You are on page 1of 22

‫‪-‬‬

‫ابن وحشية النبطي‬


‫(مدخل تعريفي)‬

‫مدرس مساعد ‪ /‬قيس فالح ياسين‬

‫كلية االمام الكاظم "ع" للعلوم االسالمية الجامعة‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث الى ان يكون مدخالً عاماً ألحد أعالم تراثنا العلمي والفكري والحضاري‪،‬‬
‫والذين لم ينل مايستحق من العناية في الدراسات التي تناولت التراث العربي – اإلسالمي‪ ،‬رغم جهوده‬
‫وأعماله الجليلة والقيمة في إغناء التراث العربي اإلسالمي ورفدهُ على صعيدي التأليف والترجمة‪ ،‬حيث‬
‫بقيت أخباره وسيرته واسهاماته متناثرة في مدونات التراث العربي دون جهد يذكر في وضعها في ٍ‬
‫كتاب‬
‫واحد تعطي عنه صورة واضحة‪.‬‬
‫وقد انصب جهد الباحث على إضاءت جوانب من شخصيته وأعماله‪ ،‬حيث تضمن البحث‬
‫ال‪ :‬حياته‪ ،‬ثانيًا‪ :‬آثاره‪ ،‬ثالثًا‪ :‬بعض المصادر التي أوردت‬
‫الحالي على‪ :‬تمهيد وخاتمة وعدة محاور‪ ،‬أو ً‬
‫إسهامات ابن وحشية في مدونات التراث‪ ،‬رابعًا‪ :‬أكتشاف ابن وحشية لعلوم وكتب قومه النبط‬
‫الكسدانيين وترجمتها (أو ترجمة البعض منها)‪.‬‬
‫علماً ان شخصية ابن وحشية النبطي (ت القرن الرابع الهجري‪ ،‬العاشر الميالدي) قد ارتبط في‬
‫ترجمته كتب قومه والسيما كتاب ومدونة الفالحة النبطية‪ ،‬العمل الذي وضعه في مصاف األسماء‬
‫الالمعه في تاريخ علم الفالحة‪ ،‬العمران الزراعي‪ ،‬يضاف إليها أعماله األخرى والتي سنأتي على‬
‫عرضها في هذا البحث‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬حياته ‪:‬‬
‫ِ‬
‫يحض ابن وحشية النبطي (ت‪ :‬القرن الرابع الهجري) ‪ ،‬بترجمة وافية شافية عن حياته في‬ ‫لم‬
‫المصنفات والتراجم وكتب األعالم والسير وغيرها من المدونات التي تعنى في سير وترجمة حياة‬
‫المشاهير من العلماء واألدباء والقادة والسياسين والفقهاء واالعالم اآلخرين في حقول مختلفة ‪.‬‬
‫ولكن أهم ترجمة حظي بها ابن وحشية جاءت في القرن الذي توفي فيه كما هو مذكور ‪.‬‬
‫وجاءت الترجمة من قبل الوراق البغدادي الكبير ابن النديم (ت‪380‬هـ) في كتاب الفهرست(‪. )1‬‬

‫(‪ )1‬ابــن النــديم ‪ ،‬ابــي الفــرن محمــد بــن أبــي يعقــوب إســحاق (ت‪380‬هـ ـ‪909/‬م) ‪ ،‬الفهرســت ‪ ،‬ضــبطه وشــرحه ‪ :‬يوســف‬
‫علي طويل ‪ ،‬ط‪( ، 3‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪2010 ،‬م) ‪ ،‬ص‪. 486 ، 482‬‬

‫‪229‬‬
‫‪-‬‬
‫ال في الفن الثاني من المقالة الثامنة في أخبار العلماء وأسماء‬
‫فقد ذكره ابن النديم (ت‪380‬هـ) أو ً‬
‫ما صنفوه من كتب وتحوي هذه المقالة على أخبار المعزمين والمشعبذين والسحرة وأصحاب النيرنيجات‬
‫(‪)1‬‬
‫فقد ورد في ترجمة ابن النديم (ت‪380‬هـ) ترجمة وذكر ألسم ابن وحشية قائالً ‪:‬‬ ‫والحيل والطلسمات‬
‫وهو ابو بكر أحمد بن علي بن المختار بن عبد الكريم بن جرثيا بن بدنيا بن برناطيا ابن عاالطيا‬
‫(‪)‬‬
‫‪ .‬وكان يدعي أنه ساحر يعمل أعمال الطلسمات ‪ ،‬ويعمل‬ ‫الكسداني الصوفي ‪ ،‬من أهل قُسَّين‬
‫الصنعة ‪.‬‬
‫أن أهم ما يطالعنا في الفقرات الواردة عن ابن النديم (ت‪380‬هـ) وهو انه وضعه ضمن المقالة‬
‫الثامنة مع المعزمين والمتشعبذين والسحرة وأصحاب الحيل والنيرنيجات والسحرة ‪ .‬ويمر علينا أسم ابن‬
‫وحشية أن أربعة أو خمسة أجيال من األسماء ال واردة تعود إلى أصول عربية ‪ ،‬أما باقي االسماء تأتي‬
‫ال بهذه االسماء ‪.‬‬
‫من النبط أو السريان الكسدانيين على الرغم من ان بعض الباحثين يشكك أص ً‬
‫ويورد أبن النديم (ت‪ 380‬هـ) لفظين ‪ :‬كسداني (كلداني) و(صوفي) والكسداني الكلداني أصل‬
‫ابن وحشية وانتماءه إلى أرومة النبط ‪ ،‬ح يث يقول ابن النديم ومعنى كسداني نبطي وهم سكان األرض‬
‫(‪)2‬‬
‫وينعت ابن النديم ‪ ،‬ابن وحشية بلقب (الصوفي) والتي ترد أيضًا في موارد‬ ‫األول من ولد سنحاريب‬
‫أخرى ويبدو أن مسلك ابن وحشية مسلكاً صوفيًا زاهدًا في حياته وابتعاده عن األضواء وانفراده في‬
‫االنشغال واإلنهمام بحياته العلمية والترجمة ‪.‬‬
‫وكذلك يحظى ابن وحشية بترجمة أخرى عن حياته في كتاب الفهرست من قبل ابن النديم‬
‫(ت‪ 380‬هـ) ‪ .‬في المقالة العاشرة في أخبار الكيميائيين من الفالسفة القدماء والمحدثين(‪ . )3‬حيث يورد‬
‫أسمه كما يلي ‪ :‬ابو بكر أحمد بن علي بن قيس ابن المختار بن عبد الكريم بن جرثيا بن بدنيا بن‬
‫الكسدانيين ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بوراطيا الكزداني (الكسداني) من أهل جنبالء(‪ )‬وقسين ‪ ،‬أحد فصحاء النبط بلغة‬
‫إما عن تاريخ والدته ووفاته وتفاصيل أخرى واخبار عن حياته وتنقالته وصالته في الواقع‬
‫االجتماعي فال نجد أية أخبار تذكر حول صالت له سوى الشيء القليل في محاوراته لبعض المثقفين‬
‫ال ارتياده مجالس الوزراء والكتاب واالغنياء ورجال يرعون أهل العلم‬
‫غير البارزين آنذاك ‪ ،‬فال نجد مث ً‬
‫واالدب كما شاع في أعقاب القرن الرابع الهجري ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 482‬‬


‫( ‪ )‬قسين ‪ :‬كورة من نواحي الكوفة في سواد العراق ينظـر ‪ :‬يـاقوت الحمـوي (ت‪626‬هــ) ‪ ،‬معجـم البلـدان ‪( ،‬دار صـادر‬
‫‪ ،‬بيروت ‪ ، )1995 ،‬ن‪ ، 4‬ص‪. 350‬‬
‫(‪ )2‬ابن النديم ‪ ،‬الفهرست ‪ ،‬ص‪. 486‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 486‬‬
‫( ‪ )‬جنبالء ‪ :‬كورة من نواحي الكوفة في العراق ‪ ،‬ينظر ‪ :‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ن‪ ، 2‬ص‪. 168‬‬

‫‪230‬‬
‫‪-‬‬
‫إذا مولد وتاريخ وفاة ابن وحشية النبطي مجهولة ‪ ،‬ولو أن هناك تقديرات في أنه توفي في سنة‬
‫سنة (‪ 350‬هـ) ولكن هناك أخبار ترجح انه عاش حتى النصف الثاني من القرن‬
‫(‪318‬هـ) أو قريبًا من ّ‬
‫الثالث الهجري ‪ ،‬وقد وضع محقق كتاب الفالحة النبطية توفيق فهد في صدر كتاب تحت أسمه توفي‬
‫في القرن الرابع الهجري ‪ /‬العاشر الميالدي(‪. )1‬‬
‫ومهما يكن فقد لمع أسم ابن وحشية وأقترن بكتاب الفالحة النبطية‪ ،‬الذي وضع‬
‫ترجمته في العربية من لسان النبط الكسدانيين ومما هو معروف عن النبط أنهم سكان العراق القدماء‬
‫وكان يطلق عليهم عدة تسميات منها ؛ الكسدانيين الكلدانيين أو النبط ‪ ،‬وقد ترسخة لفظة (النبط) إبان‬
‫هذه اللفظة التي أطلقت على شعب السواد في العراق مذاهب‬ ‫الفتح العربي وذهب المؤرخين في داللة ِ‬
‫شتى وآراء مختلفة ‪.‬‬
‫وهناك فقرة دالة ومهمة في كتاب الفالحة النبطية يوردها أبن وحشية عن نفسه وحضوره بين‬
‫علماء ومتكلمين وفالسفة عصره في تناوله لمسألة دينية وفلسفية مهمة وهي في فضل ومراتب النبي‬
‫(الن بوة) والفلسفة وتفضيلهما على الكهانة (الكاهن) وتدل هذه الفقرة على ان أبن وحشية كانت له‬
‫محاورات بين أقرانه من علماء عصره ‪.‬‬
‫وتشير الى حضوره الفاعل بينهم حيث يورد هذه النبذة عن نفسه كالتالي ‪( :‬قال أبو بكر بن‬
‫وحشية ‪ :‬قد ألّفت في هذا المعنى كتابًا ضخمًا حكيت فيه من آراء من فضل الفالسفة والفلسفة على‬
‫سوى الكاهن بالنبي ‪ ،‬ومن فضل النبي على‬ ‫سوى بينهما ‪ ،‬ومن ّ‬‫النبـوة عليها ‪ ،‬ومن ّ‬
‫النبوة ومن فضل ّ‬
‫ّ‬
‫حد الكهانة ‪ ،‬لتكون التفرقة بينهم غير‬
‫حد الفلسفة وما ّ‬
‫حد النبوة وما ّ‬
‫سوى بينهما وما ّ‬
‫الكاهن ‪ ،‬ومن ّ‬
‫يسمى عالماً ‪.‬‬
‫مشكلة على الناظر ‪ ،‬ويثبت من هو من هؤالء مستحق أن يسمى حكيماً ومن ينبغي أن ّ‬
‫إلى من‬
‫إلي عنهم وذكروه فيما وقع ّ‬ ‫واقتفيت في ذلك آثار القدماء من النبط بحسب ما تأدى ّ‬
‫كتبهم ‪ .‬وكنت اجتمع بجماعة من طوايف الصوفية ‪ ،‬المتكلمين ‪ ،‬العلماء ‪ ،‬فالقي إليهم أشياء من‬
‫أقاويل النبط ‪ ،‬فيخوضون فيها وتنتج خواطرهم أشياء جيدة في وقت وغير جيدة في وقت آخر ‪ ،‬والقي‬
‫حدهم وحدودهم والفصول بينهم ‪ ،‬فكان‬
‫إليهم في جملة كالمي هذه الفروق بين من قدمت ذكرهم ‪ ،‬وما ّ‬
‫جيد فيخبرني أكثرهم أو كلهم‬
‫أكثر من أفاوضه ذلك يتحير وينزهل عقله ‪ ،‬وبعض يخطر له فيهم شيء ّ‬
‫أن هذا المعنى ما خاض فيه متكلمـوالمسلمين قّط ‪ ،‬وأنه شيء غريب ظريف) (‪.)2‬‬
‫ّ‬
‫ونـالحظ هنا باإلضافة إلى إشارة أبن وحشية من داخل كتاب الفالحة النبطية‬
‫عن حضوره في مجاالت وقضايا عصره المهمة والتي تشغلهم آنذاك ‪ ،‬هناك مؤشر آخر هو أنه كان‬
‫لجدته‬
‫ينقل لهم من موروث أسالفه النبط حول تلك المسائل وأنهم كانوا ينذهلون في ما يطرحه ّ‬

