Professional Documents
Culture Documents
السنة الجامعية2023/2022:
خطة البحث
مقدمة
خاتمة
المراجع
مقدمة
التشريع عامة والتشريعات اإلعالمية خاصة منطلقها الوجودي هو إحالل النظام مكان الفوض ى ،وإحالل
الحقيقة مكان الكذب واإلشاعة في الفضاء المجتمعي ،وهي معايير وأنساق فكرية وثقافية واجراءات معرفية
لضمان االستقامة والسير األمثل للممارسة االعالمية ،بضبط الخطاب اإلعالمي عامة أو السلطة االتصالية
وإخضاعها لسلطة القانون ،فيتم عبر هذه القواعد القانونية المتضمنة معايير وإجراءات تنظيم العمل
االعالمي واالتصالي والممارسة المهنية للصحافة في جميع مراحلة ،من استقاء المعلومة أو الخبر من
المصدر إلى مراجعتها وبنائها علىى مستوى المؤسسة اإلعالمية وصوال إلى نشرها أو بثها عبر أية وسيلة
إعالمية وتقتفي التشريعات اإلعالمية التأثير أو رجع الصدى الذي تخلفه المعلومات واألفكار في فضاء
التعايش اإلنساني.
والتشريعات اإلعالمية تختلف باختالف الدول وتتباين بتباين البنيات السوسيوثقافية واألنسجة االجتماعية
وباختالف المواقع التي تشغلها وسائل اإلعالم واالتصال داخل هذه البنيات والبيئات .فهي معايير ومبادئ
سياقية فهي غير صالحة لكل زمان ومكان ،لكن صالحة للسياق الذي ينتجها ،وبالتالي لكل تشريع بيئة
تشريعية تنتجه ،لهذا فهي تختلف من دولة إلى أخرى وتتحدد طبيعتها ونوعها وفلسفة تصورها للحرية من
نظام سياس ي إلى نظام سياسي آخر .وتتعرض سلطة التشريع كما تتعرض سلطة القانون في وقتنا الراهن
لمساءالت جريئة ومراجعات جذرية تكون أحيانا عنيفة بسبب تجلي ظواهر االستبداد باسم القانون ،حين
تعمد بعض األنظمة السياسية خاصة في الدول النامية إلى ممارسة االستبداد تحت مظلة قانونية حيث تسن
أو تدفع للظهور واالستهالك االعالمي أمام الرأي العام الوطني والدولي بمجموعة من القوانين والتشريعات
التي تدعو لتكريس الحريات والحقوق اإلنسانية بمختلف أجيالها ،لكن تمارس االستبداد والقمع عبر مختلف
1
الحاكمة. للسلطة المتاحة األجهزة
يعد اإلعالم ظاهرة اجتماعية ،وحاجة ضرورية لكل مجتمع ودولة ألنه جزء ال يتجزأ من البنيان
االجتماعي والسياسي ووسيلة مهمة في تكوين الرأي العام ومنبرا ً معبرا ً عنه وجهازا ً فعاالً لمعالجة قضايا
المجتمع الملحة والعمل على حلها ،وبذلك فهو يؤدي دورا ً مؤثرا ً في خلق التوعية السياسية واالجتماعية
واالقتصادية وفي صقل المشاعر القومية واإلنسانية وجعلها تصب في قناة واحدة لخلق المواطن الواعي
الفعّال.
واألصل في اإلعالم أن يكون حرا ً باعتباره وجها ً من أوجه «حرية الرأي والتعبير» التي هي واحدة من
أهم الحريات السياسية ،التي تعدّها جميع الدساتير والتشريعات في مختلف دول العالم حقوقا ً مقدسة لكل
مواطن حيث تشكل «حرية الصحافة والطباعة والنشر» الوجه العملي لممارسة هذا الحق.
