك من العلم ومــا ال ينفعــك ،فـالتقوى تعطيــك هــذا الـدافع،
والتقوى لها تعلق بطلب العلم حتى بالحفظ ،يذكر عن الشافعي :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فارشدني الى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور
ونور هللا ال يؤتاه عاصي..
فالعلم :ميراث النبوة ال يؤتى بالمعاصي..
-١التقوى سبب للحفـظ والفهم – فـالمتقي يكـون فهمـه اكـثر من غـيره ،ألن التقـوى تفجـر ينـابيع الحكمـة واالسـتنباط
ومعرفة الحق والباطل ،وتجعل لإلنسان فراسه فيعرف الحق من الباطل ،وهنا كلمة البن القيم ينقلها عن الكرماني:
من عمر ظاهره باتباع السنه ،وباطنه بدوام المراقبة وكف نفسه عن الشهوات وغض بصره عن المحارم
واعتاد اكل الحالل ال تكاد ان تخطئ له فراسه
وقـال اهـل العلم ،من راقب هللا في كالمـه تفجـرت الحكمـة من ينـابيع أفالمـه ،والعلم مـيراث واصـطفاء فال يصـلح للقلب
النجس بالشهوات وغيرها وهذه أعظم األسباب المعينة،
-٢المثابره
-٣االستمرار
فطلب العلم ال ينتهي ،كما روي عن اإلمام احمد
لما رؤي ومعه الكاعد والحبر ،فقيل إلى متى يا أمام قال من المحبرة إلى المقبرة ،فهو يستمر حتى يجد النتيجة الطيبــة،
وقال اهل العلم ،ال ينال العلم براحة والجسم
وهنا وقفتان :إن اإلمام مسلم ذكرها على غير عادته
النه يذكر األحاديث فقط ،وهنا ذكر هذه الكلمة عن يحيى ابن أبي كثير في أبواب مواقيت الصالة
وقال النووي ،استغرب الناس من إدخاله في صحيحه
ولعله لما ساق طرق حديث عبدهللا بن عمرو ،أعجب بهذه الطرق فقال هذه الكلمة
وفي تذكرة الحفاظ وسير اعالم النبالء :إن عبدالرحمن ابن أبي حاتم الرازي ذكر انه كــان في مصــر ســبعة اشــهر يطلب
العلم وفي النهار يذهب لألشياخ وفي الليل هو وصــاحبه في المطالعــة والنســخ ،فمــر يومــا وذهبنــا لشــيخ وجــدناه عليــل
فمررنا بسماك لكي نشوي السمك وناكله ،فلما وضعناه حضر درس الشيخ اآلخر ،فتركناه وذهبنا للشيخ ثم الشيخ اآلخر
وهكذا لليوم الثالث ،فلم يجد وقت لطبخها واكلوها نيه فقال ال ينال العلم براحة الجسم
والبد لطالب العلم من الهمه العالية ألنها مركز السالب والموجب ،وقال الشيخ ابن عــثيمين البــد أن يحــدد الطــالب هدفــه
في طلب العلم وال يكون مجرد كثرة قراءة ومطالعــه ،والهــدف :ان يكــون واســطة بين هللا وخلقــه في تبليــغ الــدين ،فــإذا
استشعر هذا وترقى لهذه المنزلة سوف يشتد حرصــه والبــد أن يتقي هللا وال يصــدر اال مــا يحب هللا ،وقــال أهــل العلم ان
الهمه اذا وصلت لطالب العلم تبعده عن سفاسف األمور واآلمال ،فال يحرص ع الراحة والنزهات وغيرها الن همــه طلب
العلم وما يقربه هلل ،وقال علي بن أبي طالب ،قيمة المــرء مــا يحســن ،فليس لنــا مكانــه اال بطلب العلم والــدعوه،فالقيمــة
بتقوى هللا وطلب العلم ونفع المسلمين ،واذا اخلص سيأتيه الخير والبركة وأمور الدنيا التي يحصلها بـاإلخالص ،وعليـه
بالحفظ والمذاكرة وجرد المطوالت والمذاكرة مع الطلبة ،ويهتم بالمسائل المستجدة وغيره،
يقول الشيخ جمال ،ان مما يجمل طالب العلم
بحلية أهل التقوى ان يصـور ان روح الشــريعة روح رحيمــه فكــان الرسـولﷺ أرحم الخلــق ،وقـال هللا تعــالى (الـرحمن
الرحيم) بعد األلوهية ابتدأ بهذا الوصف
فالشريعة سمحه رحيمه وينبغي ان نكون كذلك
وما أثني على النبي صلى هللا عليه وسلم كما أثني عليه في القرآن بوصف الرحمة،وقال تعالى (فبمــا رحمــة من هللا لنت
لهم )...فينبغي للطالب ان يتحلى بالرحمة
مثال تعامل النبي ﷺ( األعرابي الذي بال في المسجد)
البد أن نرحم اخواننا ومذنب اليوم سيكون تائبا في الغد بإذن هللا.
