You are on page 1of 13

‫الخوف عند األطفال‬

‫الشعور باخلوف أمر طبيعي يرافق مراحل النمو املختلفة والتطور احلركي عند األطفال‪ ،‬فكل مرحلة‬
‫من مراحل النمو يواكبها خربات واكتشافات جديدة للطفل‪ ،‬وغالًب ا ما يظهر اخلوف عندما خيطو‬
‫الطف ل خط وات كب رية يف مرحل ة النم و‪ ،‬ويتس اءل العدي د من األه ل عن كيفي ة التعام ل م ع خ وف‬
‫األطف ال‪ ،‬ولإلجاب ة س نحاول إلق اء الض وء على بعض أن واع اخلوف ال يت تنت اب األطف ال يف مراح ل‬
‫العمر املختلفة وسبل التعامل معها‪.‬‬

‫أوًال‪:‬الطفل من الوالدة وحىت ‪ 15‬شهًر ا خياف غالًبا من األصوات العالية‪.‬‬

‫ثانًي ا‪ :‬الطف ل من عم ر ‪ 10‬ش هور إىل ‪ 3‬س نوات خيتل ف خوف ه يف ه ذا العم ر‪ ،‬فه و أك ثر وعًي ا من‬
‫الطفل األصغر سًنا ‪ ،‬و من األمور اليت خياف منها األطفال الظالم‬

‫وينصح األهل بعمل اآليت‪:‬‬

‫(‪ )1‬عدم االستهتار والتهكم من خوف الطفل فما يشعر به الطفل هو خوف حقيقي‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫املثال قد يتخيل الطفل أن هناك وحًش ا كب ًريا خمتبًئ ا حتت سرير غرفة النوم املظلمة‪ ،‬وهنا جيب على‬
‫األهل طمأنة الطفل بعناقه وهتدئته مث أخذه إىل الغرفة وإضاءة النور‪ ،‬ومن مث بالتدريج حىت يرى أنه‬
‫ال وجود ألي وحش حتت السرير‪.‬‬

‫(‪ )2‬حماول ة ختفي ف خ وف الطف ل من احليوان ات‪ ،‬باختي ار وقت مالئم وأخ ذه لرؤي ة قط ة مثًال‬
‫وبالتدريج جعل الطفل يلمس القطة مع االنتباه إىل عدم اإلصرار على ذلك يف حال رفض الطفل‪.‬‬

‫ثالًثا‪ :‬الطفل يف سن ما قبل املدرسة من ‪ 3‬إىل ‪ 5‬سنوات‪:‬‬

‫يف ه ذه املرحل ة يش تكي بعض األطف ال من االس تيقاظ ليًال خ ائفني‪ ،‬أو اخلوف من ال ذهاب للن وم‬
‫مبف ردهم ومن الظالم‪ ،‬وغالًب ا م ا يك ون هن اك س بب حقيقي مهم وراء ش عور الطف ل ب اخلوف‪ ،‬فق د‬
‫يك ون الطف ل حزيًن ا ملوت ق ريب أو خائًف ا من ال ذهاب إىل املدرس ة فينبغي أن يعطى الفرص ة للتعب ري‬
‫والكالم عم ا يش عر ب ه‪ ،‬وإذا ك ان الس بب رؤيت ه حللم م زعج فيس تيقظ الطف ل ليًال ؛ فمن املفي د‬
‫التحدث إليه عن أشياء حيبها مع توفري إضاءة خفيفة يف غرفة نومه ‪..‬‬
‫وهن ا أحب أن أذِّك ر األه ل مبراقب ة م ا يش اهده أطف اهلم من أفالم الرس وم املتحرك ة وال يت ق د حتت وي‬
‫على مشاهد خميفة أو مرعبة‪.‬‬

‫و غالًبا ما يزول اخلوف عند األطفال مبرور الوقت‪ ،‬وعلى األهل توفري احلب‪ ،‬وترسيخ ثقة األطفال‬
‫يف أنفسهم؛ فهي أكثر العوامل املساعدة للتغلب على اخلوف‪.‬‬

‫وغالًب ا أيض ًا م ا تنم و الكث ري من الص فات يف الص غار بس بب األه ل‪ ،‬ومن ه ذه الص فات اخلوف؛‬
‫فاألهل خيوفون أوالدهم منذ صغرهم من الكلب‪ ،‬اإلبرة‪ ،‬الفلفل احلار‪...‬أخل‬

‫أقسام الخوف‬

‫ينقسم اخلوف نوعني مها‪:‬‬

‫‪ -1‬اخلوف االفرتاض ي‪ :‬وه و ال ينش أ بش كل ط بيعي م ع اإلنس ان‪ ،‬وإمنا س بب نش وئه اف رتاض‬
‫احمليطني بالصغري‪.‬‬

‫‪ -2‬اخلوف الغري زي‪ :‬ينش أ عن دما يب دأ الطف ل باملش ي؛ حيث يص بح أك ثر تعرًض ا خلط ر الوق وع‬
‫واالصطدام‪ ،‬وهذا خيلق عند الولد خوًفا حقيقًيا يقف حاجًز ا أمام تنمية شخصيته وقدراته الذاتية‪.‬‬

