You are on page 1of 22

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية االجازة العلمية‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف االجازة العلمية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواعها‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خصائصها‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االجازات المتبادلة بين العلماء‬

‫المطلب االول‪ :‬االجازات العلمية المتبادلة بين العلماء الجزائريين‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االجازات المتبادلة بين العلماء الجزائريين وعلماء المغرب االقصى وتونس‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االجازات العلمية المتبادلة بين العلماء الجزائريين وعلماء المشرق‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫مقدمة‬

‫في فترات العمل الطويلة وتراكم الواجبات والمهام‪ ،‬يحتاج الجميع إلى فسحٍة قصيرة للراحة‬
‫وإ عادة شحن طاقة الجسم والعقل‪ ،‬وهذا ال يحدث إاّل بالحصول على إجازة‪ ،‬سواء كانت إجازة قصيرة‬
‫أم طويلة‪ ،‬لهذا ُتعّد اإلجازة بمثابة المركب المنقذ للجسد والنفس والطاقة‪ ،‬ويشعر فيها الشخص بالراحة‬
‫بعد التعب الطويل‪ ،‬ومن هذا المنطلق فإّن مجرد ذكر كلمة اإلجازة ُيعّد نوًع ا من إعالن الفرح‪ ،‬ألّن فيه‬
‫الحص ول على المتع ة والم رح والراح ة‪ ،‬واالس تراحة من عن اء العم ل قلياًل ‪ ،‬أو عن اء الدراس ة‪ ،‬وه ذا‬
‫ُيساعد الجسم في استعادة توازنه النفسي والجسمي والعقلي‪ ،‬ويعود بالفائدة الكبيرة عليه‪.‬‬

‫في كث يٍر من األحي ان تك ون اإلج ازة قس رية‪ ،‬وال تك ون بمحض اإلرادة‪ ،‬كم ا ق د تك ون دون‬
‫تخطي ط ك أن ُيص اب الش خص ب المرض مثاًل ‪ ،‬فيك ون مض طًر ا ألخ ذ اإلج ازة ح تى يتماث ل للش فاء‪ ،‬وق د‬
‫تك ون اإلج ازة لح دٍث ط ارئ أو ألي س بٍب آخ ر‪ ،‬ويمكن أن تك ون بس بب الظ روف العائلي ة أو ح تى‬
‫ظ روف الطقس‪ ،‬ومهم ا اختلفت أس باب الحص ول على اإلج ازة‪ ،‬فإّنه ا ذات أهمي ة ك برى وال يمكن‬
‫االستغناء عنها أبًد ا؛ ألّن العمل المتواصل ُيسبب الملل الكبير‪ ،‬كما ُيسبب تراكم الواجبات وعدم القدرة‬
‫على تنظيم الوقت‪.‬‬

‫في بحثنا سنتناول موضوع االجازة العلمية واالجازات المتبادلة بين العلماء العرب ‪.‬‬

‫سنطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫ماهي االجازة العلمية؟ وكيف كانت تبدو االجازات بين العلماء العرب ؟‬ ‫‪-‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية االجازة العلمية‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف االجازة العلمية‬

‫اإلجازة مصدر واصلها ادواز تحركت الواو وتوهم انفتاح ما قبلها فانقلبت الفا وحذفت احدى‬
‫االلفين االلتقاء الساكنين فصارت اجازه وهي مشتقه من الفعل جوز ويقال جثه الموضع اي سرت فيه‬
‫واجزته خلفته وقطعته واجزته انقذته والجواز الماء الذي يسقاه المال من الماشي او الحرث ونحوه وقد‬
‫اس تجزت فالن ا فاج ازني اذا س قاك م اء الرض ك او مش يتك اص طالحا يعت بر مص طلح االج ازه من‬
‫المص طلحات الكث يره المت داول في الت اريخ الفك ري الن الى ان مفهومه ا يختل ف ب اختالف مج االت‬
‫استعمالها ويمكن حصر مفاهيمها وفق وفقا لذلك كما يليب االجازه في الشعر اال هي ان يكون الحرف‬
‫ال ذي يلي ح رف ال راء مض موما ثم يكس ر او يفتح ويك ون ح رف ال روي مقي دا وقي ل انه ا تع ني ان تتم‬
‫مصراع غيرك‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواعها‬

‫اإلجازة الصوفية هي ان يؤذن الشيخ احدى طرق الصوفية لمريديها بالخالفة او بالتاج او ان يأذن له‬
‫في تلقين اورادها للمريدين او في التربية التعليم واالرشادي وفق تعليم تلك الطريقة‪.‬‬

‫اإلج‪44‬ازة األدبي‪44‬ة اطل ق بعض الدارس ين ه ذا المص طلح على اإلج ازة ال تي تك ون الم ادة به ا في االدب‬
‫العربي ومن ذلك استعمل فرج محمود فرج عبارة اإلجازة العلمية واألدبية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائصها‬

‫من خالل اإلجازات العلمية التي وقعت بين يدي ‪ -‬ومنها النماذج الواردة في هذا الفصل توصلت إلى‬
‫بعض خصائص اإلجازة شكال ومضمونا أو من ناحية البناء والصياغة األدبية‪.‬‬

‫ا ‪ -‬خصائصها من ناحية البناء‪:‬‬

‫يقص د بالبني ة أو البني ة النموذجي ة تل ك الوح دات والفق رات ال تي تتش كل منه ا اإلج ازة العلمي ة بنوعيه ا‬
‫النثرية والنظمية‪ ،‬والبنية التي سوف نوردها تخص اإلجازة بالرواية وإ جازة القراءة بالدرجة األولى ‪-‬‬
‫األكثر تداوال في العهد العثماني ‪ -‬وهما تختلفان في بعض التفاصيل عن بقية اإلجازات العلمية‪ ،‬حيث‬
‫تديل اإلجازة بالقرآن الكريم بشهادات العدول والقاضي‪ ،‬كما تديل اإلجازة بالفتوى والتدريس في بعض‬
‫األحي ان بش هادات الع دول‪ ،‬واقتص رت على الن وعين الم ذكورين‪ ،‬ألن ني لم أتمكن من إدراج نم اذج من‬
‫بقية أنواع اإلجازات‪ ،‬والعناصر األساسية لإلجازة هي‪:‬‬

‫‪ 1‬مطلع اإلجازة ويشمل البسملة والحمدلة‪ ،‬والتصلية على النبي ‪ -‬عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫‪ 2‬اإلشادة بفضل العلم‪ ،‬وباألخص العلم الذي تمنح فيه اإلجازة‪.‬‬

‫‪ -3‬ذكر طبيعة العالقة بالمجاز له‪ ،‬ومكانته العلمية‪.‬‬

‫‪ 4‬تواضع الشيخ المجيز قائال بأنه ليس أهال لمنح اإلجازة‪.‬‬

‫‪-5‬اإلق رار باإلج ازة ويتض من التص ريح به ا‪ ،‬وق د يس بق أو يتب ع بس ند مروي ات المج يز وش يوخه أو‬
‫مؤلفاته‪.‬‬

‫‪ 6‬ختم اإلجازة‪ُ :‬ي فتتح عادة بعبارة قاله وكتبه فالن »‪ « ،‬هذا خط فالن أو ما شابهه ليكتب المجيز غالبا‬
‫اسمه وتاريخ اإلجازة‪ ،‬ويعقب ذلك بالصالة على النبي المصطفى – عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫ه ذا ه و الهيك ل ال ذي ك ان س ائدا خالل العه د الم درس)‪ ،‬ولكن بعض تل ك العناص ر لم تتس م بالثب ات‬
‫واالستقرار‪ ،‬وإ نما كانت تتغير‪ ،‬إما عن طريق التعديل أو الحذف أو التقديم والتأخير؛ وقد تتداخل هذه‬
‫العناصر مع بعضها البعض‪ .‬وهناك بعض االختالف بين اإلجازات النثرية والنظمي ة من حيث البنية‪،‬‬
‫فقد كان الشيوخ يحتفظون بجل العناصر في إجازاتهم النثرية‪ ،‬مع خضوعها للترتيب‪ ،‬بينما لم يتقيدوا‬
‫بها بشكل كبير في إجازاتهم النظمية‪ ،‬ألن ذلك يتم على حساب الوزن واألسلوب في بعض األحيان‪.‬‬
‫فأما من حيث المطلع»‪ ،‬فإننا نكاد تجد كل اإلجازات النثرية تحتوي على البسملة والحمدلة والتصلية‪،‬‬
‫في حين خلى منهـا عـدد غير قليل من اإلجازات النظمية‪ ،‬وقد أورد المقري الحمدلة والتصلية في عدد‬
‫كبير من إجازاته‪ ،‬وافتتح أخرى بالتصريح باإلجازة مباشرة على هذا الشكل أجزت فالن أو ما شابهه‬
‫وافتتح إح داها بمطل ع طللي‪ ،‬وه و م ا نج ده في إجازت ه للش يخ ت اج الع ارفين التونس ي‪ ،‬أم ا الش يخ يحي‬
‫الشاوي فكان يقدم إلجازاته‬

