You are on page 1of 13

‫ُ‬

‫حافظ المذهب‪،‬‬ ‫«‬


‫وصاحب المذهب»‬
‫ُ‬
‫(منهجية التفقه في المذهب الشافعي بعلومه العشرة)‬

‫‪1‬‬
‫«فالن يحفظ مذهب الشافعية »‪ ،‬وقولنا ‪ٌ :‬‬
‫«فالن‬ ‫فرق بين قولنا ‪ٌ :‬‬ ‫َّثم ٌ‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ٌّ‬
‫شافعي» ‪ ،‬فالول يحفظ الفر ع الفقهية على المذهب ‪ ،‬اما الثاني فإن المذهب‬
‫ٌّ ًّ أ‬ ‫أ‬
‫قد اختلط بلحمه ودمه ‪ ،‬ذاك الذي يمكن ان يقال فيه ‪« :‬شافعي» (حقا) ‪ ،‬او‬
‫س شافعي »‬ ‫ف‬‫«صاحب َن َ‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫فقل‬ ‫إن َ‬
‫شئت‬
‫ٍ‬
‫وهذا الختالط ل يحصل بدراسة مجموعة من المتون الفروعية بشروحها ؛‬
‫و أ أ‬
‫إذ دراسة المتون الفروعية بشر حها احد اركان الدراسة ‪ ،‬ولكن يحصل بالدراسة‬
‫أ‬
‫والمطالعة في عشرة علوم على طريقة اهل المذهب ‪ ،‬وهي دراسة المذهب ‪:‬‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫أ‬
‫اصول ‪ ،‬وفروعا ‪ ،‬وقواعد ‪ ،‬وفروقا ‪ ،‬واصطالحا ‪ ،‬وتخريجا للفروع على الصول‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫‪ ،‬وجدل ‪ ،‬وخالفا ‪ ،‬وإفتاء وتنزيال ‪ ،‬وطبقات‪.‬‬
‫أ‬ ‫فدراسة أاصول الفقه ُت َكون لدية َ‬
‫المل َك َة الستنباطية ُوت ْع ِّل ُمه بماخذ الحكام‬ ‫ِّ‬
‫شتات ك ثير من الفروع ُوت ْكسبه َالم َلكةَ‬‫‪ ،‬ودراسة القواعد الفقهية تجمع له َ‬
‫أ‬ ‫ِّ‬ ‫أ‬ ‫ٍ‬
‫الستقرائية للفروع الفقهية ‪ ،‬ودراسة تخريج الفروع على الصول تربط اصل‬
‫المذهب بفرعه ‪ ،‬ودراسة الجدل على طريقة المذهب تكسبه ملكة إقامة الحجة‬
‫ورد الشبهة ‪ ،‬ودراسة تاريخ المذهب واصطالحه تطلعه على طريقة إمامه وتطور‬
‫أ‬
‫مذهبه واشهر رجاله ومحققيه ‪ ،‬ومطالعة ك تب الطبقات تنفث فيه روح المذهب‪.‬‬
‫أ‬
‫وإذا طبقنا ذلك على مذهب السادة الشافعية ؛ فإن الطالب يمكنه ان يستعين‬
‫أ‬
‫ببرنامجين ‪ :‬برنامج دراسة ‪ ،‬وبرنامج مطالعة في تصانيف الصحاب‬

