You are on page 1of 22

‫عل ْ ِ‬

‫ميَة‬ ‫ة ال ِ‬
‫مان َ ُ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬

‫تأليف‬
‫عتيّقق‬
‫عبد الله بن سليمان ال ُ‬
‫‪2‬‬

‫‪‬‬
‫م أن خأصصتنا بمكارم الخألقا ‪،‬‬ ‫حمدا ً لك الله ّ‬
‫مننت به علينا‬‫َ‬ ‫و شكرا ً دائما ً لك يا مولناا على ما‬
‫ة على سيدناا‬ ‫من محامد العراقا ‪ ،‬و صلةاً كامل ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ذكره الفآاقا ‪ ،‬و سلما تاما لجنابه‬ ‫ُ‬ ‫معطّر‬ ‫محمدٍ ال ُ‬
‫ناور و هدى بعناقا ‪ ،‬و على آله‬ ‫ٌ‬ ‫م‬
‫الشريف ما التأ َ‬
‫البُراءِ من النفاقا ‪ ،‬و على أصحابه ذوي المفاخأر‬
‫و من حذا حذوهم باتفاقا ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫خأصال طالب العلم تمتعه‬ ‫ِ‬ ‫ن من أبرزِ‬ ‫فآإ ّ‬
‫س بما يحويه‬ ‫بالماناة العلمية ‪ ،‬و التي بها يَثِقُ النا ُ‬
‫من علم ‪ ،‬و يعرفآون مدى تأثره بالعلم ‪ ،‬و قيمة‬
‫العلم التزكوية ‪.‬‬
‫ً‬
‫حث عليها العلماءُ قديما ‪ ،‬و‬ ‫ّ‬ ‫و هذه الماناة‬
‫ص بها‬
‫و حين ناخ ّ‬ ‫ل‪،‬‬ ‫ص قب ُ‬ ‫جاءت بها النصو ُ‬
‫السالكين طريق العلم فآإن أماناتهم العلمية‬
‫عدّةاٍ ‪:‬‬ ‫ة إلى أقسام ٍ ِ‬ ‫منقسم ٌ‬
‫ة فآي الخأذ للعلم ‪.‬‬ ‫م الول ‪ :‬المانا ُ‬ ‫القس ُ‬
‫ة فآي النقل ‪.‬‬ ‫م الثاناي ‪ :‬المانا ُ‬ ‫القس ُ‬
‫ّ‬
‫ة فآي الط ْرح ‪.‬‬ ‫م الثالث ‪ :‬المانا ُ‬ ‫القِس ُ‬
‫‪3‬‬

‫القسم الوأل‬
‫ُ‬
‫ة في الخأذ للعلم‬
‫المان ُ‬
‫ل‬ ‫م الهما ُ‬
‫ل له من قِب َ ِ‬ ‫م مما ع ّ‬‫و هذا القس ُ‬
‫كثيرين من طلبا العلوم ‪ ،‬فآل ترى _ غالبا ً _ أثرا ً‬
‫ص‬
‫خ ُ‬ ‫طلب العلم لديهم ‪ ،‬و أماناة الطلب تتل ّ‬ ‫ِِ‬ ‫لماناةِ‬
‫فآي أشياءَ ‪:‬‬
‫الطريق المعروفآة ‪ ،‬فآإن للعلم‬ ‫ِ‬ ‫أولها ‪ :‬سلوك‬
‫ة سلكها العلماء ‪ ،‬و اعتنوا بتقرير‬ ‫ة معلوم ً‬ ‫طرق ً‬
‫م‬
‫أصولها و قواعدها ‪ ،‬و أما السلوك لطريقة ل ْ‬
‫مت إلى الماناةِ بشيء ‪.‬‬ ‫ك و لم تُط ْ َرقاْ فآل ي َ ّ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫تُ ْ‬
‫ة العلمية هنا ترتك ُز على قاعدةا مهمةٍ‬ ‫و المانا ُ‬
‫ُ‬
‫ج ‪ ،‬و هو التنقّل من الفاضل إلى‬ ‫التدر ُ‬
‫ّ‬ ‫وهي ‪:‬‬
‫عبر‬
‫َ‬ ‫الفآضل ‪ ،‬و من الصغير إلى الكبير ‪ ،‬و ذلك‬
‫معروف فآي السلك التعليمي ‪ ،‬و أشار إلى‬ ‫ٍ‬ ‫مد ْ َر ٍج‬
‫َ‬
‫ابن خألدون " المقدمة " ) ص ‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫ذلك العلمة‬
‫‪ (532-531‬فآقال _ رحمه الله _ ‪ :‬اعلم أن تلقين‬
‫العلوم للمتعلمين إناما يكون مفيدا ً إذا كان على‬
‫التدريج ‪ ،‬شيئا ً فآشيئا ً و قليل ً قليل ً ‪ ،‬يُلْقي عليه أول ً‬
‫مسائل من كل بابا فآي الفن هي أصول ذلك‬
‫با له فآي شرحها‬ ‫يقر ُ‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫البابا ‪،‬‬
‫على سبيل الجمال و يُراعي فآي ذلك قوةا عقله‬
‫ورد ُ عليه حتى ينتهي إلى‬ ‫و استعداده لقبول ما ي ُ َ‬
‫‪4‬‬

‫ة فآي ذلك‬ ‫آخأر الفن ‪ ،‬و عند ذلك يحصل له ملَك َ ٌ‬


‫العلم إل أناها جزيئة و ضعيفة ‪.‬‬
‫وغايتها أناها هيأته لفهم الفن وتحصيل مسائله‪.‬‬
‫ثم يرجع به إلى الفن ثاناية فآيرفآعه فآي التلقين‬
‫عن تلك الرتبة إلى أعلى منها ويستوفآى الشرح‬
‫والبيان ويخرج عن الجمال ويذكر له ما هنالك‬
‫من الخلف ووجهه إلى أن ينتهي إلى آخأر الفن‬
‫فآتجود ملكته‪ .‬ثم يرجع به وقد شدا فآل يترك‬
‫عويصا ً ول مبهما ً ول منغلقا ً إل وضحه وفآتح له‬
‫مقفله فآيخلص من الفن وقد استولى على ملكته‪.‬‬
‫هذا وجه التعليم المفيد وهو كما رأيت إناما‬
‫يحصل فآي ثلثا تكرارات ‪ ،‬وقد يحصل للبعض‬
‫فآي أقل من ذلك بحسب ما يخلق له ويتيسر‬
‫عليه‪ .‬وقد شاهدناا كثيرا ً من المعلمين لهذا العهد‬
‫الذي أدركنا يجهلون طرقا التعليم وإفآادته‬
‫ويحضرون للمتعلم فآي أول تعليمه المسائل‬
‫المقفلة من العلم ويطالبوناه بإحضار ذهنه فآي‬
‫حلها ويحسبون ذلك مراناا ً على التعليم وصوابا ً‬
‫فآيه ويكلفوناه رعي ذلك وتحصيلهِ فآيخلطون عليه‬
‫بما يلقون له من غايات الفنون فآي مبادئها وقبل‬
‫أن يستعد لفهمها فآإن قبول العلم والستعدادات‬
‫لفهمه تنشأ تدريجاً‪.‬‬
‫ويكون المتعلم أول المر عاجزا ً عن الفهم‬
‫بالجملة إل فآي القل وعلى سبيل التقريب‬
‫والجمال وبالمثال الحسية‪ .‬ثم ل يزال الستعداد‬
‫‪5‬‬

