Professional Documents
Culture Documents
تمهيد:
يهدف هذا البحث الى ان يكون مدخالً عاماً ألحد أعالم تراثنا العلمي والفكري والحضاري،
والذين لم ينل مايستحق من العناية في الدراسات التي تناولت التراث العربي – اإلسالمي ،رغم جهوده
وأعماله الجليلة والقيمة في إغناء التراث العربي اإلسالمي ورفدهُ على صعيدي التأليف والترجمة ،حيث
بقيت أخباره وسيرته واسهاماته متناثرة في مدونات التراث العربي دون جهد يذكر في وضعها في ٍ
كتاب
واحد تعطي عنه صورة واضحة.
وقد انصب جهد الباحث على إضاءت جوانب من شخصيته وأعماله ،حيث تضمن البحث
ال :حياته ،ثانيًا :آثاره ،ثالثًا :بعض المصادر التي أوردت
الحالي على :تمهيد وخاتمة وعدة محاور ،أو ً
إسهامات ابن وحشية في مدونات التراث ،رابعًا :أكتشاف ابن وحشية لعلوم وكتب قومه النبط
الكسدانيين وترجمتها (أو ترجمة البعض منها).
علماً ان شخصية ابن وحشية النبطي (ت القرن الرابع الهجري ،العاشر الميالدي) قد ارتبط في
ترجمته كتب قومه والسيما كتاب ومدونة الفالحة النبطية ،العمل الذي وضعه في مصاف األسماء
الالمعه في تاريخ علم الفالحة ،العمران الزراعي ،يضاف إليها أعماله األخرى والتي سنأتي على
عرضها في هذا البحث.
أوالً :حياته :
ِ
يحض ابن وحشية النبطي (ت :القرن الرابع الهجري) ،بترجمة وافية شافية عن حياته في لم
المصنفات والتراجم وكتب األعالم والسير وغيرها من المدونات التي تعنى في سير وترجمة حياة
المشاهير من العلماء واألدباء والقادة والسياسين والفقهاء واالعالم اآلخرين في حقول مختلفة .
ولكن أهم ترجمة حظي بها ابن وحشية جاءت في القرن الذي توفي فيه كما هو مذكور .
وجاءت الترجمة من قبل الوراق البغدادي الكبير ابن النديم (ت380هـ) في كتاب الفهرست(. )1
( )1ابــن النــديم ،ابــي الفــرن محمــد بــن أبــي يعقــوب إســحاق (ت380هـ ـ909/م) ،الفهرســت ،ضــبطه وشــرحه :يوســف
علي طويل ،ط( ، 3دار الكتب العلمية ،بيروت 2010 ،م) ،ص. 486 ، 482
229
-
ال في الفن الثاني من المقالة الثامنة في أخبار العلماء وأسماء
فقد ذكره ابن النديم (ت380هـ) أو ً
ما صنفوه من كتب وتحوي هذه المقالة على أخبار المعزمين والمشعبذين والسحرة وأصحاب النيرنيجات
()1
فقد ورد في ترجمة ابن النديم (ت380هـ) ترجمة وذكر ألسم ابن وحشية قائالً : والحيل والطلسمات
وهو ابو بكر أحمد بن علي بن المختار بن عبد الكريم بن جرثيا بن بدنيا بن برناطيا ابن عاالطيا
()
.وكان يدعي أنه ساحر يعمل أعمال الطلسمات ،ويعمل الكسداني الصوفي ،من أهل قُسَّين
الصنعة .
أن أهم ما يطالعنا في الفقرات الواردة عن ابن النديم (ت380هـ) وهو انه وضعه ضمن المقالة
الثامنة مع المعزمين والمتشعبذين والسحرة وأصحاب الحيل والنيرنيجات والسحرة .ويمر علينا أسم ابن
وحشية أن أربعة أو خمسة أجيال من األسماء ال واردة تعود إلى أصول عربية ،أما باقي االسماء تأتي
ال بهذه االسماء .
من النبط أو السريان الكسدانيين على الرغم من ان بعض الباحثين يشكك أص ً
ويورد أبن النديم (ت 380هـ) لفظين :كسداني (كلداني) و(صوفي) والكسداني الكلداني أصل
ابن وحشية وانتماءه إلى أرومة النبط ،ح يث يقول ابن النديم ومعنى كسداني نبطي وهم سكان األرض
()2
وينعت ابن النديم ،ابن وحشية بلقب (الصوفي) والتي ترد أيضًا في موارد األول من ولد سنحاريب
أخرى ويبدو أن مسلك ابن وحشية مسلكاً صوفيًا زاهدًا في حياته وابتعاده عن األضواء وانفراده في
االنشغال واإلنهمام بحياته العلمية والترجمة .
وكذلك يحظى ابن وحشية بترجمة أخرى عن حياته في كتاب الفهرست من قبل ابن النديم
(ت 380هـ) .في المقالة العاشرة في أخبار الكيميائيين من الفالسفة القدماء والمحدثين( . )3حيث يورد
أسمه كما يلي :ابو بكر أحمد بن علي بن قيس ابن المختار بن عبد الكريم بن جرثيا بن بدنيا بن
الكسدانيين .
ّ بوراطيا الكزداني (الكسداني) من أهل جنبالء( )وقسين ،أحد فصحاء النبط بلغة
إما عن تاريخ والدته ووفاته وتفاصيل أخرى واخبار عن حياته وتنقالته وصالته في الواقع
االجتماعي فال نجد أية أخبار تذكر حول صالت له سوى الشيء القليل في محاوراته لبعض المثقفين
ال ارتياده مجالس الوزراء والكتاب واالغنياء ورجال يرعون أهل العلم
غير البارزين آنذاك ،فال نجد مث ً
واالدب كما شاع في أعقاب القرن الرابع الهجري .
230
-
إذا مولد وتاريخ وفاة ابن وحشية النبطي مجهولة ،ولو أن هناك تقديرات في أنه توفي في سنة
سنة ( 350هـ) ولكن هناك أخبار ترجح انه عاش حتى النصف الثاني من القرن
(318هـ) أو قريبًا من ّ
الثالث الهجري ،وقد وضع محقق كتاب الفالحة النبطية توفيق فهد في صدر كتاب تحت أسمه توفي
في القرن الرابع الهجري /العاشر الميالدي(. )1
ومهما يكن فقد لمع أسم ابن وحشية وأقترن بكتاب الفالحة النبطية ،الذي وضع
ترجمته في العربية من لسان النبط الكسدانيين ومما هو معروف عن النبط أنهم سكان العراق القدماء
وكان يطلق عليهم عدة تسميات منها ؛ الكسدانيين الكلدانيين أو النبط ،وقد ترسخة لفظة (النبط) إبان
هذه اللفظة التي أطلقت على شعب السواد في العراق مذاهب الفتح العربي وذهب المؤرخين في داللة ِ
شتى وآراء مختلفة .
وهناك فقرة دالة ومهمة في كتاب الفالحة النبطية يوردها أبن وحشية عن نفسه وحضوره بين
علماء ومتكلمين وفالسفة عصره في تناوله لمسألة دينية وفلسفية مهمة وهي في فضل ومراتب النبي
(الن بوة) والفلسفة وتفضيلهما على الكهانة (الكاهن) وتدل هذه الفقرة على ان أبن وحشية كانت له
محاورات بين أقرانه من علماء عصره .
وتشير الى حضوره الفاعل بينهم حيث يورد هذه النبذة عن نفسه كالتالي ( :قال أبو بكر بن
وحشية :قد ألّفت في هذا المعنى كتابًا ضخمًا حكيت فيه من آراء من فضل الفالسفة والفلسفة على
سوى الكاهن بالنبي ،ومن فضل النبي على سوى بينهما ،ومن ّالنبـوة عليها ،ومن ّ
النبوة ومن فضل ّ
ّ
حد الكهانة ،لتكون التفرقة بينهم غير
حد الفلسفة وما ّ
حد النبوة وما ّ
سوى بينهما وما ّ
الكاهن ،ومن ّ
يسمى عالماً .
