You are on page 1of 15

‫‪ I‬أنواع العنف [ المادي ‪ /‬الجنسي ‪ /‬النفسي ‪ /‬اإللكتروني ]‬

‫عرفت كل المجتمعات ممارسة العنف على األطفال ‪ ،‬فكثيرا م ا تس تعمل األس رة‬
‫ذل ك كوس يلة للعق اب و الت أديب و إلى الي وم يش رع الكث يرون إلى مث ل ه ذه‬
‫الممارس ات المرفوض ة تمام ا ب النظر إلى ت داعياتها الخط يرة و لع ل األرق ام‬
‫المفزعة لعدد األطفال الذين يتعرضون للعنف بشتى أنواعه تحتم علينا الخوض في‬
‫هذا الموضوع الحساس فمليار طفل سنويا يتعرض إلى العنف و يموت طف ل ك ل‬
‫‪ 5‬دقائق نتيجة التعنيف لذا رأينا أنه من الهام أن نعرف أنواع العن ف المس لط على‬
‫األطفال ‪.‬‬
‫‪ /1‬العنف الجسدي ‪:‬‬
‫تسلط على األطفال عقوبات بدنية مـتنوعة و تشمل الضرب فــــي المــــقام األول‬
‫و يكون بوسائل مختلفة كاليد و العصا و األحذي ة و الملعق ة الخش بية و غيره ا من‬
‫الوسائل المؤذية و المؤلمة للطفل حتى و إن كانت بدرجات متفاوتة ‪.‬‬
‫و ال يقتصر األمر على الضرب لمعاقبة الطفل ب ل نج د طرق ا أك ثر بش اعة تك ون‬
‫بشد الشعر أو الصفع أو العض و قد يصل األم ر إلى ح رق الص بي أو كي ه و ه ذا‬
‫النوع من العنف يخلق عالقة غير متوازنة مع األبوين فالمفروض أن يكونا مصدر‬
‫أمن و طمأنين ة ال مص در ألم و ح زن ألن الض رب يول د ل دى الص غير مش اعر‬
‫مختلفة سلبية كالخوف أو الغضب فيدخل الطفل في حزن و كآبة و انطواء و رهب ة‬
‫من اآلخرين إن كان خائفا و قد تصيبه نوبات غضب حادة و يتصرف بعدواني ة إن‬
‫كان غاضبا ‪ ،‬ألن اإلنسان في حالة الغضب يفرز جسده هرمون ات الكورت يزون و‬
‫اإلدرينالين وهذا يسبب له مشاكل صحية كبيرة و أيا كانت مشاعره فإن الدراسات‬
‫تؤكد تأثر الدماغ بعملية الضرب المتك ررة حيث ثبت أنه ا تس اهم في تغي ير قش رة‬
‫الدماغ فالفص األمامي من المخ أصغر عند الب الغين ال ذين تعرض وا إلى الض رب‬
‫في صغرهم ب ‪ 15‬ـ ‪ 19‬بالمائة من ال ذين لم يتعرض وا للض رب في طف ولتهم ‪ .‬و‬
‫نضيف و بإمكان األسر أن تتجنب ه ذا العق اب الجس دي بغ رس ثقاف ة الح وار و‬
‫النقاش التي أثبتت فاعليتها و نجاعتها فعلى األسر اليوم تدريب نفسها و ابنه ا على‬
‫ذلك كما عليها أن تدين العقاب الجسدي بكل أنواعه و ترفضه بشدة ‪.‬‬
‫‪ /2‬العنف الجنسي ‪:‬‬
‫العنـف الجنسي و الذي يك ون إم ا بطريق ة مباش رة أو غ ير مباش رة فأم ا الطريق ة‬
‫المباشرة فق د تك ون عن طري ق لمس بعض المن اطق الحساس ة للطف ل و االنته اك‬
‫حرمته جسده أو االغتصاب و التحرش و يمكن أن يكون هذا العن ف الجنس ي عن‬
‫طري ق اإلن ترنيت باس تدراج األطف ال القص ر إلى مش اهدة بعض الص ور أو‬
‫الفي ديوهات غ ير الالئق ة واإلباحي ة ‪ ،‬و ه ذه الممارس ات فق د تق ع في أم اكن من‬
‫المفروض أن يك ون فيه ا الطف ل في م أمن ك البيت أو المدرس ة و ق د ش هدت ه ذه‬
‫األطر المكانية حوادث مشينة جدا خاص ة و أن ه حس ب أغلب الدراس ات تق ع ه ذه‬
‫الجرائم في دائرة األسرة فيكون المعتدي عادة من األقارب و هو ما يعرف بس فاح‬
‫األقارب و يمكن أن ندعم هذه التحليل بالتقرير الذي قدمته جمعية أم ان باالش تراك‬
‫مع منظمة اليونيسيف في ما يتعل ق ب العنف الجنس ي على األطف ال ب المغرب ف بين‬
‫السنوات ‪ 2012 / 2007‬وقع تسجيل ‪ 11599‬اعتداء جنسي على األطفال ‪ ،‬غ ير‬
‫أننا نتوق ع أن يك ون الع دد الحقيقي أك ثر من ذل ك ألن ال دخول في ه ذا الموض وع‬
