Professional Documents
Culture Documents
1
قسم هندسة العمارة-الجامعة التكنولوجية
بغداد-العراق
(2016/12/20 : تاريخ االستالم & 2017/01/18 : (تاريخ القبول
:الملخص
لعب التطور السريع للتكنولوجيا دو ار" كبي ار" في انتاج نصوص معمارية امتازت بالتغيير والتطور في الجوانب الشكلية
فظهرت انماط شكلية جديدة من المباني التي تحمل روح العصر من النواحي التقنية سواء كان ذلك في عملية، والفكرية
التصميم او االنشاء وقد ظهرت العديد من المشاريع المعمارية التي تحمل قيم شكلية معاصرة نابعة من مفاهيم التكنولوجيا
من هنا ظهرت الحاجة لدراسة اثر التكنولوجيا في عملية انتاج عمارة،ضمن سياق العمارة المحلية وقيمها وعناصره المعرفة
محلية معاصرة وبالتالي برز مفهوم التأصيل التكنولوجي باعتباره (منهج لصياغة االليات لمفردات النتاج الفكرية والمادية
من خالل الوسائل والمهارات والقدرات العقلية المتاحة والتي تستوعب الواقع المعاصر وتحاكي روح االصل نحو تحقيق
64
أ.م.د عباس علي حمزة /م.د سعاد خليل إبراهيم /الباحثة اروى دمحم مهدي
التواصل ما بين الماضي والحاضر والمستقبل) ثم اشتقاق المشكلة البحثية التي تنص على (قصور معرفي حول طبيعة
العالقة بين مفهوم التكنولوجيا واستراتيجية التأصيل بصورة عامة وانماط صياغة النص المعماري المعاصر المحلي
المؤصل استراتيجيا بفعل التكنولوجيا بصورة خاصة ) .والتوصل الى الهدف البحثي (ايجاد اطار نظري شامل يصف
طبيعة العالقة بين مفهوم التكنولوجيا واستراتيجية التأصيل في انتاج نصوص معمارية محلية معاصرة ) .وتطلب تحقيق
ذلك بناء إطار نظري يتألف من ست مفردات رئيسية تمثلت (اليات استراتيجية التأصيل التكنولوجي ،السمات للنص
المؤصل ،سياقية استراتيجية التأصيل التكنولوجي ،مستويات التأصيل التكنولوجي ،زمكانية النص المؤصل ،اهداف
التأصيل التكنولوجي) وتطبيق هذه المفردات على مشروعين ثم طرح نتائج البحث والتوصل الى االستنتاجات النهائية في
كيفية تحقيق استراتيجية التأصيل التكنولوجي ودوره في تكوين عمارة محلية معاصرة.
الكلمات المفتاحية :التأصيل التكنولوجي ،سمات النص المؤصل ،استراتيجية التأصيل التكنولوجي ، ،العمارة المحلية .
- 1المقدمة:
ظهرت العديد من الدراسات التي تحاول ان تربط بين فعل التكنولوجيا وأثرها على العمارة المحلية فكان حضور التكنولوجيا
بشكل فاعل في مجاالت التصميم المعماري وتقنيات البناء الحديث قد ولد اشكالية في الحفاظ على العمارة المحلية نتيجة
لما افرزته التكنولوجيا من عناصر شكلية معاصرة ومختلفة ،فظهرت الحاجة الى دمج هذه العناصر ضمن العمارة المحلية
المعاصرة من خالل استراتيجية التأصيل باعتماد التكنولوجيا مرتكز يساهم في اكتشاف وتوليد اشكال جديدة تحمل معاني
وقيم اصيلة إلنتاج عمارة محلية معاصرة.