‫فآيه يتدرج قليل ً قليل ً بمخالطة مسائل ذلك الفن‬


‫وتكرارها عليه والناتقال فآيها من التقريب إلى‬
‫الستيعابا الذي فآوقه حتى تتم الملكة فآي‬
‫الستعداد ثم فآي التحصيل ويحيط هو بمسائل‬
‫الفن‪ .‬وإذا ألقيت عليه الغايات فآي البدايات وهو‬
‫حينئذ عاجز عن الفهم والوعي وبعيد عن‬
‫الستعداد له كل ذهنه عنها وحسب ذلك من‬
‫صعوبة العلم فآي نافسه فآتكاسل عنه واناحرف عن‬
‫قبوله وتمادى فآي هجراناه‪ .‬وإناما أتى ذلك من‬
‫سوء التعليم ‪ .‬أهِ _ بطولِهِ _‪.‬‬
‫معتمدٍ ‪ ،‬فآليس أخأذ ُ‬ ‫متن ُ‬
‫ٍ‬ ‫ثانايها ‪ :‬العتماد ُ على‬
‫يفتقر إلى استحسان الطالب ‪ ،‬و ل‬ ‫ُ‬ ‫المتون مما‬
‫إلى استلذاذهِ به ‪ ،‬و إناما أخأذ ُ المتون و قراءتها‬
‫ن بقواناين و قواعد َ عند أهل العلم ‪ ،‬و على‬ ‫مقَن ّ ٌ‬
‫ُ‬
‫ج ْريُهم فآي القراء و التدريس ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كان‬ ‫هذا‬
‫قال العلمة المرعشي الشهير بساجقلي زاده‬
‫) ص ‪:( 80‬‬ ‫" ترتيب العلوم "‬
‫المنقول من سيرهم ‪ ،‬و المتبادر من كلماتهم فآي‬
‫مؤلفاتهم أناهم تناولوا متون الفنون المعتبرةا و‬
‫هي مسائلها المشهورةا ‪ .‬أهِ‪.‬‬
‫ل هذه الخاصية‬ ‫ط فآي الطلب إغفا ُ‬ ‫و من الغل ِ‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫فآي التعليم ‪ ،‬فآإن إهمالها مما يسبب تخبطا فآي‬
‫التعلّم ‪ ،‬درى ذلك من دراهُ و جهلَه من جهلَه ‪.‬‬
‫ابن‬
‫ُ‬ ‫ن للعلم ‪ ،‬قال‬
‫س ٍ‬‫ح ِ‬‫م ْ‬
‫م عالم ٍ ُ‬ ‫ثالثها ‪ :‬لزو ُ‬
‫" التذكرةا " )‬ ‫جماعة _ رحمه الله _‬
‫‪6‬‬

‫حذر من العتماد فآي ذلك _‬ ‫‪ : ( 170_169‬و لْي َ ْ‬


‫الكتب أبدا ً ‪ ،‬بل‬
‫ِ‬ ‫ح المتون _ على‬ ‫أي ‪ :‬استشرا ُ‬
‫أحسن تعليما ً له ‪ ،‬و‬
‫ُ‬ ‫ن هو‬ ‫م ْ‬ ‫فآن َ‬‫ل ّ‬ ‫يعتمد ُ فآي ك ّ‬
‫أكثر تحقيقا ً فآيه و تحصيل ً منه ‪ ،‬و أخأبرهم‬ ‫ُ‬
‫بالكتابا الذي قرأه ‪ .‬أ‪،‬هِ‪.‬‬
‫ة _ رحمه الله _‬ ‫ل من ابن جماع َ‬ ‫و هذا النق ُ‬
‫يفيدناا أمورا ً ثلثة ‪:‬‬
‫الكتب‬
‫ِ‬ ‫أولها ‪ :‬النهي عن استشراح المتون من‬
‫دون الخأذ عن الشياخ ‪.‬‬
‫ثانايها ‪ :‬الخأذ ُ عن الشيخ المتقن للفن ‪،‬‬
‫المحقق فآيه ‪.‬‬
‫كبير‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫ثالثها ‪ :‬كون العالم خأبيرا بالكتابا ‪ ،‬فآفرقاٌ‬
‫بين علم العالم بالفن و معرفآته بالكتابا و‬
‫م فآي فآنه و‬ ‫اصطلحاته ‪ ،‬فآمن العلماء من هو إما ٌ‬
‫كتابا من كتب الفن ‪ ،‬و‬ ‫ٍ‬ ‫يتقن التعامل مع‬ ‫ُ‬ ‫قد ل‬
‫م‬‫لعل القربا لمراد ابن جماعة هو أناه إذا عُدِ َ‬
‫ل من أن يكون متقنا ً للمتن ‪.‬‬ ‫العالم بالفن فآل أق ّ‬
‫دربا التعلم‬
‫َ‬ ‫إنانا نارى كثيرا ً من السالكين‬
‫ناتاج‬
‫ِ‬ ‫و من‬ ‫ن هذه الماناة الطلبية ‪،‬‬ ‫مغْفِلِي ْ َ‬
‫ُ‬
‫ف‬
‫شذوذات فآي العلم ل يُعر ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ذلك أن بانات منهم‬
‫منزعها ‪ ،‬و ل يُدرى مصدرها ‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫القسم الثاني‬
‫ُ‬
‫ة في النقل‬
‫المان ُ‬
‫ل عن‬ ‫جرت عليه عوائد ُ أهل العلم النق ُ‬ ‫ْ‬ ‫مما‬
‫فآهن‬
‫ّ‬ ‫غروَ فآي ذلك‬ ‫الكتب ‪ ،‬و الخأذِ عنها ‪ ،‬و ل ْ‬ ‫ِ‬
‫س العقول ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫نابرا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ُهوم‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ح‬
‫لِقا ُ‬
‫بالنقل عن الشياخ ‪ ،‬و هي‬ ‫ِ‬ ‫ج ْريُ العادةاِ‬ ‫ً‬
‫و أيضا َ‬
‫بِ ) الملفوظات ( أو )‬ ‫ما يُسمى‬
‫نافيس ما‬ ‫ً‬
‫المشافآهات ( و هي غالبا ما تكون من‬
‫ِ‬
‫النقل ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يكون من‬
‫ة بهاتيك‬ ‫حيث كانات بتلك المكاناة ‪ ،‬و حاظِي َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫المتاناة ‪ ،‬إل أناه اناتابها من الخياناة ما اناتابها ‪ ،‬و‬
‫اعتراها من الخألل ما اعتراها ‪.‬‬
‫س ّراقها ‪ ،‬و انافلتت سطوةا‬ ‫مب ُ‬ ‫ت العلو ُ‬ ‫فآقد بُلِي َ ْ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫خأ ُّراقها ‪ ،‬فآل ترى علما إل مخروقا ‪ ،‬و ل فآنا إل‬
‫ث ‪ ،‬و السباعُ تنهش ‪.‬‬ ‫ة تعب َ ُ‬‫مفتوقا ً ‪ ،‬و الكل ُ‬
‫س ّراقا ‪،‬‬ ‫لحال ال ُ‬
‫ِ‬ ‫لست إل مريدا ً التّعَ ّر َ‬
‫ض‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫و أبان سوأتهم‬ ‫ف عورتهم ‪،‬‬ ‫الذين كش َ‬
‫ك من فآضلء أهل العلوم ‪ ،‬منهم الشيخ ‪:‬‬ ‫نافر مبار ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حسان عبد المنان فآي كتابه الماتع المفيد "‬
‫السرقات العلمية " ‪ ،‬و كذلك ما كتبه الشيخ ‪:‬‬
‫صيّن فآي " هل للتأليف حقّ شرعي ؟ "‬ ‫ح َ‬ ‫صالح ال ُ‬
‫الفكرية " لِ ‪ :‬أ‪.‬د ‪.‬‬ ‫ملكية‬ ‫‪ ،‬و " حقوقا ال ِ‬
‫بركات محمد مراد ‪ ،‬و غيرها ‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫ة ‪ ،‬و إلى‬ ‫نانظر إلى سوقهم فآإذا هي رائج ٌ‬ ‫ُ‬ ‫فآإنانا‬


