Professional Documents
Culture Documents
أى أؤلف متربكا بامسه العظيم واهلل علم للذات البحت األقدس والرمحن صفة له ومعناه املنعم بعظائم النعم والرحيم صفة ثانية
ومعناه املنعم بدقائقها.احلمد هلل الفتاح اجلواد املعني على التعلم ىف الدين من اختاره من العباد وأشهد أن الاله االّاهلل شهادة
تدخلنا داراخللود وأشهد أن سيدنا حممد عبده ورسوله صاحب املقام احملمود صلّى اهلل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه صالة
وسالما أفوزهبما يوم املعاد
نطق)أما بعد(
ّ ذكرها مندوب تبعا له صلى اهلل عليه وسلم ىف خطبته وكتبه وال يؤيت هبا االبني أسلو بني من الكالم وأول من
هبا داود صلى اهلل عليه وسلم وقيل قسى بن ساعدة وقيل كعب بن لؤى وقيل يعرب بن قحطان ولقد أردت هبذا التاليف
ليسهل به مبتدئ معرفة أساس االدب وأفضل الطاعة وأمهها.واسأل اهلل بربكة نبينا أتوسل أن ينفعىن وإخواىن واملسلمني هبا
النفع اجلليل إنه القدير على ذلك وهو حسىب ونعم الوكيل ورتبتها بعد أن مسّيتها
مختصر الفوائد
املقدمة
إعلم وفقىن وإياك اللتزام مأموراته ورزقنا احلرص على حتصيل مرضاته أنّه البد للعبد gمن أربعة أشياء العلم gوالعمل gواالخالص
واخلوف فمن مل يعلم فهو أعمى ومن مل يعمل مبا علم فهو حمجوب ومن مل خيلص العمل فهو مغبون gومن مل يالزم اخلوف
مغرور.أم ا فضائل العلم وأهله فأكثر من أن حتصى ولنتربك بذكر شئ من اآليات واالحاديث قال اهلل تعاىل شهد اهلل أنّه
ّ فهو
الاله االّ هو واملالئكة وأولو العلم قائما بالقسط – gاآلية وكفى بذلك شرفا ألهل العلم وفضال وإجالال ونبال حيث بدأ
سبحانه بنفسه وثىن مبالئكة وثلث بأوىل العلم خاصة من دون سائر عباده املؤمنني وقال اهلل تبارك وتعاىل -يرفع اهلل الذين
آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات-قال سيّدنا ابن عباس رضى اهلل تعاىل عنهما :يرفع اهلل العلماء يوم القيامة على سائر
املؤمنني بسبعمائة درجة ما بني الدرجتني مخسمائة عام وعن معاوية ابن أىب سفيان رضى اهلل عنهما قال قال رسول اهلل صلى
اهلل عليه وسلم "من يرد اهلل به خريا يفقهه ىف الدين" رواه البخارى ومسلم وقد جعل صلى اهلل عليه وسلم التفقه ىف الدين
.دليال على ارادة اهلل بعبده اخلري
سهل اهلل
وعن أىب الدرداء رضى اهلل عنه قال مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول "من سلك طريقا يلتمس فيه علما ّ
له به طريقا اىل اجلنّة" وان املالئكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا مبا يصنع وإن العلم ليستغفرله من ىف السموات واالرض
حىت احليتان ىف املاء وفضل العامل على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة االنبياء ألن االنبياء مل يورثوا
دينارا والدرمها امنا ورثوا العلم فمن أخذه أخذ حبظ وافر.وقد شهد صلى اهلل عليه وسلم بأن طلب gالعلم موصل إىل اجلنّة وأن
املالئكة الكرام تعظم طالب العلم إكراما للعلم والتعظم املالئكة الكرام اال من كان عظيما ىف ملكوت السماء يقول بعض
مشايخ ورد علينا رجل سندى من أهل الكشف وكان اليقوم ألحد االّ لطالب العلم ويقول إمنا أقوم إذا رأيت املالئكة تقوم
مع أنه كان اليعرف الناس"وشهد أيضا صلى اهلل عليه وسلم بأن العامل يستغفر له ما ىف السموات وما ىف االرض وأى منصب
أعظم من منصب من تشتغل مالئكة السموات واالرض باالستغفارله gفهو مشغول مبا هو فيه وهم مشغولون gبالدعاء
له"".وشهد صلى اهلل عليه وسلم بأن العامل أفضل من العابد بدرجات كثرية مع أن العابد الخيلو أيضا من علم بعبادته واال مل
تسم عبادة وبأن العلماء ورثة االنبياء ومعلوم gأنه الرتبة فوق رتبة النبوة والشرف فوق شرف الوراثة لتلك الرتبة "فان
االشتغال بالعلم gاملعهود من أفضل الطاعات الهنا مفروضة ومندوبة واملفروض أفضل من املندوب واالشتغال بالعلم منه النه
فرض كفاية وىف حديث حسنه الرتمذى "فضل العامل على العابد كفضلي على أدناكم" فضل العامل العامل بعلمه على العابد
املعتبد بعلم ومن أوىل ما أنفقت فيه نفائس االوقات وروى أنس بن مالك رضى اهلل تعاىل عنه عن النىب صلى اهلل عليه وسلم
أنه قال "متعلم gكسالن (غري جمتهد ىف طلب العلم) أفضل عند اهلل من سبعمائة عابد جمتهد" وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم "إن من الذنوب ذنوبا اليكفرها صالة والصيام والحج والجهاد اال اهلموم ىف طلب العلم" وقال صلى اهلل عليه وسلم
"من طلب gالعلم وأدركه كان له كفالن من االجر وإن مل يدركه كان له كفل من االجر" مث اعلم أن العلم أساس العمل فال
يصح عمل بدونه و
"قال العلماء الجيوز ألحد أن يقدم على أمر حىت يعلم حكم اهلل فيه
وقال االمام الشافعى إمجاعا لقوله صلى اهلل عليه وسلم "العلم gامام العمل والعمل تابعه والعمل مثرته وقليل العمل مع العلم
أفضل من كثريه مع اجلهل" فلذلك كان االشتغال بالعلم gالشرعى أفضل من صالة النافلة كما قاله امامنا الشافعى رضى اهلل
عنه وإمنا كان االشتغال بالعلم أفضل من صالة النافلة ألنه إما فرض عني وإما فرض كفاية ومها من العلم وإما نفل ونفع العلم
"أكثر من نفع الصالة النافلة ألن نفعه متعد ونفعها قاصر "واملتعدى أفضل من القاصر
قال السيد السمهودى أفهم كالم األصحاب أن االشتغال بالعلم gأفضل من النوافل املطلقة "وىف االحياء قال ابن عبد احلكم
كنت عند االمام مالك أقرأ عليه العلم فدخل الظهر فوضعت الكتب ألصلى فقال يا هذا ما الذى قمت إليه بأفضل مما كنت
عليه إذا صحت النية وهو ظاهر ىف تفضيل االشتغال بالعلم مع صحة النية على فضيلة أول الوقت
وىف كتاب جممع االحباب :فأما نشر العلم فهو من أفضل االعمال إذا صحت فيه النية بأن يكون خالصا هلل تعاىل ألن العلم
من عمل القلب gخبالف غريه من بقية األعمال فانه من عمل اجلوارح ومعلوم gأن عمل القلب gأفضل من النوافل فان كل واحد
من األئمة اجملتهدين قال :إن طلب gالعلم أفضل من صالة النوافل إذا صحت فيه النية والعمل بال علم اليسمى عمال إذ ال
يعتد بالعمل شرعا املراد با لعلم ىف الشرع العلم النافع الذى يكون وسيلة اىل رضا اهلل عز وجل فان مل يكن كذلك مل يكن
علما بل هوباجلهل أشبه
قال صلى اهلل عليه وسلم "كل علم وبال على صا حبه يوم القيامة االمن عمل به" وقال "إذاعلم العامل فلم يعمل كان