1-2مفهوم التأصيل
ْصيل الشيء يعني جعله َذا أَصل ثَاِبت .وأص َلَ :يأْصل ،مصدر أَصاَلة. َصل) وتَأ ِ ِ
تَأْصيل(:مصدرها أ َّ َ
َصالً ثاِبتاً .أَص َل( :فعل) أص َل َيأصل ،أَصال ًة فهو أَصيل أص َل :ثََب َت َصْلت ،مصدر تَأ ِ
َص َل :اي َج َع َل َله أ ْ
ْصيل .أ َّ َص َل :أ َّأ َّ
كارِه( .المعجم الكات ِب :كان متَمِي اًز ِبنسِق ِه وتَج ِ
ديد ِه و ْابِت ِ وَق ِوي .أَصل الشيء :استْقصى بحثَه ،حتى عرف أَصله .أَصل أسلوب ِ
َ َ ََ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ
الغني )1341،في الفلسفة القديمة هو «البدء األمثل ومعرفة األصل تبنى على سجل من الفرضيات تأذن باستخالص
صحة التمثل الراهن للموضوع المتمثل" .وهذا ما نجده في فلسفة أفالطون ،لكن مع تقدم تلك الدراسات الفلسفية فتغير معناه
فمع هيجل " 1341-1771( " Hegel Friedrihم) ذهبت الفلسفة إلى الفصل الدقيق بين البدء التأريخي وبين االصل
بوصفه :إما صدو ار جوهريا واما جملة ظروف موضوعية دائمة ،تشكل مجاال تجريبيا معطى فتجعله موضوع علم ممكن.
[معجم المصطلحات الفلسفية ،1111ص]22
يرتبط مفهوم التأصيل بعدة مفاهيم اهمها (االصالة ،الهوية ،المعاصرة)حيث تشير االصالة عند (زكريا) الى معنيين
رئيسيين ،االول منهما معنى زمني يرتبط بالرجوع الى االصل ،والثاني معنى تقويمي وهو البحث عما هو اصيل ويمكننا
جمعهما معا ألن األصيل ينتمي الى االصل .فطرح بدائل ثالثة فيما يخص االصالة والمعاصرة االولى هو التمسك
باألصالة والثانية هي السير في طريق المعاصرة اما الثالثة فهو التوفيق بالجمع بين االثنين االصالة والمعاصرة ،ولكنه
وجدا ان البديلين االول والثاني يكشفان عن اشكالية اساسية في عالقتهم بالزمن فجاء البديل الثالث حال
64
أثر التكنولوجيا في استراتيجية التأصيل
لإلشكالية[زكريا 2212،ص. ]42بين(النعيم) اهمية الهوية والحفاظ عليها عن طريق اعادة تلك الصور المخزونة في اذهان
افرادها والتي تعبر عن خبراتهم المشتركة ،حيث بين ان وظيفة الهوية هي ان تحمي االفراد والجماعات من عوامل الذوبان
والتعرية لتصبح الهوية في حالة تشكل مستمر الن الهوية جزءا" ال يتج أز من ثقافة المجتمع [النعيم،2222 ،ص .]55
وذكر (السيد) في مقالته عن االصالة والمعاصرة االرتباط الوثيق بين المعاصرة والزمن ،فمعاصرة الشي يعني االتصال
معاصر" لنا زمنيا" ال
ا الزمني بينهما فليس كل معاصر لنا يمكن ان نتبناه اال بعد االنسجام معه ،أي يكون
ضمنيا"(السيد.)2222،
يتضح مما سبق ان التأصيل يؤطر بكونه الرجوع إلى الجذور ،وعدم االكتفاء بما هو معروف في البيئة المعاصرة،
لغرض البناء المنهجي على أسس صحيحة وراسخة والمحافظة على األصالة والقيم الروحية الموروثة
2-2مفهوم التكنولوجيا:
أورد الكثير من العلماء تعاريف كثيرة لكلمة التكنولوجيا قد تكون متقاربة من بعضها أكثر من ان تكون متباعدة حيث يتم
طرح مفهوم التكنولوجيا من المعارف السابقة حسب االتجاهات التالية:
مفهوم
التكنولوجيا
وأنها فكر واسلوب ممارسة مهمة إلقامة ذلك التوافق بين الذات وبيئتها فيزيائيا ونفسيا ،فنالحظ االنسان يسعى دائما
الستكمال مقومات ذاته ويتم ذلك من خالل انتاج واقع أكثر شمولية لتلبية احتياجاته[ .العكام ،1111،ص ]11ويعرفها
زكريا التكنولوجيا بانها تطبيقات المعرفة العلمية وأنها طريقة من الطرق الفنية للحصول على أغراض عملية مالئمة أهداف
الحضارة المادية[ .زكريا ،1133،ص .]142ويعرفها ( )Ellulأنها " جميع الطرق العقالنية الفعالة في كافة حقول
النشاطات اإلنسانية " أو انها المجموعة المنظمة لكافة التقنيات الفردية التي تستخدم لتامين أي هدف،1174،p86[ .