‫(‪ )1‬ابن وحشية ‪ ،‬الفالحة النبطية ‪ ،‬ن‪( 1‬مقدمة المحقق)‪.‬‬


‫(‪ )2‬ابن وحشية ‪ ،‬الفالحة النبطية ‪ ،‬ن‪ ، 2‬ص‪. 1244-1243‬‬

‫‪231‬‬
‫‪-‬‬
‫النبي‬
‫ّ‬ ‫وخطورته ‪ ،‬وكذلك يشير أبن وحشية لنفسه بأنه ألف في هذا المجال في التفاصيل بين‬
‫والفيلسوف والكاهن وبين مراتب كل واحد منهم وفضله على اآلخر ‪ ،‬وهذا دليل يأتينا من كتاب‬
‫الفالحة النبطية حول شخصية أبن وحشية وحضوره وآثاره على الرغم من ان مثل هذا الفقرات قد‬
‫تحتان الى تمحيص تاريخي وعلمي دقيق كي يصبح اليقين بها مسلم به ‪.‬‬
‫وكذلك لمع أسم ابن وحشية من خالل كتابة ((شوق المستهام في معرفة رموز األقالم)) ‪ .‬وقد‬
‫أورد المستشرق (فرانتس بول) في سياق حديثه عن كتاب ((تنكلوشا)) حيث كتب يقول عن أهمال‬
‫ال‪( :‬كذلك شأن كتابات ابن وحشية االخرى الكثيرة الفائدة فهي التزال‬
‫كتب ومصنفات ابن وحشية قائ ً‬
‫غير منشورة وستبقى كذلك)(‪ .)1‬ويورد توفيق فهد متابعًا المستشرق (فرانتس بول) في أهمال كتب‬
‫ومصنفات ابن وحشية قائالً‪( :‬فقد صح تنبؤه إذ لم ينشر شيء من المؤلفات المعزوه إلى ابن وحشية‬
‫إلى اآلن)(‪.)2‬‬
‫إما من اإلهتمامات بحياة وكتب ابن وحشية فقد جاءت من حقل االستشراق – حيث سنورد ملفًا‬
‫ال المستشرق (جوزيف همر) نبذة عن حياة ابن وحشية في‬
‫في دراسة الملف االستشراقي – فقد ارود مث ً‬
‫تحقيقه لكتاب ((شوق المستهام)) الذي ترجمه الى اللغتين الفرنسية واالنجلزية وكتب مقدمة عن الكتاب‬
‫المذكور ‪ .‬كما اوردت بعض المصادر والمصنفات العربية االسالمية نبذاً ال بأس بها ومقتطفات‬
‫جل كتب الفالحة التي أتت‬
‫ومقطفات عن ابن وحشية وبعض كتبه وأهم االستشهادات بها ‪ .‬فقد تأثرت ّ‬
‫مستندة عليه في معلوماتها – كما سنوضح الحقًا– سيما مع تطور علم‬
‫ً‬ ‫بعد كتاب الفالحة النبطية‬
‫الفالحة في االندلس حيث صنفت الكثير من كتب الفالحة وال ننسى نذكر ان هناك مختصرات عديدة‬
‫لكتاب الفالحة النبطية ‪ ،‬فقد أورد بر وكلمان المستشرق اإللماني الكثير من المختصرات عن كتاب‬
‫ال كتاب((األصول الكبير وشمول التدبير)) لعيسى بن محمد التنوخي‪ ،‬وما‬
‫الفالحة النبطية منها مث ً‬
‫جمعهُ محمد بن أبراهيم بن علي ابن الرقام المرسي (ت‪715‬هـ) ‪ ،‬ومختصر الفالحة النبطية لعلي بن‬
‫حسين بن محمد الحسيين العراقي (مختصر الفالحة وذكر منافع المفردات) ‪ ،‬ومختصر علي بن حسن‬
‫بن محمد الزيتوني العوفي وغيرها من مختصرات فالحة ابن وحشية التي بلغ عددها حوالي عشرة‬
‫مختصرات ‪ ،‬وهناك برزت اختصارات على االختصارات عن الفالحة النبطية كما في كتاب ((نزهة‬
‫الفنون)) لمجهول (مؤلف مجهول) وغيرها(‪. )3‬‬

‫(‪ )1‬ابن وحشية ‪ ،‬الفالحة النبطية ‪( ،‬مقدمة المحقق ص‪. )7‬‬


‫(‪ )2‬المصدر نفسه ‪( ،‬مقدمة المحقق ص‪. )7‬‬
‫(‪ )3‬بــر وكلمــان ‪ ،‬كــارل ‪ ،‬تــاريخ االدب العربــي ‪ ،‬نقلــه ‪ :‬الســيد يعقــوب بكــر ‪ ،‬رمضــان عبــد الت ـواب ‪( ،‬دار المعــارف ‪،‬‬
‫القاهرة ‪1975 ،‬م) ‪ ،‬ن‪ ، 4‬ص‪. 323‬‬

‫‪232‬‬
‫‪-‬‬
‫إن ِ‬
‫هذه النبذة المختصرة عن ابن وحشية وكتاب الفالحة النب طية ربما ال تشبع فضول الباحثين‬
‫جل كتبه مازالت غير محققه في‬
‫عن كتب وشخصية ابن وحشية واسهاماته ‪ ،‬والسبب يرجع ان ّ‬
‫مكتبات العالم ‪ ،‬تنتظر الظهور للتداول في الثقافة العربية اإلسالمية والعالمية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬آثاره ‪:‬‬


‫يتصدر ابن النديم (ت‪380‬هـ) في كتابه الفهرست جميع من كتب عن مصنفات ابن وحشية‬
‫سوى كانت من كتبه أو ترجمته أو منحوله وموضوعه ‪ .‬فقد ذكر ما يقارب الثالثين كتابًا البن وحشية‬
‫ميز الكتاب الذي كتبه ابن وحشية والذي من تأليفه بتعبير (( له)) وكأنه يقصد وكأنها هي وحدها من‬
‫تأليفه أما ما عداها فمن نقله ‪ .‬والحال أنه لم يخصص كتاب الفالحة النبطية بتعبير (( له))(‪. )1‬‬
‫ويذكر ابن النديم (ت‪ 380‬هـ) في المقالة الثامنة الكتب التالية البن وحشية كتاب طرد الشياطين‬
‫ويعرف باألسرار ‪ ،‬كتاب السحر الكبير ‪ ،‬له ‪ .‬كتاب السحر الصغير ‪ ،‬كتاب دوار على مذهب النبط‬
‫وهو تسع مقاالت ‪ ،‬كتاب مذاهب الكلدانيين في األصنام ‪ ،‬كتاب اإلشارة في السحر ‪ ،‬كتاب أسرار‬
‫الكواكب ‪ ،‬كتاب الفالحة الكبير والصغير ‪ ،‬كتاب الحياة حنا طوثي أباعي الكسداني في النوع الثاني‬
‫من الطلسمات نقله ابن وحشية ‪ ،‬كتاب الحياة والموت في عالن األمراض لراهطا بن سموطان‬
‫الكسداني ‪ ،‬كتاب األصنام ‪ ،‬كتاب القرابين ‪ ،‬كتاب الطبيعة له ‪ ،‬كتاب االسماء له ‪ ،‬كتاب مفاوضاته‬
‫الطبيعة له ‪ ،‬كتاب االسماء له ‪ ،‬كتاب مفاوضاته مع ابي جعفر األموي وسالمة بن سليمان االخميمي‬
‫في الصنعة والسحر(‪. )2‬‬
‫ويذكر الوراق البغدادي ابن النديم (ت‪380‬هـ) في كتابه الفهرست في المقالة العاشرة من أخبار‬
‫الكيميائيين والصنعويين من الفالسفة القدماء والمحدثين كتب ألبن وحشية ‪ ،‬تأليفاً وترجمة في هذا‬
‫الباب ‪ ،‬حيث يقول (ونحن نذكر في هذا الموضع كتبه في صناعة الكيمياء) (‪ )3‬وهي كالتالي ‪ :‬كتاب‬
‫األصول الكبير في الصنعة ‪ ،‬كتاب األصول الصغير في الصنعة أيضًا ‪ ،‬كتاب المدرجة ‪ ،‬كتاب‬
‫المذكرات في الصنعة ‪ ،‬كتاب يحتوي على عشرين كتابًا أول ٍ‬
‫وثان وثالث ‪ ،‬وعلى الوالء نسخة األقالم‬
‫التي يكتب بها كتب الصنعة والسحر ‪ ،‬ذكرها ابن وحشية ‪ ،‬وقرأتها بخطة ‪ ،‬وقرأت نسخه هذه األقالم‬
‫بعينها في جملة أجزاء بخط أبي الحسن ابن الكوفي ‪ ،‬فيها تعليقات لغة ونحو وأخبار وأشعار وآثار ‪،‬‬
‫وقعت ألبي الحسن بن التنح من كتب بني الفرات(‪ِ )4‬‬
‫هذه الكتب التي ذكرها ابن النديم (ت‪380‬هـ) البن‬
‫وحشية في مصنفه الفهرست ‪.‬‬

‫(‪ )1‬طرابيشي ‪ ،‬جورن ‪ ،‬العقل المستقيل في اإلسالم ‪ ،‬ط‪( ، 1‬دار الساقي ‪ ،‬بيروت ‪2004‬م) ‪ ،‬ص‪. 189‬‬
‫(‪ )2‬ابن النديم ‪ ،‬الفهرست ‪ ،‬ص‪. 482‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 486‬‬
‫(‪ )4‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 550‬‬