‫بمثاب ة ال دخول إلى حق ل من األلغ ام فه و من المواض يع المحظ ورة خاص ة في‬
‫المجتمعات العربية الرتباطها بمفهوم الشرف و الع ار خاص ة إذا ك ان الج اني من‬
‫األقرب و هذا م ا يوق ع ص دمة كب يرة على نفس ية الطف ل ‪ .‬ف العنف الجنس ي ال ذي‬
‫يتعرض له األطفال يدخلهم في عزلة كبيرة نتيج ة للش عور ب األلم النفس ي و ت أنيب‬
‫الض مير كم ا يمكن أن تك ون األض رار أمراض ا منقول ة جنس ية أو الحم ل غ ير‬
‫المرغوب في ه ‪ .‬إذن لتنجب ك ل ه ذه المآس ي الب د تظ افر ك ل الجه ود األس رة و‬
‫المدرس ة و الدول ة في توعي ة الطف ل الس تباق م ا يمكن أن يتع رض ل ه من عن ف‬
‫جنسي ‪.‬‬
‫‪ /3‬العنف النفسي ‪:‬‬
‫التعامل العنيف مع الطفل ال يكون فقط بإيذائه جسديا س واء بالض رب أو باالعت داء‬
‫عليه جنسيا فقد يكون أيضا نفسيا و هو ال يقل خطورة و ه و إيق اع األذى النفس ي‬
‫عليه و ذلك بإهانته و الحط من قيمته خاصة إذا كان أمام المجموعة بأن يتوجه إليه‬
‫األبوين أو أحدهما بما يؤلمه و يشعره بالنقص و االحتق ار و المهان ة ب أن يق ال ل ه‬
‫أنه غبي أو بدين أو ال يحسن القي ام ب أي ش يء أو أن ه فاش ل أو أن ه غ ير محب وب‬
‫ويمكن مقارنته بشخص آخر من األسرة أو أحد إخوت ه ه ذا األم ر يس بب ل ه ألم ا‬
‫عميقا و جرح ا ق د يس تحيل عالج ه فيفق د الثق ة في ك ل م ا يق وم ب ه و ينع زل عن‬
‫المجوعة و يقع في اكتئاب وقد يصل األمر إلى الع زوف عن الدراس ة و االنقط اع‬
‫عنها أو فقدان الشهية للطعام و إهمال الشكل الخارجي و تسوء عالقت ه االجتماعي ة‬
‫و يصبح انطوائيا و يمكن أن تراود الطفل أفكار انتحارية غير أن األبوين ال يعيان‬
‫بفداحة ما يقومون به تجاه صغيرهما و قد يبرران ذلك بأنه دالل مفرط من قبل ه أو‬
‫أنهم تلقوا هذا النوع من التربية من والديهما ‪.‬‬
‫‪ /4‬العنف اإللكتروني ‪:‬‬
‫للثورة الرقمية جانب مشرق فهي أفادت الطفل في بعض البرامج التوعية التعليمي ة‬
‫الهادف ة غ ير أنه ا ق د تع رض الطف ل إلى ن وع جدي د من العن ف ي واكب عص ر‬
‫التكنولوجيا ‪ ،‬و هو العنف عبر الشبكة العنكبوتية " االنترنت" إذا لم يكن استعمالها‬
‫رش يدا و تحت رقاب ة األب وين فق د أص بحنا نعيش الي وم خط ر م ا يع رف ب التنمر‬
‫اإللكتروني فمس تعملي االن ترنيت ال ذين س نهم دون ‪ 18‬في ي زداد بش كل رهيب و‬
‫الت داعيات الس لبية على الطف ل تظه ر في استــعمال األطف ال لصـور أو أش رطة‬
‫فــيديو فيــها الكثير مــن السخرية و التـهكم و االس تفزاز من بعض األطف ال تج اه‬
‫أقرانهم و حتى من هم أكبر سنا منهم فيصورونهم في وض عيات مث يرة لالس تهزاء‬
‫كما قد يستعملون بعض التطبيقات على الصور و الفيديوهات لتش ويه ط رف م ا و‬
‫تنزيلها في شبكات التواصل االجتماعي فسرعان م ا تنتش ر و يك ون وقعه ا م دويا‬
‫بالنسبة للطفل الضحية الذي يدخل في دوامة من الحزن و التوتر و الكآبة ‪.‬‬
‫كما ال يمكن أن نتجاه ل مخ اطر بعض ألع اب الفي ديو العنيف ة أو التطبيق ات ال تي‬
‫تشجع على التحديات الخطيرة جدا كالتيكتوك و هذا ما وقع مؤخرا في تح د ق ام ب ه‬
‫أطفال قصر يتمثل في من يقوم بشرب أكبر عدد من األدوي ة فك ان أن ت وفي طف ل‬
‫أمريكي نتيجة هذا التحدي ‪ .‬خطر العنف اإللكتروني ال يقف على هذا الحد فقد يقع‬
‫الطفل ضحية له ذه الش بكة العنكبوتي ة و فريس ة لبعض الب الغين فيس تغلونه أبش ع‬
‫االستغالل جنسيا و قد سبق أن فصلنا القول في هذه المسألة عند ح ديثنا عن العن ف‬
‫الجنسي ‪.‬‬