‫و لكن أين لها‬ ‫بضاعتهم فآهي رابحة ‪،‬‬
‫الربح المعنوي ؟ ‪ ،‬و أين لها النجاءُ من التَبِعَة يوم‬
‫القيامة ؟‬
‫إن كثرتَهم من أقوى دلئل الخياناة فآي‬
‫ناظفر به عليهم فآي بيان‬‫ُ‬ ‫ل ما‬‫الطلب ‪ ،‬و من أد ّ‬
‫سوءِ المقصد ‪ ،‬و ما كان هذا من عوائد‬
‫السالفين ‪ ،‬و من مناهج العلماء العاملين ‪ ،‬و‬
‫ف بسيَرِهم دارٍ بذلك ‪.‬‬
‫العار ُ‬

‫دت مثل ً ‪ :‬من ب َ َركَةِ العلم‬ ‫ة غَ ْ‬ ‫ت كلم ٌ‬ ‫و قد تُنُوْقِل َ ِْ‬


‫مزهر " )‬ ‫و شُ كرِهِِ عَزوهُ إلى قائله ‪ .‬اناظر ‪ " :‬ال ُ‬
‫‪. (2/231‬‬
‫ل ناوعان ‪:‬‬ ‫النق ُ‬
‫غالب ما عليه‬ ‫ُ‬ ‫ص ‪ ،‬و هذا‬ ‫ل بالن ّ ّ‬ ‫الوأل ‪ :‬ناق ٌ‬
‫ص على‬ ‫فآيه ‪ :‬الحر ُ‬ ‫حظ‬ ‫الكثرون ‪ ،‬و لِيُل َ‬
‫المنقول منه ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ً‬
‫ل معتمدا من قِب َ ِ‬ ‫أن يكون النق ُ‬
‫و العتماد ُ قسمان ‪:‬‬
‫قول هو العمدةاُ فآيما‬ ‫ٍ‬ ‫م الول ‪ :‬اعتماد ُ‬ ‫القس ُ‬
‫كثير _ من‬ ‫ٌ‬ ‫_‬ ‫ض‬
‫ف ‪ ،‬فآبع ٌ‬ ‫قرره المؤل ُ‬
‫تنتشر فآي‬
‫ُ‬ ‫ل عنهم و‬ ‫ً‬
‫العلماء يتخذون أقوال تُنق ُ‬
‫آفآاقا الرض ‪ ،‬ثم يتغي ّ ُر رأي العالم ِ إلى غيرهِ ‪ ،‬و‬
‫ل قولهِ الخأير محلّن ‪:‬‬ ‫مح ّ‬
‫ً‬
‫كتابا يؤلفه هو مؤخأرا فآيُعتمد ُ عنه ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫الوأل ‪:‬‬
‫الثاني ‪ :‬تقرير طلبه ذلك عنه فآي كتبهم ‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫النظر فآي تقارير طلبه الثبات‬ ‫ُ‬ ‫القسم الثاناي ‪:‬‬


‫عنه ‪ ،‬فآلصوقا الطالب بشيخه ‪ ،‬و لزومه درسه ‪،‬‬
‫معتمد‬ ‫ة ما يقرره الطالب ُ‬ ‫مما يتأكد ُ فآيه كينونا ُ‬
‫شيخه ‪.‬‬
‫حيث ‪ :‬تمام الضبط ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الطالب من‬
‫ِ‬ ‫مع مراعاةا‬
‫ة‬
‫النقل ‪ ،‬و موافآق ُ‬ ‫ِ‬ ‫و كمال الدياناة ‪ ،‬و إتقان‬
‫القران ‪.‬‬
‫عيب‬
‫َ‬ ‫ل بالمعنى ‪ ،‬و هذا ل‬ ‫ع الثانيق ‪ :‬ناق ٌ‬ ‫النو ُق‬
‫مقيّدا بقيدين اثنين ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫فآيه إذا كان ُ‬
‫تعسر ‪،‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫النقل ناصا ‪ ،‬أو‬
‫ِ‬ ‫أوألهما ‪ :‬عدم وجود‬
‫أو كان ملفوظا ً علميا ً ل مكتوبا ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيهما ‪ :‬الفهم الصحيحِ للكلم المنقول ‪،‬‬
‫فآحسن جميل ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫للمنقول معنى‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ح الفه ُ‬ ‫فآإذا ص ّ‬
‫لي زمانانا بأقوام ٍ أخألوا بكل المرين ‪،‬‬ ‫إل أنانا ب ُ َ‬
‫و ل صاناوا المعاناي‬ ‫فآل راعوا ناقل ً ناصيا ً ‪،‬‬
‫سوْءَةاِ فآهومهم فآخاناوا العلم و أهله بفهوم‬ ‫من َ‬
‫منكوسةِ ‪ ،‬طوى عليها الزمان بساط الردى و‬
‫َي ‪.‬‬
‫الغ ِ‬
‫عدّةاٌ ‪:‬‬ ‫صور ِ‬‫ٌ‬ ‫و ) الماناة العلمية ( لفقداناها‬
‫الوألى ‪ :‬الزيادة على النقل دوأن‬
‫الشإارة لها ‪.‬‬
‫ض النّقّال من بعض‬ ‫ج بع ُ‬ ‫فآكثيرا ً ما يُدْرِ ُ‬
‫المصادر كلما ً ليس من ضمن المنقول ‪ ،‬و يع ُز ُ‬
‫با‬
‫مد‬‫متع ّ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫فآالكثر الهما ُ‬
‫ُ‬ ‫ناادر ‪ ،‬و إل‬ ‫ٌ‬ ‫عنهم _ و هذا‬
‫‪10‬‬

