You are on page 1of 27

‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫دور جنود المستعمرات اإلفريقية في الحربين العالميتين وأثر ذلب‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬نصير محمود شكر الجبوري‬

‫وزارة التربية الكلية التربوية المفتوحة‬


‫‪The role of African colonial soldiers in the two world wars the effect of that‬‬
‫‪Assistant Prof. Dr. Naseer Mahmoud Shukur al – Jubouri‬‬
‫‪Ministry of Education / Open Education College‬‬

‫الملخص‬

‫بفضل ما تتمتع به القارة السمراء من موارد طبيعية‪ ،‬وعوامل ديموغرافية وجيوسياسية؛ أضحت مصدر جذب‬
‫لسلسلة من االحتالل األوروبي منذ بداية ظهور حلقات متوالية من الكشوفات الجغرافية األوروبية ابتداء من القرن‬
‫الخامس عشر‪ ،‬والتي ساهمت في تعرف المجتمع األوروبي على المجتمع اإلفريقي وخصوصا بما يحتويه ويمتلكه‬
‫المجتمع اإلفريقي من موارد طبيعية وتكوينات بشرية تميزت بها إفريقيا عن سائر القارات‪ ،‬فلم تكن القارة السمراء‬
‫بمنأى منذ هذه الحقبة عن لهاث األوروبيين الحتالل إفريقيا‪ ،‬وإقامة مستعمرات واسعة االنتشار داخل أقطاب تلك‬
‫المناطق‪ ،‬واستخدامهما من ضمن مكونات الركائز والدعائم االقتصادية‪ ،‬واألمنية لألوروبيين‪.‬‬

‫وقد لجأت القوى االستعمارية إلى استخدام عبارات مختلفة لشرعنة أوضاعها كوسيلة لقبول الشعوب لألمر‬
‫قدر كافيا من التاريخ يتوصل إلى أن االحتالل األوروبي أطلق بعض الكلمات على عملياته‬
‫الواقع‪ ،‬فالذي يعي ا‬
‫االستعمارية مثل‪ :‬الوصاية‪ ،‬أو الحماية‪ ،‬أو الحكم الثنائي‪ ،‬أو الضم‪ .‬كوسيلة لمنح أو دعم االستعمار األوروبي‬
‫األطر السياسية الشرعية‪ ،‬والدولية الحتالله إلفريقيا‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬جنود‪ ،‬مستعمرات‪ ،‬حرب عالمية‬


‫‪Abstract‬‬
‫‪Thanks to the natural resources enjoyed by the continent, demographic and geopolitical factors, it has‬‬
‫‪become a source of attraction for a series of European occupation since the beginning of the successive‬‬
‫‪episodes of European geographical discoveries beginning in the fifteenth century, which contributed‬‬
‫‪to the European community's knowledge of African society, especially what it contains and is owned‬‬
‫‪by society The African continent was a natural resource and human formations that distinguished‬‬
‫‪Africa from other continents. The continent was not immune from the era of Europeans to the‬‬
‫‪occupation of Africa, and the establishment of widespread colonies within the poles of those regions,‬‬
‫‪and their use among the components of The pillars and economic and security pillars of the Europeans.‬‬
‫‪The colonial powers resorted to using different expressions to legalize their conditions as a means of‬‬
‫‪accepting the status quo of the peoples, so those who are aware of a sufficient amount of history‬‬

‫‪434‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪conclude that the European occupation has given some words to its colonial operations such as:‬‬
‫‪guardianship, protection, bilateral rule, or annexation. As a way to grant or support European‬‬
‫‪colonialism legal and international political frameworks for its occupation of Africa‬‬
‫‪Key words: soldiers, colonies, world war‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫بفضل ما تتمتع به القارة السمراء من موارد طبيعية‪ ،‬وعوامل ديموغرافية وجيوسياسية؛ أضحت مصدر جذب‬
‫لسلسلة من االحتالل األوروبي منذ بداية ظهور حلقات متوالية من الكشوفات الجغرافية األوروبية ابتداء من القرن‬
‫الخامس عشر‪ ،‬والتي ساهمت في تعرف المجتمع األوروبي على المجتمع اإلفريقي وخصوصا بما يحتويه ويمتلكه‬
‫المجتمع اإلفريقي من موارد طبيعية وتكوينات بشرية تميزت بها إفريقيا عن سائر القارات‪ ،‬فلم تكن القارة السمراء‬
‫بمنأى منذ هذه الحقبة عن لهاث األوروبيين الحتالل إفريقيا‪ ،‬وإقامة مستعمرات واسعة االنتشار داخل أقطاب تلك‬
‫المناطق‪ ،‬واستخدامهما من ضمن مكونات الركائز والدعائم االقتصادية‪ ،‬واألمنية لألوروبيين‪.‬‬

‫وقد لجأت القوى االستعمارية إلى استخدام عبارات مختلفة لشرعنة أوضاعها كوسيلة لقبول الشعوب لألمر‬
‫قدر كافيا من التاريخ يتوصل إلى أن االحتالل األوروبي أطلق بعض الكلمات على عملياته‬
‫الواقع‪ ،‬فالذي يعي ا‬
‫االستعمارية مثل‪ :‬الوصاية‪ ،‬أو الحماية‪ ،‬أو الحكم الثنائي‪ ،‬أو الضم‪ .‬كوسيلة لمنح أو دعم االستعمار األوروبي‬
‫األطر السياسية الشرعية‪ ،‬والدولية الحتالله إلفريقيا‪.‬‬

‫ورغم من اختالف النظم‪ ،‬واالستراتيجيات السياسية التي اتبعتها القوى االستعمارية في إدارة مستعمراتها في‬
‫إفريقيا ال سيما تلك المطبقة في عالقتها مع الوطنيين‪ ،‬إذ كان يسود الحكم المطلق االستعماري في بعض المستعمرات‬
‫لتقضي بذلك على الشخصية الوطنية ليعتمدوا في ذلك أنهم يحكمون شعوبا بدائية ال حضارة لهم‪ ،‬وآخر من اتبع‬
‫سياسة أكثر مرونة‪ ،‬إذ تم إشراك الوطنيين في تنفيذ خططه االستعمارية وهذه السياسات تسهم في تنفيذ مخططاتها‬
‫بسهولة أكثر‪ ،‬وأقل قدر من التكاليف‪ ،‬إال أنه في النهاية تظل هذه الخطط والسياسات االستعمارية بامتياز ال سيما‪،‬‬
‫استغالل‬
‫ٌ‬ ‫ومن تعاريف االستعمار العامة مثل "امتداد نفوذ دولة ما إلى دولة أخرى‪ ،‬على أن يصاحب هذا النفوذ‬
‫لألرض‪ ،‬والسكان لصالح الدولة صاحبة النفوذ‪ ،‬فهدفت في النهاية هذه الدول صاحبة النفوذ في النموذج األفريقي‬
‫إلى إحكام السيطرة على الشعوب وعلى الموارد‪.‬‬

‫جاءت حقبة اندالع الحربين العالميتين لتكون عالمة واضحة لظهور تلك المستعمرات األوروبية واستخدام‬
‫األفارقة كحائط صد دفاعي للدول واإلمبراطوريات االستعمارية‪ ،‬إذ حلت كل من ألمانيا النازية‪ ،‬وإيطاليا الفاشية‪،‬‬
‫وفرنسا‪ ،‬وبريطانيا في مقدمة تلك الدول التي أدخلوا الشعوب اإلفريقية بنسائها ورجالها في حلقات الحروب العظمى‬

‫‪435‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫العالمية‪ ،‬واألفريقيون بدورهم لم يكن لهم يد‪ ،‬وال سلطان في اندالع مثل هذه النزاعات‪ ،‬والذي ينظر إلى أسبابها‬
‫ودوافعها سعي المتقاتلين إلى اقتطاع قدر أكبر من األراضي‪ ،‬واالستحواذ على الموارد الوطنية للشعوب اآلمنة‬
‫الضعيفة‪-‬كتلك اإلفريقية والشمال شرق آسيوية‪ -‬والتي تحاول أن تعيش تحت ظالل أحكام وروابط اجتماعية خاصة‬
‫بها‪ ،‬وتحكمها بعيدا عن تلك الصراعات الكبرى التي تأتي على األخضر واليابس‪.‬‬

‫ورغم ما ترتب ونتج عن هذه الحروب من تغيير الخارطة السياسية واالقتصادية‪ ،‬ومقتل الماليين من السكان‬
‫على مستوى العالم‪ ،‬والتي إذا ذكرت من الوهلة األولى يتداعى في الوجدان والذاكرة مدى فظاعة سوء األحوال‬
‫اإلنسانية في تلك الفترة‪ ،‬ومدى ما وصلت إليه العالقات اإلنسانية من توتر وتدهور والتي لم يشهد لها مثيال على‬
‫مر التاريخ‪ ،‬ومنذ معرفة اإلنسان الكتابة والتوثيق‪ ،‬إال أنه لم يشفع ذلك عند األوروبيين‪ ،‬والقوى العظمى األمريكية‬
‫ّ‬
‫واآلسيوية نحو ا تخاذ خطوة جدية إليقاف الحربين‪ ،‬بل األكثر من ذلك تسارعوا وتصارعوا فيما بينهم ألجل احتالل‬
‫مناطق إفريقية‪ ،‬وإدماج شعوبها ضمن وقود تلك الحروب‪ ،‬فأول من احترق واكتوى بلهيبها هي المجتمعات اإلفريقية‪،‬‬
‫إذ تشير الوثائق‪ ،‬والدراسات‪ ،‬وخارطة األحداث قبل‪ ،‬وإبان‪ ،‬وبعد اندالع الحربين العالميتين ما تعرضت إليه إفريقيا‬
‫من أعمال القتل‪ ،‬والتشريد‪ ،‬والتهجير القصري‪ ،‬إذ وصل عددهم إلى ماليين من القتلى‪ ،‬ومثلهم من المصابين‬
‫والمشردين فضال عن األوضاع السيئة التي عانت منها إفريقيا بسبب امتداد الحروب بين الدول األوروبية المتقاتلة‬
‫على األراضي اإلفريقية‪.‬‬

‫ورغم أن الجندي اإلفريقي لعب دو ار محوريًّا ورئيسيًّا في الحربين العالميتين بفضل مشاركة اآلالف‪ -‬أن لم‬
‫يكن ماليين‪ -‬من الطاقات‪ ،‬والموارد البشرية المهمة من مختلف المناطق اإلفريقية بشرقها‪ ،‬وجنوبها‪ ،‬وغربها‪ ،‬ورغم‬
‫أن فصول تاريخ إفريقيا الحديث‪ ،‬والمعاصر من أسهل المراحل التاريخية لهذه القارة‪ ،‬لكون تلك الفترة بداية االحتكاك‬
‫العالم عموما‪ ،‬والغرب خصوصا والتعمق بين شعوبها ارتكاز على استغالل الموارد االقتصادية‪ ،‬والطاقات البشرية‪،‬‬
‫وتقسيمها‪ ،‬وظهر بالتالي بداية توثيق تلك االحتكاكات‪ ،‬والمعامالت‪ ،‬والتفاعالت إال أنه كذلك لم يعد ثمة دافع كبير‬
‫للباحثين وخاصة العرب واألفارقة نحو االهتمام بالدارسة في تلك األحوال‪ ،‬وما نتج عنها من آثار متعددة ومتنوعة‬
‫على األصعدة كافة‪ ،‬إذ إن معظم الباحثين وضعوا نصب أعينهم االهتمام بالبحث في الحربين العالميتين من االتجاه‬
‫األوروبي‪ ،‬ومن حيث أسبابها وتداعيتها‪ ،‬فمعظم تلك الدراسات أخذت جوانب سياسية بامتياز‪ ،‬وتركت الشق التاريخي‬
‫وهو األهم ألنه يسهم في معرفة الحقائق والوقائع التاريخية من جوانبه الموضوعية‪.‬‬

‫لذا تأسيسا على ما سبق نسعى من خالل هذه الورقة البحثية أن نغوص بالبحث والدراسة في دور المشاركة‬
‫اإلفريقية في الحربين العالميتين‪ ،‬وأثر ذلك‪ ،‬لعلنا من خالل هذه الدارسة أن نسهم في إث ارء البحث العلمي العربي‬

‫‪436‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫بمحتوى أدبي تاريخي في سياق التفاعالت التاريخية اإلفريقية‪ ،‬وليكون ذلك ضمن األدوات‪ ،‬والوسائل‪ ،‬واألساليب‬
‫تمر بها‪ ،‬وإن اختلفت الظروف‬
‫التي تساعد في تعريف العالم بمعاناة الشعوب اإلفريقية التي مرت بها وال تزال ّ‬
‫واألوضاع عما سبق‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫المستعمرات األوروبية في األراضي اإلفريقية‬

‫منذ حملة الكشوف الجغرافية األوروبية في مقدمات القرن الخامس عشر؛ شهد التاريخ اإلفريقي على أثر‬
‫ذلك بداية للوجود األوروبي ومستعمراته على األراضي اإلفريقية‪ ،‬فاستخدمت تلك المستعمرات بداية تجارة الرقيق‬
‫(‪)1‬‬
‫وفي‬ ‫حتى إدماج الجنود األفارقة ضمن نطاق وقود الحربين العالميتين‪ ،‬كعنصر مهم في ثراء أوروبا وازدهارها‪،‬‬
‫نهاية الحرب العالمية الثانية ظهرت حركات المقاومة ضد االحتالل األوروبي إلى أن انتهى االستعمار‪ ،‬وتجارة‬
‫الرقيق وحصلت بذلك المناطق اإلفريقية على االستقالل بالتتابع في فترات زمنية متقطعة‪ ،‬وال سيما منذ عام ‪،1960‬‬
‫وحلت كل من ألمانيا‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬وإيطاليا في مرتبة تلك القوى العظمى ‪-‬وخاصة في السنوات حديثة العهد‬
‫منذ بداية االستعمار‪ -‬التي أنشأت مستعمرات الستخدامها في التوسع االستعماري وفي العناصر االقتصادية واألمنية‬
‫(‪)2‬‬
‫الحربية‪.‬‬