-ماهي الصفة التي اتصف بها النبي صلى هللا عليه وسلم وكان فيها أثر على الغير؟
أجمعوا على أنها الرحمة مع ذكر األدلة السابقة
وقال النبي صلى هللا عليه وسلم ،اعلموا انه لن يدخل احد منكم الجنة بعمله ،قالوا وال انت يارسول هللا ،قــال وال انــا ،إال
ان يتغمدني هللا برحمته ..هللا سبحانه وتعالى رحيم سبقت رحمته غضبه ،فنهى النــبي ﷺ ان تغلبنــا األعـراب في اشــياء
كثيره الن اصل الشده والغلظة ال يتناسب مع ما في الشريعة من السماحة.
-الدرس الثامن:
أهمية مالزمه العلماء :طرق العلم كثيره ولكن بعضها أنفع من بعض واضبط من بعض ومن انفعها وافضلها
هدي النبي صلى هللا عليه وسلم مع الصحابة،.وهي الجلوس مع العلماء الثقات األمناء ممن عنده علم راسخ ،فال يــذهب
لطالب علم أعلى منه مع وجود العلماء الكبار ممن شــابت لحــاهم ،والبــد ان يكــون الشــيخ امينـا ً وهنــا يحصــل لــه فوائــد
بمجالستهم:
قصر المدة مع تحصيل علم كبير في مده قصيره ،بخالف من اكتفى بالكتب فسوف يطول به المقام -1
- ٢قلة التكلف فالذي عند العلماء ال يتكلف ويعينه شيخه على أمر دينه ودنياه
- ٣طلب العلم على يد العلماء احرى بالصواب واالرجح ،ألنه ربما يضيع في بحور الكتب
ويحاول ان يقرب ويرجح وقد يكون ليس من فتيا أهل بلــده -وأهمهــا االكتســاب من خلــق الشــيخ ومن تربيتــه وعبادتــه
وخشيته وتطبيقاته وسننه ،فكانوا ينظرون للشيخ ابن عثيمين في كل أحواله حتى يقتدون به ،وهذا ال يحصل في الكتب،
وقال أهل العلم انه ينبغي لطالب العلم اول مـا يلتقي بشـيخه ان يـذكر لـه حـديث المسلسـل باألوليـة (الراحمـون يـرحمهم
الرحمن)...
وطالب العلم اذا لزم شيخه تحصل له من هديه وخشيته وبكائه وخضوعه ،قال ابن الجوزي :كنا نستفيد من بكاء شــيخنا
اكثر من علمه ،وهذا ال يتحصل في الكتب ،وقال األحنف بن قيس كنــا نختلــف إلى قيس بن عاصــم فنتعلم من حلمــه كمــا
نتعلم من كتبــه ،وهــذا ال يتحصــل في الكتب ،فالشــيخ يوضــح ويــبين ويســتفيد من األســئلة الموجهــة لــه من طلبــة العلم
والعوام ،وايضا في لبسه وسواكه وتنعله والكثــير من الســنن وهــذا افضــل ،ولكن إذا لم يســتطع الــذهاب للعلمــاء ،فيقــرا
الكتب ولكن البد أن تكون قراءة على عالم واذا استشكل شي يرجع للعلماء ويستمع لتسجيالت أهل العلماء ،وقيل :
من كان شيخه كتابه كان خطــأه اكـثر من صــوابه وهنــاك كيفيـات ال تعلم اال عن طريــق أهــل العلم مثــل :كيفيـة تخـريج
الحديث وإنزال المسألة الفقهية على احوالها الصحيحة ،ويبدأ بأصول العلم..
كان الشيخ رحمه هللا لم تكن لدية مكتبه كثيره ولكن متواضعه مقارنه بغيره من العلماء وحتى طلبة العلم
وأنه كان يعتمد على القواعد والكليات وظبط االصول وهذا مكنــه من التفنن في فهم الشــريعة و الشــروحات والفتــاوى..
فالبد ان يعتني الطالب بالكليات واألصول اكثر من احاد المسائل والنوازل ..وهذا من اهمها
ومن تــرك األصــل وذهب للشــعب لم يســتفد شــيئا عظيمــا واألصــول تظبــط العلم وكــل فن من فنــون العلم لــه أصــول
وظوابط،شبه الشارح هـذا بشـوارع المـدن الكبـيرة العريضـة فـإذا فهم االصـول وعرفهـا اسـتطاع ان يسـتخرج المسـائل
ويبنيها ويفرعها ،وكان ابن عثيمين يحرص على االصول.
في الحديث:
بدا بمصطلح الحديث،ثم بلوغ المرام وعمدة األحكام
كذلك مختصر التحرير ،وكتب في االصول من علم االصول ،وكتب في تسهيل الفرائض في اهم االصول
وفتاوى الشيخ تطبيق لالصول،وكان اذا فسر القرآن يتعامل مع التفسير باألصــول فيــأتي إلى مســأله في االصــول ويــذكر
األصـــل ان االمـــر لإليجـــاب والنهى للتحـــريم مثال ،واذا أتى للحـــديث فـــرق بين الموقـــوف والمرفـــوع والمنقطـــع
والمقطوع،وفي مسائل النحو كذلك
فكل كالمه مضبوط وكثير الفوائد ،والفوائد ال تأتي اال لمن ضبط االصول،وكان الشيخ يكثر من ضرب األمثلة والضــوابط
في الفقه فكل نجس محرم وليس كل محرم نجس،والظوابط واألصول تفيد في التقاسيم والسبر..
