Professional Documents
Culture Documents
Abstract
The majority of constitutions stipulate and regulate public
rights and freedoms in them, including the right to strike as one of
the means of expressing an opinion, which public officials or
workers resort to in the labor law in order to improve their working
conditions and achieve legitimate professional demands while
continuing the work of the public facility, However, his capacity as
a public servant imposes some restrictions on him in his exercise of
political freedoms, including the right to strike because it intersects
with the principle of the continuation of the regular and steady
functioning of public utilities, which governs the work of public
utilities in satisfying the public needs of individuals. The Iraqi
legislator permitted private-sector workers without state and public
sector employees, although the legislator considered it a means of
expressing an opinion.
We divided our research into three sections. The first is entitled the
nature of the strike, the second is entitled to the legal nature of the
strike, its forms, and its legitimacy, and the third is entitled to the
controls and restrictions on exercising the right to strike and its
55
2022 – العدد الثاني/37 المجلد/مجلة العلوم القانونية
56
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الملخص
إذا كان للموظف العام له الحق مثله مثل باقي المواطنين في ممارسة الحريات التي
كفلها الدستور بصفة عامة والسياسية منها بصفة خاصة .فقد كفلت له هذا الحق اغلب
الدساتير والتشريعات ووضع له من الضمانات ما يساعده على ممارسة هذه الحرية،
بحيث ال تكون أرائه السياسية والتعبير عنها بمظاهرها المختلفة عقبة في سبيل حصوله
على حقوقه وامتيازاته التي تقررها النظم الوظيفية.
فقد نصت ونظمت غالبية الدساتير الحقوق والحريات العامة فيها ومنها الحق في
اإلضراب باعتباره أحد وسائل التعبير عن الرأي ،يلجأ اليه موظفو الدولة العموميين ،أو
العمال في قانون العمل بغية تحسين ظروف عملهم وتحقيق المطالب المهنية المشروعة
مع استمرار عمل المرفق العام .إال أن صفته كموظف العام تفرض عليه بعض القيود
في ممارسته للحريات السياسية ومنها حق االضراب لتقاطعه مع مبدأ استمرار سير
المرافق العامة بانتظام واضطراد والتي تحكم عمل المرافق العامة في اشباع الحاجات
العامة لألفراد .اباحه المشرع العراقي لعمال القطاع الخاص دون موظفي الدولة والقطاع
العام على الرغم من ان المشرع اعتبره أحد وسائل التعبير عن الرأي.
وقد قسمنا بحثنا الى ثالث مباحث .األول بعنوان ماهية االضراب ،والثاني بعنوان الطبيعة
القانونية لألضراب وصوره ومشروعيته ،والثالث بعنوان ضوابط وقيود ممارسة حق
االضراب واالثار المترتبة عليه .وتوصلنا الى ان االضراب ليس حقا مطلقا من كل قيد،
بل يخضع لضوابط وقيود تكفل ممارسته وفق النظام العام ،والتوصية بسرعة تشريع
قانون االضراب لموظفي الدولة والقطاع العام اسوة بالقطاع الخاص
الكلمات المفتاحية :الدستور ،االضراب ،التشريع ،الوظيفة ،المرفق العام ،قانون العمل.
57
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
المقدمة Introduction
أوال :موضوع البحث
تسعى الدولة إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من تلبية الحاجات العامة والخدمات األساسية
لألفراد ،وإذا كان األصل هو أن المرفق العام يجب أن يسير بانتظام واضطراد دون
انقطاع أو توقف ألسباع حاجات االفراد األساسية وهو ما استقرت عليه مبادئ القانون
اإلداري فيما يتعلق بالمرفق العام .ولكن قد تحدث أمور من شأنها أن تعمل على عرقلة
سير المرفق العام بانتظام واضطراد تؤثر سلبا على حياة األفراد.
ويعد الموظف عنصرا من العناصر المحركة للنشاط اإلداري ،بل هو روح المرفق العام
وعمود من أعمدة سير المرافق العامة ومؤسسات الدولة بدونه تعد كافة العناصر األخرى
التي تساهم في تيسير المرافق العامة مجرد أدوات جامدة ال ثمن لها ،فهو الذي يحمل
على عاتقه مهمة العمل سواء في الوظائف الحكومية أم في القطاع الخاص ،يستطيع
ممارسة حقوقه وحرياته المكفولة له بمقتضى الدستور والقوانين السارية شأنه شأن
المواطن العادي ،ولكن نظرا لكونه ينتمي إلى الدولة فإن صفته كوظف عام او مستخدم
تفرض عليه قيودا في ممارسة الحقوق والحريات ومنها حق اإلضراب طبقا للمبادئ التي
تحكم المرفق العام وحسن سيره مما يقتضي بضرورة الموازنة بين المحافظة على
الحقوق والحريات العامة للموظف كمواطن وبنفس الوقت ضرورة أدائه لواجباته
الوظيفية في المرفق العام على اكمل وجه .وعلى الرغم من انه ال يوجد نص دستوري
نص صراحة على حق ممارسة االضراب للموظفين العموميين والقطاع العام في دستور
العراق لسنة ،2005إال أن المشرع القانوني العادي اعترف للعمال بحق االضراب بعد
استنفاذ الوسائل السلمية لفض منازعات العمل الجماعية .مما يقتضي البحث عن وسائل
لضمان حقوق الموظفين العموميين من وجوب وجود تشريع ينظم هذا الحق لهم.
ثانيا :أهمية البحث
تختلف عالقة الموظف العام بالدولة والذي هو في عالقة تنظيمية ،عن عالقة العمال في
القطاع الخاص تبعا الختالف التنظيم القانوني لهما والذي يبدوا واضحا من خالل التنظيم
القانوني لممارسة االضراب في القطاع الخاص في قانون العمل العراقي النافذ لسنة
.2015
ويعد حق االضراب أحد وسائل التعبير عن الرأي السلمية في العالقة الوظيفية التي تربط
الموظف العام بالدولة أو العالقة التعاقدية بين طرفي عقد العمل في القطاع الخاص ،وأن
هذا الحق يتقاطع عند ممارسته مع حقوق االخرين وحرياتهم المتمثلة باالستفادة من
خدمات المرفق العام في سيره بانتظام واضطراد .وأهمية ممارسة هذا الحق تكمن في
ارتباطه الوثيق بواقع الوظيفة العامة والتي أصبحت فيها اإلضرابات ظاهرة تحدث بين
58
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الحين واألخر ،يجهل الكثير من الموظفين احكامه وكيفية ممارسته ويصل في بعض
األحيان الى عمل مجرم بنص القانون إذا لم تتوفر فيه الضوابط والقيود لممارسته ،مما
يوجب على المشرع أن ينظمه بقانون خاص يحقق التوازن والتناسب عندما يستعمله
موظفو الحكومة والقطاع العام للضغط على جهة اإلدارة حتى تستجيب لمطالبهم المهنية
المشروعة ،ويحفظ حق الدولة في ضمان استمرار سير المرفق العام .او المطالبة بحقوق
العمال في القطاع الخاص.
ثالثا :إشكالية البحث
تكمن مشكلة البحث في عدم وجود نص دستوري وقانوني صريح ومباشر ينظم اإلضراب
في المرافق العامة ،والذي من شأنه أن يثير إشكالية في مدى مشروعية هذا العمل حين
يتقاطع مع حق المواطن في الحصول على خدمات المرفق العام ،والتسبب في تعطله
خصوصا بعد تزايد اإلضرابات من قبل الموظفين العامين في العراق ومصر وفرنسا
ألسباب شتى .واإلضراب يحمل في طياته خطر التحدي للسلطة العامة بصورة تتعارض
مع المركز التنظيمي للموظف العام .ومدى تحقيق الموازنة بين المصلحة العامة لإلدارة
في دوام سير وانتظام عمل المرفق العام .والقصور التشريعي الذي تعاني منه قوانين
الوظيفة العامة في مجال االضراب
رابعا :تساؤالت البحث
باإلضافة الى التساؤل الرئيسي الذي طرحناه في إشكالية البحث ،هناك عدة تساؤالت
فرعية التي تثار في هذا الموضوع وهي:
-1هل نظم المشرع العراقي احكام االضراب في الوظيفة العامة وفي القطاع الخاص؟
-2ماهو مفهوم االضراب ،وما هو أساسه القانوني؟ وما هي عناصره وخصائصه؟
-3ماهية التمايز بين صور وأشكال األضراب الوظيفي ،وبيان المشروع منها وغير
المشروع؟
-4ماهي ضوابط وقيود االضراب في الوظيفة العامة وفي القانون الخاص في العراق
وفي الدول محل الدراسة؟
-5ماهو التكييف القانوني لإلضراب ،وما هي صوره ،ومشروعيته ،واالثار التي تترتب
عليه ،ومسئولية الموظف عن تعطيل تقديم الخدمات للمنتفعين من المرافق العامة اثناء
االضراب؟
خامسا :هدف البحث
بيان مدى إمكانية الموظف العام االستمتاع بممارسة حقه في االضراب ،وما أثر ذلك
على سير المرفق العام بانتظام واضطراد ،وبيان أثر التكييف القانوني لألضراب ،وأثره
في مزاولة الموظف العام لألضراب في الحكومة والقطاع العام وفي فئة العمال بالقطاع
59
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الخاص .وإبراز سوء فهم الموظفين لحقوقهم وواجباتهم عند اإلضراب عند ممارستهم
لألضراب.
سادسا :نطاق البحث
ينحصر نطاق البحث موضوع االضراب وممارسته من قبل الموظفين العموميين
والقطاع العام في قانون الوظيفة العامة وقانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام
وموظفي المالك في العراق ،وفي ممارسته في القطاع الخاص وفق قانون العمل العراقي
رقم 37لسنة 2015في العراق ،وفي كل من قانون الخدمة المدنية رقم 81لسنة 2016
وقانون العمل رقم 12لسنة 2003في مصر ،وفي قانون الوظيفة في وفرنسا.
سابعا :منهجية البحث
اتبعنا أسلوب المنهج التحليلي من خالل االطالع على األنظمة القانونية المتعلقة بالوظيفة
في كل من العراق ومصر وفرنسا محل الدراسة ،والتطرق ألحكام القضاء المتعلقة
بموضوع االضراب ،والمنهج المقارن من خالل االطالع على موقف التشريعات
الوظيفية المقارنة في كل من مصر وفرنسا.
ثامنا :خطة البحث
قسمنا البحث الى المباحث االتية:
المبحث األول-ماهية االضراب.
المبحث الثاني -الطبيعة القانونية لحق االضراب وصوره ومشروعيته.
المبحث الثالث-ضوابط وقيود ممارسة حق االضراب واالثار المترتبة عليه.
الخاتمة -وقد تضمنت النتائج والتوصيات.
قائمة المراجع.
60
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
المبحث األول
The First Topic
ماهية االضراب
The Nature of the Strike
لبيان مفهوم االضراب ،وتحديد معناه القانوني التعرض لتعريفه واساسه ،وبيان عناصره
المختلفة ،والتي يؤدي توافرها الى إضفاء صفة المشروعية على التصرف الصادر من
الموظفين المضربين عن العمل ،كما ان لإلضراب خصائص معينة يتسم بها ،وكذلك
يتميز مفهوم االضراب عن غيره من المصطلحات وهو ما سنتناوله من خالل المطالب
االتية- :
المطلب األول -تعريف اإلضراب وأساسه.
المطلب الثاني -عناصر اإلضراب وخصائصه.
المطلب الثالث -تمييز اإلضراب عما يشتبه به من المصطلحات.
المطلب األول
The First Requirement
تعريف االضراب وأساسه
Definition of Strike and its Basis
يعد االضراب من أحد المسائل اإلدارية والدستورية ،والذي شهد تطورات ملحوظة سواء
على الجانب النظري ام التطبيقي .فبعدما كان يعد من التصرفات المجرمة في قوانين
أغلب الدول إال أن هذه النظرة تغيرت نتيجة تطور حقوق االنسان السياسية واالقتصادية
واالجتماعية .لذلك فإننا سنتناول هذا المطلب من خالل الفروع االتية- :
الفرع األول-التعريف التشريعي لإلضراب في التشريع العراقي والمقارن.
الفرع الثاني-التعريف الفقهي لإلضراب.
الفرع الثالث-التعريف القضائي لإلضراب.
61
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الفرع األول
First Branch
التعريف التشريعي لإلضراب في التشريع العراقي والمقارن
Legal Definition of Strike in Iraqi and Comparative Legislation
درج المشرع في غالبية الدول على عدم وضع تعريف محدد لألضراب وبيان عناصره
المختلفة ،واكتفى بالنص على مشروعيته فقط .إذ ال يهتم المشرع عادة بوضع تعريف
لمسألة ما ،وإنما ترك ذلك الجتهادات الفقه والقضاء.
أوال :في التشريع العراقي ،ال يوجد ومنذ تأسيس الدولة العراقية ولحد االن قانون خاص
ينظم اإلضراب بصورة عامة سواء بالنسبة للعمال أم للموظفين ،ذلك أن اإلضراب كان
امرا منظما في قوانين العمل المتعاقبة فيما يتعلق بفئة العمال في القطاع الخاص ،والتي
تضمنت في اغلبها نصوصا لحل النزاعات الجماعية لهؤالء ،ألنها منعت عليهم اللجوء
إلى اإلضراب إال بعد اليأس من حلها بصورة مرضية للطرفين وبعد عرضها على
المحكمة المختصة وإصدار الحكم فيه ،وامتناع أصحاب العمل عن تنفيذ حكم المحكمة.1
إال ان قانون العمل العراقي رقم 37لسنة 2015إشارة بصورة واضحة الى موضوع
االضراب السلمي للعاملين في المادة 162بفقراتها حينما نظم قانون العمل كيفية انهاء
النزاع لعالقات العمل الجماعية.
أما بالنسبة لموظفي القطاع العام فال يوجد قانون ينظم هذا الحق لعدم االعتراف به
صراحة ،ألنه يشكل جريمة تنطبق وأحكام المادتين 364والمادة 366من قانون
العقوبات العراقي رقم 111لسنة .1969
وقد كان للمشرع العراقي محاوالت عدة لتعريف مصطلح االضراب ،فكانت المحاولة
األولى لتعريفه في نظام المصالحة والتحكيم لحسم المنازعات الجماعية المهنية الذي جاء
فيه بأنه" توقف جماعي من العمال تعمل بتضامن عن العمل" .2ثم عرف قانون العمل
لسنة 1987االضراب بأنه" اتفاق مجموع العمال أو المستخدمين او اكثرهم في مشروع
او مشاريع على التوقف عن العمل بشأن أمور تتعلق بشروط العمل واالستخدام
وأحوالها" .3ثم صدر قانون العمل النافذ والذي جاء فيه " يتمتع العامل بحق االضراب
وفقا لهذا القانون" .4والمالحظ على هذه القوانين انها اقتصرت على فئة العمال في القطاع
الخاص دون الموظفين ،وعلى االضراب التقليدي المقيد بشروط والذي سنتطرق له
الحقا.
وأما األساس الدستوري والقانوني للحق في اإلضراب ،فعلى الرغم من تعاقب الدساتير
العراقية قبل التغيير السياسي لسنة ، 2003ونصها على حرية االجتماع والرأي
والنقابات التي يعد اإلضراب من ضمنها ،إال أن الواقع العملي كان خالف ذلك لكونه
مجرما من قبل قانون العقوبات العراقي النافذ والتي سنتناولها الحقا ،وبعد التغيير
62
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
السياسي عام 2003فقد نص عليه بصورة مباشرة في قانون إدارة الدولة العراقية للفترة
االنتقالية وجعله حقا دستوريا تبناه المشرع العراقي بصورة صريحة ،كوسيلة من وسائل
المطالبة بالحقوق لكل عراقي ودون تقييدها بطائفة معينة ،سواء كانوا موظفين أو عماال
جاء فيه ان " للعراقي الحق بالتظاهر واإلضراب سلميا وفقا للقانون" .5وبعد صدور
دستور العراق لسنة 2005وتنظيمه لحقوق وحريات االنسان ،إال أنه لم يشر إلى
اإلضراب بصورة صريحة كما في قانون إدارة الدولة لسنة ،2004ولكن اورد نصا جاء
فيه " تكفل الدولة بما ال يخل بالنظام العام واآلداب :أوال -حرية التعبير عن الرأي بكل
الوسائل - ،ثالثا :حرية االجتماع والتظاهر السلمي وتنظم بقانون" .6وفي هذا إشارة
ضمنية غير مباشرة لألضراب كونه يعد إحدى صور التعبير عن الرأي .وال يوجد في
قانون الخدمة المدنية أو قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام أو قانون المالك
العراقي أية إشارة الى موضوع إضراب الموظفين ،ولكن قانون العمل رقم 37لسنة
2015اشارة إلى إضراب العمال .وحيث أنه يوجد نوع من المخالفة القانونية والصياغة
غير الموفقة في هذا القانون ،ألنه ومنذ تاريخ 1987/3/19ووفقا لقرار مجلس قيادة
الثورة العراقي المنحل الذي اعتبر العمال في دوائر الدولة والقطاع االشتراكي موظفين
ويتساوون معهم في الحقوق والواجبات ،7والذي ال زال ساريا
ولقد جرم المشرع الجنائي العراقي في قانون العقوبات إضراب الموظفين حيث جاء فيه
" -1يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سنتين وبغرامة ال تزيد على مائتي دينار أو بإحدى
هاتين العقوبتين كل موظف أو مكلف بخدمة عامة ترك عمله ولو بصورة االستقالة أو
امتنع عمدا عن واجب من واجبات وظيفته أو عمله متى كان من شأن الترك أو االمتناع
أن يجعل حياة الناس أو صحتهم أو امنهم في خطر أو كان من شأن ذلك أن يحدث
اضطرابا أو فتنة بين الناس ،أو إذا عطل مرفقا عاما -2ويعد ظرفا مشددا إذا وقع الفعل
من ثالثة اشخاص أو أكثر وكانوا متفقين على ذلك أو مبتغين منه تحقيق غرض
مشترك" .8وكذلك نص أيضا (يعاقب بالحبس كل موظف أو مكلف بخدمة عامة امتنع
بغير حق عن أداء عمل من اعمال وظيفته أو أخل عمدا بواجب من واجباتها ..ألي سبب
اخر غير مشروع .الخ" .و" يعاقب بالحبس أو الغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين :كل
موظف أو مكلف بخدمة عامة ارتكب عمدا ما يخالف واجبات وظيفته أو امتنع عن أداء
عمل من أعمالها بقصد االضرار بمصلحة االفراد ،..او على حساب الدولة .الخ).9
ومن تحليل هذا النص يالحظ أن المشرع العراقي لم يحرم االضراب بصورة مطلقة ،بل
جرم حاالت أوردها بالنص فيما لو أدى االضراب إلى جعل حياة الناس أو صحتهم أو
امنهم في خطر أو كان من شأن ذلك أن يحدث اضطرابا أو فتنة بين الناس ،أو إذا عطل
63
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
مرفقا عاما ،وغير ذلك من حاالت االضراب فهي مباحة نظريا .الن الواقع العملي اثبت
غير ذلك في تعرض المظربين إلى التنكيل والقسوة وإلى اشد العقوبات.
ثانيا :وفي التشريع المصري .يتمثل األساس الدستوري والقانوني لحق االضراب في
مصر بما نص عليه الدستور حيث جاء فيه" اإلضراب السلمي حق ينظمه القانون".10
وقد فرق المشرع المصري بين حق االضراب للعمال في مواجهة ارباب األعمال
للمطالبة بحقوقهم ،وبين حق االضراب للموظفين العموميين في مواجهة الدولة ووحداتها
اإلدارية واالقتصادية حيث اباح األول وحظر الثاني .وعلى الرغم من أن المشرع
المصري نص صراحة على حق االضراب ونظمه في القطاع الخاص ،إال أنه آثر عدم
تعريف اإلضراب تاركا ذلك الجتهادات الفقه والقضاء مكتفيا بالتأكيد على مشروعيته
وطريقة ممارسته.
ولقد نص قانون العمل المصري على االضراب حينما نص" للعمال حق االضراب
السلمي ،ويكون إعالنه وتنظيمه من خالل منظماتهم النقابية دفاعا عن مصالحهم المهنية
واالقتصادية واالجتماعية وذلك في الحدود وطبقا للضوابط واإلجراءات المقررة في هذا
القانون" .11حيث حدد النص ضوابط وشروط القيام باألضراب ،وأكدت على أنه في حالة
اعتزام عمال المنشأة ذات اللجنة النقابية االضراب في األحوال التي يجيزها القانون ،فأنه
يجب على اللجنة النقابية بعد موافقة مجلس إدارة النقابة العامة ،وبأغلبية ثلثي أعضائه
اخطار كل من صاحب العمل والجهة اإلدارية المختصة قبل التاريخ المحدد لإلضراب
بعشرة أيام على األقل بكتاب مسجل بعلم الوصول ،وإذا لم يكن بالمنشأة لجنة نقابية يكون
اإلخطار باألضراب الى اللجنة العامة ،وعلى األخيرة القيام باألخطار المشار اليه
باألغلبية.
واما بالنسبة لحق االضراب للموظف العام في مواجهة الدولة ،فأن قوانين الوظيفة العامة
لم تعترف للموظف العام بهذا الحق ،بل ان ممارسته يجعله تحت طائلة القانون العقابي.
إذ جرم قانون العقوبات المصري ترك العمل إذ جاء فيه أنه " إذا ترك ثالثة على األقل
من الموظفين أو المستخدمين العموميين عملهم ولو في صورة االستقالة أو امتنعوا عمدا
عن تأدية واجب من واجبات وظيفتهم متفقين في ذلك أو متفقين في ذلك أو متمنين منه
تحقيق غرض مشترك عوقب كل منهم بالحبس ،..الخ".12
ثالثا :وفي التشريع الفرنسي .الذي لم يعرف االضراب شأنه شأن المشرع المصري ،إال
أن المشرع الدستوري اعترف صراحة به في مقدمة دستور ،1946والتشريعات التي
صدرت لتنظيم ممارسة هذا الحق في االضراب ،سواء في القانون الصادر في 11من
فبراير 1950الذي قرر وقف عقد العمل بسبب االضراب أو القانون الصادر في 31من
64
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
يوليو لسنة 1963الذي نظم ممارسة حق االضراب بالنسبة لموظفي وعمال المرافق
العامة.13
الفرع الثاني
Second Branch
التعريف الفقهي لإلضراب
Legal Definition of Strike
تعددت اآلراء الفقهية في تعريف االضراب سواء بالفقه العربي ام الفقه الغربي .فقد عرفه
بعض من الفقه العربي بأنه" امتناع طائفة من العمال أو الموظفين العموميين عن ممارسة
أعمالهم لفترة زمنية محددة بقصد اجبار أصحاب العمل أو الدولة على االستجابة لمطالبهم
مع نية العودة إلى العمل عند تنفيذ هذه المطالب أو وضع حلول للمشكالت التي استهدفها
االضراب .14وعرفه اخر بأنه" توقف العمال عن عمل ملزم توقفا إراديا ومدبرا بقصد
ممارسة الضغط على صاحب العمل او السلطات العامة لتحقيق مطالبهم المهنية والتي
سبق لصاحب العمل رفضها.15
وعرفه بعض من الفقه الغربي بأنه" التوقف عن العمل من اجل تحسين ظروف العمل
أو الحصول على مزايا أفضل أو لغرض مساندة نشاط اجتماعي معين" .16أو هو "
التوقف الجماعي والمدبر عن العمل يهدف إلى دعم المطالبات المهنية".17
ومن استعراضنا للنصوص الدستورية وموقف المشرع من تعريف اإلضراب نقول إن
مهمة تعريف االضراب تعريفا دقيقا أمرا صعبا الختالف الفقه والقضاء في تبنيهم لمفهوم
االضراب كل بحسب الزاوية التي ينظر من خاللها لألضراب ،وأن عدم وضع تعريف
تشريعي لألضراب يلم بكافة حاالت وصور االضراب له نتيجة إيجابية تتمثل في اجتهاد
الفقه والقضاء لوضع التعريف المناسب والذي يتماشى مع جميع حاالت وصور
االضراب ،ويواكب التطورات التي تصاحب ممارسة حق االضراب.