مشكلة على الناظر ،ويثبت من هو من هؤالء مستحق أن يسمى حكيماً ومن ينبغي أن ّ
إلى من
إلي عنهم وذكروه فيما وقع ّ واقتفيت في ذلك آثار القدماء من النبط بحسب ما تأدى ّ
كتبهم .وكنت اجتمع بجماعة من طوايف الصوفية ،المتكلمين ،العلماء ،فالقي إليهم أشياء من
أقاويل النبط ،فيخوضون فيها وتنتج خواطرهم أشياء جيدة في وقت وغير جيدة في وقت آخر ،والقي
حدهم وحدودهم والفصول بينهم ،فكان
إليهم في جملة كالمي هذه الفروق بين من قدمت ذكرهم ،وما ّ
جيد فيخبرني أكثرهم أو كلهم
أكثر من أفاوضه ذلك يتحير وينزهل عقله ،وبعض يخطر له فيهم شيء ّ
أن هذا المعنى ما خاض فيه متكلمـوالمسلمين قّط ،وأنه شيء غريب ظريف) (.)2
ّ
ونـالحظ هنا باإلضافة إلى إشارة أبن وحشية من داخل كتاب الفالحة النبطية
عن حضوره في مجاالت وقضايا عصره المهمة والتي تشغلهم آنذاك ،هناك مؤشر آخر هو أنه كان
لجدته
ينقل لهم من موروث أسالفه النبط حول تلك المسائل وأنهم كانوا ينذهلون في ما يطرحه ّ
231
-
النبي
ّ وخطورته ،وكذلك يشير أبن وحشية لنفسه بأنه ألف في هذا المجال في التفاصيل بين
والفيلسوف والكاهن وبين مراتب كل واحد منهم وفضله على اآلخر ،وهذا دليل يأتينا من كتاب
الفالحة النبطية حول شخصية أبن وحشية وحضوره وآثاره على الرغم من ان مثل هذا الفقرات قد
تحتان الى تمحيص تاريخي وعلمي دقيق كي يصبح اليقين بها مسلم به .
وكذلك لمع أسم ابن وحشية من خالل كتابة ((شوق المستهام في معرفة رموز األقالم)) .وقد
أورد المستشرق (فرانتس بول) في سياق حديثه عن كتاب ((تنكلوشا)) حيث كتب يقول عن أهمال
ال( :كذلك شأن كتابات ابن وحشية االخرى الكثيرة الفائدة فهي التزال
كتب ومصنفات ابن وحشية قائ ً
غير منشورة وستبقى كذلك)( .)1ويورد توفيق فهد متابعًا المستشرق (فرانتس بول) في أهمال كتب
ومصنفات ابن وحشية قائالً( :فقد صح تنبؤه إذ لم ينشر شيء من المؤلفات المعزوه إلى ابن وحشية
إلى اآلن)(.)2
إما من اإلهتمامات بحياة وكتب ابن وحشية فقد جاءت من حقل االستشراق – حيث سنورد ملفًا
ال المستشرق (جوزيف همر) نبذة عن حياة ابن وحشية في
في دراسة الملف االستشراقي – فقد ارود مث ً
تحقيقه لكتاب ((شوق المستهام)) الذي ترجمه الى اللغتين الفرنسية واالنجلزية وكتب مقدمة عن الكتاب
المذكور .كما اوردت بعض المصادر والمصنفات العربية االسالمية نبذاً ال بأس بها ومقتطفات
جل كتب الفالحة التي أتت
ومقطفات عن ابن وحشية وبعض كتبه وأهم االستشهادات بها .فقد تأثرت ّ
مستندة عليه في معلوماتها – كما سنوضح الحقًا– سيما مع تطور علم
ً بعد كتاب الفالحة النبطية
الفالحة في االندلس حيث صنفت الكثير من كتب الفالحة وال ننسى نذكر ان هناك مختصرات عديدة
لكتاب الفالحة النبطية ،فقد أورد بر وكلمان المستشرق اإللماني الكثير من المختصرات عن كتاب
ال كتاب((األصول الكبير وشمول التدبير)) لعيسى بن محمد التنوخي ،وما
الفالحة النبطية منها مث ً
جمعهُ محمد بن أبراهيم بن علي ابن الرقام المرسي (ت715هـ) ،ومختصر الفالحة النبطية لعلي بن
حسين بن محمد الحسيين العراقي (مختصر الفالحة وذكر منافع المفردات) ،ومختصر علي بن حسن
بن محمد الزيتوني العوفي وغيرها من مختصرات فالحة ابن وحشية التي بلغ عددها حوالي عشرة
مختصرات ،وهناك برزت اختصارات على االختصارات عن الفالحة النبطية كما في كتاب ((نزهة
الفنون)) لمجهول (مؤلف مجهول) وغيرها(. )3
232
-
إن ِ
هذه النبذة المختصرة عن ابن وحشية وكتاب الفالحة النب طية ربما ال تشبع فضول الباحثين
جل كتبه مازالت غير محققه في
عن كتب وشخصية ابن وحشية واسهاماته ،والسبب يرجع ان ّ
مكتبات العالم ،تنتظر الظهور للتداول في الثقافة العربية اإلسالمية والعالمية .
( )1طرابيشي ،جورن ،العقل المستقيل في اإلسالم ،ط( ، 1دار الساقي ،بيروت 2004م) ،ص. 189
( )2ابن النديم ،الفهرست ،ص. 482
( )3المصدر نفسه ،ص. 486
( )4المصدر نفسه ،ص. 550
233
-
إما في رأي الباحث فإن أحسن قائمة حديثة وضعت في اثار ابن وحشية ما وضعه الباحثون
الثالثة في مقدمة تحقيق كتاب ابن وحشية ((شوق المستهام في معرفة رموز االقالم)) حيث وضع
الباحثون :يحيى ميرعلم ،محمد حسان الطيان ،محمد المراياتي في قائمة تضم أغلب ما اقترن من
كتب ومصنفات عن ابن وحشية سواء كانت تأليفا أو ترجمة أو منحوله أو موضوعه باسمه ،حيث
يقول الباحثون (تفاوتت المصاد ر والمراجع في مقدار ما أو ردته من كتب ابن وحشية المؤلفة والمنقولة
عن النبطية وغيرها من اللغات القديمة التي كان يعرفها ،ولما كانت اثاره كثيرة ،وكان توثيق كل منها
()1
وقد اورد الباحثون الثالثة آثاره مرتبة باإلحالة على الكتب التي أوردته ال ينطوي على كبير فائدة)
على حروف الهجاء -:
-1األدوار ،أو األدوار الكبير على مذهب النبط :ويتألف من تسع مقاالت ترجمة ابن وحشية على اللغة
النبطية .
-2أسرار الشمس والقمر أو التعفين أو التعفينات :وهو من الكتب التي نقلها ابن وحشية .
-3أسرار عطارد :استشهد به أبو مسلمة الم جريطي في كتابة (غاية الحكيم) فقد ذكر ابن وحشية في
كتابة (أسرار الفلك) تلميذه ابن الزيات بأنه وعده أن يصنف كتابًا في أسرار ُعطارد وأنه بعد فراغه من
الترجمة سيفي بوعده ونبهه على أهميته ،وضرورة الحرص عليه .
-4أسرار الفلك في أحكام النجوم أو ذوا ناي :ذكر ابن وحشية في مقدمة (الفالحة النبطية) أنه أول
كتاب ترجمة من اللغة النبطية وأنه كتاب ضخم في نحو ألفي ورقة أو ألف وخمسة ورقة ،مما أضطره
إلى اإلقتصار على ترجمة ٍ
مدد منه مع كتب أخرى ،ويستفاد مما أورده ثمة أن (دواناي) هو األسم
الحقيقي لهرمس الثاني ،ويعني منقذ اإلنس انية وهو ما يطلق عليه المصريون وأهل الشام هرمس
البايلي .
-5اسرار الكواكب .
-6االسماء .
-7اإلشارة :في السحر .
-8األصول الصغير :في الصنعة الشريفة (الكيمياء) .
-9األصول الكبير ،أو أصول الحكمة :في الصنعة أيضاً عن حجر الحكماء .ومنه نسخه محفوظة في
دار الكتب الظاهرية ضمن مجموع رقمه (.)9769
-10األصنام .
