Professional Documents
Culture Documents
الاجازة
الاجازة
مقدمة
المطلب الثاني :االجازات المتبادلة بين العلماء الجزائريين وعلماء المغرب االقصى وتونس
المطلب الثالث :االجازات العلمية المتبادلة بين العلماء الجزائريين وعلماء المشرق
خاتمة:
مقدمة
المبحث األول :ماهية االجازة العلمية
اإلجازة مصدر واصلها ادواز تحركت الواو وتوهم انفتاح ما قبلها فانقلبت الفا وحذفت احدى
االلفين االلتقاء الساكنين فصارت اجازه وهي مشتقه من الفعل جوز ويقال جثه الموضع اي سرت فيه
واجزته خلفته وقطعته واجزته انقذته والجواز الماء الذي يسقاه المال من الماشي او الحرث ونحوه وقد
اس تجزت فالن ا فاج ازني اذا س قاك م اء الرض ك او مش يتك اص طالحا يعت بر مص طلح االج ازه من
المص طلحات الكث يره المت داول في الت اريخ الفك ري الن الى ان مفهومه ا يختل ف ب اختالف مج االت
استعمالها ويمكن حصر مفاهيمها وفق وفقا لذلك كما يليب االجازه في الشعر اال هي ان يكون الحرف
ال ذي يلي ح رف ال راء مض موما ثم يكس ر او يفتح ويك ون ح رف ال روي مقي دا وقي ل انه ا تع ني ان تتم
مصراع غيرك.
اإلجازة الصوفية هي ان يؤذن الشيخ احدى طرق الصوفية لمريديها بالخالفة او بالتاج او ان يأذن له
في تلقين اورادها للمريدين او في التربية التعليم واالرشادي وفق تعليم تلك الطريقة.
اإلج11ازة األدبي11ة اطل ق بعض الدارس ين ه ذا المص طلح على اإلج ازة ال تي تك ون الم ادة به ا في االدب
العربي ومن ذلك استعمل فرج محمود فرج عبارة اإلجازة العلمية واألدبية.
المطلب الثالث :خصائصها
من خالل اإلجازات العلمية التي وقعت بين يدي -ومنها النماذج الواردة في هذا الفصل توصلت إلى
بعض خصائص اإلجازة شكال ومضمونا أو من ناحية البناء والصياغة األدبية.
يقص د بالبني ة أو البني ة النموذجي ة تل ك الوح دات والفق رات ال تي تتش كل منه ا اإلج ازة العلمي ة بنوعيه ا
النثرية والنظمية ،والبنية التي سوف نوردها تخص اإلجازة بالرواية وإ جازة القراءة بالدرجة األولى -
األكثر تداوال في العهد العثماني -وهما تختلفان في بعض التفاصيل عن بقية اإلجازات العلمية ،حيث
تديل اإلجازة بالقرآن الكريم بشهادات العدول والقاضي ،كما تديل اإلجازة بالفتوى والتدريس في بعض
األحي ان بش هادات الع دول ،واقتص رت على الن وعين الم ذكورين ،ألن ني لم أتمكن من إدراج نم اذج من
بقية أنواع اإلجازات ،والعناصر األساسية لإلجازة هي:
1مطلع اإلجازة ويشمل البسملة والحمدلة ،والتصلية على النبي -عليه الصالة والسالم.
-5اإلق رار باإلج ازة ويتض من التص ريح به ا ،وق د يس بق أو يتب ع بس ند مروي ات المج يز وش يوخه أو
مؤلفاته.
6ختم اإلجازةُ :ي فتتح عادة بعبارة قاله وكتبه فالن » « ،هذا خط فالن أو ما شابهه ليكتب المجيز غالبا
اسمه وتاريخ اإلجازة ،ويعقب ذلك بالصالة على النبي المصطفى – عليه الصالة والسالم.
ه ذا ه و الهيك ل ال ذي ك ان س ائدا خالل العه د الم درس) ،ولكن بعض تل ك العناص ر لم تتس م بالثب ات
واالستقرار ،وإ نما كانت تتغير ،إما عن طريق التعديل أو الحذف أو التقديم والتأخير؛ وقد تتداخل هذه
العناصر مع بعضها البعض .وهن اك بعض االختالف بين اإلجازات النثرية والنظمي ة من حيث البنية،
فقد كان الشيوخ يحتفظون بجل العناصر في إجازاتهم النثرية ،مع خضوعها للترتيب ،بينما لم يتقيدوا
بها بشكل كبير في إجازاتهم النظمية ،ألن ذلك يتم على حساب الوزن واألسلوب في بعض األحيان.
فأما من حيث المطلع» ،فإننا نكاد تجد كل اإلجازات النثرية تحتوي على البسملة والحمدلة والتصلية،
في حين خلى منهـا عـدد غير قليل من اإلجازات النظمية ،وقد أورد المقري الحمدلة والتصلية في عدد
كبير من إجازاته ،وافتتح أخرى بالتصريح باإلجازة مباشرة على هذا الشكل أجزت فالن أو ما شابهه
وافتتح إح داها بمطل ع طللي ،وه و م ا نج ده في إجازت ه للش يخ ت اج الع ارفين التونس ي ،أم ا الش يخ يحي
الشاوي فكان يقدم إلجازاته
النظمية بمطلع نثري ال يتجاوز سطرين .وقد أشاد بعض المجيزين بفضل العلم ،واستعرضوا فهارسهم
وأس انيدهم وش يوخهم ومؤلف اتهم في إج ازتهم النثري ة في حين أهم ل ذل ك في ج ل اإلج ازات النظمي ة،
وأكثر من حرص على ذكر أسانيده في إجازاته النظمية الشيخ أحمد المقري.
أما فيما يتعلق باإلقرار باإلجازة» الذي هو محور الموضوع فال يمكن ألي مجيز االستغناء عنه وإ ال
لما سمي النص إجازة ،وقد ختمت جل اإلجازات بعناية تامة الحتوائها ولو بإيجاز على تاريخ اإلجازة
واس م الش يخ المج يز ،ومم ا انف ردت بـه بعـض اإلج ازات ،تق ديم وص ية للمج از ل ه بتق وى اهلل وباألمان ة
العلمية ،كما هو الحال في إجازت الشيخ محمد الجاللي لبعض تالمذته.
ُيقصد بالصياغة األدبية تلك األساليب المستخدمة في اإلجازات العلمية ،بحيث كان جل شيوخ اإلجازة
ُي لمون إلماما كبيرا بأنواع من المعارف ،أهمها العلوم اإلسالمية ،باإلضافة إلى براعة بعضهم البالغي ة،
وله ذا اكتس بت بعض اإلج ازات قيم ة أدبي ة ،والمتمثل ة في تل ك الص ياغة البليغ ة ال تي ص يغت به ا ،على
الرغم من موضوعاتها العلمية المشيمة بالطابع الديني.
وتأثرت اإلجازة من هذه الناحية بالعصر ،وطبعت بطابعه واكتسبت خصائصه األدبية ،فسلك المجيزون
في إج ازاتهم -في العص ر ال ذي ندرس ه مس لك الس هولة في اللف ظ والوض وح في العب ارات ،وتجنب وا
اس تعمال الكلم ات الغريب ة والمهج ورة ،كم ا امت ازت معانيه ا وأفكاره ا بالس هولة والوض وح ،وهي ل ذلك
تبدو سطحية ،ورغم بعدها عن التكلف والتعقيد ،فإن حرص بعض الشيوخ على تحقيق الوزن والقافية
في إجازاتهم النظمية ،جعلهم يلجؤون إلى التركيب ،فجاءت لذلك بعض عباراتها معقدة .ونظرا لطبيعة
الموض وع طغى على اإلج ازة األس لوب الخ بري المالئم لإلق رار بالحقيق ة دون اإلنش ائي ،وُيالح ظ في
أساليب النماذج الواردة اعتراض بعض الجمل الدعائية التي يقتضيها المقام ،خاصة الدعاء للمجاز له
ب التوفيق والس داد في أعمال ه .وق د أك ثر المج يزون من الوص ف المتمث ل في تحليـة المجـاز لـه والثن اء
عليه ،إذ يسترسل بعض الشيوخ في وصف المجاز بكثير من الصفات وهذا عند ذكره ألول م رة ناهي ك
عن الصفات التي يذكرها كلما ذكر اسمه ،ومهما يكن من أمر فإن تلك الصفات الكثيرة قد تدخل في
باب المبالغة في المدح ،حيث أكثر بعض المجيزين من استعمال صيغ المبالغة والتفضيل.
