You are on page 1of 180

‫المركز الديمقراطي العربي‬

‫للدراسات االستراتجية والسياسية واالقتصادية‬

‫مجلة العلوم االجتماعية‬


‫دورية دولية علمية محكمة‬

‫اإليداع القانوين ‪V.R33616‬‬

‫‪ISSN 2568-6739‬‬

‫مارس ‪2022‬‬

‫الـــعـــدد الثالث والعشرون (‪)23‬‬


‫مجلة العلوم االجتماعية‬
‫دورية دولية علمية محكمة‬
‫تصدر من ألمانيا‪ -‬برلين‪ -‬عن المركز الديمقراطي العربي للدراسات‬
‫االستراتجية والسياسية واالقتصادية‬

‫رئيس المركز الديمقراطي العربي‬

‫أ‪.‬عمار شرعان‬

‫رئيس التحرير‬

‫الدكتور بحري صابر‬

‫جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪ 02‬الجزائر‪.‬‬

‫هيئة التحرير‬

‫أ‪.‬د برزان ميسر حامد الحميد‪ ،‬جامعة الموصل‪ ،‬العراق‪.‬‬


‫د‪ .‬بضياف عادل‪ ،‬جامعة يحي فارس المدية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫د‪ .‬بن عطية ياسين‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪ 02‬الجزائر‪.‬‬
‫أ‪ .‬شالبي وليد‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫أ‪ .‬شيخاوي صالح الدين‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫أ‪ .‬طلعت حسن حمود‪ ،‬جامعة صنعاء‪ ،‬اليمن‪.‬‬
‫أ‪ .‬طيبي عبد الحفيظ‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين سطيف‪ ،02‬الجزائر‪.‬‬
‫أ‪ .‬محمد عبد الحميد محمد إبراهيم‪ ،‬جامعة بني سويف‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫أ‪ .‬محمد محمود علي إبراهيم‪ ،‬مجلة الحدث اإلقتصادي‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫الهيئة العلمية واالستشارية‪.‬‬

‫‪ -‬أ‪.‬د أسعد حمدي محمد‪ ،‬جامعة التنمية البشرية‪ ،‬إقليم كردستنان‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬د بوعامر أحمد زين الدين‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬د خليفة قرطي‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،02‬الجزائر‬
‫‪ -‬د‪ .‬سمية بوشنتوف‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬تطوان‪ ،‬المغرب‬
‫‪ -‬د‪.‬ادم محمد حسن ابكر كبس‪ ،‬جامعة نياال‪ ،‬السودان‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬إسعادي فارس‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬آسيا الواعر‪ ،‬جامعة باجي مختار عنابة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ -‬د‪.‬العيد وارم‪ ،‬جامعة برج بوعريريج‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ -‬د‪.‬الواعر حسينة‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪ ،02‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬بن عزوز حاتم‪ ،‬جامعة العربي التبسي تبسة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬بوعطيط جالل الدين‪ ،‬جامعة ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬بوعطيط سفيان‪ ،‬جامعة ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬تومي الطيب‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬جالل مجاهد‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬جهاد محمد حسن الهرش‪ ،‬جامعة الباحة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حازم مطر‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حاكم موسى عبد خضير الحسناوي‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬العراق‬
‫‪ -‬د‪.‬حسان سرسوب‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،02‬الجزائر‬
‫‪ -‬د‪.‬خرموش منى‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪ ،02‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬رحال سامية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬رشيدي السعيد‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪ ،02‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬رمضان عاشور‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬زهير عبد الحميد حسن النواجحة‪ ،‬جامعة القدس المفتوحة‪ ،‬فلسطين‬
‫‪ -‬د‪.‬سامية ابراهيم احمد الجمل‪ ،‬جامعة مصراته‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬سعد عزيز‪ ،‬و ازرة التعليم‪ ،‬قطر‬
‫‪ -‬د‪.‬سليمان عبد الواحد يوسف‪ ،‬جامعة قناة السويس‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬صبري بديع عبد المطلب‪ ،‬جامعة دمياط‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬صيفور سليم‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عبد الستار رجب‪ ،‬جامعة قرطاج‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عتوتة صالح‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪ ،02‬الجزائر‬
‫‪ -‬د‪.‬عصام محمد طلعت الجليل‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬فاطمة المومني‪ ،‬جامعة قفصة‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬فكري لطيف متولي‪ ،‬جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬فوزية بلعجال‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ -‬د‪.‬قصي عبد هللا محمود إبراهيم‪ ،‬جامعة اإلستقالل‪ ،‬فلسطين‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬لعريبي نورية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،02‬الجزائر‬
‫‪ -‬د‪.‬محمد حسين علي السويطي‪ ،‬جامعة واسط‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مخلص رمضان محمد بليح‪ ،‬جامعة بني سويف‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مدور ليلى‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،01‬الجزائر‬
‫‪ -‬د‪.‬معن قاسم محمد الشياب‪ ،‬جامعة طيبة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مليكة حجاج‪ ،‬جامعة زيان عاشور بالجلفة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ -‬د‪.‬ميلود الرحالي‪ ،‬المركز المغربي لألبحاث وتحليل السياسات‪ ،‬المغرب‬
‫‪ -‬د‪.‬نجيب زاوي‪ ،‬جامعة قفصة‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫شروط النشر‪:‬‬
‫جملة العلوم االجتماعية جملة دولية علمية حمكمة تعىن بنشر الدراسات والبحوث يف ميدان العلوم االجتماعية‬
‫ابللغات العربية واالجنليزية والفرنسية على أن يلتزم أصحاهبا ابلقواعد التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون املادة املرسلة للنشر أصيلة ومل ترسل للنشر يف أي جهة أخرى ويقدم الباحث إقرارا بذلك‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون املقال يف حدود ‪ 30‬صفحة مبا يف ذلك قائمة املراجع واجلداول واألشكال والصور‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتبع املؤلف األصول العلمية املتعارف عليها يف إعداد وكتابة البحوث وخاصة فيما يتعلق إبثبات مصادر‬
‫املعلومات وتوثيق االقتباس وإحرتام األمانة العلمية يف هتميش املراجع واملصادر‪.‬‬
‫‪-‬تتضمن الورقة األوىل العنوان الكامل للمقال ابللغة العربية وترمجة لعنوان املقال ابللغة اإلجنليزية‪ ،‬كما تتضمن اسم‬
‫الباحث ورتبته العلمية‪ ،‬واملؤسسة التابع هلا‪ ،‬اهلاتف‪ ،‬والفاكس والربيد االلكرتوين وملخصني‪ ،‬يف حدود مائيت كلمة‬
‫للملخصني جمتمعني‪(،‬حيث ال يزيد عدد أسطر امللخص الواحد عن ‪ 10‬أسطر خبط‬
‫‪ simplified Arabic 12‬للملخص العريب و ‪ Times New Roman 12‬للملخص ابللغة‬
‫االجنليزية)‪ ،‬أحدمها بلغة املقال والثاين ابللغة االجنليزية على أن يكون أحد امللخصني ابللغة العربية‪.‬‬
‫‪-‬تكتب املادة العلمية العربية خبط نوع ‪ simplified Arabic‬مقاسه ‪ 12‬مبسافة ‪1.15‬بني األسطر‪ ،‬ابلنسبة‬
‫للعناوين تكون ‪ ،Gras‬أما عنوان املقال يكون مقاسه ‪.14‬‬
‫‪-‬هوامش الصفحة أعلى ‪ 2‬وأسفل ‪ 2‬وأمين ‪ 2‬وأيسر ‪ ، 3‬رأس الورقة ‪ ،1.5‬أسفل الورقة ‪ 1.25‬حجم الورقة‬
‫خمصص(‪.) 23.5X 16‬‬
‫‪-‬جيب أن يكون املقال خاليا من األخطاء اإلمالئية والنحوية واللغوية واملطبعية قدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪-‬ابلنسبة للدراسات امليدانية ينبغي احرتام املنهجية املعروفة كاستعراض املشكلة‪ ،‬واإلجراءات املنهجية للدراسة‪ ،‬وما‬
‫يتعلق ابملنهج والعينة وأدوات الدراسة واألساليب اإلحصائية وعرض النتائج ومناقشتها‪.‬‬
‫‪-‬تتبىن اجمللة نظام توثيق الرابطة األمريكية لعلم النفس‪ ،(APA).‬ويشار إىل املراجع داخل املنت بذكر االسم الكامل‬
‫للمؤلف مث سنة النشر والصفحة بني قوسني‪ ،‬أو ذكر اإلسم الكامل للمؤلف‪ ،‬السنة بني قوسني‪.‬‬
‫‪-‬يشار إىل ذكر قائمة املراجع يف هناية البحث وترتيبها هجائيا وفق نظام الرابطة األمريكية لعلم النفس‪.‬‬
‫‪-‬املقاالت املرسلة ال تعاد إىل أصحاهبا سواء نشرت أو مل تنشر‪ ،‬كما أن اجمللة غري ملزمة ابلرد على املقاالت اليت‬
‫ال تستويف شروط النشر‪.‬‬
‫‪-‬املقاالت املنشورة يف اجمللة ال تعرب إال على رأي أصحاهبا‪.‬‬
‫‪-‬ال تتحمل اجمللة مسؤولية عدم إحرتام الباحث األمانة العلمية وأخالقيات البحث العلمي وتتخذ إجراءات صارمة‬
‫يف حق كل من ثبت عدم إحرتامه ذلك‪.‬‬
‫‪-‬حيق هليئة التحرير إجراء بعض التعديالت الشكلية على املادة املقدمة مىت لزم األمر دون املساس ابملوضوع‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم الباحث إبرسال البحث املنسق على شكل ملف مايكروسوفت وورد‪ ،‬إىل الربيد اإللكرتوين‪:‬‬

‫‪sciences@democraticac.de‬‬
‫كلمة العدد‬
‫يصدر العدد ‪ 23‬في عدد خاص بالمؤتمر الدولي الثالث لالبحاث‬
‫في العلوم االنسانية واالجتماعية والذي نظم بأنطاليا للفترة بين ‪26-25‬‬
‫نوفمبر‪ 2021‬من طرف جامعة اكدينيز‪-‬انطاليا‪-‬تركيا ومؤسسة سكوالر‬
‫للدراسات واألبحاث‪ ،‬وذلك دعما لسياسة النشر العلمي للمؤتمرات‬
‫والملتقيات بهدف إثراء التراث البحثي بالمستجدات العلمية التي تطرح في‬
‫العديد من المؤتمرات الدولية‪.‬‬

‫إن المجلة من خالل هذا العدد تؤكد من جديد المسار العلمي‬


‫المنتهج في ظل التغيرات التي تط أر وبشكل مستمر في ساحة البحث‬
‫العلمي أين أضحى الرقم األول الفاعل في مختلف مجاالت التنمية مما‬
‫يجعل ربط البحث العلمي بالتنمية في مختلف أبعادها أكثر من حتمية‬
‫وضرورية‪.‬‬

‫وهنا نقف وقفة إحترام للجنة العلمية للمؤتمر وكل رعاة المؤتمر‬
‫الذي حرصوا على تدقيق المقاالت وتنقيحها الذين ساهموا في صدور‬
‫العدد وفق اإلصدار الجديد‪.‬‬

‫الدكتور بحري صابر‬

‫رئيس التحرير‬
‫ال تعبرالدراسات البحثية إال على آراء أصحابها‪ ،‬وهم‬
‫وحدهم من يتحملون كامل املسؤولية حول حجة‬
‫البيانات‪ ،‬وما يتبع ذلك من قضايا اإلخالل بقواعد‬
‫‪.‬األخالق العلمية واألمانة‬
‫كما تخلى مسؤولية املجلة والجهة املنظمة للمؤتمرورئيس‬
‫املؤتمروالسادة أعضاء ورؤساء اللجان العلمية وأعضاء‬
‫ورؤساء اللجان التنظيمية عن أي اخالل بذلك من قبل‬
‫املشاركين في مداخالتهم‪.‬‬
‫جملة العلوم االجتماعية‬
‫املركز الدميقراطي العريب‪ ،‬العدد ‪، 23‬مارس‪2022‬‬

‫فهرس احملتوايت‬
‫صفحة‬

‫فاعلية أثر أستخدام الموسيقى المحفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م)‬
‫تحمل لدى الالعبات الممارسات وغير الممارسات لرياضة الجري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د امال سليمان الزعبي‪.10.......................................،‬‬

‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على‬


‫العالقات األسرية وقيم المواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬

‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪ .‬محمد طالب دبوس‪.28................،‬‬

‫أثر تدريس مادة الجغرافية باستراتيجية حدائق االفكار في تحصيل‬


‫طالبات الصف الرابع االدبي وتنمية تفكيرهن المنظومي‬

‫االستاذ المساعد عذراء عزيز عفان الزبيدي‪.63...................،‬‬

‫السياسة األمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي في ألمانيا الغربية‬

‫بعد الحرب العالمية الثانية‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬بشرى طايس عبد المؤمن‪.103.................................،‬‬

‫المدح عند ابن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إمتزاج األغر ِ‬


‫ِ‬ ‫اض الشعرية في القصيدة االندلسية – قصيدةُ‬
‫هانئ االندلسي انموذجا‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدنان اسماعيل‪.134.......................................،‬‬

‫الطب والتطبب في بالد بابل‬

‫د‪ .‬وسن جاسم محمد‪.158...............................................،‬‬

‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان "كلية العلوم االقتصادية‬


‫نموذجا"‬

‫د‪ .‬دريسي ثاني سالف‪.168..............................................،‬‬


‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫أثر أستخدام الموسيقى المحفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) تحمل لدى‬
‫الالعبات الممارسات وغير الممارسات لرياضة الجري‬
‫‪The effect of using performance-stimulating music on the time of the‬‬
‫‪(800m) endurance competition for the runners and non-runners‬‬
‫‪players‬‬

‫أ‪.‬م‪.‬د آمال سليمان صالح الزعبي‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬كلية التربية الرياضية‪ ،‬قسم التربية‬
‫البدنية‪ ،‬االردن‬

‫الملخص‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى معرفة أثر أستخدام الموسيقى المحفزة لألداء على زمن مسابقة‬
‫(‪800‬م) تحمل لدى الالعبات الممارسات وغير الممارسات لرياضة الجري‪ ،‬تكونت عينة الدراسة‬
‫من(‪ )18‬العبة‪ ،‬قسمت الى مجموعتين‪ ،‬تكونت المجموعة األولى من(‪ )9‬العبات منتخب العاب‬
‫القوى في محافظة الشمال‪ ،‬والمجموعة الثانية (‪ )9‬العبات مبتدئات غير ممارسات لرياضة الجري‬
‫من كلية التربية الرياضية في جامعة اليرموك‪ ،‬استخدمت الباحثة المنهج التجريبي والمسمى‬
‫بالقياس القبلي والبعدي نظ اًر لمالئمته طبيعة الدراسة‪ ،‬طبقت المجموعتين القياس القبلي لزمن‬
‫مسافة (‪800‬م) دون االستماع الى الموسيقى‪ ،‬وبعد (‪ )6‬أيام طبق القياس الثاني باإلستماع الى‬
‫الموسيقى المحفزة لألداء بإستخدام سماعات األذن الخاصة بكل العبة‪ ،‬أظهرت النتائج التي‬
‫أن هناك أثر إيجابي لالستخدام الموسيقى المحفزة على زمن أداء مسابقة‬
‫توصلت إليها الدراسة َ‬
‫أن هناك فروق ذات داللة إحصائية‬
‫(‪800‬م) تحمل ولصالح القياس البعدي‪ ،‬وكما أظهرت أيضاً ّ‬
‫في زمن أداء الالعبات ولصالح العبات كلية التربية الرياضية الغير ممارسات لرياضة الجري‪،‬‬
‫وفي ضوء النتائج يوصى المدربين والرياضيين والممارسين التقليديين بالتفكير في اإلستماع إلى‬

‫‪10‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫د‬.‫م‬.‫م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‬800( ‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫ وكذلك إجراء دراسات مشابهة على فعاليات متنوعة‬،‫الموسيقى في أثناء التدريب لتحسين األداء‬
.‫لكال الجنسين ولفئات عمرية مختلفة‬

‫ الالعبات الممارسات وغير الممارسات‬،‫ العاب القوى‬،‫ الموسيقى المحفزة‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract

The study aimed to know the effect of using performance


stimulating music on the time of the (800m) endurance competition for
the runners and non-runners players. The study sample consisted of (18)
players, divided into two groups. The first group consisted of (9) female
athletics team players from the north Jordanian governorate. And the
second group (9) novice female players who do not practice running
sports, from the faculty of physical education at Yarmouk University.

The experimental method- pre and post test- were used. The two groups
applied the pre-test for a distance of (800 m) without listening to music
and the time were recorded. After 6 days of the post test were applied
using performance-stimulating music.

The Results showed that there is positive effect of using stimulating music
on the performance time. As the results showed there are statistically
significant differences in the time of performance between players in
favor to the novice players of the faculty of physical education who do not
practice running sports.

Insights of the results it is recommended that coaches, athletes and


beginner players consider listening to music during training to improve
their performance, as well as conducting similar studies on various
activities for both sexes and for different Age groups.

Keywords : Performance Stimulating Music, Practicing and Non-


Practicing Players.

11 2022‫ مارس‬، 23‫ العدد‬،‫ برلين‬-‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫المقدمة‬

‫نحن نعيش في الوقت الذي تقربنا فيه التكنولوجيا من الموسيقى أكثر من أي وقت‬
‫مضى‪ ،‬مما يكرس دورها في حياتنا العاطفية واالجتماعية)‪، (DeNora & Bergh, 2009‬‬
‫أن الموسيقى تجذب االنتباه‪ ،‬وتثير الروح المعنوية‪ ،‬وتثير مجموعة من العواطف‪ ،‬وتغير‬
‫حيث ّ‬
‫المزاج أو تنظمه‪ ،‬وتثير الذكريات‪ ،‬وتزيد من مخرجات العمل‪ ،‬وتزيد من اإلثارة وتحفز حاالت‬
‫األداء العالي وتقلل من الموانع وتشجع الحركة اإليقاعية لجميع األغراض التي لها تطبيق كبير‬
‫في مجال التمرين الرياضي (‪.)Terry & Karageorghis, 2011‬‬

‫لقد استخدمت الموسيقى على نطاق واسع لمرافقة التمارين والنشاط الرياضي‪ ،‬وقد كانت‬
‫تستخدم لتعزيز الحالة النفسية للمشاركين لتأسيس عقلية فعالة للحفاظ على الدافع ومقاومة التعب‬
‫العقلي والعاطف ي‪ ،‬وقد يسهل ذلك األداء البدني والرياضي بشكل عام‪ ،‬وقد أشارت نتائج دراسة‬
‫(‪ )Hasan et al , 2008‬إلى أن ممارسة النشاط الرياضي في أثناء مصاحبة الموسيقى تجعله‬
‫أكثر متعة وإثارة‪ ،‬مما يؤدي في الواقع إلى زيادة كبيرة في األداء وهي خاصية أساسية للحفاظ‬
‫على استم اررية التمرين البدني‪ ،‬وكما أشارت ّأنه يمكن استخدام الموسيقى لزيادة التحفيز لألفراد‬
‫الغير ممارسين والغير مدربيين الذين ليس لديهم دافع كاف لممارسة الرياضة بغض النظر عن‬
‫مستوى لياقتهم البدنية‪ ،‬وأنها تستخدم لدى الرياضيين كدافع نفسي لزيادة أدائهم حتى في التمارين‬
‫التقدمية والرياضة المتطورة‪.‬‬

‫مؤثر في العديد من الرياضات كونها جزًءا ال يتج أز من األداء‬


‫دور ًاً‬
‫وكما تلعب الموسيقى ًا‬
‫لمختلف أنواع الرياضات‪ ،‬كالجمباز والسباحة والجري أو إستخداها ألغراض التحفيز والترفيه‪،‬‬
‫والستحضار المهرجات الرياضية وتعزيز الحالة النفسية واألداء للرياضيين ( & ‪Terry‬‬
‫‪ ،)Karageorghis, 2011‬وقد أشارت العديد من الدرسات واألبحاث العلمية كدراسة كل‬
‫من‪ ،(Nidhal et al, 2020(:‬ودراسة (‪ ،)Christopher et al, 2019‬ودراسة ( ‪Randy et‬‬
‫‪ )al , 2017‬الى أهمية وفوائد الموسيقى عند ممارسة الرياضية‪ ،‬حيث أنها تحفز على الحركة‪،‬‬

‫‪12‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫والجري‪ ،‬والتشجيع على االستمرار لتحسين األداء‪ ،‬والعمل بجهد أكبر دون ّ‬
‫الشعور بذلك‪ ،‬والحفاظ‬
‫على وتيرة ثابتة وتجنب شعور العقل بصعوبة التمرين وكما تعزز الموسيقى الحالة المزاجية‬
‫السباق أو اّللعبة أو التّمرين‬
‫وتساعد على إبطاء معدل ضربات القلب‪ ،‬وتقليل القلق‪ ،‬والتوتر قبل ّ‬
‫بشكل خاص‪ ،‬وتساعد على منع الشعور بالتعب‪ ،‬فالموسيقى تعمل على صرف النظر‬ ‫ٍ‬ ‫المكثف‬
‫عن الجهد اإلضافي المبذول وتترك الشخص غير مدرك للمجهود المتزايد وصعوبة التّمرين مما‬
‫يجعل التّمرين أكثر متعة‪.‬‬

‫تعتبر رياضة العاب القوى أم الأللعاب األولمبية والتي تحتوي على العديد من الرياضات‬
‫والفعاليات المختلفة كرياضة الجري بأنواعه واليت يمارسها الالعبون بمصاحبة الموسيقى لتحسين‬
‫األداء والوصول الى مستوى اإلنجاز العالي‪ ،‬وتعد مسابقة جري (‪ 800‬م) تحمل السرعة من‬
‫المسابقات الصعبة التي تواجه ُمدربو العاب القوى والتي تحتاج الى جهد كبير لتطويرها‪ ،‬نظ اًر‬
‫لحاجة العدائين في هذه المسابقة إلى تطوير قدرات بدنية عديدة كالسرعة وتحمل السرعة وتحمل‬
‫القوة والتحمل فضال عن ارتباطها بالمميزات الجسمانية والفسيولوجية‪ ،‬فضال عن الخصائص‬
‫النفسية‪ ،‬إذ تتداخل في هذه المسابقة القدرات المذكورة وعلى حسب نسبها المطلوبة‪ ،‬لذلك يجب‬
‫أن يمتاز راكضوا هذه المسابقة بلياقة بدنية عالية تمكنهم من مقاومة التعب‪.‬‬

‫أن مسابقة (‪ 800‬م) تحمل تعد من الفعاليات التي تتميز بصعوبة األداء الحركي‬
‫وكما ّ‬
‫وإتقان فن األداء الحركي والتوافق العصبي العضلي‪ ،‬إذ تتطلب ضرورة المحافظة على خطوات‬
‫الركض السريع والمناورة بالتحكم بهذه الخطوات وفقا للمرحلة والمسافة التي يقطعها المتسابق‪ ،‬مع‬
‫االحتفاظ بالسرعة العالية قدر اإلمكان اذ تعد هذه الفعالية من فعاليات السرعة الشبه القصوية‬

‫طويلة األمد نسبياً‪ ،‬وسباق ( ‪ 800‬م) من المسابقات التي تؤدي السرعة فيها دو ار فاعال فضالً‬
‫عن أنها تعد من الحركات ذات اإليقاع المتكرر والتي تتطلب األداء الحركي السريع والمناسب‪،‬‬
‫وكل هذه النواحي تتطلب من المدربين أن يراعوا النواحي والشروط (البدنية والفنية) التي يجب أن‬
‫تتم بها هذه الحركات وبالسرعة المطلوبة والمناسبة لتحقيق الهدف من األداء وهو قطع مسافة‬
‫السباق بأقل زمن ممكن ‪ ،‬وهناك مميزات خاصة تتطلبها هذه المسابقة يجب أن يتسم بها المتسابق‬

‫‪13‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫سواء كانت قدرات بدنية أو قدرات فنية للسيطرة على فن األداء الحركي والتي لها الدور في تقدم‬
‫اإلنجاز لهذه الفعالية‪ ،‬ومن القدرات البدنية التي تؤدي دو اًر مهماً في إنجاز مسابقة ركض ( ‪800‬‬
‫م) هي صفة التحمل العام‪ ،‬إذ يسهم التحمل العام بنسبة ليست قليلة في تطوير اإلنجاز‪ ،‬كما‬
‫يشكل التحمل عامالً أساسياً في رفع المستوى لراكضي المسافات التي نحن بصددها‪ ،‬لذلك نجد‬
‫راكضي ‪ 800‬م يتميزون بالـسرعة والتحمل‪ ،‬باإلضافة الى القوة العضلية وترابطها بقدرة التحمل‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‬

‫تعد مسابقة مسافة (‪ 800‬م ) تحمل من المسابقات التي يالقي ُمدربو العاب القوى‬
‫صعوبة في تطويرها‪ ،‬نظ اًر لحاجة العداء في هذه المسابقة إلى تطوير قدرات بدنية عديدة‪:‬‬
‫كالسرعة‪ ،‬وتحمل السرعة‪ ،‬وتحمل القوة‪ ،‬والتحمل فضال عن إرتباطها بالمميزات الجسمانية‬
‫والفسيولوجية والخصائص النفسية‪ ،‬إذ تتداخل في هذه المسابقة القدرات المذكورة وعلى حسب‬
‫نسبها المطلوبة‪ ،‬لذلك يجب أن تمتاز الالعبات الممارسات لهذه المسابقة بلياقة بدنية عالية‬
‫تمكنهن من مقاومة التعب‪.‬‬
‫ّ‬

‫ومن أجل اإلعداد لمسابقات جري مسافة (‪800‬م) تحمل ولتحقيق إنجاز جيد‪ ،‬يجب أن‬
‫يكون هناك تخطيط منظم ومدروس لتطوير القدرات البدنية الالزمة كالتحمل‪ ،‬فضالً عن التخطيط‬
‫المبرمج في استخدام الطرائق التدريبية التي تناسب كل فئة وكل جنس‪ ،‬ومن القدرات البدنية التي‬
‫تؤدي دو ارً مهماً في إنجاز هذا النوع من المسابقات هي صفة التحمل العام‪ ،‬إذ يسهم التحمل‬
‫بنسبة ليست قليلة في تطوير اإلنجاز‪ ،‬كما يشكل التحمل عامالً أساسياً في رفع المستوى لراكضي‬
‫المسافات التي نحن بصددها‪ ،‬لذلك نجد راكضي(‪800‬م) يتميزون بالـسرعة والتحمل‪ ،‬باإلضافة‬
‫الى القوة العضلية وإرتباطها بقدرة التحمل‪.‬‬

‫وفي ضوء خبرة الباحثة في مجال التدريب والتدريس لمساقات العاب القوى في جامعة‬
‫أن هناك ضعف في أداءجري مسابقة (‪800‬م) تحمل من قبل الطالبات في‬
‫اليرموك‪ ،‬الحظت ّ‬
‫كلية التربية الرياضية في جامعة اليرموك‪ ،‬وعدم الرغبة في ممارسة هذا النوع من المسابقات‬

‫‪14‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫نتيجة لشعورهن بصعوبة بأدائها وممارستها بشكل مستمر كونهن مبتدئات في ممارسة مسابقة (‬
‫هن يشعرّن بالتعب المبكر واإلرهاق في‬
‫‪800‬م ) من خالل دراسة مساقات العاب القوى‪ ،‬حيث ّأن ّ‬
‫بداية ممارسة هذه الفعالية لعدم توفر لياقة بدنية كافية لديهن وضعف التحمل العام لديهن‪ ،‬مما‬
‫أحدث الملل واإلحباط المبكر لديهن‪ ،‬وضعف القدرة على مواصلة أداء هذه الفعالية ومحاولة‬
‫التهرب منها‪ ،‬وكما الحظت الباحثة أيضاً من خالل تواجدها في المالعب وتزامننا مع فترة تدريب‬
‫أن نسبة‬
‫أنهن يمارسن التدريب بشكل متواصل ومنتظم ولفترات طويلة‪ ،‬أال ّ‬
‫العبات منتخب الكلية ّ‬
‫التحسن في مستوى أدائهن ال زال بطيئا مما كان له األثر السلبي على مستوى األزمان‪ ،‬وقد‬
‫أثارت تلك المشكالت فكر الباحثة للوقوف على الرؤية العلمية الواضحة إليجاد الحل المناسب‬
‫لتلك المشكالت مما دفع الباحثة إلجراء هذه الدراسة وذلك لتعرف على درجة تأثير مصاحبة‬
‫الموسيقى في أثناء الجري على زمن أداء مسابقة (‪800‬م) لدى لالعبات الغير الممارسات‬
‫والممارسات لرياضة جري التحمل لالستفادة منها في معالجة هذه المشكالت‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫لكي تتمتع العبات الجري في مسابقات العاب القوى بأداء ومستوى مهاري عالي وانجاز‬
‫أن يكون في حالة مزاجية جيدة‪ ،‬يعد التدريب الرياضي المنتظم في مسابقات الجري‬
‫رقمي يجب ْ‬
‫بمصابحة الموسيقى من أهم متطلبات المساهمة في الوصول الى المستويات الرياضية العالية‪،‬‬
‫ومن هذا المنطلق تبدو ضرورة إجراء هذه الدراسة والحاجة إليها نظ اًر ألهميتها في مجال رياضة‬
‫العاب القوى والرياضات األخرى‪ ،‬وذلك لالستفادة التطبيقية منها لكل من المدربين والالعبين في‬
‫كيفية تنظيم وترشيد عملية التدريب‪ ،‬لما تتطلبه هذه الرياضة من صفات التحمل في مسابقات‬
‫الجري لتحسين زمن أداء الممارسين والممارسات المبتدئين المبتدئات في ضوء ما تسفر عنه نتائج‬
‫هذه الدراسة‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‬

‫‪15‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫هدفت هذه الدراسة الى التعرف الى‪:‬‬

‫‪ -‬أثر أستخدام الموسيقى المحفزة لألداء على زمن مسابقة جري(‪800‬م) تحمل لدى العبات‬
‫منتخب الشمال الممارسات والعبات كلية التربية الرياضية الغير الممارسات (المبتدئات)‪.‬‬
‫‪ -‬الفروق في أثر استخدام الموسيقى المحفزة لألداء على زمن مسابقة جري (‪800‬م) تحمل‬
‫لدى العبات منتخب الشمال الممارسات والعبات كلية التربية الرياضية الغير الممارسات‬
‫(المبتدئات)‪.‬‬
‫تساؤالت الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬هل هناك أثر ألستخدام الموسيقى المحفزة لألداء على زمن مسابقة جري (‪800‬م) تحمل لدى‬
‫العبات منتخب الشمال الممارسات والعبات كلية التربية الرياضية الغير الممارسات‬
‫(المبتدئات) ؟‬

‫‪-‬هل توجد هناك فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )0.05 ≤ α‬في أثر استخدام‬
‫الموسيقى المحفزة لألداء في زمن مسابقة جري (‪ 800‬م) تحمل لدى العبات منتخب الشمال‬
‫الممارسات والعبات كلية التربية الرياضية الغير الممارسات (المبتدئات) ؟‬

‫مجاالت الدراسة‪:‬‬

‫المجال البشري‪ :‬العبات منتخب الشمال في محافظة اربد الممارسات لرياضة جري المسافات‬
‫المتوسطة والالعبات الغير ممارسات (المبتدئات) المسجالت بمساقات العاب القوى في كلية‬
‫التربية الرياضية في جامعة اليرموك‪.‬‬

‫المجال المكاني ‪ :‬أجريت الدراسة على مالعب وضمار كلية التربية الرياضة في جامعة اليرموك‬
‫في محافظة أربد‬

‫المجال الزماني‪ :‬أجريت الدراسة في الفصل الدراسي الصيفي للعام (‪.) 2021‬‬

‫‪16‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫إجراءات الدراسة‬

‫منهج الدراسة‪ :‬استخدمت الباحثة المنهج التجريبي القياسي لمالئمته طبيعة الدراسة‪ ،‬حيث تم‬
‫استخدام القياس القبلي والبعدي‪.‬‬

‫مجتمع الدراسة‪ :‬يتكون مجتمع الدراسة من العبات منتخب الشمال في محافظة اربد الممارسات‬
‫لرياضة الجري والالعبات المبتدئات المسجالت في كلية التربية الرياضية في جامعة اليرموك‪.‬‬

‫عينة الدراسة‪:‬‬

‫تكونت عينة الدراسة من(‪ )18‬العبة تم اختيارهن بالطريقة العمدية‪ ،‬حيث قسمت الى‬
‫مجموعتين تكونت المجموعة األولى من (‪ )9‬العبات منتخب الشمال في محافظة اربد‪ ،‬والمجموعة‬
‫الثانية من(‪ )9‬العبات المسجالت في كلية التربية الرياضة في جامعة اليرموك (المبتدئات)‪،.‬‬
‫حيث تتراوح أعمارهن بين (‪ 22 -18‬سنة)‪ ،‬و الجدول رقم (‪ )1‬يوضح مواصفات أفراد عينة‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫الجدول ( ‪) 1‬‬

‫المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لمتغيرات الطول والوزن والعمر لدى أفراد عينة‬
‫الدراسة والبالغ عددهن ( ‪ ) 18‬العبة وطالبة‬

‫االنحراف المعياري‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫المتغير‬

‫‪0.063‬‬ ‫‪1.626‬‬ ‫الطول ( سم )‬

‫‪7.55‬‬ ‫‪73.166‬‬ ‫الوزن ( كغم )‬

‫‪0.674‬‬ ‫‪18.50‬‬ ‫العمر ( السنة )‬

‫‪17‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫أدوات الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬مقياس " الرستاميتر " لقياس الطول الكلي‬


‫‪ -‬الميزان‪ :‬لقياس الوزن‬
‫‪ -‬المتر‪ :‬للقياس الطول والمحيطات ألعضاء الجسم‪.‬‬
‫‪ -‬سماعة األذن الخاصة بكل العبة‪.‬‬
‫‪ -‬ساعة توقيت لقياس زمن مسافة ( ‪ 800‬م ) لدى الالعبات كما في المراجع السابقة الذكر‬
‫القياس القبلي‬

‫‪ -‬تم إجراء القياس القبلي لزمن مسافة ( ‪ 800‬م) لدى الالعبات الممارسات والالعبات الغير‬
‫ممارسات على مالعب كلية التربية الرياضية في جامعة اليرموك‪.‬‬
‫القياس البعدي‬

‫تم إجراء القياس القبلي لقياس زمن مسافة (‪800‬م) تحمل لدى الالعبات الممارسات والغير‬
‫ممارسات (المبتدئات) على ملعب ومضمار كلية التربية الرياضية في جامعة اليرموك بعد (‪)6‬‬
‫أيام من إجراء القياس القبلي‪.‬‬
‫التحليل اإلحصائي المستخدم‪:‬‬

‫‪ -‬اإلحصاء الوصفي ( المتوسط الحسابي )‪.‬‬


‫‪ -‬اإلنحراف المعياري‬
‫‪ -‬اختبار(‪ ) Paired Samples T-Test‬لداللة الفروق لعينتين مرتبطتين‪.‬‬
‫‪ -‬اختبار ) ‪ ) Independed T- Test‬لداللة الفروق للعينتين مستقلتين‪.‬‬
‫عرض النتائج‬

‫ولتحقيق أهداف الدراسة واإلجابة على تساؤالتها تم إجراء اإلحصاء المناسب حيث تم‬
‫الوصول إلى النتائج كما هو مبين في الجداول اآلتية‪:‬‬

‫‪18‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫عرض النتائج المتعلقة بالتساؤل األول والذي ينص على اآلتي‪ - :‬هل هناك أثر ألستخدام‬
‫الموسيقى المحفزة لألداء على زمن مسابقة جري (‪800‬م) تحمل لدى العبات منتخب الشمال‬
‫الممارسات والعبات كلية التربية الرياضية الغير الممارسات (المبتدئات) ؟‬

‫ولإلجابة عن التساؤل األول فإن الجدول (‪ )2‬يوضح المتوسطات الحسابية واالنحرافات‬


‫المعيارية لزمن أداء مسابقة (‪ 800‬م) تحمل ونتائج إختبار(‪ )T‬لعينتين مرتبطتين لداللة الفروق‬
‫بين القياس القبلي والبعدي لدى العبات منتخب جامعة اليرموك الغير ممارسات والعبات منتخب‬
‫الشمال الممارسات لرياضة التحمل‪.‬‬

‫الجدول (‪)2‬‬
‫المتوسطات الحسابية واإلنحرافات المعيارية لزمن أداء مسابقة مسافات (‪ 800‬م) ونتائج‬
‫إختبار (‪ )T‬لعينتين مرتبطتين لداللة الفروق بين القياس القبلي والبعدي لدى العبات منتخب‬
‫اجامعة الي موك الغير ممارسات والعبات منتخب الشمال الممارسات )‪(N =18‬‬
‫مستوى‬ ‫‪T‬‬ ‫القياس البعدي‬ ‫القياس القبلي‬ ‫عدد‬
‫الداللة‬ ‫المحسوبة‬ ‫أفراد‬
‫اإلنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫اإلنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العينة‬
‫العينة‬
‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫المتغيرات‬ ‫‪N= 18‬‬

‫‪0.162‬‬ ‫‪1.540‬‬ ‫‪0.371‬‬ ‫‪2.46‬‬ ‫‪0.351‬‬ ‫‪2.48‬‬ ‫‪9‬‬ ‫زمن مسافة‬ ‫العبات‬
‫(‪800‬م)‪/‬‬ ‫منتخب‬
‫ث‬ ‫الشمال‬
‫الممارسات‬
‫لرياضة‬
‫الجري‬

‫‪19‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫‪0.000‬‬ ‫‪5.644‬‬ ‫‪0.302‬‬ ‫‪4.04‬‬ ‫‪0.229‬‬ ‫‪4.42‬‬ ‫‪9‬‬ ‫زمن مسافة‬ ‫العبات‬
‫(‪800‬م)‪/‬‬ ‫كلية‬
‫ث‬ ‫التربية‬
‫الرياضة‬
‫الغير‬
‫ممارسات(‬
‫المبتدئات‬
‫)‬

‫دال عند مستوى الداللة )‪* (0.05‬‬

‫يبين الجدول ( ‪ ) 2‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ّ -‬أن ُه توجد فروق ذات داللة إحصائية في القياس القبلي والقياس البعدي لدى العبات كلية‬
‫التربية الرياضة في جامعة اليرموك الغير ممارسات (المبتدئات) في زمن أألداء جري‬
‫مسافة(‪800‬م) باستخدام الموسيقى المحفزة لألداء ولصالح القياس البعدي‪ ،‬حيث أشارت‬
‫أن المتوسط الحسابي لدى الالعبات الغير ممارسات بلغ (‪/4.42‬ث)‬
‫نتائج القياس القبلي ّ‬
‫وبإنحراف معياري (‪ ،)0.229‬و ّ‬
‫أن المتوسط الحسابي للقياس البعدي بلغ (‪ /4.04‬ث)‬
‫بإنحراف معياري (‪ ،)0.30‬أما قيمة (ت) الجدولية فقد بلغت (‪ )5.644‬وبداللة الفروق‬
‫(‪ )*0.00‬وهي قيمة دالة إحصائياً‪.‬‬
‫‪ -‬ال توجد فروق دالة إحصائياً في القياس القبلي والقياس البعدي لدى العبات منتخب الشمال‬
‫الممارسات لرياضة جري التحمل في زمن األداء لجري مسافة (‪800‬م) باستخدام الموسيقى‬
‫أن المتوسط الحسابي القبلي لدى الالعبات‬
‫المحفزة لألداء‪ ،‬حيث أشارت نتائج القياس القبلي ّ‬
‫بلغ ( ‪/2.48‬ث) وبانحراف معياري (‪ ،)0.351‬و ّ‬
‫أن المتوسط الحسابي للقياس البعدي‬
‫(‪ /2.46‬ث) بانحراف معياري (‪ ،)0.371‬أما قيمة (ت) الجدولية فقد بلغت (‪)1.540‬‬
‫وبداللة الفروق (‪ )0.162‬وهي قيمة غير دالة إحصائياً‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫التساؤل الثاني ‪-‬هل توجد هناك فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪)0.05 ≤ α‬‬
‫في أثر استخدام الموسيقى المحفزة لألداء في زمن مسابقة جري (‪800‬م) تحمل لدى العبات‬
‫منتخب الشمال الممارسات والعبات كلية التربية الرياضية الغير الممارسات(المبتدئات) ؟‬

‫ولإلجابة عن التساؤل الثاني فإن الجدول(‪ )3‬يوضح المتوسطات الحسابية واالنحرافات‬


‫المعيارية لزمن أداء مسابقة (‪ 800‬م) تحمل ونتائج إختبار(‪ )T‬لعينتين مرتبطتين لداللة الفروق‬
‫للقياس البعدي لدى العبات كلية التربية الرياضية في جامعة اليرموك الغير ممارسات والعبات‬
‫منتخب الشمال الممارسات لرياضة جري التحمل‪.‬‬

‫الجدول (‪)3‬‬

‫المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لزمن مسابقة مسافة (‪800‬م) ونتائج إختبار (‪)T‬‬
‫لعينتين مستقلتين لداللة الفروق للقياس البعدي لدى العبات منتخب الشمال الممارسات‬
‫لرياضة جري العبات منتخب جاامعة اليرموك الغير ممارسات المبتدئات)‪) N =18‬‬

‫الداللة‬ ‫‪T‬‬ ‫القياس البعدي‬ ‫المتغيرات‬ ‫عدد‬ ‫العينة‬


‫المحسوبة‬ ‫أفراد‬
‫العينة‬
‫اإلنحراف‬ ‫المتوسط‬
‫المعياري‬ ‫الحسابي‬

‫‪.371630‬‬ ‫‪2.4689‬‬ ‫زمن‬ ‫‪9‬‬ ‫العبات‬


‫مسافة‬ ‫منتخب الشمال‬
‫الممارسات‬
‫( ‪ 800‬م‬
‫*‪0.000‬‬ ‫‪9.879‬‬ ‫لرياضة التحمل‬
‫)‪ /‬ث‬

‫‪21‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫‪.302930‬‬ ‫‪4.0478‬‬ ‫زمن‬ ‫‪9‬‬ ‫كلية‬ ‫العبات‬


‫مسافة‬ ‫التربية‬
‫الرياضية الغير‬
‫( ‪ 800‬م‬
‫ممارسات‬
‫)‪ /‬ث‬
‫لرياضة التحمل‬
‫(المبتدئات)‬

‫دال عند مستوى )‪* (0.05‬‬

‫يبين الجدول (‪ )3‬ما يلي‪ :‬أنه توجد فروق دالة إحصائياً في القياسين البعدي لدى العبات‬
‫كلية التربية الرياضية في جامعة اليرموك الغير ممارسات لرياضة جري التحمل في مستوى زمن‬
‫أداء جري مسافة (‪800‬م) باستخدام الموسيقى المفضلة ولصالح الالعبات الغير ممارسات‬
‫المبتدئات‪ ،‬حيث أشارت نتائج القياس البعدي لدى العبات منتخب جامعة اليرموك الغير ممارسات‬
‫أنه بلغ المتوسط الحسابي للقياس البعدي بلغ (‪ /4.04‬ث) وبانحراف معياري (‪ ،)0.302‬حيث‬
‫بلغت قيمة (ت) الجدولية (‪ )9.879‬وبداللة الفروق (‪ )* 0.00‬وهي قيمة دالة إحصائياً ولصالح‬
‫العبات منتخب جامعة اليرموك الغير ممارسات لرياضة جري التحمل المبتدئات‪.‬‬

‫مناقشة النتائج‬

‫مناقشة النتائج المتعلقة بتساؤالت الدراسة والتي تنص على أنه‪:‬‬

‫هل يوجد أثر ألستخدام الموسيقى المحفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) تحمل لدى‬
‫العبات منتخب الشمال الممارسات لرياضة الجري والعبات كلية التربية الرياضية في جامعة‬
‫اليرموك الغير ممارسات (المبتدئات)؟ وهل توجد هناك فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى‬
‫الداللة ( ‪ )0.05 ≤ α‬أثر أستخدام الموسيقى المحفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) تحمل‬
‫لدى الالعبات الممارسات وغير الممارسات ؟‬

‫‪22‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫تبين من الجدولين (‪ )2‬و(‪ّ )3‬أنه يوجد أثر ألستخدام الموسيقى المحفزة لألداء على زمن‬
‫مسابقة (‪ 800‬م) تحمل لدى العبات كلية التربية الرياضية في جامعة اليرموك الغير ممارسات‬
‫لرياضة الجري ولصالح القياس البعدي‪ ،‬وال يوجد أثر لدى العبات منتخب الشمال الممارسات‪،‬‬
‫وكما أظهرت النتائج أيضاَ ًأنه توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪)0.05 ≤ α‬‬
‫أثر أستخدام الموسيقى المحفزة على زمن األداء ولصالح العبات كلية التربية الرياضية الغير‬
‫ممارسات لرياضة الجري‪.‬‬

‫وقد تعزو الباحثة ذلك نتيجة إلستماع الالعبات إلى الموسيقى المحفزة لألداء من‬
‫خالل السماعات الخاصة في أثناء جري مسافة ( ‪800‬م ) تحمل‪ ،‬حيث ساعدهن في تقديم الدعم‬
‫والطاقة لبذل قصارى جهدهن في األداء مما كان له أثار ايجابية على الجسم‪ ،‬وذلك بحدوث ٍ‬
‫آثار‬
‫لديهن وتغيرها وتنظمها‪ ،‬مما‬
‫ّ‬ ‫وفسيولوجي ٍة‪ ،‬وبدنية‪ ،‬ويساعد على تحسين الحالة المزاجية‬
‫ّ‬ ‫نفسي ٍة‪،‬‬
‫ّ‬
‫أن استماع الالعبات إلى الموسيقى يشعرهن‬
‫أزمانهن‪ ،‬وكما ّ‬
‫ّ‬ ‫أدائهن و‬
‫ّ‬ ‫ينعكس إيجابياً على مستوى‬
‫ليدهن‬
‫ّ‬ ‫ويساعدهن على االسترخاء‪ ،‬ويجذب‬
‫ّ‬ ‫ويساعدهن على تنظيم وإثارة عواطفهن‬
‫ّ‬ ‫بالسعادة‬
‫االنتباه‪ ،‬ويؤخر التعب وتزيد من القدرة على التحمل وتحمل السرعة والقوة مما يزيد من اإلثارة‬
‫نتائج‬ ‫أكدته‬
‫ُ‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ‫العالي‪،‬‬ ‫األداء‬ ‫مستوى‬ ‫الى‬ ‫للوصول‬ ‫والتحفز‬
‫دراسة )‪ (Terry, & Karageorghis , 2011‬بأن الموسيقى التحفيزية يمكن أن تعزز األداء‬
‫الرياضي من خالل تحسين الحالة المزاجية ومستويات اإلثارة واالنفصال عن مشاعر األلم والتعب‪،‬‬
‫أن الموسيقى التحفيزية تقلل عادة من الجهد المتوقع بنسبة ‪ ٪ 10‬تقر ًيبا & ‪(Boutcher‬‬
‫حيث ّ‬
‫)‪.Trenske ,1990‬‬

‫الجري وَقد تزيد‬ ‫أن الم ِ‬


‫وسيَقى في أثناء الجري ساعدهن في زيادة كفاءة َ‬ ‫وترى الباحثة ّ ُ‬
‫من المسافة التي ي ِ‬
‫مكن لالعبة قطعها‪ ،‬ويمكن أن تخدع الموسيقى الدماغ بتقليل شعوره بالتعب‬ ‫ُ‬
‫أن يشتت‬
‫خالل العمل خصوصاً في التمارين التي تتطلب حركات تك اررية مثل الجري‪ ،‬فيمكن ْ‬
‫اإلستماع للموسيقى الذهن أثناء الجري عن الشعور بالجهد الحقيقي المبذول‪ ،‬سبب ذلك هو توجه‬
‫الدماغ إليقاع األغنية أكثر من توجهه لنبض القلب‪ ،‬وكما يزداد احتمال الجري لمسافة أطول‬

‫‪23‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫بأن اإلندماج مع إيقاع الموسيقى يزيد‬


‫نتيجة تقليل الشعور بالتعب‪ ،‬وباإلضافة الى ذلك أشارت ّ‬
‫من انتظام الخطوات وبذلك تصبح أكثر كفاءة‪ ،‬وهذا ما أكدته نتائج دراسة ( ‪Christopher et‬‬
‫‪ )al, 2019‬بأن االستماع للموسيقى عند التمرين قد ينقص من الجهد والتعب بحدود(‪)%12‬‬
‫أن المشي بخطوات تتوافق مع إيقاع الموسيقى يحسن التحمل بحوالي (‪.)%15‬‬
‫ووجدت ّ‬

‫وهذا ما أشارت إليه أيضاً دراسات كل من‪ ،)Avinash, et al, 2017) :‬ودراسة‬
‫أن إستماع الفرد للموسيقى‬
‫)‪ ) Robert ,et al 2013‬ودراسة ( ‪ (Bishop.et al , 2007‬في ّ‬
‫التي يرغب لها الفرد أو تعجبه تدفع الدماغ إلى إطالق مادة كيميائية تسمى الدوبامين ذات‬
‫التأثيرات اإليجابية على المزاج‪ ،‬فالموسيقى لديها القدرة على تحسين مزاج وصحة اإلنسان‬
‫الجسمية والبدنية مما ينعكس ايجابياً على مستوى األداءوالكفاءة نحو األفضل وبالتالي يصبح‬
‫األداء أكثر إثارة ومتعة‪ .‬وتتفق نتائج هذه الدراسة مع نتائج بعض األبحاث والدراسات العلمية‬
‫كدراسة كل من‪ ،)Nidhal et al, 2020) :‬ودراسة (‪ )Christopher et al, 2019‬حيث‬
‫أن اإلستماع إلى الموسيقى يؤدي الى تحسين حجم التأثير على األداء في سباقات الجري‪،‬‬
‫أشارت ب ّ‬
‫أن االستماع إلى الموسيقى في أثناء الجري أدى الى زيادة كبيرة في سرعة الجري‬
‫وذلك يعني ّ‬
‫وزيادة المسافة المقطوعة عند المقارنة مع عدم وجود الموسيقى في أثناء الجري‪.‬‬

‫وتتفق هذه الدراسة ما جاءت به نتائج دراسات كل من‪ ،(Nidhal et al, 2020( :‬ودراسة‬
‫)‪ ،)Christopher et al, 2019‬ودراسة (‪ )Randy et al , 2017‬ودراسة ‪Zachary‬‬
‫‪،)and‬‬ ‫‪Hotaka,‬‬ ‫)‪2015‬‬
‫أن االستماع إلى الموسيقى يؤدي الى تحسين‬
‫ودراسة )‪ ،) Bood et al.2013‬حيث أشارت ب ّ‬
‫أن االستماع إلى الموسيقى أدى الى‬
‫حجم التأثير على األداء في سباقات الجري‪ ،‬وذلك يعني ّ‬
‫زيادة كبيرة في سرعة الجري والمسافة المقطوعة عند المقارنة في أثناء الجري بدون وجود‬
‫الموسيقى‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة (‪800‬م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‪.‬م‪.‬د‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫وكما تعزو الباحثة عدم وجود أثر لإلستماع الى الموسيقى المحفزة لألداء في أثناء الجري‬
‫وصلن الى‬
‫ّ‬ ‫لدى العبات منتخب الشمال الممارسات لرياضة الجري‪ ،‬بإن هؤالء الالعبات قد‬
‫مرحلة المستوى العالي والمتقدم مستوى الفورما الرياضية في األداء نتيجة لخبرتهن التدريبية الطويلة‬
‫والمتواصلة التي ال تقل عن ثالث سنوات‪ ،‬والتي تلعب دو اًر كبي اًر بإرتفاع مستوى أدائهن دون‬
‫الحاجة الى عوامل خارجية مساعدة ومحفزة لألداء كالموسيقى‪.‬‬

‫االستنتاجات‪:‬‬
‫‪ -‬يمكن للمدربين الرلياضيين استخدام الموسيقى المحفزة لألداء في العملية التدريبية خاصة في‬
‫الرياضات الصعبة التي تتطلب وقت ومجهود عالي كمسابقات التحمل في المسافات المتوسطة‬
‫والطويلة كدافع نفسي لتحسين الحالة المزاجية مما يجعل التدريب أكثر إثارة ومتعة مما يؤدي‬
‫إلى تحسين األداءوتطويره‪.‬‬
‫وفسيولوجي ٍة وبدنية على الفرد‬
‫ّ‬ ‫نفسي ٍة‬ ‫إن اإلستماع إلى الموسيقى يؤثر على الجسم بحدوث ٍ‬
‫آثار ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫السلوك‪ ،‬كما أنه‬
‫المستمع ؛ حيث تؤثر الموسيقى على المزاج‪ ،‬والعاطفة‪ ،‬والمواقف‪ ،‬واإلدراك‪ ،‬و ّ‬
‫يمكن للموسيقى أن تؤثر بوضوح على مستويات اإلسترخاء والقدرات البدنية مما ينعكس ذلك‬
‫إيجابيا على مستوى األداء الرياضي‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ -‬وفي ضوء نتائج هذه الدراسة يوصى المدربين والرياضيين والممارسين التقليديين بالتفكير في‬
‫االستماع إلى الموسيقى أثناء التخطيط لبرامج التدريب لتحسين وتعزيز األداء لدى الرياضيين‬
‫‪ -‬يمكن أن تكون الموسيقى مفيدة لدى الرياضيين على حد سواء بغض النظر عن مستوى لياقتهم‬
‫البدنية ويمكن استخدامها كدافع نفسي لزيادة أدائهم حتى في التمارين التقدمية والمتطورة‪.‬‬

‫‪ -‬من الطرق و ّ‬
‫النصائح التي تساعد على جني أكبر فائدة أثناء ممارسة جري مسابقات التحمل‬
‫التي تتميز بصعوبة أدائها‪ ،‬ولضمان استمرار ممارسة أدائها ينصح بإختيار الموسيقى المفضلة‬
‫والمحفزة لألداء بحكمة واختيار إيقاعات الموسيقى بصورة تتناسب مع أداء جري التحمل‪ ،‬مما‬
‫اليومية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالرضا عن األداء في الحياة‬
‫السعادة ويزيد من الشعور ّ‬
‫الصحة و ّ‬
‫ّ‬ ‫يزيد من‬

‫‪25‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫د‬.‫م‬.‫م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‬800( ‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

‫ إجراء مزيد من الدراسات المشابهة في هذا المجال بالنسبة للرياضات األخرى التي تعتمد في‬-
.‫طبيعتها على الوزن ولمراحل عمرية مختلفة ولكال الجنسين‬

References

Avinash E Thakare, Ranjeeta Mehrotra, and Ayushi Singh,( 2017) , Effect


of music tempo on exercise performance and heart rate among young
adults, Int J Physiol Pathophysiol Pharmacol.; 9 (2): 35–39.

Bishop, D. T. Karageorghis. C. I. and Loizou. G. (2007). A grounded


theory of young tennis players’ use of music to manipulate emotional
state. Journal of Sport & Exercise Psychology, 29, pp.584–607.

Bood RJ. And Nijssen M van der Kamp J. Roerdink M. (2013). The
Power of Auditory-Motor Synchronization in Sports: Enhancing Running
Performance by Coupling Cadence with the Right Beats. PLoS ONE 8(8):
e70758. https://doi.org/10.1371/journal.pone.0070758.

Boutcher SH, Trenske M (1990) The effects of sensory deprivation and


music on perceived exertion and affect during exercise. J Sport Exerc
Psychol 12: 167–176.

Christopher G Ballmann 1and Daniel J Maynard. Zachary N


Lafoon, Mallory R Marshall. Tyler D Williams , Rebecca R Rogers.
(2019).Effects of Listening to Preferred versus Non-Preferred Music on
Repeated Wingate Anaerobic Test Performance , Sports (Basel)
29;7(8):pp.185.

DeNora T., Bergh A. From wind-up to iPod: Techno-cultures of listening.


In: Cook N., editor; Wilson-Leech D., Clarke E., editors. Cambridge

26 2022‫ مارس‬، 23‫ العدد‬،‫ برلين‬-‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‬
‫د‬.‫م‬.‫م) حتمل لدى الالعبات املمارسات وغري املمارسات لرايضة اجلري أ‬800( ‫أثر أستخدام املوسيقى احملفزة لألداء على زمن مسابقة‬
‫امال سليمان صاحل الزعيب‬

companion to recorded music. Cambridge, UK: Cambridge University


Press; 2009. pp. 102–114. [Google Scholar.

Hasan Mohammadzadeh1, Bakhtiyar Tartibiyan2, Azhdar Ahmadi3,


(2008). The Effects Of Music on the Perceived Exertion Rate And
Performance Of Trained And Untrained Individuals During Progressive
Exercise Dept of Physical Education and Sport Science, Faculty of
Humanities, Urmia University,Urmia, UDC 351.754.92:796.

Nidhal Jebabli,. Urs Granacher,. and Mohamed Amin Selmi, Badriya Al-
Haddabi, David G. Behm, Anis Chaouachi,, and Radhouane Haj
Sassi.(2020).Listening to Preferred Music Improved Running
Performance without Changing the Pacing Pattern during a 6 Minute Run
Test with Young Male Adults , Sports Basel; 8(5): pp.61.

Randy Bonnette,; Morgan C. Smith III, -; Frank Spaniol, , Liette Ocker;


Don Melr2ose. (2017). The Effect of Music Listening on Running
Performance and Rating of Perceived Exertion of College Students .

Terry P. C., Karageorghis C. I. (2011). Music in sport and exercise, in The


New Sport and Exercise Psychology Companion, eds Morris T., Terry P.
C., editors. (Morgantown, WV: Fitness Information Technology;pp. 359–
380. [Google Scholar].

Zachary Cole , Hotaka Maeda. (2015).Effect of Listening to Preferential


Music on Sex Differences in Endurance Running Performance. osage
Journals ;121(2):pp.390-8. Vol 121, No 2,.