‫‪233‬‬
‫‪-‬‬
‫إما في رأي الباحث فإن أحسن قائمة حديثة وضعت في اثار ابن وحشية ما وضعه الباحثون‬
‫الثالثة في مقدمة تحقيق كتاب ابن وحشية ((شوق المستهام في معرفة رموز االقالم)) حيث وضع‬
‫الباحثون‪ :‬يحيى ميرعلم ‪ ،‬محمد حسان الطيان‪ ،‬محمد المراياتي في قائمة تضم أغلب ما اقترن من‬
‫كتب ومصنفات عن ابن وحشية سواء كانت تأليفا أو ترجمة أو منحوله أو موضوعه باسمه ‪ ،‬حيث‬
‫يقول الباحثون (تفاوتت المصاد ر والمراجع في مقدار ما أو ردته من كتب ابن وحشية المؤلفة والمنقولة‬
‫عن النبطية وغيرها من اللغات القديمة التي كان يعرفها ‪ ،‬ولما كانت اثاره كثيرة ‪ ،‬وكان توثيق كل منها‬
‫(‪)1‬‬
‫وقد اورد الباحثون الثالثة آثاره مرتبة‬ ‫باإلحالة على الكتب التي أوردته ال ينطوي على كبير فائدة)‬
‫على حروف الهجاء ‪-:‬‬
‫‪ -1‬األدوار ‪ ،‬أو األدوار الكبير على مذهب النبط ‪ :‬ويتألف من تسع مقاالت ترجمة ابن وحشية على اللغة‬
‫النبطية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أسرار الشمس والقمر أو التعفين أو التعفينات ‪ :‬وهو من الكتب التي نقلها ابن وحشية ‪.‬‬
‫‪ -3‬أسرار عطارد ‪ :‬استشهد به أبو مسلمة الم جريطي في كتابة (غاية الحكيم) فقد ذكر ابن وحشية في‬
‫كتابة (أسرار الفلك) تلميذه ابن الزيات بأنه وعده أن يصنف كتابًا في أسرار ُعطارد وأنه بعد فراغه من‬
‫الترجمة سيفي بوعده ونبهه على أهميته ‪ ،‬وضرورة الحرص عليه ‪.‬‬
‫‪ -4‬أسرار الفلك في أحكام النجوم أو ذوا ناي ‪ :‬ذكر ابن وحشية في مقدمة (الفالحة النبطية) أنه أول‬
‫كتاب ترجمة من اللغة النبطية وأنه كتاب ضخم في نحو ألفي ورقة أو ألف وخمسة ورقة ‪ ،‬مما أضطره‬
‫إلى اإلقتصار على ترجمة ٍ‬
‫مدد منه مع كتب أخرى ‪ ،‬ويستفاد مما أورده ثمة أن (دواناي) هو األسم‬
‫الحقيقي لهرمس الثاني ‪ ،‬ويعني منقذ اإلنس انية وهو ما يطلق عليه المصريون وأهل الشام هرمس‬
‫البايلي ‪.‬‬
‫‪ -5‬اسرار الكواكب ‪.‬‬
‫‪ -6‬االسماء ‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلشارة ‪ :‬في السحر ‪.‬‬
‫‪ -8‬األصول الصغير ‪ :‬في الصنعة الشريفة (الكيمياء) ‪.‬‬
‫‪ -9‬األصول الكبير ‪ ،‬أو أصول الحكمة ‪ :‬في الصنعة أيضاً عن حجر الحكماء ‪ .‬ومنه نسخه محفوظة في‬
‫دار الكتب الظاهرية ضمن مجموع رقمه (‪.)9769‬‬
‫‪ -10‬األصنام ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ابن وحشية ‪ ،‬شوق المستهام ‪ ،‬في معرفة رموز االقالم ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬يحيى ميـر علـم ‪ ،‬محسـن حسـان الطيـان ‪ ،‬محمـد‬
‫مراياتي ‪( ،‬مكتبة االسكندرية ‪2004 ،‬م) ‪ ،‬ص‪. 9‬‬

‫‪234‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -11‬أفالح الكرم والنخل ‪ :‬ذكره ابن وحشية في نهاية كتابة (شوق المستهام) ونص على أنه كان عنده‬
‫بالشام مع كتاب (علل المياه) وأنه ترجمة من لسان األكراد من أصل ثالثين كتاباً رآها في بغداد في‬
‫ناووس ‪ ،‬وذلك في تعقيبه على قلم قديم عجيب ‪ ،‬فيه حروف زائدة عنه القواعد الحرفية ‪ ،‬نسب إلى‬
‫األكراد أنهم ادعوا أن ينبوشاد وماسي السوراني كتبا فيه جميع علومهما وفنونهما ‪.‬‬
‫‪ -12‬األقالم التي يكتب بها كتب الصنعة والسحر ‪ :‬ذكره ابن النديم بعد الكتاب الذي يحتوي على عشرين‬
‫كتابًا مصد ًار بقوله ‪(( :‬وعلى الوالء نسخه ا ألقالم التي يكتب بها كتب الصنعة والسحر)) ونص على‬
‫أن ابن وحشية ذكرها ‪ .‬وأنه قرأها ‪ .‬وأنه ق أر نسخه هذه األقالم بعينها في جملة أجزاء بخط أبي الحسن‬
‫بن الكوفي فيها تعليقات مختلفة وقعت ألبي الحسن بن التنح من كتب بني الفرات وان هذا من أظرف‬
‫ما رآه بخط ابن الكوفي ب عد كتاب مساوئ العوام ألبي العبنس الصيمري ‪ ،‬ثم يعدد بعض حروف‬
‫األقالم التي تصباب بها العلوم القديمة في البرابي مثل حروف العنبث ‪ ،‬وحروف المسند ‪ ،‬وحروف‬
‫الفاقيطوس ‪ ،‬ونص على أن هذه الخطوط ربما وقعت في كتب العلوم التي ذكرها في الصنعة والسحر‬
‫والعزائم باللغة التي يحدثها أهل العلم فالتفهم ‪.‬‬
‫‪ -13‬بالينوس الحكيم ‪( :‬التعفين = أسرار الشمس والقمر) ‪.‬‬
‫‪ -14‬حنا طوثي أماعي الكسداني ‪ :‬أختلفت المراجع في كتابة أسم هذا الكتاب لعجمته وقد نقله ابن وحشية‬
‫‪ ،‬وهو من النوع الثاني من الطلسمات وسترد قريبًا كتب أخرى له هذا العلم ‪ .‬والطلسمات نوع من‬
‫ا لسحر يبحث عن كيفية تركيب القوى السماوية الفعالة مع القوى األرضية المنفعلة في األزمنة المناسبة‬
‫للفعل والتأثير المقصود والطلسم في األصل ‪ :‬العقد الذي ال ينحل – الحكمة في الكمياء = كنز‬
‫األسرار أو كنز المحكمة ‪.‬‬
‫‪ -15‬الحياة والموت في عالن االمراض ‪ :‬وهو مترجم عن كتاب لراهطا بن سموطان الكسداني ‪.‬‬
‫‪ -16‬خواص النبات واالحجار المعدنية ‪ :‬كتاب لدوشام الكاهن ذكره ابن وحشية في كتابة (شوق المستهام)‬
‫في صور األشكال المعدنية التي أصطلح عليها الهرامسة اإلشراقية والمشائية ‪ ،‬ونص على أن دوشام‬
‫الكاهن ذكرها في كتابة الذي وضعه في خواص النبات واالحجار المعدنية ‪ ،‬وأنه جعله خاصًا مكتوبًا‬
‫بهذا القلم ‪ ،‬وحض على معرفته وكتمه ‪ ،‬ألنه من األسرار المخزونة في صور األشكال المعدنية ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن ابن وحشية لم يصرح بنقله للكتاب ‪ ،‬فإن حديثة الدقيق عنه وحض على معرفته‬
‫وكتمه ‪ ،‬ونقله عنه صور األشكال المعدنية يج عل ذلك وغيره من الممكن أن يكون الكتاب مما ترجمه‬
‫ونسي اإلشارة إليه أو أشار إليه في كتاب لم يصلنا إذ لم يصرح بجميع الكتب التي نقلها من اللغات‬
‫أي من المصادر إيراد جميع آثاره ‪.‬‬
‫األخرى ‪ ،‬وكذلك لم يستغرق َّ‬
‫‪ -17‬رسالة في الصناعة أو الصباغة الكيمياوية ‪.‬‬
‫الرقي والتعاويذ ‪.‬‬
‫‪ُّ -18‬‬
‫‪ -19‬الرياسة في علم الفراسة ‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -20‬السحر الصغير ‪.‬‬
‫‪ -21‬السحر الكبير ‪:‬‬
‫همر في مقدمة تحقيقه لـ(شوق المستهام) مترجمًا عن النبطية‬
‫عده المستشرق جوزيف ّ‬
‫‪ -22‬سدرة المنتهى ‪ّ :‬‬
‫‪ ،‬وصفه بروكلمان بأنه حديث مع المغربي القمري عن مسائل تتعلق بالدين وفلسفة الطبيعة ونص‬
‫إسماعيل باشا على أنه في الكيمياء ‪.‬‬
‫‪ -23‬سحر النبط ‪:‬‬
‫‪ -24‬السمـوم ‪ ،‬أو السمـوم والترياقات ‪ :‬ترجمة إلى االنكليزيـة ‪ ،‬م‪ .‬ليفـي ‪ ، M. levey‬بعنوان (علم السموم‬
‫عند العرب في القرن الوسطى) ونشرته‬
‫الجمعية الفلسفية األمريكية ‪.‬‬
‫نص ابن وحشية‬
‫‪ -25‬شمس الشموس وقمر األقمار في كشف رموز الهرامسة ومالهم من الخفايا واألسرار ‪ّ :‬‬
‫على ترجمته من لسان قومه وأحال عليه لإلطالع على أسرار الهرامسة ‪.‬‬
‫‪ -26‬الشواهد في معرفة الحجر الواحد ‪ :‬ولم ترد في تسميته عند بروكلمان كلمة (معرفة) وأحال على نسخه‬
‫أخرى باسم (كتاب الهياكل والتماثيل) مع أن غيره أورد الكتابين معاً ‪.‬‬
‫‪ -27‬شوق المستهام في معرفة رموز األقالم ‪ :‬كتاب يعدد فيه ابن وحشية االقالم القديمة ويحوي الكتاب‬
‫عدة تحقيقات لهذا االثر والكتاب النادر ‪.‬‬
‫على تسعة أبواب ويعدد سبعين قلمًا وخصائصها ‪ .‬وتوجد ّ‬
‫‪ -28‬الطبيعة ‪.‬‬
‫‪ -29‬صبقانا أو طابقانا ‪ :‬وهو في الطلسمات ‪ ،‬ترجمة ابن وحشية بعنوان (كتاب طبقاني) وأصل الكلمة‬
‫غير معروف ‪ ،‬بيد أنه يستفاد من حاشية ألبي مسلمة المجريطي الذي أنتفع من الكتاب في مصنفه‬
‫(غاية الحكيم) أنها تعني بالضرورة فعل صور الكواكب على الكون والفساد األرضيين ‪.‬‬
‫‪ -30‬طرد الشياطين ‪ ،‬أو األسرار ‪:‬‬
‫‪ -31‬الطلسمات ‪:‬‬
‫‪ -32‬علل المياه وكيفية استخراجها واستنباطها من األراضي المجهولة األصل ‪ :‬مضت اإلشارة إلى أن ابن‬
‫وحشية ذكره مع كتاب (أفالح الكرم والنخل) وأنهما كانا عنده بالشام ‪ ،‬وأنه ترجمهما من لسان األكراد‬
‫وهما من أصل ثالثين كتاباً رأها في ناووس في بغداد ‪.‬‬
‫‪ -33‬غاية األمل في التصريف والمعاناة ‪.‬‬
‫‪ -34‬الفالحة ‪ :‬الفال حة الصغير ‪ :‬ذكره بعضهم ‪ ،‬ولعله كتاب الفالحة المتقدم ‪ :‬الفالحة الكبير ‪ :‬ذكره‬
‫بعضهم ولعله كتاب (الفالحة النبطية) ‪.‬‬
‫‪ -35‬الفالحة النبطية ‪ :‬وهو موضوع الدراسة الحالية ‪.‬‬
‫‪ -36‬الفوائد العشرون ‪ :‬وهو في الكيمياء ‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -37‬في صور درن الفلك وما تدل عليه من أحوال المولودين ‪ :‬وأصله لتنكوشا البابلي القوقاني ‪ ،‬وثمة شك‬
‫في صحة نسبة الكتاب إلى مؤلف األصل ‪ ،‬وفي األسم المنسوب إليه ‪ ،‬فقد ذكر بروكلمان أن هذا‬
‫الكتاب من تزييف تلميذ ابن وحشية أحمد بن الحسين الزيات ‪ ،‬وانتهى إلى مثل ذلك اإليطالي‬
‫كرلونيللو في محاضراته التي ألقاها في الجامعة المصرية عن تاريخ علم الفلك عند العرب ‪ ،‬وذلك بعد‬
‫أن حكى أختالف علماء المشرقيات في (تنكوس ‪ /‬تنكوشا) ‪ .‬فقد صدق خولسن (خولسون) ما ذكره‬
‫ابن وحشية بوفرة الكذب ‪ ،‬وجاء بعده ستينشنيدر فزعم أن تنكوشا أسم أخترعه ابن وحشية ‪ ،‬وأن كتاب‬
‫توكرس الحقيقي نقل من اليونانية ‪.‬‬
‫‪ -38‬في معرفة األحجار أو الحجر ‪.‬‬
‫‪ -39‬القرابين ‪:‬‬
‫‪ -40‬كشف الرموز واشارات الحكماء إلى الحجر األعظم ‪ :‬وظاهر أنه في الصنعة ‪.‬‬
‫‪ -41‬كنز األسرار ‪ ،‬أو الحكمة في الكيمياء ‪ ،‬أو كنز الحكمة ‪ :‬سماه بروكلمان (كنز الحكمة) أو (نواميس‬
‫الحكيم) وأورد (كنز األسرار) مسبوقًا بعالمتي = ؟ مما يشعر بأنه شكك في كونهما كتابين أو كتابًا‬
‫واحداً ‪ ،‬كنز الحكمة = كنز االسرار ‪.‬‬
‫‪ -42‬ما يتعرف من علوم الرضيات ‪:‬‬
‫‪ -43‬المدرجة في الكيمياء ‪:‬‬
‫‪ -44‬مذاهب الكلدانيين في األصنام ‪:‬‬
‫‪ -45‬المذكرات في الصنعة ‪:‬‬
‫‪ -46‬مطالع األنوار في الحكمة ‪ :‬ذكر بروكلمان أن اإلسماعيلية استعملوا هذا الكتاب كثي اًر ‪ ،‬وان حسين بن‬
‫نوح أفاد منه في كتاب (األزهر) ‪.‬‬
‫‪ -47‬مفاوضات ‪ ،‬أو مفاوضة ابن وحشية مع أبي جعفر األموي وسالمة بن سليمان اإلخميني في الصنعة‬
‫والسحر ‪.‬‬
‫‪ -48‬مفتاح الراحة ألهل الفالحة ‪ :‬ذكره أحد الباحثين في مقل له (الباحث هو ‪ :‬وصفي زكريا) ‪ .‬ولم نجد‬
‫من ذكر فيما رجعنا إليه من المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪ -49‬مناظرات ابن وحشية مع عثمان بن سويد اإلخميمي في الصنعة ‪ :‬مترجم إلى العربية ‪.‬‬
‫‪ -50‬نزهة األحداث في ترتيب األوفاق ‪ :‬نواميس الحكيم = كنز األسرار ‪.‬‬
‫‪ -51‬الهياكل والتماثيل ‪ :‬تقدمت اإلشارة إلى إيراد بروكلمان له في (الشواهد في معرفة الحجر الواحد) والى‬
‫أن غيره أثبت الكتابين منفصلين معًا وهو ما سوغ إفراده هنا ‪.‬‬
‫‪ -52‬الواضح في ترتيب العمل الواضح ‪.‬‬
‫ويقول الباحثين حول ِ‬
‫هذه القائمة من الكتب المنسوبة أو المترجمة او الموضوعة أو التي‬
‫أقترنت بأسم أبن وحشية حيث يقولون ‪( :‬ما سبق هو مجموع ما أوردته المصادر والمراجع من كتب‬

