You are on page 1of 67

P-ISSN:2070-027X

E-ISSN:2663-581X 2022 – ‫ العدد الثاني‬/37 ‫ المجلد‬/‫مجلة العلوم القانونية‬

The Right to Strike for State and Private Sector


Employees in Iraqi Legislation - A comparative study

Associate Professor Doctor


Mustafa Salem Mustafa
University of Sharjah - College of Law
msmustafa@sharjah.ac.ae
Receipt Date: 19/6/2022, Accepted Date: 1/9/2022 , Publication Date: 25/12/2022.

This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0


International License

Abstract
The majority of constitutions stipulate and regulate public
rights and freedoms in them, including the right to strike as one of
the means of expressing an opinion, which public officials or
workers resort to in the labor law in order to improve their working
conditions and achieve legitimate professional demands while
continuing the work of the public facility, However, his capacity as
a public servant imposes some restrictions on him in his exercise of
political freedoms, including the right to strike because it intersects
with the principle of the continuation of the regular and steady
functioning of public utilities, which governs the work of public
utilities in satisfying the public needs of individuals. The Iraqi
legislator permitted private-sector workers without state and public
sector employees, although the legislator considered it a means of
expressing an opinion.
We divided our research into three sections. The first is entitled the
nature of the strike, the second is entitled to the legal nature of the
strike, its forms, and its legitimacy, and the third is entitled to the
controls and restrictions on exercising the right to strike and its

55
2022 – ‫ العدد الثاني‬/37 ‫ المجلد‬/‫مجلة العلوم القانونية‬

consequences. We concluded that the strike is not an absolute right


from every restriction, but rather is subject to controls and
restrictions that ensure that it is exercised in accordance with the
public order, and the recommendation to quickly legislate the strike
law for state employees and the public sector, like the private sector
Keywords: constitution, strike, legislation, job, public utility, labor
law.

56
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫حق االضراب لموظفي الدولة والقطاع الخاص في‬


‫التشريع العراقي ‪ -‬دراسة مقارنة‬

‫أستاذ مشارك دكتور‬


‫مصطفى سالم مصطفى‬
‫جامعة الشارقة – كلية القانون‬
‫‪msmustafa@sharjah.ac.ae‬‬
‫تاريخ االستالم‪ ,2022/6/19 :‬تاريخ القبول‪ , 2022/9/1 :‬تاريخ النشر‪.2022/12/25 :‬‬

‫الملخص‬
‫إذا كان للموظف العام له الحق مثله مثل باقي المواطنين في ممارسة الحريات التي‬
‫كفلها الدستور بصفة عامة والسياسية منها بصفة خاصة‪ .‬فقد كفلت له هذا الحق اغلب‬
‫الدساتير والتشريعات ووضع له من الضمانات ما يساعده على ممارسة هذه الحرية‪،‬‬
‫بحيث ال تكون أرائه السياسية والتعبير عنها بمظاهرها المختلفة عقبة في سبيل حصوله‬
‫على حقوقه وامتيازاته التي تقررها النظم الوظيفية‪.‬‬
‫فقد نصت ونظمت غالبية الدساتير الحقوق والحريات العامة فيها ومنها الحق في‬
‫اإلضراب باعتباره أحد وسائل التعبير عن الرأي‪ ،‬يلجأ اليه موظفو الدولة العموميين‪ ،‬أو‬
‫العمال في قانون العمل بغية تحسين ظروف عملهم وتحقيق المطالب المهنية المشروعة‬
‫مع استمرار عمل المرفق العام‪ .‬إال أن صفته كموظف العام تفرض عليه بعض القيود‬
‫في ممارسته للحريات السياسية ومنها حق االضراب لتقاطعه مع مبدأ استمرار سير‬
‫المرافق العامة بانتظام واضطراد والتي تحكم عمل المرافق العامة في اشباع الحاجات‬
‫العامة لألفراد‪ .‬اباحه المشرع العراقي لعمال القطاع الخاص دون موظفي الدولة والقطاع‬
‫العام على الرغم من ان المشرع اعتبره أحد وسائل التعبير عن الرأي‪.‬‬
‫وقد قسمنا بحثنا الى ثالث مباحث‪ .‬األول بعنوان ماهية االضراب‪ ،‬والثاني بعنوان الطبيعة‬
‫القانونية لألضراب وصوره ومشروعيته‪ ،‬والثالث بعنوان ضوابط وقيود ممارسة حق‬
‫االضراب واالثار المترتبة عليه‪ .‬وتوصلنا الى ان االضراب ليس حقا مطلقا من كل قيد‪،‬‬
‫بل يخضع لضوابط وقيود تكفل ممارسته وفق النظام العام‪ ،‬والتوصية بسرعة تشريع‬
‫قانون االضراب لموظفي الدولة والقطاع العام اسوة بالقطاع الخاص‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الدستور‪ ،‬االضراب‪ ،‬التشريع‪ ،‬الوظيفة‪ ،‬المرفق العام‪ ،‬قانون العمل‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫المقدمة ‪Introduction‬‬
‫أوال‪ :‬موضوع البحث‬
‫تسعى الدولة إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من تلبية الحاجات العامة والخدمات األساسية‬
‫لألفراد‪ ،‬وإذا كان األصل هو أن المرفق العام يجب أن يسير بانتظام واضطراد دون‬
‫انقطاع أو توقف ألسباع حاجات االفراد األساسية وهو ما استقرت عليه مبادئ القانون‬
‫اإلداري فيما يتعلق بالمرفق العام‪ .‬ولكن قد تحدث أمور من شأنها أن تعمل على عرقلة‬
‫سير المرفق العام بانتظام واضطراد تؤثر سلبا على حياة األفراد‪.‬‬
‫ويعد الموظف عنصرا من العناصر المحركة للنشاط اإلداري‪ ،‬بل هو روح المرفق العام‬
‫وعمود من أعمدة سير المرافق العامة ومؤسسات الدولة بدونه تعد كافة العناصر األخرى‬
‫التي تساهم في تيسير المرافق العامة مجرد أدوات جامدة ال ثمن لها‪ ،‬فهو الذي يحمل‬
‫على عاتقه مهمة العمل سواء في الوظائف الحكومية أم في القطاع الخاص‪ ،‬يستطيع‬
‫ممارسة حقوقه وحرياته المكفولة له بمقتضى الدستور والقوانين السارية شأنه شأن‬
‫المواطن العادي‪ ،‬ولكن نظرا لكونه ينتمي إلى الدولة فإن صفته كوظف عام او مستخدم‬
‫تفرض عليه قيودا في ممارسة الحقوق والحريات ومنها حق اإلضراب طبقا للمبادئ التي‬
‫تحكم المرفق العام وحسن سيره مما يقتضي بضرورة الموازنة بين المحافظة على‬
‫الحقوق والحريات العامة للموظف كمواطن وبنفس الوقت ضرورة أدائه لواجباته‬
‫الوظيفية في المرفق العام على اكمل وجه‪ .‬وعلى الرغم من انه ال يوجد نص دستوري‬
‫نص صراحة على حق ممارسة االضراب للموظفين العموميين والقطاع العام في دستور‬
‫العراق لسنة ‪ ،2005‬إال أن المشرع القانوني العادي اعترف للعمال بحق االضراب بعد‬
‫استنفاذ الوسائل السلمية لفض منازعات العمل الجماعية‪ .‬مما يقتضي البحث عن وسائل‬
‫لضمان حقوق الموظفين العموميين من وجوب وجود تشريع ينظم هذا الحق لهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية البحث‬
‫تختلف عالقة الموظف العام بالدولة والذي هو في عالقة تنظيمية‪ ،‬عن عالقة العمال في‬
‫القطاع الخاص تبعا الختالف التنظيم القانوني لهما والذي يبدوا واضحا من خالل التنظيم‬
‫القانوني لممارسة االضراب في القطاع الخاص في قانون العمل العراقي النافذ لسنة‬
‫‪.2015‬‬
‫ويعد حق االضراب أحد وسائل التعبير عن الرأي السلمية في العالقة الوظيفية التي تربط‬
‫الموظف العام بالدولة أو العالقة التعاقدية بين طرفي عقد العمل في القطاع الخاص‪ ،‬وأن‬
‫هذا الحق يتقاطع عند ممارسته مع حقوق االخرين وحرياتهم المتمثلة باالستفادة من‬
‫خدمات المرفق العام في سيره بانتظام واضطراد‪ .‬وأهمية ممارسة هذا الحق تكمن في‬
‫ارتباطه الوثيق بواقع الوظيفة العامة والتي أصبحت فيها اإلضرابات ظاهرة تحدث بين‬

‫‪58‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الحين واألخر‪ ،‬يجهل الكثير من الموظفين احكامه وكيفية ممارسته ويصل في بعض‬
‫األحيان الى عمل مجرم بنص القانون إذا لم تتوفر فيه الضوابط والقيود لممارسته‪ ،‬مما‬
‫يوجب على المشرع أن ينظمه بقانون خاص يحقق التوازن والتناسب عندما يستعمله‬
‫موظفو الحكومة والقطاع العام للضغط على جهة اإلدارة حتى تستجيب لمطالبهم المهنية‬
‫المشروعة‪ ،‬ويحفظ حق الدولة في ضمان استمرار سير المرفق العام‪ .‬او المطالبة بحقوق‬
‫العمال في القطاع الخاص‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إشكالية البحث‬
‫تكمن مشكلة البحث في عدم وجود نص دستوري وقانوني صريح ومباشر ينظم اإلضراب‬
‫في المرافق العامة‪ ،‬والذي من شأنه أن يثير إشكالية في مدى مشروعية هذا العمل حين‬
‫يتقاطع مع حق المواطن في الحصول على خدمات المرفق العام‪ ،‬والتسبب في تعطله‬
‫خصوصا بعد تزايد اإلضرابات من قبل الموظفين العامين في العراق ومصر وفرنسا‬
‫ألسباب شتى‪ .‬واإلضراب يحمل في طياته خطر التحدي للسلطة العامة بصورة تتعارض‬
‫مع المركز التنظيمي للموظف العام‪ .‬ومدى تحقيق الموازنة بين المصلحة العامة لإلدارة‬
‫في دوام سير وانتظام عمل المرفق العام‪ .‬والقصور التشريعي الذي تعاني منه قوانين‬
‫الوظيفة العامة في مجال االضراب‬
‫رابعا‪ :‬تساؤالت البحث‬
‫باإلضافة الى التساؤل الرئيسي الذي طرحناه في إشكالية البحث‪ ،‬هناك عدة تساؤالت‬
‫فرعية التي تثار في هذا الموضوع وهي‪:‬‬
‫‪-1‬هل نظم المشرع العراقي احكام االضراب في الوظيفة العامة وفي القطاع الخاص؟‬
‫‪-2‬ماهو مفهوم االضراب‪ ،‬وما هو أساسه القانوني؟ وما هي عناصره وخصائصه؟‬
‫‪-3‬ماهية التمايز بين صور وأشكال األضراب الوظيفي‪ ،‬وبيان المشروع منها وغير‬
‫المشروع؟‬
‫‪-4‬ماهي ضوابط وقيود االضراب في الوظيفة العامة وفي القانون الخاص في العراق‬
‫وفي الدول محل الدراسة؟‬
‫‪-5‬ماهو التكييف القانوني لإلضراب‪ ،‬وما هي صوره‪ ،‬ومشروعيته‪ ،‬واالثار التي تترتب‬
‫عليه‪ ،‬ومسئولية الموظف عن تعطيل تقديم الخدمات للمنتفعين من المرافق العامة اثناء‬
‫االضراب؟‬
‫خامسا‪ :‬هدف البحث‬
‫بيان مدى إمكانية الموظف العام االستمتاع بممارسة حقه في االضراب‪ ،‬وما أثر ذلك‬
‫على سير المرفق العام بانتظام واضطراد‪ ،‬وبيان أثر التكييف القانوني لألضراب‪ ،‬وأثره‬
‫في مزاولة الموظف العام لألضراب في الحكومة والقطاع العام وفي فئة العمال بالقطاع‬

‫‪59‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الخاص‪ .‬وإبراز سوء فهم الموظفين لحقوقهم وواجباتهم عند اإلضراب عند ممارستهم‬
‫لألضراب‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬نطاق البحث‬
‫ينحصر نطاق البحث موضوع االضراب وممارسته من قبل الموظفين العموميين‬
‫والقطاع العام في قانون الوظيفة العامة وقانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام‬
‫وموظفي المالك في العراق‪ ،‬وفي ممارسته في القطاع الخاص وفق قانون العمل العراقي‬
‫رقم ‪ 37‬لسنة ‪ 2015‬في العراق‪ ،‬وفي كل من قانون الخدمة المدنية رقم ‪ 81‬لسنة ‪2016‬‬
‫وقانون العمل رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 2003‬في مصر‪ ،‬وفي قانون الوظيفة في وفرنسا‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬منهجية البحث‬
‫اتبعنا أسلوب المنهج التحليلي من خالل االطالع على األنظمة القانونية المتعلقة بالوظيفة‬
‫في كل من العراق ومصر وفرنسا محل الدراسة‪ ،‬والتطرق ألحكام القضاء المتعلقة‬
‫بموضوع االضراب‪ ،‬والمنهج المقارن من خالل االطالع على موقف التشريعات‬
‫الوظيفية المقارنة في كل من مصر وفرنسا‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬خطة البحث‬
‫قسمنا البحث الى المباحث االتية‪:‬‬
‫المبحث األول‪-‬ماهية االضراب‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ -‬الطبيعة القانونية لحق االضراب وصوره ومشروعيته‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪-‬ضوابط وقيود ممارسة حق االضراب واالثار المترتبة عليه‪.‬‬
‫الخاتمة‪ -‬وقد تضمنت النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫المبحث األول‬
‫‪The First Topic‬‬
‫ماهية االضراب‬
‫‪The Nature of the Strike‬‬
‫لبيان مفهوم االضراب‪ ،‬وتحديد معناه القانوني التعرض لتعريفه واساسه‪ ،‬وبيان عناصره‬
‫المختلفة‪ ،‬والتي يؤدي توافرها الى إضفاء صفة المشروعية على التصرف الصادر من‬
‫الموظفين المضربين عن العمل‪ ،‬كما ان لإلضراب خصائص معينة يتسم بها‪ ،‬وكذلك‬
‫يتميز مفهوم االضراب عن غيره من المصطلحات وهو ما سنتناوله من خالل المطالب‬
‫االتية‪- :‬‬
‫المطلب األول‪ -‬تعريف اإلضراب وأساسه‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ -‬عناصر اإلضراب وخصائصه‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ -‬تمييز اإلضراب عما يشتبه به من المصطلحات‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫‪The First Requirement‬‬
‫تعريف االضراب وأساسه‬
‫‪Definition of Strike and its Basis‬‬
‫يعد االضراب من أحد المسائل اإلدارية والدستورية‪ ،‬والذي شهد تطورات ملحوظة سواء‬
‫على الجانب النظري ام التطبيقي‪ .‬فبعدما كان يعد من التصرفات المجرمة في قوانين‬
‫أغلب الدول إال أن هذه النظرة تغيرت نتيجة تطور حقوق االنسان السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ .‬لذلك فإننا سنتناول هذا المطلب من خالل الفروع االتية‪- :‬‬
‫الفرع األول‪-‬التعريف التشريعي لإلضراب في التشريع العراقي والمقارن‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪-‬التعريف الفقهي لإلضراب‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪-‬التعريف القضائي لإلضراب‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الفرع األول‬
‫‪First Branch‬‬
‫التعريف التشريعي لإلضراب في التشريع العراقي والمقارن‬
‫‪Legal Definition of Strike in Iraqi and Comparative Legislation‬‬
‫درج المشرع في غالبية الدول على عدم وضع تعريف محدد لألضراب وبيان عناصره‬
‫المختلفة‪ ،‬واكتفى بالنص على مشروعيته فقط‪ .‬إذ ال يهتم المشرع عادة بوضع تعريف‬
‫لمسألة ما‪ ،‬وإنما ترك ذلك الجتهادات الفقه والقضاء‪.‬‬
‫أوال‪ :‬في التشريع العراقي‪ ،‬ال يوجد ومنذ تأسيس الدولة العراقية ولحد االن قانون خاص‬
‫ينظم اإلضراب بصورة عامة سواء بالنسبة للعمال أم للموظفين‪ ،‬ذلك أن اإلضراب كان‬
‫امرا منظما في قوانين العمل المتعاقبة فيما يتعلق بفئة العمال في القطاع الخاص‪ ،‬والتي‬
‫تضمنت في اغلبها نصوصا لحل النزاعات الجماعية لهؤالء‪ ،‬ألنها منعت عليهم اللجوء‬
‫إلى اإلضراب إال بعد اليأس من حلها بصورة مرضية للطرفين وبعد عرضها على‬
‫المحكمة المختصة وإصدار الحكم فيه‪ ،‬وامتناع أصحاب العمل عن تنفيذ حكم المحكمة‪.1‬‬
‫إال ان قانون العمل العراقي رقم ‪ 37‬لسنة ‪ 2015‬إشارة بصورة واضحة الى موضوع‬
‫االضراب السلمي للعاملين في المادة ‪ 162‬بفقراتها حينما نظم قانون العمل كيفية انهاء‬
‫النزاع لعالقات العمل الجماعية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لموظفي القطاع العام فال يوجد قانون ينظم هذا الحق لعدم االعتراف به‬
‫صراحة‪ ،‬ألنه يشكل جريمة تنطبق وأحكام المادتين ‪ 364‬والمادة ‪ 366‬من قانون‬
‫العقوبات العراقي رقم ‪ 111‬لسنة ‪.1969‬‬
‫وقد كان للمشرع العراقي محاوالت عدة لتعريف مصطلح االضراب‪ ،‬فكانت المحاولة‬
‫األولى لتعريفه في نظام المصالحة والتحكيم لحسم المنازعات الجماعية المهنية الذي جاء‬
‫فيه بأنه" توقف جماعي من العمال تعمل بتضامن عن العمل"‪ .2‬ثم عرف قانون العمل‬
‫لسنة ‪ 1987‬االضراب بأنه" اتفاق مجموع العمال أو المستخدمين او اكثرهم في مشروع‬
‫او مشاريع على التوقف عن العمل بشأن أمور تتعلق بشروط العمل واالستخدام‬
‫وأحوالها"‪ .3‬ثم صدر قانون العمل النافذ والذي جاء فيه " يتمتع العامل بحق االضراب‬
‫وفقا لهذا القانون"‪ .4‬والمالحظ على هذه القوانين انها اقتصرت على فئة العمال في القطاع‬
‫الخاص دون الموظفين‪ ،‬وعلى االضراب التقليدي المقيد بشروط والذي سنتطرق له‬
‫الحقا‪.‬‬
‫وأما األساس الدستوري والقانوني للحق في اإلضراب‪ ،‬فعلى الرغم من تعاقب الدساتير‬
‫العراقية قبل التغيير السياسي لسنة ‪ ، 2003‬ونصها على حرية االجتماع والرأي‬
‫والنقابات التي يعد اإلضراب من ضمنها‪ ،‬إال أن الواقع العملي كان خالف ذلك لكونه‬
‫مجرما من قبل قانون العقوبات العراقي النافذ والتي سنتناولها الحقا‪ ،‬وبعد التغيير‬

‫‪62‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫السياسي عام ‪ 2003‬فقد نص عليه بصورة مباشرة في قانون إدارة الدولة العراقية للفترة‬
‫االنتقالية وجعله حقا دستوريا تبناه المشرع العراقي بصورة صريحة‪ ،‬كوسيلة من وسائل‬
‫المطالبة بالحقوق لكل عراقي ودون تقييدها بطائفة معينة‪ ،‬سواء كانوا موظفين أو عماال‬
‫جاء فيه ان " للعراقي الحق بالتظاهر واإلضراب سلميا وفقا للقانون"‪ .5‬وبعد صدور‬
‫دستور العراق لسنة ‪ 2005‬وتنظيمه لحقوق وحريات االنسان‪ ،‬إال أنه لم يشر إلى‬
‫اإلضراب بصورة صريحة كما في قانون إدارة الدولة لسنة ‪ ،2004‬ولكن اورد نصا جاء‬
‫فيه " تكفل الدولة بما ال يخل بالنظام العام واآلداب‪ :‬أوال‪ -‬حرية التعبير عن الرأي بكل‬
‫الوسائل‪ - ،‬ثالثا‪ :‬حرية االجتماع والتظاهر السلمي وتنظم بقانون"‪ .6‬وفي هذا إشارة‬
‫ضمنية غير مباشرة لألضراب كونه يعد إحدى صور التعبير عن الرأي‪ .‬وال يوجد في‬
‫قانون الخدمة المدنية أو قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام أو قانون المالك‬
‫العراقي أية إشارة الى موضوع إضراب الموظفين‪ ،‬ولكن قانون العمل رقم ‪ 37‬لسنة‬
‫‪ 2015‬اشارة إلى إضراب العمال‪ .‬وحيث أنه يوجد نوع من المخالفة القانونية والصياغة‬
‫غير الموفقة في هذا القانون‪ ،‬ألنه ومنذ تاريخ ‪ 1987/3/19‬ووفقا لقرار مجلس قيادة‬
‫الثورة العراقي المنحل الذي اعتبر العمال في دوائر الدولة والقطاع االشتراكي موظفين‬
‫ويتساوون معهم في الحقوق والواجبات‪ ،7‬والذي ال زال ساريا‬
‫ولقد جرم المشرع الجنائي العراقي في قانون العقوبات إضراب الموظفين حيث جاء فيه‬
‫" ‪-1‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سنتين وبغرامة ال تزيد على مائتي دينار أو بإحدى‬
‫هاتين العقوبتين كل موظف أو مكلف بخدمة عامة ترك عمله ولو بصورة االستقالة أو‬
‫امتنع عمدا عن واجب من واجبات وظيفته أو عمله متى كان من شأن الترك أو االمتناع‬
‫أن يجعل حياة الناس أو صحتهم أو امنهم في خطر أو كان من شأن ذلك أن يحدث‬
‫اضطرابا أو فتنة بين الناس‪ ،‬أو إذا عطل مرفقا عاما ‪ -2‬ويعد ظرفا مشددا إذا وقع الفعل‬
‫من ثالثة اشخاص أو أكثر وكانوا متفقين على ذلك أو مبتغين منه تحقيق غرض‬
‫مشترك"‪ .8‬وكذلك نص أيضا (يعاقب بالحبس كل موظف أو مكلف بخدمة عامة امتنع‬
‫بغير حق عن أداء عمل من اعمال وظيفته أو أخل عمدا بواجب من واجباتها‪ ..‬ألي سبب‬
‫اخر غير مشروع‪ .‬الخ"‪ .‬و" يعاقب بالحبس أو الغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين‪ :‬كل‬
‫موظف أو مكلف بخدمة عامة ارتكب عمدا ما يخالف واجبات وظيفته أو امتنع عن أداء‬
‫عمل من أعمالها بقصد االضرار بمصلحة االفراد‪ ،..‬او على حساب الدولة‪ .‬الخ)‪.9‬‬
‫ومن تحليل هذا النص يالحظ أن المشرع العراقي لم يحرم االضراب بصورة مطلقة‪ ،‬بل‬
‫جرم حاالت أوردها بالنص فيما لو أدى االضراب إلى جعل حياة الناس أو صحتهم أو‬
‫امنهم في خطر أو كان من شأن ذلك أن يحدث اضطرابا أو فتنة بين الناس‪ ،‬أو إذا عطل‬

‫‪63‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫مرفقا عاما‪ ،‬وغير ذلك من حاالت االضراب فهي مباحة نظريا‪ .‬الن الواقع العملي اثبت‬
‫غير ذلك في تعرض المظربين إلى التنكيل والقسوة وإلى اشد العقوبات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وفي التشريع المصري‪ .‬يتمثل األساس الدستوري والقانوني لحق االضراب في‬
‫مصر بما نص عليه الدستور حيث جاء فيه" اإلضراب السلمي حق ينظمه القانون"‪.10‬‬
‫وقد فرق المشرع المصري بين حق االضراب للعمال في مواجهة ارباب األعمال‬
‫للمطالبة بحقوقهم‪ ،‬وبين حق االضراب للموظفين العموميين في مواجهة الدولة ووحداتها‬
‫اإلدارية واالقتصادية حيث اباح األول وحظر الثاني‪ .‬وعلى الرغم من أن المشرع‬
‫المصري نص صراحة على حق االضراب ونظمه في القطاع الخاص‪ ،‬إال أنه آثر عدم‬
‫تعريف اإلضراب تاركا ذلك الجتهادات الفقه والقضاء مكتفيا بالتأكيد على مشروعيته‬
‫وطريقة ممارسته‪.‬‬
‫ولقد نص قانون العمل المصري على االضراب حينما نص" للعمال حق االضراب‬
‫السلمي‪ ،‬ويكون إعالنه وتنظيمه من خالل منظماتهم النقابية دفاعا عن مصالحهم المهنية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية وذلك في الحدود وطبقا للضوابط واإلجراءات المقررة في هذا‬
‫القانون"‪ .11‬حيث حدد النص ضوابط وشروط القيام باألضراب‪ ،‬وأكدت على أنه في حالة‬
‫اعتزام عمال المنشأة ذات اللجنة النقابية االضراب في األحوال التي يجيزها القانون‪ ،‬فأنه‬
‫يجب على اللجنة النقابية بعد موافقة مجلس إدارة النقابة العامة‪ ،‬وبأغلبية ثلثي أعضائه‬
‫اخطار كل من صاحب العمل والجهة اإلدارية المختصة قبل التاريخ المحدد لإلضراب‬
‫بعشرة أيام على األقل بكتاب مسجل بعلم الوصول‪ ،‬وإذا لم يكن بالمنشأة لجنة نقابية يكون‬
‫اإلخطار باألضراب الى اللجنة العامة‪ ،‬وعلى األخيرة القيام باألخطار المشار اليه‬
‫باألغلبية‪.‬‬
‫واما بالنسبة لحق االضراب للموظف العام في مواجهة الدولة‪ ،‬فأن قوانين الوظيفة العامة‬
‫لم تعترف للموظف العام بهذا الحق‪ ،‬بل ان ممارسته يجعله تحت طائلة القانون العقابي‪.‬‬
‫إذ جرم قانون العقوبات المصري ترك العمل إذ جاء فيه أنه " إذا ترك ثالثة على األقل‬
‫من الموظفين أو المستخدمين العموميين عملهم ولو في صورة االستقالة أو امتنعوا عمدا‬
‫عن تأدية واجب من واجبات وظيفتهم متفقين في ذلك أو متفقين في ذلك أو متمنين منه‬
‫تحقيق غرض مشترك عوقب كل منهم بالحبس‪ ،..‬الخ"‪.12‬‬
‫ثالثا‪ :‬وفي التشريع الفرنسي‪ .‬الذي لم يعرف االضراب شأنه شأن المشرع المصري‪ ،‬إال‬
‫أن المشرع الدستوري اعترف صراحة به في مقدمة دستور ‪ ،1946‬والتشريعات التي‬
‫صدرت لتنظيم ممارسة هذا الحق في االضراب‪ ،‬سواء في القانون الصادر في ‪ 11‬من‬
‫فبراير ‪ 1950‬الذي قرر وقف عقد العمل بسبب االضراب أو القانون الصادر في ‪ 31‬من‬

