You are on page 1of 9

‫تأسس الحزب بدمج‪ 

‬حركة البعث العربي‪ ،‬بقيادة ميشيل عفلق وصالح البيطار‪ ،‬والبعث العربي‪ ‬بقيادة األرسوزي‪ ،‬بتاريخ ‪ 7‬أبريل‬
‫‪ 1947‬تحت مسمى‪ ‬حزب البعث العربي‪ .‬سرعان ما أنشأ الحزب فروعً ا في الدول العربية األخرى‪ ،‬لكنه لم يصل إلى السلطة سوى‬
‫في‪ ‬العراق‪ ‬وسوريا‪ .‬اندمج حزب البعث العربي مع‪ ‬الحزب العربي االشتراكي‪ ‬الذي يقوده‪ ‬أكرم الحوراني‪ ‬في عام ‪ 1952‬ليشكل‪ ‬حزب‬
‫البعث العربي االشتراكي‪ .‬حقق الحزب الجديد نجاحا ً نسبيا‪ ،‬وأصبح البعث ثاني أكبر األحزاب في البرلمان السوري في‪ ‬االنتخابات‬
‫التشريعية السورية ‪ .1954‬هذا‪ ،‬وإلى جانب القوة المتزايدة‪ ‬للحزب الشيوعي السوري‪ ،‬أدّى إلى إنشاء‪ ‬الجمهورية العربية المتحدة‪ ،‬وهو‬
‫‪ .‬اتحاد بين مصر وسوريا‪ .‬أثبت االتحاد فشله وتم حله بانقالب سوري في عام ‪1961‬‬

‫بعد تفكك الجمهورية العربية المتحدة‪ُ ،‬أعيد تشكيل حزب البعث‪ .‬لكن خالل حكم الجمهورية العربية‪ ،‬أسس نشطاء عسكريون لجنة‬
‫عسكرية للسيطرة على حزب البعث بأيدي المدنيين‪ .‬وفي هذه األثناء‪ ،‬استولى‪ ‬الفرع العراقي‪ ‬من حزب البعث على السلطة في العراق من‬
‫خالل تدبير وقيادة‪ ‬ثورة رمضان‪ ،‬لكنها‪ ‬فقدوا السلطة بعد بضعة أشهر‪ ،‬قبل أن يستعيدوها مرة أخرى في‪ ‬انقالب ‪ 17‬تموز ‪.1968‬‬
‫‪ .‬وقامت اللجنة العسكرية بموافقة عفلق‪ ،‬بالسيطرة على الحكم في سوريا في‪ ‬انقالب ‪ 8‬آذار‪1963 ‬‬

‫سرعان ما نشأ صراع على السلطة بين الفصيل المدني بقيادة عفلق والبيطار‪ ‬ومنيف الرزاز‪ ‬واللجنة العسكرية بقيادة‪ ‬صالح جديد‪ ‬وحافظ‬
‫األسد‪ .‬مع تدهور العالقات‪ Q‬بين الفصيلين‪ ،‬نظمت اللجنة العسكرية‪ ‬انقالب عام ‪ ،1966‬الذي أطاح بالقيادة الوطنية بقيادة الرزاز وعفلق‬
‫‪.‬وأنصارهم‪ .‬قسِ م انقالب عام ‪ 1966‬حزب البعث بين‪ ‬حزب البعث (الفصيل العراقي)‪ ‬وحزب البعث (الفصيل السوري)‬

‫البعث الكالسيكي‪1960-1947 :‬عدل‬


‫جزء من دستور حزب البعث لعام ‪1947‬‬

‫منذ البداية‪ ،‬كان الحزب تعبيرا عن الفكر القومي العربي‪ ،‬حيث يشير إلى نفسه باسم «حزب الوحدة العربية»‪ .‬كما استبعدت إيديولوجية‬
‫الحزب وأخضعت األقليات اإلقليمية مثل األكراد والتركمان واآلشوريين وغيرهم‪ .‬تم تعزيز النزعات القومية العربية لسلفه‪ ،‬حركة البعث‬
‫العربي‪ ‬خالل أعوام ‪ 1945‬إلى ‪ 1947‬عبر تجنيد أعضاء من حزب البعث العربي‪ ‬لزكي األرسوزي‪ .‬نصت المادة األولى من دستور‬
‫الحزب على أن «العرب يشكلون أمة واحدة‪ .‬هذه األمة لها الحق الطبيعي في العيش في دولة واحدة‪[ .‬على هذا النحو]‪ ،‬يشكل الوطن‬
‫»‪.‬العربي وحدة سياسية واقتصادية ال تتجزأ وال يمكن ألي قطر عربي أن يستكمل شروط حياته منعزالً عن اآلخر‬

‫للتعبير عن إيمانه العميق بالقومية العربية‪ ،‬صاغ عفلق مصطلح «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»‪ .‬فاإليديولوجية الحزبية والبعثية‬
‫بشكل عام‪ ،‬لم تكن مبنية على مفاهيم مثل طهارة العرق العربي أو الشوفينية العرقية‪ ،‬بل على األفكار المثالية المستعارة من‪ ‬عصر‬
‫‪:‬التنوير‪ .‬ووفقا ً لخبيرة الشرق األوسط تابيثا بتران‪ ،‬فإن الفكرة األساسية إليديولوجية الحزب كانت‬

‫أن األمة العربية هي كيان دائم في التاريخ‪ .‬تعتبر األمة العربية‪ ،‬من الناحية الفلسفية‪ ،‬ليس كتكوين اجتماعي واقتصادي‪ ،‬بل كحقيقة مبشرة‬
‫ُتلهم أشكاالً مختلفة‪ ،‬وأحد أرقى مساهماتها هي أتخاذها شكل‪ ‬اإلسالم‪ .‬لم يكن اإلسالم هو الذي صاغ شعوب الجزيرة العربية‪ ‬والهالل‬
‫الخصيب‪ ‬وشمال أفريقيا‪ ،‬مزوداً إياهم بالقيم اإلسالمية‪ ،‬وخاصة اللغة العربية والثقافة العربية‪ ،‬بل األمة العربية هي التي كونت اإلسالم‪.‬‬
‫إن هذا المفهوم لألمة العربية يبرز ضمنا المساهمة العربية في التاريخ‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬يمكن التغلب على االنحطاط العربي من خالل‬
‫‪.‬عمل تطوعي وروحي‪ ،‬ليس دينيا ً ولكن أخالقيًا‬