‫‪237‬‬
‫‪-‬‬
‫منسوبة البن وحشية تأليفا أو ترجم ًة ‪ ،‬بعض النظر عن تشكيك بعضهم في تأليفهم أو ترجمتها عن‬
‫اللغات القديمة أو صحة نسبتها إلى المؤلف األصلي إن كانت مترجم ًة ‪ .‬على أننا لم نجد أحداً من‬
‫األقدمين أو المحدثين من أوردها جميعاً ‪ ،‬وقد مضت اإلشارة إلى ان ابن النديم زاد ما أورده منها على‬
‫الثالثين كتابًا ‪ ،‬ومع ذلك ال يبعد أن تكون له كتب أخرى ‪ ،‬لم تسعفنا المصادر المتاحة بمعرفتها ‪ ،‬قد‬
‫تكشف عنها قادمات األيام وجهود الباحثين) (‪. )1‬‬
‫جل ما ذكره الباحثين هنا من ِ‬
‫هذه القائمة بعضها مفقود أو لم يحقق او‬ ‫ويجب ان ننوه هنا ّ‬
‫منسوب البن وحشية ‪ ،‬إما ما حقق لحد اآلن فال يعد اإل النزر القليل من ِ‬
‫هذه الكتب التي ال يعرف‬
‫البعض عنها اال العناوين أو النقول عنها في بعض المصنفات والكتب والمصادر العربية القديمة ‪ ،‬وقد‬
‫كانت هناك جهوداً من قبل بروكلمان مثالً في كتابة (تاريخ االدب العربي) في إضاءة بعض ِ‬
‫هذه‬
‫الكتب البن وحشية وتعد إسهاماته خطوة متقدمة في العناية وجرد كتب ابن وحشية ‪ ،‬بعيدًا عن رأيه‬
‫فيها ‪ ،‬فقد ذكر بعض كتبه وعلق عليها(‪. )2‬‬
‫إما ما أوردنا في ِ‬
‫هذه القائمة التي ضمت (‪ )52‬كتابًا البن وحشية فقد نقلت من جرده الباحثين ‪:‬‬
‫يحيى مير علم ‪ ،‬محمد حسان الطيان ‪ ،‬محمد مراياتي مع تعديل طفيف جداً عليها ‪ ،‬ألننا وجدناه مع‬
‫عدم قدرتها التديل على صحة الكتب المنسوبة أو المقترنة بأبن وحشية ولكنها في المقابل أكبر قائمة‬
‫ضمت مؤلفاته لكنها تحتان الى دراسة وتدقيق(‪. )3‬‬

‫ثالثا ‪ :‬بعض المصادر التي أوردت إسهامات ابن وحشية ‪:‬‬


‫لم تغفل المصادر والمصنفات العربية اإلسالمية مساهمات ابن وحشية وجهوده في اإلبداع‬
‫والترجمة والنقل والتأليف ‪ ،‬فقد ذكرت بعض أهم المصادر العربية جهوده واخذت منها مقتبسات‬
‫أوردتها في مصنفاتها ‪ ،‬سيما من كتاب الفالحة النبطية ‪ ،‬وذكرت تلك المصادر كتبه وموادها العلمية‬
‫‪ ،‬وهنا سوف نورد جانبًا من ِ‬
‫هذه المصادر التي ورد بها ذكر ابن وحشية وما نقلته عنها في إشارة دالة‬
‫على جهده المعرفي في التأليف والترجمة وقد رتبنا ِ‬
‫هذه المصنفات المختارة حسب التواريخ ‪-:‬‬
‫‪ -1‬ابن النديم (ت‪380‬هـ‪990/‬م) (‪ . )4‬وقد ذكرنا أهم ما أورده ابن النديم سابقًا ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ابن وحشية ‪ ،‬شوق المستهام في معرفة ‪ ،‬رموز االقالم ‪ ،‬ص‪. 13‬‬
‫(‪ )2‬برزكلمان ‪ ،‬كارل ‪ ،‬تاريخ االدب العربي ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬السيد يعقوب بكر ‪ ،‬رمضان عبد التـواب ط‪( ، 2‬دار المعـارف ‪،‬‬
‫القاهرة ‪1975 ،‬م) ‪ ،‬ص‪. 321 – 321‬‬
‫(‪ )3‬ابن وحشية ‪ ،‬شوق المستهام في معرفة رموز االقالم (ينظر ‪ :‬من صفحة ‪ 9‬الى صفحة ‪. )13‬‬
‫(‪ )4‬ابن النديم (ت‪380‬هـ) ‪ ،‬الفهرست ‪ ،‬ص‪. 486-482‬‬

‫‪238‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -2‬الزهراوي (ت‪400‬هـ‪1009/‬م) (‪ . )1‬حيث يرجع إليه الفضل في اإلشارة الى جهود أبن وحشية في‬
‫علم الفالحة ‪ ،‬وقد عمد إلى أختصار كتاب الفالحة النبطية وكان السبب في انتشار الكتاب في‬
‫بالد االندلس واستناد كتب الفالحة باالندلس عليه‪.‬‬
‫‪ -3‬االدريسي ‪( ،‬ت‪565‬هـ‪1169/‬م) (‪ ، )2‬ويأتي ذكر ابن وحشية في حديثة عن مدينة خاقان ونهرها‬
‫العظيم (نهر غماش) واسماك ونبات هذا النهر وفوائدها وان‪ ،‬في ضفته نهر غماش غياض‬
‫ملتفة واشجار مصطفة وأكثر أشجاره الكركهار الذي ذكره ابو بكر بن وحشية في كتابه ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬حيث نقد ابن وحشية وكتاب الفالحة النبطية وحث‬ ‫‪ -4‬موسى ميمون ‪( ،‬ت‪601‬هـ‪1204/‬م)‬
‫على عدم قراءته لما فيه من آراء وثنية وتنجيمية تخالف معتقدات الدين اليهودي وأنبياؤه وكذلك‬
‫الديانات التوحيدية ‪ ،‬وقال ان كتاب الفالحة النبطية من إخران ابن وحشية وهذا الكتاب مملئ‬
‫من هذيانات عابدي األصنام ‪ ،‬وانه فيه أخبار وخرافات عجيبة عن النبات وخواص الفالحة ‪،‬‬
‫ويظهر من كره موسى بن ميمون للكتاب لما فيه أختالف عقائدي وتقاطع معرفي مع معتقدات‬
‫اليهود لهذا نعته بمجمله بالكتاب الخطير ‪.‬‬
‫‪ -5‬ابن البيطار ‪( ،‬ت‪646‬هـ‪1248/‬م)(‪ .)4‬ويورد ابن البيطار نقوالت كثيرة عن أبن وحشية تتعلق‬
‫ال عن ابن وحشية عن النبات‬
‫بخواص النبات وفوائدها الطبية ‪ ،‬فقد أورد في ّعدة صفحات نقو ً‬
‫الداخلة في مجال صناعة االدوية والعقاقير الطبية ‪.‬‬
‫‪ -6‬ابن أبي أصيبعة (ت‪668‬هـ‪1269/‬م) (‪ .)5‬حيث يورد في ترجمه للطبيب موفق الدين البغدادي‬
‫ال (ولكنه ((البغدادي)) أمعن في كتب‬
‫على ذكر كتب ابن وحشية التي افاد منها البغدادي قائ ً‬
‫الكيمياء والطلسمات وما يجري مجراها ‪ ،‬واتى على كتب جابر بأسرها وعلى كتب ابن وحشية)‬
‫‪.‬‬