‫يذكر أن الدول األوروبية وسعت نفوذها في جميع أنحاء المناطق اإلفريقية وعندما اندلعت الحرب العالمية‬
‫األولى في عام ‪ 1914‬كانت معظم القارة تقع تحت السيادة والحكم األوروبي عدا إثيوبيا‪ ،‬ومنطقة ليبيريا فلم تتمكن‬
‫(‪)3‬‬
‫سواء دول الحلفاء أو المحور من احتاللها‪.‬‬

‫وفي ظل المعارك التي اندلعت بين دول الحلفاء والمحور‪ ،‬وبعد أن بدا أن النصر حليف لدول الحلفاء؛‬
‫أي أن تلك الدول ستعطي‬
‫صرحوا أن حق تقرير المصير للشعوب المستعمرة حق أصيل ال يجوز التفريط فيه‪ْ ،‬‬
‫الشعوب اإلفريقية مطلق الحرية في إدارة شؤونها‪ ،‬ولكن بدت ممارسات وأفعال دول الحلفاء خالف تصريحاتهم‪ ،‬إذ‬
‫بعد انتصارهم على دول المحور ابتدعوا نظاما جديدا طبق على المستعمرات المنهزمة‪ ،‬ليكون ثمة أطر شرعية‬
‫لفرض سطوتها بما يتراءى لها وتطبيق السياسات التي تتماشى مع األوضاع الجديدة‪ ،‬وشيئا فشيئا بعد هزيمة ألمانيا‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ومغادرة إفريقيا اقتسمت دول المحور تلك المستعمرات األلمانية‪.‬‬

‫وبانتهاء الحرب العالمية األولى إذا وباستقرار األوضاع إلى حد ما في الفترة بين الحربين األولى والثانية‬
‫تركزت معظم أعمال القوى االستعمارية نحو االهتمام بالبنية التحتية التي يستخدمها المستعمرون والتي تتصل‬

‫‪437‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫باألسس االقتصادية‪ ،‬إذ تضاعفت جهودهم في البحث عن المواد الخام كالمعادن‪ ،‬وغيرها من الموارد الضرورية‬
‫والحيوية في التصنيع الحربي والتجاري‪ ،‬وتسهيال لهذا األمر قاموا بمد المستعمرات اإلفريقية بخطوط سكك حديد‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وتمهيد للطرق البرية والبحرية وبناء توربينات لتوليد الطاقة‪.‬‬

‫ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وانتصار الحلفاء أبرمت معاهدة صلح بينهم وبين إيطاليا ومن نتائجها‬
‫أن األخيرة قد خسرت مستعمراتها في إفريقيا وخاصة تلك في كينيا‪ ،‬وإريتريا‪ ،‬والصومال وأضحت تحت الوصاية‬
‫اإليطالية وكذلك ليبيا وذلك منذ بدايات عام ‪.1952‬‬

‫وبالرجوع إلى مقدمات االستعمار األوروبي في إفريقيا إبان الحروب العالمية نتوصل إلى أنه انطلق من‬
‫شمال إفريقيا منذ عام ‪ 1830‬ابتداء بالجزائر‪ ،‬ثم تونس ‪ ،1882‬ومصر عام ‪ 1882‬حتى انتشر تدريجيًّا إلى كافة‬
‫(‪)6‬‬
‫المناطق غربها وشرقها وجنوبها‪.‬‬

‫ويذكر أن القاعدة األساسية إلرساء االستعمار األوربي هي إقامة مؤتمر وإبرام معاهدة برلين في الفترة بين‬
‫عامي ‪ ،1885-1884‬فظهور قوى استعمارية جديدة في الساحة اإلفريقية كألمانيا‪ ،‬كاد أن يؤدي لالقتتال بين‬
‫ْ‬
‫القوى‪ ،‬وخاصة بين فرنسا وبريطانيا‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬ولكن برعاية ألمانيا للمباحثات توصلوا إلى حلول جذرية فيما‬
‫(‪)7‬‬
‫بينهم‪ ،‬واتفاق على تقسيم مناطق إفريقيا فيما بينهم‪.‬‬

‫وكان الصراع البريطاني والفرنسي في ذروته في تلك الفترة‪ ،‬فعلى الرغم من عدم احتكام كال القوتين إلى‬
‫العناصر العسكرية‪ ،‬إذ إن الخالفات فيما بينهما ارتكزت على الخالفات السياسية عند انتشار نفوذهما‪ ،‬إال أنه‬
‫شهدت فترة معاهدة برلين تقاربا في وجهات النظر االستعمارية‪ ،‬كما عرف المجتمع الدولي آنذاك ظهور قوة تعتبر‬
‫إحدى األقطاب أال وهي ألمانيا االتحادية‪ ،‬مما أدى إلى إضعاف اإلمبراطورية البريطانية‪ ،‬والفرنسية‪ ،‬ويرجع ذلك‬
‫إلى بعض االضطرابات التي حدثت بين بريطانيا والدولة العثمانية ومن جهة أخرى ظهور حركات المقاومة القومية‬
‫في الجزائر على يد األمير عبد القادر‪ ،‬لذا حاولت ألمانيا اتخاذ سياسة إما تفريق القوى االستعمارية‪ ،‬وتفكيك اتحادها‬
‫(‪)8‬‬
‫كما أن حركات التجارة أضحت منظمة بقدر كبير فيما بينها‪)9( .‬‬ ‫أو رعاية االتفاقات تحت واليتها وسلطتها‪.‬‬

‫تأسيسا على ما سبق فيعد مؤتمر برلين هو الركيزة األساسية للصراع األوروبي وفي الوقت نفسة االتفاق‬
‫نحو استعمار إفريقيا بمفاهيمه‪ ،‬وأركانه‪ ،‬وإستراتيجياته التقليدية في العصر الحديث‪ ،‬فمن تبعاته أن قام اإلمبرياليون‬
‫األوروبيون بتغيير الخارطة اإلفريقية االجتماعية والسياسية واالقتصادية والتي لم يعهدها المجتمع اإلفريقي‪ ،‬فراح‬
‫األوروبيون يقسمون الموارد بل وحتى اإلنسان اإلفريقي فيما بينهم‪ ،‬فالدافع المعلن وراء سلسلة احتاللهم هي‬

‫‪438‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫االكتشافات الجغرافية والتعرف على مكنونات هذه القارة المنعزلة‪ ،‬والحمالت التبشيرية‪ ،‬واعتمادا على أن األفارقة‬
‫مجتمعات بدائية‪ ،‬ولكن اتضح خالف ذلك فيما بعد من الناحية العملية‪ ،‬إذ أن الغرض والغايات العليا وراء الحمالت‬
‫(‪)10‬‬
‫العسكرية هي استفحال االستعمار‪ ،‬واستغالل الموارد الطبيعية والبشرية اإلفريقية‪.‬‬

‫إن ًّ‬
‫كال من اإلمبراطورية البريطانية‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬وبلجيكا‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬والبرتغال‪ ،‬وإيطاليا هم وثمة جهات‬
‫رسمية ل لدول األوروبية هي التي قدمت المناطق اإلفريقية‪ ،‬وأطلقوا على القارة السمارة "أرض بال صاحب"‪ ،‬وذلك‬
‫(‪)11‬‬
‫لشرعنة احتاللهم لتلك المناطق‪ ،‬وتحقيق مصالحها االقتصادية والجيوسياسية‪.‬‬

‫يذكر أن من تبعات انتهاج القوى االستعمارية إبرام االتفاقيات المعاهدات فيما بينهم من معاهدة برلين للحد‬
‫من وقوع صراع على األراضي‪ ،‬وتم إبرام المعاهدة األلمانية البرتغالية في عام ‪ 1886‬وكذا معاهدة هليغوالند لعام‬
‫‪ ،1890‬واألنجلو إيطالية لعام ‪ ،1891‬وكما ال ننسى طبعا المعاهدات واالتفاقيات التي كانت تبرم بين القوى‬
‫(‪)12‬‬
‫الخارجية والسلطات المحلية اإلفريقية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المستعمرات اإلفريقية إبان الحرب العالمية األولى‪:‬‬

‫تغيرت الخارطة الجغرافية‪ ،‬والسياسية لقارة إفريقيا قبل الحرب العالمية األولى بسنوات قليلة وأثناءها‪ ،‬إذ‬
‫وقعت معظم األراضي تحت إمرة وحكم االحتالل األوروبي‪ ،‬إما باالنتداب أو االحتالل المباشر أو الوصاية‪،‬‬
‫والحماية‪ ،‬منذ عام ‪ ،1906‬ويستثنى من تلك الدول إثيوبيا وليبيريا‪ ،‬ولكن فيما بعد قسمت مناطق تلك الدولة بين‬
‫كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا‪ ،‬وأدت هذه األوضاع إلى تغير البنيان االقتصادي واالجتماعي واأليديولوجي إلفريقيا‬
‫(‪)13‬‬
‫عموما‪.‬‬

‫فيذكر أن ًّ‬
‫كال من بريطانيا وفرنسا في فترة الحرب العالمية األولى كانتا تسيطران على نحو ثلثي مساحة‬
‫القارة اإلفريقية تقريبا‪ ،‬وفي الوقت نفسه لم تكن تلك المساحة متماثلة بين كلتا القوتين‪ ،‬إذ سيطرت فرنسا على معظم‬
‫مساحات تلك األراضي المستعمرة‪ ،‬ولكن التماثل لم يكن في كون معظم المناطق التي سيطرت عليه بريطانيا لها‬
‫عائدات اقتصادية كبير كمصر‪ ،‬وفي الجهة األخرى أراض شاسعة سيطرت عليها فرنسا لم يكن لها منفعة‪ ،‬ولكونها‬
‫(‪)14‬‬
‫غير مأهولة بالسكان‪.‬‬

‫وتنقسم المستعمرات التي تواجدت داخل األراضي اإلفريقية إلى مستعمرات ألمانية‪ ،‬بريطانية‪ ،‬فرنسية‪،‬‬
‫إيطالية‪ ،‬وبرتغالية‪ ،‬وبلجيكية‪ .‬فالمستعمرات الفرنسية كانت تضم‪ :‬معظم مناطق غرب وشمال إفريقيا وهي‪ :‬الجزائر‪،‬‬
‫إفريقيا االستوائية (تشاد‪ ،‬الغابون‪ ،‬جمهورية الكونغو‪ ،‬جمهورية إفريقيا الوسطى‪ ،‬بنين‪ ،‬غينينا‪ ،‬مالي‪ ،‬ساحل العاج‪،‬‬

‫‪439‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫موريتانيا‪ ،‬النيجر‪ ،‬السنغال‪ ،‬بوركينا فاسو‪ ،‬الصومال‪ ،‬مدغشقر‪ ،‬المغرب‪ ،‬تونس‪ .‬أما المناطق االستعمارية التي‬
‫كانت تابعة لبريطانيا تضم‪ :‬مصر‪ ،‬السودان‪ ،‬باسوتوالند‪ ،‬بوتسوانا‪ ،‬كينيا‪ ،‬أوغندا‪ ،‬غامبيا‪ ،‬غانا‪ ،‬نيجريا‪ ،‬زامبيا‪،‬‬
‫ماالوي‪ ،‬سيراليون‪ ،‬جنوب إفريقيا‪ ،‬زيمبابوي‪ ،‬سوازيالند‪.‬‬
‫(‪)15‬‬
‫المستعمرات األلمانية‪ :‬الكاميرون‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬رواندا‪ ،‬بوروندي‪ ،‬ناميبيا‪ ،‬توغوالند‪.‬‬

‫المستعمرات البرتغالية‪ :‬أنغوال‪ ،‬موزمبيق‪ ،‬غينيا بيساو‪.‬‬

‫المستعمرات اإليطالية‪ :‬إريتريا‪ ،‬ليبيا‪ ،‬أجزاء من الصومال (بعد االتفاقات فيما بينها وبين بريطانيا وفرنسا)‪.‬‬

‫المستعمرات البلجيكية‪ :‬جمهورية الكونغو‪.‬‬

‫المستعمرات اإلسبانية‪ :‬أجزاء من المغرب‪ ،‬الصحراء الغربية‪ ،‬غينيا االستوائية‪.‬‬

‫)‪(16‬‬
‫انظر إلى خارطة المستعمرات األوروبية في إفريقيا زمن الحرب العالمية األولى ‪1914‬‬

‫‪440‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫ثانيا‪ :‬المستعمرات اإلفريقية إبان الحرب العالمية الثانية‪:‬‬

‫لم تختلف كثي ار خارطة المستعمرات األوروبية في إفريقيا في الفترة بين عامي ‪ 1939‬إلى عام ‪،1945‬‬
‫ولكن يجدر اإلشارة هنا إلى أنه في ظل نشوب المعارك التي دارت في سنوات الحرب األولى‪ ،‬وفي بدايات الحرب‬
‫العالمية الثانية؛ شهدت خارطة المستعمرات األوروبية في إفريقيا بعض التغييرات لكون المعارك عرفت ما يسمى‬
‫بالكر والفر بين المتقاتلين في المستعمرات‪ ،‬وعلى أراضي إفريقيا أي كانت القوى المتقاتلة تحصل على األراضي‪،‬‬
‫وكانت في الوقت نفسه تفقد أجزاء منها في جبهات أخرى‪ ،‬ففي بعض المعارك سيطرت إيطاليا وألمانيا على ليبيا‬
‫وفي السنوات األخيرة من حرب تمكنت بريطانيا من االنتصار عليها‪ ،‬ومن ثم مغادرة قوات المحور األراضي الليبية‪،‬‬
‫(‪)17‬‬
‫ولكن تميزت تلك الفترة بفقدان قوات المحور لكثير من مستعمراتها في إفريقيا‪.‬‬
‫(‪)18‬‬
‫أنظر خارطة المستعمرات األوروبية في إفريقيا زمن ما بعد انتهاء الحرب العالمية األولى إلى بداية الثانية‬