27 2022‫ مارس‬، 23‫ العدد‬،‫ برلين‬-‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات‬
‫األسرية وقيم المواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫‪Using Social Media on Family Relationships and Citizenship Values‬‬
‫‪from Al-Istiqlal University Students’ Point of View‬‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬أستاذ مناهج وطرق التدريس المشارك‪ ،‬جامعة االستقالل‪ ،‬فلسطين‬
‫‪dr.raja@pass.ps‬‬
‫د‪ .‬محمد طالب دبوس‪ ،‬أستاذ القياس والتقويم المشارك‪ ،‬جامعة االستقالل‪ ،‬فلسطين‬
‫‪mohammad.dabous@pass.ps‬‬

‫الملخص‬
‫هدفت الدراسة إلى معرفة أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي‬
‫على العالقات األسرية وقيم المواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم ‪ ،‬ولتحقيق هدف الدراسة تم‬
‫استخدام المنهج الوصفي ‪ ،‬حيث قام الباحثان بتطوير استبانة اشتملت على محورين‪ ،‬األول يتكون‬
‫من (‪ )36‬فقرة تتعلق بأثر استخدام مواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية‪ ،‬والمحور‬
‫الثاني يتكون من (‪ )11‬فقرة تتعلق بقيم المواطنة‪ ،‬وقد تم تطبيق أداة الدراسة على عينة مكونة‬
‫من (‪ )254‬طالبا وطالبة من طلبة جامعة االستقالل تم اختيارهم بطريقة العينة العشوائية الطبقية‬
‫حسب الكلية‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان من أهمها أن درجة استخدام طلبة جامعة‬
‫االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي تؤثر على العالقات األسرية وقيم المواطنة بدرجة متوسطة‪.‬‬

‫كما أظهرت النتائج بأنه ال يوجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة ( ≤ ‪α‬‬
‫‪ ) 0.05‬ألثر استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية‬

‫‪28‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫حممد طالب دبوس‬.‫ د‬،‫ رجاء روحي سويدان‬.‫د‬

‫ في حين كان هناك فروق‬.‫ ومكان السكن‬،‫من وجهة نظر الطلبة أنفسهم تعزى للمتغير الجنس‬
.‫تعزى لمتغير الكلية ولصالح كلية القانون والعلوم الشرطية‬

‫وقد أوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات أهمها ضرورة تعزيز دور المؤسسات التربوية‬
‫ إضافة لعقد دورات تدريبية لطلبة‬،‫في التوعية للحد من مخاطر مواقع التواصل ااالجتماعي‬
.‫الجامعات لتطوير مهاراتهم في توظيف مواقع التواصل االجتماعي في خدمة قضايا المجتمع‬

.‫ جامعة االستقالل‬،‫ مواقع تواصل اجتماعي‬،‫ قيم مواطنة‬،‫ عالقات اسرية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract:

This study aimed to explore the effect of using social media on family
relationships and citizenship values from Al-Istiqlal University students’
point of view. Descriptive approach has been used to achieve the goal of
the study. The researchers have prepared a questionnaire that included two
axes, the first consists of (36) items related to the impact of using social
media on family relations, and the second axis consist of (11) items related
to the values of citizenship. The study tool has been applied to a sample
of (254) students from Al-Istiqlal University who have been chosen
randomly.
The most important result of the study is that using social media sites of
Al-Istiqlal University students’ affects family relationships and
citizenship values with a moderate degree.
The result also shows that there are no statistically significant differences
at the level of significance (α ≤ 0.05) of the impact of using the social
media sites on family relations from the students' point of view due to the
gender variable, and the place of residence. Whereas there are differences
due to the college variable and in favor of the College of Law and Police
Sciences.
The study proposes a set of recommendations, the most important of
which is the necessity of enhancing the role of educational institutions in

29 2022‫ مارس‬، 23‫ العدد‬،‫ برلين‬-‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫‪raising awareness to reduce the risks of social networking sites, in addition‬‬


‫‪to holding training courses for university students to develop their skills‬‬
‫‪in employing social networking sites in the service of community issue.‬‬

‫‪Key words: family relations, citizenship values, social media, Al-‬‬


‫‪Istiqlal University‬‬

‫مقدمة وخلفية نظرية‪:‬‬


‫شهد منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي تطورات تكنولوجية أحدثت نقلة نوعية وثورة‬
‫حقيقية في عالم االتصال‪ ،‬حيث انتشرت شبكة اإلنترنت في كافة أرجاء المعمورة‪ ،‬وربطت أجزاء‬
‫هذا العالم المترامية بفضائها الواسع‪ ،‬ومهدت الطريق لكافة المجتمعات للتقارب والتعارف وتبادل‬
‫اآلراء واألفكار والرغبات‪ ،‬وأصبحت أفضل وسيلة لتحقيق التواصل بين األفراد والجماعات‪،‬‬
‫فظهرت مواقع التواصل االجتماعي التي تعتبر األكثر انتشا ار على شبكة اإلنترنت‪ ،‬لما تمتلكه‬
‫من خصائص تميزها عن المواقع اإللكترونية‪ ،‬مما شجع متصفحي اإلنترنت من كافة أنحاء العالم‬
‫على اإلقبال المتزايد عليها‪ ،‬في الوقت الذي تراجع فيه اإلقبال على المواقع اإللكترونية (أمين‪،‬‬
‫‪.)2009‬‬

‫وبالرغم من االنتقادات الشديدة التي تتعرض لها الشبكات االجتماعية على الدوام‪ ،‬والتي تتهمها‬
‫تلك االنتقادات بالتأثير السلبي والمباشر على المجتمع األسري‪ ،‬والمساهمة في انفراط عقده‬
‫وانهياره‪ ،‬فإن هناك من يرى فيها وسيلة مهمة للتنامي وااللتحام بين المجتمعات‪ ،‬وتقريب المفاهيم‬
‫والرؤى مع اآلخر‪ ،‬واإلطالع والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة‪ ،‬إضافة لدورها الفاعل‬
‫والمتميز كوسيلة اتصال ناجعة في الهبات واالنتفاضات الجماهيرية" (ماجد شلبي‪.)2006 ،‬‬

‫من هنا باتت األسرة التي هي اللبنة األولى واألساسية في تكوين المجتمع‪ ،‬والتي تُعد أول مؤسسة‬
‫تربوية تقوم بتربية أبنائها وتعليمهم وتوجيههم نحو السلوك السوي وتعزيز دورهم في القضايا‬
‫التي تهم المجتمع‪ ،‬وينعكس مدى تماسك األسرة واستقرارها على تماسك المجتمع واستقراره‪( ،‬‬

‫‪30‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫ال الشيخ‪ )2006 ،‬وذلك من خالل تمكّنها من إيجاد أفراد قادرين على القيام بواجباتهم نحو‬
‫أنفسهم ومجتمعاتهم‪ ،‬بدرجة عالية من الكفاءة والفاعلية‪ .‬وفي ظل ظهور هذا االعالم الجديد‬
‫بأنواعه وتقنياته وم ازياه العديدة‪ ،‬أصبحت األسرة اليوم مهددة ومحاصرة بالعديد من مخاطر هذا‬
‫االعالم ومصادره الثقافية‪ ،‬والتي باتت تهدد مجتمع األسرة‪ ،‬وشريحة الشباب المسلم‪ ،‬وتؤثر‬
‫على شخصياتهم‪ ،‬وخاصة لما تتمتع به هذه المصادر من قوة جذب هائلة بفضل التقنية الحديثة(‬
‫الحمصي‪.)2010 ،‬‬
‫من هنا يبرز دور المرحلة الجامعية في اعداد الشباب وتوعيته لكل ما يدور حوله‪ ،‬لِما لها من‬
‫دور كبير في تقديم المعرفة وترسيخ القيم االجتماعية واألخالقية والدينية وتعزيز قيم المواطنة‪،‬‬
‫وتكوين مواطنين صالحين يخدمون مجتمعهم‪ ،‬ويسعون لتحقيق تقدمه والنهوض به والحفاظ على‬
‫هويته‪ ،‬والتصدي لكل ما يهدد أمنه وسالمته‪.‬‬
‫ولعل أبرز صور اإلعالم الجديد المؤثرة وبصورة قوية على الشباب اليوم‪ ،‬مواقع التواصل‬
‫االجتماعي بأنواعها المختلفة‪ ،‬والتي لم تعد بمنأى عن شبابنا بكافة طبقاته ومستوياته االجتماعية‬
‫والعلمية والثقافية‪ ،‬مما جعلهم يعيشون في عالم افت ارضي بعيدين عن واقعهم‪ ،‬ومعرضين لكافة‬
‫أنواع التأثير على المستوى الفردي الذاتي والمستوى األسري ومن ثم المجتمعي‪.‬‬
‫ونظ اًر لما تتمتع به األسرة من أهمية بالغة في القيام بعملية التنشئة االجتماعية‪ ،‬فإنه ال بد‬
‫لها من متابعة مختلف الوسائل واألساليب‪ ،‬ومالحظة كافة اآلليات التي تسهم في تنشئة أبنائها‪،‬‬
‫واكتسابهم مختلف القيم واالتجاهات‪ ،‬المؤثرة وبشكل مباشر على سلوكهم‪ ،‬والتي تنعكس إيجاباً‬
‫أم سلباً على محيطهم داخل األسرة وخارجها‪.‬‬
‫ومن أجل قيام األسرة بدورها تجاه هذهِ التحديات التي تواجه أبنائها‪ ،‬وحماية البنى الدينية والقيمية‬
‫واألخالقية لهم‪ ،‬والتصدي لكل ما يضعف الروابط االجتماعية بينهم‪ ،‬كان من الضروري التعرف‬
‫على تأثير االنترنت على تلك العالقات األسرية من وجهة نظر الشباب أنفسهم‪ ،‬وتفعيل دور‬
‫األسرة في مواجهة آثار هذا اإلعالم الجديد على العالقات األسرية وحمايته األفراد من مخاطره‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫فمع هذا التطور المتنامي في شبكات التواصل االجتماعي سبقه تطور في اإلرشادات التي وضعت‬
‫وما زالت توضع بهدف إرشادنا إلى طريقة التعامل الجيد مع هذا الواقع‪ ،‬فأصبح كالً من‬
‫األخصائيين النفسيين وخبراء البرمجيات اإللكترونية والمحامين يبذلون جهداً كبي اًر لمواكبة هذا‬
‫التطور‪ ،‬ووضع اإلرشادات القانونية واألخالقية‪ ،‬هذه المنظومة لالرشادات القانونية واألخالقية‬
‫أضحت تتطور باستمرار تبعا لظهور حاالت جديدة في عالم االنترنت‪ ،‬ومنها يتطور كذلك فهمنا‬
‫لتأثيرات وانعكاسات االنترنت على الناس وعالقاتهم‪ .‬وخالصة األمر فإن كل ما ينتج عن استخدام‬
‫االنترنت سببه طريقة استخدام الناس له وطريقة ضبط تصرفاتهم (خضر‪.)2009 ،‬‬

‫أما على صعيد االثار النفسية والصحية فإن االستخدام السيء لالنترنت يفقد الشخص الثقة بمن‬
‫حوله ويزيد من الخالفات األسرية عوضاً عن تعرض الشخص للعديد من األمراض النفسية مثل‬
‫االكتئاب وضعف القدرة على التركيز‪ ،‬إضافة لزيادة الشكوك لدى الشخص والصراع النفسي نتيجه‬
‫تعرضه ألفكار متناقضه‪ ،‬هذه األمراض تجعل الشخص بعيداً عن اسرته ويميل إلى الهروب‬
‫والعزله‪ .‬إضافة لالمراض النفسية والصحية فإن هناك أثار اجتماعية تترتب على ذلك مثل تراجع‬
‫المشاركة االجتماعية للشخص‪ ،‬إضافة لتراجع الثقة بالنفس واالحساس باالستقاللية (ساري‪،‬‬
‫‪.)2003‬‬

‫عالوة على ما سبق أثر أيضا االنترنت على مستوى االمن الفكري لدى االشخاص فهنالك سلبيات‬
‫عديده لالستخدام السيئ لوسائل االنترنت وخصوصا التواصل االجتماعي التي قد تعرض الشخص‬
‫لإلغراءات الفكرية المتطرفة ونشر العادات والتقاليد الغربية‪ ،‬وتمثــل شــبكات التواصــل االجتماعــي‬
‫بيئة خصبة لنشر الشائعات خصوصا بين الشباب وهم الفئه االكثر استخداما لهذه الوسائل‪ ،‬نظ ـ ار‬
‫الن كل من لديه رأي أو معلومــة غيــر موثقــة يقوم فــي نشــرها علــى المنصات االلكترونية‪ ،‬أيضــا‬
‫لصعوبــة التحكــم فــي شــبكات التواصــل االجتماعــي لغيــاب القواعــد والقوانيــن الواضحــة للنشــر‬
‫عليهــا وهــو مــا يســمح باســتغالل الشــبكة فــي الترويــج لألخبار المغلوطــة والشــائعات‪ ،‬ويعــد الفيس‬
‫بوك مــن أكثــر شــبكات التواصل االجتماعي نش ار للشــائعات بيــن مجتمعــات الشــباب الجامعــي ‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫على الرغم من ذلك تبقى هنالك أمور إيجابية تعززها وسائل التواصل االجتماعي من الناحية‬
‫الفكرية مثل تعزيز المشاركة اليجاد الحلول للمشكالت االجتماعية والتعبير عن النفس وإطالق‬
‫المبادرات الوطنية الهادفة‪ .‬أما على صعيد منظومة قيم المواطنة فان لوسائل التواصل االجتماعي‬
‫ايجابياتها وسلبياتها‪ ،‬التي قد تكون أداة بناء للوطن أو معول هدم‪ .‬حيث تتسم مواقع التواصل‬
‫االجتماعي بالعديد من السمات كاالندماج والمشاركة واالنفتاح وغياب الحدود‪ ،‬والنمو الكبير الذي‬
‫يفرض عددا من التحديات عليها وما يتعلق بتنظيمها لرفع مستوى الوعي بمفهوم المواطنة‪ ،‬وهنالك‬
‫حاجة ضرورية لالستفاده منها في نرسيخ مبادئ وقيم المواطنة ودور المواطن تجاه وطنه (العتيبي‪،‬‬
‫‪.)2008‬‬

‫وتؤدي شبكات التواصل االجتماعي المتعددة دو ار محوريا في تعزيز البناء الفكري للشباب وترسيخ‬
‫منظومة الوعي لديه‪ ،‬ونقل صورة مكبرة عن واقعه وطموحاته ومشكالته‪ ،‬وتوفير مفاهيم تواصلية‬
‫متنوعة تقدم بدائل يتفاعل معها الشباب في ظل نقاشات مستمرة وطرح نوعي متكامل لقضاياه و‬
‫موقعه في منظومة العمل الوطني‪ ،‬وحوارات تتقاسم المشترك بين الشباب أحيانا وتتباين في مواقف‬
‫أخرى‪ ،‬ويظهر هذا التقارب والتباين رصيدا فكريا ينبغي أن تستفيد منه المجتمعات في بناء سلوك‬
‫المواطنة من خالل رصد توقعات الشباب واتجاهاته وارتباطها بواقع الممارسة وتعاملها مع قطاعات‬
‫التنمية واألمن والتوظيف وتحديات الشباب‪ ،‬وما يمكن أن توفره هذه الشبكات من تعميق فرص‬
‫الوعي وترسيخ ثقافة إيجابية تسهم في تغيير السلوك النمطي السائد في المجتمعات وضبط‬
‫الممارسة الشبابية بشكل يضعها أمام تقييم مستمر لموقعها واالعتزاز بحضارته وقيمه وسياساته‬
‫والشراكة الشبابية في برامج التطوير‪ ،‬والتي يمكن أن توصل لثقافة مهنية قادرة على تحقيق‬
‫التحول في سلوك الشباب وتمكينه من استثمار الفرص المتاحة له في ظل قناعته ومشاركته في‬
‫رصد المنجز التنموي الوطني المقدم له ‪ .‬وبما أن الشريحة األكبر التي تستخدم هذه التقنية‬
‫وخاصة الفيسبوك هي من فئة الشباب الذين هم مستقبل وعماد التطور والتقدم واإلنتاج‪ ،‬كان ال‬
‫بد من معرفة آثارها المختلفة وخاصة الوطنية عند هذه الفئة المهمة من فئات المجتمع لنتمكن‬
‫من محاصرتها وتحويلها من تقنية تستخدم بشكل سلبية عند البعض إلى تقنية إيجابية وبناءة حيث‬

‫‪33‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫نستطيع االستفادة من هذه الشبكة بأمور عديدة ومفيدة في تطور مجتمعنا وخدمة العلم والمعرفة‬
‫(العويسي‪.)2016 ،‬‬
‫من هنا جاءت هذه الدراسة للكشف عن أثر استخدام االنترنت على العالقات األسرية وقيم‬
‫المواطنة من وجهة نظر طلبة جامعة االستقالل في ضوء بعض المتغيرات‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة وأسئلتها‪:‬‬
‫يتزايد استخدام واعتماد الناس على مواقع التواصل االجتماعي المختلفة بصورة سريعة وملفتة‬
‫للنظر‪ ،‬وخاصة بين الشباب مما يشكل تأثير واضح على العالقات االجتماعية بين الناس‪ ،‬وبين‬
‫أفراد األسرة‪ .‬وتأتي هذه الدراسة لتحدد إن كان هناك خطر يهدد العالقات االسرية بسبب استخدام‬
‫طلبة الجامعة لمواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وتأثير استخدامها على قيم المواطنة‪ .‬ومن هنا يمكن‬
‫تحديد أسئلة الدراسة بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية‬
‫من وجهة نظر الطلبة أنفسهم؟‬
‫‪ -2‬ما أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على قيم المواطنة لديهم‬
‫من وجهة نظر الطلبة أنفسهم؟‬
‫‪ -3‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ ) α ≤ 0.05‬ألثر استخدام طلبة‬
‫جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية من وجهة نظر الطلبة‬
‫أنفسهم تعزى للمتغيرات (الجنس‪ ،‬الكلية‪ ،‬مكان السكن)؟‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ ) α ≤ 0.05‬ألثر استخدام طلبة‬
‫جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية من وجهة نظر الطلبة‬
‫أنفسهم تعزى للمتغير الجنس (ذكر‪ ،‬أنثى)‪.‬‬
‫‪ .2‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ ) α ≤ 0.05‬ألثر استخدام طلبة‬
‫جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية من وجهة نظر الطلبة‬

‫‪34‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫أنفسهم تعزى للمتغير الكلية (علوم إنسانية‪ ،‬قانون وعلوم شرطية‪ ،‬علوم إدارية‪ ،‬مجتمع‬
‫متوسطة)‪.‬‬
‫‪ .3‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ ) α ≤ 0.05‬ألثر استخدام طلبة‬
‫جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية من وجهة نظر الطلبة‬
‫أنفسهم تعزى للمتغير مكان السكن (مدينة‪ ،‬قرية‪ ،‬مخيم)‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تتمثل اهداف الدراسة بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف الى أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات‬
‫األسرية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‪.‬‬
‫‪ -2‬التعرف الى أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على قيم‬
‫المواطنة لديهم من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‪.‬‬
‫‪ -3‬التعرف على أهم الفروق ألثر استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي‬
‫على العالقات االسرية وقيم المواطنة لديهم تعزى لمتغيرات الجنس‪ ،‬الكلية ومكان السكن من‬
‫وجهة نظر الطلبة أنفسهم‪.‬‬
‫أهمﻳة الد ارسة‪:‬‬
‫تكمن أهمية الد ارسة بما يلي‪:‬‬
‫المساهمة في إثراء األدبيات حول ازدياد ظاهرة استخدام االنترنت‪ ،‬ومالحظة آثارها المختلفة‬ ‫•‬
‫على العالقات األسرية‪ ،‬والتحقق من مدى تأثيرها على العالقات األسرية‪.‬‬
‫تشكيل وعي لدى األسرة والشباب بﺂثار استخدام االنترنت لإلفادة من إيجابياتها وتفادي‬ ‫•‬
‫سلبياتها‪.‬‬
‫ضرورة الوقوف على مثل هذهِ الد ارسات من أجل وضع نتائجها أمام المسؤولين وصناع‬ ‫•‬
‫القرار‪ ،‬لالستفادة منها واتخاذ االجراءات الالزمة لحماية الشباب واألسرة‪.‬‬
‫حدود الدراسة‪:‬‬

‫‪35‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫الحد المكاني‪ :‬تم اجراء الدراسة في جامعة االستقالل – أريحا‪ ،‬فلسطين‪.‬‬


‫الحد الزماني‪ :‬تم تطبيق الدراسة خالل الفصل الثاني من العام الدراسي ‪2020/2019‬م‪.‬‬
‫الحد البشري‪ :‬طلبة جامعة االستقالل للعلوم األمنية‪.‬‬
‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬
‫العالقات األسرية‪" :‬إن تناول األسرة يقتضي اعتبارها ككل نشيط‪ ،‬يتوقف فيه سلوك كل فرد على‬
‫العالقات التي تربطه بباقي األفراد" (‪ ،)Marc E. - Picard D. 1989 p.193‬فالعالقة هي‬
‫تلك الجاذبية الوجدانية‪ ،‬والتفاعل الواقع بين األفراد‪ ،‬الذي يتحدد بكيفية اتصاالتهم‪ ،‬ألن العالقة‬
‫عبارة عن تفاعل يتم خالله اختراق لألنساق واالتصال هو السبيل الوحيد لهذا االختراق‪ .‬وهي‬
‫أيضاً تطلق على العالقات بين أفراد األسرة من أب وأم وأوالد‪ ،‬من اتصاالت وتفاعالت‪ .‬وإجرائيا‬
‫يرى الباحثان بأن العالقات األسرية هي الروابط من اتصاالت وتفاعالت بين أفراد األسرة الواحدة‪،‬‬
‫لتلبية حاجات األسرة ورغباتها‪ ،‬ويعد األب واألم هم جوهر والمكون األساسي لألسرة‪ ،‬وهم من‬
‫يتحملون مسؤولية األسرة من رعاية وتربية وتلبية احتياجاتهم‪.‬‬
‫االنترنت (مواقع التواصل االجتماعي)‪ :‬يمكن تعريف مواقع التواصل االجتماعي على أنها شبكة‬
‫تضم مجموعة من األفراد لهم نفس االهتمامات والميول والرغبة في تكوين بعض الصداقات من‬
‫اإللكترونية‬
‫ّ‬ ‫خالل استخدام الشبكة العنكبوتية‪ ،‬وهي تعرف أيضاً بأنها " منظومة من الشبكات‬
‫التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص به‪ ،‬و من ثم ربطه عن طريق نظام اجتماعي‬
‫إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم االهتمامات والهوايات نفسها" (العلمي‪.)2011 ،‬‬

‫قيم المواطنة‪ :‬تعرف على انها االنتماء إلى أمة أو وطن‪ ،‬وفي قاموس علم االجتماع تعرف على‬
‫أنها مكانة أو عالقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي‪ ،‬ومن خالل هذه العالقة‬
‫يقدم الطرق االول الوالء‪ ،‬ويتولى الطرف الثاني الحماية‪ ،‬وتعرف اجرائيا بأنها عبارة عن مكتسبات‬
‫الطالب والتي تعكس انتماءه لوطنه‪ ،‬والوعي باالمور السياسية وااليمان بالوحده الوطنية والتسامح‬

‫‪36‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫مع اآلخرين‪ ،‬وتعرف إجرائيا في هذه الدراسة بمدى استجابة أفراد عينة الدراسة على األداة التي‬
‫طورت لتحقيق أهداف الدراسة‪.‬‬
‫جامعة االستقالل‪ :‬هي األكاديمية الفلسطينية للعلوم األمنية‪ ،‬تأسست سنة (‪ )1998‬كمؤسسة‬
‫متخصصة في تأهيل وتخريج كوادر علمية ذات كفاءة عالية؛ لرفد األجهزة األمنية الفلسطينية‬
‫باحتياجاتها من التخصصات األمنية‪ ،‬الشرطية‪ ،‬والعسكرية إلى أن تم اعتمادها من و ازرة التعليم‬
‫العالي الفلسطينية‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫الد ارسات السابقة‪:‬‬

‫أجرى وازي وﻳوسف )‪ (2013‬د ارسة عنوانها‪" :‬وسائل التكنولوجيا الحديثة وتأثيرها على‬
‫االتصال بين اآلباء واألبناء (االنترنت والهاتف النقال نموذجا)" هدفت الد ارسة إلى بيان أثر‬
‫االنترنت والهاتف النقال على االتصال بين اآلباء واألبناء ووظائف التكنولوجيا الحديثة وتأثي ارتها‬
‫على األسرة‪ ،‬واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وتوصلت الد ارسة إلى أن آثار الوسائل‬
‫التكنولوجية أدت إلى هشاشة العالقات االجتماعية بين أفراد األسرة الواحدة‪ ،‬وخاصة بين اآلباء‬
‫واألبناء‪ ،‬إضافة إلى العزلة االجتماعية لألبناء‪.‬‬
‫وقدمت الﺷهري)‪ (2013‬د ارسة عنوانها‪" :‬أثر مواقع التواصل االلكترونية على العالقات‬
‫االجتماعية (الفيس بوك وتويتر نموذجا) " هدفت الد ارسة إلى بيان األسباب التي تدفع إلى‬
‫االشتراك في موقعي الفيس بوك وتويتر والكشف عن آثارها السلبية واإليجابية‪ ،‬ولتحقيق هدف‬
‫الد ارسة‪ ،‬واستخدم الباحث منهج المسح االجتماعي وطبقت األداة على عينة مكونة من ‪150‬‬
‫طالبة في جامعة الملك عبد العزيز اختيرت بطريقة قصدية‪ ،‬وقد أشارت النتائج إلى أن دوافع‬
‫استخدام الفيس بوك وتويتر هي سهولة التعبير عن األفكار واآلراء‪ ،‬وهي وسيلة للتبادل الثقافي‬
‫واالنفتاح الفكري‪ ،‬وأشارت النتائج إلى وجود عالقة ارتباطيه عكسية بين متغيري العمر والمستوى‬
‫الد ارسي وبين دوافع استخدام تلك المواقع ٕوايجابياتها وسلبياتها‪ ،‬كما توجد عالقة ارتباطيه ايجابية‬

‫‪37‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫بين متغيري عدد الساعات وأسباب االستخدام ونتائجه السلبية واإليجابية‪ ،‬كما توجد عالقة طردية‬
‫بين متغير طريقة االستخدام وأسبابه وطبيعة العالقات االجتماعية وآثارها االيجابية والسلبية‪.‬‬
‫فيما قدم الخليفي (‪2002‬م)‪ ،‬دراسةةةة بعنوان‪" :‬تأثير مواقع التواص ـ ــل االجتماعي في المجتمع"‪،‬‬
‫وقد قامت الد ارسـ ـ ـ ـ ــة على اسـ ـ ـ ـ ــتعراض التأثيرات التي تحدث نتيجة السـ ـ ـ ـ ــتخدام مواقع التواصـ ـ ـ ـ ــل‬
‫االجتماعي وش ـ ــبكات اإلنترنت على المجتمع‪ ،‬ومدى االس ـ ــتفادة من تلك المواقع واآلثار الس ـ ــلبية‬
‫واإليجابية الواقعة على مس ـ ـ ــتخدميها‪ ،‬وقام الباحث بالتطبيق على عينة من (‪ )412‬طالبا وطالبة‬
‫من كلية الهندسـ ــة‪ ،‬وقد توصـ ــل الباحث إلى أن هناك العديد من السـ ــلبيات الناتجة عن اسـ ــتخدام‬
‫مواقع التواصـ ـ ــل االجتماعي لفترات طويلة أنها قد تصـ ـ ــل إلى اإلدمان وهو ما يجعل تلك المواقع‬
‫مسيطرة بشكل كامل على حياة الفرد بينما رصد الباحث أن هناك جانب إيجابي الستخدام مواقع‬
‫التواصـل االجتماعي وهو تقريب المسـافة بين األفراد وخاصـة من فئة الشـباب والطالب الدارسين‬
‫بالجامعة ومسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعدتهم في القيام بمهامهم العلمية ومحاولة التقريب بين األفكار ووجهات النظر‬
‫فيما يتعلق بالدراسة‪.‬‬
‫أما حلمي سةةةةةةةةاري (‪2005‬م)‪ ،‬قدم في د ارسـ ـ ـ ـ ـ ــته التي حملت عنوان "ثقافة اإلنترنت ودورها في‬
‫التواصــل االجتماعي ‪ ،‬فقد تناولت الد ارســة اآلثار الس ــلبية واإليجابية الســتخدام وســائل التواصــل‬
‫االجتماعي‪ ،‬وأجريت الد ارس ـ ـ ـ ـ ــة على مجموعة من الش ـ ـ ـ ـ ــباب القطريين بمدينة الدوحة‪ ،‬بلغة عينة‬
‫الد ارس ــة (‪ )539‬ش ــاب وفتاة‪ .‬وكانت نتائج تلك الد ارس ــة أن اإلقبال الش ــديد على مواقع التوص ــل‬
‫ـيوعا للعزلة النفس ـ ـ ـ ــية واالجتماعية والذي يعد القلق واإلحباط‬
‫االجتماعي هو الس ـ ـ ـ ــبب األكثر ش ـ ـ ـ ـ ً‬
‫والتوتر المستمرين من أحد أهم األعراض الخاصة بها‪ .‬كما وجد الباحث أن هناك غضب وتذمر‬
‫من قبل أسر الشباب والفتيات نتيجة النعكافهم على استخدام مواقع التواصل االجتماعي وتركهم‬
‫للممارس ـ ـ ـ ــة الحياة االجتماعية الحقيقية مع ذويهم‪ ،‬كما توص ـ ـ ـ ــل إلى أن هناك تزعزع في العالقة‬
‫األسرية بين الشباب وعائالتهم وتقصير في زيارة األقارب واألهل من قبل الشباب‪.‬‬
‫فيما يخص دراسة ﺷعاع اليوسف التي وسمت بعنوان "فوائد وأضرار التقنيات الحديثة وتأثيراتها‬
‫الســلبية على صــحة الفرد"‪ .‬ناقشــت الد ارســة موضــوع إدمان الفرد للتقنيات الحديثة واإلنترنت على‬

‫‪38‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫قدرته على الس ـ ــيطرة على النفس‪ ،‬ومدى ض ـ ــعف عالقاته بالمحيطين به‪ ،‬وقدرته على التواص ـ ــل‬
‫االجتماعي الحقيقي على أرض الواقع‪ ،‬ودرجة إهمال الفرد لوضعه الشخصي‪ ،‬كما حثت الدراسة‬
‫وأكدت على درجة إدمان األفراد على اسـ ـ ـ ـ ــتخدام اإلنترنت وغيره من التقنيات الحديثة أصـ ـ ـ ـ ــبحت‬
‫مؤش ـ ـ ار خطير‪ ،‬وكذلك نوه ألن مجانية اإلنترنت واسـ ــتطاعة أي فئة اسـ ــتخدامه وخاصـ ــة الشـ ــباب‬
‫الجامعي يجعل الخطر مضـ ــاعف وأكد على ضـ ــرورة االنتباه لتلك النقطة ومحاولة وضـ ــع آليات‬
‫للسيطرة وتقنين استخدام تلك التقنيات‪.‬‬
‫فيما جاء كراوت وزمالئه (‪2007( )Krout et al.‬م)‪ ،‬بدراسةةةةة حول "تأثير اسـ ـ ــتخدام شـ ـ ــبكة‬
‫االنترنت على التفاعل االجتماعي وصـ ـ ـ ــحة الفرد النفسـ ـ ـ ــية"‪ .‬وكانت نتائج هذه الد ارسـ ـ ـ ــة هي أن‬
‫االستخدام المتزايد لشبكة اإلنترنت يؤثر بشكل كبير وسلبي على قدرته على التواصل االجتماعي‬
‫مع من هم حوله‪ ،‬كما أنه يقلل من قدرة الفرد على التواص ـ ــل مع أفراد أسـ ـ ـرته في المنزل الواحد‪،‬‬
‫كما أشـ ـ ـ ـ ــارت الد ارسـ ـ ـ ـ ــة إلى أن الجلوس لفترات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر واالسـ ـ ـ ـ ــتخدام المفرد‬
‫لشبكات التواصل االجتماعي تؤدي إلى اإلصابة باالكتئاب والعزلة االجتماعية‪.‬‬
‫وأكــدت دراسةةةةةةةةةةة ناي وار نج (‪2009( )Nie and Erbing‬م)‪ ،‬التي حملت عنوان "مواقع‬
‫التواص ــل االجتماعي والمجتمع"‪ .‬ناقش ــت الد ارس ــة موض ــوع اإلفراط في اس ــتخدام مواقع التواص ــل‬
‫االجتماعي سـ ـواء كانت على ش ــبكة اإلنترنت أو من خالل تطبيقات األجهزة المحمولة على قدرة‬
‫الفرد على التواص ــل اجتماعيا مع من هم حوله‪ ،‬وكانت نتائج تلك الد ارس ــة أنه كلما زاد اس ــتخدام‬
‫الفرد لوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائل التواصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل االجتماعي كلما قلت قدرته على التواصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اجتماعيا مع األقارب‬
‫واألصدقاء‪.‬‬
‫وأكدت نتائج د ارس ـ ــة كروات وآخرين (‪ ،)2011‬والتي حملت عنوان "اس ـ ــتخدام االنترنت وعالقاته‬
‫مع الحياة االجتماعية والنفس ـ ـ ـ ـ ــية"‪ ،‬أن هذه النظرية على أن األفراد الذين يفرطون في اس ـ ـ ـ ـ ــتخدام‬
‫االنترنت يفتقدون للسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعادة التي تجلبها العالقات االجتماعية الحقيقية والمقابالت الفعلية التي‬
‫تحدث بين األهل واألقارب واألصدقاء‪ ،‬كما أوضحت الدراسة أن هؤالء األشخاص الذين يدمنون‬
‫اسـ ـ ـ ـ ــتخدام مواقع التواصـ ـ ـ ـ ــل االجتماعي يعانون من اإلحباط واالكتئاب الشـ ـ ـ ـ ــديد ومحاولة تجنب‬

‫‪39‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫النشـ ـ ـ ـ ـ ــاطات االجتماعية التي تعرض عليهم للقيام بها محاولة للترفيه عنهم فهم فقط يفضـ ـ ـ ـ ـ ــلون‬
‫الجلوس خلف شـ ـ ـ ـ ــاشـ ـ ـ ـ ــة الكمبيوتر لفترات طويلة دون محاولة التخلي عن تلك العادة وفتح أفاق‬
‫اجتماعية جديدة مع من حولهم‪.‬‬

‫كما أكد نومار (‪ )2012‬في دراسته التي سعت للتعرف على أثر استخدام مواقع الشبكات‬
‫االجتماعية في العالقات االجتماعية‪ ،‬من خالل دراسة عينة من مستخدمي موقع (الفيس بوك)‬
‫في الجزائر‪ ،‬وقد اختار الباحث العينة بطريقة قصدية بلغ عددها (‪ )280‬فردا‪ ،‬وتم االعتماد على‬
‫أداة االستبانة لجمع البيانات من المبحوثين‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫يستخدم اغلب أفراد العينة موقع (الفيس بوك) بدافع التواصل مع األهل واألصدقاء‪ ،‬إلى جانب‬
‫التثقيف‪ ،‬وتبين أن استخدام موقع التواصل االجتماعي (الفيس بوك) يختلف من مستخدم إلى‬
‫آخر‪ ،‬تبعا لمتغيري الجنس و ِ‬
‫السن‪ ،‬يؤثر في التفاعل االجتماعي ألفراد العينة مع عائالتهم‬
‫وأصدقائهم؛ إذ تبين أن استخدام أفراد العينة لموقع (الفيس بوك) قلل من تواصلهم وجها لوجه‬
‫مع أصدقائهم وأسرهم وهذا ما قلل من الوقت الذي يقضونه مع أسرهم‪.‬‬
‫وقام عوض (‪ )2011‬بدراسة هدفت (بشكل غير مباشر) إلى فحص اثر مواقع التواصل‬
‫االجتماعي في تنمية المسؤولية لﺩﻯ فئة ﺍلشباﺏ‪ ،‬ﻭﺫلﻙ مﻥ خالل تﻁبيﻕ بﺭنامج تﺩﺭيبي على‬
‫مجمﻭعة مﻥ شباﺏ مجلﺱ شـبابي عالﺭ‪ ،‬وقد قاﻡ ﺍلباحﺙ باستخدام األسلوب التجريبي‪ ،‬إذ بلغت‬
‫العينة (‪ )18‬شاباﹰ ﻭفتاﺓ‪ .‬أظهرت هذه الدراسة النتائج اآلتية‪ - :‬عﺩﻡ ﻭجﻭﺩ فﺭﻭﻕ ﺫﺍﺕ ﺩاللة‬
‫ﺇحصائية بيﻥ متﻭسـﻁ ﺩﺭجـاﺕ الذكور وﺍإلناﺙ في ﺍلمجمﻭعة ﺍلتجﺭيبية في مستﻭﻯ ﺍلمسﺅﻭلية‬
‫ﺍالجتماعية بعﺩ تﻁبيﻕ ﺍلبﺭنامج‪ ،‬واهم توصية توصلت إليها الدراسة هي نشﺭ ﺍلﻭعي لﺩﻯ فئة‬
‫ﺍلشباﺏ حﻭل ﺩﻭﺭ مﻭﺍقع ﺍلتﻭﺍصل ﺍالجتماعي‪ ،‬وأثرها في تنمية شخصياتهﻡ‪ ،‬ﻭﺇﺭشاﺩهﻡ لالستخﺩﺍﻡ‬
‫ﺍألمثل لمﻭﺍقع ﺍلتﻭﺍصل ﺍالجتماعي‪.‬‬
‫كما أجرى حسن )‪ (2009‬في دراسته‪" :‬أثر مواقع العالقات االجتماعية التفاعلية باالنترنت‬
‫ورسائل الفضائيات على العالقات االجتماعية واالتصالية لألسرة المصرية والقطرية"‪ ،‬هدفت‬

‫‪40‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫الد ارسة إلى رصد وتوصيف أثر الوسائل االتصالية الحديثة (االنترنت بكافة استخداماتها‬
‫والفضائيات والمدونات) على طبيعة وحجم العالقات والتفاعالت االجتماعية واالتصالية داخل‬
‫األسرة المصرية والقطرية‪ ،‬واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي وذلك بالتطبيق على عينة‬
‫عشوائية متعددة الم ارحل حجمها )‪ (600‬مفردة وزعت ما بين صغار السن والوالدين في قطر‬
‫ومصر‪ ،‬في محاولة للوصول إلى رؤية محددة نحو ترشيد استخدام التقنيات الحديثة وتفعيل دور‬
‫المسؤولية األسرية والمجتمعية في هذا السياق‪ ،‬وقد توصلت الد ارسة إلى أن هناك ارتباطاً سلبياً‬
‫بين معدل استخدام المواقع االجتماعية ومستوى التفاعل االجتماعي بين اإلفراد‪ ،‬وأنه كلما شعر‬
‫األفراد بالخصوصية باستخدام جهاز الكمبيوتر زاد انع ازلهم عن الواقع وانخفض مستوى تفاعلهم‬
‫االجتماعي‪ ،‬بعكس أق ارنهم الذين يستخدمون الحاسوب في مكان ال يتمتع بالخصوصية‪.‬‬
‫وتحدث المجالي)‪ ،(2007‬في دراسته وعنوانها‪ " :‬استخدام االنترنت وتأثيره على العالقات‬
‫االجتماعية لدى الشباب الجامعي"‪ ،‬هدفت هذه الد ارسة إلى التعرف على أثر استخدام اإلنترنت‬
‫على العالقات االجتماعية لدى الشباب الجامعي في المجتمع األردني‪ ،‬واستخدم الباحث المنهج‬
‫الوصفي التحليلي من خالل استطالع آراء عينة من طلبة جامعة مؤتة بلغ تعدادها )‪(325‬‬
‫مبحوثاً ومبحوثة‪ ،‬تم اختيارها بطريقة عشوائية‪ ،‬وأظهرت نتائج الد ارسة بأن أثر استخدام اإلنترنت‬
‫على العالقات االجتماعية يزداد في حالة استخدام الطلبة لإلنترنت بمفردهم‪ ،‬وأشارت النتائج‬
‫كذلك إلى وجود عالقة ألثر استخدام اإلنترنت على العالقات االجتماعية وبعض المتغيرات‬
‫النوعية‪ ،‬كالجنس‪ ،‬والعمر‪ ،‬ونوع الكليـة‪ ،‬والمستوى الد ارسـي‪.‬‬
‫الﺗعقﻳب على الد ارسات السابقة‪:‬‬

‫تناولت الد ارسات السابقة أثر استخدام مواقع التواصل االجتماعي على العالقات االجتماعية‪،‬‬
‫وركزت بعض الد ارسات على تأثير هذه المواقع على الشباب الجامعي واألسرة‪ ،‬وكان هناك تفاوت‬
‫طبقت عليها‬
‫لﻶثار الناجمة عن استخدام مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬نظ اًر الختالف العينات التي ُ‬
‫الد ارسة‪ ،‬واختالف نوعية المواقع ونوع الفئة المستهدفة‪ ،‬وتتفق الد ارسة الحالية مع الد ارسات‬
‫السابقة في تناولها ألثر مواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية؛ حيث سلطت الد ارسات‬

‫‪41‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫السابقة الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بموضوع هذه الد ارسة‪ ،‬من أبرزها‪ :‬تأثير مواقع‬
‫التواصل االجتماعي على تقليل حجم الروابط والعالقات االجتماعية بين األفراد‪ ،‬وأنه كلما زادت‬
‫نسبة استخدام مثل هذه المواقع تزداد الفجوة بين الفرد وارتباطه بأفراد أسرته ومجتمعه‪ ،‬وأن هناك‬
‫عالقة بين عدد من المتغيرات وتأثير مواقع التواصل االجتماعي على العالقات االجتماعية‪.‬‬

‫حيث استفاد الباحثان من عرض للدراسات السابقة في إلقاء الضوء على الجوانب المهمة عند‬
‫تناول أثر االنترنت على العالقات االسرية من وجهة نظر الطلبة‪ ،‬من حيث اختيار المنهج‬
‫المناسب‪ ،‬وبناء أدوات الدراسة‪ ،‬ومتغيراتها‪ ،‬والمعالجات اإلحصائية المناسبة إلجراء الدراسة‬
‫الحالية‪ ،‬أما ما يميز الد ارسة الحالية عن الد ارسات السابقة على الرغم من وجود بعض الد ارسات‬
‫التي تطرقت بصورة مباشرة أو غير مباشرة لبعض متغيرات هذه الد ارسة‪ ،‬إال أن أياً منها لم‬
‫يتناول العديد من اآلثار التي تناولتها الدراسة‪ ،‬كاالثار الصحية والنفسية والدينية واالخالقية وقيم‬
‫المواطنة‪ .‬وآثارها على العالقات األسرية من وجهة نظر الشباب الجامعي‪ ،‬وفي ضوء بعض‬
‫المتغيرات وبالتالي التقت مع بعض الد ارسات السابقة كد ارسة وازي ويوسف (‪ (2013‬ود ارسة‬
‫حسن (‪ (2009‬ود ارسة المجالي )‪ (2007‬ود ارسة حداد)‪ ، (2002‬ولم تقتصر على اآلثار‬
‫االجتماعية‪ ،‬بل أضافت األبعاد الدينية واألخالقية والنفسية والصحية وقيم المواطنة‪ ،‬كما وضحت‬
‫أثر استخدام االنترنت على العالقات األسرية من وجهة نظر طلبة الجامعة الذين هم يمثلون فئة‬
‫الشباب في المجتمع‪.‬‬
‫الطريقة واإلجراءات‪:‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫قام الباحثان باستخدام المنهج الوصفي التحليلي والذي يدرس الظاهرة في الوقت الحالي‬
‫كما هي في الواقع‪ ،‬وهو يعتبر منهج مالئم لمثل هذه الدراسة‪.‬‬
‫مجتمع الدراسة‪:‬‬
‫تكون مجتمع الدراسة من جميع طلبة جامعة االستقالل خالل الفصل الدراسي الثاني‬
‫للعام الدراسي ‪2020/2019‬م والبالغ عددهم (‪ )1459‬طالبا وطالبة‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫عينة الدراسة‪:‬‬
‫تكونت عينة الدراسة من (‪ )254‬طالباً وطالبة من طلبة جامعة االستقالل‪ .‬والجدول‬
‫(‪ )1‬يبين توزيع عينة الدراسة حسب متغيراتها‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)1‬توزيع عينة الدراسة حسب متغيراتها‬


‫النسبة المئوية ‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫المتغير‬
‫الجنس‬
‫‪69.3‬‬ ‫‪176‬‬ ‫ذكر‬
‫‪30.7‬‬ ‫‪78‬‬ ‫انثى‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪254‬‬ ‫المجموع‬
‫الكلية‬
‫‪35.4‬‬ ‫‪90‬‬ ‫العلوم اإلنسانية‬
‫‪26.8‬‬ ‫‪68‬‬ ‫العلوم االدارية‬
‫‪17.3‬‬ ‫‪44‬‬ ‫القانون والعلوم الشرطية‬
‫‪20.5‬‬ ‫‪52‬‬ ‫كلية المجتمع المتوسطة‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪254‬‬ ‫المجموع‬
‫مكان السكن‬
‫‪33.9‬‬ ‫‪86‬‬ ‫مدينة‬
‫‪55.1‬‬ ‫‪140‬‬ ‫قرية‬
‫‪11.0‬‬ ‫‪28‬‬ ‫مخيم‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪254‬‬ ‫المجموع‬
‫أداة الدراسة‪:‬‬
‫قام الباحثان باالطالع على األدب النظري والدراسات السابقة والتي لها عالقة بموضوع الدراسة‪،‬‬
‫وتم االسـ ــتفادة من كل من د ارسـ ــة مطالقة والعمري (‪ )2018‬ود ارسـ ــة المجالي (‪ )2007‬في بناء‬
‫الفقرات المتعلقة بموضوع الدراسة‪ ،‬وقد احتوت االستبانة على جزئين‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫الجزء األول‪ :‬البيانات األولية للمستجيب (الجنس‪ ،‬الكلية‪ ،‬مكان السكن)‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬المحور األول والذي يتعلق باآلثار على االسرة حيت تكونت من أربع مجاالت‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫الجزء الثالث‪ :‬المحور الثاني والذي يتعلق بأثر اس ـ ـ ـ ــتخدام مواقع التواص ـ ـ ـ ــل االجتماعي على قيم‬
‫المواطنة‪.‬‬
‫ويبين الجدول (‪ )2‬مجاالت وعدد فقرات االستبانة‪.‬‬
‫الجدول (‪ :)2‬مجاالت وعدد فقرات االستبانة‬
‫عدد الفقرات‬ ‫المجال‬ ‫رقم المجال‬ ‫رقم المحور‬
‫المحور األول‪ :‬اثار استخدام مواقع التواصل االجتماعي على االسرة‬
‫‪6‬‬ ‫االثار األخالقية والدينية‬ ‫المجال األول‬
‫‪9‬‬ ‫االثار النفسية والصحية‬ ‫المجال الثاني‬
‫‪9‬‬ ‫االثار االجتماعية‬ ‫الثالث‬ ‫المجال‬
‫المجال‬ ‫األول‬
‫‪12‬‬ ‫االثار على األمن الفكري‬ ‫المجال الرابع‬
‫‪36‬‬ ‫مجموع فقرات المحور االول‬
‫‪11‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬اثار استخدام مواقع التواصل االجتماعي على قيم‬ ‫الثاني‬
‫‪47‬‬ ‫اطنةات االستبانة‬
‫المولفقر‬
‫المجموع الكلي‬
‫ولقد اعتمد الباحثان مقياس ليكرت الخماسي لتحديد مستوى أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل‬
‫لمواقع التواصل االجتماعي على األسرة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم من خالل االستجابة على‬
‫مقياس خماسـ ــي حيث أعطيت األوزان التالية (بدرجة مرتفعة جدا =‪ ،5‬بدرجة مرتفعة=‪ ،4‬بدرجة‬
‫متوسطة=‪ ،3‬بدرجة منخفضة=‪ ،2‬بدرجة منخفضة جدا=‪.)1‬‬
‫كما تم تحديد قيمة فئات المقياس الخماسي المتدرج كما يلي‪:‬‬
‫‪ 1.8 – 1‬درجة منخفضة جدا‬
‫‪ 2.6 – 1.81‬درجة منخفضة‬
‫‪ 3.4 – 2.61‬درجة متوسطة‬
‫‪ 4.2 – 3.41‬درجة عالية‬
‫‪ 5 – 4.21‬درجة عالية جدا‬
‫صدق األداة‪:‬‬
‫تم التأكد من صدق أداة الدراسة وذلك من خالل مجموعة من المحكمين المختصين‬
‫والذين لديهم خبرة في في موضوع الدراسة‪ ،‬وقد قام المحكمون بتزويد الباحثين بمجموعة من‬
‫المالحظات تتعلق بإعادة صياغة بعض الفقرات‪ ،‬وكذلك حذف بعض الفقرات‪ ،‬ولقد تم األخذ‬

‫‪44‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫بﺂراء المحكمين في اجراء التعديالت التي تم اقتراحها من قبلهم‪ ،‬ولقد أصبحت االستبانة في‬
‫صورتها النهائية مكونة من (‪ )47‬فقرة‪.‬‬
‫ثبات األداة‪:‬‬
‫تم التأكد من ثبات أداة الدراسة من خالل استخدام معادلـ ـ ـ ـ ـ ــة كرونبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ألفـ ـ ـ ـ ـ ــا ( ‪Cronbach‬‬
‫‪ )Alpha‬لحسـ ــاب معامل الثبات‪ ،‬والجدول (‪ )3‬يبين معامالت الثبات لكل مجال ومعامل الثبات‬
‫الكلي‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)3‬معامالت الثبات‬
‫معامل الثبات‬ ‫المجال‬ ‫رقم المحور‬
‫المحور األول‪ :‬اثار استخدام مواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية‬
‫‪0.816‬‬ ‫االثار األخالقية والدينية‬ ‫المجال األول‬
‫‪0.912‬‬ ‫االثار النفسية والصحية‬ ‫المجال الثاني‬
‫‪0.924‬‬ ‫االثار االجتماعية‬ ‫الثالث‬ ‫المجال‬
‫المجال‬
‫‪0.847‬‬ ‫االثار على األمن الفكري‬ ‫المجال الرابع‬
‫‪0.913‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬اثار استخدام مواقع التواصل االجتماعي على قيم المواطنة‬
‫‪0.923‬‬ ‫معامل الثبات لألداة ككل‬

‫يالحظ من الجدول (‪ )3‬أن معامل الثبات كان مناسبا‪ ،‬وأن معامل الثبات الكلي جاء‬
‫وتعد هذه القيم لمعامالت الثبات قيما مناسبة وتفي بأغراض البحث‬
‫بدرجة عالية (‪ّ ،)0.923‬‬
‫العلمي‪.‬‬

‫المعالجات اإلحصائية‪:‬‬

‫من أجل اإلجابة عن تس ـ ـ ــاؤالت الد ارس ـ ـ ــة قام الباحثان بمعالجة البيانات التي تم الحص ـ ـ ــول عليها من‬
‫المس ـ ـ ــتجيبين على أداة الد ارس ـ ـ ــة باس ـ ـ ــتخدام برنامج التحليل اإلحص ـ ـ ــائي )‪ (SPSS‬وذلك باس ـ ـ ــتخراج‬
‫ﺍلمتﻭسﻁاﺕ ﺍلحسابية‪ ،‬وﺍالنحﺭﺍفاﺕ ﺍلمعياﺭية‪ ،‬وﺍختباﺭ (‪ ،)T-test‬وتحليل ﺍلتبايﻥ ﺍألحاﺩﻱ‪ ،‬وﺍختباﺭ‬
‫أقل دالة إحصائية (‪ )LSD‬للمقاﺭناﺕ ﺍلبعﺩية‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫عرض نتائج الدراسة ومناقشتها‬


‫النتائج المتعلقة بسؤال الدراسة األول والذي نصه‪ :‬ما أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل‬
‫لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم؟‬
‫ولإلجابة عن السؤال‪ ،‬تم استخراج المتوسطات الحسابية واالنحرافات إلجابات أفراد عينة الدراسة‬
‫عن أداة الدراسة والجداول من (‪ )7( - )4‬تبين هذه النتائج‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المجال الكلي للمحور األول‪ :‬أثر اسةةةةةةةةتخدام طلبة جامعة االسةةةةةةةةتقالل لمواقع التواصةةةةةةةةل‬
‫االجتماعي على العالقات األسرية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬

‫الجدول (‪ :)4‬المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية إلجابات أفراد العينة على المحور‬
‫األول‬
‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫المجال‬
‫الرقم‬
‫التقدير‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫منخفضة‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪2.28‬‬ ‫االثار األخالقية والدينية‬ ‫‪1‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫االثار النفسية والصحية‬ ‫‪2‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪0.91‬‬ ‫‪2.42‬‬ ‫االثار االجتماعية‬ ‫‪3‬‬
‫متوسطة‬ ‫‪0.65‬‬ ‫‪3.29‬‬ ‫االثار على األمن الفكري‬ ‫‪4‬‬
‫متوسطة‬ ‫‪0.59‬‬ ‫‪2.64‬‬ ‫الدرجة الكلية للمحور االول‬

‫ثانيا‪ :‬مجال األثار األخالقية والدﻳنية‬


‫الجدول (‪ :)5‬المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لفقرات المجال األول المتعلق األثار‬
‫األخالقية والدينية‬
‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬
‫الفقرة‬ ‫رقم‬
‫التقدير‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫الفقرة‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.09‬‬ ‫‪2.54‬‬ ‫أشعر بأن استخدام مواقع‬ ‫‪1‬‬
‫التواصل االجتماعي‬
‫مكان للسقوط القيمي‬
‫‪46‬‬ ‫المركزيضعف‬
‫الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬ ‫األخالقي مما‬
‫و‬
‫االجتماعية –‬ ‫مجلة العلوم‬
‫االنتماء لألسرة‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬


‫الفقرة‬ ‫رقم‬
‫التقدير‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫الفقرة‬
‫متوسطة‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪2.74‬‬ ‫أهدر وقتي في استخدام‬ ‫‪2‬‬
‫مواقع التواصل‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.01‬‬ ‫‪2.37‬‬ ‫اعيديأثر على‬
‫الجتماعيومما‬
‫اال التزم بم‬ ‫‪3‬‬
‫مماقع‬
‫اجباتي موا‬
‫النشغاليووبمواقع‬
‫دراستي‬
‫منخفضة‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪2.08‬‬ ‫تي مما‬‫األفكار‬
‫الجتماعي‬‫و‬ ‫بالقيم‬
‫صل ا‬ ‫اتأثر‬
‫التوا‬ ‫‪4‬‬
‫أعتزل أسر‬ ‫جعلني‬
‫التهازامي‬
‫تنشر‬ ‫بية التي‬
‫أتجاهل‬ ‫الغر‬
‫جعلني‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.18‬‬ ‫‪2.18‬‬ ‫تنبيهات‬
‫إلىلتواصل‬‫أصغيتي‬
‫قع ا‬‫اسوار‬
‫اقع م‬‫مالو‬
‫تجاه‬ ‫‪5‬‬
‫منخفضة جدا‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪1.80‬‬ ‫القيم‬
‫مما‬ ‫من‬ ‫الجتماعياتحرر‬
‫تقصيري‬
‫المختلفة في‬ ‫أصبحت‬
‫عند‬ ‫اوالدي‬ ‫‪6‬‬
‫التيتي‬
‫األخالقيةألس‬
‫أغضبر‬ ‫صالتيومما‬
‫انتمائي‬ ‫الدينية‬
‫أضعف‬
‫منخفضة‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪2.28‬‬ ‫االثاربعد‬
‫أسرتي‬‫لمجال‬ ‫الكلية‬
‫الدرجة والدي‬
‫تتمسك بها‬

‫الجدول (‪ )5‬أن الدرجة الكلية لمتوسطات إجابات العينة على مجال‬ ‫في‬‫اردةلمو‬
‫األخالقيةو و‬
‫الدينية‬
‫اقع مواقع‬ ‫تشير النتائج ال‬
‫استخدامي‬
‫التواصل االجتماعي‬
‫جاءت بمتوسط مقداره (‪ )2.28‬وهي درجة منخفضة بمعنى اخر إن‬ ‫االثار األخالقية والدينية‬
‫المختلفة مما أضعف‬
‫استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي ال يؤثر على الناحية األخالقية‬
‫تواصلي معها‬
‫والدينية لدى طلبة جامعة االستقالل وبالتالي ال يؤثر سلبا على عالقتهم مع اسرهم‪ .‬ويعزو‬
‫الباحثان النتيجة الى أن جامعة االستقالل هي جامعة أمنية تعد الطلبة ليكونوا ضباطاً في المؤسسة‬
‫األمنية حيث تدريبهم وتأهيلهم وتثقيفهم فيما يتعلق بمخاطر االنترنت وأهمية أمن المعلومات‬
‫والجرائم االلكترونية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االثار النفسية والصحية‬

‫الجدول (‪ :)6‬المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لفقرات المجال الثاني المتعلق باالثار‬
‫النفسية والصحية‬

‫‪47‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫الفقرة‬


‫رقم الفقرة‬
‫التقدير‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.08‬‬ ‫‪2.24‬‬ ‫اعتقد ان استخدامي لمواقع‬ ‫‪7‬‬
‫التواصل االجتماعي أفقدني الثقة‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.06‬‬ ‫‪2.27‬‬ ‫اعتمادي على مواقع التواصل‬ ‫‪8‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪2.29‬‬ ‫لشعاقع‬ ‫هم حولي‬
‫ستخنيداما مو‬ ‫بمناطي‬
‫ور باألمن‬ ‫في اأفقد‬ ‫إافر‬
‫الجتماعي‬ ‫‪9‬‬
‫نيت ارلقدرة‬
‫مماد و‬
‫الجتماعي أفق‬ ‫صل ا‬
‫ذب والخداع‬ ‫لكثوارة الك‬
‫الت‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.14‬‬ ‫‪2.09‬‬ ‫خالفاتي مع‬
‫ممادامزادمواقع‬
‫بأس ازرتي‬
‫ستخ‬ ‫عالقتيلترفيكي‬
‫اط اي‬
‫على‬
‫إفر‬ ‫‪10‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.09‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫الصراع‬
‫قلل ومن‬
‫الشكوك‬ ‫حالة من‬
‫الجتماعي‬ ‫أعيش‬
‫تي‬
‫صل ا‬‫أسوار‬
‫الت‬ ‫‪11‬‬
‫ألفكار‬
‫لصحية‬ ‫تعرضي‬
‫تي ا‬ ‫النفسي وأنتيجة‬
‫ضعف قد ار‬ ‫شهيتي‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.13‬‬ ‫‪2.15‬‬ ‫التفاعل‬
‫لكلسرمن‬
‫تي‪.‬‬ ‫عنأ‬ ‫لني‬
‫مما وعالكزر‬
‫اهيةمع‬
‫تفاعلي‬ ‫متناقضة‬
‫بالحقد‬
‫ضعف‬ ‫اشعر‬
‫مما أ‬ ‫‪12‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫الهروب من‬
‫عاطفية‬ ‫الىرتي‬
‫لصدمات‬ ‫اس‬ ‫بالميل‬ ‫اشعر‬
‫اإليجابي مع‬
‫لتعرضي‬ ‫حولي‬ ‫‪13‬‬
‫اقعيرة الفعلي الى عالمي‬
‫ومتكر‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.04‬‬ ‫‪2.10‬‬ ‫عناسرتي‬
‫النفسيعن‬
‫ابابعدني‬
‫مما‬ ‫اشعرراضي‬
‫باالغتر‬ ‫االفت‬ ‫‪14‬‬
‫اسرتي ومجتمعي بسبب تأثري‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.23‬‬ ‫‪2.25‬‬ ‫التعبير‬ ‫تي على‬
‫ابعدني عن‬ ‫بضعفيبةقدر‬
‫مما‬ ‫اشعر‬
‫باألفكار الغر‬ ‫‪15‬‬
‫نفسي مما يدفعني للصمت‬ ‫عنرتي‬
‫اس‬
‫منخفضة‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫النفسية والصحية‬
‫الدرجة الكليةوعدم التواصل معهم‬
‫االثار‬ ‫لمجال‬

‫تشير النتائج الواردة في الجدول (‪ )6‬أن الدرجة الكلية لمتوسطات إجابات العينة على مجال‬
‫االثار النفسية والصحية جاءت بمتوسط مقداره (‪ )2.21‬وهي درجة منخفضة بمعنى اخر إن‬
‫استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي ال يؤثر على الناحية النفسية والصحية‬
‫لدى طلبة جامعة االستقالل وبالتالي ال يؤثر سلبا على عالقتهم مع اسرهم‪ .‬ويعزو الباحثان‬
‫النتيجة الى أن طلبة جامعة االستقالل يبقوا في الجامعة من بداية االسبوع حتى نهايته ويذهبوا‬
‫إلى بيوتهم يومين فقط‪ ،‬وخالل فترة وجودهم في الجامعة محظور عليهم استخدام وسائل التواصل‬
‫االجتماعي بحسب االنظمة والتعليمات المعمول بها في الجامعة لهذا تقل تأثيرها على نفسيتهم‬
‫وعلى الناحية الصحية‪ ،‬إضافة لكونهم يتلقوا تدريبات بدنية ومحاضرات في علم النفس طول فترة‬
‫تواجدهم في الحرم الجامعي‪.‬‬

‫‪48‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫ثالثا‪ :‬مجال االثار االجتماعية‬


‫الجدول (‪ :)7‬المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لفقرات المجال الثالث المتعلق االثار‬
‫االجتماعية‬
‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬
‫الفقرة‬
‫رقم‬
‫التقدير‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫الفقرة‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.16‬‬ ‫‪2.16‬‬ ‫تراجعت نشاطاتي ومشاركاتي في‬ ‫‪16‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.22‬‬ ‫‪2.95‬‬ ‫االجتماعية مع‬
‫منذ‬ ‫أقضيه وفي الحديث‬
‫الذياألسرية‬ ‫الوقت‬
‫المناسبات‬ ‫‪17‬‬
‫صلموااقع‬
‫الجتماعي‬ ‫عبر‬
‫األقاربلتوا‬
‫استخدامي ولمواقع ا‬
‫األصدقاء‬
‫منخفضة‬ ‫‪0.98‬‬ ‫‪2.06‬‬ ‫اعتمادي على‬
‫الوقت‬ ‫استقالليتي وأكثر من‬
‫ان االجتماعي‬ ‫أشعر‬
‫اصل‬‫التو‬ ‫‪18‬‬
‫وجها‬ ‫تأثريمعهم‬
‫بأفكار‬ ‫اجعتفينتيجة‬
‫التحدث‬ ‫نفسي تر‬
‫أقضيه‬ ‫الذي‬
‫متوسطة‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪2.75‬‬ ‫اصلمع أسرتي‬
‫تفاعليواقع التو‬
‫وجلوسي‬ ‫لوجه‪.‬رينأنعبر م‬
‫اآلخ‬
‫أشعر‬ ‫‪19‬‬
‫عليهم مما‬
‫استخدام‬ ‫اعتمادي‬
‫عليه قبل‬ ‫عماوكان‬
‫االجتماعي‬
‫بدأ يقل‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.16‬‬ ‫‪2.30‬‬ ‫تجاه اسرتي‬
‫تي‬ ‫بمسؤولياتي‬
‫أسر‬ ‫أقوماصل‬
‫اصلي مع‬
‫االجتماعي‬ ‫أعد‬
‫ملمواقع‬
‫أضعفالتتوو‬ ‫‪20‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.20‬‬ ‫‪2.46‬‬ ‫انشغاليتي‬ ‫أضعف بسبب‬
‫انتمائي ألسر‬ ‫مما ألقاربي‬
‫أعبائهاراتي‬
‫وقلت زيا‬ ‫‪21‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.23‬‬ ‫‪2.52‬‬ ‫انشغالي‬ ‫اصلرتي بسبب‬
‫االجتماعي‬ ‫منيو اس‬ ‫تشكو‬
‫اقع الت‬
‫بمو‬ ‫‪22‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.18‬‬ ‫‪2.51‬‬ ‫االجتماعيطول الوقت‬
‫اصلرتي بسبب‬
‫مني اس‬ ‫تشكو‬
‫اقع الو‬
‫بمو‬ ‫‪23‬‬
‫الذي أقضيه مشغوال عنهم بمواقع‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪2.06‬‬ ‫االجتماعي‬
‫االنزعاج من زيارات‬ ‫اصل‬
‫بالضيق و‬ ‫التو‬
‫اشعر‬ ‫‪24‬‬
‫األقارب ألنها تقطع علي تواصلي عبر‬
‫منخفضة‬ ‫‪0.91‬‬ ‫‪2.42‬‬ ‫االجتماعية‬ ‫لمجال االثار‬
‫االجتماعي‪.‬‬ ‫الكلية‬
‫التواصل‬ ‫الدرجةواقع‬
‫م‬

‫تشير النتائج الواردة في الجدول (‪ )7‬أن الدرجة الكلية لمتوسطات إجابات العينة على مجال االثار‬
‫االجتماعية جاءت بمتوسط مقداره (‪ )2.42‬وهي درجة منخفضة بمعنى اخر إن استخدام طلبة‬
‫جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي ال يؤثر على الناحية االجتماعية لدى طلبة جامعة‬
‫االستقالل وبالتالي ال يؤثر سلبا على عالقتهم مع اسرهم‪ .‬ويعزو الباحثان النتيجة الى أن طلبة‬

‫‪49‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫جامعة االستقالل طول فترة دراستهم التي تمتد الربعة سنوات يقضوا مع أسرهم يومين باالسبوع‬
‫فقط وهذا يحد من تأثير هذه المواقع عليهم‪ ،‬إضافة لضيق الوقت يجعل الطلبة حريصين على‬
‫قضائه مع عائالتهم وأقاربهم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مجال االثار على األمن الفكري‬

‫الجدول (‪ :)8‬المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لفقرات المحور الرابع المتعلق باآلثار‬
‫على األمن الفكري‬
‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫المجال‬
‫رقم الفقرة‬
‫التقدير‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫متوسطة‬ ‫‪1.13‬‬ ‫‪3.21‬‬ ‫أشعر أن شبكات التواصل االجتماعي‬ ‫‪25‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪1.09‬‬ ‫‪3.44‬‬ ‫على شبكات‬ ‫ارواصل‬
‫الهادف ‪.‬‬ ‫الحوالت‬
‫يساعدني‬
‫تعزز‬ ‫‪26‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪2.38‬‬ ‫االجتماعي‬ ‫االجتماعياصل‬
‫التحاور في‬ ‫اصل مواقع التو‬
‫استخدام‬
‫التو‬ ‫‪27‬‬
‫متوسطة‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪3.27‬‬ ‫بمشكالتفي ايجاد‬
‫المجتمع‪.‬‬ ‫مختلفة‪.‬زادت‬
‫مشاركتي‬
‫إحساسي‬ ‫يضعفان‬
‫فكرية‬ ‫أشعر‬
‫قضايا‬ ‫‪28‬‬
‫متوسطة‬ ‫‪1.04‬‬ ‫‪2.94‬‬ ‫السلبية‬
‫النتائجخالل‬ ‫للمشكلةمن خالله‬
‫االجتماعيةمن‬ ‫يناقش الطلبة‬
‫حلول‬ ‫‪29‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪1.07‬‬ ‫‪3.57‬‬ ‫اوقات الفراغ‬ ‫استغالل‬
‫خاللهمرويةاقع التو‬
‫للجماعات‬
‫اصل‬ ‫الفك‬ ‫من‬
‫اءاتعلى‬ ‫يمكنر‬
‫لإلغ‬
‫مناقشتها‬ ‫‪30‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪3.43‬‬ ‫مجتمعهم‪ .‬الفكرية على‬
‫فة‪ .‬المنتديات‬
‫أشعررأن‬
‫ينفع‬ ‫فيما‬
‫المتط‬ ‫‪31‬‬
‫االجتماعي ‪.‬‬
‫شبكات التواصل االجتماعي تعمل‬

‫مرتفعة‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪3.60‬‬ ‫الفكر السليم‪.‬‬


‫االجتماعي‬ ‫اصل‬ ‫بأهمية‬ ‫التوعية‬
‫اقع التو‬ ‫على‬
‫استخدم مو‬ ‫‪32‬‬
‫للتعرف على نماذج للمفكرين المبدعين‬
‫مرتفعة‬ ‫‪1.03‬‬ ‫‪3.45‬‬ ‫تساعد‬
‫االبداعريةلدي‪.‬‬
‫المنتديات الفك‬
‫ينمي مهارات‬‫أشعر أن‬
‫مما‬ ‫‪33‬‬
‫متوسطة‬ ‫‪1.06‬‬ ‫‪3.36‬‬ ‫االجتماعيفي‬
‫اصل والصواب‬
‫التمييزاقعبينالتوالخطأ‬
‫استخدام مو‬
‫على‬ ‫‪343‬‬
‫التفكير‪.‬على نشر العادات والتقاليد‬
‫يساعد‬
‫متوسطة‬ ‫‪1.05‬‬ ‫‪3.39‬‬ ‫أشعر أن استخدام مواقع التواصل‬ ‫‪5‬‬
‫االجتماعية التي تعزز االمن الفكري‪.‬‬
‫االجتماعي يساهم في نشر المعلومات‬