‫‪:‬الفالحون والعمال‬
‫في أيامه المبكرة أولى البعث اهتماما ً قليل للمشاكل التي تواجه الفالحين والعمال‪ .‬ويقول‪ ‬حنا بطاطو‪ ‬حول ذلك‪« :‬كانت وجهة نظر عفلق‬
‫أبدا موضوعً ا الهتمامه الخاص‪ .‬في كتاباته بالكاد هناك تعبير عن االهتمام المركز في فالحي البالد‪ ».‬في حين‬ ‫حضرية‪ .‬لم يكن الفالحون ً‬
‫أن الفالحين والقضايا التي تواجههم مذكورة في بعض أعمال عفلق‪ ،‬لم يكاد يوجد أي عمق لهم أو للقضايا التي تواجههم‪ .‬مثال على ذلك‪،‬‬
‫في حالة واحدة يقول عفلق «[النضال الوطني]‪ ...‬ال يمكن إال أن يستند إلى عمومية العرب وهم لن يشاركوا فيه إذا تم استغاللهم»‪ .‬ثانياً‪،‬‬
‫لم يكن لعفلق أي عداوة رسمية تجاه اإلقطاعيين التقليديين‪ .‬قضايا مثل هذه ستكتسب أهمية فقط عندما يصبح‪ ‬أكرم الحوراني‪ ‬شخصية‬
‫بارزة في الحزب‪ ،‬وعندما استولى «البعثيون االنتقاليون» على السلطة‪ .‬من بين األعضاء األربعة في اللجنة التنفيذية األولى‪ ،‬كان‪ ‬وهيب‬
‫الغانم‪ ‬هو الوحيد الذي أولى اهتماما‪ Q‬كبيرا لمشاكل الفالحين والعمال‪ ،‬ألن األعضاء اآلخرين (عفلق‪ ،‬صالح الدين البيطار وجليل السيد)‬
‫‪.‬كانوا ينتمون إلى الطبقة الوسطى ومتربين على قيمها‬

‫لم يجذب البعث في البداية أتباعا ً في المناطق الريفية‪ .‬بل في الواقع‪ ،‬أثناء انعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب‪ ،‬كان هناك فالح واحد وعامل‬
‫واحد فقط بين المندوبين الـ ‪ . 217‬معظم المندوبين كانوا إما مدرسين أو طالب يدرسون في الجامعات‪ .‬عندما اندمج‪ ‬الحزب العربي‬
‫االشتراكي‪  ‬ألكرم الحوراني مع حزب البعث‪ ،‬لم ينضم أغلبية أعضاء الحزب العربي االشتراكي ذوي األصول الريفية إلى حزب البعث‪،‬‬
‫بل أصبحوا أتباع شخصيين لحوراني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن غالبية أعضاء البعث كانت نشئتهم في المناطق الريفية‪« .‬البعث االنتقالي»‪ ،‬الذي‬
‫‪.‬انبثق من ح ّل الفرع القطري السوري عام ‪ 1958‬وح ّل اللجنة العسكرية‪ ،‬كان أكثر رجعية (ريفية) في النظرة والسياسة‪ Q‬واأليديولوجيا‬

‫‪»:‬وحدة‪ ،‬حرية‪ ،‬اشتراكية«‬

‫شعار «وحدة‪ ،‬حرية‪ ،‬اشتراكية» هو المبدأ األساسي في الفكر البعثي‪ .‬وحدة تعني إنشاء دولة عربية موحدة قوية‪ .‬حرية‪ ‬ال‬
‫تعني‪  ‬ديمقراطية ليبرالية‪ ،‬بل باألحرى التحرر من القمع االستعماري‪ ‬وحرية التعبير‪ ‬وحرية الفكر‪ .‬اعتقد عفلق أن حزب البعث‪ ،‬من‬
‫الناحية النظرية على األقل‪ ،‬سيحكم ويرشد الناس‪ ،‬في فترة انتقالية من الزمن دون استشارة الشعب‪ Q،‬ومع ذلك فقد دعم ديمقراطية داخل‬
‫الحزب‪ .‬المبدأ األخير‪« ،‬االشتراكية»‪ ،‬لم تكن تعني االشتراكية كما هي محددة في الغرب‪ ،‬بل هي شكل فريد من‪ ‬االشتراكية العربية‪ .‬وفقا ً‬
‫للفكر البعثي‪ ،‬نشأت االشتراكية تحت حكم النبي‪  ‬محمد‪ .‬التفسير األصلي لالشتراكية العربية لم يجب على أسئلة مثل‪ :‬إلى أي درجة كانت‬
‫سيطرة الدولة (اشتراكية الدولة) ضرورية أو المساواة االقتصادية‪ ،‬بل ركزوا بدالً من ذلك على تحرير األمة العربية وشعبها من‬
‫‪.‬االستعمار والظلم بشكل عام‬

‫البعث االنتقالي‪1964-1960 :‬‬

‫القُطريون ضد القوميين‬

‫بعد فشل‪  ‬الجمهورية العربية المتحدة‪ ،‬تم تقسيم حزب البعث إلى فصيلين رئيسيين‪ ،‬القطريين والقوميين‪ .‬عندما انهار االتحاد مع مصر‪،‬‬
‫وضع حزب البعث في موقف صعب‪ ،‬فهو ما زال الحزب يسعى إلى الوحدة العربية‪ ،‬لكنه لم يعارض حل االتحاد‪ ،‬ولم يرغب في السعي‬
‫إلى اتحاد آخر مع مصر تحت حكم‪  ‬جمال عبد الناصر‪ .‬لكن لكونه الحزب الوحدوي الذي كان‪ ،‬لم يتمكن قادة الحزب من اإلعالن عن‬
‫موقفهم من هذه القضية‪ .‬وكانت النتيجة النهائية أن القوميين المؤيدين للوحدة العربية داخل حزب البعث أصبحوا ناصريين ملتزمين‪ .‬بينما‬
‫القوميون األكثر اعتداالً من العرب أسسوا‪ ‬حزب الوحدويين االشتراكيي‪ ‬المؤيد للناصريين‪ .‬أما المجموعة الثالثة‪ ،‬التي قادها أشخاص‬
‫محبطون من عبد الناصر ومن فترة الجمهورية المتحدة‪ ،‬فقد بقيت في حزب البعث‪ ،‬وتوقفت عن االعتقاد في جاذبية العروبة‪ .‬في ‪21‬‬
‫فبراير ‪ ،1962‬أصدرت القيادة الوطنية سياسة‪ Q‬جديدة فيما يتعلق بالمشروع القومي العربي من خالل اإلشارة أوالً إلى نجاحات وإخفاقات‪Q‬‬
‫الجمهورية العربية المتحدة‪ ،‬لكن انهت البيان بالدعوة إلى إعادة تأسيس الجمهورية العربية المتحدة كاتحاد فيدرالي المركزي مع مصر‬
‫عبد الناصر‪ .‬عارض العديد من قادة وأعضاء الحزب هذا التغير في السياسية‪ ،‬حيث كان العديد منهم محبطين من القومية العربية وحكم‬
‫‪.‬عفلق المستمر للحزب‬

‫عندما أعيد تأسيس الفرع القطري السوري‪ ،‬كانت غالبية أعضائه في المحافظات ذوي أصول عامية‪ -‬دروز وعلويين وإسماعيلين‪ .‬لم يتم‬
‫إخبار أعضاء الحزب في المحافظات‪ Q‬السورية بقرار حل الفرع القطري‪ ،‬والذي في الواقع كسر خط االتصال مع فروع المحافظات‪Q‬‬
‫والقيادة الوطنية‪ .‬صحيح أنه في عام ‪ ، 1962‬دعم فصيل القطريين الشعار الذي اعتمد في المؤتمر الوطني الخامس‪« ،‬تجديد االتحاد مع‬
‫‪.‬مصر واالعتبار من أخطاء الماضي»‪ ،‬لكنهم اعتبروا مثل هذا الشعار كشعار‪ Q‬دعائي‪ ،‬وليس كهدف قابل للتنفيذ‬