‫المبحث الثاني‬

‫الحربين العالميتين في إفريقيا‬

‫‪ -‬الحرب العالمية األولى‪:‬‬

‫‪441‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫هي تلك الحرب التي يطلق عليها أيضا الحرب األوروبية األولى‪ ،‬أو الحرب العظمى األولى‪ ،‬والتي بدأت‬
‫من شهر يوليو لعام ‪ 1914‬إلى أن انتهت أحداث معاركها في شهر نوفمبر لعام ‪.1918‬‬

‫وعلى الرغم من كونها حربا أوروبية أي بين القوى األوروبية في األساس‪ ،‬إال أن معاركها امتدت إلى قارة‬
‫إفريقيا وآسيا‪ ،‬فشارك فيها معظم جنود مناطق العالم‪ ،‬وعليه فإن ما ترتب عن هذه الحروب من آثار‪ ،‬وخسائر‬
‫بشرية‪ ،‬ومادية عانت منها الدول اإلفريقية بطبيعة األحوال في تلك الفترة‪.‬‬

‫وينظر إلى األسباب والدوافع الرئيسة الدافعة إلى تلك الحرب هي‪:‬‬
‫(‪)19‬‬
‫‪ -‬ظهور األفكار القومية األوروبية –الفكر القومي النازي مثال على ذلك‪-‬وقدرتها على حشد وتعبئه الجيو‬

‫‪ -‬ازدهار حركات االستعمار األوروبية إلفريقيا وآسيا ومناطق أمريكا الالتينية‪ ،‬مما أدى إلى نشوء التحالفات المعلنة‬
‫(‪)20‬‬
‫والسرية بين القوى االستعمارية‪ ،‬وبالتالي زيادة الص ارع والتنافس االستعماري‪.‬‬

‫‪ -‬الثورة الصناعية الثانية في أوروبا وما نتج عنها من محاولة األوروبيين االستفادة من المواد الخام إلدخالها في‬
‫النشاطات الصناعية واالعتماد على األيدي العاملة الرخيصة في المناطق االستعمارية بدال من االعتماد على مثلها‬
‫في المناطق األوروبية كخشية من القادة من أن ذلك قد يؤدي إلى ظهور الحركات واالنتفاضات العمالية كتلك التي‬
‫حدثت في روسيا لعام ‪ ،1905‬وأخرى في عام ‪ ،1917‬فأثر ذلك في توجيه األوروبيين وخاصة ألمانيا وبريطانيا‬
‫وفرنسا إلى احتالل أو السيطرة ليس فقط على مناطق أوروبية مجاورة بل على المناطق اإلفريقية واآلسيوية‪ ،‬ومن‬
‫ثم بدأ يدب التنافس األوروبي بأشكاله التطبيقية في ساحات المعارك‪.‬‬

‫وهنالك أحداث ثانوية ساهمت في نشوء تلك الحرب‪ ،‬منها على سبيل المثال "اغتيال األرشيدوق النمساوي‬
‫(‪)21‬‬
‫إذ أدى ذلك إلى انتقام النمسا‬ ‫وولي العهد "فراز فرديناند"‪ ،‬في صبيحة يوم بداية اندالع الحرب العالمية األولى‪،‬‬
‫والمجر من صربيا وإعالن الحرب عليها‪ ،‬فدخل المجتمع الدولي في سلسلة من التحالفات الحربية؛ فتبلور القطبان‬
‫قطب لقوات المح ور وآخر لقوات الحلفاء‪ ،‬ولكن كما ذكرنا أن األسباب الدفينة للحرب هي انتشار األفكار القومية‪،‬‬
‫(‪)22‬‬
‫وسعي الدول األوروبية إلى توسيع نفوذها‪ ،‬واستغالل موارد الدول األخرى وال سيما تلك المستضعفة‪.‬‬

‫إذ شاركت في هذه الحرب دول المحور‪ ،‬وهذه الدول هي‪ :‬النمسا‪ ،‬والمجر‪ ،‬والدولة العثمانية(آنذاك)‪ ،‬وألمانيا‪،‬‬
‫(‪)23‬‬
‫وبلغاريا‪ ،‬وإيطاليا ‪-‬في البدايات‪ ،‬ولكنها انضمت إلى دول الحلفاء فيما بعد بداية من عام ‪.-1915‬‬

‫بينما تكونت مجموعة دول الحلفاء‪ ،‬وهي‪ :‬اإلمبراطورية البريطانية‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إيرلندا‪ ،‬روسيا‪ ،‬البرتغال‪ .‬بالنظر‬
‫إلى خارطة المستعمرات في المحور السابق إبان فترة الحرب العظمى األولى‪ ،‬وبقراءة الدول المشاركة في الحرب‬

‫‪442‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫العالمية نتوصل إلى نتيجة مفادها أن أحداث المعارك امتدت إلى األراضي اإلفريقية‪ ،‬فشملت الجبهة القتالية في‬
‫ثنايا هذه المعارك‪ ،‬ففي غرب إفريقيا تمكنت قوات الحلفاء من االستحواذ على مناطق مثل‪ :‬توجو‪ ،‬والكاميرون‪،‬‬
‫وأنجوال‪.‬‬

‫وفي شرق إفريقيا تمكنت بريطانيا من طرد ألمانيا من مستعمراتها في مناطق مثل‪ :‬دار السالم‪ ،‬وتنجانيقا‪.‬‬
‫بينما في الجنوب تمكنت بريطانيا وإيرلندا والبرتغال من طرد األلمان في جنوب غرب إفريقيا في منطقة‪ :‬جنوب‬
‫(‪)24‬‬
‫ولم تشهد مناطق شمال إفريقيا اقتتال بين القوت األوروبية في تلك الفترة مثلما تعرضت له‬ ‫إفريقيا وناميبيا‪.‬‬
‫المناطق األخرى التي سبق وأن ذكرناها‪.‬‬

‫وانتهت تلك الحرب بإلحاق القوات األلمانية خسائر فادحة بإبرام هدنة مع حكومة الجمهورية األلمانية الجديدة‬
‫في شهر نوفمبر من عام ‪ ،1918‬ومع دول الحلفاء‪.‬‬

‫‪ -‬الحرب العالمية الثانية‪:‬‬

‫هو ذلك النزاع المسلح الدولي الذي اندلع بداية من مناطق آسيا في شهر سبتمبر لعام ‪ 1937‬كجذور‬
‫للحرب والنزاع‪ ،‬وبدأت هذه الحرب تتخذ األطر الدولية والعالمية منذ عام ‪ ،1939‬وتعد الحرب العالمية الثانية أكثر‬
‫شراسة وقوة عن الحرب األولى‪ ،‬نظ ار لتعدد جبهاتها‪ ،‬وتوسعها إلى أن شملت إفريقيا‪ ،‬وآسيا‪ ،‬وأوروبا وبالتالي شاركت‬
‫معظم دول العالم بما يقدر مجموع عدد الجنود بـ‪ 100‬مليون جندي‪ ،‬وإزهاق أرواح ما يقارب ‪ 70‬مليون إنسان‬
‫بمدنيته وعسكريته‪ ،‬لذا فينظر إلى تلك الحرب إلى كونها أشرس الحروب التي عرفها اإلنسان حتى اآلن‪ ،‬وتتشابه‬
‫األسباب والدوافع وراء نشوب تلك المعارك وكان الدافع الرئيس هنا هو شروط اتفاقية أو معاهدة فرساي لعام ‪1919‬‬
‫فرأت ألمانيا أن تلك المعاهدة بمثابة فرض عقوبات عليها‪ ،‬وترتب على ذلك بلورة مناطق متوترة في كافة أقطاب‬
‫أوروبا‪ ،‬وتنتظر فقد القوى الدولية‪ ،‬واالستعمارية الش اررة األولى لتنطلق ارتكا از على االستعدادات العسكرية السابقة‬
‫(‪)25‬‬
‫واعتمادنا على النتائج التي سببتها الحرب العالمية األولى‪ ،‬وإنشاء التحالفات الدولية‪.‬‬

‫أما فيما يخص مسارح األحداث والجبهات في إفريقيا فعلى عكس الحرب األولى‪ ،‬إذ شهدت مناطق شمال‬
‫إفريقيا أوج الصراع األوروبي في إفريقيا‪ ،‬وخاصة في مصر‪ ،‬وليبيا‪ ،‬والجزائر‪ ،‬والسودان‪ ،‬وتونس(‪ )26‬بينما في األولى‬
‫تركزت في مناطق الشرق والغرب وبعضها في الجنوب‪ ،‬وجاءت القوات اإليطالية واأللمانية من جهة والفرنسية‬
‫(‪)27‬‬
‫والبريطانية في الجهة األخرى في مقدمة الدول األوروبية التي تصارعت في شمال إفريقيا آنذاك‪.‬‬

‫‪443‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫وبدأت أولى المعارك في الشمال اإلفريقي منذ عام ‪ 1940‬إلى أن انتهت تدريجيًّا بانتهاء الحرب العالمية الثانية في‬
‫‪ 13‬مايو‪-‬آيار من عام ‪ ،1943‬وتكبدت القوات األلمانية‪ ،‬والبريطانية في طور المعارك خسائر فادحة فتذكرها‬
‫بعض المصادر والوثائق التاريخية إلى أن وصلت ‪ 620‬ألف محسوبين على قوات تلك الدولتين سواء من األوروبيين‬
‫أو المستعمرين‪ ،‬بخالف أعداد الجنود األفارقة المشاركين في الحرب تحت قيادة تحالف المحور والحلفاء‪ ،‬ناهيك‬
‫عن المواطنين العزل جراء القصف الجوي والبري‪ ،‬نظ ار الستخدام القوات األوروبية الدبابات والطائرات في ساحات‬
‫(‪)28‬‬
‫إفريقيا‪ ،‬وخاصة في منطقة العالمين بمصر وطبرق في ليبيا‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫مشاركة المستعمرات اإلفريقية في الحربين العالمتين‪ ،‬وأثر ذلب‬

‫أدخلت الشعوب اإلفريقية وجنودها في الحربين العالميتين عنوة وإجبارا‪ ،‬فهناك مشاركة مباشرة عبر الجنود‬
‫األفارقة في الساحات األوروبية واإلفريقية‪ ،‬وأخرى غير مباشرة كمثل إدماج الشعوب والمواطنين في العمليات‬
‫اإلنتاجية الصناعية االستعمارية الحربية في المستعمرات اإلفريقية إبان الحرب العالمية األولى والثانية‪ ،‬وبالرغم أن‬
‫المشاركة غير المباشر أدت إلى تدهور األحوال االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬إال أن الدعم اللوجستي عبر الجنود‬
‫آثار على األصعدة الكافة‪ ،‬لكون معظم المشاركين من الفئات العمرية‬
‫اإلفارقة في الحروب كان أشدها خطورة و ا‬
‫المهمة في النشاطات‪ ،‬والعمليات االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬واألمنية‪ ،‬وحلت فرنسا في المرتبة األولى‬
‫استخداما للقوات‪ ،‬والجنود‪ ،‬والشعوب اإلفريقية في الحروب العالمية‪ ،‬تليها اإلمبراطورية البريطانية‪ ،‬ثم اإليطالية‬
‫واأللمانية والبلجيكية‪ ،‬وأعداد قليلة للدول االستعمارية األخرى ال تقارن‪ ،‬وال تضاهى بمثيلتها لدى الدول التي‬
‫لذا سنركز على تلك االستخدامات اإلفريقية من ِقبل الفرنسيين والبريطانيين واأللمان في هذا المحور‪.‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫ذكرنها‪،‬‬

‫أوال‪ :‬المشاركة اإلفريقية في الحرب العالمية األولى‪:‬‬

‫منذ بداية الحرب في عام ‪ 1914‬أجبر الجنود األفارقة على المشاركة والقتال جنبا إلى جنب مع القوات‬
‫األوروبية في مقدمتها فرنسا‪ ،‬فعلى الرغم من أن اإلمبراطورية البريطانية كانت تنافس فرنسا في حلقتها االستعمارية‪،‬‬
‫والتوسعات في إفريقيا‪ ،‬إال أن األُولى اعتمدت بشكل أكبر على جنود المستعمرات القادمين من الهند البريطانية‪ ،‬أو‬
‫(‪)30‬‬
‫ما يطلق عليها "الراج البريطاني"‪.‬‬

‫فتشير التقارير إلى أن فرنسا استخدمت ما يقارب من ‪ 450.000‬ألف جندي إفريقي في الفترة بين ‪1914‬‬
‫حتى عام ‪ ،1918‬وتم استدعاؤهم‪ ،‬وجلبهم من مستعمرات من مناطق غرب وشمال إفريقيا‪ ،‬ففي ذلك يصرح رئيس‬

‫‪444‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫الوزراء الفرنسي وهو الجهة الرسمية الممثلة لفرنسا أن حاولي ‪ 200.000‬ألف جندي إفريقي من المستعمرات قد‬
‫وإذا افترضنا أن تلك األرقام صحيحة‪،‬‬ ‫(‪)31‬‬
‫قتلوا بجانب القوات الفرنسية‪ ،‬وكان ذلك في الذكرى المئوية للحرب‪،‬‬
‫وموضوعية لكونها صادرة عن جهة لها دور تاريخي في االستعمار‪ ،‬ال سيما وأن بعض اإلحصائيات والدراسات‬
‫فإن‬ ‫األخرى تشير إلى مشاركة ما يزيد عن مليوني جندي إفريقي من المستعمرات في الحرب العالمية األولى‪،‬‬
‫(‪)32‬‬
‫ْ‬
‫ذلك من شأنه أن يعبر عن حجم الكارثة التي تعرضت لها إفريقيا‪ ،‬والنقص الشديد للفئات العمرية المهمة للقارة‬
‫اإلفريقية آنذاك‪ ،‬وعلى هذا األساس تشير النقاط التالية إلى أعمال الدول االستعمارية الكبرى ال سيما فرنسا في‬
‫إدماج الجنود األفارقة في تلك الحرب‪.‬‬