‫‪64‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫يوليو لسنة ‪ 1963‬الذي نظم ممارسة حق االضراب بالنسبة لموظفي وعمال المرافق‬
‫العامة‪.13‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫‪Second Branch‬‬
‫التعريف الفقهي لإلضراب‬
‫‪Legal Definition of Strike‬‬
‫تعددت اآلراء الفقهية في تعريف االضراب سواء بالفقه العربي ام الفقه الغربي‪ .‬فقد عرفه‬
‫بعض من الفقه العربي بأنه" امتناع طائفة من العمال أو الموظفين العموميين عن ممارسة‬
‫أعمالهم لفترة زمنية محددة بقصد اجبار أصحاب العمل أو الدولة على االستجابة لمطالبهم‬
‫مع نية العودة إلى العمل عند تنفيذ هذه المطالب أو وضع حلول للمشكالت التي استهدفها‬
‫االضراب‪ .14‬وعرفه اخر بأنه" توقف العمال عن عمل ملزم توقفا إراديا ومدبرا بقصد‬
‫ممارسة الضغط على صاحب العمل او السلطات العامة لتحقيق مطالبهم المهنية والتي‬
‫سبق لصاحب العمل رفضها‪.15‬‬
‫وعرفه بعض من الفقه الغربي بأنه" التوقف عن العمل من اجل تحسين ظروف العمل‬
‫أو الحصول على مزايا أفضل أو لغرض مساندة نشاط اجتماعي معين"‪ .16‬أو هو "‬
‫التوقف الجماعي والمدبر عن العمل يهدف إلى دعم المطالبات المهنية"‪.17‬‬
‫ومن استعراضنا للنصوص الدستورية وموقف المشرع من تعريف اإلضراب نقول إن‬
‫مهمة تعريف االضراب تعريفا دقيقا أمرا صعبا الختالف الفقه والقضاء في تبنيهم لمفهوم‬
‫االضراب كل بحسب الزاوية التي ينظر من خاللها لألضراب‪ ،‬وأن عدم وضع تعريف‬
‫تشريعي لألضراب يلم بكافة حاالت وصور االضراب له نتيجة إيجابية تتمثل في اجتهاد‬
‫الفقه والقضاء لوضع التعريف المناسب والذي يتماشى مع جميع حاالت وصور‬
‫االضراب‪ ،‬ويواكب التطورات التي تصاحب ممارسة حق االضراب‪.‬‬
‫ومن خالل هذه التعريفات يمكننا أن نعرف اإلضراب بأنه توقف جماعي متفق عليه بين‬
‫الموظفين أو المستخدمين في إدارة أو مؤسسه عن العمل احتجاجا على ظروف عملهم‬
‫بعد استحصال الموافقات األصولية بالتوقف عن العمل ولفترة وجيزة محددة باألضراب‬
‫للتعبير عن رأيهم‪ ،‬وللضغط على تلك اإلدارات أو المؤسسات بما ال يخالف القانون أو‬
‫النظام العام‪ ،‬مع نيتهم بالرجوع إلى رأس عملهم للحصول على مزايا تحسن من ظروفهم‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫‪Third Branch‬‬
‫التعريف القضائي لإلضراب‬
‫‪Judicial Definition of Strike‬‬
‫يعود الفضل في إظهار وتوضيح مفهوم األضراب إلى الفقه والقضاء اللذين عمال على‬
‫وضع الفروض‪ ،‬ومناقشة المبادئ العامة التي احتوتها االحكام القضائية للدول محل‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬في القضاء العراقي‪ .‬لم يعرف القضاء العراقي اإلضراب‪ ،‬ولكن اعطى تصوره في‬
‫اإلضراب المشروع حيث ذهب القضاء اإلداري العراقي إلى جواز أو مشروعية إضراب‬
‫الموظفين العموميين في العراق في أحد احكامه الحديثة الذي جاء فيه" يلزم استعمال حق‬
‫اإلضراب على نحو ال يتعارض مع أحكام القانون‪ ،‬ومن مقتضى ذلك اخطار إدارة‬
‫الشركة به واستحصال األذن منها بمدة مناسبة‪ ،‬كي تتخذ ما يلزم من احتياطات في العمل‬
‫والمحافظة عليه"‪.18‬‬
‫ثانيا‪ :‬وفي القضاء المصري‪ .‬ذهبت محكمة أمن الدولة العليا في مصر إلى تعريف‬
‫اإلضراب بقولها" أنه االمتناع الجماعي المتفق عليه بين مجموعة من العاملين عن العمل‬
‫لمدة مؤقتة لممارسة الضغط لالستجابة لمطالبهم"‪ .19‬وعرفته المحكمة اإلدارية العليا‬
‫عندما تطرقت الى تعريف االضراب في المرافق العامة قائلة بأنه " امتناع العاملين‬
‫بالمرافق العامة عن أداء اعمالهم وعدم مباشرتهم لمهام وظائفهم دون أن يتخلوا عن تلك‬
‫الوظائف ومع استمرار تمسكهم بها"‪ .20‬بينما ذهب مجلس الدولة المصري بصورة أكثر‬
‫دقة وتعبيرا عما انتهجته المحكمة اإلدارية العليا في مصر في تحديد داللة اإلضراب من‬
‫خالل فتوى الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع إضافة لتضمينه قيود االضراب‬
‫وتنظيمه حيث جاء فيه بأنه " التوقف اإلرادي عن العمل باتفاق بعض أو كل العاملين‬
‫للمطالبة بتنفيذ أمور تتعلق بالعمل محددة سلفا برفض رب العمل تحقيقها‪ ،‬ويمارسه‬
‫العاملون سلميا وفقا لإلرادة الحرة لكل منهم‪ ،‬بغير عنف أو إكراه على غيرهم من العاملين‬
‫أو احتالل ألماكن العمل‪ ،‬ويفترض فيه عدم اإلضرار بالغير‪ ،‬او تعريضه للخطر‪ ،‬أو‬
‫المساس بالمصلحة العامة أو النظام العام"‪.21‬‬
‫ثالثا‪ :‬وفي القضاء الفرنسي‪ .‬عرفت محكمة النقض الفرنسية اإلضراب بأنه " وسيلة من‬
‫وسائل الدفاع عن المصالح المهنية"‪ .22‬وعرف أيضا بأنه " توقف مدبر عن العمل بفرض‬
‫تحقيق المطالب المهنية المحددة سلفا والتي سبق رفضها من جانب صاحب العمل"‪.23‬‬
‫وقد كان لمجلس الدولة الفرنسي دورا وتطبيقا لمفهوم االضراب حيث جاء في أحد احكامه‬
‫" أن الحق في االضراب هو حق من الحقوق التي يتمتع بها األفراد تجاه السلطة العامة‪،‬‬
‫ويجوز للمحكمة المختصة أن تتصدى لطلب االضراب"‪ .24‬خصوصا بعد اإلضرابات‬

‫‪66‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫التي شهدتها فرنسا في شهر مايو من سنة ‪ ،2016‬بسبب إقرار البرلمان تعديل قانون‬
‫العمل بالقدر الذي يعتبر من وجهة نظر النقابات العمالية مجحفا للحقوق بعد منح صاحب‬
‫العمل الحق في فرض ساعات العمل وحقه في منح االجازات ورفضها والتي اعتبرتها‬
‫النقابات أنها بمثابة ابتزاز ألصحاب العمل للعمال في حقوقهم‪.25‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫‪The Second Requirement‬‬
‫عناصر االضراب وخصائصه‬
‫‪Elements of the Strike and its Characteristics‬‬
‫ينبغي توفر مجموعة من العناصر المستخلصة من التشريع واالجتهاد الفقهي وما استقرت‬
‫عليه احكام القضاء لنكون امام حالة االضراب‪ ،‬وإذا تخلف أي منها ال نكون امام حالة‬
‫االضراب‪ ،‬فضال عن بيان خصائصه باعتباره من اهم الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫والتي سنتناولها من خالل الفروع االتية‪:‬‬
‫الفرع األول‪-‬عناصر اإلضراب‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ -‬خصائص االضراب‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫‪First Branch‬‬
‫عناصر االضراب‬
‫‪Strike Elements‬‬
‫من استقراء التعاريف التي اوردناها فإنه يمكن القول إن عناصره تتمثل باالتي‪:‬‬
‫اوال‪-‬يجب أن يكون التوقف عن العمل اراديا وصريحا وملزما‬
‫ويعني أن يكون التوقف عن العمل صادر عن إرادة الموظفين وتعبيرهم الصريح‬
‫بالدخول في االضراب عن العمل وفقا لإلجراءات المقررة قانونا‪ ،‬إذ ال يعد إضرابا حالة‬
‫التوقف عن العمل لقوة قاهرة أو لسبب اإلدارة‪ ،‬وكذلك يجب أن يكون هذا التوقف صريحا‪.‬‬
‫وفي ذلك قضى القضاء الفرنسي محكمة‪ Chateaubriand- -‬الجزائية بأن " االضراب‬
‫هو التوقف الصريح عن العمل‪ .‬الخ"‪ .26‬أي أن االمتناع عن العمل من قبل الموظفين‬
‫المكلفين بأدائه اتفاقا وقانونا دون رضاء اإلدارة أو صاحب العمل‪.27‬‬
‫اما االلزام في التوقف عن العمل ويقصد به توقف العمال او الموظفين او المكلفين بخدمة‬
‫عامة التوقف عن أداء عمل ملزم أو واجب تنفيذه بمقتضى القانون‪ ،‬ويستوي أن يكون‬
‫مصدر االلتزام نصا قانونيا كما في الموظفين العموميين‪ ،‬او شرطا من عقد بالنسبة‬

‫‪67‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫للعاملين في المشروعات الخاصة ذات النفع العام‪ ،‬أو بموجب عقد عمل فردية أو‬
‫جماعية‪.28‬‬
‫ثانيا‪-‬أن يكون االمتناع عن العمل جماعيا‬
‫يعتبر التوقف الجماعي عنصرا جوهريا من عناصر االضراب‪ ،‬ويعني امتناع عدد من‬
‫العمال ‪-‬او الموظفين أو المكلفين بخدمة عامة‪ -‬عن أداء العمل امتناعا مدبرا‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن امتناع أحد العاملين عن العمل ال يشكل إضرابا نظرا لتخلف صفة الجماعية في‬
‫امتناعه‪ ،‬ولكن هذا ال يعني أن االضراب ال ينشأ إال إذا كان هناك اتفاق جماعي بين‬
‫المضربين على ترك العمل‪ ،‬فهناك حاالت يتحقق فيها اإلضراب ولو لم يحدث إال من‬
‫موظف واحد بشرط أن يترتب على هذا االضراب الفردي اثار خطيرة‪ .29‬وصفة التوقف‬
‫الجماعي يمكن أن تقاس بأحد المعيارين وهما‪:‬‬
‫األول (المعيار العضوي) الذي تختص به المنظمات النقابية العمالية فقط بتنظيم االضراب‬
‫وإعالنه‪ ،‬أما اإلضراب الذي يتم عن طريق العمال وليس عن طريق منظماتهم النقابية‪،‬‬
‫فيعد إضرابا فوضويا غير مشروع‪.30‬‬
‫والثاني (المعيار العددي) وفيه يكتفي بإضفاء صفة الجماعية على التوقف عن العمل‪ ،‬إذا‬
‫أمتنع عدد من العاملين في المرفق عن أداء العمل‪ ،‬سواء تم اإلعالن عن ذلك التوقف‬
‫بواسطة القادة الممثلين لهؤالء العاملين‪ ،‬أو عن طريق العاملين أنفسهم مجموعة واقعية‪.31‬‬
‫وقد اخذ قانون العقوبات العراقي والمصري بالمعيار العددي في تحديده لألضراب‬
‫المعاقب عليه جزائيا عندما حدد العدد بثالثة اشخاص‪ .32‬واقترح بعض من الفقه الفرنسي‬
‫اشتراط امتناع أغلبية معينة من العاملين عن العمل حتى يوصف هذا االمتناع بأنه‬
‫إضرابا‪ ،‬وكذلك في أحكام محكمة النقض الفرنسية التي اشترطت وجود عدد من العاملين‬
‫حتى ولو كانوا أقلية في المشروع أو المنشأة‪.33‬‬
‫ثالثا‪-‬أن يكون التوقف عن العمل محدود المدة الزمنية‬
‫ويعني أن التوقف عن العمل يجب أن يكون لمدة محددة من الزمن وسواء كانت هذه المدة‬
‫قصيرة أم طويلة‪ ،‬بمعنى أن االنقطاع عن العمل هو انقطاع مؤقت الن القائمين به يهدفون‬
‫من خالله إلى الضغط لتحقيق مطالبهم‪ ،‬ومن ثم العودة إلعمالهم ووظائفهم بعد انتهاء‬
‫االضراب‪ ،‬وهذا ما يميز األضراب عن االستقالة التي يكون ترك العمل فيها نهائيا‪.34‬‬
‫رابعا‪ -‬أن يكون هناك مقاصد (هدف) من االضراب‬
‫يجب أن يكون الغرض األساسي من األضراب هو الضغط على اإلدارة لتحقيق مطالب‬
‫تتعلق بالعمل أو الوظيفة‪ ،‬ومعنى ذلك أنه ال يجوز استخدام األضراب في تحقيق اهداف‬
‫حزبية أو طائفية‪ .35‬ومعنى قصد االضراب يعني انصراف قصد الموظف أو المكلف أو‬
‫المستخدم باالمتناع عن أداء العمل بصفة مؤقتة‪ ،‬أي أن إرادة العاملين قد اتجهت نحو‬

‫‪68‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫تعليق العمل لفترة مؤقتة‪ ،‬حيث يتطلب القصد العلم واإلرادة‪ ،‬أي أن العاملين قد أرادوا‬
‫االضراب وأرادوا النتيجة التي ستترتب على ممارسته وهي إيقاف العمل‪ ،‬أي ان إرادتهم‬
‫اتجهت نحو قبول السبب والنتيجة‪ ،‬فال يكونوا مكرهين على االضراب ألن االضراب هو‬
‫توقف ارادي عن العمل‪ .36‬هدفه تغيير األوضاع السائدة في العمل والتي ال ترضي‬
‫العاملين للضغط على الدولة بقصد تغيير ظروف العمل بوجه عام أو الستقرار العمل‪،‬‬
‫وقد يكون ألسباب مهنية للعاملين أو للحصول على المزيد من الحقوق واالمتيازات مهنية‬
‫كانت أو اجتماعية أو مالية‪ .37‬لذلك يجب أن يحاط عند ممارسته من قبل موظفي المرافق‬
‫العامة بمجموعة من القيود التي تكفل تقديم الخدمات المنوطة بالمرفق العام للمواطن‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫‪Second Branch‬‬
‫خصائص االضراب‬
‫‪Characteristics of the Strike‬‬
‫تتنوع خصائص اإلضراب‪ ،‬إذ يتسم بالخصائص األتية‪:‬‬
‫أوال‪ -‬االضراب حق مشروع ومقيد‬
‫يعد االضراب أحد حقوق االنسان ومن أهم الحقوق االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬لذلك اهتم‬
‫به القانون الدولي والتشريعات الداخلية‪ ،‬وأكدت عليه العديد من المواثيق الدولية‬
‫واإلقليمية‪ ،‬وهذا الحق مقيد ويجب أن يمارسه الموظفين والمكلفين بخدمة عامة والعمال‬
‫يمارسونه في أطار التشريع وطبقا للضوابط واإلجراءات المقررة فيه‪.38‬‬
‫ثانيا‪-‬اإلضراب حق فردي يمارس في إطار جماعي‬
‫يعتبر االضراب حرية فردية ألنه تقرر لكل عامل _موظف أو مكلف بخدمة عامة‪ -‬بصفته‬
‫الشخصية‪ ،‬فلكل عامل الحق في التوقف عن العمل لكون اإلضراب يعبر عن مصالح‬
‫العمال‪ ،‬فإن هذه الحرية الفردية ال يمكن ممارستها إال بطريقة جماعية‪ ،‬وبالتالي يجب أن‬
‫تنصهر الحريات الفردية للعمال في اتفاقهم على التوقف عن العمل بغية تحقيق مطالبهم‪.39‬‬
‫ثالثا‪-‬اإلضراب حق يلحق الضرر بصاحبه أو بغيره‬
‫إذا كان االضراب يؤدي إلى التوقف المؤقت عن العمل ولمدة محدودة إلجابة مطالبهم‬
‫المهنية‪ ،‬وهو ال يستتبع بالضرورة انصراف القصد إلى اإلضرار بمصالح صاحب العمل‪-‬‬
‫اإلدارة‪ -‬الذي يضار من التوقف عن العمل‪ ،‬فيعد التوقف عن العمل مشروعا ما دام هدفه‬
‫الدفاع عن المطالب المهنية‪ ،‬أما إذا كانت نية العمال‪-‬الموظفين والمكلفين بخدمة عامة‪-‬‬
‫تنصرف أساسا إلى اإلخالل بسير العمل بالمشروع‪-‬اإلدارة‪ -‬ويوصف التوقف بالتجاوز‬
‫في ممارسة حق اإلضراب‪.40‬‬

‫‪69‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫‪The Third Requirement‬‬
‫تمييز االضراب الوظيفي عما يشتبه به من المصطلحات‬
‫‪Distinguishing the Occupational Strike from the Suspected‬‬
‫‪Terms‬‬
‫يتميز اإلضراب الوظيفي عن غيره من اإلضرابات التي تحدث بالمجتمع الختالف‬
‫الوسيلة والهدف بينه وبين األشكال األخرى من االضراب‪ ،‬وهو ما سنتناوله من خالل‬
‫الفروع االتية‪- :‬‬
‫الفرع األول‪-‬تمييز اإلضراب الوظيفي عن اإلضراب السياسي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪-‬تمييز اإلضراب الوظيفي عن اإلضراب المهني للعمال‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫‪First Branch‬‬
‫تمييز االضراب الوظيفي عن االضراب السياسي‬
‫‪Distinguishing a Job Strike from a Political Strike‬‬
‫يقصد باألضراب السياسي بأنه االضراب الذي يهدف إلى الضغط على الحكومة‪-‬اإلدارة‪-‬‬
‫بهدف تحقيق مطالب سياسية‪ ،‬ومثاله االمتناع عن العمل الذي يهدف إلى حمل الحكومة‬
‫على اتخاذ وجهة سياسية معينة‪ ،‬أو منعها من اتخاذ قرار سياسي معين‪ ،‬أو لالحتجاج‬
‫على عمل قامت به‪ ،‬كذلك يعد إضرابا سياسيا االمتناع عن العمل بهدف تأييد مسلك معين‬
‫للحكومة‪ .41‬مثل االضراب بقصد المطالبة بزيادة األجور أو االعتراض على سياسة‬
‫الحكومة في مجال معين‪.‬‬
‫وهناك استقرار قضائي على قصر أسباب االضراب الوظيفي ودوافعه في الحقوق‬
‫والمطالب المهنية‪ ،‬وقد قضت محكمة النقض الفرنسية بأنه إذا كان القانون ومقدمة‬
‫الدستور أعطت للعمال حق اللجوء إلى اإلضراب للدفاع عن المصالح المهنية‪ ،‬فإن هذا‬
‫الحق يصبح غير مشروع عندما يتدخل في أعمال السلطة العامة‪ ،‬والرأي الراجح في‬
‫الفقه الفرنسي يذهب إلى أن اإلضراب السياسي يعد إضرابا تعسفيا‪ ،‬باالستناد إلى‬
‫االعتبارات العملية وعدته محكمة النقض الفرنسية بأنه خطأ جسيم يبرر انهاء عقد العمل‪،‬‬
‫وبالنسبة لألضراب المختلط الذي تختلط فيه األهداف السياسية واألهداف المهنية فإن‬
‫محكمة النقض الفرنسية اخذت بالغرض الرئيس من االضراب‪ .42‬وبهذا يختلف االضراب‬
‫الوظيفي عن االضراب السياسي في أنه يوجه لتحقيق األهداف والمصالح المهنية دون‬
‫غيرها من األهداف األخرى‪ .‬وأنه يعتبر من الحقوق االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫ولألضراب السياسي صورا عدة منها اإلضرابات السياسية الخالصة عندما تكون مطالب‬
‫العمال‪-‬الموظفين‪ -‬مطالب سياسية محضة والهدف الرئيسي لألضراب‪ ،‬واالضرابات‬
‫السياسية واالقتصادية المختلطة‪ ،‬وهناك اإلضرابات المهنية والسياسية حيث تلجأ النقابات‬
‫إلى هذا النوع عندما تهدف إلى تحقيق مطالب سياسية تحت ستار المهنية‪.43‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫‪Second Branch‬‬
‫تمييز االضراب الوظيفي عن االضراب المهني للعمال‬
‫‪Distinguishing the Occupational Strike from the Occupational‬‬
‫‪Strike of Workers‬‬
‫يعرف إضراب العمال بأنه امتناع العاملين بالمرافق العامة عن أداء أعمالهم‪ ،‬وعدم‬
‫مباشرتهم لمهام وظائفهم دون أن يتخلوا عن تلك الوظائف ومع استمرار تمسكهم بها‪،‬‬
‫وذلك بقصد اإلعالن من جانبهم عن احتجاجهم على أوضاع معينة أو عن مطالب معينة‬
‫يطالبون المسئولين بتحقيقها‪ ،‬أو بقصد إظهار السخط واالستنكار ألعمال أو إجراءات ال‬
‫ترضيهم‪ .44‬فإذا كان إضراب العمال يتعلق بعقد العمل ويكون بمواجهة الطرف الثاني‬
‫لعقد العمل وهو صاحب العمل‪ ،‬وهذا يعني أن النظام القانوني إلضراب العمال يكون وفقا‬
‫لقواعد قانون العمل والتعليمات (اللوائح) الصادرة بموجبه عن وزارة العمل والشؤون‬
‫االجتماعية واتفاقات العمل الجماعية المعقودة بين صاحب العمل والعمال أو نقاباتهم‪.45‬‬
‫وهناك عدة فروقات بينهما وهي‪:46‬‬
‫‪ -1‬إن االضراب الوظيفي يكون في مواجهة اإلدارة القائمة على المرفق العام‪ ،‬وفي حدود‬
‫ما تسمح به قوانين الخدمة المدنية‪ ،‬واألنظمة (اللوائح) والتعليمات الصادرة من الجهات‬
‫اإلدارية سواء كانت مركزية أم ال مركزية‪ ،‬أما اإلضراب المهني للعمال فيكون في‬
‫مواجهة الطرف الثاني لعقد العمل وهو صاحب العمل‪.‬‬
‫‪ -2‬إن االضراب الوظيفي محكوما بقواعد القانون اإلداري وباألخص القواعد المتعلقة‬
‫الوظيفة العامة والمتصلة بسير المرفق العام التي تؤمن استمراريته وانتظامه‪ ،‬أما‬
‫االضراب المهني للعمال فيكون محكوما بقانون العمل وتعليمات وزارة العمل‪.‬‬
‫‪-3‬إن الحق في االضراب في قانون العمل حق مطلق‪ ،‬بينما االضراب الوظيفي ليس‬
‫كذلك‪ ،‬الن هناك فئات من الموظفين يحرم عليهم االضراب وفقا لمقتضيات المصلحة‬
‫العامة المقدرة من قبل الحكومة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫‪The Second Topic‬‬
‫الطبيعة القانونية لحق االضراب وصوره ومدى مشروعيته‬
‫‪The Legal Nature of the Right to Strike and its Image‬‬
‫‪and its Legality‬‬
‫تباينت أراء الفقهاء في تحديد الطبيعة القانونية لألضراب وظهرت اراء عدة في تكييفه‬
‫القانوني إن كان من الحقوق السياسية ام من حقوق مقاومة السلطة‪ ،‬والذي له صورا عدة‪.‬‬
‫واختلف الفقه والقضاء والتشريع في مدى مشروعيته‪ ،‬وعليه فإننا سنتناول هذا المبحث‬
‫من خالل المطالب االتية‪- :‬‬
‫المطلب األول‪-‬الطبيعة القانونية لإلضراب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪-‬صور اإلضراب‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪-‬مدى مشروعية اإلضراب‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫‪The First Requirement‬‬
‫الطبيعة القانونية لألضراب‬
‫‪The Legal Nature of the Strike‬‬
‫تباينت اآلراء التي قيلت في التكييف القانوني لألضراب وذهبت باتجاهات عدة‪ .‬سنتناولها‬
‫من خالل الفروع األتية‪- :‬‬
‫الفرع األول‪-‬اإلضراب بوصفه حقا من الحقوق السياسية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪-‬اإلضراب وسيلة ضغط لمقاومة طغيان السلطة اإلدارية‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫‪First Branch‬‬
‫االضراب بوصفه حقا من الحقوق السياسية‬
‫‪Strike as a Political Right‬‬
‫يذهب الرأي األول من الفقه إلى أن غالبية الدول اعترفت بالحقوق والحريات السياسية‬
‫مع بداية القرن العشرين ومنها الحق في التعبير عن الرأي‪ ،‬والذي يكتسب أهمية خاصة‬
‫من بين الحقوق السياسية‪ ،‬ويعد مقدمة أساسية لتشكيل شخصية االنسان اجتماعيا وسياسيا‪،‬‬
‫وهو المدخل األساسي لتكوين قناعة ذاتية باتجاه فكري أو اخر‪ ،‬من دونه لن يكون هناك‬
‫انسان سياسي واجتماعي بمفهوم اإليجابية اإلنسانية في الحياة السياسية واالجتماعية‪،‬‬
‫وإنما ستسود السلبية والالمباالة واالنفصال الوجداني بين االنسان والسلطة أو بينه وبين‬

‫‪72‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫المجتمع‪ ،‬وحرية الرأي والتعبير اسمى الحريات قاطبة وتعتمد عليه بقية الحريات‪ ،‬يكون‬
‫التعبير عنه بمظهر خارجي شريطة أن ال يضر بحقوق األخرين أو سمعتهم أو النظام‬
‫العام‪ ،‬ويعد االضراب الوظيفي أحد الوسائل للتعبير عن الرأي‪ ،‬ذلك أن الموظف مثله‬
‫مثل باقي المواطنين في ممارسة الحريات والحقوق التي كفلها الدستور بصفة عامة ومنها‬
‫الحقوق والحريات السياسية والتي يكون حق التعبير عن الرأي احدها‪ ،‬يتأثر ممارسته‬
‫بحسب طبيعة النظام السياسي السائد بالدولة‪ ،‬فكلما منحت الحكومة موظفيها قدرا من‬
‫الحرية وممارسة قدرا من الديمقراطية وفق أصولها القانونية‪ ،‬كلما كان موظفيها اكثر‬
‫طالقة وحرية في التعبير عن آرائهم والعكس صحيح أيضا‪.47‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫‪Second Branch‬‬
‫االضراب وسيلة للدفاع عن المصالح المهنية في مواجهة السلطة االدارية‬
‫‪Strike is a Way to Defend Professional Interests in the Face of‬‬
‫‪Administrative Authority‬‬
‫وفق هذا الرأي يعتبر االضراب وسيلة ضغط يستعملها الموظفين والمستخدمين في‬
‫المرافق العامة والخاصة للدفاع عن المصالح المهنية في مواجهة اإلدارة ألقامه التوازن‬
‫االقتصادي واالجتماعي بين السلطة العامة والموظفين‪ ،‬ألن هناك حقوق مقابل أداء‬
‫الواجب الوظيفي والمهني‪ .‬حتى انه يكيف بأنه أحد صور مقاومة الطغيان‪ ،‬ويعد وسيلة‬
‫مهمة لحماية الحريات العامة األخرى وفق هذا الحق‪ .48‬باعتبار أنها ردة فعل شعبية لردع‬
‫السلطات عن تعسفها وجورها عندما ال تؤدي الضمانات القانونية دورها في حماية االفراد‬
‫وحرياتهم‪ ،‬وهو وسيلة ضد الطغيان االقتصادي المحتمل من قبل أصحاب العمل‪-‬اإلدارة‪-‬‬
‫يستهدف تحقيق الدفاع عن الحرية النقابية أو حرية الرأي‪ .49‬واإلضراب الوظيفي بوصفه‬
‫مقاومة سلبية لطغيان أو استبداد السلطة العامة تتوقف فاعليته على من سيتحمل عبء‬
‫االمتناع عن مزاولة النشاط‪ ،‬وكذلك على طبيعة النشاط الذي امتنع المضربون عن‬
‫مزاولته‪ ،‬ومدى حساسية المرافق التي يعملون بها من حيث سرعة تأثر االفراد بالحرمان‬
‫من خدماتها‪.50‬‬
‫باستعراضنا لآلراء التي قيلت في التكييف القانوني لألضراب‪ .‬فإننا نرى بأنه حق ذو‬
‫طبيعة خاصة يمارس بصورة جماعية‪ ،‬باعتباره أحد وسائل التعبير عن الرأي في الدفاع‬
‫عن المصالح المهنية بما ال يخالف القانون او النظام العام‪ .‬اعتبرته الوثائق والصكوك‬
‫الدولية من قبيل الحقوق االجتماعية واالقتصادية والمعترف بدستوريتها‪ ،‬يمتزج بالصبغة‬
‫السياسية اثناء المطالبة به‪ ،‬حق يمتزج به الحق كمفهوم بشتى صوره ووسيلة للدفاع عن‬
‫الحقوق الشخصية للعاملين‪-‬الموظفين‪ -‬وفق القوانين السارية كوسيلة إلعادة التوازن‬

