Professional Documents
Culture Documents
مضامين مجزوءة الديدكتيك
مضامين مجزوءة الديدكتيك
مجزوءة
الديدكتيك
-2املطبوع
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
الفهرس
مقدمة4 ....................................................................................................................................... .
إرشادات منهجية 5 .........................................................................................................................
الكفاية املستهدفة 6 ........................................................................................................................
أهداف املجزوءة6 ...........................................................................................................................
املحوراألول :مدخل إلى الديدكتيك العامة 7 ......................................................................................
)1سياق تطور مفهوم الديدكتيك ومجاالته 7 .................................................................................................
)1-1مفهوم الديدكتيك وتطوره 7 ...........................................................................................
)2-1استعماالت املفهوم لدى الباحثين 9 ....................................................................................
)3-1تحليل بعض التعاريف الحديثة للديدكتيك 11 .......................................................................
)4-1خالصة تطور مفهوم الديدكتيك 11 ...................................................................................
)2الديدكتيك العامة والديدكتيك الخاصة 12 ..............................................................................................
)1-2الديدكتيك العامة 12 ..................................................................................................
)2-2الديدكتيك الخاصة 12 ...............................................................................................
)3عالقة الديدكتيك بحقول معرفية أخرى13 ...............................................................................................
)1-3اإلبستيمولوجيا13 .....................................................................................................
)2-3علم النفس املعرفي 13 ..................................................................................................
)3-3سوسيولوجيا التربية 14 ................................................................................................
)4-3اللسانيات التطبيقية15 ................................................................................................
)4الديدكتيك والبيداغوجيا 16...................................................................................................
املحورالثاني :الجهازاملفهومي لحقل الديدكتيك 19 ............................................................................
)1املثلث الديدكتيكي 19 ...................................................................................................................................
)1-1العالقة متعلم(ة)-معرفة :محور استراتيجيات التعلم 19 ..............................................................
)2-1العالقة مدرس(ة)-معرفة :محور بناء املضامين 19 .....................................................................
)3-1العالقة مدرس(ة)-متعلم(ة) :محور التفاعالت البيداغوجية 20 ......................................................
)2النقل الديدكتيكي 20 .....................................................................................................................................
)1-2مراحل ومستويات النقل الديدكتيكي 21 ...............................................................................
)2-2القواعد األساسية للنقل الديدكتيكي 22 ...............................................................................
)3العقد الديدكتيكي 25 ....................................................................................................................................
)1-3املفهوم 25 ..............................................................................................................
)2-3العقد الديدكتيكي والعقد البيداغوجي 25 .............................................................................
)3-3أهمية العقد الديدكتيكي 25 ...........................................................................................
)4-3انزالقات العقد الديدكتيكي 26 .........................................................................................
)4مستوى صياغة املفهوم 27 ...........................................................................................................................
)5الخريطة املفهومية 28.............................................................................................................
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
)1-5الخريطة الذهنية 31 ....................................................................................................
)2-5الخريطة املفهومية 32 ..................................................................................................
أ) بنية الخريطة املفهومية 33 .............................................................................................
ب) خطوات بناء خريطة مفهومية35 .....................................................................................
ج) ارتباط الخريطة املفهومية بميكانيزمات التخزين 36 ..................................................................
ُّ
د) عالقة الخريطة املفهومية باللحمة املفهومية 38 ......................................................................
ه) خطوات بناء لحمة مفهومية 39 .......................................................................................
)6الوسائل الديدكتيكية 42........................................................................................................
)1-6تعريف 42 ..............................................................................................................
)2-6أهمية الوسائل الديدكتيكية ووظائفها البيداغوجية 42 ...............................................................
)3-6شروط استخدام الوسائل الديدكتيكية 43 ............................................................................
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
مقدمة
عرفت السنوات األخيرة نفسا جديدا إلصالح منظومة التربية والتكوين؛ حيث صدرت الرؤية
االستراتيجية ،2015-2030تالها القانون اإلطار 51.17والنموذج التنموي الجديد ،ثم جاءت املشاورات
من أجل مدرسة ذات جودة للجميع ،مبنية على اإلنصاف وتكافؤ الفرص وتطوير البحث العلمي،
وتشجيع االبتكار ،والتجديد ،واإلبداع.
وهذا ما أكدته خالصات التقارير التركيبية الجهوية للمشاورات ،والتي عملت الوزارة بكل مكوناتها
على تحويلها إلى خارطة طريق لإلصالح ( ،)2026-2022تتضمن ثالثة محاور أساسية لإلصالح وأهدافا
استراتيجية لكل محور ،وهي :املتعلم(ة) [ 04أهداف] ،واملدرس(ة) [ 03أهداف] ،واملؤسسة [ 03أهداف].
وفي سياق مواكبة اإلصالح ،وخاصة ما يتعلق بالعمل على إعداد هندسة مطورة لتأهيل أطر هيئة
التدريس ،لتخريج مدرسات ومدرسين ذوي خبرة قادرين على تمكين املتعلمات واملتعلمين من التعلمات
األساس وتجويدها ،واإلسهام في تقدمهم ونجاحهم ،تندرج مجزوءة الديدكتيك العامة ضمن عدة
التكوين الخاصة بأطر هيئة التدريس بمسلك التعليم االبتدائي ،التخصص املزدوج ،باملراكز الجهوية
ملهن التربية والتكوين التي تتبنى نموذجا تكوينيا يمتد على مدى سنتين .تخصص السنة األولى للتكوين
املمهنن باملركز ومؤسسات التدريب باعتماد األنموذج :عملي-نظري-عملي ،فيما تتم السنة الثانية في
مؤسسات التعيين ،في إطار التحمل الكلي للمسؤولية.
وتعد مجزوءة الديدكتيك العامة من بين مجزوءات وورشات التكوين الثمانية عشرة التي تؤلف
فيما بينها ،باإلضافة إلى األنشطة امليدانية ،والتكوين الذاتي املوجه ،عدة تكوينية متناسقة ومتكاملة
تسهم في االرتقاء بأطر هيئة التدريس ،تنزيال ملا جاء به القانون اإلطار 51.17املتعلق بمنظومة التربية
والتكوين والبحث العلمي ،وخاصة املشروع رقم ،9الذي يشير إلى تجديد مهن التربية والتكوين واالرتقاء
بتدبير املسارات املهنية .وهو مشروع يهدف إلى تطوير أداء الفاعلين التربويين ،وذلك بالرفع من جودة
تكوينهم وتحسين تدبير مساراتهم املهنية؛ من خالل الرفع من نجاعة التكوين األساس وتعميمه على جميع
الهيئات وجعله ُم َمه ِننا.
ويعتبر هذا املطبوع وثيقة أساسية في عدة التكوين تعتمد التزام املعيرة لإلسهام في تحقيق مبدأ
اإلنصاف وتكافؤ الفرص في التكوين والتقويم ،وتكمن أهميته في كونه:
-يوفر مادة علمية وظيفية؛
-يسهم في البناء املعرفي للمهنة؛
-يسهم في بناء الكفايات املهنية؛
-يشجع على االنخراط في التكوين الذاتي املوجه بوصفه تكوينا دائما في مساره املنهي؛
-يستثمر في األنشطة التكوينية إعدادا وبناء وتوليفا.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
إرشادات منهجية
يتألف هذا املطبوع من تقديم وتصريح بالكفاية الخاصة بالديدكتيك العامة ،واألهداف واملضامين
لثالثة محاور؛ بنيت على معارف نظرية وأخرى عملية باعتبار البراديغم (عملي – نظري – عملي) املتمحور
حول املهننة التي تبتغي تخريج مدرسات ومدرسين ذوي كفاءة مهنية عالية ،وقادرين على التكيف مع كل
مستجدات املنهاج الدراس ي والوسط السوسيومنهي لتحقيق النجاح املدرس ي.
ُخ ِصص املحور األول لسياق تطور مفهوم الديدكتيك وعالقته بالحقول املعرفية األخرى
وبالبيداغوجيا ،واملحور الثاني تطرق للجهاز املفهومي لحقل الديدكتيك ( املثلث الديدكتيكي ،النقل
الديدكتيكي ،العقد الديدكتيكي ،الخريطة املفهومية والوسائل الديدكتيكية) ،أما املحور الثالث واألخير
فقد خصص للديدكتيك وسيرورة التعليم/التعلم ،وخاصة ما يتعلق بسيرورة التعلم والوضعية
التعلمية-التعليمية والوضعية املشكل والوضعية الديكتيكية.
وتجدر اإلشارة إلى أن املعني بالدرجة األولى بهذا املطبوع ،هم الطالبات والطلبة املتدربون بمسلك
التعليم االبتدائي ،التخصص املزدوج ،وهو يشكل منطلقا ومرجعا لإلعداد القبلي في إطار التكوين الذاتي
املوجه ،لإلسهام في إنماء الكفايات املهنية وتعزيز التكوين بكل صيغه حضوريا وعن بعد ،انطالقا من
مبدأ نسبية املعرفة ،وباعتماد التفكير النقدي والبعد التبصري ،والتركيز على املعارف اإلجرائية
وتوظيفها في املمارسات املهنية.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
الكفاية املستهدفة
في نهاية هذه املجزوءة ،يكون املتدرب(ة) قادرا على تعبئة مجموعة من املوارد املعرفية والنظرية واملنهجية
الديدكتيكية ،وموارد رقمية ،لحل وضعيات ٌمركبة ُم َمه ِن َنة ،مرتبطة بتدريس مواد السلك االبتدائي.
أهداف املجزوءة
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املحوراألول :مدخل إلى الديدكتيك العامة
)1سياق تطورمفهوم الديدكتيك ومجاالته
)1-1مفهوم الديدكتيك وتطوره
الديدكتيك لفظ قديم ،أصله من الكلمة اليونانية DIDAKTIKOSوتعني كل ما يختص بالتدريس
علم ّ س ّ ّ
ولقن .استخدمت هذه الكلمة في التربية أول مرة أو التعليم ،ومنها فعل DIDASKEINويعني ودر
كمرادف لفن التعليم ،وقد استخدمها كومينوس) ،(Comeniusمنذ سنة 1657في كتابه "الديداكتيكا
الكبرى Didactica Magnaحيث يعرفها بفن تبليغ وإيصال املعارف( ،)1ويضيف :بأنها ليست فنا للتعليم
فقط ،بل للتربية أيضا .ويمكن استخالص مرامي الديدكتيك عند كومينوس في كتابه الديداكتيكا
الكبرى على النحو التالي:
الشكل رقم :1أهداف الديدكتيك عند كومينوس Comenius
1محمد الدريج ،عودة إلى تعريف الديدكتيك أو علم التدريس كعلم مستقل ،مجلة علوم التربية ،العدد ،47املغرب ،ص،8.
.2011
2
E.Kant, Réflexions sur l’éducation, tr. fr. A. Philonenko, Paris, Vrin, 1966, p. 77.
3
Le Robert. Dictionnaire culturel en langue française (sous la direction d’Alain REY), Paris, 2005, art.
«Didactique».
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
الديدكتيكية وخاصة املهتمة بالرياضيات وتعلم اللغات في الغرب ،نظرا ملا تطرحه هذه املواد من
صعوبات خاصة في املرحلة االبتدائية.
لقد تطور االهتمام بالديدكتيك خالل السبعينيات من القرن العشرين ،بهدف تعميم التكوين
وتجويده في املدارس العامة لتكوين املدرسين .ومع تزايد الحاجة للديدكتيك تزايدت الحاجة إلى إنتاج
وبلورة تأليف كتب مساعدة على تدريس التخصص في الجامعات ومعاهد التكوين ،وترعرع البحث
العلمي الديدكتيكي في تخصصات مثل الرياضيات والعلوم وتدريس اللغات لينحو معنى الديدكتيك نحو
ديدكتيك خاصة بتخصص محدد .وهكذا ازدهرت أفكار التيار الداعي إلى نقل سمات التفكير العلمي
إلى املدارس في العالم الفرنكفوني في سياق تطور النظرية التكوينية لجان بياجي ،وأصبحت كل دراسة
ديدكتيكية علمية تستحضر البعد االبستيمولوجي كما البعد السيكولوجي واملعرفي للمادة الدراسية.
وفي أواخر القرن 20م ،ظهر وعي جديد حول إشكالية مبحث الديدكتيك ومعاودة بنائها انطالقا من
مرجعيات مخالفة لألطر الفلسفية الكالسيكية نظرا لعدة عوامل منها:
▪ توسع نظام املعارف وظهور فكرة التخصص العلمي مع تنظيم املواد الدراسية مع ما يتالءم
وحاجيات املتعلمين واستعداداتهم وميوالتهم النفسية؛ حيث تم االهتمام بالبحث العلمي التجريبي/
امليداني كرافعة داعمة للبحث العلمي النظري (املنهج العلمي النقدي)؛
▪ تطور الدراسات والنظريات السيكولوجية الحديثة وظهور مفاهيم تربوية جديدة (اإلدراك/
النمو /الشخصية /الذكاء /املراهقة ....الخ)؛
▪ التطور الكمي للنظم التعليمية (تزايد أعداد املتعلمين وتزايد حاجات املجتمعات اإلنسانية إلى
التعليم والتربية)؛
▪ االنفجار اإلعالمي وتطور وسائل وتقنيات التعليم وما رافقها من تغير العالقات البيداغوجية
وبروز إشكاالت ديدكتيكية تهم خصوصية املواد الدراسية.
هكذا يتبين أن تطوير معنى الديدكتيك من قبل الباحثين كان من أجل الحسم في الجدال
اإلبستيمولوجي والتعقيد الذي يالزمه كمفهوم وكعلم ،لتبيان أسسه وقواعده ومبادئه وموضوعه،
ويتفق أغلب الباحثين على أن كل دراسة ديدكتيكية علمية ال توجد بمعزل عن املكونات التالية:
▪ املكون اإلبستيمولوجي وله صلة بتطور املادة /املوضوع؛
▪ املكون السيكولوجي وله صلة بالذات العارفة واملتفاعلة مع موضوع املعرفة(املتعلم)؛
▪ املكون املنطقي وله صلة بالبناء العلمي والتجريبي لالستراتيجيات املعرفية والنماذج الديدكتيكية
املرغوب فيها.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
أما في املغرب فبدأت أولى الدراسات الديدكتيكية أواخر الثمانينيات ،بعد استفادة األطر املغربية
من التكوين الديدكتيكي في الجامعات األجنبية (الجامعات الفرنسية والبلجيكية) ،وتم إدخال علم
الديدكتيك وانطلقت األبحاث والدراسات في هذا امليدان ،وتمكنت من إنتاج نماذج ديدكتيكية لتدريس
املواد الدراسية وتكوين املدرسين في الجامعات واملعاهد ومدارس التكوين.
ومصطلح Didactiqueتقابله في اللغة العربية عدة ألفاظ :التعليمية ،علم التدريس ،منهجية
التدريس ،علم التعليم ،التدريسية ،الديدكتيك.
عرفت كلمة ديدكتيك الكثير من التطور في تعريفها وداللتها يمكن حصره في اتجاهين رئيسيين:
✓اتجاه ينظر إليها باعتبارها مجرد صفة ،قد ننعت بها وثيقة أو نشاط تعليمي ،أو كل ماله عالقة
بالتدريس .فنقول مثال وثيقة ديدكتيكية ،أو نشاط ديدكتيكي؛
✓واتجاهثاني يجعل من الديدكتيك علما مستقال من علوم التربية ،على اعتبار أن الديدكتيك
ليست مجرد تبسيط واختزال للمعرفة العاملة ،بل هي بناء جديد ال يستطيع أن يقوم به إال املختص.
وجدير بالذكر أن "املصطلح الذي كان سائدا في كلية علوم التربية بالرباط وفي بعض مؤسسات
التكوين التربوي مثل املدارس العليا لألساتذة ،للداللة على الديدكتيك ،هو "التربية الخاصة" ،في حين
كانت تستعمل في مراكز تكوين املعلمين كلمة "منهجية" للداللة على هذا التخصص"(.)1
)2-1استعماالت املفهوم لدى الباحثين
-استعمل أسطولفي )(2لفظ ديدكتيك كمرادف للبيداغوجيا.