فهذي التقاسيم ال تخرج اال عن طريق االصول
وما يخرج من اإلنسان على ثالثة انواع :
-١طاهر كالدم والمخاط والعرق
-٢نجس كالبول والغائط
-٣ومختلف فيه كالمني
..منظومة القواعد للشيخ بن عثيمين
بدايته ،وبعد فالعلم بحور زاخرة ،لن يبلغ الكادح فيه آخره)...
وهي من اهتمامات شيخه السعي ،فأخذها من شيخه السعدي
(كان الشيخ في تعليمه وتدريسه مهتم بالقواعد والتأصيل ألنها تلم شعث العلم ،وكان يفرق بين الدليل والتعليل ..فالدليل
يبدأ بقال هللا وقال رسوله..
أما الن فهي مسببه تأتي بالسبب والعله..
الدرس التاسع..
أمور يجب أن يحذر منها طالب العلم:
في كل شيء تحليه وتخليه ..فيتحلى باآلداب واألخالق وما يعينه على طلب العلم ،ويتخلى عن كل ما يشينه
وما يتسبب في قطع طريقه في طلب العلم :
وهي أمراض القلوب واعظمها:
-١الحسد:ان يحسد إخوانه وزمالئه،
-٢اإلفتاء بغير علم:
واالفتاء خطر عظيم ألنه منصب عظيم وال يتكلم فيه اال من تأهل في العلم،اما من لم يتأهل فهذا المنصب
خطير وعظيم الن المفتي كما قال ابن القيم :هو موقع عن هللا سبحانه وتعالى ،فكيف يتجرا طالب علم مبتدئ في اإلفتــاء
في مسائل لم تمر عليه اصال او مرت عليه ونســي حكمهــا ،وهــذا خطــير وال بــد أن يكــون طــالب العلم متخــوف من هــذا
الشيء ،والجرأة هنا خطيرة جدا
واالفتاء له اهله ،فيجب ان يحرص اإلنسان على الدعوه،ولكن إذا وصل لنقطة االفتاء وخاصــه الحساســة كبطالن صــيام
او صاله او طالق ،واما العامة كالجهاد و األمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذه يـترتب عليهـا ربمـا مشـاكل فيتوقـف
اإلنسان وهذا هدي النبي صلى هللا عليه وسلم ،فلما سأله جبريل عن الساعة قال ما المســؤول عنهــا بــأعلم من الســائل،
وكان ابو بكر اذا اس ُتفتي يتهيب من الفتوى ويقول :اي سماء تظلني واي ارض تقلني اذا قلت شي في كتــاب هللا ،وكــان
عمر إذا عرضت عليه المسألة جمع لها أهل بدر أهل الفتوى
فيشاورهم ويسالهم حتى يخرج بفتوى وكذلك ابو بكر لما جاءته الجدة جمع لها الناس وقــال ال أعلم لــك شــيئا في كتــاب
هللا وما سمعت النبي صلى هللا عليه وسلم قال شيئا ،فاستشار الناس حتى قام له محمد ابن مسلمه وقال إن النــبي صــلى
هللا عليه وسلم فرض لها السدس ،وقال هللا سبحانه وتعالى(قل أرأيتم ما انزل هللا لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحالال
) وقال سبحانه (وال تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حالل وهــذا حــرام لتفــتروا عليــه الكــذب) وقــال صــلى هللا عليــه
وسلم في النفر الذين افتوا بغير علم للرجل الذي أصابته جنابه ..فقال النبي صــلى هللا عليــه وســلم ،قتلــوه قتلهم هللا ،ألم
يسألوا اذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال ،واذا قال اإلنسان ال أعلم فهي نصف العلم وهذا ال يــنزل مقــداره بــل يزيـده
ألنه ال يتحدث اال بعلم ،فكان كثير من السلف يفرح اذا سأل وقال ال أعلم كما كان ابن عمــر رضــي هللا عنــه ،،وحــتى لــو
كانت المسألة واضحه فقد يتهيبوا من قولك وقد ال يثقون بك ويحيلونها الهل العلم،وقد يكون عـدم اإلفتــاء تربيــه للنــاس
كما في الطالق .كما كان ابن عثيمين يواعد الناس يـوم ويــومين ،واالفتـاء بغــير علم ال ينبغي أن يتخلـق بـه طـالب العلم
وان يربط الناس بعلمائهم فيحيل الناس ألهل العلم الكبار،فيزيد حرصهم عليه بخالف من هو على العكس..
أيضا هناك من يفتي وكان الدين حق للجميع بينما الطبيب وغيره ال يرضى ان يتحدث في تخصصه من ال عالقة له بــه..
يقول الشارح الشك ان القول في دين هللا أعظم ولذلك يقول بعضهم
يقول هذا عندنا جائز
ومن انت حتى يكون لك عند
وكان الصحابة يتدافعون الفتوى ال يتبادرونها..