‫‪ II‬تأثـير مشاهد العنـــف فـــي الصور المتحركة عــلى األطــفال‬


‫و الحلول الممكنة للحد من هذه الظاهرة ‪.‬‬

‫‪ /1‬تأثير مشاهد العنف في الصور المتحركة على األطفال ‪:‬‬


‫يعيش العالم الي وم ث ورة إعالمي ة عمالق ة و أم ام ه ذا الس يل الج ارف من وس ائل‬
‫االتصال السمعي البصري و خاصة التلفاز الذي يعد الوس يلة الم ؤثرة األولى على‬
‫المتلقي و بخاصة جمهور األطف ال أص بح المنتج ون للص ور المتحرك ة يس تغلون‬
‫حب األطفال الفطري لأللوان الزاهية و األصوات و الحرك ات إض افة إلى خي الهم‬
‫الجامح و الذي يجعــلهم ينـجذبون إلى الشخصيات الخيالية كسوبرمان و باتم ان و‬
‫ميكي ماوس و غيرها من الشخصيات و قد يكون هذا التعلق في أحيان عديدة تعلقا‬
‫شديدا يصل إلى حد الهوس مما يساهم في تشكيل مالمح شخص ية الطف ل ألن ه في‬
‫مرحلة عمرية تجعله سريع التأثر فهو صفحة بيضاء ما يرسم عليها يحفر فيه ا ‪ .‬و‬
‫كما يقال التعليم في الصغر ك النقش على الحج ر غ ير أن األس رة ال تعي في أغلب‬
‫األحي ان م دى خط ورة المس ألة و ت ترك الطف ل كالريش ة في مهب ال ريح دون أي‬
‫رقابة أو توجيه أمام شاشة التلفاز أو اله اتف أو الحاس وب و ك ل ظنه ا أنه ا تحمي‬
‫صغيرها من مخاطر العالم الخارجي و هذا ما يجعل هذه األجهزة تساهم في تربي ة‬
‫األبناء و تنشئتهم كمؤسسة األسرة أو المدرسة و الشارع بل و قد يفوق دورها دور‬
‫هذه المؤسسات ‪.‬‬
‫لذلك البد من دق ناقوس الخـطر اليوم أمام ظاهرة جديدة بدأت تغزو الفض ائيات و‬
‫شبكات التواصل االجتم اعي و هي رس وم متحرك ة دخيل ة على عاداتن ا و تقالي دنا‬
‫العربية اإلسالمية لما فيها من دعوات للعنف تصـــل حد إلى عرض مشاهد ج رائم‬
‫قتل و لما فيها من استبطان لس لوكات مش ينة كالس خرية من الغ ير و ح تى التنم ر‬
‫هذه الظاهرة التي انتشرت كثيرا بين أطف ال الي وم و هم ع اجزون عن التمي يز بين‬
‫العالم الخيال و العالم الواقـــع فينـجذبون إلى الشخصيات الشريرة و يتقمـصونها و‬
‫قد يقلدونها في أعم ال خط يرة ج دا وص لت في أحي ان عدي دة إلى إلح اق الض رر‬
‫بالنفس أو باآلخر ‪ .‬و قد يكون الضرر بطريقة أخ رى فمش اهدة ه ذا المنت وج لم دة‬
‫زمنية طويلة تجعل ذهن الطفل يتبلد فيصاب ب الخمول و الكس ل ال ذهني كم ا يمكن‬
‫أن تثير الرعب فيه فتأثر على نفسيته الهشة تأثيرا عميقا قد يص عب إص الحه فيم ا‬
‫بعد و هذا يدفعنا إلى التساؤل عن هذه المظاهر ‪.‬‬