بيد أن هذه الحرية ليست بال حدود ،فإذا كانت الحرية عموما ً ال تعني الفوضى فكيف بحرية اإلعالم التي
تؤثر في الرأي العام ،وتؤدي دورا ً مهما ً في تكوينه ،فهي بال شك حرية مسؤولة ،لها ضوابط قانونية ينظمها
المشرع.
ومن هنا كان اهتمام المشرع في جميع دول العالم بتنظيم اإلعالم لوضعه في خدمة الدولة والمجتمع
والمواطن ،عملية التنظيم هذه هي التي تخلق ما يدعى بـ «التشريعات اإلعالمية».
-1تعريفها :يمكن تعريف التشريعات اإلعالمية بأنها مجموعة القواعد القانونية الناظمة للعملية اإلعالمية
ووسائلها ونشاطاتها كافة (من صحافة ومطبوعات دورية وإذاعة وتلفاز وسينما وأفالم وثائقية ووكاالت
أنباء… إلخ) حيث تبين هذه القواعد ضوابط النشاط اإلعالمي (حقوق اإلعالميين وواجباتهم) والمسؤولية
الناجمة عن خرق هذه الضوابط.
فهي إذا ً فرع من فروع القانون ،وتحديدا ً فرع من فروع القانون العام والتي تتميز بطبيعتها الخاصة
حيث تتصل بالقانون الخاص والقانون الجزائي إضافة إلى اتصالها بالقانون اإلداري والقانون الدستوري.
أما صلتها بالقانون الخاص فذلك يعود إلى أن قواعد القانون الخاص هي التي تحكم المسائل
المتعلقة بالتعويض عن الضرر الناجم عن ممارسة النشاط اإلعالمي بجميع صوره والمسؤولية المدنية
المترتبة عليه.
كما أن هناك صلة بين التشريعات اإلعالمية والقانون الجزائي ،وذلك من خالل بيان هذا األخير للجرائم
التي ترتكب في حال انتهاك التشريعات اإلعالمية والعقوبات المفروضة عليها.
وهناك كذلك صلة بين هذه التشريعات والقانون اإلداري من خالل بيان الجهة اإلدارية المختصة بمنح
1
الترخيص لمزاولة العمل اإلعالمي.
-التشريع األساسي :وهو الدستور أو القانون األساسي وهو أسمى قانون في الدولة" ،ويعتبر من حيث
التدرج الصرحي للقوانين أولها وأهمها ،بل إن ما جاء فيه من أحكام يقيد التشريعات األخرى ويلزمها بأال
تتجاوزه وإال كانت باطلة.
ب-التشريع العادي :وهي مجموع القوانين التي تسنها السلطة التشريعية في الدولة والمتمثلة في المجلس
الشعبي الوطني أو مجلس النواب ومجلس األمة .
ت-التشريع الفرعي :وتسمى أيضا اللوائح وهي تشريعات إدارية تقوم بها السلطة التنفيذية لتسهيل تنفيذ
2
القوانين أو لممارسة االختصاصات التي يقررها الدستور.
التشريعات اإلعالمية هي مجموع القوانين والمراسيم والقرارات والنصوص التي تنظم وتؤطر وتسير قطاع
الصحافة واإلعالم بمختلف مكوناته ،والتي تضعها السلطة التشريعية والهيئات المختصة والمخولة قانونا
والمجتمع. الدولة لخدمة المختلفة اإلعالم وسائل لتكريس
ويمكن تقسيم التشريعات االعالمية بالنظر إلى مستويات الحرية الممنوحة للصحافة واالعالم إلى:
-1-3تشريعات إعالمية سلطوية مقيدة لحرية اإلعالم :حاولت الكثير من األنظمة االستبدادية القديمة خاصة
الغربية ابقاء هيمنتها على العقل وحجب كل محاولة للتنوير ومنه للتحرير الفكري والثقافي واالعالمي.