‫‪2‬‬
‫===‬
‫أ ا‬
‫اول ‪ :‬برنامج الدراسة‬
‫===‬
‫أ‬ ‫أ ا‬
‫•اول ‪ :‬في اصول الفقه‪:‬‬
‫أ‬ ‫ر‬ ‫أ‬
‫‪1.‬المرحلة الولى ‪« :‬شرح الجالل المحلي على الو قات» ‪ ،‬وافضل حواشيه ‪:‬‬
‫«النفحات» للجاوي و«الشرح الكبير» و«الشرح الصغير» للعبادي ‪ ،‬ولكن ل‬
‫أ‬
‫يستفيد من هاتين الحاشيتين إل من تمكن في علم المنطق ‪ ،‬وايسرها حاشيتا‬
‫الدمياطي وقليوبي ‪ ،‬وحاشية الدمياطي مطبوعة ‪ ،‬وحاشية قليوبي لها نسخة‬
‫أر أ‬ ‫أ‬
‫خطية في المك تبة الزهرية ‪ ،‬و اي ي ان الطالب يك تفي في هذه المرحلة ب «شرح‬
‫ا‬ ‫أ‬
‫المحلي» ‪ ،‬فإذا اتقنه نظر نظرة سريعة في الحاشية ‪ ،‬ول يتوقف عندها ك ثيرا ‪،‬‬
‫من هللا عليه بشيخ يبسط له الحاشية أاثناء شرحه لشرح المحلي فهو ٌ‬
‫خير‪.‬‬ ‫وإذا َّ‬
‫أ‬ ‫ٍ‬ ‫ا‬
‫طبعا المناهج ليست رياضيات ‪ ،‬يمكن ان يستعاض عن «شرح المحلي على‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الورقات» بشرح ابن إمام الكاملية عليها ‪ ،‬او شرح ابن الفركاح ‪ ،‬ولكن ا ِّفضل‬
‫للطالب شرح المحلي ؛ إذ إنه أايسر أواعمد في التدريس أواحسن ا‬
‫إيالجا في‬
‫المقصود ‪.‬‬

‫وهذه المرحلة ل تتعدى عند الطالب في الغالب ثالثين محاضرة‪.‬‬

‫‪2.‬المرحلة الثانية ‪« :‬اللمع» للشيرازي ‪ ،‬وهو ك تاب نفيس نافع مبارك ميسر ‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬
‫جربت تدريسه اك ثر من مرة ‪ ،‬ورايت بنفسي نفعه في الطلبة ‪ ،‬وهو افضل عندي‬
‫أ‬
‫لب الصول» لشيخ اإلسالم‬
‫الوصول شرح أ ِّ‬ ‫من حيثية سالسة الدراسة من «غاية‬
‫زكريا أالنصاري ‪ ،‬وإن كان شرح الشيخ زكريا أا َ‬
‫عمد واحكم ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫وله شروح مك توبة ك ثيرة تنيف على العشرة ‪ ،‬ولكن اك ثرها مفقود او قليل الفائدة‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫أ‬
‫‪ ،‬واحسن شر حه شرح المصنف نفسه ‪ ،‬فليسعن به الطالب فيما اغلق عليه ‪،‬‬
‫ولكن ل يستغرق معه ؛ إذ إنه مبسوط إلى ٍ‬
‫حد ما‪.‬‬