-اعتبر الالند )3( La landeالديدكتيك فرعا من فروع البيداغوجيا موضوعه التدريس" .هي ذلك
الجزء من البيداغوجيا الذي يتخذ التدريس موضوعا له".
-بروسو ))4عرف الديدكتيك بأنها :هي الدراسة العلمية لتنظيم وضعيات التعلم التي يتدرج فيها
الطالب لبلوغ أهداف معرفية عقلية أو وجدانية أو نفس-حركية.
-اما هانز ابلي ( (5فيعتبر الديدكتيك علم مساعد للبيداغوجيا وينفي عنه االستقاللية ،ودوره ال
يتجاوز تطبيق نظريات بيداغوجية على محتوى معين بهدف إنجاز مشاريع ذات طابع علمي تعلمي
وتسهيل التواصل لبلوغ األهداف املتوخاة.
محمد الدريج ،عودة إلى تعريف الديدكتيك أو علم التدريس كعلم مستقل ،مجلة علوم التربية ،العدد ،47املغرب ،ص.2011 ،9. 1
2
Astolfi, J. P., Darot, E., Ginsburger-Vogel, Y., & Toussaint, J. (2008). Mots-clés de la didactique des sciences
(2è éd.). Bruxelles : de Boeck Université.
3
)La lande.A.: vocabulaire technique et critique de la philosophie, 2eme édition, P.U.F paris, 1986,p : (293
4
Brousseau G. (1998) Théorie des situations didactiques. Grenoble : La Pensée Sauvage .
5
Hans .Aebli, (1951): "Didactique psychologique. Application à la Didactique de la Psychologie de Jean
Piaget". Neuchâtel: Delachaux & Niestlé.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
-يعرف دوالندشير ، )1) DE LANDSHEEREالديدكتيك باعتبارها طريقة في التدريس ،وتحديدا
الطريقة الخاصة بتدريس مادة معينة أو مجموعة من املواد املتقاربة مثل ديدكتيك اللغات الحية.
وبالتالي فالديدكتيك /علم التدريس :علم تطبيقي – معياري ألنه يبحث في كيفية إنتاج نظريات تطبيقية
معيارية باعتبار أن التدريس ميدان للتطبيق وهو ما يستلزم منهجيا تحديد املعايير التي تضبط وتوجه
العملية التعليمية -التعلمية.
-حسب ثيرر )2( Thererالديدكتيك هي تخصص علمي موضوعه تحسين التعلم في إطار وضعية
تعليمية أو تكوينية .وبالتالي تسعى الديدكتيك بشكل أساس ي إلى ترجمة النوايا واملقاصد البيداغوجية
إلى أفعال.
-ويحددها كانيون )3( Gagnonبكونها "تأمل وتفكير في طبيعة املادة الدراسية ،وكذا في طبيعة
وغايات تدريسها ،وصياغة فرضيات خاصة انطالقا من املعطيات املتجددة واملتنوعة باستمرار لكل من
علم النفس والبيداغوجيا وعلم االجتماع ،وهي دراسة نظرية وتطبيقية للفعل البيداغوجي املتعلق
بتدريس تلك املادة".
-يعرف جاسمين (4)Jasminالديداكتيك ،باألساس ،كتفكير في املادة الدراسية بغية تدريسها،
والذي يواجه نوعين من املشكالت :مشكالت تتعلق باملادة الدراسية من حيث منطقها وبنيتها ،ومشكالت
تتعلق بالفرد في وضعية التعلم وهي مشاكل منطقية وسيكولوجية.
-طرح الدريج( )5تعريفا أكثر تكامال ،حيث يقول :الديدكتيك أو علم التدريس هو الدراسة العلمية
لطرق التدريس وتقنياته ،وألشكال تنظيم مواقف التعلم ،التي يخضع لها املتعلم(ة) في املؤسسة
التعليمية ،قصد بلوغ األهداف املسطرة مؤسسيا ،سواء على املستوى العقلي أو الوجداني أو الحس ي –
الحركي ،وتحقيق لديه ،املعارف والكفايات ،والقدرات واالتجاهات والقيم.
1
DE LANDSHEERE.Gilbert, « Dictionnaire de l'évaluation et de la recherche en éducation : avec lexique
anglais-français », Bulletin des bibliothèques de France (BBF), 1979, n° 11, p. 559-560.
En ligne : https://bbf.enssib.fr/consulter/bbf-1979-11-0559-024 ISSN 1292-8399.
2
Therer, J. (1992). Nouveaux concepts en didactique des Sciences. Bulletin de la Société géographique de
Liège, 28.
3
Gagnon ; J.C. (1974). Didactique d’une discipline ; Laboratoire de Didactique, Faculté des Sciences de
l’Éducation, Université Laval, Série Monographie N°2 avril 1974 P2.
4
Jasmin..B . (1973) :Problematique possible de la didactique . in didactique en science exprimentale. Textes
de références. C. F.P.C.P.R.. Rabat
5محمد الدريج ،عودة إلى تعريف الديدكتيك أو علم التدريس كعلم مستقل ،مجلة علوم التربية ،العدد ،47املغرب ،ص،11.
.2011
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
)3-1تحليل بعض التعاريف الحديثة للديدكتيك
1محمد الدريج ،عودة إلى تعريف الديدكتيك أو علم التدريس كعلم مستقل ،مجلة علوم التربية ،العدد ،47المغرب ،ص.2011 ،11.
أحمد أوزي ،المعجم الموسوعي لعلوم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة ،ص ،218.الدار البيضاء.2006 ، 2
4المرجع نفسه.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
)2الديدكتيك العامة والديدكتيك الخاصة
)1-2الديدكتيك العامة
وتعنى بالدروس واملمارسة الصفية ،واالهتمام باألنشطة الدراسية الفردية والجماعية ،وتبيان
الكيفية التي يوظف بها املتعلم املقرر الدراس ي والكتاب املدرس ي .أي :تهتم الديدكتيك العامة ( La
)didactique Généraleبطرائق التدريس بصفة عامة بمعنى آخر ،تهتم بكل ما هو مشترك وعام في
تدريس جميع املواد ،أي كل ما يجمع بين املواد الدراسية ،مثل طرائق وأساليب التدريس ،طرائق
التقويم ،املناهج الدراسية غايتها وأهدافها ومراميها ،املعينات الديدكتيكة والوسائل التقليدية والحديثة
السمعية البصرية واملوارد الرقمية ،وتستند الديدكتيك العامة في بحثها على املناهج العلمية وعلى تطبيق
نتائجها .ونجد في بعض التعاريف أن الديدكتيك العامة توظف كمدخل لشرح منطلقات العملية-
ا لتعلمية بما في ذلك النقل الديدكتيكي ،والتعاقد الديدكتيكي ،والظواهر املرتبطة بالتعلمات واملتعلم
( ...)1وهي قواسم مشتركة نجدها أيضا في ديدكتيك املواد.
)2-2الديدكتيك الخاصة
ُ
تعنى بتخطيط عملية تدريس أو تعليم مادة دراسية معينة()2؛ فنقول مثال :ديدكتيك علوم الحياة
واألرض ،ديدكتيك اللغة العربية ،ديدكتيك الفرنسية ،وديدكتيك الرياضيات ...،إذن ينحصر مجال
الديدكتيك الخاصة ( )La didactique spécialeداخل كل مادة من مواد التدريس أو التكوين ،وتهتم
بمنهجية تدريس املادة باستحضار املكون املعرفي واالبستمولوجي والسيكولوجي في تعلمها وتعليمها ،مع
إيالء أهمية كبيرة للنقل الديدكتيكي ،وللمهارات والقدرات والكفايات التي ينبغي تعلمها في املادة
الدراسية.
دفع تطور ديدكتيك املواد بعلم الديدكتيك نحو االختصاص وهو ما يعرف بالديدكسولوجيا
Didaxologieكعلم مستقل يتصف بالصبغة العلمية وينطلق من الفرضيات إلى التجربة واستنتاج
القوانين والنظريات(.)3
1
Reuter Y. dir. (2007/2010) Dictionnaire des concepts fondamentaux des didactiques. Bruxelles : De
Boeck.
. 2عدنان أحمد أبو دية ،أساليب معاصرة في تدريس االجتماعيات ،دار أسامة للنشر والتوزيع .ص.256 :
. 3ينظر تفاصيل ذلك ،أحمد عمراوي ،ديداكتيك التربية اإلسالمية من اإلبستمولوجي إلى البيداغوجي ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،1999 ،ص.14 :
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
الشكل رقم :2الديدكتيك العامة و الديدكتيك الخاصة
1ماهرعبد القادر علي ،مدخل علمي في األصول النظرية لدراسة العلم العربي ،مجلة الدليل ،ص .20ولكردي ،راجح عبد الحميد،
"نظرية المعرفة بين القرآن والفلسفة" ،ص.63
عبد الهادي السيد عبده ،علم النفس المعرفي " األسس والمحاور " ،مكتبة األنجلو المصرية ،ص.2021 ،24. 2
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
التركيز األساس ي لعلم النفس املعرفي الحديث على دراسة كيفية الحصول على املعلومات ،ومعالجتها،
وتخزينها في نظام الحوسبة املعقدة املعروف بالدماغ البشري ،لذلك فإن علماء النفس املعرفي هم األكثر
اهتماما بدراسة:
-كيف ٌنفكر؟
وكيف نفهم؟ -
وكيف نتذكر؟ -
وكيف ننس ى؟ -
وكيف نحل املشكالت؟ -
وكيف تستطيع التركيز والتعلم؟ -
وعلى عكس املدرسة السلوكية التي تركز فقط على السلوكيات التي يمكن مالحظتها ،فإن علم
النفس املعرفي يدرس الحاالت والعمليات العقلية الداخلية.
ويتميز علم النفس املعرفي عن باقي العلوم املعرفية األخرى ،ويهتم في الغالب بجمع البيانات من
خالل البحث والتطبيق في مجاالت أخرى مثل الفلسفة واألنثروبولوجيا وعلم االجتماع ،وعلم األعصاب
واللغويات ،وحتى الذكاء االصطناعيً ...
ونظرا ألن علماء علم النفس املعرفي يجرون أبحاثا في الغالب على
مواضيع غير بشرية للتعمق في مناطق الدماغ ،فإن العلوم املعرفية األخرى غالبا ما توفر قاعدة بيانات
للمعلومات التي تغذي نظريات علم النفس املعرفي الخارجي)1( .
)3-3سوسيولوجيا التربية
سوسيولوجيا التربية ) (La sociologie de l’éducationأو علم اجتماع التربية ،تشكل حقال معرفيا
يستند إلى علم االجتماع في دراسة القضايا التربوية في عالقتها بمختلف املؤسسات املجتمعية األخرى.
وذلك على اعتبار أن املؤسسة التعليمية هي بمثابة مجتمع مصغر يعكس ،في جوهره ،مختلف
التناقضات الجدلية التي يتضمنها املجتمع األكبر .ومن بين أهم ما تعنى به سوسيولوجيا التربية ،دراسة
دور املدرسة في بناء املجتمع سواء أكان ذلك عبر التكييف االندماجي أم عبر عمليات التغيير.
وتهتم سوسيولوجيا التربية بدراسة التربية أو املدرسة باعتبارها مؤسسة اجتماعية ،وذلك من
حيث بنيتها الداخلية وعالقاتها الخارجية .فاملدرسة تعكس محيطها الخارجي بطريقة أو بأخرى .كما ُيعنى
هذا العلم برصد ودراسة مختلف األنشطة التي تقوم بها املؤسسة التعليمية وبيان مختلف العالقات
التفاعلية التي تربطها باملجتمع الخارجي .فيما يخص البنية الداخلية للمؤسسة التربوية ،تهتم
سوسيولوجيا التربية بدراسة املكونات املؤثرة والفاعلة داخل املدرسة مثل التالميذ واملدرسين ورجال
اإلدارة واألعوان ،واملشرفين التربويين ،وجمعيات اآلباء واألمهات .إضافة إلى ذلك ،تعنى سوسيولوجيا
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
التربية بدراسة مجموعة من الظواهر االجتماعية التربوية من قبيل :النجاح والفشل الدراس ي ،الهدر
املدرس ي ،االنتقاء والتوجيه التربوي ،الفوارق االجتماعية والطبقية داخل املدرسة ،دينامية الجماعات،
ديمقراطية التعليم ،مشروع املؤسسة والشراكات التربوية ومقاربة النوع داخل الوسط املدرس ي .من جهة
أخرى ،تقوم سوسيولوجيا التربية بتقييم األدوار املجتمعية للمدرسة ،وخاصة مساهمتها في توعية
املجتمع وتنميته في مختلف املجاالت االقتصادية ،االجتماعية ،السياسية ،الثقافية والتكنولوجية.
لقد استفادت الديدكتيك كثيرا من املقاربة السوسيولوجية في دراسة الفشل الدراس ي وتبيان تأثير
الفوارق االجتماعية والسوسيوثقافية على األداء الدراس ي للمتعلمين (.)1
)4-3اللسانيات التطبيقية
ُ
تعد اللسانيات التطبيقية ( (La linguistique appliquéeفرعا من علم اللغة ،يبحث في التقابل
اللغوي وتحليل األخطاء وتعليم اللغات وعلم اللغة النفس ي وعلم اللغة االجتماعي وعلم اللغة اآللي
وصناعة املعاجم والترجمة(.)2
وعليه فإن هذا العلم يتناول القضايا اللغوية املعاصرة التي تطرح بوصفها مشكالت تعيق توظيف
اللغة في مستوى من مستويات التواصل واإلبالغ والتعلم .من هنا فإن هذا العلم يتواصل مع قطاعات
علمية أخرى تتخذ من اللغة جانبا من جوانبها ،موضوعا لها كعلم النفس وعلوم التربية وعلم طرائق
التدريس وعلم املناهج ،إلى جانب ضبط الوسائل البيداغوجية لتقنيات تعليم اللغات ونظرياته وأصول
التدريس وإصالح الكتابة ،ووضع التقويم التربوي واالختبارات وغيرها(.)3
كما تقيم اللسانيات التطبيقية حوارا متعاونا مع علوم التربية والتعليم العامة و امليتودولوجيا ،و
تعليم اللغات بخاصة ( )Didactiqueفتفيد منها مما يتصل املفاهيم ونظريات التعلم و مراحله وشروطه
و طرائقه ووسائله وبيئة التعلم وسمات املعلم الناجح وبناء املناهج واملقررات وضوابط املحتوى
التعليمي ،ناهيك عن مفهومات محددة يستعان بها في التعليم ذاته مثل :املمارسة ،الفروق الفردية
الذكاء ،امليول و القدرات والرغبات التمارين ،التعزيز ،الدافعية ،املهارات ،التغذية الراجعة االختبارات
،القياس ،التقويم املحاولة والخطأ ،تقنيات تربوية .تكنولوجيا التربية تعليم مكثف تعليم ،تشاركي،
تعلم ذاتي ،قراءة ناقدة ،التعلم االستراتيجي ،منهاج ) ، )(Curriculumعقد ديداكتيكي ،نقل
ديداكتيكي( )Transposition didactiqueوغيرها.