( )1ابن وحشية ،شوق المستهام ،في معرفة رموز االقالم ،تحقيق :يحيى ميـر علـم ،محسـن حسـان الطيـان ،محمـد
مراياتي ( ،مكتبة االسكندرية 2004 ،م) ،ص. 9
234
-
-11أفالح الكرم والنخل :ذكره ابن وحشية في نهاية كتابة (شوق المستهام) ونص على أنه كان عنده
بالشام مع كتاب (علل المياه) وأنه ترجمة من لسان األكراد من أصل ثالثين كتاباً رآها في بغداد في
ناووس ،وذلك في تعقيبه على قلم قديم عجيب ،فيه حروف زائدة عنه القواعد الحرفية ،نسب إلى
األكراد أنهم ادعوا أن ينبوشاد وماسي السوراني كتبا فيه جميع علومهما وفنونهما .
-12األقالم التي يكتب بها كتب الصنعة والسحر :ذكره ابن النديم بعد الكتاب الذي يحتوي على عشرين
كتابًا مصد ًار بقوله (( :وعلى الوالء نسخه ا ألقالم التي يكتب بها كتب الصنعة والسحر)) ونص على
أن ابن وحشية ذكرها .وأنه قرأها .وأنه ق أر نسخه هذه األقالم بعينها في جملة أجزاء بخط أبي الحسن
بن الكوفي فيها تعليقات مختلفة وقعت ألبي الحسن بن التنح من كتب بني الفرات وان هذا من أظرف
ما رآه بخط ابن الكوفي ب عد كتاب مساوئ العوام ألبي العبنس الصيمري ،ثم يعدد بعض حروف
األقالم التي تصباب بها العلوم القديمة في البرابي مثل حروف العنبث ،وحروف المسند ،وحروف
الفاقيطوس ،ونص على أن هذه الخطوط ربما وقعت في كتب العلوم التي ذكرها في الصنعة والسحر
والعزائم باللغة التي يحدثها أهل العلم فالتفهم .
-13بالينوس الحكيم ( :التعفين = أسرار الشمس والقمر) .
-14حنا طوثي أماعي الكسداني :أختلفت المراجع في كتابة أسم هذا الكتاب لعجمته وقد نقله ابن وحشية
،وهو من النوع الثاني من الطلسمات وسترد قريبًا كتب أخرى له هذا العلم .والطلسمات نوع من
ا لسحر يبحث عن كيفية تركيب القوى السماوية الفعالة مع القوى األرضية المنفعلة في األزمنة المناسبة
للفعل والتأثير المقصود والطلسم في األصل :العقد الذي ال ينحل – الحكمة في الكمياء = كنز
األسرار أو كنز المحكمة .
-15الحياة والموت في عالن االمراض :وهو مترجم عن كتاب لراهطا بن سموطان الكسداني .
-16خواص النبات واالحجار المعدنية :كتاب لدوشام الكاهن ذكره ابن وحشية في كتابة (شوق المستهام)
في صور األشكال المعدنية التي أصطلح عليها الهرامسة اإلشراقية والمشائية ،ونص على أن دوشام
الكاهن ذكرها في كتابة الذي وضعه في خواص النبات واالحجار المعدنية ،وأنه جعله خاصًا مكتوبًا
بهذا القلم ،وحض على معرفته وكتمه ،ألنه من األسرار المخزونة في صور األشكال المعدنية .
وعلى الرغم من أن ابن وحشية لم يصرح بنقله للكتاب ،فإن حديثة الدقيق عنه وحض على معرفته
وكتمه ،ونقله عنه صور األشكال المعدنية يج عل ذلك وغيره من الممكن أن يكون الكتاب مما ترجمه
ونسي اإلشارة إليه أو أشار إليه في كتاب لم يصلنا إذ لم يصرح بجميع الكتب التي نقلها من اللغات
أي من المصادر إيراد جميع آثاره .
األخرى ،وكذلك لم يستغرق َّ
-17رسالة في الصناعة أو الصباغة الكيمياوية .
الرقي والتعاويذ .
ُّ -18
-19الرياسة في علم الفراسة .
235
-
-20السحر الصغير .
-21السحر الكبير :
همر في مقدمة تحقيقه لـ(شوق المستهام) مترجمًا عن النبطية
عده المستشرق جوزيف ّ
-22سدرة المنتهى ّ :
،وصفه بروكلمان بأنه حديث مع المغربي القمري عن مسائل تتعلق بالدين وفلسفة الطبيعة ونص
إسماعيل باشا على أنه في الكيمياء .
-23سحر النبط :
-24السمـوم ،أو السمـوم والترياقات :ترجمة إلى االنكليزيـة ،م .ليفـي ، M. leveyبعنوان (علم السموم
عند العرب في القرن الوسطى) ونشرته
الجمعية الفلسفية األمريكية .
نص ابن وحشية
-25شمس الشموس وقمر األقمار في كشف رموز الهرامسة ومالهم من الخفايا واألسرار ّ :
على ترجمته من لسان قومه وأحال عليه لإلطالع على أسرار الهرامسة .
-26الشواهد في معرفة الحجر الواحد :ولم ترد في تسميته عند بروكلمان كلمة (معرفة) وأحال على نسخه
أخرى باسم (كتاب الهياكل والتماثيل) مع أن غيره أورد الكتابين معاً .
-27شوق المستهام في معرفة رموز األقالم :كتاب يعدد فيه ابن وحشية االقالم القديمة ويحوي الكتاب
عدة تحقيقات لهذا االثر والكتاب النادر .
على تسعة أبواب ويعدد سبعين قلمًا وخصائصها .وتوجد ّ
-28الطبيعة .
-29صبقانا أو طابقانا :وهو في الطلسمات ،ترجمة ابن وحشية بعنوان (كتاب طبقاني) وأصل الكلمة
غير معروف ،بيد أنه يستفاد من حاشية ألبي مسلمة المجريطي الذي أنتفع من الكتاب في مصنفه
(غاية الحكيم) أنها تعني بالضرورة فعل صور الكواكب على الكون والفساد األرضيين .
-30طرد الشياطين ،أو األسرار :
-31الطلسمات :
-32علل المياه وكيفية استخراجها واستنباطها من األراضي المجهولة األصل :مضت اإلشارة إلى أن ابن
وحشية ذكره مع كتاب (أفالح الكرم والنخل) وأنهما كانا عنده بالشام ،وأنه ترجمهما من لسان األكراد
وهما من أصل ثالثين كتاباً رأها في ناووس في بغداد .
-33غاية األمل في التصريف والمعاناة .
-34الفالحة :الفال حة الصغير :ذكره بعضهم ،ولعله كتاب الفالحة المتقدم :الفالحة الكبير :ذكره
بعضهم ولعله كتاب (الفالحة النبطية) .
-35الفالحة النبطية :وهو موضوع الدراسة الحالية .
-36الفوائد العشرون :وهو في الكيمياء .
236
-
-37في صور درن الفلك وما تدل عليه من أحوال المولودين :وأصله لتنكوشا البابلي القوقاني ،وثمة شك
في صحة نسبة الكتاب إلى مؤلف األصل ،وفي األسم المنسوب إليه ،فقد ذكر بروكلمان أن هذا
الكتاب من تزييف تلميذ ابن وحشية أحمد بن الحسين الزيات ،وانتهى إلى مثل ذلك اإليطالي
كرلونيللو في محاضراته التي ألقاها في الجامعة المصرية عن تاريخ علم الفلك عند العرب ،وذلك بعد
أن حكى أختالف علماء المشرقيات في (تنكوس /تنكوشا) .فقد صدق خولسن (خولسون) ما ذكره
ابن وحشية بوفرة الكذب ،وجاء بعده ستينشنيدر فزعم أن تنكوشا أسم أخترعه ابن وحشية ،وأن كتاب
توكرس الحقيقي نقل من اليونانية .
-38في معرفة األحجار أو الحجر .
-39القرابين :
-40كشف الرموز واشارات الحكماء إلى الحجر األعظم :وظاهر أنه في الصنعة .
-41كنز األسرار ،أو الحكمة في الكيمياء ،أو كنز الحكمة :سماه بروكلمان (كنز الحكمة) أو (نواميس
الحكيم) وأورد (كنز األسرار) مسبوقًا بعالمتي = ؟ مما يشعر بأنه شكك في كونهما كتابين أو كتابًا
واحداً ،كنز الحكمة = كنز االسرار .