‫‪3.‬المرحلة الثالثة ‪ :‬شرح المحلي على جمع الجوامع‪ ،‬المسمى ‪« :‬البدر الطالع في‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫حل جمع الجوامع» ‪ ،‬وله طبعة ل باس بها في مؤسسة الرسالة ‪ ،‬وافضل‬
‫حواشيه «حاشية العطار» ‪ ،‬ولكن ل يستفيد منها إل متمكن من علمي المنطق‬
‫ا‬ ‫أ‬
‫والكالم ‪ ،‬وايسر حواشيه حاشية العالمة البناني ‪ ،‬وحواشيه عموما من ناحية‬
‫أ‬
‫التحقيق والتدقيق الصولي قليلة الفائدة مع ندرة الشيخ القادر على فك ك ثير من‬
‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫إشكالتها اللهم إل في اكابر علماء الزهر الماضين او شيوخ ال كراد او جبال‬
‫أ‬
‫داغستان ‪ُ ،‬فا َف ِّضل للطالب ان ل يتوقف عند الحاشية ‪ ،‬وإنما يتقن شرح المحلي‬
‫أ‬
‫على الجمع ‪ ،‬ثم يشرع في مطالعة المهات‪.‬‬
‫الطريق إلى علم أاصول الفقه تر ًّاثيا ا‬
‫خالصا ؛ لما اعترى‬ ‫ُ‬ ‫ثرت ان يكون‬
‫ُ أ‬
‫وقد ا‬
‫تصانيف الزمان من عيوب منهجية واضحة ‪ ،‬مع الهوة الشاسعة في التحقيق بينها‬
‫وبين التصانيف التراثية‪.‬‬
‫أ‬ ‫ا‬
‫طبعا يمكن ان يستعاض عن هذا الك تاب ب «نهاية السول» لإلسنوي ‪ ،‬وهو‬
‫حب إلي ؛ لولوجه في المقصود‬ ‫نفيس ‪ ،‬ولكن «شرح المحلي على الجمع» أا ُّ‬
‫وبعده عن العتراضات ا‬
‫غالبا‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫أ‬
‫الفن وجوامعه إن ارداد التخصص‬ ‫ِّ‬ ‫مهات‬ ‫ا‬ ‫مطالعة‬ ‫في‬ ‫شرع‬ ‫ذلك‬ ‫الطالب‬ ‫تم‬ ‫ا‬ ‫فإذا‬
‫فيه‪.‬‬
‫أ أ‬
‫اما المهات ‪ :‬فيطالع «الرسالة» لإلمام عليه رضوان هللا ‪ ،‬و«التقريب‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫واإلرشاد» للقاضي ابي الطيب ‪ ،‬وهو من انفس تصانيف الفن ‪ ،‬و«المعتمد» لبي‬
‫أ‬ ‫الحسين البصري ‪ ،‬وك ٌ‬
‫ثير ممن بعده نهلوا من تحقيقاته الصولية المحضة ‪ ،‬وله‬
‫‪4‬‬
‫أ‬
‫نص في مقدمته ‪ ،‬و«العدة» للقاضي ابي يعلى‬ ‫تجريد لعلم أالصول عن الكالم كما َّ‬
‫أ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬
‫‪ ،‬وهو نفيس في الستدلل لالصل المرجح من الثر والنظر ‪ ،‬مع صنعة عالية‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫في استخراج الصول من كالم اإلمام احمد رضي هللا عنه ‪ ،‬و«اصول الجصاص»‬
‫أ أ‬
‫‪ ،‬وهو من نفيس تصانيف السادة الحنفية ل سيما في تحقيق اقوال ائمة المدرسة‬
‫أ‬
‫‪ ،‬وكذا في رد اصول السادة الحنفية إلى السلف والستدلل عليها من اثارهم ‪،‬‬
‫مع عناية عجيبة بالتمثيل ل تجدها عند نظيره من تصانيف السادة الحنفية ول‬
‫تصانيف الجمهور‪.‬‬
‫فإذا أا َّتم الطالب هذه أالمهات الخمسة ‪ :‬شرع في «البرهان» للجويني ‪ ،‬ثمَّ‬
‫أ‬
‫«المستصفى» للغزالي ‪ ،‬والك تابان من فتوح علم الصول‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أ‬
‫فإذا اتم هذه السبعة شرع في «اإلحكام» لالمدي ‪ ،‬و«المحصول» للرازي‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫فإذا ا َّتم الطالب هذه التسعة ‪ :‬شرع في مطالعة شروح «المنهاج الصولي»‬
‫هم ما يعتني به الطالب ‪ :‬شرح‬ ‫و«مختصر ابن الحاجب» و«جمع الجوامع» ‪ ،‬أوا ُّ‬
‫السبكيين وشرح اإلسنوي على المنهاج ‪ ،‬وشرح اإليجي والتاج السبكي على‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬
‫الطالب عناية خاصة‬ ‫ول‬
‫أِّ‬ ‫فلي‬ ‫الجوامع»‬ ‫«جمع‬ ‫ما‬‫ا‬ ‫مختصر ابن الحاجب ‪،‬‬
‫ب «تشنيف المسامع» للبدر الزركشي ؛ فإنها نفيس ‪ ،‬وانفس منه شرح العالمة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫اليوسي المالكي على «جمع الجوامع» ‪ ،‬ولو ُكمل هذا الخير لكان انفس ما ُص ِّنف‬
‫على «جمع الجوامع‪» .‬‬
‫ُ‬
‫الطالب َ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫شرع في الجوامع‪.‬‬ ‫هذه امهات التصانيف ؛ فإذا اتمها‬
