Professional Documents
Culture Documents
عرفت كل المجتمعات ممارسة العنف على األطفال ،فكثيرا م ا تس تعمل األس رة
ذل ك كوس يلة للعق اب و الت أديب و إلى الي وم يش رع الكث يرون إلى مث ل ه ذه
الممارس ات المرفوض ة تمام ا ب النظر إلى ت داعياتها الخط يرة و لع ل األرق ام
المفزعة لعدد األطفال الذين يتعرضون للعنف بشتى أنواعه تحتم علينا الخوض في
هذا الموضوع الحساس فمليار طفل سنويا يتعرض إلى العنف و يموت طف ل ك ل
5دقائق نتيجة التعنيف لذا رأينا أنه من الهام أن نعرف أنواع العن ف المس لط على
األطفال .
/1العنف الجسدي :
تسلط على األطفال عقوبات بدنية مـتنوعة و تشمل الضرب فــــي المــــقام األول
و يكون بوسائل مختلفة كاليد و العصا و األحذي ة و الملعق ة الخش بية و غيره ا من
الوسائل المؤذية و المؤلمة للطفل حتى و إن كانت بدرجات متفاوتة .
و ال يقتصر األمر على الضرب لمعاقبة الطفل ب ل نج د طرق ا أك ثر بش اعة تك ون
بشد الشعر أو الصفع أو العض و قد يصل األم ر إلى ح رق الص بي أو كي ه و ه ذا
النوع من العنف يخلق عالقة غير متوازنة مع األبوين فالمفروض أن يكونا مصدر
أمن و طمأنين ة ال مص در ألم و ح زن ألن الض رب يول د ل دى الص غير مش اعر
مختلفة سلبية كالخوف أو الغضب فيدخل الطفل في حزن و كآبة و انطواء و رهب ة
من اآلخرين إن كان خائفا و قد تصيبه نوبات غضب حادة و يتصرف بعدواني ة إن
كان غاضبا ،ألن اإلنسان في حالة الغضب يفرز جسده هرمون ات الكورت يزون و
اإلدرينالين وهذا يسبب له مشاكل صحية كبيرة و أيا كانت مشاعره فإن الدراسات
تؤكد تأثر الدماغ بعملية الضرب المتك ررة حيث ثبت أنه ا تس اهم في تغي ير قش رة
الدماغ فالفص األمامي من المخ أصغر عند الب الغين ال ذين تعرض وا إلى الض رب
في صغرهم ب 15ـ 19بالمائة من ال ذين لم يتعرض وا للض رب في طف ولتهم .و
نضيف و بإمكان األسر أن تتجنب ه ذا العق اب الجس دي بغ رس ثقاف ة الح وار و
النقاش التي أثبتت فاعليتها و نجاعتها فعلى األسر اليوم تدريب نفسها و ابنه ا على
ذلك كما عليها أن تدين العقاب الجسدي بكل أنواعه و ترفضه بشدة .
/2العنف الجنسي :
العنـف الجنسي و الذي يك ون إم ا بطريق ة مباش رة أو غ ير مباش رة فأم ا الطريق ة
المباشرة فق د تك ون عن طري ق لمس بعض المن اطق الحساس ة للطف ل و االنته اك
حرمته جسده أو االغتصاب و التحرش و يمكن أن يكون هذا العن ف الجنس ي عن
طري ق اإلن ترنيت باس تدراج األطف ال القص ر إلى مش اهدة بعض الص ور أو
الفي ديوهات غ ير الالئق ة واإلباحي ة ،و ه ذه الممارس ات فق د تق ع في أم اكن من
المفروض أن يك ون فيه ا الطف ل في م أمن ك البيت أو المدرس ة و ق د ش هدت ه ذه
األطر المكانية حوادث مشينة جدا خاص ة و أن ه حس ب أغلب الدراس ات تق ع ه ذه
الجرائم في دائرة األسرة فيكون المعتدي عادة من األقارب و هو ما يعرف بس فاح
األقارب و يمكن أن ندعم هذه التحليل بالتقرير الذي قدمته جمعية أم ان باالش تراك
مع منظمة اليونيسيف في ما يتعل ق ب العنف الجنس ي على األطف ال ب المغرب ف بين
السنوات 2012 / 2007وقع تسجيل 11599اعتداء جنسي على األطفال ،غ ير
أننا نتوق ع أن يك ون الع دد الحقيقي أك ثر من ذل ك ألن ال دخول في ه ذا الموض وع
بمثاب ة ال دخول إلى حق ل من األلغ ام فه و من المواض يع المحظ ورة خاص ة في
المجتمعات العربية الرتباطها بمفهوم الشرف و الع ار خاص ة إذا ك ان الج اني من
األقرب و هذا م ا يوق ع ص دمة كب يرة على نفس ية الطف ل .ف العنف الجنس ي ال ذي
يتعرض له األطفال يدخلهم في عزلة كبيرة نتيج ة للش عور ب األلم النفس ي و ت أنيب
الض مير كم ا يمكن أن تك ون األض رار أمراض ا منقول ة جنس ية أو الحم ل غ ير
المرغوب في ه .إذن لتنجب ك ل ه ذه المآس ي الب د تظ افر ك ل الجه ود األس رة و
المدرس ة و الدول ة في توعي ة الطف ل الس تباق م ا يمكن أن يتع رض ل ه من عن ف
جنسي .