‫مدرج ‪ ،‬فآيفهم من يقرأ أن ذلك من‬ ‫ن ذاك ال ُ‬ ‫_ تبيا ُ‬


‫ضمن الكلم الصل المنقول ‪.‬‬
‫ل فآي مدى لصوقهِ‬ ‫يستريب عاق ٌ‬ ‫ُ‬ ‫و هذا ل‬
‫أمور‬
‫ٌ‬ ‫بالخياناة العلمية ‪ ،‬إذ بعضهم يدفآعه إلى ذلك‬
‫سيئة ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫منحل ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫للمنقول عنه بأناه ذو منهج‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫أول ً ‪ :‬اتها ٌ‬
‫صقة‬ ‫مل ْ َ‬‫و معتقدٍ فآاسد ‪ ،‬و غير ذلك من التهم ال ُ‬
‫بالمنقول عنه ‪.‬‬
‫و صاحب هذا العمل قد جمع إلى الخياناة‬
‫التهام ‪ ،‬و بئس العملن ‪.‬‬
‫مزِيْدِ عليه‬ ‫ثانايا ً ‪ :‬التغرير بالمتلقي للمنقول _ ال َ‬
‫_ فآي كوناه كلما ً و ناقل ً عن فآلن ‪ ،‬و هذه كثيرا ً ما‬
‫كثير من المشتغلين بالتأليف ‪ ،‬و الذين‬ ‫ٌ‬ ‫يقعُ فآيها‬
‫مط َرحا بين قومهم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫ينهجون منهجا ُ‬
‫ة ‪ ،‬و كذبا ً ‪ ،‬و تغريرا ً ‪ ،‬و‬ ‫و هؤلء جمعوا ‪ :‬خأيانا ً‬
‫الله المستعان ‪.‬‬
‫ص إخأللا ً به ‪.‬‬ ‫ص من الن ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫الثانية ‪ :‬الن ّ ْ‬
‫ل الكلم بتمامه و‬ ‫ف لدى الفضلء أن ناق َ‬ ‫عار ٌ‬
‫مت َ َ‬ ‫ُ‬
‫ص منه سوءٌ و‬ ‫مدَةاٌ و منقبة ‪ ،‬و الناْقا ُ‬ ‫كمالِه مح َ‬
‫م‪.‬‬ ‫مذمة ‪ ،‬و كوناهما فآي العلوم أشد ّ و أعظ ُ‬
‫َت دياناته‬ ‫ت أماناته ‪ ،‬و ضعُف ْ‬ ‫من قل ّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ض‬
‫مد َ بع ُ‬ ‫عَ َ‬
‫ً‬
‫ق الكلم ‪ ،‬إخألل به ‪ ،‬و‬ ‫إلى بَتْرِ النّقول ‪ ،‬و فآَت ْ ِ‬
‫إفآسادا ً لمعناه ‪.‬‬
‫شيْن عند أولي‬ ‫م ِ‬‫جرهم إلى هذا الصنيع ال َ‬ ‫و ّ‬
‫النّهى و العقل أسبابا على رأسها اثنان ‪:‬‬
‫‪11‬‬

‫الول ‪ :‬الحسد ُ ‪ ،‬فآكم رأينا أقواما ً أخألوا‬


‫بباعث الحسد ‪ ،‬و ل‬ ‫ِ‬ ‫بالماناة العلمية فآي النقول‬
‫لقلب صاحبه ‪ ،‬و لكن فآي‬ ‫ِ‬ ‫يتفقُ ذا مع تزكيةِ العلم‬
‫ثا و ل حرج بمفاسد‬ ‫زمن تطويع العلم للهواء حد ّ ْ‬
‫ذويه ‪.‬‬
‫الثاناي ‪ :‬الخياناة و المخادعة للمسلمين ‪ ،‬يُبْت َ ُر‬
‫منحى فآاسد ‪ ،‬و ناِحلةٍ‬ ‫ً‬ ‫ستَشْ هَد َ به على‬ ‫م لي ُ ْ‬
‫كل ٌ‬
‫ل به‬ ‫ستَد َ ّ‬‫م ْ‬ ‫ض لل ُ‬‫عوجاء ‪ ،‬و فآي تمام ِ الكلم ِ ناَقْ ٌ‬
‫عليه ‪.‬‬
‫مراد ‪.‬‬ ‫ش ُر الحال بصير بال ُ‬ ‫معا ِ‬ ‫و ُ‬
‫تغيير‬
‫ُ‬ ‫س الفهم ِ ‪ ،‬وأ‬ ‫الثالثة ‪ :‬تَنْكي ُ‬
‫مراد ‪.‬‬ ‫ال ُ‬
‫ناقص و لكن‬ ‫غير ذي‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ما‬
‫ل تا ّ‬ ‫قد يكون النق ُ‬
‫ٍ‬
‫اليضاح ‪ ،‬فآيأتي الناق ُ‬
‫ل‬ ‫ل بأماناة‬‫يعتريه إخأل ٌ‬
‫ً‬
‫ل ‪ ،‬كاشفا ً عن معناه غلطا ً و خأطأ ‪.‬‬ ‫شارحا ً النق َ‬
‫ً‬
‫و هذا قد يكون عمدا ً و قد يكون خأطأ ‪.‬‬
‫مراعاة للصاطلحاات‬ ‫عدم ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫الرابعة ‪:‬‬
‫المنقول عنه ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫صااحاب الكلم‬ ‫ُ‬ ‫ج عليها‬ ‫التي دَ َر َ‬
‫ة اصطلحات المؤلف من خألل طريقين ‪:‬‬ ‫و معرفآ ُ‬
‫حه ذلك ‪ ،‬و تبيينه ‪ ،‬كما هو‬ ‫الولى ‪ :‬إيضا ُ‬
‫و يُراعى‬ ‫المعتاد من أئمة العلم ‪،‬‬
‫ل الزلل ‪.‬‬ ‫مشْ كِل فآهو مح ّ‬ ‫الصطلح ال ُ‬
‫مذهب العالم سواءً ‪ :‬عقيدةاً ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الثاناية ‪ :‬ما عليه‬
‫ً‬
‫أو ناحوا ‪. ...‬‬ ‫أو فآقها ً ‪ ،‬أو حديثا ً ‪،‬‬
‫‪12‬‬

