Professional Documents
Culture Documents
التعريف البلاغة
التعريف البلاغة
مل يكن فضل القرآن العظيم على الثقافة اإلنسانية منحصرا يف كونه مفتاح املعرفة الىت هبا
يس لم االعتق اد و يس رتيح الض مري و منه اج الس لوك ال ذى ب ه ت رتقي القيم اإلنس انية و
تستقيم احلياة ،و عنوان الشريعة الىت هبا يستقر العدل و املصاحل و تنتظم احلضارة .بل إن
فضله على الثقافة اإلنسانية عموما ،ة على الثقافة العربية خصوصا ،و تعدى ذلك ليشمل
اإلدراك و اإلراك و اإلحس اس و ىف توجي ه الثقاف ة اإلنس انية إىل حيث يتع انق احلق و اخلري
وم ا ك ان الق ران ك ذالك إالن ه يتم يز بص فتني ال زم تني مها كون ه مص درا للمعرف ة الغيبي ة
اإلهلياة الصحيحة املطلقة مث كونه تبعا لذلك معجزا من جهة أنه كالم اهلل فالبد حتما أن
يكون الئقا بعلومه و كمله متنزها عن الشبه و املداناةة من جهة أنه دليل الرسالة وحجة
اهلل على خلق ه فالب د أن يك ون إعج ازه دلي ل مص دره الرب اين و دلي ل ك ون ال ذى ج اء
رسوال من اهلل
1
التعريف البالغة
البالغ ة اص طالحا :الظه ور و البي ان و اإلنته اء إىل املع ىن و البل وغ املراد بالف ظ اجلي د و
مفهوم البالغة :وضع الكالم يف موضعه من طول وإجياز ،وتأدية املعىن أداء واضحا
بعبارة صحيحة فصيحة ،مع مالءمة كل كالم للمقام الذي يقال فيه وللمخاطبني
1
به.
اإلعجاز :إثبات العجز ...والعجز يف التعارف :اسم للقصور عن فعل الشئ ،وهو ضد
القدرة ،وإذا ثبت اإلعجاز ظهرت قدرة العجز ،واملراد باإلعجاز هنا :إظهار صدق النىب
1البالغة يف العلم البيان ،حممد غفران زين العامل ،كلية املعلمني اإلسالمية:فونوركو
2
صلى اهلل عليه والسالم يف دعوى الرس الة بإظهار عج ز الع رب عن معارض ته ىف معجزت ه
والقرآن الكرمي حتدى به النىب صلى اهلل عليه والسالم العرب ،وقد عجزوا عن معارضته
2
مع طول باعهم ىف الفصاحة والبالغة ،ومثل هذا ال يكون إال معجزا.
فقد ثبت أن الرسول صلى اهلل عليه والسالم حتدى العرب بالقرآن على مراحل ثالث:
حتدهم ب القرآن كل ه ىف أس لوب ع ام يتن اول غ ريهم من اإلنس واجلن حتديا يظه ر أ.
2مناع القطان :مباحث يف علوم القرآن 14 ،شارع اجلمهورية عابدين ،مكتبة وهبة:القاهر
3
اع لَ م وا َأ مَّنَ ا ُأنْ ِز َل بِ عِ ْل ِم اللَّ هِ ِ ِإ ِِ
ص اد ق نيَ -فَ مَّلْ يَ ْس تَ ج يبُ وا لَ ُك ْم فَ ْ ُ
ُك ْن تُ ْم َ
ب مِم َّ ا َن َّز لْ نَ ا
ج .مث حتداهم بس ورة واح دة من ه يف قول ه " :و ِإ ْن ُك ْن تُ م يِف ر يْ ٍ
ْ َ َ
ع لَ ٰى ع ب ِد نَا فَ ْأ تُوا بِ س ور ٍة ِم ن ِم ثْ لِ ِه و ْاد ع وا ُش ه َد اء ُك م ِم ن د ِ
ون اللَّ ِه ِإ ْن َ َ ْ ْ ُ َ ُ ُ َ ْ َ َْ
3
ني " ُك ْن ت م ِ ِ
ص اد ق َ
ُْ َ
اإلعجاز العلمى
وإعجازه العلمى ليس يف اشتعماله على النظريات العلمية اليت تتجدد وتتبدل وتكون مثرة
للجه د البش رى يف البحث والنظ ر ،وإمنا يف حث ه على التفك ري ،فه و حيث اإلنس ان على
النظر يف الكون وتدبره ،وال يشل حركة العقل يف تفكريه ،أو حيول بينه وبني االستزادة
من العل وم م ا اس تطاع إىل ذل ك س بيال ،وليس مثة كت اب من كتب ال ديان الس ابقة يكف ل
فأى مسألة من مسائل العلم ،أو قاعدة من قواعدة ،يثبت رسوخها ،ويتبني يقينها ،تكون
حمقق ة ملا حيث علي ه الق رآن من تفك ري سلس م ،وال تتع ارض مع ه حبال من األح وال ،وق د
3نفس املراجع
4
تقدمت العلوم وكثرت مسائلها ومل يتعارض شيئ ثابت منها مع آية من آيات القرآن،
والقرآن الكرمي جيعل التفسري السديد والنظر الصائب يف الكون وما فيه أعظم وسلية من
إعجاز اللغوى
ال ّدقّ ة يف اختي ار كلم ات الق رآن وترتيبه ا بص و ٍر بديع ة ،وببالغ ة متناهي ة ،وه و
تأدية املعىن املطلوب بأبلغ الطرق ،اليت يعجز البشر عن اإلتيان مبثلها.