‫النظمية بمطلع نثري ال يتجاوز سطرين‪ .‬وقد أشاد بعض المجيزين بفضل العلم‪ ،‬واستعرضوا فهارسهم‬
‫وأس انيدهم وش يوخهم ومؤلف اتهم في إج ازتهم النثري ة في حين أهم ل ذل ك في ج ل اإلج ازات النظمي ة‪،‬‬
‫وأكثر من حرص على ذكر أسانيده في إجازاته النظمية الشيخ أحمد المقري‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق باإلقرار باإلجازة» الذي هو محور الموضوع فال يمكن ألي مجيز االستغناء عنه وإ ال‬
‫لما سمي النص إجازة‪ ،‬وقد ختمت جل اإلجازات بعناية تامة الحتوائها ولو بإيجاز على تاريخ اإلجازة‬
‫واس م الش يخ المج يز‪ ،‬ومم ا انف ردت بـه بعـض اإلج ازات‪ ،‬تق ديم وص ية للمج از ل ه بتق وى اهلل وباألمان ة‬
‫العلمية‪ ،‬كما هو الحال في إجازت الشيخ محمد الجاللي لبعض تالمذته‪.‬‬

‫ب‪ -‬خصائصها من ناحية الصباغة األدبية‪:‬‬

‫ُيقصد بالصياغة األدبية تلك األساليب المستخدمة في اإلجازات العلمية‪ ،‬بحيث كان جل شيوخ اإلجازة‬
‫ُي لمون إلماما كبيرا بأنواع من المعارف‪ ،‬أهمها العلوم اإلسالمية‪ ،‬باإلضافة إلى براعة بعضهم البالغي ة‪،‬‬
‫وله ذا اكتس بت بعض اإلج ازات قيم ة أدبي ة‪ ،‬والمتمثل ة في تل ك الص ياغة البليغ ة ال تي ص يغت به ا‪ ،‬على‬
‫الرغم من موضوعاتها العلمية المشيمة بالطابع الديني‪.‬‬

‫وتأثرت اإلجازة من هذه الناحية بالعصر‪ ،‬وطبعت بطابعه واكتسبت خصائصه األدبية‪ ،‬فسلك المجيزون‬
‫في إج ازاتهم ‪ -‬في العص ر ال ذي ندرس ه مس لك الس هولة في اللف ظ والوض وح في العب ارات‪ ،‬وتجنب وا‬
‫اس تعمال الكلم ات الغريب ة والمهج ورة‪ ،‬كم ا امت ازت معانيه ا وأفكاره ا بالس هولة والوض وح‪ ،‬وهي ل ذلك‬
‫تبدو سطحية‪ ،‬ورغم بعدها عن التكلف والتعقيد‪ ،‬فإن حرص بعض الشيوخ على تحقيق الوزن والقافية‬
‫في إجازاتهم النظمية‪ ،‬جعلهم يلجؤون إلى التركيب‪ ،‬فجاءت لذلك بعض عباراتها معقدة‪ .‬ونظرا لطبيعة‬
‫الموض وع طغى على اإلج ازة األس لوب الخ بري المالئم لإلق رار بالحقيق ة دون اإلنش ائي‪ ،‬وُيالح ظ في‬
‫أساليب النماذج الواردة اعتراض بعض الجمل الدعائية التي يقتضيها المقام‪ ،‬خاصة الدعاء للمجاز له‬
‫ب التوفيق والس داد في أعمال ه‪ .‬وق د أك ثر المج يزون من الوص ف المتمث ل في تحليـة المجـاز لـه والثن اء‬
‫عليه‪ ،‬إذ يسترسل بعض الشيوخ في وصف المجاز بكثير من الصفات وهذا عند ذكره ألول م رة ناهي ك‬
‫عن الصفات التي يذكرها كلما ذكر اسمه‪ ،‬ومهما يكن من أمر فإن تلك الصفات الكثيرة قد تدخل في‬
‫باب المبالغة في المدح‪ ،‬حيث أكثر بعض المجيزين من استعمال صيغ المبالغة والتفضيل‪.‬‬

‫اما على مستوى الجمل واأللفاظ فإنه من الطبيعي أن تؤدي المعاني الجزئية التي ينبني عليها الموضوع‬
‫غرض ا يخدم ه‪ ،‬فاأللف اظ ال واردة في اإلج ازات تحم ل مع اني علمي ة وديني ة‪ ،‬ومن أكثره ا ورودا‬
‫االصطالحات التالية‪ :‬الرواية الدراية‪ ،‬اإلسناد‪ ،‬الفهرس االستدعاء وغيرها‪.‬‬

‫وإ ذا انتقلن ا إلى مس توى الجم ل في بن اء وح دة الموض وع‪ ،‬نج دها جمال متش بعة بالمع اني الديني ة‪ ،‬وله ذا‬
‫اس تعان بعض الش يوخ في ص ياغة إج ازاتهم ب القرآن الك ريم والح ديث الش ريف إقام ة للحج ة وإ يض احا‬
‫للبره ان وه ذا االقتب اس إم ا أن يك ون لالستش هاد أو يك ون اقتباس ا معنوي ا أو لفظي ا‪ ،‬حيث يقتبس الك اتب‬
‫التع ابير والجم ل من ص يغة اآلي ات واألح اديث ومـن معانيهم ا‪ ،‬وك ان الش يوخ يح افظون دوم ا على‬
‫س جعاتهم وهم يقتبس ون‪ ،‬وه ذا إلب راز مق درتهم ومه اراتهم الفني ة‪ ،‬وبعب ارة أخ رى ك انوا يقتبس ون من‬
‫‪1‬‬
‫األسلوب القرآني واألسلوب النبوي ما يغذون به أسلوبهم ‪.‬‬

‫وأما حين كان الشيخ يتجاوز أسلوب الحقيقة في التعبير عن أفكاره ومعانيه إلى أسلوب المجاز‪ ،‬نراه‬
‫يعتم د في تل ك األفك ار والمع اني على طائف ة من االس تعارات والكناي ات والتش بيهات‪ ،‬وق د تم توظيفه ا‬
‫بشكل ملفت لالنتباه في بعض اإلجازات النظمية‪ ،‬كما هو الحال في مطلع إجازة الشيخ سعيد المقري‬
‫ألحمد بن القاضي وفي مطلع إجازة الشيخ أحمد المقري لتاج العارفين‪ ،‬بينما لجأ إليه البعض اآلخ ر في‬
‫مواض ع مح ددة وهي الم دح والثن اء على المج از ل ه بالخص وص‪ ،‬أم ا في اإلج ازات النثري ة فلم ُيوظ ف‬
‫البي ان بش كل كب ير‪ ،‬ع دا الش يخ عيس ى الثع الي ال ذي أس رف في ه في إجازت ه لمحم د العيث اوي الدمش قي‪.‬‬
‫والمالحظ أن عددا قليال فقط من الشيوخ هم الذين كتبوا إجازاتهم بكالم مرسل‪ ،‬ومن اإلجازات القليلة‬
‫ال تي وردت بكالم مرس ل إج ازة الش يخ محم د الس عدي أبهل ول للش يخ يحي الش اوي‪ ،‬بينم ا لج ا ش يوخ‬
‫آخ رون إلى فن ون اللغ ة واألدب فخ رجت إج ازاتهم من الكتاب ة العادي ة إلى الكتاب ة الفني ة‪ ،‬ول ذلك القت‬
‫بعض اإلجازات إعجابا من طرف العلماء‪ ،‬وربما كتبوا عليها تقاريظ كما فعل الشيخ أحمد المقري حين‬

‫‪1‬‬
‫اإلجازة ضمن مجموع رقم‪ 335 :‬مصطلح الحديث‪ ،‬دار الكتب المصرية ص‪ ،‬ص‪34 ،33 :‬‬
‫قرظ إجازة الشيخ العلمي لبعض أهل مصر وقد استغل علم البالغة بشكل ملفت لالنتباه‪ ،‬سيما الفنون‬
‫البديعية‪ ،‬واتبع المجيزون األسجاع الكثيرة‪ ،‬وكانت الغاية منه إلى جانب الجناس تحقيق غاية صوتية‪،‬‬
‫وهي إرضاء الحاسة الذوقية السمعية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن اإلسراف في استخدام المحسنات البديعية بدأ خالل العصر العباسي الثاني؛ أي‬
‫منذ القرن له وظل الكتاب مفتونين باستعماله خالل العهد العثماني‪ ،‬حتى كانت عناوين مؤلفاتهم ال تخلو‬
‫من السجع‪.‬‬