اما على مستوى الجمل واأللفاظ فإنه من الطبيعي أن تؤدي المعاني الجزئية التي ينبني عليها الموضوع
غرض ا يخدم ه ،فاأللف اظ ال واردة في اإلج ازات تحم ل مع اني علمي ة وديني ة ،ومن أكثره ا ورودا
االصطالحات التالية :الرواية الدراية ،اإلسناد ،الفهرس االستدعاء وغيرها.
وإ ذا انتقلن ا إلى مس توى الجم ل في بن اء وح دة الموض وع ،نج دها جمال متش بعة بالمع اني الديني ة ،وله ذا
اس تعان بعض الش يوخ في ص ياغة إج ازاتهم ب القرآن الك ريم والح ديث الش ريف إقام ة للحج ة وإ يض احا
للبره ان وه ذا االقتب اس إم ا أن يك ون لالستش هاد أو يك ون اقتباس ا معنوي ا أو لفظي ا ،حيث يقتبس الك اتب
التع ابير والجم ل من ص يغة اآلي ات واألح اديث ومـن معانيهم ا ،وك ان الش يوخ يح افظون دوم ا على
س جعاتهم وهم يقتبس ون ،وه ذا إلب راز مق درتهم ومه اراتهم الفني ة ،وبعب ارة أخ رى ك انوا يقتبس ون من
1
األسلوب القرآني واألسلوب النبوي ما يغذون به أسلوبهم .
وأما حين كان الشيخ يتجاوز أسلوب الحقيقة في التعبير عن أفكاره ومعانيه إلى أسلوب المجاز ،نراه
يعتم د في تل ك األفك ار والمع اني على طائف ة من االس تعارات والكناي ات والتش بيهات ،وق د تم توظيفه ا
بشكل ملفت لالنتباه في بعض اإلجازات النظمية ،كما هو الحال في مطلع إجازة الشيخ سعيد المقري
ألحمد بن القاضي وفي مطلع إجازة الشيخ أحمد المقري لتاج العارفين ،بينما لجأ إليه البعض اآلخ ر في
مواض ع مح ددة وهي الم دح والثن اء على المج از ل ه بالخص وص ،أم ا في اإلج ازات النثري ة فلم ُيوظ ف
البي ان بش كل كب ير ،ع دا الش يخ عيس ى الثع الي ال ذي أس رف في ه في إجازت ه لمحم د العيث اوي الدمش قي.
والمالحظ أن عددا قليال فقط من الشيوخ هم الذين كتبوا إجازاتهم بكالم مرسل ،ومن اإلجازات القليلة
ال تي وردت بكالم مرس ل إج ازة الش يخ محم د الس عدي أبهل ول للش يخ يحي الش اوي ،بينم ا لج ا ش يوخ
آخ رون إلى فن ون اللغ ة واألدب فخ رجت إج ازاتهم من الكتاب ة العادي ة إلى الكتاب ة الفني ة ،ول ذلك القت
بعض اإلجازات إعجابا من طرف العلماء ،وربما كتبوا عليها تقاريظ كما فعل الشيخ أحمد المقري حين
1
اإلجازة ضمن مجموع رقم 335 :مصطلح الحديث ،دار الكتب المصرية ص ،ص34 ،33 :
قرظ إجازة الشيخ العلمي لبعض أهل مصر وقد استغل علم البالغة بشكل ملفت لالنتباه ،سيما الفنون
البديعية ،واتبع المجيزون األسجاع الكثيرة ،وكانت الغاية منه إلى جانب الجناس تحقيق غاية صوتية،
وهي إرضاء الحاسة الذوقية السمعية.
وتجدر اإلشارة إلى أن اإلسراف في استخدام المحسنات البديعية بدأ خالل العصر العباسي الثاني؛ أي
منذ القرن له وظل الكتاب مفتونين باستعماله خالل العهد العثماني ،حتى كانت عناوين مؤلفاتهم ال تخلو
من السجع.
وأول م ا يس ترعي النظ ر في أس لوب اإلج ازات النثري ة .ومنه ا النم اذج ال تي س وف نورده ا أن ج ل
عباراتها مسجوعة ،فقد اهتم الكتاب في العهد المدروس باأللفاظ واألساليب ،فأكثروا من الزينة اللفظية،
والمحس نات البديعي ة من س جع وجن اس وطب اق ،ويب دو في اإلج ازات التص نع والتكل ف إلظه ار المق درة
اللغوي ة فج اءت عباراته ا مرس لة س محة حين ا ،ومص نوعة متكلف ة حين ا آخ ر بحيث فتن الكت اب بالس جع
الذي يالزم اإلجازة من أولها إلى آخرها ،عدا الفقرة المخصصة لذكر المشايخ وسرد المرويات ،فترد
في أغلب األحيان بأسلوب مرسل؛ خال تقريبا من األسجاع .أما اإلجازات النظمية فقد قل فيها البديع،
ولج أ الش يوخ إلى اختي ار األوزان الطويل ة غالب ا ،باإلض افة إلى ال تزام جلهم بالقافي ة ففي النم اذج ال تي
سوف نوردها نجد ثالث إجازات مقفاة ،إال إجازة المقري لحنيف الدين المكي ،حيث تخلى هذا األخير
عن القافية ،ولكنه جعل صدر کل بیت و عجزه پنتهيان بنفس الحرف وهذا ما يعرف بالتصريح.
والحاص ل أن القيمة األدبي ة لإلجازة تكمن في استخدام بعض المجيزين على األقل -األس اليب الراقية
في إج ازاتهم وانتق اء فص يح األلف اظ وص وغها في عب ارات بليغ ة ،علم ًا أن اإلج ازة ابن ة بيئته ا ،فهي
بالتالي مرآة للعصر الذي كتبت فيه ولملكة صاحبها في الشعر واألدب ،فعادة ما تبرز إجازات األدباء
المه رة قطع ا نثري ة فري دة ،وك ذلك ت رد إج ازات فطاح ل الش عراء النظمي ة ،أم ا بالنس بة للعه د العثم اني،
فاإلجازة مرأة جلية لـه حيث فتن الكتاب والمصنفون آنذاك بالمحسنات البديعية ،والتزام السجع ،ونفس
الشيء ُيقال عن اإلجازت النظمية ،والتي ال يمكن تصنيفها ضمن الشعر القوي الذي حفلت به القرون
اإلسالمية األولى.
