You are on page 1of 1

‫المغرب تحت نظام الحماية‬

‫اشتقت مرحلة حكم موالي عبد العزيز و موالي عبد لحفيظ بتعميق األزمات االقتصادية والسياسية واالجتماعية بالمغرب وساهمت الدول األجنبية بقسط وافر في كل األزمات لتحقيق أهدافها االستعمارية مما أدى إلى سقوط المغرب تحت‬
‫الحمايتين الفرنسية واالسبانية ابتداء من ‪ 1912‬بعد أن عقدت كل من فرنسا و اسبانيا سلسلة من المستويات و المؤتمرات مع الدول االستعمارية التي كانت لها أطماع في المغرب غير أن فرنسا و اسبانيا واجهتها مقاومة مغربية رفضت الرضوخ‬
‫لسلطات االحتالل وقد استمرت إلى غاية ‪ . 1934‬فما هو السياق العام لفرض الحماية على المغرب*ما هي أجهزة نظام الحماية و وظائفها *وما هي مظاهر المقاومة المسلحة المغربية مابين ‪1912‬و‪.1934‬‬

‫‪-)1‬السياق التاريخي لفرض نظام الحماية على المغرب‪:‬‬


‫‪-1‬السياق الدولي لفرض الحماية على المغرب‪:‬‬
‫كان المغرب حلقة أساسية في التنافس االمبريالي خالل ق‪ 19‬ومطلع ق‪. 20‬حيث تحول إلى موضوع أزمة دولية تسمى المسألة المغربية وقد علمت القوى المتنافسة على تسوية خالفاتها مع المغرب من خالل عدة اتفاقيات ومؤتمرات للدفع‬
‫بال مغرب إلى السقوط في شباك الحماية الفرنسية و الحماية االسبانية ويتناول الجدول التالي هده االتفاقيات والمؤتمرات "‬
‫‪ -‬نونبر ‪ : 1902‬تنازل الحكومة االيطالية عن أطماعها في المغرب مقابل تنازل فرنسا على أطماعها في ليبيا‪.‬‬
‫‪ -‬ابريل ‪ :1904‬تنازل الحكومة الفرنسي عن أطماعها في مصر مقابل تنازل الحكومة البريطانية عن المغرب‬
‫‪ -‬يناير ‪ : 1905‬محاولة فرنسا فرض شروطها على المغرب‬
‫مارس ‪ : 1905‬زيارة اإلمبراطور األلماني غيوم الثاني لمدينة طنجة لتا كيد أطماع بالده على المغرب‪.‬‬
‫‪ -‬يناير ابريل ‪ : 1906‬انعقاد مؤتمر الجزيرة الخضراء الدي م نح امتيازات إلى جانب بالمغرب خصوصا فرنسا و اسبانيا‪.‬‬
‫‪ -‬يونيو ‪ : 1911‬إرسال ألمانيا البارجة الحربية بانتير إلى ساحل اكادير‪.‬‬
‫‪ -‬نونبر ‪ :1911‬التسوية أللمانية الفرنسية بتنازل ألمانيا عن المغرب مقابل تنازل فرنسا عن جزء من إلى كونغو‪.‬‬
‫‪ 30 -‬مارس ‪ : 1912‬التوقيع على عقد الحماية بفاس‬
‫‪ 27-‬نونبر‪ :1912‬االتفاقات الفرنسي االسباني حول تحديد مناطق االحتالل بالمغرب‬