‫وأول م ا يس ترعي النظ ر في أس لوب اإلج ازات النثري ة ‪ .‬ومنه ا النم اذج ال تي س وف نورده ا أن ج ل‬
‫عباراتها مسجوعة‪ ،‬فقد اهتم الكتاب في العهد المدروس باأللفاظ واألساليب‪ ،‬فأكثروا من الزينة اللفظية‪،‬‬
‫والمحس نات البديعي ة من س جع وجن اس وطب اق‪ ،‬ويب دو في اإلج ازات التص نع والتكل ف إلظه ار المق درة‬
‫اللغوي ة فج اءت عباراته ا مرس لة س محة حين ا‪ ،‬ومص نوعة متكلف ة حين ا آخ ر بحيث فتن الكت اب بالس جع‬
‫الذي يالزم اإلجازة من أولها إلى آخرها‪ ،‬عدا الفقرة المخصصة لذكر المشايخ وسرد المرويات‪ ،‬فترد‬
‫في أغلب األحيان بأسلوب مرسل؛ خال تقريبا من األسجاع‪ .‬أما اإلجازات النظمية فقد قل فيها البديع‪،‬‬
‫ولج أ الش يوخ إلى اختي ار األوزان الطويل ة غالب ا‪ ،‬باإلض افة إلى ال تزام جلهم بالقافي ة ففي النم اذج ال تي‬
‫سوف نوردها نجد ثالث إجازات مقفاة‪ ،‬إال إجازة المقري لحنيف الدين المكي‪ ،‬حيث تخلى هذا األخير‬
‫عن القافية‪ ،‬ولكنه جعل صدر کل بیت و عجزه پنتهيان بنفس الحرف وهذا ما يعرف بالتصريح‪.‬‬

‫والحاص ل أن القيمة األدبي ة لإلجازة تكمن في استخدام بعض المجيزين على األقل ‪ -‬األس اليب الراقية‬
‫في إج ازاتهم وانتق اء فص يح األلف اظ وص وغها في عب ارات بليغ ة‪ ،‬علم ًا أن اإلج ازة ابن ة بيئته ا‪ ،‬فهي‬
‫بالتالي مرآة للعصر الذي كتبت فيه ولملكة صاحبها في الشعر واألدب‪ ،‬فعادة ما تبرز إجازات األدباء‬
‫المه رة قطع ا نثري ة فري دة‪ ،‬وك ذلك ت رد إج ازات فطاح ل الش عراء النظمي ة‪ ،‬أم ا بالنس بة للعه د العثم اني‪،‬‬
‫فاإلجازة مرأة جلية لـه حيث فتن الكتاب والمصنفون آنذاك بالمحسنات البديعية‪ ،‬والتزام السجع‪ ،‬ونفس‬
‫الشيء ُيقال عن اإلجازت النظمية‪ ،‬والتي ال يمكن تصنيفها ضمن الشعر القوي الذي حفلت به القرون‬
‫اإلسالمية األولى‪.‬‬
‫عرفت اإلجازة العلمية تطورا كبيرا منذ ظهورها الى العهد العثماني فافردت تبعا لذلك انواعا جديده‬
‫وبرزت في صور واشكال عديده وهذا ولهذا فليس من الممكن ايجاد تعريف يشمل كل انواعها اذ لكل‬
‫نوع منها مفهوم دقيق خاص به وكل ما يمكن تعريفها به بانها اذا من شيخ لطالب علم او لعالم اخر في‬
‫رواي ة الح ديث الش ريف او الفقهي او الت اريخ او غيره ا من العل وم او هي اذا في ت ولي منص ب م ا‬
‫كالفتوى وتدريسي وغيره وعليه فإنما يجمع انواعها تحت مفهوم واحد هو انها اذا في امر يتعلق بالعلم‬
‫وس وف يتم تحدي د مفه وم ك ل ن وع منه ا في موض عه على ال رغم االختالف الكب ير بين ان واع اإلج ازة‬
‫العلمية في شروط تحصيلها فإنها تشترك في مكانه ما تحتها حيث يشترط ان يكون الشيخ المجيز من‬
‫اعي ان العلم اء في عص ره ومن اك ثرهم فض ال وش هره فال يمنحه ا ع الم مغم ور لع دم اقب ال الطلب ة في‬
‫الغالب اال على فطاحل العلماء فالشهره لذلك مقياس لكفاءة العالم واعتراء االعتراف له بالفضل والتقدم‬
‫خاصه في العلوم التي يشتهر بها‬

‫لقد كان االختالف في شروط االجازات العلمية سببا في اختالف العلماء في التشدد والتسامح في منحها‬
‫وبالجملة فقد كانت الطلبة كان الطلبة يفتخرون باجازه من عرف عنه التشدد فيها من ذلك افتخار طلبت‬
‫بجاية ابان القرن السابع للهجرة بإجازة االستاذ احمد بن محمد المعافري المتقن لعلم القراءات وكان هذا‬
‫االخ ير ال يتس امح في اإلج ازة بوج ه وال يمكن منه ا اال بع د التحص يل ومن ظف ر به ا من الطلب ة فق د‬
‫وصل الى المرتبة العليا وانواع اإلجازة العلمية هي اإلجازة بالرواية وهي اذن من الشيخ للطالب بخطه‬
‫او بلفظه او بهما معا ليؤدي عنه مروياته من غير ان يسمع ذلك منه او يقرأه عليه فيؤدي عن ه بموجب‬
‫ذلك االذن في اي علم من العلوم وغالبا ما تكون المادة المجاز بها حديثا نبويا وهذا االذن ليس شهاده‬
‫تعليمي ه يس تدل به ا وهي عن د علم اء المص طلح طري ق من الط رق الثماني ة لتحم ل الح ديث وادائ ه وق د‬
‫ظهرت كطريقه للتحمل قبل عصر التدوين ومن اقدم االجازات الشفهية التي عثر عليها مرواه يشرب‬
‫بن نهي ك حين ق ال كتبت عن ابي هري ره كتاب ا فلم ا اردت ان افارق ه قلت ي ا اب ا هري ره اني كتبت عن ك‬
‫كتابا فارويه عنك فقال نعم ارويه عنه عني ويعود اقدم ما عثر عليه من االجازات الكتابية التحريرية‬
‫الى س نه ‪ 276‬هج ري ‪ 889‬ميالدي اذا وج د بخ ط احم د بن ابي خيثم ه م ا ص ورته ق د اج زت البي‬
‫زكري ا يح يى بن مس لمه ان ي روي ع ني م ا احب من كت اب الت اريخ واذنت ل ه في ذل ك ولمن احب من‬
‫اصحابه فان احب ان تكون اإلجازة الحد بعد هذا فانا اجزت له ذلك بكتابي هذا ولما كانت تلك اإلجازة‬
‫مج رد اذن في الرواي ة ال س مع له ا في ه وال ق راءه من لف ظ الش يخ فق د اع ترض بعض المح دثين الق دماء‬
‫عن اعتماده ا كطريق ه من ط رق نق ل الح ديث وتحمل ه ولكن الش روط ال تي اش ترط المح دثون توفره ا‬
‫اض عفت من اعتراض ات هؤالء ويح دد عثم ان بن عبد ال رحمن الش هرز المع روف ب ابن الص الح جمل ه‬
‫من الش روط ال تي يجب تحققه ا لص حه اإلج ازة بقول ه انم ا تستحس ن اإلج ازة اذا ك ان المج يز عالم ا بم ا‬
‫يج يز والمج از ل ه من اه ل العلم ألنها توس ع وت رخيص يتأه ل ل ه اه ل العلم بماس يس ح اجتهم اليه ا كم ا‬
‫اضعف من حجج المعرضين لها زوال االسباب الداعية الى حصر نطاقها بعد شيوع التدوين وظهور‬
‫كتبي الحديث كالصحاح وكتب السنن األربعة وثبوت طريقه الجرح والتعديل للرواة فأصبحت اإلجازة‬
‫من الط رق المقبول ة لنق ل الح ديث وتحمل ه بين المح دثين من الوس ائل الش ائعة بينهم واإلج ازة بالرواي ة‬
‫اكثر انواع اإلجازة العلمية تداول وقد استعملت اوال في الحديث النبوي ثم توسع العلماء في االجازات‬
‫فمنحوه ا لك ل ط البي الرواي ة في الفق ه والت اريخ واالدبي وغيره ا من العل وم ولم ا ك ان الغ رض منه ا‬
‫الحفاظ على اتصال سند المروية وليس ابراز المستوى العلمي للمجازي له كان كل ما يشترطه الشيخ‬
‫المجيز في المجاز له هو األمانة في اداء ونقل ما ابح له روايته ونظرا لتعرف شروطها بين العلماء‬
‫اعتاد على كتابه عبارات تدل على ذلك في اجازاتهم نحو بشاراتها المعتبر عند اهل االثر او م ا ش ابهها‬
‫ومنهم من اجمل شروطها في عبارات معجزه نحو البراءة في التصحيف والتحريف والصدق واألمانة‬
‫والتحري وعلى الرغم من ان اإلجازة بالرواية ليست شهاده يستدل بها على كفاءه حاملها فقد كانت لها‬
‫مكانه عظيمه عند المسلمين حتى ان منهم من حدق اجازته بالذهب كما كانت لهم رغبه ملحه في نواله ا‬
‫وقد اكتسبت اإلجازة هذه المكانة لدورها الكبير في حفظه السند الحديث النبوي الشريف الذي هو من‬
‫خصائص هذه االمه فعلم الحديث يحتاج الى اتقان الرواية قبل الدراية وثبت في اول صحيح مسلم في‬
‫بيان ان االسناد من الدين عن عبد اهلل بن المبارك االسناد من الدين ولوال االسناد لقال من شاء من ش اء‬
‫ولم تقتص ر مهم ه اإلج ازة على حمض س ند الح ديث ب ل س اعدت على حف ظ س نه الكتب ال تي ال تمت‬
‫للحديث بصلة‬