عرفت اإلجازة العلمية تطورا كبيرا منذ ظهورها الى العهد العثماني فافردت تبعا لذلك انواعا جديده
وبرزت في صور واشكال عديده وهذا ولهذا فليس من الممكن ايجاد تعريف يشمل كل انواعها اذ لكل
نوع منها مفهوم دقيق خاص به وكل ما يمكن تعريفها به بانها اذا من شيخ لطالب علم او لعالم اخر في
رواي ة الح ديث الش ريف او الفقهي او الت اريخ او غيره ا من العل وم او هي اذا في ت ولي منص ب م ا
كالفتوى وتدريسي وغيره وعليه فإنما يجمع انواعها تحت مفهوم واحد هو انها اذا في امر يتعلق بالعلم
وس وف يتم تحدي د مفه وم ك ل ن وع منه ا في موض عه على ال رغم االختالف الكب ير بين ان واع اإلج ازة
العلمية في شروط تحصيلها فإنها تشترك في مكانه ما تحتها حيث يشترط ان يكون الشيخ المجيز من
اعي ان العلم اء في عص ره ومن اك ثرهم فض ال وش هره فال يمنحه ا ع الم مغم ور لع دم اقب ال الطلب ة في
الغالب اال على فطاحل العلماء فالشهره لذلك مقياس لكفاءة العالم واعتراء االعتراف له بالفضل والتقدم
خاصه في العلوم التي يشتهر بها
لقد كان االختالف في شروط االجازات العلمية سببا في اختالف العلماء في التشدد والتسامح في منحها
وبالجملة فقد كانت الطلبة كان الطلبة يفتخرون باجازه من عرف عنه التشدد فيها من ذلك افتخار طلبت
بجاية ابان القرن السابع للهجرة بإجازة االستاذ احمد بن محمد المعافري المتقن لعلم القراءات وكان هذا
االخ ير ال يتس امح في اإلج ازة بوج ه وال يمكن منه ا اال بع د التحص يل ومن ظف ر به ا من الطلب ة فق د
وصل الى المرتبة العليا وانواع اإلجازة العلمية هي اإلجازة بالرواية وهي اذن من الشيخ للطالب بخطه
او بلفظه او بهما معا ليؤدي عنه مروياته من غير ان يسمع ذلك منه او يقرأه عليه فيؤدي عن ه بموجب
ذلك االذن في اي علم من العلوم وغالبا ما تكون المادة المجاز بها حديثا نبويا وهذا االذن ليس شهاده
تعليمي ه يس تدل به ا وهي عن د علم اء المص طلح طري ق من الط رق الثماني ة لتحم ل الح ديث وادائ ه وق د
ظهرت كطريقه للتحمل قبل عصر التدوين ومن اقدم االجازات الشفهية التي عثر عليها مرواه يشرب
بن نهي ك حين ق ال كتبت عن ابي هري ره كتاب ا فلم ا اردت ان افارق ه قلت ي ا اب ا هري ره اني كتبت عن ك
كتابا فارويه عنك فقال نعم ارويه عنه عني ويعود اقدم ما عثر عليه من االجازات الكتابية التحريرية
الى س نه 276هج ري 889ميالدي اذا وج د بخ ط احم د بن ابي خيثم ه م ا ص ورته ق د اج زت البي
زكري ا يح يى بن مس لمه ان ي روي ع ني م ا احب من كت اب الت اريخ واذنت ل ه في ذل ك ولمن احب من
اصحابه فان احب ان تكون اإلجازة الحد بعد هذا فانا اجزت له ذلك بكتابي هذا ولما كانت تلك اإلجازة
مج رد اذن في الرواي ة ال س مع له ا في ه وال ق راءه من لف ظ الش يخ فق د اع ترض بعض المح دثين الق دماء
عن اعتماده ا كطريق ه من ط رق نق ل الح ديث وتحمل ه ولكن الش روط ال تي اش ترط المح دثون توفره ا
اض عفت من اعتراض ات ه ؤالء ويح دد عثم ان بن عبد ال رحمن الش هرز المع روف ب ابن الص الح جمل ه
من الش روط ال تي يجب تحققه ا لص حه اإلج ازة بقول ه انم ا تستحس ن اإلج ازة اذا ك ان المج يز عالم ا بم ا
يج يز والمج از ل ه من اه ل العلم ألنها توس ع وت رخيص يتأه ل ل ه اه ل العلم بماس يس ح اجتهم اليه ا كم ا
اضعف من حجج المعرضين لها زوال االسباب الداعية الى حصر نطاقها بعد شيوع التدوين وظهور
كتبي الحديث كالصحاح وكتب السنن األربعة وثبوت طريقه الجرح والتعديل للرواة فأصبحت اإلجازة
من الط رق المقبول ة لنق ل الح ديث وتحمل ه بين المح دثين من الوس ائل الش ائعة بينهم واإلج ازة بالرواي ة
اكثر انواع اإلجازة العلمية تداول وقد استعملت اوال في الحديث النبوي ثم توسع العلماء في االجازات
فمنحوه ا لك ل ط البي الرواي ة في الفق ه والت اريخ واالدبي وغيره ا من العل وم ولم ا ك ان الغ رض منه ا
الحفاظ على اتصال سند المروية وليس ابراز المستوى العلمي للمجازي له كان كل ما يشترطه الشيخ
المجيز في المجاز له هو األمانة في اداء ونقل ما ابح له روايته ونظرا لتعرف شروطها بين العلماء
اعتاد على كتابه عبارات تدل على ذلك في اجازاتهم نحو بشاراتها المعتبر عند اهل االثر او م ا ش ابهها
ومنهم من اجمل شروطها في عبارات معجزه نحو البراءة في التصحيف والتحريف والصدق واألمانة
والتحري وعلى الرغم من ان اإلجازة بالرواية ليست شهاده يستدل بها على كفاءه حاملها فقد كانت لها
مكانه عظيمه عند المسلمين حتى ان منهم من حدق اجازته بالذهب كما كانت لهم رغبه ملحه في نواله ا
وقد اكتسبت اإلجازة هذه المكانة لدورها الكبير في حفظه السند الحديث النبوي الشريف الذي هو من
خصائص هذه االمه فعلم الحديث يحتاج الى اتقان الرواية قبل الدراية وثبت في اول صحيح مسلم في
بيان ان االسناد من الدين عن عبد اهلل بن المبارك االسناد من الدين ولوال االسناد لقال من شاء من ش اء
ولم تقتص ر مهم ه اإلج ازة على حمض س ند الح ديث ب ل س اعدت على حف ظ س نه الكتب ال تي ال تمت
للحديث بصلة
اختل ف علم اء الح ديث في اقس ام ه ذه اإلج ازة بين 6و 9اقس ام وهي اإلج ازة الخاص ة وهي ان يج يز
معين لمعين في معين مثل ان يقول المجيز اجزت لك الكتاب الفالني وهي اعلى انواع اإلجازة
اإلج11 1ازة العام11 1ة اإلج11 1ازة لمعين في غ111ير معين وهي ان يج يز لمعين على العم وم واالبه ام اي دون
تخصيص وال تعيين لكتب واحاديث كان كان يقول المجيز اجزت لك او لكم جميع مسموعاتي او جمي ع
مرواياتي او غير ذلك ولكون المجاز بها مبهما فقد وقع الخالف بين العلماء في جوازها ولكن الجمهور
على تجوي د الرواي ه به ا وهي اك ثر االج ازات العلمي ه ش يوعا الن المج يز في الغ الب ال يكتب االج ازه