‫و قد انشغل العديد من المهتمين بش أن الطفول ة ب البحث في مظ اهر الت أثير الس لبي‬
‫للصور المتحركة التي تعرض مشاهد على األطف ال و فيم ا يلي أب رز م ا توص لوا‬
‫إليه‬
‫ـ قد يعاني الطف ل دون الس ن السادس ة من ص عوبة في النط ق و الكالم مم ا يجع ل‬
‫عملية النطق تتأخر عنده ‪.‬‬
‫ـ مالحظة اضطرابات نفسية عميقة للطفل دون ‪ 6‬سنوات ألنها تجعلهم يعيشون في‬
‫عالم افتراضي و يعزلهم عن محيطهم ‪.‬‬
‫ـ ترس خ بعض المش اهد المخيف ة في ذهن الطف ل و يس تبطنها فتس بب ل ه العزل ة‬
‫والرهبة من اآلخرين تصل إلى االضطرابات في النوم ‪.‬‬
‫ـ العدوانية و انعدام التعاطف ‪.‬‬
‫ـ نوبات الغضب غير مبررة و متكررة ‪.‬‬
‫ـ العناد الشديد ‪.‬‬
‫ـ اضطرابات في األكل ‪.‬‬
‫ـ التبول الالإرادي ‪.‬‬
‫ـ تعرض بعض الصور المتحركة معجما لغويا ال يتالءم مع س ن األطف ال فنس مع‬
‫الطفل يتحدث بما ال يناسب سنه ‪.‬‬
‫ـ مشاكل صحية عديدة البدانة و ت أثر البص ر و الش بكية و ذل ك بس بب اإلطال ة في‬
‫الجلوس أمام الشاشات لمشاهدة الصور المتحركة ‪.‬‬
‫ـ عدم القدرة على التركيز و تشتت ذهني‬
‫و إيمانا من بخطورة ه ذه المس ألة و م دى ت أثير الص ور المتحرك ة على‬
‫السالمة الجسدية أو النفسية للطفل ن رى أن ه من الض روري أن نتعم ق في‬
‫دراستنا بالمخاطر التي يمكن يقع فيها الطفل و ما توصلنا إليه عبر عدة‬
‫دراسات و بحوث أن نسبة كبيرة من األطفال تشاهد الصور المتحركة م ع إخوته ا‬
‫أو بمفردها و دون حضور أشخاص بالغين و هذا ما يؤك د الغي اب الكلي للرقاب ة و‬
‫التوجيه مما يفتح باب المخاطر على مصراعيه و هنا و في هذه المرحل ة من بحثن ا‬
‫يجدر بنا التنويه إلى التباس المخاطر بالمظاهر فكالهم ا يمث ل نس يجا متش ابكا إلى‬
‫درجة يصعب معها الفصل بينهما فص ال دقيق ا ‪ .‬ل ذلك ق د نض طر إلى تن اول نفس‬
‫األفكار لكن من زوايا نظر مختلفة و بتحليل أعمق من بج رد استعراض ها كمج رد‬
‫مظاهرفقط و في ما يلي أبرز المخاطر التي تتسبب فيها الرسوم المتحركة‬
‫ـ فقد يجعل الطف ل ص ورة البط ل الش رير مثال أعلى ل ه مم ا ينعكس على عالقات ه‬
‫االجتماعية انعكاس ا س لبيا فيك ون في عالقت ه م ع أقران ه متقمص ا تل ك الشخص ية‬
‫تقمصا كامال فيمارس العنف الذي تمارسه الشخصية ‪ ،‬من ض رب أو عن ف لفظي‬
‫أو تنم ر و تهكم على غ يره و ق د يص ل ب ه األم ر إلى ارت داء نفس المالبس ال تي‬