‫‪-2‬بعض بنود عقد الحماية‪:‬‬


‫‪-‬عند الحماية" لقد فرضت بمقتضاه الحماية في المغرب مند‪ 1912‬الى‪ 1956‬وقعه من الجانب المغربي المولى عبد لحفيظ ومن الجانب الفرنسي السفير الفرنسي رينو في مارس ‪1912‬‬
‫‪-‬نظام الحماية" نظام دولة تحتفظ بمؤسساتها ونظامها اإلداري تحت مراقبة دولة أوروبية‬
‫‪ -‬بعض بنود عقد الحماية على المغرب ‪:‬‬
‫*اتفق الطرفان(المغربي و الفرنسي) على تأسيس نظام جديد بالمغرب تشتمل على اإلصالحات اإلدارية االقتصادية ا لعسكرية والتعليمية التي تراها فرنسا نافعتا للبالد مع احترام حرمة السلطان و الشعائر الدينية اإلسالمية‬
‫*مساعدة السلطان للسلطات االستعمارية لالحتالالت العسكرية بالدولة المغربية والسماح لفرنسا بدراسة المياه اإلقليمية المغربية‬
‫*تعيين فرنسا لمقيم عام بالمغرب له كامل الصالحية اإلدارية والعسكرية للبالد‬
‫*يتكلف الدبلوماسيون الفرنسيون بتمثيل المغرب و المغاربة بالخارج‬
‫*يمنع على السلطان عند أي قرض عمومي أو خصوصي أو منح أي امتياز دون ترتيب مع الحكومة الفرنسية‪...‬‬
‫وهكذا فقد عند الحماية المغرب سيادته وسيطرته على اقتصاده ومجتمعه و جعله بالتالي لقمة جائعة المستعمر‪.‬‬

‫‪)3‬أجهزة ومؤسسات نظام الحماية و وظائفها حسب التقسيم الترابي في عهد الحماية‪:‬‬
‫‪-1‬التقسيم االستعماري للتراب المغربي في عهد الحماية" انظر الخريطة ص‪72‬‬
‫‪-2‬األجهزة اإلدارية للحماية الفرنسية و وظائفها‪:‬‬
‫أحدثت فرنسا إدارة فرنسية لترسيخ سلطتها مع االحتفاظ باألجهزة المخزنية تمثل اإلدارة المغربية‪ .‬توزعت بين إدارة مركزية وإقليمية ومحلية‪ :‬فعلى رأس إدارة الحماية المقيم العام اإلقامة العامة ( اليوطي أول مقيم عام ‪ )1925 -1912‬يمثل‬
‫الجمهورية الفرنسية بالمغرب يسير المصالح اإلدارية وال عسكرية يسن القوانين ويصادق عليها‪ .‬وبذلك كان مطلق الصالحيات‪.‬يساعده كاتب عام يشرف على جميع اإلدارات‪ .‬إضافة إلى المديرون و يتولون رئاسة المديريات كوزارات أهمها المالية‬
‫والداخلية والتعليم و الفالحة‪....‬وفي اإلدارة اإلقليمية يسيرها مراقبون‪ :‬مدنيون بالرباط والبيض اء ووجدة‪ .‬وضباط الشؤون األهلية بالمناطق العسكرية المضطربة كفاس ومكناس ومراكش واكادير‪.‬أما اإلدارة المغربية مركزيا فعلى رأسها السلطان (‬
‫له دور شكلي يوقع الظهائر وله سلطة دينية) يساعده الصدر األعظم ووزارتي العدل واألوقاف أما محليا يمثل االدراة المغربية الباشوات في المدن والقواد بالبوادي يخضعون لإلدارة الفرنسية‪ .‬وبحلول‪ 1925‬تحولت الحماية إلى إدارة مباشرة تتخد‬
‫القرارات متجاوزة اإلدارة المغربية عكس ما كانت تصرح به سلطات الحماية في شخص مقيمها العام اليوطي أن اإلدارة تتم بمؤسسات وحكومة وإدراة البلد وتحت السلط العليا للسلطان وتحت اإلشراف البسيط لفرنسا‪.‬‬
‫التنظيم اإلداري بمنطقة الحماية االسبانية ماعدا طنجة‬
‫تميزت بازدواجية اإلدارة مثل اإلدارة بالمنطقة الفرنسية‪ .‬بين اإلدارة االستعمارية واإلدارة المخزنية المغربية( شكلية) مركزيا ومحليا الخطاطة ص‪72‬اإلدارة االسبانية‪ :‬مركزيا‪ :‬على رأس إدارة الحماية مندوب سامي يمثل الدولة االسبانية بالمغرب‬
‫يسير منطقة االحتالل ويستعين بمجموعة من األجهزة اإلدارية في شكل نيابات( األمور األهلية‪-‬التعليم‪-‬الصناعة‪-‬الفالحة‪-‬الصحة‪-‬المالية‪ )......‬أما محليا فعينت اسبانيا على المدن قناصل وعلى البوادي ضباط عسكريين‬
‫اإلدارة المغربية‪ :‬مركزيا‪ :‬يمثلها خليفة السلطان له صالحيات شكلية كإصدار الظهائر ويتولى إدارة العدل واألوقاف‪ .‬محليا يمثلها الباشوات بالمدن والقواد بالبوادي ينوبون عن الخليفة‬
‫طنجة أشرفت عليها إدارة دولية لوضعها الدولي في نظام الحم مراحل احتالل المغرب وحركة المقاومة المسلحة المغربية ومميزاتها‬
‫مر االحتالل العسكري للمغرب بمراحل رد عليه المغاربة بالمقاومة المسلحة‬
‫تطلب إخضاع المغرب مدة زمنية طويلة امتدت من ‪1912‬الى ‪1934‬عبر مراحل كالتالي‪ :‬الخريطةالوثيقة‪1‬ص‪72‬‬
‫بداية القرن ‪15‬م احتالل سبتة و مليلية إلى اآلن وسيدي ايفني ‪ 1860‬بعد معركة تطوان ضد اسبانيا‬
‫ماقبل‪ 1912‬مناطق المغرب الشرقي وواحات الجنوب الشرقي كوجدة و البيضاء الرباط و فاس‬
‫‪ :1914/1912‬مناطق مراكش ومناطق تازة مكنت فرنسا من ربط مناطق الشرق بالغرب‬
‫‪ :1920/1914‬المناطق األطلسية‬
‫‪ :1926/1921‬مناطق الريف كالحسيمة و مناطق خنيفرة‬
‫‪ :1934/1931‬المناطق الصحراوية‬