‫»الطريق العربي لالشتراكية«‬

‫خيبة األمل التي شعر بها أعضاء الحزب تجاه المشروع القومي العربي‪ ،‬أدت إلى تطرف تفسير الحزب لألشتراكية‪ .‬كان‪ ‬ياسين الحافظ‪،‬‬
‫العضو السابق في‪  ‬الحزب الشيوعي السوري‪ ،‬من أوائل المتصدرين لتطرف الحزب‪ .‬رغم عدم معارضته لمشروع القومية العربية‪ ،‬لكنه‬
‫أراد تحويل مفهوم االشتراكية العربية إلى عقيدة‪ ‬اشتراكية علمية‪ ‬وثورية‪ ‬قامت‪ Q‬بتكييف‪ ‬الماركسية‪ ‬مع الظروف المحلية‪ .‬جمال األتاسي‪،‬‬
‫الذي كان اشتراكيا معتدال في معظم حياته‪ ،‬دعا إلى التخلي عن االشتراكية العربية في عام ‪ 1963‬واعتماد «مفهوم االشتراكية بحد‬
‫‪.‬أقصى» من خالل االدعاء بأن‪ ‬الصراع الطبقي‪ ‬كان القوة المتحركة في المجتمع‬

‫أصبح‪ ‬حمود الشوفي‪  ‬زعيم الفصيل الماركسي في الحزب خالل فترة عمله القصيرة كأمين عام الفرع القطري السوري‪ .‬تمكن شوفي‪،‬‬
‫بسبب منصبه كرئيس لمكتب تنظيم‪  ‬القيادة القطرية‪ ،‬من تجنيد عدد من األعضاء الماركسيين أو ذوي التوجه الماركسي إلى قمة التسلسل‬
‫الهرمي للفرع القطري السوري‪ .‬سيطر االشتراكيون الراديكاليون بقيادة‪ ‬علي صالح السعدي‪ ‬على‪ ‬الفرع القطري العراقي‪ ‬في عام‬
‫‪ ،1963.‬مما أدى إلى التطرف الرسمي في أيديولوجية الحزب‬

‫نتخب المندوبون في المؤتمر القومي السادس لجنة أيديولوجية كانت مسؤولة عن كتابة ميثاق حول إيديولوجية الحزب‪ .‬كانت النتيجة‬
‫النهائية وثيقة‪  ‬نقاط المغادرة‪ .‬الوثيقة التي وافق عليها المؤتمر الوطني السادس‪ ،‬هبطت بالوحدة العربية إلى دور ثانوي وأعطت‬
‫االشتراكية مكانة بارزة‪ .‬استخدمت المفاهيم الماركسية بشكل متبادل جنبا إلى جنب مع المفاهيم البعثية‪ ،‬ومع ذلك كانت الوثيقة مترددة في‬
‫االعتراف صراحة بأن بعض األفكار كانت من أصول ماركسية‪ .‬في حين أن نقاط المغادرة لم تكن انفصال عن اإليديولوجية التقليدية‬
‫للحزب‪ ،‬فقد انتقدت االعضاء القدماء للحزب إلعطاء الوحدة العربية األولية على االشتراكية وفشلهم في تحويل البعث إلى نظرية شاملة‪.‬‬
‫في حين أن وثائق الحزب تقول إن الوحدة العربية مشروع تقدمي‪ ،‬فإن سبب أهميتها قد تغير‪ ،‬حيث أعلنت وثيقة‪ ‬نقاط المغادرة‪« :‬الوحدة‬
‫العربية أساس ال غنى عنه لبناء‪ ‬اقتصاد اشتراكي‪ ».‬كما اعتقد عفلق أيضا ً أن الوحدة العربية كانت مجرد هدف وسيط‪ ،‬لكنها كانت تقف‬
‫في مركز البعثية الكالسيكية‪ .‬بدى في نقاط المغادرة‪ ،‬على الرغم من عدم ذكره بقوة‪ ،‬أن هدف الرئيسي والمباشر للحزب اآلن هو إنشاء‬
‫‪.‬مجتمع اشتراكي‬

‫تم استبدال مفهوم االشتراكية العربية‪ ،‬الذي اتهم بأنه ضيق األفق وقومي‪ ،‬بمفهوم «الطريق العربي إلى االشتراكية»‪ .‬وانتقدت نقاط‬
‫المغادرة وجهة النظر البعثية الكالسيكية‪ Q‬فيما يتعلق‪  ‬بالملكية الخاصة‪ .‬دعم البعثيون التقليديون الملكية الخاصة كطريقة لتجنيد العديد من‬
‫العناصر البرجوازية الصغيرة‪ .‬دعت الوثيقة إلى‪ ‬تأميم‪  ‬رؤوس االقتصاد‪ ،‬والدمج البطيء للبرجوازية الصغيرة في االقتصاد االشتراكي‬
‫والقضاء على‪ ‬البرجوازية الوطنية‪ ‬وطبقاتها الحليفة‪ .‬لحماية الحزب من التطور إلى حزب داعم‪ ‬لرأسمالية دولة‪ ،‬سيخضع االقتصاد‬
‫‪.‬االشتراكي لسيطرة‪ ‬حزب طليعي‪ ‬مع مشاركة شعبية من الجماهير الكادحة‬
‫البعث الجديد‪1966-1964 :‬‬

‫البعث الجديد مصطلح يستخدم لوصف التغيرات الدراماتيكية التي ظهرت في الفكر البعثي من ‪ 1960‬إلى ‪ ،1964‬واستيالء اللجنة‬
‫العسكرية على الفرع القطري السوري والقيادة القومية في الفترة من ‪ 1964‬إلى ‪ .1966‬أظهر المؤتمر القومي السادس االستيالء على‬
‫الحزب من قبل اليسار المناهض للعسكرة‪ ،‬والذي عارض كال من القادة التقليديين في القيادة القومية والبراغماتيين في اللجنة العسكرية‪.‬‬
‫عندما دعا اليسار المناهض للعسكرة إلى‪  ‬ديمقراطية شعبية‪ ،‬دون تدخل الجيش في السياسة الوطنية والنضال الشعبي‪ ،‬أصبحت اللجنة‬
‫العسكرية قلقة‪ .‬وبحلول عام ‪ ،1965‬بدأ اليساريون المناهضون للعسكرة في «نشر الشائعات‪ Q‬حول الطابع اليميني للطاولة العسكرية‬
‫(اللجنة العسكرية) داخل الحزب وجهودهم التخريبية إلغراقها‪ .‬لم يكن هناك ضابط واحد في الحزب لم يكن متهما بالتآمر والميول‬
‫الرجعية‪ ».‬بالتعاون مع القيادة القومية‪ ،‬نجحت اللجنة العسكرية في طرد اليسار المناهض للعسكرة من الحزب في المؤتمر القومي السابع‪.‬‬
‫استولت اللجنة العسكرية‪ ،‬التي تسيطر اآلن على الفرع القطري السوري‪ ،‬على حزب البعث في‪ ‬انقالب عام ‪ .1966‬ووف ًقا لخبير الشرق‬
‫األوسط أفراهام بن تزور‪ ،‬فإن «البعث [الجديد] في أحدث أشكاله هو جهاز بيروقراطي يرأسه الجيش‪ ،‬تتشكل حياته اليومية وروتينه من‬
‫‪».‬القمع العسكري الصارم على الجبهة الداخلية‪ ،‬و[المساعدات السوفيتية من بين أمور أخرى] المساعدات العسكرية‬