‫يجدر اإلشارة في البداية إلى مسألة المشاركة اإلفريقية في الحروب العالمية أنها ليست بجديدة‪ ،‬فنظ ار لتوجد‬
‫األوروبيين‪-‬كما ذكرناه آنفا‪ -‬في إفريقيا قبل الحرب العالمية بسنوات‪ ،‬وأن في تلك الفترة اندلعت معارك أوروبية‬
‫استثنائية‪ ،‬ولكنها مهمة في مسار التاريخ األوروبي واإلفريقي في أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬وعلى ذلك تؤكد الوثائق‬
‫والدراسات التاري خية أن األفارقة من شمال إفريقيا شاركوا في حرب القرم تحت مظلة وحدات القوات الفرنسية‬
‫(‪)33‬‬
‫والحروب اإليطالية في عام ‪ ،1859‬والحروب الفرنسية‬ ‫والعثمانية في الفترة بين عامي ‪ 1854‬إلى ‪،1856‬‬
‫األلمانية في عام ‪ ،1870‬وظهرت على إثر ذلك مقاومة‪ ،‬لذلك صدر مرسوم بقانون التجنيد اإلجباري لصالح فرنسا‬
‫دور محوريًّا ورئيسا‪ ،‬ومن ثمة‬
‫في الجزائر في عام ‪ ،1912‬وفي الوقت نفسه تم ذلك في غرب إفريقيا‪ ،‬فلعب ذلك ا‬
‫القارة السمراء لتشارك األوروبيين في الحروب العالمية‪ ،‬والتي شهدت زيادة‬ ‫كانت النواة والبذرة األولى لتعبئة جيو‬
‫(‪)34‬‬
‫مطردة في أعداد القوات اإلفريقية المشاركة‪ ،‬بصورة لم تعهدها القارة من ذي قبل‪.‬‬

‫مشاركة جنود المستعمرات الفرنسية‪ :‬نشرت فرنسا ما يزيد عن ‪ 480‬ألف جندي إفريقي من المستعمرات‬
‫إلى المناطق األوروبية وساحات المعارك في إفريقيا على أن تمثل ‪ 134‬ألف جندي من غرب إفريقيا‪ ،‬وما يزيد عن‬
‫‪ 172‬ألف جندي من الجزائر‪ ،‬وما يزيد عن ‪ 60‬ألف جندي من تونس‪ 37 ،‬ألف من المغرب‪ ،‬و‪ 34‬ألفا من‬
‫مدغشقر‪ 2100 ،‬من الصومال (الساحل الصومالي آنذاك)‪ .‬ويذكر أن في بدايات الحرب اعتمدت سياسة فرنسا‬
‫في إرسال الجنود على السياسة التطوعية اعتمادا إما على المال‪ ،‬أو إعطاء وعود للمستعمرات بحصولها على‬
‫االستقالل بعد انتهاء الحرب أو االمتيازات التي سوف يحصل عليها الجنود عبر مشاركتهم‪ ،‬ومنها إمكانية استقرارهم‬
‫في أوروبا‪ ،‬ولكن في خضم المعارك وشدتها‪ ،‬تغيرت تلك السياسات بيد أنها ارتكزت على سياسة التجنيد اإلجباري‬
‫والقسري‪ ،‬لذا القت هذه السياسات عدة مقاومات من ِقبل األفارقة وخاصة من الجزائر‪ ،‬وشمال إفريقيا عموما‪،‬‬
‫وشهدت هروبا من مناطق غرب إفريقيا إلى المناطق المجاورة واألدغال من ِقبل الفئات العمرية الشبابية من الطبقات‬

‫‪445‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫(‪)35‬‬
‫‪ ،‬فبدأت أولى بعثات جنود مستعمرة فرنسا من وسط إفريقيا تحت مسمى بيدق السنغال ( ‪Tirailleurs‬‬ ‫الُدنيا‪.‬‬
‫‪ ،)Sénégalais‬وقوات الجزائر وكانت تسمى تلك الوحدات (‪ ،)Turcos and Spahis‬وغرب الشمال اإلفريقي من‬
‫تونس والمغرب‪ ،‬والشرق الجنوبي من الصومال‪ ،‬معظم هذه البعثات انتشرت في أوروبا لتقاتل بجانب القوات‬
‫الفرنسية‪ ،‬ولقد ُق ِّد َر عددهم في البدايات بما يزيد عن ‪ 110.000‬جندي‪ ،‬إضافة إلى جنود مستوطنين من أصل‬
‫(‪)36‬‬
‫وتركزت معظم‬ ‫أوروبي يقدر عددهم ‪ 5700‬جندي وقد أُطلق عليهم (‪.)Zouaves & Chasseurs d'Afrique‬‬
‫أعمال القوات اإلفريقية في الجهات الغربية األوروبية في ثنايا المعارك‪.‬‬

‫في البداية كانت القوات اإلفريقية عبارة عن وحدات مستقلة بذاتها في المعارك‪ ،‬ولكن نظ ار لتشابك التحالفات السرية‬
‫وقت الحرب وخاصة التعاون العثماني األلماني خشيت فرنسا من هروب القوات اإلفريقية من المسلمين لقوات‬
‫المحور‪ ،‬لذا تم انتهاج سياسة إدماج تلك القوات مع القوات األوروبية وخاصة تلك القادمة من شمال إفريقيا والجزائر‬
‫(‪)37‬‬
‫على وجه الدقة‪.‬‬

‫وفي بدايات عام ‪ ،1917‬وفي أوج االقتتال في الجهة الغربية للمعارك كانت مهمة معظم القوات اإلفريقية‬
‫المواجهة من المقدمة‪ ،‬أي أخذ زمام المبادرة‪ ،‬ولهذا يطلق البعض على هذه األعمال أن الجنود االفارقة ما هم إال‬
‫عبارة عن حائط صد ووقود للحرب آنذاك‪ ،‬وتأسيسا على ذلك تشير أرقام الخسائر البشرية للجنود األفارقة سواء تلك‬
‫الصادرة من الجهات الرسمية أو مؤسسات توثيقية بحثية خاصة أنها في حدود ‪ 25‬إلى ‪ 65‬ألف جندي من غرب‬
‫إفريقيا قد قتلوا‪ ،‬ومن الجزائر ما يزيد عن ‪ 100‬ألف جندي‪ ،‬وللمغرب ما يزيد عن ‪ 9‬آالف‪ ،‬ولكن وجب اإلشارة‬
‫إلى أن هذه األرقام غير دقيقة‪ ،‬ألن في تلك الفترة لم تهتم الجهات سواء األوروبية أو اإلفريقية بتوثيق أعداد الجنود‬
‫القتلى األفارقة القادمين من المستعمرات‪ ،‬بل وضعت نصب أعينها فقط االهتمام بتوثيق الحاالت األوروبية‪ ،‬كما أن‬
‫بعض ظروف المعارك المضطربة في أوقات مختلفة لم تهيء تلك األعمال سواء لألوروبيين أو األفارقة‪ ،‬لذا فقد‬
‫تزيد أو تقل تلك األرقام‪ ،‬ولكن الثابت أن المشاركة اإلفريقية تحت القيادة الفرنسية تخطت اآلالف إلى أن وصل‬
‫(‪)38‬‬
‫العدد إلى ما يقارب نصف الميلون‪.‬‬

‫إضافة إلى الجنود فقد تم استخدام العمال المهاجرين من المستعمرات والمناطق اإلفريقية للعمل في الخطوط‬
‫الصناعية واإلنتاجية الحربية خلف الخطوط القتالية‪ ،‬إذ جندت فرنسا ما يزيد عن ‪ 220‬ألفا من هؤالء من مستعمرات‬
‫مختلفة‪ ،‬إذ جاء من الجزائر من يزيد عن ‪ 75‬ألف عامل‪ ،‬والمغرب ‪ 35‬ألف عامل‪ ،‬وتونس ‪ 18‬ألف عامل‪،‬‬
‫ومدغشقر ‪ 5‬آالف‪ ،‬وفي ظل الممارسات العنصرية بين العمال المحليين األوروبيين والمهاجرين‪ ،‬اتخذت الحكومة‬
‫(‪)39‬‬
‫الفرنسية وقتها سياسة الفصل في أعمالها بين الجانبين‪.‬‬

‫‪446‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫وكان يتم استدعاء الجنود األفارقة من خالل مطالبة القادة المحليين بضرورة توفير المجندين المحتملين من‬
‫الفئات العمرية الشبابية‪ ،‬وذلك اعتمادا على سياسات التجنيد اإلجبارية التي سبق وأن ذكرناها‪ ،‬فيذكر أن بلغ عدد‬
‫المتطوعين االختياريين من غرب إفريقيا في القوت االستعمارية حوالي ‪ 7000‬جندي من أصل ما يزيد عن ‪53‬‬
‫ألف جندي‪ ،‬فترتب على هذه السياسيات هروب بعض من شباب السنغال إلى مناطق األدغال قدر عددهم في تلك‬
‫الفترة ما يزيد عن ‪ 15‬ألفا‪ ،‬كما ظهرت بعض أعمال المقاومة ضد هذه السياسات والقت هذه السياسات صدى كبير‬
‫لدى الحكومة الفرنسية آنذاك‪ ،‬إذ إنه في عام ‪ 1916‬شهدت إفريقيا توسعا في تطبيق تحركات التجنيد اإلجباري‪،‬‬
‫وأخذت حكومة المستعمرات األطر الشرعية من الحكومة األم في انتهاج تلك األعمال‪ ،‬وتوقف بعض منها لفترة‬
‫نظ ار للمقاومة التي القتها فرنسا من األفارقة‪.‬‬

‫ظهرت أولى مالمح المشاركة اإلفريقية في صراعات الحرب العالمية األولى في أوروبا في شهر سبتمبر‪،‬‬
‫وأكتوبر‪ ،‬ونوفمبر لعام ‪ 1914‬في منطقة "بيكاردي" الفرنسية‪ ،‬وعانت البعثات العسكرية اإلفريقية من خسائر فادحة‬
‫(‪)40‬‬
‫في األرواح‪.‬‬

‫وهكذا كلما تسارعت وتيرة أعمال الحرب‪ ،‬والنزاع الدولي تسارعت كذلك أعمال االستدعاء والتجنيد اإلجباري‬
‫لألفارقة‪ ،‬فزادت حدتها في عام ‪ ،1917‬ونظر بعض الباحثين إلى هذه الممارسات كأساس الستخدام الجنود األفارقة‬
‫(‪)41‬‬
‫"كعلف للمدافع"‪.‬‬

‫مشاركة جنود المستعمرات البريطانية‪ :‬لم تعتمد بريطانيا بشكل كبير على الجنود األفارقة في حروبها على‬
‫عكس فرنسا‪ ،‬أي أنها كانت تعتمد في األساس على الجنود الوطنيين‪ ،‬بينما تركزت أعمال الجنود األفارقة تحت‬
‫قيادة الحكومة البريطانية االستعمارية لمحاربة قوى دول المحور "ألمانيا" فعندما جاءت ألمانيا إلى إفريقيا وحاولت‬
‫أن تضع قدمها وتتوسع وتسيطر على مستعمرات دول الحلفاء في هذه القارة‪ ،‬يذكر أن بريطانيا جندت جنودا من‬
‫مناطق كنيجيريا‪ ،‬وساحل الذهب‪ ،‬وسيراليون‪ ،‬وغامبيا؛ كجنود محليين للمستعمرات األوروبية في إفريقيا ليتخذوا‬
‫مواقف مهمة ودو ار حيويا في الدفاع عن المستعمرات حتى وصل األمر إلى طرد األلمان من مواقع عدة‪ ،‬فيذكر أن‬
‫ما يزيد عن ‪ 60‬ألف جندي من جنوب إفريقيا شاركوا في الحروب األوروبية في المناطق المحلية اإلفريقية‪ِ ،‬‬
‫وض ْعف‬
‫(‪)42‬‬
‫هذا العدد قد تم إدماجه ضمن القوات النظامية البريطانية‪.‬‬

‫كما أن ابتداء من عام ‪ 1916‬اعتمدت بريطانيا على عدد كبير من جنود شمال إفريقيا في تلك الحروب‬
‫المحلية المتفرعة عن الصراعات األوروبية في إفريقيا وجاءت مصر في مقدمة تلك الدول في شمال إفريقيا‪ ،‬ولكن‬

‫‪447‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫لم تكن مشاركة كبيرة كمثلها من المناطق اإلفريقية األخرى‪ ،‬لكونها كانت تشهد معارك بين بريطانيا المستعمر‬
‫(‪)43‬‬
‫والمسيطر الجديد على الدولة المصرية‪ ،‬وبين قوى المحور ألمانيا والدولة العثمانية المستعمر القديم لمصر‪.‬‬

‫إن بريطانيا اعتمدت على الجنود القادمين من الهند البريطانية في الصراعات الواقعة في المناطق األوروبية‪،‬‬
‫وكما ذكرنا أن األفارقة قد لعبوا دو ار محوريًّا في احتواء األلمان في إفريقيا‪ ،‬فيذكر أن في عام ‪ 1918‬ومع مقدمات‬
‫انتهاء الحرب العالمية األولى كان الجيش البريطاني االستعماري في شرق إفريقيا في معظمه كان يتكون ويتألف‬
‫من جنود أفارقة‪ ،‬فضال عن الفيلق األفريقي من الشرق المشاركين في الجبهات البريطانية في تلك الفترة‪ ،‬إذ في‬
‫البداية حاولت بريطانيا عدم إدخال الجنود األفارقة في الحرب بجانب الجنود البيض‪ ،‬إال أنه في السنوات األخيرة‪،‬‬
‫ومع تعرض بريطانيا‪ ،‬ودول الحلفاء عموما لخسائر فادحة‪ ،‬استدعت األفارقة ليتواجدوا تحت نطاق "عمال خلف‬
‫(‪)44‬‬
‫خطوط الجبهات " ‪ ،"Carrier Corps‬فوصل عدد فيلق الشرق اإلفريقي آنذاك إلى ‪ 180‬ألف إفريقي‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمناطق جنوب إفريقيا والتي بلغت ذروة التواجد البريطاني االستعماري ما قبل اندالع الحروب‬
‫العالمية‪ ،‬فقد تم إرسال ما يزيد عن ‪ 60‬ألف عامل‪ ،‬وتم استخدام ما يزيد عن ‪ 25‬ألف عامل مجند في الفرق‬
‫المحلية الجنوب إفريقية والتي ساعدت القوات في الجبهات الغربية منذ عام ‪ ،1916‬وفي هذا تذكر المصادر‬
‫كبير من‬
‫ا‬ ‫األوروبية‪ ،‬وأن عددا‬ ‫والدراسات التاريخية أن ما يزيد عن ‪ 4‬ماليين من غير البيض ماتوا في الجيو‬
‫كبير من األفارقة‬
‫عدد ٌ‬‫هؤالء كانوا قادمين من بالد الهند تحت سلطة القوات البريطانية‪ ،‬وبالرغم من ذلك مات ٌ‬
‫)‪(45‬‬
‫كعمال في المناطق األوروبية وكمقاتلين في الصراعات الدولية في المناطق المحلية في إفريقيا‪.‬‬

