You are on page 1of 16

‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫نظام ٕالادارة البئية كأداة لتحقيق التنمية املستديمة‬

‫أ‪ .‬عمر زمالة‪ -‬جامعة خميس مليانة‬


‫أ‪.‬د‪.‬مع‪2‬ن ام‪2‬ن السيد ‪ -‬جامعة الجزائر‪3‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يعت*ــ) الحفــاظ ع‪#‬ــى املــوارد البيئيــة لألجيــال القادمــة مــن أوــى أولويــات التنميــة املســتدامة‪ ،‬ولضــمان‬
‫اســتمرار العالق ــة ب ــ‪0‬ن البيئ ــة وأنش ــطة التنمي ــة ‪ A‬ــي نس ــيج متكام ــل ومت ــوازن‪ ،‬يج ــب ان تع‪ 8‬ــ)ف املجتمع ــات‬
‫بأنشط‪RW‬ا املختلفة وكيانا‪RS‬ا املتعـددة بأهميـة تطبيـق وتفعيـل نظـام لـإلدارة البيئيـة يحكـم جميـع الانشـطة‬
‫الاقتصـادية‪ ،‬إذ تعت*ــ) هــذﻩ الاخ‪0‬ــ)ة املســبب الاسا_ــ^] لكث‪0‬ـ) مــن املشــاكل البيئيــة كــالتلوث بمختلــف انواعــه‬
‫وك ــذا اس ــتنفاد الكث‪ 0‬ــ) م ــن امل ــوارد الطبيعي ــة مم ــا أص ــبح يش ــكل خطـ ـرا كب‪ 0‬ـ)ا ع‪ #‬ــى الوج ــود البش ــري ف ــوق‬
‫البسـ ــيطة‪ ،‬وبالتـ ــاي فأهميـ ــة البحـ ــث تتعلـ ــق أساسـ ــا بكونـ ــه يمـ ــس جانبـ ــا حيويـ ــا دالا ع‪#‬ـ ــى اسـ ــتمرار رخـ ــاء‬
‫ورفاهيــة املجتمعــات الحاليــة والالحقــة‪ .‬الكلمــات املفتاحي ــة‪ :‬البيئــة‪ ،‬التلــوث‪ ،‬النظــام البي‪s‬ــ]‪ ،‬التنمي ــة‬
‫املستدامة‪ٕ ،‬الادارة البيئية‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The conservation of environmental resources for future generations is one of the top priorities for‬‬
‫‪sustainable development. In order to ensure the continuity of the relationship between the environment and‬‬
‫‪development activities in an integrated and balanced position, societies must recognize their various activities‬‬
‫‪and their multiple entities with importance of implementing and enforcing an environmental management‬‬
‫‪system that governs all economic activities. For many of the environmental problems such as pollution as well‬‬
‫‪as the exhaustion of many natural resources, which has become a great threat to human existence above the‬‬
‫‪earth.‬‬
‫‪Keywords: environment, pollution, ecosystem, sustainable development, environmental‬‬
‫‪management.‬‬

‫‪243‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫مقــدم ــة‪:‬‬
‫إن ســšي الوحــدات ؤالانشــطة الاقتصــادية إلشــباع رغبــات ٕالاســ‪RW‬الك الواســعة وغ‪0‬ــ) املمنهجــة‪ ،‬كــان‬
‫السبب الرئيž^] ‪A‬ـي تفـاقم مشـكالت البيئـة الـ] يشـهدها العـالم اليـوم‪ ،‬فاإلهتمـام العـالم] بقضـايا البيئـة‬
‫إنما كان وليد الواقع املرير الذي شهدته مختلف بقاع العالم املتضررة من نواتج عارضة عن إنتـاج سـلع‬
‫وخــدمات معينــة‪ ،‬فع‪#‬ــى ســبيل املثــال امللــوث الــذي يطلــق ثــاني اكســيد الكربــون إنمــا يفعــل ذلــك ألنــه نــاتج‬
‫عر© ــ^] ع ــن أنت ــاج من ــتج مرغ ــوب م ــن ط ــرف جمه ــور املس ــ‪RW‬لك‪0‬ن‪ ،‬مم ــا أدى بمختل ــف ال ــدول إ ــى محاول ــة‬
‫التأســيس لقاعــدة تنمويــة بيئيــة تضــمن الفعاليــة ٕالاقتصــادية‪ ،‬العدالــة الاجتماعيــة والحفــاظ ع‪#‬ــى البيئــة‬
‫باعتبارها مبتدأ ومنت¬« جميع ٔالانشطة ٕالانسانية دون استثناء‪ ،‬لضمان حق ٔالاجيال الالحقة ‪A‬ي إطـار مـا‬
‫يعرف بالتنمية املستدامة بداية من مؤتمر ستوكهولم عام ‪.1972‬‬
‫تعت*ــ) نظــم إدارة البيئــة مــن بــ‪0‬ن أهــم ٓالاليــات الضــابطة لســ‪)0‬ورة النشــاطات الاقتصــادية تجــاﻩ تب‪³‬ــ]‬
‫البعـد البي‪s‬ــ] كمطلـب أسا_ــ^] ألخلقـة ٔالاعمــال‪ ،‬وبالتــاي امـتالك القــدرة ع‪#‬ـى البقــاء والتـأقلم مــع متطلبــات‬
‫املنافس ــة العاملي ــة ال ــ] ال تع‪ 8‬ــ)ف بالح ــدود السياس ــية لل ــدول‪ ،‬فتب‪ ³‬ــ] هك ــذا ن ــوع م ــن املع ــاي‪ )0‬وال ــنظم –‬
‫خصوصا نظام ٕالادارة البيئية ‪ -ISO 14001‬يفتح املجال واسـعا أمـام املؤسسـات والوحـدات ٕالاقتصـادية‬
‫للول ــوج إ ــى ٔالاس ــواق الدولي ــة‪ ،‬م ــن خ ــالل ان‪ RW‬ــاج أنس ــب وأنج ــع الوس ــائل والط ــرق التس ــي‪)0‬ية للح ــد م ــن‬
‫التــدهور البي‪s‬ــ] لضــمان التــوازن بــ‪0‬ن مختلــف مكونــات البيئــة كمحاولــة لتكــوين نظــام متســق يعمــل ع‪#‬ــى‬
‫تحقيق تنمية شاملة‪.‬‬
‫و‪A‬ــي هــذا الســياق تتبلــور إشــكالية البحــث ‪A‬ــي الســؤال التــاي‪ :‬كيــف يســاهم نظــام ٕالادارة البيئيــة ‪F‬ــي‬
‫تحقيق التنمية املستدامة؟‬
‫وسنحاول ٕالاجابة ع‪#‬ى هذﻩ ٕالاشكالية من خالل التطرق للمحاور التالية‪:‬‬
‫البيئة والتوازن البي‪ ]s‬؛‬ ‫‪.I‬‬
‫دور ٕالايزو ‪A 14001‬ي تحقيق أبعاد التنمية املستديمة‪.‬‬ ‫‪.II‬‬