وهذا التجرء منتشر كثير في القنوات وغيرها
ممن ال يستطيع ان يسمي علمائه ..ونقول اذا تعلم المهندس والطبيب وصـاروا علمـاء هـذا خـير ..ولكن نقـول إلنصـاف
العلماء ممن يظنون انهم علماء ال( ،قل إنما حرم ربي الفــواحش مــا ظهــر منهــا ومــا بطن ....وان تقولــوا على هللا مــاال
تعلمون) وقال ابن عثيمين هذه اآلية بدأت باألسهل فاألسهل واعظمها القول على هللا بغير علم( ..شهد هللا انــه ال إلــه إال
هو والمالئكة وأولوا العلم قائما بالقسط) ثم يأتي انسان جاهل قليل علم بحقائق الشريعة ويتجرا ثم يبرر ..ولهذا البــد أن
يبعد طالب العلم عن هذا ،فيرجعهم للعلماء وطلبة العلم المتمكنين،وقــال بعض الســلف فــاعرفوا من أين تأخــذون دينكم،،
جاء رجل لألمام مالك فيما يقارب أربعين مسأله فأفتاه بسبع وثالثين مسأله بال ادري
وقال الرجل ماذا أقول للناس اذا رجعت إليهم ،قـال قـل لهم اإلمـام مالـك يقـول ال أدري ،وكـذلك اإلمـام أحمـد يكـثر من ال
أدري ،وكان ابن عثيمين يسأل عن مسائل صغيره ربما يفتي بها طالب العمل ،وقد ســأل عن صــالة الرجــل إذا صــلى ثم
سجد ثم مرت من فوقه أمرأه هل تقطع صالته ام ال ،فقال الشيخ ال أدري..
فال ادري هي عادة العلماء وطبعهم وعلى الطالب ان يتخلق بهذا ،وقد ذكر الشــيخ ابن عــثيمين ،ان من الصــفات الســيئة
الكبر وهي مما البد أن يحذر منه الطالب ،وقال الشارح الكبر من أخطــر األمـور الــتي تضـر بـه والكــبر كمــا أخــبر النــبي
صلى هللا عليه وسلم هو بطر الحق وغمط الناس.،
بطر الحق يعني رد الحق -وهو يشمل على امرين
شيء في حق هللا وشيء في حق المخلوقين
في حق هللا :يرد الحق ،اذا قيل له الحق في هذا المسـألة كـذا وكـذا يـرده ويتكــبر وال يفــتي بهـذا ف المتكــبر ال يحب أن
يمدح اال هو فإذا مدح عنده عالم استنقص من حقه ويعلي حقه هو وهذي مصيبه عظيمه ،واذا تخلق بهذا جــنى على ثم
إخوانه وينفر الناس منه..
بخالف طالب العلم الرحيم الشفيق المؤدب مع الناس كمـا هـو حـال النـبي صـلى هللا عليـه وسـلم ،وقـال هللا تعـالى (لقـد
جاءكم رسول من أنفسكم ) وفي قراءة من أنفسكم يعني من اخلصكم ..فالكبر يرد الحق واذا كان في عامة الناس مشــين
ففي طالب العلم اشين.
وقال الرسول صلى هللا عليه وسلم (ثالثة ال يكلمهم هللا يوم القيامة وال يزكيهم وال ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان
وعائل مستكبر) يعني فقير يتكبر
الكبر بذاته سيئة وعصيه ومع كونه فقير أشد
وكون
طالب علم أشد ،ألن الواجب على طالب ضده لين الجانب ورحمـه وكلمــا يـزداد علم يتواضـع كالشـجرة كلمـا زاد ثمرهــا
تدلت وكان أسهل الوصول إليها،
يقول المقدم ان هناك كبر بين المشتغلين بطلب العلم ،فقد يتصور ان يكون مع الجهلة وهذا خطأ الشك ومنهي عنه
ولكن كونه يقع بين طالب العلم باعتبار اني أعلى منه وافهم وأعلم فبدأ يخطأه ونحو هذا فيتعــالى وينتشــي وهــذا مــدخل
شيطاني ،والصحيح ان االنسان كلما ازداد علما ازداد تواضــعا وكلمــا ترفــع بــالعلم عــرف ان مــا عنــده قليــل ،فكلمــا تعلم
اتضح له أنه مازال جاهل ،والبعض يشــعر انــه اعلم حــتى من العلمــاء ويــرد عليهم بألفــاظ ال تصــح ،وكــان ابن عــثيمين
يستهجن بعض الكلمات مثل أشكل علي او قمت فيحــاول الشــيخ ان بحجم طــالب العلم لئال يلبس ثــوب غــير ثوبــه فيصــل
لمرحلة الكبر..