‫وفي نهايات الحرب العالمية األولى وعلى وجه الدقة منذ شهر يوليو لعام ‪ 1919‬بدأت تظهر حركات‬
‫مقاومة االستعمار سواء من ِقبل األفارقة في األراضي األفريقية‪ ،‬أو من ِقبل العمال األفارقة في بريطانيا‪ ،‬مما أدى‬
‫(‪)46‬‬
‫إلى جالء عدد كبير من العمال السود من المصانع البريطانية‪.‬‬

‫مشاركة جنود المستعمرات األلمانية‪ :‬جاءت ألمانيا في أواخر الدول والقوى االستعمارية التي استخدمت‬
‫الجنود األفارقة كفرق مساعدة في الحرب العالمية األولى‪ ،‬إذ رفضت ألمانيا في البداية اتباع سياسة إدماج السود‬
‫في حروبها مع األوروبيين اعتمادا على النزعة العنصرية النازية التي كانت تنتهجها ألمانيا‪ .‬أما في عالقتها مع‬
‫القوى األوروبية في تلك الفترة أو مع الدول المستعمرة األخرى‪ ،‬فضال عن اتباعها سياسة دعائية تنال من استخدام‬
‫(‪)47‬‬
‫‪ ،‬ولكن في خضم المعارك وشدتها بداية منذ عام‬ ‫قوات دول الحلفاء للجنود في األفارقة في الحروب العالمية‪.‬‬
‫‪ ،1916‬ومع تعرض األلمان لخسائر فادحة في المعدات العسكرية واألعداد البشرية استدعت الحاجة إلى االستفادة‬
‫من القوى البشرية لمناطق االستعمار األلماني في إفريقيا في الحرب العالمية األولى‪ ،‬وخصوصا في الصراعات‬

‫‪448‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫المحلية في مناطق المستعمرات المجاورة لمثيلتها من دول الحلفاء‪ ،‬ونظ ار لعدم وجود إحصائيات مادية في هذا‬
‫الشأن فنعتمد على بعض الروايات الشفوية لألفارقة‪ ،‬فتذكر تلك الروايات أن الجيش األلماني االستعماري في‬
‫مستعمرة ألمانية جنوب غرب تنزانيا كان يتألف معظمه من الجنود األفارقة ليحارب بذلك دول الجيش االستعماري‬
‫لدول الحلفاء‪ ،‬وكما تشير الوثائق المادية فإن عدد الجنود األفارقة وصل في هذه الوحدات إلى ما يزيد عن ‪ 12‬ألف‬
‫(‪)48‬‬
‫إفريقي‪ ،‬وذلك في عام ‪.1916‬‬

‫وفي مستعمرة الكاميرون األلمانية كانت القوات اإلفريقية تتألف مما يزيد عن ‪ 3‬آالف جندي إفريقي‪ ،‬قتل‬
‫معظمهم جراء الحروب التي اندلعت بين القوات األلمانية والبريطانية‪ ،‬وتقهقر األلمان في مواضع عدة‪ ،‬وفي مناطق‬
‫مستعمرة جنوب غرب إفريقيا األلمانية وصل عدد الجنود المشاركين من أبناء المستعمرات ما يزيد عن ‪ 7‬آالف‬
‫إفريقي‪ ،‬وفي ظل تواجد االستعمار البريطاني لجنوب إفريقيا‪ ،‬ووجود عالقات سياسية وطيدة بين ألمانيا والقادة‬
‫الجنوبيين‪ ،‬استفادت ألمانيا من تلك األوضاع فتم إرسال قوات جنوب إفريقية لتساعد ألمانيا تحت قيادة "البويري"‪،‬‬
‫وصل عدد تلك القوات إلى ما يزيد عن ‪ 12‬ألف جندي‪ ،‬وتسببت الحمالت العسكرية بين القوات األوروبية في‬
‫منطقة شمال إفريقيا بمقتل ما يزيد عن ‪ 300‬ألف من السكان األفارقة فضال عن انتشار المجاعات‪ ،‬واألمراض‬
‫(‪)49‬‬
‫المعدية المزمنة‪ ،‬وبنهاية تلك الحملة انتهى بذلك الوجود األلماني في مناطق الشرق إفريقية‪.‬‬

‫مشاركة جنود مستعمرات الكونغو البلجيكية‪ :‬بعد خسارة ألمانيا لمستعمراتها في الكاميرون منذ عام ‪،1916‬‬
‫تحولت وتركزت ساحات معارك الحرب العالمية األولى في إفريقيا إلى مناطق شرق إفريقيا‪ ،‬إذ قامت كل من بلجيكا‬
‫وبريطانيا بتعبئة القوات لالستعداد لهجوم مكثف لمستعمرات ألمانية في شرق إفريقيا وترتب على ذلك تجنيد ما يزيد‬
‫عن ‪ 250‬ألف إفريقي كجنود أو حمالين للمعدات ومساعدين‪ ،‬وكانت تسمى هذه الحملة العسكرية بالقوة العامة‬
‫االستعمارية للكونغو البلجيكية‪ ،‬فلعبت دو ار محوريًّا واستراتيجيًّا في تغيير خارطة القتال بين القوات األلمانية وبين‬
‫قوات دول الحلفاء‪ ،‬وكما يذكر أن معظم هؤالء قد أجبروا على هذه األعمال‪ ،‬ومات عدد كثير منهم عقب وصولهم‬
‫إلى مناطق النزاع‪ ،‬وذلك بسبب الظروف الصحية السيئة التي تعرض لها هؤالء‪ ،‬ونظ ار لصعوبة الوظائف المخولة‬
‫إليهم‪ ،‬إذ اعتمدت القوات البلجيكية األم على هؤالء في حمل معدات ثقيلة أدت إلى تعرض األفارقة إلى كوراث‬
‫صحية‪ .‬وانتهجت القوات البلجيكية سياسة عنيفة تجاه السكان المحليين‪ ،‬فانتشرت أعمال السرقة والنهب واالغتصاب‬
‫(‪)50‬‬
‫في تلك الفترة وفي خضم المعارك‪.‬‬

‫وفي أثناء المعارك وفي ظل ازدهار عمليات التجنيد اإلفريقي من ِقبل قوات الحلفاء حاولت إيطاليا اتباع‬
‫نفس هذه السياسات ففي شهر أغسطس من عام ‪ 1915‬حاولت نشر قوات إفريقية في أوروبا فتم شحن ما يزيد عن‬

‫‪449‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ 2700‬جندي من الليبيين‪ ،‬فترتب على ذلك حدوث كارثة إنسانية إذ مات معظمهم من الظروف السيئة‪ ،‬ولم يتمكنوا‬
‫بذلك من الدخول إلى خطوط المواجهة‪ ،‬ففشلت معظم خطط اإليطاليين في ذات الشأن‪ ،‬وتم إعادة الجنود الليبيين‬
‫(‪)51‬‬
‫اآلخرين إلى وطنهم األم ال سيما هؤالء الذين كانوا مخصصين إلرسالهم إلى مناطق جبال األلب‪.‬‬

‫خالصة لألوضاع اإلفريقية في ثنايا الحرب العالمية األولى فإن إفريقيا عموما تعرضت إلى خسائر فادحة‬
‫في األرواح ما بين مقاتلين إلى مدنين عاملين‪ ،‬إذ في الفترة بين عامي ‪ 1918-1914‬قتل ما يزيد عن ‪ 250‬ألف‬
‫مقاتل وناقل للمعدات من األفارقة‪ ،‬بينما قتل ما يزيد عن ‪ 750‬ألفا من المدنيين‪ ،‬وينظر إلى هذه النسبة في وقتها‬
‫بأن إفريقيا خسرت ما يعادل ‪ 2‬في المائة من عدد السكان‪ ،‬فوصل عدد الوفيات من العمال والجنود في أوروبا إلى‬
‫(‪)52‬‬
‫ما يزيد عن ‪ 70‬ألفا‪ ،‬وأكثر من ‪ 154‬ألفا في مناطق شرق إفريقيا وحدها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المشاركة اإلفريقية في الحرب العالمية الثانية‪:‬‬

‫مشاركة جنود المستعمرات الفرنسية‪ :‬ففي فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية يذكر أن عدد الجنود الذين‬
‫خدموا تحت قيادة الجيش االستعماري الفرنسي في الفترة بين عامي ‪ 1920‬إلى ‪ 1930‬كجنود احتياط وناشطين‬
‫وصل عددهم إلى ‪ 250‬ألف جندي في وحدات تسمى (‪ )tirailleurs sénégalais‬معظمهم من مناطق السنغال‬
‫(‪)53‬‬
‫فمنذ إعالن فرنسا الحرب على ألمانيا في سبتمبر من عام ‪1939‬؛ تم تعبئة القوات من مناطق جنوب‬ ‫اإلفريقية‪.‬‬
‫(‪)54‬‬
‫إضافة بالطبع إلى وجود إعداد هائلة من جنود المستعمرات الفرنسية‬ ‫غرب‪ ،‬ووسط إفريقيا المستعمرة من فرنسا‪.‬‬
‫من مناطق شمال إفريقيا‪ ،‬ولكن مع تسارع وتيرة الصراعات في خضم سنوات ‪ 1945-1939‬تعد ثمة سنوات مراحل‬
‫الطوارئ‪ ،‬والتي ازدهرت فيها عمليات استخدام الجنود من األصول اإلفريقية في عمليات القتال في أوروبا وإفريقيا‪.‬‬
‫وتعبر حجم الكارثة وعدد الجنود األفارقة المشاركين تحت قيادة الجيش الفرنسي؛ إنه في عام ‪ 1940‬وفي ظل تفوق‬
‫القوات األلمانية ودخولها لألراضي الفرنسية‪ ،‬وقع ما يزيد عن ‪ 120‬ألف جندي من المستعمرات اإلفريقية كأسرى‬
‫من ِقبل القوات األلمانية‪ ،‬وتم تعيين عدد منهم كعمال في المزارع‪ ،‬والمصانع‪ ،‬والمناجم األلمانية‪ ،‬وفي بناء خطوط‬
‫(‪)55‬‬
‫السكك الحديدية‪ ،‬وتم قتل عدد منهم‪.‬‬

‫ووصل عدد الجنود من الشباب التونسي المشاركين في الحرب العالمية الثانية وتحت قيادة القوات الفرنسية‬
‫إلى ‪ 40‬ألف جندي‪ ،‬أُجبروا على الدخول في ساحات المعارك إمام تلك القوات في مناطق شمال إفريقيا أو بجانب‬
‫(‪)56‬‬
‫القوات الفرنسية في أوروبا‪ ،‬وبلغت ذروة هذه المشاركة من مطلع عام ‪ 1942‬منذ تدهور أوضاع الجيش الفرنسي‪.‬‬

‫‪450‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫كما ساهم األفارقة من األصول الجزائرية في كسب دول الحلفاء للحرب العالمية الثانية في السنوات األخيرة‬
‫النتهائها‪ ،‬وبالرغم من اختالف‪ ،‬وعدم وجود إحصائيات دقيقة فإن المؤشرات العامة تشير إلى أن ما يزيد عن ‪225‬‬
‫ألف جندي من الجزائر انضموا إلى ساحات المعارك جنبا إلى جنب مع قوات الحلفاء ال سيما في مناطق النزاع‬
‫ودفنوا في‬
‫الفرنسية‪ ،‬وكما تشير أيضا تلك اإلحصائيات إلى أن ما يزيد عن ‪ 12‬ألفا من تلك القوات قد لقوا حتفهم‪ُ ،‬‬
‫(‪)57‬‬
‫مقابر أوروبية‪.‬‬

‫مشاركة جنود المستعمرات البريطانية‪ :‬وصل عدد سكان المستعمرات البريطانية في إفريقيا في فترة الحرب‬
‫العالمية إلى حوالي ‪ 31‬مليون نسمة‪ ،‬لذا فإنه كما ذكرنا آنفا فأن بريطانيا كانت ترى أنه على الرغم من صغر‬
‫مساحة أراضيها االستعمارية في إفريقيا مقارنة بتلك الفرنسية‪ ،‬إال أن معظم المستعمرات البريطانية كانت مأهولة‬
‫بالسكان‪ ،‬وفي ظل ذلك ُق ِّدر عدد الجنود الذين تم تجنيدهم من ِقبل البريطانيين من مناطق شرق وغرب وجنوب‬
‫إفريقيا ما يزيد عن نص مليون جندي معظمهم من مناطق شرق إفريقيا؛ شاركوا في سنوات الحرب سواء في أحداث‬
‫المعارك في إفريقيا أو أوروبا‪ ،‬كما تم إرسال ‪ 166‬ألف جندي إلى ساحات القتال لمحاربة اإلمبراطورية اليابانية في‬
‫(‪)58‬‬
‫مناطق بورما‪.‬‬

