لتحميل الخطبة بصيغة wordأضغط هنا لتحميل الخطبة بصيغة pdfأضغط هنا ولقراءة الخطبة كما يلي : عناصر الخطبة: العنصر األول :منزلة العلم والحث عليه في اإلسالم العنصر الثاني :صور ونماذج مشرقة في حرص السلف الصالح على طلب العلم العنصر الثالث :أثر العلم في نهضة األمة العنصر الرابع :ظاهرة الغش في التعليم وأثرها على املجتمع املقدمة :أما بعد: العنصر األول :منزلة العلم والحث عليه في اإلسالم ّ عباد هللا :لقد اهتم اإلسالم بقيمة العلم أيما اهتمام ،ولقد بلغت عناية هللا – عز وجل – بنا لرفع الجهل عن ا ََ َّ اس ِم َر ِّب َك ال ِذي خل َق} تعالى{:اق َرْأ ب ْ ْ أن كان أول ما نزل من الوحي على نبينا أعظم كلمة هبط بها جبريل هي قوله ِ وأمر هللا عز وجل ب القراءة والعلم في أول آية نزلت من القرآن دليل واضح على أهمية العلم في ُ (العلق )1:؛ تكوين عقل اإلنسان وفي رفعه إلى املكانة السامية ،فال يستوي عند هللا الذي يعلم والذي ال يعلم ،فأهل العلم َ لهم مق ام عظيم في ش ريعتنا الغ راء ،فهم من ورث ة األنبي اء واملرس لين ،يق ول هللا تب ارك تع الىَ : {ه ْل َي ْس ت ِوي اب} (الزمر ، )9 :فال يستوي الذي يعلم والذي ال يعلم، َّ َ َ ْ َ ُ َ َ َّ َ اَل َ ْ َ ُ َ َّ َ َ َ َ َّ ُ ُأ ُ َأْل ْ َ ال ِذين يعلم ون وال ِذين يعلم ون ِإ نم ا يت ذكر ول و ا لب ِ كم ا ال يس توي الحي وامليت ،والس ميع واألص م ،والبص ير واألعمى ،ف العلم ن ور يهت دي ب ه ص احبه إلى الطري ق السوي ،ويخرج به من الظلمات إلى النور. ْ ُ ْ َ َّ َ ُأ ُ َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ ُ ويرفع هللا الذي يطلب العلم والذي يعمل به كما يشاء ،قال تعالى{ :يرف ِع الله ال ِذين آمن وا ِمنكم وال ِذين وت وا ْ ْ َ َ ات} (املجادلة )11 :أي يرفع الذين أوتوا العلم من املؤمنين بفضل علمهم وسابقتهم درجات أي على ال ِعل َم د َرج ٍ من سواهم في الجنة .قال القرطبي“ :أي في الثواب في اآلخرة وفي الكرامة في الدنيا ،فيرفع املؤمن على من ليس بمؤمن والع الم على من ليس بعالم” وقال ابن مسعود :مدح هللا العلماء في هذه اآلية ،واملعنى :أنه يرفع هللا الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم (درجات) أي درجات في دينهم إذا فعلوا ما أمروا به”.أ.هـ َ ْ َأ َ َ ولشرف العلم أباح هللا لنا أكل الصيد الذي صاده الكلب املعلم ،وإذا صاده كلب غير معلم ال يؤكل{:يس لونك َّ ُ َّ َ ُ ُ َّ َ ُ ّ َ ْ َّ ُ َّ ُ َُ َ ُ ُأ َ ُأ َم اذا ِح َّل ل ُه ْم ق ْل ِح َّل لك ُم الط ِّي َب ات َو َم ا َعل ْمت ْم ِم َن ال َج َو ِار ِح ُمك ِل ِبين ت َع ِل ُم ون ُه َّن ِم َّما َعل َمك ُم الل ُه فكل وا ِم َّما اس َم الل ِه َعل ْي ِه} [املائدة ]4 :فلوال فضل العلم لكان فضل صيد الكلب املعلم والجاهل َّ َ َأ ْم َس ْك َن َع َل ْي ُك ْم َو ْاذ ُك ُروا ْ سواء ،وقد علمه كيف يصيد ،وكيف يمسك لصاحبه ،هذا في عالم الكالب ،رفعه هللا درجة عن أقرانه بالعلم فما بالك بمن تعلم الكتاب والسنة؟! ويبلغ من فضل العلم أنه يرفع قدر أناس ليس لهم حسب وال نسب فوق كثير من األكابر؛ كما ثبت في الصحيح من ح ديث الزه ري عن أبي الطفي ل :أن ن افع بن عب د الح ارث أم ير مك ة خ رج واس تقبل عم ر بن الخط اب بعسفان ،فقال له عمر :من استخلفت على أهل الوادي؟ قال :استخلفت عليهم ابن أبزى ،فقال عمر :ومن ابن أب زى؟! فق ال :رج ل من موالين ا ،فق ال عم ر :اس تخلفت عليهم م ولى؟ فق ال :إن ه ق ارئ لكت اب هللا ع الم بالفرائض ،فقال عمر :أما إن نبيكم قد قال“ :إن هللا يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين”. وقد لعن الرسول – صلى هللا عليه وسلم – الدنيا بمن فيها إال من انتسب لشرف العلم عاملا كان أو متعلما، ون َم اون ٌة َ ،م ْل ُع ٌ ُّ ْ َ َ ْ ُ َ وس َّل َم َ ،و ُه َو َي ُق ُ ص َّلى هللا َع ْلي ه َ ول هللا َ فعن أبي ُه َر ْي َر َة َ ،ق َ َ ْ ُ َ ُ ول ”:ال دنيا ملع ِ ال :س ِمعت رس َ ِ ً َأ َ ّ َ َأ َّ ْ هللا َ ،و َم ا َواال ُه ْ ،و َعامِل ا ْ ،و ُمت َع ِل ًم ا( ” ”.الطبراني وابن ماج ة والترم ذي وحس نه) ،وكم ا قيل: ِفيه ا ِ ،إ ال ِذك َر ِ َ كن عاملا أو متعلما وال تكن الثالث فتهلك. عباد هللا :ما هو أفضل من أن يستغفر لك الحوت في البحر والدواب وحتى النمل تستغفر لطالب العلم؟ ما ً هو أفضل من أن تضع املالئكة أجنحتها لك إذا سلكت سبيال في طلب العلم سواء كان في درس تذهب إليه أو َّ في كتاب تشتريه لتفتحه وتقرأ فيه؟ أي فضل عظيم هو ذاك وفره هللا عز وجل لطلبة العلم الشرعي الذين يتعلمون الكتاب والسنة ،واألحاديث في ذلك كثيرة!! ْ َّ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُ َّ قالَ :سم ْع ُت َر ُس َ عنه َ هللا ُ الدرداء َرض َي ُ فعن أبي َّ َ هللا صلى هللا عليه وسلم يقول”:من س لك ط ِريق ا يبت ِغي ِفي ِه ول ِ ِ ِ ِ إن َ ص َن ُع؛ َو َّض ًا بم ا َي ْ َ ْ َّ َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ َ ً َ َّ َ ُ ُ َ ْ َ ً الع ِال َم َ ِعلم ا س هل هللا ل ه ط ِريق ا إلى الجنة؛ وإن املالِئ ك ة لتض ع أج ِنحته ا ِل َط ِال ِب ال ِعل ِم ِر ِ َ َ ََ َ ْ ُ َ َ َْ ُ َ َّ السموات َ ل َي ْس َتغف ُر ُله َمن في َّ ضل الق َم ِر على الحيتان في امل ِاء؛ وفضل الع ِال ِم على الع ِاب ِد كف ِ األرض حتى ِ ِ ومن في ِ ِ ارا وال د ْر َه َم ًا َو َّإنم ا َو َّر ُث وا الع ْل َم َف َمنْ ْ ً ْ َ ْ ََُُ األنبي اء لم يورث وا ِدين َّ ْ َََ ُ َّ ُ َ َ َ َ ِ ِ األنبي ِاء؛ وإن ِ َأس ا َِئ ِر الكَ و ِاك ِب؛ وإن العلم ِاء ورث ة ِ َ َ خذ ُه أخذ ِب َح ٍظ َوا ِف ٍر” (.رواه أبو داود والترمذي) عنه قالَ : قال رضي هللا ُ ُ َ عود َ ْ َ ْ ابن مس ِ ومع أن اإلسالم حرم الحسد إال أن الشارع أباحه في مجال العلم ،فعن ِ ور ُج ٌل الح َّق َ فس َّل َط ُه َعلى َه َلكت ه في َ اال َ ُ َ ً َ ََ َّ علي ِه وسل َم”:ال َح َس َد إال في اثنت ْي ِن َر ُج ٌل آت اه هللا م َ هللا ْ رس ول هللا صلى ُ ِ ِ ِ ُّ َ ُ َ َ َ ْ َ َ َُ َ ُ ُ قض ي ِبها ويع ِلمها”(متفق عليه) ،وغير ذلك من األحاديث التي ال يتسع املقام لذكرها الحكم ة فه و ي ِ آت اه هللا ِ وأنت بها خبير. أيه ا املس لمون :إن هللا لم يقص ر األج ر على العلم اء في حي اتهم؛ ب ل امت د األج ر بع د م وتهم وإلى قي ام