الدرس العاشر
كيف يتعامل طالب العلم مع الكتاب :
البد أن يتعامل بأمور :حتى يستفيد ويفيد
-١معرفة موضوع الكتاب :البد أن يعرف هل هو كتاب ف الفقه او العقيدة حتى يدرك الفائدة اكثر ،واذا كان فقه هل هو
حنبلي أو شافعي ،هل هو ضار او نافع
ً
بداية -٢معرفة مصطلحات الكتاب :فكل كتاب وفن له مصطلح وعادة تكون ف المقدمة ويبينها الكاتب
وقد تتشابه في الكتب ولكنها تعني شيء هنا وتعني هناك اخر ،وابن عــثيمين يقــول المتفــق عليــه في البلــوغ قاصــدا في
البخاري ومسلم ،واذا قالها في المحرم يقصد اإلمام أحمد والبخاري ومسلم ،وبعض أهل العلم يضع عبارات مثل د.يعــني
ابو داوود ،و ت .يعني الترمذي
و ن .النسائي ،وكتب الفقه روايتين وقولين واحتمالين
وماذا يقصد باإلمام في كتب الحنابلـة وكتب الشـافعية او االحنــاف ،وقـول اجماعـا ووفاقـا فإجماعـا ً يعــني إجمـاع األمـه،
ووفاقا ما وافقه االئمه في هذا اإلمام ،فلكل عالم مصطلحات تخصه
-٣معرفة اسلوب الكتاب وعباراته :فيتمرن على اسلوب الكتاب ومع الوقت يتمكن اذا قرأ النص من معرفة صاحبه،
-٤ان يحرص على التعليق في الهوامش والحواشي ،فإذا استشكل شيء أو يريد كتابة تعليق او فائدة
والهامش البياض الذي على يمين الصفحة ويسارها
والحواشي التي تكون في االسفل
وبعض الطلبة يكثر من الهوامش والحواشي حتى للشــيء الواضــح والمفهــوم فيظلم كتابــه وال يســتطيع إعــادة قرائتهــا،
وتكون للشيء المهم
--فيما يتعلق بمطالعة الكتب بعد معرفتنــا لموضــوعه ومصــطلحاته والتعليــق في الهــوامش وغــيره ،كيــف تكــون طريقــة
القراءة مع كثرة الكتب في المكتبات؟؟
الكتب على نوعين :
-١كتب تحتاج لفهم وتركيز وقراءة وتثبت وشرح
وهي مما يحرص عليه طالب العلم
وان يختار متنا لكل فن ،مثل نخبة الفكر في المصطلح والبد من تحليل وتأني وفهم التقاسيم والتفاريع
وعدم االستعجال فيها
النوع الثاني :ال يحتاج لكثير فهم وإنما هي لإلطالع او القــراءة الســريعة او لبحث مســأله محــدده ويســموها كتب الجــرد
مثل فتح الباري والمغني اسمها (مطوالت)
ويرجع عليها عند الحاجه ..واالولى بالعناية النوع األول
اما الكتب الطويلة فاإلنسان يتشعب بها
-عالقة طالب العلم بجمع الكتب قد تكون(هوايه)
وجمع الكتب له اسباب:
حب الجمع – وهو يختلف بين طالب علم غني او فقير
وبعضهم منذ الشراء ينـوي ان يجعلهــا وقـف او حـتى يسـتفيد ورثـه ،واألهم ان يحـرص على الكتب الــتي يحتاجهـا واذا
زادت فضله من ماله له أن يشتري كتب أخرى او يهدي او يجعلها وقف
وليس من الحكمة ان يشتري طــالب العلم كتب طويلــه ربمــا تمــر ســنوات ال يقرأهــا ،ينبغي أن يحــرص على الكتب الــتي
تنفعه ،ويكون واقعي في الجمع وال يرهق نفسه بديون وغيرهاَ ،قد ذكر اهل العلم من أساليب جمع الكتب الــزواج وذكــر
عن إسحاق بن راهويه انه تزوج ارمله ألن عندها كتب الشافعي وقال تنكح المرأة لكتبها..
واألهم ان يحرص الطالب ع أمهات الكتب واألصول
،حتى إذا أراد أن يراجع تخريج كتاب البد أن يكون عنده الكتب السته البخاري ومسلم والسنن االربع
أو التلخيص الحبير ونصب الراية والهداية او ارواء الغليل التي تهتم بعلل الحديث ،أيضا في الفقه الحنبلي
المغني المنتهى اإلقناع ،وفي الشافعي الحاوي والمجموع – وغيرها واألهم الحرص ع الكتب
ومنها كتب الشيخين الجليلين ابن تيميه وتلميذه ابن القيم وفيهما الخير الكثير فقد جمعا غزارة العلم والتحقيــق والتنقيح
واتباع السلف والرد ع الخصوم
فتعتبر زبدة كتب السلف الصالح ،وابن القيم احسن ترتيبا من كالم شيخه ابن تيميه كما قال ابن عثيمين
،وقال الغديان ان ابن تيميه اذا اراد ان يرد على شبهه تخيلها كالجدار وصار يضــربه بكــل مـا يســتطيع من ادلــه وعقــل
ونقل وقياس واجماع ،اما ابن القيم يأخذ الشبهه حجر حجر قلتم كذا ونقول كذا،وبعض طلبــة العلم جمعــوا رســائل شــيخ
اإلسالم ابن تيميه التي تقرأ في جلسه واحده وقد جمع ما يقـارب ١٥٠رسـاله-وايضـا كتب النـووي كريـاض الصـالحين
واألذكار والمجموع وابن رجب الحنبلي وغيرهم-أوصى ابن عثيمين طالبه جمال بكتب الشــيخين وقــال بأنهــا جمعت علم
السلف.
