‫الفصل األول‬

‫البناء العلمي‬
‫المبحث األول ‪ :‬أهمية العلم‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التعليم والتعلم‬
‫المبحث الثالث‪ :‬العوامل المساعدة على التعلم‬
‫المبحث الرابع‪ :‬التذكر والنسيان‬
‫المبحث األول ‪ :‬أهمية العلم‬

‫العلم بمفهومه الواسع فيه سعادة االنسان في الدنيا واآلخرة والعلم الشرعي خاصة مفتاح‬
‫الخير كله حيث يعرف به المرء ما أوجبه هلل تعالى عليه‪ ،‬وما نهاه عنه فيعرف الفضيلة‬
‫فيتبعها‪ ،‬وبالعلم يعرف الرذيلة فيجتنبها ‪ ،‬قال بعض البلغاء تعلم العلم فإنه يقومك ويسددك‬
‫صغيرًا‪ ،‬ويقدمك ويسودك كبيرًا‪ ،‬وبالعلم الشرعي يرشد الناس ‪ ،‬وباالعراض عنه يضلون ‪...‬‬

‫والمسلم محتاج اليه في عبادته وفي متجره ومنزله ومدرسته وفي جميع شؤون حياته‬
‫الشخصية واالجتماعية‪،‬‬

‫مظاهر اهتمام اإلسالم بالعلم والحث عليه ‪:‬‬

‫العلم طريق الجنة ‪ ،‬لقوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ ( :‬من سلك طريقًا يطلب فيه‬ ‫‪-1‬‬
‫علمًا سلك اهلل له به طريقًا من طرق الجنة‪ ،‬وإ ن المالئكة لتضع أجنحتها رضا‬
‫لطالب العلم‪)،‬‬
‫علو منزلة العلماء ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬يْر َفِع الَّلُه اَّلِذ يَن َءاَم ُنوا ِم نُك ْم َو اَّلِذ يَن ُأوُتوا اْلِع ْلَم َد َر َج ٍت ) المجادلة ‪-‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬وقال تعالى‪َ(:‬ش ِه َد اُهلل َأَّنُه اَل ِإَلَه ِإاَّل ُهَو َو اْلَم الئَكُة َو ُأوُلوا اْلِع ْلِم قائما ِباْلِق ْس ِط ) آل عمران ‪-‬‬
‫‪18‬‬
‫قال اإلمام القرطبي رحمه اهلل تعالى‪ :‬هذه اآلية دليل على فضل العلم وشرف العلماء‬
‫وفضلهم‬
 ‫العلم الصحيح يؤدي إلى خشية اهلل تعالى‪ِ ﴿ :‬إَّنَم ا َيْخ َش ى الَّلَه ِم ْن ِع َباِد ِه اْلُع َلمؤا )‬ ‫‪-3‬‬
‫فكلما كان المرء باهلل أعلم كان أكثر خشية له‬
‫مقبال على األعمال الصالحة ‪،‬تاركا المعاصي ‪ ،‬وهذا دليل فضيلة العلم فإنه داع‬
‫إلى خشية اهلل تعالى‬
‫العلم له منزلة عظيمة عند اهلل تعالى والجهل قبيح‪ ،‬والعلم عند الناس محمود‬ ‫‪-4‬‬
‫والجهل مذموم لإلعتبارات التالية ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬العلم حياة ‪،‬ونور والجهل موت ‪،‬وظلمة‪ ،‬ولذا فالعلم مصدر كل خير والجهل‬
‫مصدر كل شر‬
‫ب ‪ -‬اهلل سبحانه وتعالى جعل صيد الكلب الجاهل ميتة يحرم أكلها‪ ،‬وأباح صيد الكلب‬
‫الُم عَّلم‪ ،‬وهذا من شرف العلم‪.‬‬
‫ج ‪ -‬اهلل تعالى وصف أهل النار بالجهل‪ ،‬قال تعالى‪َ﴿ :‬و َقاُلوا َلْو ُك َّنا َنْس َمُع َأْو َنْع ِقُل َم ا‬
‫ُك َّنا ِف ي َأْص َح ب الَّس ِع يِر )‬
‫د ‪ -‬حاجة العباد إلى العلم كحاجتهم إلى المطر‪ ، ،‬و إذا فقدوا العلم فهم بمنزلة‬
‫األرض التي فقدت الغيث‬
‫قال صلى اهلل عليه وسلم (مثل ما بعثني اهلل به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير‬
‫أصاب أرضًا‪ ،‬فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكًال والعشب الكثير)‬
‫ه‪ -‬العلم من اإليمان بمنزلة الروح من الجسد‪ ،‬وعلى المسلم أن يبحث عن أفضل‬
‫العلوم وأشرفها وأجلها وهو ما قربه من اهلل وأعانه على رضاه‪ ،‬وأبعده عن‬
‫معصيته ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫التعليم والتعلم‬
‫أوًال‪ :‬مفهوم العلم‪ :‬نقيض الجهل‬
‫العلم ‪:‬هو إدراك الشيء بحقيقته إدراكًا جازمًا ‪.‬‬
‫التعليم ‪:‬اختص بما يكون بتكرير وتكثير حتى يحصل منه أثر في نفس المتعلم‬
‫التعلم ‪ :‬هو اكتساب معلومات أو مهارات بجهد ذاتي يبذله المتعلم‪،‬أو بمساعدة خارجية‬
‫كالمعلم ‪.‬‬
‫شرح التعريف‬
 ‫إدراك الشيء‪ :‬ويخرج به عدم اإلدراك بالكلية (االدراك الجزئي )‪ ،‬ويسمى (الجهل‬
‫البسيط) مثل أن ُيسأل شخص عن موقع مدينة من المدن؟ فيقول‪ :‬ال أدري‬
‫بحقيقته‪:‬يخرج إدراكه على وجه يخالف ما هو عليه ‪ ،‬ويسمى (الجهل المركب)‬
‫إدراكًا جازمًا‪ :‬يخرج به إدراك الشيء إدراكًا غير جازم ‪ ،‬بحيث يحتمل عنده أن‬
‫يكون على غير الوجه الذي أدركه ‪ ،‬فال يسمى علمًا‬
‫درجات علم وادراك األشياء ‪:‬‬
‫العلم ‪:‬هو إدراك الشيء بحقيقته إدراكًا جازمًا ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الجهل بسيط ‪ :‬وهو عدم اإلدراك بالكلية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -۳‬الجهل مركب وهو إدراك الشيء على وجه يخالف ماهو عليه‪.‬‬
‫‪ -٤‬الظن‪ :‬وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح ‪.‬‬
‫الوهم وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الشك ‪ :‬وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد "مساو‬ ‫‪-6‬‬