الس اعة، ُ اَّل َ ْ ُ َْ َ َ ْ َأ ُ َ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ ُ َأ َّ َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ال ” ِإ ذا َمات اِإْل ن َسان انقط َع َع َمل ُه ِإ ِم ْن فعن ِبي هريرة ر ِضي الله عنه ن رسول الل ِه صلى الله علي ِه وسلم ق صح ٌ َ َ ٌ َ ٌ َ َ ص ال ٌح َي ْد ُعو َل ُه” (الترمذي وق َ َ َ َََ ٌ َ َ َ َ ٌ َ َ ٌ َ ْ ََُْ ُ َاَل يح ) ،قلت: ال ه ذا ح ِديث حس ن ِ ث ٍث :ص دقة ج ِاري ة و ِعل ٌم ينتف ع ِب ِه وول د ِ عد ُاد الحسنات َي ُع ُّد له إلى قيام الساعة ،فمن نحن بجانب اإلمام البخاري – مثال – مات من قرون ،ومع ذلك َّ البخاري؟!! ويحضرني قول اإلمام الشافعي رحمه هللا: قد مات قوم وما ماتت مكارمهم……………وعاش قوم وهم في الناس أموات نعم ي ا إمامن ا الش افعي ،فك ل من يطعن أو يش كك في ه ؤالء األعالم فه و ميت حقيق ة ال حكم ا ،ب ل ال يستحق الحياة. وما أجمل قول سيدنا على بن أبي طالب رضي هللا عنه: ما الفخ ــر إال ألهل العلم إنهم ……………..على الهدى ملن استهدى أدالء وقدر كل امرئ ما كان يحسنه ………………والجاهـلون ألهل العـلم أعداء ً فـفـز بعلم تعش حيـا به أبــدا…………… .الناس موتى وأهل العلم أحياء أحبتي في هللا :وألهمية العلم نجد أنه صلى هللا عليه وسلم جعل فداء كل أسير من أسرى بدر ممن يحسنون فن القراءة والكتابة ،أن يعلم عشرة من أبناء الصحابة ,فعن ابن عباس رضي هللا عنهما قال« :كان ناس من األسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء ،فجعل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أوالد األنصار الكتابة». ولم يقتصر اهتمام النبي صلى هللا عليه وسلم بالحث على تعليم اللغة العربية فحسب؛ بل أمر بتعلم اللغات األخرى؛ وثبت أنه أمر زيد بن ثابت بتعلم اللغة السريانية ليتولى أعمال الترجمة والرد على الرسائل ،وروي أنه تعلم بأمر منه صلى هللا عليه وسلم العبرية والفارسية والرومية وغيرها ،فعنه رضي هللا عنه قال« :أمرني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن أتعلم لـه كلمات من كتاب يهود ،قال :إني وهللا ما آمن يهود على كتابي ,قال فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته لـه ,فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم ,وإذا كتبوا إليه قرأت لــه ّ بن ٍ َ ْ ُ َ َ زيد ُ َ الف َتى ُ سول الل ِه صلى ثابت ترجمان ر ِ كتابهم» (أحمد وأبو داود والحاكم والترمذي وحسنه) ،فأصبح هللا عليه وسلم ،وأصبحت اللغة سالحا له يدافع به عن اإلسالم واملسلمين ،وكما قيل (:من تعلم لغة قوم أمن مكرهم ) ولم تقتصر عنايته صلى هللا عليه وسلم بتعليم هذه الفنون والعلوم للرجال فحسب ,إنما اعتنى أيضا بتعليم النس اء العلم والكتاب ة .