‫تم إنشاء الهيكل التنظيمي لحزب البعث في المؤتمر الوطني الثاني من خالل تعديل النظام الداخلي للحزب‪ ،‬والذي تمت الموافقة عليه في‬
‫المؤتمر القومي األول للحزب في عام ‪ . 1947‬وتم تشغيل الهيكل التنظيمي من أعلى إلى أسفل‪ ،‬وتم منع األعضاء من إجراء اتصاالت‬
‫‪.‬بين المجموعات على نفس المستوى من المؤسسة‪ - Q‬يجب أن تمر جميع االتصاالت عبر مستوى أعلى في القيادة‬

‫تنظيم قومي‬

‫‪:‬القيادة القومية لحزب البعث‪ ‬‬

‫كانت القيادة القومية هي الهيئة الحاكمة للحزب بين دورات المؤتمر القومي‪ ،‬وكان يرأسها أمين عام‪ .‬وبين دورات المؤتمر القومي‪ ،‬كانت‬
‫القيادة القومية مسؤولة أمام المجلس االستشاري القومي‪ .‬كان المجلس االستشاري القومي منتدى يتكون من ممثلين من الفروع القطرية‬
‫للحزب‪ .‬لكن عدد أعضاء المجلس االستشاري الوطني تم تحديده حسب حجم الفرع القطري‪ .‬انتخب المؤتمر القومي القيادة القومية‬
‫‪.‬والمحكمة‪ Q‬القومية والهيئة التأديبية للحزب واألمين العام‪ ،‬الذي هو زعيم الحزب‪ .‬وقرر مندوبو المؤتمر سياسات‪ Q‬الحزب وإجراءاته‬

‫قبل عام ‪ ، 1954‬حكمت اللجنة التنفيذية الحزب‪ ،‬ولكن تم استبدال هذا الجهاز إضافة إلى آخرين‪ ،‬في المؤتمر الوطني الثاني‪ .‬في اللغة‬
‫البعثية «القوم» أو «األمة» تعني األمة العربية‪ ،‬وبسبب ذلك‪ ،‬شكلت القيادة القومية لتكون أعلى مجلس في صنع السياسات والتنسيق‬
‫لحركة البعث في جميع أنحاء العالم العربي‪ .‬كان لدى القيادة القومية عدة مكاتب‪ ،‬مماثلة لتلك الموجودة في القيادة القطرية‪ .‬عقدت دورات‬
‫‪.‬القيادة القومية شهرياً‪ .‬وكان مكتب االتصال القومي مسؤواًل عن الحفاظ على االتصال بالفروع اإلقليمية التابعة للحزب‬

‫‪:‬تنظيم قُطري‬
‫يعكس مصطلح «القُ طر» رفض الحزب االعتراف بالدول العربية كدول قومية منفصلة‪ .‬القطر في المصطلح البعثي يعني دولة عربية‬
‫مثل العراق أو سوريا أو لبنان‪ .‬كان المؤتمر القطري‪ ،‬الذي ضم جميع الفروع القطرية‪ ،‬هو أعلى سلطة في القطر‪ .‬وكان مسؤول عن‬
‫انتخاب قيادة قطرية وقيادة الحزب في منطقة محددة والمحكمة القطرية‪ ،‬والهيئة المسؤولة عن فحص االنضباط‪ ،‬واألمين القطري‪ ،‬الذي‬
‫هو زعيم الحزب القطري‪ .‬تكون المؤتمر القطري من مندوبين من الفروع المنتشرة في محافظات‪ Q‬القطر‪ .‬وحضر أعضاء آخرين‪ ،‬ولكن‬
‫كمراقبين‪ .‬كان المؤتمر القطري مسؤوالً عن تقييم أداء الحزب منذ المؤتمر القطري األخير‪ ،‬بينما وضع في الوقت نفسه سياسات‪ Q‬جديدة‬
‫للفترة المقبلة‪ ،‬والتي استمرت حتى انعقاد المؤتمر القطري التالي‪ .‬مدة هذه الفترة كانت تقررها القيادة القطرية‪ .‬تعمل القيادة القطرية‪ ،‬على‬
‫‪.‬غرار قيادة الفرع‪ ،‬من خالل مكاتب وتجتمع لجلسات أسبوعية‬

‫وتحت سلم القيادة القطرية كان هناك فروع‪ .‬كانت الفروع أعلى من الشعب‪ Q،‬ومكونة على األقل من اثنين إلى خمسة شعب‪ ،‬وعملت على‬
‫مستوى المحافظة‪ .‬عقد الفرع مؤتمراً دوريا ً انتخبت فيه القيادة واألمين‪ .‬عملت القيادة من خالل مكاتب‪ ،‬مثل مكتب العمال ومكتب األمانة‬
‫على سبيل المثال‪ .‬تحت الفرع كانت الشعبة‪ ،‬الني تتكون من ثالثة إلى خمسة قطاعات‪« ،‬وكان ذلك أدنى مستوى للحزب يعقد مؤتمر‬
‫دوري»‪ .‬كانت بعض الشعب مستقلة عن السلطة المركزية‪ ،‬وانتخبت قيادة وأمناء خاصين بها‪ ،‬في حين تم دمج الشعب األخرى في فروع‬
‫‪.‬أعلى‪ .‬في هذه الحاالت يتم تعيين أمين الشعبة بواسطة الفرع‬

‫القطاع الذي يتألف من قسمين إلى خمسة فرق‪ ،‬يعمل على مستوى حي مدينة كبير أو بلدة أو منطقة ريفية‪ .‬وانتخبت قيادتها الخاصة‬
‫ومؤلفة من خمسة أعضاء‪ ،‬ولكن الشعبة هي التي تعين أمين القيادة‪ .‬أسفل من ذلك يتواجد الفرقة‪ ،‬التي تتألف من اثنين إلى سبعة خاليا‪،‬‬
‫يديرها قائد الفرقة‪ .‬مثل هذه المجموعات البعثية حدثت في جميع أنحاء البيروقراطية والجيش‪ .‬وكانوا بمثابة مراقب الحزب وكانوا شكالً‬
‫فعاالً من أشكال المراقبة السرية داخل اإلدارة العامة‪ .‬أدنى مستوى كان الخلية‪ .‬وتتألف من ثالثة إلى سبعة أعضاء‪ ،‬وكانت الوحدة‬
‫‪.‬التنظيمية األساسية‬