‫مرتفعة‬ ‫‪1.08‬‬ ‫‪3.43‬‬ ‫ي‪.‬‬‫اصلاالمن الفكر‬


‫االجتماعي‬ ‫التيالتوتهدد‬
‫المغلوطةواقع‬
‫مكنت م‬ ‫‪36‬‬
‫األفراد من التعبير على انفسهم بجدية‬

‫متوسطة‬ ‫‪0.65‬‬ ‫‪3.29‬‬ ‫االثارريةعلى االمن‬


‫الموضوعات الفك‬
‫المجالفيالكلي لمجال‬
‫اكثر‬

‫الفكري‬ ‫والسياسية‪.‬‬

‫‪50‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫تشير النتائج الواردة في الجدول (‪ )8‬أن الدرجة الكلية لمتوسطات إجابات العينة على مجال االمن‬
‫الفكري جاءت بمتوسط مقداره (‪ )3.29‬وهي درجة متوسطة بمعنى اخر إن استخدام طلبة جامعة‬
‫االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي يؤثر بدرجة متوسطة على األمن الفكري لدى طلبة جامعة‬
‫االستقالل وبالتالي يؤثر على عالقتهم مع اسرهم‪ .‬ويعزو الباحثان النتيجة الى أن طلبة جامعة‬
‫االستقالل يتلقون في الجامعة العديد من المحاضرات التوعوية والفكرية والتوجيه المعنوي تحث‬
‫الطلبة على أهمية الفكر السليم وكيفية استخدام هذه الوسائل وقت فراغهم فيما يخص قضايا‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫النتائج المتعلقة بسؤال الدراسة الثاني والذي نصه‪:‬‬
‫ما أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على قيم المواطنة لدﻳهم‬
‫من وجهة نظر الطلبة أنفسهم؟‬
‫ولإلجابة عن السؤال‪ ،‬تم استخراج المتوسطات الحسابية واالنحرافات إلجابات أفراد عينة الدراسة‬
‫عن أداة الدراسة والجدول (‪ )9‬يبين هذه النتائج‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)9‬المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لفقرات المحور الثاني المتعلق باثر‬
‫استخدام مواقع التواصل االجتماعي على قيم المواطنة‬
‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫الفقرة‬
‫رقم الفقرة‬
‫التقدير‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫متوسطة‬ ‫‪1.06‬‬ ‫‪3.35‬‬ ‫تعزز المنتديات ومواقع‬ ‫‪37‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪1.02‬‬ ‫‪3.46‬‬ ‫اصلاصل‬
‫االجتماعي‬ ‫اقعوالتو‬
‫الدردشةمووالت‬
‫تشجع‬ ‫‪38‬‬
‫متوسطة‬ ‫‪1.03‬‬ ‫‪3.40‬‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫التحاور‬
‫الدردشة‬
‫للوطن‪.‬‬ ‫اصل و‬ ‫التو‬
‫االجتماعي و‬
‫باالنتماء‬ ‫االعتزاز‬ ‫‪39‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪3.46‬‬ ‫هذه‬ ‫خالل‬
‫يعزز قيم‬
‫الوحدة‬ ‫المنتدياتمن‬
‫هذهواصل‬
‫الشبكاتمظاهر‬ ‫والت‬ ‫‪40‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪1.01‬‬ ‫‪3.72‬‬ ‫االجتماعي‬
‫الحقوق‬ ‫اصل احترام‬
‫يعزز‬‫التو‬ ‫مواقع‬
‫الشبكات‬
‫اطية‪.‬‬‫الديمقر‬
‫الوطنية‪.‬‬ ‫‪41‬‬
‫اد‪ .‬في‬
‫الفعالة‬
‫المشاركة األفر‬
‫اجبات لدى‬‫تعزز‬
‫والو‬
‫مختلف مجاالت الحياة‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫الفقرة‬


‫رقم الفقرة‬
‫التقدير‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫مرتفعة‬ ‫‪1.06‬‬ ‫‪3.44‬‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫‪42‬‬
‫تساعد الفرد في تقدير القيم‬
‫مرتفعة‬ ‫‪1.04‬‬ ‫‪3.49‬‬ ‫االجتماعي‬
‫العدل‬ ‫التواصل‬
‫للمجتمع مثل‬ ‫مواقع‬
‫السياسية‬ ‫‪43‬‬
‫اجبات مثل‬
‫القيامالحبالروية‪.‬‬ ‫وتعزز‬
‫المساواة و‬

‫متوسطة‬ ‫‪1.04‬‬ ‫‪3.28‬‬ ‫احتورام‬


‫اقع‬ ‫خاللو م‬
‫علىمنالبيئة‬ ‫الحفاظ‬
‫المناقشات‬ ‫‪44‬‬
‫النظام والقوانين والحفاظ على‬
‫التواصل االجتماعي تعزز‬
‫مرتفعة‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪3.41‬‬ ‫اصلبين‬ ‫العامة‪.‬التو‬
‫(العالقة‬ ‫اقع‬‫الممتلكاتوبمو‬
‫اطنة‬ ‫مفهومراك‬
‫الم‬ ‫االشت‬ ‫‪45‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪1.06‬‬ ‫‪3.43‬‬ ‫اصلتلك‬ ‫يحددهاالتو‬
‫العقل‬
‫قانون‬ ‫االجتماعيبمواقع‬
‫يعزز‬ ‫االشتراك‬
‫ودولة‬ ‫فرد‬ ‫‪46‬‬
‫لمصلحةقيم‬
‫الدولة‪.‬‬ ‫االجتماعي يعزز‬
‫االيجابي‬
‫الدولة)‪.‬‬
‫متوسطة‬ ‫‪1.03‬‬ ‫‪2.92‬‬ ‫ومبدأ‬
‫االجتماعيةواصل‬
‫المسؤوليةالى مواقع الت‬
‫الدخول‬ ‫‪47‬‬
‫من‬
‫جميع‬
‫التحاور‬
‫الفرصو في‬
‫االجتماعي‬
‫تكافؤ‬

‫متوسطة‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪3.40‬‬ ‫المجاالت‪.‬‬


‫الكلية الفرد حامال‬
‫يظهر‬ ‫خاللها‬
‫الدرجة‬
‫لشعارات زائفة ظاهرية فقط‬
‫تجاه وطنه‪.‬‬
‫تشير النتائج الواردة في الجدول (‪ )9‬أن الدرجة الكلية لمتوسطات إجابات العينة على المحور‬
‫المتعلق باثر استخدام مواقع التواصل االجتماعي على قيم المواطنة جاءت بمتوسط مقداره (‪)3.40‬‬
‫وهي درجة متوسطة بمعنى اخر إن استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي‬
‫ال يؤثر على قيم المواطنة لدى طلبة جامعة االستقالل بدرجة متوسطة‪ ،‬ويعزو الباحثان النتيجة‬
‫الى أن طلبة جامعة االستقالل كطلبة باقي الجامعات في الوطن تلقوا في مدارسهم ما يعرف‬
‫بمساق التربية المدنية‪ ،‬الذي من خالله يتعرف الطالب على حقوقه وواجباتهم ومفهوم المواطنة‬
‫وقيمها في المجتمع الفلسطيني لذا ال يكون تأثير هذه الموافع كبير على هذه الفئه من المجتمع‬
‫وهي طلبة الجامعات‪.‬‬
‫النتائج المتعلقة بسؤال الدراسة الثالث والذي نصه‪:‬‬

‫‪52‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫هل ﺗوجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ ) α ≤ 0.05‬ألثر استخدام طلبة‬
‫جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية من وجهة نظر الطلبة‬
‫أنفسهم ﺗعزى للمتغيرات (الجنس‪ ،‬الكلية‪ ،‬مكان السكن)؟‬
‫لإلجابة على هذا السؤال تم فحص فرضيات الدراسة التالية‪:‬‬
‫فرضية الدراسة األولى والتي نصها‪:‬‬
‫ال ﺗوجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ ) α ≤ 0.05‬ألثر استخدام طلبة‬
‫جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية من وجهة نظر الطلبة‬
‫أنفسهم ﺗعزى للمتغير الجنس (ذكر‪ ،‬أنثى)‪.‬‬
‫ولفحص الفرضــية اســتخدم الباحث اختبار "ت" لمجموعتين مســتقلتين ‪Independent t- test‬‬
‫ونتائج الجدول (‪ )10‬تبين ذلك‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)10‬نتائج اختبار "ت" لمجموعتين مستقلتين؛ لفحص داللة الفروق تبعا لمتغير‬
‫الجنس‬
‫إناث (ن = ‪)78‬‬ ‫ذكور (ن =‪)176‬‬
‫مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــوى‬
‫قيمة ‪t‬‬ ‫المحور‬
‫الداللة *‬ ‫انـ ـ ـحـ ـ ـراف‬ ‫وس ـ ـ ـ ــط‬ ‫االنـ ـحـ ـراف‬ ‫وس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‬
‫معياري‬ ‫حسابي‬ ‫معياري‬ ‫حسابي‬

‫‪0.402‬‬ ‫‪0.841‬‬ ‫‪0.895‬‬ ‫‪2.22‬‬ ‫‪0.711‬‬ ‫‪2.31‬‬ ‫االثار األخالقية والدينية‬

‫‪0.725‬‬ ‫‪0.352‬‬ ‫‪0.854‬‬ ‫‪2.19‬‬ ‫‪0.849‬‬ ‫‪2.23‬‬ ‫االثار النفسية والصحية‬

‫‪0.537‬‬ ‫‪0.619‬‬ ‫‪0.958‬‬ ‫‪2.47‬‬ ‫‪0.891‬‬ ‫‪2.40‬‬ ‫االثار االجتماعية‬

‫‪0.237‬‬ ‫‪1.187‬‬ ‫‪0.731‬‬ ‫‪3.21‬‬ ‫‪0.609‬‬ ‫‪3.32‬‬ ‫االثار على األمن الفكري‬

‫‪0.599‬‬ ‫‪0.527‬‬ ‫‪0.630‬‬ ‫‪2.60‬‬ ‫‪0.572‬‬ ‫‪2.65‬‬ ‫الدرجة الكلية‬

‫* دالة إحصائياً عند مستوى الداللة (‪ ، )α =0.05‬ودرجات حرية (‪ ،)252‬قيمة (ت) الجدولية‬
‫(‪)1.96‬‬

‫‪53‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫يتضح من نتائج الجدول (‪ )10‬عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪0.05‬‬
‫≤ ‪ ) α‬ألثر استخدام طلبة جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية‬
‫من وجهة نظر الطلبة أنفسهم تعزى للمتغير الجنس وذلك في جميع مجاالت المحور األول‪.‬‬
‫ويعزو الباحثان هذه النتيجة إلى أن الطالب والطالبات في الجامعة يعيشوا في نفس البيئة الجامعية‬
‫ويتلقون نفس التدريبات االمنية والبدنية ويعيشوا أيضا نفس الظروف المجتمعية الفلسطينية‪.‬‬

‫فرضية الدراسة الثانية والتي نصها‪:‬‬


‫ال ﺗوجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ ) α ≤ 0.05‬ألثر استخدام طلبة‬
‫جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية من وجهة نظر الطلبة‬
‫أنفسهم ﺗعزى للمتغير لمتغير الكلية (علوم إنسانية‪ ،‬علوم إدارية ‪ ،‬قانون وعلوم ﺷرطية‪، ،‬‬
‫مجتمع متوسطة)‪.‬‬
‫ولفحص هذه الفرضية استخدم الباحث اختبار تحليل التباين األحادي (‪)One-Way ANOVA‬‬
‫ونتائج الجدول (‪ )11‬تبين ذلك‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)11‬نتائج اختبار التباين األحادي؛ لفحص داللة الفروق تبعا لمتغير الكلية‬

‫مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت ـ ــوى‬ ‫قيمة ‪F‬‬ ‫مـ ـت ــوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‬ ‫درج ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫م ـ ـ ـ ـج ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ــوع‬
‫مصدر التباين‬ ‫المجال‬
‫الداللة‬ ‫المربعات‬ ‫الحرية‬ ‫المربعات‬

‫‪*.001‬‬ ‫‪5.777‬‬ ‫‪3.256‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9.768‬‬ ‫بين المجموعات‬


‫االثار األخالقية‬
‫‪.564‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪140.911‬‬ ‫خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالل‬ ‫والدينية‬
‫‪253‬‬ ‫‪150.679‬‬ ‫المجموعات‬
‫المجموع‬

‫‪.094‬‬ ‫‪2.156‬‬ ‫‪1.535‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4.606‬‬ ‫بين المجموعات‬ ‫االثار النفسية‬


‫‪.712‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪178.041‬‬ ‫خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالل‬
‫والصحية‬
‫‪253‬‬ ‫‪182.647‬‬ ‫المجموعات‬
‫المجموع‬

‫‪*.005‬‬ ‫‪4.351‬‬ ‫‪3.476‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪10.428‬‬ ‫بين المجموعات‬


‫‪.799‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪199.718‬‬ ‫خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالل‬
‫المجموعات‬

‫‪54‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت ـ ــوى‬ ‫قيمة ‪F‬‬ ‫مـ ـت ــوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‬ ‫درج ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫م ـ ـ ـ ـج ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ــوع‬
‫مصدر التباين‬ ‫المجال‬
‫الداللة‬ ‫المربعات‬ ‫الحرية‬ ‫المربعات‬

‫‪253‬‬ ‫‪210.146‬‬ ‫المجموع‬ ‫االث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار‬

‫‪.124‬‬ ‫‪1.935‬‬ ‫‪.808‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2.423‬‬ ‫بين المجموعات‬ ‫االجتماعية‬


‫االثار على‬
‫‪.417‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪104.322‬‬ ‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالل‬ ‫األمن الفكري‬
‫‪253‬‬ ‫‪106.745‬‬ ‫المجموعات‬
‫المجموع‬

‫‪*.019‬‬ ‫‪3.390‬‬ ‫‪1.149‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.447‬‬ ‫بين المجموعات‬


‫‪.339‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪84.715‬‬ ‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالل‬ ‫الدرجة الكلية‬

‫‪253‬‬ ‫‪88.162‬‬ ‫المجموعات‬


‫المجموع‬

‫*دالة إحصائياً عند مستوى الداللة (‪)α =0.05‬‬

‫يتضح من نتائج الجدول (‪ )11‬وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪≥ 0.05‬‬
‫‪ )α‬توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ ) α ≤ 0.05‬ألثر استخدام طلبة‬
‫جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫تعزى للمتغير لمتغير الكلية وذلك في الدرجة الكلية ‪ ،‬ولمعرفة لصالح من تعود هذه الفروق‬
‫استخدم الباحثان اختبار )‪ (LSD‬والجدول (‪ )12‬يوضح نتائج هذا االختبار‬
‫الجدول(‪ :)12‬نتائج استخدام اختبار ‪( LSD‬أقل دالة إحصائية ) للمقارنة البعدية بين‬
‫متوسطات فئات الكلية في المحور الكلي‬

‫مجتمع متوسطة‬ ‫القانون والعلوم‬ ‫العلوم‬


‫علوم ادارية‬ ‫الكلية‬ ‫المحور‬
‫الشرطية‬ ‫اإلنسانية‬

‫‪-.09639‬‬ ‫*‪-.33979-‬‬ ‫‪-.08451‬‬ ‫العلوم اإلنسانية‬

‫‪55‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫‪-.01188‬‬ ‫*‪-.25527-‬‬ ‫علوم ادارية‬ ‫الدرجة‬


‫*‪.24340‬‬ ‫القانون والعلوم الشرطية‬ ‫الكلية‬

‫مجتمع متوسطة‬
‫*‪-.25527-‬‬
‫يتبين من نتائج الجدول (‪ )12‬أن الفروق كانت في مجال الدرجة الكلية للمحور األول لصـ ـ ـ ـ ـ ــالح‬
‫كلية القانون والعلوم الش ـ ـ ــرطية على كلية العلوم اإلنس ـ ـ ــانية وكلية العلوم اإلدارية وكلية المجتمع‪،‬‬
‫*‪-.25527-‬‬
‫ويعزو الباحثان النتيجة أن طلبة كلية القانون والعلوم الشــ ـ ـ ــرطية يدرسـ ـ ـ ـ ـوا العديد من المس ـ ـ ـ ــاقات‬
‫المتعلقــة بحقوق اإلنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان واالمن الفكري والجرائم االلكترونيــة لــذا فهم أكثر د اريــة وفهم‪ ،‬وأكثر‬
‫*‪-.25527-‬‬
‫حرص عند استخدامهم لمثل هذه المواقع‪.‬‬
‫فرضية الدراسة الثالثة والتي نصها‪:‬‬
‫*‬
‫‪-.25527-‬‬
‫ال ﺗوجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ ) α ≤ 0.05‬ألثر استخدام طلبة‬
‫جامعة االستقالل لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية من وجهة نظر الطلبة‬
‫‪.08451‬‬
‫مخيم)‪.‬‬ ‫أنفسهم ﺗعزى للمتغير لمتغير مكان السكن (مدﻳنة‪ ،‬قرية‪،‬‬
‫ولفحص هذه الفرضية استخدم الباحث اختبار تحليل التباين األحادي (‪)One-Way ANOVA‬‬
‫‪.08451‬‬ ‫ونتائج الجدول (‪ )13‬تبين ذلك‪.‬‬
‫الجدول (‪ :)13‬نتائج اختبار التباين األحادي؛ لفحص داللة الفروق تبعا لمتغير مكان السكن‬
‫‪.08451‬‬
‫مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت ـ ــوى‬ ‫قيمة ‪F‬‬ ‫م ـ ـتـ ــوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‬ ‫درجـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫م ـ ـ ـ ـج ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ــوع‬
‫مصدر التباين‬ ‫المجال‬
‫الداللة‬ ‫المربعات‬ ‫الحرية‬ ‫المربعات‬

‫‪.527‬‬ ‫‪.643 .08451‬‬


‫‪.384‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.768‬‬ ‫بين المجموعات‬
‫‪.08451‬‬
‫‪.597‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪149.911‬‬ ‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالل‬ ‫مدينة‬

‫‪253‬‬ ‫‪150.679‬‬ ‫المجموعات‬


‫المجموع‬

‫‪.122‬‬ ‫‪2.120 .08451‬‬


‫‪1.517‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3.034‬‬ ‫بين المجموعات‬
‫‪.716‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪179.614‬‬ ‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالل‬ ‫قرية‬

‫‪253‬‬ ‫‪182.647‬‬ ‫المجموعات‬


‫المجموع‬

‫‪1.663‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3.327‬‬ ‫بين المجموعات‬

‫‪56‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت ـ ــوى‬ ‫قيمة ‪F‬‬ ‫م ـ ـتـ ــوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‬ ‫درجـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫م ـ ـ ـ ـج ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ــوع‬
‫مصدر التباين‬ ‫المجال‬
‫الداللة‬ ‫المربعات‬ ‫الحرية‬ ‫المربعات‬

‫‪.135‬‬ ‫‪2.019‬‬ ‫‪.824‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪206.819‬‬ ‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالل‬


‫مخيم‬
‫‪253‬‬ ‫‪210.146‬‬ ‫المجموعات‬
‫المجموع‬

‫‪.818‬‬ ‫‪.201‬‬ ‫‪.085‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.171‬‬ ‫بين المجموعات‬


‫‪.425‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪106.574‬‬ ‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالل‬ ‫الدرجة الكلية‬

‫‪253‬‬ ‫‪106.745‬‬ ‫المجموعات‬


‫المجموع‬

‫*دالة إحصائياً عند مستوى الداللة (‪)α =0.05‬‬

‫يتضـ ــح من نتائج الجدول (‪ )13‬عدم وجود فروق ذات داللة إحصـ ــائية عند مسـ ــتوى الداللة ( ‪α‬‬
‫‪ )≤ 0.05‬ألثر اس ـ ـ ــتخدام طلبة جامعة االس ـ ـ ــتقالل لمواقع التواص ـ ـ ــل االجتماعي على العالقات‬
‫األسـ ـ ـ ـ ـرية من وجهة نظر الطلبة أنفس ـ ـ ـ ــهم تعزى للمتغير لمتغير مكان الس ـ ـ ـ ــكن‪ .‬ويعزو الباحثان‬
‫النتيجـة الى أن المجتمع الفلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطيني يعيش نفس الظروف بغض النظر عن مكـان السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكن‪،‬‬
‫ويتشـ ــارك في نفس الثفافة والعادات والتقاليد‪ ،‬كما أن طلبة جامعة االسـ ــتقالل يتعايش ـ ـوا في داخل‬
‫الجامعة ويتلقوا نفس التعليم والتدريب والتثقيف‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫في ضوء النتائج التي أسفرت عنها الدراسة‪ ،‬أوصى الباحثان بما يلي‪:‬‬

‫ضرورة تعزيز دور المؤسسات التربوية في التوعية للحد من مخاطر مواقع التواصل‬ ‫•‬
‫االجتماعي على طلبة الجامعات‪.‬‬
‫استخدام مواقع التواصل االجتماعي بطرق منظمة وهادفه لتعزيز مفاهيم االمن الفكري وقيم‬ ‫•‬
‫المواطنة ونشر الثقافة الوطنية‪.‬‬
‫عقد دورات تدريبية لطلبة الجامعات لتطوير مهاراتهم في توظيف مواقع التواصل‬ ‫•‬
‫االجتماعي في خدمة قضايا المجتمع‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫إجراء المزيد من الدراسات حول مواقع التواصل االجتماعي وتاثيرها في مجاالت مختلفة‬ ‫•‬
‫للخروج بﺂليات واستراتيجيات عملية لمواجهة خطرها على المجتمع الفلسطيني‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬أبو دالل‪ ،‬حسام (‪ .)2010‬النقابات العمالية ودورها في التنمية السياسية في فلسطين‪.‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطين‪.‬‬
‫‪ -‬أبو زيد‪ ،‬طاهر (‪ .)2012‬دور المواقع االجتماعية التفاعلية في ﺗوجيه الرأي العام‬
‫الفلسطيني وأثرها على المشاركة السياسية‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ .‬جامعة األزهر‪،‬‬
‫غزة‪ ،‬فلسطين‪.‬‬

‫‪ -‬آل الشيخ‪ ،‬نوف ابراهيم (‪٢٠٠٦‬م)‪ .‬أثر ثقافة العولمة على القيم المحلية للشباب السعودي‪.‬‬
‫رسالة دكتوراه الرياض‪ :‬جامعة الملك سعود‪.‬‬
‫‪ -‬أمين‪ ،‬رضا عبد الواجد (‪٢٠٠٩‬م)‪ .‬حدود التفاعل في المجتمعات االفتراضية على شبكة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬المؤﺗمر الدولي األول لتقنيات االﺗصال والتغير االجتماعي‪ ،‬في الفترة من ‪-١٥‬‬
‫‪/١٧‬مارس‪ ،‬الرياض‪ ،‬قسم اإلعالم‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة الملك سعود‪.‬‬
‫‪ -‬بو شليبي‪ ،‬ماجد (‪٢٠٠٦‬م)‪ .‬ثقافة اإلنترنت وأثرها على الشباب‪ ،‬الشارقة‪ :‬دائرة الثقافة‬
‫والمعلومات ‪-‬جامعة الشارقة‪.‬‬
‫‪ -‬حـداد‪ ،‬جيهان (‪ .)2002‬المقاهي االلكترونية ودورها في التحول الثقافي في مدﻳنة إر ةد‪:‬‬
‫دراسة انثرو ولوجية‪ .‬جامعة اليرموك‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪.‬‬

‫‪ -‬الحمصي‪ ،‬روال (‪٢٠١٠‬م)‪ .‬إدمان اإلنترنت وعالقته بمهارات التواصل االجتماعي دراسة‬
‫ميدانية على عينة من طالب جامعة دمشق‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة دمشق‪،‬‬
‫سوريا‪.‬‬

‫‪58‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫‪ -‬خضر‪ ،‬نيرمين (‪٢٠٠٩‬م) اآلثار النفسية واالجتماعية الستخدام الشباب المصري مواقع‬
‫الشبكات االجتماعية‪ ،‬المؤﺗمر العلمي األول لألسرة واإلعالم وﺗحديات العصر‪ ،‬من ‪-١٥‬‬
‫‪/ ١٧‬فبراير‪.‬‬

‫‪ -‬داود‪ ،‬سفانه أحمد (‪ .)2012‬دور األسرة الموصلية في الحد من جرائم التقنية الحديثة‪،‬‬
‫دراسة ميدانية في مدينة الموصل‪ .‬دراسة علمية غير منشورة‪ ،‬قسم التر ية الخاصة‪ ،‬كلية‬
‫التر ية األساسية‪ /‬جامعة الموصل‪.‬‬
‫‪ -‬ساري‪ ،‬حلمي خضر (‪ .)٢٠٠٣‬تأثير االتصال عبر اإلنترنت في العالقات االجتماعية‪،‬‬
‫مجلة جامعة دمشق‪ ،‬مجلد ‪ ،٢٤‬عدد ‪.١‬‬
‫‪ -‬سلمان‪ ،‬محمود محمد (‪ .)2006‬الطفل العراقي بين إﺷكالية التنشئة االجتماعية والتغيير‬
‫االجتماعي‪ .‬بحث مقدم ضمن محاضرات الموسم الثقافي األول لمركز أبحاث الطفولة‬
‫واألمومة‪ ،‬مطبعة القيس‪ ،‬بغداد‪.‬‬

‫‪ -‬شعالن‪ ،‬محمد (‪ .)2012‬المشكالت الناجمة من كثرة استخدام األطفال والشباب لشبكة‬


‫التواصل االجتماعي وبعض الحلول المقترحة لحلها‪ .‬مجلة جامعة طنطا‪ .‬العدد‪،)46(2‬‬
‫‪.476-423‬‬

‫‪ -‬الشهري‪ ،‬حنان(‪1434‬ه)‪ .‬أثر استخدام ﺷبكات التواصل االلكترونية على العالقات‬


‫االجتماعية "الفيس بوك وﺗويتر نموذجا‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ .‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ .‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الحكيم‪ ،‬بن بعطوش (‪ .)2012‬تحول العالقات األسرية في مجال الدور والسلطة داخل‬
‫األسرة الجزائرية‪ .‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد التاسع‪ ،84_73،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪59‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫‪ -‬عبدالحميد‪ ،‬معوش ومحمد‪ ،‬برو (‪ .)2013‬االتصال والتواصل األسري قديما وحديثا‪ .‬كلية‬
‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ,‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقة مقدمة الى الملتقى الوطني‬
‫الثاني حول‪:‬االﺗصال وجودة الحياة في األسرة‪.‬‬

‫‪ -‬العتيبي‪ ،‬جارح (‪٢٠٠٨‬م)‪ .‬ﺗأثير الفيسبوك على طلبة الجامعات السعودية‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬رجب بن علي العويسي‪ :‬شبكات التواصل االجتماعي وصناعة المواطنة‪ ،‬الرابط االلكتروني‬
‫‪http://alwatan.com/details/118189‬‬
‫‪ -‬العلمي‪ ،‬لينا (‪ .)2011‬العضوية في مواقع التواصل االجتماعي وأثرها في ﺗحسين الوعي‬
‫السياسي لدى طلبة جامعة النجاح الوطنية‪ .‬كلية االقتصاد والعلوم‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪.‬‬
‫نابلس‪ ،‬فلسطين‪.‬‬

‫‪ -‬عمار‪ ،‬حلمي وعبد الباقي أبو زيد (‪٢٠٠١‬م)‪ .‬ﺗكنولوجيا االﺗصاالت وآثارها التر وية‬
‫واالجتماعية‪ .‬دراسة ميدانية بمملكة البحرين‪.‬‬
‫‪ -‬عوض‪ ،‬حسني (‪".)2011‬أثر مواقع التواصل االجتماعي في ﺗنمية المسؤولية المجتمعية‬
‫لدى فئة الشباب ﺗجر ة مجلس ﺷبابي عالر أنموذجا"‪ ،‬جامعة القدس المفتوحة‪.‬‬

‫‪ -‬العويضي‪ ،‬إلهام(‪ ".)2004‬أثر استخدام اإلنترنت على العالقات األسرية بين أفراد األسرة‬
‫السعودية في محافظة جدة"‪ .‬كلية التربية لالقتصاد المنزلي والتربية الفنية‪ .‬جدة‪ ،‬السعودية‪.‬‬

‫‪ -‬العياصي‪ ،‬نصر الدين(‪ .)2012‬الرهانات االبستمولوجية والفلسفية للمنهج الكيفي‪ /‬نحو أفاق‬
‫جديدة لبحوث اإلعالم واالتصال في المنطقة العربية‪ .‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد‬
‫الثامن‪ ،71-65،‬جامعة دمشق سوريا‪.‬‬

‫‪ -‬غرايبة‪ ،‬فيصل (‪ .)2010‬الخدمات المحلية لألسرة‪ .‬منشورات جامعة القدس المفتوحة‪،‬‬


‫فلسطين‪.‬‬

‫‪60‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫أثر استخدام طلبة جامعة االستقالل ملواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وقيم املواطنة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم‬
‫د‪ .‬رجاء روحي سويدان‪ ،‬د‪.‬حممد طالب دبوس‬

‫‪ -‬القصير‪ ،‬عبد هللاا (‪٢٠٠٩‬م)‪ .‬آثار اإلنترنت التر وية على طالب المرحلة الثانوية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية التربية جامعة أم القرى‪ ،‬مكة المكرمة‪.‬‬
‫‪ -‬المنصور‪ ،‬محمد (‪٢٠١٢‬م)‪ .‬ﺗأثير ﺷبكات التواصل االجتماعي على جمهور المتلقين دراسة‬
‫مقارنة للمواقع االجتماعية والمواقع اإللكترونية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬األكاديمية‬
‫العربية المفتوحة‪ ،‬الدنمارك‪.‬‬
‫‪ -‬موقع اإلمارات اليوم‪( ،‬المصدر‪ :‬رويترز(‪,‬دراسة‪ :‬الفيس بوك يساعد في ﺗكوين صداقات‬
‫أفضل‪ ،‬في ‪ 17‬يونيو‪.‬‬
‫‪ -‬نومار‪ ،‬مريم (‪" .)2011‬استخدام مواقع الشبكات االجتماعية وﺗأثيرها في العالقات‬
‫االجتماعية"‪ .‬قسم العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪.‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫أثر تدريس مادة الجغرافية باستراتيجية حدائق االفكار في تحصيل طالبات‬


‫الصف الرابع االدبي وتنمية تفكيرهن المنظومي‬

‫‪The effect of teaching geography using the Gardens of Ideas strategy‬‬


‫‪on the achievement of Fourth grade literary students and the‬‬
‫‪development of their systemic thinking‬‬

‫االستاذ المساعد‪،‬عذراء عزيز عفان الزبيدي‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪-‬كلية التربية االساسية‪،‬‬


‫العراق‬

‫‪Athraaazeez69@gmail.com‬‬

‫‪07700667029‬‬

‫ملخص البحث‪:‬‬

‫يهدف البحث الحالي الى معرفة أثـر تدريس مادة الجغرافية باستراتيجية حدائق األفكار‬
‫في تحصيل طالبات الصف الرابع األدبي وتنمية تفكيرهن المنظومي ‪,‬ولتحقيق هدف البحث‬
‫وضعت الباحثة الفرضيات اآلتية‪-:‬‬

‫‪ -1‬ال يوجد فرق ذو داللة احصائية عند مستوى (‪ )0.05‬بين متوسط درجات طالبات المجموعة‬
‫التجريبية الالتي يدرسن مادة الجغرافية باستراتيجية حدائق االفكار ومتوسط درجات طالبات‬
‫المجموعة الضابطة الالتي يدرسن المادة نفسها بالطريقة االعتيادية في االختبار التحصيلي‪.‬‬

‫‪ -2‬ال يوجد فرق ذو داللة احصائية عند مستوى (‪ ) 0،05‬بين متوسط درجات المجموعة‬
‫مادة الجغرافية باستراتيجية حدائق االفكار ومتوسط درجات‬ ‫التجريبية الالتي يدرسن‬

‫‪63‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫المجموعة الضابطة الالتي يدرسن المادة نفسها بالطريقة االعتيادية في درجات مقياس‬
‫التفكير المنظومي‪.‬‬

‫تكونت عينة البحث من (‪ )64‬طالبة بواقع (‪ )32‬طالبة في المجموعة التجريبية و(‪)32‬‬


‫طالبة في المجموعة الضابطة وشملت المادة الفصل االول والثاني والثالث للفصل الدراسي‬
‫األول للعام ‪. 2020-2019‬‬

‫درست الباحثة المجموعتين بنفسها ‪ ,‬ولقياس التحصيل اعدت الباحثة اختبا ار مكون (‪)30‬‬
‫فقرة من نوع االختيار من متعدد ‪،‬كما اعتمدت الباحثة اختبار التفكير المنظومي الذي اعده‬
‫الكبيسي (‪ . )2008‬تم معالجة النتيجة إحصائيا باستعمال االختبار التائي (‪ )T-test‬لعينيتن‬
‫مستقلتين‬

‫حيث أظهرت نتيجة البحث ‪:‬‬

‫‪ -1‬تفوق طالبات المجموعة التجريبية الالتي درسن باستراتيجية حدائق األفكار على طالبات‬
‫المجموعة الضابطة الالتي درسن المادة نفسها بالطريقة التقليدية في التحصيل‪.‬‬

‫‪ -2‬تفوق طالبات المجموعة التجريبية الالتي درسن باستراتيجية حدائق األفكار على طالبات‬
‫المجموعة الضابطة الالتي درسن المادة نفسها بالطريقة التقليدية في تفكيرهن المنظومي‪.‬‬

‫وفي ضوء نتائج البحث أوصت الباحثة بما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬التأكيد على استخدام االستراتيجيات الحديثة وخاصة حدائق األَفكار لما لها اثر في رفع‬
‫مستوى الطالبات في التحصيل‪.‬‬

‫‪ -2‬ضرورة ادخال مدرسي االجتماعيات في دورات تدريبية للتعرف على االستراتيجيات‬


‫الحديثة‪.‬‬

‫استكماال للبحث الحالي تقترح الباحثة ما يأتي‪:‬‬

‫‪64‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫عذراء عزيز‬.‫م‬.‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‬
‫عفان الزبيدي‬

.‫ الخ‬... ‫ دراسة أثر حدائق األفكار في بعض متغيرات المعرفية التفكير الناقد واالبداعي‬-1

.‫ دراسة مماثلة للدراسة الحالية في مراحل وصفوف اخرى‬-2

‫ استراتيجية‬،‫االفكار‬، ‫ حدائق‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract:

The current research aims to investigate the effect of teaching


geography with the Gardens of Ideas strategy on the achievement of
fourth-grade literary students and the development of their systemic
thinking.

To achieve the aim of the research, the author formulated the


following hypotheses:

1-There is no statistically significant difference at the level (0.05)


between the average scores of the experimental group students who
study geography using the Gardens of Ideas strategy and the average
scores of the control group students who study the same subject in the
usual way in the achievement test.

2-There is no statistically significant difference at the (0,05) level


between the average scores of the experimental group who study
geography using the Gardens of Ideas strategy and the average scores
of the control group who study the same subject in the usual way in
the scores of the systemic thinking scale.

The research sample consisted of (64) female students, (32) female


students in the experimental group and (32) female students in the
control group. The material included the first, second and third
semesters of the first semester of the year 2019-2020.

The author collected the data of this research independently, and


measure achievement score through preparing a test consisting of (30)
paragraphs of multiple choices, also the author adopted the systemic

65 2022‫ جانفي‬، 22‫ العدد‬،‫ برلين‬-‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‬
‫عذراء عزيز‬.‫م‬.‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‬
‫عفان الزبيدي‬

thinking test prepared by Al-Kubaisi (2008). The result was


statistically analysed using the T-test for two independent samples.

The result of this work showed:

1-The students of the experimental group who studied with the


gardens of ideas strategy outperformed the students of the control
group who studied the same subject using the traditional method in
achievement.

2-The students of the experimental group who studied with the


gardens of ideas strategy outperformed the students of the control
group who studied the same subject in the traditional way in their
systematic thinking.

Finally, the author recommends the following:

1-Emphasis on the use of modern strategies, especially the gardens of


ideas, as they have an impact on raising the level of female students
in achievement.

2-The necessity of including social studies teachers in training courses


to get acquainted with modern strategies.

Key Words: Gardens, Ideas , Strategy

‫الفصل االول‬

‫التعريف بالبحث‬

: ‫ مشكلة البحث‬:‫اوال‬

‫يتميز عالم اليوم الذي نعيش فيه باالنفجار المعرفي فضال عن االنفجار السكاني فينهال في‬
‫ نتيجة لثورة البحث العلمي التي نواكبها والتي أدت‬،‫كل لحظة يمر بها فيض غزير من المعارف‬

66 2022‫ جانفي‬، 22‫ العدد‬،‫ برلين‬-‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫بدورها إلى التقدم التكنولوجي الهائل في المجاالت كافة‪ ،‬إذ أن المجتمعات اليوم سواء المتقدمة‬
‫منها أم ا لنامية تواجه العديد من التغييرات التكنولوجية التي تفرض العديد من المتطلبات التي‬
‫تمثل حاجات ترغب المجتمعات في تحقيقها لكي تواجه تلك المتغيرات‪ ،‬وينبغي على المدرسين‬
‫عامة ومدرسي الجغرافية بوجه خاص أن يحددوا تلك الحاجات التعليمية العصرية التي تتفق مع‬
‫طبيعة تلك المتغيرات التكنولوجية (الخزرجي‪. )7 : 2007 ،‬‬

‫لذلك ُبذلت محاوالت عدة لتحسين تدريس مادة الجغرافية والتنوع في طرائق واستراتيجية‬
‫تدريسها‪ ،‬لمواكبة التطور المتسارع للعلوم بشكل عام والدراسات االجتماعية بشكل خاص ومن‬
‫خالل االستقراء السريع وجد ان غالبية الطرائق السائدة والبحوث والدراسات في مجال طرائق‬
‫واستراتيجيات تدريس المواد االجتماعية ومنها مادة الجغرافية‪ ،‬تؤكد انها قائمة على الحفظ‬
‫أن طرائق التدريس مازالت أسيرة للمفهوم الضيق للمنهج‪.‬‬
‫واالستظهار للمعلومات‪ ،‬وهذا يعني ّ‬

‫(سعد‪)36 :1990،‬‬

‫لذا اهتمت المؤسسات التربوية بما استجد من استراتيجيات و طرائق تدريسية حديثة تثير‬
‫التفكير والتشويق عن طريق توظيف استراتيجيات التدريس الحديثة القائمة على نشاط المتعلم‬
‫وإيجابيته تفعيال لمشروع كيف نجعل من استراتيجية تدريس الجغرافية أكثر تشويقا وإمتاعا للمتعلم‬
‫؟(الزعبي وآخرون‪.)57 :2005 ،‬‬

‫وعليه فإن التدريس بحاجة الى أعادة النظر في طريقة إثارة تفكير الطالب بما يتالئم ومتطلبات‬
‫العصر فال يعنينا فقط ما يتعلم الطالب ‪ ,‬وإنما يعنينا كيف يتعلم وما الوسائل الالزمة لتنمية‬
‫التفكير بمختلف جوانبه ومنها تفكير ما وراء المعرفة ‪ ,‬وقد أشار كثير من التربويين خالل السنوات‬
‫األخيرة إلى ان ضعف قدرة الطلبة على التفكير واإلبداع يرجع الى تعلمهم المعارف والعلوم‬
‫المختلفة عبر طرائق تقليدية تؤكد نقل المعلومات وحشوها في عقولهم‪.‬‬

‫واستنادا لما سبق يمكن تلخيص مشكلة البحث الحالي من خالل السؤال اآلتي‪:‬‬

‫‪67‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫"هل الستراتيجية حدائق األفكار اثر في تحصيل مادة الجغرافية عند طالبات الصف الرابع األدبي‬
‫وتنمية تفكيرهن المنظومي"‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية البحث‪:‬‬

‫يشهد العالم اليوم ثورة علمية وتكنولوجيا واسعة وتغيرات سريعة أثرت على جميع فروع المعرفة‪،‬‬
‫فرضت على التربية مسؤوليات كبيرة في إعداد النشء وتزويدهم بما يساعدهم على مواكبة هذا‬
‫التقدم العلمي والسير في نهجه والتكيف معه‪ ،‬وهي بذلك تصبح منظومة كبرى تهتم بتحديد وتحليل‬
‫المشكالت التربوية المرتبطة بكل مظاهر التعلم اإلنساني والسلوك البشري مع تقديم الحلول‬
‫المالئمة لهذه المشكالت والتغيرات‪( .‬الخوالدة‪ ،‬وآخرون‪)130 :1995 ،‬‬

‫لذلك كان على التربية توفير البيئة المالئمة التي تساعد على تشكيل الشخصية اإلنسانية ألفراد‬

‫المجتمع وتمكنهم من اكتساب الصفات االجتماعية من خالل النمو المتوازن جسمياً وعقلياً ونفسياً‬
‫على وفق اإلطار األيديولوجي للمجتمع‪ ،‬فالتربية السليمة هي التي تتجاوب مع ظروف المجتمع‬
‫وتغيراته وتسايره‪ ،‬فهي ليست مجموعة ثابتة من أألهداف والمناهج وطرائق التدريس بل هي‬
‫االطالع المستمر على ظروف المجتمع ودوافعه ومحاولة االستعداد للحركة لمقابلة حاجاته‬
‫المتعددة‪ ،‬وحل المشكالت التي تتغير كل يوم‪(.‬السامرائي‪)6 :2009 ،‬‬

‫مما يتطلب من الجهات التربوية تطوير طرائق التدريس المتبعة لتجعل الطالب عنص ار فاعال‬
‫وتدريبه االعتماد على نفسة بدرجة كبيرة في عملية اكتساب المعارف والمعلومات ويتم ذلك من‬
‫خالل تحفيزه وتنمية تفكيره واستنباط المعلومة عن طريق التدريب على بعض االستراتيجيات و‬
‫المدرس الواسعة بطرائق التدريس‬ ‫األنشطة ومنها المنشطات اإلدراكية ‪،‬كما إن معرفة‬
‫واستراتيجيات التعليم المتنوعة ‪،‬وقدرته على استخدامها تساعده بال شك في معرفة الظروف‬
‫التدريسية المناسبة للتطبيق‪ ،‬بحيث تصبح عملية التعليم مشوقة وممتعة للطالب ومناسبة لقدراتهم‬
‫ووثيقة الصلة بحياتهم اليومية واحتياجاتهم وميولهم ورغباتهم وتطلعاتهم المستقبلية‪( .‬مرعي‬
‫وآخرون‪)47 :1993،‬‬

‫‪68‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫ومن هنا جاء االهتمام باالستراتيجيات الحديثة في التدريس الي تتالئم ومتطلبات العصر‬
‫الحديث‪ ,‬والمنهج والطلبة لتحقق التعلم الفاعل وتنمية جوانب متعددة من التفكير حتى يتكون لديهم‬
‫أشبه بالحديقة تضم أنواعاً متعددة من األفكار تطرحها العقول النيرة المتوهجة حيث تعد حدائق‬
‫األفكار من االستراتيجيات الحديثة في التدريس والتي تتضمن األفكار العريضة إذ تتطلب القدرة‬
‫على استيعاب كل االفكار وإن كانت غامضة وتكون غير محددة أو مقيدة ‪ ،‬ثم التدرج باألفكار‬
‫الى التفاصيل إذ يتم في هذه المرحلة التقاط كل فكرة تفصيلية لفكرة عريضة فكلما كانت الفكرة‬
‫مفصلة كان فهمها أفضل للمتعلمين ‪،‬وتقدير العقبات والمعوقات حيث يتم فيها طرح االفكار‬
‫الجديدة وا لتساؤالت‪ ،‬ولكل منها سلبيات تدفع المتعلمين الى إيجاد البدائل إلى تلك السلبيات ثم‬
‫االنتقال الى مرحلة التنوع التي يتم فيها توليد االفكار الجديدة تقود الى منطلق جديد في التفكير‬
‫‪,‬وتعد حدائق األفكار عملية تطوير لألفكار بطريقة منظمة تسمح بظهور أفكار جديدة متنوعة‪.‬‬
‫(محمود‪) 423-422: 2006،‬‬

‫من دول‬ ‫وقد اصبح تعليم التفكير في هذا العصر هدفا عاما من أهداف التربية في كثير‬
‫العالم‪ ،‬إذ يمكن القول َّ‬
‫إن الصراع بين الدول هو صراع بين عقول أبنائها من أجل الوصول إلى‬
‫أن الهدف األعلى من التربية في القرن الحادي والعشرين هو‬
‫سبق علمي يضمن لها النجاح‪ ،‬كما َّ‬
‫كثير من الباحثين أن تعليم التفكير يمكن أن يسهم‬
‫بكل أشكاله لدى الفرد‪ ،‬لذا يعتقد ٌ‬
‫تنمية التفكير َّ‬
‫في تطوير البنية المعرفية للطالب ‪ .‬كما أن تنمية التفكير في المواد االجتماعية بصورة عامة‬
‫والجغرافية بصورة خاصة يمكن الطالب من المشاركة الفعالة الذكية في حياة مجتمعهم‪ ،‬وبذلك‬
‫البَّد أن يكون للطالب مجاال يسمح‬
‫تصبح وظيفة المعلومات والحقائق مختلفة‪ ،‬ففي هذا اإلطار ُ‬
‫لفكره‪ ،‬ان يقوم بالتفكير والتحليل والمقارنة واالستنتاج‪( .‬الجنابي‪)15 :2010 ،‬‬

‫لذا برزت الحاجة الى أهمية التفكير المنظومي بالعديد من األفعال من أبرزها (التشكك الصحي‬
‫ّ‬
‫و التمهل‪ ،‬التعقل‪ ،‬التدبر‪ ،‬التفتح العقلي‪ ،‬تحدي المألوف‪ ،‬طرح التساؤالت‪ ،‬الجدل‪ ،‬االستيضاح‪،‬‬
‫التحقق‪ ،‬التبرير‪ ،‬الرجوع إلى المصادر‪ ،‬تقويم المصادر‪( .‬زيتون‪)45 : 2003 ،‬‬

‫‪69‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫وبذلك تتضح لنا أهمية إجراء هذه الدراسة بما يأتي‪:‬‬

‫‪-1‬أهمية مادة الجغرافية ألنها من العلوم االساسية التي تعمل على توسيع وتطوير قدرات‬
‫الطالب‪.‬‬

‫‪-2‬أهمية استخدام استراتيجيات حديثة لزيادة التحصيل وتنمية التفكير المنظومي‪.‬‬

‫‪-3‬اهمية تعريف مدرسي الجغرافية ومدرساتها في المرحلة االعدادية لمهارات التفكير المنظومي‬
‫وسبل تنميتها لدى طالب المرحلة االعدادية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬هدف البحث‪:‬‬

‫يهدف البحث الحالي الى معرفة اثر تدريس مادة الجغرافية باستراتيجية حدائق االفكار في‬
‫تحصيل طالبات الصف الرابع االدبي وتنمية تفكيرهن المنظومي‬

‫رابعا‪ :‬فرضيات البحث‪:‬‬

‫‪ -1‬ال يوجد فرق ذو داللة احصائية عند مستوى (‪ )0.05‬بين متوسط درجات طالبات المجموعة‬
‫التجريبية الالتي يدرسن مادة الجغرافية باستراتيجية حدائق االفكار ومتوسط درجات طالبات‬
‫المجموعة الضابطة الالتي يدرسن المادة نفسها بالطريقة االعتيادية في االختبار التحصيلي‪.‬‬

‫‪ -2‬ال يوجد فرق ذو داللة احصائية عند مستوى (‪ ) 0،05‬بين متوسط درجات المجموعة‬
‫التجريبية الالتي يدرسن مادة الجغرافية باستراتيجية حدائق االفكار ومتوسط درجات المجموعة‬
‫الضابطة الالتي يدرسن المادة نفسها بالطريقة االعتيادية في مقياس التفكير المنظومي‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬حدود البحث‪:‬‬

‫يقتصر البحث الحالي على‬

‫‪ -1‬الحدود البشرية‪:‬عينة من طالبات الصف الرابع االدبي‬

‫‪70‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫‪ -2‬الحدود المكانية‪ :‬المدارس االعدادية التابعة لتربية محافظة بغداد‪/‬الرصافة الثالثة‬

‫‪ -3‬الحدود الزمانية‪ :‬الفصل الدراسي االول العام الدراسي ‪.2020-2019‬‬

‫‪ -4‬الحدود العلمية‪ :‬الفصل االول والثاني والثالث من كتاب اسس الجغرافية وتقنياتها للصف‬
‫الرابع االدبي‬

‫سادسا‪ :‬تحديد المصطلحات‬

‫اوال‪ :‬التدريس‬

‫عرفها التميمي(‪)2010‬‬

‫عملية تفاعل اجتماعي وممارسة تطبيقية ألنشطة منوعة وحسن توجيه الطالب بمساعدة المعلم‬
‫(التميمي‪)2 :2010،‬‬

‫التعريف االجرائي‪:‬‬

‫هو كل ما تقوم به الباحثة من اجراءات لتحقيق االهداف المنشودة في ايصال المادة التعليمية‬
‫بأفضل االستراتيجيات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجغرافية‪:‬‬

‫عرفها يحيى (‪)2001‬‬

‫‪ -‬بأنها "إحدى العلوم االجتماعية والتي تعد همزة الوصل بين األرض واإلنسان والعالقة القائمة‬
‫بينهما سلبا وإيجابا منذ أقدم العصور وحتى وقتنا الحاضر‪ ,‬وهي من العلوم التكاملية التي تربط‬
‫(يحيى‪)410-354 : 2001 ،‬‬ ‫بين العلوم الطبيعية والعلوم االجتماعية"‪.‬‬

‫التعريف االجرائي‪:‬‬

‫‪71‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫عرفت الباحثة مادة الجغرافية اجرائيا بانها الموضوعات الجغرافية المتضمنة في الفصول (‬
‫االول – الثاني والثالث) وفق المفردات المقررة من لدن و ازرة التربية لطلبة الصف الرابع االدبي ‪.‬‬

‫االستراتيجية ثالثا‪:‬‬

‫عرفها مرعي والحيلة ( ‪) 2009‬‬

‫(مرعي‬ ‫أنها مجموعة طرائق واجراءات ووسائل وانشطة محددة لتنفيذ مهارات معينة‪.‬‬
‫والحيلة‪)5:2009،‬‬

‫التعريف االجرائي‪:‬‬

‫مجموعة من الخطوات المتتابعة التي توجهها داخل غرفة الصف الى اداءات تناسب خصائص‬
‫طالبات الصف الرابع االعدادي وطبيعة المادة الدراسية لتحقيق االهداف‬

‫رابعا‪ :‬حدائق األفكار‬

‫عرفها محمود (‪)2006‬‬

‫بأنها مجال لصناعة األفكار ودراسة تفاصيلها وتقييمها ومعرفة مدى مالءمتها في وقت واحد‬
‫وهي محصلة لألفكار الجميلة التي تطرحها العقول النيرة المتوهجة والتي تتطلب منها المحافظة‬
‫عليها ودعمها‪(.‬محمود‪)422 :2006،‬‬

‫التعريف اإلجرائي ‪:‬‬

‫عرفتها الباحثة هي من االستراتيجيات التي تعتمد على المناقشة الجماعية لمشكالت قصيرة‬
‫تتعلق بالفصول الثالث األولى من كتاب الجغرافية للصف الرابع األدبي تهدف الى إنتاج مجموعة‬
‫من األفكار العريضة يتم تفصيلها وتقييمها لتكون حل للمشكلة المطروحة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التحصيل‬

‫‪72‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫عرفه عالم (‪)2007‬‬

‫أنه "مستوى النجاح الذي يحرزه أو يصل إليه الطالب في مادة دراسية أو مجال تعليمي أو‬
‫(عالم‪)222 :2007 ،‬‬ ‫تدريبي معين" ‪.‬‬

‫التعريف االجرائي‪:‬‬

‫الدرجة التي يحصل عليها الطالب من خالل اجابته على فقرات االختبار التحصيلي البعدي‬
‫الذي اعد من لدن الباحثة ألغراض البحث والذي يطبق في نهاية التجربة ‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬التفكير المنظومي‬

‫عرفه عبيد وعفانة(‪)2000‬‬

‫بأنه التفكير الذي يتناول المضامين والمفاهيم العلمية المركبة من خالل منظومات متكاملة‬
‫تتضح فيها العالقات الرابطة بين المفاهيم والموضوعات‪ ،‬فيكون المتعلم قاد ار من خالل هذا‬
‫التفكير على إدراك الصورة الكلية المركبة لمضامين المنظومات المفاهيمية المعروضة والعالقات‬
‫التي تربط بينها‪ ،‬لذا فانه يقوم على الكل المركب الذي يتكون من مجموعة‪ .‬مكونات تربط فيما‬
‫بينها عالقات متداخلة تبادلية التأثير" (عبيد وعفانة‪.)62:2000،‬‬

‫التعريف اإلجرائي‪:‬‬

‫وهو تفكير الطالبات الذي يعتمد على أدراك الصورة الكلية للعالقات المترابطة بين المفاهيم‬
‫والمعلومات ويقاس بالدرجة التي يحصل عليها الطالب من خالل أجابته على‬ ‫والموضوعات‬
‫االختبار المعد لهذا الغرض ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫جوانب نظرية ودراسات سابقة‬

‫‪73‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫المحور االول‪ :‬جوانب نظرية‬

‫اوالً‪ -:‬االستراتيجية‪:‬‬

‫مفهوم االستراتيجية‬

‫اشتق مصطلح االستراتيجية من الكلمة اليونانية( استراتيجيوس) وتعني في اللغة العربية فن‬
‫القيادة ‪ ،‬ويرد لفظ استراتيجية في باب الوسائل التي يقابلها المقاصد او الغايات في السلوك‬
‫واالفعال االجتماعية‪ ،‬فلكل سلوك في النهاية قصد وغاية تعبر عن حاجة اساسية‪ ،‬فاالستراتيجية‬
‫سلوك انساني مركب ومتكامل يضع في الحسبان جميع معطيات المواقف التي ستعالجه ألجل‬
‫تحقيق غرض معين بقليل من الخطأ وكثير من الواقعية والمصداقية وعلى نحو منظم ومتسلسل‬
‫وموجه نحو تحقيق مخرجات تعليمية مرغوب بها من خالل الربط بين مراحل التخطيط والتنفيذ‬
‫والتقويم‪(.‬داخل والشريفي‪)31 ،2017:‬‬

‫مكونات االستراتيجية‪:‬‬

‫‪ -1‬االهداف التدريسية‬

‫‪ -2‬التحركات التي يقوم بها المعلم وينظمها ليسير وفقها في تدريسه‬

‫‪ -3‬االمثلة والتدريبات والمسائل المستخدمة في الوصول الى االهداف‬

‫‪ -4‬الجو التعليمي والتنظيم الصفي للدرس‬

‫ويخطط‬ ‫المعلم‬ ‫ينظمها‬ ‫التي‬ ‫المثيرات‬ ‫عن‬ ‫الناتجة‬ ‫المتعلمين‬ ‫استجابات‬ ‫‪-5‬‬
‫لها(قطامي‪)2013،51:‬‬

‫مواصفات االستراتيجية الجيدة‬

‫‪ -1‬الشمول وتتضمن المواقف واالحتماالت المتوقعة في الموقف التعليمي‬

‫‪74‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫‪ -2‬المرونة والقابلية للتطوير‬

‫‪ -3‬معالجة الفروق الفردية بين المتعلمين‬

‫‪ -4‬ارتباطها بأهداف الموضوع االساسية‬

‫‪ -5‬مراعاتها لنمط التعليم ونوعه (فردي وجماعي)‬

‫‪ -6‬مراعاتها االمكانات المتاحة في المدرسة(سماء والشريفي‪)33 ،2017:‬‬

‫‪ -7‬عالية الكفاءة من حيث مقارنتها بما تحتاجه من امكانات عند التنفيذ مع ما تنتجه من‬
‫مخرجات التعلم‬

‫‪ -8‬جذبها انتباه المتعلمين وتحقيق المتعة لهم في اثناء عملية التعليم‬

‫‪ -9‬توفيرها مشاركة ايجابية للمتعلم ومشاركة فعالة بين المتعلمين(فرمان‪)3 ،2015:‬‬

‫دور المعلم في استراتيجية التدريس‬

‫‪ -1‬ان يكون ميس ار لعمليتي التعليم والتعلم وليس ناقال للمعرفة‬

‫‪ -2‬ان يحرص على اتاحة فرص التعلم الذاتي والتعاوني للمتعلمين‬

‫‪ -3‬ان يحرص على بناء الشخصية المتكاملة للمتعلمين‬

‫‪ -4‬ان يراعي الفروق الفردية فيما بين المتعلمين‬

‫دور المتعلم في استراتيجية التدريس‬

‫‪ -1‬ان يكون المتعلم محور العملية التعليمية‬

‫‪ -2‬ان يكون فاعال في اكتساب المعلومات وليس مستقبل لها‬

‫‪75‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫‪ -3‬ان يكون متأمال لسلوكه ومستواه ومطو ار ألدائه في ضوء نتائج هذا التأمل‬

‫‪ -4‬ان يجيد دور المفكر الدائم في البحث عن المعارف وحل المشكالت واتخاذ الق اررات‬

‫‪ -5‬ان يجيد بناء المعرفة ويزيد من التعلم واكتساب المهارات‪(.‬شاهين‪)27 ،2011:‬‬

‫ثانيا استراتيجية حدائق األفكار‬

‫تعد حدائق األفكار استراتيجية جديدة في جني أخصب األفكار والمشاريع‪ ,‬وذلك بتنظيم‬
‫وتطوير عملية تكوين األفكار الجميلة وأسر تلك األفكار ومنعها من التسرب ‪ ,‬وحديقة األفكار‬
‫تحتاج الى عوامل إخصاب وإنضاج األفكار كما تنضج النباتات والثمار بوجود الهواء والشمس‬
‫والتربة والماء ولكي تملك قابلية بناء (حديقة االفكار)ال بد أن تملك القدرة اآلتية‪-:‬‬

‫‪ -1‬العقل المتفتح القادر على قبول كل جديد‪.‬‬


‫‪ -2‬القدرة المعرفية القادرة على وضع حوار واضح لتنفيذ ذلك الجديد‪.‬‬
‫‪ -3‬الموافقة على رج فكرتك إلخراج خبثها دون أن نخرج من نفسها أو استبدالها بما هو أصلح‬
‫إن عملية بناء‬
‫‪ -4‬فلسفة الذرائع‪ :‬أي إيجاد فكرة بديلة تذرعاً بوجود خلل في الفكرة االصلية‪ ,‬و ّ‬
‫حديقة األفكار وحدة واحدة يتم أنجاز أساليبها المختلفة في وقت واحد دون الفصل بين مراحلها‬
‫المختلفة‪ ( .‬الحمادي‪)38 :1999 ,‬‬
‫إن الستراتيجية حدائق األفكار إجراءات عديدة تساعد في تهيئة العقول على إنضاج ثمار‬
‫كما ّ‬
‫االفكار منها كاالتي‪:‬ـ ـ‬

‫‪ -1‬االفكار العريضة ‪ -:‬إذ تتطلب القدرة على استيعاب كل االفكار المتنوعة حتى ولو كانت‬
‫غامضة ويفضل في ذلك أن تكون تلك االفكار غير محددة أو مقيدة كأن نقول أريد أفضل صورة‬
‫للمدرسة ‪ ,‬أريد أن أحور أداء المعلمين بالمدرسة على سبورة أو شاشة لتظل على شكل موجه‬
‫لتصحيح مسار عملية التفكير باستمرار‪.‬‬

‫‪76‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫‪ -2‬االفكار التفصيلية‪ _:‬في هذه المرحلة تلتقط كل فكرة تفصيلية لفكرة عريضة وهي هنا أشبه‬
‫بالشمس للنبات وكلما كانت الفكرة مفصلة كان فهمها أفضل من المتعلمين كمجموعة إذ يستطيع‬
‫المعلم أن يسجل االفكار وبدائلها من خالل التعايش مع المجموعة مما يولد لدى المجموعة في‬
‫النهاية نوعين من األفكار أولها االفكار العريضة‪ ,‬وثانيهما االفكار التفصيلية إذ توضح وتشرح‬
‫االفكار العريضة‪.‬‬

‫‪-3‬تقدير العقبات‪ -:‬ترمي الى تشجيع طرح االفكار المثيرة للتساؤالت مع االستمرار في ذلك‬
‫تتولد قائمة أفكار طويلة لكل منها سلبيات وتدفع المجموعة للتعايش في إيجاد البدائل لتلك‬
‫السلبيات وهذه المرحلة تمثل التربة للنباتات‪.‬‬

‫‪ -4‬التنوع‪ _:‬في هذه المرحلة يتم توليد كل فكرة مثارة بتفاصيلها التي تقود الى أفكار جديدة‬
‫ويتطلب من المدرس عند مالحظة فكرة معينة ال تلقي قبوالً من الطالبات أن يحاول توجيه الطالبات‬
‫للبحث عن السلبيات والمعوقات والتفكير في بدائل مقبولة لدى جميع الطالبات كضرب فكرة‬
‫طائشة تقود الى منطلق جديد في التفكير او تؤدي للتغلب على الصعوبات‪ ( .‬محمود ‪: 2006,‬‬
‫‪)222‬‬

‫خصائص استراتيجية حدائق االفكار‬

‫تكمن خصائص حدائق األفكار في مجموعة النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪-1‬إستراتيجية حدائق األفكار تسير بطريقة متوازية ومتزامنة في الوقت نفسه‬

‫‪-2‬تمثل استراتيجية جديدة لدراسة األفكار ومعالجته‬

‫‪-3‬تُعد استراتيجية علمية يساهم في التعامل مع الفكرة كما يتعامل المزارع مع النبتة ويعمل على‬
‫إخصابها حتى يؤتي أكلها‬

‫‪-4‬تتطلب القدرة على االبتكار في التعامل مع األفكار‬

‫‪77‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫‪-5‬تتطلب صقل الفكرة وإزالة المعوقات التي تتعلق بها واستبدالها بما هو أفضل‬

‫‪-6‬وجود خلل في فكرة معينة ال يعني القضاء عليها بل يعني تطويرها للحصول على فكرة رائعة‬
‫منها وإبدالها بفكرة جديدة‬

‫‪-7‬عملية بناء حديقة االفكار عملية متكاملة تتم كوحدة واحدة وفي وقت واحد دون الفصل بين‬
‫مقوماتها وقدراتها‪( .‬محمود ‪)224 -223 :2006,‬‬

‫ثالثا ‪:‬التفكير المنظومي‪:‬‬

‫يعد التفكير المنظومي ضرورة ملحه عند النظر والتعامل مع النظام التربوي إلدراك تفاعل‬
‫وفاعلية العناصر المختلفة المكونة النظام‪ ,‬وأثناء تفاعله مع األنظمة المزامنة األخرى من خالل‬
‫شبكه عالقات وارتباطات متناغمة متناسقة‪ ,‬من اجل التعرف على كثير من االحتماالت واختيار‬
‫أفضلها واالهتمام بالبدائل واالكتشاف المتعلق بالسبل المختلفة والطرق والوسائل الستخدامها‬
‫وتفعيل الوظائف وتفاعالتها أثناء التخطيط ووضع التصورات لمستقبل النظام التربوي والحلول‬
‫الناجحة عند معالجة وحل المشاكل وصنع الق اررات واتخاذها ومتابعتها بما يعود بالكفاءة والفاعلية‬
‫والفائدة على النظام التربوي وعلى األنظمة األخرى وعلى المجتمع‪( .‬أبو زينة‪)12 :2007،‬‬