]Susskindاو تلك الطرائق المستخدمة في إنتاج وانجاز أشياء معينة ،سواء كان عن طريق استخدام اليد او ماكنة ،الذي
يرتكز على المعرفة بالطبيعة وقوانين العلوم الطبيعية ]Himanen,2003 ،p295[ .فالبعض يعبر عن التكنولوجيا بانها
مجموعة من العوامل كما جاء بتعريف Gussetفان مفهوم التكنولوجيا عنده يرتبط بمجموعة من العوامل والوسائل التي
تساعد اإلنسان من تغير واخضاع الطبيعة من اجل تامين حاجات االنسان المتنوعة [.] Mumford،1152p55
فنستنتج مما طرح سابقا عن التكنولوجيا بانها مجموعة العوامل والوسائل المستخدمة في الربط بين منظومتي الفكر
والمادة باعتبارها المؤشر على التطور الحاصل في استخدام القدرات العقلية والمهارات والوسائل المتاحة وصوال الى
تحقيق التواصل ضمن عمليات التحول الحاصل في الشكل والمادة.
فنتوصل الى وجود عالقة بين المفهومين من خالل وصف التأصيل التكنولوجي :بانه منهج لصياغة االليات لمفردات
النتاج الفكرية والمادية من خالل الوسائل والمهارات والقدرات العقلية المتاحة والتي تستوعب الواقع المعاصر وتحاكي
روح االصل نحو تحقيق التواصل ما بين الماضي والحاضر والمستقبل.
64
أ.م.د عباس علي حمزة /م.د سعاد خليل إبراهيم /الباحثة اروى دمحم مهدي
تبحث هذه الفقرة المشكلة البحثية من خالل تحليل مجموعة من الدراسات والتي اخذت بنظر االعتبار وجود العالقة بين
التأصيل والتكنولوجيا لكشف الفجوة المعرفية وعليه يمكن تناول الدراسات السابقة كاآلتي:
دراسة ( : ) 1993،Kipinisتناولت الدراسة التكنولوجيا والعمارة المعاصرة ودورها في صياغة االنماط الشكلية السابقة
لكن بطرق جديدة وعلى رؤى عصرية ،لكونها تعكس التغيرات التي تط أر على المجتمعات .وتكوين اشكال معمارية تمتاز
بالتنوع واالختالف عما كانت عليه سابقا ،وعليه فالمعاصرة هي صنع للهوية ،كونها تعبر عن تأصيل ثقافي ال انقطاع فيه،
ويكون الحاضر متواصال" مع التراث ،وتبرز أهمية التطور التكنولوجي من خالل اعتماد التطبيقات المعاصرة للتكنولوجيا
للوصول ألفضل النتائج مع االهتمام بالجانب التأصيلي ألي تفكير يعتمد التطور التكنولوجي كعامل تغيير وتطوير.