للطالب اال عندما ينهي الدراسه عليه ويحزم على السفر ان كان من بلد اخر فتشمل العلوم التي قراها
الطالب فعال والتي لم يقراها تاكيدا لثقه في تحصيله ودفعا به للخوض في العلوم االجازه للعموم يكون
التعميم في المجاز له سواء عين المجاز به او اطلق كانه يقول المجيز اجزت للمسلمين او اجزت لكل
احد او اجزت لمن ادرك زماني وما شابه ذلك وقد اختلف العلماء في جوازها
اإلج11ازة للمع11دوم يش ترط في ص حتها ان يك ون المع دوم تابع ا لموج ود كان ه يق ول المج يز اج زت ك ذلك
لفالن مع اوالده ونسله وعقبه حيث اتوا في الحياه المجاز وبعدها او لطلبه العلم ببلدي كذا متى كانوا
اجازه المجاز كان يقول الشيخ المجيز اجزت لك مجازاتي او رواية ما اجز لي او ماء بحليل روايته
والواق ع ان بعض اقس ام االج ازه برواي ه باس تثناء اإلج ازة الخاص ة واإلج ازة العام ة اج ازات ص وريه
تس هل بعض ش يوخي في منحه ا قص د الت برك والتش ريفية ونش ر الس نه على اوس ع نط اق باعتب اره من
خص ائص ه ذه االم فق د ج ار العم ل باالج ازه مراس له من ذ العه ود المتقدم ه حيث ك ان اعالم ه ذه االم ه
يستجيزون االشياء االخيار عند تعذر اللقاء بين الديار ومن ذلك استجازتي العالمة االديب ابو الحسن
حازم بن محمد صاحب المقصورة مراسله الشيخ وجيه الدين منصور فأجاب هذا االخير طلبه
االستجازة يسمى طلب اإلجازة في المصطلحي االستجازة او االستدعاء ويكون لفظا او كتابه شعرا او
نصرا او ما معا ولقد لجا الطلبة العلم الى استعمال االحتجازات الشرعية منذ القرن الرابع للهجرة كما
لج ا الش يوخ انفس هم الى كتاب ه اإلج ازة ش عرا وذل ك ردا على االيج از الش عرية من ب اب المراع اة في
الجواب حتى ال يكون الشيخ اقل من تلميذه في الخطاب ويستحب ويستحب ان يكون المستجيز من اهل
العلم
االجازات التعليمية ال يمكن للطالب تحصيل اي نوع من االجازات التعليمية اال بعد القراءة على الشيخ
او السماع منه وانواعها هي اجازة القراءة وتعرف ايضا باإلجازة باإلقراء وقد كان األساتذة في القرون
اإلسالمية االولى يكتب للطالب ما يفيد بانه اتم عليه قراءه الكتاب المعين او الكتب المعينه في صدر او
في ذي ل الكت اب المق روء ويرج ع ظهوره ا الى الق رن الراب ع الهج ري بحيث وج دت اج ازه اق را البي
القاس م احم د بن ف ارس مؤرخ ه في س نه 372هج ري وهي مس جله على نس خه مخطوط ه من كت اب
اص الح المنط ق البن الس كيت المتواج دة في مكتب ه المنص ور وعلي ه فق د ب دات ب اإلقرار بق راءة الط الب
دون ذك ر لكلم ة اإلج ازة ثم ص ار الش يوخ يقرن ون اثب اتهم ق راءة الط الب للكت اب بإج ازة روايت ه وح تى
اجازته بغيره مما لم يقرا عليه
اجازات السماء وتسمى السماعات في احيان كثيرة وهي وثيقة مكتوبة في اخر الكتاب المقروء او في
مقدمته تنص على ان الكتابة قد سمعه على منصفه على شيخ عالم الثقة واحد او كثيرون وهذا ليكون
الحقل لكل من ورد في السماء في رواية الكتاب فقد ظهرت سماعاته في القرن الخامس للهجرة نتيجة
لتأس يس الم دارس وله ذا عم د العلم اء الى اثب ات في ص در او في ذي ل الكت اب المق روء والمتواج د في
مكتبة المدرسة او المسجد اسماء الذين سمعوه على الشيخ المدرس ثم يحفظ الكتابة بعد ذلك في المكتبة
في كل مره يسمعوا فيها الكتاب اناس وطلبه يثبتون اسمائهم طبقات ويتضمن نصف اجازة السماعة
اسم المسمع واسماء السامعين ثم اسم القارئ واليه اسم كاتب السماع
االج11ازه ب11القران الك11ريم تتم يز اإلج ازة ب القران الك ريم او اإلج ازة ب القراءات القرآني ة عن غيره ا من
االجازات بما يسبقها من امتحان طويل االمد صعب التحضير الذي ينال الطالب بعد ذلك اجازة استاذه
مكتوب ة في الغ الب على ال ورق ومذيل ة بش هادات الع دول غ يرهم على الش يخ المجي د وترج ع اق دام
النصوص الموجود منها الى ما بين القرنين الخامس والسادس الهجريين 11الى 12ميالدي
اجازة التصدير كان بعض الشيوخ يأذنون لتالمذتهم في تولي بعض المناصب العلمية والدينية ويكتبون
لهم اج ازات ب ذلك م ع ان ت ولي ه ذه المناص ب لم يكن يحت اج الى اج ازات فيه ا االج ازات بالفتي ة
والتدريس لقد جرت العادة انه اذا تأهل بعض اهل العلم للفتيه والتدريس يأذن له شيخه في ذلك ويحرر
ل ه وثيق ه يش هد ل ه فيه ا بتحص يله العل وم المعين ة واس تحقاقه للت دريس ومش اكله وهي ال تتطلب امتح ان
مسبقا بل يكتفي الشيخ بما يعرفها عن المجادلة ولم تعرف هذه االجازات في القرون اإلسالمية االولى
فكان اذا رغب طالب في التدريس فان ذلك متوقف عليه لما يراه في نفسه من كفاءه ونظرا لصعوبة
المسائل التي كان يثيرها الطلبة اثناء الدرس كان الطلب يتردد الطالب يتردد كثيرا قبل ان ينقل نفسه
من مجلس التعلم الى مجلسي التعليم ويظهر انها لم تكن كثيره تداول في بالد المغرب في القرن الثامن
للهجرة
اإلجازة بالخط الكتابة اهم وسيله لتسجيل االفكار واالخبار وتحصيل العلوم وتقويه ملكتها في االنسان
كما ان الخط من جمله الصنائع التي يكتسبها االنسان بالتعلم وترتبط جودته بتقدم العمران فتكون في
االمص ار الخ ارج عمرانه ا عن الح د ابل غ ه و احس ن وت ؤثر ج وده الخط ف المتعلم ل ه اذا تع رض لدي ه
رتب ه العلم والحس في التعليم وت أتي ملكت ه على اتم الوج وه وق د ك ان اتق ان الخ ط غالب ا م ا يع ود على
صاحبه بالشهرة وكان على الراغب في الحصول عليها ان يدرس اصول الخط العربي على احد أس اتذة
الخط بعد ان يتقن الكتابة ويحسن انواعها وفق اصولها وقواعدها يكتب له استاذ باإلجازة كما تمنح هذه
االيجاز للخطاط الذي احسن تقليد خطوط األساتذة الخط ومشاهيره.