.1نعمان بوقرة ،معالم بحثية في اللسانيات التطبيقية وتطبيقات اللسانيات املوسعة ،مركز الكتاب األ كاديمي ،2022 ،ص:
.28
. 2محمد علي الخولي ،معجم علم اللغة التطبيقي ،مكتبة لبنان ،بيروت ،ط ،1986 ،1ص.05:
. 3نعمان بوقرة ،املرجع نفسه ،ص.22:
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
في إطار العالقة الجامعة بين علوم التربية والتعليم و اللسانيات التطبيقية كثيرا ما يشار إلى املثلث
التعليمي ) ) (Triangle didactiqueعالقة أركان العملية التعليمية وخصائصها و شروطها وأسئلتها
املبدئية من نعلم؟ (املتعلم(ة) املستهدف) وماذا نعلم؟ (املادة التعليمية) وكيف نعلم؟ (الطريقة و
الوسائل والبيداغوجيا) ،وملاذا نعلم ؟ (األهداف والغايات) ،وذلك من خالل وصف طبيعة العالقة
البيداغوجية بين املعلم واملتعلم و املحتوى .والكفايات املرتبطة بكل من هذه األركان التعليمية املحاكية
في جوهرها ألركان العملية التواصلية (مرسل ،مرسل إليه ،رسالة)(.)1
)4الديدكتيك والبيداغوجيا
على املستوى اللغوي ،فإن كلمة "بيداغوجيا" ذات أصل يوناني ،تتكون من شطرين « Péda » :وتعني
الطفل ،و » « Agôgéوتعني القيادة ،واملصاحبة ،والتوجيه والتربية .وكان البيداغوجي « Le
» ،Pédagogueعند قدماء اليونان ،هو العبد املكلف بمراقبة األطفال ومرافقتهم إلى املدرسة وحمل
حقائبهم ومساعدتهم على القيام بواجباتهم الدراسية.
أما من حيث االصطالح ،فمعظم الدراسات املعاصرة تستعمل مصطلح بيداغوجيا للداللة على
مستويين متميزين ومتكاملين:
❖ البيداغوجيا في بعدها التطبيقي وتعني األنشطة العملية املتمثلة في مختلف املمارسات
والتفاعالت التي تتم بين املدرس واملتعلمين سواء حضوريا داخل الفصل أو عن بعد باستخدام
التكنولوجيات الحديثة.
❖ البيداغوجيا في بعدها النظري هي علم يهتم بدراسة الظواهر التربوية واملناهج والتقنيات
بهدف الرفع من فعالية ونجاعة الفعل البيداغوجي .إذن فالبعدان النظري والعملي للبيداغوجيا هما
وجهان لعملة واحدة ،بمعنى أن البيداغوجيا تعني في الوقت نفسه أنشطة وممارسات تطبيقية تتم داخل
القسم أو عن بعد ،وكذا كل األبحاث والدراسات التي تستهدف ترشيد وعقلنة هذه األنشطة واملمارسات.
فمن مهام البيداغوجيا ،تطوير نظريات تروم فهم الظواهر التربوية والتنظير للطرائق البيداغوجية
الفعالة وسياقاتها .وذلك بهدف التوصل إلى خالصات نظرية ونماذج تطبيقية تؤطر وتوجه الفعل
البيداغوجي .ومن بين البيداغوجيات املعمول بها نذكر :بيداغوجيا حل املشكالت ،بيداغوجيا الخطأ،
البيداغوجيا الفارقية ،بيداغوجيا اإلدماج ،بيداغوجيا املشروع ...
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
❖ ويعرف معجم "املفاهيم املفاتيح للبيداغوجيا" بأنها " كل نشاط يمارسه شخص لتطوير
تعلمات محددة لدى الغير" .كما يرى كل من (لورانس كورني وأالن فيرنيو) أن البيداغوجيا في الوسط
التعليمي تعني "كل ما يتعلق بفن قيادة وتدبير القسم").(1
❖ أما (ايف روتر ) فيرى أن البيداغوجيا بصفة عامة " مقاربة أحداث تعليمية/تعلمية ال تأخذ
املحتويات بعين االعتبار ،بل تركز على فهم األبعاد العامة أو املستعرضة للوضعيات التي تضطلع
بتحليلها ،تلك األبعاد املتمثلة في العالقات القائمة ين املدرس واملتعلمين ،وبين املتعلمين بعضهم البعض
سواء أكانت عالقات سلطوية أو تواصلية أو تشاورية فيما يخص اختيار العمل والوسائل ،والطرائق،
وتقنيات التعليم والتقويم(2).
❖ ويمكن تعريف البيداغوجيا من الناحية التطبيقية على أنها تجميع لجملة من األهداف
والطرائق (االستراتيجيات والتقنيات) التي تخص اإلجراءات العملية للنقل االجتماعي والشخص ي
للمعرفة( 3).
وبناء على التعاريف التي قدمها مختلف املؤلفين في هذا املجال يمكن عرض النقاط الرئيسة التي
تشير إلى التمييز بين املفهومين كالتالي:
عبد الرحمان التومي ،الجامع في ديدكتيك اللغة العربية ،ص .10 .وميلود نوري ،تدريس املواد التعليمية ،ص.4. 1
ميلود نوري ،تدريس املواد التعليمية ،مطابع الرباط نت ،2019 ،ص.4. 2
3املرجع نفسه.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
الديدكتيك البيداغوجيا
تهتم بالعالقات العاطفية ،وباملناخ الدراس ي داخل تولي اهتماما كبيرا البستمولوجيا املواد الدراسية،
الفصل ،مراعية مهارات املدرس في قيادة وتدبير ولسيرورات بناء املفاهيم ،ومعوقات عمليات
التعليم. الفصل.
تركز على العالقة مدرس(ة) /متعلم(ة) أو تهتم باملعارف والتعلمات بناء وتحليال وترتيبا ونقال
وتقويما وعالجا. متعلم/متعلم والتفاعالت الصفية.
تركز على منهجيات التدريس. تركز على استراتيجيات التعلم.
تهتم بالعالقة متعلم(ة)/معرفة ،وباإلجراءات التي
يحصل بها التعلم ،والصعوبات التي تعيق عملية تركز على التواصل والوساطة.
التعلم في بعدها املعرفي.
تهتم بالتعليم. تهتم بسيرورة التعلم أو التعلم الذاتي.
تهتم بالعقد الديدكتيكي ،من منظور العالقة تهتم بالعالقة التربوية ،من منظور التفاعل داخل
التعليمية (تفاعل عناصر املثلث). القسم.
الديدكتيك ذات طابع خاص ،تركز أكثر على البيداغوجيا ذات طابع عام ومتعدد
التخصصات ،فهي تركز على املتعلم وطريقة املادة الدراسية من حيث محتواها ومنهجيات
تعلمه /والعالقات العاطفية داخل الفصل الدراس ي .تدريسها.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املحورالثاني :الجهازاملفهومي لحقل الديدكتيك
في هذا املحور سنتطرق إلى بعض املفاهيم األساسية للديدكتيك مثل :املثلث الديدكتيكي ،النقل
الديدكتيكي ،العقد الديدكتيكي ،مستوى صياغة املفهوم ،الخريطة املفهومية والوسائل الديدكتيكية.
)1املثلث الديدكتيكي
غالبا ما يتم التعبير عن الديدكتيك بمثلث يرمز إلى نسق العالقات التفاعلية الرابطة بين األقطاب
الثالثة للوضعية الديدكتيكية ،وهي :املتعلم ،املدرس واملعرفة .تهتم الديدكتيك بدراسة مختلف
الظواهر والقضايا الناتجة عن هذه التفاعالت .وتجدر اإلشارة إلى أن معظم األدبيات التربوية
الفرنكوفونية تستعمل لفظي "املثلث الديدكتيكي" و"املثلث البيداغوجي" للداللة على املعنى نفسه.
فحسب هوساي " ،)1(Houssayeتتحدد الوضعية البيداغوجية من خالل مثلث مكون من ثالثة عناصر
وهي :املعرفة ،املدرس(ة) و املتعلم(ة) ".وقد أدى التعريف النسقي للديدكتيك من حيث هي تحليل
ودراسة التفـاعالت داخل نسـق الوضـعية التعليميـة التعلميـة ،والقائمـة بـين مكونـات الفعـل الديدكتيكي
الثالثة إلـى تحديـد أقطـاب ثالثـة لهذه التفاعالت :القطب السيكولوجي ،القطب اإلبستيمولوجي والقطب
البيداغوجي.
)1-1العالقة متعلم(ة)-معرفة :محوراستراتيجيات التعلم
يهتم هذا املحور (القطب السيكولوجي) باستراتيجيات اكتساب وتملك املتعلم(ة) املعرفة
) ،(Stratégie d’appropriation du savoirودراسة مختلف العوائق التي تحول دون هذا االكتساب.
يتضمن هذا املحور أيضا البحث في سيكولوجية املتعلمين (ات) وتمثالتهم عن مختلف املعارف وما ينتج
عنها من صراع معرفي /عقلي ) ،(Conflit cognitifخالل وضعية بناء التعلمات الجديدة.
)2-1العالقة مدرس(ة)-معرفة :محوربناء املضامين
يعتبر هذا املحور (القطب اإلبستيمولوجي) هو املجال املفضل للبحث الديدكتيكي ،حيث يتم
التفكير في املعرفة التي ينبغي تدريسها من جهة أهدافها ،مفاهيمها ،حدودها ،تنظيمها ،وكيفية بنائها
وتدريسها ...يعني ما يصطلح عليه بالنقل الديدكتيكي ) .(La transposition didactiqueخالل هذه
العملية يقوم املدرس بإعادة بناء املعرفة العاملة ) (Le savoir savantواملعرفة املقررة في البرامج واملناهج
درسة ) (Savoir enseignéمالئمة (املعرفة املدرسية ،(Le savoir à enseignerويحولها إلى معرفة ُم َّ
لخصوصيات املتعلم(ة).
1
Houssaye, J., & Fabre, M. (2005). Peut-on parler d’une problématisation pédagogique?. Recherche
& formation, 48(1), 107-117. https://www.persee.fr/doc/refor_0988-1824_2005_num_48_1_2067
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
)3-1العالقة مدرس(ة)-متعلم(ة) :محورالتفاعالت البيداغوجية
العالقة التي تربط املدرس(ة) باملتعلم(ة) هي عالقة بيداغوجية وتربوية ،ترتكز على مختلف تقنيات
ضر الوضعيات التي تجعل املتعلم(ة) يوظف موارده للتعامل معها التعليم والتعلم .فاملدرس(ة) ُي َح ّ
وحلها .كما أنه يختار وضعية مشكل محفزة ودالة بالنسبة للمتعلم(ة) ،ثم يوجهه إلى املوارد التي ينبغي
عليه استثمارها ،والتعليمات الالزم اتباعها لحل املشكل .بمعنى أن دور املدرس(ة) منهجي وتحفيزي
وتوجيهي .هذا املحور (القطب البيداغوجي) هو مجال العقد البيداغوجي أو العقد الديدكتيكي الذي قد
يكون صريحا أو ضمنيا.
أخيرا ،تجدر اإلشارة إلى أن املجال املركزي الذي تتفاعل فيه األطراف الثالثة املكونة للمثلث
الديدكتيكي (املثلث الصغير املركزي) هو مجال بناء الوضعيات الديدكتيكية حسب Halté et
( Martinandانظر الشكل أسفله).
)2النقل الديدكتيكي
إن املعرفة الجامعية الناتجة عن البحث العلمي األكاديمي (املعرفة العاملة ،(Le Savoir savant ،في
شكلها األصلي ،غير مالئمة للمتعلمين في املستويات الدراسية االبتدائية والثانوية ،وذلك باعتبار
استعداداتهم ومكتسباتهم ذات الصلة ،وغير مناسبة كذلك لقدراتهم الفكرية والذكائية .فال يمكنهم فهم
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املعرفة العاملة كما هي ،في صيغتها األكاديمية الصرفة) . (1وبذلك ،يجب إخضاع املعرفة العاملة ملجموعة
من العمليات من قبيل :التكييف ،إعادة التنظيم ،إعادة الصياغة ،التحويل ،إزالتها من سياقها ووضعها
في سياق جديد حتى تصير معرفة قابلة للتدريس ،وبإمكان متعلم معين استيعابها وفهمها .والعمليات التي
مدرسة هي ما يسمى بالنقل الديكتيكي La تؤدي إلى تحويل املعرفة العلمية إلى معرفة َّ
1
Bkouche, R. (1999). De la transposition didactique. Consulté de
http://casemath.free.fr/divers/tribune/didactic.pdf
2
Chevallard, Y., & Johsua, M. A. La transposition didactique : du savoir savant au savoir enseigné.
La Pensée Sauvage, (1985).
. 3المرجع نفسه.
4
Verret, M. (1975). Le temps des études. 2 volumes. Paris : Honoré Champion, 102.
5
Johsua, S. (1996). Qu'est-ce qu'un « résultat» en didactique des mathématiques?. Recherches en
didactique des mathématiques (Revue), 16(2), 197-219.
6
Martinand, J. L. (1986). Connaître et transformer la matière. Berne: Peter Lang .
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
خطاطة ملستويات النقل الديدكتيكي حسب Develay
1
El Batri, B. (2020). Amélioration des Pratiques Pédagogiques de l’Éducation Relative à
l’Environnement : Outils de Promotion Scolaire et des Activités Pro-environnementales [Thèse de Doctorat].
Université Sidi Mohammed Ben Abdellah, Fès, Maroc.
2
Karwera, V. (2012). La transposition didactique du concept de citoyenneté à travers des pratiques
d'enseignement de l'histoire au secondaire. (Thèse de doctorat : 288 p). Université du Quebec à Chicoutimi en
association avec Université du Québec à Montréal, Canada.
3
AStolfi.j 2008, la saveur des savoirs, Disciplines et plaisir d’apprendre, Paris France.universite de
France
4
Verret, M. (1975). Le temps des études. 2 volumes. Paris : Honoré Champion, 102.
5
Arénilla .L. et al, Dictionnaire de pédagogie et de l,éducation. Bordas, 1996.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
بعض املفاهيم العلمية إلى تحريف املعنى األصلي للمفهوم .إضافة إلى ذلك يجب أن تكون املعرفة املعدة
للتدريس مناسبة لخصائص املتعلمين ،وهذا يعني وجوب تكييف املعرفة بشكل يأخذ بعين االعتبار عمر
املتعلم ،ومكتسباته السابقة ،وإمكانياته املعرفية ومحفزاته.
ب) التحيين الدوري
ُ
تبنى املعرفة العلمية وتتطور باستمرار بفضل جهود الباحثين في مختلف التخصصات .والش يء
نفسه بالنسبة لحاجيات وانتظارات املجتمع ،فهي في نمو وتطور دائمين .لذلك من الضروري إجراء
تحديثات دورية لتقريب املعرفة َ
املد َّرسة من املعرفة الجامعية من ناحية ( ،)1ومن ناحية أخرى ،لتقديم
معرفة ذات معنى )2(.ومفيدة ( )3للمتعلم.
إن التجديد الدوري للمناهج الدراسية على أساس املعرفة العلمية الجديدة وعلى أساس
االحتياجات الشخصية واالجتماعية املتجددة للمتعلمين يمكن من تجنب الوقوع في "التقادم
ً
الديدكتيكي" ( ) 4و "شيخوخة املعرفة") .(5لذلك ،يجب أن يكون النظام التعليمي يقظا حتى ال يسمح
باالستمرار في تدريس معرفة بعيدة عن "املعرفة العاملة" لفترة طويلة نسبيا.
ج) الربط بين املضامين الجديدة واملضامين السابقة
ال يقتصر املدرس في عمله الديدكتيكي على معالجة أهداف التعلم كما هي على مستوى املنهاج بغض
النظر عن املعرفة السابقة للمتعلم .فمن املسلم به أنه يأخذ في االعتبار املحتويات التي تم تدريسها
سابقا وكذلك املستلزمات األساسية للمتعلمين .وبالخصوص ،املضامين التي لها عالقة وطيدة مع ً
املعرفة موضوع التعلم .فاملعرفة هي بناء ،واملعارف الجديدة تبني على أساس املعارف السابقة .لذلك،
يجب على املدرس ،إلعداد درسه ً
جيدا ،أن يطلع على املعارف املتضمنة في مناهج املستويات املدرسية
السابقة للمستوى الذي ُي َد ّ ِرسه ،وخاصة املحتويات التي لها عالقة مباشرة مع املعرفة موضوع النقل
الديدكتيكي.
1
Chevallard, Y., & Johsua, M. A. (1982). Un exemple d'analyse de la transposition didactique : la
notion de distance. Recherches En Didactique Des Mathématiques, Grenoble, 3(2). La Pensée Sauvage.