مالحل لمشكلة عدم احترام الكتب ،وما طريقة عمل توازن بين الكتاب الكفي في األجهزة والكتاب الورقي
الثورة التقنية أثرت على الكتب الورقية ،الكتب التي تحتاج إلى تفاهم ال يستغنى عنها البد أن تكون عنده دائما
وهناك فرق بين قراءة الكتب واخذ المعلومة بينها وبين الكتاب اإللكتروني والورقي يرسخ اكثر الن فيها كتابه وحواشي
وهوامش ،فالدائمة ال يخرجها من بيته وال يهديها بل تكون عنده حتى يراجعها دائما ،اما المطوالت ان استغنى عنهــا او
أعطاها من يحتاجها او اعارها ،فقال وكيع اول بركة العلم إعارتها ،ينبغي لطالب العلم ان يجعل له برنامج خاص يجمــع
فيه الكتب اإللكترونية كلما احتاج رجع عليها في تليجرام ودروب وغيره
والبأس اذا اخرجها من بيته اذا ضاقت في البيت،ما عدا الكتب األصولية واالمهات ال يســتغنى عنهــا ومن اخرجهــا كأنــه
اخرج روحه،
-هناك من يقتني اكثر من نسخه للكتاب الواحد
وأصبح هذا عشق القتناء الكتاب اكثر من حرصه على ما فيه من فوائد والتوسط خير.
شر اء للكتب بل كانت مكتبته صغيره جدا باعتبار الذي عنده من علم ،وقيل ال تتعــدى الــف
-كان الشيخ ابن عثيمين ليس ّ
كتاب ،واآلن طلبة العلم الصغار يقتني اكثر منها ويفاخر بذلك ،والشيخ رحمه هللا كان له طريقه في اقتناء الكتب وذكرها
واستفادها من حديث النبي صلى هللا عليه وسلم (احرص على ما ينفعك)
وقسمها ٣أقسام :
-١قسم كتاب ينفعك وهو خير واحرص عليها –
-٢قسم كتاب شر يضرك فال تحرص وال تقتنيها -
-٣قسم كتاب ال ينفعك وال يضرك ..فال تحرص عليها
فاحرص على القسم األول وهي محدودة واذا جمع الفقه والحديث والفرائض واألصول فإذا جمعها جمع خير كثير
-وهوس كتب األدب والروايات اذا كانت من متخصص فقد يكون مأجور تنفعــه عنــد هللا،وطــالب العلم الشــرعي ال يجمــع
الكتب الكثيرة وقالوا أهل العلم يكفي من كتب األدب ما يقارب ثالثة او اربعه ،البيــان والتبــيين وأدب الكــاتب البن قتيبــة
والكامل في اللغة واالدب.
-هناك فتنه من التعرض للصحيحين ،خاصه البخاري وإن فيه اخطاء ونحـو ذلـك ،فمـا السـبب ومـا جـذورها ومـا مقـدار
الطعن؟
الصحيحان أصح الكتب بعد القرآن ،وتلقتهما األمه بالقبول لما فيه من جمع حديث الرسول ﷺ فاهتم أهل
العلم بهما وجعلوهما في الطبقة األولى من كتب أهــل العلم الصــحيحة فــاهتموا بهــا شــرحا وتحشــي ًتا ،واســتنباط لألحكــام
ألنها من مصادر التشريع ألنها حوت السنه وهي المصدر الثاني ،وقول الثاني من حيث الترتيب ،وإال هي ان صــحت في
المرتبة األولى كالقران سواء بسواء ،وجمعها أئمه كثر ومن اهمهم بخاري ومسلم
ولذلك اغلب األحكام من الصحيحين ،وقد قال الذهبي
ما خرج عن الصحيحين شيء قليل فأصول األحكام والعقائد كلها موجــوده في الصــحيحين ،،فــاهتم بهــا العلمــاء وانتقــوا
منها إحكام في العقيدة واآلداب ،وما زال العلماء ينهلون من معينهمــا إلى الــوقت الحاضــر ،وقــد علــق ابن عــثيمين على
صحيح بخاري ومسلم ،وهي من االصول التي ينبغي على الطالب حفظها ومراجعتها حتى تكون الســنه حاضــره-والطعن
فيهما طعن في الشريعة وسببه األعداء لمـا تحتويـه هـذه الكتب من أحكـام ال ترضــي أعـداء هللا وأهــل الشـر وينفتن بهم
بعض المسلمين ،فال تكون موافقه لهواه فيطعن فيها ،وكثر من يطعن ولكن البخاري ومســلم في الثريــا وهم في الــثرى،
وكلما حاولوا ان يغيبوهم ظهر شمسهم وكــثرت فائــدتهم ،وبعض النــاس ربمــا يكــون مــأجور من الكفــار او الشــيطان او
الهوى ،وكلهم أمرهم إلى خبال وكالمه تذروه الرياح ،وبقيا صحيح البخاري ومســلم إلى قيــام الســاعة ،فــالبعض يشــغب
بقضية السند او السماع او من باب ما يحويانه ع األحكـام الفقهيـة ،والنـاظر لصـحيح البخـاري ومسـلم عـاملهم معاملـه
عظيمه ،ولهما فضل على المسلمين ،وهما غير معصومين وإن أخطأوا رد عليهم باحترام ،وغالبا هذي الردود كمـا ذكـر