فعن الش فاء بنت عبدهللا ق الت« :دخ ل رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم وأن ا عن د حفصة ،فقال لي :أال تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة» (أبوداود). وجمل ة الق ول :ف إن م ا تق دم ه و قلي ل من كث ير ورد عن الن بي ص لى هللا علي ه وس لم في ش أن عنايت ه باملس ألة العلمية؛ تعلما وتعليما؛ أقواال وأعماال؛ مما يبرز اهتمامه الفائق بوالية العلم والتعليم. العنصر الثاني :صور ونماذج مشرقة في حرص السلف الصالح على طلب العلم عباد هللا :أسوق لكم صورا ونماذج مشرقة من حرص السلف الصالح على طلب العلم ،وسأترك لكم التعليق والتعقيب عليه ا ،لتق ارنوا بين ح الهم واإلمكاني ات واألدوات الكتابي ة ال تي عن دهم وبين م ا نحن في ه من تق دم علمي وتكنولوجي!! قيل لبعضهم :بما أدركت هذا العلم؟ قال :باملصباح والجلوس إلى الصباح. ورئي مع اإلمام أحمد العالم الجليل محبرة وقلم فقيل له :أنت إمام املسلمين وال زلت تحمل املحبرة وتكتب؟! فقال اإلمام أحمد“ :مع املحبرة إلى املقبرة”. وقيل للشافعي“ :كيف حرصك علي العلم؟ قال :حرص الجموع املنوع في بلوغ لذته للمال .فقيل له :فكيف طلبك له؟ قال :طلب املرأة املضلة ولدها ليس لها غيره” ّ َ ّ يؤنس َك ؟ فضرب بيده إلى الكتب ،وقال :هذه ؛ فقيلِ :من الناس؟ فقال :الذين فيها”. وقيل لرجل :من ُ ٍ وليس ه ذا فحس ب؛ ب ل إن س اعات األك ل لقوام حي اتهم ومعاش هم ك انت ثقيل ة عليهم ،فق د س ألوا الخلي ل بن أحمد الفراهيدي – رحمه هللا :-ما هي أثقل الساعات عليك؟ قال :ساعة آكل فيها. وكان داود الطائي يشرب الفتيت وال يأكل الخبز فقيل له في ذلك؟ فقال :بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية «كتاب املجالسة وجواهر العلم» علي س اعة آك ل فيه ا ”.فاهلل أك بر ما أش د وك ان الخلي ل بن أحم د الفراهي دي البص ري يق ول ”:أثق ل الس اعات َّ الفناء في العلم عنده؟! وما أوقد الغيرة على الوقت لديه؟! ً قلت متعجبا :أثقل ساعات عليه ساعة األكل؛ مع أنه مباح وواجب لقوام الحياة وحفظ النفس؛ وما يتوصل ُ َ ب ه إلى ال واجب فه و واجب ،فكي ف حالن ا ونحن نض ِّي ُع أوقاتن ا في الف راغ والح رام وأم ام املسلس الت واألفالم وعلى القهاوي والطرقات ،وعلى النت واملعاكسات؟!! أع ود إلى س لفنا الص الح ف أقول :ك ان عبي د بن يعيش يق ول“ :أقمت ثالثين س نة م ا أكلت بي دي باللي ل ،ك انت أختي تلقمني وأنا أكتب الحديث” وعن ابن أبي ح اتم صاحب الجرح والتعديل يق ول“ :كنا في مصر سبعة أشهر لم نأك ل فيها مرق ة ،ك ل نهارن ا مقسم ملجالس الشيوخ وبالليل النسخ واملقابلة ،فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا ،فقالوا :هو عليل ،فرأينا في طريقن ا س مكة أعجبتن ا فاش تريناها فلم ا ص رنا إلى ال بيت حض ر وقت مجلس فلم يمكن ا إص الح ه ذه السمكة ومضينا إلى املجلس ،فلم نزل حتى أتى على السمكة ثالثة أيام وكادت أن تتغير فأكلناها نيئة ،لم يكن لنا فراغ أن نشوي السمك .ثم قال“ :إن العلم ال يستطاع براحة الجسد”(سير أعالم النبالء) َ َّ ّ َ ّ يتحدث عن نفسه فيقول ”:أنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي ،حتى أختار س ف وعن أبي الوفاء ابن عقيل ُّ ً ّ فائدة لم ِ مطالعة أو تسطير ٍ وتحس يه مع املاء على الخبز ؛ ألجل ما بينهما من تفاوت املضغ ! توفرا على الكعك أدركها فيه !!” ّ ّ وق ال الش يخ فخ ر ال دين ” :وهللا إني أتأس ف في الف وات عن االش تغال ب العلم في وقت األك ل ,ف إن ال وقت والزمان عزيز “ وشحه بضياع