‫اقسام االجازه بالرواية‬

‫اختل ف علم اء الح ديث في اقس ام ه ذه اإلج ازة بين ‪ 6‬و ‪ 9‬اقس ام وهي اإلج ازة الخاص ة وهي ان يج يز‬
‫معين لمعين في معين مثل ان يقول المجيز اجزت لك الكتاب الفالني وهي اعلى انواع اإلجازة‬

‫اإلج‪44 4‬ازة العام‪44 4‬ة اإلج‪44 4‬ازة لمعين في غ‪444‬ير معين وهي ان يج يز لمعين على العم وم واالبه ام اي دون‬
‫تخصيص وال تعيين لكتب واحاديث كان كان يقول المجيز اجزت لك او لكم جميع مسموعاتي او جمي ع‬
‫مرواياتي او غير ذلك ولكون المجاز بها مبهما فقد وقع الخالف بين العلماء في جوازها ولكن الجمهور‬
‫على تجوي د الرواي ه به ا وهي اك ثر االج ازات العلمي ه ش يوعا الن المج يز في الغ الب ال يكتب االج ازه‬
‫للطالب اال عندما ينهي الدراسه عليه ويحزم على السفر ان كان من بلد اخر فتشمل العلوم التي قراها‬
‫الطالب فعال والتي لم يقراها تاكيدا لثقه في تحصيله ودفعا به للخوض في العلوم االجازه للعموم يكون‬
‫التعميم في المجاز له سواء عين المجاز به او اطلق كانه يقول المجيز اجزت للمسلمين او اجزت لكل‬
‫احد او اجزت لمن ادرك زماني وما شابه ذلك وقد اختلف العلماء في جوازها‬

‫اإلج‪44‬ازة للمع‪44‬دوم يش ترط في ص حتها ان يك ون المع دوم تابع ا لموج ود كان ه يق ول المج يز اج زت ك ذلك‬
‫لفالن مع اوالده ونسله وعقبه حيث اتوا في الحياه المجاز وبعدها او لطلبه العلم ببلدي كذا متى كانوا‬
‫اجازه المجاز كان يقول الشيخ المجيز اجزت لك مجازاتي او رواية ما اجز لي او ماء بحليل روايته‬
‫والواق ع ان بعض اقس ام االج ازه برواي ه باس تثناء اإلج ازة الخاص ة واإلج ازة العام ة اج ازات ص وريه‬
‫تس هل بعض ش يوخي في منحه ا قص د الت برك والتش ريفية ونش ر الس نه على اوس ع نط اق باعتب اره من‬
‫خص ائص ه ذه االم فق د ج ار العم ل باالج ازه مراس له من ذ العه ود المتقدم ه حيث ك ان اعالم ه ذه االم ه‬
‫يستجيزون االشياء االخيار عند تعذر اللقاء بين الديار ومن ذلك استجازتي العالمة االديب ابو الحسن‬
‫حازم بن محمد صاحب المقصورة مراسله الشيخ وجيه الدين منصور فأجاب هذا االخير طلبه‬

‫االستجازة يسمى طلب اإلجازة في المصطلحي االستجازة او االستدعاء ويكون لفظا او كتابه شعرا او‬
‫نصرا او ما معا ولقد لجا الطلبة العلم الى استعمال االحتجازات الشرعية منذ القرن الرابع للهجرة كما‬
‫لج ا الش يوخ انفس هم الى كتاب ه اإلج ازة ش عرا وذل ك ردا على االيج از الش عرية من ب اب المراع اة في‬
‫الجواب حتى ال يكون الشيخ اقل من تلميذه في الخطاب ويستحب ويستحب ان يكون المستجيز من اهل‬
‫العلم‬

‫االجازات التعليمية ال يمكن للطالب تحصيل اي نوع من االجازات التعليمية اال بعد القراءة على الشيخ‬
‫او السماع منه وانواعها هي اجازة القراءة وتعرف ايضا باإلجازة باإلقراء وقد كان األساتذة في القرون‬
‫اإلسالمية االولى يكتب للطالب ما يفيد بانه اتم عليه قراءه الكتاب المعين او الكتب المعينه في صدر او‬
‫في ذي ل الكت اب المق روء ويرج ع ظهوره ا الى الق رن الراب ع الهج ري بحيث وج دت اج ازه اق را البي‬
‫القاس م احم د بن ف ارس مؤرخ ه في س نه ‪ 372‬هج ري وهي مس جله على نس خه مخطوط ه من كت اب‬
‫اص الح المنط ق البن الس كيت المتواج دة في مكتب ه المنص ور وعلي ه فق د ب دات ب اإلقرار بق راءة الط الب‬
‫دون ذك ر لكلم ة اإلج ازة ثم ص ار الش يوخ يقرن ون اثب اتهم ق راءة الط الب للكت اب بإج ازة روايت ه وح تى‬
‫اجازته بغيره مما لم يقرا عليه‬

‫اجازات السماء وتسمى السماعات في احيان كثيرة وهي وثيقة مكتوبة في اخر الكتاب المقروء او في‬
‫مقدمته تنص على ان الكتابة قد سمعه على منصفه على شيخ عالم الثقة واحد او كثيرون وهذا ليكون‬
‫الحقل لكل من ورد في السماء في رواية الكتاب فقد ظهرت سماعاته في القرن الخامس للهجرة نتيجة‬
‫لتأس يس الم دارس وله ذا عم د العلم اء الى اثب ات في ص در او في ذي ل الكت اب المق روء والمتواج د في‬
‫مكتبة المدرسة او المسجد اسماء الذين سمعوه على الشيخ المدرس ثم يحفظ الكتابة بعد ذلك في المكتبة‬
‫في كل مره يسمعوا فيها الكتاب اناس وطلبه يثبتون اسمائهم طبقات ويتضمن نصف اجازة السماعة‬
‫اسم المسمع واسماء السامعين ثم اسم القارئ واليه اسم كاتب السماع‬

‫االج‪44‬ازه ب‪44‬القران الك‪44‬ريم تتم يز اإلج ازة ب القران الك ريم او اإلج ازة ب القراءات القرآني ة عن غيره ا من‬
‫االجازات بما يسبقها من امتحان طويل االمد صعب التحضير الذي ينال الطالب بعد ذلك اجازة استاذه‬
‫مكتوب ة في الغ الب على ال ورق ومذيل ة بش هادات الع دول غ يرهم على الش يخ المجي د وترج ع اق دام‬
‫النصوص الموجود منها الى ما بين القرنين الخامس والسادس الهجريين ‪ 11‬الى ‪ 12‬ميالدي‬

‫اجازة التصدير كان بعض الشيوخ يأذنون لتالمذتهم في تولي بعض المناصب العلمية والدينية ويكتبون‬
‫لهم اج ازات ب ذلك م ع ان ت ولي ه ذه المناص ب لم يكن يحت اج الى اج ازات فيه ا االج ازات بالفتي ة‬
‫والتدريس لقد جرت العادة انه اذا تأهل بعض اهل العلم للفتيه والتدريس يأذن له شيخه في ذلك ويحرر‬
‫ل ه وثيق ه يش هد ل ه فيه ا بتحص يله العل وم المعين ة واس تحقاقه للت دريس ومش اكله وهي ال تتطلب امتح ان‬
‫مسبقا بل يكتفي الشيخ بما يعرفها عن المجادلة ولم تعرف هذه االجازات في القرون اإلسالمية االولى‬
‫فكان اذا رغب طالب في التدريس فان ذلك متوقف عليه لما يراه في نفسه من كفاءه ونظرا لصعوبة‬
‫المسائل التي كان يثيرها الطلبة اثناء الدرس كان الطلب يتردد الطالب يتردد كثيرا قبل ان ينقل نفسه‬
‫من مجلس التعلم الى مجلسي التعليم ويظهر انها لم تكن كثيره تداول في بالد المغرب في القرن الثامن‬
‫للهجرة‬

‫اإلجازة بالخط الكتابة اهم وسيله لتسجيل االفكار واالخبار وتحصيل العلوم وتقويه ملكتها في االنسان‬
‫كما ان الخط من جمله الصنائع التي يكتسبها االنسان بالتعلم وترتبط جودته بتقدم العمران فتكون في‬
‫االمص ار الخ ارج عمرانه ا عن الح د ابل غ ه و احس ن وت ؤثر ج وده الخط ف المتعلم ل ه اذا تع رض لدي ه‬
‫رتب ه العلم والحس في التعليم وت أتي ملكت ه على اتم الوج وه وق د ك ان اتق ان الخ ط غالب ا م ا يع ود على‬
‫صاحبه بالشهرة وكان على الراغب في الحصول عليها ان يدرس اصول الخط العربي على احد أس اتذة‬
‫الخط بعد ان يتقن الكتابة ويحسن انواعها وفق اصولها وقواعدها يكتب له استاذ باإلجازة كما تمنح هذه‬
‫االيجاز للخطاط الذي احسن تقليد خطوط األساتذة الخط ومشاهيره‪.‬‬