‫كاف فآي ضمان أماناةِ‬


‫ٍ‬ ‫فآمراعاةا الصطلحات‬
‫من يدري ؟! ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫النقل ‪ ،‬و البُعد عن الخياناةِ فآيه ‪ ،‬و‬
‫ِ‬

‫فائدةٌ ‪:‬‬
‫ل العلمة عبد الفتاح أبو غدةاَ _ رحمه الله _‬ ‫قا َ‬
‫) ص ‪: ( 100‬‬ ‫ح الكتب "‬ ‫" تصحي ُِ‬
‫بعض‬
‫ِ‬ ‫جرت عادةاُ‬
‫ْ‬ ‫ة غير السديدةا ‪:‬‬‫‪ _5‬الحال ُ‬
‫الكاتبين أو المعلقين على الكتب اليوم ‪ ،‬أن‬
‫يوردوا ناصا ً من كتابا ‪ ،‬ليضاح المقام ‪ ،‬أو‬
‫لتصويب خأطأ فآي الكلم ‪ ،‬و يختمون الكلم الذي‬
‫و‬ ‫ناقلوه بقولهم ‪ :‬اناظر كتابا كذا ‪،‬‬
‫يُسمون الكتابا الذي ناقلوا النص منه ‪ ،‬و يذكرون‬
‫و هذا النوع من‬ ‫الجزء و الصفحة ‪.‬‬
‫التوثيق ل غبار عليه و ل ناقد فآيه من حيث هو‬
‫توثيق ‪.‬‬
‫و إناما يُنتقد ُ منه الجملة التي يختمون بها النص‬
‫) اناظر كتابا‬ ‫‪ ،‬و هي قولهم ‪:‬‬
‫كذا ( ‪ .‬فآيستعملون ) اناظر كذا ( لمجرد الحالة‬
‫المنقول منه ‪ ،‬و هذا التعبير خأطأ فآي‬
‫ِ‬ ‫إلى الكتابا‬
‫هذا الموضع ‪ ،‬لن كلمة ) اناظر ( تقتضي أن يكون‬
‫فآي الموضع المحال إليه للنظر فآيه شيء مفيد ٌ‬
‫زائد على النص الذي ناقلوه أو المذكور ‪ ،‬ليستزيد‬
‫الباحث فآائدةا لم تذكر فآي النص المنقول‬
‫ُ‬ ‫منه‬
‫أمامه ‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫مجرد َ الحالة‬
‫ّ‬ ‫مراد من ) اناظر (‬ ‫أما إذا كان ال ُ‬
‫فآل‬ ‫إلى المصدر المنقول منه ‪،‬‬
‫ل ) اناظر ( ‪ ،‬بل ينبغي أن يقال عند‬ ‫ينبغي استعما ُ‬
‫) من كتابا كذا ( ‪،‬‬ ‫خأتام النص المنقول ‪:‬‬
‫أو ناحوُ هذا ‪ ،‬دون أمرٍ بالنظر ‪ .‬أ‪.‬هِ ‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫سم الثالث‬
‫ُ‬ ‫الق‬
‫ِ‬
‫ة في الطّ ْرح‬
‫المان ُ‬
‫م من أكثرِ القسام اناتشارا ً بين‬ ‫هذا القس ُ‬
‫أكثر‬
‫َ‬ ‫المنتسبين إلى العلم و المعارف ‪ ،‬و ما‬
‫ل ‪ ،‬و ما أشد ّ استغفالهم‬ ‫زلَلَهُم فآي هذا المح ّ‬
‫لنافسهم و لغيرهم ‪.‬‬
‫أحوال القوم المعرفآيين يرى‬ ‫ِ‬ ‫ص ُر فآي‬‫متَب َ ّ‬
‫و ال ُ‬
‫ً‬
‫ظهور ذلك بينا واضحا ‪ ،‬فآليس بالخافآي الغائب ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫يأتي أنابلهم فآيلقي ما فآي جعبتهِ من معرفآةٍ بين‬
‫طرحه ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ن لفظه ‪ ،‬و جما ُ‬
‫ل‬ ‫س ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫أقوام سلبهم منه ُ‬
‫ل به ‪ ،‬و ل ممن‬ ‫و فآي التحقيق ليس بمن يُحفَ ُ‬
‫ح بطرحه ‪ ،‬و لكن استخفاف القوم سبي ُ‬
‫ل‬ ‫فر ُ‬‫يُ َ‬
‫طاعة ‪.‬‬
‫الطرح تُفْتَقَد ُ فآي‬
‫ِ‬ ‫ة ( فآي‬ ‫و ) الماناة العلمي ُ‬
‫محلّيْن ‪:‬‬
‫المحل الوأل ‪ :‬التأهل ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫الطارح متأهل لن يكون‬ ‫ِ‬ ‫و أعني به ‪ :‬كون‬
‫ل ناوعان ‪:‬‬ ‫موضعا ً لخأذ العلم عنه ‪ .‬و التأه ُ‬
‫ل تعليم ٍ ‪.‬‬ ‫أولهما ‪ :‬تأهّ ُ‬
‫الرجل متأهل ً لن يكون طارحا ً‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫و يُراد ُ به كو ُ‬
‫ة جهتان ‪:‬‬ ‫للعلم بين مستحقيه ‪ ،‬و هذه الهلي ُ‬
‫ة علم ٍ ‪ ،‬بأن يكون على علم ٍ‬ ‫الوألى ‪ :‬أهلي ُ‬
‫ه مشهودا ً له فآيه ‪ ،‬متقنا ً لمسائلِه ‪ ،‬قال‬ ‫بما يطرح ُ‬
‫ابن جماعة _ رحمه الله _ " التذكرةا " ) ‪_169‬‬ ‫ُ‬
‫‪15‬‬