‫البيئة ووالتوازن البي‪MN‬‬ ‫‪.I‬‬


‫يعــد الحفــاظ ع‪#‬ــى البيئــة مــن اهــم وأبــرز القضــايا الــ] تشــغل العــالم اليــوم‪ ،‬وتنبــع هــذﻩ ٔالاهميــة مــن‬
‫كون البيئة دعامة الوجود والحياة‪ ،‬وباعتبار ما سـخر لإلنسـان مـن إمكانـات وبمـا مكـن لـه ف‪RÁ‬ـا‪ ،‬نجـدﻩ هـو‬
‫الذي يعمل ع‪#‬ى إفسادها ويظهر هذا جليا ‪A‬ي قولـه تعـاى‪ ﴿ :‬ظهـر الفسـاد ‪A‬ـي ال*ـ) والبحـر بمـا كسـبت أيـدي‬
‫الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون﴾ سورة الروم‪ٓ ،‬الاية ‪41.‬‬
‫‪ 1-I‬مفهوم البيئة‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫البيئــة لفــظ شــائع الاســتخدام يــرتبط مــدلولها بطبيعــة العالقــة بي‪RÊ‬ــا وبــ‪0‬ن مجــال اســتخدامها فنقــول‪:‬‬
‫البيئة ٕالاقتصادية‪ ،‬بيئة ٔالاعمال‪ ،‬البيئة ٕالاجتماعية‪ ،‬البيئة السياسية‪ ،‬البيئة الطبيعية‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫فالبيئــة لغــة ‪Ñ‬ــي حالــة ٕالاســتقرار و ال‪Ð‬ــ‪Ï‬ول‪ ،‬فيقــال تبــوأ مكانــا أو م‪ÏÐ‬لــة بمع‪³‬ــ« حــل ونــزل وأقــام ‪ ،‬ومــن‬
‫ذلــك قولــه تعــاى‪﴿:‬وكــذلك مكنــا ليوســف ‪A‬ــي ٔالارض يتبــوأ م‪RÊ‬ــا حيــث يشــاء‪ ﴾...‬ســورة يوســف‪ٓ ،‬الايــة‪،56 :‬‬
‫حيــث قــال إبــن منظــور ‪A‬ــي معجمــه الشــه‪ )0‬لســان العــرب بــاء‪ -‬الفعــل املا©ــ^] الــذي أخــذ مــن ٔالاصــل "بــوأ"‪-‬‬
‫إ ــى ال× ــ^]ء أي رج ــع إلي ــه وذك ــر املعج ــم نفس ــه معني ــ‪0‬ن ق ــريب‪0‬ن م ــن بعض ــهما ال ــبعض لكلم ــة تب ــوأ‪ٔ ،‬الاول‬
‫‪2‬‬
‫إصالح املكان و‪RS‬يئته للمبيت فيه‪ ،‬والثاني بمع‪ «³‬ال‪ÏÐ‬ول وٕالاقامة‪.‬‬
‫وق ــد ترجم ــت كلم ــة ‪ Ecology‬إ ــى اللغ ــة العربي ــة بعب ــارة "عل ــم البيئ ــة " ال ــ] وض ــعها الع ــالم الامل ــاني‬
‫أرنسـت هيكـل‪ Ernest HAECKEL‬عـام ‪1866‬م بعـد دمـج كلمتـ‪0‬ن يونـانيت‪0‬ن همـا "‪ "Oikes‬ومعناهـا مسـكن‪،‬‬
‫وكلمة " ‪ "Logos‬ومعناها علم‪ ،‬وعرفها بأ‪Rà‬ا " العلم الذي يـدرس عالقـة الكائنـات الحيـة بالوسـط الـذي‬
‫تع ــيش في ــه‪ ،‬و‪ cd‬ــتم ه ــذا العل ــم بالكائن ــات الحي ــة وتغ ــذي‪cj‬ا وط ــرق معيش ــ‪cj‬ا وتواج ــدها ‪ F‬ــي مجتمع ــات‬
‫وتجمعــات ســكنية او شــعوب‪ ،‬كمــا يتضــمن أيضــا دراســة العوامــل غ‪2‬ــ‪ r‬الحيــة مثــل خصــائص املنــاخ‬
‫كـالحرارة‪ ،‬الرطوبــة‪ٕ ،‬الاشــعاعات‪ ،‬غــازات امليــاﻩ والهــواء ؛ والخصــائص الف‪{2‬يائيــة والكيميائيــة لــألرض‬
‫‪3‬‬
‫واملاء والهواء وال‪r‬بة"‪.‬‬
‫وكلم ــة البيئ ــة ‪ Environnement‬م ــن ٔالالف ــاظ الدخيل ــة ‪ A‬ــي اللغ ــة ٔالاجنبي ــة‪ ،‬إذ ل ــم تعرفه ــا املع ــاجم‬
‫‪4‬‬
‫الفرنسية إال بعد انعقاد مؤتمر ٔالامم املتحدة لتنمية املوارد البشرية بستوكهولم عام ‪.1972‬‬
‫وقــد عرفــت منظمــة ٔالامــم املتحــدة البيئــة ع‪#‬ــى أ‪Rà‬ــا‪ ":‬ذلــك النظــام الف‪{2‬يــائي والبيولــو‚ي الــذي يحيــا‬
‫فيــه ٕالانس ــان والكائن ــات ٔالاخ ــرى‪ ،‬وŒــي ك ــل متكام ــل وإن كان ــت معقــدة تش ــتمل ع‰ ــى عناص ــر متداخل ــة‬
‫‪5‬‬
‫وم‪r‬ابطة"‪.‬‬
‫ووفقـا للتشـريع الجزائـري‪ :‬تتكـون البيئـة مـن املـوارد الطبيعيـة الحيويـة والالحيويـة كـالهواء والجـو واملـاء‬
‫ؤالارض وبـاطن ٔالارض والنبـات والحيـوان‪ ،‬بمـا ‪A‬ـي ذلـك ال‪8‬ـ)اث الـوراثي‪ ،‬وأشـكال التفاعـل بـ‪0‬ن هـذﻩ املـوارد‬
‫‪6‬‬
‫وكذا ٔالاماكن واملناظر واملعالم الطبيعية‪.‬‬
‫وممــا تقــدم نســتطيع القــول أن لفظــة البيئــة تــدل ع‪#‬ــى العالقــات الــ] تــربط مختلــف مكونــات ه ــذﻩ‬
‫البيئة‪ ،‬لتتولد ع‪RÊ‬ا تفاعالت مختلفة تعكس طبيعة التأث‪ )0‬والتأثر سواء بصفة إيجابية أو سلبية‪.‬‬
‫وقد قسم بعض الباحث‪0‬ن البيئة إى قسم‪0‬ن رئيسي‪0‬ن هما‪:‬‬
‫أ‪ .‬البيئــة الطبيعيــة‪ :‬و‪Ñ‬ــي عبــارة عــن املظــاهر الــ] ال دخــل لإلنســان ‪A‬ــي وجودهــا‪ ،‬ومــن مظاهرهــا‪:‬‬
‫الص ــحراء‪ ،‬البحـ ــار‪ ،‬املن ــاخ‪ ،‬التضـ ــاريس‪ ،‬امل ــاء السـ ــط‪ä‬ي والج ــو‪A‬ي والحيـ ــاة النباتي ــة والحيوانيـ ــة‪ ،‬والبيئـ ــة‬
‫‪7‬‬
‫الطبيعية ذات تأث‪ )0‬مباشر أوغ‪ )0‬مباشر ‪A‬ي حياة أية جماعة حية من نبات أوحيوان أو إنسان ؛‬
‫ب‪ .‬البيئـة املشـيدة‪ :‬وتتكـون البيئـة املشـيدة مـن البنيـة ٔالاساسـية املاديـة الـ] شـيدها ٕالانسـان ومـن‬
‫النظم الاجتماعية واملؤسسات ال] أقامها‪ ،‬ومن ثم يمكن النظر إى البيئـة املشـيدة مـن خـالل الطريقـة الـ]‬