‫ومن الضروري على األهل بشكل عام واألمهات بشكل خاص؛ االنتباه إىل تصرفاهتم والتعديل من‬
‫س لوكهم م ع أوالدهم‪ ،‬حبيث ال يش ريون إليهم أن هن اك م ا ي دعو إىل اخلوف إن مل يكن هن اك فعًال‬
‫ما خييف؛ فاألوالد أمانة يف رقاب أهليهم‪.‬‬

‫أم ا إذا رأى األه ل أن هن اك م ا ي دعوهم لتح ذير أوالدهم من ش يء ي ؤذيهم‪ ،‬فعليهم أن يفس روا هلم‬
‫األم ر بش كل علمي ومنطقي بطريق ة خالي ة من ال رتهيب والتهوي ل والتخوي ف‪ ،‬بعي دة عن رائح ة‬
‫الكذب ‪.‬‬

‫توطئة‬

‫يستجيب الطفل منذ والدته ملؤثرات العامل اخلارجي الذي حييط به وختتلف االستجابة باختالف شدة‬
‫املثري ومدى تأثريه بالطفل فشدة الضوء مثًال جتعله حيرك عينيه بسرعة واألصوات العالية تدعوه إىل‬
‫الصراخ والقيام حبركات دفاعية معينة حتاشيًا للخطر ‪ 0‬وهذا السلوك الذي يتخذه الطفل جتاه تلك‬
‫األحداث يسمى خوفًا ‪0‬‬

‫فاخلوف هو إذا ما يعرب عنه جمموع احلركات والصراخ وتغيريات اللون واتساع حدقة العني وتسرع‬
‫ضربات القلب اليت تقرتن باخلطر املفاجئ وهذه الردود اجلسدية ليست إال جهود الطفل للتخلص من‬
‫مثري يؤمله أو يهدد حياته ‪0‬‬

‫ويبدأ اخلوف عند الطفل على هيئة فزع عميق يتجلى يف مالمح الوجه عامة تتبعه رعشة وصراخ‬
‫مصحوب بتغريات عضوية داخلية مما يؤدي يف النهاية إىل ارجتاف الشفتني والتلعثم يف الكالم ‪ 0‬وال‬
‫يقتصر اخلوف على الصغار وحدهم بل كثريًا ما حيدث عند األحداث والراشدين ويعد اخلوف إحدى‬
‫القوى الفاعلة يف بناء الشخصية أو هدمها فقد يؤدي إىل تشتيت الطاقة العقلية املتجهة إىل هدف ما كما‬
‫قد يوجه الفرد إىل الطريق الصحيح ويدفع عنه القوى املؤذية ‪0‬‬

‫وقد دلت البحوث على أن الطفل الذي مل يتعرض للمؤثرات اخلارجية كما يتعرض غريه من األطفال ال‬
‫يبدي خوفًا يف الظالم إذا ما المس بعض احليوانات أو الطيور أو حىت األشياء اجملسمة ‪ 0‬كما دلت هذه‬
‫البحوث أيضًا على وجود شيئني يثريان اخلوف عند الرضيع خاصة ‪ 0‬ومها الضوضاء العالية وزوال ما‬
‫يستند إليه فإذا ما اقرتن مثري آخر كالظالم أو حيوان أو نار بأحد هذين املثرين نتج اخلوف يف املناسبات‬
‫املتتالية كلها إذا ما تكرر هذا االقرتان عدة مرات – ويطلق على اخلوف يف هذه احلال اسم ( الردود‬
‫االنفعالية الشرطية ) – ويصبح اخلوف من الكلب هو اخلوف من نباحه قبل اخلوف من عضته ‪0‬‬

‫وهكذا نعلل شعور الطفل باخلوف عندما يرتك وحده للمرة األوىل يف الظالم فليس الظالم هو سبب‬
‫اخلوف وإمنا السبب احلقيقي هو شعور الطفل باالنفصال والوحدة اليت كثريًا ما تقرتن بالظالم ‪0‬‬
‫وباملقابل ليس احليوان هو الذي يسبب اخلوف للطفل وإمنا صوت احليوان الذي كثريًا ما يقلده الوالدان‬
‫يف أثناء تقدمة الدمى احليوانية إىل الطفل ‪0‬‬

‫لنأخذ طفًال نشأ مع أم تقفل األبواب بضوضاء شديدة وتتكلم بصوت عال فإذا مل تكن طريقتها سارة‬
‫يف تقدمي الطعام للطفل فمن اجلائز أن تصبح هي نفسها مبعثًا للخوف خاصة وقت الطعام وهلذا جند أن‬
‫بعض األطفال يقبلون على الطعام من أمهاهتم وال يقبلونه من مربياهتم أو بالعكس وقد يألف الرضيع‬
‫شخصًا ما ويقبل عليه بينما ترتعد فرائصه خوفًا من شخص آخر وكثريًا ما خياف األطفال من بعض‬
‫األشياء اليت تقرتن بالضوضاء إذا ما تكرر هذا االقرتان وأصبح حقيقة راسخة يف ذهن الطفل ‪ 0‬فهناك‬
‫طفلة على سبيل املثال أضناها املرض ألن أبويها كانا يتشاحنان كثريًا أمامها يف صراخ وضوضاء ليًال‬
‫وحينما أزيل السبب وسوى الوالدان النزاع فيما بينهما حتسنت حالة الطفلة الصحية وعادت إىل وضعها‬
‫الطبيعي ‪ 0‬غري أن هناك خماوف أخرى أكثر تعقيدًا تنشأ يف نفس الطفل وتنمو مع خوضه غمار احلياة‬
‫العائلية ‪ 0‬ويرتبط اخلوف يف الغالب باألشخاص وباملشاعر اليت تنشأ يف نفس الطفل جتاه هؤالء‬
‫األشخاص ‪ 0‬فالطفل خياف عندما يشعر أنه مهمل فيثور ويغضب وقد يودي به هذا إىل الكراهية بل إىل‬
‫املقت ‪ 0‬وقد يكون هذا الشعور بالكراهية أو املقت قويًا جدًا يف بعض األحيان حيث ينزع الطفل إىل‬
‫إخفائه حىت عن نفسه لكي يستطيع أن يتقبل القوانني الوالدية رغبة يف احملبة والسالم ‪ 0‬وتلعب العقوبة‬
‫دورًا كبريًا يف اخلوف إذا كانت أعمال الطفل غري مرغوب فيها‬