دراسة ) : )2113، ADEKEYEتناولت الدراسة التغيرات البيئية ودورها الكبير لتوجيه الناس نحو استخدام التقنيات
التكنولوجيا الحديثة للبناء لتغلب على الظروف البيئية الصعبة الن انتاج مباني تجمع بين التراث التقليدي للمنطقة والحديث
من ال مواد التقنية يعتبر محاولة جادة الستخالص المكونات االساسية للبيئة بطابعها المميز واالستفادة من معطيات الفكرية
والحضارية للعصر من دون ان يفقد المجتمع هويته فاهتم بالتحقيق التواصل والتداخل بين مواد البناء الحديثة والمواد
التقليدية لتحقيق عمارة غنية بالمعاني وتحافظ على المجتمع وتواكب التطور التكنولوجي السريع وتلبي حاجة الناس .
بعد مناقشة الدراسات السابقة وطرح أهم الجوانب فيها نستنتج بأن الدراسات تناولت جانب معين لمفهوم التأصيل وكيفية المحافظة
على القيم التراثية للمجتمع مقابل التقدم السريع للتكنولوجيا لكن نالحظ لم تتطرق اي دراسة لمفهوم التأصيل التكنولوجي وكيفية
عمل استراتيجية التأصيل وتوضيح عمل التكنولوجيا مع المفردات والقيم التراثية في العمارة المحلية المعاصرة.
من الطرح السابق يتضح وجود فجوة معرفية عن مفهوم التأصيل التكنولوجي واستراتيجية التأصيل فبرزت المشكلة البحثية
والتي تنص ( :قصور معرفي حول طبيعة العالقة بين مفهوم التكنولوجيا واستراتيجية التأصيل بصورة عامة وانماط
صياغة النص المعماري المحلي المعاصر المؤصل استراتيجيا بفعل التكنولوجيا بصورة خاصة ) ،وبالتالي يتحدد منهج
البحث من خالل بناء اطار نظري شامل وتطبيق االطار على مجموعة عينات محلية ومعاصرة و استكشاف االنماط
الخاصة باستراتيجية التأصيل المتبناة في ضوء مفهوم واليات وفكر التكنولوجيا والستخراج استنتاجات وتوصيات تعمل
كقاعدة معلوماتية لصياغة النص المعماري المحلي المعاصر المؤصل استراتيجيا بشكل خاص.
64
أثر التكنولوجيا في استراتيجية التأصيل
االستعارة من خزين الذاكرة الذهنية الجماعية للمجتمع لألنماط الشكلية واعادة توطين النموذج التقليدي ودمجه مع
متطلبات العصر والتقدم التكنولوجي للحفاظ على الهوية العمرانية للمدينة وتعتبر االستعارة والدمج واعادة توطين
من اليات النص المؤصل.
سياقية النص المؤصل في الدراسة السابقة من حقل العمارة.
دراسة ( : )Sadeghi, Masudifar, Faizi 2111أشارت الدراسة الى قدرة التكنولوجيا على توليد رؤية جديدة
بأساليب عديدة تشمل انتاج الشكل وانشاء المبنى واالستخدام ولكن بما يتالءم مع المجتمع للحفاظ على هويته واعادة
استكشاف مبادئ العمارة التقليدية و اختيار ما هو مالئم منها للبيئة المحلية من اجل تطوير و مزج هذه المبادئ مع
التقنيات الحديثة والمواد الذكية و استخدامها في عمارتنا المعاصرة ،حيث يمكن للتقنيات الحديثة أن تجعل استخدام مبادئ
العمارة التقليدية أكثر يس ار و كفاءة فتنوعت النتاجات واصبحت للعمارة المعاصرة تحديات كثيرة لتثبت أنها قادرة على
استيعاب متطلبات المجتمع و الحفاظ على البيئة .أشارت الى مجموعة من المفردات اهمها:
التركيز على المستوى الشكلي (السياق المكاني والعالقات الشكلية للنتاج) وتوليد رؤى جديدة بأساليب يتالءم مع
المجتمع ،مستوى مهمة إلنتاج العمارة ذات نص مؤصل.
اكدت على مفردتي التمييز واالبداع للمواد الذكية والتقنيات الحديثة التي تجعل استخدام مبادئ العمارة التقليدية
أكثر يس ار وكفاءة فيتنوع بذلك النتاج للعمارة المؤصلة والتي تعتبر من سمات النص المؤصل الستراتيجية.