2
Perrenoud, P. (1998). La transposition didactique à partir de pratiques : des savoirs aux compétences.
Revue des sciences de l’éducation, 24(3), 487-514.
UNESCO (2017). L’Éducation pour les peuples et la planète : Créer des avenirs durables pour tous.
3
Rapport Mondial de Suivi sur l’Éducation (2016). UNESCO, 2017 Première édition 7, place de Fontenoy,
75352 Paris 07 SP, France. Tiré de http://unesdoc.unesco.org/images/0024/002470/247033F.pdf
4
AStolfi.j 2008,la saveur des savoirs,Disciplines et plaisir d apprendre, Paris France.universite de
France
5
Chevallard, Y., & Johsua, M. A. (1982). Un exemple d'analyse de la transposition didactique : la
notion de distance. Recherches En Didactique Des Mathématiques, Grenoble, 3(2). La Pensée Sauvage.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
َ
ت َّم تقديم املفاهيم البيولوجية والجيولوجية في املناهج والكتب املدرسية الخاصة بعلوم الحياة
واألرض من خالل أمثلة متعددة .وهذا يعني أن كل مفهوم يتم بناؤه من خالل استعراض عدة أمثلة
متكاملة .يمكننا االستشهاد بالتنفس عند االنسان والحيوانات والنباتات .األنظمة الغذائية العاشبة،
الالحمة والقارتة لدى العديد من الحيوانات؛ مكونات الخلية الحيوانية والنباتية ...الخ .كما أن
االستنتاجات والتعميمات املتعلقة بكل مفهوم تبنى على أساس عدة أمثلة .وهو ما يسمى بالنهج
ّ
االستقرائي .هذا النهج ُي َم ِكن من صياغة نماذج وتعميمات تتجاوز الحاالت الخاصة ( .)1ومع ذلك،
ُ
وبسبب ضيق الوقت ،يقوم بعض املدرسين بتقليل عدد األمثلة امل َد َّرسة إلى الحد األدنى من أجل
الوصول املتسرع إلى استنتاجات غير مبنية حق البناء .وذلك باالعتقاد ،خطأ ،أن املهم هو الخالصة
العامة التي ينبغي الوصول إليها بأسهل الطرق .لكن في الحقيقة ،فإن دراسة العديد من األمثلة ،تمكن
من فهم جوانب مختلفة من الظاهرة وبشكل أفضل ،وإجراء املقارنات ،والتحقق من الفرضيات،
واستخالص ما هو أساس ي في مفهوم معين وتمييزه عن بعض الجوانب الثانوية األخرى .باختصار ،تؤدي
مضاعفة األمثلة املعالجة في درس علوم الحياة واألرض مثال ،إلى صياغة تعميمات مبنية على أسس
متينة ،مع تطوير بعض القدرات الفكرية لدى املتعلم .من ناحية أخرى ،عند تدريس مفهوم علمي
َُ
انطالقا من مثال واحد ،فإن املتعلم يحصر معنى املفهوم على املثال الوحيد املق َّدم وال يتذكر في نهاية
املطاف إال ذلك املثال.
ه) تقويم النقل الديدكتيكي
ال يقتصر عمل املدرس على إعداد وتقديم الدروس بشكل جيد ،بل إن تحسين عمله الديدكتيكي
يتطلب إجراء "تغذية راجعة" » َ « feedbackب ْع ِد َية .هذا باإلضافة إلى التغذية الراجعة األساسية التي
تحدث أثناء عملية التعليم-التعلم .وقد أظهر بحث استكشافي تقويمي امتد على مدى 3سنوات()2
أهمية التغذية الراجعة في املستوى الثانوي اإلعدادي بالنسبة لكل من املدرس (تطوير املمارسة املهنية)
واملتعلم (األداء الدراس ي) .عالوة على ذلك ،يمكن أن يكون للتغذية الراجعة تأثير حاسم على النجاح
الدراس ي) .(3في بعض األحيان يتضح أن بعض املقاطع من الدرس تمثل صعوبة خاصة للمتعلم .يكتشف
املدرس ذلك ،إما أثناء الدرس أو أثناء التقويم التكويني أو اإلجمالي .في هذه الحالة ،فإن أحد السبل
القمينة بتحسين عمل املدرس -باإلضافة إلى دعم التعلمات -هو مراجعته "للنقل الداخلي" الذي قام به
للمحتوى .وهذا ما يسمى :التقويم الذاتي للنقل الديدكتيكي .ال يمكن للمدرس أن يتطور ،في عمله
الديدكتيكي ،إذا استمر في تدريس املعارف التي تمثل صعوبات جدية للمتعلم ،بالطريقة نفسها وبالنقل
1
Balslev, K., & Saada-Robert, M. (2002). Expliquer l'apprentissage situé de la littéracie: une
démarche inductive/déductive. Raisons éducatives, (5), 89-110.
2
Belec.c et Richard.E,La rétroaction multitype 2000
3
Hattie.j et Timerely.H,2007. The power of feed black revisited. À Metz analysés of Educational
feedback research. Sec. Educational psychology.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
نفسه الذي قام به خالل سنته األولى من التدريب .وتظهر الحاجة إلى إجراء تقويم للنقل الداخلي (الذي
قام به املدرس) بالخصوص ألجزاء املقرر التي تطرح صعوبات متكررة بشكل منهجي في عملية تعليمها-
تعلمها .وتجدر اإلشارة إلى أن املشكلة ال تكمن ً
دائما في العمل الديدكتيكي للمدرس .فأحيانا تشير
الصعوبات املنهجية املتكررة املوجودة في "النقل الداخلي" ملحتويات معينة من املقرر إلى أن املشكلة
الحقيقية موجودة باألحرى على مستوى النقل الخارجي .بمعنى أن بعض املحتويات املبرمجة قد تكون
غير مالئمة للمستوى الفكري للمتعلم ومستلزماته األساسية .في هذه الحالة ،فإن الحل يكمن في القيام
بإصالحات في املناهج تتجاوز العمل الديدكتيكي للمدرس.
)3العقد الديدكتيكي
)1-3املفهوم
العقد الديدكتيكي Le contrat didactiqueأو التعاقد الديدكتيكي حسب ،Brousseauهو مجموع
سلوكات املدرس املتعلقة ببناء املعرفة واكتسابها (املرتقبة من قبل املتعلمين) ،ومجموع سلوكات املتعلم
املرتقبة من قبل املدرس .إنه مجموع القواعد التي تحدد ،يصورة ضمنية ،ما يتوجب على كل شريك في
العالقة الديدكتيكية ،تدبيره وما سيكون موضوع محاسبة أمام اآلخر ".بمعنى أن العقد الديدكتيكي
يحدد األدوار واملهام وااللتزامات املوكولة إلى كل من املدرس واملتعلم ،إما بشكل صريح أو ضمني بهدف
تحقيق التعلم ،واكتساب املعارف واملهارات املتضمنة في املنهاج.
من بين أهداف التعاقد الديدكتيكي تعويد املتعلمين على تحمل املسؤولية وأداء األدوار املنوطة بهم
في إطار املشاريع التربوية املتعاقد بشأنها ،وكذلك تشجيعهم على املشاركة اإليجابية في بناء تعلماتهم.
وتجدر اإلشارة إلى أن من بين املبادئ األساسية للتعاقد حرية االقتراح واالنخراط املتبادل في إنجاح
التعاقد.
)2-3العقد الديدكتيكي والعقد البيداغوجي
يهتم العقد البيداغوجي بتنظيم الفصل ومجموع قواعد العمل داخله ،هذه األخيرة ليست لها
عالقة باملادة َّ
املدرسة .بينما العقد الديدكتيكي فيرتبط بوضعيات التعلم ،وبناء املعارف واملهارات
املرتبطة بمادة دراسية معينة ،كتحديد املهام املطلوب إنجازها ،وشروط اإلنجاز ،وكيفية تقويمه.
وبالتالي فالتعاقدات القائمة لتعلم اللغة ليست هي نفسها لتعلم الرياضيات أو علوم الحياة واألرض.
)3-3أهمية العقد الديدكتيكي
❖ التربية على الجدية وااللتزام وتحمل املسؤولية في العملية التعليمية التعلمية؛
❖ توضيح طريقة العمل والتقويم حتى يكون املتعلم على بينة من أمره ويستعد ملختلف األنشطة
التعلمية وفقا للتعاقدات املتفق عليها؛
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
❖ يشكل العقد الديدكتيكي إطارا مرجعيا يمكن الرجوع إليه ،خاصة في حالة اإلخالل بأحد
بنوذه؛
❖ التربية على قيم الديمقراطية وحرية االقتراح وإبداء الرأي ،مع تحمل نتيجة القرارات املتخذة
من قبل جماعة القسم وتقويمها؛
❖ تعرف األستاذ على بعض الجوانب الخفية من منتظرات املتعلم.
)4-3انزالقات العقد الديدكتيكي
رغم وضع عقد ديدكتيكي جيد باالتفاق مع مجموعة القسم ،فإنه في بعض األحيان ،خالل التنفيذ،
قد يقع املدرس(ة) في بعض االنزالقات الديدكتيكية ،ومن أهم االنزالقات التي حددها الديدكتيكيون
نذكر:
أ) أثرطوباز )» (Effet « Topaze
يتجلى هذا األثر بالخصوص عندما يجد املتعلم صعوبة ما ،خالل وضعية تعلمية ،فعوض أن يختار
املدرس وضعية مناسبة يضع فيها املتعلم ليتمكن من تجاوز هذه الصعوبة ،فإنه يقدم له مساعدة
حاسمة توصله بسهولة إلى الحل ،دون أي مجهود .وبالتالي يفوت املدرس(ة) على املتعلم فرصة بناء
تعلماته بنفسه .بمعنى آخر فإن توصل املتعلم إلى الجواب الصحيح بمساعدة حاسمة من املدرس(ة) ال
يعني حصول التعلم واكتساب املعرفة موضوع الصعوبة .وبالتالي فإن املتعلم سيجد مستقبال ،في
وضعية مماثلة ،الصعوبة نفسها.
ب) أثرجوردان )» (Effet « Jourdain
لكي يتجنب املدرس(ة) الحوار املعرفي مع املتعلم والذي قد يثبت فشله ،فإنه يقبل أي جواب من
املتعلم ،رغم كون هذا الجواب بسيطا وبديهيا .إال أن املدرس يعتبره دليال على فهم واستيعاب املتعلم
للموضوع.
مثال في الرياضيات:
-املتعلم(ة) 2=1× 2 :؛ 2=2×1
-املدرس(ة) :هذا جيد ،أنت تعلم أن الرقم 1محايد في الضرب وأن الضرب تبادلي.
-يحصل املتعلم (ة) على اإلجابة الصحيحة بمعرفة بسيطة بديهية ويشهد املعلم على قيمة ذلك
من خالل خطاب علمي رياض ي من املعرفة العاملة.
ج) االنزالق امليتامعرفي Le Glissement métacognitif
عندما يفشل نشاط تعليمي معين في إكساب املتعلمين املعرفة املستهدفة ،فإن املدرس يهتدي إلى
تبرير معين ويحول النقاش إلى موضوعات أخرى مثل طرق التفسير والوسائل املستخدمة لبناء املفهوم
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
وتفاصيلها النظرية .وبذلك يبتعد عن موضوع املعرفة املقررة ،ويخوض في تفاصيل أخرى ثانوية وال
عالقة لها بأهداف التعلم.
د) سوء استخدام املماثلة L'usage abusif de l'analogie
إجراء ديدكتيكي يستخدم املماثلة كوسيلة ودليل لتقبل واكتساب معرفة معينة ،وذلك من خالل
تكثير ومراكمة وضعيات متماثلة في نفس موضوع التعلم .فمثال حينما يفشل املتعلم في حل تمرين أو
مسألة معينة في الرياضيات ،فإن املدرس يعطيه فرصة أخرى في نفس املوضوع ،وفي وضعية مماثلة .إال
أن املتعلم قد يستنسخ طريقة جواب املدرس(ة) على تمرين مماثل ،وبالتالي يعطي جوابا صحيحا دون
فهم جيد للموضوع.
ه) تلبية الفضول املعرفي للمتعلم(ة) على حساب أهداف التعلم
أحيانا يطرح املتعلم(ة) عدة أسئلة لها عالقة هامشية بموضوع التعلم ،وبهدف تلبية الفضول
املعرفي للمتعلم(ة) ،تجد املدرس(ة) يخوض في تفاصيل ووضعيات لم تكن مقررة في األصل ،وبعيدة عن
أهداف التعلم .وإذا ما تكرر األمر ،فقد يؤثر سلبيا على تدبير وضعيات التعلم املقررة ،والوقت املخصص
لها .لكن باملقابل ،فإن بعض األساتذة يرفضون الجواب ،بحجة أن املوضوع املثار ال يدخل ضمن
األهداف املقررة ،وبالتالي فهم يقمعون الفضول املعرفي للمتعلم .غير أن هناك صنفا ثالثا من املدرسين،
وهم األجدر أن ُيقتدى بهم ،يتحلون بنوع من املرونة تجعلهم يلبون الفضول املعرفي للمتعلم ،ويستغلون
هذا الفضول لدفعه للمزيد من التعلم النشيط ،دون أن يؤثر ذلك على السير العادي للدروس .حيث
إنهم يجيبون عن أسئلة املتعلم بإعطاء بعض اإلشارات الدقيقة واملختصرة حول املوضوع املثار ،دون
الخوض في تفاصيله ،ثم يوجهون املتعلم لتعميق البحث في املوضوع من خالل مشروع شخص ي أو
َ
مشترك بين مجموعة من املتعلمين .ويدخلون هذه املشاريع ضمن األنشطة املندمجة التي يكافأ عليها
املتعلم.
)4مستوى صياغة املفهوم
ال يمكن فصل عملية النقل الديدكتيكي عن مستوى صياغة مفهوم معين (Niveau de
) ،formulationفاملفهوم نفسه يمكن صياغته بطرق مختلفة ،وذلك حسب املستوى الدراس ي للمتعلم
(ة) من جهة ،وحسب خصائص املفهوم موضوع التعلم من جهة أخرى .كما أنه ،بالنسبة ملستوى دراس ي
معين ،يرتبط مستوى صياغة املفهوم بوضعيات التعلم .حيث تتطور صياغته ،بالتعميم والتجريد
والتخصيص ،تبعا لتطور أنشطة التعلم وتشعبها وثرائها .وذلك على امتداد السنة الدراسية ،ومن
مستوى دراس ي آلخر ،حيث نجد صياغات متعاقبة ومختلفة لنفس املفهوم.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
إن أي تفكير في صياغة معينة ملفهوم محدد ،يستلزم تحليال للمعرفة َّ
املدرسة مع األخذ بعين
االعتبار البنية املعرفية للمتعلم ومكتسباته السابقة ) .(1لنأخذ على سبيل املثال مفهوم التنفس؛ لقد
تمت صياغته بالنسبة ملستوى األولى إعدادي على أنه عبارة عن تبادالت غازية ) (O2/CO2تتم بين الكائن
الحي ووسط عيشه (هواء /ماء) .بمعنى أنه في هذا املستوى تم االقتصار على الكشف عن املظاهر
تم الشروع في تناول مفهوم التنفس على الخارجية للتنفس .أما في مستوى السنة الثالثة إعدادي ،فقد َّ
مستوى الخلية ،حيث تمت اإلشارة ،بشكل إجمالي ،إلى تفاعل أكسدة الكليكوز الذي يمكن من إنتاج
تم التعمق أكثر في مفهوم التنفس على املستوى الجزيئي، ،CO2املاء والطاقة .في السنة الثانية بكالورياَّ ،
وذلك بإعطاء تفاصيل أكثر دقة حول السلسلة التنفسية وطبيعة الطاقة املنتجة ومراحل إنتاجها
(سلسلة األكسدة واالختزال ونقل اإللكترونات ،الفسفرة التأكسدية على مستوى الغشاء الداخلي
للميتوكندري وإنتاج الطاقة على شكل ،ATPحلقة .(Krebsهذا يعني أن مفهوم التنفس تمت صياغته
تدريجيا ،وكل مستوى صياغة ،يبنى على أساس املكتسبات السابقة للمتعلم املرتبطة باملفهوم نفسه .إن
أخذ التطور الذهني واملعرفي للمتعلم بعين االعتبار يعني أن هذا األخير يقوم بإدماج املعرفة الجديدة في
البنيات الذهنية واملعرفية املوجودة لديه وأن التعلم ليس مجرد استقبال وحفظ للمعلومات.