لق دمارس أه ل العربي ة فنوهنا من ذ نش أت لغتهم ح ىت ش بت وترع رعت ,وأص بحت ىف
عنفوان شباهبا عمال فامعطاء ,واستظهروا شعرها ونشرها ,وحكمها وأمثاهلا ,وطاوعهم
وتسامت ,وقفت على أعتاب لغة الق رآن ىف إعجاز اللغوى كسرية صاغرة ,تتحىن أمام
أس لوبه إجالال وخش ية ,وماعه دتاريخ العربي ة حقب ة من أحق اب الت اريخ ,ازده رت فيه ا
اللغ ة إال وتط ا من أعالمه ا وأس اتذهتا أم ام البي ان الق رآىن اعرتاف ا بس موه ,وإدراك ا ل
اسراره ,و ال عجب ((فتلك سنةاهلل ىف آياته الىت يصنعهابيديه ,اليزيدك العلم هباوالوقوف
5
على أس رارهاإالإذعانالعظمتها ,وثق ةبالعجزعنها ,والك ذلك ص ناعات اخلل ق ,ف إن فض ل
العلم هباميكن ك منه اويفتح ل ك الطري ق إىل الزيادةعليه ا ,ومن هناك ان س حرةفرعون هم
وليس للعرب كالم مشتمل على هذه الفصاحةوالغرابةوالتصرف البديع ,واملعاىن اللطيفة,
والفوائ دالغزيرة ,واحلكم الكث رية ,والتناس ب ىف البالغ ة ,والتش ابه ىف الرباع ةعلى
ه ذاالطول-وعلى هذاالق درة ,وإمناتنس ب إىل حكيمهم كلم ات مع دودة ,وألف اظ قليل ة,
وإىل ش اعرهم قصائدحمص ورةيقع فيه ااخلتالل واخلتالف ,والتكل ف والتغس ف,
وق دجاءالقرآن على كثرت ه وطول ه متناس باىف الفص احةغلى ماوص فةاهلل ع زمن قائ ل(( :اهلل
نزل أحسن احلديث كتابامتشاهبامثاىن ,تقشعرمنه جلودالذين خيشون رهبم مث تلني جلودهم
4
وقلوهبم إىل ذكراهلل))(( ,ولوكان من عندغرياهلل لوجدواْفيه اختالفاكثريا)).
4البالغة القرآنية املعجزة بني ناقدين ،عبد القاهر اجلرجاين و سيد قطب
6
لقدكان لنشأةعلم الكالم يف اإلسالم أثرأصدق مايقال فيه :إنه كالم ىف كالم ,ومافيه من
وميض التفكريجيرمتتبه إىل جماهل من القرآن بعضهافوق بعص ,وقدبدأت مأساةالكالم ىف
فذهب أبو إسحاق إبراهيم النظام ومن تابعه كاملرتضى من الشيعة إىل أن إعجاز أ.
الق رآن ك ان بالص رفة ,ومع ىن الص رفةىف نظ ر النظ ام :أن اهلل ص رف الغ رب عن
معارضة القرآن مع قدرهتم عليها ,فكان هذاالصرف خارقا للعادة ,ومعنهاىف نظر
املرتضى :أن اهلل سلبهم العلوم الىت حيتاج إليها ىف املعارضة ليجيثوا مبثل القرآن,
وهو قول يدل على عجز ذويه ,فال يقال فيمن سلب القدرة على شئ أن الشئ
أعجزه مادم ىف مقدوره أن يأتى به ىف وقت ما ,وإمنا املعجز حينئذ هو قدر اهلل,
فال يك ون الق رآن معج زا ,وح ديئثا عن إعج از مض اف إىل الق رآن س وف يظ ل
وذهب قوم أىل أن القرآن معجز ببالغته الىت وصلت أىل مرتبة مل يعهدهلا مثيل, ب.