ابن حجر يقول الحق مع البخاري ومسلم ،فالرد ان كان بأدب واحترام ال بأس به
وإذا كان الطعن مراد به الهوى واالسقاط وإظهار األحكام الشرعية انها غير صحيحه فهذا وباال عليه ،وقــد نبــه العلمــاء
من هذه الطريقة الزائغة ،وقد حذروا من ناس سموا أنفسهم بـالقرآنيين ،امـا كتـاب مسـلم والبخـاري فقـد تلقتهمـا األمـه
بالقبول ،وال يؤخذ بقول الطاعنين ،وبسبب هذه الطعون خرج أناس ال يأخذون اال بالقران
-البعض بدأ بـالطعن حـتى تـدحرج ككـرة الثلج وانكرهـا تمامــا ،وهـذا مزلــق خطـير - ،نبـه ان بعض الصــغار يتعرضـون
للعلماء الكبار مثل النووي وابن حجر فيطعنون في عقائدهم وينفــرون النــاس منهم ويحـذرون من كتبهم مـع ان العلمــاء
أخذوا العلم عنهم ونقلوا اقوالهم ؟
الطعن في العلماء فرع من الطعن في الكتب والسنه ،فقد طعنوا في من شرح مسلم والبخاري وأعظم من شرح البخــاري
ابن حجر ،وأعظم من شرح مسلم النــووي ،والطعن يـدل على قيمــة عقلــه وفقهــه،فالعلمــاء افنــوا أعمــارهم في تصـحيح
السنه وإظهار السنن وأماتت البدع وإن وجد خطــأ فهــو مغمــور في بحــر حســناتهم ،وال يوجــد انســان إال ويخطئ ،وابن
حجر والنووي من أهل السنه والجماعة فلو صدر منهما خطأ في العقيدة او السنه فهمــا عالمــان مجتهــدان ان اصــابا او
أخطآ فلهما أجر وهما متأوالن ،فاعظم علماء اإلسالم النووي رحمه هللا وقــد اخــرج صــحيح مســلم وريــاض الصــالحين،
والمجموع واألذكار واألربعون النوويه ،وكذلك ابن حجر له فتح الباري وبلوغ المرام ،ولو قيــل لعــالم اريــد ان تــذكر لي
بعد الكتب السته كتاب في فضائل األعمال واألحكام قال هما رياض الصالحين للنووي ،وبلوغ المرام البن حجر فهما قرآ
الصحيحان واخرجا الزبدة ،ولهذا أجلهم العلماء ولم يحذروا منهمــا ،وفي غايــة الخطــورة ان يتشــرب الطــالب بغضــهما-
كيف يمكن للطالب ان يتعامل مع الخطــأ العقــدي اذا ورد من بعض االئمــه المرضــيين ربمــا يكــون اشــعري او ماتريــدي؟
فكيف نوازن ونرد الخطأ؟
الطالب في البداية ينبغي أن يتبع علمائهم وال ينجر لتخطئتهم حتى يتقدم ويعرف الصواب والخطأ فالبــد ان يقــرأ العقيــدة
على يد األجالء الثقات ،فالخطأ في العقيدة ال بد أن يقال انه خطأ وظالل ومبتدع ،ولكن هــذا ال يعــني ان صــاحبه مبتــدع
وضال ولكن ينظر ان كان قائله من أهل البدع المعروفين تأليف وتصنيف ودفاع وأعلم بــالحق ولكنــه أصــر فهــو معــدود
من أهل البـدع ،وأن كـان غـالب اعمالـه يـدافع عن أهـل البـدع فهـو منهم ،امـا ان أخطـأ في بـاب من ابـواب العلم كبـاب
الصــفات أو اإليمــان او الصــحابة او الكبــيرة ،فيقــال انــه وافــق أهــل البــدع في هــذا البــاب وهــو معــدود من أهــل الســنه
والجماعة وخالف أهل السنه في هذا الباب ،وقال ابن عثيمين هذا مثله كما نقــول عن الفاســق الملي ،ليس مــؤمن كامــل
اإليمان وال فاسق فسق مخرج من المله ولكن نقول إنما هو وافق األشاعرة في هذا الباب أو الصفة واال هــو معــدود من
أهل السنه فهو موافقهم في كل شي اال هذا الباب ،فالبد ان يفرق هل هـو من أهـل السـنه وصـار عنـده خطـا ام من أهـل
البدع وصار عنده اخطاء فإن كان من أهل البدع وصار عنده أخطأ فهو معــدود من ضــمن أخطائــه ومن ضــمن ابتداعــه
كالجهمية والمعتزلة والصوفية والخـوارج ،امـا ان كـان من أهـل السـنه ينــاظر لهم وللحـديث وللعقائـد الصـحيحة ولكن
أخطأ وصار عنده زله فال يقــال انــه من الخــوارج او الجهميــة او المرجئــة ولكن يقــال وافقهم في هــذا البــاب ،أهــل العلم
اصلوا قواعد في قبول الحق من الخصم والثناء عليه فعندهم قاعدتان ذهبيه مستفاد من الكتاب والسنه وهي
-١أن الحق يقبل من كل احد ولو كان من كـان سـواء صـديق أو عـدو والرسـول صـلى هللا عليـه وسـلم قبـل الحــق من