‫ترتديها الشخصية الكرتونية و الخطير أن ع ددا من األطف ال يتعلق ون و ينج ذبون‬
‫إلى الشخص ية الش ريرة أك ثر من إعج ابهم بالشخص ية الطيب ة ألنهم ال يمتلك ون‬
‫القدرة على الفصل بين الواقع و الخيال و أخطر ما يمكن أن يقع هو أن يقلد الطف ل‬
‫الشخص ية في أعم ال ك الطيران تقلي دا لس وبرمان و كلن ا ن ذكر مح اوالت بعض‬
‫األطفال الذين لقوا حتفهم نتيجة ذلك ‪.‬‬
‫ـ خطر اكتساب ثقاف ات غريب ة عن مجتمعاتن ا بم ا تحمل ه من أفك ار ال تنس جم م ع‬
‫هويتنا العربية اإلسالمية كالس رقة ‪ ،‬التحي ل ‪ ،‬الغش ففي بعض الرس وم المتحرك ة‬
‫شاهدنا أعماال منافية للقيم اإلنسانية و ترفضها كل الش رائع و األدي ان كاالنتح ار و‬
‫نجد هذا المشهد الصادم في إحدى الصور المتحركة لتوم و جيري حيث جلس ا مع ا‬
‫على سكة قطار لالنتحار ‪ ،‬و لنا أن نتصور ما هي الصور التي سيسجلها الص غير‬
‫في ذاكرته و التي ستؤثر عليه تأثيرا عميقا بالتأكيد ‪.‬‬
‫ـ تغذية قيم األنانية و حب الذات ألن جل الرسوم المتحركة تتمحور حول شخص ية‬
‫واح دة هي شخص ية البط ل و هي الشخص ية المحوري ة ال تي ت دور حوله ا ك ل‬
‫األحداث و هي الوحيدة القادرة على إيج اد الحل ول بص فة فردي ة دون الحاج ة إلى‬
‫اآلخر و دون طلب المساعدة أو المعونة إذن ما يعرض في هذا المنتج يرسخ القيــم‬
‫الفردي ة ال الـقيـم الجماعي ة كقيـم المش اركة و العــطاء و التعـاون و التـآخي و‬
‫اإلتحاد و األمثلة على هذه الشخصيات عديدة مثل كونان ‪ ،‬سوبرمان و غيرها ‪.‬‬
‫ـ يكتفي الطفل عند عملية المشاهدة للرس وم المتحرك ة يس تخدم حاس تي الس مع و‬
‫البصر فقط و يقصي بقية حواسه مما يجع ل نموه ا يتعط ل فعملي ة ف التركيز فق ط‬
‫على حواس دون أخرى من شأنه أن ينعكس سلبا على الطفل ‪.‬‬
‫ـ برود و فت ور العالق ات األس رية بم ا أن الطف ل يقض ي س اعات و س اعات أم ام‬
‫الشاشة دون أي تواصل مع أسرته ‪ ،‬بل األدهى من ذلك أن العديد من األسر ترتاح‬
‫لذلك فتشغل الطفل بصور متحركة على األجهزة الذكية أو التلفاز لتقوم هي بأعمال‬
‫أخرى و كل ظنها أن صغيرها في أمان و هدوء و هي تجهل أنها تعرضه لمخاطر‬
‫عديدة قد يصعب إصالحها في ما بعد فطفلها أمام سيل جارف من الصور التي هي‬
‫بالتأكيد محملة بع دة رس ائل و أفك ار يجه ل األولي اء م ا فيه ا تحدي دا فالطف ل أم ام‬
‫المجهول وحده و ليس لديه القدرة على التمييز بين المنتوج السيئ و الجيد‬