‫أحسن‬
‫ُ‬ ‫ن هو‬ ‫م ْ‬‫فآن َ‬ ‫ل ّ‬ ‫‪ : ( 170‬بل يعتمد ُ فآي ك ّ‬
‫أكثر تحقيقا ً فآيه و تحصيل ً منه ‪ ،‬و‬ ‫ُ‬ ‫تعليما ً له ‪ ،‬و‬
‫أخأبرهم بالكتابا الذي قرأه ‪ .‬أ‪.‬هِ‪.‬‬
‫مشاهَد ُ الن فآي أحوال المتصدرين للتعلم‬ ‫و ال ُ‬
‫سوناه ‪،‬‬
‫در ُ‬ ‫الفن الذي ي ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫تراهم لم يُتقِنوا أصو َ‬
‫ل‬
‫فآضل ً عن التحقيق فآي الفن ذاته ‪ ،‬بل ربما لم‬
‫جهدِه أن جع َ‬
‫ل‬ ‫ة َ‬ ‫يَفْقَه المتن و لم يفهمه ‪ ،‬و غاي ُ‬
‫ة يفخ َُر بها بغير حقّ و‬ ‫فآي ضمائم ِ مؤهلته ورق ً‬
‫أدبا ‪.‬‬
‫ة للعلم و أهله ‪ ،‬و‬ ‫خأيانا ً‬ ‫و ما صنيعُ هؤلء إل ِ‬
‫غُرورا ً بمجموع ذهنه ‪.‬‬
‫ن ‪ ،‬أخأذ َ أهل العلم بأن‬ ‫س ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫الثانية ‪ :‬أهلي ُ‬
‫معَينةٍ إذا بلغها‬ ‫ن ُ‬ ‫س ّ‬‫بلوغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫التعليم ل يكون إل فآي‬
‫ل‪،‬و‬ ‫الرجل تصد ّ َر للتعليم ‪ ،‬و لهم فآي ذلك إعل ٌ‬
‫حاصلُه علتان ‪:‬‬
‫ضج ‪ ،‬حيث ل يكون تمام‬ ‫م الن ّ ْ‬
‫أولهما ‪ :‬عد ُ‬
‫سن الشد ّ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حيث‬‫ُ‬ ‫العقل إل فآي الربعين‬
‫ثا ‪ ،‬قال ابن‬ ‫حد َ َ‬‫حقُ ال َ‬ ‫الحتقار الذي يَل ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫الثاناية ‪:‬‬
‫الشبابا معذور ‪ ،‬و علمه محقور ‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫معت ّز ‪ :‬جهل‬ ‫ال ُ‬
‫ن‪،‬و‬ ‫س ّ‬
‫م للعلم ل ال ّ‬ ‫مد َ هو الفه ُ‬ ‫معت َ‬ ‫إل أن ال ُ‬
‫ل للفآتاء و التعليم‬ ‫ة بأخأبارِ من تأه َ‬ ‫م مليئ ٌ‬ ‫ج ُ‬‫الترا ُ‬
‫صغَر ‪ ،‬و الخأذ بالقولةِ الشهيرةا فآي النهي‬ ‫فآي ال ّ‬
‫صغار العلم أو‬ ‫ُ‬ ‫عن الخأذ من الصاغر يُراد ُ بها‬
‫المبتدعة ‪.‬‬
‫‪ ( 1)1‬اناظر ‪ " :‬فآتح المغيث " ) ‪. ( 233:3‬‬
‫‪16‬‬

‫ن هذا فآإن من الخألل بِ ) الماناة العلمية‬ ‫إذا با َ‬


‫( تَصد ّ ُر من لم يتأهل فآي العلم للتعليم ‪ ،‬و ما‬
‫أكثرهم فآي هذا الزمان _ ل كثرهم الله _ ‪ ،‬و ما‬
‫يفسدوناه أكثر مما يُصلحوناهِ ‪.‬‬
‫ل استنباط ‪.‬‬ ‫النوعُ الثاناي ‪ :‬تأهّ ُ‬
‫م أن الله تعبدناا بما فآي كتابه ‪ ،‬و ما‬ ‫معلو ٌ‬
‫ق ما قرره‬ ‫ْ‬
‫جاءت به سنة نابيه _ ‪ ، _ ‬على وَفآ ِ‬
‫م به عند‬ ‫سل ّ ٌ‬ ‫م َ‬‫أمر ُ‬
‫ٌ‬ ‫الفقهاء العالمون ‪ ،‬و هذا‬
‫الغلبين ‪ ،‬و ل يماري فآيه إل أحمق جاهل ‪.‬‬
‫و أولئك العلماءُ الفقهاءُ هم المتأهلون للنظرِ‬
‫فآي الوحيين استنباطا ً منهما للحكام الشرعية ‪،‬‬
‫فآكان المكلفون بالنسبة لدلة الشرع قسمين ‪:‬‬
‫قادر على الخأذ للحكام من أدلتها‬ ‫ٌ‬ ‫الول ‪:‬‬
‫بطريق الجتهاد ‪ ،‬و هؤلء هم المجتهدون ‪.‬‬
‫الثاناي ‪ :‬بخلفآهم ‪ ،‬و هم المقلدون ‪.‬‬
‫كثير من أهل‬ ‫ٌ‬ ‫و هذه القسمة هي التي سلكها‬
‫العلم و الفقه فآي سائر الزمنة و المكنة ‪ ،‬و لم‬
‫يخالفها إل قوم ل خألقا لهم من علم و فآقه ‪.‬‬
‫ناظر‬
‫َ‬ ‫الناظر فآي الكتابا و السنة‬ ‫ُ‬ ‫فآالمجتهد‬
‫استخراج للحكام هو من توافآرت فآيه‬ ‫ٍ‬ ‫طو‬ ‫استنبا ٍ‬
‫شإروأط ‪:‬‬
‫آيات‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫مراد ُ إد ْ َراك فآِقْه‬ ‫ابا ‪ ،‬و ال ُ‬ ‫معْرِفآَ ٌ‬
‫ة بالكِت َ ِ‬ ‫‪َ -1‬‬
‫آيات‬
‫ُ‬ ‫ن منها‬ ‫متَعَي ّ ُ‬ ‫م بمعانايها ‪ ،‬و ال ُ‬ ‫الكتابا ‪ ،‬و اللما ُ‬
‫الحكام ‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫حد ّ‬ ‫سنّة ‪ ،‬و هي كالسابق فآي َ‬ ‫ة بال ّ‬ ‫معْرِفآَ ٌ‬ ‫‪َ -2‬‬


‫مراد ‪.‬‬ ‫ال ُ‬
‫الواجب‬
‫ُ‬ ‫ة باللغَةِ العربيّة ‪ ،‬و القَد ْ ُر‬ ‫معْرِفآَ ٌ‬ ‫‪َ -3‬‬
‫دللت‬
‫ِ‬ ‫ة‬
‫ن منه معرفآ ُ‬ ‫ه منها هو ما يتمك ّ ُ‬ ‫معرِفآَت ُ ُ‬
‫ظ و معانايها عند النزاع و الخلف ‪.‬‬ ‫اللفا ِ‬
‫َ‬
‫معْرِفآةِ‬ ‫ة هذه ال َ‬ ‫ّ‬
‫عل ُ‬ ‫ة مواقِ ِع الجماع ‪ ،‬و ِ‬ ‫َ‬
‫معْرِفآ ُ‬ ‫‪َ -4‬‬
‫ف الجماع ‪.‬‬ ‫القول بما يُخال ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ح ّر ُز من‬ ‫الت ّ َ‬
‫منسوخ ‪.‬‬ ‫اسخ و ال َ‬ ‫ِ‬ ‫ة الن ّ‬ ‫معْرِفآَ ُ‬ ‫‪َ -5‬‬
‫ج ْر ِح و التعديل ‪ ،‬و ذلك‬ ‫أصول ال َ‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫معْرِفآَ ُ‬ ‫‪َ -6‬‬
‫َ‬
‫صلها‬ ‫أصول أ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫الرجال مبنيّا على‬
‫ِ‬ ‫ه فآي‬ ‫م ُ‬ ‫ن كل ُ‬ ‫ليكُوْ َ‬
‫القوم ‪.‬‬
‫ف‬
‫عر ِ‬ ‫واجب الت ّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫أصول الفِقْهِ ‪ ،‬و هو‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫معْرِفآَ ُ‬ ‫‪َ -7‬‬
‫خ السلم _ ‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫جتَهِد _ كما قاله شي ُ‬ ‫م ْ‬ ‫حقّ ال ُ‬ ‫فآي َ‬
‫الزركشي _ رحمه الله _ ‪ :‬و‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫قال الما ُ‬
‫ل أناه لبد ّ أن يكون محيطا ً بأدلة الشرع فآي‬ ‫الحاص ُ‬
‫غالب المر ‪ ،‬متمكنا ً من اقتباس الحكام منها ‪،‬‬
‫عارفآا ً بحقائقها و ُرتَبِها ‪ ،‬عالما ً بتقديم ما يتقدم‬
‫منها و تأخأير ما يتأخأر ‪ ،‬و قد عب ّ َر الشافآعي _‬
‫رحمه الله _ عن الشروط كلها بعبارةاٍ وجيزةاٍ‬
‫جامعةٍ فآقال ‪ :‬من عرف كتابا الله ناصا ً و‬
‫)‪(2‬‬
‫ة فآي الدين ‪ .‬أ‪.‬هِ ‪.‬‬ ‫استنباطا ً استحقّ المام َ‬