كاملصباح يضئ للناس وحيرق نفسه" فالعامل الكامل إمنا هوالعامل بعلمه املخلص الصادق الذى تعلم هلل وعلم الناس هلل ودعا
اخللق إىل اهلل بطريق العلم وزهد ىف الفانيات ورغب ىف الباقيات الصاحلات وتورع عن احلرام والشبهات و عرف اهلل مبا جيب
له من االمساء والصفات العلم الوارد فيه آليات واألخبارإمنا هو ملن عمل مبا علم حىت يتحقق فيه وراثة االنبياء وحيازة فضيلة
الصاحلني القا ئمني مبا حتتم عليهم من حقوق اهلل تعاىل وحقوق خلقه ويظهر حصول أدىن مراتب ذلك باالتصف بوصف
العدالة والعلم الكامل ماأورث اخلشية وهى تعظيم تصحبه مهابة قال ابن عباد :وعال مة خشية اهلل تعاىل ترك العالئق االربع
الدنيا واخللق وجماراة النفس والشيطان من شرح البيان املسمى نشراألعالم للسيد العالمة حممد بن أمحد بن عبد البارى األهدل
واعلم أن العلم والعبادة جوهران ألجلهما كان كل ما ترى وتسمع من تصنيف املصنفني وتعليم املعلمني ووعظ الواعظني
ونظر الناظرين بل ألجلهما وأنزلت الكتب وأرسلت الرسل وألجلهما خلقت السموات واالرض وما فيهما فتامل آيتني من
اجلن واالنس االليعبدون -وكفى هبذه االية دليال على العبادة ولزوم كتاب اهلل تبارك وتعاىل :احدا مها قوله تعاىل -وماخلقتّ g
ض ِم ْثلَ ُه َّن َيَتَنَّز ُل األ َْم ُر َبْيَن ُه َّن لَِت ْعلَ ُم ْواأ َّ
َن اهللَ َعلَى ُك ِّل االقبال عليها و الثاىن قوله تعاىل -اهلل الذى خلَق سبع مَس و ٍ
ات َو ِم ْن االَْر ِ َ َ َ ْ َ ََ
َحا َط بِ ُك ِّل َشْي ٍئ ِع ْل ًما-وكفى هبذى االية دليال على شرف العلم وال سيما علم التوحيد فحق للعبد gأن َشْي ٍئ قَ ِد ْيٌر َو أ َّ
َن اهللَ قَ ْد أ َ
ال يشتغل اال هبما وال ينظر اال فيهما واعلم أن ما سوامها من االمور ال خري فيه وال حاصل له فان العلم مبنزلة الشجرة
والعبادة مبنزلة الثمرة والشرف للشجرة إذ هى األصل لكن االنتفاع إمنا حيصل بثمرها فإذن البد أن بكون لك من األمرين
:حظ و نصيب بل البد من أربعة :العلم والعمل واالخلص واخلوف قال الشاعر
احرص على كل علم تبلغ األمال #وال تمو تن بمعلم واحد كسال
اىل
فاذاعلمت ذلك فاعلم أن العلم أشرف اجلوهرين وأفضلهما ولذلك قال النىب صلى اهلل عليه وسلم "نظرة اىل العامل أحب ّ
من عبادة سنة صيامها وقيامها" وقال صلى اهلل عليه وسلم " اال أد لّكم على أشرف أهل اجلنة قالوا بلى يا رسواهلل قال هم
علماء ّامىت" فبان لك أن العلم gأشرف جوهر من العبادة ولكن ال بد للعبد gمن العبادة مع العلم gوإالّ كان علمه هباء منثورا
وقال االمام احلسن البصرى رمحه اهلل اطلبواهذاالعلم طلبا ال يضر بالعبادة واطلبوا هذه العبادة طلبا اليضر بالعلم وملا استقر أنّه
البد للعبد gمنهما مجيعا فالعلم gأوىل بالتقدمي الحمالة ألنه األصل والدليل ولذلك قال صلى اهلل عليه وسلم "العلم gامام العمل و
.العمل تابعه" واهلل أعلم ماكتبت به .مث كتاب آداب حبمد اهلل وعونه وكرمه ويتلوه كتاب القول ىف اجتناب املعاصى
احلمد هلل الذى أحسن تدبري الكائنات فخلق االرض والسموات وأنزل املاء من املعصرات فأخرج به احلب و النبات و قدر
.االرزاق واألقوات وحفظ باملأكوالت قوى احليوانات وأعان على الطاعات واألعمال الصاحلات بأكل الطيّبات
فان مقصد ذوى األلباب لقاء اهلل تعاىل ىف دار الثواب وال طريق إىل الوصول للقاء اهلل إال بالعلم gوالعمل وال متكن املواظبة
عليهما اال بسالمة البدن وال تصفو سالمة البدن إال باألطعمة واألقوات فمن هذا الوجه قال بعض السلف الصاحلني إن األكل
من الدين وعليه نبه رب العاملني بقوله وهو أصدق القائلني – كلوا من الطيبات واعملوا صاحلا -فمن يقدم على األكل
ليستعني به على العلم والعمل ويقوى به على التقوى فال ينبغى أن يرتك نفسه مهمال يسرتسل ىف األكل إسرتسال البهائم ىف
املرعى .فان ما هو وسيلة إىل الدين ينبغى أن تظهر أنوار الدين عليه وإمنا أنوار الدين آدابه وسننه حىت يتزن العبد مبيزان الشرع
شهوة الطعام قال صلى اهلل عليه وسلّم -إن الرجل ليؤجر حىت ىف اللقمة يرفعها إىل فيه وإىل ىف إمرأته -وإمنا ذالك إذا
رفعها بالدين وللدين ىف االكل آدبه وإذا أكل العبد الطعام أن يكون الطعام بعد كونه حالال ىف نفسه طيبا ىف جهة مكسبه
موافقا للسنة وقد أمر اهلل تعاىل بأكل الطيب وهو احلالل وأن يكون العبد غسل اليد ألن اليد ال ختلوا عن لوث ىف تعاطى
األعمال فغسلها gأقرب إىل النظافة والنزاهة واألكل لقصد gاالستعانة على الدين عبادة فهو جدير بأن يقدم عليه ما جيرى منه
جمرى الطهارة من الصالة قال صلّى اهلل عليه وسلّم – الوضوء قبل الطعام ينفى الفقر وبعده ينفى اللمم– وىف رواية –
ينفى الفقر قبل الطعام وبعده – وأن يوضع الطعام على السفرة املوضوعة على االرض فهو أقرب إىل فعل رسول اهلل صلّى
اهلل عليه و سلّم من رفعه على املائدة كان رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم -إذا أتى بطعام وضعه على األرض -فهذا أقرب
إىل التواضع فإن مل يكن فعلى السفرة فاهنا تذكرالسفر ويتذكر من السفر سفر االخرة وحاجته إىل زاد التقوى وقال أنس بن
سكرجة -وأن حيسن اجللسة على
ّ مالك رضى اهلل تعاىل عنه -ما أكل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلّم على خوان وال ىف
السفرة ىف أول جلوسه ويستدميها كذالك – كان رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم رمبا جثا لألكل على ركبتيه وجلس على
ظهر قدميه ورمبا نصب رجله اليمىن وجلس على اليسرى -وكان يقول -ال آكل متكئا -إمنا أنا عبد آكل كما يأكل
العبد وأجلس كما جيلس العبد -والشرب متكئا مكروه للمعدة ويكره األكل نائما متكئا .وأن ينوى بأكله أن يقوى به
على طاعة اهلل تعاىل ليكون gمطيعا بأكل وال يقصد التلذذ والتنعم بأكل قال إبراهيم بن شيبان -منذ مثانني سنة ما أكلت
شيئا لشهوتى -ويعزم مع االكل على تقليل األكل فإنه إذا أكل ألجل قوة العبادة مل تصدق نيته إال بأكل ما دون الشبع فإن
.الشبع مينع من العبادة وال يقوى عليها
وأن يرضى باملوجود من الرزق واحلاضر من الطعام وال جيتهد ىف التنعم وطلب gالزيادة فكل ما يقوى على العبادة فهو خريكثري
فإذا كانت النفس تتوق إىل الطعام وأقيمت الصالة فاألوىل تقدمي الطعام إذا كان ىف الوقت متسع قال صلّى اهلل عليه وسلّم
-إذا حضر العشاء والعشاء فابدئوا بالعشاء -وكان ابن عمر رضى اهلل تعاىل عنهما رمبا مسع قراءة االمام واليقوم من عشائه.