‫‪73‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫السياسي واالقتصادي بين الطبقات االجتماعية وهو بحد ذاته يعتبر عمال سياسيا في فن‬
‫الممكن ضمن الهدف منه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫‪The Second Requirement‬‬
‫صور االضراب‬
‫‪Strike Pictures‬‬
‫يأخذ اإلضراب صورا وأشكاال متعددة وخاصة في الدول التي اعترف فيها المشرع‬
‫للعمال‪-‬الموظفين والمكلفين بخدمة عامة‪ -‬بحق االضراب من أجل الضغط على صاحب‬
‫العمل‪-‬السلطة اإلدارية‪-‬لتحقيق مطالبهم‪ .‬وسنتناولها من خالل الفروع األتية‪- :‬‬
‫الفرع األول‪-‬اإلضراب التقليدي(العادي)‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪-‬اإلضراب الدائري(المغلق)‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪-‬اإلضراب المباغت‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪-‬إضراب التضامن‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪-‬اإلضراب المتكرر‪.‬‬
‫الفرع السادس‪-‬اإلضراب البطيء‪.‬‬
‫الفرع السابع‪-‬اإلضراب في مكان العمل‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫‪First Branch‬‬
‫االضراب التقليدي (العادي)‬
‫‪Traditional Strike‬‬
‫ويقصد به امتناع العمال في الدول التي تسمح بذلك عن أداء العمل بشكل جماعي ومدبر‪،‬‬
‫ويعتبر الصورة األكثر شيوعا من بين صور االضراب األخرى‪ ،‬وعادة يلجأ العمال في‬
‫هذا النوع لتشكيل لجنة أو لجان تسمى " لجان االضراب" تقوم على متابعة تنفيذ‬
‫االضراب أو التفاوض مع صاحب العمل وإيجاد الحلول المناسبة لتحقيق أهدافه ومطالبه‪،‬‬
‫وبقدر ما تنجح هذه اللجان في القيام بدورها بقدر ما يستجيب صاحب العمل لمطالب‬
‫االضراب‪ .51‬واالمر بخالف ذلك بالنسبة للموظفين الحكوميين منها من سمحت بذلك مثل‬
‫فرنسا ومنها من لم تسمح بذلك في كل من العراق ومصر‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫‪Second Branch‬‬
‫اإلضراب الدائري (المغلق)‬
‫)‪Circular Strike (Closed‬‬
‫يطلق هذا النوع من اإلضراب كناية عن انتقاله من قسم إلى أخر‪ ،‬وهو الذي يتفق فيه‬
‫الموظفين على التوقف واالمتناع عن أداء الخدمة للمرفق العام فئويا وبصورة متتابعة أي‬
‫بالتناوب‪ ،‬فتتوقف طائفة من الموظفين لمدة معينة ثم تعود للخدمة وتبدأ طائفة أو فئة‬
‫أخرى في التوقف في القسم األخر وذلك للمحافظة على استمرارية اإلضراب وعدم‬
‫حرمانهم من الراتب‪ ،‬وال يتوقف نشاط القطاع مما جعل هذا النوع من االضراب ممنوع‬
‫في المرافق العامة‪ .52‬ويكون على نوعين إضراب افقي وفيه ينتقل اإلضراب من قسم‬
‫إلى أخر كما في توقف سائقي القطارات والذي يترتب عليه اختالل سير العمل في باقي‬
‫القطاعات‪ ،‬وأضراب عمودي أو رأسي وفيه يتم اإلضراب في قسم واحد إال أنه ال يترتب‬
‫عليه اختالل سير العمل فيه كما في توقف سائق باص واحد عن العمل على خط معين‬
‫مع استمرار االخرين‪.53‬‬
‫يهدف هذا االضراب إلى شل أو تعطيل عمل المرفق أطول مدة ممكنة من غير أن يشترك‬
‫في األضراب سوى عدد محدود من الموظفين‪ .54‬قال بعض من الفقه ونحن نؤيده أن هذا‬
‫النوع من االضراب يكون هشا ألن االضراب البد وأن يأخذ صفة التناوب بحكم طبيعة‬
‫العمل ذاته‪ ،‬لذلك فإن تجريم هذا النوع من االضراب يعد من قبيل التوفيق بين ممارسة‬
‫حق االضراب ومبدأ سير المرافق العامة بانتظام‪ ،55‬فالمضربين بتوقفهم هذا قصدوا‬
‫اإلضرار بالمصلحة العامة ال تحقيق مصالحهم المهنية‪ ،‬وحيث أن حرية التعبير عن‬
‫الرأي ال يمكن أن يكون القصد منها االضرار باألخرين‪ ،‬فقد أجاز المشرع لإلدارة سلطة‬
‫توقيع الجزاءات التأديبية باتباع إجراءات اكثر تبسيطا واختصارا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫‪Third Branch‬‬
‫االضراب المباغت‬
‫‪Sudden Strike‬‬
‫ويسمى باألضراب المفاجئ وفيه يفاجئ الموظفون أو العاملون في المرافق العامة أو‬
‫المنشأة باألضراب المباغت دون إخطار مسبق لإلدارة كي تتمكن من إجابة مطالبهم‬
‫المهنية‪ .56‬وهو الذي يأتي في ومضة سريعة ويفاجئ صاحب العمل أو اإلدارة وبدون‬
‫سابق إنذار أو أخطار مسبق لصاحب العمل‪-‬اإلدارة‪ -‬لحمله على إجابة المطالب المهنية‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫في العراق وعلى الرغم من أن قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة االنتقالية لسنة ‪2004‬‬
‫نص على حق العراقي باألضراب وعلى أن يمارسه وفق القانون‪ ،57‬إال أن هذا القانون‬
‫لم يصدر حتى بعد أن صدر دستور العراق لسنة ‪ 2005‬لينظم االضراب في المرافق‬
‫الوطنية أو المحلية‪ .‬وهذا النوع من اإلضراب لم يشار اليه سواء في قانون انضباط‬
‫موظفي الدولة رقم ‪ 14‬لسنة ‪ 1991‬المعدل بالنسبة لموظفي الدولة‪ ،‬أو قانون المالك‬
‫العراقي أيضا‪ ،‬أو حتى بالنسبة لفئة العمال في قانون العمال النافذ لسنة ‪ ،2015‬مما‬
‫يستنتج منه بعدم مشروعيته إن حدث لعدم النص عليه وهذا في مجال القطاع الخاص‪،‬‬
‫واما في مجال القطاع الحكومي فهو محرم ويدخل تحت طائلة قانون العقوبات‪.‬‬
‫وفي مصر استلزم قانون العمل إخطار صاحب العمل باإلضراب واإلعالن السابق عن‬
‫المطالب المهنية والذي يتم بواسطة المنظمات النقابية واعالنه عن طريقها‪ .58‬وكذلك لم‬
‫تسمح القوانين الوظيفية الحكومية ولوائحها التنفيذية لهذا النوع من االضراب لتأثيره‬
‫السيء على المرفق العام‪.‬‬
‫وفي فرنسا نظم المشرع الفرنسي األضراب الوظيفي لموظفي اإلدارة العامة‪ ،‬حيث حرم‬
‫المشرع في المادة ‪ 31‬االضراب المفاجئ في المصالح أو المنشأت العامة‪ ،‬وهو نتيجة‬
‫منطقية وطبيعية للزوم شرط األخطار عند إضراب الموظفين العموميين‪ ،‬ويعد انتهاكا‬
‫صارخا ألحكام المادة ‪ 3‬من قانون ‪ 31‬يوليو ‪ 1963‬فيما قضت به من ضرورة اإلخطار‬
‫السابق لإلضراب‪ ،‬فمن ناحية يتيح االخطار المسبق لإلضراب الفرصة للسلطة العامة‬
‫بالدولة لكي تتخذ في الوقت المالئم الوسائل الضرورية والالزمة لحماية االمن‪ ،‬وتحقيق‬
‫سالمة واحتياجات الجمهور‪ ،‬والتوفيق بين حق الموظفين العموميين في اإلضراب‪ ،‬وبين‬
‫سير المرافق العامة وتوفير الحد األدنى من الخدمة أثناء اإلضراب على األقل‪ ،‬ويكون‬
‫لها الوقت الكافي للمالءمة بين حقوق الموظفين وسير المرفق العام بانتظام واطراد‪.59‬‬
‫حيث اشترط المشرع الفرنسي االخطار للجهة اإلدارية قبل فترة زمنية لغرض اتاحة‬
‫الفرصة للدخول في مفاوضات لتسوية النزاع مع قيادات النقابات أو منظمي األضراب‬
‫حينما الزم المشرع األطراف التزام مدة االخطار وهي خمسة أيام‪ ،‬وهي شرط لمشروعية‬
‫االضراب في فرنسا‪ ،‬في حين لم يشترط االخطار المسبق في القطاع الخاص‪.60‬‬

‫‪76‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫‪Fourth Branch‬‬
‫اضراب التضامن‬
‫‪Solidarity Strike‬‬
‫وهو امتناع مجموعة من الموظفين أو العمال عن العمل بقصد التضامن مع مجموعة‬
‫أخرى من الموظفين أو العمال‪ ،‬وتعتبر إضرابات يحركها احتجاج على انتهاك حق من‬
‫حقوق غير الطرف المضرب دعما لمواقف ذلك الطرف وتعزيزا له أو تضامنا معه‪،‬‬
‫ويحدث هذا التوقف من أجل الدفاع عن المصالح المهنية للموظفين أو العمال سواء بنفس‬
‫المرفق او مرافق أخرى‪.61‬‬
‫وقد اختلف الفقه حول مدى مشروعية هذا النوع من االضراب‪ ،‬فذهب إلى التفرقة بين‬
‫إضراب التضامن الداخلي حيث يتعاون العمال المضربون مع زمالءهم بذات المنشأة‬
‫وهذا النوع يعد مشروعا وينتج عن ممارسته اعتبار مدته إجازة بدون أجر‪ ،‬وإضراب‬
‫خارجي الذي يشكل خطأ جسيما يجيز انهاء عقد العمل‪ ،‬فرب العمل ال يستطيع إجابة‬
‫مطالبهم في هذه الحالة لتعلقها برب العمل آخر ويؤيد بعض من الفقه المصري هذا‬
‫االتجاه‪.62‬‬
‫وذهب رأى آخر إلى القول بضرورة التسليم بمشروعية إضراب التضامن بصفة عامة‬
‫سواء كان التضامن داخليا أم خارجيا مادام هدفه تحقيق المطالب المهنية للعمال‪-‬الموظفين‬
‫او المكلفين بخدمة عامة‪ -‬االخرين‪.63‬‬
‫في العراق فإن جانبا من الفقه يقرر بأنه يجب عدم االعتراف بإضراب التضامن ألسباب‬
‫سياسية حيث يعد إضرابا غير مشروع واالعتراف بأضراب التضامن ألسباب سياسية‬
‫يعد غير مشروع واالعتراف لألضراب التضامني ألسباب مهنية فقط‪ .64‬وفي مصر فإن‬
‫حكم االضراب التضامني متروك للقواعد العامة لألضراب‬
‫بينما ذهب رأى أخر إلى صحة إضرابات التضامن بصفة عامة مادام الهدف منها تحقيق‬
‫مصلحة مهنية جماعية لمجموعات من العمال‪-‬الموظفين وهو الرأي الراجح في فرنسا‬
‫في الوقت الحاضر وتأخذ به محكمة النقض الفرنسية‪.65‬‬
‫وبدورنا نؤيد الرأي الذي انتهجه المشرع الفرنسي ضمن فضاء الديمقراطية والحرية‬
‫السياسية للموظفين او العاملين ولتعزيز حقوق االنسان قبل كل شيء بما ال يؤدي الى‬
‫الحاق الضرر بالمنتفعين من خدمات المرفق العام‪ ،‬أو االضرار بالمرافق الحيوية‬
‫واالستراتيجية للبلد وعلى مختلف األصعدة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الفرع الخامس‬
‫‪Fifth Branch‬‬
‫االضراب المتكرر‬
‫‪Recurring Strike‬‬
‫وهو قيام الموظفين بالتوقف عن العمل توقفا متعددا ومتكررا مع بقاء الموظفين‪-‬العمال‪-‬‬
‫يتخللها انقطاع تام في بعض األحيان عن العمل‪ ،‬يمتنع فيه عن الموظفين‪-‬العمال‪ -‬عن‬
‫االلتحاق بمراكز عملهم أو يتأخرون عنه في أوقات منتظمة ويقومون باستئناف العمل‬
‫بعد ذلك‪ ،‬كان يعتبر غير قانوني بالسابق وأصبح بعد ذلك قانونيا‪ ،‬ولكن ترفع عنه الصفة‬
‫الشرعية إذا تخلل هذا اإلضراب تخريب‪ ،‬لهذا يحتاج هذا النوع من اإلضراب إلى تنظيم‬
‫دقيق ودراسة مسبقة لألمور المتعلقة بفترات االنقطاع ومدته ومدى هذا االنقطاع وإلى‬
‫ما يهدف‪ .66‬وهو من صور االضراب المشروع ألنه ال توجد أي نصوص تشريعية او‬
‫احكام قضائية تحرمه‪ ،‬ولكون هذا اإلضراب في مجال المرافق العامة فقد يصبح غير‬
‫مشروع إذا تم استخدامه بشكل تعسفي ومتعارض مع مبدأ دوام استمرار سير المرفق‬
‫العام بانتظام واطراد‪ ،‬ألن التوقفات المتكررة عن العمل قد تعوق اإلدارة عن اتخاذ‬
‫اإلجراءات الالزمة والضرورية لضمان استمرار الخدمة العامة وذلك بتوافر الحد األدنى‬
‫للخدمة‪.67‬‬
‫ولقد خول المجلس الدستوري الفرنسي السلطة التشريعية إمكانية اتخاذ إجراءات تشريعية‬
‫للحد من هذا الشكل من االضراب الذي يخل بمبدأ دوام سير المرفق العام بانتظام واطراد‬
‫ويخرج عن اهداف حرية التعبير‪ .68‬وقد ذهبت محكمة النقض الفرنسية إلى تقرير‬
‫مشروعيته في حكمها الذي أصدرته في ‪ 6‬نوفمبر عام ‪ 1958‬على انه "قصر مدة التوقف‬
‫عن العمل ال يمنع أو ال يحجب مشروعية االضراب قصير المدة التحذيري‪ ،‬ومن ثم فإنه‬
‫يشكل ممارسة مشروعة لحق اإلضراب"‪ .69‬وتباين الفقه الفرنسي بين مؤيد ومعارض‬
‫لهذا النوع من االضراب‪ .‬بينما لم يتطرق الفقه والقضاء لحكم هذا اإلضراب باستثناء‬
‫تعريفه ويجب ترك حكمه للقواعد العامة‪.70‬‬
‫ونقول انه من الممكن لهذا االضراب من أن يصبح مشروعا إذا تضمن شرطا وهو‬
‫اخطار السلطات في الدولة بالقيام باإلضراب العام إذا لم تستجاب مطالبهم متى كانت‬
‫مشروعة وممكنة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الفرع السادس‬
‫‪Sixth Branch‬‬
‫اإلضراب البطيء‬
‫‪Slow Strike‬‬
‫لكي يتحقق اإلضراب المهني السليم فإنه يلزم أن يكون هناك توقف كامل عن العمل‬
‫وبصورة جماعية‪ ،‬ولكن في اإلضراب البطيء فأنه يقوم على فكرة اإلبطاء في معدل‬
‫العمل دون التوقف التام فيؤدي إلى انخفاض في اإلنتاج‪ ،‬حيث يكون الموظفين‪-‬العمال‪-‬‬
‫متواجدون في المرافق العامة ويؤدونه‪ ،‬ولكن بشكل بطيء‪.71‬‬
‫وقد اختلف الفقه حول مشروعيته‪ ،‬ذهب البعض من الفقه الفرنسي إلى اعتبار اإلبطاء من‬
‫العمل كالتوقف الكامل ويعد صورة من صور اإلضراب‪ ،‬فاإلبطاء في حد ذاته ينطوي‬
‫على اتفاق جماعي يرمي العاملون من خالله الضغط على اإلدارة لتحقيق مطالبهم‬
‫المشروعة ومن ثم يتوافر فيه عنصر اإلضراب‪.72‬‬
‫اما الرأي االخر فقد ذهب إلى أن اإلبطاء في أداء العمل ال يعتبر من صور اإلضراب‪،‬‬
‫أي أنه غير مشروع لتخلف عنصر التوقف عن العمل‪ ،‬كما أنه يعتبر تنفيذ سيء لعقد‬
‫العمل ألنه يتعارض مع مبدأ حسن النية في تنفيذ العقود ويشكل خطأ تعاقدي جسيم يبرر‬
‫توقيع العقوبات عليه‪.73‬‬
‫وبدورنا نؤيد الرأي الثاني ألنه يتقاطع مع مفهوم االضراب من حيث التوقف كلية عن‬
‫العمل وهي الصورة التقليدية له‪ ،‬كما أن استخدامه في المرافق العامة من شأنه أن يهين‬
‫سلطة الدولة ويتعارض مع االخالقيات المهنية‪ ،‬وتأثر المرفق في تقديم خدماته بصورة‬
‫منجزة وسريعة مما يؤثر على إنتاجية الدولة‪ ،‬ويبرر إيقاع العقوبات التأديبية بحق‬
‫المضربين وحتى من دون تعويض‪.‬‬
‫وكذلك الحال بالنسبة للقضاء‪ ،‬فقد ايدت محكمة النقض الفرنسية على عدم مشروعية‬
‫االضراب البطيء بسبب أنه إذا كان االضراب يسمح للموظفين أو العمال بوقف عقود‬
‫عملهم دون انهائها فإنه ال يبرر لهم تنفيذ عملهم بشروط أخرى‪ ،‬وأن االبطاء في أداء‬
‫العمل دون التوقف الكلي الحقيقي ال يمكن وصفه باألضراب المشروع‪ .74‬ولكن مهما قيل‬
‫عن هذه الصورة من األضراب هو من النوع النادر لقلة فعاليته في تحقيق المطالب‬
‫العمالية‪.75‬‬

‫‪79‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الفرع السابع‬
‫‪Seventh branch‬‬
‫االضراب في مكان العمل وأدواته ووسائل اإلنتاج‬
‫‪The Strike in the Workplace, its Tools and Means‬‬
‫‪of Production‬‬
‫إذا كان اإلضراب هو أحد صور التعبير عن الرأي لتحقيق مطالب مهنية‪ ،‬فأنه ال‬
‫يجوز استعماله بالشكل الذي يرتب عليه تعطيل سير العمل بالمرفق العام من خالل‬
‫ممارسته في مقار العمل‪ ،‬ألن ممارسة اإلضراب والقيام به داخل مقار العمل يترتب عليه‬
‫تعطيل العمل كليا ويضر بمصلحة المنتفعين بخدمات المرفق‪ ،‬فضال عن أنه يعوق‬
‫ممارسة الموظفين غير المضربين عن أداء أعمالهم‪ ،‬لذلك حظر التشريع والقضاء على‬
‫ممارسة االضراب داخل مقار العمل ألن هذه األماكن ما وجدت إال للعمل فقط وما يلحق‬
‫بضرورات سير المرفق العام بصفة منتظمة‪ ،‬وللحفاظ على مكان العمل من أي اعمال قد‬
‫تهدد مقارها من اتالف المباني وحرق األوراق أو أي أعمال عنف أخرى من شأنها تدمير‬
‫المرفق‪.76‬‬
‫في العراق ونتيجة لعدم مشروعية هذا االضراب ألنه يؤدي إلى اإلضرار بحرية العمل‪،‬‬
‫فقد جرمه قانون العقوبات العراقي بالحبس مدة ال تقل عن سنة كل من اعتدى على‬
‫موظف‪ ،‬أو مكلف بخدمة عامة‪ ،‬أو مجلس‪ ،‬أو هيئة رسمية‪ ،‬أو محكمة قضائية‪ ،‬أو إدارية‬
‫اثناء تأدية واجباتهم أو بسبب ذلك‪...‬الخ"‪ .77‬أي أن المشرع العراقي جرم هذا النوع من‬
‫االضراب‪.‬‬
‫وفي مصر يجمع الفقه المصري على عدم مشروعية اإلضراب مع احتالل أماكن العمل‬
‫ألنه ينطوي على اعتداء على حرية العمال‪ -‬الموظفين والمكلفين بخدمة عامة‪ -‬غير‬
‫المضربين وجريمة انتهاك حرمة ملك الغير‪ .78‬جرمه قانون العقوبات المصري بالحبس‬
‫مدة ال تزيد على ‪ 6‬أشهر أو بغرامة مائتي جنيه مصري‪.79‬‬
‫وفي فرنسا اختلف الفقه الفرنسي في مشروعية هذا النوع من االضراب وفرق بين‬
‫حالتين‪ ،‬فإذا كان االحتالل المؤقت ألماكن غير مخصصة للعمل فقد اعتبره اضرابا‬
‫مشروعا‪ ،‬وأما إذا كان االحتالل ألماكن مخصصة للعمل فيوجد رأيان بحيث ذهب جانب‬
‫من الفقه والقضاء الفرنسي إلى مشروعية هذا النوع من االضراب على أساس اعتباره‬
‫صورة من صور االضراب باإلضافة إلى توفر عناصر االضراب‪ .80‬وذهب جانب أخر‬
‫ويمثله غالبية الفقه والقضاء الفرنسي إلى أن االضراب يكون غير مشروع ويشكل خطأ‬
‫جسيما يبرر لصاحب العمل فصل العمال‪ -‬الموظفين او المكلفين بخدمة عامة‪-‬المضربين‬
‫دون اخطار سابق أو تعويض‪ ،‬ويترتب عليه ضرورة طرد العمال‪ -‬الموظفين او المكلفين‬
‫بخدمة عامة‪ -‬المضربين من أماكن العمل على أن يصدر أمر قضائي بطرد هؤالء العمال‬

‫‪80‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫وذلك على أساس أن احتالل أماكن العمل يمثل اعتداء صارخ على بعض الحقوق األخرى‬
‫التي تتمتع بحماية قانونية خاصة‪ .81‬وقد حكم القضاء اإلداري بعدم شرعية هذا االضراب‬
‫حيث أكدت المحكمة اإلدارية في باريس في حكم صادر لها في ‪ 29‬تموز ‪ 1955‬جاء‬
‫فيه" أنه إذا كان يمكن وصف توقف السيد (‪ )Redon‬عن العمل في الظروف التي حدثت‬
‫فيها ممارسة طبيعية لحق االضراب‪ ،‬فإن قيام هذا الموظف أثناء الوقت الذي رفض فيه‬
‫القيام بوظائفه بشغل المكان اإلداري الذي ال يمكن أن يكون له أي حق فيه إال بقصد‬
‫ضمان سير العمل في المرفق العام المخصص له هذا المكان ألن هذه هي غاية األماكن‬
‫اإلدارية‪ ،‬يمثل استعماال تعسفيا للحق المذكور"‪.82‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫‪The Third Requirement‬‬
‫مدى مشروعية االضراب‬
‫‪The Legality of the Strike‬‬
‫إذا كان اإلضراب يعني التوقف الجماعي عن العمل كوسيلة للضغط على اإلدارة بقصد‬
‫التعبير عن أمر معين يتعلق بتحسين ظروف العمل وبقصد القيام بشيء معين‪ ،‬اختلف‬
‫الفقه بين مؤيد ومعارض له‪ .‬سنتناوله من خالل الفروع األتية‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫‪First Branch‬‬
‫االتجاه الفقهي المعارض لإلضراب‬
‫‪The Ideological Trend Opposing the Strike‬‬
‫استند هذا االتجاه على عدد من التبريرات في معارضة االضراب وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن القول بتقرير اإلضراب ومنحه الشرعية يتنافى مع مبدأ سير المرفق العام بانتظام‬
‫واضطراد وتعطيل المصلحة العامة ومصلحة المتعاملين مع اإلدارة على السواء‪ ،‬حيث‬
‫ال يجوز السماح بتوقف هذه الخدمة ألنه يعمل على تعطيل المصلحة العامة ومصلحة‬
‫االفراد المتعاملين مع اإلدارة على حد سواء‪ .83‬ويهدر مبدأ أساسي في القانون اإلداري‬
‫أال وهو مبدأ سير المرفق العام بانتظام واطراد‬
‫‪-2‬إن القول بشرعية اإلضراب وتقريره للموظف العام يتنافى مع وضع الدولة وما لها‬
‫من سلطة عامة سياسية وما يتطلبه من واجب الوالء للدولة‪ ،‬في الوقت الذي يعتبر فيه‬
‫اإلضراب عمال من أعمال التحدي خاصة إذا كان اإلضراب عاما أو شامال فإنه يعد في‬
‫هذه الحالة عمال شبه ثوري‪.84‬‬

‫‪81‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫‪-3‬إن هناك اختالفا بين وضع الموظف العام والشخص العامل في القطاع الخاص من‬
‫حيث تقرير الحق في اإلضراب على وجه الخصوص‪ ،‬فالموظف العام يشغل مركزا‬
‫تنظيميا‪-‬الئحيا‪-‬وبالتالي تسري عليه األحكام الخاصة بالوظيفة العامة والتي يتم تحديدها‬
‫بأداة تنظيمية تصدرها السلطة العامة بإرادتها المنفردة‪ ،‬وبالتالي فليس هناك مجال‬
‫للتفاوض او الضغوط لمناقشة الشروط واألوضاع كما يحدث في القطاع الخاص‪.85‬‬
‫‪-4‬إن اإلضراب وإن اعتبر حقا بمعنى الكلمة‪ ،‬إال أنه يرتبط قبل كل شيء بعناصر‬
‫خارجية تتمثل في الظروف السياسية واالجتماعية للدولة التي يمارس اإلضراب فيها‪،‬‬
‫ويشترط لالعتراف لطائفة معينة بحق اإلضراب أن تكون هذه الطائفة على مستوى معين‬
‫من الوعي والنضج‪ ،‬ومن ثم فإن حق اإلضراب حق معلق على شرط وهو بلوغ‬
‫الموظفين‪-‬العمال‪-‬األهلية الكاملة والنضوج والوعي والقدرة على تحمل المسئولية‬
‫والتمييز بين الصالح العام والخاص‪.86‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫‪Second Branch‬‬
‫االتجاه الفقهي المؤيد لإلضراب‬
‫‪Jurisprudential Trend in Favor of the Strike‬‬
‫استند هذا االتجاه على مجموعة من المبررات التي ايدت اإلضراب وهي‪:‬‬
‫‪-1‬أن اإلضراب يعتبر من المظاهر المميزة لحرية التعبير عن الرأي بالنسبة للموظف‬
‫العام إذا كانت الدول تغلب مصلحة الموظف على المصلحة العامة‪ ،‬بحيث تجعله حقا‬
‫ووسيلة للتعبير عن الرأي استنادا إلى مبدأ السلطة الرئاسية الذي يحكم سلوكيات الموظف‬
‫العام‪ ،‬حيث تغيرت النظرة للسلطة الرئاسية وفقا لنظريات اإلدارة وأخذت تتجه باتجاه‬
‫المشاركة وإسهام المرؤوسين في إبداء الرأي بدرجة أخذت بالتزايد في إدارة المرافق‬
‫التي يعملون بها‪.87‬‬
‫‪-2‬إن اإلقرار للموظفين العموميين بالحق في اإلضراب ليس مطلقا وإنما هناك العديد من‬
‫الضوابط والقيود التي من شانها الموازنة بين مبدأ سير المرفق العام بانتظام‪ ،‬وإسداء‬
‫خدماته إلى الجمهور بشكل مستمر‪ ،‬وحق الموظف العام في التعبير عن رأيه تجاه ما يلم‬
‫به من مشاكل وأحداث مستخدما اإلضراب كوسيلة للضغط على الحكومة لتلبية مطالبه‪.88‬‬
‫‪ -3‬إن منع الموظفين العموميين من اإلضراب مع االعتراف للعاملين في القطاع الخاص‬
‫باإلضراب مع مراعاة التقارب الواضح بين التنظيم القانوني لألوضاع وظروف العمل‬
‫بالنسبة للعاملين في القطاع الخاص والموظفين العاملين في المرافق االقتصادية‬
‫والصناعية والتجارية هو امر غير منطقي‪.89‬‬