‫‪ /2‬الحل ول الممكن ة للح د من ظ اهرة ت أثر الطف ل ب العنف في الص ور‬


‫المتحركة ‪:‬‬
‫من حق الطفل أن يحيي في بيئة سليمة تلبي له كل احتياجات ه و من واجب الف رد و‬
‫األسرة و المجموعة أن تتصدى لهذه الوضعية المرعبة التي يعيشها ع دد كب ير من‬
‫األطفال ‪ ،‬فالعنف الذي يس لط عليهم ل ه ع واقب وخيم ة فه و يتس بب في االنقط اع‬
‫المبكر عن الدراسة و في اإلدم ان على المخ درات و في جن وح األطف ال و لن ا أن‬
‫نتساءل عن المسؤول عن هذه الوضعية التي أضحت تتطلب تدخال عاجال و فوري ا‬
‫المسؤولية تتحملها كل األطراف ‪ ،‬العائلة و المدرس ة و الدول ة ل ذلك الحل ول يجب‬
‫أن تكون جماعي ة و مش تركة فبالنس بة لألس رة و ب النظر إلى ه ذا الت أثير ال رهيب‬
‫للتلفاز و الهاتف و كل أنواع الشاشات ال تي تع رض الرس وم المتحرك ة ‪ ،‬و نظ را‬
‫لق درة الطف ل الكب يرة على الت أثر بس رعة ب ات من الض روري البحث عن حل ول‬
‫عملية للحد من هذه المخاطر و األكيد أن الحل ال يكون بمقاطعة الصور المتحرك ة‬
‫نهائيا ‪،‬بل من الممكن أن نتحكم في الوقت الذي يسمح فيه للطفل بمشاهدتها و أيضا‬
‫اختيار نوعيتها و لما ال االطالع عليها و مشاركة األبناء في مش اهدتها فه ذا يوط د‬
‫العالق ة بين األبن اء و اآلب اء و ه و أم ر مفي د ج دا للت وازن النفس ي للطف ل و من‬
‫الممكن أن نسعى إلى تهذيب الرسوم المتحركة و جعلها مالئمة لحاجي ات الطف ل و‬
‫و استغاللها في تكوين شخصيته تكوينا متوازنا و سليما لما لها من ت أثير س ريع و‬
‫عميق ‪.‬‬
‫و إضافة إلى ذلك علينا أن نبحث عن طرائق أخرى مفي دة للطف ل كاكتش اف الع الم‬
‫الخارجي بطريقة مباشرة في الفضاءات الخارجية و االنطالق في الطبيعة الجميل ة‬
‫و اللعب مع األصدقاء مما يسمح بتحرك الجسم بشكل جيد و كلن ا نع رف أن العق ل‬
‫السليم في الجسم الس ليم ‪ .‬ه ذه الحل ول المتعقل ة باألس رة أم ا فيم ا يتص ل بالدول ة‬
‫فعليها أن تحث المؤسسات المختصة بشؤون األطفال على وضع هياكل لمراقبة م ا‬
‫يعرض على القنوات الوطنية خاصة و القي ام بالتش جيع على إنت اج ب رامج خاص ة‬
‫باألطف ال خالي ة من ك ل أش كال العن ف تس عى لترس يخ القيم الكوني ة من تس امح و‬
‫مساواة و أخوة كما يمكن أن تقوم الدول ة بحمالت وطني ة توعوي ة لآلب اء لتن بيههم‬
‫لخطر عدم م راقبتهم لم ا يش اهده طفلهم عموم ا ‪ ،‬كم ا ال ننس ى دور المدرس ة في‬
‫توعية األطف ال و ت وجيههم إلى أنش طة جمعياتي ة و ت رغيبهم فيه ا ك اإلنخراط في‬
‫منظمة الكشافة مثال ‪.‬‬
‫و نأمل أخيرا أن تتظافر كل الجهود من أسرة و مدرسة و دولة في إيقاف ظاهرة‬
‫العنف على األطفال إليقاف العنف عموما فالطفل الذي يتلقى العنف سينتج العنف‬
‫و يمارسه على أطفاله عندما يصبح أبا و الطفل الذي ينشأ على ثقافة الحوار و‬
‫النقاش سيتحاور مع أبنائه عندما يصبح أبا فلنوقف هذا النزيف و لننقد الطفولة‬
‫الجانب التطبيقي‬
‫في خاتمة بحثنا النظري توصلنا إلى حقيقة بينة و هي أن الصور المتحرك ة تش كل‬
‫عنصرا محوريا من عناصر تكوين شخصية الطفل كما أنها تحتل حيزا زمنيا هاما‬
‫من برنامجه اليومي فاألطفال يقضون فترات متفاوتة في مشاهدتها بعد عودتهم من‬
‫رياض األطفال أو من المدارس ع دا الص نف اآلخ ر من األطف ال ال ذين دون س ن‬
‫التمدرس ف مشاهدة الصور المتحركة من الثوابت القارة في األس ر عموم ا بقط ع‬
‫النظر عن تفاوت مستوياتها الثقافية و المادية ‪.‬‬
‫كما تأكد لدينا منسوب العن ف المتن وع و الخط ير ال ذي تعرض ه ه ذه النوعي ة من‬