ومهما كانت ال تتوق إىل الطعام ومل يكن ىف تأخري الطعام ضرر فاالوىل تقدمي الصالة وأن جيتهد ىف تكثري األيدى على الطعام
ولو من أهله وولده gقال صلّى اهلل عليه وسلّم -اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه -وقال سيدنا أنس رضى اهلل تعاىل
عنه كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلّم ال يأكل وحده وقال صلّى اهلل عليه وسلّم -خري الطعام ما كثرت عليه األيدى-
وإذا أكلتم فابدءوا ببسم اهلل ىف أوله وباحلمد هلل ىف أخره ولو قال مع كل لقمة بسم اهلل فهو حسن حىت ال يشغله الشر عن
ذكر اهلل ويقول مع اللقمة االوىل بسم اهلل ومع الثانية بسم اهلل الرمحن ومع الثالثة بسم اهلل الرمحن الرحيم وجيهر به ليذكر غريه
ويأكل باليمىن ويبدأ بامللح وخيتم به وأن ال يذم مأكوال -كان صلى اهلل عليه وسلّم ال يعيب مأكوال كان إذا أعجبه أكله
وإاّل تركه -وأن ال ميسح يده باملنديل حىت يلعق أصابعه فإنه ال يدرى ىف أي طعامه الربكة وال ينفخ ىف الطعام احلار فهو
منهي عنه بل يصرب اىل أن يسهل أكله وأن يأكل من التمر وترا سبعا أو إحدى عشرة أو إحدى وعشرين وأن ال يكثر الشرب
ىف أثناء الطعام اال إذا غصى بلقمة وأما الشرب فأدابه أن يأخذ الكوز بيمينه ويقول بسم اهلل وال يشرب قائما وال مضطجعا
فإنه صلّى اهلل عليه وسلّم هنى عن الشرب قائما وأن ينظر ىف الكوز قبل الشرب وأن يشكر بعد الشرب.وقد قال صلّى اهلل
عليه وسلّم بعد الشرب -احلمد هلل الذى جعله عذبا فراتا برمحته ومل جيعله ملحا أجاجا بذنوبنا -والسنة ىف شرب املاء
املصى خبالف اللنب فاألوىل فيه العب وشربه ىف نفس واحد ألنه تعاىل جعله سائغا للشار gبني ويكره الشرب من ثلمة الكوز
.قيل وال يشرب من ناحية أذن الكوز ألن الشيطان يشرب منها
وما يستحب بعد الطعام أن يلعق أصابعه مث ميسح باملنديل مث يغسلها ويلتقط فتات الطعام قال صلّى اهلل عليه وسلّم -من أكل
ما يسقط من املائدة عاش ىف سعة وعويف ىف ولده -ويتخلل وال يبتلع كل ما خيرج من بني أسنانه باخلالل وأن يلعق القصعةg
ويشرب مائها ويقال –من لعق القصعة وغسلها وشرب مائها كان له عتق رقبة -وأن التقاط الفتات مهور gاحلور العني وأن
يشكر اهلل تعاىل بقلبه على ما أطعمه فريى الطعام نعمة منه قال اهلل تعاىل –كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا اهلل -ومهما
أكل حالال -قال احلمد هلل الذى بنعمته تتم الصاحلات وتنزل الربكات اللهم أطعمنا طيبا واستعملنا صاحلا -وإن أكل شبهة
فليقل -احلمد هلل على كل حال اللهم ال جتعله قوة لنا على معصيتك -وأن يقرأ بعد الطعام -قل هو اهلل أحد -و –
إليالف قريش -فإن أكل طعام الغري فاليدع له وليقل -اللهم أكثر خريه وبارك له فيما ررقته ويسر له أن يفعل فيه خريا
وقنعه مبا أعطيته واجعلنا وإياه من الشاكرين -وإن أفطر عند قوم فليقل –أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم األبرار
حر النار الىت تعرض هلا
وصلت عليكم املالئكة -وليكثر اإلستغفار gواخلزن على ما أكل من شبهة ليطفئ بدموعه وحزنه ّ
-لقوله صلّى اهلل عليه وسلّم -كل حلم نبت من حرام فالنار أوىل به
وليس من يأكل ويبكى كمن يأكل ويلهو وإذا يشرب لبنا فليقل –اللهم gبارك لنا فيما رزقتنا وزدنا منه -ويستحب عقيب
الطعام أن يقول -احلمد هلل الذى أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا سيدنا وموالنا ياكايف من كل شيئ -وأن ميسك الطعام قبل
الشبع وأن ال يبتدئ بالطعام ومعه من يستحق التقدمي بكرب سن أو زيادة فضل ..واهلل أعلم بالصواب
فاذا استيقظت من النوم فاجتهد أن تستيقظ قبل طلوع الفجر وليكن أول ماجيرى على قلبك ولسانك ذكر اهلل تعاىل فقل عند
ذلك "احلمد اهلل الذي احيانا بعد ما أماتنا واليه النشور أصبحنا وأصبح امللك هلل والعظمة والسلطان هلل والعزة والقدرة gهلل رب
العاملني أصبحنا على فطرة االسالم وعلى كلمة االخالص وعلى دين نبينا حممد صلى اهلل عليه وسلم وعلى ملة ابراهيم حنيفا
"مسلما وماكان من املشركني " "اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك حنيا وبك منوت واليك النشور
فاذا لبست ثيابك فانوبه امتثال امراهلل تعاىل ىف سرت العورة واحذر أن يكون قصدك من لبس لباسك مراآة اخللق فتخسر (بداية
اهلداية) وقال بعضهم وينبغى أن يكون العلماء وطالب العلم ىف زماننا هذا أحسن ثيابا وأعظم عمامة وأوسع أكماما من
اجلهالء أى ليكون العلم قويا عظيما كما قال أبو حنيفة الصحابه "عظموا عمائمكم ووسعوا أكمامكم لئال يستخف الناس
بالعلم gوأهله" وعن سعيد بن مالك بن سنان أن النىب صلى اهلل عليه وسلم كان إذا لبس ثوبا قميصا أو رداء أوعمامة يقول
وشرماهوله
شره ّ
""اللهم gإىن أسألك من خريه وخريماهوله وأعوذ بك من ّ
وعن معاذ بن أنس أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال "من لبس ثوبا جديدا فقال احلمد هلل الذى كساىن هذا ورزقنيه من
غري حول مىن وال ّقوة غفر اهلل له ماتقدم من ذنبه" (مراقي العبودية)
فاذا قصدت بيت املاء لقضاء احلاجة فق ّدم ىف الدخول رجلك اليسرى وىف اخلروج رجلك اليمىن وال تستصحب شيأ عليه
اسم اهلل تعاىل ورسوله وال تدخل حاسر الرأس والحاىف القدمني وقل عند الدخول "باسم اهلل أعوذ باهلل من الرجس النجس
اخلبيث املخبث الشيطان الرجيم" وعند اخلروج "غفرانك احلمد هلل الذى أذهب عىن مايؤذّيىن وأبقى ىف ماينفعىن" وينبغى أن
تعد النبل قبل قضاء احلاجة وأن تستربئ من البول بالتنحنح والنرت ثالثا
وإن كنت ىف الصحراء فابعد عن عيون الناظرين واسرت بشئ ان وجدته والتكشف عورتك قبل االنتهاء اىل موضع اجللوس
وال تستقبل الشمس و ال القمر وال تستقبل القبلة وال تستدبرها وال جتلس ىف متحدث الناس وال تبل ىف املاء الراكد وحتت
الشجرة املثمرة والىف احلجر واتكئ ىف جلوسك على الرجل اليسرى وال تبل قائما اال عن ضرورة وامجع ىف االستنجاء بني
استعمال احلجر واملاء فاذا اردت االقتصار على احدمها فااملاء أفضل وأن اقتصرت على احلجر فعليك ان تستعمل ثالثة أحجار
طاهرة منشفة للعني فان مل حيصل االنقاء بثالثة فتمم مخسة او سبعة اىل أن ينقى بااليتار فااليتار مستحب والنقاء واجب وقل
طه ر قليب من النفاق وحصن فرجي من الفواحش وادلك يدك بعد متام االستنجاء باالرض او