‫التفكير المنظومي تفكي اًر بسيطاً للحصول على إدراك وفهم شامل للمواقف والمشكالت المعقدة‬
‫ِ‬
‫التشابهات بينها‪ ،‬ثم يوحد هذه المعلومات ليتوصل إلى حل‬ ‫حث عن‬
‫التي يقوم بتحليلها ثم َي ْب ُ‬
‫المشكلة أو النظر في موقف معين‪ ،‬وهو بذلك يشمل على نوعين من التفكير(التحليلي والتركيبي)‬
‫في آن واحد كما يوضحه الشكل(‪)1‬‬

‫‪78‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫التفكير التركيبي‬
‫التفكير التحليلي‬

‫شكل(‪ )1‬عمليتي التحليل والتركيب في التفكير المنظومي (الكبيسي‪)2008،‬‬

‫أهمية التفكير المنظومي في التربية والتعليم ‪:‬‬

‫‪ -1‬فكر منظم يتطلب تحوالت عدة في المفاهيم‪ ,‬وهذا بدوره يؤدي إلى اختالف طرق التدريس‪,‬‬
‫والطرق المختلفة لتنظيم المجتمع ‪.‬‬

‫‪ -2‬يفيد عند وضع الخطط‪ ,‬وتحليل األنظمة ‪.‬‬

‫‪ -3‬يمكن من نظام متكامل يهتم بالكل‪ ,‬والكل ال يساوي األجزاء‪.‬‬

‫‪ -4‬يعترف بمختلف طرق التعلم والمعرفة ‪.‬‬

‫‪ -5‬التحول من التفكير التحليلي إلى التفكير الشمولي‪ ،‬ويتيح هذا التركيز على المشاركة القائمة ‪.‬‬

‫‪ -6‬التركيز على تطوير المتعلمين فهم عمليات التغير والتحول‪ ,‬بدالً من التركيز على المتعلم‬
‫الحصول على حق اإلجابة ‪.‬‬

‫‪ -7‬رفع كفاءة وتطوير العملية التعليمية بصورة منظوميه شاملة‪ ,‬قائمة على نظرية سليمة لتغير‬
‫نظام التعليم‪ ،‬وتؤكد على أهمية تغيير طريقة تفكيرنا في كيفية التغيير والتطوير ‪.‬‬

‫‪79‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫‪ -8‬تنظيم محتوى المناهج الدراسية‪،‬وبذلك يظهر المحتوى في صورة مترابطة ومتكاملة وذات‬
‫‪Tibury‬‬ ‫&‬ ‫‪Cook,‬‬ ‫‪2005:‬‬ ‫‪3-‬‬ ‫)‪5‬‬ ‫التكرار‪.‬‬ ‫عن‬ ‫بعيد‬ ‫معنى‬
‫(‬
‫خصائص التفكير المنظومي‬

‫يتكون التفكير المنظومي من عدة خصائص وهي ‪:‬‬

‫‪-1‬ينظر إلى الموقف ككل ويقاوم الميل إلى تسهيل الحلول والمشكالت‪.‬‬

‫‪ -2‬يشجع على المشاركة في أثناء حل المشكالت ويعمل على الدمج بين اتخاذ القرار واإلدارة‪.‬‬

‫‪-3‬يحث على تقدير وجهات نظر اآلخرين واحترامها‬

‫‪ -4‬يوسع نظرتنا إلى العالم ويجعلنا على وعي أكثر بالفروض والحدود التي نستخدمها لتعريف‬
‫األشياء‪.‬‬

‫‪ -5‬يساعد على النظر إلى العالقات والتأثيرات بين األجزاء المكونة للمشكلة التي تشارك في‬
‫(أبو عالم‪)110 : 2001 ،‬‬ ‫حلها بكل جدية ‪.‬‬

‫فوائد وتطبيقات التفكير المنظومي‪:‬‬

‫التدريب على مهارة التفكير المنظومي يؤدي بالطالب إلى ‪:‬‬

‫‪ .1‬الوصول إلى مرحلة التمكن واإلتقان الشخصي والنمو المهني واالستمتاع بالحياة‬

‫‪ .2‬مساعدته في تعميق النظرة الشمولية االيجابية للموضوع أو المشكلة ويعطي صورة جديدة‬
‫ومتعمقة حول المشكلة‬

‫‪ .3‬العمل على مضاعفة االنجاز وسرعة التعلم ‪.‬‬

‫‪80‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫‪ .4‬المساهمة في التجديد واالختراعات واإلبداع ‪.‬‬

‫‪ .5‬الوصول إلى الجذور العميقة للمشكلة ومن ثم يقدم حلوالً فعلية واضحة ‪.‬‬

‫‪ .6‬بناء ذاكرة متماسكة ألن العالقات المنظومية في البناء تقاوم النسيان ‪.‬‬

‫‪ .7‬تعديل سلوكه واتجاهاته (حمادات‪.)34 -25 :2009,‬‬

‫خطوات التفكير المنظومي ‪:‬‬

‫يتطلب التفكير المنظومي من المتعلم إتباع الخطوات اآلتية ‪.‬‬

‫‪ -1‬دراسة المضامين العلمية في المقرر الدراسي لفهمها وإدراكها ‪.‬‬

‫‪-2‬تحليل المكونات األساسية للمضامين العلمية المعروضة في المقرر الدراسي ‪.‬‬

‫‪ -3‬إيجاد عالقات وروابط بين المكونات األساسية تعطي للمكونات معنى‪.‬‬

‫‪ -4‬تحديد تأثير كل المكونات األساسية لتحديد العالقات المتشعبة ‪.‬‬

‫‪ -5‬التركيز على الهرمية في تكوين المنظومات بحيث تكون المكونات المتشابهة ذات العالقة في‬
‫مستوى واحد ‪.‬‬

‫‪ -6‬إعطاء أمثله على بعض المكونات األساسية التي تحتاج إلى تفسير أو توضيح ‪.‬‬

‫‪ -7‬التصور البصري للمنظومة أو المنظومات المكونة لتحديد الفجوات فيها ومحاولة سدها‪.‬‬

‫‪ -8‬ربط المنظومة المكونة بمنظومات أخرى ذات عالقة إلدراك الصورة الكلية لتلك المضامين‪،‬‬
‫يمكن للمتعلم أن يستخدم الخطوات الثماني السابقة بصورة عكسية‪ ،‬أي تعطي له منظومات معينة‬
‫ثم يقوم بتحليل تلك المنظومات وتحديد العالقات والروابط وتأثيرها وإدراك الجزئيات وفهمها (عبيد‬
‫وعفانة‪)69-68 : 2003،‬‬

‫‪81‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫المحور الثاني ‪ -:‬دراسات سابقة‬

‫) دراسة العزاوي (‪-1)2016‬‬

‫هدف الدراسة اثر حدائق األفكار في تنمية تفكير ما وراء المعرفة لدى طالبات الصف الرابع‬
‫األدبي في مادة التاريخ ‪،‬تكونت عينة الدراسة من( ‪ )64‬طالبة ‪،‬واستغرقت مدة الدراسة فصال‬
‫أعدته الباحثة نفسها ‪،‬و يتكون‬
‫دراسيا ‪ ،‬اعتمدت الباحثة على مقياس تفكير ما وراء المعرفة الذي ّ‬
‫المقياس من (‪ )30‬فقرة مثلت مهارات فرعية متعددة ‪،‬استخدمت الدراسة االختبار التائي (‬
‫)لعينتين مستقلتين ومعامل ارتباط بيرسن‪.‬‬

‫وجاءت نتائج الدراسة الى تفوق طالبات المجموعة التجريبية على طالبات المجموعة الضابطة‬
‫في درجات مقياس تفكير ما وراء المعرفة في مادة التاريخ الحضارة العربية‬
‫اإلسالمية(العزاوي‪)1 :2016،‬‬

‫‪ -2‬دراسة (الكبيسي ‪)2008 ،‬‬

‫هدف الدراسة ‪ :‬هدفت الدراسة إلى معرفة أثر استعمال خرائط المفاهيم في التحصيل والتفكير‬
‫المنظومي لطلبة المرحلة المتوسطة في مادة الجغرافية‪.‬‬

‫تكونت عينة الدراسة من ( ‪ ) 42‬طالباً‪ ،‬استغرقت مدة الدراسة (‪ )11‬أسبوعا‪ .‬أعد الباحث اختبا اًر‬
‫للتحصيل واختبا اًر للتفكير المنظومي‪ .‬استعملت الدراسة االختبار التائي(‪ )t-test‬لعينتين‬
‫مستقلتين‪ ،‬معامل ارتباط بيرسون‪.‬‬

‫جاءت نتائج الدراسة الى تفوق طالب المجموعة التجريبية على الضابطة في التحصيل وفي‬
‫مقياس التفكير المنظومي‪( .‬الكبيسي ‪)109 -1 : 2008 ،‬‬

‫المؤشرات والدالالت المستنبطة من الدراسات السابقة‬

‫‪82‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫الوسائل‬ ‫الفئة‬ ‫الجنس‬ ‫هدف الدراسة‬ ‫العنوان‬ ‫ت‬

‫السنة‬

‫اسم الباحث‬
‫مكان الدراسة‬
‫االحصائية‬ ‫العمرية‬

‫‪T-Test‬‬ ‫‪16-15‬‬ ‫اناث‬ ‫حدائق‬ ‫فاعلية‬ ‫اثر استراتيجية‬ ‫‪1‬‬

‫‪2016‬‬
‫العراق‪ -‬ديالى‬

‫العزاوي‬
‫معامل‬ ‫االفكار في تنمية‬ ‫حدائق االفكار‬
‫ارتباط‬ ‫تفكير ما وراء‬ ‫في تنمية تفكير‬
‫بيرسن‬ ‫لدى‬ ‫المعرفة‬ ‫ما وراء المعرفة‬
‫الرابع‬ ‫طالبات‬ ‫طالبات‬ ‫لدى‬
‫االدبي في مادة‬ ‫االدبي‬ ‫الرابع‬
‫التاريخ‬ ‫في مادة التاريخ‬
‫‪T-Test‬‬ ‫‪14-13‬‬ ‫ذكور‬ ‫فاعلية استراتيجية‬ ‫اثر استراتيجية‬ ‫‪2‬‬

‫‪2008‬‬

‫الكبيسي‬
‫العراق االنبار‬

‫ومعامل‬ ‫المفاهيم‬ ‫خرائط‬ ‫خرائط المفاهيم‬


‫ارتباط‬ ‫التحصيل‬ ‫في‬ ‫في التحصيل‬
‫بيرسن‬ ‫والتفكير‬ ‫والتفكير‬
‫المنظومي لطلبة‬ ‫المنظومي‬
‫المرحلة‬ ‫لطلبة المرحلة‬
‫في‬ ‫المتوسطة‬ ‫المتوسطة في‬
‫مادة الجغرافية‬ ‫مادة الجغرافية‬

‫الفصل الثالث‬

‫منهج البحث واجراءاته‬

‫اوال‪ :‬المنهج التجريبي‬

‫للوصول الى تحقيق هدف البحث اعتمدت الباحثة على المنهج التجريبي ألنه المنهج المناسب‬
‫للبحث الذي يرمي لدراسة أثر متغير مستقل في متغير تابع‪ ،‬إذ إن البحوث التجريبية تتجاوز‬
‫حدود الوصف الكمي للظاهرة‪ ،‬وترتقي الى معالجة متغيرات معينة تحت شروط مضبوطة للتثبت‬
‫من كيفية حدوثها‪( .‬عبد الرحمن وزنكنه‪) 474 : 2007 ،‬‬

‫‪83‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫ثانيا‪ :‬التصميم التجريبي ‪:‬‬

‫تعد عملية اختيار التصميم التجريبي للبحث ام ار ضروريا في كل بحث تجريبي وهو اجراء يهيأ‬
‫للباحث السبل الكفيلة للوصول الى النتائج المطلوبة كما انه يضمن الهيكل السليم للبحث والوصول‬
‫الى نتائج يمكن ان يعول عليها في االجابة على مشكلة البحث والتحقق من فرضيته ‪(.‬الزوبعي‬
‫والغنام‪) 102 :1981،‬‬

‫كما في الشكل (‪ )2‬التصميم التجريبي للبحث‬

‫نوع االختبار‬ ‫المتغير التابع‬ ‫المتغير المستقل‬ ‫المجموعة‬

‫حدائق االفكار‬ ‫التجريبية‬


‫والتفكير‬ ‫التحصيل‬
‫بعدي‬
‫المنظومي‬
‫الطريقة التقليدية‬ ‫الضابطة‬

‫ثالثا‪ :‬مجتمع البحث وعينته ‪:‬‬

‫مجتمع البحث يتكون من طالبات الصف الرابع االدبي في المدارس االعدادية والثانوية للبنات‬
‫التابعة لمديرية التربية بغداد ‪ /‬الرصافة الثالثة واختارت الباحثة قصدياً اعدادية ( الفضيلة للبنات)‬
‫من المدارس االدبية التابعة للمديرية المذكورة ‪.‬‬

‫عينة الطالبات ‪:‬‬

‫تضم اعدادية ( الفضيلة للبنات) اربعة شعب ( أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪،‬د) للصف الرابع االدبي واختارت‬
‫الباحثة شعبتي(ج‪ ،‬د) بطريقة السحب العشوائي لتكونا مجموعتي البحث وكانت الشعبة (ج)‬
‫التجريبية والشعبة (د) الضابطة‬

‫ووجدت ان عدد الطالبات في مجموعتي البحث (ج ‪ ،‬د) يبلغ ( ‪ )69‬طالبة بواقع ( ‪) 34‬‬
‫طالبة في شعبة ( د ) الضابطة و ( ‪ ) 35‬طالبة في شعبة ( ج ) التجريبية وتم استبعاد الطالبات‬
‫الراسبات ( احصائياً ) من المجموعتين والبالغ عددهن ( ‪ )5‬طالبات وسبب االستبعاد انهن يمتلكن‬

‫‪84‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫معلومات وخبرة سابقة عن المادة الدراسية التي سوف تعتمد للتدريس في مدة التجربة مع ابقائهن‬
‫في الصف لكي ال يحرمن من الدروس فاصبح عدد الطالبات لمجموعتي البحث بعد االستبعاد (‬
‫‪ ) 64‬طالبة بواقع ( ‪ ) 32‬طالبة لشعبة (ج) و(‪ )32‬لشعبة(د) ‪ ،‬وجدول (‪ )1‬يوضح ذلك‪.‬‬

‫جدول رقم(‪)1‬عدد الطالبات في المجموعتين ( التجريبية والضابطة ) قبل وبعد االستبعاد‬

‫عدد الطالبات بعد‬ ‫الطالبات‬ ‫عدد‬ ‫عدد الطالبات قبل‬


‫الشعبة‬ ‫المجموعة‬
‫االستبعاد‬ ‫الراسبات‬ ‫االستبعاد‬

‫‪32‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ج‬ ‫التجريبية‬

‫‪32‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪34‬‬ ‫د‬ ‫الضابطة‬

‫‪64‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪69‬‬ ‫المجموع‬

‫رابعا ‪ :‬تكافؤ المجموعات ‪:‬‬

‫‪ -1‬اختبار الذكاء‪:‬‬

‫الذكاء هو المحصلة العامة لجميع القدرات العقلية المعرفة األولية‪ ،‬وهو الصفة التي يقيسها‬
‫المتتابعة الذي أعده‬ ‫اختبار الذكاء (السيد‪ )212 :1976 ,‬تم اعتماد اختبار المصفوفات‬
‫(‪ )Raven‬لقياس الذكاء إذ يعده علماء النفس من االختبارات الجيدة لما يمتلكه من صدق وثبات‪،‬‬
‫وله معايير تصلح للبيئة العراقية ويتكون االختبار من خمسة أقسام هي (أ ‪ ,‬ب‪ ,‬ج‪ ,‬د‪ ,‬هـ) في‬
‫كل قسم مصفوفة متدرجة في الصعوبة ويطلب من المفحوص إكمالها باختبار البديل المناسب‬
‫من بين بدائل عدة (الدباغ ‪ )101 :1983 ,‬طبق اختبار الذكاء على مجموعتي البحث في اليوم‬
‫نفسه للمجموعتين‪ ،‬بعد تصحيح اإلجابات وترتيب الدرجات التي حصل عليها الطالب اتضح أن‬
‫المتوسط الحسابي للمجموعة التجريبية (‪ )38,625‬واالنحراف المعياري (‪ , )7,119‬والمتوسط‬
‫الحسابي للمجموعة الضابطة (‪ )38,293‬واالنحراف المعياري (‪ )9,199‬فظهر أن الفرق ليس‬
‫بذي داللة إحصائية عند مستوى (‪ )0,05‬وكانت القيمة التائية المحسوبة (‪ )0,209‬أصغر من‬

‫‪85‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫القيمة الجدولية (‪ )2,000‬وبدرجة حرية (‪ )61‬وبذلك تعد مجموعتي البحث متكافئتين إحصائيا‬
‫في متغير الذكاء وجدول (‪ )2‬يوضح ذلك‪.‬‬

‫جدول (‪ )2‬المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والقيمة التائية المحسوبة والجدولية لمتغير‬
‫الذكاء لمجموعتي البحث‬

‫مستوى الداللة‬ ‫القيمة التائية‬ ‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫الوسط‬ ‫حجم‬ ‫المجموعة‬


‫(‪)0 ,05‬‬ ‫الحرية‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫العينة‬

‫الجدولية‬ ‫المحسوبة‬

‫غير دالة‬ ‫‪2,000‬‬ ‫‪0,209‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪7,119‬‬ ‫‪38,625‬‬ ‫‪32‬‬ ‫التجريبية‬

‫‪9,199‬‬ ‫‪38,293‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الضابطة‬

‫ثانيا‪ :‬درجات االمتحان النهائي للعام السابق بمادة الجغرافية ‪:‬‬

‫بعد أن حصلة الباحثة على درجات االمتحان النهائي للصف الثالث المتوسط في مادة الجغرافية‬
‫لطالب الم جموعتين التجريبية والضابطة ‪ ،‬اتضح أن متوسط درجات طالب المجموعة التجريبية‬
‫(‪ )74,870‬درجة واالنحراف المعياري (‪ )11,505‬وكان متوسط درجات المجموعة الضابطة‬
‫(‪ )72,060‬درجة واالنحراف المعياري (‪ )10,039‬ولمعرفة داللة الفرق بين هذين المتوسطين‬
‫استخدم الباحث االختبار التائي (‪ )t-test‬لعينتين مستقلتين‪ ،‬فاتضح أن الفرق لم يكن بداللة‬
‫إحصائية عند مستوى (‪ )0 ,05‬إذ كانت القيمة التائية المحسوبة (‪ )1,032‬أصغر من القيمة‬
‫التائية الجدولية (‪ )2,000‬بدرجة حرية (‪ )61‬وهذه النتيجة تؤكد أن المجموعتين التجريبية‬
‫والضابطة متكافئتان في هذا المتغير كما موضح في جدول (‪.)3‬‬

‫جدول (‪)3‬‬

‫‪86‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والقيمة التائية المحسوبة والجدولية لدرجات العام السابق‬
‫في مادة الجغرافية لمجموعتي البحث‬

‫مستوى الداللة‬ ‫القيمة التائية‬ ‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫الوسط‬ ‫حجم‬ ‫المجموعة‬


‫(‪)0 ,05‬‬ ‫الحرية‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫العينة‬

‫الجدولية‬ ‫المحسوبة‬

‫غير دالة‬ ‫‪2,000‬‬ ‫‪1,032‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪11,505‬‬ ‫‪74,870‬‬ ‫‪32‬‬ ‫التجريبية‬

‫‪10,039‬‬ ‫‪72,060‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الضابطة‬

‫خامسا‪ :‬ضبط المتغيرات الداخلية التي تؤثر في التصميم التجريبي للبحث ‪:‬‬
‫حاولت الباحثة قدر االمكان تفادي اثر عدد من المتغيرات الداخلية في سير التجربة ولم تتعرض‬
‫الى اي ظرف طارئ او حادث يعرقل سير التجربة ويؤثر في المتغير التابع بجانب المتغيرالمستقل‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬مستلزمات البحث ‪:‬‬

‫يتطلب البحث الحالي مجموعة من االجراءات وهو كما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد المادة العلمية ‪ :‬حددت الباحثة المادة العلمية وشملت عدداً من الموضوعات وتمثلت‬
‫الجزء االول والمتضمن الفصل االول والثاني والثالث من كتاب الجغرافية للصف الرابع االدبي‪.‬‬

‫‪ -2‬صياغة االهداف السلوكية ‪ :‬صاغت الباحثة (‪ )100‬هدفاً سلوكياً موزعة على المستويات‬
‫الثالث من تصنيف بلوم ( المعرفة ‪ ،‬الفهم ‪ ،‬التطبيق ) وعرضت على مجموعة من الخبراء‬
‫والمتخصصين في تدريس الجغرافية وطرائق التدريس‪.‬‬

‫‪87‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫‪ -3‬اعداد الخطط التدريسية ‪ :‬اعدت الباحثة الخطط التدريسية لموضوعات الفصل االول والثاني‬
‫والثالث وقد بلغ عدد الخطط التدريسية لكل مجموعة (‪ )10‬خطة تدريسية لكل من المجموعة‬
‫التجريبية والمجموعة الضابطة‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬اداة البحث ‪:‬‬

‫لذا أعدت الباحثة جدول مواصفات (خريطة أختبارية) تضمنت توزيع فقرات االختبار بين‬

‫األفكار الرئيسة للمادة ‪ ،‬واألهداف السلوكية التي يسعى االختبار إلى قياسها وبحسب األهمية‬

‫النسبية لكل منها ‪ ،‬فضال عن أنها من متطلبات صدق المحتوى ‪ ،‬وألجل ذلك أعدت الباحثة‬

‫خريطة أختبارية للموضوعات التي ستدرس في التجربة ‪ ،‬واألهداف السلوكية ‪ .‬وقد حسبت الباحثة‬

‫أوزان محتوى األهداف بحسب األهمية النسبية لكل هدف من موضوعات التجربة ‪ ،‬وبحساب‬

‫األهمية النسبية لألهداف السلوكية في كل مستوى من مستويات التصنيف المعتمد في هذا البحث‬

‫أصبح االختبار يتأّلف من ( ‪ )30‬فقرة ُوِّزَع ْت بين خاليا مصفوفة جدول المواصفات (الخريطة‬

‫االختبارية)‪.‬‬

‫عدد أهداف للموضوع‬


‫وزن محتوى األهداف = ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ × ‪100‬‬
‫عدد األهداف الكلي‬
‫عدد األهداف للموضوع الواحد‬
‫وزن األهداف السلوكية = ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ × ‪100‬‬
‫عدد االهداف الكلي‬
‫سادسا‪ :‬صياغة فقرات االختبار ‪:‬‬

‫‪88‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫اعدت الباحثة اختبا اًر تحصيلياً يتكون من (‪ ) 30‬فقرة من نوع االختيار من متعدد حيث‬
‫تضمنت كل فقرة اربعة بدائل احدها صحيحة والباقي خطأ وقد اعتمدت لقياس المستويات الثالث‬
‫االولى من تصنيف بلوم( معرفة‪ ،‬فهم‪ ،‬تطبيق)‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬صدق االختبار ‪:‬‬

‫لقد اعتمدت الباحثة في صدق االختبار على ما يأتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الصدق الظاهري ‪:‬‬

‫عرض االختبار المكون من (‪ )30‬فقرة اختبارية على مجموعة االساتذة المتخصصين في‬
‫القياس والتقويم وطرائق تدريس الجغرافية وبهذا عد االختبار صادقاً باتفاق اكثر من (‪) %80‬‬
‫من الخبراء‪.‬‬

‫ب‪ -‬صدق المحتوى ‪:‬‬

‫اعدت الخريطة االختبارية ( جدول المواصفات ) دليالً من ادلة صدق محتوى االختبار‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬العينة االستطالعية لالختبار ‪:‬‬

‫طبق االختبار على عينة استطالعية ممثلة لعينة البحث االساسية اذ اختيرت من مجتمع‬
‫البحث نفسه ولها نفس مواصفات عينة البحث وبعد تطبيق االختبار اتضح ان الوقت المستغرق‬
‫في االجابة عن فقراته جميعها كان بين (‪ ) 54 – 32‬دقيقة بعد حساب متوسط الوقت تبين ان‬
‫الزمن المناسب ال تمام االجابة هو ( ‪ ) 45‬دقيقة وبعد تصحيح االجابات استخرجت درجة صعوبة‬
‫الفقرات وقوتها التمييزية وفق ما يأتي ‪:‬‬

‫تاسعا‪ :‬معامل صعوبة فقرات االختبار ‪:‬‬

‫معامل صعوبة الفقرات يعد مقبوال اذا تراوح بين(‪( )0,80- 0,20‬بلوم ‪)104:1983،‬‬

‫‪89‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫وتم حساب معامل الصعوبة للفقرات ووجدت انها تتراوح بين ( ‪ ) 0.65 – 0.42‬وهذا يعني‬
‫ان االختبار يعد جيداً وصالح للتطبيق‪.‬‬

‫عاشرا‪ :‬معامل تمييز فقرات االختبار ‪:‬‬

‫بعد حساب الباحثة القوة التمييزية لكل فقرة من فقرات االختبار وجدتها تنحصر بين( ‪0.31‬‬
‫– ‪ )0.57‬وبذلك يكون جميع معامالت تمييز الفقرات مقبولة‪.‬‬

‫حادي عشر‪ :‬فعالية البدائل الخاطئة لفقرات االختبار ‪:‬‬

‫هي تصميم اختبار يحتوي على فقرات اختبارية من نوع االختيار من متعدد يحتاج الى‬
‫فحص االجابات التي وضعها ولكل بديل من البدائل في الفقرة (حسين ‪.)401 : 2011 ،‬لذلك‬
‫اجريت العمليات االحصائية الالزمة من اجل هذا الغرض فوجد انها قد جذبت اليها طالب‬
‫المجموعة الدنيا بنسبة اكبر من جذبها لطالب المجموعة العليا حيث كانت النتائج بالقيمة السالبة‬
‫لذلك ابقيت من دون حذف او تعديل او اضافة‪.‬‬

‫ثاني عشر‪ :‬ثبات االختبار ‪:‬‬

‫استخدمت الباحثة معادلة الفا‪ -‬كرونباخ الستخراج معامل ثبات االختيار فوجد ان معامل‬
‫الثبات بلغ (‪ ) 0.80‬وتدل هذه القيمة على ان فقرات االختبار ( الموضوعية) تمتلك ثبات مقبول‬
‫حيث يكون معامل الثبات مناسب اذا بلغ (‪ )0.70‬واكثر( مراد وسليمان ‪.)350: 2005،‬‬

‫اختبار التفكير المنظومي‪:‬‬

‫‪ )2008‬إمكانية‬ ‫لقد وجدت الباحثة باختبار التفكير المنظومي الذي أعده (الكبيسي‪،‬‬
‫استخدامه في البحث الحالي وذلك لما يتمتع به من صدق وثبات عاليين ومعد على البيئة العراقية‬
‫وفي مادة الجغرافية‪.‬‬

‫‪90‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫ويتكون االختبار من مجموعتين األولى من (‪ )6‬أسئلة‪ ،‬والمطلوب فيها من الطالب أن يمأل‬


‫الفراغات المطلوبة والمجموعة الثانية من (‪ )5‬أسئلة يطلب فيها إيجاد العالقة التي تربط منظومة‬
‫المعلومات المعطاة ‪.‬‬

‫‪ -1‬صدق االختبار ‪:‬‬

‫على الرغم من أن االختبار من وجهة نظر الخبراء صالحاً لالستخدام لمجتمع البحث الحالي‬
‫إال أن الباحثة عمدت إلى حساب صدقه التمييزي الذي يعد أحد المؤشرات األساسية لصدق البناء‪،‬‬
‫وذلك بعد تحليل إجابات عينة الثبات وحساب الدرجة الكلية لكل فرد ومن ثم ترتيب أفراد العينة‬
‫من أعلى درجة كلية إلى اقل درجة وحدد المجموعتين المتطرفتين بالدرجة الكلية وبنسبة (‪%27‬‬
‫) في كل مجموعة‪ ،‬واستخدم االختبار التائي (‪ )T-test‬لعينتين مستقلتين لمعرفة داللة الفرق بين‬
‫المجموعتين العليا والدنيا في الدرجة الكلية‪ ،‬فاتضح أن الفرق كان بداللة إحصائية عند مستوى‬
‫(‪ )0,05‬إذ كانت القيمة التائية المحسوبة (‪ )2,527‬اكبر من القيمة التائية الجدولية (‪)2,008‬‬
‫وبدرجة حرية (‪ )52‬لذلك فأن اختبار التفكير المنظومي قادر على التمييز بين الذين يمتلكون‬
‫درجات عالية في التفكير المنظومي‪ ،‬والذين يمتلكون درجات واطئة في التفكير المنظومي مما‬
‫يؤشر هذا الصدق التمييزي لالختبار‪ ،‬وبعد أن تحقق الباحثة من صدق اختبار التفكير المنظومي‬
‫وثباته على مجتمع البحث الحالي تأكد له إمكانية استخدامه بالمقارنة فيه بين المجموعتين‬
‫التجريبية والضابطة ‪.‬‬

‫‪ -2‬ثبات االختبار ‪:‬‬

‫استخدمت الباحثة معادلة (الفا – كرونباخ) في حساب ثبات اختبار التفكير المنظومي ألنها‬
‫تؤشر تجانس الفقرات الذي يتطابق مع مفهوم الثبات الحقيقي فكان معامل ثبات االختبار على‬
‫مجتمع البحث الحالي (‪ ،)0,77‬وهو معامل ثبات جيد يمكن االعتماد عليه على وفق معيار "‬
‫فوران " ‪ Foran‬الذي يعد الثبات جيداً إذا كان معامل تفسيره المشترك أكبر من(‪. )50‬‬

‫‪91‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫تطبيق التجربة ‪:‬‬

‫باشرت الباحثة بتطبيق التجربة على طالبات عينة البحث ابتداءاً من ‪2019 / 10 / 13‬‬
‫ولغاية يوم الثالثاء ‪ 2020 / 1 / 14‬وقد قامت الباحثة بما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬قبل تطبيق التجربة ‪:‬‬

‫أ‪ -‬اجراء عمليات التكافؤ بين مجموعتي البحث في المتغيرات التي تم ذكرها‪.‬‬

‫ب‪ -‬تنظيم الجدول االسبوعي باالتفاق مع ادارة المدرسة‪.‬‬

‫ج‪ -‬اعداد الخطط التدريسية ضمن الفصل االول والثاني والثالث في مادة الجغرافية لكلتا‬
‫المجموعتين‬
‫( التجريبية والضابطة ) وتم عرضها على مجموعة من الخبراء والمحكمين‪.‬‬

‫د‪ -‬قامت الباحثة باخبار الطالبات بأنها مدرسة جديدة على مالك المرحلة االدبية وتعرفت عليهن‬
‫اذ اعطت الباحثة التعليمات واالرشادات الكافية بكيفية التعلم على وفق هذه االستراتيجية‪.‬‬

‫‪ -2‬التطبيق الفعلي للتجربة ‪:‬‬

‫حفاظاً على سالمة التصميم التجريبي وتحقيق اهداف البحث وصوالً الى نتائجه قامت الباحثة‬
‫باإلجراءات االتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬درست الباحثة بنفسها مجموعتي البحث وذلك تحاشياً لألختالف الذي قد ينجم عن اختالف‬
‫المدرسة وقدرتها ومدى اطالعها على طبيعة المتغيرات التجريبية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬اعطيت الكمية نفسها من المادة العلمية الى مجموعتي البحث في تساوي المجموعتين فيما‬
‫تعرض له من معلومات‪.‬‬

‫ج‪ -‬لم يسمح للطالبات باالنتقال بين المجموعتين في اثناء تطبيق التجربة‪.‬‬

‫‪92‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫د‪ -‬لم تخبر الباحثة الطالبات بطبيعة البحث واهدافه فقامت بالتدريس كعضو هيئة تدريسية ضمن‬
‫مالك المدرسة واكدت الباحثة على ضرورة حرص الطالبات واندفاعهن لتعلم المادة الدراسية‬
‫والتعاون‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬كانت مدة التجربة واحدة لمجموعتي البحث اذ استغرقت فصالً دراسياً واحداً هو الفصل‬
‫الدراسي االول للعام الدراسي ( ‪ ) 2020 – 2019‬اذ بدأت التجربة يوم ‪2019 / 10 / 13‬‬
‫وانتهت يوم الثالثاء‪.2020 / 1 / 14‬‬

‫و‪ -‬تم تطبيق اختبار التحصيل يوم االربعاء ‪. 2020 / 1 / 15‬‬

‫ز‪ -‬تم تطبيق اختبار التفكير المنظومي االحد ‪2020/1/19‬‬

‫ي‪ -‬درست المجموعة التجريبية على وفق استراتيجية حدائق االفكار اما المجموعة الضابطة فقد‬
‫درست بالطريقة االعتيادية‪.‬‬

‫ثالث عشر ‪ :‬الوسائل االحصائية ‪:‬‬

‫استعملت الباحثة الوسائل االحصائية المناسبة لتحليل النتائج وهي كاالتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬االختبار التائي لعينتين مستقلتين ‪ T- test‬ومتغيرات البحث (الذكاء ودرجات العام السابق)‬

‫‪ -2‬معادلة ( الفا‪ -‬كرونباخ ) استعملت لحساب ثبات فقرات االختبار ( الموضوعية)‬


‫‪ -3‬معامل السهولة والصعوبة للفقرات الموضوعية ( االختيار من متعدد )‪.‬‬

‫‪ -4‬معامل التمييز للفقرات الموضوعية ( االختيار من متعدد )‪.‬‬

‫‪ -5‬فعالية البدائل الخاطئة للفقرات الموضوعية ( االختيار من متعدد )‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫‪93‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫عرض النتائج وتفسيرها‬

‫نتائج البحث ‪:‬‬

‫يتضمن هذا الفصل عرضاً للنتائج التي توصلت إليها الباحثة بعد االنتهاء من تطبيق إجراءات‬
‫التجربة على وفق فرضيات البحث الخاصة بكل متغير من متغيرات البحث وتفسيرها واالستنتاجات‬
‫والتوصيات والمقترحات وكاآلتي‪:‬‬

‫أوال ‪:‬عرض النتائج ‪:‬‬

‫‪ -1‬نتائج تطبيق االختبار التحصيلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬ال يوجد فرق ذو داللة احصائية عند مستوى (‪ )0.05‬بين متوسط درجات طالبات المجموعة‬
‫التجريبية الالتي يدرسن مادة الجغرافية باستراتيجية حدائق االفكار ومتوسط درجات طالبات‬
‫المجموعة الضابطة الالتي يدرسن المادة نفسها بالطريقة االعتيادية في االختبار التحصيلي‪.‬‬

‫من خالل موازنة نتائج االختبار التحصيلي البعدي للمجموعتين التجريبية والضابطة‪ ،‬ظهر‬
‫أن متوسط درجات طالب المجموعة التجريبية الذين يدرسون مادة أسس الجغرافية وتقنياتها على‬
‫وفق استراتيجية حدائق االفكار قد بلغ(‪ )23,150‬واالنحراف المعياري (‪ )2,324‬في حين بلغ‬
‫متوسط درجات المجموعة الضابطة الذين يدرسون المادة نفسها بالطريقة التقليدية (‪)18,359‬‬
‫واالنحراف المعياري (‪ )3,320‬وباستعمال االختبار التائي (‪ )t -test‬لعينتين مستقلتين ظهر أن‬
‫القيمة التائية المحسوبة كانت (‪ )5,365‬وهي أكبر من القيمة التائية الجدولية البالغة (‪)2,000‬‬
‫عند مستوى داللة (‪ )0 ,05‬وبدرجة حرية (‪ )61‬مما يدل على تفوق طالبات المجموعة التجريبية‬
‫الالتي يدرسن مادة الجغرافية على وفق استراتيجية حدائق االفكار على تفوق طالبات المجموعة‬
‫الضابطة الالتي درسن المادة نفسها بالطريقة التقليدية في اختبار التحصيل الذي طبق بعد انتهاء‬
‫التجربة والجدول (‪ )4‬يوضح ذلك‪.‬‬

‫‪94‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫جدول(‪)4‬المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والقيمة التائية المحسوبة والجدولية لمجموعتي‬


‫البحث في اختبار التحصيل البعدي‬

‫الداللة‬ ‫مستوى‬ ‫القيمة التائية‬ ‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫حجم‬ ‫المجموعا‬


‫(‪)0 ,05‬‬ ‫الحرية‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫العينة‬ ‫ت‬

‫الجدولية‬ ‫المحسوبة‬

‫دالة‬ ‫‪2,000‬‬ ‫‪5,365‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪2,324‬‬ ‫‪23,150‬‬ ‫‪32‬‬ ‫التجريبية‬

‫‪3,320‬‬ ‫‪18,359‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الضابطة‬

‫وفي ضوء هذه النتيجة ترفض الفرضية القائلة (ال توجد فروق ذات داللة إحصائية عند‬
‫مستوى داللة (‪ )0,05‬بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية الالتي يدرسن مادة الجغرافية‬
‫على وفق استراتيجية حدائق االفكار وبين متوسط درجات المجموعة الضابطة الالتي يدرسن‬
‫المادة نفسها بالطريقة التقليدية في االختبار التحصيلي) ‪.‬‬

‫‪ -2‬نتائج اختبار التفكير المنظومي البعدي ‪:‬‬

‫‪ -2‬ال يوجد فرق ذو داللة احصائية عند مستوى (‪ ) 05،0‬بين متوسط درجات المجموعة‬
‫مادة الجغرافية باستراتيجية حدائق االفكار ومتوسط درجات‬ ‫التجريبية الالتي يدرسن‬
‫المجموعة الضابطة الالتي يدرسن المادة نفسها بالطريقة االعتيادية في مقياس التفكير‬
‫المنظومي‪.‬‬

‫من خالل موازنة نتائج اختبار التفكير المنظومي للمجموعتين التجريبية والضابطة ظهر أن‬
‫متوسط درجات طالبات المجموعة التجريبية االتي يدرسن مادة الجغرافية على وفق استراتيجية‬
‫حدائق االفكار قد بلغ (‪ )47,931‬واالنحراف المعياري (‪ )6,108‬أما المتوسط الحسابي للمجموعة‬

‫‪95‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫الضابطة الالتي يدرسن المادة نفسها بالطريقة التقليدية فقد بلغ (‪ )42,182‬واالنحراف المعياري‬
‫(‪ )7,585‬وباستعمال االختبار التائي (‪ )t-test‬لعينتين مستقلتين للموازنة بين هذين المتوسطين‬
‫تبين وجود فروق دالة إحصائياً ولصالح المجموعة التجريبية إذ بلغت القيمة التائية المحسوبة‬
‫(‪ )3,653‬وهي أكبر من القيمة التائية الجدولية البالغة (‪ )2,000‬عند مستوى داللة (‪)0 ,05‬‬
‫وبدرجة حرية (‪ )61‬وهذا يدل على تفوق طالبات المجموعة التجريبية االتي يدرسن مادة الجغرافية‬
‫وفق استراتيجية حدائق االفكار على طالبات المجموعة الضابطة الالتي يدرسن المادة نفسها‬
‫بالطريقة االعتيادية في اختبار التفكير المنظومي الذي طبق بعد انتهاء التجربة والجدول(‪)5‬‬
‫يوضح ذلك ‪.‬‬

‫جدول(‪ )5‬المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والقيمة التائية المحسوبة والجدولية لمجموعتي‬
‫البحث في اختبار التفكير المنظومي‬

‫مستوى الداللة‬ ‫القيمة التائية‬ ‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫حجم‬ ‫المجم‬


‫(‪)0 ,05‬‬ ‫الحرية‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫العينة‬ ‫وعات‬

‫الجدولية‬ ‫المحسوبة‬

‫دالة‬ ‫‪2,000‬‬ ‫‪3,653‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪6,108‬‬ ‫‪47,931‬‬ ‫‪32‬‬ ‫التجري‬


‫بية‬

‫‪7,585‬‬ ‫‪42,182‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الض‬


‫ابطة‬

‫وفي ضوء هذه النتيجة ترفض الفرضية القائلة (ال توجد فروق ذات داللة إحصائية عند‬
‫مستوى داللة(‪ )0 ,05‬بين متوسطي درجات طالبات المجموعة التجريبية الالتي يدرسن مادة‬

‫‪96‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫الجغرافية وفق استراتيجية حدائق االفكار وبين متوسط درجات المجموعة الضابطة الالتي درسن‬
‫المادة نفسها بالطريقة االعتيادية في اختبار التفكير المنظومي )‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬تفسير النتائج ‪:‬‬

‫في ضوء النتائج التي تم عرضها ظهر تفوق طالبات المجموعة التجريبية على طالبات‬
‫المجموعة الضابطة وتجد الباحثة ان سبب تفوق طالبات المجموعة التجريبية التي درست الجغرافية‬
‫باستراتيجية حدائق االفكار على طالبات المجموعة الضابطة التي درست بالطريقة االعتيادية في‬
‫التحصيل وتنمية تفكيرهن المنظومي يعود الى‪:‬‬

‫‪ -1‬ان استراتيجية حدائق االفكار جعلت من الطالبات محور العملية التعليمية مما ادى الى زيادة‬
‫مستواهن التحصيلي‪.‬‬

‫‪ -2‬ساعدت استراتيجية حدائق االفكار على شد انتباه الطالبات وطرح االفكار المالئمة لموضوع‬
‫الدرس‪.‬‬

‫‪ -3‬ان استراتيجية حدائق االفكار جعلت الطالبات اكثر حيوية وفاعلية ورغبة في التعلم مما‬
‫ينعكس ذلك ايجابيا على مستوى التحصيل لديهن‪.‬‬

‫‪ -4‬مكنت الطالبات من االعتماد على النفس ومواجهة المواقف الصعبة والخروج بحلول تناسب‬
‫الموقف التعليمي ومتطلباته ‪.‬‬

‫‪ -5‬تحاكي استراتيجية حدائق االفكار القدرات العقلية مما جعلها تعطي فرصة كبيرة لتبادل‬
‫الخبرات بين الطالبات وتنمية تفكيرهن المنظومي‪.‬‬

‫‪ -6‬التنوع في االفكار ادى الى تولد افكار ابداعية في تنمية تفكيرهن المنظومي‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬االستنتاجات ‪:‬‬

‫‪97‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫في ضوء النتائج التي توصلت اليها الباحثة يمكن استنتاج االتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬اثبتت استراتيجية حدائق االفكار فاعليتها من خالل زيادة التحصيل وتنمية تفكير الطالبات‪.‬‬

‫‪ -2‬استراتيجية حدائق االفكار تمكن من اثارة دافعية الطالبات داخل الصف مما ولد لديهن الرغبة‬
‫في مادة الجغرافية‪.‬‬

‫‪ -3‬ابعدت حدائق االفكار الطالبات عن الرتابة في استخدام الطرق االعتيادية مما جعلتهن اكثر‬
‫دافعية في توليد االفكار وتنظيمها‪.‬‬

‫‪ -4‬اسهام الطالبات في المادة وجعلهن محور العملية التعليمية قاد الى تنمية تفكيرهن المنظومي‪.‬‬

‫‪ -5‬ان استراتيجية حدائق االفكار قد زادت من خبرات الطالبات مما جعل مشاركتهن ذات فعالية‬
‫عالية داخل الصف وبالتالي رفع مستوى التحصيل والتفكير لديهن‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬التوصيات ‪:‬‬

‫في ضوء ما توصلت اليه الدراسة الحالية من نتائج يمكن تقديم التوصيات االتية‪:‬‬

‫‪ -1‬التأكيد على استخدام االستراتيجيات الحديثة و خاصة حدائق االفكار لما لها من اثر في رفع‬
‫مستوى الطالبات في التحصيل وتنمية تفكيرهن المنظومي‪.‬‬

‫‪ -2‬ضرورة ادخال مدرسي االجتماعيات بصورة عامة والجغرافية بصورة خاصة دورات تدريبية‬
‫للتعرف على االستراتيجيات الحديثة‪.‬‬

‫‪ -3‬االهتمام بالمرحلة االعدادية كونها تمثل القاعدة االساسية لالنتقال الى التخصص الدقيق في‬
‫الجامعات والكليات‪.‬‬

‫‪ -4‬ضرورة استخدام التفكير المنظومي في دورات التدريب الخاصة في مؤسسات التربية والتعليم‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬المقترحات ‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسة مماثلة للدراسة الحالية في مراحل وصفوف دراسية اخرى‪.‬‬

‫‪98‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫‪ -2‬دراسة حول اثر استراتيجية حدائق االفكار في متغيرات تابعة اخرى مثل التفكير الناقد‬
‫واالبداعي والعلمي ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫قائمة المصادر العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬أبو زينة‪ ،‬تيسير‪ )2007( ،‬التفكير المنظومي وهندسة القرار‪ ،‬المعهد العربي للبحوث‬
‫والدراسات االستراتيجية‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪ -2‬أبو عالم‪ ،‬رجاء محمود‪ )2001( ،‬النظريات الحديثة في القياس والتقويم وتطوير نظام‬
‫االمتحانات ‪ ،‬ورقة عمل الى‪ ،‬المؤتمر العربي األول لالمتحانات والتقويم ‪:‬رؤية مستقبلية ‪ ،‬المركز‬
‫القومي لالمتحانات والتقويم التربوي‪ ،‬القاهرة ‪ 24 – 22‬ديسمبر‪.‬‬

‫‪ -3‬بلوم ‪ ،‬بنجامين واخرون‪ )1983 (،‬تقويم تعلم الطالب التجمعي والتكويني ‪ ،‬ترجمة محمد‬
‫امين المفتي واخرون‪ ، ،‬دار ماكجو و هل للنشر‪ ،‬المركز الدولي للترجمة‪ ،‬نيويورك‪.‬‬

‫‪ – 4‬التميمي ‪ ،‬عواد جاسم ‪ )2010(،‬الحقيبة التعليمية تقنية للتعلم الذاتي ودعم للمناهج الدراسية‬
‫‪ ،‬مجلة كلية التربية االساسية ‪ ،‬العدد ‪ ، 22‬الجامعة المستنصرية ‪ ،‬بغداد‪.‬‬

‫‪ -5‬الجنابي ‪ ،‬قاسم إسماعيل مهدي ‪ ) 2010( ,‬أثر استعمال األسئلة المتشعبة في تنمية التفكير‬
‫الناقد لدى طالبات الصف الثالث المتوسط في مادة التاريخ الحديث والمعاصر(رسالة ماجستير‬
‫غير منشورة ) ‪،‬جامعة بغداد ‪ ,‬كلية التربية ابن رشد‪.‬‬

‫‪-6‬حسين‪،‬عبد المنعم خيري (‪)2011‬القياس والتقويم‪،‬ط‪،1‬مركز الكتاب االكاديمي‪ ،‬عمان‪،‬االردن‪.‬‬

‫‪ -7‬حمادات ‪ ،‬محمد حسن محمد‪ )2009( ،‬منظومة التعليم وأساليب تدريس "الرياضيات‪ ،‬اللغة‬
‫االنكليزية ‪ ،‬الكيمياء‪ ،‬األنشطة التعليمية‪ ،‬تكنولوجيا التعليم‪ ،‬اإلبداع‪ ،‬نظام الجودة" ‪،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪-8‬الحمادي‪،‬علي (‪ )1999‬طريقة لتوليد األفكار اإلبداعية‪ ,‬دار أبن الحزم للطباعة‪ ,‬بيروت‪-‬‬
‫للبنان‬

‫‪99‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫‪ -9‬الخزرجي ‪ ،‬حيدر خزعل نزال‪" )2007( ،‬أثر استعمال المجمعات التعليمية وفرق التعلم في‬
‫تنمية التفكير االستداللي لدى طالبات معهد إعداد المعلمات في مادة التاريخ" (أطروحة دكتوراه)‬
‫كلية التربية ابن رشد ‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬

‫‪-10‬الخوالدة‪ ،‬محمد محمود وآخرون‪ )1995(،‬مدخل في التربية‪،‬ط‪،1‬مطبعة الكتاب المدرسي‪،‬‬


‫صنعاء‪.‬‬

‫‪ -11‬داخل ‪،‬سماء تركي‪ ،‬الشريفي مرتضى محسن‪)2017(،‬استراتيجية االمواج المتداخلة‪ ،‬مكتب‬


‫االمير للطباعة‪ ،‬بغداد‪.‬‬

‫‪ -12‬الدباغ ‪ ,‬فخري وآخرون‪ )1983 ( ،‬اختبار رافن للمصفوفات المتتابعة المقننة للعراقيين‪،‬‬
‫مطبعة جامعة الموصل ‪ ،‬الموصل‪.‬‬

‫‪ -13‬زيتون‪ ،‬حسن حسين ‪ )2003( ،‬التعلم والتدريس من منظور المدرسة البنائية ‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم‬
‫الكتب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -14‬الزعبي‪ ،‬شاهر وآخرون‪ )2005( ،‬فعاليات الملتقى التربوي الثالث لمواد الجغرافية وعلم‬
‫النفس والدراسات االجتماعية ‪،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬دبي‪.‬‬

‫‪ -15‬الزوبعي‪ ،‬عبد الجليل ابراهيم‪ ،‬ومحمد احمد الغنام‪ )1981(،‬مناهج البحث في‬
‫التربية‪،‬ج‪،1‬كلية التربية‪ ،‬بغداد‪.‬‬

‫‪ -16‬سعد ‪ ،‬نهاد صبيح‪ )1990( ،‬الطرق الخاصة في تدريس العلوم االجتماعية ‪ ،‬العراق ‪،‬‬
‫جامعة البصرة‬

‫‪ -17‬السامرائي ‪ ،‬هبة رعد‪" )2009( ،‬فاعلية مطبوعات األطفال في تكوين القيم الفنية لدى‬
‫تالميذ المرحلة االبتدائية "(رسالة ماجستير غير منشورة) ‪ ،‬الجامعة المستنصرية ‪/‬كلية التربية‬
‫األساسية ‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫‪ -18‬شاهين‪ ،‬عبد الحميد حسن عبد الحميد‪ )2011(،‬استراتيجيات التدريس المتقدمة‬


‫واستراتيجيات التعلم وانماط التعلم‪ ،‬مكتب التربية العربي لدول الخليج‪ ،‬الرياض‪.‬‬

‫‪ -19‬عبيد‪ ,‬وليم تاو خروس‪ ،‬عفانة عزو‪ )2002( ،‬النموذج المنظومي وعيون العقل‪ ,‬المؤتمر‬
‫العربي الثاني حول المدخل المنظومي في التدريس والتعلم‪ ,‬القاهرة‪ ,‬مركز تطوير تدريس العلوم‪.‬‬

‫‪-20‬عالم ‪ ،‬صالح الدين (‪: )2007‬القياس والتقويم التربوي في العملية التدريسية ‪,‬ط‪، 2‬دار‬
‫المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ‪ ,‬عمان األردن‪.‬‬

‫‪ -21‬العزاوي‪ ،‬مروة عبود احمد‪ )2016(،‬اثر حدائق االفكار في تنمية تفكير ما وراء المعرفة‬
‫لدى طالبات الصف الرابع االدبي في مادة التاريخ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة جامعة ديالى‪،‬‬
‫كلية التربية‬

‫‪ -22‬فرمان‪ ،‬شذى عادل‪ ،‬وكشاش‪ ،‬ازهار علوان‪ )2015(،‬استراتيجيات التعلم والتعليم وتطبيقاتها‬
‫العملية‪ ،‬مكتب عدنان للتنضيد الطباعي والتصميم‪ ،‬بغداد‪.‬‬

‫‪ -23‬قطامي‪ ،‬يوسف‪ )2013(،‬استراتيجيات التعلم والتعليم المعرفية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‬
‫والطباعة‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -24‬الكبيسي‪ ،‬ياسر عبد الواحد حميد‪ )2008(،‬أثر استعمال خرائط المفاهيم في التحصيل‬
‫والتفكير المنظومي لطلبة المرحلة المتوسطة في مادة الجغرافية‪ (،‬رسالة ماجستير غير منشورة)‬
‫كلية التربية‪ ،‬جامعة االنبار‪.‬‬

‫‪ -25‬مراد ‪ ،‬صالح احمد وسليمان ‪ ،‬امين علي‪ ) 2005 ( ،‬االختبارات في العلوم النفسية‬
‫والتربوية ‪ ،‬خطوات اعدادها وخصائصها ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الكتاب الحديث ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ -26‬مرعي ‪ ،‬توفيق احمد واخرون (‪ )1993‬طرائق التدريس والتدريب العامة ‪ ,‬منشورات جامعة‬
‫القدس المفتوحة ‪ ,‬عمان‬

‫‪101‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫اثر تدريس مادة اجلغرافية ابسرتاتيجية حدائق االفكار يف حتصيل طالبات الصف الرابع االديب وتنمية تفكريهن املنظومي أ‪.‬م‪.‬عذراء عزيز‬
‫عفان الزبيدي‬

‫‪ -27‬مرعي ‪ ,‬توفيق أحمد ‪،‬الحيلة محمد محمود ـ (‪ )2009‬طرائق تدريس العامة‪،‬ط‪،4‬دار المسيرة‬
‫للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -28‬محمود‪ ,‬صالح الدين عرفة‪ )2006(،‬تفكير بال حدود‪ ,‬عالم الكتب للنشر والتوزيع والطباعة‪,‬‬
‫القاهرة –مصر ‪ -29‬يحيى‪ ،‬حسن عايل أحمد ‪ )2001(،‬االتجاهات الحديثة لتطوير تعليم‬
‫الجغرافية في مراحل التعليم العام من وجهة نظر المعلمين‬

‫‪30 -Tibury ,D,& Cook , K(2005) A National Review of Environmental‬‬


‫‪Education and its contribution to stainability in Australia‬‬

‫‪102‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 22‬جانفي‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫السياسة األمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي في ألمانيا الغربية‬


‫بعد الحرب العالمية الثانية‬
‫( دراسة في تاريخ االقتصاد السياسي)‬
‫‪The American Policy towards the Social Market Economy in the‬‬
‫‪West Germany after the World War II‬‬
‫‪A study in the history of Policy Economic‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬بشرى طايس عبد المؤمن‪ ،‬الجامعة المستنصرية ‪ -‬العراق‬
‫البريد اإللكتروني‪bushratias@gmail.com :‬‬
‫رقم الهاتف‪+9647703940319 :‬‬

‫الملخص العربي‪:‬‬

‫هيئ عداء المنظومتين الراسمالية تحت الزعامة االمريكية والشيوعية تحت الزعامة السوفيتية‬
‫المجال اللمانيا الواقعة في دائرة سيطرة المنظومتين منذ عام ‪ 1945‬الى استعادة مكانتها كقوة‬
‫اقتصادية تجلت اول خطواتها عبر وضع البرنامج االصالحي اقتصاد السوق االجتماعي في‬
‫المانيا الغربية عام ‪ 1948‬الذي مهد الى اخراجها من المعضالت االقتصادية واالجتماعية في‬
‫ظل االحتالل‪ ،‬وبفضل العمل واالرادة والمصالحة االلمانية‪ ،‬فاستطاع االقتصاد األلماني بناء‬
‫نفسه‪ ،‬وحمل البرنامج في طياته أصالح ليس مالي وصناعي فحسب بل أصالح في مستوى‬
‫معيشة الفرد األلماني الذي كان يعاني من تبعات الحرب وسياسة المحتل‪ ،‬وهذا جوهر البناء‬
‫االقتصادي والتقدم في أي بلد‪ ،‬وان كانت هناك محفزات لهذا اإلصالح فالتوترات الدولية وحالة‬
‫الصراع التنافسي بين منظومتان متناقضتين في االيديولوجية االقتصادية‪ ،‬وعدائيتين‪ ،‬دفع كل ذلك‬
‫بشكل كبير في تغيير سياسة االحتالل‪ ،‬الن ألمانيا ساحة االختبار بين المنظومتين‪ ،‬وخالل‬
‫الحرب الكورية (‪ )1953-1950‬استفاد األلمان من هذا الصراع لكي يسوقوه إلى تطوير اقتصادهم‬

‫‪103‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫عبر تطبيق اقتصاد السوق االجتماعي عام ‪ ،1951‬والخروج من تسلط المحتل بنجاح عندما‬
‫جنت ثماره في دفع قوى االحتالل الى قبول االلمان في المجتمع الدولي‪ .‬وما دعم ذلك االدارة‬
‫األمريكية التي جعلت من مشاريع المساعدات النعاش أوربا بمثابة المعجزة االقتصادية ومن خالل‬
‫دعم اقتصاد السوق في ألمانيا الغربية واقتصاديات األوربية االخرى لتحقق مصالحها االقتصادية‬
‫واالستراتيجية‪ ،‬وعبر تسخير صراع المنظومتين وسياسة المواجهة مع السوفيت في خدمة ذلك‪.‬‬
‫وبعد زيادة معدالت النمو االقتصادي في أوربا وما خلفه من تضخم مالي واقتصادي اضطرت‬
‫ألمانيا الغربية إلى نهج سياسة السوق الحر على اثر اقامة السوق األوربية برعاية أمريكية‪ ،‬وتبتعد‬
‫عن برنامج اقتصاد السوق االجتماعي بعد عام ‪ 1957‬في سياستها االقتصادية‪ ،‬مع ذلك ظلت‬
‫محتفظة باقتصاد قوي ومتصدرة االقتصاد االوربي‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬اقتصاد السوق االجتماعي ‪ -‬لودفيغ ايرهارد‪ -‬االقتصاد األلماني ‪-‬السياسة‬
‫االمريكية‬

‫‪Abstract‬‬

‫‪The Second World War and the occupation of Germany by the four‬‬
‫‪powers left difficult economic and social crises, and with the increase in‬‬
‫‪enmity between the capitalist regimes led by the United States of‬‬
‫‪American and the communist regimes led by the Soviet Union since 1947.‬‬
‫‪the capitalist powers began to ease industrial restrictions to improve the‬‬
‫‪economy in West Germany to prevent the tide of Soviet communism. and‬‬
‫‪although the West German elite set its reform program in the Social‬‬
‫‪Market Economy in 1948 but its results did not appear until 1951 after the‬‬
‫‪international tension in the Korean War (1950- 1953), German industrial‬‬
‫‪restrictions were cancel by the Western Allies and this led to the growth‬‬
‫‪acceleration of the German economy and as a result led to rise in the‬‬
‫‪standard of living .‬‬

‫‪The program implementation continued until 1957 since the German‬‬


‫‪government adopted the free market system in its economic policy as per‬‬
‫‪requirements the establishment of the European Common Market, and‬‬

‫‪104‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫‪after the tension between the two systems eased according to what was‬‬
‫‪known policy of peaceful coexistence.‬‬

‫‪Key Words : The Social Market Economy- Ludwig Erhard - the German‬‬
‫‪economy- the American Policy‬‬

‫المقــدمـــة ‪:‬‬

‫على مر األزمنة تواجه المجتمعات البشرية أزمات ومتغيرات تفرض تجارب صعبة ومريرة‪ ،‬وتحتاج‬
‫إلى مراجعة دقيقة للخروج من االنتكاس ا ااات‪ ،‬وأس ا اااس بناء المجتمعات يكون في الس ا ااير وفق المس ا ااار‬
‫الصا ااحي ‪ ،‬وليس في مخرجات تعمق االنتكاس‪ ،‬وترهق المجتمع وتضع عععوفي وفي ال ال األلمانية نجد‬
‫ذلك فخرجت ألمانيا من ال رب العالمي الثاني مدمرة في البني الت تي س ااياس اايا واقتص اااديا واجتماعيا‬
‫وعسااكريا‪ ،‬ومهزوم ‪ ،‬وواقع ت ت احتالل اربع قوى متعارض ع إيديولوجيا (الواليات المت دة األمريكية‬
‫وبريطانيا وفرنس ع ع ع ع ع ععا ذات التوجف الرأس ا ا ا ا ا اامالي ت ت قرار أمريكي‪ ،‬واالت اد الس ع ع ع ع ع ععوفهتي ذات التوجف‬
‫الشععهو‪،‬يو‪ ،‬ولن تنسععان المانيا إلى اتباع سععياس ع هزيل ت ت رحم تلك القوى بل وس ع أزماتها كانت‬
‫ت اول ان تنهض وتس ع ععتفل الورت لتس ع ععتعهد ‪،‬افهتها وممانتها‪ ،‬ولن تس ع ععتخدا مقاوم س ع ععياسع ع ع الم تل‬
‫كأسلوب‪ ،‬بل بالعودة وبقوة في بناء قوتها ‪،‬بر اقتصاد قوي مستقر الن ذلك جوهر بناء المجتمعاتي‬

‫واهم ما ميز االقتصاااد األلماني نهوضااه الساريع خالل مدة قصاايرة كرائد اقتصااادي بارز منذ عقد‬
‫الخمس ااينيات من القرن الماض ااي إلى االن راجع إلى التحركات االقتص ااادية األلمانية‪ ،‬فمن خالل‬
‫برنامج اقتصا اااد السا ااوق االجتماعي عام ‪ 1948‬اسا ااتطاع االقتصا اااد األلماني بناء نفسا ااه‪ ،‬وحمل‬
‫البرنامج في طياته أص ااالح ليس مالي وص ااناعي فحس ااب بل أص ااالح في مس ااتوى معيش ااة الفرد‬
‫األلماني الذي كان يعاني من تبعات الحرب وس ا ا ااياس ا ا ااة المحتل‪ ،‬وهذا جوهر البناء االقتص ا ا ااادي‬
‫والتقدم في أي بلد‪ ،‬وان كانت هناك محفزات لهذا اإلصا ا ا ا ا ااالح فالتوترات الدولية وحالة الص ا ا ا ا ا اراع‬
‫التنافسي بين منظومتان متناقضتين في االيديولوجية االقتصادية‪ ،‬وعدائيتين‪ ،‬دفع كل ذلك بشكل‬
‫الواليات‬ ‫كبير في تغيير سااياسااة االحتالل‪ ،‬الن ألمانيا ساااحة االختبار بين المنظومتين‪ ،‬وحر‬

‫‪105‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫المتحاادة األمريكيااة ان تكون العااب رئيسا ا ا ا ا ا ااي في أوربااا‪ ،‬ومن خالل جعاال ألمااانيااا الغربيااة جبهااة‬
‫المواجهة األوربية مع الس ا ا ا ااوفيت‪ ،‬واس ا ا ا ااتفاد األلمان من هذا الصا ا ا ا اراع لكي يس ا ا ا ااوقوه إلى تطوير‬
‫اقتصا ا ا ا ااادهم والخروج من تسا ا ا ا االط المحتل بنجاح‪ .‬وكجزء من سا ا ا ا ااياسا ا ا ا ااة المواجهة جعلت االدارة‬
‫األمريكية من مشا ا اااريع المسا ا اااعدات النعاش أوربا بمثابة المعجزة االقتصا ا ااادية لنهوض اقتصا ا اااد‬
‫السا ا ا ا ا ا ااوق في ألمانيا الغربية واقتصا ا ا ا ا ا اااديات األوربية االخرى لتحقق مصا ا ا ا ا ا ااالحها االقتصا ا ا ا ا ا ااادية‬
‫واالس ااتراتيجية مس ااخرة صا اراع المنظومتين في ذلك‪ .‬واتضا ا االمر جليا بعد زيادة معدالت النمو‬
‫االقتص ا ااادي في أوربا وما خلفه من تض ا ااخم مالي واقتص ا ااادي اض ا ااطرت ألمانيا الغربية إلى نهج‬
‫سااياسااة السااوق الحر على اثر اقامة السااوق األوربية برعاية أمريكية‪ ،‬وتبتعد عن برنامج اقتصاااد‬
‫الس ااوق االجتماعي بعد عام ‪ 1957‬في س ااياس ااتها االقتص ااادية‪ ،‬مع ذلك ظلت محتفظة باقتص اااد‬
‫قوي ومتصدرة االقتصاد االوربي‪.‬‬