وتميزت هذه المراحل بفرض المزيد من القيود على الحريات الفكرية واالعالمية .ففي أوروبا مثال كانت
النظم السلطوية تمارس عملية تقييد للطباعة والصحافة خالل القرنين السادس عشر والسابع عشر حيث
3
والصحافة". الطباعة على قبضتها وأحكمت سلطتها الحكومات مارست
-1التشريعات اإلعالمية تحكمها قواعد خاصة :فهذه التشريعات تصدر عن السلطة السياسية العليا في
الدولة وتبدو وكأنها مستقلة ،فتارة ً تحكمها قواعد القانون الخاص ،وتارة ً يرجع فيها إلى القانون المدني
والجزائي ،وعندما توضع لها قواعد خاصة؛ فإن المشرع يستلهمها من فكرة السلطة العامة ومن االمتيازات
المعترف بها لإلدارة العامة.
اإلعالمية غير مقننة :إذ ال وجود لقانون واحد لإلعالم كما هو الحال في القانون المدني أو قانون العقوبات
أو غيرها من القوانين المكتوبة المتعارف عليها.
وإنما هناك مجموعة من التشريعات والقوانين الناظمة للعملية اإلعالمية ،أبرزها قانون يدعى بـ «قانون
المطبوعات» والذي يحتوي نصوصا ً متعددة حول عملية تنظيم المطبوعات ،والتي يقصد بها في أغلب
األحيان وسائل اإلعالم المكتوبة ال وسائل اإلعالم المرئية أو المسموعة.
-3التشريعات اإلعالمية حديثة العهد ومرنة :فالقوانين المدنية وغيرها من فروع القانون وليدة قرون
طويلة ،يرتبط أصلها بالحقوق الرومانية والتشريعات القديمة ،أما التشريعات اإلعالمية؛ فهي حديثة العهد،
ظهرت بعد ظهور الطباعة وانتشار الصحافة ،ففي الوطن العربي على سبيل المثال لم يسمح بالطباعة إال
بعد إصدار فتوى دينية عام ،1727وعلى أثر هذه الفتوى صدر قرار سلطاني باعتماد الطباعة ،وكان أول
ً1
مطبوع ظهر في إسطنبول قاموسا ً تركيا ً -عربيا.
يمر التشريع عبر لجان متخصصة ،قبل صدوره ،تبحث في مدى صالحيتة ،ومدى استجابته للمطالب
الشعبية ،كما تقوم بالتنسيق بين أحكامه وأحكام التشريعات السابقة ،ومن ثم يصدر التشريع منسجما ً مع
الظروف االجتماعية وملبيا ً لحاجات المجتمع.
1التشريعات اإلعالمية تمهيد :أدرك اإلنسان منذ القدم أهمية التشريع)https://uomustansiriyah.edu.iq › media › lectures(uomustansiriyah.edu.iq،
المبحث الثالث التشريعات وحرية الصحافة
تعد حرية الصحافة وحرية الرأي من الحريات األساسية في الدول الديمقراطية والتي تكفلها نصوص
الدساتير المختلفة ،وبما أن الدستور يعد القانون األسمى في الدولة فان تنظيم حرية الصحافة يضمنها ويكفها
الدستور .غير أنه غير قادر على استيعاب التفصيالت كافة لذلك يحيل األمر إلى التشريع العادي ،وهنا يأتي
دور المشرع فيما يضعه من نصوص قانونية لتنظيم الحريات بصفة عامة وحرية الصحافة بصفة خاصة
ووضع القيود الالزمة لضمان ممارستها في إطارها الصحيح .فالمشرع يمارس ها الدور بقاعدة (الحرية
هي األصل وتقييدها هو استثناء ) 1بذلك يضع ضوابط تكون متوافقة مع مبادئ الدستور .وتختلف الدول
في األسلوب الذي تنتهجه في تنظيم هذه الحرية فبعض منها تفرض إجراءات سابقة على مباشرة العمل
الصحفي في حين أن دوال أخرى على خالف ذلك تترك الفرد حرا لممارسة النشاط على أن يتم تقرير
مسؤوليته بعد ذلك .2ال تتحقق حرية الصحافة إال في مناخ ديمقراطي يقوم على عدة ضمانات في مجال
اإلعالم.