‫وينتقل اخلوف من أمل العقاب والشخص الذي يوقعه إىل انفعاالت الطفل ومشاعره املتأججة وهو يعلم‬
‫أهنا حمظورة عليه ‪ 0‬وخياف الطفل يف هذه احلال من نفسه وكثريًا ما حيدث هذا النوع من اخلوف عند‬
‫العصابيني الذين خيشون سيطرة األهواء أو النزعات ‪ 0‬وقد حيدث اخلوف نتيجة ملثري داخلي يرتبط‬
‫بشيء خارجي قد ال يكون ضارًا يف حد ذاته فهناك طفل يف العاشرة من عمره مثًال خياف من الوحدة‬
‫على الرغم من أنه نبيه شديد احلذر يف تصرفاته فقد دخل ذات يوم إىل املطبخ صباحًا فلم يكد يفتح‬
‫الباب حىت سقط حزام أبيه املعلق فوق الباب على كتفه فارتعدت فرائصه وانطلق مسرعًا دون أن يدخل‬
‫املطبخ ومنذ ذلك املوقف ابتدأ خوفه وأصبح ال يطيق البقاء وحيدًا ألنه يرى أيدي ممتدة من خلف‬
‫األبواب وأشباحًا ترتاقص يف الغرفة لرتعبه ولدى البحث تبني أن والد الطفل سيد مطاع له طريقة يف‬
‫التأديب يفخر هبا وهو حيب أطفاله وخاصة هذا الطفل الذي يعجب بأبيه أيضًا‬

‫أنواع المخاوف‬

‫تقسم املخاوف اليت تصيب األطفال إىل نوعني تبعًا لتقدم منو الطفل النوع األول بسيط يتعلق بدافع‬
‫احملافظة على البقاء ويشمل خماوف األطفال العادية اليت تظهر يف احلياة اليومية وتسهل مالحظتها‬
‫كاخلوف من الظالم واحليوانات واللصوص ‪ 0‬فالظالم هو مايعده الطفل نوعًا من الوحدة حيث يرتك‬
‫املرء وحيدًا دون وقاية أو طمأنينة وهو املكان الذي يتوقع جميء األخطار فيه وهذا ما يسمى باخلوف‬
‫من اجملهول ‪ 0‬ولعل الطفل حني يصفر وهو يصعد الدرج يف الظالم صفريًا خفيفًا أو يغين ال يفعل أكثر‬
‫من تعزيز إحساسه بالطمأنينة واألنس كما يفعل البسطاء بإبعاد اخلطر الكامن يف الظالم بوساطة التعاويذ‬
‫‪ 0‬ونظرًا ملا حيدثه الظالم من رعب فإنه يصبح شخصًا ميكن أن ينزل العقاب بالطفل وميكن تفادي‬
‫اخلوف من الظالم بأن نعود الطفل النوم وحده وألفة الظالم حيث تكون احلالة املالزمة للنوم اهلادئ ‪0‬‬

‫واخلوف من احليوانات والشرطة واألطباء واألماكن العالية كلها من املخاوف املوضوعية البسيطة األكثر‬
‫شيوعًا وعلى اآلباء أن يعرفوا ذلك ليسهل التغلب على اخلوف ويصبح أمرًا ممكنًا ‪ 0‬فاألطفال خيافون‬
‫من أي شيء جديد أو غريب ولكن هذا يزول بسرعة إذا ما هيء للطفل الوقت الكايف حىت يألف‬
‫موضوع خوفه ‪ 0‬إال أنه ال بد من اإلشارة هنا إىل أنه ال جيوز دفع الصغار وإقحامهم يف املواقف اليت‬
‫ختيفهم بغية إعانتهم يف التغلب على اخلوف ‪ 0‬واخلوف الذي يتصل بالتجارب احلقيقية يف مرحلة‬
‫الطفولة قد يكون أمرًا ضروريًا لإلبقاء على النفس وتوجيه السلوك ‪ 0‬غري أنه جيب عدم اإلسراف يف‬
‫إثارة مثل هذه املخاوف لئال تزداد شدهتا وتصبح عامًال معوقًا لنشاط الطفل ‪0‬‬