اج11ازة بالت11أليف اعت اد بعض العلم اء على ع رض مؤلف اتهم او قص ائدهم ال تي اج ادوا فيه ا على مش ايخ
العصر فيكتب لهم اهل تلك صناعه بالتقرير والمدح الى ان صاحب الحلل السندوسية او رد عددا من
التق ارير وق دمها على انه ا اج ازات م ع انه ا ال تحت وي على اي اذن فهي اذا اج ازات بت أليف وهنال ك
تش ابه كب ير بين اإلج ازة بالت أليف والتق ريض ولكن يب دو ان االولى تص در عن اعالم العص ر في فن
الكتاب المؤلف اما التقرير فهو ما يكتبه عليه عامه المشايخ والعلماء
وخالص11ه الق11ول ف إن اإلج ازة العلمي ة ال تي ظه رت في الق رون اإلس المية االولى للدالل ة على االذن في
رواي ة الح ديث توس عت لتش مل عل وم مختلف ة كم ا تف رعت عنه ا ع ده ان واع لك ل منه ا مفهومه ا الخ اص
وهي تختل ف عن بعض ها البعض في ش روطها وفي درج ه التثبت في منحه ا فكي ف تعام ل العلم اء
الجزائريين مع اإلجازة العلمية خالل العهد العثماني
المبحث الثاني :االجازات المتبادلة بين العلماء
تع د مدين ه الجزائ ر من اك بر الحواض ر السياس ية والثقافي ة في ت اريخ الجزائ ر العثماني ة ،وه ذا
بش هادة الرحال ة المغارب ة فق د ق ال علي تمق روني ال ذي دخله ا س نه 999هج ري 1590/ميالدي بانه ا
كانت تسمى اسطنبول الصغرى ،وبان الكتب فيها اوجد من غيرها من بالد افريقية في حين ش بهها عبد
الرحمن الجامعي بفاس بقوله" اما مدينه الجزائر فأول بلد لقيت بها مثال من فارقته من ادباء بلدي وبهذا
تذكرت بعض االماكن وبانها ال تخلو من قراء نجباء وعلماء االدباء واعالم الخطباء" ،حيث اننا نجد
مس اجدها معم ورة بالت دريس وه ذا ي دل على انه ا ع رفت تط ورا كب يرا من الناحي ة الفكري ة خالل العه د
العثم اني حيث ان اتخ اذ مدين ه الجزائ ر عاص مه سياس يه وعس كريه من ط رف العثم انيين جعله ا مرك ز
الثق ل بالنس بة للمغ رب االس المي برمت ه خالل الق رن العاش ر الهج ري وق د تس نى لوالته ا العثم انيين ان
ي ؤدوا دورا كب يرا في تنش يط المقاوم ة ض د الهجم ات األوروبي ة المس يحية وه و م ا ول د والءا مطلق ا
للخالفة العثمانية ،وتجسد ذلك في اول رساله وجهت الى السلطان العثماني من قب ل العلم اء واالهلي في
ظل الجامع االعظم ،الذي يعد اقدم واكبر الجوامع يومئذ وفيها طالب بربط الجزائر بالباب العالي وهذا
ما تم فعال وقد تركت هذه المبادرة اثرا طيبا لدى خير الدين بربروس وهذا ما يفسر الرعاية واالهتمام
اللتين حظي بهما الجامع االعظم من طرف جل الوالت العثمانيين بما فيهم خير الدين وقد غطى نشاطه
التعليمي وح تى ال ديني ،واالجتم اعي والسياس ي على انش طة الجوام ع بم ا فيه ا الجوام ع ال تي ش يدها
العثم انيون بأنفس هم وق د بل غ ع دد المدرس ين 19م درس خالل الق رن 12ميالدي وه و من اهم الجوام ع
بمدينه الجزائر وذلك ما شاهده الرحالة فانتور ديبرادي ويكاد هو و مدرسته العليا يشكالن نواة الجامع
في الجزائ ر حيث ك انت تعقد في ه حلق ات دروس كث يره يقوم به ا اب رز العلم اء حينئ ذ وص لت في بعض
االحي ان الى 12حلق ة وك ان بين مدين ة ا الى ج انب الج امع الكب ير ثالث ة م دارس وص فت بانه ا ت ؤدي
تعليما من المستوى العالي وهي مدرسة االندلسيين ومدرسة شيخ البالد والمدرسة القشاشية وقد جاء في
وقفيه الزاويه المدرسة االخيرة ان لها استاذا مكلفا بتدريس الشريعة االسالمية والتوحيد باإلضافة الى
عشرة اساتذة لتدريس مختلف العلوم االخرى ولعل من اهم االجازات المتبادلة بين العلماء الجزائريين
نجد
1اجازات منطقة الشرق الجزائري
تعد مدينة قسنطينة من اهم الحواضر الثقافية بالشرق الجزائري فقد ورثت رصيد ثقافي قوي
عن العهد الحفصي ولم تفقده بدخول العثمانيين وهي من اكثر المدن عناية فكانت على هذا العهد مبعثة
نور الجزائر وهذا ما ذهب اليه المؤرخ بول قائال "بانها كانت عاصمة دينية وكان العلماء يتمتعون فيها
بالسيادة المطلقة بعدد كبير من الطلبة من 25مدرسة للعلوم الدينية وهذا القول قد يتعارض مع مذهب
اليه شاهد العصر في المدينة الشيخ عبد الكريم الفكون الذي قال في مناسبة تاليفه لمنشور الهداية بانه
ص نفه بع دما راى س حائب الجه ل ق د اطلت بأس واق العلم ق د كس دت فص ار الجاه ل راس يا والع الم في
منزل ه ي دعى من اجله ا خسيس ا حيث ك انت حلق ات ال دروس العلي ا تعق د في مس اجد المدين ة وهي كث يره
جدا ،اهمها الجامع االعظم ،الى جانب انعقادها في الزوايا والمدارس ،فقد انتشرت الزوايا في قسنطينة
بعضها تحت رعاية الطرق الصوفية ،وبعضها تحت رعاية العائالت الكبيرة في المدينة كعائله الفكون
وعائل ه ابن ب اديس ام ا الم دارس فهي مع دودة واش هرها مدرس ه عائل ه الفك ون والمدرس ة الكتابي ة ال تي
انشاها صالح باي واخضعها لنظام داخلي دقيق وعهد بمهمه التعليم فيها ،و مدرس خصص له راتبا
سنويا والزمه بعقد يدل على بروز مدينة قسنطينة كحاضرة علمية كما انه يكفي الى ان نشير انها كانت
طيل ة العهد الم دروس قبل ه لطلب ة العلم من مختلف مناطق الجزائ ر ومن بلدان المغرب االس المي ومن
ابرز الوافدين عليها من المغرب االقصى نجد العالمة محمد الياسي ،ودرس على علمائها الشيخ عمر
ال وزان ،وق ر ه ذا االخ ير االص ليين ،والبي ان وغيرهم ا كم ا دخله ا من ت ونس الش يخ احم د بن مص طفى
برن يز التونس ي ودرس به ا على الش يخ برك ات ابن ب اديس ،والواق ع ان تش دد الفك ون في منح االج ازة
ليس مبررا كافيا لقلة اجازاته ولتصديه للتدريس مدة طويلة تخرج عليها خاللها عدد كبير من الطلبة
فالب د ان يك ون من بين ه ؤالء الطلب ة والعلم اء الكث ير ممن هم م ؤهلين لالج ازة وعلي ه يمكن ان يع وز
الس بب الى قل ة الم ادة العلمي ة في الت اريخ الفك ري لقس نطينة ومن بين المص ادر المع دودة واالج ازات
المتداول ة نج د منش ور الهداي ة ال ذي اعجب ب ه العدي د من العلم اء منهم الش يخ عم ر ال وزان وج ده عب د
الك ريم الفك ون ولع ل االج ازة الوحي دة ال تي حظيت بال ذكر في الكت اب المش ار الي ه بع د تل ك ال تي انتق د
ص احبها على منحه ا،هي اجازت ه للتلمي ذ الش يخ اب و الحس ن علي بن عثم ان الش ريف ،وص ف الفك ون
المستوى الذي اصبح عليه تلميذه المذكور بقوله لم يكن معه قبل قراءته شيء من العربية فلم ينصرف
من عن دي اال وه و نجيب فيه ا ،فهي كم ا يب دو اج ازة ق راءة في علم النح و تحص ل عليه ا ص احبها عن
جداره واستحقاق لما بلغه في العربية ،ولكن على الرغم من اشادة الفكون بتلميذه المذكور لم يرد نص
اإلجازة وال لمقطع منها.