‫ُ‬
‫الطالب من الجوامع ذوات التحقيق ‪« :‬البحر المحيط» للزركشي‬ ‫هم ما يعتني به‬‫أوا ُّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ ،‬ول مثيل له ‪ ،‬و«كشف السرار عن اصول البزدوي» للعالمة عبد العزيز‬
‫البخاري ‪ ،‬و«شرح الكوكب المنير» للعالمة ابن النجار الحنبلي‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫أ‬
‫مع العلم ان اختيار ك تب المطالعة هنا له معياران ‪ :‬ما ينفع الطالب من حيث‬
‫ا‬ ‫أ‬
‫تحقيق القول في مذهبه ‪ ،‬ثم اإللمام بمذاهب اهل العلم عموما على نحو توسعي‬
‫أ‬
‫‪ ،‬ثم النظر في تصانيف غير مذهبه في الصول ‪.‬‬
‫• ا‬
‫ثانيا ‪ :‬في الفروع الفقهية‪:‬‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫حل الفاظ ابي شجاع» للخطيب الشربيني‪.‬‬ ‫المرحلة الولى ‪« :‬اإلقناع في ِّ‬ ‫‪1.‬‬
‫تاب في المقدمة ‪ ،‬مع علمي بعسر عبارته ا‬ ‫ثرت ان يكون هذا الك ُ‬ ‫أ‬ ‫ا ُ‬
‫غالبا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أ ُّ‬ ‫ولكن هون َ‬
‫عليك ؛ فإني سادلك على ما ييسر لك‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫أ‬ ‫ييسر َ‬
‫لك هذا الك تاب بامرين ؛ بشيخ متقن ‪ ،‬وتصانيف مساعدة‪.‬‬
‫أ‬ ‫فإذا َّ‬
‫من هللا عليك بشيخ متقن للك تاب فقد سهل امرك ‪ ،‬وهناك درس لبعض‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫إخواننا الفاضل المتقنين سبق إعالننا عنه ‪ ،‬فلتنتظم فيه إن اردت‪.‬‬
‫ُ أ‬ ‫أ‬
‫فيمكنك ان تستعين ب «حاشية البيجوري على شرح ابن‬ ‫واما التصانيف المساعدة‬
‫أ‬
‫قاسم الغزي على مختصر ابي شجاع» ‪ ،‬فإنها عبارة عن تيسير لعبارة اإلقناع ‪،‬‬
‫ثيرا بفك مغلقاته ‪ ،‬ولكن‬ ‫كذا فاستعن ب «حاشية البجيرمي» وإن كان ل يعتني ك ا‬
‫ل تحرم نفسك من النظر بال تشتيت ؛ لعلك تجد بغيتك‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫فإن عسر عليك «اإلقناع» ‪ ،‬ل باس = استعض عنه ب «ك فاية الخيار» لتقي الدين‬
‫أ‬
‫الحصني ‪ ،‬وهو ك تاب ميسر منظم المسائل ‪ ،‬واك ثر بضاعته من «الروضة»‬
‫و«المجموع» ‪ ،‬فهو معتمد في الغالب‪.‬‬
‫أ‬ ‫عسر َ‬ ‫فإن ُ‬
‫تاب ميسر في الفقه‬ ‫ٍ‬ ‫بك‬ ‫فاستعن‬ ‫خيار»‬ ‫ال‬ ‫عليك «اإلقناع» و«ك فاية‬
‫الشافعي ‪ ،‬كك تاب «التذهيب شرح متن الغاية والتقريب» للشيخ مصطفى البغا‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ ،‬او ك تاب «المعتمد في الفقه الشافعي» للدك تور محمد الزحيلي ‪ ،‬او ك تاب‬
‫أ‬
‫«التقريرات السديدة» ‪ ،‬والخير مشتمل على العبادات فحسب ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫فإن كنت من محبي حفظ المنظوم ‪ ،‬ول تريد «اإلقناع» ول «الك فاية» ‪ ،‬ول تريد‬
‫ر‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ان تحفظ مختصر ابي شجاع المنثو ‪ ،‬فاحفظ نظم العمريطي له ‪ ،‬المسمى‬
‫«نهاية التدريب» ‪ ،‬وعليه شرح جيد للشيخ الفشني يسمى «تحفة الحبيب في‬
‫شرح نهاية التدريب» ‪ ،‬وله تهذيب جيد للشيخ النوري مسمى ب «تهذيب تحفة‬
‫الحبيب في شرح نهاية التدريب‪» .‬‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫أ أ‬
‫الخالصة ؛ اني احب لك «اإلقناع» إن وجدت شيخا متقنا ‪ ،‬وإل ف «ك فاية‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الخيار» ‪ ،‬وإل فك تاب معاصر ك «التذهيب» او «المعتمد في الفقه الشافعي» او‬
‫محبا لحفظ المنظوم فعليك ب «نهاية التدريب»‬ ‫«التقريرات السديدة» ‪ ،‬وإن كنت ًّ‬
‫و«تهذيب شرح الفشني‪» .‬‬
‫ا أ‬ ‫ًّ‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ولكن على القل في هذه المرحلة ؛ إما ان تنهي ك تابا تراثيا واحدا ‪ ،‬او ك تابين‬
‫أ‬
‫احدهما معاصر تمهد به (كالمعتمد لمحمد الزحيلي) ‪ ،‬والخر تراثي (كك فاية‬
‫أ‬
‫الخيار)‪.‬‬