-42ما يتعرف من علوم الرضيات :
-43المدرجة في الكيمياء :
-44مذاهب الكلدانيين في األصنام :
-45المذكرات في الصنعة :
-46مطالع األنوار في الحكمة :ذكر بروكلمان أن اإلسماعيلية استعملوا هذا الكتاب كثي اًر ،وان حسين بن
نوح أفاد منه في كتاب (األزهر) .
-47مفاوضات ،أو مفاوضة ابن وحشية مع أبي جعفر األموي وسالمة بن سليمان اإلخميني في الصنعة
والسحر .
-48مفتاح الراحة ألهل الفالحة :ذكره أحد الباحثين في مقل له (الباحث هو :وصفي زكريا) .ولم نجد
من ذكر فيما رجعنا إليه من المصادر والمراجع.
-49مناظرات ابن وحشية مع عثمان بن سويد اإلخميمي في الصنعة :مترجم إلى العربية .
-50نزهة األحداث في ترتيب األوفاق :نواميس الحكيم = كنز األسرار .
-51الهياكل والتماثيل :تقدمت اإلشارة إلى إيراد بروكلمان له في (الشواهد في معرفة الحجر الواحد) والى
أن غيره أثبت الكتابين منفصلين معًا وهو ما سوغ إفراده هنا .
-52الواضح في ترتيب العمل الواضح .
ويقول الباحثين حول ِ
هذه القائمة من الكتب المنسوبة أو المترجمة او الموضوعة أو التي
أقترنت بأسم أبن وحشية حيث يقولون ( :ما سبق هو مجموع ما أوردته المصادر والمراجع من كتب
237
-
منسوبة البن وحشية تأليفا أو ترجم ًة ،بعض النظر عن تشكيك بعضهم في تأليفهم أو ترجمتها عن
اللغات القديمة أو صحة نسبتها إلى المؤلف األصلي إن كانت مترجم ًة .على أننا لم نجد أحداً من
األقدمين أو المحدثين من أوردها جميعاً ،وقد مضت اإلشارة إلى ان ابن النديم زاد ما أورده منها على
الثالثين كتابًا ،ومع ذلك ال يبعد أن تكون له كتب أخرى ،لم تسعفنا المصادر المتاحة بمعرفتها ،قد
تكشف عنها قادمات األيام وجهود الباحثين) (. )1
جل ما ذكره الباحثين هنا من ِ
هذه القائمة بعضها مفقود أو لم يحقق او ويجب ان ننوه هنا ّ
منسوب البن وحشية ،إما ما حقق لحد اآلن فال يعد اإل النزر القليل من ِ
هذه الكتب التي ال يعرف
البعض عنها اال العناوين أو النقول عنها في بعض المصنفات والكتب والمصادر العربية القديمة ،وقد
كانت هناك جهوداً من قبل بروكلمان مثالً في كتابة (تاريخ االدب العربي) في إضاءة بعض ِ
هذه
الكتب البن وحشية وتعد إسهاماته خطوة متقدمة في العناية وجرد كتب ابن وحشية ،بعيدًا عن رأيه
فيها ،فقد ذكر بعض كتبه وعلق عليها(. )2
إما ما أوردنا في ِ
هذه القائمة التي ضمت ( )52كتابًا البن وحشية فقد نقلت من جرده الباحثين :
يحيى مير علم ،محمد حسان الطيان ،محمد مراياتي مع تعديل طفيف جداً عليها ،ألننا وجدناه مع
عدم قدرتها التديل على صحة الكتب المنسوبة أو المقترنة بأبن وحشية ولكنها في المقابل أكبر قائمة
ضمت مؤلفاته لكنها تحتان الى دراسة وتدقيق(. )3
( )1ابن وحشية ،شوق المستهام في معرفة ،رموز االقالم ،ص. 13
( )2برزكلمان ،كارل ،تاريخ االدب العربي ،ترجمة :السيد يعقوب بكر ،رمضان عبد التـواب ط( ، 2دار المعـارف ،
القاهرة 1975 ،م) ،ص. 321 – 321
( )3ابن وحشية ،شوق المستهام في معرفة رموز االقالم (ينظر :من صفحة 9الى صفحة . )13
( )4ابن النديم (ت380هـ) ،الفهرست ،ص. 486-482
238
-
-2الزهراوي (ت400هـ1009/م) ( . )1حيث يرجع إليه الفضل في اإلشارة الى جهود أبن وحشية في
علم الفالحة ،وقد عمد إلى أختصار كتاب الفالحة النبطية وكان السبب في انتشار الكتاب في
بالد االندلس واستناد كتب الفالحة باالندلس عليه.
-3االدريسي ( ،ت565هـ1169/م) ( ، )2ويأتي ذكر ابن وحشية في حديثة عن مدينة خاقان ونهرها
العظيم (نهر غماش) واسماك ونبات هذا النهر وفوائدها وان ،في ضفته نهر غماش غياض
ملتفة واشجار مصطفة وأكثر أشجاره الكركهار الذي ذكره ابو بكر بن وحشية في كتابه .
()3
،حيث نقد ابن وحشية وكتاب الفالحة النبطية وحث -4موسى ميمون ( ،ت601هـ1204/م)
على عدم قراءته لما فيه من آراء وثنية وتنجيمية تخالف معتقدات الدين اليهودي وأنبياؤه وكذلك
الديانات التوحيدية ،وقال ان كتاب الفالحة النبطية من إخران ابن وحشية وهذا الكتاب مملئ
من هذيانات عابدي األصنام ،وانه فيه أخبار وخرافات عجيبة عن النبات وخواص الفالحة ،
ويظهر من كره موسى بن ميمون للكتاب لما فيه أختالف عقائدي وتقاطع معرفي مع معتقدات
اليهود لهذا نعته بمجمله بالكتاب الخطير .
-5ابن البيطار ( ،ت646هـ1248/م)( .)4ويورد ابن البيطار نقوالت كثيرة عن أبن وحشية تتعلق
ال عن ابن وحشية عن النبات
بخواص النبات وفوائدها الطبية ،فقد أورد في ّعدة صفحات نقو ً
الداخلة في مجال صناعة االدوية والعقاقير الطبية .
-6ابن أبي أصيبعة (ت668هـ1269/م) ( .)5حيث يورد في ترجمه للطبيب موفق الدين البغدادي
ال (ولكنه ((البغدادي)) أمعن في كتب
على ذكر كتب ابن وحشية التي افاد منها البغدادي قائ ً
الكيمياء والطلسمات وما يجري مجراها ،واتى على كتب جابر بأسرها وعلى كتب ابن وحشية)
.
239
-
()1
.وقد أورد ابن النفيس أسم أبن وحشية كأحد الناقلين -7ابن النفيس ( ،ت678هـ1379/م)
والمترجمين من النبط الى اللغة العربية ،ويذكر من بين الكتب التي نقلها ابن وحشية عن
موروث الحضارات القديمة كتاب الفالحة النبطية .
()2
،يذكر القرويني في كتابة في فصل عجائب النبات مقطفات -8القزويني ( ،ت682هـ1283/م)
واقتباسات مهمة عن ابن وحشية اال أنه ال يذكره باالسم طراحة بل يذكر تحت مسمى (صاحب
الفالحة) وقد تنوعت النقول عن ابن وحشية في هذا الفصل المهم من كتاب القزويني .
-9الوطواط 718( ،هـ1318/م)( .)3حيث يقول توفيق فهد عن نقول ابن الوطواط عن كتاب
الفالحة النبطية مدى التأثير الذي تأثر به يقول ( :وكان علينا أن ننتظر القرن الثامن للهجرة /
الرابع عشر للميالد لنحظى بكتاب جديد عن الزراعة :أنه القسم الرابع (الفن الرابع) من كتاب
مباهج الفكر لجمال الدين محمد بن يحيى الوطواط الكتبي (ت718هـ 1318 /م) الذي يستند
()4
.فقد نقل ابن الوطواط الكثير من النقول عن الزراعة إلى كتاب الفالحة النبطية بشكل واسع)
والنبات من كتاب الفالحة النبطية .