‫‪82‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫‪-4‬إن االعتراف بالحق النقابي للموظفين يستتبع بالضرورة االعتراف لهم بالحق في‬
‫اإلضراب كأحد األسلحة الهامة والفاعلة للعمل النقابي وتحقيق أهدافه‪ ،‬وأن أنكار هذا‬
‫الحق سيؤدي إلى التقليل من شأن العمل النقابي إلى حد كبير لتجريده ألهم أسلحته في‬
‫سبيل المطالبة بالمصالح واألهداف المهنية‪ ،‬ألن الحق في اإلضراب سالح ذو حدين يعتبر‬
‫من جهة وسيلة لتحقيق مصالح الموظفين العموميين ومن جهة وسيلة فعالة لممارسة حقهم‬
‫النقابي‪.90‬‬
‫‪-5‬إن القول بعدم شرعية اإلضراب نظرا لضرورة سير المرفق العام بانتظام واضطراد‬
‫وعدم تأثر المرفق العام وحاجات األفراد بمتطلبات الموظفين‪ ،‬ومن أن وضع الموظف‬
‫العام يختلف عن الشخص العامل في القطاع الخاص فيه مغالطة إلى حد كبير‪ ،‬فهناك‬
‫العديد من األشخاص في نطاق القانون الخاص‪ -‬والذين ال تنطبق عليهم أحكام الوظيفة‬
‫العامة‪ -‬ومع ذلك يتولون أعماال هامة ال غنى للجمهور عنها في الحياة اليومية ومع ذلك‬
‫ال ينكر أحد حق االعتراف لهم بحق اإلضراب‪ .91‬مثال إضراب العاملين في بعض‬
‫المشروعات العامة مثل الصيادلة من شأنه أن يلحق الضرر البالغ بالمصلحة العامة أكثر‬
‫مما يترتب على إضراب بعض طوائف الموظفين‪.‬‬
‫ومن خالل استعراض اآلراء الفقهية والتي كانت تدور بين المعارض والمؤيد لممارسة‬
‫حق اإلضراب ‪ ،‬إال أننا نؤيد الرأي الفقهي المؤيد لإلضراب إذا ما اتبعت التعليمات‬
‫المقررة في القانون وبعد إخطار اإلدارة بموعد وفترة اإلضراب ومكانه باعتباره احد‬
‫وسائل التعبير عن الرأي‪ ،‬ووسيلة للدفاع عن المصالح االقتصادية واالجتماعية وأثرت‬
‫على الجوانب المالية للموظف مع مالحظة عدم ممارسته في األماكن االستراتيجية‬
‫واالقتصادية الحيوية الكبرى عن بقية المرافق العامة األخرى بحيث ال يؤدي إلى‬
‫اإلضرار بالغير‪ ،‬أو يجعل حياة الناس أو صحتهم أو امنهم في خطر‪ ،‬أو يحدث اضطرابا‬
‫أو فتنة بين الناس أو يعطل مرفقا عاما‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫‪The Third Topic‬‬
‫ضوابط وقيود ممارسة حق االضراب واالثار المترتبة عليه‬
‫‪Controls and Restrictions on Exercising the Right to‬‬
‫‪Strike and its Implications‬‬
‫يعد اإلضراب من الوسائل المحفوفة بالمخاطر والتي يلجأ اليه الموظفين لتحقيق مطالبهم‪،‬‬
‫ولتقليل االثار السلبية التي تنجم عن االضراب وتأثر الخدمات التي تقدمها المرافق العامة‪،‬‬

‫‪83‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫تتعدد وتتنوع الضوابط والقيود التي ترد على ممارسة حق االضراب والتي جعلت منه‬
‫حقا مقيدا وليس حقا مطلقا‪ .‬وأثارا تترتب عليه سنتناولها من خالل المطالب االتية‪- :‬‬
‫المطلب األول‪-‬ضوابط ممارسة حق اإلضراب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪-‬قيود ممارسة حق اإلضراب‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪-‬األثار القانونية لإلضراب‬

‫المطلب األول‬
‫‪The First Requirement‬‬
‫ضوابط ممارسة حق االضراب‬
‫‪Rules for Exercising the Right to Strike‬‬
‫بما أن حق اإلضراب ليس حقا مطلقا من كل قيد‪ ،‬بل فرضت عليه مجموعة من الشروط‬
‫التي يجب توافرها بما يكفل ممارسته بما يتفق والغرض الذي شرع من أجله‪ .‬وسنتناولها‬
‫من خالل الفروع االتية‪:‬‬
‫الفرع األول‪-‬أن يتم ممارسة اإلضراب وفق النظام العام وعدم التعسف في استعماله‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪-‬التوفيق بين الحق في اإلضراب وضمان استمرار سير المرافق العامة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪-‬حظر صور معينة من اإلضراب‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪-‬حظر اإلضراب لبعض الموظفين العموميين في المرافق العامة والمنشأت‬
‫الحيوية واإلستراتيجية‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫‪First Branch‬‬
‫أن يتم ممارسة االضراب وفق النظام العام وعدم التعسف في استعماله‬
‫‪That the Strike be carried out in Accordance with the Public‬‬
‫‪Order and not be Abused in its Use‬‬
‫وفيه يتم األضراب وفق النظام العام وعدم االلتزام به يجعل من ممارسته غير مشروعة‪،‬‬
‫فالنظام العام الذي يتمثل في أعمال الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية يجب أن تتم‬
‫تصرفات األفراد في حدود هذه االعمال‪ ،‬وليس خارج الحد الذي يسمح بتجاوز هذا الحد‪،‬‬
‫ونتيجة الرتباط النظام العام بالقانون فإن المشرع سيكون هو المصدر الرئيس له‪ ،‬وكما‬
‫يمكن ان يكون للقضاء دور بارز في انشائه‪.92‬‬
‫والقاعدة العامة هي أن المشرع هو صاحب االختصاص األصيل في تنظيم حق االضراب‬
‫في المرافق العامة‪ ،‬فحق االضراب يجب أن يمارس في إطار القوانين التي تنظمه حيث‬
‫أكد عليه دستور فرنسا لسنة ‪ 1958‬المعدل لسنة ‪ 2008‬الذي جاء فيه" يحدد القانون‬

‫‪84‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫القواعد المتعلقة بما يلي‪ :‬الحقوق المدنية والضمانات األساسية التي يتمتع بها المواطنون‬
‫لممارسة الحريات العامة والحرية‪...‬الخ"‪ .93‬وهذا يعني أن المشرع هو المختص في تنظيم‬
‫حق االضراب وتختص الحكومة بوضع القواعد التفصيلية موضع التنفيذ‪ .‬ولكن ماذا لو‬
‫لم ينص أو ينظم المشرع هذا الحق؟‬
‫وقد ورد في أحد األحكام الفرنسية مفهوم النظام العام في مجال االضراب في‬
‫قضية"‪ "Dehaene‬في سنة ‪ 1950‬جاء فيه"‪ ،..‬وإنه في ظل غياب هذا التنظيم التشريعي‬
‫فإن االعتراف بحق االضراب ال يعني استبعاد القيود التي يتعين أن ترد على هذا الحق‬
‫شأنه شأن أي حق أخر بقصد منع التعسف في استعماله أو أن يكون متعارضا مع‬
‫ضرورات ومقتضيات النظام العام‪ ،"..‬وهو حكم أقر حق االضراب ولكنه ليس مطلقا من‬
‫كل قيد وانما أعطى الحكومة الحق في التدخل من أجل وضع القيود على ممارسة هذا‬
‫الحق تحت رقابة القضاء من أجل ضمان الحد األدنى المطلوب لتيسير مرافق الدولة‪،‬‬
‫وعدم تهديد العناصر األساسية للنشاط الحكومي أو تعريضه للخطر والذي يمثل إخالال‬
‫جسيما بالنظام العام ويملك الوزير بالتالي حظره إذا أدى االضراب إلى انقطاع سير‬
‫المرافق العامة‪.94‬‬
‫كذلك يجب أن ال يتعسف في استخدام هذا الحق ألنه يعد تعطيال وإلغاء لذات الحق باعتباره‬
‫كالنظام العام ومخالفته يصبح الفعل المرتكب مخالفا للقانون‪ ،‬وحيث أن االضراب في‬
‫المرافق العامة يعد خروجا على النظام العام لحيوية المرافق العامة وضرورتها للجماعة‬
‫تتكفل الدولة بحسن سيرها بانتظام واضطراد‪ ،‬لذلك ال بد للدولة من تقييد هذا الحق‬
‫وتنظيمه عند اللجوء اليه واالخالل بتلك القيود يحول االضراب إلى وسيلة غير‬
‫مشروعة‪ .95‬ويجب أن تكون هناك جهة تعمل على سد الفراغ التشريعي فيما لو لم يكن‬
‫هناك تشريعا ينظم هذا الحق‪ ،‬وتكون اإلدارة هي األقدر على هذا النقص التشريعي‬
‫بوصفها المسؤولة عن حسن سير المرافق العامة‪ ،‬وتكون الجهة اإلدارية التي لها صالحية‬
‫وضع القيود أو الضوابط المنظمة لألضراب هي اإلدارة بحسب تدرجها‪ .‬في فرنسا فقد‬
‫أشار الدستور الفرنسي في المواد ‪ 37 ،34 ،21‬لرئيس الوزراء أن يتخذ بطريقة المراسيم‬
‫اإلجراءات الضرورية لوقاية النظام العام واستمرار سير المرافق العامة‪ ،‬واعترف‬
‫للوزير من قبل مجلس الدولة بان يقيد االضراب بواسطة منشورات دورية ويمارس‬
‫سلطته الالئحية‪.96‬‬

‫‪85‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫‪Second Branch‬‬
‫االستفتاء‬
‫‪Referendum‬‬
‫ويقصد به التصويت على اعالن اإلضراب أو انتهائه على أن تلتزم األقلية برأي األغلبية‪،‬‬
‫أو هي معرفة رأي العمال‪-‬الموظفين‪ -‬في اللجوء إلى اإلضراب أو العودة إلى العمل بعد‬
‫انتهاء اإلضراب عن طريق االقتراع السري بين العمال‪-‬الموظفين‪ -‬المضربين مع التزام‬
‫األقلية برأي األغلبية‪ .97‬ولكن هل االستفتاء كإجراء سابق لإلضراب هو أمر جوازي أم‬
‫وجوبي؟‬
‫في التشريع العراقي فإنه أصال لم يأخذ بهذا االجراء ولم ينظمه سواء في القطاع الخاص‬
‫أو القطاع العام‪ ،‬وفي التشريع المصري اعتبره المشرع في قانون ‪ 12‬لسنة ‪ 2003‬امرا‬
‫وجوبيا قبل اإلضراب بموجب احكام المادة ‪ 192‬والتي تنص على وجوب االستفتاء من‬
‫قبل مجلس إدارة النقابة العامة وبأغلبية الثلثين من عدد أعضائها قبل لجوء اللجنة النقابية‬
‫إلى األخطار‪ ،‬هذا بالنسبة الى عمال القطاع الخاص وال يوجد مثل هذا في القطاع العام‪.‬‬
‫وفي فرنسا لم يشر المشرع الفرنسي إلى وجوب اللجوء إلى االستفتاء قبل إعالن‬
‫اإلضراب من خالل تنظيمه لحق اإلضراب في نصوصه الدستورية‪ ،‬ما جعل الفقه‬
‫الفرنسي يستقر على أن اللجوء إلى االستفتاء كإجراء سابق على إعالن اإلضراب اجراء‬
‫غير وجوبي ألنه يهدد رأي األقلية والذي يعد اعتداء على حرية العمل للعمال‪-‬الموظفين‪-‬‬
‫غير المضربين‪ ،‬وهو ما أيدته محكمة النقض الفرنسية في العديد من احكامها حيث قررت‬
‫أنه في ظل غياب التشريعات التي طالب بها المشرع لتنظيم حق اإلضراب‪ ،‬فإنه ال يجوز‬
‫لصاحب العمل التمسك بعدم مشروعية اإلضراب لعدم إجراء العمال‪-‬الموظفين‪ -‬االستفتاء‬
‫قبل اإلعالن عنه‪.98‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫‪Third Branch‬‬
‫االخطار‬
‫‪Notice‬‬
‫وهو إجراء شكلي أقرته معظم التشريعات التي نظمت حق اإلضراب ليسبق اإلضراب‬
‫في القطاعين العام أو الخاص‪ ،‬ويقضي بضرورة قيام العمال أو الموظفين أو من ينوب‬
‫عنهم بأبالغ صاحب العمل‪-‬اإلدارة‪ -‬وقبل مدة محددة بعزمهم على البدء في تنفيذ‬
‫اإلضراب‪ ،‬ومدته‪ ،‬واألسباب الداعية له‪ ،‬والمطالب التي يسعون إلى تحقيقها للحيلولة‬
‫دون وقوع اإلضرابات المفاجئة وما تسببه من اضرار على صاحب العمل أو المرفق‬

‫‪86‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫العام ‪ ،‬إضافة إلى إتاحة المجال إلدارة المرفق العام التخاذ اإلجراءات الكفيلة بحفظ النظام‬
‫وتوفير االحتياجات الالزمة للمواطنين وتخفيف أثار اإلضراب‪.99‬‬
‫ويعد اإلخطار المسبق إحدى الضمانات التي تمنح لإلدارة حتى تتخذ اإلجراءات الالزمة‬
‫والمناسبة قبل شروع جماعة الموظفين في اإلضراب‪ ،‬بما فيها االحتياطات اإلدارية‬
‫المناسبة في مواجهة حالة التوقف الجماعي للموظفين‪.100‬‬
‫في التشريع العراقي جاء في قانون العمل النافذ على المنظمة العمالية أو ممثلي العمال‬
‫المنتخبين في حالة عدم وجود تنظيم نقابي في المشروع التي تنوي إجراء إضراب أن‬
‫ترسل اشعارا خطيا إلى الوزارة والطرف األخر قبل موعد هذا االضراب ب ‪ 7‬أيام‪،‬‬
‫يتضمن األسباب التي دعت إلى اإلضراب والمدة الزمنية‪ ،‬وعلى أن يكون سلميا‪.101‬‬
‫متضمنا كافة المعلومات التي تطلبها القانون من أسماء وعناوين أطراف النزاع‪،‬‬
‫وموضوع النزاع والوقائع‪ ،‬وأي اجراء اتخذ لحل النزاع‪.102‬‬
‫وفي التشريع المصري ومن خالل االطالع على قانون العمل النافذ رقم ‪ 12‬لسنة ‪،2003‬‬
‫فقد نص على ضرورة إخطار صاحب العمل أو الجهة اإلدارية مقدم من منظمته النقابية‬
‫بعد موافقة مجلس إدارة النقابة العامة وبأغلبية ثلثي األعضاء وعلى أن يقدم اإلخطار قبل‬
‫عشرة أيام من بدء اإلضراب على األقل منعا لإلضرابات المفاجئة وما تسببه من ضرر‬
‫للمرفق‪ .103‬وفي مجال الوظيفة العامة يجب اخطار الجهة اإلدارية التي يعمل بها‬
‫الموظفون المعينون وكذلك اللجنة اإلدارية المختصة وهي وزارة القوى العامة والتشغيل‬
‫أو مديريتها أو مكتب القوى العاملة الذي يقع في دائرة اختصاصه مقر المنظمة النقابية‬
‫المعنية ويقدم كتابة‪.104‬‬
‫وفي التشريع الفرنسي وفي إطار التنظيم القانوني لإلضراب في المرافق العامة‪ .‬فقد نص‬
‫قانون(‪ )31‬لسنة ‪ 1963‬على ضرورة االخطار السابق باإلضراب‪ ،‬وتكمن أهميته في‬
‫التوفيق بين ممارسة حق اإلضراب‪ ،‬وبين ضرورة سير المرافق العامة‪ ،‬والتقليل من‬
‫االضرار التي يمكن ان تترتب عليه‪ ،‬وأن يصدر اإلخطار من النقابة األكثر تمثيال وذلك‬
‫بإبالغ جهة اإلدارة اعتزام اإلضراب بخمسة أيام‪ ،‬وينبغي أن يشمل اإلخطار على حيثيات‬
‫اإلضراب‪ ،‬ومكانه‪ ،‬ومدته‪ ،‬وساعة ابتدائه‪ ،‬وفي حالة تقديم األخطار فأنه ال يكون هناك‬
‫التزام على الجهة المقدمة لألخطار بالرد عليها وعلى الرقابة المقدمة باألضراب بعد‬
‫انقضاء مدة خمسة أيام مع التزام األطراف بالتفاوض‪.105‬‬
‫وبعد االطالع على كال التشريعين المصري والعراقي نالحظ أنهما نظما هذا الحق بالنسبة‬
‫لعمال القطاع الخاص‪ ،‬ولم ينظماه في قانون الخدمة المدنية والئحته التنفيذية في مصر‪،‬‬
‫أو في قانون الخدمة المدنية العراقي وقانون المالك أو قانون انضباط موظفي الدولة‬

‫‪87‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫والقطاع العام النافذين مما يقتضي تنظيمه‪ .‬على عكس المشرع الفرنسي الذي كان موفقا‬
‫بذلك‪.‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫‪Fourth Branch‬‬
‫أن يتم اإلضراب عن طريق النقابة للدفاع عن مصالحهم المهنية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‬
‫‪That the Strike be carried out by the Union to Defend Their‬‬
‫‪Professional, Economic and Social Interests‬‬
‫يلتزم جميع الموظفين والمستخدمين العموميين بالمشاركة في تنظيم وتسيير المرافق‬
‫العامة‪ ،‬ألنه جوهر مبدأ الديمقراطية اإلدارية‪ ،‬ويتمثل في حق المراقبة والمشاركة في‬
‫إدارة المرافق العامة وشؤونه الوظيفية‪ ،‬والسماح للموظفين بتشكيل نقابات وظيفية‬
‫لإلحساس بهذه المسؤولية التي أضحت وسيلة للضغط على السلطة العامة في الدولة‬
‫للتعبير عن مطالبهم المهنية من خالل أجهزة تتولى الدفاع عن حقوقهم القانونية‪ ،‬ويتعلق‬
‫األمر بالحق في إنشاء النقابات واالنضمام اليها‪ ،‬وهو حق جماعي يهدف إلى الدفاع عن‬
‫المصالح المهنية للموظف العمومي‪ ،‬ألن هذا األخير ضعيف بمفرده قوي بغيره وتنظيمه‬
‫ويستطيع تبليغ صوته للجهات المعنية‪ .106‬وفي هذا ال يجوز أن يتم اإلضراب بمبادرة من‬
‫العمال‪-‬الموظفين‪-‬أنفسهم دون اشتراك النقابة معهم‪ ،‬وإذا لم توجد نقابة لهم‪ ،‬فتكون النقابة‬
‫العامة للعمال التي ينتمون اليها ممثال لهم‪ ،‬والقانون عندما يعطي هذا الحق فقد اوجب أن‬
‫يكون من خالل النقابة ويصدر عنها اخطار االضراب من النقابة األكثر تمثيال على‬
‫المستوى القومي في الفئة المهنية أو المؤسسة المهنية أو المرفق المعني بحيث ال يكون‬
‫اإلضراب مشروعا إال إذا كان منظما عن طريق إحدى النقابات التي تتوفر لها الصفة‬
‫التمثيلية‪.107‬‬
‫فالنقابة تقوم بدور كبير ال يستهان به في جميع مراحل االضراب‪ ،‬فهي تدرس فرص‬
‫نجاح االضراب وحجم المشاركة به في المرحلة السابقة على االضراب‪ ،‬ويمكن لها أن‬
‫تستفتي العمال‪-‬الموظفين‪ -‬لمعرفة رأي العمال في اللجوء اليه وأثناء االضراب من خالل‬
‫من خالل أنشاء لجان االضراب‪ ،‬ودورها في إنهاء االضراب من خالل اجراء المفاوضة‬
‫الجماعية مع صاحب العمل من أجل حل النزاع القائم‪.108‬‬
‫في دستور العراق الذي جاء فيه" تكفل الدولة حق تأسيس النقابات واالتحادات المهنية او‬
‫االنضمام اليها وينظم ذلك بقانون"‪ .109‬ولكن يسري قانون النقابات العراقي على العمال‬
‫المشمولين بأحكامه من عمال القطاع الخاص والمختلط والتعاوني‪ .110‬دون أن يسري‬

‫‪88‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫على موظفي الدولة العموميين في المرافق العامة لها‪ .‬إذ عده المشرع جريمة قانونية‬
‫بموجب قانون العقوبات العراقي رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل‪.‬‬
‫اما في مصر فنجد أن الدستور المصري أقر " إنشاء النقابات واالتحادات على أساس‬
‫ديمقراطي حق يكفله القانون ويكون لها الشخصية االعتبارية وتمارس نشاطها بحرية‬
‫وتسهم في رفع مستوى الكفاءة بين أعضائها والدفاع عن حقوقهم وحماية مصالحهم"‪.111‬‬
‫وبهذا النص يكون المشرع قد اسند لنقابات الموظفين دورا هاما في مجال الدفاع عن‬
‫مصالح الموظفين كونها حلقة الوصل بينهم وبين سلطات اإلدارة في المرفق‪ ،‬لهذا هي‬
‫تحتكر إعالن وتنظيم االضراب في المرفق الخاص على عكس المشرع الفرنسي الذي‬
‫اسندها في إطار العاملين في المرفق العام‪ ،‬أي أن المشرع الفرنسي سمح باألضراب من‬
‫جانب العمال وحدهم دون الحاجة إلى نقابة عمالية‪.‬‬
‫وفي فرنسا‪ .‬اعطى المشرع الفرنسي مهمة تنظيم االضراب وإعالنه في المرافق العامة‬
‫إلى النقابات العمالية وفقا للمادة ‪ 521-3‬من قانون العمل الفرنسي‪ ،‬وكذلك المسار الذي‬
‫انتهجه نظيره كل من المشرع المصري في قانون العمل لسنة ‪ 2003‬دورا مهما وخطيرا‬
‫للنقابات بصدد حق العمال في االضراب السلمي بمقتضى نص المادة ‪ 192‬من القانون‬
‫من االضراب السلمي في كافة مراحله دفاعا عن مصالحهم المهنية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية وفقا للحدود واإلجراءات والضوابط المقررة‪ ،‬وكذلك المنهج الذي انتهجه‬
‫المشرع العراقي عندما تمت اإلشارة الى مصطلح النقابة واالتحادات أو ممثلي العمال‬
‫عندما أشار إلى االتفاقات والمفاوضات الجماعية في المادة ‪ 146‬الفقرة أوال والفقرة (ه)‬
‫منه‪.‬‬
‫ولكن هذا بالنسبة لفئة العمال في القطاع الخاص‪ ،‬اما بالنسبة لفئة الموظفين العموميين‬
‫في المرافق العامة فانه ال توجد مثل هذه اإلجراءات‪ ،‬ألنه لم يتم االخذ باألضراب وتنظيمه‬
‫بصورة مباشرة بقانون خاص في كل من مصر والعراق‪ ،‬على الرغم من أن كال البلدين‬
‫صادقوا على العهد الدولي للحقوق االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وحتى النص عليه صراحة‬
‫بدستور مصر لسنة ‪ ، 2014‬وضمنيا في دستور العراق لسنة ‪ 2005‬أو احكام القضاء‬
‫لذلك فإن االعتراف بالحق النقابي للموظفين وحقهم في إنشاء نقابات مهنية لم يعد وسيلة‬
‫من وسائل الضغط على السلطة العامة في الدولة‪ ،‬وهي همزة وصل بين العمال وأرباب‬
‫العمال للتعبير عن مصالح الموظفين المنتمين اليها من خالل أجهزة تتولى الدفاع عن‬
‫حقوقهم في حدود القانون‪ ،‬وفي هذا الشأن تقوم النقابات الوظيفية في فرنسا بالتفاوض‬
‫دائما مع الحكومات بشأن كل المسائل التي تتعلق بالموظفين وتقوم أحيانا بإبرام اتفاقيات‬
‫مع المسؤولين بالدولة تحقيقا لمطالب الموظفين‪ .112‬فكل فرد يمكن الدفاع عن حقوقه‬
‫ومصالحه من خالل النشاط النقابي وأن ينظم للنقابة التي يختارها‪ ،‬وعقب اإلقرار‬

‫‪89‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫بمشروعية نقابات الموظفين في فرنسا منحها المشرع اختصاصات واسعة تكفل لها‬
‫المشاركة الفعلية في مجال شؤون الموظفين ورعاية مصالحهم‪.113‬‬

‫الفرع الخامس‬
‫‪Fifth Branch‬‬
‫االلتزام بالسلمية في االضراب في مكان العمل‬
‫‪Commitment to a Peaceful Strike in the Workplace‬‬
‫إذا كان اإلضراب هو أحد صور التعبير عن الرأي لتحقيق مطالب مهنية فال يجوز‬
‫استعماله بالشكل الذي يرتب عليه تعطيل سير العمل بالمرفق العام من خالل ممارسته‬
‫في مقار العمل‪ ،‬ألن ممارسة اإلضراب والقيام به داخل مقار العمل يترتب عليه تعطيل‬
‫العمل كليا ويضر بمصلحة المنتفعين بخدمات المرفق‪ ،‬فضال عن أنه يعوق ممارسة‬
‫الموظفين في القطاع الخاص غير المضربين عن أداء أعمالهم بينما منع ذلك على موظفي‬
‫القطاع العام الحكومي اصال‪ ،‬لذلك حظر التشريع والقضاء ممارسة االضراب داخل مقار‬
‫العمل‪ ،‬الن هذه األماكن ما وجدت إال للعمل فقط وما يلحق بضرورات سير المرفق العام‬
‫بصفة منتظمة‪ ،‬وللحفاظ على مكان العمل من أي اعمال قد تهدد مقارها من إتالف المباني‬
‫وحرق األوراق أو أي أعمال عنف أخرى من شأنها تدمير المرفق‪ .114‬وال يجوز استخدام‬
‫الهتافات المعادية للنظام الحاكم أو التحريض على النيل من أمن البالد‪ ،‬والهدف من كل‬
‫هذا هو للحفاظ على استقرار البالد وعدم المساس بأمنها القومي ومصالحها العليا‪،‬‬
‫فاإلضراب في حقيقته هو وسيلة للتعبير عن استياء من أوضاع معينة غير صحيحة‪ ،‬وقد‬
‫يترتب عليه تصحيحها ومن ثم يكتسب العمال حقوقهم المعطلة وتجنبا ألثار اإلضراب‬
‫السلبية على مصالح االفراد كان وال بد أن يكفل في إطار السلمية ووضع ضوابط حتى‬
‫ال يتم إساءة استعمال هذا الحق‪.115‬‬
‫في التشريع العراقي‪ .‬حيث لم ينص قانون انضباط موظفي الدولة العراقي رقم ‪ 14‬لسنة‬
‫‪ 1991‬وقانون المالك على حق الموظف العام بممارسة اإلضراب أو التوقف عن العمل‪،‬‬
‫على عكس ما جاء في قانون العمل لموظفي القطاع الخاص النافذ" اللجوء إلى اإلضراب‬
‫السلمي لغرض الدفاع عن مصالح أعضائها المهنية واالقتصادية واالجتماعية"‪.116‬‬
‫وكذلك في نص اخر " يجب أن يكون اإلضراب سلميا"‪.117‬‬
‫وفي التشريع المصري كذلك لم ينص قانون الخدمة المدنية او الئحته التنفيذية لسنة ‪2016‬‬
‫على حق الموظف بممارسة اإلضراب‪ ،‬ولكنه اجازه للعمال في قانون العمل الذي جاء‬
‫فيه انه" للعمال حق االضراب السلمي"‪.118‬‬