هذا املفهوم نفسه يمكن صياغته بطرق مختلفة مقبولة علميا .(2).غير أنه في أي مستوى من
الصياغة نجد تغيرات مختلفة قد تمس طبيعة وشكل الصياغة ،العالقة مع املفاهيم ذات الصلة،
خصوصية املضامين املستهدفة ،وضعيات التعلم املالئمة ،مستوى اللغة والخطاب املستعمل ...إن
ّ
املشكلة له .ويمكن صياغة املفهوم ِ صياغة أي مفهوم تستند على مجموعة من املصطلحات الفرعية
البيولوجي نفسه مثال ،في أي مستوى د اس ي ،بطريقة مختلفة عن املستويات السابقة والالحقةُ .
ديفالي ر
يسمي مجموع هذه الصياغات والتصورات التي تعطى للمفهوم نفسه .) 3) les matrices disciplinaires
)5الخريطة املفهومية
مقدمة :لعل الغاية القصوى ألي فعل تعليمي تعلمي هو تحقيق الفهم وتوسيع دائرته بين أكبر
شريحة ممكنة من املتعلمين(ات) ،فال تنتهي وظيفة الفهم إال بعد استقرار املفهوم في ذهن الفاهم .من
هذا املنطلق ،فإن تحصيل الفهم ليس مرتبطا بوضوح املعارف في ذهن ناقلها (املدرس(ة)) فقط ،بل
يرتبط بميكانيزمات أكثر تعقيدا ،تجري عند املنقول إليه (املتعلم(ة)) ،تقوم أساسا على طريقة استقباله
للمعلومات املقدمة ،وطريقة تنظيمها وحفظها في حقيبة الدرايات املخزنة.
1
Astolfi, J. P., Darot, E., Ginsburger-Vogel, Y., & Toussaint, J. (2008). Mots-clés de la didactique
des sciences (2è éd.). Bruxelles : de Boeck Université.
2
Lalanne, J. (1985). Le développement de la pensée scientifique (orientation biologique) chez les
enfants de 6 à 14 ans. Aster: Recherches en didactique des sciences expérimentales, 1(1), 155-170.
3
Develay, M. Disciplines et "matrices disciplinaire" . Cahiers pédagogiques, n° 298 novembre, 1991,
p. 25-27.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
وهكذا ،تخضع املعارف املقدمة لنظام ذهني قائم على ثالثة عناصر متداخلة فيما بينها ،هي :الفئات
الذهنية والعمليات الذهنية والثوابت.
أ -الفئات الذهنية :هي قناة أو مسلك أو لغة التعلم ،وهي إما سمعية وإما بصرية أو هما معا،
وهكذا ،فإن مسالك استحضار املعرفة تختلف من شخص إلى آخر "فبالنسبة للبعض ،تكون الصور
ّ
دون بها ما تعلموه .أما بالنسبة للبعض اآلخر،
البصرية هي املسلك[ ...فـ] يتمثلون في الذهن السبورة التي ِ
فسيكون املسلك هو التمثيالت السمعية ،بحيث يكلم املتعلم نفسه ذهنيا ويعيد إلقاء العرض من خالل
املكون [املدرس(ة)]؛ وبالنسبة ألشخاص آخرين ،يكون املسلك خليطا مما هو سمعي وما ّ
حلوله محل ِ
هو بصري ،بحيث يتمثل املتعلم نفسه وهو يتكلم ويصغي ملا يتلفظ به"(.)1
ب -العمليات الذهنية :تسمى أيضا بالعوامل ،ونوضحها بواسطة اللحمة املفهومية التالية(:)2
- 1دومنيك شالفان ،طرق وأدوات التدريس والتكوين ،ترجمة وتعريب عبد الكريم غريب ،منشورات عالم التربية ،مطبعة
النجاح الجديدة ،ط ،1 .الدار البيضاء ،2011 ،ص.182.
- 2املرجع نفسه ،ص.183 .
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ج_ الثوابت:
وتكون إما خطية وإما شمولية أو هما معا:
" -الخطية :يحتاج [املتعلم(ة)] إلى إطار منظم ،ذي استحقاقين ،تحليلي ومقطعي ،فاملتعلم الخطي
يفهم بشكل أفضل ،إذا ما قدمت له العالقات بين مختلف العناصر ،وفق ترتيب منطقي.
-الشمولية :يحتاج [املتعلم(ة) الشمولي] إلى إطار عام ،تركيبي وفضائي لكي يتمكن من موضعة
كافة العناصر املراد تعلمها في عنصر متجانس.
يستعمل البعض حصريا إحدى الطريقتين ،ويستعمل اآلخرون كليهما ،وإنما بنسب مختلفة" (.)1
وهكذا ،تكون الدراية املقدمة ،حافزا لتدبير ذهني غرضه التوليف بين الفئات والعمليات والثوابت،
لتحديد أفضل مسار يمكن أن تسلكه املعارف الجديدة ،لتلتحم بالتصورات املسبقة عن املفهوم
املقدم ،الذي يمكن تمثيله عموديا وأفقيا في تصاميم وشبكات وخرائط تثبت املفاهيم في صور بصرية،
"لتشكل بذلك كال"(.)2
ُّ
وتبدو الخرائط الذهنية والخرائط املفهومية والل ْحمات املفهومية ،من منظور سوسيو بنائي
تفاعلي؛ طريقة جديدة لبناء وعرض وترتيب املفاهيم؛ تختلف عن الطريقة االعتيادية (طريقة التلقين)
تقدم فيها املفاهيم في فقرات و"تدرس بها املادة التعليمية من خالل الشرح وتوضيح معاني الكلمات التي َّ
واستخراج األفكار وحل التمارين باستخدام الوسائل املعتادة كالسبورة والكتاب املدرس ي 3."...على أنها -
أي الخرائط واللحمات-وإن كانت تتشابه شكال ،لتسم كل "نموذج تخطيطي" يستعمل لوصف وتمثيل
مفهوم معين ،فهي تختلف تركيبا وتتفاوت بساطة وتعقيدا ،إذ بينها حدود اتصال وانفصال ،تجعلها
تتمايز بالنظر إلى الدور الذي تلعبه كل واحدة منها في وصل املفاهيم بعضها ببعض ،سواء تعلق األمر
بتوليد األفكار حول مفهوم تعليمي معين أو بتنظيم املعارف املرتبطة به ،أو بصياغة ملفوظات تسهل
الفهم وتسمح بتخزين فعال ومستدام.
يمكننا في بعض األحيان ،أن ننطلق في بناء الخريطة املفهومية من خريطة ذهنية ال يكون الهدف
منها حل املشكالت ،أو تنظيم مفهوم علمي ،أو اإلعداد ملشروع تعلمي ،أو إجراء ،وإنما يكون تجميعا
للتصورات النوعية لألفراد حول موضوع التعلم إلحاطته بأكبر عدد من التحديدات املمكنة.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
)1-5الخريطة الذهنية
يسمح العصف الذهني بانبثاق التصورات حول موضوع التعلم ،مشكال إطارا متناميا من املفردات،
وهي في حقيقتها رؤوس أقالم تتباين عالقتها به قوة وضعفا ،ويشجع االقتصاد في التدوين على التفكير
واإلبداع وتوليد األفكار ،فمصطلح "التخزين" على سبيل املثال ،يجمع حوله العديد من الكلمات التي
تشرح أو تكمل معناه من قبيل :معلومات ،حفظ ،نقود ،مال ،متاع ،طعام ،شراب ،ماء... ،
يمكننا إذن ،أن نقدم الخريطة الذهنية ( )La carte mentaleملصطلح "التخزين" من دون تحديد
للمجال املعرفي أو لسياق املوضوع ،بتدوين كل التصورات حوله ،وبتعويض الروابط اللفظية بشعاعات
املنتجة ،التي تسمح بتشعب ونمو الخريطة الذهنية ،وامتدادها على تحمل الكم الهائل من املصطلحات َ
مساحات تراتبية شاسعة ،نجد بطبيعة الحال عالقات منطقية بينها.
وهكذا نجد املنتصرين للخرائط الذهنية ،يميلون إلى االبتعاد عن التعقيدات وتركيب امللفوظات،
على اعتبار أن التخزين يضطرب عندما تكثر املعلومات وتضعف القدرة على التمييز بين األفكار الهامة
واألفكار األقل أهمية بسبب تباعد املسافات بينها من جهة وبسبب إثقال املوضوع بمضامين غير مجدية
من جهة أخرى ،فـ " 90%مما يتم تدوينه يبقى دون جدوى (كلمات غير نوعية ،كلمات الربط)"( )1(.انظر
املثال التوضيحي .)1
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
قدم طوني بوزان ( )Tony Buzanالخريطة الذهنية بشكل يسمح بربح الوقت أثناء البحث عن
الكلمات املفاتيح (األساسية) لتسهيل عمليات التخزين ،وأخرجها شكال في تصاميم تنضبط ملبدأ موحد،
حيث:
" -يتم تدوين الفكرة الرئيسة في املركز ،واألفكار املرتبطة بها على شعاعات تنطلق منها؛
-يمثل كل شعاع فكرة ترتبط بالفكرة الرئيسة ،ويمكن أن تنقسم بدورها إلى أفكار ثانوية ذات
أهمية أقل؛
-التوضيح قدر اإلمكان ملختلف النقط من أجل الرفع من درجة التخزين البصري؛
-استعمال ألوان من أجل ترميز الرسم ،أو إبراز نقط من نفس الطبيعة أو نفس مستوى
األهمية"(.)1
وهكذا ،يمكننا أن نستنتج أن هاجس الخرائط الذهنية ،ليس هو إرفاق املفاهيم بملفوظات توضح
معانيها ،وإنما إحاطتها بتوضيحات شاملة نعمد إلى نحتها شيئا فشيئا حتى نصل إلى نهاياتها ،ونقدمها في
تراكيب متراصة تدعم طرق التقاطنا البصري وتعزز إمكانات الذاكرة في االستحضار والتخزين.
)2-5الخريطة املفهومية
ترجع بداية استعمال الخرائط املفهومية ( )Les cartes conceptuellesإلى سنة ،1972في مجال
العلوم على وجه التحديد ،في إطار برنامج بحثي قدمه نوفاك ( )Novakفي جامعة كورنيل ( )Cornellفي
نيويورك ،حول طريقة استيعاب األطفال للمفاهيم العلمية ،انطالقا من نظرية أساسية في سيكولوجية
التعلم ،مفادها أن التعلم يتم في مرحلتين ،مرحلة االكتشاف (من الوالدة إلى حدود السنة الثالثة من
عمر الطفل ،يسم فيها الطفل مختلف املفاهيم بأنماط متصورة وسيطة) ومرحلة االستقبال (من ثالث
سنوات فما فوق ،ويتم فيها تعويض األنماط املتصورة باللغة والكلمات) ،وأنه -أي التعلم -ينتج من
استيعاب املفاهيم واملقترحات الجديدة ضمن بنية مفاهيمية ومقترحات موجودة مسبقا لدى املتعلم،
تسمى "الهيكل املعرفي" ،ونظرا ألن تمييز التغيرات النوعية لعملية االستيعاب يطرح مشكلة تتبع مسارات
التحول املعرفي الذي تخضع له املعرفة ،ألنه ينطلق من تصورات فردية مختلفة تشكلت خالل مرحلة
االكتشاف الخاصة بكل طفل على حدة ،فإنه من الضروري تمثيل تصوراتهم في خريطة ،ستصبح فيما
بعد أداة تتجاوز الغرض العلمي الذي أنجزت ألجله ،إلى استعماالت أخرى متعددة)2(.
وهكذا يجري تعريفها على أنها "تقنية من تقنيات البناء املعرفي للمعلومات الخاص باملفاهيم
وتنظيمها والتي تعرض في صورة مرئية هرمية منظمة تبتدئ من املفهوم األكثر تعقيدا إلى أن تصل إلى
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
قاعدة الهرمية ،حيث تعرض املفاهيم البسيطة التي تمثل أمثلة لذوات األسماء التي يصعب تصنيفها.
وتوضع املفاهيم في إطارات بيضاوية أو مستطيلة أو مربعة ويربط بين هذه املفاهيم خطوط أفقية
وتبرز هذه العالقات روابط (كلمات أو عبارات) تشرح نوع العالقة ورأسية تجمع بين مفهومين أو أكثر ِ
بين املفاهيم"(.)1
ويتم تعريف املفهوم املستهدف بواسطة "التسمية" ،والتسمية هي عبارة عن كلمة وإن أمكننا
استخدام رموز في بعض األحيان مثل )+( :أو ( )%أو عددا أكبر من الكلمات؛ أما املقترحات ،فهي بيانات
حول موضوع أو حدث في املحيط ،سواء كان طبيعيا أو مركبا.
تحتوي املقترحات على مفهومين أو أكثر مرتبطين بكلمات أو عبارات تشكل جمال ذات معنى نسميها
أحيانا الوحدات الداللية أو وحدات املعنى.
يبدأ التمثيل في الوضع الهرمي من املفاهيم األكثر شموال واألكثر عمومية باتجاه املفاهيم األقل
عمومية .وتثبت املفاهيم األكثر عمومية في الجزء العلوي من الخريطة واألكثر تحديدا في الجزء السفلي
منها.
يعتمد الهيكل الهرمي ملجال معرفي معين في الخريطة على السياق الذي تشتغل فيه هذه املعرفة،
لذلك فإنه من األفضل أن يتم إنشاء خرائط املفاهيم باستحضار السؤال املحوري من البداية إلى
النهاية ،إذ يمكن أن تنتمي خريطة املفهوم إلى حدث أو موقف نحاول فهمه من خالل تنظيم املعرفة في
شكل خريطة نتبع فيها سياقها املعرفي الخاص.
تشتمل خرائط املفاهيم أيضا على الروابط املتقاطعة ،إذ هي عالقات بين مفاهيم تنتمي ألجزاء
مختلفة من الخريطة؛ تساعد هذه الروابط املتقاطعة على مالحظة الكيفية التي يرتبط بها مفهوم في
مجال معرفي معين ،بمفهوم في مجال آخر موضح في الخريطة.
عندما يتعلق األمر بإبداع معارف جديدة ،عادة ما تمثل الروابط املتقاطعة قفزات إبداعية ملنتج
املعرفة ،وهنا تدعم الخريطة املفهومية تطوير الفكر اإلبداعي من طريقين :الهيكل الهرمي املمثل في
خريطة مفهومية جيدة ،والقدرة على إيجاد ووصف روابط متقاطعة جديدة(.)2
- 1عبد هللا محمد خطايبة ،تعليم العلوم للجميع ،دار املسيرة للطباعة والنشر والتوزيع ،ط ،1 .عمان ،األردن ،2007،انظره في
املجلة العلمية الدولية للتربية والتكوين ،م .س ،ص.29 .