‫كانت المؤسسة العسكرية مكونة من فروع مماثلة لتلك الموجودة في القطاع المدني لحزب البعث‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وخالفا للقطاع المدني‪ ،‬كانت‬
‫المنظمة العسكرية تحت سيطرة مكتب عسكري منفصل‪ ،‬وعقدت مؤتمرات عسكرية دورية‪ .‬تتالقى المؤسسة العسكرية مع المدنية في‬
‫‪.‬المؤتمر القطري‬

‫‪:‬عضوية‬

‫هناك ثالثة أنواع من فئات العضوية في حزب البعث‪ :‬عضو نشط‪ ،‬وعضو متدرب‪ ،‬وداعم‪ .‬يجب على العضو النشط حضور جميع‬
‫االجتماعات‪ Q‬الرسمية لوحدة حزبه‪ ،‬وله الحق في التصويت في االنتخابات الحزبية ويمكن أن يترشح لمكتب الحزب‪ .‬في الفرع القطري‬
‫السوري‪ ،‬كان على العضو قضاء ‪ 18‬شهرً ا كداعم ليتم ترقيته إلى حالة متدرب‪ ،‬ثم االنتظار لمدة ‪ 18‬شهرً ا أخرى للترقية إلى عضو‬
‫‪.‬نشط‬

‫‪:‬العراق‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬حزب البعث العربي االشتراكي (العراق)‬

‫أسس‪ ‬فؤاد الركابي‪ ‬الفرع القُطري العراقي عام ‪ 1951‬أو ‪ . 1952‬وهناك من يتتبعون تأسيس الفرع إلى عبد الرحمن الدامون وعبد‬
‫الخالق الخضيري في عام ‪ ، 1947‬بعد عودتهما من المؤتمر القومي األول الذي عقد في سوريا‪ .‬وهناك رواية أخرى تقول أن الفرع‬
‫تأسس في عام ‪ 1948‬من قبل الركابي وسعدون حمادي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يؤكد إفرايم كارش وإناري راتسي أن الفرع القطري قد تم تأسيسه‬
‫في األربعينيات من القرن العشرين‪ ،‬ولكنه حصل على اعتراف رسمي باعتباره الفرع القطري لحزب البعث في عام ‪ 1952‬من قبل‬
‫‪ .‬القيادة القومية‪ .‬ما هو مؤكد هو أن ركابي قد انتخب أول أمين قطري للفرع القطري في عام ‪1952‬‬

‫تألف الحزب في البداية من أغلبية من المسلمين الشيعة‪ ،‬حيث جند الركابي أنصاره بشكل رئيسي من أصدقائه وعائلته‪ ،‬وقد كان الجهاز‬
‫الحزبي‪ ،‬وكوادره المتقدمة‪ ،‬بشكل رئيس من فروع الحزب في بغداد والفرات األوسط والجنوب إلى حد ما‪ ،‬بينما كانت المحافظات‬
‫األخرى‪ ،‬تشهد بعض التنظيمات الحزبية بمستوى الشعبة أو أدنى من ذلك‪ ،‬وقد استمر الحال في تكوين القيادة القطرية والكادر المتقدم من‬
‫‪.‬هذه الفروع تحديدا‪ ،‬لحوالي الخمسة عشر عاما‪ ،‬وحتى نهاية العام ‪63‬‬

‫وبعد تنحي أمين سر القطر فؤاد الركابي‪ ،‬في العام ‪ , 59‬وهو من مدينة الناصرية الجنوبية‪ ،‬وقد تم نفيه قبل ذلك إلى ديالى‪ ،‬ليؤسس فيها‬
‫تنظيما للحزب‪ ،‬فقد تولى قيادة الحزب من بعده‪ ،‬طالب شبيب‪ ،‬ثم علي صالح السعدي وحازم جواد‪ ،‬وجميعهم من أصول في الفرات‬
‫األوسط والجنوب‪ ،‬كما إن القيادة القطرية بجل أعضائها‪ ،‬كانت من هذه المناطق‪ ،‬وهم إلى جانب علي صالح السعدي وطالب شبيب‬
‫وحازم جواد‪ ،‬كل من سعدون حمادي ومحسن الشيخ راضي‪ ،‬وهاني الفكيكي‪ ،‬وحميد خلخال‪ ،‬وهي القيادة التي قادت الحزب في حركة‬
‫الثامن من شباط ‪ , 63‬بينما كان الضباط البعثيون‪ ،‬ممثلون بما عرف بالمكتب العسكري االستشاري‪ ،‬مثل أحمد حسن البكر وصالح مهدي‬
‫عماش وحردان التكريتي‪ ،‬وقد تولى علي صالح السعدي منصب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية‪ ،‬الذي كانت بيده زمام القيادة الفعلية‪،‬‬
‫بينما عينت القيادة أحمد حسن البكر رئيسا للوزراء‪ ،‬وعبد السالم عارف رئيسا للجمهورية‪ ،‬بسبب ميولهم القومية‪ ،‬وقد تولى كل من طالب‬
‫‪.‬شبيب وحازم جواد‪ ،‬مواقع سيادية في الحكومة‪ ،‬وتولى جميع أعضاء القيادة‪ ،‬العضوية في المجلس الوطني لقيادة الثورة‬

‫وبعد فشل الحركة في الثامن عشر من تشرين ‪ , 63‬أقصيت القيادة القطرية التقليدية‪ ،‬ألول مرة منذ تأسيس الفرع العراقي للحزب‪ ،‬وتولت‬
‫قيادة قطرية مشكلة من قبل القيادة القومية في دمشق‪ ،‬إذ دخل فيها ألول مرة كبار الضباط البعثيون‪ ،‬مثل البكر وعماش‪ ،‬وسرعان ما‬
‫أصبح يهيمن على القيادة العرب‪ ‬السنة‪ ،‬خاصة من الضباط وممثلي المحافظات‪ Q‬الوسطى والغربية وبغداد‪ ،‬وفي الحقيقة أن العرب الشيعة‬
‫في العراق‪ ،‬كانوا ذوي ميول قومية عربية منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة‪ ،‬كونهم كانوا يقاومون سياسة التتريك العثماني‪ ،‬بأدوات‬
‫قومية وعروبية‪ ،‬وهي التي حفظت للعراق هويته القومية العربية‪ ،‬ولذا كانت سائر األحزاب القومية العروبية‪ ،‬مثل حركة القوميين العرب‬
‫والحركة االشتراكية العربية وحزب الوحدة وغيرها‪ ،‬مؤسسة وناشطة في مناطق الفرات األوسط تحديدا‪ ،‬وفي مراحل متأخرة‪ ،‬اعتبرت‬
‫األيديولوجية القومية العربية كمشروع سني‪ ،‬ألن غالبية العرب هم من السنة‪ ،‬غير أن الجسم الرئيس في الجهاز الحزبي للبعث واألحزاب‬
‫‪.‬القومية األخرى‪ ،‬بقي بغالبيته من العرب الشيعة‬