‫أوًال‪ :‬شروط العملية التعليمية‬

‫‪ - 1‬أن تكون المادة العلمية صحيحة‪ .‬فال تتعارض مع الشريعة اإلسالمية‬
‫(كنظرية دارون ) ‪ :‬وتنص أن أصل االنسان قرد‬
‫وعلى المعلم التأكد من صحة االستنتاجات واالستنباطات من اآليات الكريمة‬
‫واألحاديث الشريف وصحة تفسير وتحليل األحداث التاريخية وذلك لعظم المسؤولية‬
‫المترتبة على المعلومات الخطأ التي تشرح للطالب ‪-‬قال تعالى (وال تقف ما ليس لك‬
‫به علم )‪.‬‬
‫التزام طالب العلم بالفهم الصحيح للمسائل العلمية دون تأويل فاسد ويكون ذلك‬ ‫‪-2‬‬
‫بحمل كالم المعلم على المراد الصحيح‬

‫قال تعالى (يد اهلل فوق أيديهم ) ‪ :‬فالصحيح اثبات اليد هلل تعالى دون تشبيه أو تعطيل‬

‫حقيقة أن الكون في اتساع دائم وليس ثابت الحجم فال تعالى ( ٱلَّس آَء َبَنْي َٰن ا ِبَأْيْي ٍۢد‬
‫َه‬ ‫َو َم‬
‫َو ِإَّنا َلُم وِس ُعوَن (الذاريات – ‪)47‬‬
‫ويستلزم ذلك منه حسن االصغاء واالستماع وخلو نفسه من الشواغل كالجوع والعطش‬
‫والغضب وغيرها لكي يستقيم فهمه للمراد الصحيح‬
 ‫أن يكون التعليم قائما على اإلعادة والتكرير‬ ‫‪-3‬‬

‫وجاء في الحديث الشريف أن النبي صلى اهلل عليه وسلم كان اذا تكلم بكلمة أعادها‬
‫ثالثا حتى تفهم عنه )‬

‫(قد تكون اإلعادة بورقة عمل أو نشا ط صفي أو شريط فيديو وليس بالضرورة تلقين‬
‫)‬

‫وللتلميذ أن يطلب اإلعادة اذا لم يفهم واال فال عذر له ‪ -‬قال ابن التين (الثالثة‬
‫غاية ما يقع به االعتبار ) وا ن حدث الفهم بدون اإلعادة ثالثة فال ضرورة لها‬

‫‪ -‬أن يكون التعليم قائمًاعلى إيضاح جوانب موضوع الدرس‬ ‫‪-4‬‬

‫عدم االقتصار على المختصرات بل يتطرق الى جميع جزئياتها مع ضرب األمثلة‬
‫التي تسهل للطالب الفهم‬

‫ولهذا فإن المعلم يبدأ بتصوير المسائل ثم يوضحها باألمثلة وذكر الدالئل‪ ،‬ويقتصر‬
‫على تصوير المسألة وتمثيلها لمن لم يتأهل لفهم مآخذها ودليلها‪ ،‬ويذكر األدلة والمآخذ‬
‫‪،‬لمحتملها ويبين له معاني أسرار حكمها وعللها‪،‬‬

‫‪-5‬أن يكون للتعليم أثر في نفس المتعلم‬

‫الهدف من التعليم تهذيب سلوك االنسان واالرتقاء بعالقته بربه ومجتمعه ونفسه‬
‫وعلى المعلم أن يذكر تالميذه بإخالص النية هلل وحاجة األمة اليه وأنهم سبب‬
‫مجدها وعزها وحتى طالب العلوم البحتة كالفيزياءو الرياضيات وغيرها‬
‫فيستشعروا عظمة اهلل تعالى بما يرونه من قوانين الهية بديعة تنظم حياة الكون‬
‫تدل على قدرة اهلل‬