‫ومن احلكمة أن نشجع الطفل بعد تعرضه إلحدى التجارب املزعجة على التحدث عنها كما يشاء حىت‬
‫تظهر أقل غرابة وأكثر ألفة بدًال من دفنها يف أعماق نفسه مما يكون له أثر بالغ يف حياته املقبلة ومن‬
‫املستحسن أن ميتنع األهل عن االستهزاء بالطفل إذا خاف واهتامه بالغباوة أحيانًا وأن يظهروا له بأهنم‬
‫يقدرون مشاعره وإن هذه املشاعر املنافية لن تدوم طويًال ‪0‬‬

‫أما النوع الثاين من املخاوف فهو يرتبط بالشعور باألمث يف نفس الطفل نتيجة لصلته بالقائمني على‬
‫توجيه سلوكه ‪ 0‬إن أطفال اآلباء اهلادئني ينشؤون غري هيابني ويرجع ذلك إىل رزانة عقوهلم أوًال وتنظيم‬
‫انفعاالهتم ثانيًا مما جيعلهم قدوة حسنة ألطفاهلم يسرعون يف تقليدها ‪ 0‬يضاف إىل أن اآلباء اهلادئني‬
‫يثريون يف نفس الطفل شعورًا باخلري ميكن أن ينغص حياته ويتحول إىل ضمري له مطالب مرهقة ‪ 0‬وتعد‬
‫القصص اخلرافية أشكاًال مجيلة حياول الطفل من خالهلا التعبري عن آماله وشكوكه بالنسبة إىل الراشدين‬
‫احمليطني به وتشمل أغلب خماوفه فيجد فيها التنني واملردة وأغرب من ذلك أيضًا حيث تتحول الوحوش‬
‫إىل بشر ‪ 0‬إن تلك القصص تغذي خيال الطفل ولكنها ال ختلقه فهو يؤلف القصص مبحض إرادته‬
‫وطبيعته ومع ذلك فإن تنقية خيال الطفل من األشياء املخيفة املرعبة تتطلب العناية برتبيته يف السنوات‬
‫األوىل وتعويده ضبط نفسه بعيدًا عن الصرامة الشديدة ‪0‬‬

‫ويلعب التقليد دورًا هامًا يف خماوف األطفال ‪ 0‬فاألطفال ال يقلدون والديهم يف األخالق والعادات‬
‫االجتماعية فحسب وإمنا ميتد ذلك إىل املواقف االنفعالية اليت يتخذها األطفال حيال أي موقف رأوا‬
‫أهلهم فيه ‪ 0‬فاألم اليت ختاف من الظالم أو احليوانات أو النار ‪00‬اخل ميكن أن ختلف هذه املخاوف يف‬
‫ولدها صورة مناذج من السلوك يقوم الطفل بتقليدها وحماكاهتا لذلك ينصح اآلباء واألمهات الذين‬
‫يعانون من بعض املخاوف بأال يظهروها أمام أطفاهلم ألهنا ستنعكس ورمبا بشكل دائم يف تصرف الطفل‬
‫وهو يواجه املواقف املماثلة ‪0‬‬

‫وكثري من املخاوف اليت قد يتعرض هلا الطفل هي من النوع اهلدام الذي ال جيديه نفعًا بل يفتت نشاطه‬
‫ويشل فعاليته ‪ 0‬ويلعب التقليد هنا دورًا كبريًا يف تكوين هذه املخاوف نتيجة لعالقة الطفل بوالديه إذ‬
‫جيد اآلباء أحيانًا أن اخلوف من الطرق اجملدية يف فرض الطاعة وتنفيذ األوامر ‪ 0‬ولكن هذا ليس أساسًا‬
‫صحيحًا للتحكم بسلوك الطفل بل إن مثل هذه التجارب قد ترتك وراءها ندوبًا وآثارًا سلبية يف‬
‫تصرفات الطفل قد يصعب التخلص منها ‪0‬‬

‫ومن السهل جدًا أن يصري اخلوف طاغية متكمنة من عقل الطفل إذًا ما تابعنا التلميح واإلحياء له بإمكانية‬
‫تعرضه للخطر إن كثريًا من اآلباء ال ينفكون عن حتذير أطفاهلم وتنبيههم إىل األخذ بلون ما من النشاط‬
‫واالمتناع عن غريه حىت ال يصيبهم إىل األخذ بلون ما من النشاط واالمتناع عن غريه حىت ال يصيبهم‬
‫األذى ويعتاد الطفل على مساع عبارات حمددة مثل ‪ :‬ال تتسلق الشجرة لئال تقع سيخطفك الشحاذ إذا‬
‫خرجت من البيت – إذا أكلت احللوى ستصاب باملرض – سوف ترتكك أمك وحيدًا إذا كنت شقيًا‬
‫وغري ذلك من عبارات التخويف ‪ 0‬وقد يكون هذا التحذير وسيلة مؤقتة للتهذيب لكنها ليست ذات‬
‫أثر طيب يف غرس السلوك احلميد ‪ 0‬وحلسن احلظ فإن كثريًا من األطفال سرعان ما يكتشفون زيف‬
‫هذه التحذيرات ويتصرفون حياهلا على أهنا ليست كذلك ‪ 0‬ومع أن اخلوف وسيلة جمدية أحيانًا يف‬
‫ضبط الطفل ضبطًا مؤقتًا غري أنه من اخلري لآلباء أن يوقنوا بأن أطفاهلم قادرون – وخبربهتم اخلاصة –‬
‫على اكتشاف اخلداع والتهديد من جانبهم دليًال واضحًا على ضعفهم وقلة درايتهم يف معاجلة املواقف‬
‫بشكل صريح وإجيايب حيقق مصلحة اآلباء واألبناء ‪0‬‬