‫وفي ضوء هذا وقع االختيار على البحث الموسوم (السياسة األمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي‬
‫في ألمانيا الغربية) (بعد الحرب العالمية الثانية)‪ .‬وهدف الدراسة‪ ،‬التعرف على طبيعة االقتصاد األلماني‬
‫في سنوات احتالل القوى االربع اللمانيا بعد عام ‪ ،1945‬وما الظروف وراء تغيير السياسة االقتصادية‬
‫األمريكية المتبعة في ألمانيا الغربية بعد عام ‪ ،1948‬وأثرها في االقتص ا ا اااد األلماني الذي نهج اقتص ا ا اااد‬
‫السا ا ا ا ااوق االجتماعي مابين عامي(‪ ( ،)1957 -1948‬ولم يعتمد هذا االطار الزمني في البحث‪ ،‬لتأثر‬
‫االقتصاد االلماني بسياسة البرنامج حتى خالل عقد الستينيات من القرن الماضي)‪.‬‬

‫اما فرض ا ا ااية الد ارس ا ا ااة‪ ،‬التعرف على الدوافع وراء تغيير س ا ا ااياس ا ا ااة االحتالل الغربي في ألمانيا وعالقة‬
‫االحتالل الس ا ااوفيتي في ألمانيا الش ا اارقية بذلك‪ ،‬وبرنامج اقتص ا اااد الس ا ااوق االجتماعي وتطبيقاته مابين‬
‫ع ااامي(‪ ،)1957 -1948‬وم ااا موقا إدارة االحتالل األمريكي من ااه‪ ،‬واثر التوترات ال اادولي ااة على‬
‫السياسة األمريكية في ألمانيا وانعكاسها على اإلنتاج الصناعي األلماني الغربي وإثرها على البرنامج‪.‬‬

‫ومنهجية الد ارسااة‪ ،‬اعتمدت المنهج الوصاافي والتحليلي في توضااي الوضااع األلماني االقتصااادي‬
‫تحت االحتالل‪ ،‬واالجراءات األمريكية لتخفيف القيود المفروض ااة على ألمانيا الغربية بهدف عدم‬
‫انجرافها إلى اللمنظومة الشيوعية التي قد تسبب بخسارة المكاسب االمريكية في أوربا‪ ،‬وما جعلها‬

‫‪106‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫تتقبل اإلصااالح االقتصااادي في ألمانيا بجميع اشااكاله ضاامن برنامج اقتصاااد السااوق االجتماعي‪،‬‬
‫بما كان ينصا ااب في مصا االحة ألمانيا ومصا االحتها على الس ا اواء وبحكم أزمة التوتر بين منظومتها‬
‫الرأسمالية ومنظومة السوفيت الشيوعية‪.‬‬

‫* اقتصاد السوق االجتماعي‪:‬‬

‫نظاا اقتصع ععادي أرسا اامالي تبنى اقتصع ععاد السع ععون لكنف رفض الشع ععمل ال قرسع ععمالي المطلق (الذي ال‬
‫يسع ععمد للدول في التديل في السع ععون واالقتصع ععاد مطلقاو‪ ،‬وأيضا ااا رفض النظاا االشع ععت ار ي( ألنه‬
‫نظاا اقتص ععادي منظن حموميا‪ ،‬وس ععيطرة الدول ‪،‬لى وس ععا ل ا نتا وي ونظاا الس ععون االجتما‪،‬ي‬
‫جمع القبول بالملكي الخاص لوسا ل ا نتا والشركات الخاص ‪،‬لى أساس التنافس االقتصادي‬
‫مع ضع عواب حمومي تجعل المنافسع ع ‪،‬ادل من يالل تقلهل التض ععخن‪ ،‬ويوض معدالت البطال ‪،‬‬
‫ووضع ع ع ع ع ع ععع معالهر لظرور العمل‪ ،‬وتوفهر الخدمات االجتما ي (حماية العمال صا ا ا ا ا ا ااحيا‪ ،‬ومن‬
‫التس ا ا ا ا ا اري ‪ ،‬وإلغاء العقود)ي يمكن القول انف نظاا مزدو جمع في بعض يصع ع ع ع ع ععا صع ع ع ع ع ععف ما بهن‬
‫ال قرسععمالي واالشععت ار ي ‪ ،‬في إيجاد توازن نساابي بين االسااتثمار واالسااتهالكط وإضاافاء طابعا أكثر‬
‫اجتماعية على حركة الس ااوق‪ ،‬في الجمع بهن كواءة الس ععون والعدال االجتما ي ي (مرزوق‪-6( ،‬‬
‫‪)6 - 4‬‬ ‫كانون االول‪،)2005-‬‬

‫وترجع هذه األطروحات إلى م اوالت إليجاد مخر للمعضالت االقتصادي في النظاا الشمولي‪،‬‬
‫وانتشع ععرت بما ‪،‬رر باللهبرالي الجدلدة في ألمانيا منذ ‪،‬اا ‪1938‬ومن أبرز مناص ا اريها ما طرحه‬
‫االقتصع ع ع ععادي األلماني والتر لوكهن ‪ )1950-1891( Walter Eucken‬من مدرس ع ع ع ع فرالبور‬
‫االقتص ععادي الذي رك فكرة الس ععون ال ر ال أرس اامالي مع وجود بنك مركزي مس ععتقل ‪،‬ن ال موم‬
‫المركزي يعمل وفق س ع ععياسع ع ع نقدي لض ع ععمان اس ع ععتقرار األس ا ااعاري ورفض ع ععف ال أرس ا اامالية المطلق أو‬
‫اقتصع ع ع ع ع ععاد ت ت سع ع ع ع ع ععيطرة الدول ‪ ،‬واجهت نظريتف انتقاد و‪،‬دت أفكار غريب متطرف جدا في تلك‬
‫األعوامي‬

‫‪107‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫لكن مجرى االمور بعد ال رب العالمي الثاني وفرض القوى االربع نظاا االحتالل ‪،‬لى ألمانيا‪،‬‬
‫ايذ الواقع االقتصع ع ع ع ع ع ععادي واالجتما‪،‬ي المدمر لب ج ‪،‬ن حلول من اجل أخراج ألمانيا من ذلك‪،‬‬
‫وتش ع ععملت منظوم فكري متأثرة بالصع ع عراع االيدولوجي بهن ال أرس ا اامالية وبهن الش ع ععهو ي ويض ع عععت‬
‫ألمانيا في القطاع الفربي إلى اقتص ا ا اااد الس ا ا ااوق الحر ال ارس ا ا اامالي في مواجهة اقتص ا ا اااد التخطيط‬
‫( دياب‪2011 ،‬ط‬ ‫المركزي الموجه الس ا ا ا ا ااائد في دول الدائرة في الفلك الس ا ا ا ا ااوفيتي‪.‬‬
‫‪)44‬ي‬

‫وأول من رك فكرة اقتصاد السون االجتماعي في ألمانيا االقتصادي السياسي الوريد مولر ارماك‬
‫‪ )1978-1901( Alfred Müller Armack‬في كتابف (االقتصاد المخط واقتصاد السونو ‪،‬اا‬
‫‪ ،1946‬وفق مبدق اقتصادي جمع بهن ال ري في السون والتوازن االجتما‪،‬ي في ظل‬
‫الرأسماليةي(‪ )Klaus, 2006, p4.‬وفلسفة اقتصاد السوق االجتماعي مأخوذة من النظرة‬
‫االقتصادية الكينزية(*)‪ ،‬البريطانية‪ ،‬الهادفة إلى بعث القدرة على الحياة في النظام الرأسمالي عن‬
‫طريق االقتصاد المنظم من قبل الدولة‪ ،‬والتي القت معارضة من الرأسماليين الكالسيكيين‬
‫الرافضين ألي تدخل من الدولة في الحياة االقتصادية‪ ،‬الن هذا التطبيق تنتهجه األنظمة االشتراكية‬

‫* ترجع تسمية النظرية إلى جون مينارد كينز ‪ ،)1946-1883(John Maynard Keynes‬الخبير االقتصادي‬
‫البريطاني‪ ،‬الذي عمل في و ازرة المالية البريطانية‪ ،‬وشارك مع وفد بالده في معاهدة فرساي عام ‪ 1919‬وكان معارضا‬
‫على طلب مبالغ كبيرة كتعويضات من المانيا‪ ،‬واستقال من الوفد‪ ،‬ونشر ذلك في كتابه ( العواقب االقتصادية للسالم‬
‫عام ‪ ،)1919‬وصاحب النظرية االقتصادية (التي تؤمن بأهمية الدولة القوية القادرة على توجيه االقتصاد الوطني في االتجاه‬
‫الصحي ‪ ،‬وضرورة تدخل الدولة لوضع حد للكساد وإلنعاش النشاط االقتصادي)‪ .‬وعلل اسباب االزمة االقتصادية العالمية عام‬
‫‪ 1929‬وما رافقها من بطالة بسبب اعتماد النظرية الكالسيكية الرأسمالية المشتقة من نظرية ادم سميث (التي تؤمن ان االسواق‬
‫ومنها سوق العمل البد ان يحقق التوازن على المدى الطويل الن االجور مرنة وقابلة لالنخفاض بالقدر المناسب)‪ .‬بينما رأى‬
‫كينز ان تحقق التوازن في ظل البطالة والطلب السلعي العامل الحاسم في الوضع االقتصادي‪ ،‬وأي تردي اقتصادي يحتاج الى‬
‫تنظيم آلية عمل السوق‪ ،‬ولذلك ال مانع من تدخل الدولة عبر زيادة اإلنفاق العام في وقت الكساد‪ ،‬وتقلصه في وقت االستقرار‪،‬‬
‫ويجري بواسطة القروض‪ ،‬وأول تطبيقاته كان في الواليات المتحدة األمريكية عام ‪ 1933‬لمعالجة أزمتها االقتصادية‪( .‬محمد‬
‫‪).56‬‬ ‫دياب‪،2011 ،‬‬

‫‪108‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫والشمولية‪ .‬مما يبدو ان الكينزية كانت مخرج لألنظمة الرأسمالية أوقات االزمات االقتصادية‪،‬‬
‫فطبقت كمخرج الزمة الكساد في الواليات المتحدة األمريكية ما قبل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ووجدت‬
‫ما بعد الحرب األرضية للتطبيق في المانيا االتحادية الغربية‪( .‬مرزوق‪ -6( ،‬كانون االول‪-‬‬
‫‪)5‬‬ ‫‪،)2005‬‬

‫وكان تعرض المانيا إلى ازم يانق بسبب تدا يات ال رب واالحتالل‪ ،‬فاستوجبت ‪،‬لى المسؤول‬
‫االقتصادي في المنطق الفربي لودفيغ ايرهارد ‪ ،)*(Ludwig Erhard‬الميال إلى أطروحات‬
‫مدرس فرالبور ‪ ،‬إلى ا‪،‬تمد برنامج اقتصاد السون االجتما‪،‬ي‪ ،‬بهدر حماي حري االقتصاد والمنافس‬
‫الوعال الى جانب تعزيز الرياء والضمان االجتما‪،‬ي في (تحديد ساعات العمل‪ ،‬الحد االدنى لالجور‪،‬‬
‫العطل السنوية المدفوعة‪ ،‬نظام التقاعد‪ ،‬وشروط العمل والتسري )‪ ،‬في الوقت ذاتفي ومن اجل االستوادة من‬
‫مزايا السون ال ر وفق إلية ال ري في ايتيار الوظا ف‪ ،‬والتسعهر ال ر‪ ،‬والمنافس ‪ ،‬واالستوادة من‬
‫وجود السلع بأسعار زههدةي مع تجاوز مساوئ السون ال ر في االحتكار أو ما ‪،‬رر بالكارتل‪ ،‬وفي‬
‫‪ )54‬وتجري العملي ت ت تديل‬ ‫اتوان التجار ‪،‬لى االسعار‪ ،‬والبطال ي (محمد دياب‪2011 ،‬ط‬
‫الدول بهدر تنظين السون وتامهن الموا نهن ضد المرض والبطال ‪،‬بر شبم من نظاا التأمهن‬
‫االجتما‪،‬ي المعرور في المجتمع األلماني منذ إن شر‪،‬ت قوانهن الر‪،‬اي االجتما ي تؤمن للعمال‬
‫ضد المخا ر الصنا ي من اجل يلق مجتمع صنا‪،‬ي حدلج في ألمانيا للوصول إلى دولة الرفاهية‪،‬‬

‫*‬
‫ولاد في ماديناة فورت في باافاارياا عاام ‪ ،1897‬شا ا ا ا ا ا ااارك في الحرب العاالمياة االولى‪ ،‬عمال في منظماة‬ ‫ايرهاارد‬
‫االنش ااطة االقتص ااادية لقطاع المطاعم‪ ،‬له عدد من المنش ااورات منها مقالة (تمويل ديون الحرب واعادة هيكلتها) عام‬
‫‪ ،1944‬ناقش فيها اوض ا ا ا ا ا اااع المانيا بعد س ا ا ا ا ا ااقوط النظام النازي‪ ،‬القت المقالة اهتماما امريكيا‪ ،‬والا كتاب رفاهية‬
‫المجتمع‪ ،‬وكان اس ا ا ااتاذ فخري في جامعة ميوني ‪ ،‬ثم في جامعة بون‪ ،‬وعين مس ا ا ااؤول للمالية في مقاطعة باقاريا في‬
‫عام ‪ ،1945‬وكان عضو في المؤسسة االقتصادية الدولية ( الليبرالية)‪ ، Mont Pelerin Society‬ومدير المجلس‬
‫االقتصااادي عام ‪ ،1947‬وعين وزير اقتصاااد (‪ ،)1963-1949‬ونائب مسااتشااار المانيا الغربية (‪،)1963-1957‬‬
‫ثم مستشارها من عام (‪ )1966 -1963‬حين استقال أثر الركود االقتصادي في المانيا‪ ،‬وكان عضو في بوندستاغ‬
‫(البرلمان االلماني) من ‪ 1949‬إلى وفاته عام ‪.1977‬‬

‫‪109‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫والتي شر‪،‬ت منذ ‪،‬هد حموم بسمارك ‪،‬اا ‪1881‬ي ووصوت ق روحتف بالرأسمالية االجتما ي قو‬
‫رأسمالية الرالني )‪(Grandner,1996, PP.77-107‬‬

‫* االقتصاد األلماني بعد الحرب العالمية الثانية ‪:‬‬

‫بعااد هزيمااة المااانيااا في الحرب العااالميااة الثااانيااة واحتالل القوى األربعااة لهااا( احتلاات كاال من الواليااات‬
‫المتحدة األمريكية وبريطانيا وفرنساا القطاعات الغربية وأجزاء من العاصامة برلين‪ ،‬مع احتالل االتحاد‬
‫الساوفيتي القطاع الشارقي وبرلين)‪ ،‬واتفقوا على جعلها امة رعوية‪ ،‬وعانت األمة األلمانية المقسامة من‬
‫ص ااعوبات وازمات جراء ساااياساااة انتقام تلك القوى الموجهة ض اادها وفي المقدمة تدمير البنية التحتية‪،‬‬
‫فدمرت ثلث المانيا بالكامل‪ ،‬وتحديدا المدن الكبرى تم تس ااوية نص ااا مس اااكنها باألرض‪ ،‬و‪ %25‬من‬
‫مساحة البالد اقتطعت الى بولندا وروسيا وفرنسا‪ ،‬وتدمير السكك الحديدية والطرق‪ ،‬ومعها انخفضات‬
‫المساكن الى ‪ ،%20‬واإلنتاج الغذائي الى النصا‪ ،‬وخسائر بشرية ما بين قتيل واسير وجري تتراوح‬
‫اعمارهم مابين (‪ )35 -18‬عاما(*)‪ ،‬الى جانب ازمة اقتص ا ا ا ا ااادية ش ا ا ا ا االت الحياة االلمانية منها تحديد‬
‫االسااتهالك الغذائي للفرد ما بين (‪ )1500 -1000‬سااعرة ح اررية باليوم مما ادى إلى تضاارر الوضااع‬
‫ألمعاشي بشكل كبير‪ ،‬وانتشار السوق السوداء‪ ،‬فضال عن إلزام المانيا دفع التعويضات الكبيرة التي‬
‫كانت من شروط استسالم المانيا وعقد الصل التي فرضتها القوى المنتصرة عليها في أيار ‪ ،1945‬مع‬
‫فرض ش ا ا ااروط منها دفع ‪ 1.1‬مليار دوالر س ا ا اانويا الى عام ‪ 1972‬كقيمة للتعويض ا ا ااات مناص ا ا اافة بين‬

‫اختلفت المصااادر في تقدير عدد خسااائر األلمان البشارية بين قتيل ومفقود‪ ،‬وقدرت بين ‪ 5 -3‬مليون قتيل عساكري‬ ‫*‬

‫وقرابة ‪ 4‬مليون قتيل مدني‪ ،‬ووقوع ‪ 11‬مليون في األسر منهم ‪ 6‬ماليين عملوا كسخرة في المعسكرات السوفيتية حتى عام‬
‫‪ ،1948‬وارسل الحلفاء الغربيون ماليين من االسرى االلمان للعمل سخرة في إعادة البناء واإلصالح ما خربته الحرب الى‬
‫كل من بريطانيا وفرنسااا وبولندا‪ ،‬وشاارد ‪ 12‬مليون ألماني في مناطق شاارق اوربا‪ ،‬إضااافة إلى وجود ‪ 8‬ماليين معتقل‬
‫منهم ‪ 3‬ماليين معتقل لدى الس ا ا ا ا ااوفيت واحتفظوا بهم إلى عام ‪ ،1956‬و‪ 750‬الا معتقل في فرنس ا ا ا ا ااا و‪ 400‬الا‬
‫معتقل في بريطانيا و‪ 10‬الا معتقل في بلجيكا ‪ ،‬مع حصول فرنسا مليون اسير ألماني كهدية من الواليات المتحدة‬
‫االمريكية وبريطانيا‪.‬‬

‫‪110‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫األمريكان والسا ا ااوفيت‪ .‬وفي اذار ‪ 1946‬تم وضا ا ااع خطة اقتصا ا ااادية من قبل سا ا االطات االحتالل‪ ،‬وحل‬
‫الجيش نهااائيااا‪ ،‬مع انهيااار للصا ا ا ا ا ا اناااعااات والمطااارات والموانئ االلمااانيااة‪ ،‬مع فرض قيود على االنتاااج‬
‫الصناعي تحديدا الصلب والفحم مصدري الطاقة والصناعة االلمانية‪ ،‬فخفض إنتاج الحديد االلماني الى‬
‫الربع‪ ،‬مع خفض في سا ااعر الفحم ثروة المانيا الكبرى الى ‪ 30‬دوالر للطن منها ‪ 8‬دوالرات كتعويضا ااات‬
‫الى فرنس ا ا ا ا ا ااا‪ ،‬حتى بلغ خس ا ا ا ا ا ااارة المانيا من الفحم ‪ 7‬مليارات دوالر في عامين‪(Brown,1947, .‬‬
‫)‪PP.62-93‬‬

‫ومع االنهيار االقتصا ا ا ااادي االلماني والتدهور الس ا ا ا اريع في قيمة مارك الراي االلماني‪ ،‬وفي القوة‬
‫الشارائية‪ ،‬مع ضااياع ثقة الناس بهذه العملة لعدم وجود ضاوابط على االسااعار‪ ،‬ساابب ذلك ارتفاع‬
‫متواصاال في اسااعار الساالع والخدمات مما دفع الى طرح المزيد من العملة‪ ،‬وهذه السااياسااة النقدية‬
‫المض ااطربة ادت الى زيادة في كمية الس اايولة النقدية بش ااكل كبير قياس ااا الى البض ااائع والخدمات‬
‫المعروض ا ا ا ااة في ألمانيا‪ ،‬مما افقد العملة وظيفتها كاداة للمبادلة والعودة إلى نظام المقايض ا ا ا ااة في‬
‫التعامل والتي جعلت من سجائر األمريكية بمثابة العملة‪)Tipton,2003,P.148).‬‬

‫وأبقى الحلفاء الغربيون على الس ا ااياس ا ااة االقتص ا ااادية النازية بدون تغيير منها ضا ا اوابط (االس ا ااعار‬
‫وااليج ااارات واالجور) وفق نظ ااام التحكم في اإليج ااارات المطبق من ااذ ع ااام ‪ ،1919‬مع تخوف‬
‫المس ا ااتثمرين من مص ا ااادرة اس ا ااتثماراتهم في المس ا ااتقبل‪ ،‬ومع ان اإلنتاج األلماني س ا ااجل معدالت‬
‫مرتفعة عام ‪ 1945‬لكن توقا عام ‪ 1946‬لوقوعه في ش ا ا ا ا ااباك الخالف بين الس ا ا ا ا ااوفيت والغرب‬
‫حول إيجاد سااياسااة موحدة متفق عليها حول المانيا‪ ،‬ورفض السااوفيت الدمج االقتصااادي لمناطق‬
‫االلمانية تحت مبرر لتس اادد التعويض ااات التي بعهدتها‪ ،‬لذا اص ااب نظام النقل‪ ،‬الذي اعتمد عليه‬
‫في صا ااادرات المنتجات الصا ااناعية االلمانية‪ ،‬خردة‪ ،‬على الر م من ان ‪ %70‬من وسا ااائل النقل‬
‫قابلة لالصا ا ااالح اال ان عمليات التفكيك وتحديدا شا ا اابكة السا ا ااكك الحديدية‪ ،‬وفضا ا ااال عن تهريب‬
‫البعض االخر‪ ،‬تساابب في خفض االنتاج الصااناعي الى‪ % 50‬عن مسااتواه ما قبل ‪ ،1938‬وان‬
‫‪ 48‬مليون فرد من اص ا اال ‪ 64.2‬مليون نس ا اامة من االلمان كانوا يفتقرون إلى الغذاء ممن كانوا‬
‫يعيشون في القطاعات الغربية الصناعية المعزولة عن مناطق انتاج الحبوب في القطاع الشرقي‬

‫‪111‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫الزراعي‪ ،‬وكان ‪ 20‬مليون شا ا ا ااخت منهم يعتمدون على الواردات الغذائية األمريكية الشا ا ا ااحيحة‪،‬‬
‫بسبب تدهور االنتاج الزراعي االلماني‪ ،‬على الر م من رفع االنتاج الصناعي لمنطقتي االحتالل‬
‫االمريكي – البريطاني إلى حد انتاج عام ‪ ،1936‬مع تخفيض عدد المصا ا ا ا ا ا ااانع المقرر تفكيكها‬
‫في تشرين االول ‪ 1946‬بما كان يخدم سياسة دفع التعويضات‪ ،‬وليس من اجل النهوض بالواقع‬
‫االلماني الذي أص ا ا ااابته مجاعة‪ ،‬كانت في ش ا ا ااتاء ‪ 1947‬أص ا ا ااعبها‪ ،‬اذ خلفت احتجاجات كانت‬
‫اشا ا ا ا ا ا اادها في مدينة كريفيلد في وسا ا ا ا ا ا ااتفاليا شا ا ا ا ا ا اامال الراين في آذار ‪(Brown,1947, .1947‬‬
‫)‪PP.103-104‬‬

‫ومع هذه االزمة االقتصا ا ا ااادية االجتماعية‪ ،‬انتقى االمريكان‪ ،‬وبتأييد من حلفائهم‪ ،‬كفاءات ألمانية‬
‫ذات توجه أرس ا اامالي إلدارة مجلس المنطقة الغربية األلمانية ومنهم ايرهارد الدارة الش ا ااؤون المالية‬
‫واالقتصادية الذي قدم عدة حلول إلصالح الوضع االقتصادي المتردي في بالده‪ ،‬ومنها المشورة‬
‫في إصا ا ا ا ا ا ااالح النظام النقدي األلماني إلى الحاكم العسا ا ا ا ا ا ااكري األمريكي في المانيا عام ‪،1947‬‬
‫وطمأنه بنجاح خطة اإلص ا ا ا ااالح والمحافظة على عملة المارك كمخرج للتض ا ا ا ااخم المفرط‪ ،‬بجعل‬
‫حجم العملة متماش ا ا اايا مع كمية العملة‪ ،‬وإيجاد توازن بين الكتلة النقدية والس ا ا االع المعروض ا ا ااة بعد‬
‫الفجوة بينهما التي سا ااببت العودة الى نظام المقايضا ااة‪ .‬عدها الحاكم العسا ااكري خطا فادحا معلقا‬
‫(من ير الممكن إصااالح نقدي منفصاال في منطقة االحتالل األمريكي عن بقية مناطق الحلفاء‬
‫الن سيضطرهم إلى اصدار عملة خاصة في مناطقهم)‪ .‬لكن عندما اشتدت األزمة مع السوفيت‬
‫في ربيع ‪ 1947‬المتمسا ااكين بتوحيد ألمانيا سا ااياسا اايا وليس اقتصا اااديا‪ ،‬ورفضا ااهم مشا ااروع أمريكي‬
‫إلص ا ا اادار عملة موحدة في ألمانيا‪ ،‬ومحاولة الغرب إليقاف تس ا ا االل العملة الروس ا ا ااية المطبوعة التي‬
‫كانت تتدفق بشا ا ا ااكل كبير إلى مناطق ألمانيا الغربية‪ ،‬مع توسا ا ا ااع النشا ا ا اااط الشا ا ا اايوعي في المنطقة‬
‫الشرقية المصاحب إلى الترهل االقتصادي سيفس المجال للوصول القوى اليسارية إلى السلطة في‬
‫المناطق الغربية‪ ،‬وبالنتيجة ساايعرض مصاالحة الحلفاء هناك إلى الضاارر‪ ،‬تحركت االمور في اتجاه‬
‫اإلص ااالح في المانيا‪ ،‬وكانت الخيارات المتاحة تتمثل في تحريك الس ااوق واطالق القوى الفاعلة يه‬
‫للتعويض عن النقت الحاااص ا ا ا ا ا ا اال بااالمواد الغااذائيااة‪ ،‬وتحرير المواطن من االعتماااد على البطاااقااة‬
‫‪)175‬‬ ‫الغذائية‪ ،‬والسعي بشتى الوسائل للحصول على الغذاء والكساء‪(.‬النائب‪،2003 ،‬‬

‫‪112‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫وبعيدا عن تفاهمات القوى االربع بعد الحرب تحركت االدارة األمريكية‪ ،‬وبتأييد بريطاني‪ ،‬إلقامة‬
‫دولة اتحادية‪ ،‬موحدة اقتصاديا في المانيا عبر شمول ألمانيا الغربية بمشروع مارشال العادة اعمار‬
‫اوربا في حزيران ‪ ،1947‬وفي زيادة اإلنتاج واالسا ا ااتهالك‪ ،‬مع السا ا ااماح بالتجارة الخارجية األلمانية‬
‫إلى حد يمكن تلبية احتياجاتها دون مساعدة خارجية‪ ،‬وبما يضمن تدفق المال إلى سلطة االحتالل‬
‫في الوقت ذاته‪ ،‬وفي الجزء االخر تساادد المانيا التعويضااات‪ ،‬ووصااا االمر بمثابة ثورة على النظام‬
‫االقتصادي الشمولي‪ .‬في حين كانت الخارجية السوفيتية تتهم كل من الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وبريطانيا في اس ااتعباد ألمانيا من خالل تقديم المس اااعدات والدعم‪ .‬ووفق خطة تض اامنت اس ااتيراد‬
‫ألمانيا الغربية مليار دوالر من المواد الغذائية منها ‪ 250‬مليون دوالر من خالل صا ا ا ا ا ا ااادراتها‪،‬‬
‫و‪ 750‬مليون دوالر كمسا ا اااعدات ذائية من الواليات المتحدة األمريكية تقدم تدريجيا لمدة خمس‬
‫اعوام‪ ،‬مع وضا ا ااع القيود والض ا ا اوابط على اإلنتاج األلماني منها اسا ا ااتثنيت الذخيرة والطائرات من‬
‫اإلنتاج؛ مع وض ا ااع خطة الص ا ااالح العملة األلمانية رأت س ا االطة االحتالل األمريكي ان البد من‬
‫توفير منتجات تستحق الشراء وبصورة أساسية المواد الغذائية‪ ،‬لذا سم بزيادة اإلنتاج الصناعي‬
‫في منطقة بيزونيا ‪ Bizonia‬لالحتالل األمريكي‪ -‬البريطاني في ألمانيا في اب ‪ ،1947‬ووفق‬
‫ذلك جرت عمليات إص ااالح لس ااكك الحديدية والموانئ وعربات الش ااحن المتض ااررة لنقل الفحم من‬
‫اقليم الرور الخاضع إلى السيطرة الفرنسية‪ ،‬وزاد انتاج الصلب‪ ،‬ومنها استؤنا انتاج ألمانيا‪ ،‬مع‬
‫دعم السا ا االطة األمريكية للصا ا ااناعة األلمانية في مناطق بيزونيا بزيادة الواردات إلى ملياري دوالر‬
‫والتصاادير بحوالي ملياري دوالر‪ .‬مع ذلك ظل مسااتوى المعيشااة بدون تحساان النه ما تم السااماح‬
‫يه لالستهالك كان بأدنى مستوى وال يتجاوز مستوى المعيشة عن مستواها في دول الجوار‪ ،‬الن‬
‫األموال ظلت خاضا ا ا ا ا ا ااعة للقيود االحتالل‪ ،‬مع اسا ا ا ا ا ا ااتمرار سا ا ا ا ا ا ااياسا ا ا ا ا ا ااة التفكيك على حسا ا ا ا ا ا اااب‬
‫االصالح‪(Brown, 1947, P.105).‬‬

‫جاءت الخطوة التالية باص ا ا اادار العملة الجديدة إلعطاء اس ا ا ااتقاللية اقتص ا ا ااادية في مناطق احتاللهم‬
‫لكي يعرقلوا مساااعي السااوفيت اقامة حكومة مركزية في ألمانيا‪ ،‬والحد من مدهم الشاايوعي‪ .‬واخذت‬
‫ساالطة االحتالل األمريكي بطبع العملة في واشاانطن ونيويورك‪ ،‬وفي نيسااان ‪1948‬وصاال ‪ 23‬الا‬
‫ص ا ااندوق من العملة الجديدة إلى مدينة فرانكفورت لتوزع على البنوك التجارية األلمانية التس ا ااعة في‬

‫‪113‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫القطاعات الغربية‪ ،‬وفي يوم الجمعة ‪ 18‬حزيران ‪ 1948‬اعلن رئيس المجلس االقتصا ااادي األلماني‬
‫ايره ااارد بطرح العمل ااة الج اادي اادة الم ااارك لتح اال مح اال م ااارك الراي بع ااد يومين في مركز التموين‬
‫بإلغاء ض ا ا اوابط (األسا ا ااعار‬ ‫الغذائي(‪ ،)*1‬كما اقر قانون مبادئ االدارة وسا ا ااياسا ا ااة االسا ا ااعار الخا‬
‫واإليجارات واألجور)‪ ،‬وأعلن عنه بعد اسابيع بخطوة جريئة في يوم عطلة مكاتب سلطات االحتالل‬
‫وبدون أبال هم مسبقا حتى ال تبطل السلطات ذلك اإلجراء‪ ،‬فضال عن وضع إصالحات ضريبية‬
‫منها ض اريبة الدخل لتحد من وطأة ض ارائب الدخل المفروضااة من الحلفاء المحتلين(المتدرجة لكنها‬
‫كانت أيض ا ا ا ا ا ااا مرتفعة)‪ ،‬مع مش ا ا ا ا ا ااروع تقديم إعانات للس ا ا ا ا ا ااكان والبناء بدل من قانون التحكم في‬
‫اإليجارات السا ا ااالا الذكر‪ .‬وأوض ا ا ا ذلك بتص ا ا اريحه في ‪ 17‬تموز(اصا ا ااالح العملة اجراء تقني ال‬
‫يمكن ان يحقق االنتعاش لوحده لكنه األسا ا ا اااس في المتطلبات األسا ا ا اااسا ا ا ااية لتنمية المزدهرة)‪ ،‬وقال‬
‫ايضا ااا(وسا اايكتب عليه الفشا اال الكامل اذا كان بعيد عن تغيير المسا ااار االقتصا ااادي) ‪( Roesler,‬‬
‫‪2007).‬‬

‫وكانت أجواء التوتر المتزايدة بين القوتين الغربية والسا ا ا ا ا ا ااوفيتية تخيم على الوضا ا ا ا ا ا ااع في ألمانيا‪،‬‬
‫والمسعى األمريكي ماضي بسياسة بعيدة عن التوافق مع السوفيت ومستخدما الورقة االقتصادية‬
‫إلحراجهم في ألمانيا‪ ،‬وبما كان يعمق فجوة الخالف بين الطرفين‪ .‬فمع تسا ا ا ا ا ا االل العملة الجديدة‬
‫المارك الغربي جاء الرد السا ا ا ااوفيتي على تلك اإلجراءات في ‪ 23‬حزيران بإصا ا ا اادار عملة المارك‬

‫*‬
‫وفق خطة اصا ااالح العملة قدمت منحة أولية بقيمة ‪ 60‬مارك جديد على دفعتين‪ ،‬تالها اسا ااتبدال العملة االلمانية وتم‬
‫تحديد قيمة كل ‪ 1‬مارك جديد بما يعادل ‪ 10‬من مارك الراي ‪ ،‬لكن عند الص اارف حدد س ااعر ‪ 0.65‬من المارك الجديد‬
‫لكل ‪ 10‬من مارك الراي ‪ ،‬واسا ااتبدل كل ‪ 1‬مارك جديد لكل ‪ 600‬من مارك الراي بالنسا اابة لالفراد‪ .‬جاءت ثمار تغيير‬
‫العملة بس ا ا ااحب ‪ 380‬مليار مارك الراي التي أص ا ا اابحت بدون قيمة (طبعها النظام النازي بدون رص ا ا اايد لتمويل حروبه‬
‫خالل الحرب العالمية الثانية)‪ ،‬أي بتخفيض في كمية العملة المتوفرة لدى العامة بنسبة ‪ %93‬مما ساعد على تقليت‬
‫حجم الثروة للفرد والشااركات األلمانية ومقابل التخفيضااات الض اريبية حيث منحت إعفاءات ض اريبية إلنشاااء أرساامال من‬
‫حزيران ‪ -1948‬نيسا ا ااان ‪ 1949‬ألجل زيادة اإلنفاق واالسا ا ااتثمار في البالد‪ ،‬وهذا اجبر التجار على إخراج بضا ا ااائعهم‬
‫المخبأة لتختفي من السااوق السااوداء‪ ،‬مع حدوث طفرة في إنتاجية العمل في ألمانيا عام ‪ ( .1948‬دافيدسااون‪،1960 ،‬‬
‫‪)176‬‬ ‫‪)32‬؛ (النائب‪،2003،‬‬

‫‪114‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫الشا ا ا ا اارقي في منطقة احتاللهم وفرضا ا ا ا ااوه على مدينة برلين أيضا ا ا ا ااا‪ ،‬ولمنع تداولها رفض الحلفاء‬
‫الغربيون تطبيق هذه االجراءات في قطاعهم الغربي من المدينة‪ ،‬ومضا ا ا اوا في س ا ا ااياس ا ا ااتهم بدعوة‬
‫الواليات الغربية اإلحدى عشا ا ا ا ا ا اار إلى اعداد وثيقة فرانكفورت لتكون نواة حكومة ألمانية اتحادية‬
‫دسااتورية‪ ،‬مع انه لم يخول لهم مناقشااة قضااايا ذات طابع ساايادية منها(التجارة الخارجية‪ ،‬وساالطة‬
‫اقليم الرور الدولية‪ ،‬وقض ا ا ااايا التعويض ا ا ااات‪ ،‬ومس ا ا ااتوى التص ا ا اانيع‪ ،‬ونزع الس ا ا ااالح‪ ،‬وإلغاء النظام‬
‫‪ )32 -30‬وجاء الرد الس ااوفيتي بفرض حصااار برلين في‬ ‫العسااكري)‪ ( .‬دافيدسااون‪،1960 ،‬‬
‫تموز ‪ ،1948‬فاض ا ا ا ااطر الغرب إلى اقامة الجس ا ا ا اار الجوي لتمويل برلين بالمؤن‪ ،‬وبذلك فش ا ا ا االت‬
‫خطط السا ا ا ا ا ا ااوفياات في تضا ا ا ا ا ا ااييق الخناااق على الغرب في برلين إلجبااارهم االنس ا ا ا ا ا ا احاااب منهااا‪.‬‬
‫) ‪(Abelshauser, 2011, P.367‬‬

‫وبالنتيجة وص ا ا ا ا ا اال المعس ا ا ا ا ا ااكران إلى مفترق الطرق‪ ،‬وهيأت التحديات بينهما إلى إقامة جمهورية‬
‫ألمانيا االتحادية‪ .‬وجعل حصااار برلين من األلمان ميالين إلى المعسااكر الغربي ال أرساامالي بشااكل‬
‫مطلق‪ ،‬وبالمقابل فرض على الغرب نهج سياسة أكثر تسام مع ألمانيا الغربية تحديا للسوفيت‪.‬‬

‫اما الداخل األلماني فواجهة اص ااالح العملة بالص اادمة النه رافقه إلغاء ضا اوابط االس ااعار‪ ،‬والمس اااهمة‬
‫في تخفيف مشا ا ا ااكلة التضا ا ا ااخم الكبيرة عبر تحرير السا ا ا ااوق‪ ،‬والتحديد باالسا ا ا ااعار‪ ،‬ووفق آلية التحرير‬
‫التدريجي لها‪ ،‬أهمها اسا ااعار السا االع االسا ااتهالكية واسا ااعار الطاقة والمواد الغذائية‪ ،‬لكي يتحقق خفض‬
‫باالس ا ااعار‪ ،‬واالمتناع عن المقايض ا ااة في عمليات الشا ا اراء والتبادل التجاري (التي اعتمدت بعد الحرب‬
‫العالمية الثانية وسااببت بانتشااار السااوق السااوداء الذي اضاار بالسااوق األلماني)‪ ،‬وادت هذه االجراءات‬
‫الى انتعاش الس ا ا ا ا ا ااوق التجاري األلماني بالعمل‪ )La Feber,1972, P.70( .‬لكن لم يأتي بثماره‬
‫على المواطن األلماني الن صاحبه تخفيض في قيمة المدخرات‪ ،‬وارتفاع تكاليف المعيشية نسبة‬
‫‪ %14‬خالل األش ا ا ااهر االربع االولى من اإلص ا ا ااالح دون رفع األجور‪ ،‬مع ارتفاع األس ا ا ااعار إلى‬
‫‪ ،%200‬واسااتمر خفض االجور بنساابة ‪ % 83‬منذ اعالن اإلصااالح إلى ان وصاالت إلى نساابة‬
‫‪ % 45‬اواخر العام‪ ،‬وارتفاع البطالة‪ .‬كل ذلك زاد من التوت ارت االجتماعية‪ ،‬والصا ا ا ا ا اراع الطبقي‪،‬‬
‫ولم يسا ا ا ا ا ا ااعى المجلس االقتص ا ا ا ا ا ا ااادي إلى ايجااد حلول فعلياة لحال هاذا الخنااق‪ .‬إلى ان تعاالات‬

‫‪115‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫االحتجاجات الجماهيرية‪ ،‬ورفع ش ا ا ااعار(تس ا ا ااقط األس ا ا ااعار) في البية المدن األلمانية‪ ،‬واس ا ا ااتخدم‬
‫الحزب الديمقراطي االشتراكي الوضع المتوتر كورقة ضغط في مجلس البرلمان لسحب الثقة عن‬
‫ايرهارد الذي ال يتمتع بشا ا ا ااعبية في ذلك الوقت‪ ،‬ومن هنا بداء االخير في الحديث عن اقتصا ا ا اااد‬
‫الس ا ااوق االجتماعي كخطة لس ا ااياس ا ااته االقتص ا ااادية‪ .‬مع اس ا ااتمرار دائرة االحتجاج التي تعالت في‬
‫اقامة المحتجين سا االسا االة بش ا ارية قرب مقر الجيش األمريكي في مدينة شا ااتوتغارت في والية بادن‬
‫األلمانية في ‪ 26‬تشا ا ارين االول ‪ ،1948‬والتي أثارت مخاوف الس ا االطة األمريكية ان يكون هناك‬
‫تحريض من الشاايوعيين‪ ،‬لذلك تصاادت لها باسااتخدام الغاز المساايل للدموع والدبابات األمريكية‪.‬‬
‫)‪ ،(Holmes, 2014, PP. 10-11.; Roesler, 2007‬وفرضاات أيضااا قيود تحد من نشاااط‬
‫النقابات العمالية‪ .‬وأخذت األمور منحى اخر عندما دعا اتحاد نقابات العمالية إلى اقامة االضااراب‬
‫العام عن العمل لمدة يوم واحد‪ ،‬بعد اسااتحصااال الموافقة من الساالطة العسااكرية األمريكية شاارط ان‬
‫ال يتحول إلى مسيرات وتجمعات مما قد يسبب أزمة سياسية‪ ،‬وفعال اقيم االضراب في يوم الجمعة‬
‫في ‪ 12‬تشرين الثاني وبمشاركة اكثر من‪ 9‬مليون عامل من أصل ‪ 12‬مليون عامل في االضراب‪،‬‬
‫اي ما نسا اابته ‪ %79‬من العمال للمطالبة ايرهارد بتحديد االسا ااعار التي ارتفعت إلى نسا اابة ‪،%50‬‬
‫ورفع االجور والرواتب إلى نساابة ‪ ،%15‬وجاءت هذه المطالب بعد ان ارتفعت االرباح والعوائد من‬
‫التص اادير الرتفاع اإلنتاج الص ااناعي المص اادر بعد ش ااهرين من إص ااالح العملة حتى وص اال نس اابة‬
‫‪ ،%25‬ووصاال االنتاج إلى ‪ %48‬في اواخر عام ‪1948‬عن مسااتواه ما كان عليه عام ‪ 1936‬مع‬
‫ان اسعار التصدير بقيت ثابتة‪ .‬إلى جانب المطالبة بوضع قوانين تمن حق المشاركة بالقرار‪ ،‬مع‬
‫اقامة ديمقراطية اقتص ا ااادية ذات اس ا ااس اجتماعية في قطاع الص ا ااناعات الكبيرة‪( Hentschel, .‬‬
‫)‪1998, P.87‬‬

‫أكانت تلك المطالب تتوافق مع سياسة االحتالل االمريكية؟‬

‫ان المبدأ األساسي لسلطة االحتالل األمريكية اتباع اقتصاد السوق الحر في ألمانيا الغربية بما يتناسب مع النهج‬
‫االقتصااادي األمريكي القائم عليه‪ ،‬حتى ان شاامولها بمشااروع مارشااال كان هدفه تسااويق انتاج الخام األلماني إلى‬
‫صال الصناعة األمريكية‪ ،‬والشركات األلمانية الناشئة الى االستثمار األمريكي‪ ،‬وتحت مبرر ان المانيا مفلسة‬

‫‪116‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫وعليها التزامات دولية عليها ان تس ا ااددها‪ .‬كما كان يش ا اادد على المس ا ااؤولين االقتص ا اااديين األلمان وفي مقدمتهم‬
‫ايرهارد في أتباع نظام الس ااوق الحر في الس ااياس ااة االقتص ااادية االلمانية‪ .‬مع قناعة هؤالء المس ااؤولين من ان هذا‬
‫النظام ال يتحقق اال في دولة قوية‪ ،‬لكن استمرار الضغوط الداخلية ارتئ ايرهارد إتباع اقتصاد السوق االجتماعي‬
‫الغضا اب الداخلي ولتحس ااين الوض ااع االقتص ااادي واالجتماعي األلماني‪ ،‬ما‬ ‫في اواخر عام ‪ 1948‬المتص ااا‬
‫دام ذلك ال يتعارض مع سياسة ومصال االحتالل األمريكي وحلفائها‪(Wandel, 1980, P.63).‬‬

‫واما مبرر ايرهارد من تطبيق برنامج اقتصاد السوق االجتماعي في ألمانيا الغربية في تلك المرحلة‪،‬‬
‫ان ذلك عائد في جزئه كمحاولة إليجاد حلول إلنقاذ المجتمع األلماني المنهك والمدمر‪ ،‬النه اذا‬
‫فرض نظام السوق مع سياسة الكارتالت وسيطرة الشركات على سوق العمل االلماني يعني‬
‫ستنحصر الفائدة في رجال االعمال واصحاب المشاريع‪ ،‬ويتضارب أيضا مع مفهوم دولة الرفاهية‬
‫والعدالة االجتماعية حسب فلسفة المجتمع األلماني للدولة‪ ،‬ويخلق مزيدا من معاناة المواطن‬
‫األلماني مما يؤدي إلى الفقر والمجاعة في تلك السنوات الصعبة‪ ،‬وسوف يفس المجال إلى تسلل‬
‫النظام الشيوعي تحت مسميات المساواة والعدالة لطبقة العمالية‪ ،‬مثلما تسللت االنظمة الشمولية‬
‫الدكتاتورية اثر االزمة اال قتصادية العالمية التي حدثت بعد الحرب العالمية االولى‪ ،‬لذلك بحث‬
‫المسؤولين االقتصاديين األلمان على حلول اليجاد توازن بين سطوة الرأسمالية ونظام السوق‪،‬‬
‫وبين ما كان يضمن العدالة االجتماعية للعامل األلماني في سوق العمل‪ ،‬وفي ذلك الوقت ضمان‬
‫استم اررية النهج الرأسمالي األمريكي‪ .‬واتض األمر من إقناع ايرهارد سلطة االحتالل األمريكي بقبول‬
‫مبدئي لفكرة البرنامج كمخرج لالزمة االقتصادية في الداخل بهدف منع تغلغل الشيوعية إلى المجتمع‬
‫األلماني‪ ،‬وبما يتوافق مع نظام السوق الحر هذا يتوافق مع خطة اإلدارة األمريكية وإستراتيجيتها‬
‫السياسية واالقتصادية في ألمانيا‪(Abelshauser, 2011, P.367) .‬‬

‫وبالنتيجة اوجدت احتجاجات خريف ‪ 1948‬فسا ا ا ا ااحة النعاش االقتصا ا ا ا اااد االلماني من خالل اقتصا ا ا ا اااد السا ا ا ا ااوق‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪117‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫* إجراءات حكومة اديناور لتطبيق برنامج اقتصاد السوق االجتماعي والموقف األمريكي منه عام ‪:1949‬‬

‫منذ سا ا اانوات االحتالل االولى انتقت السا ا االطة األمريكية عناصا ا اار القرار األلماني من أصا ا ااحاب‬
‫التوجه ال أرساامالي‪ ،‬والمعارضااين للنظام النازي‪ ،‬ممن امنوا بأيديولوجية اقتصاااد السااوق ال ارساامالي‪،‬‬
‫بهدف اسا ا ا ا ا ااتقطاب ألمانيا إلى جبهة المعسا ا ا ا ا ااكر االمريكي‪ ،‬وفي مقدمتهم المسا ا ا ا ا ااتشا ا ا ا ا ااار كونراد‬
‫اديناور‪ ،)1963-1949( Konrad Adenauer‬ووزير اقتصاده ايرهارد‪ ،‬من حزب الديمقراطي‬
‫المس اايحي الميالين إلى الغرب ال ارس اامالي‪ ،‬بينما لم يش ااغل اعض اااء الحزب الديمقراطي االش ااتراكي‬
‫ممن امنوا بفكرة اقامة دولة ألمانية محايدة‪ ،‬مناصا ااب القرار السا ااياسا ااي واالقتصا ااادي في حكومة‬
‫اديناور االئتال ية‪ .‬ومع ان برنامج اقتصاااد السااوق االجتماعي لم يدرج ضاامن القانون االساااسااي‬
‫(دستور المانيا االتحادية الغربية) الذي اقر في ‪ 23‬ايار ‪ ،1949‬اال ان حكومة اديناور أدرجته‬
‫ضمن برنامجها االقتصادي في ‪ 20‬ايلول‪) Hentschel, 1998, P. 93) .‬‬

‫وارادت حكومة اديناور من خالل اقتصاااد السااوق االجتماعي وضااع برنامج اقتصااادي يخلق بيئة‬
‫قانونية مناس اابة لالقتص اااد ال ارس اامالي‪ ،‬ولكن بش ااكل منص ااا‪ ،‬من خالل تنظيم العالقات القانونية‬
‫بين أص ااحاب العمل والموظفين‪ ،‬وتض اامن مس ااتوى جيد من المنافس ااة‪ ،‬باتخاذ تدابير تلتزم بقانون‬
‫السوق في منع سيطرة الشركات االحتكارية على السوق‪ .‬وبذلك توفير رعاية للمنافسة والحد من‬
‫تخريب مزايا السااوق‪ ،‬وتقويض الحكومة من تحول القوة االقتصااادية الى قوة سااياسااية‪ .‬وتم وضااع‬
‫مس ا ا ااؤولية الحفاال على االس ا ا ااتقرار النقدي وانخفاض التض ا ا ااخم االقتص ا ا ااادي على البنك المركزي‬
‫االلماني وان يكون مس ا ااتقال (بعيدا عن الض ا ااغط الس ا ااياس ا ااي)(*)‪ .‬مع مس ا ااؤولية الس ا ااياس ا ااة المالية‬
‫الموازنة باإليرادات الضا ا ا ا اريبية مقابل االنفاق الحكومي‪ ،‬ومتابعة أرباب العمل والنقابات العمالية‪.‬‬
‫)‪(Kempf, 2001, P.86‬إما خطة البرنامج فكانت تتركز على رفع بعض ض اوابط االسااعار‪،‬‬
‫واعفاءات ضاريبية على المشاااريع الصااغيرة والشااركات‪ ،‬ورفع الضاامان االجتماعي والتقاعد لتوفير‬

‫*‬
‫على الر م من فكرة إقامة البنك المركزي مس ا ا ا ا ا ااتقل عن الحكومة في المانيا الغربية منذ عام ‪ ،1948‬وإقرار ذلك‬
‫ضا اامن القانون األسا اااسا ااي االلماني في ايار ‪ ،1949‬اال انه ظل البنك تحت سا االطة الحلفاء حتى عام ‪ ،1951‬ولم‬
‫يمتلك السلطة المستقلة فعليا حتى عام ‪1957‬‬

‫‪118‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫دخل اجتماعي أسا اااسا ااي‪ .‬ووفق الخطة يتم تس ا اري الشا ااركات والمص ا ااانع عامليها مما يؤدي إلى‬
‫زيادة العاطلين عن العمال‪ ،‬وتقوم الدولة بالتشا ا ا ا ااجيع المش ا ا ا ا ااروعات بتقديم قروض الصا ا ا ا ااغيرة او‬
‫المتوسا ا ا ااطة بفائدة قليلة مما يتي دخول االفراد في سا ا ا ااوق المنافسا ا ا ااة‪ .‬مع اقامة حمالت اعالمية‬
‫تعريفية إلى الجمهور المس ا ااتفيدين حول طرق انش ا اااء المش ا اااريع وش ا ااروط دعمها وحجم القروض‬
‫ومعامالتها الضا اريبية‪ ،‬وبالتالي تقوم الدولة باقامة مش اااريع اس ااتثمارية لتوظيف العاطلين‪ ،‬وايض ااا‬
‫خفض الفائدة لتش ا ااجيع االقتراض من المس ا ااتثمرين الجدد‪ ،‬والقض ا اااء ايض ا ااا على االحتكارات في‬
‫االختراعات الجديدة وانتشا ااار االسا ااتثمار منها‪ ،‬والقضا اااء على االحتكار بقصا ااد تخفيض اسا ااعار‬
‫الس ا ا ا االع االس ا ا ا ااتهالكية‪ .‬ان الخطة المش ا ا ا ااتقة من النظرية االقتص ا ا ا ااادية الكينزية التي اراد ايرهارد‬
‫تطبيقها‪ ،‬كان هدفها توزيع الدخول بالتسا ا ا ا ا ا اااوي‪ ،‬اي خفض التفاوت الطبقي بفرض ض ا ا ا ا ا ا ارائب‬
‫تص ا ا ا ا ا ا اااعادياة تتقااطع مع ثروة ودخال األ نيااء ونقال جزء منهاا الى الفقراء بتقاديم خادماات ماأكال‬
‫وصحة وتعليم بأثمان رمزية‪(Hentschel, 1998, P. 93) .‬‬

‫ووجد البرنامج فسااحة من التقدم بعد ان سااادت مخاوف بين المسااتثمرين األمريكيين من اسااتثمار‬
‫اموالهم في أوربا ايام حصار برلين من قبل السوفيت‪ ،‬فخلا تلكؤ في االقتصاد األوربي الغربي‪،‬‬
‫ومن ثم تراجع في معدل النمو في االقتصا ا ا ا ا ا اااد األمريكي‪ ،‬لذا بحث االمريكان على مخرج لذلك‪،‬‬
‫االمر الذي دفعهم الى تشا ا ا ااجيع حلفائهم إلى تخفيف القيود المفروضا ا ا ااة على اإلنتاج الصا ا ا ااناعي في‬
‫ألمانيا الغربية‪ ،‬وكانت معظم الصا ا ااادرات من المواد الخام كالفحم الكوك والثروة المعدنية‪ .‬شا ا ااجع ذلك‬
‫حموم ادلناور اقناع الغرب بنهج سااياسااة القوة ‪ Politics of Strength-‬وفق النظرية المغناطيسااية‬
‫القائمة على (أهمية دولة المانية متكاملة ومزدهرة وديمقراطية مندمجة مع الغرب س ا ا ا ا ا ااتكون بمثاباة‬
‫‪).310 -309‬‬ ‫المغناطيس لجذب في نهاية المطاف ألمانيا الشرقية)‪( .‬راسي‪،1977 ،‬‬

‫األلمانية ألنها تتقاط م تشيييييييمت النمو‬ ‫لذا طلب اديناور إنهاء سيييييييتاسيييييييا الت ت للمصيييييييا‬
‫الصناعي‪ ،‬وعدم شعبتا هذه الستاسا‪ .‬إلى جانب‪ ،‬تعهد حكومته تحمل جميع االلتزامات المفروضة‬
‫على االمة األلمانية وأخطاء النازية امام المجتمع الدولي لكي تســتطيع دخول الســوق االقتصــاد‬
‫العالمي كدولة مقبولة في المجتمع الدولي في تشــــرين الثاني ‪ ،1949‬مع براعة هذه الحكومة في‬

‫‪119‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫طمأنة الحلفاء الغربيين من رغبة ألمانيا الغربية ان تكون حليفة لهم‪ ،‬مع ان هذه الســـياســـة أ ارت‬
‫الداخل األلماني أنها قد تكون على حساب المصالح األلمانية‪(Hughes, 2014, P.165.) .‬‬
‫ومن جانبه حاول وزير االقتصا ا ا ا اااد ايرهارد إقناع الحلفاء الغربيون قبول برنامجه في اجتماع لندن اواخر‬
‫‪ 1949‬عبر طرح رؤيته الخاصا ا ااة بأهمية التامين االجتماعي في النظام االقتصا ا ااادي األلماني الغربي‪،‬‬
‫(ومن خالل تطبيق الضا ارائب بش ااكل تص اااعدي‪ ،‬والتعليم المجاني‪ ،‬والص ااحة المجانية مع تقديم إعانات‬
‫حكومية للبطالة والتقاعد)‪ ،‬المشا ااار إليه‪ ،‬النتشا ااال المجتمع من الفقر‪ ،‬وذلك يتطلب إزالة الديون بالكامل‬
‫على بلده تمهيدا إلنجاح برنامجه‪ .‬واجهة طرحه معارضة من االمريكان وحلفائهم أصحاب القرار وتحت‬
‫مبرر ان ألمانيا مفلس ا ا ا ااة‪ .‬ألن األلمان متمس ا ا ا ااكين بتس ا ا ا ااديد االلتزامات المالية التي بعهدتهم من إنتاجهم‬
‫ايرهارد بتطبيق البرنامج من شاباط ‪ .1950‬ويبدو ان التحركات العمالية في‬ ‫الصاناعي‪ ،‬مع ذلك حر‬
‫مرحلة بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وتجاذبات النظام الشا ا ا ا ا اايوعي للطبقة العاملة‪ ،‬ومقارنته بال أرسا ا ا ا ا اامالي‪،‬‬
‫‪ )6‬خلق ض ا ا ا ا ا ااغطا على الطبقة الحاكمة‬ ‫وأيهما افض ا ا ا ا ا اال‪ ( .‬مرزوق‪-6( ،‬كانون االول‪،)2005 -‬‬
‫الرأسمالية في خلق بيئة شبه اشتراكية تضمن حقوق الطبقة العاملة والطبقة الوسطى في كنا الرأسمالية‬
‫لصرف اهتمامهم عن الشيوعية‪ ،‬ووراء تمسك ايرهارد ببرنامج اقتصاد السوق االجتماعي‪.‬‬

‫*ا ر التوترات الدولية في برنامج اقتصاد السوق االجتماعي األلماني خالل عقد الخمسينيات من القرن الماضي‪:‬‬

‫س ا ا اااهمت أجواء الحرب الكورية (‪ )1953-1950‬المتوترة‪ ،‬والتخوف من أي تهديد س ا ا ااوفيتي أللمانيا‬


‫الغربية اثناء التصااعيد في الحرب في تغيير السااياسااة االمريكية وحلفائها حيال المانيا‪ ،‬وجنت الحكومة‬
‫االلمانية ثمار جهودها‪ ،‬حين القت (سا ا ا ااياسا ا ا ااة القوة) الديناور القبول في االدارة األمريكية‪ ،‬من خالل‬
‫من الحلفاء القرار األلماني نوع من االسا ا ا ااتقاللية‪ ،‬على ان تكون ير محايدة منذ ايلول‪ .1950‬وفي‬
‫عام ‪ 1951‬برزت تحوالت فأر مت الحرب الش ااركات الص ااناعية األمريكية إنتاجها إلى التس االي ‪ ،‬مما‬
‫من الشركات األلمانية إلى طرح منتجاتها في األسواق‪ ،‬وتمت إعادة تجميع الشركات األلمانية بشكل‬
‫متزايد‪ ،‬وإيقاف عمليات تفكيك المصااانع‪ ،‬مع رفع القيود على مسااتويات الصااناعة االلمانية‪ ،‬باسااتثناء‬
‫صا ا ااناعة األسا ا االحة‪ ،‬ورفع سا ا اايطرة المفوضا ا ااية العليا للحلفاء على االمور الخارجية والمالية في ألمانيا‬
‫الغربية بشكل فعلي‪ ،‬منها من حق سك العملة األلمانية بشكل مستقل بالكامل‪ ،‬ودعم انضمامها إلى‬

‫‪120‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫المجتمع األوربي عبر إش اراكها في المجموعة االوربية للفحم والصاالب في ‪ 25‬تموز‪ 1952‬بهدف خلق‬
‫دولة ألمانية صناعية‪ ،‬مستقرة‪ ،‬قوية‪ ،‬شريكة للغرب‪ .‬وبالنتيجة انعكس على النهوض باالقتصاد األلماني‬
‫وببرنامج اقتص ا ا اااد الس ا ا ااوق االجتماعي التمس المواطن األلماني نتائجه‪(Gareau,(Jun.,1961), .‬‬
‫)‪P.520‬‬

‫ففي الداخل األلماني‪ ،‬أسااهمت مواقا الحركة العمالية في تلك المرحلة بشااكل أو باخر النضاااج‬
‫البرنامج النه القى معارضا ا ا ا ا ا ااة من النقابات العمالية أول األمر‪ ،‬خلق نوع من الضا ا ا ا ا ا ااغط على‬
‫الحكومة السا ا ا ا ا ا ااتمرار دفع االجور في حالة المرض‪ ،‬والخطط االجتماعية‪ ،‬وحقوق المشا ا ا ا ا ا اااركة‬
‫ايرهارد على التنسا ا ا ا ا ا اايق والتعاون مع النقابات‬ ‫للعمال‪ ،‬ووضا ا ا ا ا ا ااع حد ألدنى األجور‪ ،‬مع حر‬
‫العمالية بما يحس ا ا اان واقع العمل‪ ،‬هيئ المجال إلى تحفيز اإلنتاج الص ا ا ااناعي‪ ،‬ونعكس ذلك على‬
‫االقتصاد األلماني بشكل عام ايجابيا‪ ،‬وكفل استم اررية البرنامج‪(Tipton, 2003, P.155.) .‬‬

‫وأثرت تلااك التغييرات على نمط الحياااة في ألمااانيااا الغربيااة‪ ،‬بعااد االحتالل هيمناات الز ارعااة‬
‫الريفية عليها‪ ،‬وان نس اابة ‪ % 21‬من القوة العاملة تعمل في الزراعة حس ااب خطط المحتل‪ ،‬لكن‬
‫حدث تغير في هيكل المجتمع األلماني بعد عام ‪ 1949‬فتراجعت نس ا اابة الزراعة بش ا ااكل كبير‪،‬‬
‫واحدث نمو باالقتصا ا ا ا ا ا اااد األلماني بسا ا ا ا ا ا اابب التركيز على القطاعات العالية اإلنتاج كقطاعات‬
‫الصناعية وتقليل القطاعات المنخفضة اإلنتاج كالزراعة وسبب ذلك تقليت عدد الوظائا في‬
‫القطاع الزراعي مع ارتفاع معدالت الهجرة إلى المدن‪ ،‬وخلق نمو سا ا ا ااكاني عالي سا ا ا اااعد على‬
‫توفر اليد العاملة فجعل األجور منخفض ا ا ااة‪ ،‬وأيض ا ا ااا‪ ،‬س ا ا اااعد على ازدهار االس ا ا ااتثمار المدفوع‬
‫بإرباح عالية‪ (Lindlar, 1997, P.95) .‬وجرى تعديل على البرنامج بوض ااع دس ااتور األعمال‬
‫في ‪ 11‬تش ا ا ا ارين األول ‪ 1952‬وفق ش ا ا ا اراكة تنظم القرار بين اصا ا ا ااحاب الشا ا ا ااركات وبين ممثلي‬
‫الموظفين في القض ا ااايا االقتص ا ااادية واالجتماعية‪ ،‬والقي دس ا ااتور االعمال معارض ا ااة من النقابات‬
‫العمالية‪ ،‬لكنه ساااعد على انتشااار نظام الشااركات المساااهمة‪ ،‬وأساساات شاابكات من مؤساسااات في‬
‫إدارة االعمال والسا ا ااياسا ا ااة والعلوم‪ ،‬وبمسا ا اااهمة ال ارسا ا اامال األمريكي في البيتها‪Hentschel, (.‬‬
‫‪)1998, P. 93.‬‬