‫‪2.‬المرحلة الثانية ‪« :‬كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين» للجالل المحلي ‪،‬‬
‫وطبعة المنهاج طبعة جيدة ‪ ،‬وهو ك تاب ٌ‬
‫نفيس ‪.‬‬
‫ولتستعن في فهمه ب «حاشيتي قليوبي وعميرة» ‪ ،‬وكذا ب «حاشية الجمل على شرح‬
‫المنهج» ؛ إذ إن شيخ اإلسالم اختصر شرح المحلي في شرحه ‪ ،‬ولن تجد ك ا‬
‫ثيرا‬
‫يضا ‪ ،‬ومن الحواشي الجيدة التي تعتني بفك مغلقاته‬ ‫من فك مغلقاته مع ذلك أا ا‬
‫نفسه َّقل قبل ربع الك تاب ‪ ،‬ولو‬
‫حاشبة العالمة البكري ‪ ،‬ولكنها مخطوطة ‪ ،‬ثم ُ‬
‫خيرا ا‬‫بدا لكان ا‬ ‫أ‬ ‫َّ‬
‫عظيما‪.‬‬ ‫ظل كما‬
‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬
‫قريبا إن شاء هللا ‪ ،‬اقيد فيها ُمط َلقاته ‪ ،‬واخصص عموماته‬ ‫ٌ‬
‫حاشية تخرج ا‬ ‫ولي عليه‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫حر ُر محال الخالف بين الصحاب ‪ ،‬وابين مواضع الوفاق والخالف بين‬ ‫ِّ‬ ‫وا‬ ‫‪،‬‬
‫أ‬
‫بفك ما يصعب على طالب المنهاج ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يسيرة‬ ‫عناية‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫خرين‬ ‫المتا‬ ‫محققي‬
‫‪7‬‬
‫‪3.‬المرحلة الثالثة ‪« :‬نهاية المحتاج شرح المنهاج» للرملي ‪ ،‬وفي هذه المرحلة‬
‫أ‬
‫المتاخرين (شيخ اإلسالم زكريا أالنصاري‬ ‫يعتني المتفقه بضبط خالفات محققي‬
‫والهيتمي والخطيب والرملي) ‪ ،‬وذلك من خال ل الحواشي التي اعتنت بهذه‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الخالفات ‪ ،‬او الك تب التي افردت هذه الخالفات‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫ا‪ -‬اما الحواشي التي اعتنت بهذه الخالفات فافضلها حاشيتان ‪ ،‬الولى ‪« :‬حاشية‬
‫ا‬ ‫أ‬
‫الشرواني على تحفة المحتاج» ‪ ،‬وهي افضل الحواشي اعتناء بخالفات المحققين‬
‫أ‬
‫الربعة السابق ذكرهم ‪ ،‬وكذا «الحواشي المدنية» للعالمة الكردي ‪ ،‬وهي تشمل‬
‫ربع العبادات فقط‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ب‪ -‬واما الك تب التي افردت هذه الخالفات فاوسعها وافضلها ‪« :‬المنهل النضاخ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫في اختالف الشياخ» للعالمة ابن القره داغي ‪ ،‬وقد جمع فيه (‪ 1814‬مسالة فيها‬
‫أ‬
‫خالف بين الربعة) ‪ ،‬و«إثمد العينين في بعض اختالف الشيخين» لعلي بن‬
‫أ‬
‫احمد بن سعيد باصبرين الحضرمي ‪ ،‬وهو مطبوع ‪ ،‬و«فتح العلي بجمع الخالف‬
‫بين ابن حجر والرملي» ‪ :‬لعمر بن حامد بافرج باعلوي ‪ ،‬وهو مطبوع‪.‬‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫يستبدل «نهاية المحتاج» ب «مغني المحتاج» للخطيب ‪ ،‬او «تحفة‬ ‫ويمكن ان‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫المحتاج» ‪ ،‬والمغني ايسر الثالثة عبارة ‪ ،‬و«التحفة» اعقدها عبارة ‪ ،‬و«النهاية»‬
‫ٌ‬
‫قريب منها‬