‫البرامج صوتا و ص ورة حيث تتك رر مش اهد من قبي ل الض رب بمختل ف أنواع ه‬
‫كالصفع و اللكم و الدفع و حتى القتل و هذا التع نيف الجس دي ال يجب أن يخفي لن ا‬
‫تعنيفا خفيا لكن له وقعا عميقا في نفسية األطفال الذين لهم قدرة على تخ زين الكالم‬
‫الساخر أو التنم ر أو التهكم في ذاك رتهم ال تي منه ا يتك ون الوعيهم و يظه ر ذل ك‬
‫كعق د نفس ية و س لوكات غ ير س وية عن دما يك برون فتنش أ أجي ال مض طربة تج د‬
‫صعوبات في عالقاتها االجتماعية الحقا ‪ .‬و لعل التعايش في شكل مجموع ات ه و‬
‫من أسس المجتمعات الس ليمة و لن ا أن نس تعرض مث اال ذك ر في اس تبيان قمت ب ه‬
‫يتناول ظاهرة العنف في الصور المتحركة بحثا عن أسبابها و الحلول للحد منها ‪.‬‬
‫في هذا المثال قالت أحد األمهات أنه ا ش اهدت ص ورا متحرك ة أبطاله ا مجموع ة‬
‫الجمال ثالثة منهم بحدبتين قابلوا جمال بحدبة واحدة فتنمروا من شكله و ضحكوا و‬
‫استهزؤوا ألنه كان مختلفا ‪ ،‬فمثل هذه الرسوم المتحركة مرعب ة حق ا في الرس ائل‬
‫المبطنة و التي ترسخ لقيم غير إنسانية كالتنمر و رفض اآلخر ‪ ،‬فكيف لن ا أن نل وم‬
‫الطفل الذي شاهد ذلك و سخر من طفل يحمل متالزمة دوان ألنه مختلف ة عن ه ك ل‬
‫اللوم هنا على الرسوم المتحرك ة ال تي أص بحت ذات ص بغة تجاري ة و اس تهالكية‬
‫بحتة و ال تبحث في بث القيم الحسنة بل هدفها الوحيد التسويق حتى و إن كان ذل ك‬
‫بمشاهد عنف مجانية و غير مبررة ‪ ،‬كما عبر لن ا األولي اء من خالل االس تبيان أن‬
‫الوسائل المتاحة لدى أطفالهم اليوم لمش اهدة ه ذه النوعي ة من ال برامج عدي دة و ال‬
‫يمكن السيطرة عليها فالهاتف الجوال في كل بيت و الحاس وب إض افة إلى الوس يلة‬
‫رقم واحد بدون منازع " التلفاز " بغزو القنوات الفضائية المختصة في هذا المجال‬
‫مثل " ‪ " MBC 3‬و" سبايستون " و " كارتون نتوررك " و غيره ا ‪ .‬و أم ام‬
‫اقتحام الشخصيات لحياة طفلنا اقتحاما ال يمكن السيطرة عليه وجب أن ننوه إلى أن‬
‫المقاطع ة الكلي ة له ذه ال برامج كم ا اق ترح بعض األولي اء ليس بالح ل ال واقعي و‬
‫العملي ‪ ،‬ب ل الح ل يكمن في ض رورة توعي ة األولي اء بأهمي ة المراقب ة و اختي ار‬
‫المادة التي يشاهدها أطفالنا و لم ا ال تقاس م بعض ال وقت معهم في المش اهدة ف ذلك‬
‫يمتن العالقة بين الط رفين و يس عد األبن اء كث يرا فق د كش فت بعض الدراس ات في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية أن المراهقين الذين لم يقع وا في فخ تع اطي المخ درات‬
‫هم الذين كانوا في طفولتهم يتقاسمون بعض األنشطة مع أبويهم ‪.‬‬
‫غ ير أن الح ل ال ينب ع من داخ ل األس ر فق ط ب ل على المهتمين بش أن األطف ال أن‬
‫يبحثوا عن حلول أخرى و هذا ما راودني عندما رأيت نظرة الح يرة و الخ وف في‬
‫عيونهم أثناء القيام باالستبيان فهم ينتظرون البدائل فاقترح إنت اج ش ريط في ديو ك ل‬
‫أبطاله أطفال يقوم ون برص د الس لوكات الخاطئ ة و ي دينونها و يقوم ون بالتوعي ة‬
‫لبعضهم البعض ‪ ،‬ثم تحويل ذلك حسب تطبيقة إلى صور متحركة و الغاية من ذلك‬
‫أن يص بح الطف ل س يد نفس ه و يتعلم تحم ل المس ؤولية و يك ون ف اعال حقيقي ا في‬
‫المجتمع ال متقبال س لبيا ألن ه ه و من ق ام باألح داث ال شخص يات كرتوني ة و ه ذا‬
‫يساعد على فهمه الف رق بين الع المين ع الم الخي ال و ع الم الواق ع عن دها يص بح‬
‫فخورا بنفسه و بانجازه مما يكسبه الثقة في نفسه و يجعله شابا سويا في غ ده و م ا‬
‫شجعني أيضا على هذا المشروع أنه قابل لإلنجاز و التطبيق على أرض الواقع ‪.‬‬