ومن خالل هذه التعريفات يمكننا أن نعرف اإلضراب بأنه توقف جماعي متفق عليه بين
الموظفين أو المستخدمين في إدارة أو مؤسسه عن العمل احتجاجا على ظروف عملهم
بعد استحصال الموافقات األصولية بالتوقف عن العمل ولفترة وجيزة محددة باألضراب
للتعبير عن رأيهم ،وللضغط على تلك اإلدارات أو المؤسسات بما ال يخالف القانون أو
النظام العام ،مع نيتهم بالرجوع إلى رأس عملهم للحصول على مزايا تحسن من ظروفهم.
65
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الفرع الثالث
Third Branch
التعريف القضائي لإلضراب
Judicial Definition of Strike
يعود الفضل في إظهار وتوضيح مفهوم األضراب إلى الفقه والقضاء اللذين عمال على
وضع الفروض ،ومناقشة المبادئ العامة التي احتوتها االحكام القضائية للدول محل
الدراسة.
أوال :في القضاء العراقي .لم يعرف القضاء العراقي اإلضراب ،ولكن اعطى تصوره في
اإلضراب المشروع حيث ذهب القضاء اإلداري العراقي إلى جواز أو مشروعية إضراب
الموظفين العموميين في العراق في أحد احكامه الحديثة الذي جاء فيه" يلزم استعمال حق
اإلضراب على نحو ال يتعارض مع أحكام القانون ،ومن مقتضى ذلك اخطار إدارة
الشركة به واستحصال األذن منها بمدة مناسبة ،كي تتخذ ما يلزم من احتياطات في العمل
والمحافظة عليه".18
ثانيا :وفي القضاء المصري .ذهبت محكمة أمن الدولة العليا في مصر إلى تعريف
اإلضراب بقولها" أنه االمتناع الجماعي المتفق عليه بين مجموعة من العاملين عن العمل
لمدة مؤقتة لممارسة الضغط لالستجابة لمطالبهم" .19وعرفته المحكمة اإلدارية العليا
عندما تطرقت الى تعريف االضراب في المرافق العامة قائلة بأنه " امتناع العاملين
بالمرافق العامة عن أداء اعمالهم وعدم مباشرتهم لمهام وظائفهم دون أن يتخلوا عن تلك
الوظائف ومع استمرار تمسكهم بها" .20بينما ذهب مجلس الدولة المصري بصورة أكثر
دقة وتعبيرا عما انتهجته المحكمة اإلدارية العليا في مصر في تحديد داللة اإلضراب من
خالل فتوى الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع إضافة لتضمينه قيود االضراب
وتنظيمه حيث جاء فيه بأنه " التوقف اإلرادي عن العمل باتفاق بعض أو كل العاملين
للمطالبة بتنفيذ أمور تتعلق بالعمل محددة سلفا برفض رب العمل تحقيقها ،ويمارسه
العاملون سلميا وفقا لإلرادة الحرة لكل منهم ،بغير عنف أو إكراه على غيرهم من العاملين
أو احتالل ألماكن العمل ،ويفترض فيه عدم اإلضرار بالغير ،او تعريضه للخطر ،أو
المساس بالمصلحة العامة أو النظام العام".21
ثالثا :وفي القضاء الفرنسي .عرفت محكمة النقض الفرنسية اإلضراب بأنه " وسيلة من
وسائل الدفاع عن المصالح المهنية" .22وعرف أيضا بأنه " توقف مدبر عن العمل بفرض
تحقيق المطالب المهنية المحددة سلفا والتي سبق رفضها من جانب صاحب العمل".23
وقد كان لمجلس الدولة الفرنسي دورا وتطبيقا لمفهوم االضراب حيث جاء في أحد احكامه
" أن الحق في االضراب هو حق من الحقوق التي يتمتع بها األفراد تجاه السلطة العامة،
ويجوز للمحكمة المختصة أن تتصدى لطلب االضراب" .24خصوصا بعد اإلضرابات
66
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
التي شهدتها فرنسا في شهر مايو من سنة ،2016بسبب إقرار البرلمان تعديل قانون
العمل بالقدر الذي يعتبر من وجهة نظر النقابات العمالية مجحفا للحقوق بعد منح صاحب
العمل الحق في فرض ساعات العمل وحقه في منح االجازات ورفضها والتي اعتبرتها
النقابات أنها بمثابة ابتزاز ألصحاب العمل للعمال في حقوقهم.25
المطلب الثاني
The Second Requirement
عناصر االضراب وخصائصه
Elements of the Strike and its Characteristics
ينبغي توفر مجموعة من العناصر المستخلصة من التشريع واالجتهاد الفقهي وما استقرت
عليه احكام القضاء لنكون امام حالة االضراب ،وإذا تخلف أي منها ال نكون امام حالة
االضراب ،فضال عن بيان خصائصه باعتباره من اهم الحقوق االقتصادية واالجتماعية
والتي سنتناولها من خالل الفروع االتية:
الفرع األول-عناصر اإلضراب.
الفرع الثاني -خصائص االضراب.
الفرع األول
First Branch
عناصر االضراب
Strike Elements
من استقراء التعاريف التي اوردناها فإنه يمكن القول إن عناصره تتمثل باالتي:
اوال-يجب أن يكون التوقف عن العمل اراديا وصريحا وملزما
ويعني أن يكون التوقف عن العمل صادر عن إرادة الموظفين وتعبيرهم الصريح
بالدخول في االضراب عن العمل وفقا لإلجراءات المقررة قانونا ،إذ ال يعد إضرابا حالة
التوقف عن العمل لقوة قاهرة أو لسبب اإلدارة ،وكذلك يجب أن يكون هذا التوقف صريحا.
وفي ذلك قضى القضاء الفرنسي محكمة Chateaubriand- -الجزائية بأن " االضراب
هو التوقف الصريح عن العمل .الخ" .26أي أن االمتناع عن العمل من قبل الموظفين
المكلفين بأدائه اتفاقا وقانونا دون رضاء اإلدارة أو صاحب العمل.27
اما االلزام في التوقف عن العمل ويقصد به توقف العمال او الموظفين او المكلفين بخدمة
عامة التوقف عن أداء عمل ملزم أو واجب تنفيذه بمقتضى القانون ،ويستوي أن يكون
مصدر االلتزام نصا قانونيا كما في الموظفين العموميين ،او شرطا من عقد بالنسبة
67
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
للعاملين في المشروعات الخاصة ذات النفع العام ،أو بموجب عقد عمل فردية أو
جماعية.28
ثانيا-أن يكون االمتناع عن العمل جماعيا
يعتبر التوقف الجماعي عنصرا جوهريا من عناصر االضراب ،ويعني امتناع عدد من
العمال -او الموظفين أو المكلفين بخدمة عامة -عن أداء العمل امتناعا مدبرا ،وبالتالي
فإن امتناع أحد العاملين عن العمل ال يشكل إضرابا نظرا لتخلف صفة الجماعية في
امتناعه ،ولكن هذا ال يعني أن االضراب ال ينشأ إال إذا كان هناك اتفاق جماعي بين
المضربين على ترك العمل ،فهناك حاالت يتحقق فيها اإلضراب ولو لم يحدث إال من
موظف واحد بشرط أن يترتب على هذا االضراب الفردي اثار خطيرة .29وصفة التوقف
الجماعي يمكن أن تقاس بأحد المعيارين وهما:
األول (المعيار العضوي) الذي تختص به المنظمات النقابية العمالية فقط بتنظيم االضراب
وإعالنه ،أما اإلضراب الذي يتم عن طريق العمال وليس عن طريق منظماتهم النقابية،
فيعد إضرابا فوضويا غير مشروع.30
والثاني (المعيار العددي) وفيه يكتفي بإضفاء صفة الجماعية على التوقف عن العمل ،إذا
أمتنع عدد من العاملين في المرفق عن أداء العمل ،سواء تم اإلعالن عن ذلك التوقف
بواسطة القادة الممثلين لهؤالء العاملين ،أو عن طريق العاملين أنفسهم مجموعة واقعية.31
وقد اخذ قانون العقوبات العراقي والمصري بالمعيار العددي في تحديده لألضراب
المعاقب عليه جزائيا عندما حدد العدد بثالثة اشخاص .32واقترح بعض من الفقه الفرنسي
اشتراط امتناع أغلبية معينة من العاملين عن العمل حتى يوصف هذا االمتناع بأنه
إضرابا ،وكذلك في أحكام محكمة النقض الفرنسية التي اشترطت وجود عدد من العاملين
حتى ولو كانوا أقلية في المشروع أو المنشأة.33
ثالثا-أن يكون التوقف عن العمل محدود المدة الزمنية
ويعني أن التوقف عن العمل يجب أن يكون لمدة محددة من الزمن وسواء كانت هذه المدة
قصيرة أم طويلة ،بمعنى أن االنقطاع عن العمل هو انقطاع مؤقت الن القائمين به يهدفون
من خالله إلى الضغط لتحقيق مطالبهم ،ومن ثم العودة إلعمالهم ووظائفهم بعد انتهاء
االضراب ،وهذا ما يميز األضراب عن االستقالة التي يكون ترك العمل فيها نهائيا.34
رابعا -أن يكون هناك مقاصد (هدف) من االضراب
يجب أن يكون الغرض األساسي من األضراب هو الضغط على اإلدارة لتحقيق مطالب
تتعلق بالعمل أو الوظيفة ،ومعنى ذلك أنه ال يجوز استخدام األضراب في تحقيق اهداف
حزبية أو طائفية .35ومعنى قصد االضراب يعني انصراف قصد الموظف أو المكلف أو
المستخدم باالمتناع عن أداء العمل بصفة مؤقتة ،أي أن إرادة العاملين قد اتجهت نحو
68
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
تعليق العمل لفترة مؤقتة ،حيث يتطلب القصد العلم واإلرادة ،أي أن العاملين قد أرادوا
االضراب وأرادوا النتيجة التي ستترتب على ممارسته وهي إيقاف العمل ،أي ان إرادتهم
اتجهت نحو قبول السبب والنتيجة ،فال يكونوا مكرهين على االضراب ألن االضراب هو
توقف ارادي عن العمل .36هدفه تغيير األوضاع السائدة في العمل والتي ال ترضي
العاملين للضغط على الدولة بقصد تغيير ظروف العمل بوجه عام أو الستقرار العمل،
وقد يكون ألسباب مهنية للعاملين أو للحصول على المزيد من الحقوق واالمتيازات مهنية
كانت أو اجتماعية أو مالية .37لذلك يجب أن يحاط عند ممارسته من قبل موظفي المرافق
العامة بمجموعة من القيود التي تكفل تقديم الخدمات المنوطة بالمرفق العام للمواطن.
الفرع الثاني
Second Branch
خصائص االضراب
Characteristics of the Strike
تتنوع خصائص اإلضراب ،إذ يتسم بالخصائص األتية:
أوال -االضراب حق مشروع ومقيد
يعد االضراب أحد حقوق االنسان ومن أهم الحقوق االقتصادية واالجتماعية ،لذلك اهتم
به القانون الدولي والتشريعات الداخلية ،وأكدت عليه العديد من المواثيق الدولية
واإلقليمية ،وهذا الحق مقيد ويجب أن يمارسه الموظفين والمكلفين بخدمة عامة والعمال
يمارسونه في أطار التشريع وطبقا للضوابط واإلجراءات المقررة فيه.38
ثانيا-اإلضراب حق فردي يمارس في إطار جماعي
يعتبر االضراب حرية فردية ألنه تقرر لكل عامل _موظف أو مكلف بخدمة عامة -بصفته
الشخصية ،فلكل عامل الحق في التوقف عن العمل لكون اإلضراب يعبر عن مصالح
العمال ،فإن هذه الحرية الفردية ال يمكن ممارستها إال بطريقة جماعية ،وبالتالي يجب أن
تنصهر الحريات الفردية للعمال في اتفاقهم على التوقف عن العمل بغية تحقيق مطالبهم.39
ثالثا-اإلضراب حق يلحق الضرر بصاحبه أو بغيره
إذا كان االضراب يؤدي إلى التوقف المؤقت عن العمل ولمدة محدودة إلجابة مطالبهم
المهنية ،وهو ال يستتبع بالضرورة انصراف القصد إلى اإلضرار بمصالح صاحب العمل-
اإلدارة -الذي يضار من التوقف عن العمل ،فيعد التوقف عن العمل مشروعا ما دام هدفه
الدفاع عن المطالب المهنية ،أما إذا كانت نية العمال-الموظفين والمكلفين بخدمة عامة-
تنصرف أساسا إلى اإلخالل بسير العمل بالمشروع-اإلدارة -ويوصف التوقف بالتجاوز
في ممارسة حق اإلضراب.40
69
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
المطلب الثالث
The Third Requirement
تمييز االضراب الوظيفي عما يشتبه به من المصطلحات
Distinguishing the Occupational Strike from the Suspected
Terms
يتميز اإلضراب الوظيفي عن غيره من اإلضرابات التي تحدث بالمجتمع الختالف
الوسيلة والهدف بينه وبين األشكال األخرى من االضراب ،وهو ما سنتناوله من خالل
الفروع االتية- :
الفرع األول-تمييز اإلضراب الوظيفي عن اإلضراب السياسي.
الفرع الثاني-تمييز اإلضراب الوظيفي عن اإلضراب المهني للعمال.
الفرع األول
First Branch
تمييز االضراب الوظيفي عن االضراب السياسي
Distinguishing a Job Strike from a Political Strike
يقصد باألضراب السياسي بأنه االضراب الذي يهدف إلى الضغط على الحكومة-اإلدارة-
بهدف تحقيق مطالب سياسية ،ومثاله االمتناع عن العمل الذي يهدف إلى حمل الحكومة
على اتخاذ وجهة سياسية معينة ،أو منعها من اتخاذ قرار سياسي معين ،أو لالحتجاج
على عمل قامت به ،كذلك يعد إضرابا سياسيا االمتناع عن العمل بهدف تأييد مسلك معين
للحكومة .41مثل االضراب بقصد المطالبة بزيادة األجور أو االعتراض على سياسة
الحكومة في مجال معين.
وهناك استقرار قضائي على قصر أسباب االضراب الوظيفي ودوافعه في الحقوق
والمطالب المهنية ،وقد قضت محكمة النقض الفرنسية بأنه إذا كان القانون ومقدمة
الدستور أعطت للعمال حق اللجوء إلى اإلضراب للدفاع عن المصالح المهنية ،فإن هذا
الحق يصبح غير مشروع عندما يتدخل في أعمال السلطة العامة ،والرأي الراجح في
الفقه الفرنسي يذهب إلى أن اإلضراب السياسي يعد إضرابا تعسفيا ،باالستناد إلى
االعتبارات العملية وعدته محكمة النقض الفرنسية بأنه خطأ جسيم يبرر انهاء عقد العمل،
وبالنسبة لألضراب المختلط الذي تختلط فيه األهداف السياسية واألهداف المهنية فإن
محكمة النقض الفرنسية اخذت بالغرض الرئيس من االضراب .42وبهذا يختلف االضراب
الوظيفي عن االضراب السياسي في أنه يوجه لتحقيق األهداف والمصالح المهنية دون
غيرها من األهداف األخرى .وأنه يعتبر من الحقوق االقتصادية واالجتماعية.
70
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
ولألضراب السياسي صورا عدة منها اإلضرابات السياسية الخالصة عندما تكون مطالب
العمال-الموظفين -مطالب سياسية محضة والهدف الرئيسي لألضراب ،واالضرابات
السياسية واالقتصادية المختلطة ،وهناك اإلضرابات المهنية والسياسية حيث تلجأ النقابات
إلى هذا النوع عندما تهدف إلى تحقيق مطالب سياسية تحت ستار المهنية.43
الفرع الثاني
Second Branch
تمييز االضراب الوظيفي عن االضراب المهني للعمال
Distinguishing the Occupational Strike from the Occupational
Strike of Workers
يعرف إضراب العمال بأنه امتناع العاملين بالمرافق العامة عن أداء أعمالهم ،وعدم
مباشرتهم لمهام وظائفهم دون أن يتخلوا عن تلك الوظائف ومع استمرار تمسكهم بها،
وذلك بقصد اإلعالن من جانبهم عن احتجاجهم على أوضاع معينة أو عن مطالب معينة
يطالبون المسئولين بتحقيقها ،أو بقصد إظهار السخط واالستنكار ألعمال أو إجراءات ال
ترضيهم .44فإذا كان إضراب العمال يتعلق بعقد العمل ويكون بمواجهة الطرف الثاني
لعقد العمل وهو صاحب العمل ،وهذا يعني أن النظام القانوني إلضراب العمال يكون وفقا
لقواعد قانون العمل والتعليمات (اللوائح) الصادرة بموجبه عن وزارة العمل والشؤون
االجتماعية واتفاقات العمل الجماعية المعقودة بين صاحب العمل والعمال أو نقاباتهم.45
وهناك عدة فروقات بينهما وهي:46
-1إن االضراب الوظيفي يكون في مواجهة اإلدارة القائمة على المرفق العام ،وفي حدود
ما تسمح به قوانين الخدمة المدنية ،واألنظمة (اللوائح) والتعليمات الصادرة من الجهات
اإلدارية سواء كانت مركزية أم ال مركزية ،أما اإلضراب المهني للعمال فيكون في
مواجهة الطرف الثاني لعقد العمل وهو صاحب العمل.
-2إن االضراب الوظيفي محكوما بقواعد القانون اإلداري وباألخص القواعد المتعلقة
الوظيفة العامة والمتصلة بسير المرفق العام التي تؤمن استمراريته وانتظامه ،أما
االضراب المهني للعمال فيكون محكوما بقانون العمل وتعليمات وزارة العمل.
-3إن الحق في االضراب في قانون العمل حق مطلق ،بينما االضراب الوظيفي ليس
كذلك ،الن هناك فئات من الموظفين يحرم عليهم االضراب وفقا لمقتضيات المصلحة
العامة المقدرة من قبل الحكومة.
71
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
المبحث الثاني
The Second Topic
الطبيعة القانونية لحق االضراب وصوره ومدى مشروعيته
The Legal Nature of the Right to Strike and its Image
and its Legality
تباينت أراء الفقهاء في تحديد الطبيعة القانونية لألضراب وظهرت اراء عدة في تكييفه
القانوني إن كان من الحقوق السياسية ام من حقوق مقاومة السلطة ،والذي له صورا عدة.
واختلف الفقه والقضاء والتشريع في مدى مشروعيته ،وعليه فإننا سنتناول هذا المبحث
من خالل المطالب االتية- :
المطلب األول-الطبيعة القانونية لإلضراب.
المطلب الثاني-صور اإلضراب.
المطلب الثالث-مدى مشروعية اإلضراب.
المطلب األول
The First Requirement
الطبيعة القانونية لألضراب
The Legal Nature of the Strike
تباينت اآلراء التي قيلت في التكييف القانوني لألضراب وذهبت باتجاهات عدة .سنتناولها
من خالل الفروع األتية- :
الفرع األول-اإلضراب بوصفه حقا من الحقوق السياسية.
الفرع الثاني-اإلضراب وسيلة ضغط لمقاومة طغيان السلطة اإلدارية.
الفرع األول
First Branch
االضراب بوصفه حقا من الحقوق السياسية
Strike as a Political Right
يذهب الرأي األول من الفقه إلى أن غالبية الدول اعترفت بالحقوق والحريات السياسية
مع بداية القرن العشرين ومنها الحق في التعبير عن الرأي ،والذي يكتسب أهمية خاصة
من بين الحقوق السياسية ،ويعد مقدمة أساسية لتشكيل شخصية االنسان اجتماعيا وسياسيا،
وهو المدخل األساسي لتكوين قناعة ذاتية باتجاه فكري أو اخر ،من دونه لن يكون هناك
انسان سياسي واجتماعي بمفهوم اإليجابية اإلنسانية في الحياة السياسية واالجتماعية،
وإنما ستسود السلبية والالمباالة واالنفصال الوجداني بين االنسان والسلطة أو بينه وبين
72
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
المجتمع ،وحرية الرأي والتعبير اسمى الحريات قاطبة وتعتمد عليه بقية الحريات ،يكون
التعبير عنه بمظهر خارجي شريطة أن ال يضر بحقوق األخرين أو سمعتهم أو النظام
العام ،ويعد االضراب الوظيفي أحد الوسائل للتعبير عن الرأي ،ذلك أن الموظف مثله
مثل باقي المواطنين في ممارسة الحريات والحقوق التي كفلها الدستور بصفة عامة ومنها
الحقوق والحريات السياسية والتي يكون حق التعبير عن الرأي احدها ،يتأثر ممارسته
بحسب طبيعة النظام السياسي السائد بالدولة ،فكلما منحت الحكومة موظفيها قدرا من
الحرية وممارسة قدرا من الديمقراطية وفق أصولها القانونية ،كلما كان موظفيها اكثر
طالقة وحرية في التعبير عن آرائهم والعكس صحيح أيضا.47
الفرع الثاني
Second Branch
االضراب وسيلة للدفاع عن المصالح المهنية في مواجهة السلطة االدارية
Strike is a Way to Defend Professional Interests in the Face of
Administrative Authority
وفق هذا الرأي يعتبر االضراب وسيلة ضغط يستعملها الموظفين والمستخدمين في
المرافق العامة والخاصة للدفاع عن المصالح المهنية في مواجهة اإلدارة ألقامه التوازن
االقتصادي واالجتماعي بين السلطة العامة والموظفين ،ألن هناك حقوق مقابل أداء
الواجب الوظيفي والمهني .حتى انه يكيف بأنه أحد صور مقاومة الطغيان ،ويعد وسيلة
مهمة لحماية الحريات العامة األخرى وفق هذا الحق .48باعتبار أنها ردة فعل شعبية لردع
السلطات عن تعسفها وجورها عندما ال تؤدي الضمانات القانونية دورها في حماية االفراد
وحرياتهم ،وهو وسيلة ضد الطغيان االقتصادي المحتمل من قبل أصحاب العمل-اإلدارة-
يستهدف تحقيق الدفاع عن الحرية النقابية أو حرية الرأي .49واإلضراب الوظيفي بوصفه
مقاومة سلبية لطغيان أو استبداد السلطة العامة تتوقف فاعليته على من سيتحمل عبء
االمتناع عن مزاولة النشاط ،وكذلك على طبيعة النشاط الذي امتنع المضربون عن
مزاولته ،ومدى حساسية المرافق التي يعملون بها من حيث سرعة تأثر االفراد بالحرمان
من خدماتها.50
باستعراضنا لآلراء التي قيلت في التكييف القانوني لألضراب .فإننا نرى بأنه حق ذو
طبيعة خاصة يمارس بصورة جماعية ،باعتباره أحد وسائل التعبير عن الرأي في الدفاع
عن المصالح المهنية بما ال يخالف القانون او النظام العام .اعتبرته الوثائق والصكوك
الدولية من قبيل الحقوق االجتماعية واالقتصادية والمعترف بدستوريتها ،يمتزج بالصبغة
السياسية اثناء المطالبة به ،حق يمتزج به الحق كمفهوم بشتى صوره ووسيلة للدفاع عن
الحقوق الشخصية للعاملين-الموظفين -وفق القوانين السارية كوسيلة إلعادة التوازن
73
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
السياسي واالقتصادي بين الطبقات االجتماعية وهو بحد ذاته يعتبر عمال سياسيا في فن
الممكن ضمن الهدف منه.