‫‪1‬‬
‫)‪ (1‬راجع ‪ " :‬التحبير شرح التحرير " ) ‪" ، ( 8/3865‬‬
‫البحر المحيط " ) ‪. ( 6/199‬‬
‫‪ " (2)2‬البحر المحيط " ) ‪. ( 6/205‬‬
‫‪18‬‬

‫ن لَه أهلِي ّ ُ‬
‫ة‬ ‫م ْ‬ ‫قر َرها العُلماءُ فآي َ‬ ‫ط ّ‬ ‫فآهذهِ شُ ُروْ ٌ‬
‫جدُها‬ ‫ناصوص الشّ ْر ِع ‪ ،‬فآمتى كان توا ُ‬ ‫ِ‬ ‫حكْم ِ على‬ ‫ال ُ‬
‫مؤَهل ً لتلك ّ‬
‫الرتْبَة ‪.‬‬ ‫فآي العالم ِ كان ُ‬
‫ن ناالَها و‬ ‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫َت كان له الخأذ بِق َْوْ ِ‬ ‫و متَى تَخلّف ْ‬
‫ه وَ َرأيَه ‪.‬‬ ‫أد ْ َركَها ‪ ،‬و اعتَب َ َر العُلماءُ قَوْل َ ُ‬
‫إيقاظ ‪ :‬هذا كله فآي المجتهد المطلق ‪ ،‬أما‬ ‫ٌ‬
‫ج إلى‬ ‫جتهد ُ فآي بعض المسائل فآإناما يحتا ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬‫َ‬
‫قوةاٍ تامةٍ فآي النوع الذي هو مجتهد ٌ فآيه ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ن الخياناة للعلم فآي مجال الطرح أن يتصدر‬ ‫م َ‬‫فآَ ِ‬


‫ح‪،‬و‬ ‫ج ُ‬ ‫ً‬
‫للستنباطِ من ليس أهل له ‪ ،‬فآيُفتي ‪ ،‬و يُر ّ‬
‫يختار ‪ ،‬و هو ليس بشيءٍ يُذكر فآي العلم ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫و لم يذكر الفقهاء هذه الشروط عبثا ً و لعبا ‪،‬‬
‫ً‬
‫عابث ‪ ،‬و‬ ‫ٍ‬ ‫ث‬‫و إناما ذكروها صوناا ً للشريعة من عب َ ِ‬
‫لعب ‪ ،‬و من لم يَفْقَه مرادهم أساءَ بهم‬ ‫ٍ‬ ‫لعب‬
‫ل كلمهم مفاسد َ الظنون ‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫الظن ‪ ،‬و ح ّ‬
‫ة ‪ :‬هل المجتهد المستقل موجودٌ‬ ‫مسأل ٌ‬
‫الن ؟‬
‫صعب‬
‫ٌ‬ ‫بابا الجتهاد لم يُغْلَق و القول بإغلقه‬
‫جدا ً ‪ ،‬و لكن المتأهل لرتبة الجتهاد المستقل من‬
‫الصعب وجودهم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)‪ " (1‬البحر المحيط " ) ‪. ( 6/205‬‬
‫‪19‬‬

‫قال ابن الصلح _ رحمه الله _ ‪ :‬و منذ ُ دهرٍ‬


‫طويل طُويَ بساط المفتي المستقل المطلق ‪ ،‬و‬ ‫ٍ‬
‫)‪(2‬‬
‫المجتهد المستقل ‪.‬أ‪.‬هِ‬

‫فائدةٌ ‪ :‬قال ابن السمعاناي ‪ :‬المفتي من‬


‫ة‪،‬‬‫ل فآيه ثلثا شرائط ‪ :‬الجتهاد ‪ ،‬و العدال ُ‬ ‫استكم َ‬
‫و الكف عن الترخأيص ‪ ،‬و التساهل ‪.‬‬
‫و للمتساهل حالتان ‪:‬‬
‫إحداهما ‪ :‬أن يتساهل فآي طلبِ الدلة و طرقا‬
‫الحكام ‪ ،‬و يأخأذ بمباديء النظر و أوائل الفكر ‪،‬‬
‫فآهذا مقصر فآي حق الجتهاد ‪ ،‬و ل يحل له أن‬
‫ستفتى ‪.‬‬‫يفتي ‪ ،‬و ل يجوز أن ي ُ ْ‬
‫و الثاناية ‪ :‬أن يتساهل فآي طلب الرخأص و‬
‫م من‬ ‫ل الشُ بَه ‪ ،‬فآهذا متجوز فآي دينه ‪ ،‬و هو آث َ ُ‬ ‫تأوّ ِ‬
‫)‪(2‬‬
‫الول ‪ .‬أ‪.‬هِ ‪.‬‬
‫ه ‪ ) :‬الفقيه ( و ) المجتهد ( و ) المفتي (‬ ‫تنبي ٌ‬
‫كلها بمعنى ‪ ،‬فآل تفارقا بينها ‪ ،‬قال الزركشي _‬
‫رحمه الله _ ‪ ) :‬المفتي ( هو ‪ :‬الفقيه ‪.‬‬
‫] السابق [ ‪.‬‬

‫" أدبا المفتي و المستفتي " ) ص ‪ ، ( 91‬و مثله ‪ " :‬المجموع " ) ‪ " ، ( 1/71‬صفة‬ ‫‪(2)2‬‬
‫المفتي و المستفتي " ) ص ‪ " ، ( 17‬البحر المحيط " ) ‪ ( 207 / 6‬مهم ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫)‪ " (1‬البحر المحيط " ) ‪. ( 305 /6‬‬
‫‪20‬‬