‫‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫===‬
‫• ا‬
‫ثالثا ‪ :‬علم القواعد الفقهية‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫« ‪1.‬إيضاح القواعد الفقهية» للح ِّجي ‪.‬‬
‫أ‬
‫السبكي ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪2.‬ثم «الشباه والنظائر» لتاج الدين‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫‪3.‬ثم قواعد العالئي ‪ ،‬المسماة «المجموع ُالمذ َّهب في قواعد المذهب» ‪ ،‬وهذا‬
‫جدا ‪ ،‬وعنده ما ليس عند غيره من مباحث ماتعة‪.‬‬ ‫نفيس ًّ‬

‫===‬
‫•ر ا‬
‫ابعا ‪ :‬علم الفروق الفقهية‬
‫أ‬
‫«الجمع والفرق» للشيخ ابي محمد الجويني ‪ ،‬وهو مطبوع في دار الجيل‪.‬‬
‫===‬
‫أ‬ ‫• ا‬
‫خامسا ‪ :‬تخريج الفروع على الصول‪:‬‬
‫أ‬
‫«التمهيد في تخريج الفروع على الصول» لإلسنوي‪.‬‬
‫أ‬
‫وكذا ل يفوت الطالب ‪« :‬مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الصول» للتلمساني‬
‫جدا ‪ ،‬وفيه مباحث تعدمها عند غيره‪.‬‬‫المالكي ‪ ،‬وهو نفيس ًّ‬
‫===‬
‫• ا‬
‫سادسا ‪ :‬تاريخ المذهب واصطالحاته وبيان المعتمدين وفقه عبارته‬
‫أ‬
‫« ‪1.‬المذهب عند الشافعية» (وهو بحث منشور) للدك تور محمد إبراهيم احمد‬
‫أ‬
‫علي ‪ ،‬وهو – على وجازته – من افضل ما ك تب في هذا الباب‪.‬‬
‫أ‬
‫‪2.‬ثم «المدخل إلى دراسة المذهب الشافعي» للدك تور اكرم القواسمي ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪3.‬ثم مقدمة العالمة الدك تور عبد العظيم الديب رحمه هللا على نهاية المطلب‬
‫إلمام الحرمين ‪ ،‬وهذا فيه خير ك ثير وعنده ما ليس عند غيره ‪.‬‬
‫‪4.‬ثم ‪« :‬الفوائد المدنية» للعالمة الكردي ‪ ،‬و«الفوائد المكية» للسقاف ‪ ،‬وكذا‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫– إن استطاع الطالب تحصيله ‪« : -‬مرشد النام لبر ام اإلمام» للعالمة احمد بك‬
‫ا‬ ‫أ‬
‫الحسيني ‪ ،‬وهو مخطوط في دار الك تب المصرية في اربعة وعشرين مجلدا ‪،‬‬
‫فيه مجلدان مقدمة في الفقه الشافعي ورجاله وتاريخه ‪ ،‬وهو عبارة عن شرح لربع‬
‫أ‬
‫العبادات في «الم» لإلمام الشافعي‪.‬‬
‫ا‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫فن «فقه عبارة المذهب» فقد عقد التاج السبكي رحمه هللا فصول نافعة‬ ‫‪5.‬اما عن ِّ‬
‫أ‬
‫لها في ك تابه «ترشيح التوشيح» بما لم اره لغيره من علماء المذهب مع تطبيقات‬
‫الفن من الفنون التي تحتاج في‬ ‫ا‬
‫مخطوطا ‪ ،‬ول يزال هذا ُّ‬ ‫نفيسة ‪ ،‬لكنه ل يزال‬
‫المذهب خدمة كبيرة ‪ ،‬فهو باب ٌ‬
‫واسع‪.‬‬
‫===‬