‫(‪ )1‬الغانمي ‪ ،‬سعيد ‪ ،‬حراثة المفاهيم ‪ ،‬ص‪. 26‬‬


‫(‪ )2‬األدريسي ‪ ،‬ابو عبد اهلل محمد بن محمد الشريف األدريسي (ت‪565‬هـ‪1069/‬م) نزهة المشتاق فـي إختـراق اآلفـاق ‪،‬‬
‫(عالم الكتب ‪ ،‬بيروت ‪1989‬م) ‪ ،‬ن‪ ، 2‬ص‪. 721 – 719‬‬
‫(‪ )3‬موسى بن ميمون القرطبي االندلسي (ت‪601‬هـ‪1204/‬م) ‪ ،‬داللة الحائرين ‪ ،‬اعتنى بـه ‪ :‬أحمـد فريـد المزيـدي ‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪( ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪2007 ،‬م) ‪ ،‬ص‪. 326 – 324‬‬
‫(‪ )4‬ابــن البيطــار ‪ ،‬أبــو محمــد عبــد اهلل بــن أحمــد ضــياء الــدين الملقــي (ت‪646‬هـ ـ‪1248/‬م) ‪ ،‬الجــامع لمفــردات األدويــة‬
‫واألغذية ‪( ،‬مكتبة المثنى بغداد (د‪.‬ت)) ص‪. 237 ، 236 ، 182 ، 152 ، 102 ، 60‬‬
‫(‪ )5‬أبن أبي أصيبعة ‪ ،‬موفق الدين ابي العباس أحمد بن القاسم السعدي (ت‪668‬ه ـ‪1269/‬م) عيـون االنبـاء فـي طبقـات‬
‫األطباء ‪ ،‬شروح وتحقيق ‪ :‬نزار رضا ‪( ،‬دار الحياة ‪ ،‬بيروت ‪1965 ،‬م) ‪ ،‬ص‪. 685‬‬

‫‪239‬‬
‫‪-‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وقد أورد ابن النفيس أسم أبن وحشية كأحد الناقلين‬ ‫‪ -7‬ابن النفيس ‪( ،‬ت‪678‬هـ‪1379/‬م)‬
‫والمترجمين من النبط الى اللغة العربية ‪ ،‬ويذكر من بين الكتب التي نقلها ابن وحشية عن‬
‫موروث الحضارات القديمة كتاب الفالحة النبطية ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬يذكر القرويني في كتابة في فصل عجائب النبات مقطفات‬ ‫‪ -8‬القزويني ‪( ،‬ت‪682‬هـ‪1283/‬م)‬
‫واقتباسات مهمة عن ابن وحشية اال أنه ال يذكره باالسم طراحة بل يذكر تحت مسمى (صاحب‬
‫الفالحة) وقد تنوعت النقول عن ابن وحشية في هذا الفصل المهم من كتاب القزويني ‪.‬‬
‫‪ -9‬الوطواط ‪718( ،‬هـ‪1318/‬م)(‪ .)3‬حيث يقول توفيق فهد عن نقول ابن الوطواط عن كتاب‬
‫الفالحة النبطية مدى التأثير الذي تأثر به يقول ‪( :‬وكان علينا أن ننتظر القرن الثامن للهجرة ‪/‬‬
‫الرابع عشر للميالد لنحظى بكتاب جديد عن الزراعة ‪ :‬أنه القسم الرابع (الفن الرابع) من كتاب‬
‫مباهج الفكر لجمال الدين محمد بن يحيى الوطواط الكتبي (ت‪718‬هـ ‪ 1318 /‬م) الذي يستند‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .‬فقد نقل ابن الوطواط الكثير من النقول عن الزراعة‬ ‫إلى كتاب الفالحة النبطية بشكل واسع)‬
‫والنبات من كتاب الفالحة النبطية ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬حيث أورد النويري في كتابة الموسوعي الشامل الكثير من‬ ‫‪ -10‬النويري ‪( ،‬ت‪732‬هـ‪1331/‬م)‬
‫النقول عن ابن وحشية فيما يخص النبات سيما في الجزئين الحادي عشر الثاني عشر من‬
‫موسوعته ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ .‬يذكر العمري في وصفة ألحد المسالك الجبلية التي زارها‬ ‫‪ -11‬العمري ‪( ،‬ت‪749‬هـ‪1348/‬م)‬
‫حيث يستعجب من نبات عجيب في المكان حيث يقول ‪( :‬قلت ‪ :‬ولعل هذه الشجرة هي التي‬
‫ذكرها ابن وحشية ‪ ،‬وقال إنها في الدنيا واحدة ال ثاني لها) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪،‬ذكر الصفدي ابن وحشية كناقل ومترجم عن الكسدانيين‬ ‫‪ -12‬الصفدي ‪( ،‬ت‪764‬هـ‪1362/‬م)‬
‫(النبط) ((كتاب االدوار)) الذي استفاد منه األطباء في بعض المعلومات الطبية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أبن النفيس ‪ ،‬عالء الدين علي بن أبي الحزم القريشي (ت‪678‬هـ‪1379/‬م) ‪ ،‬الشـامل فـي الصـناعة الطبيـة‪ ،‬تحقيـق‪:‬‬
‫يوسف زيدان ‪ ،‬ط‪( ، 1‬المجمع الثقافي ‪ ،‬أبو ظبي ‪ ،‬االمارات العربية المتحدة ‪2000 ،‬م) ‪ ،‬ن‪ ، 2‬ص‪.138‬‬
‫(‪ )2‬القروينــي‪ ،‬زكريــا بــن محمــود االنصــاري ‪( ،‬ت‪682‬هـ ـ‪1283/‬م) عجائــب ال مخلوقــات وغ ارئــب الموجــودات ‪ ،‬تقــديم ‪:‬‬
‫محمد بن يوسف القاضي ‪( ،‬مكتبة الثقافة الدينية ‪ ،‬القاهرة ‪2006 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪( :‬فصل النبات من ‪. )282-214‬‬
‫(‪ )3‬الوط ـواط ‪ ،‬جمــال الــدين بــن يحيــى الوط ـواط الكتبــي ‪( ،‬ت‪718‬هـ ـ‪1318/‬م) مبــاهج الفكــر ومنــاهج العبــر (نق ـالً عــن‬
‫توفيق فهد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ن‪ ، 3‬ص‪.)1082‬‬
‫(‪ )4‬فهد توفيق وآخرون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.‬‬
‫(‪ )5‬النــويري ‪ ،‬شــهاب الــدين أحمــد بــن عبــد الوهــاب (ت‪732‬هـ ـ‪1331/‬م) ‪ ،‬نهايــة االرب فــي فنــون األدب ‪( ،‬القــاهرة ‪،‬‬
‫‪1935‬م) ‪( ،‬ينظر الجزآن ‪. )12 ، 11 :‬‬
‫(‪ )6‬العمــري ‪ ،‬أحمــد بــن يحيــى بــن فضــل اهلل (ت‪749‬هـ ـ‪1348/‬م) ‪ ،‬مســالك األبصــار فــي ممالــك االمصــار ‪ ،‬تحقيــق ‪:‬‬
‫أحمد زكي باشا ‪( ،‬مطبعة دار الكتب المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪1924 ،‬م) ‪ ،‬ص‪. 98‬‬

‫‪240‬‬
‫‪-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬ويورد ابن خلدون أسم ابن وحشية وكتاب الفالحة‬ ‫‪ -13‬ابن خلدون ‪( ،‬ت‪808‬هـ‪1406/‬م)‬
‫النبطية في الفصل العشرون (في الفالحة) ويذكر ان كتاب الفالحة النبطية منسوبة لعلماء النبط‬
‫مشتملة في ذلك على علم كبير ولما نظر أهل الملّة فيما أشتمل عليه هذا الكتاب وكان باب‬
‫السحر مسدوداً والنظر فيه محظو ًار فاقتصروا منه على الكالم في النبات من جهة غرسه‬
‫وعالجه وما يعرض له في ذلك وحذفوا الكالم في الفن اآلخر منه واختصر إبن العوام كتاب‬
‫ال نقل منه مسلمه في كتبه السحرية‬
‫الفالحة النبطية على هذا المنهان وبقي الفن اآلخر منه مغف ً‬
‫أمهات مسائلة كما نذكره عن الكالم على السحر إن شاء اهلل ‪ .‬ويذكر ابن خلدون كتاب الفالحة‬
‫النبطية في (الفصل الثاني والعشرون) في (علوم السحر والطلسمات) من كتب االقدمين التي‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫وصلت عن النبط والكلدانيين كتاب الفالحة النبطية‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬يذكر المقريزي نقالً عن ابي وحشية في صفات ماء النيل‬ ‫‪ -14‬المقريزي ‪( ،‬ت‪845‬هـ‪1442/‬م)‬
‫ومخرجه من جبال وراء بالد السودان ‪ ،‬ويعدد صفاته الحميدة ‪ ،‬وصفاته غير الحميدة التي تضر البدن‬
‫‪ ،‬ويعدد كذلك صفاته االخرى في الطبخ ويعرن على أهم ما يدفع عن أهل مصر ضرر ماء النيل‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ال ‪( :‬والنبط بفتح النون‬
‫‪ ،‬حيث يورد ابن حجر معنى النبط قائ ً‬ ‫‪ -15‬ابن حجر ‪( ،‬ت‪852‬هـ‪1448/‬م)‬
‫والموحدة ثم طاء مهملة هم أهل الفالحة من األعاجم وكانت أماكنهم بسواد العراق والبضائع واكثر ما‬
‫يطلق على أهل الفالحة ولهم معارف أختصوا بها وقد جمع أحمد بن وحشية في كتاب الفالحة من‬
‫ذلك أشياء عجيبة)‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫عدة مواقع في ذكر انواع‬ ‫‪ ،‬يذكر السيوطي ابن وحشية في ّ‬ ‫‪ -16‬السيوطي ‪( ،‬ت‪911‬هـ‪1505/‬م)‬
‫البنفسج ويعدد أصنافه ونواعه ‪ ،‬واآلس سيد الرياحين وانواع النسرين وصفاته والليمون والنارنج ‪.‬‬

‫(‪ )1‬الصفدي ‪ ،‬صـالح الـدين خليـل بـن إيبـك (ت‪764‬هــ‪1362/‬م) ‪ ،‬الـوافي بالوفيـات ‪ ،‬تحقيـق‪ :‬أحمـد األرنـاووط ‪ ،‬تركـي‬
‫مصطفى ‪( ،‬دار أحياء التراث ‪ ،‬بيروت ‪2000 ،‬م) ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابـن خلـدون ‪ ،‬عبـد الـرحمن بـن محمــد الخضـرمي (ت‪808‬ه ـ‪1406/‬م) ‪ ،‬المقدمـة ‪( ،‬دار ومكتبـة الهـالل ‪ ،‬بيــروت ‪،‬‬
‫‪1996‬م) ‪ ،‬ص‪. 310‬‬
‫(‪ )3‬ابن خلدون ‪ ،‬المصدر نفسه ص‪. 311‬‬
‫(‪ )4‬المقريزي ‪ ،‬تقي الـدين أحمـد بـن علـي بـن عبـد القـادر (ت‪845‬ه ـ‪1442/‬م) المـواعظ واالعتبـار يـذكر الخطـط واالثـار‬
‫(المع ــروف ب ــالخطط المقريزي ــة) وض ــع حواش ــيه وحقق ــه ‪ :‬خلي ــل منص ــور ‪ ،‬ط‪( ، 1‬دار الكت ــب العلمي ــة ‪ ،‬بي ــروت ‪،‬‬
‫‪1998‬م) ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ابــن حجــر ‪ ،‬أحمــد بــن علــي بــن حجــر العســقالني (ت‪852‬هـ ـ‪1448/‬م) ‪ ،‬فــتح البــاري فــي شــرح صــحيح البخــاري ‪،‬‬
‫تحقيــق ‪ :‬محمــد ف ـؤاد عبــد البــاقي ‪ ،‬محــب الــدين الخطيــب ‪( ،‬دار المعرفــة للطباعــة والنشــر ‪ ،‬بيــروت ‪1378 ،‬هـ ـ)‪،‬‬
‫ص‪. 81‬‬
‫(‪ )6‬السيوطي ‪ ،‬جالل الدين عبـد الـرحمن (ت‪911‬ه ـ‪1505/‬م) ‪ ،‬حسـن المحاضـرة فـي أخبـار مصـر القـاهرة ‪( ،‬القـاهرة ‪:‬‬
‫‪1997‬م) ‪ ،‬ص‪. 364 ، 359 ، 357 ، 355‬‬