وهذه النظرة نظرة أهل العربية الذين يولعون بصور املعاىن احليةقى النسخ احلكم,
والبيان الرائع.
7
وبغضهم يقول :إن وجه إعجاز ىف تضمنه البديع الغريب املخالف ملاعهد ىف كالم ت.
ث .ويقول آخرون :بل إعجاز ىف اإلخبار عن امليبات املستقبلة الىت اليطلع عليها إال
بالوحى ,أو اإلخبار عن األمور الىت تقدمت مند بدء اخللق مبا ال ميكن صدوروه
ج .وذهب مجاعة أىل أن القرآن معجز ملا تضمنه من املعلوم املختلفة ,واحلكم البليغة.
5
فه و معج ز ىف ألفاظ ه وأس لوبه ,واحلرف الواحدمن ه ىف موض عه من اإلعج از ال ذى اليغ ىن
عنه غريه ىف متاسك الكلمة ,والكلمة ىف موضعها من اإلعجاز ىف متاسك اجلملة ,واجلملة
و هو معجز ىف بيان ونظامه ,جيد فيه القارئ صورة حية للحياة والكون واإلنسان.
وهو معجز ىف معانيه الىت كشفت الستار عن احلقيقة اإلنسانية ورسالتها ىف الوجود.
5نفس املراجع
8
وهو معجز بعلومه ومعارفه الىت أثبت العلم احلديث كثريامن حقائقها املغيبة.
وه و معج ز ىف تش ريعه وص يانته حلق وق اإلنس ان وتك وين جمتم ع مث اىل تس عد ال دنيا على
يديه.
وهذاوحده إعجاز.
ق ال اخلط اىب ىف كتب ه(( :فخ رج من ه ذاأن الق رآن أمناص ارمعجزاألنه جاءبأفص ح
األلف اظ ,ىف أحس ن نظ وم الت أليف ,ومتضمناأص ح املع اىن ,من توحيداهلل وتنزيه ه ىف
صفاته ,ودعاء إىل طاعته ,وبيان ملنهج عبادته ,ىف حتليل وحترمي ,وحظروإباحة ,ومن
وع ظ وتق ومي ,وأمرمبروف وهنى عن املنك ر,وإرش ادإىل حماس ن األخالق ,وزج رعن
مس اويها ,واض عاكل ش ئ منهاموض عه ال ذى الي رى ش ئ أوىل من ه ,واليت وهم ىف
ذلك بني احلجةواحملتج له ,والدليل واملدلول عليه ,ليكون ذلك أوكدللزوم مادعاإليه,
9
إعجاز القرآن الكريم:
إظهار صدق النيب -صلى اهلل عليه وسلم -يف دعوى الرسالة بإظهار عجز العرب
مفجره ا األول و حموره ا األس اس الق رآن الك رمي ,ويك ون
حبيثي ة ص ا ع دة ,يك ون ّ
مقابل ه ىف ذل ك و مس اعده ىف توخي ه حرك ة البحث الش عر الع رىب الق دمي ,و يك ون
10
على أس اس ه ذه الق ا ع دة العقدي ة نش أت البح وث ىف إعج از الق رآن ,نافي ةً ش بهات
الش ككني ىف إعج ازه ,ب ا حث ةً س ر اإلعج از ال ذىبهر أم ةً أكم ل ص ناعاهتا البالغ ة ,فاحتة
6
طريقا واسعا ال كتشاف األسرار البالغية و تأسيس ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ النقدية.
يتجلى هذا اجلانب من الإلعجاز مب ﻈاهر عدة نوجزها فيما يلى :
إن امل ﻈه ر األول من مظ اهر اإلعج از البالغى ه و أن الق رآن جيرىعلى نس ق خ اص ىف
11
متتاز الكلمة الىت تتألف منها اجلمل القرآنية بالتالية :
مجال توقيعها ىف السمع :فليس ىف القرآن لفط ينبو عن السمع ,أو يتنافر مع ما أ.
قبل ه أو بع ده ,فالكلم ة القرآني ة ىف الض زوة من الفص احة ,و هى حتم ل املع ىن ىف
اتس اع داللته ا ,ملا ال تتس ع ل ه دالالت الكلم ات األخ رى من املع اىن واملدلوالت أ.