‫سابعا ‪ :‬الجدل‬‫• ا‬
‫« ‪1.‬المعونة في الجدل» للشيرازي ‪ ،‬وهو مطبوع‪.‬‬
‫«الم َل َّخص في الجدل» له أا ا‬
‫يضا‪ ،‬وهذا مخطوط ُ‬
‫يطبع ا‬
‫قريبا بإذن هللا‪.‬‬ ‫‪َّ 2.‬ثم ُ‬
‫===‬
‫• ا‬
‫ثامنا ‪ :‬الخالفيات‬
‫أ‬
‫« •الدرة المضية فيما وقع فيه الخالف بين الشافعية والحنفية» لبي المعالي‬
‫الجويني‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫« •الصطالم في الخالف بين اإلمامين الشافعي وابي حنيفة» لبي المظفر‬
‫السمعاني‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫أ‬
‫« •النكت في الخالفيات» لبي إسحاق الشيرازي‪.‬‬
‫===‬
‫ا‬
‫تاسعا ‪ :‬الفتوى والتنزيل‬
‫أ‬
‫•وهو باب مطالعة ‪ ،‬ويستطيع الطالب ان يطالع ‪« :‬فتاوى القاضي حسين» ‪،‬‬
‫«فتاوى البغوي» ‪« ،‬فتاوى ابن الصالح» ‪« ،‬فتاوى النووي» ‪« ،‬فتاوى السبكي»‬
‫‪« ،‬فتاوى البلقيني» ‪« ،‬فتاوى الهيتمي» ‪« ،‬فتاوى الشهاب الرملي‪» .‬‬
‫===‬
‫أ‬ ‫• ا‬
‫عاشرا ‪ :‬طبقات الصحاب‬
‫أ‬
‫•وهذا باب مطالعة ‪ ،‬واروعه ‪« :‬طبقات الشافعية الكبرى» للتاج السبكي رحمه‬
‫هللا ‪ ،‬ثم «طبقات الشافعية» لبن هداية هللا الحسيني ‪ ،‬ثم – إن استطاع ‪-‬‬
‫«طبقات الشافعية» للشيخ عبد هللا الشرقاوي‪.‬‬
‫===‬