‫وقد رافق هذا االحتالل العسكري اندالع المقاومة المسلحة طيلة مدة التغلغل العسكري انظر الجدول الوثيقة‪3‬ص‪ 73‬في كل من الجنوب بقيادة احمد الهيبة ابن الشيخ ماء العينين انهزم أمام الجيش الفرنسي في معركة سيدي بوعثمان‪1912/9/6‬‬
‫واألطلس المتوسط بقيادة كل من موحى وسعيد بالقصيبة وموحى وحمو الزياني بخنيفرة الذي هزم الفرنسيين في معركة لهري‪ 1914‬وكبدهم خسائر ثقيلة‪.‬واألطلس الكبير الشرقي والصغير بقيادة عسو اوباسالم ومن أهم معاركه ضد فرنسا‬
‫معركة بوغافر ‪ 1933‬وفي الريف قاد المقاومة كل من الشريف محمد امزيان ومحمد بن عبد الكريم الخطابي في اشهر معاركه أنوال ‪ 1921‬التي هزم فيها الجيش االسباني قبل تحالفه مع فرنسا فتم وضع حد للمقاومة بالريف‪ .‬وقد اعتمد قوات‬
‫االحتالل في مواجهة المقاومة على بعض كبار قواد القبائل كالريسوني في الشمال و التهامي لكالوي وأخوه المدني في منطقة مراكش‬
‫تميزت حركة المقاومة المسلحة المغربية بحسن تنظيمها وقوتها‬
‫تطلب احتالل المغرب عسكريا من طرف سلطات الحماية ‪ 22‬سنة من العمل العسكري ( ‪1912‬الى‪ ) 1934‬وذلك بفضل قوة المقاومة المسلحة المغربية و حسن تنظيمها رغم استعمالها لوسائل وأسلحة تقليدية بسيطة وأسلحة الغنائم العسكرية من‬
‫المعارك كما هو الشأن في معركة لهري وأنوال مقارنة مع التفوق العسكري للمحتل المكون من جيش نظامي مجهز بأسلحة متطورة نارية ودبابا ت وطائرات ‪ .‬إضافة إلى ارتفاع الروح القتالية للقبائل والتفافها حول زعماء المقاومة ‪ .‬وهو ما‬
‫حاولت فرنسا ضربه بخلق التفرقة سياسة فرق تسد بين مكونات المجتمع المغربي من امازيغ وعرب بإصدارها للظهير البربري ‪ 1930‬أفشله المغاربة وزاد من شعورهم القومي‬
‫‪.‬وبنهاية المقاومة المسلحة سنة ‪ 1934‬دخلت المقاومة المغربية مرحلة المقاومة السياسة إلى جانب العمل المسلح بقيادة األحزاب السياسة‬

You might also like