حبي يعرب بكلمة واحدة عن معىن ال يستطاع التعبري عنه إاّل ببضع كلمات
عادةُ ,
أو مجل .وخ ذ مث ااًل على ذل ك قول ه تع اىلَ( :أَفرء ْيتُمالن َّ
َّار اُلىِت تُ ُ
ورون 71ءََأْنتُ ْم ََ ُ َ
ِ ِ
َأنش ْأمُتْ َش َجَرَت َهآ َْأم حَن ُن املُنش ُئون 72حَن ُن َج َع ْلَن َه ا تَ ذكَرةً َو َمَت ًع ا لِّْل ُم ْق ِو َ
ين) َ
(الواقعة)73-71 :
12
التالؤم واالتس اق بني كلماهتا ,و تالح ق حركاهتا وس كناهتا ,بن{م ب ديع يس رتيح أ.
الس م ِ
آء ب َّ َ
اه الس مع والص وت والنط ق .واق رأ إن ش ئت قول ه تع اىلَ ( :ف َفتَ ْحنَ آ َْأب َو َ
َأمر قَدقُ ِد َر) (القمر -11 :
ض عُُي ْونًا فَالَْت َقى الْ َماءُ َعلَى ً
ِ
َآءً ّمْن َهم ٍرَ 11وفَ َّج ْرنَا ْ
اَألر َ
مِب
)12
املﻈهر نفسه ,حبيث جيد القارئ إقناع العقل وإمتاع العاطفة ,مبا يفى حباجة النفس
البشرية تفكريا ووجدانًا ىف تكافؤ واتزان ,فال تطغى قوة التفكير على قوة الوجدان,
وال قوة الوجدان على قوة التفكري .وهكذا جتد وأنت تقرأ القرآن أن العقل يفهم
واخليال يتصور ,وذلك خالف املألوف واملعروف لدى قراءة الكالم أو كتاب آخر.
واق رأ-على سبيل املثال -قول ه تعاىل ِ( :إنَّا جع ْلنَ ا ىِف َأعنَ ِق ِهم َأ ْغلَاًل فَ ِهي ِإىَل اَأل ْذقَ ِ
ان َ ََ
َأيدي ِهم َس دًّا َو ِمن َخ ْل ِف ِهم َس دًّا فََأ ْغ َش ْيَن ُهم َف ُهم اَل
ني ِ َف ُهم ُّمقم ُح و َن 8و َج َع ْلنَ ا َم ۢن بَ ِ
َ ْ َ
ي ِ
بص ُرو َن) (يس .)9-8 :ُ
13
رابعا -جالل الربوبية وكربياء األلوهية ىف آلياته
ً
من أجلى مﻈاهر اإلعجاز ىف القرآن الكرمي ما يوجد ىف كثري من آياته من جالل الربوبية
و كربي اء األلوهي ة ,بقط ع النﻈر عن املع ىن ال ذى يؤدي ه اللفﻈ .و ه ذا مما ال يق وى على
و بي ان ذل ك :أن الكالم م رآة لطبيع ة املتكلم ,تتجلى فيم ا يكتب أو يق ول ,و ت زداد
وضوحا كلما تنوعت أحباثه و مواضيعه .وإذا كان ىف مقدور اإلنسان أن يﻈهر بصورة
ً
طبيعة أخرى ,فإن ذلك ال ميكن أنيصل إىل حد التناقض ,حبيث ينطبع جبصائص البشرية
تارة ,وخبصائص األلوهية أخرى .وإذا كان هذا غري ممكن ,فال ميكن إلنسان ما أن يصوغ
كالم ا ينش ر من حول ه عﻈم ة الربوبي ة وكربي اء األلوهي ة ىف ص ياغة ال تكل ف فيه ا و ال
ً
جل واقرأ-على سبيل املثال-قوله تعاىلِ( :إنَّىن
عز و َّ
متثيل ,كما هو ﻈاهر ىف الكالم اللّ ه َّ
14
إن القرآن الكرمي حني خياطب العقالء ,إمنا خياطب فيهم عقوهلم ,كما يثري فيهم مشاعرهم
و أحاسيسهم ,بأسلوبه الفذ ,وبيانه املعجز ,وموسيقاه الساحرة ,فيجعل املخاطب يتخيل
و إذا كان التصوير تشبيتًا للﻈل الصامت ,أو جمموعة خطوط وألوان متجمعة ,تضع أمام
التصوير القرآىن أوسع من هذا بكثري :فهو حتويل احلروف الصوتية اجلامدة إىل ريشة تنبع