‫‪245‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫نظمـت ‪Rç‬ـا املجتمعـات حيا‪RS‬ـا‪ ،‬والـ] غ‪0‬ـ)ت البيئـة الطبيعيـة لخدمـة الحاجـات البشـرية‪ ،‬وتشـمل البيئـة‬
‫املشـيدة اسـتعماالت ٔالارا©ـ^] للزراعـة واملنـاطق السـكنية والتنقيـب ف‪RÁ‬ـا عـن ال‪è‬ـ)وات الطبيعيـة وكـذلك‬
‫‪8‬‬
‫املناطق الصناعية واملراكز التجارية‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ٕ 2-I‬الاتزان ‪F‬ي البيئة‪.‬‬
‫يقصــد بالنظــام البي‪s‬ــ] أيــة مســاحة مــن الطبيعــة تحــوي مجموعــة مــن التفــاعالت القائمــة بــ‪0‬ن عناصــر‬
‫البيئ ــة الحي ــة )الب ــدائيات‪ ،‬الطالئعي ــات والكائن ــات النباتي ــة والحيواني ــة(‪ ،‬والعناص ــر غ‪ 0‬ــ) الحي ــة )ال‪)8‬ب ــة‪،‬‬
‫الريــاح‪ ،‬الرطوبــة‪...‬إلــخ( بصــيغة تبادليــة تضــمن الاســتمرار والاســتقرار ‪A‬ــي الحالــة الطبيعيــة‪ ،‬لكــن لألســف‬
‫كــان لتــدخل ٕالانســان مــن تغي‪0‬ــ) لهــذﻩ الــنظم وإفســاد تواز‪Rà‬ــا ٔالاثــر البــالغ ‪A‬ــي ‪RS‬ديــد مســتوى الحيــاة ف‪RÁ‬ــا‪،‬‬
‫فنجــد أن مختلــف مشــكالت البيئــة نــاتج عــن التصــرفات غ‪0‬ــ) املســؤولة للنشــاطات الــ] يقــوم ‪Rç‬ــا ٕالانســان‬
‫خدمة ملصالحه متناسـيا مبـدأ حيـاة الجـزء – الـنظم املجتمعيـة‪ -‬لـن يسـتمر إال بحيـاة الكـل –البيئـة ككـل‬
‫متكامل‪.-‬‬
‫والنظـام البي‪s‬ــ] متــوازن بطبيعتـه‪ ،‬وتــوازن النظــام البي‪s‬ــ] هـو قــدرة هــذا النظــام ع‪#‬ـى العــودة إــى وضــعه‬
‫ٔالاول بع ــد ك ــل تغي‪ 0‬ــ) يطـ ـرأ علي ــه دون خل ــل أسا_ ــ^] ‪ A‬ــي تكوين ــه‪ ،‬ويرج ــع ت ــوازن النظ ــام البي‪ s‬ــ] إ ــى تع ــدد‬
‫مكوناته وتعقدﻩ فكلما ازداد تعقد النظام البي‪ ]s‬كلما كـان أثبـت توازنـا‪ ،‬وذلـك مـن خـالل محافظـة البيئـة‬
‫ع‪#‬ى مكونا‪RS‬ا بأعداد وكميات مناسبة‪ ،‬بحدوث ما يعرف بالتغذيـة العكسـية )إعـادة التـوازن( وأبسـط مثـال‬
‫ع‪#‬ى ذلك ٔالاكسج‪0‬ن يس‪RW‬لك خالل عمليـة التـنفس ثـم يعـود للجـو بعـد عمليـة ال‪)8‬كيـب الضـوئي ثـم يسـ‪RW‬لك‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫مجـددا‪ ،9‬وهـذا الاتـزان محقـق لقولـه تعـاى‪ ﴿:‬ؤالارض مـددناها وألقينـا ف‪RÁ‬ـا روا_ـ^] وأ ْنبتنـا ِف‪RÁ‬ـا ِمـن ك ِ ّـل ‪ó‬ـ^ ٍ]ء‬
‫مــوزو ٍن ﴾ ســورة الحجــر‪ٓ ،‬الايــة‪ ،19 :‬وقولــه تعــاى‪﴿ :‬وخلــق كــل ‪ó‬ــ^]ء فقــدرﻩ تقــديرا﴾ ســورة الفرقــان‪،‬‬
‫ٓالاية‪.02:‬‬
‫وتعت* ــ) مش ــكلة التل ــوث م ــن أه ــم مش ــكالت البيئ ــة‪ ،‬كو‪ Rà‬ــا ‪ RS‬ــدد جمي ــع أجـ ـزاء البيئ ــة الطبيعي ــة ع‪ #‬ــى‬
‫الكوكــب‪ ،‬وهنــا ال نتحــدث عــن التلــوث الطبيšــي‪ ،‬فمــا عــرف خــالل العصــور أن البيئــة الطبيعيــة تســ‪)8‬جع‬
‫تواز‪Rà‬ــا بعــد الفياضــانات أو الاعاصــ‪ )0‬أو الحرائــق الناجمــة عــن ال* ـ)اك‪0‬ن‪...‬إلــخ‪ ،‬وإنمــا نتحــدث عــن التلــوث‬
‫املصطنع أو املنشأ من طـرف ب‪³‬ـ] البشـر كالنشـاطات الصـناعية والزراعيـة‪ ،‬العمرانيـة وغ‪)0‬هـا‪ ،‬والـ] أثـرت‬
‫س ــلبا ع‪ #‬ــى ٔالانس ــاق أو الانظم ــة الفرعي ــة للبيئ ــة م ــن خ ــالل تلوي‪ Rõ‬ــا باملخلف ــات الص ــناعية الس ــامة وك ــذا‬
‫الغازات والعناصر ذات النشاط ٕالاشعا‪ö‬ي‪.‬‬
‫فــالتلوث حســب املشــرع الجزائــري هــو‪":‬كــل تغ‪2‬ــ‪ r‬مباشــر أو غ‪2‬ــ‪ r‬مباشــر للبيئــة‪ ،‬يتســبب فيــه كــل فعــل‬
‫يحـدث أو قـد يحـدث وضـعية مضـرة بصـحة وســالمة ٕالانسـان والنبـات والحيـوان والهـواء والجـو واملــاء‬
‫‪10‬‬
‫ؤالارض واملمتلكات الجماعية والفردية"‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫ونلــتمس ‪A‬ــي هــذا التعريــف نوعــا مــن الشــمولية نتيجــة عــدم تحديــد مصــدر الفعــل‪ ،‬فقــد يكــون صــادرا‬
‫عــن نشــاط ٕالانســان أو مــن الطبيعــة نفســها‪ ،‬إضــافة إــى تعمــيم التــأث‪ )0‬الســل‪ ]ø‬لهــذا الفعــل ع‪#‬ــى مختلــف‬
‫مكونات البيئة كنظام متكامل‪.‬‬
‫وعليــه يمكــن القــول أن التلــوث نــاتج عــن إحــداث تغي‪2‬ــ‪r‬ات مباشــرة أو غ‪0‬ــ) مباشــرة ‪A‬ــي النظــام البي‪s‬ــ]‬
‫تـؤدي إـى تغ‪0‬ــ) الحركـة التوافقيـة بــ‪0‬ن عناصـرﻩ ع‪#‬ـى نحــو يقلـل مـن كفاءتــه أو حـ« شـله تمامــا‪ ،‬وممـا ســبق‬
‫يمكــن إعطــاء التعريــف التــاي للتلــوث البي‪s‬ــ]‪ ":‬التلــوث البي‪N‬ــ‪ M‬هــو أي تغ‪2‬ــ‪ r‬ف‪{2‬يــائي أو كيميــائي أو بيولــو‚ي‬
‫‪ F‬ــي مكون ــات البيئ ــة الحي ــة وغ‪ 2‬ــ‪ r‬الحي ــة‪ ،‬بحي ــث ال تق ــدر ال ــنظم البيئي ــة ع‰ ــى اس ــتيعابه دون أن يخت ــل‬
‫تواز›‪c‬ا"‪.‬‬
‫وتجــدر ٕالاشــارة إــى أن إخــتالل التــوازن البي‪s‬ــ] يكــون بــدرجات متفاوتــة توازيــا ودرجــات التلــوث البي‪s‬ــ]‬
‫الذي قد يكون مقبوال بحيث ال يتـأثر بـه النظـام البي‪s‬ـ]‪ ،‬وقـد يكـون التلـوث خطـرا كنتيجـة لزيـادة النشـاط‬
‫الصــنا‪ö‬ي الــذي يــؤدي بــدورﻩ إــى زيــادة ٕالانبعاثــات والنفايــات امللوثــة كعامــل رئيžــ^]‪ ،‬كمــا قــد يكــون مــدمرا‬
‫و‪Ñ‬ــي املرحلــة الــ] ي‪RÊ‬ــار ف‪RÁ‬ــا النظــام البي‪s‬ــ] ويصــبح غ‪0‬ــ) قــادر ع‪#‬ــى العطــاء نظ ـرا الخــتالف مســتوى ٕالات ـزان‬
‫بشكل جذري؛ حيث أجمع الباحثون ع‪#‬ى أن البيئة لم تتعرض الضطراب خط‪ )0‬مصـدرﻩ نشـاط ٕالانسـان‬
‫‪11‬‬
‫إال منذ الثورة الصناعية‪.‬‬
‫والجدول التاي يوضح أهم الصناعات وامللوثات أو ٕالانبعاثات الناتجة ع‪RÊ‬ا‪:‬‬
‫الجدول ‪ :01‬بعض الصناعات والانبعاثات الصادرة عž‪c‬ا‪.‬‬
‫املواد املنبعثة عž‪c‬ا‬ ‫نوع الصناعة‬
‫الجسيمات‪ ،‬مركبات الك*)يت‪.‬‬ ‫مصانع الاسمنت‬

‫الجسـ ـ ـ ــيمات‪ ،‬الـ ـ ـ ــدخان‪ ،‬أول أكسـ ـ ـ ــيد‬ ‫مصانع الصلب‬


‫الكربون‪ ،‬الفلوريدات‪.‬‬
‫ثاني أكسيد الك*)يت‪ ،‬الجسيمات‪.‬‬ ‫الصناعات غ‪ )0‬الحديدية‬
‫ثاني أكسيد الك*)يت‪ ،‬الجسيمات‪.‬‬ ‫مصا‪A‬ي الب‪)8‬ول‬
‫ثــاني أكس ــيد الك*)ي ــت‪ ،‬ض ــباب حم ــض‬ ‫مصانع حمض الك*)يت‬
‫الك*)يتيك‪ ،‬ثالث أكسيد الك*)يت‪.‬‬
‫الجسيمات‪ ،‬الدخان‪ ،‬الروائح‪.‬‬ ‫مسابك الحديد والصلب‬
‫مركب ـ ـ ـ ـ ـ ــات الك*)ي ـ ـ ـ ـ ـ ــت‪ ،‬الجس ـ ـ ـ ـ ـ ــيمات‪،‬‬ ‫مصانع الورق‬
‫الروائح‪.‬‬
‫ضباب حمض الهيدروكلوريك وغازﻩ‪.‬‬ ‫مصانع حمض الهيدروكلوريك‬
‫أكاسيد ٓالازوت‪.‬‬ ‫مصانع حمض الني‪)8‬يك‬

‫‪247‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫الجسيمات والروائح‪.‬‬ ‫الصابون واملنظفات الصناعية‬


‫الكلور‪.‬‬ ‫الصودا الكاوية والكلور‬
‫الجسيمات‪ ،‬الفلوريدات‪ٔ ،‬الامونيا‪.‬‬ ‫صناعة ٔالاسمدة الفوسفاتية‬
‫الجسيمات‪.‬‬ ‫قمائن الج‪)0‬‬
‫الجسيمات‪ ،‬الفلوريدات‪.‬‬ ‫صناعة ٔالاملنيوم‬
‫ضباب الحمض‪ ،‬الفلوريدات‪.‬‬ ‫صناعة حمض الفوسفوريك‬

‫املصـ ــدر‪ :‬حسـ ــن أحمـ ــد شـ ــحاتة‪ ،‬التلـ ــوث البي‪ N‬ـ ــ‪ M‬ومخـ ــاطر الطاقـ ــة‪ ،‬ط‪ ،02‬مكتبـ ــة الـ ــدار العربي ـ ــة‬
‫للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص‪.140 :‬‬

‫أمــا أشــمل وأبســط تقســيم للتلــوث البي‪s‬ــ] هــو ذلــك الــذي يم‪0‬ــ‪ Ï‬بــ‪0‬ن نــوع‪0‬ن مــن التلــوث البي‪s‬ــ]‪ ،‬تلــوث‬
‫مادي وتلوث معنوي‪.‬‬
‫‪ .1‬التلوث املادي‪ :‬ويشمل تلوث الهواء‪ ،‬تلوث ال‪)8‬بة‪ ،‬تلوث املياﻩ وتلوث الغذاء‪.‬‬
‫أ‪ .‬تلــوث الهــواء‪ :‬يعت*ــ) تلــوث الهــواء أك‪è‬ــ) أنــواع التلــوث انتشــارا نظ ـرا لســهولة انتقالــه مــن منطقــة‬
‫ألخرى ‪A‬ي ف‪)8‬ة زمنية قص‪)0‬ة نسبيا‪ ،‬ويعرف بأنـه‪ ":‬وجـود أيـة مـواد صـلبة أو سـائلة أو غازيـة أو إشـعاعية‬
‫أو جرثوميــة بــالهواء‪F ،‬ــي صــورة جزيئــات أو جســيمات عضــوية أوغ‪2‬ــ‪ r‬عضــوية‪ ،‬وŒــي ناتجــة عــن أنشــطة‬
‫ٕالانس ـ ــان املختلف ـ ــة ص ـ ــناعية كان ـ ــت أم عمراني ـ ــة‪ ،‬ووس ـ ــائل النق ـ ــل املختلف ـ ــة‪ ،‬واملص ـ ــادر الطبيعي ـ ــة‪،‬‬
‫وبكميات ال يمكـن اسـتيعا‪c¤‬ا ‪F‬ـي النظـام البي‪N‬ـ‪ M‬وتشـكل ضـررا ع‰ـى ٕالانسـان وعناصـر البيئـة"‪ ، 12‬ومنـه‬
‫فتلوث الهواء يع*) عن الاختالل الحاصل ‪A‬ي التوزيع وال‪)8‬كيـب الطبيšـي والنسـ‪ ]ø‬للمكونـات الغازيـة للهـواء‬
‫م ــن أكس ــج‪0‬ن‪،‬أرجون‪ ،‬ني‪ 8‬ــ)وج‪0‬ن‪،...‬أو إض ــافة مكون ــات جدي ــدة إ ــى اله ــواء مث ــل الرم ــاد وبع ــض الغ ــازات‬
‫والجس ــيمات السـ ــامة كاألسبس ــتوس‪ ،‬الرصـ ــاص‪ ،‬ال*)يليـ ــوم‪ ،‬الزئب ــق؛ يمتـ ــد أثـ ــر اله ــواء ليشـ ــمل املكونـ ــات‬
‫الحيــة وغ‪0‬ــ) الحيــة للبيئــة مــن إنســان وحيــوان ونبــات وحــ« ٔالابنيــة واملعــالم ٔالاثريــة‪ ،‬وسنوضــح التــأث‪)0‬ات‬
‫الصحية لبعض ملوثات الهواء من خالل الجدول املواي‪:‬‬