اللهم ّ
عند الفراغ من االستنجاء ّ
حبائط مث اغسلها
)بداية اهلداية(
املراد باالداب هنا املطلوبة فتشمل املندوبة والواجبة كما أفاده شيخنا عبد احلميد ,ولكن أن أكتب املندوبة فقط فاذا فرغت
للرب ومسخطة للشيطان وصالة بسواك أفضل من سبعني صالة بال
من االستنجاء فال ترتك السواك فانه مطهرة للفم gومرضاة ّ
صلى اهلل عليه وسلم لو ال أن أشق على ّأمىت ألمرهتم بالسواك
سواك "وروى عن أىب هريرة رضي اهلل عنه قال قال رسول اهلل ّ
رب
ىف كل صالة" مثّ اجلس للوضوء مستقبل القبلة على موضع مرتفع كى ال يصيبك الرشاش وقل " بسم اهلل الرمحن الرحيم ّ
"اعوذ بك من مهزات الشياطني وأعوذبك رب أن حيضرون
"مث اغسل يديك ثالثا قبل أن تدخلهما االناء وقل اللهم إيّن أسألك اليمن والربكة وأعوذبك من الشؤم واهللكة
مث انو رفع احلدث او استباحة الصالة مث خذ غرفة لفيك ومتضمض هبا ثالثا وبالغ ىف رد املاء اىل الغلصمة اال ان تكون صائما
وقل" اللهم أعين على تالوة كتابك وكثرة الذك
ر لك ثبتين بالقول الثابت ىف احلياة الدنيا وىف االخرة" مثّ خذ غرفة النفك واستنشق هبا ثالثا واستنثر ما ىف االنف من رطوبة
وقل ىف اال استنشاق "اللهم أرحىن رائحة اجلنة وأنت عىن راض" وىف االستنثار "اللهم gإىن أعوذبك من روائح النار وسوء
طهر اهلل جسده كله ومن مل يذكر اهلل مل يطهر
الدار" واذكروا اهلل عند الوضوء وورد ىف اخلرب" ان من ذكر اهلل عند وضوءه ّ
"منه اال ما أصابه املاء
أى الواجب واملسنون فاذا أصابتك جنابة من احتالم او وقاع فخذ االناء اىل املغتسل واغسل يديك ثالثا وأزل ما على بدنك
من قذر كمين وخماط ومن جناسة ان كانت وتوضأ كما سبق بعضا من بعضه ىف وضؤك للصالة مع مجيع الدعوات فاذا
فرغت من الوضؤ فصب املاء على رأسك ثالثا وأنت ناو رفع احلدث من اجلنابة مث على ش ّقك األمين ثالثا مث على األيسر ثالثا
ماخف
ّ وادلك ماأقبل من بدنك وما أبر ثالثا ثالثا خلّل شعر رأسك وحليتك وأوصل املاء اىل معاطف gالبدن ومنابت الشعر
منه وما كثف واحذر أن متس ذكرك بعد الوضوء فان أصابته يدك فأعد الوضوء والفريضة اى فروض الغسل النية وازالة
النجاسة واستيعاب البدن بالغسل ومجيع النوافل جوابر للفرائض
فصل ىف بيتك ركعىت الصبح ان كان الفجر قدطلع gواقرأ فيهما سورة الكفرون واالخالص أو اقرأ أمل
فاذا فرغت من طهارتك ّ
توجه
نشرح لك وأمل تركيف وكذلك أى أداء الصالة ركعىت الفجر ىف البيت كان يفعل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم مث ّ
اىل املسجد لقوله صلى اهلل عليه وسلم قال اهلل تعاىل ىف بعض الكتب "إن بيوتى ىف أرضى املساجد وان زوارفيها عمارها
فطوىب لعبد تطهر ىف بيته مث زارىن ىف بييت فحق على املزور أن يكرم زائره" وال تدع الصالة ىف اجلما عة السيّما الصبح فان
اجلماعة فيها أفضل من اجلماعة ىف العشاء واجلماعة ىف هذه العشاء أفضل منهاىف سائر الصلوات وىف احلديث "من شهد
العشاء فكأمنا قام نصف ليلة ومن شهد الصبح فكأمنا قام ليلة" فصالة اجلماعة تفضل على صالة الفذ بسبع وعشرين درجة
فان كنت تتساهل ىف مثل هذا الربح فأى فائدة لك ىف طلب العلم gوامّن ا مثرة العلم العمل به .فاذا مشيت اىل املسجد فقل ىف
اللهم اىّن أسألك حبق السائلني عليك وحبق الراغبني إليك وحبق ممشاى هذا إليك فإىّن مل أخرج أشرا وال بطرا والرياء
طريقك ّ
والمسعة بل خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تنقذ ىن من النار وأن تغفر ىل ذنوىب فانه اليغفر الذنوب اال
أنت
اللهم اغفرىل
صل على حممد وعلى آل حممد وصحبه وسلم ّ
"اللهم ّ
ّg فاذا أردت الدخول إىل املسجد فقدم رجلك اليمىن وقل
ذنوىب وافتح ىل أبواب رمحتك" ومهما رأيت ىف املسجد من يبيع أو يبتاع فقل" ال اربح اهلل جتارتك" واذا رايت فيه من ينشد
ضالة فقل الرد اهلل عليك ضالتك كذلك أمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كلما روى عن أىب هريرة أن رسول اهلل صلى
اهلل عليه وسلم قال "اذا رايتم من يبيع أو يبتاع ىف املسجد فقولوا ال أربح اهلل جتارتك وإذا رايتم من ينشد فيه ضالة فقولوا
الردها اهلل عليك" وعن ايب هريرة أيضا قال قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم "من مسع رجال ينشد ضالة ىف املسجد فليقل
ال ردها اهلل عليك" فاذا دخلت املسجد فال جتلس حىت تصلى ركعىت التحية لكن اذا دخلت املسجد احلرام واردت الطواف
فاالفضل أن تبدأ باالطواف مث تنوى باالركعتني سنة الطواف وحتية املسجد معا فان نويت أحدمها اندرج االخر وان مل تنوه
الن حتية املسجد احلرام التفوت بالطواف كما نقله الونائ عن ابن قاسم فاذا فرغت من الركعتني فنوا االعتكاف وادع مبا
"اللهم إينّ أسألك رمحة من عندك هتدى هبا قلىب وجتمع هبا مشلى
ّg دعابه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بعد ركعيت الفجر فقل
وتلم هبا شعثى وترد هبا شاهدى وتزكى هبا عملى وتبيضى هبا وجهى وتلهمىن هبا رشدى وتقضى ىل هبا حاجىت وتعصمىن هبا
اللهم
من كل سوء ّ
اللهم إىنّ
علي ورضىن مبا قسمته ىل ّ
إىنّ أسألك اميانا خالصا دائما يباشر قلىب ويقينا صادقا حىت أعلم أنه لن يصيبىن اال ما كتبته ّ
اللهم إىّن أسألك الفوز عند
أسألك اميانا صادقا ويقينا ليس بعده كفر وأسألك رمحة أنال هبا شرف كرامتك ىف الدنيا واالخرة ّ
اللقاء والصرب عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنصر على األعداء ومرافقة االنبياء إىل اخر(أنظر ىف بداية اهلداية)
فاذا فرغت من الدعاء فال تشتغل اىل وقت الفرض اال بفكر او تسبيح أو قراة قراَن أوغري ذلك كما روي عن ام رافع رضى
اهلل عنها أن رسول اهلل قال هلا يا ام رافع إذ قمت اىل الصالة فسبحى اهلل عشرا هلليه عشرا ومحديه عشرا وكربيه وستغفريه
عشرا فإنك إذا سبحت قال هذاىل وإذا هللت قال هذاىل وإذا محدت قال هذاىل وإذا كربت قال هذاىل وإذاستغفرت قال قد
فعلت كذا ىف االذكار للنووى .فإذا مسعت األذان ىف أثناء ذلك فاقطع ما أنت فيه واشتغل جبواب املؤذن فإذا قال املؤذن اهلل
اكرب اهلل اكرب فقل مثل ذلك وكذلك ىف كل كلمة ااّل ىف احليعلتني فقل فيها الحوال وال ّقوة ااّل باهلل العلى العظيم فاذا قال
حممدارسول اهلل
ويسن ان تقول بعد قولك وأشهد أن ّ الصالة خري من النوم فقل صدقت وبررت وانا على ذلك من الشاهدين ّ