‫في وقت‪ ‬انقالب ‪ 14‬تموز‪ ‬سنة ‪ ،1958‬والتي أطاحت‪ ‬بالمملكة الهاشمية‪ Q،‬كان لدى الفرع اإلقليمي ‪ 300‬عضو‪ .‬أيد الفرع القُطري‬
‫العراقي حكم‪ ‬عبد الكريم قاسم‪ Q‬على أساس أنه سيسعى إلى ضم العراق إلى‪ ‬الجمهورية العربية المتحدة‪ .‬من بين ‪ 16‬عضواً في حكومة‬
‫قاسم‪ ،‬كان ‪ 12‬منهم أعضاء في حزب البعث‪ .‬بعد توليه السلطة‪ ،‬قام قاسم بتغيير موقفه من الجمهورية العربية المتحدة‪ ،‬ليعود إلى‬
‫«سياسة‪ Q‬العراق أوالً» القديمة‪ .‬هذا التحول أغضب الفرع القُ طري والجماعات القومية العربية األخرى‪ .‬بسبب انعاكس سياسته‪ ،‬جمع‬
‫الفرع القُطري مجموعة يقودها‪ ‬صدام حسين‪ ،‬حاولت لكنها فشلت في اغتيال قاسم‪ .‬استولى الفرع القُطري على السلطة في‪ ‬انقالب ‪8‬‬
‫شباط‪ ‬عام ‪ .1963‬قاد االنقالب عضو بازر في الفرع القطري هو‪ ‬أحمد حسن البكر‪ .‬وعين مخططوا االنقالب‪ ‬عبد السالم عارف‪ ،‬وهو‬
‫من الناصريين‪ ،‬إلى‪ ‬رئاسة الجمهورية‪ ‬في حين تم تعيين البكر‪ ‬رئيسا ً لوزراء البالد‪ .‬ومع ذلك كانت السلطة الحقيقية في يد‪ ‬علي صالح‬
‫السعدي‪ ،‬األمين القطري للحزب‪ .‬بعد توليه السلطة‪ ،‬بدأ الفرع القُ طري من خالل ميليشياه‪ ،‬الحرس القومي‪ ،‬ما أشار إليه الخبير بالشأن‬
‫العراقي كون كوفلين بـ«عربدة من العنف» ضد العناصر‪ ‬الشيوعية‪ ‬واليسارية‪ .‬أدت هذه اإلجراءات القمعية إلى جانب االنقسامات داخل‬
‫الفرع القٌطري إلى‪ ‬انقالب ‪ 18‬تشرين الثاني ‪  1963‬من قبل الرئيس عارف ومؤيديه الناصريين‪ .‬يعتقد الخبير بالشأن العراقي مالك‬
‫المفتي أن عفلق ربما أيد انقالب عارف ألنه أضعف موقف السعدي داخل الحزب وعزز مكانته‪ .‬أجبر االنقالب الفرع القُطري على‬
‫االختباء‪ .‬وتم سجن العديد من البعثيين البارزين‪ ،‬مثل البكر وصدام لفترة‪ .‬على الرغم من ذلك‪ ،‬انتخب الفرع القطري البكر أمينا له في‬
‫‪.‬عام ‪ .1964‬ثم قاد البكر‪ ‬انقالب في ‪ 17‬تموز ‪ 1968‬أطاح بحكم عارف ووصل به وبحزب البعث إلى سدة الحكم‬

‫‪:‬سوريا‬

‫المقالة الرئيسة‪ :‬حزب البعث العربي االشتراكي (سوريا)‬

‫أخذت السياسة‪ Q‬السورية منعطفا ً دراماتيكيا ً في عام ‪ 1954‬عندما أطيح بحكومة‪ ‬أديب الشيشكلي‪ ‬العسكرية وتم إعادة النظام الديمقراطي‪.‬‬
‫مقعدا من أصل ‪ 142‬مقع ًدا في االنتخابات السورية في ذلك العام‪،‬‬
‫ً‬ ‫حزب البعث‪ ،‬الذي أصبح اآلن منظمة كبيرة وشعبية‪ ،‬حصل على ‪15‬‬
‫ليصبح ثاني أكبر حزب في البرلمان‪ .‬إضافة إلى‪  ‬الحزب الشيوعي السوري‪ ،‬كان حزب البعث هو الحزب الوحيد القادر على تنظيم‬
‫احتجاجات‪ Q‬جماهيرية بين العمال‪ .‬كان الحزب مدعو ًما من قبل المفكرين بسبب موقفهم المؤيد للمصريين‪ ‬والمعادي لإلمبريالية‪ ‬إلى جانب‬
‫‪.‬الدعوة لإلصالح االجتماعي‬

‫واجه حزب البعث منافسة كبيرة من المنافسين األيديولوجيين‪ ،‬وال سيما‪ ‬الحزب السوري القومي االجتماعي‪ ،‬الذي دعم إنشاء‪ ‬سوريا‬
‫الكبرى‪ .‬كان الخصم الرئيسي لحزب البعث هو حزب الشيوعي السوري‪ ،‬الذي كان دعمه للنضال الطبقي والوطنية لعنة على حزب‬
‫البعث‪ .‬باإلضافة إلى المنافسة على مستوى البرلمان‪ ،‬تنافست‪ Q‬جميع هذه األحزاب (وكذلك اإلسالميين) على مستوى الشارع في تجنيد‬
‫‪.‬الدعم من الجيش‬

‫وبحلول نهاية عام ‪ ، 1957‬تمكن الحزب الشيوعي السوري من إضعاف حزب البعث إلى حد أن حزب البعث صاغ مشروع قانون في‬
‫ديسمبر دعا إلى االتحاد مع مصر‪ ،‬وهي خطوة ثبتت شعبيتها‪ .‬قامت قيادة حزب البعث بحل الحزب في عام ‪ ،1958‬مراهنين على أن‬
‫‪.‬ح ظر بعض األحزاب سيضر الحزب الشيوعي أكثر مما يضر حزب البعث‬ ‫َ‬

‫أدى‪ ‬انقالب عسكري‪ ‬في دمشق عام ‪ 1961‬إلى وضع نهاية للجمهورية العربية المتحدة‪ .‬وقع ‪ 16‬سياسيا بارزا بيانا يدعم االنقالب‪ ،‬من‬
‫بينهم الحوراني‪ ‬وصالح الدين البيطار‪( ‬تراجع عن توقيعه الحقا ً)‪ .‬في أعقاب حل الجمهورية العربية المتحدة‪ ،‬أعيد تأسيس حزب البعث‬
‫في المؤتمر القومي الخامس‪ Q‬عام ‪ . 1962‬في ذلك المؤتمر لم تظهر اللجنة العسكرية نفسها للجناح المدني من الحزب‪ .‬أثناء المؤتمر‪،‬‬
‫‪.‬أجرى عفلق واللجنة العسكرية‪ ،‬من خالل‪  ‬محمد عمران‪ ،‬اتصال للمرة األولى؛ طلبت اللجنة اإلذن لبدء انقالب؛ عفلق أيد المؤامرة‬