‫‪90‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫وفي فرنسا فقد حرم مجلس الدولة الفرنسي استخدام العنف في االضراب واحتالل مقرات‬
‫العمل في حكم له صادر في ‪ 11‬فبراير ‪ 1966‬في قضية (‪ )Legrand‬حيث قرر انه‬
‫ليس للمضربين حق احتالل األماكن اإلدارية ألنها اعتداء على حق الملكية‪.119‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫‪The Second Requirement‬‬
‫قيود ممارسة حق االضراب‬
‫‪Restrictions on Exercising the Right to Strike‬‬
‫إذا كان الغرض من ممارسة االضراب هو للدفاع عن المصالح المشروعة للموظفين‬
‫سواء في القطاع الحكومي أم في القطاع الخاص ولرفع الجور الواقع عليهم‪ ،‬إال أن هذا‬
‫ال يعني اطالقه من دون قيود على ممارسته وإال فإنه سيقع تحت باب المسئولية‬
‫والمحاسبة‪ .‬لذلك فهناك مجموعة من القيود التي ترد على ممارسة هذا الحق وسنتناولها‬
‫من خالل الفروع األتية‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫‪First Branch‬‬
‫اتباع الوسائل السلمية لتسوية منازعات العمل الجماعية‬
‫‪Follow Peaceful Means to Settle Collective Labor Disputes‬‬
‫ال يمكن للموظفين الشروع في اإلضراب إال بعد استنفاذ إجراءات التسوية الودية التي‬
‫تدخل في إطار الوقاية من النزاعات الجماعية في العمل وتسويتها‪ ،‬والحديث عن‬
‫إجراءات التسوية الودية للمنازعات الجماعية في المؤسسات والمرافق العامة‪ ،‬وتأتي هذه‬
‫اإلجراءات في حالة استمرار الخالف بعد دراسة وضعية العالقات االجتماعية والمهنية‬
‫داخل المرافق العامة بين ممثلي الموظفين وممثلي اإلدارات والمرافق العامة‪ .120‬وهو‬
‫ما معمول به في فرنسا التي اقرت بحق االضراب لموظفيها‪ ،‬بينما لم يسمح به المشرع‬
‫في العراق او في مصر بالنسبة لموظفي القطاع الحكومي العام‪ ،‬ولكنه اجازه لفئة العمال‬
‫بعد استنفاذ الوسائل السلمية لحل نزاعات العمل الجماعية‪.‬‬
‫ومن هذه الوسائل مثال التفاوض المباشر والذي يعرف بأنه وسيلة نقابية ودية لتنظيم‬
‫شروط العمل وحل نزاعات العمل الجماعية التي قد تنشأ بين العمال والموظفين من جهة‪،‬‬
‫واإلدارة من جهة أخرى وقد تكون هذه الوسيلة وقائية قبل وقوع االضراب أو بعده بحيث‬
‫تكون هذه الوسيلة حائال دون وقوع االضراب وذلك بإيجاد الحلول المناسبة‪.121‬‬
‫في التشريع العراقي نظم المشرع المفاوضات الجماعية في قانون العمل من المادة ‪147‬‬
‫وإلى المادة ‪ 150‬منه‪ ،‬وإذا كان المشرع العراقي قد أخذ بهذه الوسيلة في القطاع الخاص‪،‬‬

‫‪91‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫فإنه لم يسمح بها لموظفي الدولة العموميين ألنه لم ينص أو يسمح لموظفي الدولة بممارسة‬
‫حق االضراب‪.‬‬
‫وفي التشريع المصري ألزم المشرع في قانون العمل رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 2003‬بأجراء‬
‫المفاوضات إذا ثار خالف أو نزاع جماعي داخل إطار العمل أو بسببه‪ ،‬وجب على طرفي‬
‫النزاع الدخول في مفاوضات جماعية لتسوية ودية‪ ،‬حيث جاء فيه" إذا ثار نزاع وجب‬
‫على طرفيه أو ممثليهما السعي لتسوية وديا عن طريق المفاوضة الجماعية"‪ .122‬ولكن‬
‫هذه الوسيلة إذا كانت تستخدم في القطاع الخاص فأنها ال تستخدم في القطاع العام‪.‬‬
‫وفي فرنسا التي تعد من أوائل الدول التي اعترفت بمشروعية تكوين النقابات العمالية‬
‫واالنضمام اليها‪ ،‬فقد اعترف للموظفين العاملون في المرافق العامة بهذا الحق في أواسط‬
‫القرن العشرين فأصبحت المفاوضات الجماعية إحدى وسائل العمل النقابي اكد عليها‬
‫دستور فرنسا لسنة ‪ 1946‬في الفقرة ‪ 8‬من مقدمة الدستور التي نصت" أن لكل عامل أن‬
‫يشارك بواسطة ممثليه في التحديد الجماعي لشروط العمل"‪ ،‬وكذلك دستور ‪ 1958‬ثم‬
‫أضحت المفاوضات الجماعية مفروضة بموجب قانون العمل الفرنسي الصادر في‬
‫أكتوبر ‪ 1982‬ونوفمبر ‪ 1982‬حيث نصت الفقرة الصادرة في ‪ 13‬نوفمبر ‪ 1982‬والتي‬
‫قررت بإلزامية أن يتفاوض صاحب العمل بالتفاوض الجماعي مع النقابات المعنية‪.‬‬
‫وهناك أيضا وسيلة التوفيق والتي تعد احدى صور المفاوضات الجماعية التي تجري بين‬
‫العمال وأصحاب العمل إثر نزاع عمل قائم بينهم بغية وضع حل لهذا النزاع‪ ،‬حيث يساعد‬
‫التوفيق على تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع في سبيل الوصول إلى حل يرضي‬
‫جميع األطراف على مائدة المفاوضات عن طريق طرف ثالث يتميز بالحياد‬
‫واالستقالل‪ .123‬والتوفيق قد يكون اختياريا أو اجباريا‪.‬‬
‫وفي التشريع العراقي الذي اخذ بوسيلة التوفيق االجباري في قانون العمل الحاص‬
‫بموظفي القطاع الخاص الزم المشرع بإبالغ وزير العمل ورئيس اتحادات نقابات العمال‬
‫بالنزاع مع خالصة وافية عنه‪ ،‬أي أن أي إضراب يتم اللجوء اليه دون اللجوء إلى التوفيق‬
‫هو إضراب غير مشروع يبرر فصل العامل المضرب‪ .124‬أما في التشريع المصري فقد‬
‫الزم طرفي النزاع الدخول في مفاوضات جماعية قبل اللجوء إلى االضراب‪ .‬ولكن كال‬
‫التشريعين العراقي والمصري لم يأخذا بهذه الوسيلة في حل منازعات الوظيفة العامة‪.‬‬
‫وفي فرنسا ذهب جانب من الفقه الفرنسي إلى القول أن التوفيق االجباري الذي يتم بحكم‬
‫القانون عديم الفائدة عمليا ما دام العمال أو الموظفين المضربين غير ملزمين باللجوء إلى‬
‫التوفيق قبل اللجوء إلى االضراب‪.125‬‬
‫وهناك أيضا أسلوب الوساطة وهو من األساليب البديلة لفض النزاعات العمالية‪ ،‬والتي‬
‫تقوم على توفير ملتقى لألطراف المتنازعة لالجتماع والحوار وتقريب وجهات النظر‬

‫‪92‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫بمساعدة شخص محايد وذلك لمحاولة التوصل إلى حل ودي تقبل به األطراف المتنازعة‬
‫ويطلق عليها البعض بالمصالحة‪.126‬‬
‫وقد نظم المشرع العراقي استخدام وسيلة الوساطة في المادة ‪ 159‬بجميع فقراتها في‬
‫قانون العمل النافذ رقم ‪ 37‬لسنة ‪ .2015‬وكذلك في التشريع المصري الذي اوجب قانون‬
‫العمل طبعا بالنسبة للقطاع الخاص دون الموظفين في القطاع العام أنه " إذا لم تتم تسوية‬
‫النزاع كليا خالل ثالثين يوما من تاريخ بدء المفاوضة جاز للطرفين أو ألحدهما أو لمن‬
‫يمثلهما التقدم بطلب إلى الجهة اإلدارية المختصة التخاذ إجراءات الوساطة"‪ .127‬وواضح‬
‫من النص أن المشرع المصري أوجب والزم إتباع هذه الوسيلة لفض نزاعات العمل‬
‫الجماعية وحظر اللجوء إلى االضراب خالل ممارسة الوسيط مهمته‪.128‬‬
‫في التشريع الفرنسي الذي اخذ بهذا األسلوب كوسيلة اختيارية لتسوية نزاعات العمل‬
‫الجماعية ويستوي في ذلك أن يكون هذا النزاع بين العمال وصاحب العمل في القطاع‬
‫الخاص أو القطاع العام أو المرافق العامة إال إذا كانت هذه األخيرة خاضعة لنظام خاص‬
‫فيما يتعلق بالنزاعات التي تثور بين إدارة هذه المرافق وموظفيها‪ .129‬ومتى وجد هناك‬
‫اتفاق جماعي ساري المفعول يتضمن شرطا يقضي بعرض النزاع على الوساطة قبل‬
‫إعالن االضراب فيتعين على العمال أو الموظفين االلتزام بهذا الشرط وإال وصف‬
‫إضرابهم بعدم المشروعية‪ ،‬وعند فشل الوساطة يستطيع العمال ‪-‬الموظفين‪ -‬الرجوع إلى‬
‫االضراب‪ .130‬أي أن المشرع الفرنسي اعتبر الوساطة وسيلة اختيارية لفظ النزاعات‬
‫العمالية‪ ،‬يجوز فيه للعمال االضراب قبل الرجوع لوسيط‪ ،‬حيث ال يجوز اللجوء إلى‬
‫الوساطة إال بقرار من وزير العمل أو رئيس لجنة التوفيق بموجب القانون الصادر في‬
‫‪ 26‬يوليو لسنة ‪ ،1957‬وبالرغم من عدم وجود نص قانوني ينظم الوساطة بالنسبة‬
‫للمنازعات العمالية في القطاع العام بفرنسا‪ ،‬فإنها تستخدم بطريقة منتظمة باعتبارها‬
‫وسيلة مناسبة لفض منازعات العمل الجماعية في المرافق العامة‪ ،‬لذلك أصدر المجلس‬
‫االقتصادي واالجتماعي توصية للسماح بتطبيق تلك الوسيلة في القطاع العام‪.131‬‬
‫وهناك أسلوب التحكيم الذي يعتبر وسيلة ودية لحسم النزاع بقرار يصدره شخص أو هيئة‬
‫من الغير يلزم األطراف‪ ،‬وهو نظام قانوني يتم بواسطته الفصل بحكم ملزم في نزاع‬
‫قانوني بين طرفين أو أكثر بواسطة الغير يستمدون مهمتهم من اتفاق أطراف النزاع‪.132‬‬
‫في التشريع العراقي‪ .‬نظم المشرع في قانون العمل اللجوء إلى هذه الوسيلة في المواد‬
‫‪ 160‬وإلى المادة ‪ 162‬داخل بجميع فقراتها‪ ،‬في حال فشل حل النزاع بين العمال‬
‫واداراتهم واشتراك عدة جهات إدارية في حسم النزاع الذي ينشب بينهما‪ ،‬فإنه يحال إلى‬
‫القضاء ليحسمه وهذا فيما يخص فئة العمال في القطاع الخاص‪ ،133‬اما بالنسبة للموظفين‬
‫العموميين فإننا ال نرى هذه الوسائل ولم ينص عليها قانون الخدمة المدنية‪ ،‬أو قانون‬

‫‪93‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫المالك‪ ،‬أو قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام ألنه لم يسمح للموظفين القيام‬
‫باألضراب في المرافق العامة ‪ ،‬ألن الموظف في مركز تنظيمي وإال عرض المضرب‬
‫نفسه لقانون العقوبات‪.‬‬
‫وفي التشريع المصري‪ .‬الذي سمح لطرفي النزاع الجماعي باللجوء إلى التحكيم الخاص‬
‫الذي يحكم المنازعات التجارية والمدنية‪ ،‬وذلك للفصل في منازعة العمل الجماعية بدال‬
‫من هيئة التحكيم المنصوص عليها في قانون العمل‪ ،‬وفي هذا يتضح أن االضراب أو‬
‫االغالق غير جائزين قبل عرض النزاع على التحكيم واثناء السير في إجراءاته‪.134‬‬
‫وبالرجوع إلى قانون الخدمة المدنية المصري رقم ‪ 81‬لسنة ‪ 2016‬والئحته التنفيذية‬
‫نرى أنه لم يشر إلى هذه الوسائل فيما يخص منازعات العمل التي تحدث بين الموظفين‬
‫وبين اداراتهم‪ ،‬ألنه أصال لم يشرع أو ينظم هذا الحق لكي يأخذ بهذه الوسائل فيما يخص‬
‫الموظفين العموميين ألنه في مركز تنظيمي‪.‬‬
‫وفي فرنسا‪ .‬فقد أخذ المشرع بالتحكيم االجباري بموجب القانونين الصادرين في ‪31‬‬
‫ديسمبر ‪ 1936‬و‪ ،1938‬حيث إنه ال يجوز للعمال اللجوء إلى اإلضراب قبل عرض‬
‫النزاع على التحكيم االجباري‪ ،‬إال أن المشرع الفرنسي عاد لألخذ بنظام التحكيم‬
‫االختياري بموجب القانون الصادر في ‪ 11‬فبراير ‪ 1950‬بموجب المادة التاسعة منه‬
‫فأصبح للعمال اللجوء إلى االضراب قبل عرض النزاع على التحكيم‪.135‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫‪Second Branch‬‬
‫التوفيق بين الحق في اإلضراب وضمان استمرار سير المرافق العامة‬
‫‪Reconciling the Right to Strike and Ensuring the Continuity‬‬
‫‪of Public Utilities‬‬
‫سبق أن بينا من قبل أن اإلقرار بحق اإلضراب في فرنسا جاء في مقدمته دستور فرنسا‬
‫لسنة ‪ 1946‬على أن "حق اإلضراب يمارس في إطار القوانين التي تنظمه" وهو نص‬
‫اعطى التبرير لشرعية اإلضراب للموظفين في المرافق العامة مع إمكانية وضع قيود‬
‫على ممارسته من جانب الحكومة‪ ،‬أي انه يجب التوفيق بين مبدأ الحق في االضراب‬
‫واستمرار عمل المرفق العام بانتظام واستمرار‪ .136‬ويتوقف تنظيم حق االضراب على‬
‫طبيعة وأهمية المرفق العام الذي يمثل ضرورة حيوية الحتياجات االفراد اليومية وهو‬
‫أمر خطير يجب وضع القيود الكفيلة لمنع االخطار على حياة االفراد‪ ،‬بل ومنعه في بعض‬
‫الحاالت إذا أخل بالنظام العام وبحسب طبيعة المرفق‪ ،‬يكون مشددا في المرافق الحيوية‬
‫وأقل تشددا في المرافق العامة االعتيادية وبالتالي تخضع هذه القيود الى رقابة القضاء‬
‫اإلداري‪.137‬‬

‫‪94‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫وإذا حدث إضراب من جانب بعض العاملين وقامت السلطة بمنعه فإنه يتعين على القاضي‬
‫إذا ما ثبت له مشروعية وأن المنع من جانب السلطة‪ ،‬فعليه أن يتحقق من أن االضراب‬
‫بالنسبة لهؤالء العاملين ‪-‬الموظفين‪ -‬لم يتجاوز المتطلبات والحاجات الضرورية التي يجب‬
‫على المرفق تحقيقها‪.138‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫‪Third Branch‬‬
‫حظر صور معينة من االضراب‬
‫‪Prevent Certain Pictures of the Strike‬‬
‫لإلضراب أنواع كثيرة وصور عديدة يلجأ اليها العمال أو الموظفين للتعبير عن‬
‫اعتراضهم على بعض سياسات العمل‪ ،‬ومن هذه اإلضرابات ما يحقق مصالح العمال‬
‫والموظفين ويحدث به رضى العمال‪-‬الموظفين‪ -‬ومنها ما يحدث الضرر للغير أو المجتمع‬
‫والمرافق العامة‪ ،‬ويؤثر في حسن سير هذه المرافق ومن ثم تأثر األفراد المتعاملين مع‬
‫هذه المرافق‪ ،‬ويخرج االضراب عن مغزاه المشروع‪ ،‬مما حدا بالعديد من التنظيمات‬
‫التشريعية في القوانين المختلفة إلى تحريم مثل هذه اإلضرابات نظرا إلى خطورتها‬
‫وإحداثها خلال جسيما بمصالح المجتمع‪ .139‬وقد أشرنا إلى بعض صور من هذه‬
‫اإلضرابات الممنوعة في المطلب الثاني من المبحث الثاني قضى فيها القضاء بعدم‬
‫مشروعية البعض منها‪ ،‬وبعضها تم حضرها بواسطة المشرع ومنها (االضراب‬
‫المباغت‪ ،‬واالضراب التناوبي "الدائري المغلق"‪ ،‬االضراب مع احتالل مكان العمل‪،‬‬
‫واالضراب المتكرر‪ ،‬واالضراب الفوضوي)‪.‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫‪Fourth Branch‬‬
‫حظر اإلضراب لبعض الموظفين العموميين في المرافق العامة والمنشأت الحيوية‬
‫واإلستراتيجية‬
‫‪Prevent Strikes for Some Public Servants in public Utilities‬‬
‫‪and Vital and Strategic Facilities‬‬
‫أقرت العديد من التشريعات حظر أو تقييد اإلضراب في المنشأت الحيوية واالستراتيجية‬
‫وذلك بقصد الحفاظ على حياة ومصالح المواطنين وضمان الحفاظ على النظام العام‬
‫واستمرارية الخدمات فيه‪ ،‬تقوم كل دولة من خالل تشريعها الوطني بتحديد المرافق‬
‫والمنشأت االستراتيجية التي ال تسمح باألضراب فيها‪ ،‬ومنها على سبيل المثال‬
‫المستشفيات والمراكز الطبية ‪ ،‬والوحدات العسكرية ‪ ،‬والشرطة والدفاع المدني‪ ،‬ومنشأت‬
‫مياه الشرب والكهرباء ‪ ،‬والمؤسسات التعليمية‪ ،‬وتشريعات أخرى ترى ضرورة الحظر‬

‫‪95‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫في المنشأت االستراتيجية فقط مثل الجيش والشرطة والقضاء‪ ،‬وما عدى ذلك يكفي بشأنها‬
‫ضمان حد أدنى من الخدمة لكون األصل تمتع جميع العمال‪-‬الموظفين‪ -‬بهذا الحق وأن‬
‫االستثناء هو تقييده العتبارات أسمى وبضرورة التقييد في أضيق حدوده مع أجراء‬
‫المفاوضات للوصول إلى الحلول المرضية للطرفين‪.140‬‬
‫ولكن إذا كان هذا بالنسبة إلى العمال في القطاع الخاص حيث نظم المشرع االضراب‬
‫ونطاقه وإجراءاته‪ ،‬فإنه يختلف بالنسبة للموظفين العموميين بسبب أن إضراب الموظفين‬
‫العموميين ال يسعى إلى تهديد مصلحة الدولة كرب للعمل‪ ،‬وإنما يهدف إلى إحداث شلل‬
‫في المرافق العامة‪ ،‬وبالتالي تحريك الرأي العام الذي يتأذى بطبيعة الحال من هذا‬
‫االضراب‪ ،‬ألن العالقة بين الدولة والموظف تختلف عن عالقة العامل برب العمل‪ ،‬وألن‬
‫الموظف يؤدي خدمة عامة لصالح المجتمع‪ ،‬واالضراب سينال من هذه الخدمة ويحرم‬
‫الجمهور من خدمات ضرورية ال غنى عنها‪ ،‬وبالتالي يصعب قياس إضراب عمال مصنع‬
‫من المصانع أو الشركات بإضراب الموظفين العموميين سواء كانوا رجال شرطة أو‬
‫معلمين أو سائقي المواصالت العامة‪ ،‬فإضراب هؤالء يصيب المجتمع بأضرار‬
‫جسيمة‪ .141‬لذلك ومن منطلق دوام سير المرافق العامة بانتظام واطراد تكمن أهمية‬
‫وضرورة توفير حد أدنى من الخدمات التي يقدمها المرفق للجمهور‪.‬‬
‫في التشريع العراقي لم يحدد المرافق العامة التي يحظر على الموظف االضراب فيها‪،‬‬
‫بل أنه حظر االمتناع عن العمل في كافة المرافق العامة إذا أدى إلى نتائج معينة في جعل‬
‫حياة الناس أو صحتهم أو أمنهم في خطر‪ ،‬أو حدوث اضطرابات أو فتنة بين الناس‪ ،‬أو‬
‫تعطيله لمرفق عام‪ .‬ولكن عاقب قانون العقوبات بالنص" يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على‬
‫ستة أشهر وبغرامة ال تزيد على مائة دينار كل من خالف األوامر الصادرة من ‪ ...‬هيئة‬
‫رسمية أو شبه رسمية ضمن سلطاتهم القانونية أو لم يمتثل أوامر أي جهة من الجهات‬
‫المذكورة الصادرة ضمن تلك السلطات‪.142"..‬‬
‫وفي التشريع المصري‪ ،‬صدر قرار رئيس مجلس الوزراء بتحديد هذه المنشأت بالقرار‬
‫رقم ‪ 1185‬لسنة ‪ 2003‬بشأن المنشأت الحيوية واالستراتيجية التي يحظر فيها االضراب‬
‫عن العمل أو الدعوة اليه وهي (منشأت االمن القومي‪-‬اإلنتاج الحربي‪-‬المستشفيات‪-‬‬
‫المراكز الطبية‪-‬الصيدليات‪-‬المخابز‪-‬وسائل النقل الجماعي للركاب – وسائل نقل‬
‫البضائع‪-‬منشأت الدفاع المدني‪-‬ومنشأت مياه الشرب‪ -‬الكهرباء‪ -‬الغاز‪ -‬الصرف الصحي‪-‬‬
‫منشآت الموانئ‪-‬المطارات‪ -‬العاملين في المؤسسات التعليمية)‪ .143‬وقد عاقب قانون‬
‫العقوبات المصري كل موظف عمومي يمتنع عمدا عن تنفيذ أوامر صادرة من الحكومة‬
‫بالحبس والعزل‪ .144‬إذا ما استدعت الحكومة بعض الموظفين وامتنعوا عن الحضور‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫في فرنسا تدخل المشرع في بعض حاالت حظر فيها على بعض الفئات ممارسة الحق‬
‫في االضراب كلية‪ ،‬ألنه إذا كان الحق في االضراب هو أحد مظاهر التعبير عن الرأي‬
‫في المجال الوظيفي لتحقيق مطالب مهنية‪ ،‬فإن تدخل المشرع هنا بحظر االضراب على‬
‫هذه الفئات الهدف منه حماية المصلحة العامة‪ ،‬مما جعل المشرع يعطي األولوية للمصلحة‬
‫العامة مغلبا إياها على المصلحة الخاصة للموظفين في االضراب‪ ،‬فقد حظر المشرع‬
‫الفرنسي على موظفي المؤسسات الجمهورية لألمن ممارسة حق االضراب بموجب‬
‫المادة( ‪ )3/6‬من القانون رقم ‪ 3384-47‬واستمر التدخل الحكومي حتى بعد صدور‬
‫قانون ‪ 31‬يوليو لسنة ‪ .1963‬وقد أرسى مجلس الدولة الفرنسي حق الحكومة في التدخل‬
‫لفرض قيود على ممارسة الحق في االضراب في حكم (‪ )Dehanene‬حيث أدى الى‬
‫االعتراف الدستوري بالحق في االضراب بقيود العتبارات الصالح العام من قبل‬
‫الحكومة‪ ،‬وكذلك أيضا لموظفي هيئة البريد واالتصاالت‪ ،‬وحرس مزلقات السكك‬
‫الحديدية‪ ،‬ووظائف المراقبة الالسلكية‪ ،‬والعاملين بمرفق األمن الجوي‪ ،‬وبعض كتبة‬
‫المحاكم‪ ،‬حيث أعطى الحق للحكومة بفرض بعض القيود منها أال يفرض على كل موظفي‬
‫المرفق‪ ،‬بل على العدد الالزم للقيام بالخدمات الضرورية‪ .145‬وحق الحكومة في استدعاء‬
‫الموظفين المضربين إذا دعت الضرورة إلى ذلك عند وجود خطر حقيقي جسيم يهدد‬
‫مصلحة الدولة‪ ،‬حيث يشكل ضمان الحد األدنى من الخدمة أحد االعتبارات التي على‬
‫اإلدارة مراعاتها عند وضع الضوابط لممارسة اإلضراب‪ ،146‬لذا أقر مجلس الدولة في‬
‫قضائه حق اإلدارة في تقييد االضراب بالنسبة لعدد من الموظفين بالمرفق في سبيل تأمين‬
‫الحد األدنى من الخدمات التي يقدمها المرفق‪ ،‬والصالح العام من حيث الحفاظ على سير‬
‫المرفق بانتظام‪ .‬وعند عدم امتثال الموظفين المضربين محل االستدعاء فأنهم يتعرضون‬
‫لعقوبة الحبس من شهر الى سنة وغرامة من ثالثين الى ستين ألف فرنك أو إحدى هاتين‬
‫العقوبتين‪.147‬‬
‫وال يوجد ما يمنع المشرع العراقي من األخذ بما أخذ به المشرع الفرنسي لتكون له عونا‬
‫في استنباط الحلول المقترحة لتنظيم حق االضراب في العراق‪ ،‬ولسد النقص التشريعي‬
‫حرصا على الصالح العام وسير المرافق العامة‪ ،‬وبشكل ال يهدد حياة المجتمع في إطار‬
‫التنظيم الذي تحدده السلطات الحكومية تحت رقابة القضاء ومن دوافع مستمدة من الصالح‬
‫العام‪ ،‬واستمرارية المرافق العامة‪ ،‬حتى ال تتعطل ممارسة هذا الحق وحرمان الموظفين‬
‫من التعبير عن آرائهم بواسطته لحين صدور التنظيم التشريعي له والسند في ذلك ما نص‬
‫عليه الدستور العراقي الذي جاء فيه " يمارس مجلس الوزراء الصالحيات األتية‪:‬‬
‫اإلشراف على عمل الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة"‪ ،148‬ألن األشراف‬
‫ينصرف إلى التنظيم والتوجيه‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫‪The Third Requirement‬‬
‫األثار القانونية لإلضراب‬
‫‪Legal Consequences of the Strike‬‬
‫يترتب على ممارسة اإلضراب من جانب الموظفين المضربين اثارا قانونية عديدة منها‬
‫ما يكون وظيفيا يتعلق بالجانب المالي‪ ،‬ومنها تأديبيا في حالة مخالفة القواعد القانونية‬
‫واللوائح المتعلقة باألضراب‪ ،‬وأخرى جزائية عند ارتكاب الموظفين المضربين‬
‫النتهاكات وتخريب في ممتلكات الدولة أو اإلضرار باألخرين وسنتناولها من خالل‬
‫الفروع األتية‪- :‬‬

‫الفرع األول‬
‫‪First Branch‬‬
‫الخصومات المالية‬
‫‪Financial Discounts‬‬
‫ال يعد االضراب بحد ذاته أمرا منهيا للعالقة الوظيفية بين الموظف والدولة في الدول‬
‫التي تسمح للموظفين باإلضراب مثل فرنسا‪ ،‬ومع ذلك يجب على الموظف أن يدرك‬
‫الموقف القانوني تجاه تصرفاته‪ ،‬واألحكام التي نظمها المشرع بشأن االضراب‪ ،‬فإذا كان‬
‫إضرابه غير مشروع حيث ال يجوز اللجوء اليه أو تجاوز االضراب المشروع إلى غير‬
‫المشروع بالتجاوز على القوانين والمنظمة لألضراب‪ ،‬وهنا سيتحمل التبعة القانونية‬
‫الواردة في التشريعات القانونية‪ ،‬وستلحق به المسؤولية اإلدارية والجنائية ‪ ،‬أما إذا كان‬
‫ممارسة حق اإلضراب في إطار القوانين التي تنظمه ووفقا للشروط المنصوص عليها‬
‫قانونا أن يتسم هذا اإلضراب بالمشروعية‪ ،‬حيث ال يجوز لجهة اإلدارة أن توقع أية‬
‫عقوبات على الموظف في حالة ممارسة االضراب بصورة مشروعة‪ ،‬وفي مقابل ذلك‬
‫في حالة القيام باألضراب غير المشروع فإنه سيستقطع من راتب الموظف أيام‬
‫االضراب‪ ،‬وال يعد ذلك بمثابة عقوبة‪.149‬‬
‫وقد اختلف الفقه في تحديد الطبيعة القانونية لالستقطاع من مرتب الموظف المضرب في‬
‫الدول التي تسمح لموظفيها باألضراب‪ ،‬فهناك من كيف االستقطاع على أنه "جزاء مالي‬
‫طالما أن قيمته ال تتناسب مع مدة االضراب"‪ .150‬وهناك من قال "أن االستقطاع هو‬
‫بسبب عدم قيام الموظف بعمله خالل فترة االضراب"‪ .151‬ونؤيد الرأي الثاني ألنه أقرب‬
‫للمنطقية القانونية خصوصا بعد أن استعرضنا مفهوم االضراب وشروطه في القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬وأنه حق يتيح للموظف للتعبير عن رأيه بوسيلة االضراب وفق اإلجراءات‬
‫واألصول القانونية المتبعة والسلمية المطلوبة‪ ،‬وهو بهذا يكون متوافقا مع القانون ألنه‬