أوقاته؛ أنه كان يمتنع كثيرا من ّ ويحكى أن الشيخ شمس الدين األصبهاني من حرصه على العلم فيضيع عليه الزمان. ّ األكل؛ لئال يحتاج إلى الشرب؛ فيحتاج إلى دخول الخالء؛ لي َي ِض ُيع َ يت بحفظه —— وُأ َر ُاه ْ أس َه َل َما ع َّ ُ ُ س ما ع ِن َ ْ ُ َ أنف ُ والوقت ِ يااااااااهللا!!!!!!!!!!! كم نض يع من الس اعات في الح رام!! إذا ك انوا حريص ين على ال وقت في طع امهم وش رابهم ً ويعتبرونه مضيعة فكيف بنا؟!! ياااااهللا؟!!! لطفك بنا يا رحمن. يقول ابن عقيل الحنبلي تلميذ الحافظ الخطيب البغدادي ”:إني ال يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ،حتى إذا تعط ل لس اني عن م ذاكرة أو من اظرة ،وبص ري عن مطالع ة ،أعملت فك ري في ح ال راح تي وأن ا منط رح ،فال أشد مما كنت أجده وأنا أنهض إال وقد خطر لي ما أسطره ،وإني ألجد من حرصي على العلم وأنا في الثمانينّ ، ابن عشرين سنة( ”.ذيل طبقات الحنابلة) فانظر كيف يستغل وقت طعامه وراحته في إعمال فكره فيسطره بعد قضاء حوائجه الشخصية؟!!! يقول عبد الرحمن ابن اإلمام أبي حاتم الرازي ” ربما كان أبي يأكل وأقرأ عليه ،ويمشي وأقرأ عليه ،ويدخل الخالء وأق رأ علي ه ،وي دخل ال بيت في طلب ش يء وأق رأ علي ه ” فك انت ثم رة ه ذا املجه ود وه ذا الح رص على استغالل الوقت كتاب الجرح والتعديل في تسعة مجلدات وكتاب التفسير في مجلدات عدة وكتاب السند في ألف جزء. ً ً ً ً ً لهذا فتح هللا لهم قلوبا غلفا وأعينا عميا وآذانا صما!!! فإذا كنت تريد اللحاق بهم فاعمل عملهم ؛ فاهلل يسر لك سبل العلم والتقنيات الحديثة ما لم يصل إليه أحدهم ،ومع كل ذلك أقول :ال يصل إليهم أحدكم!!! أليس كذلك؟!!! ً الغرب ُّيون ب ه ك ذلك ح تى نهض وا وت دموا ب ه،ِ على أن ه ذا الح رص ليس قاص را على املس لمين فق ط ،ب ل اهتم الش هيرّ ،أن ه من ّ ّ ُ شدة حرصه على العلم والوقت كان ال يلبس فقد قرأت عن ألبرت إنشتاين ،الفيزيائي األملاني ً ً ّ بأكمام ذوات أزرار ،ألن غلقها وفتحها يضيع عليه وقتا ثمينا في تحصيل العلم! ٍ األقمصة العنصر الثالث :أثر العلم في نهضة األمة َ عب اد هللا :إن العلم أس اس نهض ة األم ة وقي ام الحض ارات؛ فب العلم تب نى األمج اد ،وت ُس ود الش عوب ،وتب نى ً املمالك ،بل ال يستطيع املسلم أن يحقق العبودية الخالصة هلل تعالى على وفق شرعه ،فضال عن أن يبني نفسه ً ً ً ً كما أراد هللا سبحانه أو يقدم ملجتمعه خيرا ،أو ألمته عزا ومجدا ونصرا – إال بالعلم. وصدع بنيانها ،وأوقعها في الرذائل واملتاهات املهلكة. َّ وما فشا الجهل في أمة من األمم إال قوض أركانها، وكما قيل: العلم يبني بيوتا ال عماد لهـا …………… والجهل يهدم بيوت العز والكـرم وكم ه و ش ديد الوق ع على النف وس أن ي رى في الن اس من ش اب رأس ه ،ورق عظم ه ،وه و يتعب د هللا على غ ير بصيرة! وقد يصلى بعض الناس أربعين سنة ،أو عشرين سنة ،أو أقل أو أكثر وهو لم يصل في الحقيقة؛ ألن ً صالته ناقصة األركان ،أو مختلة الشروط والواجبات؛ ومع ذلك ال يحاول تعلم أحكامها ،بينما ُي َرى حريصا ً ً على دني اه؛ ويكفي ه ذا دليال على أن هللا س بحانه وتع الى لم ي رد ب ه خ يرا ،ول و