ومبحمد صلّى اهلل عليه وسلم رسوال وباالسالم دينا ويسن
ّ ىف اجلواب وأنا أشهد أن حممد رسول اهلل مثّ تقول رضيت باهلل ربا
حي على الفالح أن تقول اللهم اجعلنا مفلحني فإذا مسعت االقامة فقل مثل مايقول اال ىف قوله قد
أيضا إذا مسعت املؤذن يقول ّ
قامت الصالة فقل أقامها اهلل وأدامها مادامت السموات واالرض ويسن أن يزيد بعد ذلك وجعلىن من صاحلى أهلها فاذا
اللهم إىّن أسألك عند حضور صالتك وأصوات دعاتك وإدبار ليلك وإقبال هنارك أن تؤتى فرغت من جواب املؤذن فقل ّ
حممدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه املقام احملمود الذى وعدته انك الختلف امليعاد ياأرحم الرامحني وهذا الدعاء
"اللهم رب
ّg خمصوص ىف وقت الصبح .اما الدعاء الذى يسن للمؤذن gواملقيم وسامعها ىف كل وقت فهو الدعاء املشهور gوهو
"هذه الدعوة التامة والصالة القائمة آت حممدا الوصيلة والفضيلة وبعثه مقاما حممودا الذى وعدته
فاذا مسعت األذان وأنت ىف الصالة فتمم الصالة مث تدارك اجلواب بعد السالم على وجهه أى ترتيبه فاذا أحرم االمام بالفرض
فال تشتغل اال باالقتداء به فاذا فرغت ركعىت الفرض فقل بعد االستغفار ثالثا اللهم صل على حممد وعلى آل حممد وسلم
اللهم أنت السالم ومنك السالم وإليك يعود السالم فحينا ربنا بالسالم وأدخلنا اجلنة دار السالم تباركت ياذا اجلالل
ّ
واالكرام .إفتح الدعاع عقب الصالة بقوله "سبحان رىب العلى األ على الوهاب الاله االّ اهلل وحده الشريك له له امللك وله
احلمد حيىي ومييت وهو حىّي ال ميوت بيده اخلري وهو على كل شئ قدير ال اله االّ اهلل أهل النعمة والفضل gوالثناء احلسن ال اله
.االّ اهلل وال نعبد اال اياه خملصني له الدين ولو كره الكافرون" هذا كما ىف االحياء وقال النووى ىف االذكار
وروى سلمة بن االكوع أن النىب صلى اهلل عليه وسلم كان يستفتح دعاءه بقوله سبحان رىب األعلى الوهاب ثالثا مث ادع بعد
ذلك اى رىب العلى االعلى إىل أخره ولو كره الكافرون باجلوامع الكوامل وهوما علمه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
عائشة رضى اهلل تعاىل عنها فقل اللهم إىن أسألك من اخلري كله عاجله وآجله ما علمت منه وما مل أعلم واعوذبك من الشر
كله عاجله واجله ما علمت منه وما مل أعلم وأسألك اجلنة وما يقرب إليها من قول وعمل ونية واعتقاد وأعوذبك من النار
وما يقرب إليها من قول وعمل ونية واعتقاد وأسالك من خري ماسألك منه عبدك ونبيك حممد صلى اهلل عليه وسلم وأعوذبك
شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك حممد صلى اهلل عليه وسلم اللهم وما قضيت علّ ّي من أمر فاجعل عاقبته رشدا
".من ّ
ومنها دعاء عتبة الغالم وقد رؤى ىف املنام فقال دخلت اجلنّة هبذه الكلمات اللهم ياهادى املضلّني وراحم املذنبني ومقيل
عثرات العاثرين ارحم عبدك ذا اخلطر العظيم واملسلمني كلهم أمجعني واجعلنا من االخيار املرزوقني الذين أنعمت عليهم من
رب العاملني
" النبني والص ّديقني والشهداء والصاحلني آمني يا ّ
ولتكن أوقاتك بعد الصالة اىل طلوع الشمس موزعة على أربع وظائف وظيفة ىف الدعوات ووظيفة ىف االذكار والتسبحات
وتكررها ىف سبحة ووظيفة ىف قراءة القرآن ووظيفة ىف التفكر فمهما تيسر لك الفكر فهو أشرف العبادات إذا فيه معىن الذكر
هلل تعاىل وزيادة أمرين احدمها زيادة املعرفة إذ الفكر مفتاح املعرفة والكشف والثاىن زيادة احملبة إذ الحيب القلب االّ من اعتقد
تعظيمه والتنكشف عظمة اهلل تعاىل االّ مبعرفة صفاته ومعرفة قدرته وعجائب أفعاله فيحصل من الفكر املعرفة ومن املعرفة
.التعظيم ومن التعظيم احملبة
وال تتكلم قبل طلوع الشمس ففى اخلرب أن ذلك أى عدم الكالم قبل طلوع الشمس أفضل من اعتاق مثان رقاب من ولد
امساعيل على نبينا وعليه الصالة والسالم أعىن االشتغال بالذكر اىل طلوع الشمس غري أن يتخلله كالم .فقد قال صلى اهلل
ايل من أن أعتق اربعة رقاب
عليه وسلم "ألن أقعد ىف جملس أذكر اهلل تعاىل فيه من صالة الغداة اىل طلوع الشمس أحب ّ
".وروى أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال أن اهلل تعاىل قال يا ابن آدم اذكرىن بعد صالة الفجر ساعة وبعد صالة
.العصر ساعة أكفك ما بينهما كذا ىف االحياء
صل أربع ركعات قبل العصر فهى سنة مؤكدة فقد قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم رحم اهلل امرأ صلى اربعا قبل
مث ّ
العصر راوه الرتمذى وابن حبان فاجتهد أن ينالك دعاؤه صلى اهلل عليه وسلم والتشتغل بعد العصر اال مبثل ما سبق قبله أى
العصر والينبغى أن تكون أو قاتك مهملة أى مرتوكة يال فائدة وىف هذه الوقت يكره النوم "قال بعض العلماء ثالث ميقت اهلل
"عليها للضحك بغري عجب واالكل من غري جوع ونوم بالنهار من غري سهربالليل
فتشتغل ىف كل وقت مبا صلح على اى مقدار صلح بل ينبغى أن حتاسب نفسك ففى تلك احملاسبة بركة عظيمة كذا أفاده
الشيخ عبد اهلل رمحه اهلل الشرقاوى ىف ربيع الفؤاد .وترتب أورادك ىف ليلك وهنارك وتعني لكل وقت شغال أى وظيفة من
الذكر مطالعة العلم gوالتفرح االّ بزيادة علم أو عمل صاحل فاهنما رفيقاك يصحبانك ىف القرب مث إذا أصفرت الشمس فاجتهد
أن تعود اىل املسجد قبل الغروب وتشتغل بالتسبيح و االستغفار gفان فضل هذا الوقت كفضل ما قبل الطلوع واقرأ قبل
ِ َّم ِ
اها َواللَْي ِل اذَ َاي ْغ َشى واملعوذتني فاذا مسعت االذان فأجبه وقل بعده اللّ ّ
هم إىّن أسألك عند اقبال ُّح َ
س َوض َ الغروب الشمس َوالش ْ
.ليلك وادبار هنارك وحضور صالتك وأصوات دعاتك أن تؤتى حممدا الوسيلة
وىف سنن أىب داود والرتمذى عن أم سلمة رضى اهلل عنها قالت علمىن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أن أقول عند أذان
"اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار هنارك وأصوات دعاتك اغفرىل هكذا ىف االذكار مث صل الفرض بعد جواب املؤذن
ّ املغرب
واالقامة وصل بعده قبل أن تتكلم ركعتني وتقرأ فيهما قل يأيها الكافرون و قل هو اهلل أحد .وان أمكنك أن تنوى
االعتكاف إىل العشاء وحتىي ما بني العشائني بالصالة فقد ورد ىف فضل ذالك ما ال حيصى كما ىف االحياء وقال االمام الغزىل
ىف االحياء من عكف نفسه فيما بني املغرب والعشاء ىف مسجد مجاعة مل يتكلم إالّ بصالة أو بقرآن كان حقا على أن يبىن له