‫‪241‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -17‬حاجي خليفة ‪( ،‬ت‪1067‬هـ‪1656/‬م) (‪ .)1‬يذكر حاجي خليفة في موسوعته البيلوغرافية ‪ ،‬تحت باب‬
‫ال حكمة أشهر المترجمين الذين نقلوا من النبطية إلى العربية ‪ ،‬حيث يتصدر ابن وحشية المترجمين‬
‫والناقلين عن ِ‬
‫هذه اللغة ‪ ،‬ويورد صاجي خليفة أسم ابن وحشية تحت باب (علم السيمياء) حيث يقول ‪:‬‬
‫(ومن الكتب الخبرة في النوع األول التعفينات الذي نقله إبن وحشية عن النبطية) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬يتحدث االنطاكي في (الفصل الثالث) عن التفاوت بين أبدان‬ ‫‪ -18‬االنطاكي ‪( ،‬ت‪1008‬هـ‪1699/‬م)‬
‫الحيوان واإلنسان والنبات واختالف في أجرامها كثافة ولطفًا ‪ ،‬يفرق بين االختالفات والمتفاوتات بينهما‬
‫‪ ،‬ويستشهد بابن وحشية في هذا المقام من قبول كل من الحيوان واالنسان والنبات لما يصح له ما هو‬
‫ضروي لحياته ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬حيث يورد ترجمة ألسم ابن وحشية وأهم كتبه وينتقل بهذا‬ ‫‪ -19‬البغدادي ‪( ،‬ت‪1339‬هـ‪1920/‬م)‬
‫ال عن فهرست ابن النديم ‪.‬‬
‫الصدد (‪ )30‬كتاباً له نق ً‬
‫إن هذه القائمة ال تغلق الباب أمام مصادر ومصنفات التراث التي ذكرت ابن وحشية وكتاب‬
‫إيما أفاده ‪ ،‬سوى كانت الكتب تأليفًا وترجم ًة أو موضوعة ‪،‬‬
‫الفالحة النبطية وكتبه اآلخرى وأفادت منه ّ‬
‫حذو القديمة في التعريف‬
‫فهناك الكثير من الموارد التي ذكرت ابن وحشية وقد حذت المراجع الحديثة ّ‬
‫بابن وحشية ‪ ،‬حيث أصبح االهتمام به ويكتبه في االونة االخير محطّ أنظار الباحثين ولعل في‬
‫المستقبل سوف نشهد دراسات وتنقيبات عن كتب ابن وحشية وتحقيقها ألهميتها في تاريخ العلوم‬
‫العربية اإلسالمية ‪ ،‬وربما تتضح الصورة أوضح عن ابن وحشية وشخصيته‪.‬‬
‫رابعاً ‪ :‬إكتشاف أبن وحشية لعلوم وكتب قومه النبط الكسدانيين وترجمتها ‪.‬‬
‫يعزز لدنيا ابن وحشية النبطي الثقة في بيانه اإلفتتاحي للكتاب ‪ ،‬بأنه مترجم كتاب ((الفالحة‬
‫النبطية)) عن علماء الكسدانيين ‪( :‬هذا كتاب الفالحة النبطية ‪ ،‬نقله من لسان الكسدانيين إلى العربية ابو‬
‫بكر بن علي بن قيس الكسداني القيسي ‪ ،‬المعروف بابن وحشية في سنة أحدى وتسعين ومائتين من تاريخ‬
‫العرب من الهجرة وأمـاله على أبي طالب أحمد بن الحسين بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الملك‬

‫(‪ )1‬حاجي خليفة ‪ ،‬مصطفى بن عبد اهلل (‪1067‬ه ـ‪1656/‬م) ‪ ،‬كشـف الظنـون عـن اسـامي الكتـب والفنـون ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار‬
‫الكتـ ــب العمليـ ــة ‪ ،‬بيـ ــروت ‪( 2007 ،‬ينظـ ــر بـ ــاب الحكمـ ــة ‪ :‬ن‪ 524 ، 2‬وينظـ ــر كـ ــذلك حـ ـ ـ‪ ، 2‬ص‪ ، 43‬ن‪، 1‬‬
‫ص‪. )238‬‬
‫(‪ )2‬االنطاكي ‪ ،‬داود بن عمر (ت‪1008‬هـ‪1599/‬م) تذكره أولـي األلبـاب والجـامع العجـب العجـاب ‪( ،‬المكتبـة الثقافيـة ‪،‬‬
‫بيروت (د‪.‬ت))‪ ،‬ص‪. 52‬‬
‫(‪ )3‬البغــدادي ‪ ،‬أســماعيل باشــا (ت‪1339‬هـ ـ‪ ، )1920/‬هديــة العــارفين فــي أســماء وآثــار المصــنفين ‪( ،‬مكتبــة المثنــى ‪،‬‬
‫بغداد ‪1951 ،‬م) ‪ ،‬ص‪. 55‬‬

‫‪242‬‬
‫‪-‬‬
‫سنة ثماني عشرة وثالثمائة من تاريخ العرب من الهجرة) (‪. )1‬‬ ‫(‪)‬‬
‫الزيات ‪ ،‬في ّ‬
‫ويبقى خيط الثقة الموصول بين ابن وحشية وقرائه موصوالً ‪ ،‬بما يسرده من حكاية الكتاب في‬
‫بيانه اإلفتتاحي للكتاب ال يختفي أو يغيب ‪ ،‬بل يعزز في وعي القـارئ حيث يخاطب تلميذه ابن الزيات‬
‫الود الخالص واألبوة العلمية بـ(يا بني‪( :)...‬أنني وجدت هذا الكتاب في جملة ما وجدت من‬
‫بعبارات ّ‬
‫كتب الكسدانيين ‪ ،‬مترجماً بترجمة معناها بالعربية ((كتاب إفالح األرض واصالح الزرع والشجر‬
‫والثمار ودفع اآلفات)) فاستكبرته واستطلته وخطر ببالي أختصاره) (‪. )2‬‬
‫إن هذا اليوم المشهود في حياة ابن وحشية في بغداد عام (‪291‬هـ) يومًا مشهودًا في حياته ألنه‬
‫أطلع ألول مرة الى كنزه الذي سيداوم عليه في الترجمة من لغة قومه النبط الكسدانيين إلى العربية‬
‫إعمال جليلة ‪ ،‬وسوف يخرن هذا الكنز العلمي المعرفي من إيدي قوم آثروا على أنفسهم حفظ هذا‬
‫التراث (تراث إسالفهم) بعيداً عن كل ٍيد وعين ‪ ،‬متذرعين بقدسية هذا التراث في أن يخرن إلى الناس‬
‫ومداولته بينهم ‪ ،‬ألنه يحمل عقائدهم وشعائرهم التي هي بالنسبة لهم من الرفعة العقائدية التي يجب ان‬
‫ال يخالطها أذهان غيرهم من األقوام فسالمهم العقائدي وهويتهم وخصوصيتهم تكمن في هذه الكيزان‬
‫التي يحفظون بها هذه اللفائف والكتب محروسة بوصية مقدسة من قبل األسالف ‪.‬‬
‫فكيف البن وحشية ان يفك ويحرر هذه العلوم من أسر المعتقدات الباطلة وهدفه (هو إيصال‬
‫علوم هؤالء القوم ‪ ،‬أعني النبط الكسدانيين منهم إلى الناس وبثها فيهم ليعلموا مقدار عقولهم ونعم اهلل‬
‫وتبارك وتعالى عندهم في إدارك العلوم النافعـة‬
‫الغامضة ‪ ،‬واستنباط ما عجز غيرهم من األمم) (‪. )3‬‬
‫وهنا تتحدد مهمة ابن وحشية على صعيدين عام وخاص ‪ ،‬فالهدف العام وهو األوسع إنسانيًا‬
‫من خال ل هدفه الصريح الذي يعلنه في إيصال منافع هذه العلوم إلى الناس كافة ‪ ،‬ليتزودوا بها‬
‫ويضيفوا الى معرفتهم معرفة قيمة أخرى ‪ .‬والهدف الخاص يتمثل في أحياء محاسن قومه الكسدانيين‬
‫(النبط) وما أنعم اهلل عليهم من قريحة وذكاء في استنباط العلوم النافعة للناس ‪ ،‬ولم يدر بخلد ابن‬

‫( ‪ )‬يـورد ابــن النــديم (ت‪380‬ه ـ‪990/‬م ) فــي كتابـة الفهرســت نبــذه تعريفيــة بســيطة عــن ابـن الزيــات قــائال ‪ :‬هــو أحمــد بــن‬
‫الحسين بن علي بـن أحمـد بـن محمـد بـن عبـد الملـك الزيـات ‪ ،‬صـاحب ابـن وحشـية وهـو الـذي يـروي هـذه الكتـب عنـه‬
‫ويحيــا فــي وقتنــا هــذا بــل أحســبه مــات قريبـاً (ص‪ ) 486‬وقــد درأت شــبهات كثيــر حــول عالقــة ابــن الزيــات باســتاذه ابــن‬
‫وحشية وقيل أنه من صنع وبت كر شخصية ابن وحشية وانه ألف الكتب تحت هذا األسم ‪ ،‬وانه كانت له صالت بغالة‬
‫الشيعة ومن أنصار الشلمغاني المقتـول (‪ 322‬هــ) بغـداد ‪ .‬وانـه كـان لـه نفـود وجـاه النـه سـليل عائلـة و ازريـة ‪ ،‬وقـد قيـل‬
‫الكثير عن شخصية ابن الزيات وتحتان الى تحقيق ودراسة خاصة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬ابن وحشية ‪ ،‬الفالحة النبطية ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 5‬‬
‫(‪ )2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 5‬‬
‫(‪ )3‬ابن وحشية ‪ ،‬الفالحة النبطية ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 5‬‬