تعلم العل وم الدنيوي ة ،وتبح ر ً ً فيها؛ ألنها علوم معاشية فقط ،ال تستحق مدحا وال ذما. َ ُ َ ُّ ْ َ َ ُ ْ َ ّ َ ََ َ َْ ُ َ َ اآلخ َر ِة ُه ْم غ ا ِفلون }؛ وقد وصف هللا تعالى أصحابها بقوله تعالى { :يعلم ون ظ ِاه ًرا ِمن الحي ِاة الدنيا وهم ع ِن ِ َ َ اآلخ َر ِة َب ْل ُه ْم ِفي ش ٍّك ِّم ْن َها َب ْل ُهم ِّم ْن َها َع ُمون }؛ [النمل.]66 : َ َّ َ َ ْ ُ ْ [الروم { .]7 :ب ِل ادارك ِعلم ُهم ِفي ِ قال ابن كثير رحمه هللا“ :فهؤالء ليس لهم علم إال بالدنيا ،وأكسابها ،وشؤونها ،وما فيها ،فهم حذاق أذكياء في تحصيلها ،ووجوه مكاسبها ،وهم غافلون عن أمور الدين ،وما ينفعهم في الدار اآلخرة ،كأن أحدهم مغفل ال ذهن له ،وال فكرة”. ُ َّ ُ وقال الحسن البصري“ :وهللا ليبلغن أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره ،فيخبرك بوزنه ،وما يحسن أن يصلي”؛ فكيف تنهض األمة – في جميع مجاالتها – بأمثال هؤالء ؟!! ُ َّ َ ُ َ ْ َأ ُ َ ْ َ َ َأ َّ وق إن امليراث ال ذي خلف ه الرس ول َأ– ص لى هللا علي ه وس لم – لألم ة ه و العلم ؛ فعن بي هري رة ،نه م ر ِبس ِ َ َأ ْ َ َ ُ ْ َ ُ َ َ َ َ َ َأ َ ِ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ ”:ي ا ْه َل ُّ ال َ ف َع َل ْي َه اَ ،ف َق َ مْل َ َ َ َ َ َ وق ،م ا عج زكم !”ق الوا :وم ا ذاك ي ا ب ا هري رة؟ ق ال”:ذاك ِم يراث ِ الس ا ِدين ِة ،فوق َأ ُ َ ْ ُ َ َ ُ ُ َأ َ َ َ ْ َ َ ُ ْ َأ ْ َّ َ َّ َّ َّ ص لى الل ُه َعل ْي ِه َو َس ل َم ُيق َس ُمَ ،و نت ْم َه ُاهن ا ال ت ذ َه ُبون فت خ ذون ن ِص َيبك ْم ِمن ُه !”ق الواَ :و ْي َن ُه َو؟ الله َ ول ِ ِ َر ُس َ ُ ََ َ َُ ْ َ َُ َ َ َ َ َأ َ ً َ مْل َ َ َ مْل َ َق َ ”:م ا لك ْم؟”ق الواَ :ي ا اعا ِإ لى ا ْس ِج ِدَ ،و َوق ف ُب و ُه َر ْي َرة ل ُه ْم َح َّتى َر َج ُع وا ،فق ال لهم ”:في ا ْس ِج ِد”فخ َر ُجوا ِسر ِ ال مْل َ َ َأ َأ ُ َ ًْئ ُ ْ َ ُ َ َ َ َ َأ َ ََْ ََ َ َ َ َ َأ َ َ مْل َ َأ ال ل ُه ْم ُب و ُه َر ْي َرةَ ”:م ا َر ْيت ْم ِفي ا ْس ِج ِد َب ا ُه َر ْي َرة فق ْد ت ْين ا ا ْس ِج َد ،ف َدخلنا ،فل ْم ن َر ِفي ِه ش ي ا يقس م ،فق َأ َ ً َ ُ َ َ َ َأ ْ َ َ ْ ً ُ َ ُّ َ َ َ ْ ً َ ْ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ ً َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َأ ال ل ُه ْم ُبو حدا؟”قالوا :بلى ،ر ينا قوما يصلون ،وقوما يقرءون القرآن ،وقوما يتذاكرون الحالل والحرام ،فق َّ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ َ َّ َ َّ َّ َ صلى الل ُه َعل ْي ِه َو َسل َم” ( الطبراني وقال الهيثمي في املجمع :إسناده حسن) هريرة”:ويحكم ،فذاك ِميراث محم ٍد أحب تي في هللا :ومن عوم ل النه وض باألم ة في املج ال العلمي أن نهتم ب املعلم واملربي وأن نش كر جه وده ،ون ؤدي ً إليه بعضا من حقه ،وأن نعرف له قدره واحترامه وفضله. َ ْ َْ َ َّ َ َ َّ ُ ّ حان ِإ ذا ُهما ل ْم ُيك َرما يب ِكل ِيهما ………………….ال ينص ِ علم والط ِب إن امل ِ َ ْ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ َّ ً ُ َ َ ْ َأ َ ْ َ َ ْ فاص ِب ْر ِلداِئ ك ِإ ن هنت ط ِبيبه ……………….