‫وليتذكر اآلباء أهنم ما ربطوا عنصر اخلوف ببعض املواقف أو األشخاص أو األشياء هبدف إخافة الطفل‬
‫أو إرهابه فإهنم ال يلحقون به ظلمًا كبريًا فحسب بل أهنم يف ذلك حيطمون ثقته بوالديه ‪ 0‬لذلك جيب‬
‫أال تكون انفعاالت األطفال جماًال لالستغالل واالستخفاف ألن ذلك ال يقل خطورة عن العبث بإحدى‬
‫حواس الطفل اليت جيب على الوالدين العناية هبا واحملافظة عليها ‪0‬‬
‫واخلوف انفعال تسهل استثارته بوسائل وطرق شىت وله آثار بعيدة املدى على اآلباء أن حيذروا منها‬
‫وحياولوا جتنبها يف األوقات مجيعها ‪ 0‬وهنا ال بد أن نشري إىل صعوبة فصل اخلوف عن العقاب يف تربية‬
‫األطفال وأن نتساءل إىل أي حد ينبغي أن يكون اخلوف عامًال يف التهذيب االجتماعي ؟ ‪0‬‬

‫يف الواقع أن موقف الطفل جتاه العقاب جيب أال يكون قائمًا على عدم املباالة من جهة أو اهللع واخلوف‬
‫من جهة أخرى ‪ 0‬بل جيب أن يتسم املوقف بنوع من االهتمام أي أن يكون مصطبغًا بعنصر خلوف إىل‬
‫حد ما ‪ 0‬فإذا مل يشعر الطفل باالضطراب إزاء عمل ينايف القواعد االجتماعية وإذا مل حيفل الصغري‬
‫بسخط أهله لسوء تصرفه يف موقف ما فهو شخص يصعب أن نكون فيه قيمًا وعادات تؤدي به إىل‬
‫التوافق أو التكيف االجتماعي ‪0‬‬

‫ومن اجلدير بالذكر أن احلذر ليس إال نوعًا من اخلوف ضروريًا ومالزمًا للنجاح ‪ 0‬فكلما أقدم الطفل‬
‫على خربة جديدة الزمه نوع ما من اخلوف يتجلى يف كثري من ألوان الشك واحليطة مثله يف ذلك مثل‬
‫الكبار الذين يتوقعون اإلخفاق وقد يصل إىل درجة متنع حتقيق أهدافه وتؤدي إىل اخليبة ‪0‬‬

‫وكثري من املخاوف اليت يشعر هبا الصغار ليست موضوعية أي متصلة باألشياء املرئية أو املسموعة بل‬
‫تنتج على األغلب من خيال الطفل وتصوراته الذاتية ‪ 0‬وهذه املخاوف الذاتية يصعب حتديد أسباهبا إال‬
‫بعد وقت طويل من الدراسة الدقيقة ‪ 0‬والطفل اخليايل قد يتصور أنواع املواقف املرعبة كلها فتبدو أمامه‬
‫حقيقة ال لبس فيها مع أهنا من صنع خياله فرتاه خياف منها ويرتعب كما لو كانت يف الواقع احملسوس ‪0‬‬
‫ويظهر هذا النوع عندما يسمع الطفل قصة مرعبة تدور أحداثها يف الظالم عن الكوارث واملعجزات فإذا‬
‫ما أوى إىل فراشه ليًال – وكان وحيدًا يف غرفته راح خياله يستعيد شريط القصة اليت مسعها ويقرهنا مع‬
‫الوحدة والظلمة اليت حتيط به ‪ 0‬فينتابه الرعب والذعر وخيرج من فراشه وسط البكاء والصراخ ‪ 0‬ومن‬
‫املعروف أن اخلوف من الظالم ال يبدأ إىل يف سن الثالثة من العمر إال إذا تعرض الطفل قبل ذلك خلربة‬
‫مفزعة يف الظالم ‪ 0‬ورغم ذلك فإذا ما أحسن الوالدان تدبري حياة الطفل كان هذا الطور قصريًا وكان‬
‫أثره يف مستقبل حياة الطفل االنفعالية حمدودًا الغاية ‪0‬‬

‫من كل ما تقدم عن اخلوف ميكن إن نستخلص األمور التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬اخلوف من املظاهر الطبيعية لدى األطفال مجيعهم وهو من األمور املستحبة إذا كان يف احلدود‬
‫املعقولة إذ ميكن استخدامه وسيلة حلماية الطفل من احلوادث اليت ميكن أن يتعرض هلا ‪ 0‬أما إذا زاد‬
‫على حدود التحذير والتوجيه وسبب قلقًا كبريًا للطفل فسيكون عندها مشكلة جيب النظر فيها‬
‫ومعاجلتها بشىت األساليب وبالسرعة املمكنة ‪0‬‬