المطلب الثاني
The Second Requirement
صور االضراب
Strike Pictures
يأخذ اإلضراب صورا وأشكاال متعددة وخاصة في الدول التي اعترف فيها المشرع
للعمال-الموظفين والمكلفين بخدمة عامة -بحق االضراب من أجل الضغط على صاحب
العمل-السلطة اإلدارية-لتحقيق مطالبهم .وسنتناولها من خالل الفروع األتية- :
الفرع األول-اإلضراب التقليدي(العادي).
الفرع الثاني-اإلضراب الدائري(المغلق).
الفرع الثالث-اإلضراب المباغت.
الفرع الرابع-إضراب التضامن.
الفرع الخامس-اإلضراب المتكرر.
الفرع السادس-اإلضراب البطيء.
الفرع السابع-اإلضراب في مكان العمل.
الفرع األول
First Branch
االضراب التقليدي (العادي)
Traditional Strike
ويقصد به امتناع العمال في الدول التي تسمح بذلك عن أداء العمل بشكل جماعي ومدبر،
ويعتبر الصورة األكثر شيوعا من بين صور االضراب األخرى ،وعادة يلجأ العمال في
هذا النوع لتشكيل لجنة أو لجان تسمى " لجان االضراب" تقوم على متابعة تنفيذ
االضراب أو التفاوض مع صاحب العمل وإيجاد الحلول المناسبة لتحقيق أهدافه ومطالبه،
وبقدر ما تنجح هذه اللجان في القيام بدورها بقدر ما يستجيب صاحب العمل لمطالب
االضراب .51واالمر بخالف ذلك بالنسبة للموظفين الحكوميين منها من سمحت بذلك مثل
فرنسا ومنها من لم تسمح بذلك في كل من العراق ومصر.
74
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الفرع الثاني
Second Branch
اإلضراب الدائري (المغلق)
)Circular Strike (Closed
يطلق هذا النوع من اإلضراب كناية عن انتقاله من قسم إلى أخر ،وهو الذي يتفق فيه
الموظفين على التوقف واالمتناع عن أداء الخدمة للمرفق العام فئويا وبصورة متتابعة أي
بالتناوب ،فتتوقف طائفة من الموظفين لمدة معينة ثم تعود للخدمة وتبدأ طائفة أو فئة
أخرى في التوقف في القسم األخر وذلك للمحافظة على استمرارية اإلضراب وعدم
حرمانهم من الراتب ،وال يتوقف نشاط القطاع مما جعل هذا النوع من االضراب ممنوع
في المرافق العامة .52ويكون على نوعين إضراب افقي وفيه ينتقل اإلضراب من قسم
إلى أخر كما في توقف سائقي القطارات والذي يترتب عليه اختالل سير العمل في باقي
القطاعات ،وأضراب عمودي أو رأسي وفيه يتم اإلضراب في قسم واحد إال أنه ال يترتب
عليه اختالل سير العمل فيه كما في توقف سائق باص واحد عن العمل على خط معين
مع استمرار االخرين.53
يهدف هذا االضراب إلى شل أو تعطيل عمل المرفق أطول مدة ممكنة من غير أن يشترك
في األضراب سوى عدد محدود من الموظفين .54قال بعض من الفقه ونحن نؤيده أن هذا
النوع من االضراب يكون هشا ألن االضراب البد وأن يأخذ صفة التناوب بحكم طبيعة
العمل ذاته ،لذلك فإن تجريم هذا النوع من االضراب يعد من قبيل التوفيق بين ممارسة
حق االضراب ومبدأ سير المرافق العامة بانتظام ،55فالمضربين بتوقفهم هذا قصدوا
اإلضرار بالمصلحة العامة ال تحقيق مصالحهم المهنية ،وحيث أن حرية التعبير عن
الرأي ال يمكن أن يكون القصد منها االضرار باألخرين ،فقد أجاز المشرع لإلدارة سلطة
توقيع الجزاءات التأديبية باتباع إجراءات اكثر تبسيطا واختصارا.
الفرع الثالث
Third Branch
االضراب المباغت
Sudden Strike
ويسمى باألضراب المفاجئ وفيه يفاجئ الموظفون أو العاملون في المرافق العامة أو
المنشأة باألضراب المباغت دون إخطار مسبق لإلدارة كي تتمكن من إجابة مطالبهم
المهنية .56وهو الذي يأتي في ومضة سريعة ويفاجئ صاحب العمل أو اإلدارة وبدون
سابق إنذار أو أخطار مسبق لصاحب العمل-اإلدارة -لحمله على إجابة المطالب المهنية.
75
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
في العراق وعلى الرغم من أن قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة االنتقالية لسنة 2004
نص على حق العراقي باألضراب وعلى أن يمارسه وفق القانون ،57إال أن هذا القانون
لم يصدر حتى بعد أن صدر دستور العراق لسنة 2005لينظم االضراب في المرافق
الوطنية أو المحلية .وهذا النوع من اإلضراب لم يشار اليه سواء في قانون انضباط
موظفي الدولة رقم 14لسنة 1991المعدل بالنسبة لموظفي الدولة ،أو قانون المالك
العراقي أيضا ،أو حتى بالنسبة لفئة العمال في قانون العمال النافذ لسنة ،2015مما
يستنتج منه بعدم مشروعيته إن حدث لعدم النص عليه وهذا في مجال القطاع الخاص،
واما في مجال القطاع الحكومي فهو محرم ويدخل تحت طائلة قانون العقوبات.
وفي مصر استلزم قانون العمل إخطار صاحب العمل باإلضراب واإلعالن السابق عن
المطالب المهنية والذي يتم بواسطة المنظمات النقابية واعالنه عن طريقها .58وكذلك لم
تسمح القوانين الوظيفية الحكومية ولوائحها التنفيذية لهذا النوع من االضراب لتأثيره
السيء على المرفق العام.
وفي فرنسا نظم المشرع الفرنسي األضراب الوظيفي لموظفي اإلدارة العامة ،حيث حرم
المشرع في المادة 31االضراب المفاجئ في المصالح أو المنشأت العامة ،وهو نتيجة
منطقية وطبيعية للزوم شرط األخطار عند إضراب الموظفين العموميين ،ويعد انتهاكا
صارخا ألحكام المادة 3من قانون 31يوليو 1963فيما قضت به من ضرورة اإلخطار
السابق لإلضراب ،فمن ناحية يتيح االخطار المسبق لإلضراب الفرصة للسلطة العامة
بالدولة لكي تتخذ في الوقت المالئم الوسائل الضرورية والالزمة لحماية االمن ،وتحقيق
سالمة واحتياجات الجمهور ،والتوفيق بين حق الموظفين العموميين في اإلضراب ،وبين
سير المرافق العامة وتوفير الحد األدنى من الخدمة أثناء اإلضراب على األقل ،ويكون
لها الوقت الكافي للمالءمة بين حقوق الموظفين وسير المرفق العام بانتظام واطراد.59
حيث اشترط المشرع الفرنسي االخطار للجهة اإلدارية قبل فترة زمنية لغرض اتاحة
الفرصة للدخول في مفاوضات لتسوية النزاع مع قيادات النقابات أو منظمي األضراب
حينما الزم المشرع األطراف التزام مدة االخطار وهي خمسة أيام ،وهي شرط لمشروعية
االضراب في فرنسا ،في حين لم يشترط االخطار المسبق في القطاع الخاص.60
76
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الفرع الرابع
Fourth Branch
اضراب التضامن
Solidarity Strike
وهو امتناع مجموعة من الموظفين أو العمال عن العمل بقصد التضامن مع مجموعة
أخرى من الموظفين أو العمال ،وتعتبر إضرابات يحركها احتجاج على انتهاك حق من
حقوق غير الطرف المضرب دعما لمواقف ذلك الطرف وتعزيزا له أو تضامنا معه،
ويحدث هذا التوقف من أجل الدفاع عن المصالح المهنية للموظفين أو العمال سواء بنفس
المرفق او مرافق أخرى.61
وقد اختلف الفقه حول مدى مشروعية هذا النوع من االضراب ،فذهب إلى التفرقة بين
إضراب التضامن الداخلي حيث يتعاون العمال المضربون مع زمالءهم بذات المنشأة
وهذا النوع يعد مشروعا وينتج عن ممارسته اعتبار مدته إجازة بدون أجر ،وإضراب
خارجي الذي يشكل خطأ جسيما يجيز انهاء عقد العمل ،فرب العمل ال يستطيع إجابة
مطالبهم في هذه الحالة لتعلقها برب العمل آخر ويؤيد بعض من الفقه المصري هذا
االتجاه.62
وذهب رأى آخر إلى القول بضرورة التسليم بمشروعية إضراب التضامن بصفة عامة
سواء كان التضامن داخليا أم خارجيا مادام هدفه تحقيق المطالب المهنية للعمال-الموظفين
او المكلفين بخدمة عامة -االخرين.63
في العراق فإن جانبا من الفقه يقرر بأنه يجب عدم االعتراف بإضراب التضامن ألسباب
سياسية حيث يعد إضرابا غير مشروع واالعتراف بأضراب التضامن ألسباب سياسية
يعد غير مشروع واالعتراف لألضراب التضامني ألسباب مهنية فقط .64وفي مصر فإن
حكم االضراب التضامني متروك للقواعد العامة لألضراب
بينما ذهب رأى أخر إلى صحة إضرابات التضامن بصفة عامة مادام الهدف منها تحقيق
مصلحة مهنية جماعية لمجموعات من العمال-الموظفين وهو الرأي الراجح في فرنسا
في الوقت الحاضر وتأخذ به محكمة النقض الفرنسية.65
وبدورنا نؤيد الرأي الذي انتهجه المشرع الفرنسي ضمن فضاء الديمقراطية والحرية
السياسية للموظفين او العاملين ولتعزيز حقوق االنسان قبل كل شيء بما ال يؤدي الى
الحاق الضرر بالمنتفعين من خدمات المرفق العام ،أو االضرار بالمرافق الحيوية
واالستراتيجية للبلد وعلى مختلف األصعدة.
77
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الفرع الخامس
Fifth Branch
االضراب المتكرر
Recurring Strike
وهو قيام الموظفين بالتوقف عن العمل توقفا متعددا ومتكررا مع بقاء الموظفين-العمال-
يتخللها انقطاع تام في بعض األحيان عن العمل ،يمتنع فيه عن الموظفين-العمال -عن
االلتحاق بمراكز عملهم أو يتأخرون عنه في أوقات منتظمة ويقومون باستئناف العمل
بعد ذلك ،كان يعتبر غير قانوني بالسابق وأصبح بعد ذلك قانونيا ،ولكن ترفع عنه الصفة
الشرعية إذا تخلل هذا اإلضراب تخريب ،لهذا يحتاج هذا النوع من اإلضراب إلى تنظيم
دقيق ودراسة مسبقة لألمور المتعلقة بفترات االنقطاع ومدته ومدى هذا االنقطاع وإلى
ما يهدف .66وهو من صور االضراب المشروع ألنه ال توجد أي نصوص تشريعية او
احكام قضائية تحرمه ،ولكون هذا اإلضراب في مجال المرافق العامة فقد يصبح غير
مشروع إذا تم استخدامه بشكل تعسفي ومتعارض مع مبدأ دوام استمرار سير المرفق
العام بانتظام واطراد ،ألن التوقفات المتكررة عن العمل قد تعوق اإلدارة عن اتخاذ
اإلجراءات الالزمة والضرورية لضمان استمرار الخدمة العامة وذلك بتوافر الحد األدنى
للخدمة.67
ولقد خول المجلس الدستوري الفرنسي السلطة التشريعية إمكانية اتخاذ إجراءات تشريعية
للحد من هذا الشكل من االضراب الذي يخل بمبدأ دوام سير المرفق العام بانتظام واطراد
ويخرج عن اهداف حرية التعبير .68وقد ذهبت محكمة النقض الفرنسية إلى تقرير
مشروعيته في حكمها الذي أصدرته في 6نوفمبر عام 1958على انه "قصر مدة التوقف
عن العمل ال يمنع أو ال يحجب مشروعية االضراب قصير المدة التحذيري ،ومن ثم فإنه
يشكل ممارسة مشروعة لحق اإلضراب" .69وتباين الفقه الفرنسي بين مؤيد ومعارض
لهذا النوع من االضراب .بينما لم يتطرق الفقه والقضاء لحكم هذا اإلضراب باستثناء
تعريفه ويجب ترك حكمه للقواعد العامة.70
ونقول انه من الممكن لهذا االضراب من أن يصبح مشروعا إذا تضمن شرطا وهو
اخطار السلطات في الدولة بالقيام باإلضراب العام إذا لم تستجاب مطالبهم متى كانت
مشروعة وممكنة.
78
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الفرع السادس
Sixth Branch
اإلضراب البطيء
Slow Strike
لكي يتحقق اإلضراب المهني السليم فإنه يلزم أن يكون هناك توقف كامل عن العمل
وبصورة جماعية ،ولكن في اإلضراب البطيء فأنه يقوم على فكرة اإلبطاء في معدل
العمل دون التوقف التام فيؤدي إلى انخفاض في اإلنتاج ،حيث يكون الموظفين-العمال-
متواجدون في المرافق العامة ويؤدونه ،ولكن بشكل بطيء.71
وقد اختلف الفقه حول مشروعيته ،ذهب البعض من الفقه الفرنسي إلى اعتبار اإلبطاء من
العمل كالتوقف الكامل ويعد صورة من صور اإلضراب ،فاإلبطاء في حد ذاته ينطوي
على اتفاق جماعي يرمي العاملون من خالله الضغط على اإلدارة لتحقيق مطالبهم
المشروعة ومن ثم يتوافر فيه عنصر اإلضراب.72
اما الرأي االخر فقد ذهب إلى أن اإلبطاء في أداء العمل ال يعتبر من صور اإلضراب،
أي أنه غير مشروع لتخلف عنصر التوقف عن العمل ،كما أنه يعتبر تنفيذ سيء لعقد
العمل ألنه يتعارض مع مبدأ حسن النية في تنفيذ العقود ويشكل خطأ تعاقدي جسيم يبرر
توقيع العقوبات عليه.73
وبدورنا نؤيد الرأي الثاني ألنه يتقاطع مع مفهوم االضراب من حيث التوقف كلية عن
العمل وهي الصورة التقليدية له ،كما أن استخدامه في المرافق العامة من شأنه أن يهين
سلطة الدولة ويتعارض مع االخالقيات المهنية ،وتأثر المرفق في تقديم خدماته بصورة
منجزة وسريعة مما يؤثر على إنتاجية الدولة ،ويبرر إيقاع العقوبات التأديبية بحق
المضربين وحتى من دون تعويض.
وكذلك الحال بالنسبة للقضاء ،فقد ايدت محكمة النقض الفرنسية على عدم مشروعية
االضراب البطيء بسبب أنه إذا كان االضراب يسمح للموظفين أو العمال بوقف عقود
عملهم دون انهائها فإنه ال يبرر لهم تنفيذ عملهم بشروط أخرى ،وأن االبطاء في أداء
العمل دون التوقف الكلي الحقيقي ال يمكن وصفه باألضراب المشروع .74ولكن مهما قيل
عن هذه الصورة من األضراب هو من النوع النادر لقلة فعاليته في تحقيق المطالب
العمالية.75
79
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الفرع السابع
Seventh branch
االضراب في مكان العمل وأدواته ووسائل اإلنتاج
The Strike in the Workplace, its Tools and Means
of Production
إذا كان اإلضراب هو أحد صور التعبير عن الرأي لتحقيق مطالب مهنية ،فأنه ال
يجوز استعماله بالشكل الذي يرتب عليه تعطيل سير العمل بالمرفق العام من خالل
ممارسته في مقار العمل ،ألن ممارسة اإلضراب والقيام به داخل مقار العمل يترتب عليه
تعطيل العمل كليا ويضر بمصلحة المنتفعين بخدمات المرفق ،فضال عن أنه يعوق
ممارسة الموظفين غير المضربين عن أداء أعمالهم ،لذلك حظر التشريع والقضاء على
ممارسة االضراب داخل مقار العمل ألن هذه األماكن ما وجدت إال للعمل فقط وما يلحق
بضرورات سير المرفق العام بصفة منتظمة ،وللحفاظ على مكان العمل من أي اعمال قد
تهدد مقارها من اتالف المباني وحرق األوراق أو أي أعمال عنف أخرى من شأنها تدمير
المرفق.76
في العراق ونتيجة لعدم مشروعية هذا االضراب ألنه يؤدي إلى اإلضرار بحرية العمل،
فقد جرمه قانون العقوبات العراقي بالحبس مدة ال تقل عن سنة كل من اعتدى على
موظف ،أو مكلف بخدمة عامة ،أو مجلس ،أو هيئة رسمية ،أو محكمة قضائية ،أو إدارية
اثناء تأدية واجباتهم أو بسبب ذلك...الخ" .77أي أن المشرع العراقي جرم هذا النوع من
االضراب.
وفي مصر يجمع الفقه المصري على عدم مشروعية اإلضراب مع احتالل أماكن العمل
ألنه ينطوي على اعتداء على حرية العمال -الموظفين والمكلفين بخدمة عامة -غير
المضربين وجريمة انتهاك حرمة ملك الغير .78جرمه قانون العقوبات المصري بالحبس
مدة ال تزيد على 6أشهر أو بغرامة مائتي جنيه مصري.79
وفي فرنسا اختلف الفقه الفرنسي في مشروعية هذا النوع من االضراب وفرق بين
حالتين ،فإذا كان االحتالل المؤقت ألماكن غير مخصصة للعمل فقد اعتبره اضرابا
مشروعا ،وأما إذا كان االحتالل ألماكن مخصصة للعمل فيوجد رأيان بحيث ذهب جانب
من الفقه والقضاء الفرنسي إلى مشروعية هذا النوع من االضراب على أساس اعتباره
صورة من صور االضراب باإلضافة إلى توفر عناصر االضراب .80وذهب جانب أخر
ويمثله غالبية الفقه والقضاء الفرنسي إلى أن االضراب يكون غير مشروع ويشكل خطأ
جسيما يبرر لصاحب العمل فصل العمال -الموظفين او المكلفين بخدمة عامة-المضربين
دون اخطار سابق أو تعويض ،ويترتب عليه ضرورة طرد العمال -الموظفين او المكلفين
بخدمة عامة -المضربين من أماكن العمل على أن يصدر أمر قضائي بطرد هؤالء العمال
80
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
وذلك على أساس أن احتالل أماكن العمل يمثل اعتداء صارخ على بعض الحقوق األخرى
التي تتمتع بحماية قانونية خاصة .81وقد حكم القضاء اإلداري بعدم شرعية هذا االضراب
حيث أكدت المحكمة اإلدارية في باريس في حكم صادر لها في 29تموز 1955جاء
فيه" أنه إذا كان يمكن وصف توقف السيد ( )Redonعن العمل في الظروف التي حدثت
فيها ممارسة طبيعية لحق االضراب ،فإن قيام هذا الموظف أثناء الوقت الذي رفض فيه
القيام بوظائفه بشغل المكان اإلداري الذي ال يمكن أن يكون له أي حق فيه إال بقصد
ضمان سير العمل في المرفق العام المخصص له هذا المكان ألن هذه هي غاية األماكن
اإلدارية ،يمثل استعماال تعسفيا للحق المذكور".82
المطلب الثالث
The Third Requirement
مدى مشروعية االضراب
The Legality of the Strike
إذا كان اإلضراب يعني التوقف الجماعي عن العمل كوسيلة للضغط على اإلدارة بقصد
التعبير عن أمر معين يتعلق بتحسين ظروف العمل وبقصد القيام بشيء معين ،اختلف
الفقه بين مؤيد ومعارض له .سنتناوله من خالل الفروع األتية:
الفرع األول
First Branch
االتجاه الفقهي المعارض لإلضراب
The Ideological Trend Opposing the Strike
استند هذا االتجاه على عدد من التبريرات في معارضة االضراب وهي:
-1إن القول بتقرير اإلضراب ومنحه الشرعية يتنافى مع مبدأ سير المرفق العام بانتظام
واضطراد وتعطيل المصلحة العامة ومصلحة المتعاملين مع اإلدارة على السواء ،حيث
ال يجوز السماح بتوقف هذه الخدمة ألنه يعمل على تعطيل المصلحة العامة ومصلحة
االفراد المتعاملين مع اإلدارة على حد سواء .83ويهدر مبدأ أساسي في القانون اإلداري
أال وهو مبدأ سير المرفق العام بانتظام واطراد
-2إن القول بشرعية اإلضراب وتقريره للموظف العام يتنافى مع وضع الدولة وما لها
من سلطة عامة سياسية وما يتطلبه من واجب الوالء للدولة ،في الوقت الذي يعتبر فيه
اإلضراب عمال من أعمال التحدي خاصة إذا كان اإلضراب عاما أو شامال فإنه يعد في
هذه الحالة عمال شبه ثوري.84
81
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
-3إن هناك اختالفا بين وضع الموظف العام والشخص العامل في القطاع الخاص من
حيث تقرير الحق في اإلضراب على وجه الخصوص ،فالموظف العام يشغل مركزا
تنظيميا-الئحيا-وبالتالي تسري عليه األحكام الخاصة بالوظيفة العامة والتي يتم تحديدها
بأداة تنظيمية تصدرها السلطة العامة بإرادتها المنفردة ،وبالتالي فليس هناك مجال
للتفاوض او الضغوط لمناقشة الشروط واألوضاع كما يحدث في القطاع الخاص.85
-4إن اإلضراب وإن اعتبر حقا بمعنى الكلمة ،إال أنه يرتبط قبل كل شيء بعناصر
خارجية تتمثل في الظروف السياسية واالجتماعية للدولة التي يمارس اإلضراب فيها،
ويشترط لالعتراف لطائفة معينة بحق اإلضراب أن تكون هذه الطائفة على مستوى معين
من الوعي والنضج ،ومن ثم فإن حق اإلضراب حق معلق على شرط وهو بلوغ
الموظفين-العمال-األهلية الكاملة والنضوج والوعي والقدرة على تحمل المسئولية
والتمييز بين الصالح العام والخاص.86
الفرع الثاني
Second Branch
االتجاه الفقهي المؤيد لإلضراب
Jurisprudential Trend in Favor of the Strike
استند هذا االتجاه على مجموعة من المبررات التي ايدت اإلضراب وهي:
-1أن اإلضراب يعتبر من المظاهر المميزة لحرية التعبير عن الرأي بالنسبة للموظف
العام إذا كانت الدول تغلب مصلحة الموظف على المصلحة العامة ،بحيث تجعله حقا
ووسيلة للتعبير عن الرأي استنادا إلى مبدأ السلطة الرئاسية الذي يحكم سلوكيات الموظف
العام ،حيث تغيرت النظرة للسلطة الرئاسية وفقا لنظريات اإلدارة وأخذت تتجه باتجاه
المشاركة وإسهام المرؤوسين في إبداء الرأي بدرجة أخذت بالتزايد في إدارة المرافق
التي يعملون بها.87
-2إن اإلقرار للموظفين العموميين بالحق في اإلضراب ليس مطلقا وإنما هناك العديد من
الضوابط والقيود التي من شانها الموازنة بين مبدأ سير المرفق العام بانتظام ،وإسداء
خدماته إلى الجمهور بشكل مستمر ،وحق الموظف العام في التعبير عن رأيه تجاه ما يلم
به من مشاكل وأحداث مستخدما اإلضراب كوسيلة للضغط على الحكومة لتلبية مطالبه.88
-3إن منع الموظفين العموميين من اإلضراب مع االعتراف للعاملين في القطاع الخاص
باإلضراب مع مراعاة التقارب الواضح بين التنظيم القانوني لألوضاع وظروف العمل
بالنسبة للعاملين في القطاع الخاص والموظفين العاملين في المرافق االقتصادية
والصناعية والتجارية هو امر غير منطقي.89
82
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
-4إن االعتراف بالحق النقابي للموظفين يستتبع بالضرورة االعتراف لهم بالحق في
اإلضراب كأحد األسلحة الهامة والفاعلة للعمل النقابي وتحقيق أهدافه ،وأن أنكار هذا
الحق سيؤدي إلى التقليل من شأن العمل النقابي إلى حد كبير لتجريده ألهم أسلحته في
سبيل المطالبة بالمصالح واألهداف المهنية ،ألن الحق في اإلضراب سالح ذو حدين يعتبر
من جهة وسيلة لتحقيق مصالح الموظفين العموميين ومن جهة وسيلة فعالة لممارسة حقهم
النقابي.90
-5إن القول بعدم شرعية اإلضراب نظرا لضرورة سير المرفق العام بانتظام واضطراد
وعدم تأثر المرفق العام وحاجات األفراد بمتطلبات الموظفين ،ومن أن وضع الموظف
العام يختلف عن الشخص العامل في القطاع الخاص فيه مغالطة إلى حد كبير ،فهناك
العديد من األشخاص في نطاق القانون الخاص -والذين ال تنطبق عليهم أحكام الوظيفة
العامة -ومع ذلك يتولون أعماال هامة ال غنى للجمهور عنها في الحياة اليومية ومع ذلك
ال ينكر أحد حق االعتراف لهم بحق اإلضراب .91مثال إضراب العاملين في بعض
المشروعات العامة مثل الصيادلة من شأنه أن يلحق الضرر البالغ بالمصلحة العامة أكثر
مما يترتب على إضراب بعض طوائف الموظفين.