‫الجدول ‪ :02‬التأث‪r2‬ات الصحية لبعض ملوثات الهواء‪.‬‬


‫الضرر‬ ‫امللوثات‬
‫أم ـ ـ ـ ـراض الرئ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬إلح ـ ـ ـ ــاق الض ـ ـ ـ ــرر ب ـ ـ ـ ــالحيوان‬ ‫أكاسيد الك*)يت وأكاسيد الني‪)8‬وج‪0‬ن‬
‫والنبـ ــات‪ ،‬تعمـ ــل ع‪#‬ـ ــى تآكـ ــل امل ـ ـواد املسـ ــتخدمة ‪A‬ـ ــي‬
‫ٔالابنية‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫تسبب ٔالامراض الصدرية‪.‬‬ ‫الجسيمات العالقة‬


‫ي ــؤثر ع‪ #‬ــى الجه ــاز العص ــ‪ ،]ø‬يح ــدث قص ــور ‪ A‬ــي‬ ‫أول أكسيد الكربون‬
‫الدورة الدموية‪.‬‬
‫يسـ ـ ـ ــبب أم ـ ـ ـ ـراض الك‪#‬ـ ـ ـ ــى‪ ،‬يـ ـ ـ ــؤثر ع‪#‬ـ ـ ـ ــى الجهـ ـ ـ ــاز‬ ‫الرصاص‬
‫العص‪ ]ø‬وخاصة ‪A‬ي ٔالاطفال‪.‬‬
‫ال‪RW‬ابات الع‪0‬ن‪ ،‬تأث‪ )0‬سل‪ ]ø‬ع‪#‬ى الرئة والقلب‪.‬‬ ‫الضباب الداخ‪#‬ي‬
‫املصدر‪ :‬سيد عاشور أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكرﻩ‪ ،‬ص‪.23 :‬‬
‫وتجدر ٕالاشـارة إـى أن هـذﻩ ٓالاثـار ال تتعـدى كو‪Rà‬ـا محليـة أو إقليميـة ‪A‬ـي معظـم ٔالاحيـان‪ ،‬ولكـن باملقابـل‬
‫ظهــرت مشــاكل بيئيــة جديــدة إــى الســطح تتعــدى كــل الحــدود ل‪)8‬ــى إــى درجــة ‪RS‬ديــد البيئــة العامليــة دون‬
‫تمي‪ Ï0‬نتيجة تلوث الهواء كظاهرة ٕالاحتباس الحراري‪ ،‬ثقب طبقة ٔالاوزون ؤالامطـار الحمضـية حيـث تعت*ـ)‬
‫هذﻩ املشاكل حديث الساعة ع‪#‬ى كل املستويات‪.‬‬
‫وتحــدث ظــاهرة ٕالاحتبــاس الح ـراري نتيجــة زيــادة الغــازات املنبعثــة إــى الغــالف الجــوي كثــاني أكســيد‬
‫الكربـ ــون‪ ،‬امليثـ ــان‪ٔ ،‬الاوزون‪ ،‬أكسـ ــيد الني‪)8‬يـ ــك‪ ،‬الكلوروفلوروكربـ ــون‪ ،‬فالـ ــدور ٔالاسا_ـ ــ^] للغـ ــالف الجـ ــوي‬
‫يتمثــل أساســا ‪A‬ــي تعــديل ح ـرارة ٔالارض مــن خــالل احتجــاز أشــعة الشــمس الــ] تصــل إــى ٔالارض وبمجــرد‬
‫زيــادة حرار‪RS‬ــا إــى الحــد املطلــوب تبــدأ الح ـرارة الزائــدة ‪A‬ــي ٕالانبعــاث إــى الفضــاء الخــاري ‪A‬ــي شــكل أشــعة‬
‫تح ــت الحمـ ـراء‪ ،‬ولكـ ــن بوج ــود نسـ ــب عاليـ ـة م ــن غـ ــازات الدفيئ ــة تعمـ ــل ه ــذﻩ ٔالاخ‪ 0‬ــ)ة ع‪#‬ـ ــى زي ــادة نسـ ــبة‬
‫امتصــاص ٔالاشــعة تحــت الحم ـراء ومــن ثــم زيــادة ح ـرارة الغــالف الجــوي وارتفــاع درجــة ح ـرارة ٔالارض؛ أمــا‬
‫ثقــب ٔالاوزون فهــو يع*ــ) عــن فجــوة ‪A‬ــي الغــالف الجــوي لــألرض تتموقــع فــوق القطــب الجنــوبي‪ ،‬تــنقص ف‪RÁ‬ــا‬
‫نسـبة غـاز ٔالاوزون –ينــتج جـزيء ٔالاوزون مــن اتحـاد ثـالث جزيئــات أكسـج‪0‬ن)‪ -(O3‬مــن ‪40‬إـى ‪ %50‬بســبب‬
‫غ ـ ـ ـ ــازات الدفيئ ـ ـ ـ ــة وبالت ـ ـ ـ ــاي زي ـ ـ ـ ــادة خط ـ ـ ـ ــر تع ـ ـ ـ ــرض ٔالارض لألش ـ ـ ـ ــعة ف ـ ـ ـ ــوق البنفس ـ ـ ـ ــجية وٕالاش ـ ـ ـ ــعاعات‬
‫الكهرومغناطيس ــية مم ــا ي ــؤدي إ ــى انتش ــار س ــرطان الجل ــد باإلض ــافة إ ــى عدي ــد الت ــأث‪)0‬ات ع‪ #‬ــى مختل ــف‬
‫‪13‬‬
‫أشكال الحياة‪.‬‬
‫وأمـا ٔالامطـار الحمضـية فقـد تبـ‪0‬ن حاليـا ممـا ال يـدع مجـاال للشـك أن السـبب الـرئيس ‪A‬ـي تكوي‪RÊ‬ـا هـو‬
‫محطات القوى واملراكز الصناعية الضخمة ال] تنتشر ‪A‬ي كث‪ )0‬من الـدول والـ] تحـرق كميـات ضـخمة مـن‬
‫الوقـود وتـدفع إـى الهـواء يوميـا بكميـات هائلـة مـن الغـازات الحمضـية مثـل ‪:‬ثـاني أكسـيد الك*)يـت وك*)يتيـد‬
‫الهيــدروج‪0‬ن وأكســيد الن‪8‬ــ)وج‪0‬ن‪ ،‬والــ] تتحــد مــع ميــاﻩ ٔالامطــار لتكــون ٔالامطــار الحمضــية الــ] تــؤثر ع‪#‬ــى‬
‫‪14‬‬
‫مكونات البيئة‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫ب‪ .‬تل ــوث املي ــاﻩ‪ :‬ق ــال تع ــا‪¥‬ى‪﴿:‬أول ــم ي ــر ال ــذين كف ــروا أن الس ــماوات ؤالارض كانت ــا رتق ــا ففتقناهم ــا‬
‫وجعلنا من املاء كل ‪]^ó‬ء ي أفال يؤمنون ﴾ سورة ٔالانبياء‪ٓ ،‬الاية ‪30‬؛‬
‫يغطي الغالف املائي أك‪ )è‬من ‪%70‬من مساحة الكرة ٔالارضـية‪ ،‬إال أن نسـبة املـاء العـذب ال تفـوق ‪%3‬‬
‫مــن هــذﻩ النســبة‪ ،‬ويتواجــد ‪A‬ــي الطبيعــة ع‪#‬ــى شــكل أ‪Rà‬ــار‪ ،‬بح‪ 0‬ـ)ات‪ ،‬جبــال جليديــة‪ ،‬ميــاﻩ جوفيــة‪ ،...‬أمــا‬
‫النســبة الباقيــة)‪ (%97‬فهــو مــالح ال يصــلح ألغلــب ٔالانشــطة ٕالانســانية مــن صــناعة وزراعــة إذ تنبــع حتميــة‬
‫الحفــاظ عليــه مــن أهميتــه وضــروريته؛ ويعت*ــ) تلــوث املــاء مــن أوائــل املواضــيع الــ] اهــتم ‪Rç‬ــا علمــاء البيئــة‬
‫نظـرا ملــا ســبق‪ ،‬باإلضـافة إــى خواصــه التفاعليـة مــع الكث‪0‬ــ) مـن املركبــات الكيميائيــة الـ] قــد تشــكل خطـرا‬
‫كب‪ 0‬ـ)ا إذا م ــا تج ــاوزت نس ــبا معين ــة‪ ،‬حي ــث يع ــرف تل ــوث امل ــاء بأن ــه‪":‬ح ــدوث خل ــل وتل ــف ‪ A‬ــي نوعي ــة املي ــاﻩ‬
‫ونظامه ـ ــا ٕالايكول ـ ــوي بحي ـ ــث تص ـ ــبح غ‪ 0‬ـ ــ) ص ـ ــالحة الس ـ ــتخداما‪RS‬ا ٔالاساس ـ ــية وغ‪ 0‬ـ ــ) ق ـ ــادرة ع‪ #‬ـ ــى احت ـ ــواء‬
‫الجس ــيمات والكائن ــات الدقيق ــة والفض ــالت املختلف ــة ‪ A‬ــي نظامه ــا الايكول ــوي ‪ ،15‬وعلي ــه يمك ــن الق ــول أن‬
‫تلـوث امليــاﻩ هــو "التغ‪2‬ــ‪ r‬الحاصــل ‪F‬ــي خواصــها الف‪{2‬يائيــة والكيميائيــة بشــكل يــؤثر ع‰ــى النظــام البي‪N‬ــ‪ M‬أو‬
‫يعيــق اســتعمالها ع‰ــى الوجــه ٔالانســب"‪ ،‬ويحــدث تلــوث املــاء إمــا عــن طريــق مصــادر محــددة كمخلفــات‬
‫الص ــرف الص ــ‪ä‬ي والص ــناعة‪ ،‬وإم ــا ع ــن طري ــق مص ــادر غ‪ 0‬ــ) مح ــددة كح ــوادث ح ــامالت ال ــنفط أو التل ــوث‬
‫باملبيدات الزراعية أو مياﻩ الفيضانات‪.‬‬
‫ج‪ .‬تل ــوث ال‪r‬ب ــة‪ :‬تمث ــل ال‪)8‬ب ــة القش ــرة العلوي ــة املنتج ــة للك ــرة ٔالارض ــية‪ ،‬و‪ Ñ‬ــي ث ــروة طبيعي ــة مهم ــة‬
‫مباشرا‪ ،‬أو غ‪ )0‬مباشر للطعام بحيث تمثـل الحلقـة ٔالاوـى ‪A‬ـي‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مصدرا‬ ‫تعتمد الحياة ‪A‬ي ٔالارض عل‪RÁ‬ا بوصفها‬
‫ً‬
‫النظــام البي‪s‬ــ]‪ ،‬فالنباتــات مــثال متجــذرة ‪A‬ــي ال‪)8‬بــة‪ ،‬وتحصــل م‪RÊ‬ــا ع‪#‬ــى املــواد املغذيــة‪ ،‬والحيوانــات تحصــل‬
‫كــذلك ع‪ #‬ــى امل ــواد املغذيــة م ــن النباتــات‪ ،‬أو م ــن الحيوان ــات الــ] تأك ــل النبات ــات كمــا تس ــبب ميكروب ــات‬
‫َّ‬
‫تحلــل العضــويات امليتــة الــ] تســاعد ع‪#‬ــى إعــادة املــواد املغذيــة لل‪)8‬بــة‪ ،‬وباإلضــافة لــذلك‬ ‫معينــة ‪A‬ــي ال‪)8‬بــة‬
‫فــإن العديــد مــن الحيوانــات يجــد الحمايــة ‪A‬ــي ال‪)8‬بــة؛ إذ أن تلــوث ال‪)8‬بــة يع*ــ) عــن الفســاد الــذي يصــي ‪R‬ا‬
‫فيغ‪0‬ــ) مــن صــفا‪RS‬ا وخواصــها الطبيعيــة أو الكيميائيــة أو الحيويــة بشــكل يجعلهــا تــؤثر ســلبا ع‪#‬ــى النظــام‬
‫‪16‬‬
‫البي‪ ]s‬أو أحد مكوناته سواء بصورة مباشرة أو غ‪ )0‬مباشرة‪.‬‬
‫فع‪#‬ـى سـبيل املثـال نجـد أن الضــغوط الواقعـة ع‪#‬ـى أرا©ـ^] املحاصـيل الزراعيــة ‪A‬ـي العـالم الـ] تشــغل‬
‫زراعــة الحبــوب ثلث‪RÁ‬ــا‪ ،‬قــد أضــحت غ‪0‬ــ) مســتدامة اقتصــاديا وبيئيــا‪ ،‬ويقــدر أن ‪ ٪12‬مــن مســاحة ٔالارض‬
‫املرويــة ‪A‬ــي العــالم تعــاني مــن الــتملح والتشــبع بامليــاﻩ ممــا يرفــع تكــاليف معالجــة هكــذا ظــواهر‪ ،‬والجــدول‬
‫التاي يعطينا مثاال عن الطاقة الاستيعابية لألرض من الحبوب ملواكبة الزيادة السكانية‪.‬‬