لم تكن حلق ات ال دروس العلي ا حك را على الحواض ر الثقافي ة في بعض المن اطق الريفي ة بقس ط وف ير من
هذه الدروس وتأتي في مقدمتها منطقة زواوة التي شهدت حركة فكرية ناشطة بداية من القرن العاشر
هجري لعاملين اساسيين هما
* س قوط مدين ة بجاي ة على ي د االس بان ووف ود س كانها الى المن اطق الداخلي ة من بينهم العلم اء،ومن
المعلوم انها كانت احد مراكز الثقافة الكبرى في الجزائر
* تحول الزوايا المرابطية بالريف الزواوي الى معاهد بالتعليم وقد سهلت هذه المباني الجاهزة مهمة
س رعة انتش ار التعليم حيث انه ا ك انت تتطلب وقت ا ط ويال النطالقه ا ومن بين اهم ه ذه الزواي ا
نذكر:زاوية سيدي علي بن يحيى بذراع الميزان الواقعة وسط جبال جرجرة،والتي تاسست في 9هجري
المطلب الثاني :االجازات المتبادلة بين العلماء الجزائريين وعلماء المغرب االقصى وتونس
ارتب ط علم اء الجزائ ر بص الت ثقافي ه وثيق ه ب أقرانهم في المغ رب االقص ى وت ونس في وقت لم
تكن فيه الحدود السياسية تتحكم في حركه االفراد فتنقلها هؤالء العلماء بين هذه االقطار طلبا للعلم او
هجرانا لبلدانهم لظروف مختلفة في مقدمتها الظروف السياسية حيث داب العلماء على هجران البلدان
التي تكثر فيها الفوضى والفتن الى اخرى اكثر امنا واستقرارا بحثا عن جو مالئم للعطاء الفكري كما
ك ان اهتم ام الحك ام بالحرك ة الفكري ة ل ه دور كب ير في اس تقطاب العلم اء الى بل دانهم واتص ل علم اء
المغرب االسالمي فيما بينهم ايضا في المشرق خصوصا اثناء الرحالت الحجازية وكان لتنقالتهم دور
ايجابيين في توثيق السنه الثقافية بينهم فتبادلوا التأليف والفتاوى واآلراء في المسائل الفقهية والكالمية
المتنوع ة واس تجازوا واج ازوا بعض هم البعض ومن بعض ه ذه االج ازات المتبادل ة بين العلم اء
الجزائ ريين وعلم اء المغ رب االقص ى وت ونس نج د اج ازه الش يخ احم د المق ري حيث اس تطاع التك وين
عالقات وطيده مع علمائه بالمغرب وخالل هذه المدة درس واجازه واستجاز فلم تنقطع صلته بهؤالء
العلم اء ح تى عن دما ك ان بالمش رق فظ ل يتراس ل معهم كم ا درس وا علي ه هن اك حيث خالد المق ر ه ذه
الرحلة بكتاب الفه في علماء المغرب وسماه روضه االس سكر العاطرة االنفاس في ذكر من لقيته من
اعالم الحضرتين مراكش وفاس عدى فيه حوالي 34عالما من علماء المغرب وفي رحلته هذه اس تجاز
خمسه من اعالم المغرب حينئذ فأجازوه وكتبوا له بذلك وكانت احدى هذه االجازات شفهيه حيث اجازه
ال وزير االديب عب د العزي ز الفش تالية بم راكش في جمي ع نظم وه ونص ره ومن اب رز علم اء المغ رب
االقصى آنذاك نذكر الشيخ احمد بن القاضي الذي لقيه احمد المقر بكل من مراكش وفاس فاستفاد من
علومه ثم استجازه فاجزه جميع ما يجوز له وعنه روايته وما اخذه عن شيوخه فكتب له ثالث اجازات
اثنتان بمراكش في يوم عرفه من عام 1009هجري والثالثة بفاس بعد اجازه مراكش بأشهر ولم يورد
المقر في كتابه روضه االس اإلجازة االولى والثانية بنصوصها واكتفى بعرض محتواه عليه فقط ومن
جمل ه المؤلف ات ال تي اج زه به ا بع د قراءته ا علي ه كت اب اب و القاس م الح وفي في الف رائض وتلخيص ابن
البناء كما اجزه جميع تأليف ابن البناء وصحيح البخاري اما االجازه التي اورد المقر نصها كامال فال
تتضمن تاريخ ومكان كتابتها ويغلبوا على الظن انها كانت اإلجازة الثالثة اي التي كتبها له بفاس ألنها
ال تحتوي على مقدمه كاإلجازات المتعارف عليها وال يستبعد ان يكون الشيخ احمد بن القاضي قد اجاز
للمق ر ايض ا في رحلت ه الثاني ة حيث ك ان ابن القاض ي في اخ ر ايام ه مالزم ا ت دريس ص حيح البخ اري
بجم ع االب ارين بف اس ولقي ه الش يخ احم د المق ري في رحلت ه االولى الش يخ العالم ة اب و العب اس احم د
بمراكش وقد استجزه فأجزه بجميع تأليفه وكتب له بذلك عده مرات
اما االج1ازة الثاني1ة :كتبه ا ل ه ثالث ة اش هر بع د االولى وه و ي وم خروج ه من م راكش كم ا اجتم ع احم د
المقري ايضا بأحد اقطاب التصوف بالمغرب وجاء فيها قوله اجزت الفقيه المشار اليه ان يروي عني
جمي ع م ا يجوز لي وعن روايت ه وهك ذا فلم يس تجيز المقري اال خمس ه من العلم اء ال ذين لقيهم بك ل من
ف اس وم راكش وهم ان ذاك اعالم المغ رب فأج ازوه بإج ازات تص ب كله ا في ن وع واح د وهي االذن
برواية مرويتهم او مؤلفاتهم ولكن ال نعلم يقينا ان تلقى اجازات اثناء رحلته الثانية
*اجازة الشيخ علي بن عبد الواحد االنصاري لبعض العلماء الجزائريين :ط الت مرحل ه الفوض ى التي
عمت المغ رب االقص ى اواخ ر الدول ة الس عدية ح تى ك ادت ان تقض ي على المراك ز العلمي ة ب ه وفي
مقدمتها جميع القرويين ولهذا زار بعض علمائه الجزائر ودرسوا بها ثم عادوا الى بالدهم في حين ك ان
بعضهم ينشد الهدوء واالستقرار الذين فقدوا فيه حيث دخل الشيخ علي االنصاري مدينه الجزائر وكان
به ا س اعه قدوم ه اليه ا علم اء ب ارزون امث ال الش يخ س عيد ق دوره والش يخ احم د ال رزوق بن داود واب و
حفص عمر فاخذ عنه جمله من الفنون حيث اجازه عده مرات وانابه وانابه عنه في مباشره التدريس
ويغلب علي الظن ان اجازات االنصاري تتنوع بين االجازات التعليمية واجازات الرواية
*االجازات المتبادلة بين الشيخ عيسى الثعالبي وعلماء المغرب وتونس :كان المغرب االقصى يتخبط
في ظ روب المحن والفتن في الف ترة ال تي ه اجر فيه ا الش يخ عيس ى الثع البي الى المش رق واثن اء رحلت ه
الى المش رق ن زل بمدين ه ت ونس واخ ذ عن كب ار العلمائه ا كالش يخ ابي بك ر ابن الش يخ ت اج الع ارفين
البكري ولكنه لم يذكر عما اذا اجزه ام ال اما محمد مخلوف فقد ذكر العلماء الذين اخذ عنهم الثعالب
بتونس ومصر ثم اضاف قائال واجزوه واسن عليه بما هو اهله ولم يخصص من منهم اجازه ويغلبوا
على الظن انه قد اجزه رواية الن العلماء ما كانوا يفوتون فرصه استدعاء كبار المحدثين كالشيخ ابي
بكر تاج العارفين الذي خلف والده في مجلس تدريسه وقام بعلم الحديث الشريف احسن قيام وحصل
على اج ازه من ه واج از الثع البي ايض ا للش يخ محم د عب د الق ادر الفاس ي والش يخ احم د بن س عيد ال دالئي
وكانت اجازته لهذا االخير في سنه 1657ميالدي وهي اإلجازة التي عدد فيها أساتذة الذين اخذ عنهم
الحديث في مصر وباألخص علماء االزهر المالكية امثال الشيخ علي الجهوري والشيخ يوسف الفيشي