‫حال أكثر من تصد ّ َر للستنباط ‪ ،‬و‬ ‫ِ‬ ‫و اناظر إلى‬


‫الفآتاءِ ‪ ،‬و الخأتيار ‪ ،‬و الترجيح هل هو ممن تأهل‬
‫قر َره الفقهاءُ العلم ؟ ‪.‬‬ ‫ق ما ّ‬ ‫للعلم على َوفآْ ِ‬
‫ل فآي ميدان العلوم من غير كفاءةاٍ ‪،‬‬ ‫ج ٌ‬ ‫إناما ت َ َر ّ‬
‫تنبت لنا فآي‬ ‫ُ‬ ‫ص ْر كيف أصبحت الشواذ ُ العلمية‬ ‫و تب ّ‬
‫آن و حين ‪.‬‬ ‫كل ٍ‬
‫ة لفتاوي أئمةٍ معتبرين‬ ‫المر حكاي ً‬
‫ُ‬ ‫و لو كان‬
‫ً‬
‫على هذه الكفاءةا الفقهية لكان الوقع هينا ‪ ،‬لكن‬
‫ل أن المر ل يعدوْ إل أن يكون ‪:‬‬ ‫مك ّ‬ ‫المر أن زع َ‬
‫هم رجال و ناحن رجال ‪ ،‬فآصارع الئمة ‪ ،‬و نااقض‬
‫الفتاوي ‪ ،‬و صادم الصول و القواعد ‪ ،‬و ما يضر‬
‫الجبل ناطح الوعل ‪.‬‬
‫أمر الفُتْيا _ و هي من أمور المجتهد _‬ ‫ُ‬ ‫س‬
‫لي َ‬
‫قول فآقيهٍ و‬ ‫ِ‬ ‫حديث ‪ ،‬و‬
‫ٍ‬ ‫مقتصرا ً على معرفآةِ آيةٍ و‬
‫المر أشد ّ و أخأطر ‪ ،‬قال المام أبو‬ ‫ُ‬ ‫غيرها بل‬
‫َ‬
‫حفظ‬ ‫من‬ ‫جوَيْنِي _ رحمه الله _ ‪َ :‬‬ ‫المعالي ال ُ‬
‫غير أناه ل‬ ‫َ‬ ‫ص الشافآعي و أقوال لناس بأسرها‬ ‫ناصو َ‬
‫جتهد َ و‬ ‫يعرف حقائقها و معانايها ل يجو ُز له أن ي َ ْ‬
‫يقيس ‪ ،‬و ل يكون من أهل الفتوى ‪ ،‬و لو أفآتى به‬
‫)‪(1‬‬
‫ل يجوز ‪ .‬أ‪.‬هِ ‪.‬‬
‫ي فآقدِ ) الماناة‬ ‫ّ‬
‫ل من محل ْ‬ ‫ل الوّ ُ‬ ‫مح ّ‬ ‫هذا هو ال َ‬
‫َ‬
‫ب بنا الحديث فآيه لِعِظم ِ اناتشاره‬ ‫العلمية ( تَشَ عّ َ‬
‫البعض بما‬
‫ِ‬ ‫فآي أوساط القوم ‪ ،‬و لخطورةا اغترار‬

‫‪1‬‬
‫)‪ " (1‬البحر المحيط " ) ‪. ( 307 /6‬‬
‫‪21‬‬

‫الفصيح فآي‬
‫ِ‬ ‫أوتيه من معرفآةِ إمرار اللفظ على‬
‫ة الصوابا ‪.‬‬ ‫لحوقا فآهمه مجاناب َ‬
‫ِ‬ ‫العرابا ‪ ،‬مع‬
‫عتمدات أهل‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫م الخأذ ب ُ‬
‫ل الثاناي ‪ :‬عد ُ‬ ‫مح ّ‬‫ال َ‬
‫مر تَكراره ‪ ،‬و‬ ‫الفنون فآي فآنوناهم ‪ ،‬و قد ّ‬
‫م جدا ً ‪،‬‬ ‫لمناسبته أعدته ‪ ،‬و مراعاةاُ هذا الشيء مه ٌ‬
‫معتمد ُ أهل‬ ‫ح المتصد ّ ُر كلما ً على أناه ُ‬ ‫إذ ربما يَطر ُ‬
‫ي‬ ‫ت و عُن ِ َ‬ ‫ح ّر َر ْ‬ ‫الفن و ليس بذاك ‪ ،‬فآإن الفنون قد ُ‬ ‫ّ‬
‫ن‬
‫ظ هُ ّ‬ ‫ل أهلها ‪ ،‬و تواضعوا على ألفا ٍ‬ ‫بها من قِب َ ِ‬
‫ل الفن ‪.‬‬ ‫اصطلحات لهم يفهمون من خأللها مسائ َ‬
‫المتصدر‬
‫ُ‬ ‫ح للعلم ‪ ،‬و‬ ‫و من هذا أن يعتني الطار ُ‬
‫لنشره _ إن كان أهل ً _ بمتوناهم المعتبرةا ‪ ،‬قال‬
‫العلمة المرعشي الشهير بساجقلي زاده ‪:‬‬
‫) المنقول من سيرهم ‪ ،‬و المتبادر من كلماتهم‬
‫فآي مؤلفاتهم أناهم تناولوا متون الفنون المعتبرةا‬
‫و هي مسائلها المشهورةا ( أهِ )‪.(1‬‬
‫با من الخياناة لِ ) الماناة‬ ‫ض ْر ٌ‬
‫و إهمالها َ‬
‫العلمية ( ‪.‬‬
‫الحديث عن هذا المحل يكون الناتهاءُ‬ ‫ِ‬ ‫و بتمام ِ‬
‫) الماناة‬ ‫صورِ ضياع‬ ‫من تقريرِ ُ‬
‫العلمية ( ‪ ،‬و بيان شيءٍ من مفاسدِ ذلك التضييع‬
‫لها ‪.‬‬
‫القلب‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫و لعل فآي تمامها يكون وَعْظ قائم ِ‬
‫بمراجعةِ النفس ‪ ،‬و محاسبة الذات ‪ ،‬و السعي‬

‫‪ " (1)1‬ترتيب العلوم " ) ص ‪. ( 80‬‬


‫‪22‬‬

‫أكثر و‬
‫َ‬ ‫فآي حفظ ) الماناة العلمية ( من أن تضيعَ‬
‫أكثر ‪.‬‬
‫َ‬
‫عبث‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫صاناهم‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫أهله‬ ‫و‬ ‫العلم‬ ‫الله‬ ‫حمى‬
‫الباطلين ‪.‬‬ ‫العابثين ‪ ،‬و تلعب‬
‫م ‪ ،‬و صلى الله و سلّم على سيدناا و‬ ‫و الله أعل ُ‬
‫نابينا محمد ‪ ،‬و على آله و صحبه ‪.‬‬

You might also like