التداخل والتمييز بين المواد المستخدمة في النتاج وقدرة التكنولوجيا على توليد روئ واساليب مالئمة للنتاج
المؤصل والتي تعتبر من اليات النص المؤصل.
سياقية النص المؤصل من داخل حقل العمارة.
يمكن فهم الدراسة التي يطرحها السليم على انها دراسة تطرح مفهوم التأصيل من خالل عاملين رئيسيين هما
من خالل مجموعة من المفردات التي تحدد ماهية العالقة بين قيم المجتمع وقيم المعاصرة فيه والمتحددة من خالل ثالث
نماذج
هذا التصنيف يساعد على تكوين الحدود التي تعطي البعد الداللي الستراتيجية التأصيل في توليد العمارة المحلية المعاصرة
من عبر مفهوم التوأمة بين الماضي والمستقبل .التوأمة هنا تعني ربط القديم بالجديد ،التراث بالحداثة ،االصالة بالمعاصرة،
أن يحمل في طياته البنيوية لقيم المجتمع وفي ظاهراته لقيم المعاصرة وهذا من خالل استراتيجية لذلك النتاج يجب َ
التأصيل .مما سبق فأن الدراسة قد تطرقت إلى مجموعة من المفردات المرتبطة باإلطار النظري الستراتيجية التأصيل ومن
هذه المفردات التي تصب في تشكيل اإلطار النظري ما يلي:
االعتماد على التأصيل الفكري لقيم المجتمع وقيم المعاصرة بوصفه مستوى من مستويات التأصيل التكنولوجي.
05
أ.م.د عباس علي حمزة /م.د سعاد خليل إبراهيم /الباحثة اروى دمحم مهدي
اكدت على مفردة التوأمة بين الماضي والمستقبل يحفظ الهوية ويجدد طاقتها على النماء والتطور وتعتبر من
سمات النص المؤصل الستراتيجية.
سمة التوازن بين الثنائيات المترادفة (التقليد ،المحافظة ،التحديث ،الجمود ،التحرر ،الرجعية ،التقدمية ،األنا
واآلخر ،الداخل والخارج ،المحلي والعالمي ،القديم والجديد ،التراث والحداثة ،ومنها األصالة والمعاصرة).
االستعارة واالقتباس من الموروث الثقافي للمجتمع من آليات النص المؤصل.
سياقية النص من داخل الحقل الثقافي.
أن تم طرح ومناقشة الدراسات في مختلف الحقول المعرفية واستخراج أهم المفردات المرتبطة بالتأصيل التكنولوجيبعد َ
كاستراتيجية ،جاءت المفردات الرئيسة المكونة لإلطار النظري كالتالي (:اليات استراتيجية التأصيل التكنولوجي ،سمات
النص المؤصل ،سياقية استراتيجية التأصيل التكنولوجي ،مستويات التأصيل التكنولوجي ،زمكانية النص المؤصل ،اهداف
التأصيل التكنولوجي) .واختيار مفردتي (اليات استراتيجية التأصيل التكنولوجي ،مستويات التأصيل التكنولوجي) الختبارها
على المشروعين.
-التنوع الشكلي والوظيفي للمشاريع المنتخبة لتحقيق امكانية شمول استراتيجية التأصيل التكنولوجي للمشاريع.
-توفر القاعدة المعلوماتية والشروحات الالزمة للعينات المنتخبة فيما يحقق وضوح لمفهوم التأصيل التكنولوجي
فيها.
-اختالف السياق الذي طرحت فيه هذه المشاريع وانتمائها لتيارات معمارية متعددة ،لتحقيق مدى واسع من القيم
الممكنة لقياس هذه العينات.