ومن خالل استعراض اآلراء الفقهية والتي كانت تدور بين المعارض والمؤيد لممارسة
حق اإلضراب ،إال أننا نؤيد الرأي الفقهي المؤيد لإلضراب إذا ما اتبعت التعليمات
المقررة في القانون وبعد إخطار اإلدارة بموعد وفترة اإلضراب ومكانه باعتباره احد
وسائل التعبير عن الرأي ،ووسيلة للدفاع عن المصالح االقتصادية واالجتماعية وأثرت
على الجوانب المالية للموظف مع مالحظة عدم ممارسته في األماكن االستراتيجية
واالقتصادية الحيوية الكبرى عن بقية المرافق العامة األخرى بحيث ال يؤدي إلى
اإلضرار بالغير ،أو يجعل حياة الناس أو صحتهم أو امنهم في خطر ،أو يحدث اضطرابا
أو فتنة بين الناس أو يعطل مرفقا عاما.
المبحث الثالث
The Third Topic
ضوابط وقيود ممارسة حق االضراب واالثار المترتبة عليه
Controls and Restrictions on Exercising the Right to
Strike and its Implications
يعد اإلضراب من الوسائل المحفوفة بالمخاطر والتي يلجأ اليه الموظفين لتحقيق مطالبهم،
ولتقليل االثار السلبية التي تنجم عن االضراب وتأثر الخدمات التي تقدمها المرافق العامة،
83
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
تتعدد وتتنوع الضوابط والقيود التي ترد على ممارسة حق االضراب والتي جعلت منه
حقا مقيدا وليس حقا مطلقا .وأثارا تترتب عليه سنتناولها من خالل المطالب االتية- :
المطلب األول-ضوابط ممارسة حق اإلضراب.
المطلب الثاني-قيود ممارسة حق اإلضراب.
المطلب الثالث-األثار القانونية لإلضراب
المطلب األول
The First Requirement
ضوابط ممارسة حق االضراب
Rules for Exercising the Right to Strike
بما أن حق اإلضراب ليس حقا مطلقا من كل قيد ،بل فرضت عليه مجموعة من الشروط
التي يجب توافرها بما يكفل ممارسته بما يتفق والغرض الذي شرع من أجله .وسنتناولها
من خالل الفروع االتية:
الفرع األول-أن يتم ممارسة اإلضراب وفق النظام العام وعدم التعسف في استعماله.
الفرع الثاني-التوفيق بين الحق في اإلضراب وضمان استمرار سير المرافق العامة.
الفرع الثالث-حظر صور معينة من اإلضراب.
الفرع الرابع-حظر اإلضراب لبعض الموظفين العموميين في المرافق العامة والمنشأت
الحيوية واإلستراتيجية.
الفرع األول
First Branch
أن يتم ممارسة االضراب وفق النظام العام وعدم التعسف في استعماله
That the Strike be carried out in Accordance with the Public
Order and not be Abused in its Use
وفيه يتم األضراب وفق النظام العام وعدم االلتزام به يجعل من ممارسته غير مشروعة،
فالنظام العام الذي يتمثل في أعمال الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية يجب أن تتم
تصرفات األفراد في حدود هذه االعمال ،وليس خارج الحد الذي يسمح بتجاوز هذا الحد،
ونتيجة الرتباط النظام العام بالقانون فإن المشرع سيكون هو المصدر الرئيس له ،وكما
يمكن ان يكون للقضاء دور بارز في انشائه.92
والقاعدة العامة هي أن المشرع هو صاحب االختصاص األصيل في تنظيم حق االضراب
في المرافق العامة ،فحق االضراب يجب أن يمارس في إطار القوانين التي تنظمه حيث
أكد عليه دستور فرنسا لسنة 1958المعدل لسنة 2008الذي جاء فيه" يحدد القانون
84
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
القواعد المتعلقة بما يلي :الحقوق المدنية والضمانات األساسية التي يتمتع بها المواطنون
لممارسة الحريات العامة والحرية...الخ" .93وهذا يعني أن المشرع هو المختص في تنظيم
حق االضراب وتختص الحكومة بوضع القواعد التفصيلية موضع التنفيذ .ولكن ماذا لو
لم ينص أو ينظم المشرع هذا الحق؟
وقد ورد في أحد األحكام الفرنسية مفهوم النظام العام في مجال االضراب في
قضية" "Dehaeneفي سنة 1950جاء فيه" ،..وإنه في ظل غياب هذا التنظيم التشريعي
فإن االعتراف بحق االضراب ال يعني استبعاد القيود التي يتعين أن ترد على هذا الحق
شأنه شأن أي حق أخر بقصد منع التعسف في استعماله أو أن يكون متعارضا مع
ضرورات ومقتضيات النظام العام ،"..وهو حكم أقر حق االضراب ولكنه ليس مطلقا من
كل قيد وانما أعطى الحكومة الحق في التدخل من أجل وضع القيود على ممارسة هذا
الحق تحت رقابة القضاء من أجل ضمان الحد األدنى المطلوب لتيسير مرافق الدولة،
وعدم تهديد العناصر األساسية للنشاط الحكومي أو تعريضه للخطر والذي يمثل إخالال
جسيما بالنظام العام ويملك الوزير بالتالي حظره إذا أدى االضراب إلى انقطاع سير
المرافق العامة.94
كذلك يجب أن ال يتعسف في استخدام هذا الحق ألنه يعد تعطيال وإلغاء لذات الحق باعتباره
كالنظام العام ومخالفته يصبح الفعل المرتكب مخالفا للقانون ،وحيث أن االضراب في
المرافق العامة يعد خروجا على النظام العام لحيوية المرافق العامة وضرورتها للجماعة
تتكفل الدولة بحسن سيرها بانتظام واضطراد ،لذلك ال بد للدولة من تقييد هذا الحق
وتنظيمه عند اللجوء اليه واالخالل بتلك القيود يحول االضراب إلى وسيلة غير
مشروعة .95ويجب أن تكون هناك جهة تعمل على سد الفراغ التشريعي فيما لو لم يكن
هناك تشريعا ينظم هذا الحق ،وتكون اإلدارة هي األقدر على هذا النقص التشريعي
بوصفها المسؤولة عن حسن سير المرافق العامة ،وتكون الجهة اإلدارية التي لها صالحية
وضع القيود أو الضوابط المنظمة لألضراب هي اإلدارة بحسب تدرجها .في فرنسا فقد
أشار الدستور الفرنسي في المواد 37 ،34 ،21لرئيس الوزراء أن يتخذ بطريقة المراسيم
اإلجراءات الضرورية لوقاية النظام العام واستمرار سير المرافق العامة ،واعترف
للوزير من قبل مجلس الدولة بان يقيد االضراب بواسطة منشورات دورية ويمارس
سلطته الالئحية.96
85
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الفرع الثاني
Second Branch
االستفتاء
Referendum
ويقصد به التصويت على اعالن اإلضراب أو انتهائه على أن تلتزم األقلية برأي األغلبية،
أو هي معرفة رأي العمال-الموظفين -في اللجوء إلى اإلضراب أو العودة إلى العمل بعد
انتهاء اإلضراب عن طريق االقتراع السري بين العمال-الموظفين -المضربين مع التزام
األقلية برأي األغلبية .97ولكن هل االستفتاء كإجراء سابق لإلضراب هو أمر جوازي أم
وجوبي؟
في التشريع العراقي فإنه أصال لم يأخذ بهذا االجراء ولم ينظمه سواء في القطاع الخاص
أو القطاع العام ،وفي التشريع المصري اعتبره المشرع في قانون 12لسنة 2003امرا
وجوبيا قبل اإلضراب بموجب احكام المادة 192والتي تنص على وجوب االستفتاء من
قبل مجلس إدارة النقابة العامة وبأغلبية الثلثين من عدد أعضائها قبل لجوء اللجنة النقابية
إلى األخطار ،هذا بالنسبة الى عمال القطاع الخاص وال يوجد مثل هذا في القطاع العام.
وفي فرنسا لم يشر المشرع الفرنسي إلى وجوب اللجوء إلى االستفتاء قبل إعالن
اإلضراب من خالل تنظيمه لحق اإلضراب في نصوصه الدستورية ،ما جعل الفقه
الفرنسي يستقر على أن اللجوء إلى االستفتاء كإجراء سابق على إعالن اإلضراب اجراء
غير وجوبي ألنه يهدد رأي األقلية والذي يعد اعتداء على حرية العمل للعمال-الموظفين-
غير المضربين ،وهو ما أيدته محكمة النقض الفرنسية في العديد من احكامها حيث قررت
أنه في ظل غياب التشريعات التي طالب بها المشرع لتنظيم حق اإلضراب ،فإنه ال يجوز
لصاحب العمل التمسك بعدم مشروعية اإلضراب لعدم إجراء العمال-الموظفين -االستفتاء
قبل اإلعالن عنه.98
الفرع الثالث
Third Branch
االخطار
Notice
وهو إجراء شكلي أقرته معظم التشريعات التي نظمت حق اإلضراب ليسبق اإلضراب
في القطاعين العام أو الخاص ،ويقضي بضرورة قيام العمال أو الموظفين أو من ينوب
عنهم بأبالغ صاحب العمل-اإلدارة -وقبل مدة محددة بعزمهم على البدء في تنفيذ
اإلضراب ،ومدته ،واألسباب الداعية له ،والمطالب التي يسعون إلى تحقيقها للحيلولة
دون وقوع اإلضرابات المفاجئة وما تسببه من اضرار على صاحب العمل أو المرفق
86
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
العام ،إضافة إلى إتاحة المجال إلدارة المرفق العام التخاذ اإلجراءات الكفيلة بحفظ النظام
وتوفير االحتياجات الالزمة للمواطنين وتخفيف أثار اإلضراب.99
ويعد اإلخطار المسبق إحدى الضمانات التي تمنح لإلدارة حتى تتخذ اإلجراءات الالزمة
والمناسبة قبل شروع جماعة الموظفين في اإلضراب ،بما فيها االحتياطات اإلدارية
المناسبة في مواجهة حالة التوقف الجماعي للموظفين.100
في التشريع العراقي جاء في قانون العمل النافذ على المنظمة العمالية أو ممثلي العمال
المنتخبين في حالة عدم وجود تنظيم نقابي في المشروع التي تنوي إجراء إضراب أن
ترسل اشعارا خطيا إلى الوزارة والطرف األخر قبل موعد هذا االضراب ب 7أيام،
يتضمن األسباب التي دعت إلى اإلضراب والمدة الزمنية ،وعلى أن يكون سلميا.101
متضمنا كافة المعلومات التي تطلبها القانون من أسماء وعناوين أطراف النزاع،
وموضوع النزاع والوقائع ،وأي اجراء اتخذ لحل النزاع.102
وفي التشريع المصري ومن خالل االطالع على قانون العمل النافذ رقم 12لسنة ،2003
فقد نص على ضرورة إخطار صاحب العمل أو الجهة اإلدارية مقدم من منظمته النقابية
بعد موافقة مجلس إدارة النقابة العامة وبأغلبية ثلثي األعضاء وعلى أن يقدم اإلخطار قبل
عشرة أيام من بدء اإلضراب على األقل منعا لإلضرابات المفاجئة وما تسببه من ضرر
للمرفق .103وفي مجال الوظيفة العامة يجب اخطار الجهة اإلدارية التي يعمل بها
الموظفون المعينون وكذلك اللجنة اإلدارية المختصة وهي وزارة القوى العامة والتشغيل
أو مديريتها أو مكتب القوى العاملة الذي يقع في دائرة اختصاصه مقر المنظمة النقابية
المعنية ويقدم كتابة.104
وفي التشريع الفرنسي وفي إطار التنظيم القانوني لإلضراب في المرافق العامة .فقد نص
قانون( )31لسنة 1963على ضرورة االخطار السابق باإلضراب ،وتكمن أهميته في
التوفيق بين ممارسة حق اإلضراب ،وبين ضرورة سير المرافق العامة ،والتقليل من
االضرار التي يمكن ان تترتب عليه ،وأن يصدر اإلخطار من النقابة األكثر تمثيال وذلك
بإبالغ جهة اإلدارة اعتزام اإلضراب بخمسة أيام ،وينبغي أن يشمل اإلخطار على حيثيات
اإلضراب ،ومكانه ،ومدته ،وساعة ابتدائه ،وفي حالة تقديم األخطار فأنه ال يكون هناك
التزام على الجهة المقدمة لألخطار بالرد عليها وعلى الرقابة المقدمة باألضراب بعد
انقضاء مدة خمسة أيام مع التزام األطراف بالتفاوض.105
وبعد االطالع على كال التشريعين المصري والعراقي نالحظ أنهما نظما هذا الحق بالنسبة
لعمال القطاع الخاص ،ولم ينظماه في قانون الخدمة المدنية والئحته التنفيذية في مصر،
أو في قانون الخدمة المدنية العراقي وقانون المالك أو قانون انضباط موظفي الدولة
87
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
والقطاع العام النافذين مما يقتضي تنظيمه .على عكس المشرع الفرنسي الذي كان موفقا
بذلك.
الفرع الرابع
Fourth Branch
أن يتم اإلضراب عن طريق النقابة للدفاع عن مصالحهم المهنية واالقتصادية
واالجتماعية
That the Strike be carried out by the Union to Defend Their
Professional, Economic and Social Interests
يلتزم جميع الموظفين والمستخدمين العموميين بالمشاركة في تنظيم وتسيير المرافق
العامة ،ألنه جوهر مبدأ الديمقراطية اإلدارية ،ويتمثل في حق المراقبة والمشاركة في
إدارة المرافق العامة وشؤونه الوظيفية ،والسماح للموظفين بتشكيل نقابات وظيفية
لإلحساس بهذه المسؤولية التي أضحت وسيلة للضغط على السلطة العامة في الدولة
للتعبير عن مطالبهم المهنية من خالل أجهزة تتولى الدفاع عن حقوقهم القانونية ،ويتعلق
األمر بالحق في إنشاء النقابات واالنضمام اليها ،وهو حق جماعي يهدف إلى الدفاع عن
المصالح المهنية للموظف العمومي ،ألن هذا األخير ضعيف بمفرده قوي بغيره وتنظيمه
ويستطيع تبليغ صوته للجهات المعنية .106وفي هذا ال يجوز أن يتم اإلضراب بمبادرة من
العمال-الموظفين-أنفسهم دون اشتراك النقابة معهم ،وإذا لم توجد نقابة لهم ،فتكون النقابة
العامة للعمال التي ينتمون اليها ممثال لهم ،والقانون عندما يعطي هذا الحق فقد اوجب أن
يكون من خالل النقابة ويصدر عنها اخطار االضراب من النقابة األكثر تمثيال على
المستوى القومي في الفئة المهنية أو المؤسسة المهنية أو المرفق المعني بحيث ال يكون
اإلضراب مشروعا إال إذا كان منظما عن طريق إحدى النقابات التي تتوفر لها الصفة
التمثيلية.107
فالنقابة تقوم بدور كبير ال يستهان به في جميع مراحل االضراب ،فهي تدرس فرص
نجاح االضراب وحجم المشاركة به في المرحلة السابقة على االضراب ،ويمكن لها أن
تستفتي العمال-الموظفين -لمعرفة رأي العمال في اللجوء اليه وأثناء االضراب من خالل
من خالل أنشاء لجان االضراب ،ودورها في إنهاء االضراب من خالل اجراء المفاوضة
الجماعية مع صاحب العمل من أجل حل النزاع القائم.108
في دستور العراق الذي جاء فيه" تكفل الدولة حق تأسيس النقابات واالتحادات المهنية او
االنضمام اليها وينظم ذلك بقانون" .109ولكن يسري قانون النقابات العراقي على العمال
المشمولين بأحكامه من عمال القطاع الخاص والمختلط والتعاوني .110دون أن يسري
88
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
على موظفي الدولة العموميين في المرافق العامة لها .إذ عده المشرع جريمة قانونية
بموجب قانون العقوبات العراقي رقم 111لسنة 1969المعدل.
اما في مصر فنجد أن الدستور المصري أقر " إنشاء النقابات واالتحادات على أساس
ديمقراطي حق يكفله القانون ويكون لها الشخصية االعتبارية وتمارس نشاطها بحرية
وتسهم في رفع مستوى الكفاءة بين أعضائها والدفاع عن حقوقهم وحماية مصالحهم".111
وبهذا النص يكون المشرع قد اسند لنقابات الموظفين دورا هاما في مجال الدفاع عن
مصالح الموظفين كونها حلقة الوصل بينهم وبين سلطات اإلدارة في المرفق ،لهذا هي
تحتكر إعالن وتنظيم االضراب في المرفق الخاص على عكس المشرع الفرنسي الذي
اسندها في إطار العاملين في المرفق العام ،أي أن المشرع الفرنسي سمح باألضراب من
جانب العمال وحدهم دون الحاجة إلى نقابة عمالية.
وفي فرنسا .اعطى المشرع الفرنسي مهمة تنظيم االضراب وإعالنه في المرافق العامة
إلى النقابات العمالية وفقا للمادة 521-3من قانون العمل الفرنسي ،وكذلك المسار الذي
انتهجه نظيره كل من المشرع المصري في قانون العمل لسنة 2003دورا مهما وخطيرا
للنقابات بصدد حق العمال في االضراب السلمي بمقتضى نص المادة 192من القانون
من االضراب السلمي في كافة مراحله دفاعا عن مصالحهم المهنية واالقتصادية
واالجتماعية وفقا للحدود واإلجراءات والضوابط المقررة ،وكذلك المنهج الذي انتهجه
المشرع العراقي عندما تمت اإلشارة الى مصطلح النقابة واالتحادات أو ممثلي العمال
عندما أشار إلى االتفاقات والمفاوضات الجماعية في المادة 146الفقرة أوال والفقرة (ه)
منه.