‫وتشكلت القوات اإلفريقية التابعة تحت القيادة البريطانية من يوليو لعام ‪ 1940‬من مناطق شرق إفريقيا‬
‫وسميت في البداية الفرقة رقم ‪ 1‬إلى أن تغير اسمها إلى الفرقة رقم ‪ 11‬اإلفريقية في الجيش البريطاني‪ ،‬والفرقة‬
‫الثانية اإلفريقية تكونت من وحدات من جنود مناطق كينيا والمناطق المجاروة لها‪ ،‬وهناك فرقتان من مناطق غرب‬
‫إفريقيا الفرقة ‪ 81‬غرب إفريقيا البريطانية‪ ،‬وتم تشكيلها منذ عام ‪ ،1943‬والفرقة رقم ‪ 82‬وشاركت في المعارك في‬
‫بورما في عام ‪ ،1946‬وهناك قوات أخرى من شمال إفريقيا من مصر ولكن ال توجد إحصائيات دقيقة في شأنها‪،‬‬
‫(‪)59‬‬
‫وكما تم تجنيد أعداد كثيرة من الجنود من مناطق جنوب إفريقيا الواقعة تحت االستعمار البريطاني‪.‬‬

‫مشاركة جنود المستعمرات األلمانية‪ :‬يذكر أنه تكونت بعض القوات من األفارقة من المغرب‪ ،‬وتونس‪،‬‬
‫والجزائر تحت ألمانيا الموحدة تسمى (وحدة التدريب الجرمانية العربية) وكانت تضم ‪ 800‬جندي‪ ،‬وكان من المفترض‬
‫أن تنضم إلى القتال بجانب القوات األلمانية في شمال إفريقيا في عام ‪ ،1942‬ولكن تحولت وجهتها إلى القتال في‬
‫(‪)60‬‬
‫جبال القوقاز في عام ‪.1943‬‬

‫ونظ ار لخسارة ألمانيا لكثير من مستعمراتها في إفريقيا بنهاية الحرب العالمية األولى‪ ،‬وأن معظم المستعمرات‬
‫األوروبية في إفريقيا كانت تابعة لدول الحلفاء ومع اتخاذ ألمانيا بعضا من سياسة عدم إدخال قوات إفريقية من ذوي‬
‫البشرة السمراء ضمن نطاق القوات األلمانية؛ لم تشهد هذه الفترة وجودا مكثفا لجنود أفارقة يحاربون بجانب القوات‬

‫‪451‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫األلمانية يمكن إدراكه في اإلحصائيات والتقارير‪ ،‬ولكن بلغت ذروة االستخدام اإلفريقي تحت القيادة األلمانية منذ‬
‫عام ‪ 1940‬بعد أن قامت ألمانيا بأسر عدد كبير من األفارقة في فرنسا‪ ،‬وإدماجهم في الصناعات األلمانية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أثر المشاركة اإلفريقية في الحربين العالميتين‪:‬‬

‫هناك شقان للمشاركة اإلفريقية في الحربين العالميتين‪ ،‬فتشير الوقائع إلى أن الجندي اإلفريقي عندما كان‬
‫يحارب كان يقف على قدم وساق بالتساوي إلى حد ما مع الجندي األوروبي‪ -‬على الرغم من االمتيازات المعنوية‬
‫والمادية التي كان يحصل عليها المقاتل األوروبي خالفا عن تلك للجندي اإلفريقي‪-‬مما أدى إلى تنامي شعور‬
‫بإعالء الذات والفخر ال سيما بعد رؤية هؤالء للجنود البيض وهم يقاتلون بعضهم البعض مما ساهم في زيادة النزعة‬
‫الفردية والجماعية والتي تتمثل في القدرة على مناهضة سياسيات األوروبيين تجاه األفارقة‪ ،‬واالعتراض عليها‪،‬‬
‫فساهم بعض الجنود العائدين من ساحات المعارك إلى بلورة حركات سياسية وعسكرية مقاومة لالحتالل خصوصا‬
‫(‪)61‬‬
‫بعد اكتسابهم الخبرات اإلستراتيجية والتدريبية القتالية‪ ،‬وكيفية استخدام المعدات واألدوات الحربية‪.‬‬

‫كما أن انفتاح األفارقة على الثقافة األوروبية جعلهم ينحون النزاعات األهلية والقبلية جانبا وينصب اهتمامهم‬
‫نحو مناهضة االحتالل واالستعمار‪ ،‬وبطبيعة الحال فانتشار األيديولوجيات القومية في أوروبا في تلك الفترة انتقل‬
‫عفويًّا إلى إفريقيا‪ ،‬ولعبت السياسيات األوروبية المخالفة‪ ،‬ونقض وعودهم بمنح األفارقة‪-‬وخاصة من قبل دول‬
‫الحلفاء‪-‬االستقالل بعد مشاركة وتعاون الجنود األفارقة في الحروب وانتصار الحلفاء‪ ،‬ولكن بانتهاء الحرب العالمية‬
‫األولى والثانية لم تنفذ تلك الدول وعودها‪ ،‬ولم تحصل مناطق إفريقيا على االستقالل رغم ما بذلت من جهود‬
‫مضنية‪ ،‬وفقدت على أثرها الماليين من القتلى والمشردين والمصابين‪ ،‬وخسرت مثلها من الموارد الطبيعية‪ ،‬مما أدى‬
‫إلى نشوء االتحادات اإلفريقية بواسطة الساسة والزعماء والمفكرين ارتكا از على تحقيق أهداف مشتركة أال وهي‬
‫(‪)62‬‬
‫الحصول على االستقالل‪ ،‬وجالء االستعمار‪.‬‬

‫ويذكر أنه بداية من أواخر عام ‪ 1959‬نجد ما يقارب من عشر دول تحصل على استقاللها في مقدمتها‬
‫مصر وليبيا والسودان والمغرب‪ ،‬وجاء العام التالي ليطلق عليه عام إفريقيا كتتويج لحصول معظم المناطق المستعمرة‬
‫األخرى على االستقالل‪ ،‬ولم يبق إال بعض المناطق القليلة حصلت على االستقالل في سنوات متباعدة‪.‬‬

‫ويجدر بنا اإلشارة إلى أنه على الرغم من اتحاد األفارقة على قلب رجل لمناهضة االستعمار‪ ،‬إال أنه ظهرت‬
‫مشكالت سياسية لم تتخلص منها بعض المناطق اإلفريقية نتيجة عن السياسات االستعمارية‪ ،‬وفي خضم الحربين‬
‫العالميتين‪ ،‬والتي تمثلت في تقسيم الدول اإلفريقية إلى دويالت ودويالت فتشابكت وذابت الحدود‪ ،‬ومن هنا ظهرت‬

‫‪452‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫سلسلة من النزاعات اإلفريقية المحلية الحربية منها والسياسية‪ ،‬بسبب المشكالت الحدودية بين الدول اإلفريقية فيما‬
‫بعد االستعمار‪ ،‬فوجدت مناطق حدودية بين دول ومستعمرات سابقة يتشارك مواطنوها نفس العادات واللغات‪ ،‬فإن‬
‫الحدود المصطنعة التي فرضت على المجتمع اإلفريقي بداية من إبرام معاهدة برلين‪ ،‬وأحداث الحرب العالمية األولى‬
‫(‪)63‬‬
‫وصوال للحرب العالمية الثانية أدت إلى استفحال تلك المشكلة بين الشعوب اإلفريقية‪.‬‬

‫كما وجدت آثار سليبة بصفة مباشرة وهي تناقص أعداد الجنود من الفئات البشرية العمرية المهمة للمجتمع‬
‫اإلفريقي‪ ،‬إضافة إلى حاالت التدهور الصحي التي تعرض لها الجنود أثناء عمليات النقل الجماعي‪ ،‬والظروف‬
‫البيئية والمناخية المختلفة بين إفريقيا وأوروبا‪ ،‬والتي ساهمت في تزايد عدد القتلى األفارقة‪ ،‬فضال عن عدد القتلى‬
‫الذين قتلوا داخل ساحات المعارك في أقطار القارة اإلفريقية‪ ،‬فتشير الدراسات إلى أن ما يزيد عن مليون إفريقي‬
‫قتلوا من مناطق شرق إفريقيا فقط‪ ،‬وأن من ضمن هؤالء المشاركين في الحروب‪ ،‬ونظ ار للتقسيم المصطنع للحدود‬
‫اإلفريقية فقد أجبر بعض الجنود على محاربة عائالتهم في ساحات المعارك‪ ،)64(.‬ويذكر أن أعدادا كبيرة من الجنود‬
‫المشاركين قد ماتوا في عمليات النقل‪ ،‬ففي شهر أغسطس من عام ‪ ،1915‬قتل ما يزيد عن ‪ 2700‬جندي قادمين‬
‫من ليبيا تم إرسالهم إلى صقلية‪ ،‬ويرجع سبب وفاتهم إلى اإلصابة بااللتهاب الرئوي الحاد فور وصولهم‪ ،‬وهذا إن‬
‫دل إنما يدل على سوء المعاملة‪ ،‬وعدم االهتمام بهؤالء من ِقبل األوروبيين‪ ،‬وعدم األخذ في الحسبان اختالف‬
‫(‪)65‬‬
‫الظروف المناخية بين القارة األوروبية واإلفريقية‪.‬‬

‫ونظ ار العتماد أوروبا على سياسات التجنيد اإلجباري وفي الوقت نفسه عمليات المقاومة التي كانت تتعرض‬
‫لها بعض الدول األوروبية وخاصة فرنسا‪ ،‬فقد تم انتخاب األفارقة في البرلمان الفرنسي في عام ‪ 1914‬وجاء‬
‫(‪)66‬‬
‫"‪ "Diagne‬أول رجل من أصول إفريقية في البرلمان الفرنسي‪.‬‬

‫وتكشف التقارير الرسمية الصادرة من أجهزة األمم المتحدة حجم الكارثة التي تعرضت لها إفريقيا إبان‬
‫الحربين العالميتين وخاصة األول ى منها‪ ،‬فيقدر عدد القتلى من الجنود وحاملي المعدات األفارقة في أوروبا إلى ما‬
‫(‪)67‬‬
‫يزيد عن ‪ 150‬ألف إنسان‪ ،‬قتلوا في سنوات الحرب‪.‬‬

‫لذا فإن المشاركة اإلفريقية في الحربين العالميتين؛ كان لها أثر بالغ في الشخصية اإلفريقية‪ ،‬ودور واضح‬
‫في كسب دول الحلفاء للحرب على حساب دول المحور‪ ،‬إذ إنه بالنظر إلى ما سبق نجد أنه تركزت أعمال االستخدام‬
‫حيويا في انتصار تلك الدول وفي‬
‫ًّ‬ ‫العسكري اإلفريقي من قبل دول الحلفاء فرنسا وبريطانيا‪ ،‬ويمثل ذلك عنص ار‬
‫تحجيم ألمانيا ومستعمراتها في مناطق إفريقيا في الفترة األولى من الحروب العالمية‪ ،‬أما في الثانية فلعبت الجيو‬
‫اتيجيا في تغيير موازين قوى دول الحلفاء‪ ،‬فبعد أن‬
‫اإلفريقية كالتونسية والجزائرية والمغربية والمصرية دو ار استر ًّ‬

‫‪453‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫وصلت قوات المحور لداخل األراضي الفرنسية منذ مطلع عام ‪ ،1940‬وبفضل السياسات المتسارعة من قبل دول‬
‫الحلفاء والتي تتلخص بضرورة استخدام جنود شمال إفريقيا‪-‬وبالطبع بفضل تدخالت قوى أخرى كتدخل الواليات‬
‫المتحدة األمريكية في تلك الحرب‪ -‬تمكنت فرنسا من رد هذه القوات والتحرر‪ ،‬وفك حصار القوات األلمانية لبريطانيا‪،‬‬
‫إضافة إل ى التصدي إلى القوات األلمانية في مناطق شمال إفريقيا التي شهدت معارك ضارية في منطقة العالمين‬
‫بمصر‪ ،‬وطبرق في ليببا‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫تعرضنا إلى مرتكزات المشاركة العسكرية اإلفريقية في الحروب العالمية سواء تلك اإلجبارية أو الطواعية‪،‬‬
‫وتأثر إفريقيا بتلك المشاركة على وجه خاص في الحروب‪ ،‬وعلى الدول اإلفريقية ككل بوجه عام‪ ،‬ولقد شملت هذه‬
‫اآلثار الجوانب السياسية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واإلنسانية‪ ،‬وتأسيسا على ذلك يمكننا في نهاية هذا العرض‬
‫الوصول إلى أهم االستنتاجات‪:‬‬

‫‪ -‬ندرة المصادر العربية التي تتعرض للمشاركة اإلفريقية تحت إمرة السلطات االستعمارية في تلك الحروب‬
‫سواء من قبل دول الحلفاء أو المحور‪ ،‬ولذا يتضح جليًّا أننا ارتكزنا واعتمدنا على المصادر واألدبيات‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬على الرغم من أهمية الدور الحيوي واالستراتيجي للجنود والعمال األفارقة في ساحات المعارك‪ ،‬والعمليات‬
‫اإلنتاجية الصناعية والحربية‪ ،‬إال أنه ال يوجد اهتمام عالمي وإقليمي في ذات الشأن‪.‬‬
‫‪ -‬لعبت سياسة التجنيد اإلجباري التي مارستها دول الحلفاء على الشعوب اإلفريقية دو ار في إدماج الجنود‬
‫األفارقة في الحروب العالمية‪ ،‬وذلك بداية من عام ‪ ،1912‬وترتب على ذلك نقص شديد للفئات العمرية‬
‫الشبابية اإلفريقية‪.‬‬
‫‪ -‬ساهم الجنود األفارقة في كسب دول الحلفاء للحرب العالمية‪ ،‬وال سيما الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وأيضا‬
‫ساهمت في تحجيم قوى دول المحور االستعمارية في الحرب العالمية األولى‪.‬‬
‫‪ -‬أدت المشاركة اإلفريقية إلى بلورة عملية التأثير الثقافي‪ ،‬إذ إن الجنود األفارقة العائدين إلى وطنهم ساهموا‬
‫في نشر األفكار القومية في بالدهم بحكم انتشارها في أوروبا في تلك الفترة‪ ،‬مما أدى في النهاية إلى‬
‫حصول دول إفريقية عديدة على االستقالل‪ .‬إلى أن جاء عام ‪ 1960‬ليسمى بعام إفريقيا لحصول الكثير‬
‫من الدول اإلفريقية على االستقالل بفضل حركات المقاومة سواء العسكرية أو السياسية‪.‬‬