2 Joseph. D. Novak et Alberto. J. Canas, Les cartes conceptuelles Théories, construction et usages, Traduction de Serge Racine,
http://www.idees.ca, p.p. 1- 2.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
مثال توضيحي :2خريطة مفهومية مقترحة ملفهوم "التخزين"
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ب) خطوات بناء خريطة مفهومية
ترتبط أكثر الخرائط املفهومية نجاحا بالقدرة على التحليل والتنظيم والربط ،لذلك تتطلب
بلورتها نوعا من التدريب ،ويمكننا أن:
-نبدأ بموضوع معرفي ندرك تفاصيله بشكل دقيق (السياق واملجال ومعاني املفردات)...؛
-نحدد السياق الذي سيساعدنا في إبداع التمثيل الهرمي للخريطة املفهومية ،بالتركيز على نشاط
محدد أو جزء من نص أو مشكلة خاصة ،أو نطرح سؤاال أو نعين موضوعا نسعى لفهمه( .الطريقة املثلى
لتحديد سياق خريطة مفهومية تتمثل في تركيب سؤال-هدف ،أي سؤال محوري يحدد بوضوح املشكل
أو املوضوع الذي تسعى الخريطة لإلجابة عنه ،فإذا كان السؤال جيدا ،تمكنا من إنتاج خريطة مفهومية
ذات جدوى).
-عدم االنحراف في اإلجابة عن السؤال -الهدف شرط أساس ي ،إذ ينبغي أن يؤطرنا السؤال
املطروح في صناعة الخريطة من البداية إلى النهاية.
-بعد تحديد املجال املعرفي ،وطرح السؤال املحوري ،وتأطير املشكل الذي نسعى إلى حله ،تتمثل
الخطوة املوالية في شرح املفاهيم األساسية بما يتناسب واملجال املحدد.
-نضع التحديدات املعنوية الخاصة باملفاهيم األساسية املرتبطة باملوضوع في قائمة ،نجمع فيها
ما يتراوح بين 15و 25مفهوما أساسيا ينتمي للمجال املحدد ،ونقوم بترتيبها تبعا لدرجة العمومية ،حيث
نضع األكثر شموال في الجزء األعلى من القائمة واألكثر خصوصية في األسفل؛ وبالرغم من كون هذا
الترتيب غير دقيق ،إال أنه يساعد املبتدئين على إنشاء الخريطة.
-نعمد بعد ذلك إلى القائمة حيث توجد حزمة املفاهيم املتاحة ،لنقلها ووضعها في األماكن
املناسبة على الخريطة( .يمكن االستغناء عن بعض املفاهيم التي ال تربطها بمفاهيم الخريطة صلة
وثيقة).
-الخطوة املوالية ،تكمن في تكوين خريطة مفهومية أولية ،باستخدام البرامج الحاسوبية ،وذلك
من خالل تسجيل جميع املفاهيم املتاحة عليها)1(.
-استخدام اإلمكانات االلكترونية ،يسمح بتحريك املفاهيم بكل سهولة ،وهو ضروري إذا بدأنا
االشتغال بسيرورات تنظيم الهيكلة الهرمية.
-تحتاج الخريطة املفهومية األولية إلى ضبط ومراجعة متواليين ،إذ يمكننا إضافة مفاهيم
جديدة ،فالخرائط املفهومية الجيدة ،عادة ما تكون نتاج ثالث مراجعات على األقل ،ولذلك يبدو
استعمال الحاسوب أمرا في غاية األهمية.
1يمكن استخدام برنامج ( ) Post-itsلما يتيحه من اختيارات تشمل األلوان واألشكال ،...أو باستخدام برنامج ( Canas et al.,
)2004 b, http://camp.ihmc.us/
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
-بعد إنشاء الخريطة األولية ،نبحث عن الروابط املتقاطعة بين املفاهيم التي تنتمي إلى حقول
معرفية مختلفة على الخريطة ،وهكذا نتبين الطريقة التي ترتبط بها هذه الحقول فيما بينها ،كما نتعرف
على درجة استيعاب املتعلمين للعالقات الخاصة التي تربط بين املفاهيم)1(.
1
- Joseph. D. Novak et Alberto. J. Canas, op. cit, p. p. 10- 11- 12.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
أ -ربط بتجربة معيشة أو محكية من قبل شخص آخر؛
ب -ربط وجداني عن طريق االنجذاب أو النفور؛
ت -ربط عقالني من خالل الربط مع معرفة ملموسة؛
ث -ربط ال واعي من خالل االستجابة ملركب عميق في الشخصية.
ثالثا :الترتيب ،إذ نتذكر بشكل أفضل ما يمكننا ترتيبه تبعا لطريقتنا ،داخل أماكن في املخ ،حيث
يكون باإلمكان العودة إليه والعثور عليه ،وفي هذا الصدد ،يتوفر كل شخص على فئاته ونقط مفاتيحه.
تمر االستراتيجيات الذهنية للتذكر عبر خلق مفاتيح ودليل؛ إذ إن املخ عبارة عن خزانة وبنك
للمعلومات.
رابعا :اإليجاد ،ونتذكر الش يء الذي نعلم أين وكيف نعثر عليه تلقائيا أو إراديا؛ ويتعلق األمر
بتنشيط املفاتيح والدالئل ،واستعمال االستراتيجيات الذهنية املرصودة أو املبنية بشكل إرادي؛ كما
يتعلق األمر بإعادة تنشيط الروابط والشبكات التي ضمنت التخزين"(.)1
وهكذا ،تتأرجح اإليقاعات الطبيعية للتخزين بين لحظة التعلم وبين إعادة التنشيط ،وألجل تقوية
لحظة التعلم ،يجب التركيز على نقطة البداية ونقطة النهاية ،وعلى النقط املرتبطة فيما بينها والنقط
املتباينة وغير املتوافقة ،وكذا على النقط املخالفة للمألوف والصور املبتذلة أو الخطرة ،ومن تم ،تبرز
ثالث نصائح من أجل تحسين التخزين أثناء التعليم ،هي":
-القيام بتوقفات مترددة نسبيا (مثال على رأس كل 40دقيقة) ،وضرب البدايات في النهايات
لالسترخاء بصفة منتظمة؛
-خلق روابط بين العناصر التي يتم تعليمها...؛
اقتراح صور وتداعيات لألفكار غير املتوافقة والغريبة وغير املتوقعة"( .)2مع تخصيص حيز زمني
للمراجعة ،لضمان تذكر ما تم تعلمه واالحتفاظ به ملدة طويلة .تساعدنا الخريطة املفهومية في تمثيل
موفق للمفاهيم يرفع من إمكانات االلتقاط وإمكانات التخزين ،لكن السؤال الذي ُيطرح على املستوى
الديدكتيكي ،ال يتعلق بتعزيز سبل االلتقاط والتخزين فقط ،بل يرتبط بالكيفية التي يتمكن املدرس
بواسطتها من تحديد فئات الوضعيات املناسبة لتصورات املتعلمين ،لتلتحم املعارف (تصورات املتعلم
املسبقة حول موضوع التعلم) والدرايات (املعارف املقدمة حول املوضوع في إطار التعليم-تعلم)،
الخاصة بموضوع التعلم من دون مقاومة ،ويصبح االكتساب مهارة من مهارات املتعلم ،يجد له مسارا
بعيدا كل البعد عن التلقين والحفظ السلبيين.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ُّ
د) عالقة الخريطة املفهومية باللحمة املفهومية
ّ
يمكننا تتبع سلسلة اإلجراءات املتالحمة خالل عملية البناء املفهومي ،من الحديث عن اللحمة ِ
املفهومية ليس في مجال تخصص ي كالعلوم والرياضيات ،ولكن في مجاالت تعليم عامة ومشتركة.
ُّ
يقول جونايير":إن اللحمة املفهومية هي نتيجة تحليل موضوع التعلم .فكل تحليل للمادة يفكك
ُ
بمعنى ما ،موضوع التعلم إلى مكونات ويسمح له بالتفاعل مع مفاهيم قريبة منه ،وتعرض مكونات
موضوع الدراية ،ضمن اللحمة املفهومية ( )La trame conceptuelleعلى شكل ملفوظات (جمل كاملة)
وتنظم من خالل شبكات ...إذن ،فاللحمة املفهومية تتكون من سلسلة من امللفوظات الكاملة؛ واألمر
يتعلق بجمل يمكن أن تقرأ باستقالل عن امللفوظات األخرى .وترتبط هذه امللفوظات بفئات الوضعيات،
وهي ليست تراتبية بالضرورة ،إال أن هناك روابط منطقية وليست كرونولوجية ،قائمة بين مكونات
اللحمة املفهومية ،ولبناء هذه األخيرة ،يتعين أوال تحديد الخريطة املفهومية"(.)1
وبالنظر إلى دورها الفعال في توجيه مسار التعلمات ،يسميها جونايير" ،لحمة اإلجراءات" ،ويعين
لبلورتها الخطوات اآلتية" :
✓تعيين موضوع التعلم؛
✓تحديد واضح ملوضوع التعلم بإزالة كل االلتباسات املمكنة؛
✓ بلورة خريطة مفهومية تعرض فيها املفاهيم وتفاعالتها بشكل تخطيطي؛
✓ صياغة ملفوظات غير ملتبسة تسمح بفهم واضح للمفاهيم املرتبطة فيما بينها والتي تحيل على
فئة من الوضعيات؛
✓تنظيم هذه امللفوظات فيما بينها على شكل لحمة مفهومية"(.)2
"تسمح اللحمة املفهومية ،بالتعرف على تنظيم موضوع التعلم وفئات الوضعيات التي يشتغل في
إطارها ،وال توجد تراتبية بين هذه الفئات ،إذ بإمكان كل واحد منها أن ُيستعمل كمدخل للتعلم ،فهي
فئات تسمح للمدرس ببناء وضعيات ،يمكن للمتعلمين في إطارها أن يخلقوا تفاعالت بين معارفهم
الخاصة والدراية التي يجب تعلمها ،وهذه املقاربة مخالفة للتحليالت التراتبية ...والتحليالت النازلة
[ملجموعة من الباحثين] فهؤالء ومن سار على نهجهم ،يرجعون املفاهيم إلى أبسط مكوناتها وينظمونها
ويعرفونها على شكل أشجار تراتبية معقدة ،يتعين على املدرسين انطالقا منها ،أن يبرمجوا التعلم من
خالل أهداف جزئية متراتبة")3(.
)Astolfi et al., 1997 : 168( - 1انظره عند :فيليب جونايير وسيسيل فاندر بورخت ،التكوين الديدكتيكي للمدرسين :التدريس
بالكفايات من خالل خلق شروط التعلم ،ترجمة عبد الكريم غريب وعز الدين الخطابي ،منشورات عالم التربية ،ط ،1.مطبعة النجاح
الجديدة ،الدار البيضاء ،2011 ،ص.347 .
- 2جونايير ومن معه ،م .س ،ص.ص.350-348 .
- 3جوناير ،م .س ،ص.351 .
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
تثير ضرورة تعرف تصورات* املتعلمين حول املفهوم الجديد ،توجس املدرسين العتقادهم بأن عليهم
تتبع هذه التصورات بالتحليل ،وهو أمر مستحيل ،واالشتغال به ال يترك مجاال لحلول فعل التعليم
والتعلم ،لكن هذه الخطوة تساعد في تشكيل بنك للتصورات ،يعمد املدرس اليقظ إلى مالءمته مع بنك
لفئات الوضعيات ،مرتبط بلحمة مفهومية خاصة باملقرر ،فعند "كل تحليل للمضمون ،يتعين على
املدرس ،بعد تحديده للحمة املفهومية ،البحث عن تصورات التالميذ؛ وفي غياب ذلك ،سيثير النشاط
املقترح من طرفه ،صراع "الدرايات" و"املعارف" وسينتج عنه بقاء[صمود] تصورات التالميذ وعدم
استثمار الدراية التي ستنس ى وتترك على جانب طريق بناء املعارف من طرف املتعلم"(.)1
لذلك ،يجب أن تصرف عناية املدرس إلى تنظيم التصورات وتجميعها في إطارات تصنيفية متدرجة،
"ويتم هذا التجميع وفق فئات الوضعيات التي تم إبرازها في اللحمة املفهومية ،وتسمح هذه املقاربة
بالتعرف على فئات الوضعيات املهمة التي يمكن االشتغال عليها مع التالميذ .وبالفعل فإن تصورات هؤالء
التالميذ تحيل على بعض فئات الوضعيات املتعرف عليها داخل اللحمة املفهومية .وهذه الفئات هي التي
تكتس ي أهمية بالنسبة النطالق خطوة التعلم .آنذاك سيكون عمل املدرس هو التعرف على الوضعيات
األكثر مالءمة أثناء تحليل املضمون ...يمكن أن يتعلق األمر بفئات الوضعيات التي تم إبرازها في اللحمة
املفهومية لكن أيضا بفئات أخرى لم يفكر فيها املدرس"(.)2
* يقيم جوناير الفرق بين التمثالت والتصورات ،ويعتبر مصطلح "تمثل" مصطلحا ملتبسا يشير إلى أشياء كثيرة بداية بالتمثالت االجتماعية
وانتهاء بالتمثالت الداللية ،وبالتالي فهو يستعمل لفظة "تصور" :انظر ما كتبه في مؤلفه التكوين الديدكتيكي للمدرسين ،...ص .ص352 .
و.355
- 1جوناير ،مرجع سابق ،ص.357 .
- 2جوناير ،مرجع سابق ،ص.361 .
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
تتمفصل من خاللها فئات الوضعيات املحتفظ بها ،مع أصناف التصورات امللحوظة من طرف
التالميذ"(.)1
ومنه يمكننا أن نستنتج طريقة لتشكيل لحمة مفهومية تأخذ تصورات املتعلمين بعين االعتبار،
وذلك بتتبع الخطوات اآلتية:
-مراجعة واستيعاب اللحمة املفهومية الخاصة بموضوع التعلم ضمن املقرر الدراس ي؛
-تقديم موضوع التعلم؛
-الكشف عن تصورات املتعلمين حول املوضوع املقدم؛
-تفييئ التصورات إلى أصناف (أ – ب – ج – د )...باتباع منطق التقارب والتشابه؛
-ترتيب هذه التصورات من األقرب للمفهوم إلى األبعد عنه؛
-تركيب فئات وضعيات مالئمة لتصحيح أو دعم التصورات؛
-تشكيل خريطة مفهومية للمفهوم الجديد؛
-مقاربة الوضعيات املركبة بالوضعيات املقترحة في املقرر الدراس ي بتحديد التمفصالت؛
-تعليم املوضوع باستقالل عن تصورات املتعلمين؛
-توطيد عالقة املتعلمين باملفهوم الجديد وتوقع ظهور تصورات جديدة عنه؛
-التعبير عن املفهوم بملفوظات وجمل كاملة؛
إثبات امللفوظات في لحمة لتعطي صورة بصرية متكاملة عن املفهوم قيد التعليم والتعلم؛
-املراجعة والضبط والتعديل...
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
مثال توضيحي :3لحمة مفهومية مقترحة ملفهوم "التخزين"
تدمج تصورات املتعلمين(ات) حول مفهوم معين. بنية لحمة مفهومية(:)1 و)
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
)6الوسائل الديدكتيكية
)1-6تعريف
ضرها املدرس(ة)يح ّ
َ
هناك من يقتصر في تعريفه للوسائل الديدكتيكية على "مجموع الوثائق التي ِ
بهدف مساعدة املتعلم(ة) على إنجاز مهمة معينة( ، )1لكن عموم الباحثين يضيفون إليها كل الوسائل
السمعية والبصرية التي يستعين بها املدرس في عمله( ،)2وهناك من يضيف حتى املحيط االجتماعي
(ظواهر بيئية ،زيارة مؤسسات )..إلى هذه الوسائل( .)3إجماال يمكن القول إن الوسائل الديدكتيكية هي
مجموع املوارد واألدوات والوسائط والدعامات والوثائق التي يوظفها املدرس في مختلف مراحل بناء
الدرس لتحسين عملية التعليم والتعلم ،ولجعل املتعلم يكتسب املعارف واملهارات واملواقف والقيم
بطرق نشيطة ،فعالة وناجعة .ومن بين هذه الوسائل نذكر :الكتاب املدرس ي ،الكتب ،السبورة ،الوسائل
العينات ،أدوات املختبر ،الوثائق املحضرة من ِق َبل املدرس(ة) ،الصور ،الخرائط،
السمعية البصريةّ ،
ِ
اللوحات والبطاقات ،النصوص األدبية والتاريخية ،الخطاطات والرسوم البيانية ،تكنولوجيا االعالم
واالتصال ( ،(TICEاملتاحف واملعارض ،الرحالت والخرجات الدراسية .هذه الوسائل قد تستخدم في
مختلف أنواع الوضعيات التعليمية التعلمية؛ فمنها ما يستخدم كدعامة للتفكير وطرح التساؤالت ،أو
لفهم ظاهرة طبيعية معينة ،ومنها ما ُيتوسل به ملساعدة املتعلم على إنجاز مهمة معينة (تحليل ،تفسير،
تطبيق ،تصنيف ،)..أو لتوجيه نشاطه وتسهيله ،أو لتثبيت املعارف وترسيخها ،أو لتتميم الدرس
(كمعطيات لتوسيع املعارف) ،أو للتقويم والحكم على درجة التحكم في املكتسبات.