ولكن هذا بالنسبة لفئة العمال في القطاع الخاص ،اما بالنسبة لفئة الموظفين العموميين
في المرافق العامة فانه ال توجد مثل هذه اإلجراءات ،ألنه لم يتم االخذ باألضراب وتنظيمه
بصورة مباشرة بقانون خاص في كل من مصر والعراق ،على الرغم من أن كال البلدين
صادقوا على العهد الدولي للحقوق االجتماعية واالقتصادية ،وحتى النص عليه صراحة
بدستور مصر لسنة ، 2014وضمنيا في دستور العراق لسنة 2005أو احكام القضاء
لذلك فإن االعتراف بالحق النقابي للموظفين وحقهم في إنشاء نقابات مهنية لم يعد وسيلة
من وسائل الضغط على السلطة العامة في الدولة ،وهي همزة وصل بين العمال وأرباب
العمال للتعبير عن مصالح الموظفين المنتمين اليها من خالل أجهزة تتولى الدفاع عن
حقوقهم في حدود القانون ،وفي هذا الشأن تقوم النقابات الوظيفية في فرنسا بالتفاوض
دائما مع الحكومات بشأن كل المسائل التي تتعلق بالموظفين وتقوم أحيانا بإبرام اتفاقيات
مع المسؤولين بالدولة تحقيقا لمطالب الموظفين .112فكل فرد يمكن الدفاع عن حقوقه
ومصالحه من خالل النشاط النقابي وأن ينظم للنقابة التي يختارها ،وعقب اإلقرار
89
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
بمشروعية نقابات الموظفين في فرنسا منحها المشرع اختصاصات واسعة تكفل لها
المشاركة الفعلية في مجال شؤون الموظفين ورعاية مصالحهم.113
الفرع الخامس
Fifth Branch
االلتزام بالسلمية في االضراب في مكان العمل
Commitment to a Peaceful Strike in the Workplace
إذا كان اإلضراب هو أحد صور التعبير عن الرأي لتحقيق مطالب مهنية فال يجوز
استعماله بالشكل الذي يرتب عليه تعطيل سير العمل بالمرفق العام من خالل ممارسته
في مقار العمل ،ألن ممارسة اإلضراب والقيام به داخل مقار العمل يترتب عليه تعطيل
العمل كليا ويضر بمصلحة المنتفعين بخدمات المرفق ،فضال عن أنه يعوق ممارسة
الموظفين في القطاع الخاص غير المضربين عن أداء أعمالهم بينما منع ذلك على موظفي
القطاع العام الحكومي اصال ،لذلك حظر التشريع والقضاء ممارسة االضراب داخل مقار
العمل ،الن هذه األماكن ما وجدت إال للعمل فقط وما يلحق بضرورات سير المرفق العام
بصفة منتظمة ،وللحفاظ على مكان العمل من أي اعمال قد تهدد مقارها من إتالف المباني
وحرق األوراق أو أي أعمال عنف أخرى من شأنها تدمير المرفق .114وال يجوز استخدام
الهتافات المعادية للنظام الحاكم أو التحريض على النيل من أمن البالد ،والهدف من كل
هذا هو للحفاظ على استقرار البالد وعدم المساس بأمنها القومي ومصالحها العليا،
فاإلضراب في حقيقته هو وسيلة للتعبير عن استياء من أوضاع معينة غير صحيحة ،وقد
يترتب عليه تصحيحها ومن ثم يكتسب العمال حقوقهم المعطلة وتجنبا ألثار اإلضراب
السلبية على مصالح االفراد كان وال بد أن يكفل في إطار السلمية ووضع ضوابط حتى
ال يتم إساءة استعمال هذا الحق.115
في التشريع العراقي .حيث لم ينص قانون انضباط موظفي الدولة العراقي رقم 14لسنة
1991وقانون المالك على حق الموظف العام بممارسة اإلضراب أو التوقف عن العمل،
على عكس ما جاء في قانون العمل لموظفي القطاع الخاص النافذ" اللجوء إلى اإلضراب
السلمي لغرض الدفاع عن مصالح أعضائها المهنية واالقتصادية واالجتماعية".116
وكذلك في نص اخر " يجب أن يكون اإلضراب سلميا".117
وفي التشريع المصري كذلك لم ينص قانون الخدمة المدنية او الئحته التنفيذية لسنة 2016
على حق الموظف بممارسة اإلضراب ،ولكنه اجازه للعمال في قانون العمل الذي جاء
فيه انه" للعمال حق االضراب السلمي".118
90
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
وفي فرنسا فقد حرم مجلس الدولة الفرنسي استخدام العنف في االضراب واحتالل مقرات
العمل في حكم له صادر في 11فبراير 1966في قضية ( )Legrandحيث قرر انه
ليس للمضربين حق احتالل األماكن اإلدارية ألنها اعتداء على حق الملكية.119
المطلب الثاني
The Second Requirement
قيود ممارسة حق االضراب
Restrictions on Exercising the Right to Strike
إذا كان الغرض من ممارسة االضراب هو للدفاع عن المصالح المشروعة للموظفين
سواء في القطاع الحكومي أم في القطاع الخاص ولرفع الجور الواقع عليهم ،إال أن هذا
ال يعني اطالقه من دون قيود على ممارسته وإال فإنه سيقع تحت باب المسئولية
والمحاسبة .لذلك فهناك مجموعة من القيود التي ترد على ممارسة هذا الحق وسنتناولها
من خالل الفروع األتية:
الفرع األول
First Branch
اتباع الوسائل السلمية لتسوية منازعات العمل الجماعية
Follow Peaceful Means to Settle Collective Labor Disputes
ال يمكن للموظفين الشروع في اإلضراب إال بعد استنفاذ إجراءات التسوية الودية التي
تدخل في إطار الوقاية من النزاعات الجماعية في العمل وتسويتها ،والحديث عن
إجراءات التسوية الودية للمنازعات الجماعية في المؤسسات والمرافق العامة ،وتأتي هذه
اإلجراءات في حالة استمرار الخالف بعد دراسة وضعية العالقات االجتماعية والمهنية
داخل المرافق العامة بين ممثلي الموظفين وممثلي اإلدارات والمرافق العامة .120وهو
ما معمول به في فرنسا التي اقرت بحق االضراب لموظفيها ،بينما لم يسمح به المشرع
في العراق او في مصر بالنسبة لموظفي القطاع الحكومي العام ،ولكنه اجازه لفئة العمال
بعد استنفاذ الوسائل السلمية لحل نزاعات العمل الجماعية.
ومن هذه الوسائل مثال التفاوض المباشر والذي يعرف بأنه وسيلة نقابية ودية لتنظيم
شروط العمل وحل نزاعات العمل الجماعية التي قد تنشأ بين العمال والموظفين من جهة،
واإلدارة من جهة أخرى وقد تكون هذه الوسيلة وقائية قبل وقوع االضراب أو بعده بحيث
تكون هذه الوسيلة حائال دون وقوع االضراب وذلك بإيجاد الحلول المناسبة.121
في التشريع العراقي نظم المشرع المفاوضات الجماعية في قانون العمل من المادة 147
وإلى المادة 150منه ،وإذا كان المشرع العراقي قد أخذ بهذه الوسيلة في القطاع الخاص،
91
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
فإنه لم يسمح بها لموظفي الدولة العموميين ألنه لم ينص أو يسمح لموظفي الدولة بممارسة
حق االضراب.
وفي التشريع المصري ألزم المشرع في قانون العمل رقم 12لسنة 2003بأجراء
المفاوضات إذا ثار خالف أو نزاع جماعي داخل إطار العمل أو بسببه ،وجب على طرفي
النزاع الدخول في مفاوضات جماعية لتسوية ودية ،حيث جاء فيه" إذا ثار نزاع وجب
على طرفيه أو ممثليهما السعي لتسوية وديا عن طريق المفاوضة الجماعية" .122ولكن
هذه الوسيلة إذا كانت تستخدم في القطاع الخاص فأنها ال تستخدم في القطاع العام.
وفي فرنسا التي تعد من أوائل الدول التي اعترفت بمشروعية تكوين النقابات العمالية
واالنضمام اليها ،فقد اعترف للموظفين العاملون في المرافق العامة بهذا الحق في أواسط
القرن العشرين فأصبحت المفاوضات الجماعية إحدى وسائل العمل النقابي اكد عليها
دستور فرنسا لسنة 1946في الفقرة 8من مقدمة الدستور التي نصت" أن لكل عامل أن
يشارك بواسطة ممثليه في التحديد الجماعي لشروط العمل" ،وكذلك دستور 1958ثم
أضحت المفاوضات الجماعية مفروضة بموجب قانون العمل الفرنسي الصادر في
أكتوبر 1982ونوفمبر 1982حيث نصت الفقرة الصادرة في 13نوفمبر 1982والتي
قررت بإلزامية أن يتفاوض صاحب العمل بالتفاوض الجماعي مع النقابات المعنية.
وهناك أيضا وسيلة التوفيق والتي تعد احدى صور المفاوضات الجماعية التي تجري بين
العمال وأصحاب العمل إثر نزاع عمل قائم بينهم بغية وضع حل لهذا النزاع ،حيث يساعد
التوفيق على تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع في سبيل الوصول إلى حل يرضي
جميع األطراف على مائدة المفاوضات عن طريق طرف ثالث يتميز بالحياد
واالستقالل .123والتوفيق قد يكون اختياريا أو اجباريا.
وفي التشريع العراقي الذي اخذ بوسيلة التوفيق االجباري في قانون العمل الحاص
بموظفي القطاع الخاص الزم المشرع بإبالغ وزير العمل ورئيس اتحادات نقابات العمال
بالنزاع مع خالصة وافية عنه ،أي أن أي إضراب يتم اللجوء اليه دون اللجوء إلى التوفيق
هو إضراب غير مشروع يبرر فصل العامل المضرب .124أما في التشريع المصري فقد
الزم طرفي النزاع الدخول في مفاوضات جماعية قبل اللجوء إلى االضراب .ولكن كال
التشريعين العراقي والمصري لم يأخذا بهذه الوسيلة في حل منازعات الوظيفة العامة.
وفي فرنسا ذهب جانب من الفقه الفرنسي إلى القول أن التوفيق االجباري الذي يتم بحكم
القانون عديم الفائدة عمليا ما دام العمال أو الموظفين المضربين غير ملزمين باللجوء إلى
التوفيق قبل اللجوء إلى االضراب.125
وهناك أيضا أسلوب الوساطة وهو من األساليب البديلة لفض النزاعات العمالية ،والتي
تقوم على توفير ملتقى لألطراف المتنازعة لالجتماع والحوار وتقريب وجهات النظر
92
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
بمساعدة شخص محايد وذلك لمحاولة التوصل إلى حل ودي تقبل به األطراف المتنازعة
ويطلق عليها البعض بالمصالحة.126
وقد نظم المشرع العراقي استخدام وسيلة الوساطة في المادة 159بجميع فقراتها في
قانون العمل النافذ رقم 37لسنة .2015وكذلك في التشريع المصري الذي اوجب قانون
العمل طبعا بالنسبة للقطاع الخاص دون الموظفين في القطاع العام أنه " إذا لم تتم تسوية
النزاع كليا خالل ثالثين يوما من تاريخ بدء المفاوضة جاز للطرفين أو ألحدهما أو لمن
يمثلهما التقدم بطلب إلى الجهة اإلدارية المختصة التخاذ إجراءات الوساطة" .127وواضح
من النص أن المشرع المصري أوجب والزم إتباع هذه الوسيلة لفض نزاعات العمل
الجماعية وحظر اللجوء إلى االضراب خالل ممارسة الوسيط مهمته.128
في التشريع الفرنسي الذي اخذ بهذا األسلوب كوسيلة اختيارية لتسوية نزاعات العمل
الجماعية ويستوي في ذلك أن يكون هذا النزاع بين العمال وصاحب العمل في القطاع
الخاص أو القطاع العام أو المرافق العامة إال إذا كانت هذه األخيرة خاضعة لنظام خاص
فيما يتعلق بالنزاعات التي تثور بين إدارة هذه المرافق وموظفيها .129ومتى وجد هناك
اتفاق جماعي ساري المفعول يتضمن شرطا يقضي بعرض النزاع على الوساطة قبل
إعالن االضراب فيتعين على العمال أو الموظفين االلتزام بهذا الشرط وإال وصف
إضرابهم بعدم المشروعية ،وعند فشل الوساطة يستطيع العمال -الموظفين -الرجوع إلى
االضراب .130أي أن المشرع الفرنسي اعتبر الوساطة وسيلة اختيارية لفظ النزاعات
العمالية ،يجوز فيه للعمال االضراب قبل الرجوع لوسيط ،حيث ال يجوز اللجوء إلى
الوساطة إال بقرار من وزير العمل أو رئيس لجنة التوفيق بموجب القانون الصادر في
26يوليو لسنة ،1957وبالرغم من عدم وجود نص قانوني ينظم الوساطة بالنسبة
للمنازعات العمالية في القطاع العام بفرنسا ،فإنها تستخدم بطريقة منتظمة باعتبارها
وسيلة مناسبة لفض منازعات العمل الجماعية في المرافق العامة ،لذلك أصدر المجلس
االقتصادي واالجتماعي توصية للسماح بتطبيق تلك الوسيلة في القطاع العام.131
وهناك أسلوب التحكيم الذي يعتبر وسيلة ودية لحسم النزاع بقرار يصدره شخص أو هيئة
من الغير يلزم األطراف ،وهو نظام قانوني يتم بواسطته الفصل بحكم ملزم في نزاع
قانوني بين طرفين أو أكثر بواسطة الغير يستمدون مهمتهم من اتفاق أطراف النزاع.132
في التشريع العراقي .نظم المشرع في قانون العمل اللجوء إلى هذه الوسيلة في المواد
160وإلى المادة 162داخل بجميع فقراتها ،في حال فشل حل النزاع بين العمال
واداراتهم واشتراك عدة جهات إدارية في حسم النزاع الذي ينشب بينهما ،فإنه يحال إلى
القضاء ليحسمه وهذا فيما يخص فئة العمال في القطاع الخاص ،133اما بالنسبة للموظفين
العموميين فإننا ال نرى هذه الوسائل ولم ينص عليها قانون الخدمة المدنية ،أو قانون
93
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
المالك ،أو قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام ألنه لم يسمح للموظفين القيام
باألضراب في المرافق العامة ،ألن الموظف في مركز تنظيمي وإال عرض المضرب
نفسه لقانون العقوبات.
وفي التشريع المصري .الذي سمح لطرفي النزاع الجماعي باللجوء إلى التحكيم الخاص
الذي يحكم المنازعات التجارية والمدنية ،وذلك للفصل في منازعة العمل الجماعية بدال
من هيئة التحكيم المنصوص عليها في قانون العمل ،وفي هذا يتضح أن االضراب أو
االغالق غير جائزين قبل عرض النزاع على التحكيم واثناء السير في إجراءاته.134
وبالرجوع إلى قانون الخدمة المدنية المصري رقم 81لسنة 2016والئحته التنفيذية
نرى أنه لم يشر إلى هذه الوسائل فيما يخص منازعات العمل التي تحدث بين الموظفين
وبين اداراتهم ،ألنه أصال لم يشرع أو ينظم هذا الحق لكي يأخذ بهذه الوسائل فيما يخص
الموظفين العموميين ألنه في مركز تنظيمي.
وفي فرنسا .فقد أخذ المشرع بالتحكيم االجباري بموجب القانونين الصادرين في 31
ديسمبر 1936و ،1938حيث إنه ال يجوز للعمال اللجوء إلى اإلضراب قبل عرض
النزاع على التحكيم االجباري ،إال أن المشرع الفرنسي عاد لألخذ بنظام التحكيم
االختياري بموجب القانون الصادر في 11فبراير 1950بموجب المادة التاسعة منه
فأصبح للعمال اللجوء إلى االضراب قبل عرض النزاع على التحكيم.135
الفرع الثاني
Second Branch
التوفيق بين الحق في اإلضراب وضمان استمرار سير المرافق العامة
Reconciling the Right to Strike and Ensuring the Continuity
of Public Utilities
سبق أن بينا من قبل أن اإلقرار بحق اإلضراب في فرنسا جاء في مقدمته دستور فرنسا
لسنة 1946على أن "حق اإلضراب يمارس في إطار القوانين التي تنظمه" وهو نص
اعطى التبرير لشرعية اإلضراب للموظفين في المرافق العامة مع إمكانية وضع قيود
على ممارسته من جانب الحكومة ،أي انه يجب التوفيق بين مبدأ الحق في االضراب
واستمرار عمل المرفق العام بانتظام واستمرار .136ويتوقف تنظيم حق االضراب على
طبيعة وأهمية المرفق العام الذي يمثل ضرورة حيوية الحتياجات االفراد اليومية وهو
أمر خطير يجب وضع القيود الكفيلة لمنع االخطار على حياة االفراد ،بل ومنعه في بعض
الحاالت إذا أخل بالنظام العام وبحسب طبيعة المرفق ،يكون مشددا في المرافق الحيوية
وأقل تشددا في المرافق العامة االعتيادية وبالتالي تخضع هذه القيود الى رقابة القضاء
اإلداري.137
94
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
وإذا حدث إضراب من جانب بعض العاملين وقامت السلطة بمنعه فإنه يتعين على القاضي
إذا ما ثبت له مشروعية وأن المنع من جانب السلطة ،فعليه أن يتحقق من أن االضراب
بالنسبة لهؤالء العاملين -الموظفين -لم يتجاوز المتطلبات والحاجات الضرورية التي يجب
على المرفق تحقيقها.138
الفرع الثالث
Third Branch
حظر صور معينة من االضراب
Prevent Certain Pictures of the Strike
لإلضراب أنواع كثيرة وصور عديدة يلجأ اليها العمال أو الموظفين للتعبير عن
اعتراضهم على بعض سياسات العمل ،ومن هذه اإلضرابات ما يحقق مصالح العمال
والموظفين ويحدث به رضى العمال-الموظفين -ومنها ما يحدث الضرر للغير أو المجتمع
والمرافق العامة ،ويؤثر في حسن سير هذه المرافق ومن ثم تأثر األفراد المتعاملين مع
هذه المرافق ،ويخرج االضراب عن مغزاه المشروع ،مما حدا بالعديد من التنظيمات
التشريعية في القوانين المختلفة إلى تحريم مثل هذه اإلضرابات نظرا إلى خطورتها
وإحداثها خلال جسيما بمصالح المجتمع .139وقد أشرنا إلى بعض صور من هذه
اإلضرابات الممنوعة في المطلب الثاني من المبحث الثاني قضى فيها القضاء بعدم
مشروعية البعض منها ،وبعضها تم حضرها بواسطة المشرع ومنها (االضراب
المباغت ،واالضراب التناوبي "الدائري المغلق" ،االضراب مع احتالل مكان العمل،
واالضراب المتكرر ،واالضراب الفوضوي).
الفرع الرابع
Fourth Branch
حظر اإلضراب لبعض الموظفين العموميين في المرافق العامة والمنشأت الحيوية
واإلستراتيجية
Prevent Strikes for Some Public Servants in public Utilities
and Vital and Strategic Facilities
أقرت العديد من التشريعات حظر أو تقييد اإلضراب في المنشأت الحيوية واالستراتيجية
وذلك بقصد الحفاظ على حياة ومصالح المواطنين وضمان الحفاظ على النظام العام
واستمرارية الخدمات فيه ،تقوم كل دولة من خالل تشريعها الوطني بتحديد المرافق
والمنشأت االستراتيجية التي ال تسمح باألضراب فيها ،ومنها على سبيل المثال
المستشفيات والمراكز الطبية ،والوحدات العسكرية ،والشرطة والدفاع المدني ،ومنشأت
مياه الشرب والكهرباء ،والمؤسسات التعليمية ،وتشريعات أخرى ترى ضرورة الحظر
95
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
في المنشأت االستراتيجية فقط مثل الجيش والشرطة والقضاء ،وما عدى ذلك يكفي بشأنها
ضمان حد أدنى من الخدمة لكون األصل تمتع جميع العمال-الموظفين -بهذا الحق وأن
االستثناء هو تقييده العتبارات أسمى وبضرورة التقييد في أضيق حدوده مع أجراء
المفاوضات للوصول إلى الحلول المرضية للطرفين.140
ولكن إذا كان هذا بالنسبة إلى العمال في القطاع الخاص حيث نظم المشرع االضراب
ونطاقه وإجراءاته ،فإنه يختلف بالنسبة للموظفين العموميين بسبب أن إضراب الموظفين
العموميين ال يسعى إلى تهديد مصلحة الدولة كرب للعمل ،وإنما يهدف إلى إحداث شلل
في المرافق العامة ،وبالتالي تحريك الرأي العام الذي يتأذى بطبيعة الحال من هذا
االضراب ،ألن العالقة بين الدولة والموظف تختلف عن عالقة العامل برب العمل ،وألن
الموظف يؤدي خدمة عامة لصالح المجتمع ،واالضراب سينال من هذه الخدمة ويحرم
الجمهور من خدمات ضرورية ال غنى عنها ،وبالتالي يصعب قياس إضراب عمال مصنع
من المصانع أو الشركات بإضراب الموظفين العموميين سواء كانوا رجال شرطة أو
معلمين أو سائقي المواصالت العامة ،فإضراب هؤالء يصيب المجتمع بأضرار
جسيمة .141لذلك ومن منطلق دوام سير المرافق العامة بانتظام واطراد تكمن أهمية
وضرورة توفير حد أدنى من الخدمات التي يقدمها المرفق للجمهور.
في التشريع العراقي لم يحدد المرافق العامة التي يحظر على الموظف االضراب فيها،
بل أنه حظر االمتناع عن العمل في كافة المرافق العامة إذا أدى إلى نتائج معينة في جعل
حياة الناس أو صحتهم أو أمنهم في خطر ،أو حدوث اضطرابات أو فتنة بين الناس ،أو
تعطيله لمرفق عام .ولكن عاقب قانون العقوبات بالنص" يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على
ستة أشهر وبغرامة ال تزيد على مائة دينار كل من خالف األوامر الصادرة من ...هيئة
رسمية أو شبه رسمية ضمن سلطاتهم القانونية أو لم يمتثل أوامر أي جهة من الجهات
المذكورة الصادرة ضمن تلك السلطات.142"..
وفي التشريع المصري ،صدر قرار رئيس مجلس الوزراء بتحديد هذه المنشأت بالقرار
رقم 1185لسنة 2003بشأن المنشأت الحيوية واالستراتيجية التي يحظر فيها االضراب
عن العمل أو الدعوة اليه وهي (منشأت االمن القومي-اإلنتاج الحربي-المستشفيات-
المراكز الطبية-الصيدليات-المخابز-وسائل النقل الجماعي للركاب – وسائل نقل
البضائع-منشأت الدفاع المدني-ومنشأت مياه الشرب -الكهرباء -الغاز -الصرف الصحي-
منشآت الموانئ-المطارات -العاملين في المؤسسات التعليمية) .143وقد عاقب قانون
العقوبات المصري كل موظف عمومي يمتنع عمدا عن تنفيذ أوامر صادرة من الحكومة
بالحبس والعزل .144إذا ما استدعت الحكومة بعض الموظفين وامتنعوا عن الحضور.