‫الجدول ‪ :03‬طاقة استيعاب ٔالارض من الحبوب ملتطلبات أهم املجتمعات السكانية عددا‬

‫صا‪F‬ي التجارة‬ ‫إس‪cj‬الك الحبوب‬ ‫إنتاج الحبوب‬ ‫السنة‬ ‫البلد‬

‫‪250‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫)مليون طن(‬ ‫)مليون طن(‬ ‫)مليون طن(‬


‫‪12+‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪1950‬‬ ‫الواليات‬
‫‪76+‬‬ ‫‪214‬‬ ‫‪290‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫املتحدة‬
‫الامريكية‬
‫‪83+‬‬ ‫‪295‬‬ ‫‪377‬‬ ‫‪2030‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪1950‬‬ ‫الص‪2‬ن‬
‫‪6-‬‬ ‫‪335‬‬ ‫‪329‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪216-‬‬ ‫‪479‬‬ ‫‪263‬‬ ‫‪2030‬‬
‫‪2+‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪1950‬‬ ‫الهند‬
‫‪00‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪45-‬‬ ‫‪267‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪2030‬‬
‫‪1-‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪1950‬‬ ‫روسيا‬
‫‪37-‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪25-‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪237‬‬ ‫‪2030‬‬
‫املصــدر‪ :‬نادي ــة حمــدي ص ــالح‪ٕ ،‬الادارة البيئيــة )املب ــادئ واملمارســات(‪ ،‬منش ــورات املنظمــة العربي ــة‬
‫للتنمية ٕالادارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص‪.13 :‬‬
‫د‪ .‬تلــوث الغــذاء‪ :‬يع* ــ) الغــذاء عــن امل ــواد الــ] يس ــ‪RW‬لكها الكــائن ال‪ä‬ــي ليض ــمن حســن واس ــتمرارية‬
‫أداء جسمه لنشاطاته الحيويـة‪ ،‬وبالتـاي فتلـوث الغـذاء هـو تحولـه مـن الحالـة النافعـة إـى الحالـة الضـارة‬
‫‪17‬‬
‫نتيجة احتوائه ع‪#‬ى جراثيم أو ف‪)0‬وسات أو مواد كيميائية أو مشعة‪.‬‬
‫‪ -2‬التلــوث غ‪2‬ــ‪ r‬املــادي)املعنــوي(‪ :‬ويشــمل التلــوث املعنــوي‪ :‬التلــوث الســمšي )الضوضــاء(‪ ،‬التلــوث‬
‫الكهرومغناطيž^]‪ ،‬التلوث ٔالاخالي والتلوث البصري‪.‬‬

‫دور ٕالايزو ‪F 14001‬ي تحقيق أبعاد التنمية املستديمة‬ ‫‪.II‬‬


‫‪ 1-II‬مفهوم التنمية املستديمة‬
‫تعت* ـ ــ) التنمي ـ ــة عملي ـ ــة حض ـ ــارية ش ـ ــاملة ملختل ـ ــف أوج ـ ــه النش ـ ــاط ‪ A‬ـ ــي املجتم ـ ــع‪ ،‬وإض ـ ــافة مص ـ ــطلح‬
‫الاســتدامة للتنميــة يرتكــز ‪A‬ــي أساســه ع‪#‬ــى الوضــع الحــرج الــذي تعيشــه بيئــة اليــوم‪ ،‬ممــا اســتد‪ö‬ى ضــرورة‬