‫‪ -2‬يالحظ بوجه عام أن نسبة اخلوف عند اإلناث أكثر منها عند الذكور أي أن اإلناث أكثر إظهارًا‬
‫للخوف من الذكور ‪ 0‬كما ختتلف شدة اخلوف تبعًا لشدة ختيل الطفل ‪ 0‬إذ تتناسب شدة اخلوف‬
‫طردًا مع شدة اخليال ‪ 0‬فكلما كان الطفل أكثر ختيًال كان أكثر ختوفًا ‪ 0‬وإن جتارب الطفل يف‬
‫املواقف مع األشياء وتكرار مصادفته هلا واحتكاكه مع أترابه من األطفال ختفف اخلوف تدرجييًا من‬
‫هذه املواقف واألشياء حىت يألفها ويتكيف معها ‪0‬‬

‫‪ -3‬تدل أحباث جريسيلد ( ‪ ) A.T. Jersild‬وهوملز ( ‪ ) F.B.Holmes.1935‬على أن‬


‫خماوف الطفل تتأثر مبستوى نضجه ومراحل منوه ‪ 0‬فالطفل يف هناية عامه الثاين ال خياف من األفعى‬
‫وقد حيلو له أن ميسكها ويلعب هبا ‪ 0‬وهو يف منتصف السنة الرابعة خيشى منها ويبتعد عنها مث تتطور‬
‫هذه اخلشية يف هناية سنته الرابعة إىل خوف واضح شديد ‪0‬‬

‫وتؤكد دراسات – هاغمان ( ‪ ) F.R.Hagmen.1932‬أن مثريات اخلوف عند الطفل فيما بني‬
‫الثانية والسادسة من سين حياته تتجلى يف اخلوف من اخلربات املاضية املؤملة ‪ 0‬كاخلوف من عالج‬
‫األطباء واخلوف من األشياء الغريبة كاحليوانات اليت مل يعتد عليها الطفل من قبل واخلوف مما خيشاه‬
‫الكبار فهو يقلد أهله وذويه يف خوفهم من العواصف والظالم والشياطني ‪ 0‬أي أن الطفل يتأثر يف خماوفه‬
‫بأمناط الثقافة اليت تسيطر على بيئته ‪0‬‬

‫‪ -4‬تنشأ خماوف األطفال بسبب ما يصادفونه يف خرباهتم نتيجة لألخطاء الرتبوية اليت يرتكبها‬
‫الوالدان يف أحيان كثرية ‪ 0‬فهناك أوًال املخاوف اليت هتدف إىل محاية النفس وهي مبثابة النذير باخلطر‬
‫من جهة والدافع الذي حيرك املرء ويهيء له سبل الفرار من الضرر الذي قد يقع عليه من جهة‬
‫أخرى وثانيًا املخاوف اخلارجة عن طبيعة الطفل وتنشأ عن األشياء املوضوعية نتيجة احتكاكه‬
‫باملشرفني على رعايته ومنوه ذلك النمو الذي يتطلب خضوع السلوك مبظاهر كلها لقواعد نظامية‬
‫تنتهي إىل حياة اجتماعية منتظمة ‪0‬‬

‫‪ -5‬من الصعوبة أن يقف الوالدان على كل خربة قد تكون مبعثًا للخوف عند أطفاهلما ولكننا‬
‫نستطيع أن نقول ‪ :‬أن األباء الذين ينالون ثقة أطفاهلم ميكنهم الوقوف على خماوف صغارهم حاملا‬
‫يشعرون هبا تقريبًا ‪ 0‬ويستطيعون يف هذه احلال أن يقدموا هلم التوجيه والعون وكل ما يستطيعه‬
‫األب احلصيف وقاية الطفل من التجارب اليت تبعث اخلوف يف نفسه وإذا وقعت وجب عليه أن‬
‫يعمل جاهدًا للقضاء على تلك املخاوف يف أقرب وأسرع وقت ممكن ‪0‬‬

‫وللوقاية من اخلوف الزائد ال بد من مراعاة القواعد العامة والصحيحة يف تربية الطفل وخاصة ما يتعلق‬
‫بتوفري متطلباته وحاجاته األساسية من حمبة وعطف وشعور بالطمأنينة واألمان ومنحه حرية التصرف يف‬
‫بعض شؤونه وحتمله ملسؤوليات تتناسب مع منوه ومراحل تطوره مع عدم إخافته أو حىت اإلحياء إليه‬
‫باخلوف إال يف بعض األمور اليت جيب حتذيره منها وتنبيهه إليها بعيدًا عن االستهزاء أو التوبيخ أو‬
‫الفظاظة وباإلقناع بأن الشيء الذي خيافه هو غري خميف وغري مؤذ ‪0‬‬

‫واخلطة العملية واجملدية هي أن تعطي الطفل الشعور باالطمئنان واحلماية واالحرتام والثقة وجنعله أكثر‬
‫تعرضًا للشيء الذي خييفه ‪ 0‬فإذا كان خياف الظالم فإننا نداعبه مرات متعددة بإطفاء النور وإشعاله مع‬
‫بعض احلركات املرحة ‪ 0‬وال ننسى التقليد الذي يعد صفة أساسية من صفات الطفولة ‪ 0‬فالطفل خيفف‬
‫كثريًا من خوفه إذا ما رأى أطفاًال آخرين ال خيافون من شيء خياف منه ‪ 0‬بل ويلعبون فيه كالدمى اليت‬
‫متثل احليوانات مثًال وهذا ما يساعده على التكيف وإزالة اخلوف بالتدريج ‪0‬‬