قصرين ىف اجلنة مسرية كل قصر منهما مائة عام أو كلما قال الغزاىل وما بني العشاءين صالة االوابني فا ّن غاية صالة االوابني
عشرون ركعة وقيل ست ركعات كما أفاده البُ َجرِي مى وكما قال الغزاىل ىف االحياء ونقل من فعل رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم بني العشائني ست ركعات وقال البجريمى نقل عن الرملى وصالة االوابني عشرون بني املغرب والعشاء ورويت ستّا
-وأربعا وركعتني فهما أقلها .وسأل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن قوله تعاىل – تتجاىف جنوهبم عن املضاجع
فقال هى الصالة ما بني العشاءين فإهنا تذهب مبالغات النهار وهتذب آخره واملالغات مجع ملغاة gفهى من اللغو هذه االية
أنزلت إىل سيدنا أنس رضى اهلل عنه قال سيدنا أنس رضى اهلل تعاىل عنه نزلت هذه االية فينا كنّا نصلّى املغرب فال نرجع إىل
رحالنا حىت نصلّى العشاء مع النىب صلى اهلل عليه وسلم وعن أنس رضى اهلل عنه أيضا قال نزلت ىف أناس من أصحاب رسول
.هلل صلى اهلل عليه وسلم كانوا يصلون gمن صالة املغرب إىل صالة العشاء وهى صالة االوابني
وروى ابن جرير عن اىب عباس أنه يقول ىف معنا -تتجاىف ىف جنوهبم عن املضاجع -أى تتجاىف لذكر اهلل اما ىف الصالة واما
ىف قيام أوقعود أو على جنوهبم اليزالون يذكرون اهلل
وإن شئت فقدمها على صالة االوابني تقرأ ىف االوىل بعد الفاحتة الكافرون وىف الثانية إذا جاء نصر اهلل أو تقرأ ىف االوىل إذا
زلزلت gوىف الثانية أَهْلَا ُك ُم فإذا دخل وقت العشاء فصل أربع ركعات قبل الفرض احياء ملا بني االذانني أي االذان واالقامة
للخرب -بني كل أذنني صالة – وهذه االربع مل يوجد ىف خصوصها حديث كما قاله الربكوى واملذكور ىف التحرير أن الراتبة
وصل الراتبة ركعتني واقرأ فيهما
صل الفرض ّ
قبل العشاء ركعتان لكنها غري مؤكدة ولذلك مل يذكرها النووى ىف املنهاج مث ّ
سورة آمل السجدة وتبارك امللك أو سورة يس والدخان فذلك مأثور عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فان مل تصل فال تدع
قراءة هذه السورة أو بعضها قبل النوم كذا ىف االحياء وعن جابر قال كان النىب صلى اهلل عليه وسلم الينام حىت يقرأ تبارك
وأمل تنزيل ويقول مها يفضالن على كل سورة ىف القران بسبعني حسنة ومن قرأمها كتب له سبعون حسنة ورفع له سبعون
درجة وعن أىب بن كعب أن النىب صلى اهلل عليه وسلم قال من قرأ سورة امل تنزيل أعطى من االجر كمن أحيا ليلة القدر مث
صل الوتر ثالثا بتسليمتني أو بتسلمية واحدة وكان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقرأ فيها سورة سبح اسم ربك األعلى
وقل ياأيها الكافرون واالخالص واملعوذتني فان كنت عازما على قيام الليل فأخر الوتر ليكون آخر صالتك بالليل وترا حلديث
الشيخني-اجعلوا آخر صالتكم من الليل وترا-مث اشتغل بعد الوتر مبذاكرة علم أو مطالعة كتاب وال تشتغل باللهو واللعب
.فيكون ذلك خامتة أعمالك قبل نومك فامنا األعمال خبوامتها
آداب النوم
فاذا أردت النوم فابسط فراشك مستقبل القبلة ومن على ميينك كما يضجع امليت ىف حلده واعلم أن النوم مثل امليت واليقظة
مثل البعث ولعل اهلل تعاىل يقبض روحك ىف ليلتك فكن مستعدا للقائه بأن تنام على طهارة وتكون وصيتك مكتوبة حتت
رأسك وتنام تائبا من الذنوب عازما على أن التعود إىل معصية واعزم على اخلري جلميع املسلمني أن بعثك اهلل تعاىل قال النىب
صلى اهلل عليه وسلم -من آوى إىل فراشه الينوى ظلم أحد والحيقد على أحد غفر له مااجرتم-وتذكر أنك ستضجع ىف
اللحد ليس معك االعملك وأعلم أن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة فال يكن نومك بالليل والنهار أكثر من مثان ساعات
فيكفيك ان عشت مثال ستني سنة أن تضيع منها عشرين سنة وهو ثلث عمرك وأعد عند النوم سواكك وطهورك واعزم على
الرب فاستكثر من كنوزك ليوم فقرك أى حاجتك
قيام الليل أو على القيام قبل الصبح فركعتان ىف وجوف الليل كنز من كنوز ّ
وهو ىف القرب وىف القيامة فلن تغىن عنك كنوز الدنيا إذا مت وقل عند نومك(بامسك رىب وضعت جنىب وبامسك أرفعه فاغفرىل
ذتىب اللهم قىن عذابك يوم تبعث عبادك اللهم بامسك أحيا وأموات وأعوذبك اللهم من شر كل ذى شر ومن شر كل دابة
أنت آخذ بنا صيتها إن رىب على صراط مستقيم اللهم أنت االول فليس قبلك شئ وانت اآلخر فليس بعدك شئ وأنت الظاهر
فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ إِقْ ِ
ضى عن الدين وأغنىن من الفقر)
مث اقرأ اية الكرسى وروى البيهقى -أن قرأها (أية الكرسى) إذا أخذ مضجعه أمنه اهلل على نفسه وجاره وجار جاره واالبيات
الر ُس ْو ُل مِب َآ أُنْ ِز َل أليه من ربّه واملؤمنون-إىل آخر السورة روى عنه صلى اهلل عليه وسلم
واقرأ-آم َن َّ
َ حوله-كذا ىف الشراج املنري
أنه قال-من قرأ اآليتني من اخر سورة البقرة ىف ليلة كفتاه-وسورة االخالص واملعوذتني وتبارك امللك وليأخذك النوم وأنت
على ذكر اهلل تعاىل وعلى الطهارة فمن فعل ذلك عرج بروحه أىل العرش وكتب مصليا إىل أن يستيقظ فاذا استيقظت فقل –
احلمد هلل الذى أحيانا بعدما أماتنا واليه النشور-وليكن مستعدا ملوت فاالستعداد له أوىل من االستعداد لدنيا وأنت تعلم أنك
ال تبقى فيها االمدة يسرية ولعله مل يبق من أجلك اال يوم واحد وكلّف نفسك الصرب على طاعة اهلل يوما فيوما فان فعلت
.ذلك فرحت عند املوت فرحا ال أخر له .مث كتاب آداب حبمد اهلل وعونه وكرمه ويتلوه كتاب القول ىف اجتناب املعاصى
اعلم أن للدين شطرين أحدمها ترك املناهى زواآلخر فعل الطاعات وترك املناهى هو األشد أى أثقل وأصعب من فعل
الطاعات ولذلك كان أكثر ثوابا منه فان الطاعات يقدر عليها كل أحد وال يقد على ترك الشهوات القلبية والبدنية والفرجية
اال الصديقون gفلذلك قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم -املهاجر من هجر السؤ واجملاهد من جاهد هواه -واعلم إنك امنا
تعصى اهلل جبوارحك وهى نعمة من اهلل عليك وأمانة لديك فاستعانتك بنعمة اهلل على معصية gىف امانة استودعكها اهلل تعاىل
فأعضاؤك رعاياك فانظر كيف ترعاها فكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته واعلم أ ّن مجيع أعضائك ستشهد عليك ىف