واخ ذ عن ه بمك ة ايض ا الش يخ عب د اهلل محم د البحس اني المغ ربي منظوم ه الش يخ احم د المق ري في علم
الكالم المعروف ة بإض اءة الدجن ة في عقائ د اه ل الس نه فأج ازه فيه ا عن الش يخ علي بن عب د الواح د
االنصاري عن مؤلفها
*اجازة علماء الجزائر للمغرب :كان المغاربة يتخذون الجزائر طريقا للمشرق برا وبحرا وكثيرا ما
ك انوا يتنزلون بم دنها ويلتقون بالعلم اء فيجيزون ويس تجيزون ومن القل ة الذين دخلوا اليه ا من دون ان
يكونوا مت وجهين الى المش رق او اي دينا من ه االديب محم د بن زاك ور الفاس ي الذي ح ل بمدين ه الجزائر
سنه 1682وبما انه لم يصرح في كتابه المخلد لهذه الرحلة المسمى بنشر الزاهر البستان عن اسبابها
فق د اختل ف الب احثون في تحدي دها بين كونه ا عائلي ه وه و م ا ذهب الي ه بعض الدارس ين المغارب ة وبين
كونها علميه وهو ما ذهب اليه بعد الدارسين الجزائريين ومهما كانت اسباب قدومه الى الجزائر فان
مكوثه بها عده اشهر هو للتلمذة على علمائها األفاف ولهذا رحل فور االنتهاء من القراءه عليهم ويبدو
جليا حرص واهتمام ابن زاكور باجازات العلماء الجزائر فقط كان يتطلع لقراءة مختصر سعد الدين
التفتزاني والحص ول على اجازت ه فوع ده ب ذلك ف ور ختم ه تفس ير الق ران ال ذي ك ان مش غال ب ه غ ير ان ه
ت وفي قب ل ان يأخ ذ علي ه مم ا جعله ا ابن زاك ور يتحص ل على ذل ك وم ا معاودت ه اس تجابة الش يخ محم د
ق دوره عن د اعت ذاره عن اإلج ازة بكون ه ليس اهال لمنحه ا اال احتراف ا من ه بفض له وتقدم ه وق د احتف ظ
بنزاكور بإجازتهم له كامله في نشر ازهار البستان بل واحتفظ بإجازة الشيخ علي الشبره مرسي لشيخه
لشيخه ابن عبد المؤمن في حين اهمل اإلجازة التي كتبها له الشيخ الصفوي ابو عيسى محمد المهدي
ابن احم د م ع ان ه س اقها بنص فها العلمي وتتب ع فيه ا اس ماء والمهم من اس انيده وق راءه ابن زاك ور على
الش يخ محم د بن عب د الم ؤمن الجزائ ري ص درا من كت اب جم ع الجوام ع وبعض ا من كت اب تلخيص
المفتاح ثم سأله اإلجازة فيما قراه معه او سمعه منه فأجابه الى ذلك وكتب له باإلجازة في 23جمادى
الثاني ة من نفس الس نه ومم ا ورد فيه ا فأجث ه ب ذلك اي فيم ا ق راه مع ه وس معه من ه على ش رطه المخت بر
عن د اهل ه بإج ازة الحاف ظ عالم ه مص ر ابي الحس ن علي الش برا ميلس ي وباج ازه نزي ل المدين ة المن ورة
وم درس الح رم الش يخ ابي عيس ى احم د بن ت اج ال دين ثم أجاب ه برواي ة من نظم وه في العقائ د والف روع
متكونه من 79بيتا وكلفه بشرحها ان امكنه او من اهله اهلل ذلك فكتب له اجازه مطلقه عامه في اوائل
رجب 1094هجري مما ورد فيها قوله اجسته اجازه مطلقه تامه عامه على شروطها المتعارفة عند
العلم اء الق ائلين به ا في جمي ع مق روءاتي معق وال ومنق وال توحي دا او نح وا فليح دث ب ذلك ان احب ع ني
اش ياخي واش ياخهم الى الم ؤلفين وتج در اإلش ارة اال ان اج ازه محم د ق دوره البن زاك ور تختل ف عن
اجازه المانجالتي وابن عبد المؤمن له فهي جد مختصره وال تحتوي على شيوخه وال على سند مرويت ه
عنهم
المطلب الثالث :االجازات العلمية المتبادلة بين العلماء الجزائريين وعلماء المشرق
ظ ل المش رق االس المي يمث ل المرجعي ة الديني ة أله ل المغ رب االس المي عموم ا نظ را لوج ود مرك ز
الخالف ة والمقدس ات اإلس المية ب ه فقص دوه للحج والمج ابرة ولطلب العلم ايض ا كم ا اخت ار بعض هم
االستقرار به ألسباب عديده وفي مقدمتها االسباب السياسية فكثيرا ما هجر العلماء من بلدانهم خوفا من
التورط مع اصحاب السلطة ولهذا فراغم اخطار السفر آنذاك وتعرض ركب الحج لنهب االعراب فقد
رحل عدد كبير من اهل العلم الجزائريين الى المشرق فافادوا واستفادوا واجازوا واستجازوا في حين
لم تشهد الجزائر وفود علماء المشرق اليها اال في احيانا قليله جدا وذلك لتفوقه من الناحية الفكرية
* االجازات المتبادلة بين احمد المقري وعلماء المش11رق :غ دارة احم د المق ري مدين ه ف اس في اواخ ر
رمضان من سنه 1617قاصدا حج بيت اهلل الحرام ركب البحر من صغر تطوان وعرجت به السفينة
على مدين ه الجزائ ر وت ونس في سوس ه وص وال الى اإلس كندرية فك ان ه ذا اخ ر عه د ل ه ب المغرب
االسالمي حيث استقر بالمشرق الى ان وفته المنية سنه 1041هجري حيث حل الشيخ المقر بمصر
في جم ادى االولى من ع ام 1028هج ري ودرس م ده الح ديث والعقائ د ب الجميع االزه ر ولم ا اق ترب
موس م الحج توج ه الى الح رمين الش ريفين ف ادى الفريض ة واق ام هن اك م ده ثم ع اد ثاني ه الى مص ر
فاس توطنها نهائي ا وفي المش رق ع اش المق ر حي اه حافل ه بالنش اط العلمي حيث تف رع هن اك للت أليف
والت دريس فعقد دروس ا بك ل مك ان ك ان يح ل ب ه فه رع الي ه االعي ان والعلم اء وجلس وا للس ماع والقراءة
علي ه وبه ذا انتش رت اجازت ه بين المش ارقة والحاص ل ان التك ريم ال ذي حظي ب ه هن اك ال يق ل عن ذاك
الذي احطه به المغاربة حتى تساوى في المنزلة مع اعالم المشرق ومن مؤلفاته واجازته العديدة التي
الفها هناك في العلوم المختلفة نجد تالمذته الذين جلسوا اليه واخذوا عنه علوا كثيره واجازهم فيها وفي
الصفاف طلبه االزهر حوله بمجرد وصوله الى مصر دليل واضح على مقدرته العلمية التي اتى بها
من المغرب ومع ذلك جلس المقر الى حلقات بعض المشايخ بالمشرق على سبيل المذاكرة وهم الشيخ
نور ال دين علي بن زين ه محمد بن محمد العامري ص احب الكواكب بالس ائرة في اعي ان الماء العاشرة
وهناك اجازه علميه مطوله كتبها له الشيخ احمد بن عبد الرحمن الصديق الملك في مصر مؤرخه ب
12ربي ع االول س نه 1029هج ري اب دا فيه ا الص ديقي اعجاب ا كب يرا ب المقر وض منها ع ده ابي ات في
مدح ه واش ار الى اس تدعائه ل ه باإلنج از بقول ه فطلب م ني اإلج ازة ح تى المطلوب ة به ا ان يك ون طالب ا
والمرغوب منه ان يكون في مثلها راغبا فقدمت عزمي واخرت وقد جد المقري في التدريس بالمشرق
فكان مدرسا بارعا في كل فن يطرق باباه مثل االمالء الحديث والعقائد ومن جمله تالمذته الذين درس وا
علي ه بمص ر واج زهم نج د الش يخين عبد الب اقي الحنبلي الدمش قي وعب د الق ادر بن غص ين الغ زي ونجد
ايضا اجازه المقر بصغر رشيد الشيخ احمد بن مسعود الرشيدي نظما في ثمانية ابيات والشيخ محمد