()5
،حيث أورد النويري في كتابة الموسوعي الشامل الكثير من -10النويري ( ،ت732هـ1331/م)
النقول عن ابن وحشية فيما يخص النبات سيما في الجزئين الحادي عشر الثاني عشر من
موسوعته .
()6
.يذكر العمري في وصفة ألحد المسالك الجبلية التي زارها -11العمري ( ،ت749هـ1348/م)
حيث يستعجب من نبات عجيب في المكان حيث يقول ( :قلت :ولعل هذه الشجرة هي التي
ذكرها ابن وحشية ،وقال إنها في الدنيا واحدة ال ثاني لها) .
()1
،ذكر الصفدي ابن وحشية كناقل ومترجم عن الكسدانيين -12الصفدي ( ،ت764هـ1362/م)
(النبط) ((كتاب االدوار)) الذي استفاد منه األطباء في بعض المعلومات الطبية .
( )1أبن النفيس ،عالء الدين علي بن أبي الحزم القريشي (ت678هـ1379/م) ،الشـامل فـي الصـناعة الطبيـة ،تحقيـق:
يوسف زيدان ،ط( ، 1المجمع الثقافي ،أبو ظبي ،االمارات العربية المتحدة 2000 ،م) ،ن ، 2ص.138
( )2القروينــي ،زكريــا بــن محمــود االنصــاري ( ،ت682هـ ـ1283/م) عجائــب ال مخلوقــات وغ ارئــب الموجــودات ،تقــديم :
محمد بن يوسف القاضي ( ،مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرة 2006 ،م) ،ص ( :فصل النبات من . )282-214
( )3الوط ـواط ،جمــال الــدين بــن يحيــى الوط ـواط الكتبــي ( ،ت718هـ ـ1318/م) مبــاهج الفكــر ومنــاهج العبــر (نق ـالً عــن
توفيق فهد ،مرجع سابق ،ن ، 3ص.)1082
( )4فهد توفيق وآخرون ،مرجع سابق ،ص .
( )5النــويري ،شــهاب الــدين أحمــد بــن عبــد الوهــاب (ت732هـ ـ1331/م) ،نهايــة االرب فــي فنــون األدب ( ،القــاهرة ،
1935م) ( ،ينظر الجزآن . )12 ، 11 :
( )6العمــري ،أحمــد بــن يحيــى بــن فضــل اهلل (ت749هـ ـ1348/م) ،مســالك األبصــار فــي ممالــك االمصــار ،تحقيــق :
أحمد زكي باشا ( ،مطبعة دار الكتب المصرية ،القاهرة 1924 ،م) ،ص. 98
240
-
()2
.ويورد ابن خلدون أسم ابن وحشية وكتاب الفالحة -13ابن خلدون ( ،ت808هـ1406/م)
النبطية في الفصل العشرون (في الفالحة) ويذكر ان كتاب الفالحة النبطية منسوبة لعلماء النبط
مشتملة في ذلك على علم كبير ولما نظر أهل الملّة فيما أشتمل عليه هذا الكتاب وكان باب
السحر مسدوداً والنظر فيه محظو ًار فاقتصروا منه على الكالم في النبات من جهة غرسه
وعالجه وما يعرض له في ذلك وحذفوا الكالم في الفن اآلخر منه واختصر إبن العوام كتاب
ال نقل منه مسلمه في كتبه السحرية
الفالحة النبطية على هذا المنهان وبقي الفن اآلخر منه مغف ً
أمهات مسائلة كما نذكره عن الكالم على السحر إن شاء اهلل .ويذكر ابن خلدون كتاب الفالحة
النبطية في (الفصل الثاني والعشرون) في (علوم السحر والطلسمات) من كتب االقدمين التي
()3
. وصلت عن النبط والكلدانيين كتاب الفالحة النبطية
()4
،يذكر المقريزي نقالً عن ابي وحشية في صفات ماء النيل -14المقريزي ( ،ت845هـ1442/م)
ومخرجه من جبال وراء بالد السودان ،ويعدد صفاته الحميدة ،وصفاته غير الحميدة التي تضر البدن
،ويعدد كذلك صفاته االخرى في الطبخ ويعرن على أهم ما يدفع عن أهل مصر ضرر ماء النيل.
()5
ال ( :والنبط بفتح النون
،حيث يورد ابن حجر معنى النبط قائ ً -15ابن حجر ( ،ت852هـ1448/م)
والموحدة ثم طاء مهملة هم أهل الفالحة من األعاجم وكانت أماكنهم بسواد العراق والبضائع واكثر ما
يطلق على أهل الفالحة ولهم معارف أختصوا بها وقد جمع أحمد بن وحشية في كتاب الفالحة من
ذلك أشياء عجيبة).
()6
عدة مواقع في ذكر انواع ،يذكر السيوطي ابن وحشية في ّ -16السيوطي ( ،ت911هـ1505/م)
البنفسج ويعدد أصنافه ونواعه ،واآلس سيد الرياحين وانواع النسرين وصفاته والليمون والنارنج .
( )1الصفدي ،صـالح الـدين خليـل بـن إيبـك (ت764هــ1362/م) ،الـوافي بالوفيـات ،تحقيـق :أحمـد األرنـاووط ،تركـي
مصطفى ( ،دار أحياء التراث ،بيروت 2000 ،م) .
( )2ابـن خلـدون ،عبـد الـرحمن بـن محمــد الخضـرمي (ت808ه ـ1406/م) ،المقدمـة ( ،دار ومكتبـة الهـالل ،بيــروت ،
1996م) ،ص. 310
( )3ابن خلدون ،المصدر نفسه ص. 311
( )4المقريزي ،تقي الـدين أحمـد بـن علـي بـن عبـد القـادر (ت845ه ـ1442/م) المـواعظ واالعتبـار يـذكر الخطـط واالثـار
(المع ــروف ب ــالخطط المقريزي ــة) وض ــع حواش ــيه وحقق ــه :خلي ــل منص ــور ،ط( ، 1دار الكت ــب العلمي ــة ،بي ــروت ،
1998م) .
( )5ابــن حجــر ،أحمــد بــن علــي بــن حجــر العســقالني (ت852هـ ـ1448/م) ،فــتح البــاري فــي شــرح صــحيح البخــاري ،
تحقيــق :محمــد ف ـؤاد عبــد البــاقي ،محــب الــدين الخطيــب ( ،دار المعرفــة للطباعــة والنشــر ،بيــروت 1378 ،هـ ـ)،
ص. 81
( )6السيوطي ،جالل الدين عبـد الـرحمن (ت911ه ـ1505/م) ،حسـن المحاضـرة فـي أخبـار مصـر القـاهرة ( ،القـاهرة :
1997م) ،ص. 364 ، 359 ، 357 ، 355
241
-
-17حاجي خليفة ( ،ت1067هـ1656/م) ( .)1يذكر حاجي خليفة في موسوعته البيلوغرافية ،تحت باب
ال حكمة أشهر المترجمين الذين نقلوا من النبطية إلى العربية ،حيث يتصدر ابن وحشية المترجمين
والناقلين عن ِ
هذه اللغة ،ويورد صاجي خليفة أسم ابن وحشية تحت باب (علم السيمياء) حيث يقول :
(ومن الكتب الخبرة في النوع األول التعفينات الذي نقله إبن وحشية عن النبطية) .
()2
،يتحدث االنطاكي في (الفصل الثالث) عن التفاوت بين أبدان -18االنطاكي ( ،ت1008هـ1699/م)
الحيوان واإلنسان والنبات واختالف في أجرامها كثافة ولطفًا ،يفرق بين االختالفات والمتفاوتات بينهما
،ويستشهد بابن وحشية في هذا المقام من قبول كل من الحيوان واالنسان والنبات لما يصح له ما هو
ضروي لحياته .
()3
،حيث يورد ترجمة ألسم ابن وحشية وأهم كتبه وينتقل بهذا -19البغدادي ( ،ت1339هـ1920/م)
ال عن فهرست ابن النديم .