عرصات القيامة بلسان طلق ذلق قال اهلل تعاىل -يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم مبا كانوا يعملون-وقال اهلل
تعاىل-اليوم خنتم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم مبا كانوا يكسبون -فاحفظ يا مسكني مجيع بدنك من
.املعاصى وخصوصا أعضاءك السبعة فان جهنم هلا سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسومg
وروى عن عمرأنه قال قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم-جلهنّم سبعة أبواب باب منها ملن سل السيف على أمىت-كذا ىف
السراج املنري وال يتعني لتلك االبواب اال من عصى اهلل تعاىل هبذه االعضاء السبعة وهى العني واالذن واللسان والبطن والفرج
واليد والرجل.أما العني فامنا خلقت لك لتهتدى هبا ىف الظلمات وتستعني هبا ىف احلاجات وتنظر هبا إىل عجائب ملكوت
االرض والسموات وتعترب مبا فيها من اآليات أى الدالالت الواضحات على وحدانية اهلل تعاىل كما قال اهلل تعاىل إن ىف خلق
السموات واالرض واختالف الليل والنهار والفلك الىت جترى ىف البحر مبا ينفع الناس وما أنزل اهلل من السماء من ماء فأحيا به
االرض بعد موهتا وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب املسخر بني السماء واالرض آليات لقوم يعقلون
فاحفظها عن أربع األول أن تنظر هبا إىل غري حمرم من النساء االجنبيات مجيع بدهنا حىت العني والشعر والظفر وغري ذلك وكذا
اال لتذاذ بقدها وال بأس بالتأمل ىف جسدها وعليها ثياب ما مل يكن ثواب يبني حجمهاواال فال ينظر لقوله عليه الصالة
والسالم-من تأمل خلف امراة ورأى ثياهبا حىت تبني له حجم عظامها مل يرح رائحة اجلنّة-والثاىن اىل صورة ملحية وال بشهوة
نفس والثالث تنظر هبا إىل مسلم gبعني االحتقار والربع تطلع هبا على عيب مسلم قال اهلل تعاىل -قل للمؤمنني يغضوا من
:أبصارهم -قال بعضهم
واما االذن فاحفظها عن أن تصغى هبا اىل البدعة (كالغناء وآلة اللهو كالطنبور) أوإىل الغيبة أو إىل الفحش (كافشاء سرزوجته
وهى سره بأن يذكر كل منهما مايقع بينهما من تفاصيل اجلماع وحنوها مماخيفى ) أو إىل اخلوض ىف الباطل (اجياد الكالم ىف
غري مواقعه) او اىل ذكر الناس ىف املساوى فامنا خلقت األذن لك لتسمع gهبا كالم اهلل تعاىل وسنة رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم وحكمة أو ليائه وتتو صل االذن باستفادة العلم gهبا إىل امللك املقيم والنعيم الدائم ىف جوار رب العاملني فإذا أصغيت هبا
إىل شئ من املكاره صارماكان نافعا لك ضاراعليك وانقلب ماكان سبب فوزك سبب هال كك وهذا غاية اخلسران وال تظن
:أ ّن المث خيتص به القائل دون املستمع .ففى اخلرب إن املستمع شريك القائل ويقول القائل من حبر املتقارب
قال النووى رمحه اهلل نعاىل والبد من كراهة حنو الغيبة .وأما اللسان فإمنا خلق لك لتكثر به ذكر اهلل تعاىل وتالوة كتابه
وترشد به خلق اهلل تعاىل اىل طريقه أى دينه احلق الذي سلكه رسول اهلل وأصحابه وتظهرباللسان gما ىف ضمريك من حاجات
:دنيك ودنياك فاذا استعملته ىف غريما خلق له فقد كفرت نعمة اهلل تعاىل فيه .قال بعضهم نظما من حبر الكامل
وقال االمام الشافعى رضي اهلل تعاىل عنه من حبر الكامل احفظ لسانك أيها االنسان اليلدغنك انه ثعبان فاحفظ لسانك من
مثانية
االول الكذب فاحفظ منه لسانك ىف اهلذل والتعود لسانك الكذب هزال والكذب من الكبائر مث إنك عرفت بذلك الكذب#
سقطت عدالتك وإذا أردت أن تعرف قبح الكذب من نفسك فانظر إىل كذب غريك فافعل ىف مجيع عيوب نفسك فإنك
التدرى قبح عيوبك من نفسك بل من غريك أى فانك تدرى قبح العيوب من غريك
الثاىن اخللف ىف الوعد إذا إتعددت بشىئ والتغى به فان ذلك من أما رات النفاق وخبائث اخلالق االّ ضرورة قال النىب#
كن فيه فهو منافق وان صام وصلى من إذا حدث كذب واذا وعد أخلق وإذا ائتمن خان –
صلى اهلل عليه وسلم – ثالث من ّ
واملراد بالنفاق العمل الاالميان أو النفاق العرىف الالشرعى
الثالث الغيبة فاحفظ لسانك عنها والغيبة أشد من ثالثني زنية ىف االسالم ومعىن الغيبة أن تذكر انسان مبا يكرهه لومسعه#
فأنت مغتاب ظامل وإن كنت صادقا واليغتب بعضكم بعضا أحيب أحدكم أن يأكل اخيه ميتا فكرهتموه فقد شبهك اهلل
بآكل حلم امليتة وأن تنظر ىف تفسك هل فيك عيب ظاهر أوباطن وهل أنت مقارف معصية سرا أوجهرا فاذا عرفت ذلك من
نفسك فاعلم أن عجز الشخص الذى اغتبته عن التباعد عما نسبته إليه كعجزك وعذره كعذرك وكما تكره أن تفتضح
وتذكر عيوبك فهو أيضا يكرهه فان سرتته سرتاهلل عليك عيوبك وان فضحته سلط اهلل عليك ألسنة حدادا ميزقون عرضك ىف
الدنيا مث يفضحك اهلل ىف االخرة على رؤس اخلالئق يوم القيامة فاشكر اهلل تعاىل على نعمة الدين والدنيا والتفسدها بثلب
اللناس والتمضمض بشتم نفوسهم فإن ذلك من أعظم العيوب
الربع املراء واجلدال ومناقشة الناس ىف الكالم فذلك فيه إبذاء املخاطب وجتهيل له وطعن فيه وىف املذكور ثناء على نفسه#
والعلم فقد قال صلى اهلل عليه وسلم – من ترك املراء وهو مبطل (باطل) بىن اهلل بيتا ىف ربضى اجلنة ومن ترك املراء وهو حمق
الشر ىف معرض اخلري فالتكن ضحكة للشيطان gفيسخر منك
بىن اهلل بيتا ىف أعلى اجلنة -فان الشيطان أبدا يسجر احلمقى إللى ّ
فاظهار احلق حسن مع من يقبله منك وذلك بطر يق النصيحة ىف اخلفية ال بطرق املماراة قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
– إ ّن ىف اجلنة غرفايرى ظاهرهامن باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها اهلل تعاىل ملن أطعم الطعام وأالن الكالم – الكلمة الطيبة
صدقة وللنصيحة صفة وهيئة أى الكالم وخفية املكان وحيتاج فيها اىل تلطف وإالّ صارت فضيحة وكان فسادها أكثر من
.صالحها
وأعلم ان ملراء سبب املقت عند اهلل وعند اخللق قال صلى اهلل عليه وسلم – ذروا املراء فانه التفهم حكمته وال تؤمن فتنته –
وقال ايضا –اليستكمل عبد حقيقة اال ميان حىت يدع املراء وان كان حمقا -ومسلم بن يسار –إياكم واملراء فإنه ساعة جهل
-العامل وعندها يبغى الشيطان زلته
اخلامس تزكية النفس أى مدحها على سبيل االعجاب فقد قال اهلل تعاىل –فال تزكواأنفسكم هو أعلم مبن اتقى -أى فإنه#
تعاىل يعلم املتقى وغريه منكم قبل أن خيرجكم من صلب أبيكم آدم عليه السالم وأمامدح النفس على سبيل اال عرتاف بالنعمة