‫‪243‬‬
‫‪-‬‬
‫وحشية ‪ ،‬وهو يعلن عن هويته القومية ‪ ،‬نزعة إحياء تلك الهوية بدافع العصبية – كما سوف تتخذ من‬
‫قبل المستشرقين ذريعة في عدائه للعرب المسلمين – بل نرى ان ابن وحشية يقول عن هدفه ‪( :‬وذلك‬
‫أنني وصلت إلى كتبهم في زمان قد درس فيه ذكرهم ونسخت فيه أخبارهم وعدم أعالمهم ‪ ،‬حتى لم‬
‫يب ِ‬
‫ق اإل ذكرهم فقط وذكر بعض علومهم)(‪ .)1‬فأبن وحشية عالماً بما آلت إليه األمور لقومه من ضعف‬
‫شوكة وسلطان ويبقى الهدف المنشود لدية هو أظهار ما تبقى من علومهم وخوفًا عليها من االندثار‬
‫والنسيان لهذا يقول ‪( :‬فلما رأيت ذلك إجتهدت في طلب كتبهم فوجدتها عند قوم هم بقايا الكسدانيين‬
‫وعلى دينهم وسنتهم ووجدت ما وجدت عندهم من الكتب وهم في نهاية الكتمان واإلخفاء والجحود لها‬
‫والجزع من إظهارها) (‪. )2‬‬
‫إذا فقد آلت أمور النبط الكسدانيين إلى النسيان ‪ ،‬ال كما رون أصحاب شعوبية النبط وعداءهم‬
‫ال القلقشندي ان ابن وحشية كان يكره العرب ويتعصب‬
‫للعرب من متأخرين ومتقدمين ‪ ،‬فقد ذكر مث ً‬
‫(‪)3‬‬
‫ال ما ذكره أحمد أمين في ان شعوبية النبط ظهرت في‬
‫لقومه ‪ ،‬ومن الباحثين المعاصرين نذكر مث ً‬
‫شكل عصبية لألرض وزراعتها ‪ ،‬وتفضيل معيشة الحرث والزرع على الصحراء ومعيشها(‪ . )4‬اما شافية‬
‫السالمي فتقول ‪ :‬يمثل كتاب (الفالحة النبطية) ألبن وحشية الشاهد الوحيد على وجود شعوبية غير‬
‫فارسية ‪ .‬وقد اكثر ابن وحشية في كتابة على الدور الحضاري للنبط ومساهمتهم في العمران كما‬
‫دون‬
‫عز وما صاروا إليه من ّ‬
‫انتقدت جماعات النبط وهاجمتهم وتبجحوا بما كانوا عليه في الماضي من ّ‬
‫ومهانة في ظل الحكم العربي ‪ ،‬وتؤكد الباحثة ان عصبية النبط كانت عصبية هادئة اذ لم يفكر‬
‫أصحابها بقلب النظام الحاكم أو القيام بثورات ضد السلطة بل أرادوا فقط ان تكون لهم منزلة إجتماعية‬
‫أرقى أي الرفع من شأنهم وتحسين وضعهم(‪. )5‬‬
‫ومع هذه النتيجة التي آلت اليها أمور النبط على الصعيد السياسي واالجتماعي يبقى من حقهم‬
‫في الدفاع عن معارفهم القديمة وتراثهم الذي هو تراث لإلنسانية جميعًا ‪ ،‬وبما ان ابن وحشية واحدًا‬
‫منهم ويجيد لغتهم السريانية ويجيد العربية لغة عصره وعلومها ولغة سلطان الخالفة والدولة العربية‬
‫القوامون على تراث اإلسالف‬
‫مد جسور الثقة بني قومه ّ‬ ‫اإلسالمية ‪ ،‬فقد أستعمل المداورة والمناورة في ّ‬
‫‪ ،‬فستخدم الوسائل المتاحة المال والدنانير ‪ ،‬وكم كانت فرحته بهذا المغنم العلمي الكبير والمكسب‬

‫(‪ )1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 5‬‬


‫(‪ )2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 5‬‬
‫(‪ )3‬القلقشــندي ‪ ،‬ابــو العبــاس أحمــد بــن علــي (ت‪821‬هـ ـ‪1418/‬م) ‪ ،‬صــبح اال عش ـا فــي صــناعة اإلنشــا ‪( ،‬المؤسســة‬
‫المصرية العامة ‪ ،‬القاهرة (د ت)) ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 424‬‬
‫(‪ )4‬أمين أحمد ‪ ،‬ضحى اإلسالم " ط‪( ، 10‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت (د‪.‬ت))‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 58‬‬
‫(‪ )5‬السالمي ‪ ،‬شافية حداد ‪ ،‬نظرة العرب إلـى الشـعوب المغلوبـة ‪ ،‬ط‪( ، 2‬دار االنتشـار العربـي ‪ ،‬بيـروت ‪2009 ،‬م) ‪،‬‬
‫ص‪. 171‬‬

‫‪244‬‬
‫‪-‬‬
‫( فوصلت إلى ما أحببت من كتبهم بهذه الوجوه التي عددتها من أنني منهم وأني عارف بلغتهم وأنني‬
‫متمكن من المال ما أستعملت المداراة والبذل ولطيف الحيلة إلى أن وصلت ما أمكن من كتبهم) (‪. )1‬‬
‫ولكن ابن وحشية ال يخفي حسه النقدي الالذع لقومه (إذ كانت الكافة من هؤالء القوم هم بقاياهم‬
‫كالبقر والحمير والعاجزين عن فهم شيء من علوم إسالفهم)(‪ . )2‬الذين أبدعوا هذه الفنون من العلوم‬
‫بقية خيرة (إال أن اإلنسان الذي وجدت هذه الكتب مجموعة عنده‬‫النافعة وحجبها نف اًر منهم فإن فيهم ّ‬
‫يتميز عن هذه الجملة وينفصل عن حمارية هذه الكافة) (‪. )3‬‬
‫حس أبن وحشية النقدي من خالل اللوم واللين (فلمته على اإلفراط في كتمان هذه‬
‫ويظهر ّ‬
‫وطمر‬
‫وخبي هذه العلوم وقلت له ‪ :‬إنك تزيدون من اإلحتياط بفعل شيء هو درس ذكر قومك ّ‬
‫ّ‬ ‫الكتب‬
‫ٍ‬
‫حنين يشده لجذوره في‬ ‫بهويته وهوية قومه وأسالفه في‬
‫َ‬ ‫محاسنهم) (‪ . )4‬ويتحرك إحساس أبن وحشية‬
‫إستنهاض جزءاً مفيداً للناس من علوم قومه واسالفه ونقله إلى لغة العصر الذي يعيش فيه ويدخلها‬
‫حقل التداول العلمي وينتفع فيها الناس ويشير في الوقت نفسه الى فضائل ِ‬
‫قومه ‪.‬‬
‫سادن وحارس هذا‬
‫وتقف نظرة ابن وحشية المنفتحة على عصره ونظرة قرينه من بني قومه ّ‬
‫الكنوز الم عرفية على مفترق اإلختالف ووجهات النظر وتأويل ما تركه اإلسالف ‪ ،‬حيث يخاطبه قرينه‬
‫ومكمن‬
‫ّ‬ ‫وسنتنا) (‪، )5‬‬
‫‪( :‬يا أبا بكر ‪ ،‬أتريد أن تخالف رسم شيوخنا وأسالفنا ووصاياهم إيانا بكتمان ديننا ّ‬
‫الخالف الذي توصل إليه ابن وحشية مع قرينه هو حول علوم الشريعة والدين والعقائ د ‪ ،‬إما العلوم‬
‫طي الكتمان بل يجب ان تظهر للناس إما كتب الشريعة الكسدانية‬ ‫النافعة للناس فال يجب ان تبقى ّ‬
‫النبطية ونواميسهم واسرارهم الدينية – العقائدية فال يجهد ابن وحشية نفسه في الكشف عنها ‪.‬‬
‫الحس النقدي وروح اإلنفتاح ال تكل عند ابن وحشية في محا ورته التي أوردها في مقدمة‬
‫ّ‬ ‫ويبقى‬
‫كتاب الفالحة وكيف جرت قصة إكتشاف كنز علوم قومه النبط الكسدانيين في أحد دور العبادة في‬
‫بغداد سنة (‪ 291‬هـ) ففي محاورته لقرينه النبطي حيث يقول‪( :‬فأني أخالف أسالفنا واسالفك في كتمان‬
‫العلوم ووافقهم في كتمان الشريعة) (‪. )6‬‬
‫سيل النقد والمثالب والحط والدونية‬
‫حسه القومي في إنصاف قومه النبط إمام ّ‬ ‫وهنا يناشد فيه ّ‬
‫التي الحقت بهم من األقوام االخرى – ربما يشير هنا الى ما كان العرب يثلبون النبط من أنهم فرسان‬
‫بقر وحمير وزرع – وان ِ‬
‫هذه االقوام لقومه مثل مالهم من رفعة في ميادين الحياة من إبداع وابتكار‬

‫(‪ )1‬ابن وحشية ‪ ،‬الفالحة النبطية ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 5‬‬


‫(‪ )2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 6‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 6‬‬
‫(‪ )4‬ابن وحشية ‪ ،‬الفالحة النبطية ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 6‬‬
‫(‪ )5‬المصدر نفسه ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 7‬‬
‫(‪ )6‬المصدر نفسه ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 6‬‬

‫‪245‬‬
‫‪-‬‬
‫للعلوم وغيرها لهذا يقول ‪( :‬فو اهلل ان الغيرة على الناس تحملني على إظهار بعض علومنا لهم ‪ ،‬لعلهم‬
‫أن ينتهوا من ثلب النبط) (‪. )1‬‬
‫ويظهر ان دافع اإلنتماء يبقى راسخاً موجوداً عند كل إنسان سيما دافع اإلنتماء إلى الجذور‬
‫الرقي والتحضر ‪،‬‬
‫واألصول ‪ ،‬والحنين إليه يبقى موصوالً ال ينقطع مع تقدم اإلنسان في مراتب ّ‬
‫ويتحرك هذا اإلحساس – الدافع ‪ ،‬حينما يرى الطرف آلخر ان الناس ظالمون لهم ولهويتهم‬
‫اإلجتماعية والدينية والقومية جاحدون لفضلهم واسهاماتهم ‪ ،‬فأبن وحشية رغم إسالمه الصحيح‬
‫واخالصة لكنه يعبر عن نفسه بأنه نبطي ‪ ،‬مثل أي مسلم غير عربي األصل واألرومة ‪ ،‬ولهذا يأتي‬
‫إص ارره على أخران علوم قومه من مهاد النسيان ‪ ،‬وفي عبارة جميلة الفته يقول ‪( :‬وينتبهوا من رقدتهم‬
‫ال من موتهم) (‪. )2‬‬
‫‪ ،‬ويعيشوا قلي ً‬
‫إن ِ‬
‫هذه الحوارية التي مكنت ابن وحشية في أكتشاف علوم قومه واإلطالع عليها ومباشرته في‬
‫ترجمة ما أستطاع ان يترجمه منها فيقول ‪( :‬فجعلت أقرأها عليه فيستعيد ما أقرأه عليه ويتفهمه ‪ ،‬إلى‬
‫أن قال لي في بعض األيام أحييتني واهلل يا أبا بكر ‪ ،‬فجزأك اهلل عني خي ًار) (‪. )3‬‬
‫وفي الرأي أظن ان هذه مأثر البن وحشية وقرينه النبطي في عبارته ((واهلل أحييتني)) فأي حياة‬
‫بعد حياة تحصيل هذا العلم وانكشافه للناس بفضل ابن وحشية وجهده اإلستثناني في نقل هذا العلوم ‪،‬‬
‫ولكن يبقى ابن وحشية مداومًا على حسه النقدي يقظًا عامداً مص ًار في إضرام الحريق الكامل في عتمة‬
‫هؤالء القوم من إسالفه حيث يقول لقرينه ‪( :‬قلت له ‪ :‬فما يصنع اإلنسان بكتب مخبوءة مرفوعه عند ال‬
‫المدر) (‪. )4‬‬
‫يقرأها وال يتفهمها ‪ ،‬فهي كائنة عنده بمنزلة الحجارة و ّ‬
‫هذه القصة التي أوردها ابن وحشية في كيفية اكتشاف علوم قومه من النبط الكسدانيين‬ ‫إن ِ‬
‫غبته في نقلها إلى العربية لغة عصره وثقافته ‪ ،‬تمنح ابن وحشية رفعه عالية في مصاف العلماء‬ ‫ور ِ‬
‫واخالصهم للعلم والمعرفة الحقة ‪.‬‬