96
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
في فرنسا تدخل المشرع في بعض حاالت حظر فيها على بعض الفئات ممارسة الحق
في االضراب كلية ،ألنه إذا كان الحق في االضراب هو أحد مظاهر التعبير عن الرأي
في المجال الوظيفي لتحقيق مطالب مهنية ،فإن تدخل المشرع هنا بحظر االضراب على
هذه الفئات الهدف منه حماية المصلحة العامة ،مما جعل المشرع يعطي األولوية للمصلحة
العامة مغلبا إياها على المصلحة الخاصة للموظفين في االضراب ،فقد حظر المشرع
الفرنسي على موظفي المؤسسات الجمهورية لألمن ممارسة حق االضراب بموجب
المادة( )3/6من القانون رقم 3384-47واستمر التدخل الحكومي حتى بعد صدور
قانون 31يوليو لسنة .1963وقد أرسى مجلس الدولة الفرنسي حق الحكومة في التدخل
لفرض قيود على ممارسة الحق في االضراب في حكم ( )Dehaneneحيث أدى الى
االعتراف الدستوري بالحق في االضراب بقيود العتبارات الصالح العام من قبل
الحكومة ،وكذلك أيضا لموظفي هيئة البريد واالتصاالت ،وحرس مزلقات السكك
الحديدية ،ووظائف المراقبة الالسلكية ،والعاملين بمرفق األمن الجوي ،وبعض كتبة
المحاكم ،حيث أعطى الحق للحكومة بفرض بعض القيود منها أال يفرض على كل موظفي
المرفق ،بل على العدد الالزم للقيام بالخدمات الضرورية .145وحق الحكومة في استدعاء
الموظفين المضربين إذا دعت الضرورة إلى ذلك عند وجود خطر حقيقي جسيم يهدد
مصلحة الدولة ،حيث يشكل ضمان الحد األدنى من الخدمة أحد االعتبارات التي على
اإلدارة مراعاتها عند وضع الضوابط لممارسة اإلضراب ،146لذا أقر مجلس الدولة في
قضائه حق اإلدارة في تقييد االضراب بالنسبة لعدد من الموظفين بالمرفق في سبيل تأمين
الحد األدنى من الخدمات التي يقدمها المرفق ،والصالح العام من حيث الحفاظ على سير
المرفق بانتظام .وعند عدم امتثال الموظفين المضربين محل االستدعاء فأنهم يتعرضون
لعقوبة الحبس من شهر الى سنة وغرامة من ثالثين الى ستين ألف فرنك أو إحدى هاتين
العقوبتين.147
وال يوجد ما يمنع المشرع العراقي من األخذ بما أخذ به المشرع الفرنسي لتكون له عونا
في استنباط الحلول المقترحة لتنظيم حق االضراب في العراق ،ولسد النقص التشريعي
حرصا على الصالح العام وسير المرافق العامة ،وبشكل ال يهدد حياة المجتمع في إطار
التنظيم الذي تحدده السلطات الحكومية تحت رقابة القضاء ومن دوافع مستمدة من الصالح
العام ،واستمرارية المرافق العامة ،حتى ال تتعطل ممارسة هذا الحق وحرمان الموظفين
من التعبير عن آرائهم بواسطته لحين صدور التنظيم التشريعي له والسند في ذلك ما نص
عليه الدستور العراقي الذي جاء فيه " يمارس مجلس الوزراء الصالحيات األتية:
اإلشراف على عمل الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة" ،148ألن األشراف
ينصرف إلى التنظيم والتوجيه.
97
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
المطلب الثالث
The Third Requirement
األثار القانونية لإلضراب
Legal Consequences of the Strike
يترتب على ممارسة اإلضراب من جانب الموظفين المضربين اثارا قانونية عديدة منها
ما يكون وظيفيا يتعلق بالجانب المالي ،ومنها تأديبيا في حالة مخالفة القواعد القانونية
واللوائح المتعلقة باألضراب ،وأخرى جزائية عند ارتكاب الموظفين المضربين
النتهاكات وتخريب في ممتلكات الدولة أو اإلضرار باألخرين وسنتناولها من خالل
الفروع األتية- :
الفرع األول
First Branch
الخصومات المالية
Financial Discounts
ال يعد االضراب بحد ذاته أمرا منهيا للعالقة الوظيفية بين الموظف والدولة في الدول
التي تسمح للموظفين باإلضراب مثل فرنسا ،ومع ذلك يجب على الموظف أن يدرك
الموقف القانوني تجاه تصرفاته ،واألحكام التي نظمها المشرع بشأن االضراب ،فإذا كان
إضرابه غير مشروع حيث ال يجوز اللجوء اليه أو تجاوز االضراب المشروع إلى غير
المشروع بالتجاوز على القوانين والمنظمة لألضراب ،وهنا سيتحمل التبعة القانونية
الواردة في التشريعات القانونية ،وستلحق به المسؤولية اإلدارية والجنائية ،أما إذا كان
ممارسة حق اإلضراب في إطار القوانين التي تنظمه ووفقا للشروط المنصوص عليها
قانونا أن يتسم هذا اإلضراب بالمشروعية ،حيث ال يجوز لجهة اإلدارة أن توقع أية
عقوبات على الموظف في حالة ممارسة االضراب بصورة مشروعة ،وفي مقابل ذلك
في حالة القيام باألضراب غير المشروع فإنه سيستقطع من راتب الموظف أيام
االضراب ،وال يعد ذلك بمثابة عقوبة.149
وقد اختلف الفقه في تحديد الطبيعة القانونية لالستقطاع من مرتب الموظف المضرب في
الدول التي تسمح لموظفيها باألضراب ،فهناك من كيف االستقطاع على أنه "جزاء مالي
طالما أن قيمته ال تتناسب مع مدة االضراب" .150وهناك من قال "أن االستقطاع هو
بسبب عدم قيام الموظف بعمله خالل فترة االضراب" .151ونؤيد الرأي الثاني ألنه أقرب
للمنطقية القانونية خصوصا بعد أن استعرضنا مفهوم االضراب وشروطه في القطاع
الخاص ،وأنه حق يتيح للموظف للتعبير عن رأيه بوسيلة االضراب وفق اإلجراءات
واألصول القانونية المتبعة والسلمية المطلوبة ،وهو بهذا يكون متوافقا مع القانون ألنه
98
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
اجازه ،لذلك يمثل االستقطاع من الراتب بسبب عدم قيام الموظف بعمله .كما أن المرتب
يكون مقابل خدمات فعلية وأعمال قام بها الموظف ،وفي حالة عدم قيامه بهذه الخدمات
واألعمال فال يستحق الموظف أجرا عن األيام التي امتنع فيها عن العمل.
كما أنه "ال يمكن النظر إلى اإلضراب في الوظيفة العامة على أنه يؤدي إلى وقف عالقة
العمل ذلك أن وضع الموظف الالئحي ال يتماثل مع وضع المتعاقد العامل في القانون
الخاص ،أي أن المشاركة في االضراب بالنسبة للموظفين ال يمكن النظر اليها على أنها
قطع للعالقة مع المرفق العام".152
في العراق انتهج الفقه العراقي فيما يتعلق بالعمال المضربين في القطاع الخاص بنفس
االتجاه الفقهي في كل من فرنسا ومصر .153وحدد نسبة االستقطاع بأن ال يزيد مجموع
االستقطاعات على %20من أجر العامل إذا كان ما يتقاضاه أقل من 3اضعاف الحد
األدنى من األجور ،و %30من أجر العامل إذا زاد اجره عن ذلك الحد".154
وأما بالنسبة للموظفين العموميين فان قانون الخدمة المدنية وقانون انضباط موظفي الدولة
وقانون المالك فانهم لم يتناولن هذا الموضوع ،ألن المشرع أصال لم يعترف لموظفي
الدولة صراحة باألضراب ،ال بل حتى أنه ممكن أن يعرضهم للمساءلة القانونية بسبب
أنهم يعطلون عمل المرفق العام .إذ ورد في قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام
نصا جاء فيه" لرئيس الدائرة أو الموظف المخول فرض أي من العقوبات التالية :قطع
الراتب لمدة ال تتجاوز 5أيام".155
وفي مصر .فأن غالبية الفقه المصري يقرر عدم استحقاق العمال المضربين األجر خالل
مدة االضراب .فجاء في قانون العمل المصري " يترتب على االضراب المشار اليه في
المادة 192من هذا القانون احتساب مدته إجازة للعامل بدون أجر-مما يعني أن العمال
المضربين ال يستحقون اجرا خالل مدة االضراب" .156وعند القيام باألضراب يعتبر
انقطاع العمال عن العمل إجازة من دون أجر ،وال ينهي عقد العمل إال إذا ارتكب خطأ
جسيما.157
وفيما يتعلق بنسبة االستقطاع .فعلى الرغم من عدم وجود نص صريح بهذا الخصوص
ومباشر ،إال أن قانون العمل النافذ ورد فيه نص فيما يخص فئة العمال وهو " ،..وإذا
حدد الخصم بنسبة محددة من األجر اعتبر أن المقصود بذلك هو األجر األساسي اليومي
للعامل".158اي أن المشرع المصري في قانون العمل أخذ بمبدأ التناسب بين مدة االنقطاع
عن العمل واالستقطاع من المرتب .أما بالنسبة لموظفي الدولة الحكوميين في قانون
الخدمة المدنية فإنه يتعين على الموظف االلتزام بأحكام قانون الخدمة المدنية والئحته
التنفيذية وغيرها من القوانين والقرارات والتعليمات المنفذة لها وما يصدر عن الجهاز
99
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
من قرارات تنظيمية أو تعليمات ،ومدونات السلوك وأخالقيات الخدمة المدنية الصادرة
من الوزير المختص ،وعليه االلتزام الوظيفي بساعات العمل الرسمية.159
وفي التشريع الفرنسي فأن الرأي الراجح في الفقه والقضاء الفرنسيين هو أن الحرمان
من األجر يكون نسبيا وليس كليا استنادا إلى فكرة السبب في العقود الملزمة للجانبين.160
وتختلف نسبة االستقطاع من الراتب ،إذ يوجد ثالثة أنواع من أنظمة االستقطاع ،األول
منها فيما يتعلق بموظفي الدولة والمؤسسات العامة ذات الطبيعة اإلدارية فأنه تطبق عليهم
قاعدة عدم قابلية اليوم للتجزئة ،والثاني من نظام االستقطاع يتعلق بموظفي المنشأت
والهيئات والمؤسسات العامة أو الخاصة المكلفة بأدارة مرفق عام فإنه يطبق عليهم قانون
19تشرين األول لسنة 1982حيث وضع نظام شبه نسبي مع مدة االضراب ،ونظام
ثالث فيما يتعلق بموظفي الهيئات اإلقليمية البلدية واالقاليم والمقاطعات ومؤسساتها العامة
وبصفة خاصة موظفي المستشفيات فإنه ال يوجد نص يطبق عليهم ،ولكن قرر القضاء
اإلداري الفرنسي بحق اإلدارة في اجراء استقطاع من المرتب يتناسب في مبلغه مع المدة
الفعلية لعدم القيام بالعمل .161وقد قضت المحكمة العليا للتحكيم في حكم لها " أنه مع غياب
التعبير عن اإلرادة صراحة أو ضمنا الذي يدل على ترك العمال للعمل نهائيا ،فأن
االضراب ال يؤدي إلى أنهاء عقود العمل ،ومع ذلك قررت لصاحب العمل سلطة تأديب
على العامل لخطئه أثناء ممارسة االضراب والتي تصل إلى حد الفصل من العمل الرتكابه
خطأ ارتكبه العامل بالمخالفة لشروط عقد العمل ،وال تعد هذه الممارسة تركا نهائيا للخدمة
لدى صاحب العمل .162ونخلص من هذا إلى أن االضراب في فرنسا يؤدي إلى وقف
عالقة العمل سواء في المرافق العامة أو في منشأت القطاع الخاص ،ولكن إذا ارتكب
حطأ جسيما خالل فترة االضراب ،فسيؤدي إلى توقيع العقوبات التأديبية والتي تصل الى
حد انهاء عالقة العمل دون تعويض.
الفرع الثاني
Second Branch
المساءلة التأديبية
Disciplinary Accountability
إن اإلقرار للموظفين العموميين بحق اإلضراب ال يعني عدم تحملهم بالمسؤولية عن
األخطاء التي قد يرتكبونها أثناء مشاركتهم في اإلضراب ،ذلك أن ممارسة حق اإلضراب
تخضع للقيد العام الذي يتعين على سائر الموظفين االلتزام به ،وهو مراعاة ما يفرضه
واجب التحفظ واالمتناع عن كل ما من شأنه المساس بكرامة الوظيفة ،ولذا فأن إقدام
الموظف خالل مشاركته في أضراب على مسلك ال يتفق مع مقتضيات واجب التحفظ يعد
خطأ وظيفيا يستوجب مسؤوليته التأديبية .163فيخضع اإلضراب إلى مجموعة من
100
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الضوابط والقيود القانونية الواجب مراعاتها عند ممارسة الموظف لهذا الحق ،ومخالفتها
سيعرضه للمسؤولية التأديبية بسبب ارتكابه ألفعال تشكل خرقا ألحكام القانون.
فالمسؤولية وظيفيا تعني " االلتزام بإصالح ضرر حدث لشخص عن طريق الخطأ أو
في بعض حاالت حددها القانون عن المخاطر التي تنتج عن نشاط معين مثل-حوادث
داخل أماكن الوظيفة ،حاالت الشغب .164"..ولكن هل ممارسة الموظف لحقه في
االضراب يعد من قبيل الخطأ التأديبي الذي يستوجب مساءلة الموظف تأديبيا؟ ونقول ان
ممارسة الموظف لحقه في االضراب وفق الضوابط والقيود القانونية التي سبق أن أشرنا
اليها ال توجب المساءلة لمشروعيته ،ولكن عدم االمتثال لهذه الضوابط والقيود يجعله
امرا غير مشروع ويستوجب مساءلة الموظف وايقاع جزاء تأديبي ضده ،طبعا هذا في
الدول التي تسمح لموظفيها العموميين باألضراب ،أما الدول التي ال تسمح بذلك مثل
العراق ومصر فأنه سيقع تحت طائلة القانون
في العراق وبعد مصادقته على االتفاقية الدولية للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
في ،1970/10/7وباعتباره أيضا أحد وسائل التعبير عن الرأي التي كفلها الدستور لسنة
2005في المادة (-38أوال) فأن الموظف ال يتعرض للمساءلة التأديبية لمجرد االشتراك
باألضراب ،بل يجب أن تقع منه مخالفة تأديبية أثناء ممارسة اإلضراب كي يمكن مساءلته
تأديبيا ،وال يحرم الموظف في جميع األحوال من الضمانات التأديبية .ونقول بأن
االعتراف الضمني بحق االضراب للعاملين والموظفين بالتصديق على االتفاقية الدولية
للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية يعد إلغاء ضمني لنصوص قانون العقوبات في
كل من مصر والعراق التي تجرم االضراب ،ألن االتفاقية تعد بمثابة القانون ،واألصل
أن القانون الالحق يلغي السابق ،وهذا يعني أن االتفاقية ألغت نصوص قانون العقوبات
ذات الصلة في كل من مصر والعراق ،حيث كفلت المادة 8من االتفاقية الدولية الحق في
اإلضراب على أن يمارس طبقا لقوانين كل من مصر والعراق ،وكذلك نصت االتفاقية
على حق كل دولة في إصدار تشريع ينظم حق اإلضراب وأن يتضمن هذا التنظيم التأكيد
على ممارسة هذا الحق.
وفي مصر .أصبح اإلضراب حقا معترفا به للموظفين منذ 14نيسان 1982تاريخ العمل
باالتفاقية الدولية للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،أي أن ممارسة اإلضراب
وفق القانون يعد مشروعا مع تحميلهم المسئولية عن األخطاء التي قد يرتكبونها أثناء
مشاركتهم في اإلضراب باالمتناع عن كل ما من شأنه المساس بكرامة الوظيفة .لذلك
اعتبر المشاركة في إضراب على مسلك ال يتفق مع مقتضيات واجب التحفظ يعد خطأ
يستوجب المسئولية التأديبية ،وهو ما انتهت اليه المحكمة التأديبية في طنطا في أحد
احكامها في مفهومه أن االضراب أصبح يعد من الحقوق المكفولة للعاملين بالدولة وال
101
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
يعد خروجا على مقتضى الواجب الوظيفي...ولم يقع منهم ما يخالف المحافظة على
ممتلكات وأموال الشركة التي يعملون بها ...وأن هذا الحق يعد من أهم مظاهر ممارسة
الديمقراطية وهو ما أكدته معظم التشريعات في العالم.165"...
في فرنسا فرق المشرع الفرنسي بصدد اإلضراب غير المشروع بين الحاالت االتية"-1
الموظفون العموميون المحرومون من ممارسة حق االضراب كرجال الشرطة ،والجيش،
والقضاء .والدفاع.
فهناك نصوص تشريعية حرمت بعض الموظفين من الحق في اإلضراب وإال يعرضون
للعقوبات التي يمكن فرضها دون الرجوع إلى الضمانات التأديبية المعتادة-2 ،يؤدي عدم
احترام القواعد القانونية المنصوص عليها في القانون 31يوليو لسنة 1963إلى توقيع
عقوبات تأديبية دون الرجوع إلى الضمانات التأديبية المعتادة باستثناء شرط االطالع على
الملف ،وفي حالة الفصل من العمل ،أو إنزال الدرجة الوظيفية ال يجوز توقيعها إال
بموجب جملة اإلجراءات التأديبية المعتادة ،وال يجوز أن يتم الفصل من الخدمة على
حساب حقوق التقاعد ،وفي غير هاتين الحالتين إذا كان االضراب غير مشروع يجب
مراعاة الضمانات التأديبية في جميع األحوال .166وفي حكم لمجلس الدولة الفرنسي في
حكمه الصادر في 6مارس 2002إلى أنه" إذا كانت خطورة الوقائع المالم عليها
الموظف كافية لتبرير فصله باالطالع على مجمل القواعد الواجبة التطبيق على عقد
العمل الخاص به وخاصة احكام المادة( )L521-1من قانون العمل ،والمتطلبات الخاصة
لفترة العمل المكلف بها في حالة االحداث التي وقعت خالل االضراب ،وذلك اثناء حركة
االضراب التي وقعت يوم 31من ديسمبر 1995بحديقة مالهي (Disneyland-
)Parisسلم السيد ( )M. Sabal Xالممثل للموظفين نفسه بعد ارتكاب اعمال عنف
بالتعدي بالضرب على افراد من موظفي شركة ( )Euro Disneyواعتبرت المحكمة
الوقائع خطأ كافيا لتبرير فصل الموظف المعني".167
الفرع الثالث
Third Branch
المسئولية الجزائية
Criminal Liability
إن ممارسة اإلضراب بصورة مشروعة ال يمكن أن يكون أساسا ألي مسئولية ضد
الموظفين أو المكلفين بخدمة عامة أو المستخدمين كل بحسب توصيفاتهم في كل بلد ألنهم
يمارسون حقا دستوريا وتشريعيا ،ولكن يترتب على مخالفة الموظف أو العامل او المكلف
بخدمة عامة المضرب للضوابط القانونية لممارسة االضراب خضوعه للمساءلة الجزائية
في حال ارتكاب جرائم تتعلق بالوظيفة بالمرفق العام أو الخاص.
102
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
فالمسئولية الجزائية تعني إمكانية محاسبة الشخص بسبب ارتكابه لسلوك إيجابي أو سلبي
يشكل جريمة معاقبا عليها تلحق ضررا جسيم بالمرفق العام بالنسبة لموظفي الدولة
العموميين ،أو المرفق الخاص بالنسبة للعمال.
ويمكن تصور مسئولية الموظف أو العامل المضرب جزائيا تجاه الغير في حالة االعتداء
على حرية العمال غير المضربين خالل االضراب ،واالضراب مع احتالل مقار العمل
واالعتداء على اإلدارة او صاحب العمل بالقطاع الخاص في حرية التشغيل ،وكذلك
اتالف موجودات المرفق أو إذا كان االضراب ممنوع قانونا للفئات المحرومة منه.
في التشريع العراقي نص قانون العقوبات العراقي أنه" يعاقب بالحبس وبالغرامة أو بأحد
هاتين العقوبتين من اعتدى أو شرع في االعتداء على حق الموظفين أو المكلفين بخدمة
عامة في العمل باستعمال القوة ،أو العنف ،أو اإلرهاب ،أو التهديد ،أو أية وسيلة أخرى
غير مشروعة" .168ومن تحليل هذا النص يتبين مدى الحماية التي اضفاها المشرع
القانوني على الموظف العام أو المكلف بخدمة عامة وحمايته من كل مظاهر التهديد ،أو
استعمال القوة ،أو العنف ،أو اإلرهاب وشدد العقوبة على المساس به سواء باالعتداء
عليه أم الشروع فيه .وفي نص اخر جاء فيه" وفي غير الحالة المبينة في المادة السابقة-
-365يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سنة أو بغرامة ال تزيد على مائة دينار من استعمل
القوة ،أو العنف ،أو اإلرهاب ،أو التهديد ،أو أية وسيلة أخرى غير مشروعة ضد حق
الغير في العمل ،أو على حقه في أن يستخدم أو يمتنع عن استخدام أي شخص ،ويطبق
حكم هذه المادة ولو استعمل أيا من الوسائل غير المشروعة مع زوج الشخص المقصود
أو أحد والديه أو أوالده".169
وفي التشريع المصري فقد جاء في قانون العقوبات النافذ والمعدل لسنة ، 2021فقد نظم
المشرع المصري موضوع ترك العمل من قبل ثالثة من الموظفين أو المستخدمين
العموميين ولو في صورة االستقالة أو امتنعوا عن تأدية واجب من واجبات وظيفتهم
متفقين على ذلك او مبتغين منه تحقيق غرض مشترك ،وقد أوقع المشرع المصري عقوبة
الحبس مدة ال تقل عن ثالثة أشهر وال تجاوز سنة وبغرامة ال تزيد على مائة جنيه ،وقد
غلظ المشرع العقوبة إذا كان الترك أو االمتناع من شأنه أن يجعل حياة الناس أو صحتهم
أو امنهم في خطر أو كان من شأنه أن يحدث فتنة بين الناس أو إذا اضر بمصلحة عامة،
وكل موظف أو مستخدم عمومي ترك عمله أو امتنع عن عمل من اعمال وظيفته بقصد
عرقلة سير العمل أو االخالل بانتظامه يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز ستة اشهر وبغرامة
ال تجاوز خمسمائة جنيه .170كذلك عاقب المشرع المصري كل من حرض أو شجع
موظفا ،أو مستخدما عموميا ،أو موظفين ،أو مستخدمين عموميين بأية طريقة كانت على
ترك العمل أو االمتناع عن تأدية واجب من واجبات الوظيفة إذا ترتب على تحريضه أو
103
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
تشجيعه أية نتيجة ومفعال عن العقوبات المتقدم ذكرها بحكم العزل إذا كان مرتب الجريمة
من الموظفين أو المستخدمين العموميين.171
ونص في موضع اخر أنه" يعاقب بالعقوبات المبينة في الفقرة الثانية من المادة 124كل
من اعتدى ،أو شرع في االعتداء على حق الموظفين أو المستخدمين العموميين في العمل
باستعمال القوة ،أو العنف ،أو اإلرهاب ،أو التهديد ،أو التدابير غير المشروعة على الوجه
المبين في المادة .172"375وبالرجوع الى نص المادة 375من قانون العقوبات المصري
التي تنص" يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز سنتين وبغرامة ال تزيد على مائة جنيه كل من
استعمل القوة ،أو العنف أو اإلرهاب أو التهديد ،أو تدابير غير مشروعة في االعتداء ،أو
الشروع في االعتداء على حق من الحقوق األتية:
أوال :حق الغير في العمل ،ثانيا :حق الغير في أن يستخدم أو يمتنع عن استخدام أي
شخص ،ثالثا :حق الغير في أن يشترك في جمعية من الجمعيات .ويطبق حكم هذه المادة
ولو استعملت القوة ،أو العنف ،أو اإلرهاب ،أو التدابير غير المشروعة مع زوج الشخص
المقصود أو مع أوالده.