بن نور الدين الرشيدي نظما مرتين االولى في ثالثة ابيات والثانية في اثنتي 10بيتا بكل ما اخذه عن
شيوخه وبكل ما صنفه نظما ونصرا ومما ورد في في الثانيه وفي نفس السنه اجزه فيها بهذه العبارة
اج زت الش اب الموف ق بفض ل اهلل وق د نظم المق ر ايض ا س نه 130هج ري اج ازه بمرويات ه في 41بيت ا
لالبن حنيف الدين افاد فيها بانه روى عنه موضع االمام مالك ابن انس مع الصحيحين وسائر الكتب
السته لما قرا عليه بعضها كما اجاز المقري بمكة مثل الخطيب الحرم الشيخ تاج الدين الملك المكي
بمؤلفات ه ومرويت ه بع د ان ق را علي ه بعض المت ون منه ا ص درا من الموط أ كم ا اس تجزه مف تي الحنيف ة
بدمشق عبد الرحمن العمادي ألبنائه الثالثة فأجابه المقر بإجازة نظمها لهم في 79بيتا ضمنها اسانيد
بعد مرويته وقد كان الشيخ احمد المقري مهتما بتسجيل اسانيد مرويته فكتب فهرسا فيها وذلك ما ورد
عن تلميذه الشيخ عبد الباقي المذكور سابقا الذي قال في ثبته ان المقر احال في اجازته له على فهرسته
المتضمنة السانده ونجده حريصا على ذكر اسانيده حتى في اجازته لتالميذه وال يثنيه عن ذلك اال عذر
قاهر كمداهمه سفر او غيره فيعتذر للمجاز عن ذلك في بعض االحيان تعتذره للشيخ محمد بن يوسف
الكريمي الدمشقي في اجازته
* االجازات العلمية المتبادلة بين الشيخ عيسى الثعالبي وعلماء المشرق :لقد طال شؤم السياسة هذه
المرة الشيخ ابو مهدي عيسى الثعالبي فاضطر الى مغادره الجزائر واالستقرار بمكة المكرمة الى ان
توفى بها فدامت مده اقامته بالمشرق حوالي 19عاما حيث كان الشيخ عيسى الثعالب من جمله خواص
يوسف باشا فأيده لما قامت الثورة المعروفة بثوره ابن صخريه بالشرق الجزائري وفي السنوات االولى
إلقامت ه بالمش رقة اكب ثع البي على ال درس فاخ ذ عن اجل تي مش ايخ الح رم كالقاض ية تج دين الم الكي
واالم ام زين العاب دين الط بري والش يخ عب د العزي ز الزم زمي والش يخ علي بن جم ال المكي وغ يرهم
فأجازوه واخ ذ الثع الب عن الش يخ المس ند البره ان الميم وني الش افعي ف اجزه وكتب في اجازات ه ل ه بان ه
امراه من زمان من يماثله بل من يقاربه واخذ ايضا على الشيخ خير الدين بن احمد الرملي ثم استجزه
ف أجزه وك ان ه ذا االخ ير س محا باإلج ازة م ا طلبه ا اح د من ه ورده ب ل ك ان من طلبه ا من ه يج يزه ام ا
بالكتابة واما باللسان حتى انه اجازه اهل عصره فاجتهد الشيخ عيسى الثعالب هناك في دراسه الحديث
النب وي فأخ ذه رواي ة ودرأي ه عن كب ار مح دثي ومس ندي المش رق وال ف ع دد من الفه رس اهمه ا ك نز
الرواي ة المجم وع في ض رر المج از ال ذي رتب ه على اس ماء ش يوخه يب دا اوال ب التعريف بالش يخ وذك ر
مؤلفاته ومقرواته وقد لزمه الشيخ الحسن بن علي الجيمي فسمع منه الكثير وروى عن ه غلب مرويته
منها االربعين االدريسة التي اجزه بها عن الشيخ صفي الدين قشاشي واجاز ثعالب ايضا الشيخ محمد
امين المحش ي ص احب خالص ه االث ر والش يخ اب راهيم بن حام د بح ديث الرحم ة المسلس ل باألولي ة
والضيافة المصافحة والمشابكة وتلقين الذكر وغير ذلك
*االج11ازات العلمي11ة المتبادل11ة بين يح11يى الش11اوي وعلم11اء المش11رق :رح ل الش يخ يح يى الش اوي من
الجزائر سنة 1074هجري قاصدا بيت اهلل الحرام فادى الفريضة ولكنه لم يعد اليها بل استوطنا في
القاهرة ومهما كانت اسبابه هجرته فقط حاز الشاوي في المشرق على تقدير العلماء واصحاب السلطان
في كل البالد التي دخلها خصوصا بالد الروم ومصر التي تولى بها قضاء المالكية مرتين حيث كان
يتصف بالعلم والذكاء فقد وصف بانه كان بارعا في االصول والفروع وبانه كان سريع الجواب حاده
الذهن والفطنة وكان يحيى الشاوي موظبا على التعليم والتعلم اينما حل وظل الشاوي حارسا على تلقي
اج ازات كب ار العلم اء ففي اح دى زيارت ه الى بالد ال روم اتص ل بالش يخ خ ير ال دين ال رملي فاخ ذ عن ه
واجزه وقد ذكر صاحب خالصه االثر انه اخر من اجزه فتكون اجازته له حوالي سنه 1081هجري
وهي سنه وفاه الشيخ الرملي واجاز الشاوي ايضا لتقي الدين الحسيني باإلجازة التي منحاه اياها شيخه
محمد السعدي بهلول وص حيحي البخاري ومسلم والش فاء بحيث وحد اس فل اجازت ه شيخه المذكور ل ه
بخطه ما صورته ما اخذ عنه الشيخ احمد بن محمد النخلي وترجم له في فهرسه وعذب شانه وذكر ان ه
اجزه بجميع مرويته ومؤلفاته كما ان المحيي قد احتفظ بنص اجازه الشوي له وهي في خمسه عشره
تتضمن اجازته بأقرائه مثل صحيحي البخاري ومسلم واجازه جميع ما يصح له من امور الشرع وفي
علم الكالم وختم اإلجازة بانتقاده المتكلمين الذين ينفون صفات اهلل ومطلعها
خاتمة:
يتض ح مم ا س بق ان اإلج ازة العلمي ة تقلي د تعليمي اس المي عرفه ا المس لمون من ذ الق رون
اإلسالمية االولى وكان المقصود بها عند ظهورها اذن الشيخ للطالب ليؤدي عنه مرويته في الحديث
الشريف من غير ان يسمع ذلك منه او يقرأه عليه فيؤدي عنه بموجب ذلك االذن ثم توسع فيها العلماء
فمنحوها لكل طالب في الفقه والتاريخ والنحو وغيرها من العلوم وهي بهذا المعنى ليست شهاده تعليمي ه
يستدل بها على درجه تحصيل حاملها ولهذا اقتصرت شروطها على األمانة والتحري في نقل ما ابيح
روايته حرصا على نشر سند الحديث الشريف وغيره من العلوم على اوسع نطاق ومنذ القرن الرابع
للهجرة اصبحت اإلجازة العلمية جزءا من المنظومة التعليمية وذلك عندما صار االستاذ يكتب للطالب
ما يفيد قراءته عليه الكتاب المعين او الكتب المعينة ثم برزت اجازات علميه اخرى في صور واشكال
مختلفة اال انها لم تخرج عن اطار العلمي والتعليم
ان هذا التطور الذي عرفته اإلجازة شمل الشكل والمضمون وافرزها انواعا عديده لكل منها شروطا
خاصه لتحصيلها وهي تتراوح بين الليونة والعسر علما ان الشيوخ لم يكونوا ملزمين بتقديمها لكل من
اتم القراءة عليهم من تالمذتهم كما انها لم تكن ضرورية لتولي اي منصب ديني او علم ومع ذلك فقد
حرس المسلمون على تحصيلها لمكانتها العظيمة ولرفعها شان حاملها بين اقرانه من العلماء سيما اذا
ك ان مانحه ا عالم ا ب ائع الص يف بعلم ه وفض له مش هورا بعل و اس ناده وق د اكتم ل تط ور اإلج ازة العلمي ة
خالل العهد العثماني فظهرت جميع انواعها وازداد الشغف بها فتبادلها العلماء الجزائريون فيما بينهم
ورحلوا الى المشرق والمغرب رغبه في تحصيلها بعد طلب العلم ومنحوها بدورهم لغيرهم من العلماء
المسلمين