/3العنف النفسي :
التعامل العنيف مع الطفل ال يكون فقط بإيذائه جسديا س واء بالض رب أو باالعت داء
عليه جنسيا فقد يكون أيضا نفسيا و هو ال يقل خطورة و ه و إيق اع األذى النفس ي
عليه و ذلك بإهانته و الحط من قيمته خاصة إذا كان أمام المجموعة بأن يتوجه إليه
األبوين أو أحدهما بما يؤلمه و يشعره بالنقص و االحتق ار و المهان ة ب أن يق ال ل ه
أنه غبي أو بدين أو ال يحسن القي ام ب أي ش يء أو أن ه فاش ل أو أن ه غ ير محب وب
ويمكن مقارنته بشخص آخر من األسرة أو أحد إخوت ه ه ذا األم ر يس بب ل ه ألم ا
عميقا و جرح ا ق د يس تحيل عالج ه فيفق د الثق ة في ك ل م ا يق وم ب ه و ينع زل عن
المجوعة و يقع في اكتئاب وقد يصل األمر إلى الع زوف عن الدراس ة و االنقط اع
عنها أو فقدان الشهية للطعام و إهمال الشكل الخارجي و تسوء عالقت ه االجتماعي ة
و يصبح انطوائيا و يمكن أن تراود الطفل أفكار انتحارية غير أن األبوين ال يعيان
بفداحة ما يقومون به تجاه صغيرهما و قد يبرران ذلك بأنه دالل مفرط من قبل ه أو
أنهم تلقوا هذا النوع من التربية من والديهما .
/4العنف اإللكتروني :
للثورة الرقمية جانب مشرق فهي أفادت الطفل في بعض البرامج التوعية التعليمي ة
الهادف ة غ ير أنه ا ق د تع رض الطف ل إلى ن وع جدي د من العن ف ي واكب عص ر
التكنولوجيا ،و هو العنف عبر الشبكة العنكبوتية " االنترنت" إذا لم يكن استعمالها
رش يدا و تحت رقاب ة األب وين فق د أص بحنا نعيش الي وم خط ر م ا يع رف ب التنمر
اإللكتروني فمس تعملي االن ترنيت ال ذين س نهم دون 18في ي زداد بش كل رهيب و
الت داعيات الس لبية على الطف ل تظه ر في استــعمال األطف ال لصـور أو أش رطة
فــيديو فيــها الكثير مــن السخرية و التـهكم و االس تفزاز من بعض األطف ال تج اه
أقرانهم و حتى من هم أكبر سنا منهم فيصورونهم في وض عيات مث يرة لالس تهزاء
كما قد يستعملون بعض التطبيقات على الصور و الفيديوهات لتش ويه ط رف م ا و
تنزيلها في شبكات التواصل االجتماعي فسرعان م ا تنتش ر و يك ون وقعه ا م دويا
بالنسبة للطفل الضحية الذي يدخل في دوامة من الحزن و التوتر و الكآبة .
كما ال يمكن أن نتجاه ل مخ اطر بعض ألع اب الفي ديو العنيف ة أو التطبيق ات ال تي
تشجع على التحديات الخطيرة جدا كالتيكتوك و هذا ما وقع مؤخرا في تح د ق ام ب ه
أطفال قصر يتمثل في من يقوم بشرب أكبر عدد من األدوي ة فك ان أن ت وفي طف ل
أمريكي نتيجة هذا التحدي .خطر العنف اإللكتروني ال يقف على هذا الحد فقد يقع
الطفل ضحية له ذه الش بكة العنكبوتي ة و فريس ة لبعض الب الغين فيس تغلونه أبش ع
االستغالل جنسيا و قد سبق أن فصلنا القول في هذه المسألة عند ح ديثنا عن العن ف
الجنسي .
ـ الجانب القانوني
في الحقيقة أن الج انب الق انوني ال يمن ع الطف ل من أن يمث ل في ش ريط قص ير إذا
وافق أولياء أمره على ذلك و هذا ما حرصنا علي ه فك ل م ا س ننتجه متحص ل على
موافقة أولياء أمر الطفل بل و تش جيعاتهم و مب اركتهم له ذا المجه ود المتواض ع و
الذي نسعى أن ينال إعجابكم خاصة و أن الهدف منه توع وي ترب وي يك رس قيم ا
حسنة .
ـ الجانب األخالقي
و بالعودة إلى الجانب األخالقي فما حرص نا علي ه ه و أن يس اهم ه ذا المنت وج في
تج ذير القيم األخالقي ة الراقي ة و ي دعو إلى نش رها ب ديال لقيم المس يئة للطف ل و
المجتمع فالقيم التي نشجع عليها في عملنا هي المحبة ،التآزر ،الصداقة ،اإليثار
،اإلتحاد ،المساعدة ،التسامح ،قبول اآلخ ر ،الح وار و غ ير ذل ك و ه ذا يك ون
مفيدا للجميع للطفل و األسرة و المجموعة و سيحد من ظاهرة العنف التي أصبحت
غوال يلتهم الجميع في مجتمع ارتفع فيه منسوب اإلجرام .