الصدد ( )30كتاباً له نق ً
إن هذه القائمة ال تغلق الباب أمام مصادر ومصنفات التراث التي ذكرت ابن وحشية وكتاب
إيما أفاده ،سوى كانت الكتب تأليفًا وترجم ًة أو موضوعة ،
الفالحة النبطية وكتبه اآلخرى وأفادت منه ّ
حذو القديمة في التعريف
فهناك الكثير من الموارد التي ذكرت ابن وحشية وقد حذت المراجع الحديثة ّ
بابن وحشية ،حيث أصبح االهتمام به ويكتبه في االونة االخير محطّ أنظار الباحثين ولعل في
المستقبل سوف نشهد دراسات وتنقيبات عن كتب ابن وحشية وتحقيقها ألهميتها في تاريخ العلوم
العربية اإلسالمية ،وربما تتضح الصورة أوضح عن ابن وحشية وشخصيته.
رابعاً :إكتشاف أبن وحشية لعلوم وكتب قومه النبط الكسدانيين وترجمتها .
يعزز لدنيا ابن وحشية النبطي الثقة في بيانه اإلفتتاحي للكتاب ،بأنه مترجم كتاب ((الفالحة
النبطية)) عن علماء الكسدانيين ( :هذا كتاب الفالحة النبطية ،نقله من لسان الكسدانيين إلى العربية ابو
بكر بن علي بن قيس الكسداني القيسي ،المعروف بابن وحشية في سنة أحدى وتسعين ومائتين من تاريخ
العرب من الهجرة وأمـاله على أبي طالب أحمد بن الحسين بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الملك
( )1حاجي خليفة ،مصطفى بن عبد اهلل (1067ه ـ1656/م) ،كشـف الظنـون عـن اسـامي الكتـب والفنـون ،ط ، 2دار
الكتـ ــب العمليـ ــة ،بيـ ــروت ( 2007 ،ينظـ ــر بـ ــاب الحكمـ ــة :ن 524 ، 2وينظـ ــر كـ ــذلك حـ ـ ـ ، 2ص ، 43ن، 1
ص. )238
( )2االنطاكي ،داود بن عمر (ت1008هـ1599/م) تذكره أولـي األلبـاب والجـامع العجـب العجـاب ( ،المكتبـة الثقافيـة ،
بيروت (د.ت)) ،ص. 52
( )3البغــدادي ،أســماعيل باشــا (ت1339هـ ـ ، )1920/هديــة العــارفين فــي أســماء وآثــار المصــنفين ( ،مكتبــة المثنــى ،
بغداد 1951 ،م) ،ص. 55
242
-
سنة ثماني عشرة وثالثمائة من تاريخ العرب من الهجرة) (. )1 ()
الزيات ،في ّ
ويبقى خيط الثقة الموصول بين ابن وحشية وقرائه موصوالً ،بما يسرده من حكاية الكتاب في
بيانه اإلفتتاحي للكتاب ال يختفي أو يغيب ،بل يعزز في وعي القـارئ حيث يخاطب تلميذه ابن الزيات
الود الخالص واألبوة العلمية بـ(يا بني( :)...أنني وجدت هذا الكتاب في جملة ما وجدت من
بعبارات ّ
كتب الكسدانيين ،مترجماً بترجمة معناها بالعربية ((كتاب إفالح األرض واصالح الزرع والشجر
والثمار ودفع اآلفات)) فاستكبرته واستطلته وخطر ببالي أختصاره) (. )2
إن هذا اليوم المشهود في حياة ابن وحشية في بغداد عام (291هـ) يومًا مشهودًا في حياته ألنه
أطلع ألول مرة الى كنزه الذي سيداوم عليه في الترجمة من لغة قومه النبط الكسدانيين إلى العربية
إعمال جليلة ،وسوف يخرن هذا الكنز العلمي المعرفي من إيدي قوم آثروا على أنفسهم حفظ هذا
التراث (تراث إسالفهم) بعيداً عن كل ٍيد وعين ،متذرعين بقدسية هذا التراث في أن يخرن إلى الناس
ومداولته بينهم ،ألنه يحمل عقائدهم وشعائرهم التي هي بالنسبة لهم من الرفعة العقائدية التي يجب ان
ال يخالطها أذهان غيرهم من األقوام فسالمهم العقائدي وهويتهم وخصوصيتهم تكمن في هذه الكيزان
التي يحفظون بها هذه اللفائف والكتب محروسة بوصية مقدسة من قبل األسالف .
فكيف البن وحشية ان يفك ويحرر هذه العلوم من أسر المعتقدات الباطلة وهدفه (هو إيصال
علوم هؤالء القوم ،أعني النبط الكسدانيين منهم إلى الناس وبثها فيهم ليعلموا مقدار عقولهم ونعم اهلل
وتبارك وتعالى عندهم في إدارك العلوم النافعـة
الغامضة ،واستنباط ما عجز غيرهم من األمم) (. )3
وهنا تتحدد مهمة ابن وحشية على صعيدين عام وخاص ،فالهدف العام وهو األوسع إنسانيًا
من خال ل هدفه الصريح الذي يعلنه في إيصال منافع هذه العلوم إلى الناس كافة ،ليتزودوا بها
ويضيفوا الى معرفتهم معرفة قيمة أخرى .والهدف الخاص يتمثل في أحياء محاسن قومه الكسدانيين
(النبط) وما أنعم اهلل عليهم من قريحة وذكاء في استنباط العلوم النافعة للناس ،ولم يدر بخلد ابن
( )يـورد ابــن النــديم (ت380ه ـ990/م ) فــي كتابـة الفهرســت نبــذه تعريفيــة بســيطة عــن ابـن الزيــات قــائال :هــو أحمــد بــن
الحسين بن علي بـن أحمـد بـن محمـد بـن عبـد الملـك الزيـات ،صـاحب ابـن وحشـية وهـو الـذي يـروي هـذه الكتـب عنـه
ويحيــا فــي وقتنــا هــذا بــل أحســبه مــات قريبـاً (ص ) 486وقــد درأت شــبهات كثيــر حــول عالقــة ابــن الزيــات باســتاذه ابــن
وحشية وقيل أنه من صنع وبت كر شخصية ابن وحشية وانه ألف الكتب تحت هذا األسم ،وانه كانت له صالت بغالة
الشيعة ومن أنصار الشلمغاني المقتـول ( 322هــ) بغـداد .وانـه كـان لـه نفـود وجـاه النـه سـليل عائلـة و ازريـة ،وقـد قيـل
الكثير عن شخصية ابن الزيات وتحتان الى تحقيق ودراسة خاصة .