)2-6أهمية الوسائل الديدكتيكية ووظائفها البيداغوجية
تكتس ي الوسائل الديدكتيكية أهمية بالغة سواء بالنسبة للمدرس أو للمتعلم بحيث ال يمكن
االستغناء عنها في العملية التعليمية التعلمية ،وذلك لالعتبارات التالية:
• تمكن من اقتصاد الجهد والوقت وتقريب الظاهرة أو املفهوم من املتعلم؛
• إكساب املتعلم مجموعة من املهارات املرتبطة باستعمال الوسائل الديدكتيكية كاملالحظة
واملهارات التجريبية والتطبيق والتحليل والتفسير واالستنتاج ،وبالتالي إثراء التعلمات؛
• تجعل املتعلم فاعال ومنتجا لتعلماته ،خاصة عندما يتفاعل مع الوسيلة الديدكتيكية وينفذ
بنجاح التعليمات املرتبطة بها؛
1
Duplessis, P. (2016). Fiche-élève, fiche pédagogique en information-documentation : des outils
didactiques pour enseigner et pour apprendre. Les Trois couronnes, nov. 2016. URL
http://lestroiscouronnes.esmeree.fr/outils/fiche-eleve-fiche-pedagogique-en-information-documentation :
2محمد بن الحاج ( ،)2010الكتاب المدرسي والوسائط التعليمية .دفاتر التربية والتكوين ،المجلس األعلى للتعليم ردمد2028-0955 :
3عبد العالي احميد :تدريس اللغة العربية وفق بيداغوجيا الوضعيات ،الدرس اللغوي بالتعليم الثانوي نموذجا ،مسالك التربية والتكوين،
المجلد ،2العدد ) A1- 18( 2019 ،2
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
• تنمية الكفايات املهنية للمدرس(ة) ،حيث تساعده الوسائل الديدكتيكية على الرفع من جودة
أدائه املنهي؛
• تنويع طرائق التعليم والتعلم مما يمكن من تحفيز املتعلم(ة) وتجنب امللل ،وكذلك االستجابة
للفوارق الفردية بين املتعلمين .كما أن بعض األبحاث( )1ربطت بين تنويع الوسائل الديدكتيكية وطرق
التعلم من جهة ،والرفع من األداء الدراس ي للمتعلمين من جهة أخرى.
ضرها املدرس(ة) قصد مساعدة املتعلم(ة) على إنجاز مجموعة من بالنسبة للوثائق التي ُي َح ّ
ِ
َ
امل َه ّمات ،فقد حدد لها 2مجموعة من الوظائف يمكن إجمالها في الخطاطة التالية:
1
El Batri, B., Alami, A., Zaki, M., Nafidi, Y., & Chenfour, D. (2019). Promotion of the Environmental
Knowledge and Behavior through the Moroccan Syllabus of Sciences in the Middle School. International
Electronic Journal of Elementary Education, 11(4), 371-381. Retrieved from
https://iejee.com/index.php/IEJEE/article/view/569. Doi: 10.26822/iejee.2019450795
2
Duplessis, P. (2016). Fiche-élève, fiche pédagogique en information-documentation : des outils
didactiques pour enseigner et pour apprendre. Les Trois couronnes, nov. 2016. URL
http://lestroiscouronnes.esmeree.fr/outils/fiche-eleve-fiche-pedagogique-en-information-documentation :
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
• املالءمة األكاديمية للمحتويات من خالل تحيين املعارف وتوخي الدقة واملصداقية ،كما أن
الوسيلة املستخدمة يجب أن يكون لها ارتباط وثيق بالهدف التعليمي.
• أن تكون الوسيلة املستعملة ذات قيمة تربوية واضحة من حيث توفير الجهد والوقت ،ولها
وظيفة ديدكتيكية محددة.
• أن يكون املتعلم فاعال نشيطا أثناء استخدام الوسيلة الديدكتيكية.
• بالنسبة للوسائل السمعية البصرية يجب تحضيرها وضبط طريقة استخدامها مسبقا ،قبل
استعمالها مع املتعلم.
• الحرص على عدم إبقاء الوسيلة الديدكتيكية معروضة أمام املتعلمين بعد االنتهاء من
استخدامها ،وذلك تجنبا لتشتيت انتباههم وعدم تركيزهم مع املراحل املوالية للدرس.
• الحرص على استخدام الوسيلة الديدكتيكية بطريقة صحيحة وتنظيفها وصيانتها ثم حفظها في
مكان مالئم تجنبا للتلف ،وحتى تستخدم في املرات املوالية وهي في أحسن حالة.
• تقويم الوسيلة املستعملة للتعرف على فعاليتها في تحقيق الهدف املتوخى ،ومدى تفاعل التالميذ
معها ،ومدى الحاجة الستخدامها أو استبدالها مرة أخرى.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املحور الثالث :الديدكتيك وسيرورة التعليم/التعلم
في هذا املحور سنتطرق إلى املفاهيم التالية :التعليم ،التعلم ،سيرورة التعلم ،تمثالت املتعلمين،
عوائق التعلم ،الوضعية التعلمية-التعليمية ،والوضعية املشكل.
)1التعلم -التعليم -التدريس
التعلم والتعليم والتدريس مصطلحات تربوية يحدث خلط كبير بينها وفيما يلى توضيح للفروق بينها:
)1-1التعلم
تعددت تعريفات مصطلح التعلم ،بالنظر إلى تعدد نظريات التعلم التي تقارب أشكال حدوث هذا
التعلم ،لذلك فإن كل تعريف يعكس حقيقة التعلم في إطار النظرية التي ينتمي إليها .وعلى سبيل
االستئناس أورد تعاريف من قبيل(:)1
" نوع من تعديل السلوك ،أو تغير فى السلوك ،ويستدل عليه من أداء املتعلم وهو ناتج عن خبرة أو
تدريب ويتصف بالثبات النسبي".
" كل ما يكتسبه الفرد من معارف ومهارات وعادات واتجاهات وقيم وميول من بيئته التي يعيش فيها
وذلك طوال فترة حياته بهدف تغير السلوك وتعديله".
"القدرة على االستجابة بصورة مختلفة (القيام بسلوك مغاير) فى موقف ما بسبب استجابة سابقة
(سلوك سابق) للموقف ،وهذه القدرة هي التى تميز الكائن العاقل الذي وهب اإلدراك العام والحكم
السليم عن الكائن غير عاقل ".
"عائد عملية التعليم ونواتجه التى تحصل نتيجة لجهود املعلم وممارساته اإليجابية إلحداث التغير
املطلوب فى سلوك املتعلم(ة) ".
" عملية نفسية يتم فيها التفاعل بين املتعلم واملادة التعليمية بحيث يؤدى إلى تغيرات سلوكية ".
ولعل التأمل في التعاريف الواردة أعاله ،يعزز اإلقرار بوجود عناصر مشتركة تؤسس للتعلم ،يمكن
تجميعها كما يلي:
-يرتبط التعلم بتلك التغييرات السلوكية (القابلة للمالحظة والقياس والصادرة عن وعي) ،على
أن تتصف بالثبات النسبي ،بحيث يظل هذا التغيير قائما لدى األفراد ملدة معينة ،بسبب تراكم الخبرات
التي يمرون بها.
. 1ينظر تفاصيل أخرى عن تعريفات التعلم ،معجم علوم التربية ،ص.21 :
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ُ -يعد التعلم عملية مستمرة في الزمن ،ال تتوقف في وقت معين ،لذلك فإن األفراد في تعلم دائم.
-بما أن التعلم مستمر في الزمان ،فهو كذلك مفتوح على جميع األفضية ،فال يتعلم األفراد في
املدارس فقط ،وإنما تشكل البيئة محضنا للتعلم.
وعلى العموم ،فإن التعلم يصف في الغالب ذلك التغير شبه الدائم وفي حدود معينة للسلوك.1
نتيجة املران والدربة ،وتوفر بعض أشكال التشجيع ،مع توفر الدافع لدى املتعلم .وبذلك ،فإن املعرفة
ال تولد مع الفرد ،وإنما يكتسبها عبر املحاكاة والتدرب ومالحظة سلوك اآلخرين .على نحو يرض ي حاجاته.
غير أن التغير السلوكي ال يفض ي بالضرورة إلى تحسن ،فاالستجابات في عمومها تؤدي إلى تالؤم سيئ
بالقدر الذي تؤدي فيه إلى تالؤم جيد.
أ) شروط حدوث التعلم
يتطلب نجاح التعلم وجود شروط عامة تتعلق باملتعلم نفسه ،فضال عن شروط أخرى تتصل
بظروف التعلم ،وبطبيعة املحتوى ،وعليه ،فإن فاعلية التعلم من حيث ارتباطها باملتعلم نفسه تتوقف
على:
-إيجابية املتعلم ونشاطه الذاتي.
-دافعيته للتعلم.
-استعدادات املتعلم.
ُ ُ
أما على مستوى املحتوى املدرس ،فتشترط فيه جملة من الشروط تعين على فعل التعلم منها:
-العمل على تنظيم محتوى املادة التعليمية.
-مراعاة االنتقال من املحسوس إلى املجرد.
-التركيز على التمرين واملمارسة.
. 1يذهب بعض الباحثين مذهبا يوسعون فيه مفهوم السلوك ،بحيث ال يقتصر على النشاط الخارجي الظاهر كاملش ي والكالم
واإلشارة والعزف وضربات القلب ...وهو ما يسمى بالنشاط املوضوعي ،بل يشمل فضال عن ذك ،أوجه النشاط الذاتي الباطن التي ال يمكن
أن يشعر بها ،وأن يدركها وأن يالحظها إال صاحبها وحده دون غيره من الناس كالتفكير والتذكر والتخيل والشعور باللذة واأللم ،بالحزن أو
الفرح ،بالخوف أو الغضب .وعليه فإن السلوك يشمل:
-كل ما يفعله الفرد ويقوله.
-كل ما يصدر عنه من نشاط عقلي كاإلدراك والتفكير والتخيل.
-كل ما يستشعره من تأثيرات وجدانية وانفعالية ،كاإلحساس باللذة أو األلم ،والشعور بالضيق واالرتياح ،بالخوف أو الغضب
...مع ما يصاحبه ذلك من أنشطة فيزيولوجية شتى .أصول علم النفس ،أحمد عزت راجح ،املكتب املصري الحديث ،اإلسكندرية ،ط،9:
ص.179 :
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
بينما تظل سيرورة التعلم قاصرة عن تحقيق أهداف هذا التعلم ما لم تمهد بيئة املتعلم من خالل
أمرين هما:
-التعزيز واملكافأة.
-التجربة املباشرة.
ب) التعلم الذاتي
من املفاهيم املرتبطة بالتعلم ،مصطلح التعلم الذاتي بوصفه نمطا من أنماط التعلم ،على نحو
ُ
توظف فيه مهارات املتعلم ،وتستثمر فيه حاجاته واستعداداته ،وبشكل يراعي الفروق الفردية لكل
متعلم ،فال ينظر إلى املتعلمين على أنهم مجموعة متجانسيه ،بل أفرادا بخصائص مستقلة ،لذلك يصير
تطوير املتعلم سلوكا ومعرفة ووجدانا ،أكثر فاعلية ونجاعة .ألنه يتقن مهارات التعلم وآلياته ،ويسير
وفق استراتيجيات واضحة ومتقنة .فيتحقق التعلم في كل األوقات وفي كل األفضية ،داخل املؤسسة أو
خارجها.
-تعريف التعلم الذاتي:
وضمن السياق السابق يعرف مصطفى كامل التعلم الذاتي بوصفه "عمليه بنائية نشطة متعددة
املكونات يكون فيها املتعلم مشاركا نشطا في عملية تعلمه معرفيا وما وراء معرفيا وسلوكيا ،ويتحمل
مسؤولية أساسية من خالل تبني معتقدات دافعية ومعتقدات خاصة بالتحكم والفعالية الذاتية
واستخدام استراتيجيات معرفية وما وراء معرفية بهدف التنظيم والتحكم في تعلمه"(.)1
-أهمية التعلم الذاتي:
يراعي التعلم الذاتي خصوصية املتعلم ،بشكل يؤسس لتعلم فردي لذلك فهو يحقق جملة أهداف،
منها:
-يقدم تعلما يتالءم وقدرات املتعلم واستعداداته وميوالته.
-يعتمد على فاعلية املتعلم وانخراطه في األنشطة التعلمية.
ُ -يعنى التعلم الذاتي بتطوير القدرات واملهارات والقيم ،فضال عن صقل املعارف بشكل متوازن.
-ينطلق التعلم الذاتي من وضعيات حياتية يكون فيها املتعلم طرفا مباشرا ومنخرطا.
-يكرس التعلم الذاتي نزوعا نحو اإلبداع وتطوير الشخصية.
ج) تعريف سيرورة التعلم
.1مقرر مقترح للتدريب على استخدام استراتيجيات التنظيم الذاتي للتعلم في ضوء وثيقة املستويات املعيارية للتعلم ،مصطفى
كامل ،املؤتمر العلمي السابع عشر ،مناهج التعليم واملستويات املعيارية ،دار الضيافة ،جامعة عين شمس ،2005 ،ص.289 :
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ُ
ُيشير مفهوم سيرورة التعلم إلى العمليات التي تكتسب عبرها سلسلة من املعارف واملهارات في سياق
جملة من التجارب السابقة .ويمكن أن لهذه السيرورة أن تحدث داخل البيئة التعليمية (تعلما) أو
خارجها (اكتسابا) ،وسيرورة التعلم في عموها عبارة عن عمليات داخلية يستوعب من خاللها املتعلم
مفاهيم معينة ،وينفذها ويقومها.
لذلك فإن سيرورة التعلم تتخذ من املدارس واملؤسسات التعليمية بيئة لها ،وتعتمد على التفاعل
القائم بين املدرس(ة) واملتعلم(ة) ،وتشترط وضوح املهمة املطلوبة.
تتوقف سيرورة التعلم على استحضار ما يلي:
-الوصول إلى املعرفة :فأول ما ينبغي معرفته هو كيفية الوصول إلى املعطيات ،سواء عبر وسائط
رقمية أو ورقية أو غيرهما.
-معالجة املعطيات :عبر حسن إدارتها وتحليلها والتعامل معها بشكل فردي أو بالتفاعل معها
ضمن مجموعات ،على نحو يتيح إعادة بناء تلك التعلمات.
-الهدف املنتظر :يفترض معالجة املعطيات تحقيق أمر ما؛ فإما بتعلم معارف جديدة ،أو اكتساب
مهارة جديدة.
-التطبيق العملي :تستتبع العمليات السابقة تطبيق ما اكتسبه املتعلم ،في مواقف جديدة حياتية
تتعلق باملواقف املرتبطة بالحياة اليومية للمتعلم
-مراحل سيرورة التعلم(:)1
تفترض سيرورة التعلم مراحل ثالثة ،هي:
مرحلة االكتساب :تحدد هذه املرحلة مسار املعطيات بدءا من عملية إدراكها وفهمها ومن وانتهاء
بتحويلها إلى استجابة تظهر من خالل تنفيذ مهمة مطلوبة .ويتوقف عمل املدرس(ة) في هذه املرحلة على
تخطيط التعلمات وتأمين املناخ التعليمي املناسب.