‫الهوامش‬

‫‪454‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ )1(1‬زاهر رياض‪ ،‬استعمار إفريقيا‪ ،‬الدار القومية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1965 ،‬ص ‪.57 ،11،5‬‬
‫(‪ )2‬حسن سيد سليمان‪ ،‬ظاهرة االستعمار في إفريقيا والعالم العربي‪ ،32 ،‬دراسات إفريقيا‪ ،‬المركز اإلسالمي اإلفريقي بالخرطوم‪ ،‬السودان‪ ،1986 ،‬ص ‪.60‬‬
‫(‪ )3‬شوقي عطاَّلل الجمل‪ ،‬عبد هللا عبد الرزاق‪ ،‬تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الزهراء للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،2002 ،‬ص ‪.35‬‬
‫(‪ )4‬شوقي الجمل‪ ،‬عبد هللا عبد الرزاق إبراهيم‪ ،‬تاريخ أوروبا من النهضة حتى الحرب الباردة‪ ،‬المكتب المصري للتوزيع والمطبوعات‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص‬
‫‪.194-192‬‬
‫(‪ )5‬شوقي عطاَّلل الجمل‪ ،‬تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.335‬‬
‫(‪ )6‬مصطفى علي هويدي‪ ،‬نظرة إلى االستعمار الحديث‪ ،‬ع‪ ،12‬مجلة كليات التربية‪ ،‬ليبيا‪ ،2018 ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ )7‬صالح هريدي‪ ،‬تاريخ أوروبا الحديث والمعاصر (‪ ،)1914-1789‬دار الوفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص ‪.130-128‬‬
‫(‪ )8‬محمد علي القوزي‪ ،‬تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2006 ،‬ص ‪.116-114‬‬
‫(‪ )9‬محمد عاشور مهدي‪ ،‬التحوالت السياسية في القارة اإلفريقية وتأثيراتها السلبية‪ ،‬ع‪ ،13‬مجلة قراءات إفريقية‪ ،‬مصر‪ ،2012 ،‬ص ‪.5-1‬‬
‫(‪ )10‬ألبير أدوا بواهن‪ ،‬تاريخ إفريقيا العام‪ :‬إفريقيا في ظل السيطرة االستعمارية (‪ ،)1935-1180‬المطبعة الكاثوليكية‪ ،‬لبنان‪ ،1990 ،‬ص ‪.53‬‬
‫(‪ )11‬صالح الدين حافظ‪ ،‬صراع القوى العظمى حول القرن اإلفريقي‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،1982 ،‬ص ‪.45‬‬
‫)‪.George padmare, ,Panafricanisme Ou Communisme ?La Prochaine Lutte Pour l’Afrique , 1960, p291 (12‬‬
‫(‪ )13‬جالل يحيى‪ ،‬تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص ‪.485‬‬
‫(‪ )14‬هيلين دالميدا‪ ،‬إفريقيا في القرن العشرين‪ ،‬تعريب‪ :‬صباح ممدوح كعدان‪ ،‬الهيئة العامة السورية للكتاب‪ ،‬سورية‪ ،2013 ،‬ص ‪.44-43‬‬
‫‪15‬‬
‫‪( ) H.M Stationery office, German colonization, no 42, London, 1920, P 138-139-140.‬‬
‫(‪ )16‬المصدر‪:‬‬
‫‪Colonial Presence in Africa, facinghistory and resource, Available in: https://bit.ly/2ruw9Yn‬‬
‫‪(17) A. D. Roberts, The Earlier Historiography of Colonial Africa, Vol. 5, Cambridge University Press, 1978, pp.‬‬
‫‪153-167.‬‬
‫(‪ )18‬المصدر‪:‬‬
‫‪Political Map of Africa, 1920, Available in: https://bit.ly/3569Pmf‬‬
‫‪Historical Maps of Africa, After 1920, Available in: https://bit.ly/340EOPy‬‬
‫(‪ )19‬عبد الرؤوف سنو‪ ،‬القومية األلمانية وتجلياتها الوحدوية والعنصرية اإلمبريالية ‪ ،1990-1806‬العروبة والقرن الحادي والعشرين‪ ،‬بيروت‪،2009 ،‬‬
‫ص ‪.14 ،11 ،10‬‬
‫(‪ )20‬عابد س يان‪ ،‬مؤتمر برلين الثاني (‪ )1885-1884‬وانعكاساته على القارة اإلفريقية‪ ،‬ع‪ ،6‬مجلة الدراسات اإلفريقية‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )21‬محمد حسنين هيكل‪ ،‬باب مصر إلى القرن الواحد والعشرين‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الشروق‪ ،‬مصر‪ ،1995 ،‬ص‪.7‬‬
‫(‪ )22‬نيل م‪.‬هايمان‪ ،‬الحرب العالمية األولى‪ ،‬ترجمة‪ :‬حسن عويضة‪ ،‬ط‪ ، 1‬هئية أبوظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،2012 ،‬ص ‪.20-17‬‬
‫(‪ )23‬عصام عبد الفتاح‪ ،‬أطلس الحربين‪ :‬األرض والحرب والسالم‪ ،‬ط‪ ،1‬شركة الشريف للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2015 ،‬ص ‪.47-40‬‬
‫(‪ )24‬ريهبوك تنبونر‪ ،‬جنوب غرب أفريقيا األلمانية‪ ،‬مقتطف من ‪ ،Deutsch-Südwest-Afrika‬ألمانيا‪ ،1898 ،‬متاح على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪. https://bit.ly/36maOin‬‬
‫(‪ )25‬الحسيني الحسيني معدي‪،‬موسوعة الحرب العالمية األولى والثانية‪،‬دار الحرم للتراث‪ ،‬مصر‪،2011 ،‬ص ‪28-23‬‬
‫(‪ )26‬عز الدين زيدي‪ ،‬نزول قوات الحلفاء وأثره على منطقة شمال إفريقيا‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر(غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الجياللي‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.186-183‬‬
‫(‪ )27‬هدى بنت محمد عبده أحمد عثمان‪ ،‬التنافس االستعماري بين بريطانيا وإيطاليا ‪ ،1945-1935‬أطروحة لنيل الدكتوراه (غير منشورة) في التاريخ‬
‫الحديث والمعاصر‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬السعودية‪ ،2005 ،‬ص ‪.380-368‬‬
‫(‪ )28‬انظر‪ :‬موسوعة مقاتل‪ ،‬مسارح عمليات شمال إفري قيا في الحرب العالمية الثانية‪ ،‬متاح على الرابط التالي‪. https://bit.ly/2E1X3JO :‬‬
‫(‪ )29‬عبد القادر بلجة‪ ،‬مسألة تجنيد الجزائريين في الجيش الفرنسي‪ ،‬وانعكاساتها على المجتمع الجزائري ‪ ،1945-1907‬أطروحة لنيل الدكتوراه (غير‬
‫منشو رة في التاريخ الحديث والمعاصر)‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جماعة جياللي ليابس‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص أ‪-‬ح‪.‬‬
‫‪(30) Harmeet S. Sandhu, British Raj: The Legacy of Colonialism in India, Vol 3, Iss 1, Article 6, 2014.‬‬
‫‪(31) Reports: World War I: The 'Black Army' that marched in from Africa , DW Made for minds, 10/11/2018,‬‬
‫‪Available in: https://bit.ly/2LB9Y9R‬‬

‫‪455‬‬
2020 ‫كانون الثاني‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ 1 ‫ المجلد‬46 ‫العدد‬

(32) Reports: Nearly 2 million Africans were pulled into World War I, their reward was even more colonization, by:
Jackie Bischof, 28/6/2018, Available in: https://bit.ly/36gSlUp
،2017 ،‫ العراق‬،"‫ مجلة جامعة جيهان"أربيل العلمية‬،2‫ ع‬،1‫ مج‬،‫العثمانية‬-‫ والعالقات الروسية‬1856-1853 ‫ حرب القرم‬،‫) جاوان حسين يض هللا‬33(
.98-88 ‫ص‬
‫ سبتمبر‬،‫ الجزائر‬،‫ مجلة الحوار المتوسطي‬،2‫ ع‬،9‫ مج‬،‫ دراسة في ظروف وموقف الجزائريين منه‬،1912 ‫ قانون التجنيد اإلجباري‬،‫) حميد آيت حبوش‬34(
.281-278 ‫ ص‬،2018
(35) hristian Koller, “The Recruitment of Colonial Troops in Africa and Asia and their Deployment in Europe during
the First World War,” Immigrants & Minorities, Vol 26, Nos 1/2, March 2008, P 112.
(36) Raymond: Au service de la France. Neuf années de souvenirs, volume 10, Paris 1933, pp. 14-15; Watson, David
Robin: Georges Clemenceau: A Political Biography, Plymouth 1974, p. 307.
(37) e.g. Höpp, Gerhard: Die Privilegien der Verlierer. Über Status und Schicksal muslimischer Kriegsgefangener
und Deserteure in Deutschland während des Ersten Weltkrieges und in der Zwischenweltkriegszeit, in: Höpp,
Gerhard (ed.): Fremde Erfahrungen. Asiaten und Afrikaner in Deutschland, Österreich und in der Schweiz
bis 1945, Berlin 1996, pp. 185-210; Müller, Herbert Landolin: Islam, ğihad ("Heiliger Krieg") und Deutsches
Reich, Frankfurt am Main 1991, pp. 267-298.
(38) Joe Harris: Memoirs of the Maelstrom. A Senegalese Oral History of the First World War, Portsmouth et al.
1999, pp. 140-147.
(39) hristian Koller, “The Recruitment of Colonial Troops in Africa and Asia and their Deployment in Europe during
the First World War, Op. cit, p 113.
(40) hristian Koller, “The Recruitment of Colonial Troops in Africa and Asia and their Deployment in Europe during
the First World War, Op. cit, p 115-116.
(41) Horne, The Price of Glory, 100 –101; Goldstein, Libe´ration ou annexion, 176–7; Crowder, ‘The 1914 –1918
European War and West Africa’, 494.
(42) Reports: How Black Soldiers Helped Britain in First World War, Stephen Bourne, 10/11/2019, Available in:
https://bit.ly/2RzWGOq
.25-19‫ ص‬،2009 ،‫ مصر‬،‫ القاهرة‬،‫ دار الشروق‬،‫ مصر في الحرب العالمية األولى‬،‫) لطيفة محمد سالم‬43(
44
( ) Reports: The Commonwealth and the First World War, Available in: https://bit.ly/36mKHrP .
(45) Talat Ahmed, The British Empire and the First World War: the colonial experience, Iss 152, International
Socialism journal, October 2016.
(46) Reports: Black servicemen: Unsung heroes of the First World War, the history press, Available in:
https://bit.ly/38oEwp6 .
:‫ متاح على‬،2014/8/3 ‫ بتاريخ‬،‫ دور جنود أبناء المستعمرات في الحرب العالمية األولى‬:‫) تقارير‬47(https://bit.ly/2LGAVJ2
(48) Reports: The African soldiers dragged into Europe's war, BBC Magazine, 3/5/2015, Available in:
https://bbc.in/2rAAJ7t
،‫ الجزائر‬،‫ مجلة الدراسات اإلفريقية‬،6‫ ع‬،)1918-1914( ‫ الحملة العسكرية في شرق إفريقيا إبان الحرب العالمية األولى‬،‫) بوسليماني عبد الرحمان‬49(
.12-10 ‫ ص‬،2018
50
( ) Michael Pesek , Force Publique, Humboldt-Universität zu Berlin, Version 1.0, May 2017& Violent
Intermediaries: African Soldiers, Conquest, and Everyday Colonialism in German East Africa, 2014.
(51) Christian Koller, Colonial Military Participation in Europe (Africa), October 2014, Available in:
https://bit.ly/359lEZ9 .
52
( ) Joe Harris Lunn, War Losses (Africa), 22/6/2015, Available in: https://bit.ly/38yX06m .
(53) Marc Michel, “L’Armée colonial en Afrique Occidentale Française,” in L’Afrique Occidentale au temps des
Français Paris: Éditions La Découverte, 1992, 73.
(54) Myron Echenberg, Colonial Conscripts: The Tirailleurs Sénégalais in French West Africa, 1857-1960
Portsmouth: Heinemann, 1991, 88.
(55) Reports: What happened to the French army after Dunkirk, 20/4/2017, Available in: https://bit.ly/2PubGeh .