‫(‪)1‬ابن وحشية ‪ ،‬الفالحة النبطية ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 7‬‬


‫(‪ )2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ن‪. 7 ، 1‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 8‬‬
‫(‪ )4‬المصدر نفسه ‪ ،‬ن‪ ، 1‬ص‪. 8‬‬

‫‪246‬‬
‫‪-‬‬
‫الخاتمة‬
‫ربما تكون خاتمة هذا البحث أمنية الباحث في أن ينصب اإلهتمام بشخصية ابن وحشية وكتبه‬
‫ترجمة وتأليفاً‪ ،‬حيث حسب علم الباحث لم تقام أي فعالية ونشاط او مؤتمر حلقة دراسية حول هذه‬
‫الشخصية العراقية المنبت واألرومة‪ ،‬وال عن كتابه األثر العراقي الفريد في بابه (الفالحة النبطية) الذي‬
‫نقله ابن وحشية عن لسان قومه النبط الكسدانيين السريان الى العربية وهو سفر ضخم في علم‬
‫الفالحة‪ ،‬العمران الزراعي‪.‬‬
‫جل أبوابه وفصوله عن أرض بالد الرافدين‪ ،‬انواع‬
‫والسبب اآلخر ‪ ،‬إن كتاب الفالحة يتحدث في ّ‬
‫االراضي المختلفة‪ ،‬انهاره‪ ،‬أنواع مياهه‪ ،‬جغرافيته ومناخه وتضاريسه وعن انبياءه وحكماءه واطباءه‬
‫وسحرته‪ ،‬وعن معتقداتهم الدينية واالجتماعية وتسميات بعض االماكن في بالد الرافدين ومعلومات‬
‫قيمة أخرى‪.‬‬
‫ويرى الباحث ان كتاب الفالحة النبطية وشخصية ابن وحشية يحتاجان الى الدراسات العلمية في‬
‫البحث والتقميش واإلهتمام‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫‪-‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫اوالً‪ -:‬المصادر‬
‫‪ -1‬ابن أبي أصيبعه‪ ،‬موفق الدين أبي العياس أحمد بن القاسم السعدي (ت‪668:‬هـ‪1269/‬م)‪ ،‬عيون‬
‫األنبار في طبقات األطباء‪ ،‬تحقيق‪ :‬نزار رضا (دار الحياة‪ ،‬بيروت‪1965،‬م)‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلدريسي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن محمد الشريف (ت‪565:‬هـ‪1196/‬م)‪ .‬نزهة المشتاق في اختراق‬
‫اآلفاق‪ ،‬طـ ‪ ،2/‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت‪2007 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ -3‬األنطاكي‪ ،‬داوود بن عمر (ت‪1008:‬م‪ 1596/‬م)‪ .‬تذكرة أولي األلباب والجامع العجب العجاب‪،‬‬
‫(المكتبة الثقافية‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -4‬البغدادي‪ ،‬إسماعيل باشا(ت‪1339:‬هـ‪ 1920/‬م)‪ .‬هدية العارفين في أسماء وآثار المصنفين ‪ ،‬مكتبة‬
‫المثنى‪ ،‬بغداد‪.)1951 ،‬‬
‫‪ -5‬ابن البيطار‪ ،‬أبو محمد عبداهلل بن أحمد ضياء الدين الملقي (ت‪646:‬هـ‪1248/‬م)‪ ،‬الجامع لمفردات‬
‫األدوية واألغذية‪ ،‬مكتبة المثنى‪ ،‬بغداد (د ـ ت)‪.‬‬
‫‪ -6‬ابن حجر‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر العسقالني (ت‪852:‬هـ‪1448/‬م) ‪ .‬فتح الباري في شرح صحيح‬
‫البخاري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬محب الدين الخطيب (دار المعرفة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪2007‬م)‪.‬‬
‫‪ -7‬حاجي خليفة‪ ،‬مصطفى بن عبداهلل (ت‪1067:‬هـ‪1656/‬م)‪ .‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪،‬‬
‫ط‪( ،2‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪2007 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ -8‬ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد الحضرمي (ت‪808:‬هـ‪1405/‬م)‪ .‬المقدمة‪( ،‬دار مكتبة الهالل‪،‬‬
‫بيروت‪.)1996،‬‬
‫‪ -9‬السيوطي‪ ،‬جالل الدين عبدالرحمن (ت‪911:‬هـ‪1505/‬م)‪ .‬حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة‪،‬‬
‫(القاهرة‪.)1997،‬‬
‫الصفدي‪ ،‬صالح الدين خليل بن أيبك (ت‪764:‬هـ‪1362/‬م)‪ ،‬الوافي بالوفيات‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد‬ ‫‪-10‬‬
‫األرناؤوط‪ ،‬تركي مصطفى (دار إحياء التراث‪ ،‬بيروت‪.)2000،‬‬
‫العمري‪ ،‬أحمد بن يحيى بن فضل اهلل (ت‪749:‬هـ‪1348/‬م)‪ .‬مسالك االبصار في ممالك‬ ‫‪-11‬‬
‫االمصار‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد زكي باشا‪( ،‬مطبعة دار الكتب المصرية‪ ،‬القاهرة‪.)1924 ،‬‬
‫القرويني‪ ،‬زكريا بن محمد االنصاري (ت‪682:‬هـ‪1283/‬م)‪ ،‬عجائب المخلوقات وغرائب‬ ‫‪-12‬‬
‫الموجودات‪ ،‬تقديم‪ :‬محمد بن يوسف القاضي (مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬م)‪.‬‬
‫القلقشندي‪ ،‬ابو العباس أحمد بن علي ‪( ،‬ت‪821:‬هـ‪1418/‬م)‪ .‬صبح األعشا في صناعة‬ ‫‪-13‬‬
‫االنشا‪( ،‬المؤسسة المصرية العامة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫‪-‬‬
‫المقريزي‪ ،‬تقي الدين ابو العباس أحمد بن علي بن عبدالقادر العبيدي (ت‪845:‬هـ‪1442/‬م)‪.‬‬ ‫‪-14‬‬
‫المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار (المعروف بالخطط المقريزية)‪ ،‬وضح حواشيه وحققه‪ :‬خليل‬
‫المنصور‪ ،‬ط‪( ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1998 ،‬م)‪.‬‬
‫ابن ميمون ‪ ،‬موسى بن ميمون القرطبي األندلسي (ت‪601:‬هـ‪1204/‬م)‪ ،‬داللة الحائرين‪،‬‬ ‫‪-15‬‬
‫اعتنى به‪ :‬أحمد فريد المزيدي‪ ،‬ط‪( ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪2007 ،‬م)‪.‬‬
‫ابن النديم‪ ،‬ابو الفرن محمد بن أبي يعقوب إسحاق (ت‪380:‬هـ‪990/‬م)‪ .‬الفهرست‪ ،‬ضبطه‬ ‫‪-16‬‬
‫وشرحه ‪ :‬يوسف علي الطويل‪ ،‬ط‪( ،3‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪2010،‬م)‪.‬‬
‫ابن النفيس‪ ،‬عالء الدين بن أبي الحزم القريشي (ت‪678:‬هـ‪1279/‬م)‪ .‬الشامل في الصناعة‬ ‫‪-17‬‬
‫الطبية ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬يوسف زيدان‪ ،‬ط‪( ،1‬المجمع الثقافي‪ ،‬أبوظبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪2000 ،‬م)‪.‬‬
‫النويري‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب (ت‪732:‬هـ‪1331 /‬م)‪ .‬نهاية األرب في فنون‬ ‫‪-18‬‬
‫األدب (القاهرة‪1935 ،‬م)‪.‬‬
‫ابن وحشية‪ ،‬أبو بكر أحمد بن علي بن قيس الكسداني النبطي (ت‪:‬القرن الرابع‬ ‫‪-19‬‬
‫الهجري‪/‬العاشر الميالدي)‪.‬‬
‫‪ -1‬الفالحة النبطية‪ .‬تحقيق‪ :‬توفيق فهد‪ ،‬ط‪( ،1‬المعهد الفرنسي للدراسات العربية‪ ،‬دمشق‪.)1993 ،‬‬
‫‪ -2‬الفالحة النبطية‪ ،‬قام باالعتناء به‪ :‬فؤاد شزكين (معهد تاريخ العلوم العربية‪ -‬اإلسالمية‪ ،‬جامعة‬
‫فرانكفورت‪ ،‬المانية‪1984 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ -3‬شوق المستهام في معرفة رموز االقالم‪ ،‬تحقيق ‪ :‬جمال جمعة‪ ،‬ط‪( ،1‬منشورات الجمل ‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫بيروت‪2010 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ -4‬شوق المستهام في معرفة رموز األقالم‪ ،‬تحقيق ودراسة ‪ :‬يحيى مير علم‪ ،‬محمد حسان الطيان‪ ،‬محمد‬
‫مراياتي‪( .‬مكتبة االسكندرية‪2004،‬م)‪.‬‬
‫الوطواط‪ ،‬جمال الدين بن يحيى الوطواط الكتبي‪( ،‬ت‪718:‬هـ‪1318/‬م)‪ .‬مناهج الفكر ومناهج‬ ‫‪-20‬‬
‫العبر ‪ ،‬بغداد‪.)1998 ،‬‬
‫ثانيًا‪ :‬المراجع‬
‫‪ -1‬أمين ‪ ،‬أحمد‪ ،‬ضحى االسالم‪ ،‬ط‪( ،10‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ -2‬بروكمان‪ ،‬كارل‪ ،‬تاريخ االدب العربي ‪ ،‬نقله ‪ :‬السيد يعقوب بكر‪ ،‬رمضان عبدالتواب‪( ،‬دار المعارف‪،‬‬
‫القاهرة‪1975 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ -3‬السالمي‪ ،‬شافيه حداد‪ ،‬نظرة العرب الى الشعوب المغلوبة‪ ،‬ط‪( ،2‬دار االنتشار العربي) ‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪2009‬م)‪.‬‬
‫‪ -4‬طرابيشي ‪ ،‬جورن‪ ،‬العقل المستقيل في االسالم‪ ،‬ط‪( ،1‬دار الساقي‪ ،‬بيروت‪2004 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ -5‬الغانمي‪ ،‬سعيد‪ ،‬حراثة المفاهيم‪ ،‬ط‪( ،1‬منشورات الجمل ‪ ،‬بغداد‪ ،‬بيروت‪2010 ،‬م)‪.‬‬

‫‪249‬‬
-

Abstract
The research paper consists of two section: the first section deals with
the definition of Ibin Wahshia Al-Nabati Al-Kasdani (4th AH /10th AD) . He is
a great scientific figure in the Human and Islamic Arabic heritage. He has
many writings in various fields, but his contribution in translated is
considered a landmark in our heritage. He translated most important books of
Iraqi Nabataeans who lived in Mesopotamia. Unfortunately, however, this
important figure did not attract the interest and attention of the critics.
The second section studies The Nabataean Agriculture . It is one of the
most important books in agricltral architecture, transferred by Ibin Wahshia
from his ancient Iraqi ancestors.
It is considered a complet blog in this field. The name of Ibin Wahshia is
associated with The Nabataean Agriculture some critics believc that this boo;
is written by him others deny that and consider it plagiarized. This research
presents a historical and scientific material about thess subjects, loo;ing
forward to enter the world of Ibin Wahshia and his book The Nabataean
Agriculture . Besides, this book is a highly Iraqi blog, taking its references
from Mesopotamia

250

You might also like