‫‪251‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫إعــادة النظــر ‪A‬ــي الطــرق الاســتخدامية لكافــة مــوارد البيئــة الداخلــة ‪A‬ــي عمليــة التنميــة لتحقيــق الرفاهيــة‬
‫الفعلية الحالية واملستقبلية‪.‬‬
‫عرفـت التنميـة املســتديمة با‪Rà‬ـا‪" :‬ذلــك النشـاط الــذي يـؤدي إ‪¥‬ــى الارتقـاء بالرفاهيــة الاجتماعيـة اك‪°‬ــ‪r‬‬
‫قــدر ممكــن‪ ،‬مــع الحــرص ع‰ــى املــوارد الطبيعيــة املتاحــة وبأقــل قــدر ممكــن مــن ٔالاضــرار وٕالاســاءة إ‪¥‬ــى‬
‫البيئة ‪ ،‬ويوضح ذلك بان التنمية املستدامة تختلف عن التنمية ‪F‬ي كو›‪c‬ا أك·‪ r‬تعقيدا وتداخال فيمـا‬
‫‪18‬‬
‫هو اقتصادي واجتما¸ي و بي‪.MN‬‬
‫أم ــا اللجن ــة العاملي ــة للتنمي ــة املس ــتديمة‪ ،‬فق ــد عرف‪ RW‬ــا ع‪ #‬ــى أ‪ Rà‬ــا‪ Œ :‬ــي التنمي ــة ال‪ º‬ــ‪ M‬تف ــي احتياج ــات‬
‫الحاض ــر دون املجازف ــة بم ــوارد أجي ــال املس ــتقبل‪ ،‬و ق ــد ان‪ cj‬ــت اللجن ــة العاملي ــة للتنمي ــة ‪ F‬ــي تقريره ــا‬
‫املعنــون "مســتقبلنا املشــ‪r‬ك" إ‪¥‬ــى أن هنــاك حاجــة إ‪¥‬ــى طريــق جديــد للتنميــة‪ ،‬طريــق يســتديم التقــدم‬
‫البشـ ــري ال ‪F‬ـ ــي أمـ ــاكن قليلـ ــة‪ ،‬أو بعـ ــض السـ ــن‪2‬ن بـ ــل للكـ ــرة ٔالارضـ ــية بأسـ ــرها وصـ ــوال إ‪¥‬ـ ــى املسـ ــتقبل‬
‫‪19‬‬
‫البعيد‪.‬‬
‫إن الغايــة الرئيســية مــن تفعيــل سياســات التنميــة املســتديمة تتمثــل أساســا ‪A‬ــي محاولــة التوفيــق بــ‪0‬ن‬
‫احتياجــات العمليــة ٕالاقتصــادية مــن جهــة‪ ،‬ومتطلبــات تــوازن ٔالانظمــة البيئيــة الطبيعيــة مــن جهــة اخــرى‬
‫ع‪#‬ى مدى زم‪ ]³‬متواصل‪ ،‬باعتبار البيئة مكان الوجود يبقى هذا ٔالاخ‪ )0‬ببقا ‪R‬ا ويزول بزوالها‪.‬‬
‫أمــا عــن ترك‪0‬ــ‪ Ï‬التعــاريف ع‪#‬ــى ٕالانســان‪ ،‬فألنــه يعت*ــ) املتــدخل املباشــر ‪A‬ــي عمليــ] ٕالافســاد وٕالاصــالح‪،‬‬
‫فتسخ‪ )0‬النعم له وجه آخر يدعو بضرورة تحمل املسؤولية كاملة ‪A‬ي الحفاظ عل‪RÁ‬ا‪.‬‬
‫وللتنمية املستديمة أبعاد يمكن ذكر أهمها ‪A‬ي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬البعد البي‪:MN‬‬
‫يوضــح ه ــذا البع ــد ٕالاس ــ‪)8‬اتجيات ال ــ] يج ــب توافرهــا واح‪)8‬امه ــا ‪ A‬ــي مج ــال التص ــنيع‪ Rç ،‬ــدف التس ــي‪)0‬‬
‫ٔالامثــل للرأســمال الطبيšــي‪ ،‬بــدال مــن تبــذيرﻩ واســت‪ÏÐ‬افه بطريقــة غ‪0‬ــ) عقالنيــة‪ ،‬حــ« ال تــؤثر ع‪#‬ــى التــوازن‬
‫البي‪ s‬ــ]‪ ،‬وذل ــك م ــن خ ــالل ال ــتحكم ‪ A‬ــي اس ــتعمال امل ــوارد وتوظي ــف تقني ــات ت ــتحكم ‪ A‬ــي إنت ــاج النفاي ــات‪،‬‬
‫‪20‬‬
‫واستعمال امللوثات ونقل املجتمع إى عصر الصناعات النظيفة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬البعد الاقتصادي‬
‫إذا ك ــان مفه ــوم التنمي ــة املس ــتديمة بالنس ــبة ل ــدول الش ــمال الص ــناعية‪ Ñ ،‬ــي الس ــšي إ ــى خف ــض كب‪ 0‬ــ)‬
‫ومتواصل ‪A‬ـي اسـ‪RW‬الك الطاقـة واملـوارد الطبيعيـة‪ ،‬وإحـداث تحـوالت جذريـة ‪A‬ـي ٔالانمـاط الحياتيـة السـائدة‬
‫‪A‬ـي الاسـ‪RW‬الك وٕالانتـاج‪ ،‬والحـد مــن تصـدير نموذجهـا الصـنا‪ö‬ي إـى الــدول املتخلفـة‪ ،‬فـإن وجهـة نظـر الــدول‬
‫الفق‪ 0‬ــ)ة بخص ــوص التنمي ــة املس ــتديمة‪ ،‬تع‪ ³‬ــ] توظي ــف امل ــوارد م ــن أج ــل رف ــع املس ــتوى املعي× ــ^] للس ــكان‬
‫‪21‬‬
‫ٔالاك‪ )è‬فقرا‪.‬‬
‫د ‪ -‬البعد الاجتما¸ي‬

‫‪252‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫ع‪#‬ى الصعيد ٕالانساني والاجتمـا‪ö‬ي فـان التنميـة املسـتديمة‪ ،‬تسـšى إـى جعـل النمـو وسـيلة لإللتحـام‬
‫ٕالاجتمـا‪ö‬ي ولعمليـة التطـوير ‪A‬ـي ٕالاختيـار السيا_ـ^]‪ ،‬كمـا يشـ‪ )0‬هـذا البعـد إـى العالقـة بـ‪0‬ن الطبيعـة والبشـر‬
‫لتحقيـق الرفاهيـة‪ ،‬تحسـ‪0‬ن سـبل الحصـول ع‪#‬ـى الخـدمات الصـحية والتعليميـة ٔالاساسـية‪ ،‬الوفـاء بالحـد‬
‫ٔالادنـى مـن معـاي‪ٔ )0‬الامـن‪ ،‬واح‪8‬ـ)ام حقـوق ٕالانسـان‪ ،‬كمــا يشــ‪ )0‬إــى تنميـة الثقافـات املختلفـة‪ ،‬التنــوع‪،‬‬
‫واملشاركة الفعلية للقواعد الشعبية ‪A‬ي صنع القرار؛‬
‫ه ‪ -‬البعد التكنولو‚ي‬
‫ويع‪³‬ــ] نقــل املجتمــع إــى عصــر الصــناعات النظيفــة‪ ،‬الــ] تســتخدم تكنولوجيــا منظفــة للبيئــة‪ ،‬وتنــتج‬
‫‪22‬‬
‫الحد ٔالادنى من الغازات امللوثة والحابسة للحرارة والضارة بطبقة ٔالازون‪.‬‬
‫‪ 2-II‬نظام ٕالادارة البيئية ‪ISO14000‬‬
‫تعت*) ٕالادارة البيئية نظاما يتمركز حول نشاطات ٕالانسـان وعالقتـه مـع البيئـة الف‪Ï0‬يائيـة‪ ،‬الكيميائيـة‬
‫والبيولوجيـة املتــأثرة‪ ،‬فجــوهر ٕالادارة البيئيــة يكمــن ‪A‬ــي التحليــل املوضــو‪ö‬ي والفهــم والســيطرة الــذي تســمح‬
‫به هذﻩ ٕالادارة لإلنسان أن يستمر ‪A‬ي نشاطات التنمية دون أن يؤثر ‪A‬ي توازن البيئة الطبيعية‪.‬‬
‫أمـا مـن وجهـة نظـر ‪ (United Nations Environment Program) UNEP‬فمنظومـة ٕالادارة البيئيـة ‪Ñ‬ـي‬
‫ذلك الهيكل املتضمن مجموعة من العمليات وٕالاجراءات املتوافقة مع ٔالاهـداف البيئيـة للمنظمـة والـذي‬
‫يمتلــك مســؤوليات مهمــة ‪A‬ــي تكــوين املنظمــة‪ ،‬حيــث أن نظــام ٕالادارة البيئيــة يعت*ــ) مــن العناصــر الرئيســية‬
‫‪A‬ي إنجاز التطورات املستديمة‪ ،‬ف¬] منظومة متكاملة وواسعة ‪RS‬ـدف إـى تقليـل التلـوث والوقايـة منـه إـى‬
‫أقــ^« حــد ممكــن مــن املصــدر‪ ،‬كمــا وقــد تمتــد أحيانــا ملعالجــة البيئــات املتضــررة مســبقا ف¬ــ] تعمــل ع‪#‬ــى‬
‫‪23‬‬
‫التطور املستديم من الناحية البيئية ع‪#‬ى اختالف محتويا‪RS‬ا‪.‬‬
‫يعد نظام ٕالادارة البيئية وفـق تعريـف اللجنـة الفنيـة ‪ 207‬التابعـة ملنظمـة املقـاييس الدوليـة ع‪#‬ـى أنـه‪:‬‬
‫"جـزء مــن نظــام ٕالادارة الك‰ــي الــذي يتضـمن الهيكــل التنظيمــي‪ ،‬ونشــاطات التخطــيط‪ ،‬واملســؤوليات‪،‬‬
‫وٕالاج ـ ــراءات‪ ،‬والعملي ـ ــات وامل ـ ــوارد لتط ـ ــوير وتنفي ـ ــذ وتحقي ـ ــق واملراجع ـ ــة واملحافظ ـ ــة ع‰ ـ ــى السياس ـ ــة‬
‫البيئية"‪ ،24‬إذا نظـام ٕالادارة البيئيـة هـو ذلـك النظـام الفر‪ö‬ـي مـن النظـام ٔالاك*ـ) )املنظمـة( يسـتخدم كـأداة‬
‫فاعلة للمحافظة ع‪#‬ى الديمومة والتطور من خالل الوظائف املمنوحة له فعليا‪.‬‬
‫جـ ــاءت سلسـ ــلة املواصـ ــفات )‪ (ISO14000‬كجهـ ــد يسـ ــšى للوصـ ــول باملؤسسـ ــة املطبقـ ــة إـ ــى مسـ ــتوى‬
‫املنافسة متجاوزة الحواجز التجارية والضـغوط ٔالاخـرى‪ ،‬مـع ضـمان امتالكهـا ل*)نـامج بي‪s‬ـ] متناسـق جـاهز‬
‫للتنفيــذ‪ ،‬ف¬ــ] بــديل لقــوان‪0‬ن ٔالامــر والن¬ــ] ‪A‬ــي التشــريعات البيئيــة‪ ،‬كمــا تشــرح املتطلبــات ٔالاساســية إلقامــة‬
‫نظام ٕالادارة البيئية بطريقة تضع بموج ‪R‬ا هذا النظام ‪A‬ي مكانـه الصـحيح أي التفاعـل مـع الوضـع القـائم‬
‫‪25‬‬
‫لإلدارة إلجراء التحس‪0‬ن البي‪ ]s‬املطلوب‪.‬‬
‫الشكل ‪ :01‬أنموذج نظام ٕالادارة البيئية حسب املواصفة ‪ISO14000‬‬