‫ثانيا ‪ :‬برنامج المطالعة‬‫ا‬


‫أ‬ ‫الطالب هذا البر َ‬
‫ُ‬ ‫أ‬
‫اسي عك ف على مطالعة ك تب الصحاب ‪،‬‬ ‫نامج الدر َّ‬ ‫•إذا ا َّتم‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫وإنما ر ُ‬
‫تبت ك تب المذهب في المطالعة من المتاخر إلى المتقدم ؛ لن الطالب‬
‫أ‬
‫لن يتمكن من فهم عبارة المتقدم وتحقيق مرادها إل بعبارة المتاخر الجامعة‬
‫لزبدة ما ك تب المتقدمون ‪ ،‬وكذا لن يتمكن من فهم عبارة اإلمام الشافعي رضي‬
‫أ‬
‫هللا عنه إل بالطالع على طرائق اصحابه في فهم عبارته ‪ ،‬وهذا ل يعني تقديم‬
‫أ‬
‫عبارة المتاخر على عبارة المتقدم ‪ ،‬بل في عبارة المتقدم التحرير والبركة ‪ ،‬ولكن‬
‫نن الموصل إلى التحقيق ‪ ،‬فإذا وصل إلى عبارة المتقدم فيحرر هو‪.‬‬ ‫الس ُ‬
‫إنما هو َ‬
‫‪11‬‬
‫•ويمكننا تقسيم هذه الك تب إلى خمس طبقات‪:‬‬
‫الطبقة أالولى ‪ :‬تصانيف أائمة التنقيح الثاني ‪ ،‬وهم شيخ اإلسالم زكريا أالنصاري‬
‫والهيتمي والخطيب والرملي‪.‬‬
‫يح ْين ‪ ،‬وهي التصانيف التي ك تبت على‬ ‫الطبقة الثانية ‪ :‬تصانيف ما بين َّالت ْن ِّق َ‬
‫ك تابي «الشرح الكبير» للرافعي و«الروضة» للنووي ‪ ،‬ولم يطبع منها إل «المهمات‬
‫في شرح الرافعي والروضة» لإلسنوي ‪ ،‬وقد ك تب الشافعية تصانيف ك ثيرة في رد‬
‫ُ‬ ‫أ‬
‫نقود اإلسنوي على الشيخين ‪ ،‬واجمعها ك تاب تلميذه ابن العماد المسمى‬
‫ب «التعقبات على المهمات» ‪ ،‬وك تاب «خادم الرافعي والروضة» للزركشي ‪ ،‬ول‬
‫يزال في عداد المخطوط ‪ ،‬ولكن نسخهما الخطية ك ثيرة متوافرة في الظاهرية‬
‫وغيرها ‪ ،‬ومن نظر في «الخادم» مع «المهمات» ك فاه عن كل تصانيف المرحلة‬
‫‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الطبقة الثالثة ‪ :‬تصانيف ائمة التنقيح الول ‪ ،‬وهما الرافعي والنووي ‪ ،‬واهمها ‪:‬‬
‫«العزيز شرح الوجيز» و«الشرح الصغير» ‪ ،‬و«روضة الطالبين» ‪« ،‬المجموع»‬
‫و«التحقيق‪» .‬‬
‫أ‬
‫الطبقة الرابعة ‪ :‬تصانيف ائمة الطريقتين (الخراسانيين والعراقيين) والجامعين‬
‫بينهما ‪ ،‬ك «الحاوي الكبير» للماوردي ‪ ،‬و«التهذيب» للبغوي ‪ ،‬و«المهذب»‬
‫و«التنبيه» للشيرازي ‪« ،‬نهاية المطلب» إلمام الحرمين ‪« ،‬الوسيط» للغزالي ‪،‬‬
‫وفي هذه الطبقة تصانيف ك ثيرة لم تطبع بعد ؛ ك «اإلبانة» للفوراني ‪ ،‬و«تتمة‬
‫أ‬
‫اإلبانة» للمتولي ‪ ،‬و«التعليقة» للقاضي ابي الطيب ‪« ،‬الشامل» لبن الصباغ ‪،‬‬
‫أ‬
‫وهي انفس من ك ثير مما طبع ل سيما «التعليقة» و«التتمة‪» .‬‬
‫أ‬
‫الطبقة الخامسة ‪ :‬تصانيف إمام المذهب وما رواه الصحاب عنه رضي هللا عنه ‪،‬‬
‫أ‬
‫ك «الم» و«مختصر المزني» و«مختصر البويطي» وغيرها‪.‬‬
‫===‬
‫‪12‬‬
‫أ‬
‫ول تستك ثر ذلك اخي الحبيب ‪ ،‬وتذكر قولة إمام الحرمين رحمه هللا للغزالي ‪،‬‬
‫ُ أ‬ ‫أ‬
‫حينما قال له ‪(:‬يا فقيه) ‪ ،‬فراى في وجهه التغير ؛ كانه استقل هذه اللفظة على‬
‫مكانا وجده ا‬
‫مملوءا بالك تب ‪ ،‬فقال له‬ ‫ففتح ا‬‫نفسه ‪ ،‬فقال له ‪ :‬افتح هذا البيت ‪َ ،‬‬
‫أ‬
‫‪ :‬ما قيل لي ‪( :‬يا فقيه) حتى اتيت على هذه الك تب كلها‪.‬‬
‫أ‬ ‫ولتكن َ‬
‫لك َّهمة كهمة النووي رضي هللا عنه إذ قال ‪( :‬ينازعونني في الوسيط ‪ -‬اي‬
‫أُ أ‬
‫‪ :‬للغزالي ‪ -‬وقد قراته اربعمائة مرة)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫أ‬
‫واعلم ان من علم شرف ما يطلب يسر له كل عسير ؛ إذا عقد قلبه على اإلخالص‬
‫‪.‬‬
‫واتقوا هللا ‪ ،‬ويعلمكم هللا‪.‬‬
‫حساب‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وفضل هللا واسع ‪ ،‬وهللا يرزق من يشاء بغير‬
‫===‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫نسال هللا ان يرزقنا وإياكم اإلخالص في القول والعمل ِّ‬
‫والسر والعلن ‪ ،‬وان‬
‫يهدينا وإياكم سواء السبيل‬

‫‪13‬‬

You might also like