‫بعد نجاح‪ ‬انقالب ‪ 8‬شباط ‪ 1963‬التي قادها الفرع القُ طري العراقي لحزب البعث‪ ،‬دعت اللجنة العسكرية على عجل إلى االنقالب ضد‬
‫رئاسة‪ ‬ناظم القدسي‪ .‬أثبت‪ ‬انقالب ‪ 8‬آذار‪  ‬نجاحه‪ ،‬وتم تأسيس حكومة بعثية في سوريا‪ .‬أول أوامر مخططو االنقالب كان إنشاء‪ ‬المجلس‬
‫الوطني لقيادة الثورة‪ ،‬المكون بالكامل من البعثيين والناصريين‪ ،‬وسيطر عليه األفراد العسكريون وليس المدنيين منذ البداية‪ .‬بينما وصل‬
‫حزب البعث إلى السلطة‪ ،‬كانت هناك مشكلة‪ :‬الصراعات داخله‪ .‬أجبرت اللجنة العسكرية‪ ،‬التي كانت في حد ذاتها أقلية ضئيلة من‬
‫عضوية حزب البعث الصغيرة أصال‪ ،‬على الحكم بالقوة‪ .‬كان لحزب البعث ‪ 2500‬عضو فقط بحلول منتصف عام ‪ ،1963‬حيث كان‬
‫يفتقر إلى قاعدة شعبية‪ .‬حتى لو توسعت عضوية الحزب‪ ،‬فإن الطريقة االستبدادية للحكم التي استقدمها الحزب عند وصوله إلى السلطة‬
‫‪.‬سوف تسوء‪ ،‬ولن تتحسن‬
‫مشكلة أخرى هي أن الجناح المدني كان ممز ًق ا بسبب االقتتال الداخلي بين الفصيل االشتراكي المتطرف واآلخر المعتدل‪ ،‬بينما كان‬
‫الجيش موحداً أكثر‪ .‬وبكل االحوال‪ ،‬جمعت‪ Q‬القيادة القطرية السورية سلطاتها ببطء من خالل إضعاف القيادة القومية‪ .‬كل هذا وصل إلى‬
‫‪.‬ذروته في‪ ‬االنقالب السوري عام ‪1966‬‬

‫‪:‬األردن‬

‫ت أكثر‪ :‬حزب البعث العربي التقدمي‪ ‬وحزب البعث العربي االشتراكي األردني‬


‫لمعلوما ٍ‪Q‬‬

‫بعد تأسيس الحزب في سوريا‪ ،‬انتشرت األفكار البعثية في جميع أنحاء العالم العربي‪ .‬في األردن‪ ،‬انتشر الفكر البعثي ألول مرة في‪ ‬الضفة‬
‫الشرقية‪  ‬في أواخر أربعينيات القرن العشرين‪ ،‬وعلى األخص في الجامعات‪ .‬في حين أن الفرع القُطري لم يتم تشكيله حتى عام ‪،1951‬‬
‫عقدت عدة اجتماعات في الجامعات حيث كان الطالب واألساتذة على حد سواء يناقشون الفكر البعثي‪ .‬على الرغم من أن األيديولوجية‬
‫تحظى بشعبية كبيرة‪ ،‬فقد استغرق األمر وق ًتا قبل إنشاء الفرع القُطري‪ .‬قامت مجموعة من المعلمين بتأسيس الفرع القُطري في‬
‫مدينة‪  ‬الكرك‪ .‬في البداية‪ ،‬تم استخدام العيادة التي يملكها عبد الرحمن شقير كمكان لالجتماع الفرع‪ .‬أصبح بهجت أبو غربية أول عضو في‬
‫الفرع اإلقليمي في‪  ‬الضفة الغربية‪ ،‬وبالتالي تحمل مسؤولية بناء تنظيم الحزب في تلك المنطقة‪ .‬في الضفة الغربية‪ ،‬كان الفرع األكثر‬
‫‪ً .‬‬
‫نشاطا في‪ ‬مدينتي القدس‪ ‬ورام هللا‬

‫عقد المؤتمر اإلقليمي األول في عام ‪ 1951‬في منزل‪ ‬عبد هللا الريماوي‪ .‬حدد المؤتمر «المسار المستقبلي للحزب»‪ .‬وعُقد المؤتمر‬
‫اإلقليمي الثاني في العام التالي‪ ،‬هذه المرة في منزل عبد هللا نواس‪ .‬انتخبت قيادة قطرية وعيّنت الريماوي كأمين قطري للفرع‪ .‬ووافق‬
‫الشقير وغربية ونواس على الخدمة في اللجنة المركزية للفرع القطري‪ .‬بعد فترة قصيرة من انعقاد المؤتمر اإلقليمي الثاني‪ ،‬أطلق الفرع‬
‫حملة تجنيد ناجحة في األحياء والمدن األردنية والفلسطينية‪ .‬في ‪ 28‬أغسطس ‪ 1956‬أصبح الفرع قانونيا ً بقرار من قبل المحكمة‪ Q‬العليا‪.‬‬
‫تم انتخاب كل من الريماوي ونواس‪ ‬انتخبوا للبرلمان‪ ‬في انتخابات‪ 1950 Q‬و ‪ 1951‬كنواب مستقلين (لم يكن الفرع قانونيًا في ذلك‬
‫الوقت)‪ .‬في انتخابات ‪ ، 1951‬تمكن الفرع من انتخاب ثالثة أعضاء للبرلمان‪ .‬تمكن الريماوي من االحتفاظ بمقعده في البرلمان حتى‬
‫انتخابات ‪ . 1956‬ال يمكن اعتبار أي من هذه االنتخابات ديمقراطية‪ .‬تم سجن شقير خالل انتخابات ‪ 1951‬من قبل السلطات ألن وجهات‬
‫نظره اعتبرت راديكالية‪ .‬قبل أقل من شهر من يوم االنتخابات‪ ،‬قدرت السفارة البريطانية في عمان أن شقير سوف يحصل على نصر‬
‫سهل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وبسبب الطبيعة غير الديمقراطية لالنتخابات‪ ،‬لم يتم انتخاب شقير‪ .‬كان الناخبون الذين صوتوا لصالح مرشحين بعثيين‬
‫‪.‬يعيشون في إربد وعمان على الضفة الشرقية‪ ،‬والقدس ونابلس في الضفة الغربية‬

‫نفت الحكومة األردنية شقير إلى جنوب البالد‪ ،‬وهناك استخدم وقت فراغه في قراءة األدب الماركسي‪ ‬واللينيني‪ .‬ورغم أنه لم يصبح‬
‫شيوعيا‪ ،‬لكن بدأ شقير يدعم مفاهيم شيوعية‪ .‬بعد عودته من المنفى حاول إقناع الفرع القُطري باالنضمام إلى جبهة انتخابية مع‪ ‬الحزب‬
‫الشيوعي األردني‪ .‬لكن عارض قادة الفرع القُ طري الريماوي ونواس والغربية ومنيف الرزاز مثل هذه الفكرة‪ ،‬وبسبب ذلك غادر شقير‬
‫‪.‬حزب البعث‬