‫اج‪44‬ازة بالت‪44‬أليف اعت اد بعض العلم اء على ع رض مؤلف اتهم او قص ائدهم ال تي اج ادوا فيه ا على مش ايخ‬
‫العصر فيكتب لهم اهل تلك صناعه بالتقرير والمدح الى ان صاحب الحلل السندوسية او رد عددا من‬
‫التق ارير وق دمها على انه ا اج ازات م ع انه ا ال تحت وي على اي اذن فهي اذا اج ازات بت أليف وهنال ك‬
‫تش ابه كب ير بين اإلج ازة بالت أليف والتق ريض ولكن يب دو ان االولى تص در عن اعالم العص ر في فن‬
‫الكتاب المؤلف اما التقرير فهو ما يكتبه عليه عامه المشايخ والعلماء‬

‫وخالص‪44‬ه الق‪44‬ول ف إن اإلج ازة العلمي ة ال تي ظه رت في الق رون اإلس المية االولى للدالل ة على االذن في‬
‫رواي ة الح ديث توس عت لتش مل عل وم مختلف ة كم ا تف رعت عنه ا ع ده ان واع لك ل منه ا مفهومه ا الخ اص‬
‫وهي تختل ف عن بعض ها البعض في ش روطها وفي درج ه التثبت في منحه ا فكي ف تعام ل العلم اء‬
‫الجزائريين مع اإلجازة العلمية خالل العهد العثماني‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االجازات المتبادلة بين العلماء‬

‫المطلب االول‪ :‬االجازات العلمية المتبادلة بين العلماء الجزائريين‬

‫تع د مدين ه الجزائ ر من اك بر الحواض ر السياس ية والثقافي ة في ت اريخ الجزائ ر العثماني ة‪ ،‬وه ذا‬
‫بش هادة الرحال ة المغارب ة فق د ق ال علي تمق روني ال ذي دخله ا س نه ‪ 999‬هج ري ‪ 1590/‬ميالدي بانه ا‬
‫كانت تسمى اسطنبول الصغرى‪ ،‬وبان الكتب فيها اوجد من غيرها من بالد افريقية في حين ش بهها عبد‬
‫الرحمن الجامعي بفاس بقوله" اما مدينه الجزائر فأول بلد لقيت بها مثال من فارقته من ادباء بلدي وبهذا‬
‫تذكرت بعض االماكن وبانها ال تخلو من قراء نجباء وعلماء االدباء واعالم الخطباء"‪ ،‬حيث اننا نجد‬
‫مس اجدها معم ورة بالت دريس وه ذا ي دل على انه ا ع رفت تط ورا كب يرا من الناحي ة الفكري ة خالل العه د‬
‫العثم اني حيث ان اتخ اذ مدين ه الجزائ ر عاص مه سياس يه وعس كريه من ط رف العثم انيين جعله ا مرك ز‬
‫الثق ل بالنس بة للمغ رب االس المي برمت ه خالل الق رن العاش ر الهج ري وق د تس نى لوالته ا العثم انيين ان‬
‫ي ؤدوا دورا كب يرا في تنش يط المقاوم ة ض د الهجم ات األوروبي ة المس يحية وه و م ا ول د والءا مطلق ا‬
‫للخالفة العثمانية‪ ،‬وتجسد ذلك في اول رساله وجهت الى السلطان العثماني من قب ل العلم اء واالهلي في‬
‫ظل الجامع االعظم‪ ،‬الذي يعد اقدم واكبر الجوامع يومئذ وفيها طالب بربط الجزائر بالباب العالي وهذا‬
‫ما تم فعال وقد تركت هذه المبادرة اثرا طيبا لدى خير الدين بربروس وهذا ما يفسر الرعاية واالهتمام‬
‫اللتين حظي بهما الجامع االعظم من طرف جل الوالت العثمانيين بما فيهم خير الدين وقد غطى نشاطه‬
‫التعليمي وح تى ال ديني‪ ،‬واالجتم اعي والسياس ي على انش طة الجوام ع بم ا فيه ا الجوام ع ال تي ش يدها‬
‫العثم انيون بأنفس هم وق د بل غ ع دد المدرس ين ‪19‬م درس خالل الق رن ‪ 12‬ميالدي وه و من اهم الجوام ع‬
‫بمدينه الجزائر وذلك ما شاهده الرحالة فانتور ديبرادي ويكاد هو و مدرسته العليا يشكالن نواة الجامع‬
‫في الجزائ ر حيث ك انت تعقد في ه حلق ات دروس كث يره يقوم به ا اب رز العلم اء حينئ ذ وص لت في بعض‬
‫االحي ان الى ‪ 12‬حلق ة وك ان بين مدين ة ا الى ج انب الج امع الكب ير ثالث ة م دارس وص فت بانه ا ت ؤدي‬
‫تعليما من المستوى العالي وهي مدرسة االندلسيين ومدرسة شيخ البالد والمدرسة القشاشية وقد جاء في‬
‫وقفيه الزاويه المدرسة االخيرة ان لها استاذا مكلفا بتدريس الشريعة االسالمية والتوحيد باإلضافة الى‬
‫عشرة اساتذة لتدريس مختلف العلوم االخرى ولعل من اهم االجازات المتبادلة بين العلماء الجزائريين‬
‫نجد‬
‫‪1‬اجازات منطقة الشرق الجزائري‬

‫أ‪ :‬اجازات منطقة علماء قسنطينة‪:‬‬

‫تعد مدينة قسنطينة من اهم الحواضر الثقافية بالشرق الجزائري فقد ورثت رصيد ثقافي قوي‬
‫عن العهد الحفصي ولم تفقده بدخول العثمانيين وهي من اكثر المدن عناية فكانت على هذا العهد مبعثة‬
‫نور الجزائر وهذا ما ذهب اليه المؤرخ بول قائال "بانها كانت عاصمة دينية وكان العلماء يتمتعون فيها‬
‫بالسيادة المطلقة بعدد كبير من الطلبة من ‪ 25‬مدرسة للعلوم الدينية وهذا القول قد يتعارض مع مذهب‬
‫اليه شاهد العصر في المدينة الشيخ عبد الكريم الفكون الذي قال في مناسبة تاليفه لمنشور الهداية بانه‬
‫ص نفه بع دما راى س حائب الجه ل ق د اطلت بأس واق العلم ق د كس دت فص ار الجاه ل راس يا والع الم في‬
‫منزل ه ي دعى من اجله ا خسيس ا حيث ك انت حلق ات ال دروس العلي ا تعق د في مس اجد المدين ة وهي كث يره‬
‫جدا‪ ،‬اهمها الجامع االعظم‪ ،‬الى جانب انعقادها في الزوايا والمدارس‪ ،‬فقد انتشرت الزوايا في قسنطينة‬
‫بعضها تحت رعاية الطرق الصوفية‪ ،‬وبعضها تحت رعاية العائالت الكبيرة في المدينة كعائله الفكون‬
‫وعائل ه ابن ب اديس ام ا الم دارس فهي مع دودة واش هرها مدرس ه عائل ه الفك ون والمدرس ة الكتابي ة ال تي‬
‫انشاها صالح باي واخضعها لنظام داخلي دقيق وعهد بمهمه التعليم فيها‪ ،‬و مدرس خصص له راتبا‬
‫سنويا والزمه بعقد يدل على بروز مدينة قسنطينة كحاضرة علمية كما انه يكفي الى ان نشير انها كانت‬
‫طيل ة العهد الم دروس قبل ه لطلب ة العلم من مختلف مناطق الجزائ ر ومن بلدان المغرب االس المي ومن‬
‫ابرز الوافدين عليها من المغرب االقصى نجد العالمة محمد الياسي‪ ،‬ودرس على علمائها الشيخ عمر‬
‫ال وزان‪ ،‬وق ر ه ذا االخ ير االص ليين‪ ،‬والبي ان وغيرهم ا كم ا دخله ا من ت ونس الش يخ احم د بن مص طفى‬
‫برن يز التونس ي ودرس به ا على الش يخ برك ات ابن ب اديس‪ ،‬والواق ع ان تش دد الفك ون في منح االج ازة‬
‫ليس مبررا كافيا لقلة اجازاته ولتصديه للتدريس مدة طويلة تخرج عليها خاللها عدد كبير من الطلبة‬
‫فالب د ان يك ون من بين ه ؤالء الطلب ة والعلم اء الكث ير ممن هم م ؤهلين لالج ازة وعلي ه يمكن ان يع وز‬
‫الس بب الى قل ة الم ادة العلمي ة في الت اريخ الفك ري لقس نطينة ومن بين المص ادر المع دودة واالج ازات‬
‫المتداول ة نج د منش ور الهداي ة ال ذي اعجب ب ه العدي د من العلم اء منهم الش يخ عم ر ال وزان وج ده عب د‬
‫الك ريم الفك ون ولع ل االج ازة الوحي دة ال تي حظيت بال ذكر في الكت اب المش ار الي ه بع د تل ك ال تي انتق د‬
‫ص احبها على منحه ا‪،‬هي اجازت ه للتلمي ذ الش يخ اب و الحس ن علي بن عثم ان الش ريف‪ ،‬وص ف الفك ون‬
‫المستوى الذي اصبح عليه تلميذه المذكور بقوله لم يكن معه قبل قراءته شيء من العربية فلم ينصرف‬
‫من عن دي اال وه و نجيب فيه ا‪ ،‬فهي كم ا يب دو اج ازة ق راءة في علم النح و تحص ل عليه ا ص احبها عن‬
‫جداره واستحقاق لما بلغه في العربية‪ ،‬ولكن على الرغم من اشادة الفكون بتلميذه المذكور لم يرد نص‬
‫اإلجازة وال لمقطع منها‪.‬‬