‫‪121‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫ومن ذلك أس ا اسا اات شا ااركات مسا اااهمة تعرف بااللمانية )‪ Aktien Gesellschaft (AG‬للنتاج‬
‫واعادة البناء وبدعم من المص ا ا ااارف والبنوك‪ ،‬منها شاا ا ااركات الس ا ا اايارات‪ ،‬واالدوية‪ ،‬والص ا ا ااناعات‬
‫الكيمياوية‪ ،‬والحديد والص ا ا ا االب‪ ،‬وش ا ا ا ااركات انتاج الكهرباء؛ الى جانب الش ا ا ا ااركات المس ا ا ا اااهمة ‪-‬‬
‫الص ااغيرة ( مؤلفة من خمس افراد) والتي تحولت الى ش ااركات متوس ااطة منها ما تجهز المص ااانع‬
‫الكبيرة‪ ،‬او كش ا ااركات الخدمات والتس ا ااويق‪ ،‬واكثر العاملين بهذه الش ا ااركات هو لض ا اامان العمالة‪.‬‬
‫ووسااط هذا النشاااط االقتصااادي انتقلت شااركات صااناعية وهندسااية ومعلوماتية كبرى وفي مجال‬
‫الطاقة كانت تعمل سا ااابقا في القطاع الشا اارقي‪ ،‬لتؤسا ااس شا ااركاتها في مدن لم تكن صا ااناعية في‬
‫القطاع الغربي مثل مدينة انغولش ا ا ا ا ااتات في والية بافاريا قبل عام ‪ ،1945‬ومن ابرز الش ا ا ا ا ااركات‬
‫المهاجرة من مدينة كمينتس (في والية سااكسااونيا)‪ ،‬شااركة اودي‪ ،Audi AG -‬وشااركة ‪Auto‬‬
‫‪ Union Schubert and Salcer‬النتاج محركات فوكس فا ن‪ ،‬وشا ا ا ااركة ‪Wanderer-‬‬
‫‪ ،Werke AG‬وشا ا ا ااركات أخرى كان مقرها في برلين وانتقلت إلى ميون مثل شا ا ا ااركة سا ا ا اايمنز‬
‫‪ Siemens‬و يرها‪(Dilger & Frevert, 2003, P.381).‬‬

‫وخلقت حركة السااوق زيادة الطلب لاليدي العاملة لرفع االنتاج وخفض نساابة البطالة بشااكل كبيرة‬
‫في الجانب الغربي االلماني‪ ،‬وكان ذلك عامل جذب الى اسا ااتقطاب االلمان في الجانب الش ا ارقي‬
‫الواقع تحت السيطرة السوفيتية‪ ،‬الهاربين من التدهور االقتصادي بسبب سياسة الضغط السوفيتي‬
‫على الحريااات التي ادت إلى أزمااات اقتص ا ا ا ا ا ا اااديااة فيهااا‪ .‬لااذلااك تاادفق ‪ 9‬ماليين الجئ من ذوي‬
‫الكفاءات والمهارات والحرفيين الهاربين من المانيا الش ا ا ا اارقية إلى ألمانيا الغربية بفض ا ا ا اال البرنامج‬
‫الذي خلق عامل جذب للعمل للش ا ا ا ا ا ااركات والعمال‪ ،‬واس ا ا ا ا ا ااتمر التدفق إلى ازمة جدار برلين عام‬
‫‪(Dilger & Frevert, 2003, PP.381- 382).1961‬‬

‫والمالحظ ان ا لب هذه الشا ااركات الكبرى التي كانت تسا ااتخدم العمال السا ااخرة من المعتقلين من‬
‫دول أوربااا الشا ا ا ا ا ا اارقيااة لاادى االحتالل النااازي األلماااني قباال الحرب العااالميااة الثااانيااة‪ ،‬تتغااذى هااذه‬
‫الش ا ا ا ااركات في مرحلة ما بعد الحرب على العمالة األجنبية التي تعاني في دولها من ص ا ا ا ااعوبات‬
‫ومشا ا اااكل اقتصا ا ااادية في الوقت الذي تعاني ألمانيا من نقت في القوة البش ا ا ارية بعد الحرب‪ ،‬مع‬

‫‪122‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫االس ا ا ااتفادة من االجور المنخفض ا ا ااة التي تدفع للعامل األجنبي قياس ا ا ااا للعامل األلماني الذي كان‬
‫يطالب بامتيازات للعمل‪ ،‬ما مكن الش ااركات من تحقيق االزدهار االقتص ااادي بفض اال حس اان إدارة‬
‫برنامج السوق االجتماعي والعمالة‪)Nuscheler, 2004, P. 115(.‬‬

‫كما ان المس ا اااهمة األمريكية في الش ا ااركات االلمانية الكبرى ساا اااهم بش ا ااكل كبير لتدعيم الصاا ااناعة‬
‫االلمانية في تلك المرحلة من خالل اسا ا ا ا ا ااتبدال اسا ا ا ا ا ااتيراد السا ا ا ا ا االع المصا ا ا ا ا اانعة بالمحلية خالل عقد‬
‫الخمسينيات من القرن الماضي فقد قللت كل من الواليات المتحدة االمريكية وبريطانيا وفرنسا نسبة‬
‫صا ا ا ا ااادراتهم إلى ألمانيا الغربية ‪ ،%41‬وحذت بلجيكا وهولندا وسا ا ا ا ااويس ا ا ا ا ا ار والسا ا ا ا ااويد حذو حلفائهم‬
‫الغربيين‪ ،‬وخفضا ا ا اوا ص ا ا ااادراتهم إليها الى نس ا ا اابة ‪ ، %66‬وعكس ذلك في قدرة المانيا الغربية على‬
‫االعتماد الذاتي في نمو اقتصا ا ا ا ا ا ااادها‪ ،‬ومكنها من سا ا ا ا ا ا ااداد ديونها‪( Toussaint, (24, Oct. .‬‬
‫))‪2006‬‬

‫ومنحت عوائد االسا ااتثمار العالية زيادة في عدد الشا ااركات‪ ،‬مع من إعفاءات ض ا اريبية للصا ااناعة‬
‫قدرت ‪ 28‬مليار مارك بين عامي(‪ ،)1957 -1949‬حقق مردود عالي في االرباح التي عززها‬
‫اصا ا ااالح العملة األلمانية‪ .‬وعلى الر م من نش ا ا ااوب االض ا ا ارابات العمالية في بعض مناطق أوربا‬
‫بس ا ا اابب الكس ا ا اااد االقتص ا ا ااادي لكن ما اخرج ألمانيا من ذلك قيام المص ا ا ااانع بتدعيم القوى العاملة‬
‫بالالجئين من (العمالة األجنبية)(‪ ،)*2‬قلل ذلك من ضا ا ااغوط النقابات العمالية على اإلض ا ا ارابات‪،‬‬
‫وهذا زاد المعروض من العمالة‪ ،‬وأبقى االجور منخفضا ااة عن دون المسا ااتوى العالمي مما سا اااعد‬
‫الشااركات على المنافسااة واالسااتثمار‪ ،‬وأدى إلى ارتفاع ‪ % 58‬من مسااتوى المعيشااة في ألمانيا‪،‬‬

‫*‬
‫منذ عام ‪ 1955‬تم عقد اتفاقيات بين ألمانيا وكل من ايطاليا واسبانيا والبرتغال واليونان وتركيا وتونس والمغرب‬
‫الستقدام العمالة إلى ألمانيا وان يمن لهم اقامة مؤقتة ‪ ،‬قدر عدد االتراك العاملين فيها ‪ 25‬الا عامل وفق اتفاق‬
‫عام ‪ ،1961‬وتشير المصادر المختصة بشؤون االجانب بان على الر م من عدد العمالة األجنبية في ألمانيا التي‬
‫قدرت ‪ 14‬مليون عامل اجنبي بين عامي (‪ )1973-1955‬اال انهم لم ينخرطوا بالمجتمع األلماني‪ ،‬ولم يتعلموا اللغة‬
‫االلمانية‪ ،‬واطلق األلمان عليهم تسمية العمال الزائرون‪ ،‬رجع ‪ 11‬مليون منهم إلى بلدانهم لعدم تجديد‬
‫عقودهم‪)Nuscheler, Franz, 2004, P.115) .‬‬

‫‪123‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫وتوفير وساائل الحياة المعيشاية‪ ،‬وقلل أعباء الحياة‪ ،‬وزاد الطلب على السالع المحلية على حسااب‬
‫الساالع المسااتوردة‪ ،‬وبالنتيجة قلل التعرض إلى تقلبات السااوق العالمي خالل عقد الخمسااينيات في‬
‫القرن الماضا ااي‪ .‬لكن لم يعد برنامج اقتصا اااد السا ااوق االجتماعي يناسا ااب االقتصا اااد األلماني مع‬
‫تقلبات السا ااوق عالميا‪ ،‬وازدهار االقتصا اااد االلماني بعد الحرب الكورية‪ ،‬ومع طلب الحلفاء زيادة‬
‫في إنتاج صااناعة الصاالب‪ ،‬والذي وصاال ذروة انتاجه في عام ‪ ،1952‬وصاااحب ذلك التغييرات‬
‫الدولية وخا التوتر من بين المنظومتين وفق س ا ااياس ا ااة التعايش الس ا االمي‪ ،‬ومع التقارب األلماني‬
‫الغربي– السا ا ا ا ا ا ااوفيتي في عام ‪ ،1955‬اثر ذلك في حركة االقتصا ا ا ا ا ا اااد الدولي‪ ،‬وحقق نمو عالي‬
‫باالقتص اااد األلماني حين س ااجلت المعاش ااات ارتفاع‪ ،‬وانخفض في البطالة (عبد المؤمن‪،2013،‬‬
‫‪ .)187‬وأيضا ا ا ا ااا زاد الضا ا ا ا ااغط على ايرهارد وقام بتغير في تخطيط و ازرة االقتصا ا ا ا اااد أللمانيا‬
‫االتحاااديااة من خالل منحااه جمعيااات اإلعمااال المركزيااة(*) والنقااابااات العماااليااة احتكااار(كااارتاال)‬
‫مش ا ا ا ااتريات المواد الخام‪ ،‬وتركيز الش ا ا ا ااركات على الص ا ا ا ااناعات الثقيلة ال على ص ا ا ا ااناعة الس ا ا ا االع‬
‫االسااتهالكية‪ ،‬مما منحهم نفوذ اقتصااادي‪ ،‬وزاد نفوذهم مع عودة مقاطعة السااار‪ ،‬الرائدة في انتاج‬
‫الصا ا ا ا ا االب‪ ،‬إلى ألمانيا نهاية عام ‪ ،1956‬كما ان تحديد االسا ا ا ا ا ااعار ادى ايضا ا ا ا ا ااا إلى عودة هذه‬
‫الكارتالت والشااركات الكبرى‪ ،‬إلى جانب ذلك ظهور أزمة عدم التكافؤ التصاااعدي الجور العمال‬
‫في سا ااوق العمل خالل نسا ااب التضا ااخم العالية‪ ،‬وعدم االسا ااتقرار النقدي على الر م من صا اادور‬
‫قانون البنك المركزي األلماني وعمله بش ا ااكل مس ا ااتقل في ‪ 26‬تموز ‪ 1957‬الذي اوجد اس ا ااتقرار‬
‫في مسا ااتوى االسا ااعار‪ ،‬لكن اض ااط ارره شا اراء العمالت األجنبية لدعم س ااعر الص اارف الثابت قد زاد في‬
‫مقدار األموال واحدث ذلك تضخم بعد دمج بنوك الواليات والبنوك المركزية ومن ضمنها البنك المركزي‬
‫في برلين في البنك المركزي األلماني‪ ،‬فضال عن ارتفاع االسعار االستهالكية امام ركود في المعاشاات‬
‫التقاعدية التي تؤمن من الدخل القومي‪ .‬وصاحب ذلك تقلبات السوق العالمي بزيادة التجارة العالمية بعد‬
‫انتعاش دول أوربا اقتصااديا ودخولها ساوق المنافساة اوصال االمور إلى فائض تجاري سابب خفض من‬

‫**‬
‫تأسا ا اس ا اات جمعيات اإلعمال المركزية في عام ‪ 1949‬وتتض ا اامن مجموعة الرابطة االتحادية للص ا ااناعة األلمانية‪،‬‬
‫والغرفة الص ا ا ا ا ا ااناعة والتجارة األلمانية‪ ،‬والرابطة الحرف اليدوية المركزية األلمانية‪ ،‬وتهتم بالقض ا ا ا ا ا ااايا الس ا ا ا ا ا ااياس ا ا ا ا ا ااية‬
‫واالقتصادية والضريبية واالجتماعية‪ ،‬ولها ممثليها في برلمان والحكومة االتحادية األلمانية واالتحاد األوربي‪.‬‬

‫‪124‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫قيمة الدوالر االمريكي مقابل العمالت االخرى‪ ،‬ومع انه س ا ا ا ا اام لالقتص ا ا ا ا اااد األمريكي التنافس وخفض‬
‫التكاليف لكن اثرها على االقتصا ا ا اااد األلماني كانت في خفض التكاليف واالجور على الس ا ا ا اواء اثر كل‬
‫ذلك على الوض ا ا ا ااع االقتص ا ا ا ااادي الداخلي‪ ،‬وجاءت التحوالت االقتص ا ا ا ااادية في ألمانيا الغربية بناء على‬
‫انضا ا ا اامامها إلى السا ا ا ااوق األوربية المشا ا ا ااتركة وفق معاهدة روما في ‪ 25‬اذار ‪ 1957‬القائم على النظام‬
‫التجاري واالقتصا ااادي في السا ااوق الحر على رار ما متبع في الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬كل ذلك حد‬
‫من برنامج اقتصاد السوق االجتماعي من عام ‪ ،1957‬مع استمرار سياسة الكارتالت على الر م من‬
‫إنش ا اااء مكتب الكارتل االتحادي للحد من احتكار الش ا ااركات‪ ،‬وص ا اادوره قانون مناهضاا ااة قيود المنافسا ا ااة‬
‫المطبق عا ااام ‪ (Abelshauser, 2011, P.367) .1958‬وصا ا ا ا ا ا ا ا اال تطور األمور إلى مرحل ا ااة‬
‫خص ااخص ااة الش ااركات الكبرى التي كانت مملوكة للدولة عام ‪ 1959‬منها الش ااركة المس اااهمة بريس اااغ‬
‫للتعدين والص ا ا ا االب ‪ Preussag AG‬وش ا ا ا ااركة فوكس فا ن‪ ،‬وعجلت المجادالت والصا ا ا ا اراعات بين‬
‫القطبين ال أرساامالي والشاايوعي‪ ،‬وأزمة الحرب الكورية في تساريع نشاااط سااوق الشااركات‪ ،‬وباالخت في‬
‫االسا ا ا ااعار‪ (Kempf, 2001, P.86.).‬ي ض ا ا ا اااف إلى ذلك‪ ،‬ان مرحلة ما بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية حققت مستويات متشابهة من النمو وتحسن الدخل في بلدان أوربا الغربية والواليات‬
‫المتحدة األم ريكية‪ ،‬وش ا ا ا ااهدت تلك الدول انخفاض في معدالت البطالة‪ ،‬واس ا ا ا ااتقرار نس ا ا ا اابي‬
‫باالس ا ا ا ا ا ا ااعار‪ ،‬وا رتفاع دخل العمال‪ ،‬وان ألمانيا كغيرها من الدول التي عانت من الدمار‬
‫بسا اابب الحرب مثل اليابان وايطاليا وف رنسا ااا شا ااهدت نموا اقت صا اااديا سا ااريعا ووصا اال ارتفاع‬
‫النمو س ا ا ا اانويا ما بين ‪ % 9 - %7‬قياس ا ا ا ااا عن الدول التي لم تدمر بالحرب فس ا ا ا ااجلت نمو‬
‫سنوي بين ‪ .% 4 - % 3‬ولم يستمر االمر طويال فسبب تنظيم الضرائب المرتفعة والتكاليف‬
‫المتزيا اادة تبا اااطا ااأ النمو االقت صا ا ا ا ا ا ا ا ااادي في ألما ااانيا ااا خالل عقا ااد الس ا ا ا ا ا ا ااتينيا ااات من القرن‬
‫ا‬
‫الماضي‪(Kempf , 2001, P. 87 .) .‬‬

‫ولم تكن االوضاااع الدولية التي دفعت القوى الغربية تخفيف القيود االقتصااادية على ألمانيا وراء نجاح‬
‫األلمان على النهوض وإعادة بناء بالدهم من خالل س ا ا ا ااياس ا ا ا ااة العفو‬ ‫البرنامج فحس ا ا ا ااب بل حر‬
‫والتسام ضد النازية‪ ،‬وجعلت الدولة المواطن اساس بناء المجتمع‪ ،‬وإقامة نظام ديمقراطي سليم سم‬
‫بالتعددية السياسية واالقتصادية‪ ،‬ومساهمة النقابات العمالية في عدم المبالغة في زيادة األجور‪ ،‬والتزام‬

‫‪125‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫األلمان بالعمل وفق نظام ص ا ااارم‪ .‬وعد البعض ان هناك محفزات لالقتص ا اااد أاللماني منها اس ا ااتخدام‬
‫مخزون ال أرسا ا اامال األلماني الموجود مسا ا اابقا‪ ،‬وتدفقات العمالة الماهرة وراء توسا ا ااع اإلنتاج الصا ا ااناعي‬
‫األلم اااني خ اادمت ااه اجواء التوتر ال اادولي المس ا ا ا ا ا ااتمر بين الكتلتين‪ ،‬ل ااذل ااك ع اادوا االمر ليس ب ااالمعجزة‬
‫االقتصا ا ا ا ا ا ا اااديا ااة بقا اادر طفرة في نمو االقتصا ا ا ا ا ا ا اااد األلما اااني ير مس ا ا ا ا ا اابوق في أوربا ااا‪Tipton, (.‬‬
‫‪),2003,P.148.‬‬

‫لذا ال يحسا ا ااب النهوض االقتصا ا ااادي بمثابة معجزة اقتصا ا ااادية اخرجت ألمانيا من واقعها المدمر‬
‫ذات اقتصاااد هزيل بعد عام ‪ 1945‬فحسااب‪ ،‬وإنما في أعادتها كقوة اقتصااادية عالمية‪ ،‬وان كانت‬
‫تحت الغطاء األمريكي‪ ،‬وان الميزة في برنامج اقتص ا ا ا ا ا اااد الس ا ا ا ا ا ااوق االجتماعي ض ا ا ا ا ا اامان العدالة‬
‫االجتماعي للعامل األلماني‪ ،‬وخلق توازن بين هذه العدالة والتطور االقتصادي‪ .‬ومن الواض ان‬
‫االرادة االلمانية باإلصا ا ا ا ا ا ااالح أكثر ما أعطاه مقومات النجاح ألنه بطبيعة الحال المحتل هدفه‬
‫االس ا ااتفادة بقدر اإلمكان من موارد البالد‪ .‬وما الدعم االمريكي في رفع االنتاج وتغيير العملة في‬
‫المانيا اال بهدف تحريك السا ا ا ا ااوق ال أرسا ا ا ا اامالي الذي يهيمن االمريكان عليه ولم يكن من ضا ا ا ا اامن‬
‫خططه أصالح اقتصادي لتحسين واقع الفرد األلماني جوهر القضية‪.‬‬

‫* ا ر اقتصاد السوق االجتماعي في سداد الديون األلمانية‬

‫كان واض ا ااحا الدعم الغربي في مس ا اااعدة المانيا النها تبنت النظام ال أرس ا اامالي‪ ،‬وداعمة لس ا ااياس ا ااة‬
‫الغرب بش ا ا ا ااكل مطلق‪ ،‬وبحكم مركزها االس ا ا ا ااتراتيجي على المحك مع االتحاد الس ا ا ا ااوفيتي وجزئها‬
‫الش ا ا اارقي تحت س ا ا اايطرته‪ ،‬وتتقاس ا ا اام الغرب العداء له‪ .‬مع ذلك لم يخلو المض ا ا ااي بس ا ا ااير العملية‬
‫التجارية أللمانيا الغربية من دون ان تقدم تنازالت للغرب وتقبل بالقيود المشا ا ا ا ا ا ااروطة‪ ،‬ومنها ان‬
‫تدفع الديون الخارجية المستحقة على الراي األلماني كشرط لمن الهوية الدستورية األلمانية دوليا‬
‫إليها‪ ،‬وامام اسا ا ااتجابتها خفضا ا اات الواليات المتحدة األمريكية من الديون المفروضا ا ااة عليها ومنها‬
‫التنااازل على القروض مااا بعااد الحرب‪ ،‬وطااالباات أيض ا ا ا ا ا ا ااا من حلفااائهااا الغربيين تخفيف الااديون‬
‫األلما ااانيا ااة ما ااا قبا اال الحرب العا ااالميا ااة الثا ااانيا ااة‪ ،‬وجا اااءت ها ااذه الخطوات بها اادف ايجا اااد دولا ااة‬
‫مس ااتقرة ))‪(Toussaint, (Oct. 24,2006‬ط بس اابب انش ااغال الواليات المتحدة األمريكية بأعباء‬

‫‪126‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫الحرب الكورية (‪ ،)1953-1950‬واحتمال تعرض أوربا إلى هجوم سا ا ااوفيتي نووي‪ ،‬واحتمال ان‬
‫تكون ألمانيا ساااحة المواجهة بين القوتين‪ ،‬وما خلفته الحرب من ازمة دولية وإرباك في االقتصاااد‬
‫العالمي فزادت الحاجة إلى الدعم األلماني للدول الغربية اقتص ا ا ا ا ا اااديا‪ ،‬لذلك ش ا ا ا ا ا ااجع الغرب على‬
‫نهوض الصا ا ااناعة االلمانية‪ ،‬من خالل السا ا ااماح بتوسا ا اايع صا ا ااادرات االلمانية النعاش االقتصا ا اااد‬
‫العالمي‪ ،‬ومنع الكس ا اااد‪ ،‬ومنها الدعم األمريكي لص ا اارف المارك ألماني إمام الدوالر بس ا ااعر ثابت‬
‫لتعزيز الصااادرات ألمانية بشااكل مباشاار‪ ،‬وبمن الحكومة األلمانية اسااتثمار في قطاعات التعدين‬
‫والصاالب والطاقة مما حقق زيادة بنساابة ‪ % 84.4‬في التجارة الخارجية األلمانية‪ ،‬وبهدف تمكين‬
‫االلماان من ذلاك من الادائنون الى الشا ا ا ا ا ا ااركاات االلماانياة المثقلاة باالاديون امتياازات لكي تتجااوز‬
‫الشااركات الديون من خالل تحقيق مسااتوى عالي من النمو‪ ،‬مع تحسااين مسااتوى معيشااة السااكان‪،‬‬
‫ويتم التسااديد بالمارك االلماني‪ ،‬وفق اقتناء الساالع الصااناعية المسااتوردة‪ ،‬مع بيع الساالع المصاانعة‬
‫االلمانية في الخارج لتحقيق التوازن التجاري‪ ،‬وتسوق لسداد الديون مع مراعاة اعادة اعمار المانيا‬
‫انعكس على برنامج اقتصا ا ا اااد السا ا ا ااوق االجتماعي في إنجاحه‪ (Tipton, 2003, P.159).‬ثم‬
‫جاءت فجوة الدوالر التي اصا ا ا ا ا ااابت اقتصا ا ا ا ا اااديات الدول األوربية االخرى إلى زيادة الطلب على‬
‫المنتج ألماني‪ ،‬ذات الجودة الذي أعطته ميزة سا ا ا ا ا ا ااعرية على منتجات الدول االخرى عالميا‪ ،‬كل‬
‫ذل ااك التق اادم والنمو االقتص ا ا ا ا ا ا ا ااادي مكن الحكوم ااة األلم اااني ااة التف اااوض على ال ااديون‪(Dilger .‬‬
‫)‪& Frevert, 2003, PP.381- 382‬‬

‫ووفق اتفاقية سداد الديون في لندن في ‪ 27‬شباط ‪1953‬خفضت اجمالي مبالغ الديون المفروضة‬
‫على ألمانيا كاموال مستحقة للبنوك الحكومية االمريكية والبريطانية والفرنسية قبل الحرب العالمية‬
‫الثانية‪ ،‬وكقروض قدمتها الواليات المتحدة االمريكية بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وصلت نسبة‬
‫التخفيض الى ‪ ،% 50‬فكان عليها ان تدفع ‪ 15‬مليار مارك ( وفق قيمة كل ‪ 1‬دوالر يعادل ‪4.2‬‬
‫مارك الماني) خالل ‪ 30‬عام‪ ،‬وان يكون سداد الديون بنسبة ‪ % 3‬من عائدات التصدير األلماني‪،‬‬

‫‪127‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫مع تخفيض اسعار الفائدة بين (‪ .)*()%5-%0‬ومنحت االتفاقية مجال لالستثمار العام‪ ،‬مع‬
‫خفض في تكاليف االقتراض‪ ،‬واستقرار التضخم‪ .‬ومع ذلك لم تغفل االدارة األمريكية عن تسويق‬
‫عوائد اإلنتاج الصناعي األلماني في صالحها‪ ،‬ليس من خالل تسديد الديون‪ ،‬والتعويضات فحسب‬
‫بل امتدت إلى مطالبة ألمانيا الغربية في عام ‪ 1953‬بتسديد حوالي ‪ 1.1‬مليار دوالر عن مساعدة‬
‫مارشال‪ ،‬ودفع تكاليف احتالل تقدر بأكثر من ‪ 2.4‬مليار دوالر أمريكي سنويا‪ ،‬صاحب ذلك‬
‫ايقاف تقديم المساعدات األمريكية اليها‪.)Guinnane, 2004, PP.17- 20(.‬‬
‫ونتيجة هذا التخفيض في الديون‪ ،‬ونتيجة الدعم من الغرب الذي ساعد في زيادة الطلب على‬
‫المنتج االلماني عالميا بعد ان كان يعاني من عدم القبول بسبب العداء األلماني‪ ،‬مع السماح الى‬
‫المانيا االنضمام الى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي سبب ذلك حدوث طفرة في عقد‬
‫الخمسينيات من القرن الماضي‪ ،‬فعلى الر م من خسارة سوق أوربا الشرقية‪ ،‬زادت التجارة الخارجية‬
‫االلمانية الغربية ‪ %16‬سنويا عن القيمة الحقيقية‪ ،‬وبذلك تقلت العجز التجاري‪ ،‬واخذت ألمانيا‬
‫تحقق فائض تجاري بعدما دت الصادرات األلمانية بشكل اساسي من السلع المصنعة وكانت‬
‫أوربا المورد الرئيسي والزبون الرئيسي أللمانيا‪ ،‬من اقتصاد السوق االجتماعي النجاح النه بالنتيجة‬
‫ساعدت هذه الخطوات على ارتفاع في االنقاق االجتماعي للفرد في مجال الصحة والتعليم‬
‫واالسكان وفي احداث تنمية اقتصادية‪ ،‬حتى حولت ألمانيا من دولة مدينة الى دائنة‪ ،‬على الر م‬
‫من االستمرار في دفع التعويضات بفائدة‪)Guinnane, 2004, PP.17- 20.(.‬‬
‫وتغيرت المعادلة بشااكل كبير‪ ،‬فقد امتدت سااياسااة الثقة للواليات المتحدة األمريكية حيال المانيا وتحت‬
‫مسااميات المساااعدة المشااتركة والدفاع المشااترك أو االمن المشااترك‪ ،‬ليس في السااماح بإعادة الصااناعة‬
‫األلمانية فحس ا ا ا ا ا ااب وإنما في تس ا ا ا ا ا االي ألمانيا تحت الهيمنة األمريكية‪ .‬وبالنتيجة نهج الحلفاء الغربيون‬

‫البد من االش ا ااارة إلى مقدار تخفيض الديون ففي اجتماع الحلفاء في لندن في ‪ ،1952‬حدد في اول المفاوض ا ااات‬ ‫*‬

‫بدين وفوائد مس ا ا ا ا ا ااتحقة على ألمانيا منذ عام ‪ 1934‬والذي قدر بحوالي ‪ 13.5‬مليار مارك إلى ان تم االتفاق على‬
‫خفض ديونها ما قبل الحرب العالمية الثانية إلى ‪ 7‬مليار مارك الماني‪ ،‬وان تساادد بقسااط ‪ 340‬مليون مارك ساانويا‪،‬‬
‫اما عن ديونها ما بعد الحرب فقد قدر اجمالي الدين ‪ 29.3‬مليار مارك إلى ان خفض إلى حوالي ‪ 7‬مليار مارك‬
‫الماني‪ ،‬على ان تسدد بقسط ‪ 223‬مليون مارك سنويا‪( Guinnane, 2004, P.20.).‬‬

‫‪128‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫سا ا ااياسا ا ااة اكثر مرونة حيال المانيا الغربية وإعادة تسا ا االيحها‪ ،‬وبضا ا اامها إلى المنظومة الدفاعية الغربية‬
‫‪ )106‬حتى دت‬ ‫خالل النصااا االول من عقد الخمسااينيات القرن الماضااي‪(.‬الصاامد‪،1983 ،‬‬
‫ألمانيا في صا اادارة الدول في صا ااناعة األسا االحة وتقنيات التكنولوجيا العالية‪ ،‬واعتماد بعض الشا ااركات‬
‫األمريكية الرائدة في ذلك على خبرة األلمان‪(Glennon, 1990, PP.215-220).‬‬

‫وبرز كل ذلك عندما تمكن األلمان بسا ااداد حوالي ‪ 563‬مليون مارك من الديون وبنسا اابة اقل من‬
‫‪ %4‬من عائدات التصا اادير عام ‪ 1952‬التي قدرت ‪ 17.5‬مليار مارك كأول دفعة عام ‪،1953‬‬
‫وصا ا اال السا ا ااداد إلى ‪ 765‬مليون مارك عام ‪ ،)*(1957‬مما عكس قدرة االقتصا ا اااد األلماني على‬
‫النهوض‪ ،‬ونجاح برنامج اقتص ا اااد الس ا ااوق االجتماعي‪ .‬فس ا ااجلت الص ا ااادرات األلمانية طفرة ‪4.5‬‬
‫اضعاف في نهاية عقد الخمسينيات من القرن الماضي عن مستواها عام ‪ ،1950‬وارتفاع الناتج‬
‫‪(Dilger‬‬ ‫القومي ثالث مرات حتى بلغت نسبته‪ ،% 80‬وارتفاع نسبة االستثمار إلى‪.%120‬‬
‫)‪ &Frevert, 2003, PP.381- 382‬وساااد الرخاء االقتصااادي في ألمانيا الغربية بين عامي‬
‫(‪ )1960 -1949‬بش ااكل متزايد من خالل ارتفاع حصا اات التصا اادير بسااارعة‪ ،‬وانخفاض معدل‬
‫التضا ااخم‪ ،‬وزيادة األجور‪ ،‬مع الطلب المتزايد لاالت الميكانيكية والمواد الكيمياوية‪ ،‬مع زيادة في‬
‫االنتاج الزراعي‪ ،‬وتراجع نسا ا ا ا ا ا اابة البطالة من ‪ %10‬إلى ‪ %1‬خالل ذلك العقد بسا ا ا ا ا ا اابب الطلب‬
‫المتزايد لليد العاملة الصا ااناعية‪ ،‬ونمو قوة العمل بنسا اابة ‪ %3‬سا اانويا بالنتيجة حقق الناتج المحلي‬
‫نموا بمعدل ‪ %6‬س ا ا اانويا في تلك االعوام حتى وص ا ا اال الناتج القومي اإلجمالي األلماني ‪936.6‬‬
‫مليون مارك‪.)Deporte, 1979, PP.333-334(.‬‬

‫وبالنتيجة سخرت ألمانيا األزمات الغربية مع السوفيت في صال تحسين مركزها االقتصادي‪.‬‬
‫وحقق البرنامج منذ إطالقه انطالقة اقتصادية في خالل خمس سنوات انعكس اثرها على المجتمع‬
‫األلماني من خالل تحول المجتمع االلماني إلى منتج خدمي استهالكي‪ ،‬تنمو الطبقة الوسطى‬
‫يه‪ ،‬مع ارتفاع في مستوى معيشة الطبقة الدنيا من فالحين ومهنيين‪ ،‬واختفاء الفروق االجتماعية‬

‫*‬
‫البد من اإلشارة ان بريطانيا وفرنسا اول الدول التي استطاعت ألمانيا من سداد ديونها لهما عام ‪،1973‬‬
‫واستمرت ألمانيا بسداد ديونها حتى عام ‪ ،1983‬وتم تسوية ديونها للواليات المتحدة األمريكية في عام ‪.1988‬‬

‫‪129‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫بين الريف والمدن‪ )Hughes, 2014, P.165.) .‬لذا فان كل ما قيل عن البرنامج انه معجزة‬
‫اقتصادية أو نمو صناعي أو ما نسبة إلى ايرهارد بشأنه‪ ،‬فالمهم المحصلة النهائية منه والتي‬
‫التمس الفرد األلماني نتائجها‪ ،‬ولم تكون طفرة اقتصادية منحت الدولة رصيد بدون ما يكون للفرد‬
‫إليه‪.‬‬ ‫العالم‬ ‫شعوب‬ ‫تسعى‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫نصيب‬

‫الخالصة واالســــــــتنتاجـــــات‬

‫خضاا ا ا ااعت تجربة برنامج اقتصاا ا ا اااد الساا ا ا ااوق االجتماعي في ألمانيا الغربية داخليا إلى الرغبة في‬
‫اإلصالح وتحسين الوضع االقتصادي االجتماعي‪ ،‬وخارجيا إلى متطلبات التوترات الدولية‪.‬‬

‫فعلى الر م من اتفاااق القوى األربعااة المحتلااة أللمااانيااا على تحطيم القوة األلمااانيااة‪ ،‬لكن اكثر مااا‬
‫حرصا ا ا ا اات إدارة االحتالل األمريكي في ألمانيا التركيز على القضا ا ا ا ااايا االقتصا ا ا ا ااادية وأرجعها بلد‬
‫رعوي‪ ،‬مع ذلك جاء التغيير في رؤيتها لتخفا األعباء االقتصادية األلمانية وألهداف إستراتيجية‬
‫كانت تشاطرها بريطانية في ذاك‪ ،‬وبما فرضتها حالة التنافس العالمي بين الرأسمالية والشيوعية‪،‬‬
‫وهو ما ميزهما عن هدف كل من الس ا ا ا ا ا ااوفيت والفرنس ا ا ا ا ا اايين ال ار بين في تحطيم قوة ألمانيا وعدم‬
‫نهوضااها‪ ،‬انعكس بشااكل كبير وايجابي في الحالة األلمانية‪ .‬مع إدراك الواليات المتحدة األمريكية‬
‫مدى العزيمة والقدرة االقتص ا ا ا ا ا ااادية األلمانية وأعوام ما قبل الحربين العالميتين األولى والثانية وما‬
‫بعدهما شا اااهد على ذلك‪ ،‬مع وجود الدوافع والرغبة األلمانية في اسا ااتعادة الثقة والسا اامعة الدولية‪.‬‬
‫تغذيها الحاجة األمريكية الى حليف أوربي ذات ثقل اسا ا ا ا ااتراتيجي واقتصا ا ا ا ااادي كألمانيا داعم إلى‬
‫سياستها في أعوام الصراع بين المنظومتين الرأسمالية‪ ،‬التي تقودها‪ ،‬والشيوعية اللتان تتصارعان‬
‫إلثبات كل منهما نجاحها في إدارة النظام العالمي‪ ،‬جعلها تخلق جو من االس ا ااتقرار االقتص ا ااادي‬
‫والسياسي في ألمانيا الغربية‪.‬‬

‫اما بالنس ا ا ا اابة لأللمان فان اعوام االحتالل االولى وض ا ا ا ااعتهم في دائرة االختبار إلى مدى االرادة‬
‫لديهم في تحسا ا ااين اقتصا ا ااادهم وبناء بلدهم‪ ،‬وجاء طرح برنامج اقتصا ا اااد السا ا ااوق االجتماعي من‬

‫‪130‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫ايرهارد احد مخرجات الهياج الجماهيري على اثر التدهور االقتصا ا ااادي الذي صا ا اااحب إصا ا ااالح‬
‫العملة‪ ،‬وان نجاح البرنامج مثال خطوة أولى لتعديل مسا ااار البالد‪ ،‬وفي أسا اااسا ااه المصا ااالحة بين‬
‫الس االطة الحاكمة والقوى العاملة‪ ،‬وبدونها ال يمكن الخروج من الوض ااع المتأزم في بلد محتل‪ ،‬مع‬
‫اسا ااتغالله التوتر الدولي في صا ااال بناء اقتصا اااده‪ .‬ودليل ذلك اسا ااتمرار االقتصا اااد األلمان بقوته‬
‫ر م إيقاف العمل بالبرنامج منذ بداية عقد الستينيات القرن الماضي‪.‬‬

‫وبفض ا ا ا ا ا ا الااه أيض ا ا ا ا ا ا ااا حققاات الواليااات المتحاادة األمريكيااة تااأييااد بين األوربيين كااداعمااة وحاااميااة‬
‫لأليديولوجية ال أرس ا ا اامالية وتطبيقاتها في مواجهة العدو المش ا ا ااترك الش ا ا اايوعي الس ا ا ااوفيتي ليس بين‬
‫الحكومات األوربية فحسا ا ا ا ااب بل والراي العام األوربي مما سا ا ا ا اااهم في تقبل الوجود األمريكي في‬
‫أوربا ليس عسااكريا وسااياساايا فحسااب وإنما اقتصاااديا وحتى اجتماعيا‪ .‬فقد خلق البرنامج اسااتقرار‬
‫اقتصا ا ا ا ااادي جعل الواليات المتحدة األمريكية في صا ا ا ا اادارة الدول التي تتمتع بعالقات متبادلة في‬
‫كافة النواحي مع ألمانيا الغربية‪.‬‬

‫ان كل أزمة للتصعيد بين المعسكرين كانت تفرض سياسة احتالل مرنة حيال ألمانيا منذ عام‬
‫‪ 1947‬ومن ضمن ذلك جعل الغرب يتقبل فكرة برنامج اقتصاد السوق االجتماعي لخلق مزيد من‬
‫االستقرار الداخلي‪ ،‬ومن خالل إعادة الصناعة األلمانية وتسلي ألمانيا وان كانت تحت الهيمنة‬
‫األمريكية‪ ،‬كل ذلك بهدف عدم انجراف األلمان ومن بعدهم األوربيين إلى الشيوعية في عصر‬
‫تصاعد الحركة العمالية الميالة ألفكار الشيوعية‪ ،‬ويصب االمر بمثابة الضربة لألمريكيين‪ ،‬وهم‬
‫كانوا يريدون ان يكون لهم نفوذ وقرار في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية‪ .‬لقد أثبتت (سياسة‬
‫القوة ونظريتها المغناطيسية) التي وصفها اديناور في عام ‪ 1949‬مدى نجاحها في خلق ألمانيا‬
‫الغربية كقوة اقتصادية راسمالية ذات ثقل وعامل جذب الرتماء ألمانيا الشرقية في كنفها ليس ذلك‬
‫فحسب بل ارتماء اكثر الدول التي كانت دائرة في الفلك الشيوعي السوفيتي في احضان الرأسمالية‬
‫بعد انهيار االتحاد السوفيتي واعادة توحيد ألمانيا عام ‪.1990‬‬

‫قائمة المصادر‪:‬‬

‫‪131‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بشرى طايس عبد املؤمن‬

‫العربية ‪:‬‬
‫ايوجين‪ ،‬دافيدسون‪ ،‬بعث ألمانيا‪ ،‬ترجمة شفيق اسعد فريد‪ ،‬اصدار جمعية الوعي القومي‪،‬‬ ‫•‬
‫‪.1960‬‬
‫دياب‪ ،‬محمد‪ ،‬نهاية العصر السعيد ‪ -‬أزمة النموذج النيوليبرالي للرأسمالية‪ ،‬بيروت‪.2011 ،‬‬ ‫•‬
‫راسي‪ ،‬جورج‪ ،‬االشتراكية والشركات المتعددة الجنسيات‪ ،‬بغداد‪.1977 ،‬‬ ‫•‬
‫الصمد‪ ،‬رياض‪ ،‬العالقات الدولية خالل القرن العشرين‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،1‬بيروت‪.1983،‬‬ ‫•‬
‫عبد المؤمن‪ ،‬بشرى طايس‪ ،‬سياسة الواليات المتحدة األمريكية تجاه االتحاد السوفيتي على‬ ‫•‬
‫النطاق األوربي‪ ،‬اطروحة دكتوراه ير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪.2013 ،‬‬
‫مرزوق‪ ،‬نبيل‪ ،‬دور آليات السوق وتدخل الدولة في اقتصاد السوق االجتماعي‪ ،‬جمعية العلوم‬ ‫•‬
‫االقتصادية السورية‪ ،‬دمشق‪ ،‬في ‪ -6‬كانون االول‪ ،2005 -‬مقالة‪.‬‬
‫•‬ ‫النائب‪،‬‬ ‫احسان عبد الهادي سلمان‪ ،‬المسالة األلمانية من وحدتها إلى اعادة توحيدها‪،‬‬
‫السليمانية‪.2003 ،‬‬

‫‪The English:‬‬

‫•‬ ‫‪Brown, Louis. H., A Report on Germany, New York, 1947.‬‬


‫•‬ ‫‪Deporte, A.W., Europe between the Superpowers (The Enduring‬‬
‫‪Balance ), New York, ,1979.‬‬
‫•‬ ‫‪Gareau, Frederick H., "Morgenthau's Plan for Industrial Disarmament‬‬
‫‪in Germany". The Western Political Quarterly, Vol. 14, No. 2, (Jun.,‬‬
‫‪1961).‬‬
‫•‬ ‫‪Glennon, John P., Foreign Relation of The United states(1955-‬‬
‫‪1957),(East Europe),Vol. XXV, Washington, 1990.‬‬
‫•‬ ‫‪Grandner, Margarete, Conservative Social Politics in Austria,1880-‬‬
‫‪1889, Austrian History yearbook,1996.‬‬
‫•‬ ‫‪Guinnane, Timothy W., " Financial Vergangenheitsbewältigung: The‬‬
‫‪1953 London Debt Agreement ", Economic Growth Center ،Yale‬‬
‫‪University, 2004.‬‬

‫‪132‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫ بشرى طايس عبد املؤمن‬.‫ د‬.‫م‬.‫السياسة االمريكية حيال اقتصاد السوق االجتماعي يف املانيا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية أ‬

• Holmes, Amy Austin, Social Unrest and American Military Bases in


Turkey and Germany Since 1945, Cambridge, 2014.
• Hughes, Gerald, Britain- Germany and the Cold War: The Search for
a European Detente( 1949–1967), Britain, 2014.
• La Feber, Walter, (America- Russia and the Cold War (1945-1971),
Ed.2nd, U.S.A,1972.
• Tipton, Frank B., History of modern Germany since 1815, Berkeley
,2003.
• Toussaint, Eric, (the Marshall Plan and the Debt Agreement on
German debt), (Oct, 24, 2006), cadtm.org.
The Germany

• Abelshauser, Werner, Deutsche Wirtschaftsgeschicht, Von 1945 bis


Zur Gegenwart, Munchen, 2011.
• Dilger & Frevert, Andreas & Ute, Kursbuch Geschichte – Vom Ende
des 18. Jahrhunderts bis zur Gegenwart , Germany, 2003.
• Hentschel, Volker, Ludwing Erhard ( Ein Politikerleben.Ullstein),
Berlin, 1998.
• Kempf, Udo, Hans- George Merz, Kanzler und Minister 1949–1998,
Westdeutscher Verlag, Wiesbaden, 2001.
• Klaus, John. D., the German social market economy –(style) a model
for the European union, Germany, 2006.
• Lindlar, Ludger, Das Mibverstandene Wirtschaftswunder, Ed: 1st,
Mohr Siebeck, 1997.
• Nuscheler, Franz, Internationale Migration. Flucht und Asyl, Ed:1nd,
Budrich, 2004.
• Protokoll der 18. Sitzung des Deutschen Bundestages. (November,
24-25, 1949).
• Roesler, Jörg, (The Stuttgart incidents of October 1948. On the
emergence of the social market economy in the Federal Republic of
Germany), Yearbook for research on the history of the labor
movement, No.1, 2007.
• Wandel, Eckhard, Die Entstehung der Bank deutscher Lander und die
deutsche Wahrungsreform 1948, Frankfurt, 1980.

133 2022‫ مارس‬، 23‫ العدد‬،‫ برلين‬-‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫المدح عند ابن هانئ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القصيدة االندلسية – قصيد ُة‬ ‫ِ‬
‫الشعرية في‬ ‫إمتزاج األغر ِ‬
‫اض‬
‫االندلسي انموذجا‬
‫‪Mixing poetic purposes in the Andalusian poem - the praise poem of‬‬
‫‪Ibn Hani Al Andalusi as a model‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدنان إسماعيل‬
‫جامعة بابل‪ /‬كلية اآلداب‪ /‬قسم اللغة العربية‬
‫‪dr.dhifaf2018@gmail.com‬‬
‫‪07801085197‬‬

‫الملخص‬
‫ِ‬
‫االدب والشع ع ِ‬
‫ععر االندلنع ععي ونش ع ع ‪،‬‬ ‫حول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدائر بين النقاد ومؤرخي االدب َ‬ ‫الجدل‬ ‫على الرغم من‬
‫عارلة‪ ،‬وفردا الى ي ع عع ِ الش ع ع عع ِ‬
‫عية‬ ‫ععر المشع ع ِ‬ ‫عيماال االحت ِاال و ِ‬
‫التقليد لشع ع ِ‬ ‫بين من يرى انطباع بنع ع ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫المصانة التي و ع ع ععل الي ا نظير ا المشع ع ععر ية‪،‬‬ ‫واْلعقلية ال هنية األندلنع ع ععية وال ع ع ع ِ‬
‫عورها لملوِن ال‬
‫ِ‬
‫االبتكار‪ ،‬ب هم لد‬ ‫لعجز الش ع ع عععر ِاال وعدم الدرِ م على‬
‫ِ‬ ‫كن‬
‫المحاكاة لم ْ‬
‫َ‬ ‫التقليد و‬
‫َ‬ ‫وبين من يرى ْ‬
‫أن‬
‫ابتكروا وجددوا في فنون االدب الوا ع ع ع ع ع ععلة الي م ولع فن المواع ع ع ع ع ععحال من أبر الع ِ‬
‫مال التي‬
‫ألنتماال الى اال ع ِ والر ِ‬
‫ببة في‬ ‫ِ‬ ‫عية النااع ة – اال أن قليدهم جاال لشععورهم با‬ ‫وسعم ْ ل الشع‬
‫فة العر ِ‬
‫بية‬ ‫بالتقاليد الشع ع ع ع عععر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اابقاال والتمن ع ع ع ع ع ِ‬ ‫االسع ع ع ع ععتمر ِار ب ل اار بال‪ ،‬ل ا ِ‬
‫عملوا جاهدين على‬
‫المتوارثة‪ ،‬وجعلوا من اه ِ المشع ع ع ععر ِم معال م االعلى‪ ،‬دون أن يعني ل جمود ل االدب وج اف‬
‫وعدم لدر على اال يان بالجديد‪ ،‬او ان يعد عيباً او نق ع ع ع ع ع ع عاً مي على الرغم من خلوا او عدم‬
‫التزام ببعض ما عاب علي م اه المشع ع ععرم‪ ،‬كعدم طرل م الى النواحي ال لنع ع ععةية والمنط ية مما‬
‫الجوانر ال كرفة في ا ع عععرهم‪ ،‬وانما مرد ل الى ان العقافة االندلن ع ععية لد ن ل وابتعدل‬ ‫اي ع ععع‬
‫ع ععيت ا في االندلت‪ ،‬و بقى‬ ‫عن ل العلوم لدرجة حرم درفن ع ع ا كبالي العلوم االخرى التي اع‬
‫للمؤثرال المش ع ععر ية دورها في بناال االدب االندلن ع ععي و كوفن ‪ ،‬من غير ان يصون في ل االلتزام‬

‫‪134‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫د ضفاف عدانن امساعيل‬.‫م‬.‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‬

‫ما يعيم م او يعير غيرهم من اعععراال العربية الن التزام نابم من رببة الاعععورفة باالر بال الدائم‬
.‫بص ما هو عربي م ما طاول الزمن و باعدل الديار‬
‫ أغراض اعرفة‬، ‫ االندلت‬، ‫ ابن هانيال‬، ‫ إمتزاج‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract
Despite the controversy between critics and literary historians about
Andalusian literature and poetry and its emergence, between those who
see their impression of emulation and imitation of Oriental poetry, and
refer it to the weakness of the Andalusian personality and mental
mentality and its shortcomings to reach the same position reached by its
eastern counterpart, and between those who see that imitation and
imitation were not Because of the poets’ inability and inability to
innovate, but rather they have innovated and renewed in the arts of
literature that reach them. Perhaps the art of muwashahat is one of the
most prominent signs that characterized that emerging personality - but
their imitation came due to their feeling of belonging to the original and
the desire to continue with that connection, so they worked hard to
maintain and adhere to traditions The inherited Arabic poetics, and they
made the people of the East their ideal, without that implying the
stagnation and dryness of that literature and its inability to bring new
things, or to be considered a defect or deficiency in it despite its absence
or lack of commitment to some of what the people of the East vexed them,
such as their failure to touch the aspects. Philosophical and logical, which
weakened the intellectual aspects of their poetry, but this is due to the fact
that the Andalusian culture has distanced itself from those sciences to the
extent that it is forbidden to teach them like other sciences that have been
spread Its reputation is in Andalusia, and the oriental influences remain to
play their role in building and forming Andalusian literature, without that
commitment to what faults them or other Arab poets because it is a
commitment stemming from an unconscious desire to permanently
associate with everything that is Arabic, no matter how long the time and
the distance of the lands.

Keywords: blending, Ibn Hani, Andalusia, poetic purposes

135 2022‫ مارس‬، 23‫ العدد‬،‫ برلين‬-‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫المقدمة‬
‫وص االدب العربي‬ ‫على الرغم مما اوردا الباحعون والم تمون باالدب‪ ،‬وعلى وج ال‬
‫ونقدا‪ ،‬من ان الشعر االندلني ما هو اال ادب قليدي محض‪ ،‬لم وح ب عاط ة‪ ،‬ولم ينبض ب‬
‫احناس‪ ،‬وانما اهل عالة على المشارلة‪ ،‬ميما يقولون وما ي علون‪ ،‬فما كان ادب م واعرهم اال‬
‫دى آلثار المشرم وآداب ‪ ،‬وه ا طبعاً كما اارنا الي سابقاً هو رأي ا حاب المدرسة القائلة‬
‫بالتقليد والمحاكاة في االدب والشعر االندلني دون أي غيير‪ ،‬اما ا حاب المدرسة االخرى التي‬
‫ل ب د‬ ‫رى ان التقليد والمحاكاة انما هو امر طميعي يحدث في ك امة تعرض لما عري‬
‫يت ا بعد مدة من الزمن‬ ‫العقافة االندلنية ان طبم ا‬ ‫االندلت من فتح اس مي‪ ،‬فقد استطاع‬
‫بنمال ميز ا من غيرها‪.‬‬

‫احر ال خيرة في‬ ‫عند لول‬ ‫ومن يق أر لمن ارخ لت رفخ االندلت وادب ا البد ان يتول‬
‫لعر الدجى بج ون المؤرم‪ ،‬وحدوا‬ ‫ادباال االندلت ف م كما يراهم لد (لعموا باطراف الك م المعق‬
‫المحلق‪ ،‬بنعر لو رآا المديم لنني اسم ‪ ،‬ونظم لو سمع‬ ‫ب نون النحر المنمق حداال االعشى بمن‬
‫كعير ما ننر وال مدح او بع جرول ما عوى وال نبح) (ابن بنام‪)1979 :‬‬

‫ثم يقول بعد ل (ان م رؤوس اعر وكتابة دفقوا فآننوا البحور واارلوا مبادروا الشموس والمدور)‬

‫(ابن بنام‪ )1979 :‬وعلى ه ا فمن عم ان الشعر االندلني لد " نش نش ة ا باعية قليدية " مغيباً‬
‫في بياهر التقليد متداخ ً مم اعر االلاليم االخرى‪ ،‬ف و ال يعي من امور الشعر اال االو ان‪،‬‬
‫وال ينظر اال الى ظاهرا‪ ،‬ناسياً ان للشعر بوج خاص دون سائر االنواع االدبية االخرى وبالي‬
‫في‬ ‫العلوم والمعارف (روحاً كروح االننان ان نتوي مم الجنت كل في جملة االخ م‪ ،‬و تل‬

‫م ردا ا‪ ،‬وهي ملكة طميعية ال ت ى بالمحاكاة‪ ،‬وموهبة من المواهر التي ال ي تص هللا ب ا جي ً‬


‫دون جي وال الليمياً دون الليم) (خ اجة‪ ،‬محمد عمدالمنعم‪.)1962:‬‬

‫وهناك من عاب على الشعر االندلني ولوف على النمط التقليدي المشرلي من حيث‬
‫الو ن والروي‪ ،‬حتى لو ان الغرض كان م تل اً والمعاني متباينة‪ ،‬ف و لد اكت ى بالقاال نظرة عجلى‬

‫‪136‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫الت رل في الولوع على نوع البحر وحرف الروي‪ ،‬لينارع في ا دار حصم المتمع في ان ك‬
‫عنا ر الق يدة هي والعة يمن دائرة التقليد‪(.‬خ اجة‪،‬محمد عمدالمنعم‪)1962 :‬‬

‫حظ في الع ور االولى ل تح‬ ‫والحق ان دائرة التقليد التي ولم في ا الشعر االندلني يمصن ان‬
‫العرب لتل الم د‪ ،‬الن كان (كقائلي ااب بالطارئ على االندلت فلم يصن مي من طابع ا‪ ،‬وال‬
‫من حياة اهل ا بشيال‪ ،‬فكان بين المجاهدين من عرف بالشعر وار اض بنظم ‪ ،‬ل ل ال ننتغرب‬
‫ان نجد اعرهم مشر ياً يجري على قاليد الشعر المحافظ‪ ،‬وفعني بجزالة الل ظ وف امة العبارة‪،‬‬
‫وفتنم بالنطحية وعدم العمق في افكارا)‪( .‬محمود‪ ،‬نافم‪ )1990 :‬ومن خ ل استقراال ج د‬
‫الباحعين ومؤرخي االدب‪ ،‬يمصن ر د النقال االساس والم مة التي ول وا عندها والتي ميزل الشعر‬
‫االندلني وطبعت بطابم ل االلليم‪ ،‬ف م – اعراال االندلت االوائ – انت جوا ال ال يم الشعرفة‬
‫ني م الى ان م ينتمون الى المدرسة‬ ‫المشر ية واال جاا المحافظ ا ‪ ،‬وا بح باالمصان‬
‫الك سيصية العربية‪ ،‬التي قوم على است ومبادئ نظم القرفض على الطرفقة الجاهلية‪ ،‬والمحافظة‬
‫على ل االست وال يم والتي مدأ غالباً (ببصاال االط ل او االفتتاح بالغزل ثم االنتقال الى الغرض‬
‫االساسي‪ ،‬ومن حيث اللغة ي ض ا حاب ه ا اال جاا االسلوب القديم في المي الى جزالة الل ظ‬
‫وف امة العبارة) (هيص ‪ ،‬احمد ‪ ،)1967 :‬اال ان ه ا االمر غير للي ً فمدأ يمي بمرور الول‬
‫اثر لن ولة طباع م‪ ،‬ولين اخ ل م‪ ،‬ورلة‬ ‫الى (س ولة في الل ظ وس سة في التراكير و ل‬
‫نم وال حمي ل ل اظ ما ال طيق من‬ ‫وال‬ ‫الطميعة االندلنية‪ ،‬والرسال م القول من غير كل‬
‫المعاني المزدوجة‪ ،‬فض ً عن ان م لم يبالغوا في االخ ب نون المديم من ورفة وجناس وطبام‬
‫وغيرها)‪( .‬خ اجة ‪ ،‬محمد عمدالمنعم ‪ )1962 :‬اما من حيث المعاني واالخيلة واالغراض‪ ،‬فالمداية‬
‫المعاني واالخيلة‬ ‫بح ل‬ ‫بالتقليد‪ ،‬اال ان ه ا االمر بدأ هو االخر يمي الى ان‬ ‫ا نم‬
‫واالغراض(وايحة جلية بعيدة عن عمق ال س ة‪ ،‬و دليق الحصماال‪ ،‬لقلة المشتغلين من م بال لن ة‬
‫وايط اد علوم ا في االندلت‪ ،‬وبغض العامة ل ا) (خ اجة ‪ ،‬محمد عمدالمنعم‪ .)1962:‬اال ان‬
‫ل ال يعني ان م ول وا عن االبداع واالبتكار ب ان اعراالهم كانوا يغو ون في (البحث عن‬
‫الممتكر الرائم او الغرفر الطرفف او البعيد الشارد‪ ،‬كانوا يغو ون غو اً على المعاني حتى‬
‫ينت رجون ا كما كانوا يشققون ا حتى ينتوعموا ك اجزائ ا‪ ،‬ب ان م كانوا يعت رون ا وفقطرون ا‬

‫‪137‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫لوة‬ ‫كان‬ ‫حتى يح لوا على ادم عنا رها واهم محتوفا ا) (هيص ‪ ،‬احمد‪ )1967 :‬ل ل‬
‫ي (في المعاني الجرف ة) (الركابي‪ ،‬جودل‪ ، )1955:‬ولد ادل المي ة االندلنية دورها‬ ‫االبتكار‬
‫بص انواع الجمال وال تنة سحرل الشعراال‬ ‫بي ة ا ده‬ ‫في لوة المعاني وغموي ا‪ ،‬والن ا كان‬
‫فمالوا الي ا ين لون من ا اغراي م ومعاني م الشعرفة‪ .‬ول ل ف ن ما عاب البعض من ناول الشعراال‬
‫لمعاني النابقين ومحاولة التقلي واالنتقاص من مقدرة اعراال االندلت الشعرفة‪ ،‬ف ل امر عود‬
‫العرب فكان (امرؤ ال يت يبصي الديار كما بصى ابن خ ام‪ ،‬وان هي اًر كان يرى ان الشعراال ال‬
‫يقولون اال المعاد‪ ،‬وان عنترة كان يعترف ب ن الشعراال لم يغادروا من متردم) (خ اجي ‪ ،‬محمد‬
‫عمدالمنعم‪ )1962 :‬وه ا الرأي سمق الي الجاحظ حين لال (نظرنا في الشعر القديم والحديث‬
‫فوجدنا المعاني قلر وفؤخ من بعض ا من بعض‪ ،‬وال يعلم في االرض ااعر متقدم في شمي‬
‫م ير او معنى غرفر‪ ،‬اال وك من جاال من الشعراال من بعدا ان هو لم يقدر على ل ظ مينرل‬
‫او يدعي ف ن ال يدع ان ينتعين بالمعنى) (الجاحظ‪.)1950:‬والعنصري في كتاب ال ناعتين‬
‫يقول ما اوردا المقري في ن ح الطير (ليت الحد من ا ناف القائلين غنى عن داول المعاني‬
‫مق الحال على ما هي‬
‫ممن قدم م وال ر على لوالم م) (العنصري‪ :‬أبو ه ل‪ )1952 :‬ولم َ‬
‫علي ‪ ،‬فشعراال االندلت‪ ،‬وان استقوا مويوعا م واغراي م من اعر الشرليين‪ ،‬اال ان بعض م‬
‫عمد الى (عرض المعنى القديم في ثوب جديد والت نق في رسم و لوفن ‪ ،‬حتى ان لتننى ا ل‬
‫و حنب معنى جديداً واحناساً طرف اً‪ ،‬ف م ي خ ون بالتحوفر او النقص او الزفادة او الشرح حتى‬
‫يت م مي وايحة جلية و عترف ل م بالتحديد في ه ا الت رف) (خ اجة ‪ :‬محمد‬ ‫حت بش‬
‫ياغة الشعر ِ‬
‫فة ب نو ِن المحدثين‬ ‫ِ‬ ‫عمدالمنعم‪ )1962 :‬ومما ساعدهم على ل اخ هم بتجمي ِ ال‬
‫ِ‬
‫المحننال‪ ،‬ولد كان من ابرِ ل المحننال المقابلة‬ ‫ِ‬
‫نوف من‬ ‫ِ‬
‫المتمعلة (بالو ِ‬
‫ان المدي ِم و وايت ا ب‬
‫والطبام والجناس والتكرار) (هيص ‪ ،‬احمد‪ )1967 :‬ولم ي ْ بعض م ان (يت ع َر بمعاني بعض ا‬
‫وكان حنن التعلي والت نن واالبداع مي واالكعار من سمة من سما م وباباً من ابواب جديدهم‬
‫في المعاني وافتتان م في التشمي ال وامعان م في ال يال) (خ اجة ‪ ،‬محمد عمدالمنعم‪:‬‬
‫ي اة االندلني اة ظ ار ب ورٍة بار ٍة في اعرهم عمر المعاني الجديدة التي استمدوها‬ ‫‪.)1962‬والش‬
‫من بي ت م‪ ،‬و ناغموها مم طميعة الم د‪ ،‬فع ب بيان م‪ ،‬وه ب اعرهم‪ ،‬فعملوا على الت نق في‬

‫‪138‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫الطميعة الغناال في ااعارهم‪ ،‬لتمنح لارئ ا ووجدان‬ ‫االل اظ‪ ،‬فظ ر لدي م الغزل الرليق‪ ،‬وو‬
‫المتلقي (الت ثير ال ني لت م جمال الطميعة) (محمود ‪ ،‬نافم‪ )1990 :‬ل ل عمدوا الى (االيحاال‬
‫ورا ال نية‪ .‬وكعير من اعر االندلت‬ ‫والت وفر والتش يص) (محمود‪ ،‬نافم ‪ )1990:‬في رسم‬
‫هو في ح يقت (اعر ار واال وابم ولناعة اعر فران وراحة لدى اعراال انغمنوا في فن الو‬
‫الدليق لتجارب خارجية‪ ،‬كما رى في فن الربيعيال والزهرفال ال ي انتشر في األندلت انتشا اًر‬
‫ِ‬
‫االندلت‬ ‫جح الدكتور احمد ييف رجوعَ اعر ِاال‬
‫واسعاً) (الجيوسي ‪ ،‬سلمى ال ضراال ‪ )2004:‬وفر ا‬
‫الى اسالير وافكار الشعر ِاال المشار ِ‬
‫لة المتميزِة بالمداوِة الى ان (العرب من ااد االمم ع مي ًة وحنيناً‬
‫الى وطن م وعيشت م االولى‪ ،‬ا رغم ما كان في ن وس م من االثر ال ي اكتنموا من ل الم د‬
‫ل م من الحياة التي لم يصن ل م ب ا ع د في ب دهم كانوا ال يزالون يميلون الى اخيلت م‬ ‫وما ح‬
‫االولى ولم يصن م ماً ل م ان ي جروا عادا م الن العجر وال ي ال الل ين كان ل ما النلطان على‬
‫عقول م‪ ،‬جع هم حتى في ل الم د البعيدة وحتى بعد لرون من انتجاع م اياها يتغنون ب كر‬
‫ب دهم وفت ون الشعر القديم نمو جاً ل م في ال ناعة وال يال وال ي يق أر الشعر االندلني يجدا‬
‫ال العامة والمويوعال التي‬ ‫اخا للشعر في بغداد ب وفي ب د العرب ن ن ا من حيث ال‬
‫عند القدماال) (ييف ‪ ،‬احمد ‪ ، )1938:‬والى ه ا الراي ي هر الدكتور عمد العزفز عتيق‪،‬‬ ‫كان‬
‫ية االدبية‬ ‫ال وخ ائص ميزها من الش‬ ‫ارل ل ا‬ ‫ية االندلنية‬ ‫ف و يرى ان الش‬
‫المشر ية‪ ،‬وان (ما يرى مي احياناً من معان سمق الي ا اعراال المشرم فنمب ما َّ‬
‫نرب الي م ال‬
‫اعورفا من ه ا المعاني نتيجة دراست م ومطالعا م وح ظ م الدب المشارلة وهو امر بعيد عن‬
‫النرلال الشعرفة) (عتيق ‪ ،‬عمدالعزفز ‪ )1976 :‬ولد اعطى المنتشرم االسباني (غارسيا غومت)‬
‫راية ميما حدث من حول في ادب واعر االندلنيين ولرر ان ال يمصن ب ية حال من االحوال‬
‫ادرة عن نزوع عميق الى الترف منتقر في للوب‬ ‫نكران ما في (معاني وال اظ من لوة حنية‬
‫اعراال العرب‪ ،‬وننتشعر مي مي ً الى الراحة والرخاال ر اح الي الن ت‪ ،‬ثم اننا ن ادف مي بين‬
‫الحين والحين ط رال تغلر في ا حدة االلم او ح اررة العاط ة على اسر القوالر الجامدة العابتة‬
‫و جاو حدود المويوعال المقررة التقليدية) (نومت ‪ ،‬غارسيا ‪ )1965:‬اما لغة الشعر االندلني‪،‬‬
‫الي ا‪ ،‬في المدايال االولى‪ ،‬ان الشعر االندلني مادام اعتمد محاكاة للشعر‬ ‫فالنتيجة التي ن‬