اليهودي لما اخبره في حديث الحبر قال الراوي ضحك النبي صلى هللا عليه وسلم تصديقا لهذا الحق ،وقــد قبــل حــتى من
الشيطان لما قال ألبي هريره في أية الكرسي صدقك وهو كذوب،
- ٢أن قبول الحق من اي احد ال يعني اني ازكيه ودليل ذلك أن النبي صلى هللا عليه وسلم ،لما قبل الحق من اليهودي مــا
زكاه -فهو يبقى يهودي
،وهنا نعرف فعل أهل العلم لما ينقلون الحق عن أهل بدع وهذا من بــاب قبــول الحــق وال يلــزم منــه التزكيــة .،فــالبعض
يقول ان العلم الفالني ذكر في كتابه قول فالن
ويسيئون للعالم بهذا ،ولكن العالم يمشي على قاعدة ان الحق يأتي من اي احد وليس المقصود تزكيته
-هناك من يتكلم على العلماء األحياء ويقول ليس لـديهم الفقـه بـالواقع ويقـول لسـنا في حاجـه لسـؤاله عن فقـه الواقـع
وربما يتعرضون لبعض العلماء من هذا المدخل
ويقال ان فتواه محرره ألنها فقدت ما يسمى بفقه الواقع؟
الشك ان فقه الواقع مطلوب للعالم حتى يعرف ما عليه مجتمعه وكيف يصدر الفتاوى وحتى ال يتالعب عليه الناس بــذكر
مسائل هي خالف الواقع ،والنبي ﷺ فقيه بواقعه يعرف مجتمعه والبد أن يطلع على الواقع حتى ال يخدع وتكــون فتــواه
واضحه،
ويقيد فقه الواقع بأمرين األول ::
ما هو فقه الواقع المطلوب من العالم
نقول الذي يحتاجه في األحكام الشرعية ويحتاج أهل بلده والمسلمون ويرد على شبهات الباطل،
أما ما ليس فيه حاجه هو من فقه الواقع ولكن ال يلزم.
العالم وال يعاب على عدم علمه بهذا وال يكون طعنا في العلماء لعدم معرفتهم بهذا ،فــالبعض يريــد أن يحــدث العــالم بكــل
قضيه وبكل ما يحدث بالجرائد ويجعل له طلبه يجمعون هذا ويحلله تحليال ،وهــذا ال ليس من فقــه الواقــع ،والصــواب ان
يأخذ ما يريده من باب ان يبني عليها حكم شرعي اما التفاصيل كخطـاب هـذا الـرئيس وكالم هـذا الرجـل ،وهـذا قـال كـذا
وكذا ،فهم أعداء لإلسالم وال يفرق اال اذا اريد التوصل لحكم شرعي ،فالبد ان يكون الواقع بحدود وقدر
-الثاني :ال يكثر منه فيعرف به وتضيع دروسه واألحكام الشرعية فإذا جلس في مجلس اشغل الناس بهذا األمر،
ولم يحدثهم بما ينفعهم وقد يقول انه من فقــه الواقــع ف ُيفتن النــاس بهــا ،فليس الكــل يعــرف الواقــع والسياســة الشــرعية
والمصالح والمفاسد ،وقد يتحدث عنها اإلنسان وقد أخطأ فيهــا ألن االصــل فيهــا الكــذب وعــدم الصــحة فيبــني أحكــام من
اعالم وصحف من جهات قد يكذبون وما اكثر ما أقيمت حروب على كذبه لم تصح،
فاإلنســان يشــتغل بمــا يفيــد ،والتنقص على العــالم بهــذا مــذموم ،بــل أهــل العلم هم من يعــرف الواقــع الحقيقي الــذي يهم
المسلمين وفيه مصلحه للمسلمين
،اما البعض قد فتن به ويرى نفسه تميز بهذا وأنه وحده عنده هم المسلمين ونحو ذلك.
-وينبغي لإلنســان اذا وثــق في العــالم ال يكــون لــه هــذا الوســواس والمــدخل الشــيطاني ،فيأخــذ فتــوى العــالم في صــيامه
وصالته وهي اهم وأعظم ،فإذا جاءت الفتوى بأمور ابسط قــال ال وتحجج ب ُكــبر العلمــاء وعــدم معــرفتهم للواقــع ،فيطعن
فيهم ،والبعض يعتقد ان العالم البد أن يتكلم عن كل صغيره وكبيره،ولكنه قد يسكت ألنه بحاجه لوقت لفهم اكـثر او لعـدم
وضوح الصورة ،أو المنقول ليس دقيقا ،فيتحاشى ذلك ثم يذهبون لغيرهم ممن هم دونهم وقــد اتضــح ســابقا ان العلمــاء
لما سكتوا اتضح ان الحق معهم ..وانها من حكمته فالعالم الرباني ال يتحدث بكل شي ،وال يدعي علم كل شي،
فليس كل ما يعلم يقال ،ولكن الشيطان دخل ع الناس من هذا المدخل وزهدهم في مشايخهم ورماهم بالنقص.،
أنهينا مجالس كتاب طالب العلم البن عثيمين رحمه هللا ،وهي مكونه من ثمانية عشر مجلسا
[اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعله حجة ً لنا ال علينا ]