‫والقاعدة العامة هي أن بعض األطفال يتخلصون من خماوفهم ويتغلبون عليها حىت ولو مل نساعدهم ‪0‬‬
‫ذلك ألن الطفل – مع تقدمه يف العمر – يبدأ بفهم األشياء بصورة أحسن وتبدو يف نظره خمتلفة عن‬
‫ذي قبل مما يقلل يف النهاية من هتديدها له ‪ 0‬أما إذا مل يستطع الطفل التغلب على هذه املخاوف يف‬
‫الوقت املناسب وألي سبب كان فيجب عندها التدخل ملساعدته يف التخلص منها ‪ 0‬ويف هذا الصدد ال‬
‫بد أن نؤكد أن حسن معاملة الوالدين وطريقة معاجلتهما لألمور شيء هام ومفيد بالنسبة إىل الطفل‬
‫وختليصه من خماوفه أما إذا كان اخلوف زائدًا كما هو احلال يف الرهاب أو اخلوف املرضي فمن املناسب‬
‫البحث عن االختصاصيني لتقدمي العون واملساعدة يف حل املشكلة‬

‫خوف الطفل من االنفصال عن والديه‪:‬‬

‫أساليب لتفادي خالفات الرأي بني األبوين‬


‫إن طريقة االتصال وأساليب الحوار التي يضعها الوالدان هي النموذج الذي يتبعونه ويطبقونه في‬
‫شتى مجاالت حياتهم‪،‬‬

‫لذلك يشجع األخصائيون اآلباء على مالحظة الجلسات التي يدار بها النقاش داخل األسرة‬
‫وباألخص عملية حل الخالفات‪.‬‬

‫من الطبيعي أن يختلف الوالدان حول أمر ما‪ ،‬ولكن من غير المستحب أن يتشاجرا أمام األبناء لما‬
‫في ذلك من أضرار نفسية واجتماعية عليهم‪ ،‬والطفل عندما يرى ويسمع الخالف بين والديه قد‬
‫يكّو ن فكرة سلبية عن الحياة الزوجية خصوصًا إذا انتهى النقاش بعنف قد تنتج عنه أضرار جسدية‬
‫ناهيك عن األضرار النفسية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ :‬إن االختالف في الرأي أمام األطفال قد يؤدي إلى‬
‫انقسام األطفال إلى جانب أحد الوالدين‪ ،‬مما يؤدي إلى مشاكل في االتصال والتفاعل بين أفراد‬
‫األسرة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أن الفائز دائمًا أو ( غالبًا ) بعد االختالف يعطي انطباعًا لدى األبناء بأنه‬
‫األقوى في حين يرى األبناء الطرف الخاسر على أنه ضعيف وجدير بالشفقة‪ ،‬وتشير الدكتورة‬
‫أنوار إلى تركيز االختصاصيين على ضرورة تأهيل الراغبين في الزواج وتدريبهم على مهارات‬
‫االتصال‪ ،‬وهذا إجراء وقائي ومفيد جدًا حيث يجنب الوالدين الوقوع في مثل هذه المآزق‪.‬‬

‫•كيف تتصرف األم ؟‬


‫وتنهي الدكتورة الخرينج حديثها باإلشارة إلى التصرف الصحيح الذي يجب أن تتبعه األم عندما‬
‫يخالفها زوجها أمام أبنائها قائلة‪:‬‬
‫يجب على األم أن تتجنب الدخول في مناقشة قد تحتمل االختالف في الرأي مع الزوج أمام‬
‫األطفال إذا كانت تعلم أن زوجها عنيد ويتعمد مخالفتها في الرأي‪ ،‬وعلى األم أيضًا إنهاء المناقشة‬
‫في هذا الوقت وتأجيلها إلى وقت الحق ال يتواجد فيه األطفال‪ ،‬ومن الضروري أيضًا أن تتحدث‬
‫األم إلى أطفالها وتوضح لهم أن الخالف بين األب واألم أمر طبيعي وتستمع إلى ردودهم حول‬
‫هذا الشأن حتى تتأكد من عدم تأثير خالفاتها مع األب على األطفال أو تدارك الموقف إذا أحست‬
‫أن صورة الوالدين بدأت تنكسر عند أبنائها‪ .‬في النهاية نشجع األم على أال تتخذ أي قرار لوحدها‬
‫دون علم الزوج‪ ،‬وإذا كانت تعلم أن الزوج سيخالفها فمن األفضل أن تخبر األبناء بأنها ستفكر‬
‫في األمر وتناقشه مع األب ثم تخبرهم بالقرار النهائي‪ ،‬وبذلك تكون قد تفادت حدوث أي شجار‬
‫أمام األبناء قد يؤثر سلبا على صورتها ومكانتها كأم‪ ،‬وفي الوقت نفسه يتعلم األبناء أن بعض‬
‫القرارات تحتاج إلى استشارة اآلخرين كما أن النقاش واالستماع للرأي عادة صحية ال تعني‬
‫السلبية أو التبعية ‪.‬‬