( )1ابن وحشية ،الفالحة النبطية ،ن ، 1ص. 5
( )2المصدر نفسه ،ن ، 1ص. 5
( )3ابن وحشية ،الفالحة النبطية ،ن ، 1ص. 5
243
-
وحشية ،وهو يعلن عن هويته القومية ،نزعة إحياء تلك الهوية بدافع العصبية – كما سوف تتخذ من
قبل المستشرقين ذريعة في عدائه للعرب المسلمين – بل نرى ان ابن وحشية يقول عن هدفه ( :وذلك
أنني وصلت إلى كتبهم في زمان قد درس فيه ذكرهم ونسخت فيه أخبارهم وعدم أعالمهم ،حتى لم
يب ِ
ق اإل ذكرهم فقط وذكر بعض علومهم)( .)1فأبن وحشية عالماً بما آلت إليه األمور لقومه من ضعف
شوكة وسلطان ويبقى الهدف المنشود لدية هو أظهار ما تبقى من علومهم وخوفًا عليها من االندثار
والنسيان لهذا يقول ( :فلما رأيت ذلك إجتهدت في طلب كتبهم فوجدتها عند قوم هم بقايا الكسدانيين
وعلى دينهم وسنتهم ووجدت ما وجدت عندهم من الكتب وهم في نهاية الكتمان واإلخفاء والجحود لها
والجزع من إظهارها) (. )2
إذا فقد آلت أمور النبط الكسدانيين إلى النسيان ،ال كما رون أصحاب شعوبية النبط وعداءهم
ال القلقشندي ان ابن وحشية كان يكره العرب ويتعصب
للعرب من متأخرين ومتقدمين ،فقد ذكر مث ً
()3
ال ما ذكره أحمد أمين في ان شعوبية النبط ظهرت في
لقومه ،ومن الباحثين المعاصرين نذكر مث ً
شكل عصبية لألرض وزراعتها ،وتفضيل معيشة الحرث والزرع على الصحراء ومعيشها( . )4اما شافية
السالمي فتقول :يمثل كتاب (الفالحة النبطية) ألبن وحشية الشاهد الوحيد على وجود شعوبية غير
فارسية .وقد اكثر ابن وحشية في كتابة على الدور الحضاري للنبط ومساهمتهم في العمران كما
دون
عز وما صاروا إليه من ّ
انتقدت جماعات النبط وهاجمتهم وتبجحوا بما كانوا عليه في الماضي من ّ
ومهانة في ظل الحكم العربي ،وتؤكد الباحثة ان عصبية النبط كانت عصبية هادئة اذ لم يفكر
أصحابها بقلب النظام الحاكم أو القيام بثورات ضد السلطة بل أرادوا فقط ان تكون لهم منزلة إجتماعية
أرقى أي الرفع من شأنهم وتحسين وضعهم(. )5
ومع هذه النتيجة التي آلت اليها أمور النبط على الصعيد السياسي واالجتماعي يبقى من حقهم
في الدفاع عن معارفهم القديمة وتراثهم الذي هو تراث لإلنسانية جميعًا ،وبما ان ابن وحشية واحدًا
منهم ويجيد لغتهم السريانية ويجيد العربية لغة عصره وعلومها ولغة سلطان الخالفة والدولة العربية
القوامون على تراث اإلسالف
مد جسور الثقة بني قومه ّ اإلسالمية ،فقد أستعمل المداورة والمناورة في ّ
،فستخدم الوسائل المتاحة المال والدنانير ،وكم كانت فرحته بهذا المغنم العلمي الكبير والمكسب
244
-
( فوصلت إلى ما أحببت من كتبهم بهذه الوجوه التي عددتها من أنني منهم وأني عارف بلغتهم وأنني
متمكن من المال ما أستعملت المداراة والبذل ولطيف الحيلة إلى أن وصلت ما أمكن من كتبهم) (. )1
ولكن ابن وحشية ال يخفي حسه النقدي الالذع لقومه (إذ كانت الكافة من هؤالء القوم هم بقاياهم
كالبقر والحمير والعاجزين عن فهم شيء من علوم إسالفهم)( . )2الذين أبدعوا هذه الفنون من العلوم
بقية خيرة (إال أن اإلنسان الذي وجدت هذه الكتب مجموعة عندهالنافعة وحجبها نف اًر منهم فإن فيهم ّ
يتميز عن هذه الجملة وينفصل عن حمارية هذه الكافة) (. )3
حس أبن وحشية النقدي من خالل اللوم واللين (فلمته على اإلفراط في كتمان هذه
ويظهر ّ
وطمر
وخبي هذه العلوم وقلت له :إنك تزيدون من اإلحتياط بفعل شيء هو درس ذكر قومك ّ
ّ الكتب
ٍ
حنين يشده لجذوره في بهويته وهوية قومه وأسالفه في
َ محاسنهم) ( . )4ويتحرك إحساس أبن وحشية
إستنهاض جزءاً مفيداً للناس من علوم قومه واسالفه ونقله إلى لغة العصر الذي يعيش فيه ويدخلها
حقل التداول العلمي وينتفع فيها الناس ويشير في الوقت نفسه الى فضائل ِ
قومه .
سادن وحارس هذا
وتقف نظرة ابن وحشية المنفتحة على عصره ونظرة قرينه من بني قومه ّ
الكنوز الم عرفية على مفترق اإلختالف ووجهات النظر وتأويل ما تركه اإلسالف ،حيث يخاطبه قرينه
ومكمن
ّ وسنتنا) (، )5
( :يا أبا بكر ،أتريد أن تخالف رسم شيوخنا وأسالفنا ووصاياهم إيانا بكتمان ديننا ّ
الخالف الذي توصل إليه ابن وحشية مع قرينه هو حول علوم الشريعة والدين والعقائ د ،إما العلوم
طي الكتمان بل يجب ان تظهر للناس إما كتب الشريعة الكسدانية النافعة للناس فال يجب ان تبقى ّ
النبطية ونواميسهم واسرارهم الدينية – العقائدية فال يجهد ابن وحشية نفسه في الكشف عنها .
الحس النقدي وروح اإلنفتاح ال تكل عند ابن وحشية في محا ورته التي أوردها في مقدمة
ّ ويبقى
كتاب الفالحة وكيف جرت قصة إكتشاف كنز علوم قومه النبط الكسدانيين في أحد دور العبادة في
بغداد سنة ( 291هـ) ففي محاورته لقرينه النبطي حيث يقول( :فأني أخالف أسالفنا واسالفك في كتمان
العلوم ووافقهم في كتمان الشريعة) (. )6
سيل النقد والمثالب والحط والدونية
حسه القومي في إنصاف قومه النبط إمام ّ وهنا يناشد فيه ّ
التي الحقت بهم من األقوام االخرى – ربما يشير هنا الى ما كان العرب يثلبون النبط من أنهم فرسان
بقر وحمير وزرع – وان ِ
هذه االقوام لقومه مثل مالهم من رفعة في ميادين الحياة من إبداع وابتكار
245
-
للعلوم وغيرها لهذا يقول ( :فو اهلل ان الغيرة على الناس تحملني على إظهار بعض علومنا لهم ،لعلهم
أن ينتهوا من ثلب النبط) (. )1
ويظهر ان دافع اإلنتماء يبقى راسخاً موجوداً عند كل إنسان سيما دافع اإلنتماء إلى الجذور
الرقي والتحضر ،
واألصول ،والحنين إليه يبقى موصوالً ال ينقطع مع تقدم اإلنسان في مراتب ّ
ويتحرك هذا اإلحساس – الدافع ،حينما يرى الطرف آلخر ان الناس ظالمون لهم ولهويتهم
اإلجتماعية والدينية والقومية جاحدون لفضلهم واسهاماتهم ،فأبن وحشية رغم إسالمه الصحيح
واخالصة لكنه يعبر عن نفسه بأنه نبطي ،مثل أي مسلم غير عربي األصل واألرومة ،ولهذا يأتي
إص ارره على أخران علوم قومه من مهاد النسيان ،وفي عبارة جميلة الفته يقول ( :وينتبهوا من رقدتهم
ال من موتهم) (. )2
،ويعيشوا قلي ً
إن ِ
هذه الحوارية التي مكنت ابن وحشية في أكتشاف علوم قومه واإلطالع عليها ومباشرته في
ترجمة ما أستطاع ان يترجمه منها فيقول ( :فجعلت أقرأها عليه فيستعيد ما أقرأه عليه ويتفهمه ،إلى
أن قال لي في بعض األيام أحييتني واهلل يا أبا بكر ،فجزأك اهلل عني خي ًار) (. )3
وفي الرأي أظن ان هذه مأثر البن وحشية وقرينه النبطي في عبارته ((واهلل أحييتني)) فأي حياة
بعد حياة تحصيل هذا العلم وانكشافه للناس بفضل ابن وحشية وجهده اإلستثناني في نقل هذا العلوم ،
ولكن يبقى ابن وحشية مداومًا على حسه النقدي يقظًا عامداً مص ًار في إضرام الحريق الكامل في عتمة
هؤالء القوم من إسالفه حيث يقول لقرينه ( :قلت له :فما يصنع اإلنسان بكتب مخبوءة مرفوعه عند ال
المدر) (. )4
يقرأها وال يتفهمها ،فهي كائنة عنده بمنزلة الحجارة و ّ
هذه القصة التي أوردها ابن وحشية في كيفية اكتشاف علوم قومه من النبط الكسدانيين إن ِ
غبته في نقلها إلى العربية لغة عصره وثقافته ،تمنح ابن وحشية رفعه عالية في مصاف العلماء ور ِ
واخالصهم للعلم والمعرفة الحقة .
246
-
الخاتمة
ربما تكون خاتمة هذا البحث أمنية الباحث في أن ينصب اإلهتمام بشخصية ابن وحشية وكتبه
ترجمة وتأليفاً ،حيث حسب علم الباحث لم تقام أي فعالية ونشاط او مؤتمر حلقة دراسية حول هذه
الشخصية العراقية المنبت واألرومة ،وال عن كتابه األثر العراقي الفريد في بابه (الفالحة النبطية) الذي
نقله ابن وحشية عن لسان قومه النبط الكسدانيين السريان الى العربية وهو سفر ضخم في علم
الفالحة ،العمران الزراعي.