‫تم انتخاب الريماوي ونواس للقيادة القومية في المؤتمر القومي الثاني (الذي عقد في عام ‪ .)1952‬في المؤتمر القومي السادس والسابع‪،‬‬
‫‪.‬انتخب الفرع القطري الرزاز إلى القيادة القومية‬

‫‪:‬لبنان‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬حزب البعث العربي االشتراكي (لبنان)‬

‫تم تأسيس الفرع اإلقليمي اللبناني في ‪ . 1950-1949‬وخالل فترة وجود الجمهورية العربية المتحدة‪ ،‬تم تقسيم الفرع اإلقليمي إلى‬
‫فصيلين‪ ،‬أولئك الذين يدعمون ناصر والذين يعارضونه‪ .‬الفرع اإلقليمي كان األقوى في مدينة طرابلس‪ .‬في انتخابات عام ‪ ،1960‬كان‬
‫عبد المجيد الرفاعي على بعد أصوات قليلة من الفوز باالنتخابات البرلمانية‪ .‬واجه الرفاعي مشكلة مستمرة أثناء حملته االنتخابية وهي‬
‫النقد الموجه له وللفرع القطري من قبل‪  ‬الحزب الشيوعي اللبناني‪ .‬في طرابلس دعم الشيوعيون ترشيح‪ ‬رشيد كرامي‪ ،‬لضمان انتصار‬
‫على الفرع القطري‪ .‬في ‪ 17‬يوليو ‪ ،1961‬قامت‪ Q‬مجموعة من البعثيين المناصرين بقيادة عبد هللا الريماوي بإطالق النار على العديد من‬
‫‪.‬أعضاء الفرع القطري‬

‫خالل سنوات حكم الجمهورية المتحدة‪ ،‬عبرت نفسإلى الفرع اللبناني‪ .‬في المؤتمر القومي الرابع (الذي عقد في لبنان)‪ ،‬والذي حضره‬
‫االنقسامات الحزبية من الفرع السوري بشكل رئيسي مندوبون يمثلون لبنان‪ ،‬تمت الموافقة على عدة قرارات بلهجة واضحة مناهضة‬
‫لناصر‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬كان انتقاد الموجه إلى عفلق وبيطار قاسياً‪ Q،‬حيث تم انتقاد سجل قيادتهما وأيديولوجيتهما‪ .‬تمت الموافقة على‬
‫قرار‪ ،‬ينص على أن قادة الحزب [عفلق والبيطار من بين آخرين تعجلوا بالدخول في اتحاد مع مصر‪ ،‬وقاموا بشكل غير صحيح بحل‬
‫الفرع اإلقليمي السوري في عام ‪ ، 1958‬معطين القومية العربية األولوية بينما كانت االشتراكية هي األهم‪ ،‬والحاجة إلى استخدام األدوات‬
‫الماركسية‪ Q،‬وليس البعثية‪ ،‬لتحليل الوضع الحالي والحاجة إلى أن يعزز الحزب من مواقفه بين الطبقات الشعبية ‪ -‬العمال والفالحين‬
‫والحرفيين وأصحاب المتاجر‪ .‬بسبب موقف الفرع القطري اللبناني‪ ،‬دعا عفلق في المؤتمر الوطني الخامس عدداً كافيا ً من مندوبي الفرع‬
‫القطري العراقي لتحييد المندوبين اللبنانيين‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬عارض الفرع القطري اللبناني حوراني وفصيله‪ .‬في المؤتمر القومي‬
‫‪.‬السادس‪ ،‬انتخب الفرع القطري اللبناني جبران مجدالني وخالد العلي للقيادة القومية‬

‫في المؤتمر القومي السابع‪ ،‬قامت‪ Q‬القيادة القومية بالتعاون مع اللجنة العسكرية إما بطرد أو إبعاد اليساريين‪ ،‬وفي الحاالت األكثر قسوة‪،‬‬
‫طردتهم من الحزب‪ .‬نجح الفرع القطري اللبناني في انتخاب ثالثة أعضاء للقيادة القومية في المؤتمر القومي السابع‪ :‬مجدالني والعلي‬
‫‪.‬وعبد المجيد رافي‬

‫‪:‬ليبيا‬

‫تأسس الفرع اإلقليمي في الخمسينات على يد عمر طاهر دغايس‪ .‬كانت البعثية قوة سياسية رئيسية في ليبيا بعد تأسيس الجمهورية العربية‬
‫المتحدة‪ .‬تم استقطاب العديد من المفكرين إلى األيديولوجية البعثية خالل السنوات األخيرة من‪ ‬المملكة الليبية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وبمساعدة من‬
‫الدعاية الناصرية‪ ،‬قام العديد من البعثيين بتغيير االنتماء وأصبحوا ناصرين بدالً من ذلك‪ .‬كان نمو هذه األيديولوجيات القومية العربية‬
‫يقلق الحكومة‪ ،‬مما أدى إلى سجن عدد من الضباط العسكريين الناصريين والبعثيين في أوائل الستينات‪ .‬اتهم البعثي بالعمل على قلب‬
‫النظام السياسي واالقتصادي واالجتماعي في المملكة‪ .‬تراوحت األحكام بالسجن من ثمانية أشهر إلى سنتين‪ .‬وبحلول عام ‪ ،1964‬لم‬
‫يتمكن الفرع اإلقليمي الليبي إال من إنشاء مستوى واحد أقل من القيادة القطري‪ ،‬وهو مستوى الفرع‪ .‬وقدر األخصائي بالشأن السوري‬
‫‪.‬جون ديفلين أن الفرع اإلقليمي الليبي كان يضم من ‪ 50‬إلى ‪ 150‬عضوا في عام ‪1964‬‬

‫‪:‬أقطار أخرى‬

‫بعد تأسيس حزب البعث‪ ،‬تم تأسيس فروع قطرية في الكويت والمملكة العربية السعودية‪ .‬ثن فروع في شمال اليمن وجنوب اليمن‪ .‬في‬
‫تونس‪ ،‬تأسس فرع قطري في الخمسينيات من القرن العشرين‪ ،‬لكنه ُأجبر على العمل بالسر طوال فترة وجوده‪ .‬انتخب الفرع القطري‬
‫السعودية علي الغ ّن ام لتمثيلهم في القيادة القومية السابعة‪ .‬في حين أنه غير معروف حاليا أي جانب التحق به البعث السعودي بعد انقسام‬
‫عام ‪ ،1966‬لكنها نشرت صحيفة «صوت الطالئع» من ‪ 1973‬إلى ‪ .1980‬كان الفرع منتق ًدا قويًا‪ ‬للعائلة المالكة السعودية‪ ‬واإلمبريالية‬
‫األمريكية‪ .‬كان أغلب أعضائه شيعة‪ .‬في أواخر عام ‪ ،1963‬تم إنشاء خاليا البعث في السودان‪ ،‬وكانت هناك شائعات‪ Q‬حول تأسيس خلية‬
‫‪.‬بعثية في مصر‬

You might also like