‫‪253‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫املصدر‪ :‬محمد عبد الوهاب العزاوي‪ ،‬مرجع سبق ذكرﻩ‪ ،‬ص‪.192 :‬‬
‫والجزائــر كغ‪)0‬ه ــا م ــن ال ــدول تس ــšى لتطبي ــق نظ ــام ٕالادارة البيئيــة ‪ ISO14001‬مل ــا ل ــه م ــن اث ــر ب ــالغ ‪ A‬ــي‬
‫اس ــتمرارية دوران وتحس ــن عجل ــة التنمي ــة ٕالاقتص ــادية‪ ،‬والج ــدول الت ــاي يوض ــح تط ــور ع ــدد املؤسس ــات‬
‫الجزائري ــة الحاص ــلة ع‪ #‬ــى شـ ــهادة املطابق ــة خ ــالل الف‪ 8‬ــ)ة ‪ 2014-2004‬حسـ ــب التقري ــر الس ــنوي ملنظمـ ــة‬
‫التقييس العاملية لعام ‪.2014‬‬

‫الج ــدول ‪ :04‬تط ــور ع ــدد املؤسس ــات الجزائري ــة الحاص ــلة ع‰ ــى ش ــهادة ‪ ISO14001‬خ ــالل الف ــ‪r‬ة‬
‫‪2014-2004‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫السنة‬
‫‪104‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪03‬‬ ‫عدد‬
‫املؤسسات‬
‫املصنفة‬
‫املصدر‪ISO،Rapport annuel ،2014 :‬‬

‫‪254‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫ولتوض ــيح الارتف ــاع الحاص ــل ‪ A‬ــي ع ــدد املؤسس ــات الجزائري ــة املص ــنفة بتطبي ــق نظ ــام ٕالادارة البيئي ــة‬
‫نق‪)8‬ح الشكل التاي‪.‬‬

‫اﻟﺸﻜﻞ ‪ :02‬ﻋﺪد اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺼﻨﻔﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ‪2014-2004‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2004‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬

‫‪2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014‬‬
‫عدد المؤسسات المصنفة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪101 104‬‬

‫لعلنــا نقــول كيــف يمكــن لنظــام ٕالادارة البيئيــة أن يســهم ‪A‬ــي التنميــة املســتديمة؟ مــع العلــم أن كلــف‬
‫تطبيقــه ‪A‬ــي املؤسســة تعت*ــ) باهظــة نظـرا لحجــم ٕالاســتثمارات الواجــب توظيفهــا لتطبيــق هكــذا نظــام‪ ،‬ممــا‬
‫جعــل الكث‪0‬ــ) مــن املؤسســات ‪-‬خصوصــا ‪A‬ــي الــدول املتخلفــة والســائرة ‪A‬ــي طريــق النمــو‪ -‬تعــدل عــن تطبيقــه‬
‫وتنظــر لــه كمجــرد عــائق تعــذرت بــه الــدول املتقدمــة حفاظــا ع‪#‬ــى مصــالحها الخاصــة‪ ،‬لتضــطر بــذلك دول‬
‫العالم الثالث إـى تصـدير مواردهـا الطبيعيـة الخـام لتعـود وتسـتوردها كمـواد مصـنعة أو نصـف مصـنعة‪،‬‬
‫لتبقى تحت ظل وذل التبعية‪.‬‬
‫إي نعـ ــم فتكـ ــاليف تطبيـ ــق نظـ ــام ٕالادارة البيئيـ ــة مرتفعـ ــة جـ ــدا‪ ،‬لكـ ــن إذا مـ ــا قورنـ ــت بالفوائـ ــد الـ ــ]‬
‫ستحصل عل‪RÁ‬ا املؤسسة ‪A‬ي ٔالاجل‪0‬ن املتوسط والبعيـد فلـن تكـون بـذلك القـدر مـن ٔالاهميـة‪ ،‬إذ يعـد البعـد‬
‫البي‪ ]s‬من أك‪ )è‬العوامل أهمية للوصول ملزايا تنافسية‪ ،‬من خالل زيادة املبيعـات‪ ،‬خفـض اسـ‪RW‬الك املـواد‬
‫الخ ــام‪ ،‬تقلي ــل اس ــ‪RW‬الك الطاق ــة‪ ،‬املحافظ ــة ع‪ #‬ــى ص ــحة العم ــال‪ ،‬وتحس ــ‪0‬ن الص ــورة العام ــة للمنظم ــة‪،‬‬

‫‪255‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫حمايــة ٔالانظمــة البيئيــة الطبيعيــة‪ ،‬وتقليــل كميــة النفايــات‪ ،‬إــى جانــب زيــادة رضــا العــامل‪0‬ن‪ ،‬ورفــع درجــة‬
‫الو‪ö‬ي ٕالاداري بالتأث‪)0‬ات السلبية ع‪#‬ى البيئة‪...‬إلخ‪.‬‬
‫وتكم ــن أهمي ــة الحف ــاظ ع‪ #‬ــى البيئ ــة ع‪ #‬ــى املس ــتوى الجزئ ــي قب ــل ك ــل ‪ ó‬ــ^]ء ك ــون ال ــنظم البيئي ــة نظم ــا‬
‫مفتوحة تتأثر بشكل واضح وج‪#‬ي بما يقع خارج الحدود الجغرافية ملنطقة أو إقليم معـ‪0‬ن‪ ،‬فالخلـل الـذي‬
‫يحــدث ‪A‬ــي أحــد أجـزاء النظــام يمكــن أن يمتــد إــى كــل النظــام هــذا مــن زاويــة‪ ،‬أمــا مــن زاويــة أخــرى فيجــب‬
‫املحافظــة ع‪#‬ــى البيئــة باعتبارهــا مصــدر رفاهيــة ٕالانســان ورفــع مســتوى معيشــته مــن خــالل تــوف‪ )0‬مختلــف‬
‫املوارد للنظام‪0‬ن الاقتصادي والاجتمـا‪ö‬ي‪ ،‬ممـا يسـتد‪ö‬ي ضـرورة إعـادة النظـر ‪A‬ـي طبيعـة أنشـطة الوحـدات‬
‫ٕالاقتصــادية والاجتماعيــة بم ــا تمليــه العالق ــات التبادليــة الــ] تحك ــم اســتقرار واس ــتمرار ٔالانظمــة الثالث ــة‬
‫ككل متكامل‪ ،‬من خالل تفعيل نظام ٕالادارة البيئة ‪.ISO14000‬‬
‫والشـكل التـاي يوضــح طبيعـة العالقــة التفاعليـة بــ‪0‬ن ٔالانظمـة الــثالث الـ] تشــملها التنميـة املســتديمة‬
‫و‪Ñ‬ي النظام البي‪ ،]s‬النظام الاقتصادي والنظـام الاجتمـا‪ö‬ي‪ ،‬فالنظـام البي‪s‬ـ] الـذي يحتـوي ع‪#‬ـى الارض بمـا‬
‫عل‪ RÁ‬ــا م ــن م ــوارد طبيعي ــة حي ــة وم ــوارد غ‪ 0‬ــ) حي ــة وطاق ــة‪...‬ي ــدخل ض ــمن نش ــاطات ٕالانس ــان الاجتماعي ــة‬
‫والاقتص ــادية‪ ،‬فتن ــتج املنتج ــات ال ــ] يحتاجه ــا ه ــذا ٔالاخ‪ 0‬ــ) ‪ A‬ــي الرف ــع م ــن مس ــتواﻩ املعي× ــ^] وك ــذا مس ــتوى‬
‫رفاهيتــه‪ ،‬غ‪0‬ــ) أن ٕالانســان مــن خــالل أنشــطته املختلفــة ‪A‬ــي نظامــه ٕالاقتصــادي والاجتمــا‪ö‬ي ينــتج مخلفــات‬
‫ونفايــات ملوثــة ملختلــف عناصــر البيئــة ومكونا‪RS‬ــا‪ ،‬ممــا يســتد‪ö‬ي تفعيــل نظــم إدارة بيئيــة تحفــظ التــوازن‬
‫العام ملجمل النظم‪.‬‬
‫الشكل ‪ :03‬تداخل وتكامل الانظمة الثالث الداعمة للتنمية املستديمة‬