‫‪98‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫اجازه‪ ،‬لذلك يمثل االستقطاع من الراتب بسبب عدم قيام الموظف بعمله‪ .‬كما أن المرتب‬
‫يكون مقابل خدمات فعلية وأعمال قام بها الموظف‪ ،‬وفي حالة عدم قيامه بهذه الخدمات‬
‫واألعمال فال يستحق الموظف أجرا عن األيام التي امتنع فيها عن العمل‪.‬‬
‫كما أنه "ال يمكن النظر إلى اإلضراب في الوظيفة العامة على أنه يؤدي إلى وقف عالقة‬
‫العمل ذلك أن وضع الموظف الالئحي ال يتماثل مع وضع المتعاقد العامل في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬أي أن المشاركة في االضراب بالنسبة للموظفين ال يمكن النظر اليها على أنها‬
‫قطع للعالقة مع المرفق العام"‪.152‬‬
‫في العراق انتهج الفقه العراقي فيما يتعلق بالعمال المضربين في القطاع الخاص بنفس‬
‫االتجاه الفقهي في كل من فرنسا ومصر‪ .153‬وحدد نسبة االستقطاع بأن ال يزيد مجموع‬
‫االستقطاعات على ‪ %20‬من أجر العامل إذا كان ما يتقاضاه أقل من ‪ 3‬اضعاف الحد‬
‫األدنى من األجور‪ ،‬و‪ %30‬من أجر العامل إذا زاد اجره عن ذلك الحد"‪.154‬‬
‫وأما بالنسبة للموظفين العموميين فان قانون الخدمة المدنية وقانون انضباط موظفي الدولة‬
‫وقانون المالك فانهم لم يتناولن هذا الموضوع‪ ،‬ألن المشرع أصال لم يعترف لموظفي‬
‫الدولة صراحة باألضراب‪ ،‬ال بل حتى أنه ممكن أن يعرضهم للمساءلة القانونية بسبب‬
‫أنهم يعطلون عمل المرفق العام‪ .‬إذ ورد في قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام‬
‫نصا جاء فيه" لرئيس الدائرة أو الموظف المخول فرض أي من العقوبات التالية‪ :‬قطع‬
‫الراتب لمدة ال تتجاوز ‪ 5‬أيام"‪.155‬‬
‫وفي مصر‪ .‬فأن غالبية الفقه المصري يقرر عدم استحقاق العمال المضربين األجر خالل‬
‫مدة االضراب‪ .‬فجاء في قانون العمل المصري " يترتب على االضراب المشار اليه في‬
‫المادة ‪ 192‬من هذا القانون احتساب مدته إجازة للعامل بدون أجر‪-‬مما يعني أن العمال‬
‫المضربين ال يستحقون اجرا خالل مدة االضراب"‪ .156‬وعند القيام باألضراب يعتبر‬
‫انقطاع العمال عن العمل إجازة من دون أجر‪ ،‬وال ينهي عقد العمل إال إذا ارتكب خطأ‬
‫جسيما‪.157‬‬
‫وفيما يتعلق بنسبة االستقطاع‪ .‬فعلى الرغم من عدم وجود نص صريح بهذا الخصوص‬
‫ومباشر‪ ،‬إال أن قانون العمل النافذ ورد فيه نص فيما يخص فئة العمال وهو "‪ ،..‬وإذا‬
‫حدد الخصم بنسبة محددة من األجر اعتبر أن المقصود بذلك هو األجر األساسي اليومي‬
‫للعامل"‪.158‬اي أن المشرع المصري في قانون العمل أخذ بمبدأ التناسب بين مدة االنقطاع‬
‫عن العمل واالستقطاع من المرتب‪ .‬أما بالنسبة لموظفي الدولة الحكوميين في قانون‬
‫الخدمة المدنية فإنه يتعين على الموظف االلتزام بأحكام قانون الخدمة المدنية والئحته‬
‫التنفيذية وغيرها من القوانين والقرارات والتعليمات المنفذة لها وما يصدر عن الجهاز‬

‫‪99‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫من قرارات تنظيمية أو تعليمات‪ ،‬ومدونات السلوك وأخالقيات الخدمة المدنية الصادرة‬
‫من الوزير المختص‪ ،‬وعليه االلتزام الوظيفي بساعات العمل الرسمية‪.159‬‬
‫وفي التشريع الفرنسي فأن الرأي الراجح في الفقه والقضاء الفرنسيين هو أن الحرمان‬
‫من األجر يكون نسبيا وليس كليا استنادا إلى فكرة السبب في العقود الملزمة للجانبين‪.160‬‬
‫وتختلف نسبة االستقطاع من الراتب ‪ ،‬إذ يوجد ثالثة أنواع من أنظمة االستقطاع‪ ،‬األول‬
‫منها فيما يتعلق بموظفي الدولة والمؤسسات العامة ذات الطبيعة اإلدارية فأنه تطبق عليهم‬
‫قاعدة عدم قابلية اليوم للتجزئة‪ ،‬والثاني من نظام االستقطاع يتعلق بموظفي المنشأت‬
‫والهيئات والمؤسسات العامة أو الخاصة المكلفة بأدارة مرفق عام فإنه يطبق عليهم قانون‬
‫‪ 19‬تشرين األول لسنة ‪ 1982‬حيث وضع نظام شبه نسبي مع مدة االضراب‪ ،‬ونظام‬
‫ثالث فيما يتعلق بموظفي الهيئات اإلقليمية البلدية واالقاليم والمقاطعات ومؤسساتها العامة‬
‫وبصفة خاصة موظفي المستشفيات فإنه ال يوجد نص يطبق عليهم‪ ،‬ولكن قرر القضاء‬
‫اإلداري الفرنسي بحق اإلدارة في اجراء استقطاع من المرتب يتناسب في مبلغه مع المدة‬
‫الفعلية لعدم القيام بالعمل‪ .161‬وقد قضت المحكمة العليا للتحكيم في حكم لها " أنه مع غياب‬
‫التعبير عن اإلرادة صراحة أو ضمنا الذي يدل على ترك العمال للعمل نهائيا‪ ،‬فأن‬
‫االضراب ال يؤدي إلى أنهاء عقود العمل‪ ،‬ومع ذلك قررت لصاحب العمل سلطة تأديب‬
‫على العامل لخطئه أثناء ممارسة االضراب والتي تصل إلى حد الفصل من العمل الرتكابه‬
‫خطأ ارتكبه العامل بالمخالفة لشروط عقد العمل‪ ،‬وال تعد هذه الممارسة تركا نهائيا للخدمة‬
‫لدى صاحب العمل‪ .162‬ونخلص من هذا إلى أن االضراب في فرنسا يؤدي إلى وقف‬
‫عالقة العمل سواء في المرافق العامة أو في منشأت القطاع الخاص‪ ،‬ولكن إذا ارتكب‬
‫حطأ جسيما خالل فترة االضراب‪ ،‬فسيؤدي إلى توقيع العقوبات التأديبية والتي تصل الى‬
‫حد انهاء عالقة العمل دون تعويض‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫‪Second Branch‬‬
‫المساءلة التأديبية‬
‫‪Disciplinary Accountability‬‬
‫إن اإلقرار للموظفين العموميين بحق اإلضراب ال يعني عدم تحملهم بالمسؤولية عن‬
‫األخطاء التي قد يرتكبونها أثناء مشاركتهم في اإلضراب‪ ،‬ذلك أن ممارسة حق اإلضراب‬
‫تخضع للقيد العام الذي يتعين على سائر الموظفين االلتزام به‪ ،‬وهو مراعاة ما يفرضه‬
‫واجب التحفظ واالمتناع عن كل ما من شأنه المساس بكرامة الوظيفة‪ ،‬ولذا فأن إقدام‬
‫الموظف خالل مشاركته في أضراب على مسلك ال يتفق مع مقتضيات واجب التحفظ يعد‬
‫خطأ وظيفيا يستوجب مسؤوليته التأديبية‪ .163‬فيخضع اإلضراب إلى مجموعة من‬

‫‪100‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الضوابط والقيود القانونية الواجب مراعاتها عند ممارسة الموظف لهذا الحق‪ ،‬ومخالفتها‬
‫سيعرضه للمسؤولية التأديبية بسبب ارتكابه ألفعال تشكل خرقا ألحكام القانون‪.‬‬
‫فالمسؤولية وظيفيا تعني " االلتزام بإصالح ضرر حدث لشخص عن طريق الخطأ أو‬
‫في بعض حاالت حددها القانون عن المخاطر التي تنتج عن نشاط معين مثل‪-‬حوادث‬
‫داخل أماكن الوظيفة‪ ،‬حاالت الشغب‪ .164"..‬ولكن هل ممارسة الموظف لحقه في‬
‫االضراب يعد من قبيل الخطأ التأديبي الذي يستوجب مساءلة الموظف تأديبيا؟ ونقول ان‬
‫ممارسة الموظف لحقه في االضراب وفق الضوابط والقيود القانونية التي سبق أن أشرنا‬
‫اليها ال توجب المساءلة لمشروعيته‪ ،‬ولكن عدم االمتثال لهذه الضوابط والقيود يجعله‬
‫امرا غير مشروع ويستوجب مساءلة الموظف وايقاع جزاء تأديبي ضده‪ ،‬طبعا هذا في‬
‫الدول التي تسمح لموظفيها العموميين باألضراب‪ ،‬أما الدول التي ال تسمح بذلك مثل‬
‫العراق ومصر فأنه سيقع تحت طائلة القانون‬
‫في العراق وبعد مصادقته على االتفاقية الدولية للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫في ‪ ،1970/10/7‬وباعتباره أيضا أحد وسائل التعبير عن الرأي التي كفلها الدستور لسنة‬
‫‪ 2005‬في المادة (‪-38‬أوال) فأن الموظف ال يتعرض للمساءلة التأديبية لمجرد االشتراك‬
‫باألضراب‪ ،‬بل يجب أن تقع منه مخالفة تأديبية أثناء ممارسة اإلضراب كي يمكن مساءلته‬
‫تأديبيا‪ ،‬وال يحرم الموظف في جميع األحوال من الضمانات التأديبية‪ .‬ونقول بأن‬
‫االعتراف الضمني بحق االضراب للعاملين والموظفين بالتصديق على االتفاقية الدولية‬
‫للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية يعد إلغاء ضمني لنصوص قانون العقوبات في‬
‫كل من مصر والعراق التي تجرم االضراب‪ ،‬ألن االتفاقية تعد بمثابة القانون‪ ،‬واألصل‬
‫أن القانون الالحق يلغي السابق‪ ،‬وهذا يعني أن االتفاقية ألغت نصوص قانون العقوبات‬
‫ذات الصلة في كل من مصر والعراق‪ ،‬حيث كفلت المادة ‪ 8‬من االتفاقية الدولية الحق في‬
‫اإلضراب على أن يمارس طبقا لقوانين كل من مصر والعراق‪ ،‬وكذلك نصت االتفاقية‬
‫على حق كل دولة في إصدار تشريع ينظم حق اإلضراب وأن يتضمن هذا التنظيم التأكيد‬
‫على ممارسة هذا الحق‪.‬‬
‫وفي مصر‪ .‬أصبح اإلضراب حقا معترفا به للموظفين منذ ‪ 14‬نيسان ‪ 1982‬تاريخ العمل‬
‫باالتفاقية الدولية للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬أي أن ممارسة اإلضراب‬
‫وفق القانون يعد مشروعا مع تحميلهم المسئولية عن األخطاء التي قد يرتكبونها أثناء‬
‫مشاركتهم في اإلضراب باالمتناع عن كل ما من شأنه المساس بكرامة الوظيفة‪ .‬لذلك‬
‫اعتبر المشاركة في إضراب على مسلك ال يتفق مع مقتضيات واجب التحفظ يعد خطأ‬
‫يستوجب المسئولية التأديبية‪ ،‬وهو ما انتهت اليه المحكمة التأديبية في طنطا في أحد‬
‫احكامها في مفهومه أن االضراب أصبح يعد من الحقوق المكفولة للعاملين بالدولة وال‬

‫‪101‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫يعد خروجا على مقتضى الواجب الوظيفي‪...‬ولم يقع منهم ما يخالف المحافظة على‬
‫ممتلكات وأموال الشركة التي يعملون بها ‪...‬وأن هذا الحق يعد من أهم مظاهر ممارسة‬
‫الديمقراطية وهو ما أكدته معظم التشريعات في العالم‪.165"...‬‬
‫في فرنسا فرق المشرع الفرنسي بصدد اإلضراب غير المشروع بين الحاالت االتية"‪-1‬‬
‫الموظفون العموميون المحرومون من ممارسة حق االضراب كرجال الشرطة‪ ،‬والجيش‪،‬‬
‫والقضاء‪ .‬والدفاع‪.‬‬
‫فهناك نصوص تشريعية حرمت بعض الموظفين من الحق في اإلضراب وإال يعرضون‬
‫للعقوبات التي يمكن فرضها دون الرجوع إلى الضمانات التأديبية المعتادة‪-2 ،‬يؤدي عدم‬
‫احترام القواعد القانونية المنصوص عليها في القانون ‪ 31‬يوليو لسنة ‪ 1963‬إلى توقيع‬
‫عقوبات تأديبية دون الرجوع إلى الضمانات التأديبية المعتادة باستثناء شرط االطالع على‬
‫الملف‪ ،‬وفي حالة الفصل من العمل‪ ،‬أو إنزال الدرجة الوظيفية ال يجوز توقيعها إال‬
‫بموجب جملة اإلجراءات التأديبية المعتادة‪ ،‬وال يجوز أن يتم الفصل من الخدمة على‬
‫حساب حقوق التقاعد‪ ،‬وفي غير هاتين الحالتين إذا كان االضراب غير مشروع يجب‬
‫مراعاة الضمانات التأديبية في جميع األحوال‪ .166‬وفي حكم لمجلس الدولة الفرنسي في‬
‫حكمه الصادر في ‪ 6‬مارس ‪ 2002‬إلى أنه" إذا كانت خطورة الوقائع المالم عليها‬
‫الموظف كافية لتبرير فصله باالطالع على مجمل القواعد الواجبة التطبيق على عقد‬
‫العمل الخاص به وخاصة احكام المادة(‪ )L521-1‬من قانون العمل‪ ،‬والمتطلبات الخاصة‬
‫لفترة العمل المكلف بها في حالة االحداث التي وقعت خالل االضراب‪ ،‬وذلك اثناء حركة‬
‫االضراب التي وقعت يوم ‪ 31‬من ديسمبر ‪ 1995‬بحديقة مالهي (‪Disneyland-‬‬
‫‪ )Paris‬سلم السيد (‪ )M. Sabal X‬الممثل للموظفين نفسه بعد ارتكاب اعمال عنف‬
‫بالتعدي بالضرب على افراد من موظفي شركة (‪ )Euro Disney‬واعتبرت المحكمة‬
‫الوقائع خطأ كافيا لتبرير فصل الموظف المعني"‪.167‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫‪Third Branch‬‬
‫المسئولية الجزائية‬
‫‪Criminal Liability‬‬
‫إن ممارسة اإلضراب بصورة مشروعة ال يمكن أن يكون أساسا ألي مسئولية ضد‬
‫الموظفين أو المكلفين بخدمة عامة أو المستخدمين كل بحسب توصيفاتهم في كل بلد ألنهم‬
‫يمارسون حقا دستوريا وتشريعيا‪ ،‬ولكن يترتب على مخالفة الموظف أو العامل او المكلف‬
‫بخدمة عامة المضرب للضوابط القانونية لممارسة االضراب خضوعه للمساءلة الجزائية‬
‫في حال ارتكاب جرائم تتعلق بالوظيفة بالمرفق العام أو الخاص‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫فالمسئولية الجزائية تعني إمكانية محاسبة الشخص بسبب ارتكابه لسلوك إيجابي أو سلبي‬
‫يشكل جريمة معاقبا عليها تلحق ضررا جسيم بالمرفق العام بالنسبة لموظفي الدولة‬
‫العموميين‪ ،‬أو المرفق الخاص بالنسبة للعمال‪.‬‬
‫ويمكن تصور مسئولية الموظف أو العامل المضرب جزائيا تجاه الغير في حالة االعتداء‬
‫على حرية العمال غير المضربين خالل االضراب‪ ،‬واالضراب مع احتالل مقار العمل‬
‫واالعتداء على اإلدارة او صاحب العمل بالقطاع الخاص في حرية التشغيل‪ ،‬وكذلك‬
‫اتالف موجودات المرفق أو إذا كان االضراب ممنوع قانونا للفئات المحرومة منه‪.‬‬
‫في التشريع العراقي نص قانون العقوبات العراقي أنه" يعاقب بالحبس وبالغرامة أو بأحد‬
‫هاتين العقوبتين من اعتدى أو شرع في االعتداء على حق الموظفين أو المكلفين بخدمة‬
‫عامة في العمل باستعمال القوة‪ ،‬أو العنف‪ ،‬أو اإلرهاب‪ ،‬أو التهديد‪ ،‬أو أية وسيلة أخرى‬
‫غير مشروعة"‪ .168‬ومن تحليل هذا النص يتبين مدى الحماية التي اضفاها المشرع‬
‫القانوني على الموظف العام أو المكلف بخدمة عامة وحمايته من كل مظاهر التهديد‪ ،‬أو‬
‫استعمال القوة‪ ،‬أو العنف‪ ،‬أو اإلرهاب وشدد العقوبة على المساس به سواء باالعتداء‬
‫عليه أم الشروع فيه‪ .‬وفي نص اخر جاء فيه" وفي غير الحالة المبينة في المادة السابقة‪-‬‬
‫‪-365‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سنة أو بغرامة ال تزيد على مائة دينار من استعمل‬
‫القوة‪ ،‬أو العنف‪ ،‬أو اإلرهاب‪ ،‬أو التهديد‪ ،‬أو أية وسيلة أخرى غير مشروعة ضد حق‬
‫الغير في العمل‪ ،‬أو على حقه في أن يستخدم أو يمتنع عن استخدام أي شخص‪ ،‬ويطبق‬
‫حكم هذه المادة ولو استعمل أيا من الوسائل غير المشروعة مع زوج الشخص المقصود‬
‫أو أحد والديه أو أوالده"‪.169‬‬
‫وفي التشريع المصري فقد جاء في قانون العقوبات النافذ والمعدل لسنة ‪ ، 2021‬فقد نظم‬
‫المشرع المصري موضوع ترك العمل من قبل ثالثة من الموظفين أو المستخدمين‬
‫العموميين ولو في صورة االستقالة أو امتنعوا عن تأدية واجب من واجبات وظيفتهم‬
‫متفقين على ذلك او مبتغين منه تحقيق غرض مشترك‪ ،‬وقد أوقع المشرع المصري عقوبة‬
‫الحبس مدة ال تقل عن ثالثة أشهر وال تجاوز سنة وبغرامة ال تزيد على مائة جنيه ‪ ،‬وقد‬
‫غلظ المشرع العقوبة إذا كان الترك أو االمتناع من شأنه أن يجعل حياة الناس أو صحتهم‬
‫أو امنهم في خطر أو كان من شأنه أن يحدث فتنة بين الناس أو إذا اضر بمصلحة عامة‪،‬‬
‫وكل موظف أو مستخدم عمومي ترك عمله أو امتنع عن عمل من اعمال وظيفته بقصد‬
‫عرقلة سير العمل أو االخالل بانتظامه يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز ستة اشهر وبغرامة‬
‫ال تجاوز خمسمائة جنيه‪ .170‬كذلك عاقب المشرع المصري كل من حرض أو شجع‬
‫موظفا‪ ،‬أو مستخدما عموميا‪ ،‬أو موظفين‪ ،‬أو مستخدمين عموميين بأية طريقة كانت على‬
‫ترك العمل أو االمتناع عن تأدية واجب من واجبات الوظيفة إذا ترتب على تحريضه أو‬

‫‪103‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫تشجيعه أية نتيجة ومفعال عن العقوبات المتقدم ذكرها بحكم العزل إذا كان مرتب الجريمة‬
‫من الموظفين أو المستخدمين العموميين‪.171‬‬
‫ونص في موضع اخر أنه" يعاقب بالعقوبات المبينة في الفقرة الثانية من المادة ‪ 124‬كل‬
‫من اعتدى‪ ،‬أو شرع في االعتداء على حق الموظفين أو المستخدمين العموميين في العمل‬
‫باستعمال القوة‪ ،‬أو العنف‪ ،‬أو اإلرهاب‪ ،‬أو التهديد‪ ،‬أو التدابير غير المشروعة على الوجه‬
‫المبين في المادة ‪ .172"375‬وبالرجوع الى نص المادة ‪ 375‬من قانون العقوبات المصري‬
‫التي تنص" يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز سنتين وبغرامة ال تزيد على مائة جنيه كل من‬
‫استعمل القوة‪ ،‬أو العنف أو اإلرهاب أو التهديد‪ ،‬أو تدابير غير مشروعة في االعتداء‪ ،‬أو‬
‫الشروع في االعتداء على حق من الحقوق األتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حق الغير في العمل‪ ،‬ثانيا‪ :‬حق الغير في أن يستخدم أو يمتنع عن استخدام أي‬
‫شخص‪ ،‬ثالثا‪ :‬حق الغير في أن يشترك في جمعية من الجمعيات‪ .‬ويطبق حكم هذه المادة‬
‫ولو استعملت القوة‪ ،‬أو العنف‪ ،‬أو اإلرهاب‪ ،‬أو التدابير غير المشروعة مع زوج الشخص‬
‫المقصود أو مع أوالده‪.‬‬
‫وتعد من التدابير غير المشروعة األفعال األتية على األخص‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تتبع الشخص المقصود بطريقة مستمرة في غدوه ورواحه‪ ،‬أو الوقوف موقف‬
‫التهديد بالقرب من منزله‪ ،‬أو بالقرب من أي مكان أخر يقطنه أو يشتغل فيه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬منعه من مزاولة عمله بإخفاء أدواته أو مالبسه أو أي شيء أخر مما يستعمله أو‬
‫بأية طريقة أخرى‪ .‬ويعاقب بنفس العقوبة السالف ذكرها كل من يحرض الغير بأية طريقة‬
‫على ارتكاب جريمة من الجرائم المنصوص عليها في هذه المادة"‪.173‬‬
‫ويتضح من هذه النص القانوني أن المشرع المصري وسع من دائرة التجريم حينما شمل‬
‫جريمة االعتداء على حرية العمل بالنسبة للعمال غير المضربين وحرية التشغيل بالنسبة‬
‫لصاحب العمل‪ ،‬في حين أن المشرع الفرنسي اكتفى بتجريم االعتداء على حرية العمل‬
‫بالنسبة للعمال غير المضربين‪.‬‬
‫وفي التشريع الفرنسي نظم المشرع الفرنسي جريمة االعتداء على حرية العمل بموجب‬
‫المادتين (‪ )415-414‬من قانون العقوبات الفرنسي‪ ،‬يشكل الركن المادي فيها باإلكراه‬
‫متمثل ببعض التصرفات مثل الضرب والجرح‪ ،‬وأعمال عنف تأخذ شكل الضغط‬
‫المعنوي الذي يمارسه المضربون ضد العمال غير المضربين‪ ،‬والشتائم أو توزيع‬
‫منشورات معادية للضغط على العمال أو الموظفين غير المضربين لالنضمام لألضراب‪،‬‬
‫أو حمالت الدعاية الكاذبة عن االضراب أو استعمال الصحافة للتشهير بالموظفين أو‬
‫العمال غير المضربين‪ .‬وركن معنوي يتمثل في نية التوصل الى اإلبقاء أو التحريض‬

‫‪104‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫على االضراب أو إعاقة حرية العمل حيث تكون العقوبة الحبس من ‪ 6‬أيام حتى ‪ 3‬سنوات‬
‫وبغرامة ال تقل عن ‪ 500‬فرنك إلى ‪ 2000‬فرنك أو بأحد هاتين العقوبتين‪.‬‬
‫وفي قانون العقوبات الفرنسي لسنة ‪ 1992‬والنافذ في ‪ ،1994‬فقد نظمت المادة (‪-431‬‬
‫‪ )1‬منه معاقبة كل من يعتدي على حرية العمل بالحبس لمدة سنة وغرامة قدرها ‪ 15‬الف‬
‫يورو‪ ،‬وهي ذات العقوبة المقررة لمن يعرقل تنفيذ األشغال العامة أو عمل المرافق العامة‬
‫بحسب المادة (‪ ،)11-433‬وقد تضمنت المادة(‪)1-431‬ظروفا مشددة للجريمة‬
‫المنصوص عليها فيها حيث تكون العقوبة فيها الحبس ‪ 3‬سنوات وغرامة مالية ‪45000‬‬
‫الف يورو إذا كان االعتداء على حرية العمل باستخدام الضرب وأعمال العنف‪ ،‬أو أعمال‬
‫التدمير والضرر‪.‬‬
‫وكذلك فيما يتعلق بتخريب االت العمل أو مرفقات العمل‪ .‬في التشريع العراقي فأن‬
‫المشرع جرم هذا الفعل حينما نص في قانون العقوبات على أنه" يعاقب بالحبس كل من‬
‫نزع عمدا إ حدى اآلالت أو اإلشارات الالزمة لمنع حوادث العمل أو كسرها أو أتلفها أو‬
‫جعلها غير صالحة لالستعمال أو عطلها بأية كيفية كانت‪ ،‬وتكون العقوبة السجن مدة ال‬
‫تزيد على عشر سنين إذا ما نجم عن ذلك تعطيل مرفق عام"‪.174‬‬
‫وفي مصر فقد نص قانون العقوبات المصري أنه "كل من عطل عمدا بأية طريقة كانت‬
‫وسيلة من وسائل خدمات المرافق العامة أو وسيلة من وسائل اإلنتاج يعاقب بالسجن‬
‫وتكون العقوبة السجن المشدد إذا وقعت الجريمة بقصد اإلضرار باإلنتاج أو اإلخالل‬
‫بسير مرفق عام"‪ .175‬وكذلك نص على فرض عقوبة على كل من هدم أو اتلف عالمات‬
‫رسمية ظاهرة‪ ،‬حيث جاء في النص" يعاقب بالحبس مدة ال تتجاوز سنتين وبغرامة ال‬
‫تزيد على ثالثمائة جنيه كل من هدم أو اتلف أو نقل عالمات جيوديزية أو طبوغرافية أو‬
‫طودات محادة أو أوتاد حدود او طودات ميزانية"‪.176‬‬
‫وفي فرنسا فقد جرم المشرع الفرنسي في نص المادة ‪ 443‬من قانون العقوبات جرم‬
‫اتالف االت العمل ومرفقاته‪ .‬وقرر القضاء الفرنسي بأن إتالف االت وأدوات العمل ال‬
‫يقع تحت طائلة العقاب الوارد في المادة (‪ ،)414‬ولكن تطبق العقوبات التي بالمادة ‪،443‬‬
‫اما قانون العقوبات الفرنسي فقد عاقب على جريمة التحطيم واألتالف‪.177‬‬