05
أثر التكنولوجيا في استراتيجية التأصيل
تجمعات سكنية
البحثية والعلمية كما هو موضح في الشكل(.)2
المستشفى التعليمي
تجمع كليات
الجامع
المجموعة الطبية
مباني مركز المشروع الجامع تجمع ابنية الكليات بشكل مثلث حول المركز
( )2-3-5مشروع متحف اللوفر ابو ظبي للمعماري جان نوفيل :2114مشروع B
موقع المشروع :أبو ظبي -جزيرة السعديات -االمارات العربية المتحدة السنة 2213 :حاول المصمم ان يعكس بتصميمه
متحف (اللوفر ابو ظبي) متحف عالمي يجمع جميع الثقافات معا فكان التصميم يجمع بين العمارة المعاصرة ولمحات
مستوحاة من تقاليد المنطقة كصورة اراضي محمية تخص العالم العربي أنشاء .ويشكل التصميم مكانا من الظالل خالل
النهار وفي الليل واحة من النور تحت قبة تزينها النجوم ،فأمتاز بقبته البيضاء مزدوجة والمسطحة التي تغطي ثلثي المتحف
بقطر 132م والمستوحاة من شكل الجامع والضريح والخان والمدرسة ،تلمع القبة تحت الشمس وفي الليل تكون انعكاس
جميل على البحر ،وتبدو القبة عشوائية ولكنها صممت بعناية من فتحات هندسية مستوحاة من سعف النخيل المتداخل
والتي تستخدم عادة في أسقف البيوت التقليدية .وتعمل هذه الفتحات على تسهيل عملية التحكم باإلضاءة الداخلة للفضاء
الوسطي فالمساحات المضاءة بشعاع نور رائع ومتحرك فيذكرنا بالمشربيات والمصابيح التي كانت تنير األسواق قديماً
وتتحكم ايضا بدرجة الح اررة في الداخل .اضافة الى انعكاسات القبة الممتد فوق الماء كإشارة على اهمية الماء في العمارة
االسالمية فكانت محاولة المصمم خلق مناخ محلي حقيقي مستند على النور والهندسة في العمارة العربية العريقة .قدم
المصمم مشروعه كمظلة كبيرة ذات تصميم مميز على البحر ويكون المبنى كشالل من االنوار لتحقيق اجواء من السكينة
بين االنوار والظالل .كما في الشكل ( )3المشروع قائم على ابراز أحد اهم معالم العمارة العربية االسالمية وهو القبة
وتقديمها بإطار خارج عن المألوف والتقليدي .هذا الخروج كان من حيث اليات وطرق االنشاء وتقنيات التصميم الحديثة
إلعادة تأصيل القبة ضمن مفهوم جديد لموقع هادئ ومعقد بالوقت ذات .فعند حركة الزائر في المتحف سيالحظ العناصر
الهندسية المميزة للمشروع وما تتعاقب عليه من مشاهد القبة والبحر والحديقة المحيطة ،فحرص المصمم على استخدام
الحجر والصلب والزجاج كعناصر اساسية في المشروع لتحقق الهدوء واالستم اررية الداخل مع الخارج ،اضافة الى انسجام
االرضيات مع الفضاءات حيث استخدم البالط في الخارج بقياسات كبيرة وعروق طفيفة وشديدة القتامة واما الفضاءات
الداخلية استخدم ارضية خشبية من الواح طويلة ومتالصقة لإليحاء بالزخرفة وهذه طريقة غير مرئية الستيعاب المرونة
التامة التي يتطلبها تنظيم المتاحف .اما الجدران فتكون (حجر أعيد تشكيله ،معجون المرمر ،الجص) ،متصلة بدقة عالية
وزجاجية ومعدنية بلون برونزي الستحضار اعماق التاريخ وتكون جميعها مصقولة بال خدوش واما السقوف فامتازت