‫•مواقف طارئة‬
‫هناك مواقف طارئة ال يستطيع الوالدان أن يتفقا على موقف واحد تجاهها مسبقًا‪ ،‬فكيف يفعل‬
‫الولدان إزاءها؟‬
‫إضافة إلى مواقف لم تكن قد خطرت على بال الوالدين ليتفقا مسبقًا عليها؟ فكيف يكون التصرف‬
‫المثالي؟‬
‫هنا يحسن أن ال يخالف أحد الوالدين اآلخر في األمر الذي وجهه إلى الطفل‪ ،‬ويؤجل معارضته له‬
‫ما بعد قيام الطفل باألمر وفي غيبته حتى ال يشهد خالف أبويه‪.‬‬

‫ومثال ذلك أن تفاجأ األم بأن األب يكلف ولدها بحمل شيء ونقله إلى مكان آخر‪ ..‬وهي ترى أن‬
‫هذا الشيء ثقيل جدًا على الطفل‪ ..‬وأن وزنه ال يتناسب مع سنه‪..‬‬

‫من الخطأ هنا أن تقول األم لألب أمام طفلهما‪ :‬أليس في قلبك رحمة‪ ..‬كيف تريده أن يحمل هذا‬
‫؟ إنه ما زال صغيرًا!!‬
‫بل يجب عليها أن تنتظر لتفاتح زوجها بهدوء في غياب الطفل‪ ..‬وليس أمامه‪ ..‬وتشرح له كيف‬
‫أن تكليفه غير مناسب لسن ولدهما‪ ..‬وإذا كانت خشيتها على الطفل تدفعها لعدم االنتظار إلى ما‬
‫بعد فيمكنها أن تقوم بمساعدة الطفل في حمل ما كلفه به أبوه أو حمله عنه‪ ..‬دون أن تطلب منه‬
‫رفض أمر أبيه له‪.‬‬
‫•الخالفات األسرية من أهم أسباب األمراض النفسية عند األطفال‬
‫في دراسة شملت (‪ )110‬أسرة أمريكية تضم أطفاًال تتفاوت أعمارهم ما بين ثالثة وخمسة أعوام‬
‫أجراها معهد العلوم النفسية في أتالنتا تبين أن هناك دالئل قطعية على وجود عالقة بين شخصية‬
‫الطفل المشاغب‪ ،‬كثير الحركة العنيد‪ ،‬المتمرد والعدواني‪ ،‬وبين األم كثيرة الغضب‪ ،‬التي تصرخ‬
‫دائمًا وتهدد بأعلى صوتها حين تغضب‪.‬‬

‫وهكذا تلتقي الدراسات التربوية واألسرية على أهمية استقرار األسر في صحة األبناء النفسية‪،‬‬
‫وعلى دور الخالفات الشديدة والشجارات الدائمة بين الزوجين في فقدان األبناء لهذه الصحة‬
‫النفسية أو قدر منها‪.‬‬

‫•حقوق األبناء‬
‫األطفال في حاجة إلى محيط أسري هادئ يشعرهم بالطمأنينة واألمن‪ ،‬أما النزاع واالختالفات فهي‬
‫بمثابة عاصفة عاتية تدمر مشاعر الطفل وتقذف في قلبه الخوف والقلق‪ ،‬وإذا كانت هناك هموم‬
‫تعكر صفو الحياة فينبغي على الوالدين معالجتها بعيدًا عن األطفال‪ ،‬فاالبتسامة والحنان والمحبة‬
‫والرعاية هي حق الطفولة‪ ،‬وهي من واجبات الوالدين‪.‬‬

‫‪ 6‬أساليب لتفادي خالفات الرأي بين األبوين‬


‫في سبيل نجاح الزوجين في حفظ األبناء بعيدًا عن خالفاتهما‪ ،‬والعمل على تحقيق الوفاق بينهما‬
‫هناك مقترحات استشارية مفيدة‪:‬‬

‫‪-1‬الحرص على محاورة األبناء بهدوء‪ ،‬دون هياج أو غضب‪ ،‬وشرح أخطائهم لهم وآثارها‬
‫السلبية مع األمثلة المقنعة‪.‬‬
‫‪-2‬عدم االختالف والمشاجرة أمام األبناء والتعهد على ذلك‪ ،‬بغية حماية األطفال من اآلثار‬
‫الضارة لهذه الخالفات وأيضًا تقليل أوقات الخالف‪.‬‬

‫‪-3‬عدم انتقاد أحد الزوجين اآلخر على أسلوبه في تربية ابنه أو ابنته في حضورهما‪ ،‬وليؤجل هذا‬
‫النقد إلى وقت آخر بعيدًا عن األوالد‪.‬‬

‫‪-4‬اجتناب ضرب األبناء إلى أقصى حد‪ ،‬فكثيرًا ما تكون النظرة الحازمة أو الكلمة الحاسمة أشد‬
‫على األبناء وأجدى من الضرب الذي هو تشٍف أكثر منه تأديبًا‪.‬‬
‫‪-5‬مضاعفة التسامح بين الزوجين في األوقات الحرجة‪ ،‬والتغافل عن زالت بعضهما وعدم تتبع‬
‫األخطاء والمحاسبة على كل شاردة وواردة‪.‬‬

‫‪-6‬مراعاة مشاعر اآلخر وفهمها ألن من أسباب الجفاء الذي يباعد بين الزوجين إهمالهما الثناء‪،‬‬
‫أي ثناء كل منهما على صاحبه‪.‬‬

You might also like