& Raffaele Scheck, French colonial soldiers in German captivity during World War II, Cambridge University Press,
2014, p 336.
‫ أطروحة لنيل الماجســــتير في التاريخ المعاصــــر‬،‫ دور منطقة شــــمال إفريقيا في تغيير موازين القوى أثناء الحرب العالمية الثانية‬،‫) عياشــــي عبد الكريم‬56(
.50 ‫ ص‬،2014 ،‫ الجزائر‬،‫ جامعة الوادي‬،‫ كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬،)‫والحديث (غير منشورة‬

456
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫(‪ )57‬جمال خراشي‪ ،‬عبد السالم عزيزي‪ ،‬االستعمار وسياسية االستيعاب في الجزائر ‪ ،1962-1830‬دار القصبة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.387‬‬
‫‪58‬‬
‫‪( ) Marika Sherwood, Britain, its colonies and WWII, Aug 04, 2016, , Available in: https://bit.ly/2P7PPKF .‬‬
‫‪(59) Priya Pitamber, Remembering Africans’ role in ending World War 2, 14/5/2015,: https://bit.ly/2PAR2ZO .‬‬
‫‪(60) Belkacem Recham.Les musulmans Algériens dans l'armée française 1919:194, l'harmattan, paris, 1996, p 185-‬‬
‫‪186.‬‬
‫(‪ )61‬شوقي عطاَّلل الجمل‪ ،‬تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.336‬‬
‫(‪ )62‬فرغلي على تسن هريدي‪ ،‬تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر‪ ،‬الكشوف‪-‬االستعمار‪-‬االستقالل‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار العلم واإليمان للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،2008 ،‬‬
‫ص ‪.285 ،283 ،288 ،282‬‬
‫(‪ )63‬شوقي عطاَّلل الجمل‪ ،‬تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.370 ،338،339،340‬‬
‫‪64‬‬
‫‪( ) Oswald Masebo, The African soldiers dragged into Europe's war, Reports, BBC News, 3/5/2015, Available in:‬‬
‫‪https://bbc.in/2LEaXpx‬‬
‫‪(65) Hill, The Marcus Garvey and Universal Negro Improvement Association Papers, vol. 9, p 588.‬‬
‫‪(66) hristian Koller, “The Recruitment of Colonial Troops in Africa and Asia and their Deployment in Europe during‬‬
‫‪the First World War, Op. cit, p 117.‬‬
‫‪(67) Reports: The First World War and its consequences in Africa, Available in: https://bit.ly/2Ps9yUg‬‬
‫المصادر‬
‫المراجع العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬ألبير أدوا بواهن‪ ،‬تاريخ إفريقيا العام‪ :‬إفريقيا في ظل السيطرة االستعمارية (‪ ،)1935-1180‬المطبعة الكاثوليكية‪ ،‬لبنان‪.1990 ،‬‬

‫‪ .2‬بوسليماني عبد الرحمان‪ ،‬الحملة العسكرية في شرق إفريقيا إبان الحرب العالمية األولى (‪ ،)1918-1914‬ع‪ ،6‬مجلة الدراسات اإلفريقية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2018‬‬

‫‪ .3‬جالل يحيى‪ ،‬تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1999 ،‬‬

‫‪ .4‬جمال خراشي‪ ،‬عبد السالم عزيزي‪ ،‬االستعمار وسياسية االستيعاب في الجزائر ‪ ،1962-1830‬دار القصبة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ .5‬جاوان حسين يض هللا‪ ،‬حرب القرم ‪ 1856-1853‬والعالقات الروسية‪-‬العثمانية‪ ،‬مج‪ ،1‬ع‪ ،2‬مجلة جامعة جيهان "أربيل العلمية"‪ ،‬العراق‪.2017 ،‬‬

‫‪ .6‬حسن سيد سليمان‪ ،‬ظاهرة االستعمار في إفريقيا والعالم العربي‪ ، 32 ،‬دراسات إفريقيا‪ ،‬المركز اإلسالمي اإلفريقي بالخرطوم‪ ،‬السودان‪.1986 ،‬‬

‫‪ .7‬الحسيني الحسيني معدي‪ ،‬موسوعة الحرب العالمية األولى والثانية‪ ،‬دار الحرم للتراث‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬

‫‪ .8‬حميد آيت حبوش‪ ،‬قانون التجنيد اإلجباري ‪ ،1912‬دراسة في ظروف وموقف الجزائريين منه‪ ،‬مج‪ ،9‬ع‪ ، 2‬مجلة الحوار المتوسطي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر‬
‫‪.2018‬‬

‫‪ .9‬زاهر رياض‪ ،‬استعمار إفريقيا‪ ،‬الدار القومية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪1965 ،‬م‪.‬‬

‫‪ .10‬شوقي ال جمل‪ ،‬عبد هللا عبد الرزاق إبراهيم‪ ،‬تاريخ أوروبا من النهضة حتى الحرب الباردة‪ ،‬المكتب المصري للتوزيع والمطبوعات‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬

‫‪ .11‬شوقي عطاَّلل الجمل‪ ،‬عبد هللا عبد الرزاق‪ ،‬تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الزهراء للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪.2002 ،‬‬

‫‪ .12‬صالح الدين حافظ‪ ،‬صراع القوى العظمى حول القرن اإلفريقي‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪.1982 ،‬‬

‫‪ .13‬صالح هريدي‪ ،‬تاريخ أوروبا الحديث والمعاصر (‪ ،)1914-1789‬دار الوفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬

‫‪ .14‬عابد س يان‪ ،‬مؤتمر برلين الثاني (‪ )1885-1884‬وانعكاساته على القارة اإلفريقية‪ ،‬ع‪ ،6‬مجلة الدراسات اإلفريقية‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪ .15‬عبد الرؤوف سنو‪ ،‬القومية األلمانية‪ ،‬وتجلياتها الوحدوية‪ ،‬والعنصرية اإلمبريالية ‪ ،1990-1806‬العروبة والقرن الحادي والعشرين‪ ،‬بيروت‪.2009 ،‬‬

‫‪ .16‬عبد القادر بلجة‪ ،‬مسألة تجنيد الجزائريين في الجيش الفرنسي وانعكاساتها على المجتمع الجزائري ‪ ،1945-1907‬أطروحة لنيل الدكتوراه (غير‬
‫منشورة) في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جماعة جياللي ليباس‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬

‫‪457‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ .17‬عز الدين زيدي‪ ،‬نزول قوات الحلفاء وأثره على منطقة شمال إفريقيا‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر (غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الجياللي‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬

‫‪ .18‬عصام عبد الفتاح‪ ،‬أطلس الحربين‪ :‬األرض والحرب والسالم‪ ،‬ط‪ ،1‬شركة الشريف للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2015 ،‬‬

‫‪ .19‬عياشـــــي عبد الكريم‪ ،‬دور منطقة شـــــمال إفريقيا في تغيير موازين القوى أثناء الحرب العالمية الثانية‪ ،‬أطروحة لنيل الماجســـــتير(غير منشـــــورة)‪،‬كلية‬
‫العلوم االجتماعية واإلنسانية‪،‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫‪ .20‬فرغلي على تسن هريدي‪ ،‬تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر‪ ،‬الكشوف‪-‬االستعمار‪-‬االستقالل‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العلم واإليمان للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬

‫‪ .21‬لطيفة محمد سالم‪ ،‬مصر في الحرب العالمية األولى‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬

‫‪ .22‬محمد حسنين هيكل‪ ،‬باب مصر إلى القرن الواحد والعشرين‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الشروق‪ ،‬مصر‪.1995 ،‬‬

‫‪ .23‬محمد عاشور مهدي‪ ،‬التحوالت السياسية في القارة اإلفريقية وتأثيراتها السلبية‪ ،‬ع‪ ،13‬مجلة قراءات إفريقية‪ ،‬مصر‪.2012 ،‬‬

‫‪ .24‬محمد علي القوزي‪ ،‬تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2006 ،‬‬

‫‪ .25‬مصطفى علي هويدي‪ ،‬نظرة إلى االستعمار الحديث‪ ،‬ع‪ ،12‬مجلة كليات التربية‪ ،‬ليبيا‪.2018 ،‬‬

‫‪ .26‬موسوعة مقاتل‪ ،‬مسارح عمليات شمال في الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫‪ .27‬نيل م‪.‬هايمان‪ ،‬الحرب العالمية األولى‪ ،‬ترجمة‪ :‬حسن عويضة‪ ،‬ط‪ ،1‬هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.2012 ،‬‬

‫‪ .28‬هدى بنت محمد عبده أحمد عثمان‪ ،‬التنافس االستعماري بين بريطانيا وإيطاليا ‪ ، 1945-1935‬أطروحة لنيل الدكتوراه (غير منشورة)‪ ،‬كلية الشريعة‬
‫والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬السعودية‪.2005 ،‬‬

‫‪ .29‬هيلين دالميدا‪ ،‬إفريقيا في القرن العشرين ‪ ،‬تعريب‪ :‬صباح ممدوح كعدان‪ ،‬الهيئة العامة السورية للكتاب‪ ،‬سورية‪.2001 ،‬‬

‫المراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪1. George padmare, Panafricanisme Ou Communisme ?La Prochaine Lutte Pour l’Afrique , 1960.‬‬

‫‪2. H.M Stationery office, German colonization, no 42, London, 1920 .‬‬

‫‪a.‬‬ ‫‪D. Roberts, the Earlier Historiography of Colonial Africa, Vol. 5, Cambridge University Press, 1978 .‬‬
‫‪3.‬‬
‫‪Harmeet S. Sandhu, British Raj: The Legacy of Colonialism in India, Vol 3, Iss 1, Article 6, 2014.‬‬
‫‪4.hristian Koller, “The Recruitment of Colonial Troops in Africa and Asia and their Deployment in Europe during‬‬
‫‪the First World War,” Immigrants & Minorities, Vol 26, Nos 1/2, March, 2008.‬‬
‫‪5. Raymond: Au service de la France. Neuf années de souvenirs, volume 10, Paris 1933, pp. 14-15; Watson, David‬‬
‫‪Robin: Georges Clemenceau: A Political Biography, Plymouth 1974.‬‬

‫‪6. E.g. Höpp, Gerhard: Die Privilegien der Verlierer. Über Status und Schicksal muslimischer Kriegsgefangener‬‬
‫‪und Deserteure in Deutschland während des Ersten Weltkrieges und in der Zwischenweltkriegszeit, in: Höpp,‬‬
‫‪Gerhard (ed.): Fremde Erfahrungen. Asiaten und Afrikaner in Deutschland, Österreich und in der Schweiz bis‬‬
‫‪1945, Berlin 1996, pp. 185-210; Müller, Herbert Landolin: Islam, ğihad ("Heiliger Krieg") und Deutsches‬‬
‫‪Reich, Frankfurt am Main 1991.‬‬

‫‪7. Joe Harris: Memoirs of the Maelstrom. A Senegalese Oral History of the First World War, Portsmouth et al.‬‬
‫‪1999, pp. 140-147.‬‬
‫‪8. Horne, The Price of Glory, 100 –101; Goldstein, Libe´ration ou annexion, 176–7; Crowder, ‘The 1914 –1918‬‬
‫‪European War and West Africa’.‬‬

‫‪458‬‬
2020 ‫كانون الثاني‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ 1 ‫ المجلد‬46 ‫العدد‬

9.
Talat Ahmed, The British Empire and the First World War: the colonial experience, Iss 152, International
Socialism journal, October 2016.

10. Michael Pesek , Force Publique, Humboldt-Universität zu Berlin, Version 1.0, May 2017 .

11. Violent Intermediaries: African Soldiers, Conquest, and Everyday Colonialism in German East Africa, 2014.
12. Marc Michel, “L’Armée colonial en Afrique Occidentale Française,” in L’Afrique Occidentale au temps des
Français Paris: Éditions La Découverte, 1992.
13. Myron Echenberg, Colonial Conscripts: The Tirailleurs Sénégalais in French West Africa, 1857-1960
Portsmouth: Heinemann, 1991.

14. Raffael scheck, French colonial soldiers in German captivity during World War II, Cambridge University Press,
2014.
15. Belkacem Recham.Les musulmans Algériens dans l'armée française 1919:194, l'harmattan, paris, 1996.

16. Hill, the Marcus Garvey and Universal Negro Improvement Association Papers, vol. 9 .

17. hristian Koller, “The Recruitment of Colonial Troops in Africa and Asia and their Deployment in Europe during
the First World War, Op. cit.

:‫ متاح على الرابط التالي‬،1898 ،‫ ألمانيا‬،Deutsch-Südwest-Afrika ‫ مقتطف من‬،‫ جنوب غرب أفريقيا األلمانية‬،‫ريهبوك تنبونر‬.18
https://bit.ly/36maOin

:‫ متاح على‬،2014/8/3 ‫ بتاريخ‬،‫ دور جنود أبناء المستعمرات في الحرب العالمية األولى‬:‫تقارير‬.19

https://bit.ly/2LGAVJ2

20. Reports: The First World War and its consequences in Africa, Available in: https://bit.ly/2Ps9yUg
21. Colonial Presence in Africa, facinghistory and resource, Available in:
Political Map of Africa, 1920, Available in: https://bit.ly/3569Pmf

22. Historical Maps of Africa, After 1920, Available in: https://bit.ly/340EOPy


23.Reports: World War I: The 'Black Army' that marched in from Africa , DW Made for minds, 10/11/2018,
Available in: https://bit.ly/2LB9Y9R
24. Reports: Nearly 2 million Africans were pulled into World War I, their reward was even more colonization, by:
Jackie Bischof, 28/6/2018, Available in: https://bit.ly/36gSlUp
25. Reports: How Black Soldiers Helped Britain in First World War, Stephen Bourne, 10/11/2019, Available in:
https://bit.ly/2RzWGOq
26. Reports: The Commonwealth and the First World War, Available in: https://bit.ly/36mKHrP
27. Reports: Black servicemen: Unsung heroes of the First World War, the history press, Available in:
https://bit.ly/38oEwp6
28. Reports: The African soldiers dragged into Europe's war, BBC Magazine, 3/5/2015, Available in:
https://bbc.in/2rAAJ7t
29. Christian Koller, Colonial Military Participation in Europe (Africa), October 2014, Available in:
https://bit.ly/359lEZ9
30. Joe Harris Lunn, War Losses (Africa), 22/6/2015, Available in: https://bit.ly/38yX06m
31. Reports: What happened to the French army after Dunkirk, 20/4/2017, Available in: https://bit.ly/2PubGeh

32. Marika Sherwood, Britain, its colonies and WWII, Aug 04, 2016, , Available in: https://bit.ly/2P7PPKF

459
2020 ‫كانون الثاني‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ 1 ‫ المجلد‬46 ‫العدد‬

33. Priya Pitamber, Remembering Africans’ role in ending World War 2, 14/5/2015,: https://bit.ly/2PAR2ZO
34. Oswald Masebo, The African soldiers dragged into Europe's war, Reports, BBC News, 3/5/2015, Available in:
https://bbc.in/2LEaXpx .

460

You might also like