وتعد من التدابير غير المشروعة األفعال األتية على األخص:
أوال :تتبع الشخص المقصود بطريقة مستمرة في غدوه ورواحه ،أو الوقوف موقف
التهديد بالقرب من منزله ،أو بالقرب من أي مكان أخر يقطنه أو يشتغل فيه.
ثانيا :منعه من مزاولة عمله بإخفاء أدواته أو مالبسه أو أي شيء أخر مما يستعمله أو
بأية طريقة أخرى .ويعاقب بنفس العقوبة السالف ذكرها كل من يحرض الغير بأية طريقة
على ارتكاب جريمة من الجرائم المنصوص عليها في هذه المادة".173
ويتضح من هذه النص القانوني أن المشرع المصري وسع من دائرة التجريم حينما شمل
جريمة االعتداء على حرية العمل بالنسبة للعمال غير المضربين وحرية التشغيل بالنسبة
لصاحب العمل ،في حين أن المشرع الفرنسي اكتفى بتجريم االعتداء على حرية العمل
بالنسبة للعمال غير المضربين.
وفي التشريع الفرنسي نظم المشرع الفرنسي جريمة االعتداء على حرية العمل بموجب
المادتين ( )415-414من قانون العقوبات الفرنسي ،يشكل الركن المادي فيها باإلكراه
متمثل ببعض التصرفات مثل الضرب والجرح ،وأعمال عنف تأخذ شكل الضغط
المعنوي الذي يمارسه المضربون ضد العمال غير المضربين ،والشتائم أو توزيع
منشورات معادية للضغط على العمال أو الموظفين غير المضربين لالنضمام لألضراب،
أو حمالت الدعاية الكاذبة عن االضراب أو استعمال الصحافة للتشهير بالموظفين أو
العمال غير المضربين .وركن معنوي يتمثل في نية التوصل الى اإلبقاء أو التحريض
104
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
على االضراب أو إعاقة حرية العمل حيث تكون العقوبة الحبس من 6أيام حتى 3سنوات
وبغرامة ال تقل عن 500فرنك إلى 2000فرنك أو بأحد هاتين العقوبتين.
وفي قانون العقوبات الفرنسي لسنة 1992والنافذ في ،1994فقد نظمت المادة (-431
)1منه معاقبة كل من يعتدي على حرية العمل بالحبس لمدة سنة وغرامة قدرها 15الف
يورو ،وهي ذات العقوبة المقررة لمن يعرقل تنفيذ األشغال العامة أو عمل المرافق العامة
بحسب المادة ( ،)11-433وقد تضمنت المادة()1-431ظروفا مشددة للجريمة
المنصوص عليها فيها حيث تكون العقوبة فيها الحبس 3سنوات وغرامة مالية 45000
الف يورو إذا كان االعتداء على حرية العمل باستخدام الضرب وأعمال العنف ،أو أعمال
التدمير والضرر.
وكذلك فيما يتعلق بتخريب االت العمل أو مرفقات العمل .في التشريع العراقي فأن
المشرع جرم هذا الفعل حينما نص في قانون العقوبات على أنه" يعاقب بالحبس كل من
نزع عمدا إ حدى اآلالت أو اإلشارات الالزمة لمنع حوادث العمل أو كسرها أو أتلفها أو
جعلها غير صالحة لالستعمال أو عطلها بأية كيفية كانت ،وتكون العقوبة السجن مدة ال
تزيد على عشر سنين إذا ما نجم عن ذلك تعطيل مرفق عام".174
وفي مصر فقد نص قانون العقوبات المصري أنه "كل من عطل عمدا بأية طريقة كانت
وسيلة من وسائل خدمات المرافق العامة أو وسيلة من وسائل اإلنتاج يعاقب بالسجن
وتكون العقوبة السجن المشدد إذا وقعت الجريمة بقصد اإلضرار باإلنتاج أو اإلخالل
بسير مرفق عام" .175وكذلك نص على فرض عقوبة على كل من هدم أو اتلف عالمات
رسمية ظاهرة ،حيث جاء في النص" يعاقب بالحبس مدة ال تتجاوز سنتين وبغرامة ال
تزيد على ثالثمائة جنيه كل من هدم أو اتلف أو نقل عالمات جيوديزية أو طبوغرافية أو
طودات محادة أو أوتاد حدود او طودات ميزانية".176
وفي فرنسا فقد جرم المشرع الفرنسي في نص المادة 443من قانون العقوبات جرم
اتالف االت العمل ومرفقاته .وقرر القضاء الفرنسي بأن إتالف االت وأدوات العمل ال
يقع تحت طائلة العقاب الوارد في المادة ( ،)414ولكن تطبق العقوبات التي بالمادة ،443
اما قانون العقوبات الفرنسي فقد عاقب على جريمة التحطيم واألتالف.177
105
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الخاتمة
Conclusion
بعد أن انتهينا من بحثنا هذا توصلنا إلى النتائج والتوصيات اآلتية- :
أوال :النتائج
-1إن المشرع القانوني العراقي كان أول من وضع تعريف لمصطلح اإلضراب ،تضمن
فيه أهم عناصره وخصائصه في قانون العمل لسنة 1987الملغى ،سبق فيه المشرع
المصري والفرنسي في هذا الموضوع .وتبين لنا ايضا أن الفقه والقضاء العراقي
والمصري والفرنسي عرفوا حق اإلضراب كل من وجهة النظر الخاصة به ،في مجملها
تعني "التوقف الجماعي المدبر عن العمل للعاملين أو الموظفين سواء في القطاع العام أم
في القطاع الخاص من أجل الضغط على جهة اإلدارة للوصول إلى تحقيق بعض المطالب
المهنية" ،بينت هذه التعاريف مصطلح اإلضراب من أن لإلضراب عناصر وخصائص،
وله صورا واشكاال مختلفة ،شرعية وغير شرعية مثل اإلضرابات السياسية ومنها
اإلضراب التناوبي أو اإلضراب في مقر العمل أو احتالل أو اتالف ممتلكات الدولة اثناء
االضراب
-2إن المشرع الدستوري الفرنسي اعترف صراحة بحق اإلضراب دستوريا وفي المرافق
العامة والخاصة منذ دستور الجمهورية الرابعة لسنة .1946واعترف صراحة به دستور
مصر لسنة .2014وفي دستور العراق لسنة 2005الذي لم يعترف به صراحة وإنما
ضمنيا حينما أعتبره المشرع أحد وسائل التعبير عن الرأي ،وهو ما قد يؤدي إلى تأويالت
وتفسيرات مختلفة .وهو أحد الحقوق والحريات ومن أهم مظاهر ممارسة الديمقراطية،
ووسيلة للتعبير عن الرأي شريطة اعتراف المشرع به وتنظيمه من دون أن يفقد أو يالمس
جوهر الحق .كما أن ما أورده المشرع الجنائي من جزاءات بخصوص ترك العمل
أصبحت منتهية بإقرار حق اإلضراب المشروع ،ووضع جزاءات جنائية مختلفة بحق
اإلضرابات غير المشروعة التي تفتقد إلى الضوابط والقيود المطلوبة في حق ممارسته.
واعترف به في قانون العمل رقم 37لسنة 2015في القطاع الخاص .ولم يقره بالوظيفة
العامة مما يقتضي تعديل قانون الخدمة المدنية وقانون العقوبات العراقي.
-3تبين من خالل البحث أن الموظف العام هو عماد الحياة اإلدارية ووسيلتها في تحقيق
جميع اهداف اإلدارة ،تزاحمت عليه الواجبات اإليجابية والسلبية التي تحظر عليه القيام
ببعض االعمال ومنها ممارسة الحق في اإلضراب في قوانين الوظيفة العامة بالنسبة
للموظفين العموميين والقطاع العام حيث فرضت عليه توفر ضوابط وقيود لممارسة هذا
الحق ،تستمد من المبادئ التي تحكم المرافق العامة وحسن سيرها ،في حين أن المشرع
القانوني العادي في كل من العراق ومصر قد افردوا نصوصا تتعلق بكيفية حل النزاعات
106
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
العمالية الجماعية من اتباع للوسائل السلمية قبل القيام باألضراب ،خصوصا في العراق
الذي أقر االضراب التقليدي وقيده بشروط سابقة إذا ما صدر حكم من محكمة العمال
وامتنع رب العمل عن تنفيذه عندئذ يجوز لهم اللجوء إلى اإلضراب .دون أن يعطي هذا
الحق لموظفي الدولة والقطاع العام باعتبار أن االضراب يخل بأداء وعمل المرفق العام
ويؤدي إلى تأثره وقد يصل إلى تعطله ،وقد تباينت الجهة التي تكون مسؤولة عن اإلعالن
عن اإلضراب ،وأن المدة الزمنية الالزمة لألخطار 7أيام في العراق ،و 10أيام في
مصر ،وكيفية القيام به ،والجهة التي تقوم به من حيث النقابة األكثر تمثيال للعمال ،بينما
لم يجزه أو يسمح به في مجال الوظيفة العامة والقطاع العام في كل من العراق ومصر،
على عكس المشرع الفرنسي الذي أوجب األخطار للجهة اإلدارية قبل فترة زمنية جددها
ب ( )5أيام قبل القيام باألضراب في المرافق العامة ولم يشترطها في القطاع الخاص،
وهو عكس ما أخذ به المشرع العراقي والمصري
-4إن اإلضراب ليس حقا مطلقا من كل قيد ،بل فرضت عليه مجموعة من الضوابط
والقيود التي من شأنها أن تكفل ممارسته بما يتفق والغرض الذي يشرع من أجله وفق
النظام العام ،وأال يكون هناك تعسفا في استعماله ،وأن يقتصر على بعض المرافق بالدولة
دون البعض األخر خصوصا في المرافق الحيوية واالستراتيجية لدوافع سياسية وأمنية
واقتصادية ،وينظم بقانون بما يكفل حسن سير وأداء عمل المرافق العامة بما ال يؤثر على
أمن الناس أو عيشتهم أو صحتهم أو يخلق فوضى أو فتنة بين الناس ،نظمه المشرع
الفرنسي والمصري بصورة أفضل من المشرع العراقي الذي لم يوضح أو يبين ما هي
المرافق التي ال يسمح باإلضراب فيها ،أو إعطاء البديل للمطالبة بالحقوق.
-5تبين وجود فراغ تشريعي في كل من العراق ومصر فيما يتعلق بإصدار قانون خاص
باإلضراب لكافة موظفي وعمال اإلدارة العامة والخاصة ،ولكنه أورد بعض النصوص
التي تعالج النزاعات الوظيفية على الرغم من أن المشرع الدستوري اقره صراحة كما
في دستور مصر ،وبصورة ضمنية في دستور العراق بسبب تقصير الحكومات والسلطة
التشريعية في كل من العراق ومصر ،وعدم رغبة السلطة التنفيذية في تنظيم هذا الحق
للسيطرة على النقابات التي تمثل فئات العمال والموظفين بهذه الدول ،وإبقاء هذه النقابات
او التنظيمات للعمال أو الموظفين بحالة تبعية للسلطة التنفيذية.
-6إختلفت االتجاهات الفقهية حول اضراب الموظفين العموميين بين مؤيد ومعارض.
وقد ايدنا فيها الرأي الذي يتيح الحق للموظفين القيام باإلضراب السلمي المشروع الذي
يتيح المحافظة على سير المرافق العامة بصورة ال تتعارض مع اضراب الموظفين
ومطالباتهم المهنية .كما وتبين أن هناك اختالفا بين االضراب الوظيفي الذي يكون في
مواجهة اإلدارة القائمة على المرفق العام وفق القوانين واللوائح ،وبين اإلضراب المهني
107
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الذي يكون أمام أصحاب العمل ،وأن اإلضراب الوظيفي يكون محكوما بقواعد القانون
اإلداري والوظيفة العامة وسير المرفق العام ،أما االضراب المهني فيكون محكوما بقانون
العمل وتعليمات وزارة العمل ،كما أن اإلضراب في قانون العمل حق مطلق للكافة بينما
في قانون الوظيفة العامة ليس كذلك ،ألن هناك فئات من الموظفين محرومين من ممارسة
هذا الحق.
-7إن التكييف القانوني لحق اإلضراب أنه ذو طبيعة خاصة يمارس بصورة جماعية
باعتباره أحد وسائل التعبير عن الرأي في الدفاع عن المصالح المهنية يمتزج بالصبغة
السياسية أثناء المطالبة به ،وهو وسيلة إلعادة التوازن االقتصادي واالجتماعي بين فئات
المجتمع.
-8ال يمكن النظر إلى اإلضراب في الوظيفة العامة على أنه يؤدي إلى وقف عالقة العمل
في القطاع الخاص أو قطع للرابطة الوظيفية في القطاع العام الحكومي إال إذا كان هناك
خطأ جسيما وأحدث اضرارا جسيمة بالمرفق العام او مقر العمل ،واختلفت تشريعات
الدول محل البحث في نسبة االستقطاع من الراتب بينه المشرع الفرنسي بصورة جيدة
نأمل من المشرع العراقي والمصري السير على نفس النهج الذي اخذ به المشرع الفرنسي
108
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
ثانيا :التوصيات
-1ندعو إلى تعديل الدستور العراقي وبضرورة النص بصورة مباشرة وصريحة على
حق اإلضراب باعتباره حق دستوري ،وأن يصدر قانون بذلك ينظم ممارسة اإلضراب
من قبل موظفي الدولة والقطاع العام والمستخدمين العمال في القطاع الخاص ،يكفل بكل
تفاصيله بتحديد الجهة المسؤولة عن اإلعالن أو االخطار لإلضراب يوضح فيها المدة
الزمنية وتاريخه ،يعمل على تحقيق التوازن بين ضوابطه وقيوده بصورة تكفل ممارسته،
وأال يكون هناك تعسفا في استعماله .ويكفل ضمانات ممارسته والضوابط التي تقتضيها
المصلحة العامة لكي ال يخرج عن أهدافه .ألنه لم يعد مقبوال حظر اإلضراب على
الموظفين العموميين خاصة بعد اقراره دستوريا.
-2اقتراح بتوصية بأن يعمل المشرع العراقي على تحديد المرافق التي ال يجوز االضراب
فيها بصورة مطلقة وتحديده في بعض المرافق ،والسماح به في المرافق التي ال تؤثر
على عمل وأداء المرافق العامة اسوة بما انتهجه المشرع الفرنسي والمصري في هذا
الشأن .وأن ال يؤدي التنظيم إلى المس بجوهر الحق .وأن يحدد المشرع بالقانون أماكن
وأيام وساعات االضراب وعلى أن تكون خارج أوقات الدوام الرسمي ،أو أن يكون داخل
نقابات الموظفين او العمال ،وأن يكون الهدف من اإلضراب هو تحقيق التوازن بين
تحقيق المطالب وضمان استمرار المرفق العام
-3إعطاء مزيد من االستقاللية والدور لنقابات الموظفين والعاملين بحيث تكون انعكاس
وممثل حقيقي للموظفين والعمال بصورة ال تؤدي إلى تبعيتها لتوجهات الحكومة ،وأن
يكون اإلخطار عن االضراب عن طريق النقابة او التنظيمات النقابية اسوة بما عليه في
قانون العمل بالقطاع الخاص.
-4اقتراح بتوصية بضرورة تعديل قانون انضباط موظفي الدولة العراقي بالسماح
لموظفي الدولة بالحق في ممارسة حق اإلضراب المنظم يحل المنازعات العمل الجماعية
المتعلقة بالوظيفة العامة ويضمن السير الحسن للمرافق العامة ،وإيجاد وسائل فعالة مثل
المفاوضات الجماعية تعمل على حل النزاعات الجماعية ومشاكل العمل الوظيفي في
القطاع العام قبل لجوء الموظفين العموميين لإلضراب ،وإلغاء كل الفقرات اللفظية في
صياغة مشروع قانون االضراب التي تعتبر االضراب إخالال بالمصالح القومية ،أو
األوضاع االستثنائية ،أو حاالت الطوارئ ،أو مكافحة اإلرهاب ،وتعديل النصوص
الواردة في قانون العقوبات التي تعتبر الموظفين او المستخدمين العموميين بالقطاع العام
جريمة معاقبا عليها إذا كان اإلضراب مشروعا.
109
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
-5النص على ضرورة منع ارباب االعمال في القطاع الخاص واإلدارة في القطاع العام
الحكومي من استبدال العمال او الموظفين المضربين خصوصا لو كان اإلضراب قائم
بصورة مشروعة ،وفرض عقوبة مغلظة بذلك.
-6نقترح تعديل قانون العقوبات العراقي رقم 111لسنة ،1969وذلك بحذف وإلغاء
المواد ( )366 ،364من قانون العقوبات العراقي
110
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
الهوامش
Footnotes
1ينظر الفقرات (ثالثا ورابعا) من المادة ( )161من قانون العمل العراقي رقم ( )37لسنة 2015النافذ
2ينظر المادة (/1ب) من نظام المصالحة والتحكيم لحسم المنازعات بين ارباب العمل والعمال العراقي
رقم ( )63لسنة 1954الملغي
3ينظر المادة ( )126من قانون العمل العراقي رقم ( )77لسنة 1987الملغي
4ينظر الفقرة (ي/أوال) من المادة ( )42من قانون العمل العراقي رقم 37لسنة 2015النافذ
5ينظر المادة ( 13فقرة ه) من قانون إدارة الدولة العراقي للفترة االنتقالية لسنة 2004الملغي
6ينظر المادة ( )38من دستور جمهورية العراق لسنة 2005
7ينظر الفقرة (أوال) من قرار مجلس قيادة الثورة العراقي (المنحل) رقم ( )150لسنة ،1987والمنشور
في جريدة الوقائع العراقية رقم 3143في 1987/3/30
8ينظر المادة ( )364من قانون العقوبات العراقي رقم ( )111لسنة 1969المعدل.
9ينظر المادة ( )331من قانون العقوبات العراقي رقم ( )111لسنة 1969المعدل.