فحسن الن التحدث هبا شكرها وإمنا جاز إذاقصدبه الشكر وأن يقتدى به غريه وأمن على نفسه الفتنة والسرت أفضل كذا
أفاده الشربيىن
وقيل لبعض احلكماء ماالصدق القبيح فقال ثناء املرء على نفسه وهو من عالمات كونه حمجوبا عن اهلل تعاىل كما نقله الشر
بيىن عن القشريى وأعلم أن تزكية النفس تنقص من قدرك عندالناس فإذا أردت أن تعرف أن ثنائك على نفسك اليزيد ىف
قدرك عند غريك فانظر إىل أقرانك إذ أثنو على أنفسهم بالفضل واجلاه واملال كيف يستنكره قلبك عليهم ويستثقله طبعك
فاعلم أهنم أيضا ىف حال تزكيتك نفسك فإن املؤمن فريى من عيوب غريه عيوب نفسه ألن الطباع متقاربة ىف التباء اهلوى
وقال النواوى اعلم إ ّن ذكراملرء حماسن نفسه ضربان مذموم وحمبوب فاملذوم أن يذكره لال فتخار واظهار االرتفاع على
االقران.واحملبوب أن يكون فيه مصلحة دينية وذلك إما بنا صحة أو مؤدب أو معلم gأو واعظ أو مذكر
السادس اللعن
#
فاياك أن تلعن شيئا مما خلق اهلل تعلى من حيوان أو طعام أو انسان بعينه ولو كافرا كقولك زيد لعنه اهلل فذلك خطر ألنه رمبا
يسلم فيموت مقربا عنداهلل وأما اللعن بالوصف االعم فيجوز كقولك لعن اهلل الظاملني او لعن اهلل الكافرين أو لعن اهلل اليهود
والنصار او لعن اهلل الفاسقني وحنو ذلك .وأعلم انك إذا لعنت احدا من خلق اهلل تعاىل طولبت به وال تذمن شيئا مما خلق اهلل
.تعاىل فقد كان النيب صلى اهلل عليه وسلم اليذم الطعام الردئ قط بل كان إذا الشتهى شيئا أكله وإال تركه
فاحفظ لسانك عن الدعاء على أحد من خلق اهلل تعاىل وإن ظلمك أحد فكل أمرالظلم إىل اهلل تعاىل
فاحفظ لسانك منه فانه يسقط املهابة ويؤذى القلب وهو مبدأ اللجاج أى اخلصومة gوالغضب ويغرس احلقد ىف القلوب فهذه
أى الثمانية املذكورة.جمامع آفات اللسان وال يعينك على اللسان اال العزلة عن الناس أو مالزمة الصمة االبقدر gالضرورة فقد
كان أبو بكر الصديق رضي اهلل تعاىل عنه ~ يضع حجرا ىف فيه ليمنعه ذلك من الكالم بغري ضرورة ويشري إىل لسانه ~ {وىف
رواية ميسك لسانه} ويقول هذا أى اللسان الذى أوردىن املوارد فلما مات سيدنا أبو بكر رضي اهلل تعاىل عنه رؤى ىف املنام
.فقيل له مالذى أوردك لسانك قال قلت به الاله االاهلل فأوردىن اجلنة
فاحرتز من أفات اللسان جبهدك فانه أقوى اسباب هالكك ىف الدنيا واألخرة.وىف احلديث ~طوىب ملن ملك لسانه ووسعه بيته
~وبكى على خطيئته~ وروى عن االوزاعى أنه قال ~ املؤمن يقل الكالم ويكثرالعمل واملنافق يكثر الكالم ويقول العمل
وأما البطن فاحفظه من تناول احلرام والشبهة واحرص على طلب gاحلالل فقد قال صلّى اهلل عليه وسلّم ~طلب احلالل فريضة
على كل مسلم~ رواه ابن مسعود فإذا وجدته فاحرص على أن تقتصر منه على ما دون الشبع فإن الشبع يقصى القلبg
ويفسدالذهن أى الفطنة يبطل احلفظ ويثقل االعضاء عن العبادة والعلم ويقوى الشهوات وينصر جنود الشيطان وهى عشرة
الظلم واخليانة والكفر وترك حفظ اال مانة والنميمة والنفاق واخلديعة والشك ىف الواحد واملخالفة املا أمربه ذواجلالل واالكرام
والتغافل عن سنة النىب صلى اهلل عليه وسلم كذاأفده اهلمداىن وقال لقمان إلبنه يابىن إذاامتألت املعدة نامت الفكرة وخرست
احلكمة وقعدت اال عضاء عن العبادة والشبع من احلالل مبدأ كل شر فكيف من احلرام وقال الشعراىن –فان أكل احلرام أو
الشبهة يظلم القلب وحيجبه عن دخول حضرةاهلل -والعبادة والعلم مع أكل احلرام كالبناء على السرجني فان معرفة احلالل
وطلبه فريضة على كل مسلم gكالصلوات اخلمس لقوله gصلى اهلل عليه وسلم –طلب gاحلال واجب على كل مسلم رواه
الديلمى وقال أيضا -طلب احلالل فريضة بعد الفريضة -رواه الطرباىن أى الكسب احلالل ملؤنة النفس والعيال فرض بعد
االميان والصالة أوبعد مجيع مافرض اهلل فطلب ماحيتاجه لنفسه وقال صلى اهلل عليه وسلم –طلب احلالل جهاد -رواه
القضاعى أى ثوابه كثواب اجلهاد
وأما الفرج فاحفظه عن كل ماحرم اهلل تعاىل كالزنا واللواط واملساحقة للمرأة معمثلها gواملفاخذة للرجل مع مثلها واالستمناء
باليد والوطء ىف احليض وىف الطهر قبل الغسل منه وإتيان البهيمة كما قال اهلل تعاىل – والذين هم لفروجهم حافظون إال على
أزواجهم أوماملكت أمياهنم فاهنم غري ملومني – فاحفظ عن الفرج ىف اجلماع ومقدماته والفرج إسم لسوأة الرجل واملرأة
والتتبعوا شهوة إالّ الاليت استحقوا مبا ضعتهن بعقد النكاح أورقاهبن من االءماء والتصل اىل جقيقة حفظ الفرج االّحبفظ
العني عن النظر فيما الجيوز شرعا وحبفظ القلب عن التفكر ىف حماسن ما يشتهى وحبفظ البطن عن الشبهة وعن احلرام وعن
الشبع فان هذه حمركات للشهوة ومغارشها
وأم ا اليدان فاحفظهما أن تضرب هبما مسلما أوتتنا هبما ماال حراما تؤذى هبما أحدا من اخللق أوختون هبما ىف أمانة أووديعة
ّ
فا ألمانة هى ما يستحفظ عند األمني والوديعة مايكون عندك من مال الغري أوتكتب هبما ماالجيوز النطق به فإن القلم أحد
:اللسانني فاحفظ القلم عما جيب حفظ اللسان عنه كما قال ذو النون املصرى نظما من حبر الوافر
فهذه الرتمجة داخلة حتت القسم الثاىن الذى هو اجتناب املعاص واعلم أن الصفات املذمومة ىف القلب gكثري ألن االنسان إجتمع
عليه أربعة أنواع من األو صاف وهى السبعية والبهيمية والشيطانية والربانية وكل ذلك جمموع ىف القلب فيجتمع ىف االنسان
خنزير وكلب وشيطان وحكيم فاخلنز هوالشهوة والكلب gهو الغضب والشيطان هو اليزال يهيج شهوة اخلنزير واحلكيم الذى
هومثال العقل بأن يدفع كيد الشيطان وسبيل العالج ىف الصفة املذمومة gغامض والعبد مبتلى بنظره إىل نفسه وفرحه بعمله من
حيث نسبته إليه وشهودحوله وقوته عليه فليعتمد العبد على فضل اهلل تعاىل وكرمه العلى إجتهاده وعمله وشرف العبد إمنا
يكون بنظره إىل ربّه عزوجل فاذا أشرق نوراليقني ىف قلب العبد أبصربه األخرة الىت كانت غائبة عنه حاضرة لديه واعلم ان
القلب أعظم هذه األعضاء خطرا وأكثرها أثرا وأدقها أمرا وأشقها إصالحا فاألعضاء كلها له تبع فاذا صلح املتبوع صلح التبع
واذااستقام املللك استقامت الرعية .وقال صلى اهلل عليه وسلم – إ ّن ىف اجلسد مضغة اذا صلحت صلح اجلسد كله وإذا
فسدت فسد اجلسد كله أال وهى القلب – gوأن اآلفات إىل القلب أسرع فهو إىل االنقالب أقرب فزلته أعظم ووقوعه أصعب
والعياذ باهلل