‫‪139‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫المشرلي‪ ،‬في االل اظ والتراكير واالغراض‪ ،‬ف بد ان اعتمد على ال اللغة التي جاال ب ا المشارلة‪،‬‬
‫لم ينتمر طوف ً الن (لغة االدب الرسمي لد‬ ‫بما حمل من لوة الشعر الجاهلي‪ ،‬اال ان ل‬
‫أساس) (الجيوسي ‪،‬‬ ‫امتا ل باالبتكار غالباً‪ ،‬وبالجزالة دائماً‪ ،‬ولم يصن في ا ما يدل على يع‬
‫اللغة الشعرفة‬ ‫سلمى ال ضراال‪ )2004:‬ولد ادل بي ة االندلت وطميعت ا دو اًر م ماً في ان ت‬
‫بالبعد عن الغرفر وال شونة الل ظية‪ ،‬ف ارل لغت م تميز (بالن ولة والويوح‬ ‫طابعاً يت‬
‫والع وبة‪ ،‬بحصم كوفن م العقافي المؤست على علوم العربية وآداب ا) ( عتيق ‪ ،‬عمدالعزفز‪)1976:‬‬

‫ختاماً يمصننا القول ان الشعر االندلني لد كان في بدايا االولى ينير منيرة محاكاة‬
‫ية ادبية‬ ‫وا باع لشعر المشرم‪ ،‬ولكن ه ا االمر لم ينتمر وانما استطاع االندلنيون من بناال ا‬
‫ال‬ ‫ية االم ولكن يمصن القول ان‬ ‫خال ة ومنتقلة من غير ان ينتطيم احد ان ين ي الش‬
‫بدأل نحنر و تقلص عن روح الشعر االندلني ال ي امتا (بتجنيم ال يال النحيف‪ ،‬واحاطت‬
‫بالمعاني الممتكرة التي وحي ب ا الحضارة‪ ،‬والت رف في ارم فنون القول‪ ،‬واختيار االل اظ التي‬
‫رج بطميعت ا ك ن ا التو يم الموسيقي‪،‬‬ ‫كون مادة لت وفر الطميعة وابداع ا في جم وعبارال‬
‫ب هي حم على التلحين بما في ا من الرلة والرنين وجزالة الل ظ في اعرهم انما هي روعة‬
‫مولعة وح وة ار باط بنائر اجزاال الجملة و ل فلن ة الجزالة) (الرافعي‪ ،‬م ط ى‪ )1916:‬اخي اًر‬
‫كعيرمن الدراسال االدبية والنقدية‬ ‫ٍ‬
‫بحاجة الى ٍ‬ ‫معطاال‪ ،‬ما ال‬ ‫ان الشعر االندلني ال ي يبقى ن اًر‬
‫ً‬
‫عن ‪ ،‬للكش عن ك الجوانر والنواحي التي ال زال غامضة الى يومنا ه ا‪.‬‬

‫المــدح ‪- :‬‬
‫اعّد الشاعر مرآة عاكنة للمي ة التي يعيش في ا على مر الع ور والدهور‪ ،‬وم ما كان‬
‫مقدارا ومقدر ال نية‪ ،‬ف بد ان يععر في ااعارا على ما يوثق للمرحلة التي عا رها وعاش في ا‪،‬‬
‫وثيقاً ارف ياً او فنياً‪ ،‬ل ل عدل كعي اًر من دواوفن الشعراال في بعض االحيان احد‬ ‫سواال كان ل‬
‫الم ادر التارف ية التي لد عين الباحث التارف ي لينتقي من ا ما يمصن من استج ال الحقائق‬
‫والولائم النابقة‪ ،‬ومعل من اراد ان ينتقرئ ارفخ االدب‪ ،‬فاألغراض الشعرفة التي يحتوف ا ديوان‬
‫أي ااعر يمصن ل ا ان عطي خيطاً معرمياً يناعد على اكتشاف طميعة الحياة االدبية واالجتماعية‬

‫‪140‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫ل ل ا مناحة ومصاناً اكمر‬ ‫سائدة في من ما‪ ،‬وماهية االغراض وال نون التي ا‬ ‫التي كان‬
‫وحي اًز اوسم من بالي ال نون االدبية االخرى‪.‬‬

‫ان غرض المدح واحد من اهم‪ ،‬ب واكعر االغراض الشعرفة لوالً من الدم الع ور التي‬
‫جرى في ا الشعر على لنان العرب‪ ،‬يمصن القول ان ه ا الغرض الشعري لم يظ ر عندما لي‬
‫علي سمة العاط ة ال ا ية‬ ‫الشعر ألول مرة‪ ،‬لكون الشعر في ل المرحلة لد سادل مي وطغ‬
‫وص في الغزل‪.‬‬ ‫وفمدو ل وايحاً على وج ال‬

‫طورفة او لت الى الشص ال ي نراا االن‪ ،‬ف ي المراح االولى‬ ‫والمديح لد مر بمراح‬
‫ل الن اساس الطميعة المدوفة كمن في االعتماد على الن ت‪ ،‬التي نمي‬ ‫كان المديح ف اًر جل‬
‫ة الكمرفاال التي عرف ب ا العرب واات روا‪ ،‬ل ل ال نلمح في اعر الطبقة‬ ‫ية االننان‬ ‫في ا‬
‫نم االخ م‬ ‫او امرئ ال يت ومن سار بركم ما مديحاً ممنياً على الملق و‬ ‫الجاهلية من الم ل‬
‫ومدح الش ص بما ليت مي ‪ ،‬الن العربي في ل المرحلة لم يصن يمدح اال بما يراا ح ي ياً في‬
‫الممدوح من فضائ وخ ال محمودة‪.‬‬

‫ان النقاد حين عريوا لغرض المدح بالنقد حددوا مي ارول المدح الجيد فآختاروا‬
‫في عظيم‬ ‫االسلوب الجزل واالل اظ المت يرة‪ ،‬وان كون ل يدة المدح متوسطة الطول ا ا كان‬
‫طوفلة‪ ،‬وعد بعض الشعراال ان االطالة في المدح انما هي يرب من‬ ‫و ل خشية س م ان كان‬
‫ال جاال كابن الرومي ال ي يقول ‪:‬‬

‫هجاالا‬ ‫اطال‬ ‫فقد‬ ‫مي‬ ‫واطال‬ ‫وا ا امرؤ مدح امرالاً لنوال‬
‫عند الورود لما اطال رااالا (ابن الرومي‪)1981 :‬‬ ‫لو لم يقدر مي بعد المنتقى‬

‫في يوال ل الشرول المتوارثة التي حددها النقاد العرب‪ ،‬والتي ينبغي وافرها في المديح نتوج‬
‫الى الغرب حيث االندلت واعراؤها‪ ،‬فإننا نراهم لد نظموا المدائح واكعروا من ا‪ ،‬حتى لنجد ان‬
‫لنماً لد الت ر اغلر اعرا على المدح فقط‪ ،‬كابن دراج القنطلي وابن حمديت ال قلي‪ ،‬وفنبق م‬

‫‪141‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫ادنى ا ابن هانيال االندلني‪ ،‬مويوع البحث‪ ،‬ولم المدال بدراسة مدائح متنمي المغرب‬ ‫ب‬
‫(ابن هانيال) والتعمق في ا البد من إلقاال نظرة سرفعة وخاط ة على ه ا الغرض الشعري في‬
‫ال ردوس الم قود ه حافظ على اسن وسار علي ا ام ا اب التطوفر والتغيير نتيجة طميعة ل‬
‫الم د‪.‬‬

‫ان الم حظ في اعر المدح االندلني‪ ،‬ان اغلب موج بالدرجة االولى الى خل اال‬
‫االندلت وملوك وامرائ ‪ ،‬ه ا من ج ة والم حظة العانية ان من حيث المضمون يمصن ان نرى‬
‫مي جانمين ‪- :‬‬

‫ال‬ ‫ال الطميعية التي ي لع ا الشاعر على الممدوح وهي‬ ‫االول ‪ :‬التركيز على ال‬
‫قليدية كالمروالة والشجاعة والوفاال والكرم وك ما يحر العربي سماع من خ ال حميدة‪.‬‬

‫اما الجانب االخر ‪ :‬ف و التركيز على انت ارال الممدوح‪ ،‬التي هي ن ر ل س م‬
‫المعارك والجيوش‪.‬‬ ‫والمنلمين وفتبم ل من و‬

‫اما من حيث االل اظ ف ن الشاعر يحاول ان يحشد ل ا االل اظ الجزلة مم التوفيق بين‬
‫اسالير الجزالة وال امة‪ ،‬والرلة والن ولة‪ ،‬والت نق في ال ياغة ال نية ل ل اظ‪ ،‬ميمنح ا ب ل‬
‫عناية كميرة‪.‬وا ا و لنا الى المناال ال ني لق يدة المدح االندلنية فالم حظة التي نترعي انتباا‬
‫الباحث او القارئ الواعي‪ ،‬هي اخت ف طرفقة المناال من ااعر الخر‪ ،‬ف ناك من يمني ل يدة‬
‫المدح على مويوع المدح فقط؛ ا يدخ مي من غير مقدمال وابتداالال‪.‬وهناك من ينت‬
‫الطميعة او ال مر او الشصوى او العتاب ثم ينتق الى المدح‪،‬‬ ‫الق يدة المدحية بالغزل او و‬
‫وهناك من ينت ل ا بمويوعين هما في االغلر واالكعر الغزل والرثاال‪ ،‬حتى ا ا بلغ غايت خرج‬
‫الى المدح وهو المويوع الرئيت للق يدة‪ ،‬والشاعر ليت ممدعاً ل ا الطرفقة ب هو سائر على‬
‫الق يدة المدحية عندهم من مقدمة طللية ا بعوها بننير‪ ،‬فو‬ ‫سنن االلدمين ال ين بني‬
‫االنظار الى االست‬ ‫للرحلة ومشال ا‪ ،‬خال ين ب ل الى المدح‪،‬واول من نب على ه ا المناال ول‬
‫علي ا قاليد ل يدة المدح القديمة ابن لتيبة ال ي لال (ان امَق ّ د الق يد انما‬ ‫الن نية التي بني‬

‫‪142‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫ل‬ ‫الرفيق‪ ،‬ليجع‬ ‫ابتدأ في ا ب كر الديار والدمن واالثار‪ ،‬مبصى واصا وخاطر الربم واستول‬
‫ل بالننير‬ ‫سمباً ل كر اهل ا الظاعنين عن ا انتجاعاً للكأل و تبعاً للماال ومنالط الغيث‪ ،‬ثم و‬
‫فشصا ادة الوجد والم ال رام‪ ،‬وفرل ال بابة والشوم ليمي نحوا القلوب وف رف الي الوجوا‬
‫وفنتدعي ب ا غاال االسماع الي ‪ ،‬الن التشمير لرفر من الن وس‪ ،‬الئط بالقلوب لما لد جع‬
‫النناال‪ ،‬فليت يصاد يصون احد ي لو من ان يصون‬ ‫هللا في ركير العباد من محبة الغزل‪ ،‬وال‬
‫متعلقاً ب بنمر ويارباً مي بن م ح ل او حرام) (ابن لتيبة ‪ ، )1932 :‬فابن لتيبة حدد في‬
‫النابق المناال ال ني للق يدة‪ ،‬ولم ي ل ه ا التحديد من فران وانما اعتمد مي استقراال االاعار‬ ‫ن‬
‫ارل ل‬ ‫على ه ا المنوال وما زال منى‪ ،‬حتى‬ ‫الي ‪ ،‬فمعظم الق ائد نظم‬ ‫التي و ل‬
‫الطرفقة مع المن ج والمدرسة الشعرفة الك سيصية العربية‪ ،‬والشاعر بعد ان يمل على النامم‬
‫عقل ‪ ،‬وامال الي القلوب عمد الى فنون القول (فرح في اعرا‪ ،‬واصا الن ر والن ر‪ ،‬وسرى‬
‫احب المق ود حق‬ ‫اللي وحر ال جير‪ ،‬وانضاال الراحلة والبعير‪ ،‬فا ا علم ان لد اوجر على‬
‫الرجاال والت مي ولرر عندا ما نال من المصارا في المنير‪ ،‬بدأ في المديح مبعع على المصاف ة‪،‬‬
‫وهزا للنماع‪ ،‬وفضل على االاباا) (ابن لتيبة‪)1932 :‬‬

‫واعراال االندلت ساروا على المنحى ن ن ال ي حددا االلدمون وبينة ابن لتيبة‪ ،‬فق يدة‬
‫ل يدة المدح المشر ية في نوعيت ا الى حد‬ ‫ال‬ ‫ال مدح عندهم تعدد في مويوعا ا اال ان ا‬
‫مان مويوعا ‪ ،‬التي ب ا ينتطيم الشاعر ان ينال اعجاب‬ ‫امر طبعي الن لك‬ ‫ما‪ .‬و ل‬
‫الى ممتغاا‪ ،‬وفنتمي ممدوح للعطاال او يحو الحظوة عندا‪.‬عموماً ان غرض‬ ‫سامعي وف‬
‫المدح لد حافظ على االسلوب القديم‪ ،‬وكان الشعراال يعنون باالست ل وحنن الت لص‪ ،‬وربما‬
‫اً لل مر او للطميعة او للملد ال ي نش مي الشاعر او للمرأة التي‬ ‫دور مدائح م و‬ ‫جعلوا‬
‫وا ال ة والنالة والجواد وول وا على الديار‬ ‫احم ا‪ ،‬وللما ا بعض م عن ه ا النمي ‪ ،‬و ان م و‬
‫م‪ ،‬ولم يغرلوا باستعمال الغرفر اال ما‬ ‫واالط ل‪ ،‬ولكن م لم يطيلوا الولوف ولم ينتةيضوا بو‬
‫كان من امر ابن هانيال ال ي سنحاول دراسة ل يدة المدح لدي ‪ ،‬حيث عاب علي النقاد كعرة‬
‫المغاالة و عمد الغرفر محاولة من لتقليد المتنمي‪،‬وكان اغلر مدائح ‪ ،‬كحال بالي اعراال االندلت‬
‫محشوة بالتملق سائرفن على طرفقة المشارلة‪.‬‬

‫‪143‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫المدح في شعر ابن هانيء ‪- :‬‬

‫ا ر ‪ ،‬الر باط وم مت‬ ‫غلر لول المدح على اكعر اعر ابن هانيال وعلي لام‬
‫ب م من رجاالل االندلت‪ ،‬والوايح ان لنماً من مدائح‬ ‫لناسة ع را واع م مان ‪ ،‬ممن ا‬
‫فقد (لتجاه بعض الشيعة ال ين ي م م ح ظ اعر ابن هانيال مدائح في بني امية) (الدلام ‪،‬‬
‫كاملة‪ ،‬كي مصننا من ايراد حصم‬ ‫عمر ‪ )1974:‬ا ن المدائح التي هي بين ايدينا االن لين‬
‫بحق الشاعر غير ما اوردا الدكتور منير ناجي ال ي يرى ان ابن هانيال (لم يعش اال‬ ‫من‬
‫علي من‬ ‫مت ل اً مت ل ‪ ،‬يطرم االبواب منتجدياً يميم اعرا‪ ،‬ب يميم ا يت في سمي ما يح‬
‫الممدوح‪ ،‬او ك ن العزة لم عرف الى ن ن سمي ً‪ ،‬فعاش حيا طارلاً باباً وسائ ً نواالً) (ناجي ‪،‬‬
‫منير ‪ ، )1962:‬ومم ج احترامنا و قدير لما عري الدكتور من راي نقدي نقدرا‪ ،‬لكن ن تل‬
‫مع من حيث ال كرة‪ ،‬من ان ك الشع ارال العرب لد ول وا بابواب الملوك واالمراال‪ ،‬مت للين‬
‫ينتجدون م بميم اعرهم‪ ،‬على الرغم مما يظ رون من كمرفاال و كمر‪ ،‬حتى الشاعر الكمير ابو‬
‫ا ابن هانيال معاالً يحت ي ب ‪ ،‬فما لنا نننى اال ول وننتقم من المقلدين‬ ‫الطير المتنمي ال ي ا‬

‫اركاً‬ ‫؟ ! الم يطرم المتنمي االبواب وفشترل العطايا وال بال الممنوح ل ؟ الم يغادر وفرح‬

‫عطاال‪ ،‬وأوفر ماالً واني ال اجد في ما فعل ابن هانيال اي اً‬


‫ً‬ ‫امي اًر وخلي ة ليطرم باب اخر اجزل‬
‫منامياً لعادال الشعراال ف و ينير في ركم م وفحتوي ن ج م فما ولوف الشعراال على ابواب االمراالاال‬
‫لغاية واحدة تنوع اساليم ا كما اعتقد وارى‪.‬ولكون ابن هانيال ااع اًر عود ا ول وج ورا الى‬
‫عجب القوة‪ ،‬و تن البطولة وراى في اعمال القادة‪ ،‬والوالة من فتوحال‬ ‫المشرم فقد كان‬
‫وانت ارال‪ ،‬ما ينتوجر االاادة ب م على ان اعرا في م لم يصن مديحاً بمعنى الكلمة‪ ،‬ب يمصن‬
‫وفر البطوالل‪ ،‬ومن خ ل استقرائنا‬ ‫المعارك و‬ ‫اعتبارا اع اًر حماسياً ينطوي على و‬
‫لن وص ابن هانيال الشعرفة في غرض المدح يمصننا ان نجعل ا على لنمين ‪- :‬‬

‫ابتداال من جع ر واخي يحيى بن علي بن‬


‫ً‬ ‫االول ‪ :‬ما لال ابن هانيال في الوالة واالمراال‬
‫حمدون‪ ،‬التي يمصن ان يطلق علي ا (المرحلة الشعرفة االولى)‪.‬‬

‫‪144‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫بالمعزفال على غرار‬ ‫االخر ‪ :‬ما لال في ال لي ة ال اطمي المعز لدين هللا وعرف‬
‫وروميال ابي فراس‪.‬‬ ‫هااميال الكمي‬

‫المرحلة األولى ‪ :‬مدائح ابني علي بن حمدون‬

‫يتين البد من استقراال‬ ‫لم الدخول وال وض في مدائح ابن هانيال في ها ين الش‬
‫ارفخ و ول ما الى االندلت والقاال نظرة خاط ة وسرفعة علي ‪ ،‬مصننا من ارساال است ل م ااعارا‬
‫التي لال ا بحق ما‪ ،‬فجدهما دخ االندلت لادماً من الشام وسصن بصورة الميرة ثم انتق حمدون‬
‫(جدهما) الى مدينة بجاية و حر ابا عمد هللا الشيعي‪ ،‬ودخ في م هب ‪ ،‬فلما غلر الم هر‬
‫االسماعيلي وساد افرف ية‪ ،‬ظ ر علي بن حمدون ‪ ...‬ثم ا داد ظ و اًر في ايام عميد هللا الم دي ‪،‬‬
‫فمنى الق ور والمتنزهال وإلام ل في ا سلطاناً ومجداً فق دا العلماال والشعراال وكان بين اول‬
‫ابن هانيال ال ي سمم بجودا وارفحيت ف رع الي عام (‪348‬هع) ف ااد ب كرا وافاض في العناال علي‬
‫ج ادا وبطولت واداب النامية النميلة‬ ‫واالعجاب ب (المراعشي ‪ ،‬ابن ع اري‪ )1983 :‬وو‬
‫في ل يد التي يقول في ا ‪- :‬‬

‫عم‬ ‫ااال‬ ‫ومن‬ ‫خص‬ ‫ااال‬ ‫فمن‬ ‫الملوك‬ ‫ملي‬ ‫الن‬ ‫يميناً‬
‫الظلم‬ ‫يضيال‬ ‫ا اباً‬ ‫ولن‬ ‫ا اباً يضيال ال طوب‬ ‫خلق‬
‫سلم‬ ‫ما‬ ‫فا كاً‬ ‫ب‬ ‫لتنطو‬ ‫راا‬ ‫ا ص‬ ‫دهرك‬ ‫ان‬ ‫ولو‬
‫الحصم‬ ‫القوافي‬ ‫عر‬ ‫ومي‬ ‫المديح‬ ‫يتناهى‬ ‫جع ر‬ ‫الى‬
‫لكم‬ ‫بمدحي‬ ‫او‬ ‫بصم‬ ‫ب ري‬ ‫بدال‬ ‫بي‬ ‫أبالي‬ ‫فلن‬
‫اهتضم‬ ‫فلم‬ ‫واعز موني‬ ‫ايط د‬ ‫فلم‬ ‫كن تموني‬
‫م‬ ‫سواكم‬ ‫عن‬ ‫ا ني‬ ‫وفي‬ ‫ف ي ناظري عن سواكم عمى‬
‫ملت م‬ ‫بشعبصم‬ ‫واعمي‬ ‫جامم‬ ‫بشملكم‬ ‫فشملي‬
‫وحرف الحوادث ميما ا م ( امر‪ ،‬عارف ‪)1961:‬‬ ‫ال طوب‬ ‫اعتوار‬ ‫الي‬ ‫ام‬

‫ه ا طوفلة اثقل ا بمعاني المدح لش ص الممدوح من اجاعة‬ ‫والح يقة فإن ل يد‬
‫لد كراا على مر الع ور واال مان وهو ينتقي من مدرسة المتنمي‬ ‫وكرم وخ ل طيبة حميدة‬

‫‪145‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫الشيال الكعير‪ ،‬حتى ك ن من يق أر ل يد يترآى ل ان ا البي الطير للتشاب الكمير بين ما من‬
‫حيث بناال الق يدة واست ل ا‪ ،‬و راكيم ا وال اظ ا‪ ،‬وهو ال يننى ايضاً ان ي ر بن ن في آخر‬
‫الق يدة كما كان ي ع المتنمي ميقول ابن هانيال ‪:‬‬

‫وجم‬ ‫كظيماً‬ ‫الي‬ ‫جناحي‬ ‫لابضاً‬ ‫رني‬ ‫وان‬ ‫واني‬


‫العدم‬ ‫واخ ي‬ ‫الغناال‬ ‫وأبدي‬ ‫المزار‬ ‫ه وال‬ ‫من‬ ‫الل‬
‫وفي اول الدهر ياع الكرم ( امر‪ ،‬عارف‪)1961:‬‬ ‫ف ني من العرب االكرمين‬

‫وكان لمعاني المديح التي اوردها ابن هانيال في ل ائدا وااعرفت في ه ا المرحلة‬
‫يقظة لوفة مشموبة‪ ،‬يح زها في ا فورة الشباب وحوافز االم والعزم على الظ ور في اوسال‬
‫ل المجتمم الجديد ‪ ،‬بين بالي اعراال ع را المغاربة‪ ،‬فقد ساعدل ملكت الشعرفة واالدبية‬
‫على اخمال كرهم ب ا بحوا حاف اًز ل على جوفد اعرا‪ ،‬و ق فن واالبداع في سحر القرفض‬
‫رج اخراجاً فنياً منتوفة األطراف جميلة النب جزلة الل ظ‪ ،‬ع بة يشيم من ا أثر‬ ‫ل ائدا‬ ‫فكان‬
‫در عن عقيدة‬ ‫الت نق والت ير‪ ،‬وهو لم يصن مدفوعاً بمواعث مادية بحتة‪ ،‬ب ان ل ائدا كان‬
‫لوفة أ خ ل مدى واسم االنتشار في ب د األندلت وأفرف يا وعن ما بم ل من سلطان سياسي‪،‬‬
‫واالخ ص ال ا ي للعقيدة التي آمن ب ا ابن هانيال‪ ،‬جعلت يت انى في الوالال ل ا‪ ،‬فكان مدح‬
‫السرة آل علي في ح يقت مدح للعقيدة اعتنق ا وكافح من اجل ا طوال مرحلة حيا الق يرة‪.‬‬
‫ادلة بعيدة‬ ‫والوالم ان من يق أر ل ائد ابن هانيال في ه ا المرحلة يشعر ب ن ا نابعة من مشاعر‬
‫يت ال نية بويوع وج ال‪،‬‬ ‫عن سمال التكل ‪ ،‬موسومة ب بغة الشاعرفة المطموعة لتظ ر ا‬
‫على اننا ننتغرب حصم الدكتور منير ناجي حين يقول ان (االو اف كل ا الرب الى الغزل من ا‬
‫ب الرج ‪ ،‬وان الشاعر لم يحنن اختيار االل اظ‬ ‫البطولي ال ي يجر ان يو‬ ‫الى الو‬
‫الجديرة بالمدح الموج الى الرجال حيث الك م يجر ان يدل على القوة والشدة االّ ان يصون جدي اًر‬
‫بالنناال) (ناجي ‪ ،‬منير ‪.)1962:‬وفنتمر ابن هانيال في مدح لجع ر بن علي والي الزاب لما‬

‫‪146‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫ينتجلي مي معاالً ل ورة العربي‪ ،‬مشيداً بمآثرة وعروبت التي ربط والشاعر برابط القرابة والعروبة‬
‫والننر ميقول مع ً على ل ‪- :‬‬

‫ر‬ ‫لم‬ ‫سال‬ ‫ا مة‬ ‫بصر‬ ‫انا لتجمعنا وه ا الحي من‬


‫ولدا نا فكصاننا من عن ر( امر‪ ،‬عارف‪)1961:‬‬ ‫ننب‬ ‫من‬ ‫فك ننا‬ ‫اح فنا‬

‫ال التي‬ ‫وهو في مدح ينتجمم ك معاني الكرم والشجاعة والمروالة والعروبة وغيرها من ال‬
‫وا رل بين الناس على مر الع ور‪ ،‬والتي عدوها معيا اًر يحصمون من خ ل على أح ية الش ص‬
‫بالمدح من عدم ‪ ،‬وابن هانيال لم ي ت ايال من ل ف و فض ً عن ما كرنا من مدح البن‬
‫علي بالشجاعة‪ ،‬وان عربي االرومة ربط والشاعر رابطة العروبة ف و يمتا ب اغلر العرب‬
‫من كرم‪ ،‬ولكن وكعادال الشعراال يغالي في اظ ار كرم ممدوح ميجعل يتجاو حا م وهرم بن‬
‫سنان ميقول في ل ‪- :‬‬

‫هرم‬ ‫عدوا‬ ‫حيث‬ ‫هرم‬ ‫ومن‬ ‫حا ما‬ ‫ثكلوا‬ ‫حا م‬ ‫فمن‬
‫كرم‬ ‫لد‬ ‫ان‬ ‫ظن‬ ‫برمت‬ ‫ا ا هو اعطى البعير ال رفد‬
‫قتنم‬ ‫وال‬ ‫ن باً‬ ‫فتن ر‬ ‫عطي االلوف‬ ‫رايت‬ ‫وان‬
‫عم‬ ‫ميما‬ ‫بالجود‬ ‫رد‬ ‫رى بصرة‬ ‫وكان ا ا ما‬
‫من التمر في معل ا من ادم ( امر‪ ،‬عارف‪)1961:‬‬ ‫البصار‬ ‫بمع‬ ‫جود‬ ‫وان‬

‫وهو في المح لة الن ائية يجعل خير البشر من عرب وعجم ‪- :‬‬

‫وأفض الناس من عرب ومن عجم( امر‪،‬عارف‪)1961:‬‬ ‫بالمجد والكرم‬ ‫ياخير ملتح‬

‫‪147‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫والر م‬ ‫اآلجال‬ ‫ماح‬ ‫للورى‬ ‫ك‬ ‫في‬ ‫ك نما‬


‫يط ح من م ال ومن ف ق( امر‪،‬عارف‪)1961:‬‬ ‫الحوض حوض هللا في ك‬

‫وه ا المعتقدال التي غالى في اظ ارها ابن هانيال في اعرا نابعة كما لال المؤرخون لحيا‬
‫ول العقيدة االسماعيلية و شرب لمبادئ ا‪ ،‬اما دعو الى الل و وال مر‬ ‫واعرا من منص ب‬
‫لمناسبة الق يدة التي لال ا حين اهدى جع ر جارفة ليحيى‪ ،‬وعلى الرغم من ل‬ ‫والنناال فكان‬
‫ف و لد اابم الق يدة بمعاني البطولة والشجاعة التي يطلم ا لائد وامير‪.‬‬

‫ول ابن هانيال وطبق ا ر وااعارا اآلفام‪ ،‬و ارل ل ائدا يرددها‬ ‫وعلى ك حال فقد ع‬
‫الى اسماع المعز لدين هللا في‬ ‫الرواة وفنشدها النشاد المنشدون في مجالت ال ل اال حتى و ل‬
‫القيروان مما دعاا الى ان يرس الى والي جع ر في الزاب يطلر من ابن هانيال‪ ،‬وامتع االمير‬
‫لطلر ال لي ة‪ ،‬فايحى الشاعر من ل الحين ااعر المعز‪.‬‬

‫المعز لدين هللا الفاطمي وابن هانيء ‪- :‬‬

‫فة ال اطمية في حدود عام (‪344‬هع او‬ ‫ابن هاني الى القيروان عا مة ال‬ ‫و‬
‫فة مميناً ج لت ا‬ ‫‪345‬هع)‪ ،‬وسعى هناك للقاال ال لي ة‪ ،‬ف نشد اعرا ومدائح ا ص ال لي ة وال‬
‫الي من عز اامخ ومجد مصين‪ ،‬وب الترن اسم ابن هانيال لغاية‬ ‫وعظمت ا‪ ،‬م و اًر ما و ل‬
‫من ابن هانيال ااع اًر خا اً ي اخر ب اعراال المشرم وملوك ا‪.‬‬ ‫في ن ت ال لي ة حين ا‬

‫يقم معظم عدد الق ائد التي لال ا ابن هانيال في مدح المعز لدين هللا ال اطمي احدى‬
‫ل ا اسماً عارف اط ل النقاد واالدباال والعامة هو (المعزفال)‬ ‫وعشرفن ل يدة فقط ال غير‪ ،‬ا‬
‫ه ا الق ائد من‬ ‫بال ااميال‪ ،‬وابو فراس ال ي عرف بالروميال‪( ،‬وربما كان‬ ‫واات ر الكمي‬
‫األسباب المباارة لق ر حياة ابن هانيال‪ ،‬وما لحق من النقمة واللعنة بعد مما ) ( امر‪ ،‬عارف‪:‬‬
‫المعز كان‬ ‫‪ )1961‬لما ورد في ا من مغاالة‪.‬والح يقة ان الحياة التي عاا ا ابن هانيال في كن‬
‫اسرة آل علي‪ ،‬مبعد ان كان منتغرلاً في مل ا وا وا ‪،‬‬ ‫الحال علي في كن‬ ‫عما كان‬ ‫تل‬

‫‪148‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫الحياة بص معاني ا ومظاهرها‪ ،‬وااعر ال لي ة‪ ،‬فكان يجد في عظمة‬ ‫ا بح ااع اًر ي‬


‫المعزوع را مجاالً فنيحاً ينظم الشعر مي ‪ ،‬من ناحية اخرى (كان المعز على جانر عظيم من‬
‫الت م وبعد النظر والحرص على بعث الن ضة االدبية والعلمية في ارجاال دولت الشاسعة‪ ،‬وكان‬
‫من المعق ين ثقافة عالية وفجيد كافة اللغال النائدة في ع را كما كان ااع اًر ر يقاً) ( امر‪،‬‬
‫ال الزعامة مم ما‬ ‫ية و‬ ‫عارف‪ ،)1961:‬ه ا غير ما كان يتمتم ب المعز من النجايا الش‬
‫مدائح ابن هانيال مي نطوي على جانمين‬ ‫ة االمامة فكان‬ ‫ال كان الواها‬ ‫حظي ب من‬
‫المرحلة‬ ‫سياسي وديني معاً ألن كان مغالياً في ا باع الن ج االسماعيلي ‪ ،‬فاست دم في ل‬
‫ال ال الق على ال لق (ابني علي – جع ر وفحيى) فاو ل ما الى‬ ‫االيال القرآنية واسبغ من‬
‫مر بة اعلى من مر بة البشر‪.‬والت نير الوحيد ل ل ينبم من ثير العقيدة االسماعيلية علي ‪ ،‬التي‬
‫وجر علي احترام االمام وجعل بمنزلة االنمياال وربما اكعر من ل اليت هو من يقول في مدح‬
‫جع ر وفحيى ‪- :‬‬

‫خنر‬ ‫لي‬ ‫يحيى‬ ‫لم‬ ‫اني‬ ‫فوالع ر‬ ‫ن الني عن ماني ال ي خ‬ ‫ف‬


‫ف ن لم عدل بش م وال و ر ( امر‪،‬عارف‪)1961:‬‬ ‫جاه ً‬ ‫ميا ابن علي ما مدحت‬

‫او لول ‪:‬‬

‫والر م‬ ‫اآلجال‬ ‫ماح‬ ‫للورى‬ ‫ك‬ ‫في‬ ‫ك نما‬


‫يط ح من م ال ومن ف ق( امر‪،‬عارف‪)1961:‬‬ ‫الحوض حوض هللا في ك‬

‫ف و لد جع في يدا م ا يح االجال واالر ام وحوض الكوثر ي ر من يشاال كي ما يشاال‪ ،‬فما ا‬


‫ال االل ية‬ ‫بعد ل ! ما الجديد ال ي نراا مم المعز‪ ،‬الايال سوى المبالغة والغلو في اي اال ال‬
‫ايافة الى ادخال آيال لرآنية في اعرا‪ ،‬يتوك علي ا ولكن يمصن القول ان بداية ااعارا في المعز‬
‫ال االل ية واي ائ ا على الممدوح‪ ،‬ولكن بعد ان‬ ‫لليلة االلتباس من القرآن الكرفم وال‬ ‫كان‬

‫‪149‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫حمت للمعز واحتكاك مم االسماعيلية الموجودين في محيط مصن من االف اح ب ورة‬ ‫طال‬
‫اكمر عن معتقدا والمبالغة والغلو في ا‪ ،‬على ه ا قنم المرحلة الشعرفة مم المعز‪ ،‬اما ان لم‬

‫ً‬ ‫ٍّ‬
‫جن على الحق كما اعتقد‪ ،‬الن والدا هو ا‬ ‫يتمن باالعراف واالفكار االسماعيلية ف ي ل‬
‫من دعاة االسماعيلية فمن غير المعقول ان يحتاج ابن هانيال الى من يزرع ل المبادئ في‬
‫ن ن ‪ ،‬ولكن يمصن القول ان بحاجة الى محيط يمصن من االف اح عن مصنونا وفحمي من ان‬
‫مرحلة استقرار‬ ‫ال االولى بمعز الدولة‪ ،‬كان‬ ‫يتعرض الي خطر‪ ،‬وفمصننا القول ان مرحلة ا‬
‫ننمي لليلة الحروب‪ ،‬ونتيجت ا محنومة ل الح المعز وجيش ‪ ،‬كما يمصن اعتبار عدم مبالغا في‬
‫ل ائدا االولى والمغاالة في ا خوفاً من ان يم النامم ل ائدا واعرا‪ ،‬ولكون الممدوح خلي ة ف و‬
‫بالت كيد يود وفرغر في ان يمدح كما يمدح ألران من خل اال المشرم وعلى ال الطرفقة من ابتداال‬
‫الشاعر الى غري اال لي والح يقي من الق يدة‪،‬‬ ‫الق يدة بمطالم غزلية طللية حتى ي‬
‫في مدح المعز لدين هللا التي يؤرخ في ا لمعارك خاي ا جيش المعز مم‬ ‫ومعال ل ل يد‬
‫الروم وانكنار بني امية امام جيش المعز‪ ،‬وا ا كان ه ا المعركة لد ولع في عام اربعة واربعين‬
‫المرفة (ابن‬ ‫قلية ساح‬ ‫وث ثمائة لل جرة (‪344‬هع ‪955 -‬هع) حين غ از المعز مدينة‬
‫خلدون‪ /1968:‬ناجي ‪ ،‬منير‪ ، )1962:‬كما ي كر ل ابن خلدون في ارف ‪ ،‬فمعنى ل ان‬
‫ل يدة ابن هانيال هي من بدايال ل ائدا في مدح المعز‪ ،‬ابتدأها على عادة العرب الجاهليين ‪:‬‬
‫‪-‬‬

‫محارفر‬ ‫ال باب‬ ‫استار‬ ‫دون‬ ‫ومن‬ ‫الول دمى وهي الحنان الرعابير‬
‫محموب‬ ‫القلر‬ ‫الى‬ ‫طائي‬ ‫ك‬ ‫اال‬ ‫ومزارها‬ ‫طائية‬ ‫ابعدل‬ ‫نوى‬
‫وفعموب‬ ‫ح ان‬ ‫اال‬ ‫أج‬ ‫وما‬ ‫سلوا طيال االجيال اين خيام ا‬
‫مشموب‬ ‫يلوعي‬ ‫من‬ ‫جمر‬ ‫بعيني‬ ‫وما راعني اال ابن ورلاال ها‬
‫ك نا فرفد بالنماوة مغلوب( امر‪،‬عارف‪)1961:‬‬ ‫اال اي ا الباكي على غير ايصة‬

‫‪150‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫فإ ا اكم ما لد بدأ وايقن ان استحو على مشاعر وسمم ال لي ة عج بالدخول الى‬
‫واساس ل يد (المدح) ميقول مرة واحدة ‪- :‬‬ ‫ما هو ا‬

‫أسالير‬ ‫والمديح‬ ‫د اًر‬ ‫ي‬ ‫وال مدح اال للمعز ح يقة‬


‫الربوبي‬ ‫العدل‬ ‫الى‬ ‫وحصم‬ ‫األمامي معت‬ ‫نجار على المي‬
‫مننوب( امر‪،‬عارف‪)1961:‬‬

‫وفنرد ما هو مصم ل ورة الممدوح وغرض المديح بالحديث عن الرماح والنيوف‬


‫وفرا الى مش د يجع مي النيف ائ اًر ميقول ‪- :‬‬ ‫في‬ ‫و ورة الحرب وغمارها حتى ي‬

‫و رحير‬ ‫اه‬ ‫الروم‬ ‫هام‬ ‫عند‬ ‫ف‬ ‫للعدى‬ ‫وا اًر كني‬ ‫ولم ار‬
‫محنوب‬ ‫الرم‬ ‫وال‬ ‫معدود‬ ‫القطر‬ ‫ف‬ ‫في م‬ ‫كروا آثار سي‬ ‫اا‬
‫دير( امر‪،‬عارف‪)1961:‬‬ ‫وميما ا يقوا من ع اب‬ ‫وميما ا طلوا من حر ب س واعظ‬

‫االسماعيلية‪ ،‬ب ورة طابية على ل ائدا االولى‪،‬‬ ‫اما اننا ال نلمت افكارا ومعتقدا‬
‫ف ا حق مشروع للشاعر كما اويحنا سابقاً‪ ،‬فإن هو اكت ى بدالئ بنيطة اال ان ا اوف بالغرض‬
‫كرل في الق يدة ف و حين يقول في ه ا الق يدة ن ن ا ‪- :‬‬ ‫ال ي من اجل‬

‫و جرفر‬ ‫باالل‬ ‫علم‬ ‫دلي ن‬ ‫وحنمي مما كان او هو كائن‬


‫محروب‬ ‫هللا‬ ‫حارب‬ ‫من‬ ‫ولكن‬ ‫الغيوب هواجني‬ ‫رم سج‬ ‫ولم‬
‫القول م فوك وال الوعد مص وب‬ ‫ف‬ ‫وعدا‬ ‫منجز‬ ‫هللا‬ ‫ان‬ ‫واعلم‬
‫فقد حم مقدور ولد خط مصتوب‬ ‫معد وارث االرض كل ا‬ ‫وان‬
‫محجوب‬ ‫الناس‬ ‫سائر‬ ‫عن‬ ‫ولكن‬ ‫وهلل علم ليت يحجر دونكم‬
‫ك ير‬ ‫وبغض‬ ‫ديق‬ ‫وحب‬ ‫داللة‬ ‫وان‬ ‫قديت‬ ‫و كرك‬
‫و ع ير‬ ‫هم‬ ‫العيش‬ ‫فان‬ ‫واال‬ ‫لعال‬ ‫الدنيا رياك‬ ‫انما‬ ‫اال‬

‫‪151‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫يمين‬ ‫من‬ ‫اال‬ ‫هو‬ ‫فما‬ ‫وان طال عمر في نعيم وببطة‬
‫موهوب( امر‪،‬عارف‪)1961:‬‬

‫ال‬ ‫وهنا يحق لنا ان نتناالل ‪ :‬ه بعد ه ا ما يشصكنا بعقيدة الشاعر وان لم ينت ض في منح ال‬
‫االل ية لممدوح ؟! فاين هو العناال الكمير ال ي يتكمدا القارئ البنيط والمتعمق لشعر ابن هانيال‬
‫والعقيدة االسماعيلية في ايجاد افكار ه ا العقيدة في ل يدة هي بدايال لمرحلة طوفلة من م مت‬
‫للمعز ال اطمي ! وفي ل يد االخرى التي عدل من بدايال مدح للمعز ال اطمي (امت من‬
‫االولى من حيث التارفخ الزمني نراا يبقى محت ظاً ب ال ال يغة والن ج والمناال‬ ‫الحق)‪ ،‬والتي ل‬
‫التقليدي للق يدة والدخول الى غرض المدح ب ورة مباغت مباارة من غير اجحاف بحق الق يدة‬
‫وال اخ ل بمنائ ا ال ني وهو يقول بعد ان ي تتح ا بالغزل ‪- :‬‬

‫ي تلط‬ ‫الورد‬ ‫بماال‬ ‫العمير‬ ‫مع‬ ‫معطرة‬ ‫أن اساً‬ ‫بعث‬ ‫والرفح‬
‫غلط‬ ‫وال‬ ‫في ا‬ ‫للندى‬ ‫ام ة‬ ‫ال‬ ‫ك نما هي أن اس المعز سرل‬
‫وال‬ ‫الدنيا‬ ‫على‬ ‫بؤس‬ ‫مر‬ ‫ما‬ ‫شم‬ ‫األنواال‬ ‫اهلل لو كان‬
‫لنط( امر‪،‬عارف‪)1961:‬‬

‫ولو نتمعن في ل يد ه ا نراا يؤكد مرة اخرى احدى افكار العقيدة االسماعيلية المتعلقة بار بال‬
‫محمد ف ين ي بح الرسول‬ ‫االمام ب ال هللا سبحان وان افض العرب والعجم ب افض آل بي‬
‫‪،‬يا أفض الناس من‬ ‫( لى هللا علي وسلم) وال بيت االط ار(وج بجوهر ماال العرش مت‬
‫عرب ومن عجم) والقول ان ه ا النلوك ال ي اظ را ابن هانيال في اعرا لم يصن ل هدف غير‬
‫ارفحة الممدوح للعطاال‬ ‫كنر المال واستدرار العطاال‪ ،‬وك ما ي عل انما هو محاوالل لتحرف‬
‫كقول ‪:‬‬

‫‪152‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫ال لق‬ ‫سيد‬ ‫يحيى‬ ‫لكن‬ ‫ماجد‬ ‫سيد‬ ‫لوم‬ ‫لك‬


‫والر م‬ ‫اآلجال‬ ‫ماح‬ ‫للورى‬ ‫ك‬ ‫في‬ ‫ك نما‬
‫ومن‬ ‫م ال‬ ‫من‬ ‫يط ح‬ ‫الحوض حوض هللا في ك‬
‫ف ق( امر‪،‬عارف‪)1961:‬‬

‫اما المرحلة العانية من مدح ابن هانيال للمعز ال اطمي فتمدأ حين يت رن المعز لمحاربة االموفين‬
‫والعباسيين‪ ،‬وفي ه ا المرحلة شتد العقيدة واالفكار االسماعيلية بالظ ور ب ورة جلية وايحة‬
‫في اعر ابن هانيال‪ ،‬وربما امصننا ارجاع سمر ل الى ان مدح للمعز حين انت ارا على الروم‬
‫لم يصن ل ما ينون اظ ار مبادئ ل العقيدة‪ ،‬فاألمر ال يعني م من لرفر او بعيد اما حين بدأل‬
‫موا ية البن هانيال للني من م واظ ار‬ ‫الحروب مم االموفين والعباسيين‪ ،‬فإن ال ر ة ا بح‬
‫العقيدة‪ ،‬ربما لينال الحظوة عند المعز ال اطمي وه ا امر عارفت العرب في‬ ‫مدى ايمان بتل‬
‫المشرم‪ ،‬فكان النقائض فناً ادبياً نش من رحم ل النزاعال الدينية والنياسية‪ ،‬وال غرابة ان ينتق‬
‫ل ال ن الى المغرب ل ل ا بحنا ن حظ طغيان النزعة وال كرة االسماعيلية ب ورة وايحة‬
‫احدى‬ ‫على ل ائد المرحلة العانية لمدح ابن هانيال لل لي ة ال اطمي المعز لدين هللا‪ ،‬ولما كان‬
‫معتقدال االسماعيلية تمع في ان االمامة كالنموة‪ ،‬واالمام مع وم حتماً على حين ال يع م‬
‫غيرا حتى االنمياال ان ن م ( امر‪ ،‬عارف‪)1952:‬‬

‫عما وجدناا في‬ ‫وف هر ابن هانيال في ناول ال لود والمبالغة والمغاالة م هباً ي تل‬
‫ال االل ية التي اختص ب ا ال الق عز وج وحدا و رد‬ ‫مدائح المرحلة االولى‪ ،‬ف و يض ي ال‬
‫من التعاليم االسماعيلية‬ ‫ب ا عن سائر خلق على ال ال لي ة ال اطمي‪ ،‬وه ا االفكار جاال‬
‫القائلة بحلول هللا ب ال االمام فمرة يضم ال لي ة فوم م اف االنمياال حين يقول ‪:‬‬

‫وف يحا‬ ‫اعجماً‬ ‫استوفنا‬ ‫حتى‬ ‫عن إف امنا‬ ‫ما ا نقول جلل‬
‫والت رفحا‬ ‫التعرفض‬ ‫فك يننا‬ ‫النبم المعاني الننا‬ ‫ب‬ ‫نطق‬
‫رفحا‬ ‫بصن‬ ‫الظنون‬ ‫حط‬ ‫وجد العيان سناك ح يقاً ولم‬

‫‪153‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫الروحا‬ ‫فكن‬ ‫علماً‬ ‫وامدها‬ ‫ورة‬ ‫ورل من ملكول رب‬


‫مي‬ ‫القرآن‬ ‫و نزل‬ ‫ا دل بم رك النموال العلى‬
‫مديحا( امر‪،‬عارف‪)1961:‬‬

‫او هو يقول في ال الق يدة ‪- :‬‬

‫م توحا‬ ‫دون ا‬ ‫بابا‬ ‫اارف‬ ‫ه لي الى ال ردوس من ا ن ولد‬


‫وحا‬ ‫ال نوب‬ ‫موبقة‬ ‫غ ار‬ ‫لاد اًر‬ ‫عزف اًز‬ ‫منتقماً‬ ‫دعوا‬
‫يوحى‬ ‫كوحي‬ ‫ال ام‬ ‫ونجي‬ ‫كنموة‬ ‫خ فة‬ ‫فض‬ ‫او ي‬
‫الجزف‬ ‫اعطى‬ ‫من‬ ‫خير‬ ‫يا‬ ‫الي مطية‬ ‫يا خير من حج‬
‫منوحا( امر‪،‬عارف‪)1961:‬‬

‫ف و لد منح للمعز ال ردوس يدخ في ا من يشاال من عباد هللا‪ ،‬وابن هانيال يعي ماماً ب ن احد‬
‫الداخلين الي ا‪ ،‬كون لنان حال ال لي ة والعقيدة االسماعيلية والمدافم االوحد عن ما بص ما او ي‬
‫ال اختص ب ا ال الق سبحان‬ ‫ب ل ب اطلق على ال لي ة‬ ‫من يراوة واراسة‪ ،‬ولم يصت‬
‫دون غيرا من البشر ف و (منتقم‪ ،‬عزفز‪ ،‬لادر‪ ،‬ب هو غ ار ال نوب) وه ا بيض مما افاض ب‬
‫القارئ هنا‪ ،‬هو مادي ال لي ة ال الشاعر‪ ،‬اف‬ ‫مدح ابن هانيال للمعز ال اطمي‪ ،‬وال ي ينتول‬
‫الت وف ل والت نيرال ؟! فليت هناك من‬ ‫يعلم ه ا ان ما ينمع يدخ في باب الك ر م ما كان‬
‫ع ر واحد يملك احدهما او ك هما‪ ،‬لت وف ما سمق و قدم من اعر وما ورد مي من مبالغة وغلو‪.‬‬

‫كان ك ما قدم اعر مدح قدم ب ابن هانيال للمعز ال اطمي ال ا في ان ابدع في سبص‬
‫ال على الممدوح حتى خرج ب ا عن محيط‬ ‫ونظم ولكن من ج ة اخرى غالى في اي اال ال‬
‫في ا‬ ‫المعقول‪ ،‬والم لوف وك ه ا مر بمراح متشاب ة نت ي بق يد االخيرة التي بيناها لي‬
‫ال للمعز‬ ‫ال هللا سبحان‬ ‫ابن هانيال الى درجة لي للممدوح بصيةية عجيبة جاع ً من‬

‫‪154‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫عد المؤرخون مو مقتوالً كان‬


‫من ج ة متحم ً نقمة العلماال‪ ،‬وال ق اال من ج ة اخرى‪ ،‬حتى َّ‬
‫ورة والعية لتعاليم االسماعيلية ال لنةية مصن ابن هانيال‬ ‫بنمر اعرا ه ا‪ ،‬وا بح ديوان يمع‬
‫من ان يمعل ا خير معي ‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫بعد ك ما قدم من بيان االغراض الشعرفة التي مزج ا ابن هانئ في ل يدة المدح لدي لما‬
‫وج خطاب الى المعز ال اطمي وال ا ان ابدع في سبص ونظم وغالي من بعض االماكن‬
‫ورة جديدة لمي ت وهيص اعري متوارث وفمصن ان نجم بشص سرفم‬ ‫الشعري يمع‬ ‫ا بح ن‬
‫اهم االستنتاجال التي اصلت ا مويوعة البحث بما يلي‪-:‬‬
‫اوالً‪ :‬ان الشعر االندلني كان رديداً ل دى الشعر المشرلي مما عاب بعض النقاد على االندلت‬
‫ونتاج ا ولكن ال يعني ل بالضرورة ان كان قليداً ا م ب َج د اعراال ل االرض باي اال‬
‫الروح االندلنية لكن م احترموا وساروا على قليد اه المشرم من حيث االعتماد على اركان‬
‫ومصونال الق يدة من عاط ة وخيال و ور وو ن ولامية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬ولكون الق يدة العربية القديمة في المشرم اعتمدل في كوفن ا على إمتزاج و داخ‬
‫االغراض ك ل كان الحال في ل يدة المدح عند ابن هانئ فقد جمم وما ج اكعر من غرض في‬
‫فشاع لدي ه ا‬ ‫نتاج كما كان متعارف عند اس ف فجمم المدح الى جانر الغزل والو‬
‫المناالفي كوفن النص الشعري‪.‬‬
‫لل لي ة ال اطمي المعز الدين هلل حتى ااتا ر بالمعزفال على غرار‬ ‫ثالعاً‪ :‬والمدح لدي وظ‬
‫ال ااميال والنيةيال‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬كان يمي الى روح المداوة التي ثر في ا بما ل أر من اعر الجاهليين واالس ميين فكان‬
‫وفر البطولة واالفت ار‬ ‫المعارك و‬ ‫ال اظ تنم بالجلبة والقعقعة خا ة ا ا علق االمر بو‬
‫بشدة الب س‪.‬‬
‫يم في ال نعة واست دام‬ ‫خامناً‪ :‬اما المعاني ف ي لرفبة وايحة وهو لد يعتمد الى الت وف والت‬
‫سالير المديم‪.‬‬

‫‪155‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫الق يدة لدي امنى من لوحال متعددة للو ول الى الغرض الرئيني فتمدأ بالغزل‬ ‫سادساً‪ :‬كان‬
‫والتشمير و كر او اف الحميبة والتي في الغالر لد كون من حي ال يال ثم االنتقال بحنن‬
‫الت لص الى غرض المدح‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬يظ ر جلياً ان العقافة الدينية بم درها االول القرآن الكرفم لد لعر دو اًر م ما في حياة‬
‫الشاعر و ثر ب بشص جلي ووايح عمر است دامال النص القرآني خ ل الننق الشعري سواال‬
‫يال التارف ية ال البعد الديني‪.‬‬ ‫اكان عن طرفق التناص او االلتباس والتماهي مم الش‬

‫المصادر والمراجع‬
‫القرآن الكرفم‪.‬‬ ‫•‬
‫ا جاهال الشعر االندلني الى ن اية القرن العالث ال جري ‪ :‬نافم محمود‪ ،‬دار الشؤون العقامية‬ ‫•‬
‫العامة‪ ،‬بغداد‪ ،‬ل‪.1990 ،1‬‬
‫فة ‪ :‬احمد هيص ‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬م ر‪ ،‬ل ‪،3‬‬ ‫االدب االندلني من ال تح الى سقول ال‬ ‫•‬
‫‪.1967‬‬
‫االدب العربي في االندلت ‪:‬عمد العزفز عتيق‪ ،‬دار الن ضة العربية‪ ،‬للطباعة والنشربيرول‬ ‫•‬
‫‪ ،‬ل‪1975 ، 1‬‬
‫ب غة العرب في االندلت ‪ :‬احمد ييف‪ ،‬مطبعة االعتماد‪ ،‬ل ‪.1938 ،2‬‬ ‫•‬
‫الميان المغرب في اخبار اه االندلت ‪ :‬ابن ع ارى المراكشي‪ ،‬احمد بن محمد‪ ،‬حقيق‪،‬‬ ‫•‬
‫احنان عباس‪ ،‬بيرول‪.1967 ،‬‬
‫ارفخ ابن خلدون (المقدمة) ‪ :‬ابن خلدون‪ ،‬ابو فد عمد الرحمن بن محمد‪ ،‬دار الكتاب‬ ‫•‬
‫اللمناني‪ ،‬بيرول‪.1968 ،‬‬
‫ادم الرافعي‪.‬دار الكتر العلمية‪،‬بيرول‪،‬لمنان‪١٩٧٠،‬‬ ‫ارفخ اداب العرب ‪ :‬م ط ى‬ ‫•‬
‫كتاب الحيوان ‪ :‬ابي ععمان عمرو بن بحر الجاحظ ‪ ،‬ر ‪ :‬عمدالن م هارون ‪ ،‬ل‪،2‬‬ ‫•‬
‫‪ ، 1950‬اركة مصتبة ومطبعة م ط ى البابي الحلمي ‪ ،‬م ر‪.‬‬

‫‪156‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫امتزاج االغراض الشعرية يف القصيدة االندلسية – قصيدة املدح عند ابن هانئ االندلسي امنوذجا أ‪.‬م‪.‬د ضفاف عدانن امساعيل‬

‫ال خيرة في محاسن أه الجزفرة ‪ :‬ابن بنام‪ ،‬ابو الحنن علي‪ ،‬حقيق‪ ،‬د‪ .‬احنان عباس‪،‬‬ ‫•‬
‫دار العقافة‪ ،‬بيرول‪ ،‬ل ‪.1979 ،2‬‬
‫ارح ديوان المتنمي‪ ،‬عمد الرحمن المرلولي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيرول‪.1980 ،‬‬ ‫•‬
‫و طورا ‪ :‬غارسيا غومت‪ ،‬رجمة‪ ،‬حنين مؤنت‪،‬‬ ‫الشعر االندلني‪ ،‬بحث في خ ائ‬ ‫•‬
‫مصتبة الن ضة الم رفة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ل ‪.1965 ،2‬‬
‫الشعر والشعراال ‪ :‬ابن لتيبة‪ ،‬ابو محمد بن عمد هللا بن منلم بن لتيبة الدينوري‪ ،‬حقق ويبط‬ ‫•‬
‫االستا نعيم ر ور‪ ،‬دار الكتر العلمية‪ ،‬بيرول‪،‬‬ ‫‪ ،‬د‪ .‬م يد لميحة‪ ،‬راجع ويبط ن‬ ‫ن‬
‫ل‪.1985 ،2/‬‬
‫العنصري ‪ ،‬ر‪ :‬علي‬ ‫نيف ابي ه ل الحنن بن عمدهللا بن س‬ ‫كتاب ال ناعتين ‪:‬‬ ‫•‬
‫محمد البجاوي‪ ،‬محمد أبو ال ض إبراهيم ‪ ،‬ل‪ ، 1952 ،1‬دار احياال الكتر العربية ‪ ،‬عينى‬
‫البابي الحلمي واركاؤا‪.‬‬
‫في االدب االندلني ‪ :‬جودل الركابي‪ ،‬مطبعة الجامعة النورفة‪ ،‬دمشق‪.1955 ،‬‬ ‫•‬
‫ل ة االدب في االندلت ‪ :‬محمد عمد المنعم خ اجة‪ ،‬منشورال مصتبة المعارف‪ ،‬بيرول‪،‬‬ ‫•‬
‫‪.1962‬‬
‫م مح الشعر االندلني ‪ :‬عمر الدلام‪ ،‬منشورال دار الشروم‪ ،‬بيرول‪.1974 ،‬‬ ‫•‬
‫ن ح الطير من غ ن االندلت الرطير ‪ :‬المقري‪ ،‬ابو العباس احمد بن محمد‪ ،‬حقيق‪،‬‬ ‫•‬
‫ادر‪ ،‬بيرول‪.1968 ،‬‬ ‫احنان عباس‪ ،‬دار‬
‫ابن هانيال االندلني‪ ،‬عارف امر‪ ،‬بيرول‪.1961 ،‬‬ ‫•‬
‫ابن هانيال االندلني‪ ،‬درس ونقد‪ ،‬منير ناجي‪ ،‬دار النشر للجامعيين‪ ،‬ل ‪.1962 ،1‬‬ ‫•‬

‫‪157‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫الطب والتطبب يف بالد اببل د‪.‬وسن جاسم حممد‬

‫الطب والتطبب في بالد بابل‬


‫‪Medicine and medicine in the country of Babylon‬‬

‫د‪ .‬وسن جاسم محمد‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية اآلداب ‪ /‬قسم التاريخ ‪-‬العراق‬

‫‪wasanjasim@coart.uobaghdad.edu.iq‬‬

‫الملخص‬

‫يتناول هذا البحث الطب والتطبب في العراق القديم وخص و و وووا و و ووا ‪،‬ند كالبابليين ‪،‬ا كا الطب‬
‫يقس و ووم ال الطب ال ونوخي واالخر الطب العلمي وهذا ما اور و ووحتا د ارط و ووة االلوا الطينية التي‬
‫دونت العلوم الطبية في بالد الرافدين ‪ ،‬واظورت لنا ا الطب العراقي القديم كا مرخبطا بالعرافة‬
‫والسو ووحر وكا طو ووبب نتو وونخوا واال‪،‬تقاد ا مصو وودر االمرال التو ووياطين واالروا التو وور ر بدلي‬
‫النص ووول الطبية التي خم كت ووروا ‪،‬بر العص ووور التار زية التي اودخنا بوا النص ووول المس وومار ة‬
‫التي وردت حوالي منتصو و و و و و ووو االلو الفووالووث وكووذلووق االلرين الفوواني واالول قب و الميالد ‪ ،‬وقوود‬
‫خض و و و وومنت خلق النص و و و ووول معلومات كفير ‪،‬ن مونة الطب وكياية مزاولتا خالل هذ الرتر كما‬
‫كتو وورت التنقيبات االفر ة في العديد من المواقر االفر ة في وادا الرافدين ‪ ،‬ا ‪،‬فر المنقبين ‪،‬ل‬
‫ادوات دقيقة مف متارط ومالقط وكالليب وابر ‪ ،‬ا اورحت النصول المسمار ة بتك دقيق‬
‫مونة الطب وطبيعة ‪،‬م االطباء في العراق القديم والطو و و و وويما في بالد باب واًو و و و ووور ‪ ،‬وايضو و و و ووا‬
‫اور و ووحت مده الت و ووور التي واو و و اليوا الطب الرافديني وط و ووعة انتت و ووار في مناطق ‪،‬ديد من‬
‫لق من خالل اكتتاف العديد من النصول الطبية المدونة باالكديةك بابلية‬ ‫العالم القديم ‪ ،‬وكا‬
‫واًور ة في خلق المناطق ‪.‬‬

‫وقد اورح قانو حمورابي المكانة المرموقة التي كا يتمتر بوا الطبيب في ‪،‬ود والطيما الماد‬
‫ك‪ 223 – 215‬الذا يعد من اقدم القوانين الطبية المعروفة انذاك والط و و وويما ا مس و و وولة حمورابي‬

‫‪158‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫وسن جاسم حممد‬.‫الطب والتطبب يف بالد اببل د‬

‫اامة العيالميين‬، ‫ليوا البعفة الررنسية في مدينة طوطة‬، ‫فرت‬، ‫م والتي‬.‫ ق‬1750 -1792‫ك‬
‫ة‬،‫ل ايدا نرر من العيالميين وهي اليوم موجود في القا‬، ‫ااو و و و و وومة البابليين‬، ‫حيث نوبت من‬
‫تو و و و و و وور ماد ل طبواء‬، ‫ وقد خق قانو حمورابي احده‬. . ‫البوابليوة في متحو اللوفر في بار‬
. ‫خعالج موارير خااة بممارطة الطبيب لمونة الطب‬،

.‫ ادو ة كيمياو ة‬،‫ نباخات‬،‫ التداوا‬،‫ خجبير‬،‫ خطبيب‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract
The research deals with medicine in ancient Iraq from the
Babylonians, as medicine was divided into priestly medicine and the other
scientific medicine. Diseases, demons and evil spirits, as evidenced by the
historical ages, which were provided by the cuneiform texts that were
received around the middle of the third millennium, as well as the second
and millennium BC. These texts included much information about the
medical profession and how it was practiced during this period. Many
archaeological sites in Mesopotamia, if the excavators found precise tools
such as scalpels, tweezers, clips and needles,as cuneiform texts showed 6
and kaleeb waber, as the cuneiform texts explained in an accurate manner
the profession of medicine and the nature of the work of doctors in ancient
Iraq, especially in the countries of Babylon and Assyria.
Keywords: medicine splinting by medication plants chemical drugs

‫المقدمة‬

‫يعد الطب من اقدم النص و و و ووول البابلية التي خعود ال فتر باب القديمة في النص و و و ووو االول من‬
‫ل الرغم من التو و ووق الذا كا يراود‬،‫ظمتوا و‬، ‫االلاية الفانية قب الميالد ا كانت باب في اوج‬
‫ ا كا يعتقد با ام‬، ‫في وجود طلب حقيقي في لق الوقت‬ •‫هيرودوتك‬ ‫ف ر المؤرخ اليوناني‬
‫ن االطباء البابليين الذين كانوا يزرجو‬، ‫ حيث كتب‬، ‫اطو وومو طبا بابليا ال يتعده وجود خجارح‬
‫جمير مرراهم ال التارع حيث لم يكن لديوم اطباء نظاميين وكا الناس الذين يمرو يقدمو‬