من رأس ها األص باغ واألل وان اجملتلف ة ,حس ب احلاج ة والطلب ,لتحي ل-ب دورها-املع اىن
املعتادة إىل صور يتأملها اخليال ,و يدركها الشعور ,وتكاد العني أن تستوعبها العقل .و
ه و -كم ا يق ول ص احب كت اب التص وير الف ىن ىف الق رآن -تص وير ب اللون ,و تص وير
باحلركة ,و تصوير بالتخييل ,كما أنه تصوير بالنغمة تقوم مقام اللون ىف التمثيل .وكذلك
:هو تصوير حي ,منتزع من عامل األحياء ,ال ألوان جمردة وخطوط جامد ,تصوير تقاس
األبعاد فيه والسافات باملشاعر والوجدانات ,فاملعاىن ترسم و هى تتفاعل ىف نفس آدمية
15
إخ راج م دلول اللف ظ منم دائ رة املع ىن ال ذهىن اجملرد إىل الص ورة احملسوس ة .1
واملتخيلة
ت َوَأ ۢن بتَ ْ
ت آَأنزلنَ ا َعلَ َيه ا امل آءَ ْاهَت َّز ْ
َ ض َه ا ِم َدةً فَِإذَ
اَألر َ
(وَت َرى ْ أ .قوله تعاىلَ :
َ
يج) (احلج .)5 : ِمن ُك ِّل َز ْو ِج هَبِ ِ
َأوز َار ُهم َعلَى ظُ ُه و ِر ِهمۚ َأاَل َس آءَ َم ايَِز ُرو َن)
(و ُهم حَي ِملُ و َن َ
قول ه تع اىلَ : أ.
(األنعام)13 :
قول ه تع اىلَ ( :كُب َرت َكلِ َم ةً خَت ُر ُج ِمن َأف َو ِه ِهمۚ ِإن َي ُقولُ ون ِإاّل َك ِذبًا) ب.
(الكهف )5:
وسائل:
16
نماذج تصويرية من القرآن الكريم:
ِ
اَألرض َأو ت َأن تَبتَغِى نَ َف ًق ا ىِف
اس تَطَ ْع َ
ِ
اض ُهم فَِإن ْ
عر ُقال اللّه تعاىل ( :وِإن َكا َن َكُبر َعلَْي َ ِإ
ك َ َ َ
ِ ِ ۚ سلَّما ىِف َّ ِ ِ
الس َمآء َفتَأتَي ُهم بَِئايَ ٍة َو لَ ْو َشآءَ اللَّهُ جَلَ َم َع ُهم َعلَى اهلَُد ۚى فَاَل تَ ُك ونَ َّن م َن اجلَ ِهل َ
ني) ( ًُ
األنعام )35 :
كان يكرب على النّيب ﷺ كفر قومه وإعراضهم عما جاء به ,فنزلت هذه اآلية توضح له:
أنه ال ج دوى من أن يض يق ص دره بكف رهم ,و إال فليجه د نفسه وليبذل قص ارى ما ىف
وسعه ليأتيهم مبا حيملهم على تصديقه ,ويدخل اإلميان ىف قلوهبم إن استطاع.
صورهتا اآلية مبشهد ترسم فيه تأمله ﷺ من إعراضهم ىف صورة شيء يضخم
هذه املعاىن ّ
ذرع ا ,ويسعى للخالص منه.
و يكرب حجمه ,حىت يثقل على النّ يب ﷺ محله ,و يضيق به ً
كم ا ترس م في ه اجله د ال ذي لن ي أتى بطائ ل ,بص ورة من ينبعث حنو ك ل جه ة ىف قل ق و
حبث ,ليتخلص من عبء عالق به .و هكذا فقد عربت عن املعىن الذهىن بصورة حمسوس
8
متخيل تنبعث فيه احلركة واحلياة ,مع شيء من التجسيم والتفخيم.
17
المراجع:
من اع القط ان :مب احث يف عل وم الق رآن 14 ،ش ارع اجلمهوري ة عاب دين ،مكتب ة
وهبة:القاهر
البالغة القرآنية املعجزة بني ناقدين ،عبد القاهر اجلرجاين و سيد قطب ،التجديد-
التوبة:الرياض
دراسات يف علوم القرآن الكرمي ،فهم بن عبد الرمحن بن سليمان الرومي ،حقوق
البالغة يف العلم البيان ،حممد غفران زين العامل ،كلية املعلمني اإلسالمية:فونوركو
18