‫‪105‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الخاتمة‬
‫‪Conclusion‬‬
‫بعد أن انتهينا من بحثنا هذا توصلنا إلى النتائج والتوصيات اآلتية‪- :‬‬
‫أوال‪ :‬النتائج‬
‫‪-1‬إن المشرع القانوني العراقي كان أول من وضع تعريف لمصطلح اإلضراب‪ ،‬تضمن‬
‫فيه أهم عناصره وخصائصه في قانون العمل لسنة ‪ 1987‬الملغى‪ ،‬سبق فيه المشرع‬
‫المصري والفرنسي في هذا الموضوع‪ .‬وتبين لنا ايضا أن الفقه والقضاء العراقي‬
‫والمصري والفرنسي عرفوا حق اإلضراب كل من وجهة النظر الخاصة به‪ ،‬في مجملها‬
‫تعني "التوقف الجماعي المدبر عن العمل للعاملين أو الموظفين سواء في القطاع العام أم‬
‫في القطاع الخاص من أجل الضغط على جهة اإلدارة للوصول إلى تحقيق بعض المطالب‬
‫المهنية"‪ ،‬بينت هذه التعاريف مصطلح اإلضراب من أن لإلضراب عناصر وخصائص‪،‬‬
‫وله صورا واشكاال مختلفة‪ ،‬شرعية وغير شرعية مثل اإلضرابات السياسية ومنها‬
‫اإلضراب التناوبي أو اإلضراب في مقر العمل أو احتالل أو اتالف ممتلكات الدولة اثناء‬
‫االضراب‬
‫‪-2‬إن المشرع الدستوري الفرنسي اعترف صراحة بحق اإلضراب دستوريا وفي المرافق‬
‫العامة والخاصة منذ دستور الجمهورية الرابعة لسنة ‪ .1946‬واعترف صراحة به دستور‬
‫مصر لسنة ‪ .2014‬وفي دستور العراق لسنة ‪ 2005‬الذي لم يعترف به صراحة وإنما‬
‫ضمنيا حينما أعتبره المشرع أحد وسائل التعبير عن الرأي‪ ،‬وهو ما قد يؤدي إلى تأويالت‬
‫وتفسيرات مختلفة‪ .‬وهو أحد الحقوق والحريات ومن أهم مظاهر ممارسة الديمقراطية‪،‬‬
‫ووسيلة للتعبير عن الرأي شريطة اعتراف المشرع به وتنظيمه من دون أن يفقد أو يالمس‬
‫جوهر الحق‪ .‬كما أن ما أورده المشرع الجنائي من جزاءات بخصوص ترك العمل‬
‫أصبحت منتهية بإقرار حق اإلضراب المشروع‪ ،‬ووضع جزاءات جنائية مختلفة بحق‬
‫اإلضرابات غير المشروعة التي تفتقد إلى الضوابط والقيود المطلوبة في حق ممارسته‪.‬‬
‫واعترف به في قانون العمل رقم ‪ 37‬لسنة ‪ 2015‬في القطاع الخاص‪ .‬ولم يقره بالوظيفة‬
‫العامة مما يقتضي تعديل قانون الخدمة المدنية وقانون العقوبات العراقي‪.‬‬
‫‪ -3‬تبين من خالل البحث أن الموظف العام هو عماد الحياة اإلدارية ووسيلتها في تحقيق‬
‫جميع اهداف اإلدارة‪ ،‬تزاحمت عليه الواجبات اإليجابية والسلبية التي تحظر عليه القيام‬
‫ببعض االعمال ومنها ممارسة الحق في اإلضراب في قوانين الوظيفة العامة بالنسبة‬
‫للموظفين العموميين والقطاع العام حيث فرضت عليه توفر ضوابط وقيود لممارسة هذا‬
‫الحق‪ ،‬تستمد من المبادئ التي تحكم المرافق العامة وحسن سيرها‪ ،‬في حين أن المشرع‬
‫القانوني العادي في كل من العراق ومصر قد افردوا نصوصا تتعلق بكيفية حل النزاعات‬

‫‪106‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫العمالية الجماعية من اتباع للوسائل السلمية قبل القيام باألضراب‪ ،‬خصوصا في العراق‬
‫الذي أقر االضراب التقليدي وقيده بشروط سابقة إذا ما صدر حكم من محكمة العمال‬
‫وامتنع رب العمل عن تنفيذه عندئذ يجوز لهم اللجوء إلى اإلضراب‪ .‬دون أن يعطي هذا‬
‫الحق لموظفي الدولة والقطاع العام باعتبار أن االضراب يخل بأداء وعمل المرفق العام‬
‫ويؤدي إلى تأثره وقد يصل إلى تعطله‪ ،‬وقد تباينت الجهة التي تكون مسؤولة عن اإلعالن‬
‫عن اإلضراب‪ ،‬وأن المدة الزمنية الالزمة لألخطار ‪ 7‬أيام في العراق‪ ،‬و‪ 10‬أيام في‬
‫مصر‪ ،‬وكيفية القيام به‪ ،‬والجهة التي تقوم به من حيث النقابة األكثر تمثيال للعمال‪ ،‬بينما‬
‫لم يجزه أو يسمح به في مجال الوظيفة العامة والقطاع العام في كل من العراق ومصر‪،‬‬
‫على عكس المشرع الفرنسي الذي أوجب األخطار للجهة اإلدارية قبل فترة زمنية جددها‬
‫ب (‪ )5‬أيام قبل القيام باألضراب في المرافق العامة ولم يشترطها في القطاع الخاص‪،‬‬
‫وهو عكس ما أخذ به المشرع العراقي والمصري‬
‫‪ -4‬إن اإلضراب ليس حقا مطلقا من كل قيد‪ ،‬بل فرضت عليه مجموعة من الضوابط‬
‫والقيود التي من شأنها أن تكفل ممارسته بما يتفق والغرض الذي يشرع من أجله وفق‬
‫النظام العام‪ ،‬وأال يكون هناك تعسفا في استعماله‪ ،‬وأن يقتصر على بعض المرافق بالدولة‬
‫دون البعض األخر خصوصا في المرافق الحيوية واالستراتيجية لدوافع سياسية وأمنية‬
‫واقتصادية‪ ،‬وينظم بقانون بما يكفل حسن سير وأداء عمل المرافق العامة بما ال يؤثر على‬
‫أمن الناس أو عيشتهم أو صحتهم أو يخلق فوضى أو فتنة بين الناس‪ ،‬نظمه المشرع‬
‫الفرنسي والمصري بصورة أفضل من المشرع العراقي الذي لم يوضح أو يبين ما هي‬
‫المرافق التي ال يسمح باإلضراب فيها‪ ،‬أو إعطاء البديل للمطالبة بالحقوق‪.‬‬
‫‪-5‬تبين وجود فراغ تشريعي في كل من العراق ومصر فيما يتعلق بإصدار قانون خاص‬
‫باإلضراب لكافة موظفي وعمال اإلدارة العامة والخاصة‪ ،‬ولكنه أورد بعض النصوص‬
‫التي تعالج النزاعات الوظيفية على الرغم من أن المشرع الدستوري اقره صراحة كما‬
‫في دستور مصر‪ ،‬وبصورة ضمنية في دستور العراق بسبب تقصير الحكومات والسلطة‬
‫التشريعية في كل من العراق ومصر ‪ ،‬وعدم رغبة السلطة التنفيذية في تنظيم هذا الحق‬
‫للسيطرة على النقابات التي تمثل فئات العمال والموظفين بهذه الدول‪ ،‬وإبقاء هذه النقابات‬
‫او التنظيمات للعمال أو الموظفين بحالة تبعية للسلطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪-6‬إختلفت االتجاهات الفقهية حول اضراب الموظفين العموميين بين مؤيد ومعارض‪.‬‬
‫وقد ايدنا فيها الرأي الذي يتيح الحق للموظفين القيام باإلضراب السلمي المشروع الذي‬
‫يتيح المحافظة على سير المرافق العامة بصورة ال تتعارض مع اضراب الموظفين‬
‫ومطالباتهم المهنية‪ .‬كما وتبين أن هناك اختالفا بين االضراب الوظيفي الذي يكون في‬
‫مواجهة اإلدارة القائمة على المرفق العام وفق القوانين واللوائح‪ ،‬وبين اإلضراب المهني‬

‫‪107‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الذي يكون أمام أصحاب العمل‪ ،‬وأن اإلضراب الوظيفي يكون محكوما بقواعد القانون‬
‫اإلداري والوظيفة العامة وسير المرفق العام‪ ،‬أما االضراب المهني فيكون محكوما بقانون‬
‫العمل وتعليمات وزارة العمل‪ ،‬كما أن اإلضراب في قانون العمل حق مطلق للكافة بينما‬
‫في قانون الوظيفة العامة ليس كذلك‪ ،‬ألن هناك فئات من الموظفين محرومين من ممارسة‬
‫هذا الحق‪.‬‬
‫‪ -7‬إن التكييف القانوني لحق اإلضراب أنه ذو طبيعة خاصة يمارس بصورة جماعية‬
‫باعتباره أحد وسائل التعبير عن الرأي في الدفاع عن المصالح المهنية يمتزج بالصبغة‬
‫السياسية أثناء المطالبة به‪ ،‬وهو وسيلة إلعادة التوازن االقتصادي واالجتماعي بين فئات‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪ -8‬ال يمكن النظر إلى اإلضراب في الوظيفة العامة على أنه يؤدي إلى وقف عالقة العمل‬
‫في القطاع الخاص أو قطع للرابطة الوظيفية في القطاع العام الحكومي إال إذا كان هناك‬
‫خطأ جسيما وأحدث اضرارا جسيمة بالمرفق العام او مقر العمل‪ ،‬واختلفت تشريعات‬
‫الدول محل البحث في نسبة االستقطاع من الراتب بينه المشرع الفرنسي بصورة جيدة‬
‫نأمل من المشرع العراقي والمصري السير على نفس النهج الذي اخذ به المشرع الفرنسي‬

‫‪108‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬
‫‪-1‬ندعو إلى تعديل الدستور العراقي وبضرورة النص بصورة مباشرة وصريحة على‬
‫حق اإلضراب باعتباره حق دستوري‪ ،‬وأن يصدر قانون بذلك ينظم ممارسة اإلضراب‬
‫من قبل موظفي الدولة والقطاع العام والمستخدمين العمال في القطاع الخاص‪ ،‬يكفل بكل‬
‫تفاصيله بتحديد الجهة المسؤولة عن اإلعالن أو االخطار لإلضراب يوضح فيها المدة‬
‫الزمنية وتاريخه‪ ،‬يعمل على تحقيق التوازن بين ضوابطه وقيوده بصورة تكفل ممارسته‪،‬‬
‫وأال يكون هناك تعسفا في استعماله‪ .‬ويكفل ضمانات ممارسته والضوابط التي تقتضيها‬
‫المصلحة العامة لكي ال يخرج عن أهدافه‪ .‬ألنه لم يعد مقبوال حظر اإلضراب على‬
‫الموظفين العموميين خاصة بعد اقراره دستوريا‪.‬‬
‫‪-2‬اقتراح بتوصية بأن يعمل المشرع العراقي على تحديد المرافق التي ال يجوز االضراب‬
‫فيها بصورة مطلقة وتحديده في بعض المرافق‪ ،‬والسماح به في المرافق التي ال تؤثر‬
‫على عمل وأداء المرافق العامة اسوة بما انتهجه المشرع الفرنسي والمصري في هذا‬
‫الشأن‪ .‬وأن ال يؤدي التنظيم إلى المس بجوهر الحق‪ .‬وأن يحدد المشرع بالقانون أماكن‬
‫وأيام وساعات االضراب وعلى أن تكون خارج أوقات الدوام الرسمي‪ ،‬أو أن يكون داخل‬
‫نقابات الموظفين او العمال‪ ،‬وأن يكون الهدف من اإلضراب هو تحقيق التوازن بين‬
‫تحقيق المطالب وضمان استمرار المرفق العام‬
‫‪-3‬إعطاء مزيد من االستقاللية والدور لنقابات الموظفين والعاملين بحيث تكون انعكاس‬
‫وممثل حقيقي للموظفين والعمال بصورة ال تؤدي إلى تبعيتها لتوجهات الحكومة‪ ،‬وأن‬
‫يكون اإلخطار عن االضراب عن طريق النقابة او التنظيمات النقابية اسوة بما عليه في‬
‫قانون العمل بالقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -4‬اقتراح بتوصية بضرورة تعديل قانون انضباط موظفي الدولة العراقي بالسماح‬
‫لموظفي الدولة بالحق في ممارسة حق اإلضراب المنظم يحل المنازعات العمل الجماعية‬
‫المتعلقة بالوظيفة العامة ويضمن السير الحسن للمرافق العامة‪ ،‬وإيجاد وسائل فعالة مثل‬
‫المفاوضات الجماعية تعمل على حل النزاعات الجماعية ومشاكل العمل الوظيفي في‬
‫القطاع العام قبل لجوء الموظفين العموميين لإلضراب‪ ،‬وإلغاء كل الفقرات اللفظية في‬
‫صياغة مشروع قانون االضراب التي تعتبر االضراب إخالال بالمصالح القومية‪ ،‬أو‬
‫األوضاع االستثنائية‪ ،‬أو حاالت الطوارئ‪ ،‬أو مكافحة اإلرهاب‪ ،‬وتعديل النصوص‬
‫الواردة في قانون العقوبات التي تعتبر الموظفين او المستخدمين العموميين بالقطاع العام‬
‫جريمة معاقبا عليها إذا كان اإلضراب مشروعا‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫‪ -5‬النص على ضرورة منع ارباب االعمال في القطاع الخاص واإلدارة في القطاع العام‬
‫الحكومي من استبدال العمال او الموظفين المضربين خصوصا لو كان اإلضراب قائم‬
‫بصورة مشروعة‪ ،‬وفرض عقوبة مغلظة بذلك‪.‬‬
‫‪-6‬نقترح تعديل قانون العقوبات العراقي رقم ‪ 111‬لسنة ‪ ،1969‬وذلك بحذف وإلغاء‬
‫المواد (‪ )366 ،364‬من قانون العقوبات العراقي‬

‫‪110‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫الهوامش‬
‫‪Footnotes‬‬
‫‪ 1‬ينظر الفقرات (ثالثا ورابعا) من المادة (‪ )161‬من قانون العمل العراقي رقم (‪ )37‬لسنة ‪ 2015‬النافذ‬
‫‪ 2‬ينظر المادة (‪/1‬ب) من نظام المصالحة والتحكيم لحسم المنازعات بين ارباب العمل والعمال العراقي‬
‫رقم (‪ )63‬لسنة ‪1954‬الملغي‬
‫‪ 3‬ينظر المادة (‪ )126‬من قانون العمل العراقي رقم (‪ )77‬لسنة ‪1987‬الملغي‬
‫‪ 4‬ينظر الفقرة (ي‪/‬أوال) من المادة (‪ )42‬من قانون العمل العراقي رقم ‪ 37‬لسنة ‪ 2015‬النافذ‬
‫‪ 5‬ينظر المادة (‪ 13‬فقرة ه) من قانون إدارة الدولة العراقي للفترة االنتقالية لسنة ‪ 2004‬الملغي‬
‫‪ 6‬ينظر المادة (‪ )38‬من دستور جمهورية العراق لسنة ‪2005‬‬
‫‪ 7‬ينظر الفقرة (أوال) من قرار مجلس قيادة الثورة العراقي (المنحل) رقم (‪ )150‬لسنة ‪ ،1987‬والمنشور‬
‫في جريدة الوقائع العراقية رقم ‪ 3143‬في ‪1987/3/30‬‬
‫‪ 8‬ينظر المادة (‪ )364‬من قانون العقوبات العراقي رقم (‪ )111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل‪.‬‬
‫‪ 9‬ينظر المادة (‪ )331‬من قانون العقوبات العراقي رقم (‪ )111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل‪.‬‬
‫‪10‬ينظر المادة (‪ )15‬من دستور مصر لسنة ‪ 2014‬المعدل لسنة ‪ 2019‬النافذ‬
‫‪ 11‬ينظر المادة (‪ )192‬من قانون العمل المصري رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 2003‬المعدل‬
‫‪ 12‬ينظر المادة (‪ )124‬من قانون العقوبات المصري المعدل في ‪ 2021/6/13‬رقم ‪ 71‬لسنة ‪2021‬‬
‫النافذ‬
‫‪ 13‬د‪ .‬الصباحي‪ ،‬محمد رفعت‪ ،‬بال سنة نشر‪ ،‬المسئولية المدنية للنقابة عن إضراب العمال‪ ،‬مكتبة عين‬
‫شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪12‬‬
‫‪ 14‬د‪ .‬معوض‪ ،‬إسالم فؤاد محمود‪ ،2015 ،‬الموظف العام وممارسة الحقوق والحريات العامة‪ ،‬دراسة‬
‫تحليلية وتأصيلية على ضوء أحكام القضاء اإلداري والدستوري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة اإلسكندرية‪ ،‬ص‪278‬‬
‫‪ 15‬د‪ .‬محمد‪ ،‬أحمد محمد عبد الرسول‪ ،2013 ،‬اإلضراب في القانون المصري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة بني سويف‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪20‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Auby (J.M) et Ader (R, D): Droit administrative, Dalloz, 1977, p. 199‬‬
‫‪17‬‬
‫‪B. Teyssie: Greve, Guide juridique. Dalloz, tome 3, Paris,france 1987, P.279‬‬
‫‪ 18‬حكم المحكمة اإلدارية العليا العراقية رقم ‪ 178‬انضباط‪ /‬تمييز ‪ 2013‬الصادر في ‪،2003/7/24‬‬
‫أشار اليه طالب‪ ،‬مصدق عادل‪ ،2015 ،‬الوسيط في الخدمة المدنية‪ ،‬ج‪ ،1‬مكتبة السنهوري‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ص‪707‬‬
‫‪ 19‬حكم محكمة امن الدولة العليا في ‪ ،1987/4/16‬إشارة اليه د‪ .‬نبيلة عبد الحليم كامل‪ ،‬نبيلة عبد الحليم‪،‬‬
‫‪ ، 1992‬الوظيفة العامة وفقا ألحكام القضاء اإلداري في فرنسا ومصر‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ص‪ 417‬وما بعدها‬
‫‪ 20‬حكم المحكمة اإلدارية العليا في مصر بالطعن رقم ‪ 24587‬في ‪ 2015/4/18‬أشار اليه د‪ .‬عليات‪،‬‬
‫محمد نجم إبراهيم‪ ،2020 ،‬االتجاهات القانونية لتنظيم اإلضراب الوظيفي في االتفاقيات الدولية‬
‫والتشريعات الوطنية في كال من فرنسا ومصر واألردن‪ ،‬بحث منشور في المجلة االكاديمية العالمية‬
‫للدراسات القانونية‪ ،‬األردن‪ ،‬الراية الدولية االلكترونية‪ ،‬مجلد ‪ ،2‬عدد ‪ ،2‬ص‪33‬‬
‫‪ 21‬فتوى الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع بمجلس الدولة المصري رقم ‪ 895‬جلسة بتاريخ‬
‫‪ .2012/12/9‬أشار إلى هذا عليات‪ ،‬محمد نجم إبراهيم‪ ،2019 ،‬االتجاهات القانونية لتنظيم اإلضراب‬
‫في االتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية في كال من فرنسا ومصر واألردن‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪33‬‬
‫‪ ،Cass. Soc. 28. June. 1951. DR. soc. September 1951. P. 532. 22‬اشارت اليه جمال‬
‫الدين‪ ،‬سامية‪ ،2019 ،‬التنظيم القانوني لحق التظاهر واإلضراب واالعتصام‪ ،‬دراسة مقارنة بين مصر‬
‫وفرنسا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬ص‪108‬‬

‫‪111‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫‪23‬‬
‫‪Burn et calland-droit du travail-t. 11 2eed-sirey 1978-p427‬‬
‫‪24‬‬
‫‪CE 22 Avril 2010 Le droit de greve es tune liberte fondamentale susceptible‬‬
‫‪d etre protegee par le juge des refrres, France‬‬
‫‪ 25‬د‪ .‬العكيدي‪ ،‬ثامر نجم عبد هللا‪ ،2016 ،‬دور القضاء اإلداري في حماية حقوق وحريات الموظف‬
‫العام‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬ص‪390‬‬
‫‪ 26‬د‪ .‬غافل‪ ،‬سعيد فروري‪ ،‬اإلضراب الوظيفي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫النهرين‪ ،‬العراق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪27‬‬
‫‪Andre Pouille, Libertes publiques et droits de I homme, Dalloz, 16 ieme‬‬
‫‪edition, 2008, p.191‬‬
‫‪ 28‬د‪ .‬العكيدي‪ ،‬ثامر نجم عبد هللا‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪392‬‬
‫‪ 29‬د‪ .‬أبو زيد‪ ،‬محمد عبد الحميد‪ ،2015 ،‬المرجع في القانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫بال سنة نشر‪ ،‬ص‪43‬‬
‫‪ 30‬المحمودي‪ ،‬ميثم غانم جبر‪ ،2015 ،‬التنظيم القانوني للحق في االضراب‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪24‬‬
‫‪ 31‬د‪ .‬أحمد‪ ،‬علي عبد العال سيد‪ ،1997 ،‬حق االضراب في المرافق العامة‪ ،‬ط‪ ،2‬مؤسسة دار الكتب‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬ص‪108‬‬
‫‪ 32‬ينظر المادة (‪ )346‬من قانون العقوبات العراقي رقم (‪ )111‬لسنة ‪ ،1969‬ويقابلها المادة (‪)124‬‬
‫من قانون العقوبات المصري رقم (‪ )71‬لسنة ‪ 2021‬المعدل في ‪2021/6/13‬‬
‫‪33‬‬
‫‪Sinay et Javillier, La greve, t. 6 du traite de droit du travil publie sous la‬‬
‫‪direction de G. H. Camerlynck, 2e ed 1984. P.161‬‬
‫‪ 34‬د‪ .‬غافل‪ ،‬سعيد فروري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪15‬‬
‫‪ 35‬د‪ .‬حبيب‪ ،‬محمود أبو السعود‪ ،1990 ،‬الموظف العام وممارسة الحقوق والحريات السياسية‪ ،‬دار‬
‫الثقافة الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪142‬‬
‫‪36‬‬
‫‪Louis Favoreu, Droit Constitutionnel, 14 ieme edition, Dalloz, France,‬‬
‫‪2011.p.958‬‬
‫‪ 37‬دياب‪ ،‬فوزي إبراهيم محمد‪ ،2021 ،‬التنظيم القانوني لحق االضراب في المرافق العامة‪ ،‬بحث‬
‫منشور‪ ،‬جامعة مصراتة‪ ،‬مجلة البحوث القانونية‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬العدد ‪ ،12‬فبيوري‪ ،‬ص‪8‬‬
‫‪ 38‬د‪ .‬أبو عمرو‪ ،‬مصطفى احمد‪ ،2009 ،‬التنظيم القانوني لحق االضراب‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ص‪124-122‬‬
‫‪ 39‬د‪ .‬عبد الباسط‪ ،‬عبد المحسن‪ ،1995 ،‬اإلضراب في قانون العمل‪ ،‬دار النصر للتوزيع والنشر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ص‪91‬‬
‫‪ 40‬د‪ .‬حسن‪ ،‬صالح علي علي‪ ،2012 ،‬تنظيم الحق في االضراب في التشريعات العربية المقارنة‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪45‬‬
‫‪ 41‬د‪ .‬المتيت‪ ،‬أبو اليزيد علي‪ ،1984 ،‬النظم السياسية والحريات العامة‪ ،‬ط‪ ،3‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬ص‪281‬‬
‫‪ 42‬د‪ .‬حسن‪ ،‬صالح علي علي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪55‬‬
‫‪ 43‬د‪ .‬عبد المحسن‪ ،‬عبد الباسط‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪151‬‬
‫‪ 44‬د‪ .‬بدوي‪ ،‬ثروت‪ ،2006 ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪412‬‬
‫‪ 45‬طالب‪ ،‬مصدق عادل‪ ،2005 ،‬اإلضراب للعمال وأثاره‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬‬
‫ص‪47‬‬
‫‪ 46‬د‪ .‬غافل‪ ،‬سعيد فروري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪38‬‬
‫‪ 47‬د‪ .‬المصدر السابق نفسه‪ ،‬ص‪52-51‬‬

‫‪112‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫‪ 48‬د‪ .‬عامر‪ ،‬حمدي عطية مصطفى‪ ،2015 ،‬أحكام الموظف العام في النظام القانوني والوضعي‬
‫واإلسالمي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪313‬‬
‫‪ 49‬د‪ .‬محفوظ‪ ،‬عبد المنعم‪ ،‬بال سنة نشر‪ ،‬عالقة الفرد بالسلطة‪ ،‬الحريات العامة وضمانات ممارستها‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬المجلد األول والثاني‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪827‬‬
‫‪ 50‬د‪ .‬الصالح‪ ،‬عثمان عبد الملك‪ ،‬ضمانات حقوق االنسان في الكويت بين النظرية والتطبيق‪ ،‬بحث‬
‫منشور‪ ،‬مجلة الحقوق والشريعة‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬ص‪ 43-42‬أشار اليه د‪ .‬غافل‪ ،‬سعيد فروري‪ ،‬مصدر‬
‫سابق‪ ،‬ص‪63‬‬
‫‪ 51‬د‪ .‬أبو عمرو‪ ،‬مصطفى أحمد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪71‬‬
‫‪ 52‬لحسن‪ ،‬عويسات‪ ،2017-2016 ،‬الضمانات والضوابط القانونية لممارسة حق اإلضراب في‬
‫الوظيفة العامة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الدكتور الطاهر موالي سعيدة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ص‪30‬‬
‫‪ 53‬طالب‪ ،‬مصدق عادل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪27‬‬
‫‪ 54‬د‪ .‬حبيب‪ ،‬محمود أبو السعود‪ ،‬بال سنة نشر‪ ،‬الموظف العام وممارسة الحقوق والحريات‪ ،‬االيمان‬
‫للطباعة‪ ،‬ص‪166‬‬
‫‪ 55‬د‪ .‬يوسف‪ ،‬عالء الدين محمد كمال‪ ،2011 ،‬الحقوق والحريات السياسية للموظف العام‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة في النظامين المصري والفرنسي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪211‬‬
‫‪56‬‬
‫‪Gustave peiser- droit deia la function publique-Dalloz- 19e edition, paris-‬‬
‫‪2005. P. 115‬‬
‫‪ 57‬ينظر الفقرة (ه) من المادة (‪ )13‬من قانون إدارة الدولة للمرحلة االنتقالية لسنة ‪.2004‬‬
‫‪58‬ينظر المادة (‪ )192‬من قانون العمل المصري رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 2003‬المعدل بالقانون (‪ )180‬لسنة‬
‫‪2008‬‬
‫‪ 59‬د‪ .‬الزيات‪ ،‬طارق حسنين‪ ،1998 ،‬حرية الرأي لدى الموظف العام‪ ،‬ط‪ ،2‬بدون ناشر‪ ،‬ص‪-327‬‬
‫‪328‬‬
‫‪ 60‬وادي‪ ،‬خيري عمر أبو بكر‪ ،2015 ،‬التنظيم القانوني لحقي اإلضراب والتظاهر‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬ص‪40‬‬
‫‪ 61‬د‪ .‬السائح‪ ،‬عبد الوهاب خليفة الصويعي‪ ،2016 ،‬إضراب الموظفين بين اإلجازة والتجريم دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬ص‪45‬‬
‫‪ 62‬د‪ .‬عجيز‪ ،‬محمد محمد احمد‪ ،‬بال سنة نشر‪ ،‬حرية الرأي في قانون العمل‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ص‪202-201‬‬
‫‪ 63‬طالب‪ ،‬مصدق عادل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪35‬‬
‫‪ 64‬المصدر السابق نفسه‪ ،‬ص‪36‬‬
‫‪ 65‬د‪ .‬حسن‪ ،‬صالح علي علي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪56‬‬
‫‪ 66‬د‪ .‬السائح‪ ،‬عبد الوهاب خليفة الصويعي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪51‬‬
‫‪ 67‬د‪ .‬المحمودي‪ ،‬ميثم غانم جبر‪ ،2016 ،‬حق اإلضراب بين الحظر واالباحة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار الفكر والقانون‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪64‬‬
‫‪68‬‬
‫‪Belorgey (G): Le droit de la grève et la fonctionnement des services publics,‬‬
‫‪1964. P. 114‬‬
‫‪ 69‬د‪ .‬عبد المحسن‪ ،‬عبد الباسط‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪435‬‬
‫‪ 70‬د‪ .‬عبد المعطي‪ ،‬امل حمزة‪ ،2012 ،‬حق اإلضراب والتظاهر في النظم السياسية المعاصرة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪289‬‬
‫‪71‬مهران‪ ،‬سامية جابر محمد‪ ،2019 ،‬التنظيم القانوني لحق التظاهر واإلضراب واالعتصام دراسة‬
‫مقارنة بين مصر وفرنسا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬ص‪117‬‬