جل أبوابه وفصوله عن أرض بالد الرافدين ،انواع
والسبب اآلخر ،إن كتاب الفالحة يتحدث في ّ
االراضي المختلفة ،انهاره ،أنواع مياهه ،جغرافيته ومناخه وتضاريسه وعن انبياءه وحكماءه واطباءه
وسحرته ،وعن معتقداتهم الدينية واالجتماعية وتسميات بعض االماكن في بالد الرافدين ومعلومات
قيمة أخرى.
ويرى الباحث ان كتاب الفالحة النبطية وشخصية ابن وحشية يحتاجان الى الدراسات العلمية في
البحث والتقميش واإلهتمام.
247
-
المصادر والمراجع
اوالً -:المصادر
-1ابن أبي أصيبعه ،موفق الدين أبي العياس أحمد بن القاسم السعدي (ت668:هـ1269/م) ،عيون
األنبار في طبقات األطباء ،تحقيق :نزار رضا (دار الحياة ،بيروت1965،م).
-2اإلدريسي ،أبو عبد اهلل محمد بن محمد الشريف (ت565:هـ1196/م) .نزهة المشتاق في اختراق
اآلفاق ،طـ ،2/دار الكتب العلمية ،بيروت2007 ،م).
-3األنطاكي ،داوود بن عمر (ت1008:م 1596/م) .تذكرة أولي األلباب والجامع العجب العجاب،
(المكتبة الثقافية ،بيروت ،د.ت).
-4البغدادي ،إسماعيل باشا(ت1339:هـ 1920/م) .هدية العارفين في أسماء وآثار المصنفين ،مكتبة
المثنى ،بغداد.)1951 ،
-5ابن البيطار ،أبو محمد عبداهلل بن أحمد ضياء الدين الملقي (ت646:هـ1248/م) ،الجامع لمفردات
األدوية واألغذية ،مكتبة المثنى ،بغداد (د ـ ت).
-6ابن حجر ،أحمد بن علي بن حجر العسقالني (ت852:هـ1448/م) .فتح الباري في شرح صحيح
البخاري ،تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي ،محب الدين الخطيب (دار المعرفة للطباعة والنشر ،بيروت،
2007م).
-7حاجي خليفة ،مصطفى بن عبداهلل (ت1067:هـ1656/م) .كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون،
ط( ،2دار الكتب العلمية ،بيروت2007 ،م).
-8ابن خلدون ،عبد الرحمن بن محمد الحضرمي (ت808:هـ1405/م) .المقدمة( ،دار مكتبة الهالل،
بيروت.)1996،
-9السيوطي ،جالل الدين عبدالرحمن (ت911:هـ1505/م) .حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة،
(القاهرة.)1997،
الصفدي ،صالح الدين خليل بن أيبك (ت764:هـ1362/م) ،الوافي بالوفيات ،تحقيق :أحمد -10
األرناؤوط ،تركي مصطفى (دار إحياء التراث ،بيروت.)2000،
العمري ،أحمد بن يحيى بن فضل اهلل (ت749:هـ1348/م) .مسالك االبصار في ممالك -11
االمصار ،تحقيق :أحمد زكي باشا( ،مطبعة دار الكتب المصرية ،القاهرة.)1924 ،
القرويني ،زكريا بن محمد االنصاري (ت682:هـ1283/م) ،عجائب المخلوقات وغرائب -12
الموجودات ،تقديم :محمد بن يوسف القاضي (مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرة2006 ،م).
القلقشندي ،ابو العباس أحمد بن علي ( ،ت821:هـ1418/م) .صبح األعشا في صناعة -13
االنشا( ،المؤسسة المصرية العامة ،القاهرة ،د .ت).
248
-
المقريزي ،تقي الدين ابو العباس أحمد بن علي بن عبدالقادر العبيدي (ت845:هـ1442/م). -14
المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار (المعروف بالخطط المقريزية) ،وضح حواشيه وحققه :خليل
المنصور ،ط( ،1دار الكتب العلمية ،بيروت1998 ،م).
ابن ميمون ،موسى بن ميمون القرطبي األندلسي (ت601:هـ1204/م) ،داللة الحائرين، -15
اعتنى به :أحمد فريد المزيدي ،ط( ،1دار الكتب العلمية ،بيروت2007 ،م).
ابن النديم ،ابو الفرن محمد بن أبي يعقوب إسحاق (ت380:هـ990/م) .الفهرست ،ضبطه -16
وشرحه :يوسف علي الطويل ،ط( ،3دار الكتب العلمية ،بيروت2010،م).
ابن النفيس ،عالء الدين بن أبي الحزم القريشي (ت678:هـ1279/م) .الشامل في الصناعة -17
الطبية ،تحقيق :يوسف زيدان ،ط( ،1المجمع الثقافي ،أبوظبي ،اإلمارات العربية المتحدة2000 ،م).
النويري ،شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب (ت732:هـ1331 /م) .نهاية األرب في فنون -18
األدب (القاهرة1935 ،م).
ابن وحشية ،أبو بكر أحمد بن علي بن قيس الكسداني النبطي (ت:القرن الرابع -19
الهجري/العاشر الميالدي).
-1الفالحة النبطية .تحقيق :توفيق فهد ،ط( ،1المعهد الفرنسي للدراسات العربية ،دمشق.)1993 ،
-2الفالحة النبطية ،قام باالعتناء به :فؤاد شزكين (معهد تاريخ العلوم العربية -اإلسالمية ،جامعة
فرانكفورت ،المانية1984 ،م).
-3شوق المستهام في معرفة رموز االقالم ،تحقيق :جمال جمعة ،ط( ،1منشورات الجمل ،بغداد،
بيروت2010 ،م).
-4شوق المستهام في معرفة رموز األقالم ،تحقيق ودراسة :يحيى مير علم ،محمد حسان الطيان ،محمد
مراياتي( .مكتبة االسكندرية2004،م).
الوطواط ،جمال الدين بن يحيى الوطواط الكتبي( ،ت718:هـ1318/م) .مناهج الفكر ومناهج -20
العبر ،بغداد.)1998 ،
ثانيًا :المراجع
-1أمين ،أحمد ،ضحى االسالم ،ط( ،10دار الكتاب العربي ،بيروت ،د .ت).
-2بروكمان ،كارل ،تاريخ االدب العربي ،نقله :السيد يعقوب بكر ،رمضان عبدالتواب( ،دار المعارف،
القاهرة1975 ،م).
-3السالمي ،شافيه حداد ،نظرة العرب الى الشعوب المغلوبة ،ط( ،2دار االنتشار العربي) ،بيروت،
2009م).
-4طرابيشي ،جورن ،العقل المستقيل في االسالم ،ط( ،1دار الساقي ،بيروت2004 ،م).
-5الغانمي ،سعيد ،حراثة المفاهيم ،ط( ،1منشورات الجمل ،بغداد ،بيروت2010 ،م).
249
-
Abstract
The research paper consists of two section: the first section deals with
the definition of Ibin Wahshia Al-Nabati Al-Kasdani (4th AH /10th AD) . He is
a great scientific figure in the Human and Islamic Arabic heritage. He has
many writings in various fields, but his contribution in translated is
considered a landmark in our heritage. He translated most important books of
Iraqi Nabataeans who lived in Mesopotamia. Unfortunately, however, this
important figure did not attract the interest and attention of the critics.
The second section studies The Nabataean Agriculture . It is one of the
most important books in agricltral architecture, transferred by Ibin Wahshia
from his ancient Iraqi ancestors.
It is considered a complet blog in this field. The name of Ibin Wahshia is
associated with The Nabataean Agriculture some critics believc that this boo;
is written by him others deny that and consider it plagiarized. This research
presents a historical and scientific material about thess subjects, loo;ing
forward to enter the world of Ibin Wahshia and his book The Nabataean
Agriculture . Besides, this book is a highly Iraqi blog, taking its references
from Mesopotamia
250