بألواحها الزجاجية النقية المحاطة ومرايا لتأطير الهندسيات المعقدة للقبة ،حيث تمثل السقوف الدعامة للمتحف والمصدر
والتحف. التماثيل وقواعد المتموجة الزخارف نحو الموجه لإلضاءة االساسي
الشكل ( )6مشروع متحف اللوفر ابو ظبي لمعمارية جان نوفيل 5556
أثر التكنولوجيا في استراتيجية التأصيل
بعد عرض الوصف التفصيلي للمشاريع المنتخبة سيتم قياس المتغيرات لمفردات اإلطار النظري على مشاريع الدراسة
العملية باستخدام طريقة التحليل الوصفي المقارن بين المشاريع المنتخبة ،وقد تم قياس المتغيرات عن طريق تحديد قيم
تتراوح بيـ ــن ،2-1حيث ان ( = 2قيمة غير متحققة = 1 ،قيمة متحققة) ثم البدء بمناقشة النتائج .كما هو موضح في
الجدول رقم ( )4ورقم ()3
القيم المتحققة للمشاريع جدول رقم 3قياس القيم الممكنة لمفردة اليات استراتيجية التأصيل التكنولوجي X
1 1 X2-1 من داخل حقل العمارة االستعارة اليات استراتيجية التأصيل التكنولوجي
06
أ.م.د عباس علي حمزة /م.د سعاد خليل إبراهيم /الباحثة اروى دمحم مهدي
1 1 X4-2 قيم شكلية (عناصر) الية التجديد واعادة الصياغة
تجديد القيم
1 1 X4-3 قيم ديناميكية (متغيرة حسب العالقات بين
الموروث والمعاصر
الية الثنائيات
1 1 X6-2 متناقضة
القيم جدول رقم 4قياس القيم الممكنة لمفردة مستويات التأصيل التكنولوجيW
المتحققة
القيم المتحققة ()1-1 القيم رمز القيم الممكنة المفردات الثانوية
الممكنة
B A
00
أثر التكنولوجيا في استراتيجية التأصيل
X2-1
X8-2
X8-1
X7-2
X7-1
X6-4
X6-3
X6-2
X6-1
X5-3
X5-2
X5-1
X4-4
X4-3
X4-1
X3-3
X3-2
X3-1
X2-4
X2-3
X2-2
X1-4
X1-3
X1-2
X1-1
04
X2-5
الشكل 5يوضح نسبة القيمة المتحققة في المشروعين للمفردة الرئيسية اليات استراتيجية التأصيل التكنولوجي X
أ.م.د عباس علي حمزة /م.د سعاد خليل إبراهيم /الباحثة اروى دمحم مهدي
W2-6 W2-5 W2-4 W2-3 W2-2 W2-1 W1-4 W1-3 W1-2 W1-1
الشكل ( )6يوضح نسبة القيم الممكنة لمفردة مستويات التأصيل التكنولوجي W
04
أثر التكنولوجيا في استراتيجية التأصيل
-برز دور كل من القيم الجمالية والقيم الديناميكية (العالقات بين الموروث والمعاصرة) في االشارة الى الية التجديد
واعادة صياغة النتاج وهذا يرتبط بشكل اساسي بمدى تغير الصور البصرية للنتاج المعماري في سبيل الوصول
لعمارة محلية معاصرة تستند بشكل كبير على إثر التأصيل التكنولوجي.
-برزت اهمية التأشير الشكلي في النتاج كمتغير اساسي في الية التأشير ألثر التأصيل التكنولوجي في النتاج ومدى
مقبوليته لدى المتلقي بشكل أكبر من متغير التأشير الفكري.
-ان اليات استراتيجية التأصيل التكنولوجي تعتمد بشكل كبير على كل من الية االندماج والتأقلم والية االستعارة
والية التوطين والية تجديد القيم بشكل أكبر من الية الثنائيات والية التأشير والية التالعب بالمقياس.
-برز دور ديناميكية تشكيل النتاج كمؤثر اساس في مستوى الشكل المؤصل حيث يعتمد مدى عالقة مستوى
العناصر بالعمارة المحلية والتكنولوجيا وديناميكية التشكيل هي االساس تحقيق نتاج محلي معاصر مؤصل.