‫ـ الجانب القانوني‬
‫في الحقيقة أن الج انب الق انوني ال يمن ع الطف ل من أن يمث ل في ش ريط قص ير إذا‬
‫وافق أولياء أمره على ذلك و هذا ما حرصنا علي ه فك ل م ا س ننتجه متحص ل على‬
‫موافقة أولياء أمر الطفل بل و تش جيعاتهم و مب اركتهم له ذا المجه ود المتواض ع و‬
‫الذي نسعى أن ينال إعجابكم خاصة و أن الهدف منه توع وي ترب وي يك رس قيم ا‬
‫حسنة ‪.‬‬
‫ـ الجانب األخالقي‬
‫و بالعودة إلى الجانب األخالقي فما حرص نا علي ه ه و أن يس اهم ه ذا المنت وج في‬
‫تج ذير القيم األخالقي ة الراقي ة و ي دعو إلى نش رها ب ديال لقيم المس يئة للطف ل و‬
‫المجتمع فالقيم التي نشجع عليها في عملنا هي المحبة ‪ ،‬التآزر ‪ ،‬الصداقة ‪ ،‬اإليثار‬
‫‪ ،‬اإلتحاد ‪ ،‬المساعدة ‪ ،‬التسامح ‪ ،‬قبول اآلخ ر ‪ ،‬الح وار و غ ير ذل ك و ه ذا يك ون‬
‫مفيدا للجميع للطفل و األسرة و المجموعة و سيحد من ظاهرة العنف التي أصبحت‬
‫غوال يلتهم الجميع في مجتمع ارتفع فيه منسوب اإلجرام ‪.‬‬

‫التوزيع الزمني لألنشطة‬


‫*األسبوع األول من ‪ 2023 / 04 /03‬إلى ‪2023 / 04 /07‬‬

‫أيام األسبوع‬ ‫النشاط المميز‬


‫ـ اإلثنان ‪ 03 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ الثالثاء‪ 04 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ اإلربعاء ‪ 05 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ الخميس ‪ 06 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ الجمعة ‪ 07 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬

‫*األسبوع الثاني من ‪ 2023 / 04 /10‬إلى ‪2023 / 4 / 14‬‬

‫أيام األسبوع‬ ‫النشاط المميز‬


‫ـ اإلثنان ‪ 10 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ الثالثاء‪ 11 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ اإلربعاء ‪ 12 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ الخميس ‪13 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ الجمعة ‪ 14 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬

‫*األسبوع الثالث من ‪ 2023 / 04 /17‬إلى ‪2023 / 4 / 21‬‬

‫أيام األسبوع‬ ‫النشاط المميز‬


‫ـ اإلثنان ‪ 17 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ الثالثاء‪ 18 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ اإلربعاء ‪ 19 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ الخميس ‪20 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ الجمعة ‪ 21 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬

‫*األسبوع الرابع من ‪ 2023 / 04 /24‬إلى ‪2023 / 4 / 28‬‬

‫أيام األسبوع‬ ‫النشاط المميز‬


‫ـ اإلثنان ‪ 24 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ الثالثاء‪ 25 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ اإلربعاء ‪ 26 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ الخميس ‪27 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬
‫ـ الجمعة ‪ 28 /‬ـ ‪ 04‬ـ ‪2023‬‬

You might also like