‫‪113‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫‪72‬‬
‫‪H. Sinay et J-C-Javillier, traite de droit de travail. T. 6. la grève, dalloz 2 eme‬‬
‫‪ed. 1984. p.172‬‬
‫‪ 73‬طالب‪ ،‬مصدق عادل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪29‬‬
‫‪ 74‬مهران‪ ،‬سامية جابر محمد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪118‬‬
‫‪ 75‬عبد الوهاب‪ ،‬برتيمة‪ ،2001 ،‬اإلضراب ومبدأ استمرارية المرفق العام دراسة مقارنة‪ ،‬مع االهتمام‬
‫بالجزائر وفرنسا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬ص‪37‬‬
‫‪76‬مهران‪ ،‬سامية جابر محمد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪120‬‬
‫‪ 77‬ينظر المادة (‪ )230‬من قانون العقوبات العراقي رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل‬
‫‪ 78‬مهران‪ ،‬سامية جابر محمد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪32‬‬
‫‪ 79‬ينظر المادة (‪ )136‬من قانون العقوبات المصري رقم (‪ )58‬لسنة ‪ 1937‬المعدل‬
‫‪ 80‬د‪ .‬السائح‪ ،‬عبد الوهاب خليفة الصويعي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪57‬‬
‫‪ 81‬طالب‪ ،‬مصدق عادل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪32‬‬
‫‪ 82‬د‪ .‬غافل‪ ،‬سعيد فروري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪47‬‬
‫‪ 83‬د‪ .‬النهري‪ ،‬مجدي مدحت‪ ،2001 ،‬قيود ممارسة الموظف العام للحقوق والحريات السياسية‪ ،‬مكتبة‬
‫الجالء الحديثة بالمنصورة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪93‬‬
‫‪ 84‬د‪ .‬محمد‪ ،‬مصطفى محمد محمود‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪391‬‬
‫‪85‬‬
‫‪Jean-Maire Auby et Robert Dusos-ADER, Droit administratif, Dalloz, 1977,‬‬
‫‪p.171 et s‬‬
‫‪ 86‬د‪ .‬خليل‪ ،‬علي عبد الفتاح محمد‪ 2002 ،‬و‪ ،2007‬الموظف العام وممارسة الحرية السياسية‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪470‬‬
‫‪ 87‬الدريبي‪ ،‬محمد نجم جالب‪ ،2013 ،‬حرية الموظف في التعبير عن الرأي دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬العراق‪120-2119 ،‬‬
‫‪ 88‬د‪ .‬محمد‪ ،‬مصطفى محمد محمود‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪391‬‬
‫‪ 89‬الدريبي‪ ،‬محمد نجم جالب‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪120‬‬
‫‪ 90‬د‪ .‬خليل‪ ،‬علي عبد الفتاح محمد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪471‬‬
‫‪ 91‬د‪ .‬محمد‪ ،‬مصطفى محمد محمود‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪392‬‬
‫‪ 92‬د‪ .‬بدران‪ ،‬محمد محمد‪ ،1992 ،‬مضمون فكرة النظام العام ودورها في مجال الضبط اإلداري‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪9‬‬
‫‪ 93‬ينظر المادة (‪ )34‬من دستور فرنسا لسنة ‪ 1958‬المعدل لسنة ‪2008‬‬
‫‪ 94‬د‪ .‬غافل‪ ،‬سعيد فروري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪161-160‬‬
‫‪ 95‬د‪ .‬هالل‪ ،‬ناصف امام سعد‪ ،1984 ،‬إضراب العاملين بين االجازة والتحريم‪-‬تشريعا وقضاء وفقها‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪91‬‬
‫‪ 96‬د‪ .‬غافل‪ ،‬سعيد فروري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪184-177‬‬
‫‪97‬‬
‫‪Revero (jean) et Savitier (jean): Droit du travail—P.U. France. Paris, 1956.‬‬
‫‪P. 182‬‬
‫‪ 98‬د‪ .‬السائح‪ ،‬عبد الوهاب خليفة الصويعي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪90‬‬
‫‪ 99‬الجبالي‪ ،‬علي محمد‪ ،2014 ،‬أحقية الموظفين العامين في اإلضراب في القانون األردني‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،2014 ،‬ص‪45-44‬‬
‫‪ 100‬الخليفي‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،2014 ،‬الوجيز في منازعات العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬دار العلوم للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪71‬‬
‫‪ 101‬ينظر الفقرات (ثانيا‪ ،‬ثالثا‪ ،‬خامسا) من المادة (‪ )162‬من قانون العمل العراقي رقم (‪ )37‬لسنة‬
‫‪ 2015‬النافذ‬

‫‪114‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫‪ 102‬الفقرة ثانيا من المادة ‪ 158‬من قانون العمل العراقي رقم ‪ 37‬لسنة ‪2015‬‬
‫‪ 103‬د‪ .‬عجيز‪ ،‬محمد محمد احمد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪205‬‬
‫‪ 104‬د‪ .‬احمد‪ ،‬منصور محمد‪ ،1999 ،‬الحرية النقابية للموظف العام‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪906‬‬
‫‪ 105‬د‪ .‬وادي‪ ،‬خيري عمر أبو بكر‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪38‬‬
‫‪ 106‬د‪ .‬بوضياف‪ ،‬عمار‪ ،2015 ،‬الوظيفة العامة في التشريع الجزائري دراسة في ظل األمر ‪06-03‬‬
‫والقوانين األساسية الخاصة مدعمة باجتهادات مجلس الدولة‪ ،‬ط‪ ،1‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ص‪124‬‬
‫‪ 107‬د‪ .‬جعفر‪ ،‬محمد أنس قاسم‪ ،1996 ،‬الموظف العام وممارسة العمل النقابي‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ص‪87‬‬
‫‪ 108‬طالب‪ ،‬مصدق عادل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪94‬‬
‫‪ 109‬الفقرة (ثالثا) من المادة (‪ )22‬من دستور العراق لسنة ‪ 2005‬النافذ‬
‫‪110‬ينظر المادة (‪ )2‬من قانون التنظيم النقابي للعمال العراقي رقم (‪ )52‬لسنة ‪1987‬‬
‫‪ 111‬ينظر المادة (‪ )76‬من دستور مصر لسنة ‪ 2014‬المعدل لسنة ‪2019‬‬
‫‪ 112‬د‪ .‬قنديل‪ ،‬أشرف عبد القادر‪ ،2014 ،‬اإلضراب بين االباحة والتحريم‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬ص‪72‬‬
‫‪ 113‬مهران‪ ،‬سامية جابر محمد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪148‬‬
‫‪ 114‬المصدر السابق نفسه‪ ،‬ص‪120‬‬
‫‪ 115‬د‪ .‬عبد البر‪ ،‬فاروق‪ ،1998 ،‬دور مجلس الدولة المصري في حماية حريات الموظف العام‪ ،‬بال‬
‫اسم مطبعة نشر او مكان نشر‪ ،‬ص‪405‬‬
‫‪ 116‬ينظر الفقرة (أوال) من المادة (‪ )162‬من قانون العمل العراقي (‪ )37‬لسنة ‪ 2015‬النافذ‬
‫‪ 117‬ينظر الفقرة (خامسا من المادة‪ )162‬من قانون العمل العراقي رقم(‪ )37‬لسنة ‪ 2015‬النافذ‬
‫‪ 118‬ينظر المادة (‪ )192‬من قانون العمل المصري (‪ )12‬لسنة ‪2003‬‬
‫‪ 119‬د‪ .‬عبد المعطي‪ ،‬أمل محمد حمزة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪288‬‬
‫‪ 120‬لحسن‪ ،‬عويسات‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪73‬‬
‫‪ 121‬وادي‪ ،‬خيري عمر أبو بكر‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪36‬‬
‫‪ 122‬ينظر المادة (‪ )169‬من قانون العمل المصري رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 2003‬النافذ‬
‫‪ 123‬د‪ .‬حس‪ ،‬صالح علي علي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪103‬‬
‫‪ 124‬المصدر السابق نفسه‪ ،‬ص‪85‬‬
‫‪ 125‬طالب‪ ،‬مصدق عادل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪83‬‬
‫‪ 126‬د‪ .‬السائح‪ ،‬عبد الوهاب خليفة الصويعي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪81‬‬
‫‪ 127‬ينظر المادة (‪ )170‬من قانون العمل المصري رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 2003‬النافذ‬
‫‪ 128‬د‪ .‬حسن‪ ،‬صالح علي علي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪107‬‬
‫‪ 129‬د‪ .‬عبد الرسول‪ ،‬احمد محمد‪ ،2013 ،‬اإلضراب في القانون المصري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة بني سويف‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪97‬‬
‫‪130‬‬
‫‪Bachy (jean-Paul): evolution et modes de regalement des grèves en France.‬‬
‫‪Dr.soc.1976. p.103‬‬
‫‪ 131‬د‪ .‬عبد المحسن‪ ،‬عبد الباسط‪ ،2000 ،‬دور الوساطة في تسوية منازعات العمل الجماعية‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪22‬‬
‫‪ 132‬د‪ .‬السائح‪ ،‬عبد الوهاب خليفة الصويعي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪85‬‬
‫‪ 133‬طالب‪ ،‬مصدق عادل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪91‬‬
‫‪ 134‬د‪ .‬حسن‪ ،‬صالح علي علي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪109‬‬

‫‪115‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫‪ 135‬طالب‪ ،‬مصدق عادل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪87‬‬


‫‪ 136‬د‪ .‬خليل‪ ،‬علي عبد الفتاح محمد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪481‬‬
‫‪ 137‬د‪ .‬هالل‪ ،‬ناصف إمام سعد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪105‬‬
‫‪ 138‬د‪ .‬غافل‪ ،‬سعيد فروري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪187‬‬
‫‪ 139‬وادي‪ ،‬خيري عمر أبو بكر‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪39‬‬
‫‪ 140‬الجبالي‪ ،‬علي محمد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪48-47‬‬
‫‪-Laurent Blanc (La function publique) 141‬ترجمة عبدة‪ ،‬أنطوان‪ ،1973 ،‬منشورات‬
‫عويدات‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،‬ص‪160‬‬
‫‪ 142‬ينظر المادة (‪ )240‬من قانون العقوبات العراقي رقم (‪ )111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل‬
‫‪ 143‬مهران‪ ،‬سامية جابر محمد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪152‬‬
‫‪ 144‬ينظر المادة (‪ )123‬من قانون العقوبات المصري رقم (‪ )58‬لسنة ‪ 1937‬المعدل بالقانون رقم‬
‫(‪ )141‬لسنة ‪2021‬‬
‫‪ 145‬د‪ .‬خليل‪ ،‬علي عبد الفتاح محمد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪505-503‬‬
‫‪ 146‬د‪ .‬محمد‪ ،‬احمد محمد عبد الرسول‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪181‬‬
‫‪ 147‬د‪ .‬أحمد‪ ،‬منصور محمد‪ ،‬مصدر سابق‪799 ،‬‬
‫‪ 148‬ينظر الفقرة (أوال) من المادة (‪ )80‬من دستور العراق لسنة ‪ 2005‬النافذ‬
‫‪ 149‬د‪ .‬عبد المعطي‪ ،‬امل حمزة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪305‬‬
‫‪ 150‬د‪ .‬احمد‪ ،‬منصور محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪813‬‬
‫‪151‬‬
‫‪Laurent Blanc: La function publique, Paris, 1971, p.126‬‬
‫‪ 152‬د‪ .‬عبد المعطي‪ ،‬امل حمزة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪306‬‬
‫‪ 153‬طالب‪ ،‬مصدق عادل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪119‬‬
‫‪ 154‬ينظر الفقرة (ثانيا) من المادة (‪ )57‬من قانون العمل العراقي رقم ‪ 37‬لسنة ‪ 2015‬النافذ‬
‫‪ 155‬ينظر الفقرة (ج) من المادة (‪ )11‬ثانيا من قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم (‪)14‬‬
‫لسنة ‪ 1991‬المعدل بالقانون رقم (‪ )5‬لسنة ‪2008‬‬
‫‪ 156‬ينظر المادة (‪ )195‬من قانون العمل المصري رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 2003‬النافذ‬
‫‪ 157‬ينظر المادة (‪ )197‬من قانون العمل المصري رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 2003‬النافذ‬
‫‪ 158‬ينظر المادة (‪ )61‬من قانون العمل المصري رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 2003‬النافذ‬
‫‪ 159‬ينظر المادة (‪ )57‬من قانون الخدمة المدنية المصري رقم (‪ )81‬لسنة ‪ 2016‬النافذ‬
‫‪ 160‬طالب‪ ،‬مصدق عادل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪110‬‬
‫‪ 161‬د‪ .‬احمد‪ ،‬منصور محمد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪824-816‬‬
‫‪ 162‬د‪ .‬محمد‪ ،‬احمد محمد عبد الرسول‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪296‬‬
‫‪ 163‬د‪ .‬عبد العال‪ ،‬محمد حسنين‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪122‬‬
‫‪ 164‬د‪ .‬توفيق‪ ،‬هشام محمد‪ ،2014 ،‬المسؤوليات الثالثة للموظف العام (التأديبية‪-‬الجنائية‪-‬المدنية)‪،‬‬
‫دراسة مقارنة بين النظام الالتيني والنظام االنجلوسكسوني‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪13‬‬
‫‪ 165‬د‪ .‬غافل‪ ،‬سعيد فروري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪210‬‬
‫‪ 166‬د‪ .‬عبد المعطي‪ ،‬امل محمد حمزة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪310‬‬
‫‪ 167‬د‪ .‬المصدر السابق نفسه‪ ،‬ص‪311‬‬
‫‪ 168‬ينظر المادة (‪ )365‬من قانون العقوبات العراقي رقم (‪ )111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل‬
‫‪ 169‬ينظر المادة (‪ )366‬من قانون العقوبات العراقي‪ ،‬رقم (‪ )111‬لسنة ‪1969‬المعدل‬
‫‪ 170‬ينظر المادة (‪ )124‬من قانون العقوبات المصري رقم (‪ )58‬لسنة ‪ 1937‬المعدل بالقانون رقم‬
‫(‪ )141‬لسنة ‪2021‬‬

‫‪116‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬المجلد ‪ /37‬العدد الثاني – ‪2022‬‬

‫‪ 171‬ينظر الفقرة (أ) من المادة (‪ )124‬من قانون العقوبات المصري رقم (‪ )58‬لسنة ‪ 1937‬المعدل‬
‫بالقانون رقم (‪ )141‬لسنة ‪2021‬‬
‫‪ 172‬ينظر الفقرة (ب) من المادة (‪ )124‬من قانون العقوبات المصري رقم (‪ )58‬لسنة ‪ 1937‬المعدل‬
‫بالقانون رقم (‪ )141‬لسنة‪2021‬‬
‫‪ 173‬ينظر المادة (‪ )375‬من قانون العقوبات المصري رقم (‪ )58‬لسنة ‪ 1937‬المعدل بالقانون (‪)141‬‬
‫لسنة ‪2021‬‬
‫‪ 174‬ينظر المادة (‪ )367‬من قانون العقوبات العراقي رقم (‪ )111‬لسنة ‪1969‬المعدل‬
‫‪ 175‬ينظر الفقرة (أ) من المادة (‪ )361‬مكرر من قانون العقوبات المصري رقم (‪ )58‬لسنة ‪1937‬‬
‫المعدل بالقانون (‪ )141‬لسنة ‪2021‬‬
‫‪ 176‬ينظر المادة (‪ )362‬من قانون العقوبات المصري رقم (‪ )58‬لسنة ‪ 1937‬المعدل بالقانون (‪)141‬‬
‫لسنة ‪.2021‬‬
‫‪ 177‬د‪ .‬غافل‪ ،‬سعيد فروري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪221‬‬

‫‪117‬‬
2022 – ‫ العدد الثاني‬/37 ‫ المجلد‬/‫مجلة العلوم القانونية‬

‫المصادر‬
References
First: The Books
i. Abu Zaid, Dr. Muhammad Abdul Hamid, The Reference in Administrative
Law, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, without a year of publication, p. 43
ii. Ahmed, Dr. Ali Abdel-Al Sayed, 1997, The Right to Strike in Public Utilities,
2nd Edition, Dar Al-Kutub Foundation, Kuwait, p. 108
iii. Abu Amr, Dr. Mustafa Ahmed, 2009, the legal organization of the right to
strike, Dar al-Kutub al-Qanuniyya, Cairo, pp. 122-124
iv. Al-Matit, Dr. Abu Al-Yazid Ali, 1984, Political Systems and Public Freedoms,
3rd Edition, University Youth Foundation, Alexandria, p. 281
v. Al-Zayyat, Dr. Tariq Hassanein, 1998, Freedom of Opinion for the Public
Employee, 2nd Edition, without publisher, pp. 327-328
vi. Al-Nahry, Dr. Magdy Medhat, 2001, Restrictions on the Public Official’s
Exercise of Political Rights and Freedoms, Al-Galaa Modern Library in
Mansoura, Egypt, p. 93
vii. Al-Khelaifi, Dr. Abdel-Rahman, 2014, Al-Wajeez in Labor and Social
Security Disputes, Dar Al-Uloom for Publishing and Distribution, Algeria, p.
71
viii. Ahmed, Dr. Mansour Mohamed, 1999, Freedom of Association for the Public
Employee, A Comparative Study, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, p. 90
ix. Al-Sabahi, Dr. Muhammad Refaat, Without a Publication Year, The Civil
Responsibility of the Syndicate for the Workers’ Strike, Ain Shams Library,
Cairo, p. 12
x. Ahmed, Dr. Mansour Mohamed, 1999, Freedom of Association for the Public
Employee, A Comparative Study, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, p. 813
xi. Badawi, Dr. Tharwat, 2006, Administrative Law, Dar Al-Nahda Al-Arabiya,
Cairo, pg. 412
xii. Badran, Dr. Muhammad Muhammad, 1992, the content of the idea of public
order and its role in the field of administrative control, a comparative study,
Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, p. 9
xiii. Boudiaf, Dr. Ammar, 2015, the public function in Algerian legislation, a study
in the light of Order 06-03 and the special basic laws supported by the
jurisprudence of the State Council, 1st Edition, Bridges for Publishing and
Distribution, Algeria, p. 124.
xiv. Jaafar, Dr. Muhammad Anas Qassem, 1996, The Public Employee and the
Practice of Union Work, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, p. 87
xv. Habib, Dr. Mahmoud Abu Al-Saud, 1990, the public servant and the exercise
of political rights and freedoms, University Culture House, Cairo, p. 142
xvi. Habib, Dr. Mahmoud Abu Al-Saud, without a year of publication, the public
servant and the exercise of rights and freedoms, faith for printing, p. 166

118
2022 – ‫ العدد الثاني‬/37 ‫ المجلد‬/‫مجلة العلوم القانونية‬

xvii. Amer, Dr. Hamdi Attia Mustafa, 2015, Provisions of the Public Employee in
the Legal, Positive and Islamic System, Comparative Study, 1st Edition, Al-
Wafa Legal Library, Egypt, p. 313
xviii. Abdel Muti, Dr. Amal Hamza, 2012, The Right to Strike and Demonstrate in
Contemporary Political Systems, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, p. 289
xix. Abdel Mohsen, Dr. Abdel Basset, 2000, The role of mediation in settling
collective labor disputes, a comparative study, Dar Al-Nahda Al-Arabiya,
Cairo, p. 22.
xx. Abdel Basset, Dr. Abdel Mohsen, 1995, The Strike in Labor Law, Dar Al-Nasr
for Distribution and Publishing, Cairo, p. 91
xxi. Ajeez, Dr. Muhammad Muhammad Ahmad, Without a Publication Year,
Freedom of Opinion in Labor Law, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, pp. 201-
202.
xxii. Kandil, Dr. Ashraf Abdel Qader, 2014, The Strike between Permissibility and
Prohibition, A Comparative Study, New University House, Egypt, p. 72
xxiii. Kamel, Dr. Nabila Abdel Halim, 1992, Public Service According to the
Provisions of the Administrative Judiciary in France and Egypt, Dar Al-Nahda
Al-Arabiya, Cairo, pp. 417 and beyond.
xxiv. Laurent Blanc (La function publique), -Abda translation, Antoine, 1973,
Oweidat Publications, 1st ed., Beirut, p. 160
xxv. Mahfouz, Dr. Abdel Moneim, Mahfouz, no publication year, the individual’s
relationship with authority, public freedoms and guarantees of their exercise,
a comparative study, volumes I and II, 1, p. 827
xxvi. Med. Hisham Muhammad Tawfiq, Hisham Muhammad, 2014, The Three
Responsibilities of the Public Employee (Disciplinary-Criminal-Civil), a
comparative study between the Latin system and the Anglo-Saxon system, Dar
Al-Kitab Al-Hadith, Egypt, p. 13.
Second: Theses and Scientific Letter
i. Al-Akedi, Dr. Thamer Najm Abdullah, 2016, The role of the administrative
judiciary in protecting the rights and freedoms of the public employee, PhD
thesis, Faculty of Law, Ain Shams University, p. 390.
ii. The tourist, Dr. Abdel Wahab Khalifa Al-Suwai’i, 2016, Employees’ strike
between vacation and criminalization, a comparative study, PhD thesis,
Faculty of Law, Alexandria University, p. 45.
iii. Abdel Rasoul, Dr. Ahmed Mohamed, 2013, The Strike in Egyptian Law, PhD
thesis, Faculty of Law, Beni Suef University, Egypt, p. 97.
iv. Moawad, Dr. Islam Fouad Mahmoud, 2015, the public servant and the exercise
of rights and public freedoms, an analytical and authentic study in the light of
the provisions of the administrative and constitutional judiciary, PhD thesis,
Faculty of Law, Alexandria University, p. 278.
v. Mohamed, Dr. Ahmed Mohamed Abdel Rasoul, 2013, The Strike in Egyptian
Law, PhD thesis, Faculty of Law, Beni Suef University, Egypt, p. 20.

119
2022 – ‫ العدد الثاني‬/37 ‫ المجلد‬/‫مجلة العلوم القانونية‬

vi. Hilal, Dr. Nassef Imam Saad, 1984, Workers' Strike between Vacation and
Prohibition - Legislation, Judiciary and Jurisprudence, PhD thesis, Faculty of
Law, Ain Shams University, Egypt, p. 91.
vii. Al-Daribi, Muhammad Najm Gallab, 2013, employee freedom of expression,
a comparative study, master's thesis, College of Law, Al-Mustansiriya
University, Iraq, 119-120.
viii. Al-Jabali, Ali Muhammad, 2014, The Right of Public Employees to Strike in
Jordanian Law, Master's Thesis, Faculty of Law, Middle East University, pp.
44-45.
ix. Al-Mahmoudi, Maytham Ghanem Gabr, 2015, the legal regulation of the right
to strike, MA thesis, Faculty of Law, Mansoura University, Egypt, p. 24.
x. Talib, Mosaddeq Adel, 2005, The Strike by Workers and Its Effects, Master
Thesis, College of Law, University of Baghdad, p. 47.
xi. Abdul-Wahhab, Bartima, 2001, The Strike and the Principle of Continuity of
General Facility, A Comparative Study, with Interest in Algeria and France,
Master Thesis, Cairo University, p. 37.
xii. Lahcen, Aouissat, 2016-2017, Legal Guarantees and Controls for Exercising
the Right to Strike in Public Service, Master's Thesis, Faculty of Law and
Political Science, Dr. Taher Moulay Saida University, p. 30.
xiii. Mahran, Samia Gaber Mohamed, 2019, The legal regulation of the right to
demonstrate, strike and sit-in, a comparative study between Egypt and France,
Master's thesis, Faculty of Law, Alexandria University, p. 117.
xiv. Wadi, Khairy Omar Abu Bakr, 2015, the legal regulation of the rights to strike
and protest, MA thesis, Faculty of Law, Alexandria University, p.40.
xv. Al-Saleh, Dr. Othman Abdul-Malik, Guarantees of human rights in Kuwait
between theory and practice, published research, Journal of Law and Sharia,
Kuwait University, pp. 42-43 referred to by Dr. Saeed Furori Ghafel, a
previous source, p. 63.
xvi. Diab, Fawzi Ibrahim Muhammad, 2021, the legal regulation of the right to
strike in public utilities, published research, Misurata University, Journal of
Legal Research, College of Law, No. 12, Feburi, 2021, p. 8.
Third: Constitutions, Laws, and Regulations
i. The Constitution of Iraq for the year 2005.
ii. Egypt's 2014 Constitution.
iii. The French Constitution of 1958 as amended for the year 2008.
iv. The Iraqi Unified State Administration Law for the Transitional Period of 2004.
v. Iraqi Labor Law No. 37 of 2015.
vi. Iraqi Labor Law No. 77 of 1987.
vii. Iraqi Penal Code No. 111 of 1969.
viii. Law of Trade Union Organization for Iraqi Workers No. 52 of 1987.
ix. State and Public Sector Employees Discipline Law No. 14 of 1991 amended
by Law No. 5 of 2008 of Iraq.

120
2022 – ‫ العدد الثاني‬/37 ‫ المجلد‬/‫مجلة العلوم القانونية‬

x. The Iraqi Reconciliation and Arbitration System for Resolving Disputes


between Employers and Workers No. 63 of 1954.
xi. Egyptian Labor Law No. 12 of 2003 amended by Law No. 180 of 2008.
xii. Egyptian Penal Code No. 58 of 1937.
xiii. Egyptian Penal Code No. 58 of 1937, amended by Law No. 71 of 2021.
xiv. Egyptian Penal Code No. 58 of 1937, as amended by Law No. 141 of 2021.
xv. Egyptian Civil Service Law No. 81 of 2016.
Fourth: Judicial Rulings and Fatwas
i. Judgment of the Iraqi Supreme Administrative Court No. 178 Discipline /
Discrimination 2013 issued on 24/7/2003.
ii. Judgment of the Supreme Administrative Court in Egypt, Appeal No. 24587
on 04/18/2015.
iii. Fatwa of the General Assembly of the Fatwa and Legislation Departments of
the Egyptian State Council No. 895 session, dated 9/12/2012.
Fifth: Foreign References.
i. Burn et calland-droit du travail-t. 11 2eed-sirey 1978-p427
ii. Auby (J.M) et Ader (R, D): Droit administrative, Dalloz, 1977, p. 199
iii. B. Teyssie: Greve, Guide juridique. Dalloz, tome 3, Paris, 1987, P. 279
iv. Andre Pouille, Libertes publiques et droits de I homme, Dalloz, 16 ieme
edition, 2008, p.19
v. Sinay et Javillier, La greve, t. 6 du traite de droit du travil publie sous la
direction de G. H. Camerlynck, 2e ed 1984. P.161
vi. Louis Favoreu, Droit Constitutionnel, 14 ieme edition, Dalloz, 2011.p.958
vii. Gustave peiser- droit deia la function publique-Dalloz- 19e edition, paris-2005.
P. 115
viii. Belorgey (G): Le droit de la grève et la fonctionnement des services publics,
1964. P. 114
ix. H. Sinay et J-C-Javillier, traite de droit de travail. T. 6. la grève, dalloz 2 eme
ed. 1984. p.172
x. Jean-Maire Auby et Robert Dusos-ADER, Droit administratif, Dalloz, 1977,
p.171 et s
xi. Revero (jean) et Savitier (jean): Droit du travail—P.U. France. Paris, 1956.
P.182.
xii. Bachy (jean-Paul): evolution et modes de regalement des grèves en France.
Dr.soc.1976. p.103
xiii. Laurent Blanc: La function publique, Paris, 1971, p.126
xiv. Cass. Soc. 28. June. 1951. DR. soc. September 1951. P. 532.
xv. CE 22 Avril 2010 Le droit de greve es tune liberte fondamentale susceptible d
etre protegee par le juge des refrres

121

You might also like