‫ب‪ :‬اجازة علماء منطقة زواوة‪:‬‬

‫لم تكن حلق ات ال دروس العلي ا حك را على الحواض ر الثقافي ة في بعض المن اطق الريفي ة بقس ط وف ير من‬
‫هذه الدروس وتأتي في مقدمتها منطقة زواوة التي شهدت حركة فكرية ناشطة بداية من القرن العاشر‬
‫هجري لعاملين اساسيين هما‬

‫* س قوط مدين ة بجاي ة على ي د االس بان ووف ود س كانها الى المن اطق الداخلي ة من بينهم العلم اء‪،‬ومن‬
‫المعلوم انها كانت احد مراكز الثقافة الكبرى في الجزائر‬

‫* تحول الزوايا المرابطية بالريف الزواوي الى معاهد بالتعليم وقد سهلت هذه المباني الجاهزة مهمة‬
‫س رعة انتش ار التعليم حيث انه ا ك انت تتطلب وقت ا ط ويال النطالقه ا ومن بين اهم ه ذه الزواي ا‬
‫نذكر‪:‬زاوية سيدي علي بن يحيى بذراع الميزان الواقعة وسط جبال جرجرة‪،‬والتي تاسست في ‪9‬هجري‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االجازات المتبادلة بين العلماء الجزائريين وعلماء المغرب االقصى وتونس‬

‫ارتب ط علم اء الجزائ ر بص الت ثقافي ه وثيق ه ب أقرانهم في المغ رب االقص ى وت ونس في وقت لم‬
‫تكن فيه الحدود السياسية تتحكم في حركه االفراد فتنقلها هؤالء العلماء بين هذه االقطار طلبا للعلم او‬
‫هجرانا لبلدانهم لظروف مختلفة في مقدمتها الظروف السياسية حيث داب العلماء على هجران البلدان‬
‫التي تكثر فيها الفوضى والفتن الى اخرى اكثر امنا واستقرارا بحثا عن جو مالئم للعطاء الفكري كما‬
‫ك ان اهتم ام الحك ام بالحرك ة الفكري ة ل ه دور كب ير في اس تقطاب العلم اء الى بل دانهم واتص ل علم اء‬
‫المغرب االسالمي فيما بينهم ايضا في المشرق خصوصا اثناء الرحالت الحجازية وكان لتنقالتهم دور‬
‫ايجابيين في توثيق السنه الثقافية بينهم فتبادلوا التأليف والفتاوى واآلراء في المسائل الفقهية والكالمية‬
‫المتنوع ة واس تجازوا واج ازوا بعض هم البعض ومن بعض ه ذه االج ازات المتبادل ة بين العلم اء‬
‫الجزائ ريين وعلم اء المغ رب االقص ى وت ونس نج د اج ازه الش يخ احم د المق ري حيث اس تطاع التك وين‬
‫عالقات وطيده مع علمائه بالمغرب وخالل هذه المدة درس واجازه واستجاز فلم تنقطع صلته بهؤالء‬
‫العلم اء ح تى عن دما ك ان بالمش رق فظ ل يتراس ل معهم كم ا درس وا علي ه هن اك حيث خالد المق ر ه ذه‬
‫الرحلة بكتاب الفه في علماء المغرب وسماه روضه االس سكر العاطرة االنفاس في ذكر من لقيته من‬
‫اعالم الحضرتين مراكش وفاس عدى فيه حوالي ‪ 34‬عالما من علماء المغرب وفي رحلته هذه اس تجاز‬
‫خمسه من اعالم المغرب حينئذ فأجازوه وكتبوا له بذلك وكانت احدى هذه االجازات شفهيه حيث اجازه‬
‫ال وزير االديب عب د العزي ز الفش تالية بم راكش في جمي ع نظم وه ونص ره ومن اب رز علم اء المغ رب‬
‫االقصى آنذاك نذكر الشيخ احمد بن القاضي الذي لقيه احمد المقر بكل من مراكش وفاس فاستفاد من‬
‫علومه ثم استجازه فاجزه جميع ما يجوز له وعنه روايته وما اخذه عن شيوخه فكتب له ثالث اجازات‬
‫اثنتان بمراكش في يوم عرفه من عام ‪ 1009‬هجري والثالثة بفاس بعد اجازه مراكش بأشهر ولم يورد‬
‫المقر في كتابه روضه االس اإلجازة االولى والثانية بنصوصها واكتفى بعرض محتواه عليه فقط ومن‬
‫جمل ه المؤلف ات ال تي اج زه به ا بع د قراءته ا علي ه كت اب اب و القاس م الح وفي في الف رائض وتلخيص ابن‬
‫البناء كما اجزه جميع تأليف ابن البناء وصحيح البخاري اما االجازه التي اورد المقر نصها كامال فال‬
‫تتضمن تاريخ ومكان كتابتها ويغلبوا على الظن انها كانت اإلجازة الثالثة اي التي كتبها له بفاس ألنها‬
‫ال تحتوي على مقدمه كاإلجازات المتعارف عليها وال يستبعد ان يكون الشيخ احمد بن القاضي قد اجاز‬
‫للمق ر ايض ا في رحلت ه الثاني ة حيث ك ان ابن القاض ي في اخ ر ايام ه مالزم ا ت دريس ص حيح البخ اري‬
‫بجم ع االب ارين بف اس ولقي ه الش يخ احم د المق ري في رحلت ه االولى الش يخ العالم ة اب و العب اس احم د‬
‫بمراكش وقد استجزه فأجزه بجميع تأليفه وكتب له بذلك عده مرات‬

‫اما االج‪4‬ازة الثاني‪4‬ة‪ :‬كتبه ا ل ه ثالث ة اش هر بع د االولى وه و ي وم خروج ه من م راكش كم ا اجتم ع احم د‬
‫المقري ايضا بأحد اقطاب التصوف بالمغرب وجاء فيها قوله اجزت الفقيه المشار اليه ان يروي عني‬
‫جمي ع م ا يجوز لي وعن روايت ه وهك ذا فلم يس تجيز المقري اال خمس ه من العلم اء ال ذين لقيهم بك ل من‬
‫ف اس وم راكش وهم ان ذاك اعالم المغ رب فأج ازوه بإج ازات تص ب كله ا في ن وع واح د وهي االذن‬
‫برواية مرويتهم او مؤلفاتهم ولكن ال نعلم يقينا ان تلقى اجازات اثناء رحلته الثانية‬

‫*اجازة الشيخ علي بن عبد الواحد االنصاري لبعض العلماء الجزائريين‪ :‬ط الت مرحل ه الفوض ى التي‬
‫عمت المغ رب االقص ى اواخ ر الدول ة الس عدية ح تى ك ادت ان تقض ي على المراك ز العلمي ة ب ه وفي‬
‫مقدمتها جميع القرويين ولهذا زار بعض علمائه الجزائر ودرسوا بها ثم عادوا الى بالدهم في حين ك ان‬
‫بعضهم ينشد الهدوء واالستقرار الذين فقدوا فيه حيث دخل الشيخ علي االنصاري مدينه الجزائر وكان‬
‫به ا س اعه قدوم ه اليه ا علم اء ب ارزون امث ال الش يخ س عيد ق دوره والش يخ احم د ال رزوق بن داود واب و‬
‫حفص عمر فاخذ عنه جمله من الفنون حيث اجازه عده مرات وانابه وانابه عنه في مباشره التدريس‬
‫ويغلب علي الظن ان اجازات االنصاري تتنوع بين االجازات التعليمية واجازات الرواية‬

‫*االجازات المتبادلة بين الشيخ عيسى الثعالبي وعلماء المغرب وتونس‪ :‬كان المغرب االقصى يتخبط‬
‫في ظ روب المحن والفتن في الف ترة ال تي ه اجر فيه ا الش يخ عيس ى الثع البي الى المش رق واثن اء رحلت ه‬
‫الى المش رق ن زل بمدين ه ت ونس واخ ذ عن كب ار العلمائه ا كالش يخ ابي بك ر ابن الش يخ ت اج الع ارفين‬
‫البكري ولكنه لم يذكر عما اذا اجزه ام ال اما محمد مخلوف فقد ذكر العلماء الذين اخذ عنهم الثعالب‬
‫بتونس ومصر ثم اضاف قائال واجزوه واسن عليه بما هو اهله ولم يخصص من منهم اجازه ويغلبوا‬
‫على الظن انه قد اجزه رواية الن العلماء ما كانوا يفوتون فرصه استدعاء كبار المحدثين كالشيخ ابي‬
‫بكر تاج العارفين الذي خلف والده في مجلس تدريسه وقام بعلم الحديث الشريف احسن قيام وحصل‬
‫على اج ازه من ه واج از الثع البي ايض ا للش يخ محم د عب د الق ادر الفاس ي والش يخ احم د بن س عيد ال دالئي‬
‫وكانت اجازته لهذا االخير في سنه ‪ 1657‬ميالدي وهي اإلجازة التي عدد فيها أساتذة الذين اخذ عنهم‬
‫الحديث في مصر وباألخص علماء االزهر المالكية امثال الشيخ علي الجهوري والشيخ يوسف الفيشي‬
‫واخ ذ عن ه بمك ة ايض ا الش يخ عب د اهلل محم د البحس اني المغ ربي منظوم ه الش يخ احم د المق ري في علم‬
‫الكالم المعروف ة بإض اءة الدجن ة في عقائ د اه ل الس نه فأج ازه فيه ا عن الش يخ علي بن عب د الواح د‬
‫االنصاري عن مؤلفها‬