10ينظر المادة ( )15من دستور مصر لسنة 2014المعدل لسنة 2019النافذ
11ينظر المادة ( )192من قانون العمل المصري رقم 12لسنة 2003المعدل
12ينظر المادة ( )124من قانون العقوبات المصري المعدل في 2021/6/13رقم 71لسنة 2021
النافذ
13د .الصباحي ،محمد رفعت ،بال سنة نشر ،المسئولية المدنية للنقابة عن إضراب العمال ،مكتبة عين
شمس ،القاهرة ،ص12
14د .معوض ،إسالم فؤاد محمود ،2015 ،الموظف العام وممارسة الحقوق والحريات العامة ،دراسة
تحليلية وتأصيلية على ضوء أحكام القضاء اإلداري والدستوري ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق،
جامعة اإلسكندرية ،ص278
15د .محمد ،أحمد محمد عبد الرسول ،2013 ،اإلضراب في القانون المصري ،أطروحة دكتوراه ،كلية
الحقوق ،جامعة بني سويف ،مصر ،ص20
16
Auby (J.M) et Ader (R, D): Droit administrative, Dalloz, 1977, p. 199
17
B. Teyssie: Greve, Guide juridique. Dalloz, tome 3, Paris,france 1987, P.279
18حكم المحكمة اإلدارية العليا العراقية رقم 178انضباط /تمييز 2013الصادر في ،2003/7/24
أشار اليه طالب ،مصدق عادل ،2015 ،الوسيط في الخدمة المدنية ،ج ،1مكتبة السنهوري ،بيروت،
ص707
19حكم محكمة امن الدولة العليا في ،1987/4/16إشارة اليه د .نبيلة عبد الحليم كامل ،نبيلة عبد الحليم،
، 1992الوظيفة العامة وفقا ألحكام القضاء اإلداري في فرنسا ومصر ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
ص 417وما بعدها
20حكم المحكمة اإلدارية العليا في مصر بالطعن رقم 24587في 2015/4/18أشار اليه د .عليات،
محمد نجم إبراهيم ،2020 ،االتجاهات القانونية لتنظيم اإلضراب الوظيفي في االتفاقيات الدولية
والتشريعات الوطنية في كال من فرنسا ومصر واألردن ،بحث منشور في المجلة االكاديمية العالمية
للدراسات القانونية ،األردن ،الراية الدولية االلكترونية ،مجلد ،2عدد ،2ص33
21فتوى الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع بمجلس الدولة المصري رقم 895جلسة بتاريخ
.2012/12/9أشار إلى هذا عليات ،محمد نجم إبراهيم ،2019 ،االتجاهات القانونية لتنظيم اإلضراب
في االتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية في كال من فرنسا ومصر واألردن ،مصدر سابق ،ص33
،Cass. Soc. 28. June. 1951. DR. soc. September 1951. P. 532. 22اشارت اليه جمال
الدين ،سامية ،2019 ،التنظيم القانوني لحق التظاهر واإلضراب واالعتصام ،دراسة مقارنة بين مصر
وفرنسا ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة اإلسكندرية ،ص108
111
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
23
Burn et calland-droit du travail-t. 11 2eed-sirey 1978-p427
24
CE 22 Avril 2010 Le droit de greve es tune liberte fondamentale susceptible
d etre protegee par le juge des refrres, France
25د .العكيدي ،ثامر نجم عبد هللا ،2016 ،دور القضاء اإلداري في حماية حقوق وحريات الموظف
العام ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة عين شمس ،ص390
26د .غافل ،سعيد فروري ،اإلضراب الوظيفي ،دراسة مقارنة ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة
النهرين ،العراق ،ص.14
27
Andre Pouille, Libertes publiques et droits de I homme, Dalloz, 16 ieme
edition, 2008, p.191
28د .العكيدي ،ثامر نجم عبد هللا ،مصدر سابق ،ص392
29د .أبو زيد ،محمد عبد الحميد ،2015 ،المرجع في القانون اإلداري ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
بال سنة نشر ،ص43
30المحمودي ،ميثم غانم جبر ،2015 ،التنظيم القانوني للحق في االضراب ،رسالة ماجستير ،كلية
الحقوق ،جامعة المنصورة ،مصر ،ص24
31د .أحمد ،علي عبد العال سيد ،1997 ،حق االضراب في المرافق العامة ،ط ،2مؤسسة دار الكتب،
الكويت ،ص108
32ينظر المادة ( )346من قانون العقوبات العراقي رقم ( )111لسنة ،1969ويقابلها المادة ()124
من قانون العقوبات المصري رقم ( )71لسنة 2021المعدل في 2021/6/13
33
Sinay et Javillier, La greve, t. 6 du traite de droit du travil publie sous la
direction de G. H. Camerlynck, 2e ed 1984. P.161
34د .غافل ،سعيد فروري ،مصدر سابق ،ص15
35د .حبيب ،محمود أبو السعود ،1990 ،الموظف العام وممارسة الحقوق والحريات السياسية ،دار
الثقافة الجامعية ،القاهرة ،ص142
36
Louis Favoreu, Droit Constitutionnel, 14 ieme edition, Dalloz, France,
2011.p.958
37دياب ،فوزي إبراهيم محمد ،2021 ،التنظيم القانوني لحق االضراب في المرافق العامة ،بحث
منشور ،جامعة مصراتة ،مجلة البحوث القانونية ،كلية القانون ،العدد ،12فبيوري ،ص8
38د .أبو عمرو ،مصطفى احمد ،2009 ،التنظيم القانوني لحق االضراب ،دار الكتب القانونية ،القاهرة،
ص124-122
39د .عبد الباسط ،عبد المحسن ،1995 ،اإلضراب في قانون العمل ،دار النصر للتوزيع والنشر،
القاهرة ،ص91
40د .حسن ،صالح علي علي ،2012 ،تنظيم الحق في االضراب في التشريعات العربية المقارنة ،دار
الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،ص45
41د .المتيت ،أبو اليزيد علي ،1984 ،النظم السياسية والحريات العامة ،ط ،3مؤسسة شباب الجامعة،
اإلسكندرية ،ص281
42د .حسن ،صالح علي علي ،مصدر سابق ،ص55
43د .عبد المحسن ،عبد الباسط ،مصدر سابق ،ص151
44د .بدوي ،ثروت ،2006 ،القانون اإلداري ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،ص412
45طالب ،مصدق عادل ،2005 ،اإلضراب للعمال وأثاره ،رسالة ماجستير ،كلية القانون ،جامعة بغداد،
ص47
46د .غافل ،سعيد فروري ،مصدر سابق ،ص38
47د .المصدر السابق نفسه ،ص52-51
112
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
48د .عامر ،حمدي عطية مصطفى ،2015 ،أحكام الموظف العام في النظام القانوني والوضعي
واإلسالمي ،دراسة مقارنة ،ط ،1مكتبة الوفاء القانونية ،مصر ،ص313
49د .محفوظ ،عبد المنعم ،بال سنة نشر ،عالقة الفرد بالسلطة ،الحريات العامة وضمانات ممارستها،
دراسة مقارنة ،المجلد األول والثاني ،ط ،1ص827
50د .الصالح ،عثمان عبد الملك ،ضمانات حقوق االنسان في الكويت بين النظرية والتطبيق ،بحث
منشور ،مجلة الحقوق والشريعة ،جامعة الكويت ،ص 43-42أشار اليه د .غافل ،سعيد فروري ،مصدر
سابق ،ص63
51د .أبو عمرو ،مصطفى أحمد ،مصدر سابق ،ص71
52لحسن ،عويسات ،2017-2016 ،الضمانات والضوابط القانونية لممارسة حق اإلضراب في
الوظيفة العامة ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الدكتور الطاهر موالي سعيدة،
الجزائر ،ص30
53طالب ،مصدق عادل ،مصدر سابق ،ص27
54د .حبيب ،محمود أبو السعود ،بال سنة نشر ،الموظف العام وممارسة الحقوق والحريات ،االيمان
للطباعة ،ص166
55د .يوسف ،عالء الدين محمد كمال ،2011 ،الحقوق والحريات السياسية للموظف العام ،دراسة
مقارنة في النظامين المصري والفرنسي ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة بنها ،مصر ،ص211
56
Gustave peiser- droit deia la function publique-Dalloz- 19e edition, paris-
2005. P. 115
57ينظر الفقرة (ه) من المادة ( )13من قانون إدارة الدولة للمرحلة االنتقالية لسنة .2004
58ينظر المادة ( )192من قانون العمل المصري رقم ( )12لسنة 2003المعدل بالقانون ( )180لسنة
2008
59د .الزيات ،طارق حسنين ،1998 ،حرية الرأي لدى الموظف العام ،ط ،2بدون ناشر ،ص-327
328
60وادي ،خيري عمر أبو بكر ،2015 ،التنظيم القانوني لحقي اإلضراب والتظاهر ،رسالة ماجستير،
كلية الحقوق ،جامعة اإلسكندرية ،ص40
61د .السائح ،عبد الوهاب خليفة الصويعي ،2016 ،إضراب الموظفين بين اإلجازة والتجريم دراسة
مقارنة ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة اإلسكندرية ،ص45
62د .عجيز ،محمد محمد احمد ،بال سنة نشر ،حرية الرأي في قانون العمل ،دار النهضة العربية،
القاهرة ،ص202-201
63طالب ،مصدق عادل ،مصدر سابق ،ص35
64المصدر السابق نفسه ،ص36
65د .حسن ،صالح علي علي ،مصدر سابق ،ص56
66د .السائح ،عبد الوهاب خليفة الصويعي ،مصدر سابق ،ص51
67د .المحمودي ،ميثم غانم جبر ،2016 ،حق اإلضراب بين الحظر واالباحة ،دراسة مقارنة ،ط،1
دار الفكر والقانون ،مصر ،ص64
68
Belorgey (G): Le droit de la grève et la fonctionnement des services publics,
1964. P. 114
69د .عبد المحسن ،عبد الباسط ،مصدر سابق ،ص435
70د .عبد المعطي ،امل حمزة ،2012 ،حق اإلضراب والتظاهر في النظم السياسية المعاصرة ،دار
النهضة العربية ،القاهرة ،ص289
71مهران ،سامية جابر محمد ،2019 ،التنظيم القانوني لحق التظاهر واإلضراب واالعتصام دراسة
مقارنة بين مصر وفرنسا ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة اإلسكندرية ،ص117
113
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
72
H. Sinay et J-C-Javillier, traite de droit de travail. T. 6. la grève, dalloz 2 eme
ed. 1984. p.172
73طالب ،مصدق عادل ،مصدر سابق ،ص29
74مهران ،سامية جابر محمد ،مصدر سابق ،ص118
75عبد الوهاب ،برتيمة ،2001 ،اإلضراب ومبدأ استمرارية المرفق العام دراسة مقارنة ،مع االهتمام
بالجزائر وفرنسا ،رسالة ماجستير ،جامعة القاهرة ،ص37
76مهران ،سامية جابر محمد ،مصدر سابق ،ص120
77ينظر المادة ( )230من قانون العقوبات العراقي رقم 111لسنة 1969المعدل
78مهران ،سامية جابر محمد ،مصدر سابق ،ص32
79ينظر المادة ( )136من قانون العقوبات المصري رقم ( )58لسنة 1937المعدل
80د .السائح ،عبد الوهاب خليفة الصويعي ،مصدر سابق ،ص57
81طالب ،مصدق عادل ،مصدر سابق ،ص32
82د .غافل ،سعيد فروري ،مصدر سابق ،ص47
83د .النهري ،مجدي مدحت ،2001 ،قيود ممارسة الموظف العام للحقوق والحريات السياسية ،مكتبة
الجالء الحديثة بالمنصورة ،مصر ،ص93
84د .محمد ،مصطفى محمد محمود ،مصدر سابق ،ص391
85
Jean-Maire Auby et Robert Dusos-ADER, Droit administratif, Dalloz, 1977,
p.171 et s
86د .خليل ،علي عبد الفتاح محمد 2002 ،و ،2007الموظف العام وممارسة الحرية السياسية ،دار
النهضة العربية ،القاهرة ،ص470
87الدريبي ،محمد نجم جالب ،2013 ،حرية الموظف في التعبير عن الرأي دراسة مقارنة ،رسالة
ماجستير ،كلية القانون ،الجامعة المستنصرية ،العراق120-2119 ،
88د .محمد ،مصطفى محمد محمود ،مصدر سابق ،ص391
89الدريبي ،محمد نجم جالب ،مصدر سابق ،ص120
90د .خليل ،علي عبد الفتاح محمد ،مصدر سابق ،ص471
91د .محمد ،مصطفى محمد محمود ،مصدر سابق ،ص392
92د .بدران ،محمد محمد ،1992 ،مضمون فكرة النظام العام ودورها في مجال الضبط اإلداري،
دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،ص9
93ينظر المادة ( )34من دستور فرنسا لسنة 1958المعدل لسنة 2008
94د .غافل ،سعيد فروري ،مصدر سابق ،ص161-160
95د .هالل ،ناصف امام سعد ،1984 ،إضراب العاملين بين االجازة والتحريم-تشريعا وقضاء وفقها،
أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة عين شمس ،مصر ،ص91
96د .غافل ،سعيد فروري ،مصدر سابق ،ص184-177
97
Revero (jean) et Savitier (jean): Droit du travail—P.U. France. Paris, 1956.
P. 182
98د .السائح ،عبد الوهاب خليفة الصويعي ،مصدر سابق ،ص90
99الجبالي ،علي محمد ،2014 ،أحقية الموظفين العامين في اإلضراب في القانون األردني ،رسالة
ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة الشرق األوسط ،2014 ،ص45-44
100الخليفي ،عبد الرحمن ،2014 ،الوجيز في منازعات العمل والضمان االجتماعي ،دار العلوم للنشر
والتوزيع ،الجزائر ،ص71
101ينظر الفقرات (ثانيا ،ثالثا ،خامسا) من المادة ( )162من قانون العمل العراقي رقم ( )37لسنة
2015النافذ
114
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
102الفقرة ثانيا من المادة 158من قانون العمل العراقي رقم 37لسنة 2015
103د .عجيز ،محمد محمد احمد ،مصدر سابق ،ص205
104د .احمد ،منصور محمد ،1999 ،الحرية النقابية للموظف العام ،دراسة مقارنة ،دار النهضة
العربية ،القاهرة ،ص906
105د .وادي ،خيري عمر أبو بكر ،مصدر سابق ،ص38
106د .بوضياف ،عمار ،2015 ،الوظيفة العامة في التشريع الجزائري دراسة في ظل األمر 06-03
والقوانين األساسية الخاصة مدعمة باجتهادات مجلس الدولة ،ط ،1جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر،
ص124
107د .جعفر ،محمد أنس قاسم ،1996 ،الموظف العام وممارسة العمل النقابي ،دار النهضة العربية،
القاهرة ،ص87
108طالب ،مصدق عادل ،مصدر سابق ،ص94
109الفقرة (ثالثا) من المادة ( )22من دستور العراق لسنة 2005النافذ
110ينظر المادة ( )2من قانون التنظيم النقابي للعمال العراقي رقم ( )52لسنة 1987
111ينظر المادة ( )76من دستور مصر لسنة 2014المعدل لسنة 2019
112د .قنديل ،أشرف عبد القادر ،2014 ،اإلضراب بين االباحة والتحريم ،دراسة مقارنة ،دار الجامعة
الجديدة ،ص72
113مهران ،سامية جابر محمد ،مصدر سابق ،ص148
114المصدر السابق نفسه ،ص120
115د .عبد البر ،فاروق ،1998 ،دور مجلس الدولة المصري في حماية حريات الموظف العام ،بال
اسم مطبعة نشر او مكان نشر ،ص405
116ينظر الفقرة (أوال) من المادة ( )162من قانون العمل العراقي ( )37لسنة 2015النافذ
117ينظر الفقرة (خامسا من المادة )162من قانون العمل العراقي رقم( )37لسنة 2015النافذ
118ينظر المادة ( )192من قانون العمل المصري ( )12لسنة 2003
119د .عبد المعطي ،أمل محمد حمزة ،مصدر سابق ،ص288
120لحسن ،عويسات ،مصدر سابق ،ص73
121وادي ،خيري عمر أبو بكر ،مصدر سابق ،ص 36
122ينظر المادة ( )169من قانون العمل المصري رقم ( )12لسنة 2003النافذ
123د .حس ،صالح علي علي ،مصدر سابق ،ص103
124المصدر السابق نفسه ،ص85
125طالب ،مصدق عادل ،مصدر سابق ،ص83
126د .السائح ،عبد الوهاب خليفة الصويعي ،مصدر سابق ،ص81
127ينظر المادة ( )170من قانون العمل المصري رقم ( )12لسنة 2003النافذ
128د .حسن ،صالح علي علي ،مصدر سابق ،ص107
129د .عبد الرسول ،احمد محمد ،2013 ،اإلضراب في القانون المصري ،أطروحة دكتوراه ،كلية
الحقوق ،جامعة بني سويف ،مصر ،ص97
130
Bachy (jean-Paul): evolution et modes de regalement des grèves en France.
Dr.soc.1976. p.103
131د .عبد المحسن ،عبد الباسط ،2000 ،دور الوساطة في تسوية منازعات العمل الجماعية ،دراسة
مقارنة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،ص22
132د .السائح ،عبد الوهاب خليفة الصويعي ،مصدر سابق ،ص85
133طالب ،مصدق عادل ،مصدر سابق ،ص91
134د .حسن ،صالح علي علي ،مصدر سابق ،ص109
115
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
116
مجلة العلوم القانونية /المجلد /37العدد الثاني – 2022
171ينظر الفقرة (أ) من المادة ( )124من قانون العقوبات المصري رقم ( )58لسنة 1937المعدل
بالقانون رقم ( )141لسنة 2021
172ينظر الفقرة (ب) من المادة ( )124من قانون العقوبات المصري رقم ( )58لسنة 1937المعدل
بالقانون رقم ( )141لسنة2021
173ينظر المادة ( )375من قانون العقوبات المصري رقم ( )58لسنة 1937المعدل بالقانون ()141
لسنة 2021
174ينظر المادة ( )367من قانون العقوبات العراقي رقم ( )111لسنة 1969المعدل
175ينظر الفقرة (أ) من المادة ( )361مكرر من قانون العقوبات المصري رقم ( )58لسنة 1937
المعدل بالقانون ( )141لسنة 2021
176ينظر المادة ( )362من قانون العقوبات المصري رقم ( )58لسنة 1937المعدل بالقانون ()141
لسنة .2021
177د .غافل ،سعيد فروري ،مصدر سابق ،ص221
117
2022 – العدد الثاني/37 المجلد/مجلة العلوم القانونية
المصادر
References
First: The Books
i. Abu Zaid, Dr. Muhammad Abdul Hamid, The Reference in Administrative
Law, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, without a year of publication, p. 43
ii. Ahmed, Dr. Ali Abdel-Al Sayed, 1997, The Right to Strike in Public Utilities,
2nd Edition, Dar Al-Kutub Foundation, Kuwait, p. 108
iii. Abu Amr, Dr. Mustafa Ahmed, 2009, the legal organization of the right to
strike, Dar al-Kutub al-Qanuniyya, Cairo, pp. 122-124
iv. Al-Matit, Dr. Abu Al-Yazid Ali, 1984, Political Systems and Public Freedoms,
3rd Edition, University Youth Foundation, Alexandria, p. 281
v. Al-Zayyat, Dr. Tariq Hassanein, 1998, Freedom of Opinion for the Public
Employee, 2nd Edition, without publisher, pp. 327-328
vi. Al-Nahry, Dr. Magdy Medhat, 2001, Restrictions on the Public Official’s
Exercise of Political Rights and Freedoms, Al-Galaa Modern Library in
Mansoura, Egypt, p. 93
vii. Al-Khelaifi, Dr. Abdel-Rahman, 2014, Al-Wajeez in Labor and Social
Security Disputes, Dar Al-Uloom for Publishing and Distribution, Algeria, p.
71
viii. Ahmed, Dr. Mansour Mohamed, 1999, Freedom of Association for the Public
Employee, A Comparative Study, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, p. 90
ix. Al-Sabahi, Dr. Muhammad Refaat, Without a Publication Year, The Civil
Responsibility of the Syndicate for the Workers’ Strike, Ain Shams Library,
Cairo, p. 12
x. Ahmed, Dr. Mansour Mohamed, 1999, Freedom of Association for the Public
Employee, A Comparative Study, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, p. 813
xi. Badawi, Dr. Tharwat, 2006, Administrative Law, Dar Al-Nahda Al-Arabiya,
Cairo, pg. 412
xii. Badran, Dr. Muhammad Muhammad, 1992, the content of the idea of public
order and its role in the field of administrative control, a comparative study,
Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, p. 9
xiii. Boudiaf, Dr. Ammar, 2015, the public function in Algerian legislation, a study
in the light of Order 06-03 and the special basic laws supported by the
jurisprudence of the State Council, 1st Edition, Bridges for Publishing and
Distribution, Algeria, p. 124.
xiv. Jaafar, Dr. Muhammad Anas Qassem, 1996, The Public Employee and the
Practice of Union Work, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, p. 87
xv. Habib, Dr. Mahmoud Abu Al-Saud, 1990, the public servant and the exercise
of political rights and freedoms, University Culture House, Cairo, p. 142
xvi. Habib, Dr. Mahmoud Abu Al-Saud, without a year of publication, the public
servant and the exercise of rights and freedoms, faith for printing, p. 166
118
2022 – العدد الثاني/37 المجلد/مجلة العلوم القانونية
xvii. Amer, Dr. Hamdi Attia Mustafa, 2015, Provisions of the Public Employee in
the Legal, Positive and Islamic System, Comparative Study, 1st Edition, Al-
Wafa Legal Library, Egypt, p. 313
xviii. Abdel Muti, Dr. Amal Hamza, 2012, The Right to Strike and Demonstrate in
Contemporary Political Systems, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, p. 289
xix. Abdel Mohsen, Dr. Abdel Basset, 2000, The role of mediation in settling
collective labor disputes, a comparative study, Dar Al-Nahda Al-Arabiya,
Cairo, p. 22.
xx. Abdel Basset, Dr. Abdel Mohsen, 1995, The Strike in Labor Law, Dar Al-Nasr
for Distribution and Publishing, Cairo, p. 91
xxi. Ajeez, Dr. Muhammad Muhammad Ahmad, Without a Publication Year,
Freedom of Opinion in Labor Law, Dar Al-Nahda Al-Arabiya, Cairo, pp. 201-
202.
xxii. Kandil, Dr. Ashraf Abdel Qader, 2014, The Strike between Permissibility and
Prohibition, A Comparative Study, New University House, Egypt, p. 72
xxiii. Kamel, Dr. Nabila Abdel Halim, 1992, Public Service According to the
Provisions of the Administrative Judiciary in France and Egypt, Dar Al-Nahda
Al-Arabiya, Cairo, pp. 417 and beyond.
xxiv. Laurent Blanc (La function publique), -Abda translation, Antoine, 1973,
Oweidat Publications, 1st ed., Beirut, p. 160
xxv. Mahfouz, Dr. Abdel Moneim, Mahfouz, no publication year, the individual’s
relationship with authority, public freedoms and guarantees of their exercise,
a comparative study, volumes I and II, 1, p. 827
xxvi. Med. Hisham Muhammad Tawfiq, Hisham Muhammad, 2014, The Three
Responsibilities of the Public Employee (Disciplinary-Criminal-Civil), a
comparative study between the Latin system and the Anglo-Saxon system, Dar
Al-Kitab Al-Hadith, Egypt, p. 13.
Second: Theses and Scientific Letter
i. Al-Akedi, Dr. Thamer Najm Abdullah, 2016, The role of the administrative
judiciary in protecting the rights and freedoms of the public employee, PhD
thesis, Faculty of Law, Ain Shams University, p. 390.
ii. The tourist, Dr. Abdel Wahab Khalifa Al-Suwai’i, 2016, Employees’ strike
between vacation and criminalization, a comparative study, PhD thesis,
Faculty of Law, Alexandria University, p. 45.
iii. Abdel Rasoul, Dr. Ahmed Mohamed, 2013, The Strike in Egyptian Law, PhD
thesis, Faculty of Law, Beni Suef University, Egypt, p. 97.
iv. Moawad, Dr. Islam Fouad Mahmoud, 2015, the public servant and the exercise
of rights and public freedoms, an analytical and authentic study in the light of
the provisions of the administrative and constitutional judiciary, PhD thesis,
Faculty of Law, Alexandria University, p. 278.
v. Mohamed, Dr. Ahmed Mohamed Abdel Rasoul, 2013, The Strike in Egyptian
Law, PhD thesis, Faculty of Law, Beni Suef University, Egypt, p. 20.
119
2022 – العدد الثاني/37 المجلد/مجلة العلوم القانونية
vi. Hilal, Dr. Nassef Imam Saad, 1984, Workers' Strike between Vacation and
Prohibition - Legislation, Judiciary and Jurisprudence, PhD thesis, Faculty of
Law, Ain Shams University, Egypt, p. 91.
vii. Al-Daribi, Muhammad Najm Gallab, 2013, employee freedom of expression,
a comparative study, master's thesis, College of Law, Al-Mustansiriya
University, Iraq, 119-120.
viii. Al-Jabali, Ali Muhammad, 2014, The Right of Public Employees to Strike in
Jordanian Law, Master's Thesis, Faculty of Law, Middle East University, pp.
44-45.
ix. Al-Mahmoudi, Maytham Ghanem Gabr, 2015, the legal regulation of the right
to strike, MA thesis, Faculty of Law, Mansoura University, Egypt, p. 24.
x. Talib, Mosaddeq Adel, 2005, The Strike by Workers and Its Effects, Master
Thesis, College of Law, University of Baghdad, p. 47.
xi. Abdul-Wahhab, Bartima, 2001, The Strike and the Principle of Continuity of
General Facility, A Comparative Study, with Interest in Algeria and France,
Master Thesis, Cairo University, p. 37.
xii. Lahcen, Aouissat, 2016-2017, Legal Guarantees and Controls for Exercising
the Right to Strike in Public Service, Master's Thesis, Faculty of Law and
Political Science, Dr. Taher Moulay Saida University, p. 30.
xiii. Mahran, Samia Gaber Mohamed, 2019, The legal regulation of the right to
demonstrate, strike and sit-in, a comparative study between Egypt and France,
Master's thesis, Faculty of Law, Alexandria University, p. 117.
xiv. Wadi, Khairy Omar Abu Bakr, 2015, the legal regulation of the rights to strike
and protest, MA thesis, Faculty of Law, Alexandria University, p.40.
xv. Al-Saleh, Dr. Othman Abdul-Malik, Guarantees of human rights in Kuwait
between theory and practice, published research, Journal of Law and Sharia,
Kuwait University, pp. 42-43 referred to by Dr. Saeed Furori Ghafel, a
previous source, p. 63.
xvi. Diab, Fawzi Ibrahim Muhammad, 2021, the legal regulation of the right to
strike in public utilities, published research, Misurata University, Journal of
Legal Research, College of Law, No. 12, Feburi, 2021, p. 8.
Third: Constitutions, Laws, and Regulations
i. The Constitution of Iraq for the year 2005.
ii. Egypt's 2014 Constitution.
iii. The French Constitution of 1958 as amended for the year 2008.
iv. The Iraqi Unified State Administration Law for the Transitional Period of 2004.
v. Iraqi Labor Law No. 37 of 2015.
vi. Iraqi Labor Law No. 77 of 1987.
vii. Iraqi Penal Code No. 111 of 1969.
viii. Law of Trade Union Organization for Iraqi Workers No. 52 of 1987.
ix. State and Public Sector Employees Discipline Law No. 14 of 1991 amended
by Law No. 5 of 2008 of Iraq.
120
2022 – العدد الثاني/37 المجلد/مجلة العلوم القانونية
121