-1التوصيات:
يوصي البحث باستثمار ما قدمه من مفردات في اإلطار النظري العتماد التأصيل التكنولوجي كاستراتيجية لخلق -
نتاج معماري على المستويين الشكلي والفكري.
يوصي البحث في الحفاظ على الصورة الذهنية للمتلقي في الحفاظ على انماط العالقات بين العناصر المستعارة -
والتقنية الحديثة لخلق صورة لنتاج عمارة محلية معاصرة.
االستفادة من التجارب العالمية ودراستها من اجل زيادة الوعي في كيفية توظيف التكنولوجيا واالستفادة منها وكيفية -
اجراء عملية التأصيل التكنولوجي على النتاج المحلي المعاصر.
يوصي البحث على تأصيل النتاج على مستويين فكري وشكلي وذلك باستخدام التكوينات والتشكيالت للمباني -
التراثية في صياغة معمارية جديدة اي تكامل هذه التصاميم المعاصرة مع المباني التراثية القديمة.
-9المصادر:
- 1ابو العزم ،عبد الغني ،المعجم الغني ،قاموس عربي \عربي ،السعودية .1341،
- 2خليل أحمد خليل ،معجم المصطلحات الفلسفية ،ص.22
- 3زكريا ،فؤاد ،خطاب الى العقل العربي \ فؤاد زكريا ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،ص.2212 ،42
- 4زكريا ،د .فؤاد ،التفكير العلمي ،سلسلة عالم المعرفة ،المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب ،الكويت ،الطبعة الثالثة،ص
.1133، 142
- 5السليم ،د .فرحان( ،الثقافة العربية بين األصالة والمعاصرة) ،بحث منشور .1113
- 6السيد ،وليد أحمد" ،االصالة والمعاصرة واشكالية العمارة العربية بين الماضي والحاضر " ،مقالة منشورة .2222 ،
- 7العكام ،اكرم جاسم؛ "الموقف الدرامي في جماليات لغة الفضاء الداخلي المعاصر”؛ رسالة دكتوراه مقدمة الى قسم الهندسة
المعمارية ،جامعة بغداد ،ص.1111، 11
- 3مكتب زها حديد المهندسين المعماريين.
- 1النعيم ،مشاري عب هللا "،تحدي العمارة واالستدامة"،مجلة البناء العدد ، 148رمضان 1423هـ ـ ،ديسمبر 2002م ،دار
العلم ،جدة ،المملكة العربية السعودية،ص.2222، 55
10- ADEKEYE, OLUTOLA FUNMILAYO, (The Influence of Modern Architecture on Ilorin
Traditional buildings in Kwara State, Kwara State University, Kwara State, NIGERIA, 2013
11- Himanen, Mervin, "The Intelligence of Intelligent Buildings", Doctor degree thesis, Helsinki
University of Technology, Espoo, Finland, 2003 p 295
12- http://louvreabudhabi.ae/ar/building/Pages/architecture.aspx
13- Kipnis, Jeffrey: (Forms of Irrationality) essay from the book: “Theories and Manifestoes of
Contemporary Architecture”, first published in Great Britain in 1997 by acadmy editions
14- Mashary A. Al-Naim, IDENTITY IN TRANSITIONAL CONTEXT:OPEN-ENDED LOCAL
ARCHITECTURE IN SAUDI ARABIA, Archnet-IJAR, International Journal of Architectural
Research - Volume 2 - Issue 2 - July 2008.
04
الباحثة اروى دمحم مهدي/ د سعاد خليل إبراهيم. م/ د عباس علي حمزة.م.أ
15- Mohammad Javad Sadeghi, Payam Masudifar, Foad Faizi, The Function of Smart Material's
behavior in architecture , International Conference on Intelligent Building and Management
,2011
16- Mumford, Lewis, "Art and Technics” Colombia University, New York, press, 1952p 55.
Susskind, Charles, Understanding technology, The Johns Hopkins University, Press LTD,
04