أوال :الحق في اإلعالم فالحق في اإلعالم ال يتوقف في حق الصحفي في الوصول إلى مصدر المعلومات
بل يستوجب تحقق الشرط الثاني وهو :الحق في نشر هذه المعلومات .فحرية الحصول على المعلومات و
" .لقد أصبح حق الصحافي في الحصول على المعلومات من الجهات الرسمية و غير الرسمية وأحدا من
أهم الحقول التي تقاس بها المعايير الدولية لحرية الصحافة وبات الوصول إلى المعلومات في العديد من
3
دول العالم حقا دستوريا و قانونيا ليس فقط للصحافيين و إنما لعموم المواطنين .
1يخضع عمله إلى الرقابة البعدية لمعرفة مدى دستورية القوانين فان حاد عن الهدف أو المبادئ التي وضعتها النصوص الدستورية عد عمله غير
دستوري
2رشا خليل عبد،حرية الصحافة تنظيمها وضماناتها،منشورات الحلبي الحقوقية،ط،2014،1ص4-40
3حاتم عالونة ،حق الصحافيين االردنيين في الحصول على المعلومات بين ال منح و المنع "دراسة ميدانية تحليلية" ،قسم الصحافة و االعالم ،كلية
االداب ،جامعة اليرموك االردن ،المجلد ، 33العدد، 2007، 3ص984-983
ثانيا:عدم الرقابة حرية قرار النشر و عدم خضوعه لرقابة أو ضغوط سياسية أو اقتصادية من خالل نظام
يكفل ديمقراطية اإلدارة الصحافية و يلتزم بسياسة تحريرية واضحة و معلنة.فمن أهم عناصر حرية الصحافة
هو تحريرها من الرقابة السابقة على النشر .ألن وظيفة الصحافة لحقيقة هي النقد وهي الرقيبة على باقي
ثالثا:الحق في إصدار الصحف حرية إصدار الصحف لألفراد و الجماعات و التنظيمات بمختلف تياراتها و
اتجاهاتها ،دون فرض قيود على امتالك الصحف و تعددها و االكتفاءبأخطار الجهة اإلدارية.1
جمال الدين العطيفي ،آراء في الشرعية و في الحرية ،الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1980 ،ص538 1
خاتمة
التشريعات اإلعالمية أهمية بالغة ضمن الدراسات اإلعالمية وذلك لتعاظم مكانة ودور وسائل اإلعالم
واالتصال في حياة األفراد والمجتمعات خاصة بعد الثورة الرقمية التي جعلت من المعلومة الركيزة التي
تقوم عليها المجتمعات الحديثة .لذا ال يخلو أي برنامج من برامج دراسات اإلعالم واالتصال في كل
الجامعات من مواد تتناول اإلطار القانوني واألخالقي المهني لعملية تداول المعلومات ،حتى يتسنى للطلبة
وتحديدا المقبلين على االشتغال في مجال اإلعالم العمل ضمن اإلطار الشرعي الذي تضعه السلطات
المختصة في الدولة لضمان التوازن بين حقوقهم وواجباتهم تماشيا مع متطلبات السياسات اإلعالمية المحلية
والدولية .
وهذا هو السياق الذي تدور حوله مادة التشريعات اإلعالمية التي تعرف حسب أهل االختصاص بالتنظيم
القانوني لتداول المعلومة عبر الفضاء العمومي أو هي مجموعة القواعد القانونية الناظمة للعملية اإلعالمية
ووسائلها ونشاطاتها كافة من صحافة مكتوبة وسمعي بصري وإعالم الكتروني حيث تبين هذه القواعد
1
ضوابط النشاط اإلعالمي.