‫*اجازة علماء الجزائر للمغرب‪ :‬كان المغاربة يتخذون الجزائر طريقا للمشرق برا وبحرا وكثيرا ما‬
‫ك انوا يتنزلون بم دنها ويلتقون بالعلم اء فيجيزون ويس تجيزون ومن القل ة الذين دخلوا اليه ا من دون ان‬
‫يكونوا مت وجهين الى المش رق او اي دينا من ه االديب محم د بن زاك ور الفاس ي الذي ح ل بمدين ه الجزائر‬
‫سنه ‪ 1682‬وبما انه لم يصرح في كتابه المخلد لهذه الرحلة المسمى بنشر الزاهر البستان عن اسبابها‬
‫فق د اختل ف الب احثون في تحدي دها بين كونه ا عائلي ه وه و م ا ذهب الي ه بعض الدارس ين المغارب ة وبين‬
‫كونها علميه وهو ما ذهب اليه بعد الدارسين الجزائريين ومهما كانت اسباب قدومه الى الجزائر فان‬
‫مكوثه بها عده اشهر هو للتلمذة على علمائها األفاف ولهذا رحل فور االنتهاء من القراءه عليهم ويبدو‬
‫جليا حرص واهتمام ابن زاكور باجازات العلماء الجزائر فقط كان يتطلع لقراءة مختصر سعد الدين‬
‫التفتزاني والحص ول على اجازت ه فوع ده ب ذلك ف ور ختم ه تفس ير الق ران ال ذي ك ان مش غال ب ه غ ير ان ه‬
‫ت وفي قب ل ان يأخ ذ علي ه مم ا جعله ا ابن زاك ور يتحص ل على ذل ك وم ا معاودت ه اس تجابة الش يخ محم د‬
‫ق دوره عن د اعت ذاره عن اإلج ازة بكون ه ليس اهال لمنحه ا اال احتراف ا من ه بفض له وتقدم ه وق د احتف ظ‬
‫بنزاكور بإجازتهم له كامله في نشر ازهار البستان بل واحتفظ بإجازة الشيخ علي الشبره مرسي لشيخه‬
‫لشيخه ابن عبد المؤمن في حين اهمل اإلجازة التي كتبها له الشيخ الصفوي ابو عيسى محمد المهدي‬
‫ابن احم د م ع ان ه س اقها بنص فها العلمي وتتب ع فيه ا اس ماء والمهم من اس انيده وق راءه ابن زاك ور على‬
‫الش يخ محم د بن عب د الم ؤمن الجزائ ري ص درا من كت اب جم ع الجوام ع وبعض ا من كت اب تلخيص‬
‫المفتاح ثم سأله اإلجازة فيما قراه معه او سمعه منه فأجابه الى ذلك وكتب له باإلجازة في ‪ 23‬جمادى‬
‫الثاني ة من نفس الس نه ومم ا ورد فيه ا فأجث ه ب ذلك اي فيم ا ق راه مع ه وس معه من ه على ش رطه المخت بر‬
‫عن د اهل ه بإج ازة الحاف ظ عالم ه مص ر ابي الحس ن علي الش برا ميلس ي وباج ازه نزي ل المدين ة المن ورة‬
‫وم درس الح رم الش يخ ابي عيس ى احم د بن ت اج ال دين ثم أجاب ه برواي ة من نظم وه في العقائ د والف روع‬
‫متكونه من ‪ 79‬بيتا وكلفه بشرحها ان امكنه او من اهله اهلل ذلك فكتب له اجازه مطلقه عامه في اوائل‬
‫رجب ‪ 1094‬هجري مما ورد فيها قوله اجسته اجازه مطلقه تامه عامه على شروطها المتعارفة عند‬
‫العلم اء الق ائلين به ا في جمي ع مق روءاتي معق وال ومنق وال توحي دا او نح وا فليح دث ب ذلك ان احب ع ني‬
‫اش ياخي واش ياخهم الى الم ؤلفين وتج در اإلش ارة اال ان اج ازه محم د ق دوره البن زاك ور تختل ف عن‬
‫اجازه المانجالتي وابن عبد المؤمن له فهي جد مختصره وال تحتوي على شيوخه وال على سند مرويت ه‬
‫عنهم‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االجازات العلمية المتبادلة بين العلماء الجزائريين وعلماء المشرق‬

‫ظ ل المش رق االس المي يمث ل المرجعي ة الديني ة أله ل المغ رب االس المي عموم ا نظ را لوج ود مرك ز‬
‫الخالف ة والمقدس ات اإلس المية ب ه فقص دوه للحج والمج ابرة ولطلب العلم ايض ا كم ا اخت ار بعض هم‬
‫االستقرار به ألسباب عديده وفي مقدمتها االسباب السياسية فكثيرا ما هجر العلماء من بلدانهم خوفا من‬
‫التورط مع اصحاب السلطة ولهذا فراغم اخطار السفر آنذاك وتعرض ركب الحج لنهب االعراب فقد‬
‫رحل عدد كبير من اهل العلم الجزائريين الى المشرق فافادوا واستفادوا واجازوا واستجازوا في حين‬
‫لم تشهد الجزائر وفود علماء المشرق اليها اال في احيانا قليله جدا وذلك لتفوقه من الناحية الفكرية‬

‫* االجازات المتبادلة بين احمد المقري وعلماء المش‪44‬رق‪ :‬غ دارة احم د المق ري مدين ه ف اس في اواخ ر‬
‫رمضان من سنه ‪ 1617‬قاصدا حج بيت اهلل الحرام ركب البحر من صغر تطوان وعرجت به السفينة‬
‫على مدين ه الجزائ ر وت ونس في سوس ه وص وال الى اإلس كندرية فك ان ه ذا اخ ر عه د ل ه ب المغرب‬
‫االسالمي حيث استقر بالمشرق الى ان وفته المنية سنه ‪ 1041‬هجري حيث حل الشيخ المقر بمصر‬
‫في جم ادى االولى من ع ام ‪ 1028‬هج ري ودرس م ده الح ديث والعقائ د ب الجميع االزه ر ولم ا اق ترب‬
‫موس م الحج توج ه الى الح رمين الش ريفين ف ادى الفريض ة واق ام هن اك م ده ثم ع اد ثاني ه الى مص ر‬
‫فاس توطنها نهائي ا وفي المش رق ع اش المق ر حي اه حافل ه بالنش اط العلمي حيث تف رع هن اك للت أليف‬
‫والت دريس فعقد دروس ا بك ل مك ان ك ان يح ل ب ه فه رع الي ه االعي ان والعلم اء وجلس وا للس ماع والقراءة‬
‫علي ه وبه ذا انتش رت اجازت ه بين المش ارقة والحاص ل ان التك ريم ال ذي حظي ب ه هن اك ال يق ل عن ذاك‬
‫الذي احطه به المغاربة حتى تساوى في المنزلة مع اعالم المشرق ومن مؤلفاته واجازته العديدة التي‬
‫الفها هناك في العلوم المختلفة نجد تالمذته الذين جلسوا اليه واخذوا عنه علوا كثيره واجازهم فيها وفي‬
‫الصفاف طلبه االزهر حوله بمجرد وصوله الى مصر دليل واضح على مقدرته العلمية التي اتى بها‬
‫من المغرب ومع ذلك جلس المقر الى حلقات بعض المشايخ بالمشرق على سبيل المذاكرة وهم الشيخ‬
‫نور ال دين علي بن زين ه محمد بن محمد العامري ص احب الكواكب بالس ائرة في اعي ان الماء العاشرة‬
‫وهناك اجازه علميه مطوله كتبها له الشيخ احمد بن عبد الرحمن الصديق الملك في مصر مؤرخه ب‬
‫‪ 12‬ربي ع االول س نه ‪ 1029‬هج ري اب دا فيه ا الص ديقي اعجاب ا كب يرا ب المقر وض منها ع ده ابي ات في‬
‫مدح ه واش ار الى اس تدعائه ل ه باإلنج از بقول ه فطلب م ني اإلج ازة ح تى المطلوب ة به ا ان يك ون طالب ا‬
‫والمرغوب منه ان يكون في مثلها راغبا فقدمت عزمي واخرت وقد جد المقري في التدريس بالمشرق‬
‫فكان مدرسا بارعا في كل فن يطرق باباه مثل االمالء الحديث والعقائد ومن جمله تالمذته الذين درس وا‬
‫علي ه بمص ر واج زهم نج د الش يخين عبد الب اقي الحنبلي الدمش قي وعب د الق ادر بن غص ين الغ زي ونجد‬
‫ايضا اجازه المقر بصغر رشيد الشيخ احمد بن مسعود الرشيدي نظما في ثمانية ابيات والشيخ محمد‬
‫بن نور الدين الرشيدي نظما مرتين االولى في ثالثة ابيات والثانية في اثنتي ‪ 10‬بيتا بكل ما اخذه عن‬
‫شيوخه وبكل ما صنفه نظما ونصرا ومما ورد في في الثانيه وفي نفس السنه اجزه فيها بهذه العبارة‬
‫اج زت الش اب الموف ق بفض ل اهلل وق د نظم المق ر ايض ا س نه ‪ 130‬هج ري اج ازه بمرويات ه في ‪ 41‬بيت ا‬
‫لالبن حنيف الدين افاد فيها بانه روى عنه موضع االمام مالك ابن انس مع الصحيحين وسائر الكتب‬
‫السته لما قرا عليه بعضها كما اجاز المقري بمكة مثل الخطيب الحرم الشيخ تاج الدين الملك المكي‬
‫بمؤلفات ه ومرويت ه بع د ان ق را علي ه بعض المت ون منه ا ص درا من الموط أ كم ا اس تجزه مف تي الحنيف ة‬
‫بدمشق عبد الرحمن العمادي ألبنائه الثالثة فأجابه المقر بإجازة نظمها لهم في ‪ 79‬بيتا ضمنها اسانيد‬
‫بعد مرويته وقد كان الشيخ احمد المقري مهتما بتسجيل اسانيد مرويته فكتب فهرسا فيها وذلك ما ورد‬
‫عن تلميذه الشيخ عبد الباقي المذكور سابقا الذي قال في ثبته ان المقر احال في اجازته له على فهرسته‬
‫المتضمنة السانده ونجده حريصا على ذكر اسانيده حتى في اجازته لتالميذه وال يثنيه عن ذلك اال عذر‬
‫قاهر كمداهمه سفر او غيره فيعتذر للمجاز عن ذلك في بعض االحيان تعتذره للشيخ محمد بن يوسف‬
‫الكريمي الدمشقي في اجازته‬