واص ِبر ِلجه ِلك ِإ ن جفوت مع ِلما إن نهضة األمة منوط بتربية أجيال على علم وتحمل املسئولية؛ وما اختلت موازين األمة ،وفسد أبناؤها إال أب مف رط ال يعلم عن ح ال أبنائ ه ،وال في أي مرحل ة يدرس ون ،وال م ع من ي ذهبون حينم ا ض اع األبن اء بين ٍ ويجالسون ،وال عن مستواهم التحصيلي في الدراسة – وبين مدرس خان األمانة ،وتهاون في واجبه ،ولم يدرك مسؤوليته؛ فدور األسرة عظيم في غ رس ه ذه القيم في نف وس أبنائه ا فهم مسئولون عنهم ي وم القيامة؛ وبين ول َع ْن ام َراع َو َم ْس ُئ ٌ ول َع ْن َرع َّيت ه ،ا َم ُ ذل ك الرس ول ص لى هللا علي ه وس لم في قول هُ ”:ك ُّل ُك ْم َراع َو ُك ُّل ُك ْم َم ْس ُئ ٌ ِ ِ ِ ِإْل َ َّ َ ْ َ َأ ْ َ ُ َ َ ْ ُئ ٌ َ ْ َ َّ ٍ َ مْل َ ْ َأ ُ َ َ ٌ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُئ َ ٌ ٍ َرع َّيت ه َ ،و َّ ُ َ اعي ة ِفي بي ِت زو ِجه ا ومس ولة عن ر ِعي ِته ا، الرج ُل ر ٍاع ِفي ه ِل ِه وه و مس ول عن ر ِعي ِت ِه ،وا ر ة ر ِ ِ ِ ِ ُ ُّ ُ ول َع ْن َر ِع َّي ِت ِهَ ،وكلك ْم َر ٍاعالر ُج ُل َراع في َم ال َأ بي ِه َو َم ْس ُئ ٌ َو ْال َخ ِاد ُم َراع في َم ال َس ّي ِد ِه َو َم ْس ُئ ٌ ول َع ْن َر ِع َّي ِت ِهَ ،و َّ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ ٍ ِ َ َّ َ ُ َّ ٌ َ َّ ً َّ َ َ َ ْ ُئ ٌ َ ْ راع عما استرعاه ،أحفظ أم ضيع ؟ حتى ومس ول عن ر ِعي ِت ِه” ( متفق عليه) وقال أيضا ” :إن هللا سائل كل ٍ أل الرج ُل عن أه ِل بي ِت ه “( الط براني وال بيهقي والنس ائي وابن حب ان)؛ يق ول اإلم ام الغ زالي رحم ه هللا في ُيس َ رسالته أنجع الرسائل« :الصبي أمانة عند والديه ،وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وه و قاب ل لك ل م ا نقش ،ومائ ل إلى ك ل م ا يم ال ب ه إلي ه ،ف إن ُع ّ ِود الخ ير وعلم ه؛ نش أ علي ه وس عد في ال دنيا ُأ عود الشر و ْه ِم َل إهمال البهائم؛ شقي وهلك ،وكان الوزر في رقبة ّ ومؤدب ،وإن ِ ّ ِ واآلخرة أبواه ،وكل معلم له القي م عليه والوالي له» .فأوالدكم أمانة في أيديكم وستسألون عنهم فماذا أنتم قائلون؟!!! ّ ِ العنصر الرابع :ظاهرة الغش في التعليم وأثرها على املجتمع إن الغش ظاهرة خطيرة وسلوك مشين ،والغش له صور متعددة ،وأشكال متنوعة ،ابت داء من غش الحاكم لرعيته ،ومرورا بغش األب ألهل بيته ،وغش الخادم في عمله؛ و انتهاء بالغش في التعليم واالمتحانات. وح ديثي س وف يقتص ر على الغش في االمتحان ات ،وال ذي أص بح يش كو كث ير من املدرس ين وال تربويين من انتشاره وفشوه؛ وهذا حق ،فإن ظاهرة الغش بدأت تأخذ في االنتشار ،ليس على مستوى املراحل االبتدائية فحسب ،بل تجاوزتها إلى الثانوية والجامعة والدراسات العلي ا ،فكم من طالب قدم بحثا ليس له فيه إال أن اسمه على غالفه!! وكم من طالب قدم مشروعا وال يعرف عما فيه شيئا!! وبل وقد تعجب من انتكاس الفطر عند بعض الطالب ،فيرمي من لم يغش بأنه مقعد ومتخلف وجامد الخ ..تلك األلقاب؛ ولربما تمادى أحدهم فاتهم الطالب الذي ال يساعده على الغش بأنه ال يعرف معنى األخوة وال التعاون .