159 2022‫ مارس‬، 23‫ العدد‬،‫ برلين‬-‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‬
‫الطب والتطبب يف بالد اببل د‪.‬وسن جاسم حممد‬

‫و حفوا ‪،‬ل اخباع الطرق التي اخبعوها او ً و و و و و وواهدوا من اخبعوا وحقق‬ ‫نص و و و و و وويحة للرج المر‬
‫التراء ‪.‬‬

‫اال ا حقيقة الواقر خنافي ما طو ووبق كر خماما ‪ ،‬ا كا أا ًو ووزق يصو وواح باالمرال بامكانا‬
‫االطو ووتعانة بالزدمات الطبية التي خمفلت بنو‪،‬ين االول ممارطو ووة ال ونوخي كاالًو ووب او االًو ووبو‬
‫كانت ‪،‬الجات طو و ووحر ة من ناحية ومؤفر نرسو و وويا خنفي ار قو ا ‪ ،‬ومن ناحية اخره كانت العالجات‬
‫طبية بحفتا معتمد ‪،‬ل مجمو‪،‬ة منتجة واطعة من االدو ة ‪.‬‬

‫ا ‪،‬اش االنسووا في بالد وادا الرافدين طوال االف السوونين في بيية طوويطر ‪،‬ليوا الدين وااللوة‬
‫‪ ،‬وط و و و و و ووبب االمطار التي كانت خواجوا منذ بدء الزليقة ‪.‬فري االلو الفالث قب الميالد ط و و و و و وومي‬
‫طبيب باللغة االكدية كاط و و و و ووو المت و و و و ووتقة من كلمة ط و و و و ووومر ة كااو وقد خمتاا طبيب ‪،‬راقي من‬
‫ختو ووزيق المصو وواح باالمرال وا‪،‬طاء الدواء المناطو ووب للتو ووزق المصو وواح ‪ ،‬وخمفلت واو وورات‬
‫الطبيب بالمص و و و و ووادر النباخية والحيوانية ومغذية وكم يعتمد ‪،‬ل التعاو ذ والس و و و و ووحر ‪ .‬وكما ا‪،‬تمد‬
‫االطباء اط ووالفا اما في االلو الفاني قب الميالد فقد خطور الطب بت ووك كبير وهذا ما اور ووحة‬
‫لنو ووا قو ووانو حمورابي الو ووذا ميز بين الطبيو ووب والج ار البيطرا وخحو ووديو وود ‪،‬ملوم واالجور التي‬
‫يتقار و و وووها لحماية المواطنين من الجت و و وور واالخطار التي يتعرر و و ووو لوا لذلق ور و و وور حمورابي‬
‫د ارطو و ووة‬ ‫قانو ‪،‬قوبات ‪،‬ل االطباء الذين يسو و ووييو اطو و ووتزدام مونة الطب التي يزاولونوا ‪ .‬ا‬
‫خار خ الطب البابلي يجس وود ف ر العلم الرافديني المنوجي الذا يور ووح التطور التقني والص وونا‪،‬ي‬
‫في ‪،‬ملية ا و و و وونا‪،‬ة االدو ة وخلط اال‪،‬ت و و و وواح ‪ ،‬ار و و و ووافة ال ما خقدما من معلومات ورقية ‪،‬ن‬
‫المعتقدات الدينية المجسو و وود بالممارطو و ووات السو و ووحر ة‪ ،‬كما ورو و ووح اهم المتو و وواك التي يعاني منوا‬
‫االنس ووا قديما وحديفا‪.‬فض ووال ‪،‬ن ور وور االط ووباح والحلول بما يترق مر طبيعة االمرال ودرجة‬
‫وخمكنا من التزلق من االمة‪.‬‬ ‫خطورخوا‪ ،‬ومعرفة االطاليب العالجية من اج ًراء المر‬

‫اوال‪ -:‬الطبيب في بالد بابل‬

‫خعد مونة الطب في العراق القديم من اهم المون حيث خعود ال االلو الفالث قب الميالد وكا‬
‫الطبيب ك‪ asu‬كط وواكز‪،1999،‬ل‪، 323-322‬اللغة االكدية مت ووتقة من ال لمة الس ووومر ة ك‪A-‬‬

‫‪160‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫الطب والتطبب يف بالد اببل د‪.‬وسن جاسم حممد‬

‫وهي خعني الرج و الووذا يعرف المووا ك او الز ووت وقوود ‪،‬فر ‪،‬ل اكفرمن نق طبي لوووذ‬ ‫‪Zu‬‬
‫الرتر في مدينة نرر بالقرح من مدينة ‪،‬رق جنوبي العراق كالتيزلي‪،2014 ،‬ل‪. 290‬‬

‫وقد روت لنا قصووة فقير نرر التي خعود للعصوور البابلي القديم ا روت الحكاية الفالفة انتووطة هذا‬
‫التو و ووزق المحب للم از المتن ر بويية طبيب ك‪ asu‬وواو و ووو مظور الطبيب بانا حليق الوجا‬
‫و حم رمزا مونتا قارور الت و وراح والمنجر ‪ ،i‬فيما ختو ووير نصو ووول أخره ال ا الطبيب كا‬
‫يحم كي‪ .‬ا‪،‬توواح ايضووا وكانت مدينة ايسوون العلمية مركز مدرطووة مومة للطب والووا لوال الوا‬
‫للطب كباقر‪،،‬لي‪،‬طليما ‪،1980 ،‬ل‪. 215‬‬

‫هذ القصو و و و و و ووة اكدت ا الطب معروف منذ القدم ووجود ا طباء كذلق جاء هذا ‪،‬ل ‪،‬ك‪ .‬ما‬
‫اد‪،‬ووا هيرودوخ‪، .‬نوودمووا قووال افنوواء ا ووارخووا لبوواب و لم يكن هنوواك أطبوواء في بالد بوواب و في القر‬
‫الزام‪ .‬قب الميالد ‪ ،‬ا كانت هناك ممارط و ووات طبية مور و وووعية حس و ووب ما اكدخوا النص و ووول‬
‫ومراقبة ا‪،‬رال‬ ‫المسو و و و و و وومار ة التي كرت ا الطبيب اطو و و و و و ووو ك‪ asu‬كا يقوم بمراقبة المر‬
‫المرل التي خظور ‪،‬ليا فم يقوم بتت و ووزيق المرل ووا و ووو الدواء الذا يناط و ووب مرر و ووا وقد‬
‫اطلق ‪،‬ل هذ الممارط و و و ووة الطبية باط و و و ووم ك‪ asutu‬أا الطب العلميكاوخ‪،1990،.‬ل‪. 278‬‬
‫الممارط و و و و و ووات الطبية ظورت في حض و و و و و ووار وادا الرافدين منذ اقدم االامات وهي مس و و و و و ووتقلة‬ ‫ا‬
‫ومتميز كطليما ‪،1993 ،‬ل‪. 317‬‬

‫وال طو وويما كا الطبيب البابلي ك ‪ asu‬قد وا و و ال مسو ووتو ات متقدمة في مونة الطب ‪ ،‬ا ا‬
‫ممارط و ووة الطب البابلي خظور مس و ووتوه فن طب ا ‪،‬ت و وواح التقليدا الذا يعتمد ‪،‬ل ادو ة كفير‬
‫منوووا ادو ووة ات قيمووة طبيووة معروفووةكبوواقر‪،،‬لي‪،‬طو و و و و و ووليمووا ‪،1980،‬ل‪ . 214‬ومن القر الرابر‬
‫‪،‬توور قب الميالد وواوولت لنا رطوواب اجنبية من خارج وادا الرافدين خؤكد با ا طباء البابليين‬
‫كانوا يد‪،‬و ال البلدا المجاور الط و و ووتت و و ووارخوم واالط و و ووتراد من جدارخوم وخقدموم العلمي ومفال‬
‫لق رط وواب مارا التي خص ووو لنا طبيعة الطب البابلي وخور ووح لنا أط ووماء وفعاليات جملة‬ ‫‪،‬ل‬
‫أطباء بابليين كانوا في خدمة الملق والحكام التابعين لا في المناطق المجاور ا كا الملق هو‬
‫لق يتم بصووور مباًوور يتدخ‬ ‫المسووؤول ‪،‬ن خرقية هؤالء ا طباء وخسوونموم منااووب ا‪،‬ل وكا‬

‫‪161‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫الطب والتطبب يف بالد اببل د‪.‬وسن جاسم حممد‬

‫بص ووور ً ووزص ووية من اج خفبت خعيينوم بص ووور مؤقتة او دابمة في داخ البالط او خارجا في‬
‫ا قاليم والمد التابعة لمل ا كاوبنوايم ‪،1981،‬ل‪. 387‬‬

‫واكد حمورابي من خالل قانونا التو و و و وووير والذا نق ‪،‬ل وجود أطباء مسو و و و ووتقلين مسو و و و وومو لوم‬
‫لق قد حددت اجر الطبيب ‪،‬ند‬ ‫ممارطو و و و و و ووة فنو طبوم من أا وقت يزتارونا ‪ .‬قرو و و و و و ووافة ال‬
‫وخفبيتووا من قبو القوانو ‪ ،‬وكذلق نجود ا العقوبة القوانونيوة خنخذ مجراها في‬ ‫مراجعتوا المر‬
‫حالة ارخ اح الطبيب الا خطن بتسوو و ووبب بوقوع حادفة معينة و بدوا ا العقاح كا اوو و ووارما جدا‬
‫كطو و و ووليما ‪،1987،‬ل‪ ، 267‬والطو و و وويما نق القانو ‪،‬ل بتر يد الطبيب الذا يتسو و و ووبب بموت‬
‫خالل العملية ا ا كا رجال ح ار ولي‪، .‬بداكطو و و و ووليما ‪،1987،‬ل‪. 267‬واًو و و و ووور ماد‬ ‫المر‬
‫التي ًوور‪،‬وا الملق حمورابي هي الماد ك‪ 218‬التي نصووت ‪،‬ل ككا ا احدا الطبيب جرحا ‪،‬ميقا‬
‫في جسو و و و و و ووم رج و و حر ومو ووات الرج و و ‪ ،‬او حو وودا فقبو ووا في ‪،‬ينو ووا و‪،‬ميو ووت العين‪ ،‬قطعو ووت يو وود‬
‫الج ار كطليما ‪،1987،‬ل‪. 267‬‬

‫اما بالنسووبة اووحاح المرخبات ف ا الوروور هنا يزتلو حسووب الطبقة االجتماعية التي خزق‬
‫وحس و و ووب خطور حالتا ‪ .‬فقد خميزت اجر الطبيب بالنس و و ووبة للرج الحر ف انت معالجتا‬ ‫المر‬
‫‪،‬ملية التجبير البس وويطة ل س وور او معالجة ما ‪،‬ادية يدفر لوا خمس ووة ً وويقالت من الرض ووة ك ك‬
‫ً و و و و وويق يعادل حوالي ‪ 8‬غرامات اما ا ا كا الرج ‪،‬بدا فيدفر ً و و و و وويقلين فقط اما في العمليات‬
‫الص و وولبة والمعقد و‪،‬ند حدوا خطن ما فقد يتس و و وبب بتطبيق قانو العقوبات ‪،‬ل ممارس الطب‬
‫الح وواالت ال ‪،‬تو و و و و و وور ًو و و و و و وويقالت من الرض و و و و و و و ووة‬ ‫ه ووذا ونالح ا السو و و و و و ووعر يرخرر في بع‬
‫كالبديرا‪،2000،‬ل‪29‬‬

‫ثانيا‪ -:‬اساسيات تشخيص االمراض‬

‫كا الس ووكا في بالد الرافدين والط وويما ط ووكا بالد باب يعتقدو بوجود ا روا الزبيفة التي لوا‬
‫طاقة خارقة ختروق بوا ‪،‬ل البتو و و وور اال انوا اق قدر من االلوة ‪ ،‬وقد او و و ووورت ا روا الزبيفة‬
‫بت ووك يفير الر‪،‬ب والزوف ‪ ،‬مفلما وا وورت في النص ووول المس وومار ة وهي خعبير ‪،‬ما يتص ووور‬
‫العراقيو القدماء قااء خلق المزلوقاتك‪،‬لي‪،1985 ،‬ل‪. 202‬‬

‫‪162‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫الطب والتطبب يف بالد اببل د‪.‬وسن جاسم حممد‬

‫يمكن القول ا طكا بالد باب القدماء ا‪،‬تقدوا ب وأرجعوا طبب االمرال الجسدية والنرسية‬ ‫ا‬
‫ا وقات ال ا‪،‬مال التو و و و و وويطا واالروا التو و و و و وور ر كباقر‪،،‬لي‪،‬‬ ‫التي خصو و و و و وويب الناس في بع‬
‫االمرال واالالم‬ ‫طليما ‪،1980،‬ل‪ ، 218‬وفي الوقت نرسا كانت االلوة خصيب البتر ببع‬
‫نتيجة ارخ اح الت ووزق خطن او أا نب اخجا االلوة وكذلق الت ووياطين خص وووح البت وور وخس ووبب‬
‫لوم االمرال المزتلرة ك‪،‬بد الرحمن‪،1989،‬ل‪، 118-104‬ا يعد هذا احد االط ووباح الربيس ووة‬
‫ل او و و و و ووابة با مرال بسو و و و و ووبب مايرخ با االًو و و و و ووزال من افام ومعااو و و و و ووي بحق االلوةكالبدرا‪،‬‬
‫‪،2000‬ل‪ ، 29‬ا كا بنظرهم ااالة خلق االمرال والتو و و و و و ووراء منوا ال يتم اال بنخراج االروا‬
‫الت و وور ر والعرار ت من اجس و ووام المررو و و ‪ ،‬وهذا ا مر ال يتم اال من خالل االط و وواليب ال ونوخية‬
‫التي كا للس و ووكا ا‪،‬تقاد برا‪،‬ليتوا وافرها ال بير في القض و وواء والتزلق من االمرال ‪،‬ن طر ق‬
‫التعز م والرقي)‪. (Ritter,E.,1965,p.311‬‬

‫وقد كا للميا افر كبير في ًراء االًزال المصابين بالتطوير والعالج و‪،‬دو ‪،‬نص ار اطاطيا‬
‫الت و و و و و و و ور و و وواء‬ ‫‪،‬و ولو و‬ ‫ف ووي الو وع و و وودي و و وود م وون خو ول و و ووق االطو و و و و و و و و ووالو وي و و ووب الو وت ووي خس و و و و و و و و و ووا‪ ،‬و و وود الو وم وور و و‬
‫)‪(James,E.,1961,p.706‬وهذا ما دلت ‪،‬ليا التعو ذ االخي‪-:‬‬

‫ككمرودخ يا ابن ايا بالماء الصافي طبر مرات‪،‬فم طبر مرات رش المر‬

‫واب و و و وعو و و وود ‪،‬و و و وون ال و و و وع و و و ورو و و وور و و و ووت‬ ‫‪ ،‬نو و و ووق ال و و و ومو و و وور و و و و‬ ‫ط و و و ووو و و وور ال و و و ومو و و وور و و و و‬
‫رابيق كاالمين‪،1952،‬ل‪. 45‬‬

‫بالماء المقدس النقي من‬ ‫خور و ووح التعو ذ ‪،‬ا ‪ ،‬االً و ووب اا الس و وواحر ا يرش جس و وود المر‬
‫اج اخراج العرار ت من جسد وخطوير من المرل‪.‬‬

‫ثالثا‪ -:‬الوصفات الطبية لمعالجة المرضى عند البابلين‬

‫‪ .1‬واو دقيق ال‪،‬رال المرل والتتزيق المررول ‪.‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪ .2‬االدو ة واال‪،‬تاح التي يجب خحديد اطتعمالوا وطر قة خحضيرها وا‪،‬طابوا للمر‬
‫‪ .3‬نتيجة العالج كاالحمد‪،1988،‬ل‪ 66‬كالتيزلي‪،2014،‬ل‪. 291‬‬

‫‪163‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫الطب والتطبب يف بالد اببل د‪.‬وسن جاسم حممد‬

‫حددت أطو و وواليب العالج في العراق القديم بالتحديد في بالد الرافدين بعد ختو و ووزيق االمرال‬ ‫ا‬
‫وإ‪،‬طاء الدواء المناطو و ووب ‪ ،‬وهذا دلي ‪،‬ل حسو و وون المعرفة بالعقاقير وخراكيبوا ‪ ،‬ا كا مصو و وودر‬
‫الطب ‪،‬ندهم من االلوة التي يعود لوا التو و و و ووراء من المرل ‪ ،‬وقد كا االلا كأيا الحكيم طو و و و وويد‬
‫الميووا هو الووا الطووب وا طبوواء ممووا يوودل ا للموواء دو ار كبي ار وبووار اا في الطووب القووديم ‪ .‬ف ووانووت‬
‫والعالج بواطو و و و ووطة العمليات الجراحية واخي ار بالرقي‬ ‫أطو و و و وواليب العالج بالعقاقير الطبية والتمر‬
‫والتعز م لطرد ا روا والتياطينكا حمد‪،1988،‬ل‪. 66‬‬

‫أكدت لنا النصو و و ووول الطبية التي خلروا لنا ا طباء التي ميزوا فيوا او و و وونرين ربيسو و و وويين ا ول ‪:‬‬
‫نصول خااة لتتزيق المرل واالنذار والتنبؤ ‪ ،‬اما الصنو الفاني ‪ :‬فيتنلو من النصول‬
‫خااو ووة بالعالج بالتداوا ‪ ،‬كما خم العفور ‪،‬ل نصو ووول طبية خعود ال منتصو ووو االلو الفاني‬
‫قب الميالد ‪،‬فر ‪،‬ليوا في خانوًو ووا كبوغااكوا العااو وومة الحفية ‪ ،‬كما خم التعرف ‪،‬ل واو وورة‬
‫طبية مدونة باللغة السووومر ة من ‪،‬صوور طوواللة اور الفالفة ‪ ،‬اال ا معظم معلوماخنا ‪،‬ن التعرف‬
‫‪،‬ل الطب العراقي القديم من العصو و و وور البابلي القديم مسو و و ووتمد من العدد ال بير من النصو و و ووول‬
‫الطبية المتوفر في مكتبة اًور بانيبال المكتترة في خ قو نق في مدينة نينوه والتي خعود للقر‬
‫السابر قب الميالد كروفن‪،1980،‬ل‪. 77‬‬

‫ومن الجدير بالذكر خم خحديد مابتين وخمسو و ووين نو‪،‬ا من ا ‪،‬تو و وواح المسو و ووتعملة من قب ا طباء‬
‫البابليين كما اكد العالم جورج كونتينولي‪ .‬ام ار طو و و و وووال ‪ ،‬وقام العالم كامب خومبسو و و و ووو بد ارطو و و و ووة‬
‫ك‪ 650‬لوحا طبيا وقارنوا بما خعرفا ‪،‬ن الطب السو و و و و و وور اني وكذلق بمجمو‪،‬ة من نباخات بالد‬
‫الرافدين اال ا قسما منوا ال اال غير وارح المعالم كروفن‪،1980،‬ل‪. 77‬‬

‫ونبات الس و ووكرونبات‬ ‫ومن هذ ا ‪،‬ت و وواح المس و ووتعملة بت و ووك مؤكد في الطب خذكر ‪ ،‬الحت و وواب‬
‫الزردل ونبات ال ركم ونبات الز‪،‬ر ار ‪ ،‬وهكذا خم اط ووتزدام اال‪،‬ت وواح‪-‬والجذور والس وويقا واالوراق‬
‫ا كانت خسو و و ووتزدم اما جافة او مسو و و ووحوقة ومغربلة ‪،‬واحيانا منقو‪،‬ة ومغلية ‪ ،‬فضو و و ووال ‪،‬ن مزجوا‬
‫منوا يورور ‪،‬ل‬ ‫بمواد مف البير والز والعسو والتوحم ‪،‬بعضووا يؤخذ ‪،‬ن طر ق الرم والبع‬
‫الجسو و ووم مباًو و وور بواطو و ووطة الزرق والحقن كاوبنوايم‪،1981 ،‬ل‪، 383‬وقد كرت ا دوات الطبية‬

‫‪164‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫الطب والتطبب يف بالد اببل د‪.‬وسن جاسم حممد‬

‫التي ‪،‬فر‪،‬ليوا المنقبو منوا ًررات الصيدالني واالنابيب المعدنية والمبضر الذا يسم كطكين‬
‫الحالق وال طو و و و وويما كا اطو و و و ووتعمال هذ ا دوات الخراج ‪ .....‬والغرل الجراحة ا خره و‪،‬ل‬
‫الرغم من لق فقد كانت اإلًارات ا طاطية منوا قليلة جداكالبات‪،1985،‬ل‪. 151‬‬

‫رابعا ‪ -:‬المواد واألدوات الطبية‬

‫كا ل دو ة والمرردات الطبية التي اطتعملوها طكا العراق القديم طواء البابليين واالًور ين في‬
‫‪،‬الجاخوم الطبية والتي خم حصرها بفالفة مصادر ربيسية هي ‪:‬‬

‫‪1‬و االدو ة النباخية العتبية ك‪. herbal‬‬

‫‪2‬و االدو ة الحيوانية ‪.‬‬

‫‪3‬و االدو ة ال يمياو ة المستزرجة من المعدنيات ك‪ Minereals‬كطاكز‪،1999،‬ل‪. 327‬‬

‫ا كانت االدو ة المس و و و و و ووتزرجة من ا ‪،‬ت و و و و و وواح والنباخات في مقدمة االدو ة او المرردات الطبية‬
‫ك ‪ martial medical‬بحيث ا ال لمة التي خطلق ‪،‬ل ا ‪،‬تو و و و و و وواح في البابلية هي ًو و و و و و وومو‬
‫ك‪ shammu‬اطلقوها ‪،‬ل الدواء بوجا ‪،‬ام ‪ .‬ومن الجدير بالذكر ا هذ االدو ة العتووبية التي‬
‫اطو و ووتعملت في بالد باب كانت خضو و وواهي ال حد كبير اطو و ووتعماالخوا ‪،‬ند ا مم الالحقة والطو و وويما‬
‫الطب اليوناني ‪ ،‬بحيث نجد ا الباحفين الذين كتبوا في المرردات الطبية البابلية قد اطو و ووتندوا في‬
‫كفير من الحاالت ال خلق المضاها في خعيين أطماء ال فير من النباخات واال‪،‬تاح الوارد في‬
‫المصادر المسمار ة ككونتينيو‪،1979،‬ل‪. 490‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫يمكن ا نس و و و ووتنتج من الطب والتطبب ‪،‬ند بالد باب با االنس و و و ووا حاول بك الطرق ا يعالج‬
‫مررووا و زرو ‪،‬نوم االالموم واطووتزدم النباخات واال‪،‬توواح والمواد الحيوانية والمعدنية واطووتزدم‬
‫النباخات واال‪،‬ت و و و وواح والمواد الحيوانية والمعدنية كفير من المواد التي خبين من خالل ممارط و و و وواخا‬
‫العالجية بانوا ناجحة في محاربة االمرال ‪.‬‬

‫‪165‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫الطب والتطبب يف بالد اببل د‪.‬وسن جاسم حممد‬

‫أهمية د ارط و و و ووة خار خ الطب في ‪،‬لوما في بالد الرافدين بت و و و ووك ‪،‬ام وفي بالد باب بت و و و ووك‬ ‫ا‬
‫خال ختمف بعد نقاط ختو و و و و ووتم ‪،‬ل ا الطب يجسو و و و و وود الر ر العلمي الرافديني المنوجي الذا‬
‫يرا و وود المت و وواهد و حاول خقص و ووي ‪،‬القتوا بما حولوا قب ا يوفقوا وهي قمة المعرفة العلمية ‪،‬‬
‫كما انوا خورووح التطور التقني والصوونا‪،‬ي في ‪،‬ملية اوونا‪،‬ة االدو ة وخلط ا ‪،‬توواح ‪ ،‬قرووافة‬
‫ال ما خقدما من معلومات جز لة ‪،‬ن المعتقدات الدينية بالممارطو و و و و و ووات السو و و و و و ووحر ة ‪،‬من الجدير‬
‫بالذكر ا لظوور ال تابة وانتت ووارها ادت ال ا اد من معرفة االنس ووا في جمير مجاالت الحيا‬
‫‪،‬والط و و وويما العلوم والمعارف ‪ ،‬وبت و و ووك خال معارف الطب التي وا و و وولت ال مرحلة راقية ابا‬
‫العود البابلي القديم ‪،‬والعوود الحديفة ‪.‬‬

‫المصادر العربية واالجنبية‪-:‬‬


‫‪ -1‬اوبنوايم‪،‬ليو‪ ،‬بالد مابين النور ن ‪،‬خرجمة طعدا فيضي ‪،‬بد الرااق‪ ،‬دار الحر ة‬
‫للطبا‪،‬ة‪-‬بغدادك‪1981‬م ‪.‬‬
‫‪ -2‬اوخ‪، .‬جو ‪،‬باب خار خ مصور ‪،‬خرجمة طمير ‪،‬بد الرحيم الجلبي‪ ،‬دابر‬
‫االفاروالتراا‪-‬بغدادك‪1990‬م ‪.‬‬
‫‪ -3‬ا مين‪،‬محمود‪،‬فرنسي‪،.‬وبتير‪ً ،‬عار طومر رمز الحيا الزالد والحكمة‬
‫والعرفا ‪ ،‬بيروتك‪2007‬م ‪.‬‬
‫‪ -4‬باقر‪،‬طا‪، ،‬لي‪،‬فار ‪،‬بد الواحد‪،‬طليما ‪،،‬امر‪،‬خار خ العراق القديم‪ ،‬مطبعة‬
‫جامعة بغدادك‪. 1980‬‬
‫‪ -5‬البدرا‪،،‬بد اللطيف‪،‬الطب في العراق القديم ‪،‬المجمر العلمي العراقي‪-‬‬
‫بغدادك‪2000‬م ‪.‬‬
‫‪ -6‬روفن‪،‬مارخن‪،،‬لوم البابليين‪،‬خرجمة يوطو حتي‪،‬بغدادك‪1980‬م ‪.‬‬

‫‪166‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫الطب والتطبب يف بالد اببل د‪.‬وسن جاسم حممد‬

‫‪ -7‬طاكز‪،‬هارا‪،‬قو اًور‪،‬خرجمة ‪،‬امر طليما ‪ ،‬مطبعة المجمر العلمي –‬


‫بغدادك‪1999‬م ‪.‬‬
‫‪،‬امر‬ ‫‪،‬خرجمة‬ ‫باب‬ ‫طاكز‪،‬هارا‪،،‬ظمة‬ ‫‪-8‬‬
‫طليما ‪،‬لند كم‪، 1962‬موا ك‪1979‬م ‪.‬‬
‫‪ -9‬طليما ‪،،‬امر‪،‬العراق في التار خ‪-‬موجز التار خ الحضارا ‪ ،‬جامعة‬
‫الموا ك‪1993‬م ‪-110.‬التيزلي‪، ،‬بد ‪-10‬القادر التيزلي‪،‬الوجيزفي خار خ‬
‫العراق القديم‪،‬دارالرافدينبيروت‪-‬لبنا ك‪2014‬م ‪.‬‬
‫‪، -11‬لي‪،‬فار ‪،‬بد الواحد‪،‬العرافة والسحر‪،‬حضار العراق ‪،‬ج‪،1‬بغدادك‪1985‬م ‪.‬‬
‫‪ -12‬الزطيب‪،،‬بد الرحمن يون‪ ،.‬الميا في حضار وادا الرافدين‪،‬دار ال تب‬
‫والوفابق‪-‬بغدادك‪2014‬م‬
‫‪ -13‬كونتينيو‪،‬جورج‪،‬الحيا اليومية في بالد باب واًور‪،‬خرجمة طليم طا الت ر تي‬
‫وبرها ‪،‬بد الت ر تي ‪ ،‬بغدادك‪1979‬م ‪.‬‬
‫‪ -14‬البات‪،‬ر نيا‪،‬المعتقدات الدينية في بالد وادا الرافدين ‪،‬خرجمة االح البيرابونا‬
‫ووليد الجادر‪،‬بغدادك‪1985‬م ‪.‬‬

‫المصادر االنكليزية‬
‫‪1-James,E.O.,Water,Water God,ERE,vol.X11,(New York:1961).‬‬
‫‪2-Ritter,E.Magical Expert Asipu and Physican Asu,Notes on two‬‬
‫‪Comple-mentary‬‬ ‫‪Professions‬‬ ‫‪in‬‬ ‫‪Babylonian‬‬ ‫‪Medicin,‬‬
‫‪(AS),Vol.XV1,(Chicago:1965).‬‬

‫‪167‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد‪ ، 23‬مارس‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬

‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان "كلية العلوم االقتصادية نموذجا"‬

‫د‪ .‬دريسي ثاني سالف‪ ،‬جامعة تلسمان‪ -‬الجزائر‬

‫ملخص‪ :‬تنتشر ظاهرة الكتابة على الطاوالت بشكل واسع في كل المدارس‪ ،‬المعاهد والجامعات‬
‫لدرجة ال نجد طاولة بدون كتابة أو رسومات‪ ،‬وأصبحت الطاولة بالنسبة للطلبة وسيلة للتعبير‬
‫عن مشاعره والترفيه‪ ،‬ومن خالل هذا البحث نحاول معرفة أسباب وأنواع هذه الكتابات‬
‫ومضامينها وسبل الحد منها‪ ،‬ومن أجل تحقيق هدف البحث ثم االعتماد على األسلوب الوصفي‬
‫وأسلوب تحليل المضمون للكتابة على الطاوالت‪ ،‬بجمع أكبر قدر ممكن من المعطيات(الكتابات)‬
‫بكلية العلوم االقتصادية بجامعة تلمسان معتمدين على تقنية المالحظة المباشرة‪ ،‬تمت العملية‬
‫بجمع المادة حوالي ‪ 30‬صورة تحمل كتابات وصور واضحة وهذه المضامين تعكس مكبوتات‬
‫الطالب الجامعي ومعاناته‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الطاوالت‪ ،‬الطالب الكتابة على الطاوالت‪ ،‬التنشئة االجتماعية‪.‬‬

‫‪The phenomenon of writing on the tables at the University of‬‬


‫‪faculté of economics as a model. Tlemcen,‬‬

‫‪Dr.dricitani Soulef‬‬

‫‪Abstract: The phenomenon of writing on tables is widespread in all‬‬


‫‪schools,institutes and universities insofar one cannot find a blackboard‬‬
‫‪without writing or drawings. On the descriptive style and the method of‬‬
‫‪content analysis for writing on blackboards collecting as much data as‬‬
‫‪possible at faculty of economics of the university of Tlemcen,relying on‬‬
‫‪direct observation technology,the process was carried out by collecting‬‬
‫‪nearly 30 images,bearing clear writings and images, and these contents‬‬
‫‪reflect the oppression and suffering of the university student.‬‬

‫‪Keywords:, the tables, the student, writing on the tables, socializing.‬‬

‫‪168‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫إن التغيرات االجتماعية التي عرفتها البشرية نتجت عنها ظواهر اجتماعية عديدة وانتشرت في‬
‫كل أنحاء العالم منها ظاهرة الكتابات على الجدران منها جدران المنازل‪ ،‬المساجد‪ ،‬والمدارس‬
‫والجامعات‪ ،‬نجدها في كل مكان‪ ،‬وتعد ظاهرة الكتابة على الجدران ظاهرة قديمة قدم اإلنسان‪،‬‬
‫ظهرت كوسيلة لتعبير اإلنسان البدائي عن نفسه لآلخر وعن مخاوفه اتجاه الطبيعة كرسم إنسان‬
‫بحجم كبير أمام حيوان صغير ليتغلب عن خوفه من الحيوانات المفترسة‪ ،‬كالرسومات التي عثر‬
‫عليها بجبال طاسيلي من طرف علماء اآلثار‪ ،‬بحيث كانت الكتابة على الجدران والصخور‬
‫الوسيلة الوحيدة لإلنسان للتعبير عن أحاسيسه ومشاعره قبل ظهور الجرائد والصحف األوراق‬
‫ووسائل التواصل اإلجتماعي ‪.‬‬

‫تغلغلت تلك الكتابات الفضاء الجامعي من جدران وطاوالت كستها بالكتابات والرسومات‬
‫المختلفة األشكال واألنواع‪ ،‬والتي تعد تصرف ال حضاري‪ ،‬فقد نمت هذه الظاهرة ( ظاهرة‬
‫الكتابة على الجدران والطاوالت) مع الطفل مند الصغر مند تعلمه الكتابة وأصبح قادرا على‬
‫إمساك القلم ويصبح يكتب في كل مكان بطريقة عشوائية ويتلقى التوبيخ من األهل والقمع‬
‫وترافقه الحاجة للتعبير من خالل الكتابة والرسم إلى سن المراهقة والتوجه للجامعة فيجد‬
‫الطاوالت وسيلة للتفريغ عن مشاعره المكبوتة وفي هذه الورقة البحثية نحاول الكشف عن أنواع‬
‫هذه الكتابات‪ ،‬أسبابها‪ ،‬مضامينها وسبل الحد منها من خالل اإلجابة على التساؤالت التالية‪.‬‬

‫أسئلة الدراسة‪:‬‬

‫‪-‬ما هي أسباب لجوء الطلبة لهذه الكتابات؟‬

‫‪ -‬ما هي أنواعها؟‬

‫‪ -‬ما هي مضامينها؟‬

‫‪ -‬ما هي السبل للحد منها؟‬

‫فرضية الدراسة‪:‬‬

‫اقترحنا الفرضية التالية كإجابة مؤقتة للدراسة‪:‬‬

‫تعبر هذه الكتابات مكبوتات الطالب الجامعي‪ ،‬والمشاكل اليومية التي يعاني منها الطالب في‬
‫حياته الجامعية واألسرية‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪ :‬سعت الدراسة إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫‪-‬توضيح أسباب لجوء الطلبة إلى مثل هذه الكتابات‪.‬‬

‫‪169‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬
‫‪ -‬الكشف عن المسئول عن هذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪-‬تقديم اقتراحات للحد من هذه الظاهرة‬

‫‪-‬هدفت الدراسة التعرف على مواضيع ومضامين الكتابة على الطاوالت‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تتبع أهمية الدراسة أهمية الموضوع وهو ظاهرة الكتابة على الطاوالت بالجامعة إليجاد سبل‬
‫للحد من هذه الظاهرة‪.‬‬

‫منهج الدراسة وأداتها‪:‬‬

‫يركز البحث على ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم االقتصادية نموذجا‪،‬‬
‫تم اختيارنا لكلية العلوم االقتصادية كونها تحتوي على طاوالت تظم كمية هائلة من الكتابات‬
‫والرسومات‪ ،‬اعتمدنا على األسلوب الوصفي وأسلوب تحليل المضمون‪ ،‬قمنا بجمع‬
‫المادة(الكتابات) في أوقات فراغ القاعات والمدرجات حوالي ‪ 30‬صورة تحمل كتابات واضحة‬
‫ثم قمنا بتصنيف أنواعها حسب مضامينها‪.‬‬

‫‪ -1‬الجانب النظري للدراسة‪:‬‬


‫أ‪-‬تحديد مفاهيم الدراسة‪:‬‬
‫‪-1‬الكتابة على الطاوالت‪ :‬هي الكتابة أو الرسم باستخدام قلم الرصاص أو قلم الحبر أو أي مواد‬
‫أخرى‪ ،‬أو النقش على الطاوالت باستعمال المقص أو آلة حادة أخرى لتخريب الطاوالت وهي‬
‫كتابة مجهولة الهوية يمارسها الطالب ألغراض عديدة‪ ،‬نجدها أيضا على الجدران وأبواب‬
‫المدارس وفي المراحيض‪.‬‬
‫تعد الكتابة على الطاوالت مثلها مثل الكتابة على الجدران أسلوب تعبيري يقوم بها الفرد إليصال‬
‫أفكاره لآلخر بكل حرية وطالقة دون اإلدالل بهويته‪.‬‬
‫‪-2‬المراهقة‪:‬‬
‫تعد فترة المراهقة من أهم الفترات التي مر بها اإلنسان في حياته الطبيعية بل يمكن اعتبارها فترة‬
‫ميالد جيدة‪ ،‬باإلضافة إلى كونها فترة انتقالية وقلقة وحرجة ينتقل فيها الفرد من الطفولة نحو‬
‫الرجولة وقد اختلف الباحثون في تحديد بدايتها ونهايتها بشكل دقيق‪ ،‬ويرجع ذلك إلى تنوع طبائ ع‬
‫الشعوب‪ ،‬وتعددت ثقافاتها‪ ،‬واختالف الفترات الزمانية‪ ،‬وتباين المناطق الجغرافية‪ ،‬وتنوع‬
‫البيئات المناخية(جميل حمداوي‪ ،‬دس‪ ،‬ص‪ ،)3‬وبالتالي يمكن القول أن المراهقة هي مرحلة‬
‫عمرية تبدأ من نهاية طفولة اإلنسان إلى بداية بلوغه سن الرشد وتختلف فترة المراهقة من مجتمع‬
‫إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى‪.‬‬
‫‪-3‬الثقافة‪:‬‬

‫‪170‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬
‫اتفق كل علماء األنثروبولوجيا الثقافية على أن الثقافة ‪Culture‬هي موضوع علمهم ولكنهم‬
‫يختلفون في تعريفها عرفها البعض بأنها "السلوك المكتسب" وعند البعض اآلخر الثقافة ليست‬
‫السلوك وإنما هي تجريدات مأخوذةمن السلوك "‪ ،‬وبينما يعتبرها البعض األشياء المادية مثل‬
‫األدوات واآلالت والمالبس والمنازل داخلة في نطاق الثقافة‪ ،‬فقد اختلف العلماء في تعريفهم‬
‫للثقافة(عاطف وصفي‪ ،2010 ،‬ص‪.)65‬‬
‫مصطلح الثقافة هي مجمل معقد يضم العلوم والمعتقدات والفن والطبائع والقانون والتقاليد‪ ،‬كما‬
‫تضم كل تصرف أو ممارسة يكتسبها اإلنسان الذي يعيش في المجتمع‪ ،‬تعد بذلك الثقافة صفة‬
‫مميزة لإلنسان( بياربونت‪ ،‬ميشال إيزار‪ ،2011 ،‬ص‪ ،)424‬وبذلك يمكن القول أن الثقافة تنظيم‬
‫يشمل مظاهر االنفعال واألفكار والمشاعر‪.‬‬
‫‪-4‬التنشئة االجتماعية‪:‬‬
‫يقصد بالتنشئة االجتماعية عملية تعلم وتعليم وتربية تقوم على التفاعل االجتماعي‪ ،‬وتهدف إلى‬
‫اكتساب الفرد‪ ،‬طفال‪ ،‬فمراهقا‪ ،‬فشيخا سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة ألدوار اجتماعية معينة‪،‬‬
‫تمكنه من مسايرة مجتمعه والتوافق االجتماعي معه‪ ،‬وتكسب الطابع االجتماعي‪ ،‬وتيسر له‬
‫االندماج في الحياة االجتماعية(صالح الدين شروخ‪ ،2004 ،‬ص‪ ،)57‬وبالتالي يمكن القول أن‬
‫التنشئة االجتماعية على أنها عالقة تفاعلية بين الفرد ومحيطه االجتماعي حيث يتعلم بواسطتها‬
‫ومن خاللها كل ما يتطلبه المجتمع من عناصر ثقافية وإجماعيه تسمح للفرد االندماج فيه حتى‬
‫يصبح عضوا فعاال في المجتمع‪.‬‬
‫تختلف التنشئة االجتماعية من مجتمع آلخر تبعا لنظامه القانوني واالجتماعي واالقتصادي‪،‬‬
‫ل كنالمشترك بين المجتمعات وأهداف التنشئة نجد‪:‬‬
‫أ‪-‬التكيف والتآلف مع اآلخرين‪:‬‬
‫بلوغ هذا يعني تحقيق الصحة النفسية للمتعلم‪ ،‬ومن مظاهره تكوين الصداقات وتنمية الذات‬
‫االجتماعية كبديل للذات االنفرادية‪ ،‬واإلذعان لقوانين المجتمع‪ ،‬وتقاليده بقبول ورضاء(صالح‬
‫الدين شروخ‪ ،2004 ،‬ص‪.)58‬‬
‫ب‪-‬االستقالل الذاتي واالعتماد على النفس‪:‬‬
‫أي تعويد الطفل على التعبير على نفسه‪ ،‬وجعله قادرا على حل مشكالته وعلى اتخاذ القرار‬
‫بنفسه والقدرة على االستقالل عن والديه أو غيرهما‪ ،‬فهذا االستقالل يجب أن يكون ماديا ونفسيا‬
‫بصورة يقوم فيها االستقالل عن الشعور بالمسؤولية والواجب مع التوعية بالحقوق‬
‫والواجبات(صالح الدين شروخ‪ ،2004 ،‬ص‪.)58‬‬
‫ج‪-‬النجاح والتقدم‪:‬‬
‫النجاح مطلب حيوي واجتماعي في حياة األفراد وثمة خلف المجتمعات في تحديد ما إذا كان‬
‫معياره ماديا أم أخالقيا ‪...‬علما بأن التطرف في االلتزام يطلب النجاح كثيرا ما يقود على ارتفاع‬
‫نسبة األمراض العقلية والنفسية(صالح الدين شروخ‪ ،2004 ،‬ص‪.)58‬‬
‫ت‪-‬تكوين القيم الروحية والوجدانية والخلقية‪:‬‬

‫‪171‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬
‫تطلب التنشئة غرس القيم الروحية في األفراد‪ ،‬وكذلك الضوابط االجتماعية للسلوك الجنسي‪،‬‬
‫واالتجاهات المادية لتحقيق التوازن بين الدوافع الغريزية وبين الدوافع االجتماعية المكتسبة في‬
‫شخصية الفرد(صالح الدين شروخ‪ ،2004 ،‬ص‪ ،)58‬وبالتالي فالتنشئة االجتماعية هي العملية‬
‫التي تحدث في مرحلة الطفولة من عمر اإلنسان وتؤدي إلى نمو شخصيته وانتمائه في مجتمعه‪.‬‬
‫‪-2‬الكتابات الحائطية في الجزائر‪:‬‬
‫ترجع غرافيتيا‪ Graffiti‬في جدورها اللغوية إلى الكلمة اإليطالية ‪Graffiato‬وتعني يخربش‬
‫والغرافيتي فن شعبي قديم قدم الحضارة‪ ،‬كان عبارة عن أشكال ونقوشا تتراوح في موضوعاتها‬
‫ما بين اإلعالنات التجارية واآلراء السياسية‪ ،‬وتعود المالمح األولى للكتابة الجدارية بالمجتمع‬
‫الجزائري بغض النظر عن عصور ما قبل التاريخ فإنها ارتبطت بالفترة االستعمارية وبالضبط‬
‫مع تشكل الحركات الرافضة للوجوه األجنبي‪ ،‬باختالف توجهاتها عبر العديد من المدن‬
‫الجزائرية خاصة العاصمة(باي بوعالم‪ ،2007 ،‬ص‪.)70‬‬
‫ظهرت الكتابة الجدارية مع تشكل النوادي الرياضية التي إلتف حولها العديد من األنصار من‬
‫مختلف الشرائح االجتماعية‪ ،‬حيث كانت البداية مع نادي مولودية الجزائر الذي تأسس عام ‪1921‬‬
‫ليلة المولد النبوي الشريف‪ ،‬فكان االعتزاز به أمام األندية الفرنسية األخرى فغطى اسم المولوية‬
‫الجدران واألعمدة ‪...‬إلخ تعبير عن االفتخار بالذات الوطنية أمام المستعمر ففي عام ‪ 1947‬فترة‬
‫االنتخابات عملت األحزاب الوطنية كل جهودها باستعمال الكتابة الجدارية ألجل توعية كل‬
‫الشرائح بضرورة انتخاب القوائم الجزائرية وزادت انتشار هذه الظاهرة مع انطالق التورة‬
‫التحريرية(باي بوعالم‪ ،2007 ،‬ص‪.)70‬‬
‫فاز بها حزب الجبهة اإلسالمية ‪ ،‬كما انتشرت كتابات تنادي بضرورة مقاطعة االنتخابات‬
‫البرلمانية المقررة في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،1990‬خاصة التيار العلماني الذي توصل في تحليالته إلى‬
‫نتيجة مفادها أن االنتخابات ستفوز بها جبهة اإلنقاذ‪ ،‬ومنبين تلك الكتابات أنقضوا الديموقراطية‬
‫هذه الرسائل كانت موجهة للقوات المسلحة "الجيش "كونها القوة الوحيدة التي مكانها الوقوف‬
‫في وجه الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ‪ ،‬وبعد اإلعالن عن النتائج بفوز الجبهة انتشرت كتابات كثيرة‬
‫تنادي بضرورة إنقاد الجزائر من خالل عبارات أنقدوا البالد‪ ،‬انقدوا الجزائر‪ ،‬وبالتالي يمكن‬
‫القول أن الكتابات الجدارية في المجتمع الجزائري كانت وسيلة مقاومة لالستعمار عرفت‬
‫انتشارا واضحا في هذه الفترة(باي بوعالم‪ ،2007 ،‬ص‪.)72‬‬
‫تزامنا مع اندالع الثورة في أول نوفمبر ‪ ،1954‬إنتشرت الكتابات على الجدران في كل مدن‬
‫الجزائر والتي أخدت طابعا تعبيريا فظهرت هذه الكتابات بعبارات عديدة باسم جبهة التحرير‬
‫الوطني والجزائر مسلمة كرد فعل الجزائر فرنسية‪ ،‬حجم جميع الصحف التي كانت تصدر‬
‫باللغة العربية وتحولت بعد ذلك جدران المدن إلى صحف يعبر يعبر الجزائريين عن غضبهم‬
‫وقهرهم من االستعمار الفرنسي بعداتخاذ الثوار الجدران وسيلة لتحدي‪ ،‬الفرنسيون بدورهم‬
‫أيضا قاموا بالكتابة على الجدران مواقفهم المعارضة لسياسة شارل ديغول حيال الجزائر والتي‬
‫كانت تتجه نحو التفاوض مع الثوار‪ ،‬وانتشرت هذه الكتابات الجدارية المعارضة للمفاوضات‬

‫‪172‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬
‫واستفتاء تقرير المصير ثم جاء عبارة نعم وال على الجدران إلعالم المواطنين لتسهيل عملية‬
‫اال نتخابباختيار كلمة نعم للتصويت على استفتاء تقرير المصير(نورة عامر‪ ،2020 ،‬ص‪.)88‬‬
‫بعد انتهاء الحرب التحريرية تالشت الكتابات الجدارية واختفت من المدن الجزائرية لم بعد لها‬
‫حاجة بعد االستقالل‪ ،‬تم رزت في الثمانينات ين التيارات واألحزاب السياسية المعارضة‬
‫لبعضها البعض بعد وقائع أكتوبر ‪ 1988‬عم العنف في جميع المدن الجزائرية ضد سياسة‬
‫النظام القائم فبرت الكتابات الجدارية من جديد بالمطالبة برحيل رجال السلطة الحاكمة حملت‬
‫دالالت إسالمية بعد االنتخابات وفوز الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ كتبت عبارات بلدية إسالمية‬
‫وظهرت عبارة ‪ FIS‬بعد إلقاء القبض على قيادي جبهة األنقاض سنة ‪ 1991‬مطالبين باإلفراج‬
‫عنهم وكتابة اسم عباس مدني أكبر قيادي الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ‪ ،‬ثم برزت كتابات في نفس‬
‫السنة ظهرت كتابات جدارية مطالبة بتطبيق النظام العسكري الذي كان بقيادة الشاذلي بن جديد‬
‫إليقاف نشاطه منها كتابة ال إليران ثانية في الجزائر وأنقذوا الديمقراطية بعدها ظهرت كتابات‬
‫جدارية تزامنا مع ظهور موجة اإلرهاب وقعت جرائم عديدة بالذبح والقتل ووقعت جريمة قتل‬
‫األطفال والنساء وكتبت عبارة الجماعة اإلسالمية المسلحة السنية السلفية الموحدة بدم الضحايا‬
‫وسميت هذه الفترة بالعشرية السوداء التي عاشتها الجزائر( نفس المرجع‪ ،‬ص ‪)90‬يمكن القول‬
‫أن الكتابة على الجدران ظهرت في الجزائر مع ظهور االحتالل الفرنسي تنوعت الكتابات حس‬
‫الظروف االجتماعية والسياسية التي مرت بها الجزائر ثمانتقلت هذه الكتابات داخل المؤسسات‬
‫والفضاء كالفضاء الجامعي على الجدران والطاوالت ‪.‬‬
‫‪-3‬الجانب التطبيقي‪:‬‬
‫‪-‬أسباب الكتابة على الطاوالت‪:‬‬
‫للكتابة على الطاوالت في الجامعات من الظواهر السلبية التي يمارسها الطالب وهذه السلوك لم‬
‫تأتي من الفراغ بل هناك مجموعة من األسباب أهمها‪:‬‬
‫‪-‬أسباب نفسية‪:‬‬
‫تعود ظاهرة الكتابة على الطاوالت للطالب لظروفه النفسية ومشاكله العائلية التي يمر بها‬
‫والصعوبات التي تواجهه في الجامعة‪ ،‬وتعتبر أهم األسباب التي تدفع الطالب للكتابة الطاوالت‪،‬‬
‫بحيث بعض الطلبة يعبرون عن ما بداخلهم من مكبوتات وعقد نفسية وحرمان من خالل الكتابة‬
‫على الطاوالتوكأنهم يريدون أن يشيروا إلى إحباطات نفسية تجعلهم يقومون بهده العملية وجلب‬
‫االنتباه بهذه السلوك الغير سوي(باي بوعالم‪ ،2007 ،‬ص‪ ،)84‬خاصة في تراجع دور‬
‫مؤسسات التنشئة االجتماعية التقليدية و عوضتها وسائل التواصل اإلجتماعي نتج عنه صراع‬
‫القيم وظهور أزمة هوية وأزمة مواطنة‬
‫‪-‬أسباب إجتماعية ‪:‬‬
‫ترتبط ضغوطات الوضع المعيشي للطال ب داخل المؤسسة الجامعية من الحي الجامعي‪ ،‬المطعم‬
‫‪,‬وسائل النقل‪ ...‬إلخ باإلضافة إلى وضعه العائلي كل هذه الظروف والضغوطات وعدم القدرة‬
‫على التعبير اللفظي عما يدور بذهنه‪ ،‬هذه الظروف التي تفرز لديه فعل إيجابي أو سلبي على‬
‫مختلف األصعدة(باي بوعالم‪ ،2007 ،‬ص‪.)84‬‬

‫‪173‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬
‫‪-‬أسباب الإرادية‪:‬‬
‫هي كافة األسباب التي يتحكم بها العقل الباطن للطالب‪ ،‬وتدفعه للقيام بتصرفات غير قادرة على‬
‫التحكم بها‪ ،‬وتعتبر الكتابة على الطاوالت من أحد هذه التصرفات والتي تنتج عن شعور عدائي‬
‫كمحاولة تخريب الطاوالت أو الممتلكات العامة كالجدران أو واجهات المحالت(باي بوعالم‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪.)84‬‬
‫‪-‬أسباب تعليمية‪:‬‬
‫تتمثل في كتابات التعبير عن عدم الرضا أو االعتراض عن الوضع في الجامعة أو التعليق عن‬
‫بعض ممارسات السيئة لبعض األساتذة كاالستهزاء والسخرية والتقليل من شأن الطالب أمام‬
‫زمالئه‪.‬‬
‫‪ -‬لفت االنتباه‪:‬‬
‫يحاول الطالب من خالل الكتابة على الطاوالت لفت انتباه األشخاص اآلخرين كونهم يعيشون في‬
‫فراغ عاطفي وفكري‪.‬‬
‫أنواع الكتابات على الطاوالت ومضامينها‪.‬‬
‫‪ 1 -‬الكتابة العاطفية‪:‬‬
‫تشمل الجمل والرموز تدل على معاني عاطفية و التي تعبر عن الحب مابين الجنسين (ذكر‬
‫وأنتى)والعالقة التي تربط بين الطلبة من نفس الجنس كعالقة صداقة مثال نجد‪= love :‬‬
‫‪F+M‬‬

‫‪Amel+ Siham = l'amitié pour toujours‬‬


‫‪-‬كما نجد كتابات ورسوم تعبرهي األخرى كرسم قلوب الحب داللة على التعبير عن المشاعر‬
‫واالنفعاالت المختلفة لدى الطلبة‬
‫‪KHALED+ SAMIA = love pour la vie‬‬
‫‪Love=AHLEM+HAMI‬‬

‫‪174‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬

‫الصورة رقم(‪ )01‬كتابات للتعبير عن الحب‬

‫تعكس المادة المكتوبة العديد من مشاعر الحب المتباينة بين الطلبة‪ ،‬بعد ما كان الطالب يعيش في‬
‫فضاء يتميز بتعدد المراقبين كاألسرة والمدرسة‪ ،‬إذ يكشف صاحب هذه الكتابة مكنوناته من‬
‫خالل كتابة اسم الحبيب االسم الكامل أو حرف منه فقط‪ ،‬يريد تخليد حبه راسخ لفترة طويلة‪ ،‬كما‬
‫تدل هذه الكتابات عدم قدرة الطالب أو الطالبة التعبير عن مشاعرهم لبعض مباشرة يلجؤون‬
‫لكتابة تلك المشاعر على الطاوالت ويدل ذلك لنقص التقه في النفس وفي اآلخرين(باي بوعالم‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪.)90‬‬
‫كتابة المنطقة‪:‬‬
‫ك ما نجد كتابات تفتخر بالفضاء المحلي الذي يعيش فيه الطالب ويمجده‪ ،‬يبرز انتمائه‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫مستغانم‪ ،‬الغزوات‪ ،‬بشار‪...‬كتابات توحي الحتدام الصراع بها وتوضيح االنتماء سواء االنتماء‬
‫القبلي أو المكاني‪.‬‬

‫‪175‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬

‫الصورة رقم(‪ )02‬كتابات اإلعتزاز بالفضاء المحلي‬


‫‪-‬كتابات تقدير الذات‪:‬‬
‫يوجد أنواع أخرى من الكتابات تعبر عن تقدير الذات واإلعجاب بالنفس‪ ،‬فالكتابة المتكررة لالسم‬
‫أو اللقب قد تحمل معنى قول الطالب أنا موجود فإثبات الذات والتعبير عنها يحتل جزءا كبيرا من‬
‫الخربشات ككتابة االسم أو اللقب أو الحرف األول منه‪ ،‬أو الضمير "أنا" يطلب الطالب من‬
‫اآلخر سواء كان طالب أو أستاذ االعتراف واالحترام داخل الفضاء الجامعي‪ ،‬واحترام قيمه‬
‫وأحاسيسهوهذا قصده جون بيار جي ‪ Jean Pierre Albert‬من خالل أن أية ممارسة للتشهير‬
‫أو اإلعالم عن فكرة ما على أشياء مختلفة أواني‪ ،‬ألبسة‪ ،‬سيارات هي تذكير اآلخرين بوجوده‬
‫وبهويته ومحاوال التعبير عن اختياراته األخالقية أو الجمالية(باي بوعالم‪ ،2007 ،‬ص‪.)111‬‬
‫وبذلك تكون كتابات األسماء تعبر أيضا عن حب التملك والتعريف بالذات وتخليد الذكرى بترك‬
‫بصمته على المكان ‪.‬‬

‫‪176‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬

‫الصورة رقم (‪ )03‬كتابة األسماء واأللقاب‬

‫كتابات التحراز (الغش)‪:‬‬

‫من الكتابات األكثر انتشارا على الطاوالت نجد التحراز أو الغش‪ ،‬ويكون بكتابة جزء من‬
‫الدر وس أو كلها أو فقط كلمات بخط صغير جدا‪ ،‬وتنتشر هذه الكتابات خالل فترة االمتحانات‬
‫للحصول على نقطة جيدة تمكنه من االنتقال إلى المرتبة األعلى دون بلد أي جهد لذلك‪ ،‬فأصبحت‬
‫هذه الطريقة ( الغش) استراتيجية يعتمد عليها الطالبخالل فترة االمتحانات‪ ،‬يبحث عن الطريقة‬
‫األس هل للحصول على العالمة‪ ،‬والميول للغش راجع للضغط األولياء على األبناء للحصول على‬
‫النقطة الجيدة والتباهي بالنقطة الجيدة دون تأنيب الضمير‪ ،‬والظاهرة لم تعد مقتصرة على‬
‫الفاشلين فقط بل أصبح النجباء يلجؤون إليها بحثا عن المزيد من التفوق بمجهود أقل‪ ،‬أصبح الغش‬
‫ثقافة تلقن في المؤسسات التربوية‪ ،‬ككتابة أسماء الشخصيات أو المصطلحات العلمية والتواريخ‬
‫التي يصعب على الطالب حفظها تكتب في شكل أرقام فقط صاحبها يذرك معناها‪ ،‬أو كتابة‬
‫الحرف األول من المصطلح ليتم تذكره بسرعة دون كتابة المصطلح أو الفقرة بأكملها‪ ،‬السؤال‬
‫المطروح لما ذا الطالب يبدع في الغش وال ويبدع في الحفظ وابتكار طرق تسهل عليه الفهم‬
‫والحفظ؟ فالطالب أصبح ال يهتم إال بكيفية تحصيل نقطة تضمن له المرور واالنتقال من سنة‬
‫ألخرى ومن مرحلة ألخرى بأقل جهد دون تأنيب ضميرمنه‪ ،‬وهذا راجع النهيار القيم وغياب‬
‫أنظمة الضبط االجتماعي التي كانت سائدة قديما ويشير إلى الخلل الذي أصيب مؤسسات التنشئة‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتراجع الوازع الديني وعدم الشعور بالمسؤولية وضعف الصدق سبب رئيسي لدفع‬
‫‪177‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬
‫الطالب االعتماد على الغش من أجل النجاح ونيل الشهادة دون البحث عن الحصول على الرصيد‬
‫المعرفي والثقافي(باي بوعالم‪ ،2007 ،‬ص‪.)117‬‬

‫الصورة رقم (‪ )04‬كتابات التحراز( الغش)‬

‫السخرية واإلنتقام‪ :‬يستخدم الطالب رسومات للسخرية من األستاذ أو أحد زمالئه لغرض االنتقام‬
‫وإشفاء غليله منهم كتعرضه لالنتقادات من طرف األستاذ‪ ،‬أو شعوره بالتهميش في الصف‪،‬‬
‫ف يلجأ لكتابة عبارات السخرية أو رسومات مضحكة يكتب ماال يستطيع البوح به لآلخر وهي تعبر‬
‫عن فقدان العالقة بين الطالب واألستاذ‪.‬‬

‫نتائج البحث‪:‬‬

‫‪-‬عكست المادة المكتوبة العديد من األماني واالتجاهات والمشاعر المتباينة بين الطلبة‪ ،‬والتفريغ‬
‫والتعبير عن الذات والخواطر‪.‬‬

‫‪178‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬
‫‪-‬أتاحت الكتابة على الطاوالت الفرصة للطلبة للتعبير عن أفكارهم بكل طالقة إزاء ما يحيط بهم‬
‫بكل حرية يفرغ الطالب طاقته وشحنته المكبوتة فهي عملية ال شعورية‪.‬‬

‫‪ -‬كشفت الدراسة عن سوء أحوال الطلبة ومختلف االنحرافات األخالقية مما ينعكس سلبا على‬
‫البيئة النفسية للطلبة‪.‬‬

‫‪ -‬استخدمت الطاوالت للسخرية واالنتقام‪ ،‬والمتعة وتضييع الوقت‪.‬‬

‫‪ -‬عكست الكتابات على الطاوالت عدم وعي الطلبة تدني المستوى الثقافي لديهم‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة التعبير عن الرأي ونقص الثقة في النفس‪.‬‬

‫‪-‬كتابة من أجل الكتابة فقط‪.‬‬

‫وفي األخير من خالل ما تقدم يمكن القول أن السبب األساسي وراء الكتابة على الطاوالت هو‬
‫الكبت النفسي وعدم قدرة الطالب عن التعبير عن خبايا الذات ومعاناتها بصورة طبيعية‪ ،‬وعدم‬
‫توفر فضاءات للتنفيس والترفيه‪ ،‬كما تعبر هذه الكتابات أن الطالب يعيش فراغ عاطفي وفكري‪،‬‬
‫إذ تعد هذه الكتابات مؤشرا هاما على حالة عدم االستقرار النفسي واالجتماعي والثقافيللطالب‪،‬‬
‫لدى البد الغوص في عالمهم لنكشف األسباب النفسية الحقيقية التي تدفع بأبنائنا إلى تلك‬
‫السلوكيات وبالتالي يمكن لنا التعامل معها بشكل إيجابي يساعدهم على بناء شخصية سوية‪ ،‬وفي‬
‫األخير قدمت بعض التوصيات كحلول للحد من هذه الظاهرة‪.‬‬

‫توصيات‪:‬‬

‫‪ -‬توعية الطلبة وتوجيههم ومساعدتهم على التخلص من هذه العادة السيئة بالتعريف بسلبيات‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت‬
‫‪ -‬وتوفير وسائل بديلة للتفريغ والتنفيس كتوفير فضاءات الترفيه‪ ،‬كالرسم والموسيقى‪ ،‬المسرح‪،‬‬
‫ممارسة النشاطات الرياضية‪ ،‬وقيام بمسابقات لخلق روح التنافس بين الطلبة‪ ،‬ممارسة حرف‬
‫يدوية لتفريغ الطاقة السلبية‪ ،‬قيام برحالت ثقافية‪...‬‬
‫‪-‬إحياء الوازع الديني وتنمية الضمير الداخلي للطلبة‪.‬‬

‫‪-‬مساعدة الطلبة عن طريق تعريفهم بطرق ومنهجية المراجعة والحرص على الفهم ال على الحفظ‬
‫للحد من ظاهرة الغش‪.‬‬

‫‪ -‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪.1‬بااي بااوعالم (‪ ،) 2007‬الوجاه اآلخاار للثقافاة الطالبيااة مان خااالل الكتاباات علااى الطااوالت كليااة‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية واالجتماعية نموذج رسالة تخرج لنيل شهادة الماجستير‪.‬‬

‫‪179‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬
‫ظاهرة الكتابة على الطاوالت بجامعة تلمسان كلية العلوم اإلقتصادية نموذجا د‪.‬دريس ثاني سالف‬
‫‪.2‬بيار بونت‪ ،‬ميشال إيزار(‪ ،)2011‬معجم األثنولوجيا واألنتروبولوجيا‪ ،‬ترجمة مصباح الصمد‪،‬‬
‫الم ؤسسة للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬مجد‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪.3‬جميل حمداوي(دس)‪ ،‬المراهقة خصائصها ومشاكلها وحلولها‪ ،‬األلوكة‪www.alukah.net .‬‬
‫‪.4‬خالد حامد (‪ ،)2008‬المدخل إلى علم االجتماع‪ ،‬دار جسور للنشر والتوزيع الجزائر‪.‬‬
‫‪.5‬صااالح الاادين شااروخ (‪ ،)2004‬علاام االجتماااع التربااوي‪ ،‬دار العلااوم للنشاار والتوزيااع‪ ،‬عنابااة‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪.6‬عاااطف وصاافي(‪ ،)2010‬األنثروبولوجياالثقافيااة مااع دراسااة ميدانيااة للجاليااة اللبنانيااة اإلسااالمية‬
‫بمدينة ديربورن األمريكية دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪.7‬نورة عامر(‪ ،)2020‬الكتابات الجدارية في الجزائر ما بين تراث الماضي وإرهاصات الحاضار‬
‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي العدد ‪ 1‬مجلد ‪ 8‬مارس‪.‬‬

‫‪180‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – المركز الديمقراطي العربي ألمانيا‪ -‬برلين‪ ،‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪2022‬‬

You might also like