‫‪256‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫رغ ــم ك ــل الجه ــود املبذول ــة ‪ A‬ــي س ــبيل حماي ــة البيئ ــة إال أ‪ Rà‬ــا تبق ــى غ‪ 0‬ــ) كافي ــة‪ ،‬إذ ال يـ ـزال مس ــتقبلنا‬
‫محفوفا باملخاطر والشكوك نتيجـة التجـاوزات الـ] تحـد‪R‬ا ٔالانظمـة ٕالاقتصـادية وٕالاجتماعيـة مـن إفسـاد‬
‫لألنظمــة البيئــة وتلوي‪Rõ‬ــا‪ ،‬متناســية بــذلك طبيعــة الت ــداخل بيي‪RÊ‬ــا وبــ‪0‬ن الانظمــة البيئيــة الــذي يصــل ح ــد‬
‫البق ــاء أو الفن ــاء‪ ،‬وعلي ــه فاألس ــلوب ٔالانج ــع للموافق ــة ب ــ‪0‬ن عملي ــات التنمي ــة والبيئ ــة ال ب ــد أن ينطل ــق م ــن‬
‫قناعتن ــا وإدراكن ــا بأهمي ــة ه ــذا الت ــداخل‪ ،‬م ــن خ ــالل مراجع ــة مخلف ــات ٔالانش ــطة ٕالانس ــانية نح ــو البيئ ــة‬
‫والعمل ع‪#‬ى التقليـل م‪RÊ‬ـا قـدر ٕالامكـان‪ ،‬وذلـك بأسـتعمال أسـاليب ومنـاهج إسـ‪)8‬اتيجية توجـه جميـع أوجـه‬
‫نش ــاطاتنا كمحاول ــة من ــا لتب‪ ³‬ــ] نم ــوذج تنم ــوي جدي ــد يتص ــف بالش ــمول وال يتمرك ــز ح ــول ٕالانس ــان فق ــط‬
‫وإنما يتعداﻩ لتناسق النظام ككل متكامل‪.‬‬
‫يبـ ــدأ دور املؤسسـ ــات الاقتصـ ــادية باالسـ ــتغالل الامثـ ــل للمـ ــوارد‪ ،‬لي*ـ ــ)ز دور نظـ ــام ٕالادارة البيئيـ ــة ‪A‬ـ ــي‬
‫توجيــه العمليــة نحــو مســار الحفــاظ ع‪#‬ــى البيئــة‪ ،‬مــا ينــتج منتجــات تحــافظ عل‪RÁ‬ــا مــن جهــة‪ ،‬وتل‪ø‬ــ] وتشــبع‬
‫حاجات ورغبات املجتمع من جهة أخرى‪ ،‬لتتواصل بذلك عمليات التحس‪0‬ن املسـتمر ‪A‬ـي ٔالاداء البي‪s‬ـ] بمـا‬
‫يحفظ حق الاجيال الالحقة من الرفاهية والعيش املناسب وهذا هو لب التنمية املستديمة‪.‬‬
‫ويتطلـ ــب تب‪ ³‬ـ ــ] هـ ــذا النظ ـ ــام تطبيـ ــق متطلبات ـ ــه بتحديـ ــد املؤسس ـ ــة لسياسـ ــ‪RW‬ا البيئي ـ ــة‪ ،‬التخط ـ ــيط‪،‬‬
‫التنفيذ والتشغيل‪ ،‬أعمال الفحص والتصـحيح ثـم مراجعـة ٕالادارة للنظـام ‪Rç‬ـدف التحسـ‪0‬ن املسـتمر‪،‬كما‬
‫أن تنفيــذ املؤسســة لهــذا النظــام يحملهــا تكــاليف باهظــة لكــن الحصــول ع‪#‬ــى الشــهادة طبقــا للمواصــفة‬
‫القياس ــية ٕالايـ ــزو ‪ ،14001‬يع‪³‬ـ ــ] تحقيقهـ ــا لنتـ ــائج إيجابي ــة تخـ ــص الجوانـ ــب الاقتصـ ــادية‪ ،‬الاجتماعيـ ــة‪،‬‬
‫البيئية وٕالادارية‪.‬‬

‫املراجع والهوامش‪:‬‬
‫‪ -1‬عارف صالح مخلف‪ٕ ،‬الادارة البيئية )الحماية ٕالادارية للبيئة(‪ ،‬دار اليازوري للنشر و التوزيع‪ ،‬عمـان‪،‬‬
‫ٔالاردن‪ ،2007،‬ص‪.30:‬‬
‫‪ -2‬نجـم العـزاوي‪ ،‬عبـد ﷲ حكمـت النقــار‪ ،‬إدارة البيئـة )نظـم و متطلبـات و تطبيقــات ‪،(ISO 14000‬دار‬
‫املس‪)0‬ة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ٔ ،‬الاردن‪ ،2007 ،‬ص‪.93 :‬‬
‫‪ -3‬فـراس أحمــد الخرــي‪ٕ ،‬الادارة البيئيــة‪ ،‬الطبعــة ‪ ،1‬دار كنــوز املعرفــة العلميــة للنشــر ةالتوزيــع‪ ،‬عمــان‪،‬‬
‫ٔالاردن‪ ،2007 ،‬ص‪.15 :‬‬
‫‪ -4‬عارف صالح مخلف‪ ،‬مرجع سبق ذكرﻩ‪ ،‬ص‪.31 :‬‬
‫‪ -5‬نجم العزاوي‪ ،‬عبد ﷲ حكمت النقار‪ ،‬مرجع سبق ذكرﻩ‪ ،‬ص‪.94 :‬‬

‫‪257‬‬
‫املجلد ‪ 02‬العدد‪2018 -19:‬‬ ‫مجلة الاقتصاد الجديد‬

‫‪ -6‬الجريـدة الرسـمية للجمهوريـة الجزائريـة ‪،‬قـانون رقـم‪ 10- 03‬املتعلـق بحمايـة البيئـة ‪F‬ـي إطـار التنميـة‬
‫املستدامة‪ 20 ،‬جويلية ‪.2003‬‬
‫‪ -7‬سيد عاشور أحمد‪ ،‬التلوث البي‪F MN‬ي الوطن العربي واقعه وحلول معالجته‪،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.12 :‬‬
‫‪ -8‬فراس أحمد الخري‪ ،‬مرجع سبق ذكرﻩ‪ ،‬ص‪.16 :‬‬
‫‪ -9‬محمد عبد البديع‪ ،‬الاقتصاد البي‪ MN‬والتنمية‪ ،‬دار ٔالام‪0‬ن للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.35 :‬‬
‫‪ -10‬الجريـدة الرسـمية للجمهوريـة الجزائريـة‪ ،‬قـانون رقـم ‪ 10-03‬املتعلـق بحمايـة البيئـة ‪F‬ـي إطـار التنميـة‬
‫املستدامة‪ ،‬مرجع سبق ذكرﻩ‪.‬‬
‫‪ -11‬سيد عاشور أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكرﻩ‪ ،‬ص ص‪.20 -19 :‬‬
‫‪ -12‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.20:‬‬
‫‪ -13‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.107 -106 :‬‬
‫‪http://www.greenline.com.kw/reports/019.asp consulté le 14/04/2018 -14‬‬
‫‪ -15‬سيد عاشور أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكرﻩ‪ ،‬ص‪.37:‬‬
‫‪ -16‬س ــامية س ــرحان‪ ،‬أث ــر السياس ــات البيئي ــة ع‰ ــى الق ــدرات التنافس ــية لص ــادرات ال ــدول النامي ــة حال ــة‬
‫الجزائر‪ ،‬رسالة ماجست‪A )0‬ي العلـوم الاقتصـادية تخصـص الاقتصـاد الـدوي والتنميـة املسـتدامة‪ ،‬جامعـة فرحـات‬
‫عباس‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسي‪ ،)0‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،2011/2010 ،‬ص‪.05 :‬‬
‫‪ -17‬أحمد فرج العطيات‪ ،‬البيئة الداء و الـدواء‪ ،‬دار املسـ‪)0‬ة للنشـر و التوزيـع‪ ،‬عمـان‪ٔ ،‬الاردن‪ ،2007 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.195‬‬
‫‪ -18‬عمار عماري‪ ،‬إشكالية التنمية املسـتدامة وأبعادهـا‪ ،‬ورقـة بحـث مقدمـة ضـمن املـؤتمر العلمـ] الـدوي‬
‫حول التنمية املستدامة والكفاءة ٕالاستخدامية للموارد املتاحة‪ 08-07 ،‬أفريل ‪ ، 2008‬جامعة سطيف‪ ،‬ص‪.4 :‬‬
‫‪ -19‬ماج ــدة احم ــد أب ــو زن ــط وعثم ــان محم ــد غن ــيم‪ ،‬التنميـ ــة املسـ ــتدامة فلسـ ــف‪cj‬ا وأسـ ــاليب تخطيطهـ ــا‬
‫وأدوات قياسها‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ٔ ،‬الاردن‪ ،2007 ،‬ص‪. 23 :‬‬
‫‪ -20‬ذهبيـة لطــرش‪ ،‬متطلبــات التنميــة املســتدامة ‪F‬ـي الــدول الناميـة ‪F‬ــي ضــل قواعــد العوملــة‪ ،‬ورقــة بحــث‬
‫مقدم ــة ض ــمن امل ــؤتمر العلم ــ] ال ــدوي ح ــول التنمي ــة املس ــتدامة والكف ــاءة ٕالاس ــتخدامية للم ــوارد املتاح ــة‪08-07 ،‬‬
‫أفريل ‪ ، 2008‬جامعة سطيف‪ ،‬ص‪.4 :‬‬
‫‪ -21‬كربـ ــاي بغـ ــداد وحمـ ــادي محمـ ــد‪ ،‬إسـ ــ‪r‬اتجيات والسياسـ ــات التنميـ ــة املسـ ــتدامة ‪F‬ـ ــي ظـ ــل التحـ ــوالت‬
‫الاقتصادية والتكنولوجية بالجزائر‪ ،‬مجلة العلوم ٕالانسانية ‪ ،‬العدد‪ ، 2010 ،45‬ص ص‪.12-11 :‬‬
‫‪ -22‬مقدم عبيدات و بلخضر عبد القادر‪ ،‬الطاقة وتلوث البيئة واملشاكل البيئيـة العامليـة‪ ،‬مجلـة العلـوم‬
‫الاقتصادية وعلوم التسي‪ ،)0‬العدد ‪ ،2007 ،07‬ص‪. 51 :‬‬
‫‪ -23‬نجم العزاوي وعبد ﷲ حكمت النقار‪ ،‬مرجع سبق ذكرﻩ‪ ،‬ص ص‪.123-122:‬‬
‫‪ -24‬محمــد عبــد الوهــاب الع ـزاوي‪ ،‬أنظمــة إدارة الجــودة والبيئــة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار وائــل للنشــر والتوزيــع‪ ،‬عمــان‪،‬‬
‫ٔالاردن‪ ،2005 ،‬ص ص‪.190-189 :‬‬
‫‪ -25‬نجم العزاوي‪ ،‬عبد ﷲ حكمت النقار‪ ،‬مرجع سبق ذكرﻩ‪ ،‬ص ص‪.119 -118 :‬‬

‫‪258‬‬

You might also like