هذه الظاهرة التي أنتجها الفصام النكد الذي يعيشه كثير منا في مجاالت شتى ،نعم ملا عاش كثير من طالبنا فصاما نكدا بين العلم و العمل ،ترى كثيرا منهم يحاول أن يغش في االمتحانات ،و هو قد قرأ حديث الرسول صلى هللا عليه و سلم : (“من غش فليس منا ” (مسلم) ،بل ربما أنه يقرأه على ورقة األسئلة ،و لكن ذلك ال يحرك فيه ساكنا ،ألنه قد استقر في ذهنه أنه ال عالقة بين العلم الذي يتعلمه وبين العمل الذي يجب أن يأتي به بعد هذا العلم؛ وال أبالغ إن قلت :إن ظاهرة الغش أصبحت في غش القرآن وال سيما في املعاهد األزهرية بل ويمزقون املصحف ويأخذون الجزء املقرر في دورات املياه وهناك يداس باألقدام!!! أيها املسلمون :للغش أسباب كثيرة التي تنتج هذا الخلق املشين منها: ضعف اإليمان :فإن القلوب إذا ملئت باإليمان باهلل ال يمكن أن تقدم على الغش وهي تعلم أن ذلك يسخط هللا ؛ ال يمكن للقلوب التي امتألت بحب هللا أن تقدم على عمل وهي تعلم أنه يغضب هللا. ومنها :ضعف التربية :خاصة من قبل الوالدين أو غيرهما من املدرسين أو املرشدين؛ فال نرى أبا يجلس مع ابن ه لينص حه وي ذكره بحرم ة الغش ،وي بين ل ه أث اره وعواقب ه ،ب ل تعجب من بعض اآلب اء إذا قلت ل ه ذل ك أجاب ك مباش رة :ملاذا ،ه ل اب ني غش اش؟ ب ل ربم ا ل و وق ع االبن في ي د املراقب ،لج اء ذل ك األب ي دافع عن ه بالباطل!! ومنها :تزيين الشيطان :فالشيطان يزين لكثير من الطالب أن األسئلة سوف تكون صعبة ،وال سبيل إلى حلها والنج اح في االمتحان ات إال بالبرش ام والغش؛ فيص رف األوق ات الطويل ة في كتاب ة البراش يم ،واخ تراع الحي ل والطرق للغش؛ ما لو بذل عشر هذا الوقت في املذاكرة بتركيز لكان من الناجحين األوائل!! أحبتي في هللا :إن الغش له أثره السيئ على املجتمع؛ فهو سبب لتأخر األمة ،وعدم تقدمها وعدم رقيها ،وذلك ألن األمم ال تتقدم إال بالعلم وبالشباب املتعلم ،فإذا كان شبابها ال يحصل على الشهادات العلمية إال بالغش، فقل لي بريك :ماذا سوف ينتج لنا هؤالء الطلبة الغشاشون ؟! ما هو الهم الذي يحمله الواحد منهم ؟! ما هو الدور الذي سيقوم به في بناء األمة ؟! ال شيء ،بل غاية همه؛ وظيفة بتلك الشهادة املزورة ،ال هم له في تقديم شيء ينفع األمة ،أو حتى يفكر في ذلك؛ و هكذا تبقى األمة ال تتقدم بسبب أولئك الغششة بينها؛ ونظرة تأمل للواقع :نرى ذلك واضحا جليا ،فعدد الطالب املتخرجين في كل عام باآلالف ولكن قل بربك من منهم يخترع لنا؟! أو يكتشف؟! أو يقدم مشروعا نافعا لألمة؟! قلة قليلة ال تكاد تذكر!! عباد هللا :علينا جميعا أن تعاون الجميع في مقاومة هذه الظاهرة ،كل بحسب استطاعته وجهده ،فاألب في بيت ه ينص ح أبنائ ه ويرش دهم ويح ذرهم بين الحين واآلخ ر ،واملعلم واملرش د في املدرس ة والجامع ة ك ل يق وم بالوعظ ،واإلرشاد ،وكذلك الداعية في خطبه ودروسه ،واإلعالم بوسائله املختلفة. ً ً ً ً ً نسأل هللا أن يرزقنا علما نافعا وقلبا خاشعا وبدنا على البالء صابرا ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ الدعاء ،،،،،،،وأقم الصالة ،،،،،،، كتبه :خادم الدعوة اإلسالمية د /خالد بدير بدوي