‫* االجازات العلمية المتبادلة بين الشيخ عيسى الثعالبي وعلماء المشرق‪ :‬لقد طال شؤم السياسة هذه‬
‫المرة الشيخ ابو مهدي عيسى الثعالبي فاضطر الى مغادره الجزائر واالستقرار بمكة المكرمة الى ان‬
‫توفى بها فدامت مده اقامته بالمشرق حوالي ‪ 19‬عاما حيث كان الشيخ عيسى الثعالب من جمله خواص‬
‫يوسف باشا فأيده لما قامت الثورة المعروفة بثوره ابن صخريه بالشرق الجزائري وفي السنوات االولى‬
‫إلقامت ه بالمش رقة اكب ثع البي على ال درس فاخ ذ عن اجل تي مش ايخ الح رم كالقاض ية تج دين الم الكي‬
‫واالم ام زين العاب دين الط بري والش يخ عب د العزي ز الزم زمي والش يخ علي بن جم ال المكي وغ يرهم‬
‫فأجازوه واخ ذ الثع الب عن الش يخ المس ند البره ان الميم وني الش افعي ف اجزه وكتب في اجازات ه ل ه بان ه‬
‫امراه من زمان من يماثله بل من يقاربه واخذ ايضا على الشيخ خير الدين بن احمد الرملي ثم استجزه‬
‫ف أجزه وك ان ه ذا االخ ير س محا باإلج ازة م ا طلبه ا اح د من ه ورده ب ل ك ان من طلبه ا من ه يج يزه ام ا‬
‫بالكتابة واما باللسان حتى انه اجازه اهل عصره فاجتهد الشيخ عيسى الثعالب هناك في دراسه الحديث‬
‫النب وي فأخ ذه رواي ة ودرأي ه عن كب ار مح دثي ومس ندي المش رق وال ف ع دد من الفه رس اهمه ا ك نز‬
‫الرواي ة المجم وع في ض رر المج از ال ذي رتب ه على اس ماء ش يوخه يب دا اوال ب التعريف بالش يخ وذك ر‬
‫مؤلفاته ومقرواته وقد لزمه الشيخ الحسن بن علي الجيمي فسمع منه الكثير وروى عن ه غلب مرويته‬
‫منها االربعين االدريسة التي اجزه بها عن الشيخ صفي الدين قشاشي واجاز ثعالب ايضا الشيخ محمد‬
‫امين المحش ي ص احب خالص ه االث ر والش يخ اب راهيم بن حام د بح ديث الرحم ة المسلس ل باألولي ة‬
‫والضيافة المصافحة والمشابكة وتلقين الذكر وغير ذلك‬

‫*االج‪44‬ازات العلمي‪44‬ة المتبادل‪44‬ة بين يح‪44‬يى الش‪44‬اوي وعلم‪44‬اء المش‪44‬رق‪ :‬رح ل الش يخ يح يى الش اوي من‬
‫الجزائر سنة ‪ 1074‬هجري قاصدا بيت اهلل الحرام فادى الفريضة ولكنه لم يعد اليها بل استوطنا في‬
‫القاهرة ومهما كانت اسبابه هجرته فقط حاز الشاوي في المشرق على تقدير العلماء واصحاب السلطان‬
‫في كل البالد التي دخلها خصوصا بالد الروم ومصر التي تولى بها قضاء المالكية مرتين حيث كان‬
‫يتصف بالعلم والذكاء فقد وصف بانه كان بارعا في االصول والفروع وبانه كان سريع الجواب حاده‬
‫الذهن والفطنة وكان يحيى الشاوي موظبا على التعليم والتعلم اينما حل وظل الشاوي حارسا على تلقي‬
‫اج ازات كب ار العلم اء ففي اح دى زيارت ه الى بالد ال روم اتص ل بالش يخ خ ير ال دين ال رملي فاخ ذ عن ه‬
‫واجزه وقد ذكر صاحب خالصه االثر انه اخر من اجزه فتكون اجازته له حوالي سنه ‪ 1081‬هجري‬
‫وهي سنه وفاه الشيخ الرملي واجاز الشاوي ايضا لتقي الدين الحسيني باإلجازة التي منحاه اياها شيخه‬
‫محمد السعدي بهلول وص حيحي البخاري ومسلم والش فاء بحيث وحد اس فل اجازت ه شيخه المذكور ل ه‬
‫بخطه ما صورته ما اخذ عنه الشيخ احمد بن محمد النخلي وترجم له في فهرسه وعذب شانه وذكر ان ه‬
‫اجزه بجميع مرويته ومؤلفاته كما ان المحيي قد احتفظ بنص اجازه الشوي له وهي في خمسه عشره‬
‫تتضمن اجازته بأقرائه مثل صحيحي البخاري ومسلم واجازه جميع ما يصح له من امور الشرع وفي‬
‫علم الكالم وختم اإلجازة بانتقاده المتكلمين الذين ينفون صفات اهلل ومطلعها‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫يتض ح مم ا س بق ان اإلج ازة العلمي ة تقلي د تعليمي اس المي عرفه ا المس لمون من ذ الق رون‬
‫اإلسالمية االولى وكان المقصود بها عند ظهورها اذن الشيخ للطالب ليؤدي عنه مرويته في الحديث‬
‫الشريف من غير ان يسمع ذلك منه او يقرأه عليه فيؤدي عنه بموجب ذلك االذن ثم توسع فيها العلماء‬
‫فمنحوها لكل طالب في الفقه والتاريخ والنحو وغيرها من العلوم وهي بهذا المعنى ليست شهاده تعليمي ه‬
‫يستدل بها على درجه تحصيل حاملها ولهذا اقتصرت شروطها على األمانة والتحري في نقل ما ابيح‬
‫روايته حرصا على نشر سند الحديث الشريف وغيره من العلوم على اوسع نطاق ومنذ القرن الرابع‬
‫للهجرة اصبحت اإلجازة العلمية جزءا من المنظومة التعليمية وذلك عندما صار االستاذ يكتب للطالب‬
‫ما يفيد قراءته عليه الكتاب المعين او الكتب المعينة ثم برزت اجازات علميه اخرى في صور واشكال‬
‫مختلفة اال انها لم تخرج عن اطار العلمي والتعليم‬

‫ان هذا التطور الذي عرفته اإلجازة شمل الشكل والمضمون وافرزها انواعا عديده لكل منها شروطا‬
‫خاصه لتحصيلها وهي تتراوح بين الليونة والعسر علما ان الشيوخ لم يكونوا ملزمين بتقديمها لكل من‬
‫اتم القراءة عليهم من تالمذتهم كما انها لم تكن ضرورية لتولي اي منصب ديني او علم ومع ذلك فقد‬
‫حرس المسلمون على تحصيلها لمكانتها العظيمة ولرفعها شان حاملها بين اقرانه من العلماء سيما اذا‬
‫ك ان مانحه ا عالم ا ب ائع الص يف بعلم ه وفض له مش هورا بعل و اس ناده وق د اكتم ل تط ور اإلج ازة العلمي ة‬
‫خالل العهد العثماني فظهرت جميع انواعها وازداد الشغف بها فتبادلها العلماء الجزائريون فيما بينهم‬
‫ورحلوا الى المشرق والمغرب رغبه في تحصيلها بعد طلب العلم ومنحوها بدورهم لغيرهم من العلماء‬
‫المسلمين‬

You might also like