-مرحلة الترسيخ :إذا كانت مرحلة االكتساب تتغيى فهم موضوع التعلم من خالل بناء تمثالت
ذهنية .فإن هذه العملية تهدف إلى بناء أثر لتلك التمثالت على مستوى الذاكرة الطويلة األمد ،على أن
تربط املعارف واملهارات التي سيحتفظ بها املتعلم باملكتسبات السابقة ،في شكل شبكات ذات معنى .وفق
نظام للتشفير يتيح تخزينها ،واستدعاءها متى دعت الضرورة إلى ذلك.
. 1ينظر:
La pédagogie – Théories et pratiques de l’Antiquité à nos jours (Gaëtan Morin éditeur, Chenelière Éducation,
2e édition, 2005) : chapitre 15, “Le cognitivisme et ses implications pédagogiques”, p 317 à 329.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
-مرحلة التحويلُ :يعد مبدأ التحويل من صميم الفعل التعليمي التعلمي ،ألن غاية التدريس هو
توجيه املتعلمين نحو نقل تعلماتهم من مهمة إلى أخرى ،ومن فضاء املدرسة إلى فضاءات املنزل والعمل.
وبشكل يتيح فهم تجارب التعلم التي تؤدي إلى هذا التحويل ،الذي يظهر في القدرة على استخدام ما تعلمه
تعقيدا في شكل تحويل عمودي ،أو لتعميم تعلماته ضمن سياقات ً في سياق بسيط ضمن سياق أكثر
جديدة وفق تحويل أفقي.
)2-1التعليم
إذا كان التعلم مرتبطا إلى حد كبير بالخلفية النظرية التي تؤطره ،فإن التعليم تؤطره أيضا تلك
الخلفية التي ينتمي إليها ألن طبيعة تصرفات األستاذ وأفعاله ،وحدود تدخالته تترجم مرجعية هذا
األستاذ .ولبيان ذلك أورد التعاريف التالية:
هو عملية تغيير شبه دائم في سلوك الفرد ال يالحظ بشكل مباشر ،ولكن يستدل عليه من السلوك.
ويتكون نتيجة املمارسة كما يظهر في تغيير اإلداء لدى الكائن الحي1
ويعرف الدريج التعليم ،بأنه" :نشاط تواصلي يهدف إلى إثارة التعلم وتحفيزه وتسهيل حصوله .إنه
مجموعة من األفعال التواصلية والقرارات التي يتم اللجوء إليها ،بشكل قصدي ومنظم ،أي يتم
استغاللها وتوظيفها بكيفية مقصودة من طرف شخص (أو مجموعة من األشخاص) الذي يتدخل
كوسيط في إطار موقف تربوي-تعليمي".
هو "التصميم املنظم للخبرة التي تساعد املتعلم على إنجاز التغير املطلوب في السلوك أو األداء".
ويقسم التعليم إلى تعليم غير مقصود وهو ما يحدث في املؤسسات االجتماعية كاألسرة واملسجد
واملجتمع ووسائل اإلعالم املختلفة ،وتعليم مقصود وهو ما يحدث داخل املؤسسات التربوية كاملدارس
واملعاهد والجامعات ،وهو تنظيم مقصود ومخطط له فى شكل مناهج دراسية تشمل مقررات دراسية
متنوعة ضمن نظام تربوي معين تخططه هيئات مسئولة وينفذه املعلمون واملديرون واملوجهون وذلك
خالل فترة دراسية معينة.
وال بد من أن يكون التعليم هادفا َّ
وموجه بحيث يمكن التحكم فيه.
شروط التعليم:
تقوم خطة التعليم على جملة من املحطات التي ينبغي مراعاتها إلنجاح عملية التعليم ،وهي:
-تخطيط أهداف الدرس.
-اختيار املحتويات وتنظيمها
.1التعلم نظريات وتطبيقات ،أنور محمد الشرقاوي ،مطبعة محمد عبد الكريم ،القاهرة ،.ص.11 :
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
-اختيار الطرق والوسائل وإدماجها
-تنظيم عمليات التقويم وبناء أدواتها
-إجراء الدعم والتقوية للمتعلمين املتعثرين.
بناء على ما سبقت اإلشارة إليه ،وفي عالقة التعليم والتعلم ،باملرجعية النظرية التي تؤطرهما ،فإنه
يمكن بيان عالقة املفهومين بمرجعيتهما النظرية ،من خالل املقارنة بين مقاربتين ،كما يلي:
التعلم التعليم املقاربة البيداغوجية املعتمدة
أفعال وتصرفات يقوم بها األستاذ يرتبط التعلم بثنائية "مثير-
املقاربة باألهداف (النظرية السلوكية) تتيح الترابط املؤسس على ثنائية مستجيب" ،ويسعى لتعديل
سلوك قابل للمالحظة والقياس "مثير-مستجيب"
توفير بيئة للتعلم تتيح تطوير يسير التعلم وفق مسار ينطلق
إمكانات املتعلم بناء على من تمثالت املتعلمين ،لبناء
املقاربة بالكفايات (البنائية والسوسيو
استعدادات املتعلم وقدراته تعلمات جديدة .مع تعبئة موارد
بنائية)
مختلفة(معارف-مهارات-قيم)، وحاجاته.
لحل وضعيات مرتبطة بالواقع.
أ) التعليم والتدريس
يورد معجم علوم التربية اصطالحي تعليم/تدريس بوصفهما يؤديان نفس املعنى ،غير أن بعص
املراجع األخرى حاولت أن تضع حدودا بين االصطالحين ومن ذلك ،اعتبار التعليم مجهودا شخصيا
ملساعدة شخص آخر على التعلم ،من خالل حصر قوى املتعلم العقلية واستثارتها ،وتحفيز نشاطه
الذهني ،وتهيئة الظروف املناسبة التي تمكن املتعلم من بناء تعلماته بشكل سليم ،على أن قياس نجاعة
التعليم متوقف على سالسة انتقال أثر ما تلقاه املتعلم من وسطه املدرس ي ،إلى الحياة العامة بحيث
يصير هذا املتعلم قادرا على تطبيق املبادئ العامة التي اكتسبها في مجاالت حياتية مختلفة.1
بينما يطلق التدريس ويراد به النشاط املتواصل الذي يهدف إلى إثارة التعلم وتيسير تحقيقه ،على
نحو يتضمن القيام بجملة من اإلجراءات ،من قبيل تشكيل بيئة املتعلم بصورة تمكنه من تعلم سلوك
معين ضمن شروط خاصة باملتعلم ،وأخرى خاصة باملوقف التدريس ي وثالثة خاصة باألستاذ واملنهاج
وأساليب التدريس ،والوسائل واألنشطة التي تضمن تعلما جيدا.2
. 1مفاهيم التدريس في العصر الحديث ،طرائق ،أساليب ،استراتيجيات .محمد حمادنة وآخرون ،عالم الكتب الحديثة ،األردن،
ط .2012 ،1ص.5 :
. 2املرجع نفسه.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
وعلى هذا األساس ،فإن بين التعريفين عموم وخصوص ،فالتعليم أعم من التدريس ،ال يقتصر
على املؤسسة املهيئة لذلك فقط .وعليه فهو نشاط يمارس في أفضية مختلفة ،وبأشكال مباشرة أو غير
مباشرة ،وهو بذلك نشاط مفتوح على األسرة واملجتمع وسائر املؤسسات .بينما التدريس يحمل على
مجموعة من املمارسات املؤسسة واملنظمة التي تؤطرها مرجعيات علمية ،وقوانين تستمد من حقول
معرفية داعمة.
لذلك ينصرف الحديث إلى أنماط التعليم وطرق(طرائق) التدريس.
ب) أنماط التعليم
ترتبط أنماط التعليم باألشكال التي يمارس فيها فعل التدريس ،الذي يتحدد من خالل جملة من
املحددات ،ومن تلك األنماط أذكر ما يلي:
-التعليم عن بعد:
يطلق على نظام التعليم الذي يكون فيه املتعلمين (ات) بعيدين عن مدرسهم ملعظم األوقات التي
يدرسون فيها ،ويسعى هذا النمط إلى إيصال الخدمة التعليمية إلى الفئات التي ال تستطيع الوصول إلى
املؤسسات التعليمية ،ويوظف هذا النمط في مقابل التعليم الحضوري .إلى جانب التعليم بالتناوب الذي
يدمج بين الحضوري وعن بعد.
ولهذا النمط من التعليم مزايا عدة منها:
-االستثمار األمثل للموارد البشرية ،حيث يمكن لألستاذ الواحد أن يتواصل مع األعداد الهائلة
من املتعلمين (ات).
-التدبير الجيد للبنيات املادية ،إذ إن هذا النمط ال يتطلب بناء مدارس أو جامعات...بل يكتفى
بالحد األدنى منها.
-يعزز التعليم عن بعد التعلم الذاتي والتكوين الفردي للطلبة ،ويشجع على البحث والتأطير
اعتمادا على طاقات الطالب واملتعلم .حيث يقل االعتماد على األستاذ.
-التعليم الجماعي:
نمط من التعليم يتأسس على بنيات مدرسية بكيفية توكل إلى مدرس واحد مسؤولية التعليم
الشامل ملجموعة من املتعلمين ،ينتمون إلى نفس القسم لهم نفس السن .واملقصود بالشامل أن املدرس
الواحد يعهد إليه بتدريس مجموعة من املواد الدراسية كما هو الشأن في التعليم االبتدائي .غير أن
الوحدة البيداغوجية املعتبرة في هذا النمط هو القسم ،وتقوم هذه الوحدة على النظر إلى أفراد
املجموعة بوصفهم بنية واحدة متجانسة ،بشكل ال يراعي الفروق بين األفراد .لذلك فإن املدرس(ة)
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
يضبط إيقاعات التعليم وفق هذا النمط ،على " املتعلم(ة) املتوسط" ،الذي يعد وسطا بين الفئات
املتفوقة والفئات الضعيفة .وعليه فإن اإليقاعات واألنشطة تخطط على ضوء الحد الوسط(.)1
-التعليم الفردي:
تتجلى أهمية نمط التعليم الفردي ،في كونه يحول مركزية العملية التعليمية التعلمية من املادة
املعرفية ،نحو املتعلم نفسه .وعليه ،فإن هذا النمط يراعي ميوالت املتعلمين ،واستعداداتهم ،ومهاراتهم،
ورغباتهم .وينطلق من حاجاتهم .فتخطيط التعلمات وفق هذا النمط ،ال ينظر إلى املتعلمين بوصفهم
ذاتا واحدة متجانسة ،تتسم بنفس الخصائص ،وتتقاسم نفس امليوالت ،وإنما هو نمط يأخذ في
الحسبان الفروق الفردية بين املتعلمين داخل الفصل الدراس ي الواحد .على نحو تصبح فيه التعلمات
مرتبطة باملتعلم .وعليه مدار العملية التعليمية التعلمية .في مقابل ذلك ،قل االعتماد على املدرس،
بحيث تحول من بؤرة االهتمام إلى مرشد لهذا املتعلم ،وميسر للفعل التعلمي ،بعد أن يكون قد هيأ بيئة
التعلم السليمة.
لعل االعتماد على نمط التعليم الفردي ،يؤثر على طبيعة العالقات الصفية السائدة؛ بحيث
سيتنوع التواصل الصفي ويتخذ مسارات متباينة؛ أفقية وعمودية .ويسود الجو الديموقراطي وتضيق
الفجوة بين املتعلمين وبين األستاذ ،فتخف القيود املفروضة على املتعلمين ،ويصبح املتعلم قادرا على
اتخاذ القرار أمام االختيارات املوضوعة بين يديه.
إن هذا النمط من التعليم ،وإن جعل املضمون العلمي تبعا للمتعلم ،إال أن هذا املضمون يصير
محط عناية واهتمام من قبل املتعلم ،ألنه يستجيب لقدراته العقلية ،وملهاراته ولقيمه.
-التعليم َ
الع َرض ي:
هو تعليم غير مقصود ،يحدث نتيجة الخبرات الحياتية اليومية ،والتفاعل مع عوامل البيئة
املحيطة عن طريق املالحظة واملحاكاة ،مع إمكانية تعزيز ذلك من قبل اآلخرين ،ويحدث هذا النمط من
التعليم داخل األسرة نتيجة للتفاعل القائم بين األفراد ،أو ملشاهدة عروض التلفاز ،أو االستماع إلى
برامج املذياع .لذلك فإن هذا النمط ال تقوم عليه املؤسسات التعليمية التقليدية ،وإنما تنهض به
مؤسسات املجتمع املدني ،واملؤسسات الثقافية ،وصارت وسائل التواصل الجماعية في هذا العصر
وسائل مناسبة لتقديم هذا النوع من التعليم(.)2
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
)2التمثالت والعوائق
)1-2التمثالت
أ) املفهوم
عرف قاموس نوبار سيالمي ( )Sillamy.Nالتمثالت بناء على تفاعل األذهان مع صور املحيط من
حولها فقال" :التمثل هو إحضار الش يء إلى الذهن ،وليس استرجاع صورة للواقع ،فالتمثل عملية ذهنية
بموجبها تعاد صياغة عناصر املحيط وبنائها في الذهن".
أما في بعدها الديدكتيكي فيذهب جون كلود أبريك ( )Jean-Claude Abricإلى أن التمثالت يقصد
بها ،نتاج سيرورة نشاط عقلي ،يعمل الفرد أو املجموعة من خالله إعادة تشكيل الواقع ،وتقديم معنى
محدد له.
وعليه ،فإن التمثالت مجموعة منظمة من اآلراء واملواقف واملعتقدات واملعطيات التي تحيل على
ش يء أو على موقف ُيحدد من خالل الفرد نفسه (تاريخه وتجربته) وانطالقا من النظام االجتماعي الذي
ينتمي إليه ،ومن طبيعة العالقات التي تربط املوضوع بهذا النظام االجتماعي( .جون كلود أبريك).
وعلى هذا األساس يمكن النظر إلى التمثالت بوصفها أنظمة معرفية يعبئها املتعلم بشكل تلقائي حين
ُيواجه بسؤال أو مشكلة ،سواء كان ذلك في مقام التعلم أو غيره .والتمثالت تعكس طرق التفكير عند
املتعلم ،لتظهر في شكل أنماط تفسيرية موجودة مسبقا لدى املتعلم .وتمثل نظريات شخصية عن
العالم.
وبناء على ما سبق يمكن استنتاج ما يلي:
-التمثالت نظام :يتشكل من جملة أفكار وتفسيرات تؤسس إلطار مرجعي لدى املتعلم ،بحيث
يصير منظما ومنتظما.
-التمثالت سيرورة :شخصية ومتطورة ،تتيح إدماج املتعلم في املوضوع مع تقدم خبرته ،سواء كانت
هذه الخبرة خاصة أو مدرسية.
-التمثالت قبلية :ألنها تتشكل قبل الوضعيات التعليمية املدرسية ،فهي ثمرة التجربة األولى.
ب) مكونات التمثالت
يتضح من خالل تحليل التمثالت أنها تتألف من عناصر مختلفة تخضع لتفاعل كلي فيما بينها.
وهذه العناصر هي:
_ املشكلة :التمثالت تشير إلى مجموعة من األسئلة التي تحفز املتعلم على التعاطي معها وتستفزه
لذلك.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
-اإلطار املرجعي :التمثالت تعتمد على مجموعة من التمثالت األخرى التي تشكل نظاما ،يتم تعبئتها
من قبل املوضوع إلنتاج تمثالته الجديدة.
-العمليات العقلية :التمثالت نتاج تفكير ثابت يسمح للموضوع بوضع عناصره ضمن عالقات
تخلق معان ودالالت.
-شبكة املعانيُ :ينتج هذا النظام املتفاعل شبكة من املعاني القادرة على إضفاء معنى محددا
ودقيقا على التمثالت.
-الداللة :مجموعة من اإلشارات والرموز التي تدل على طريقة التعبير عن املوضوع.
ج) مرجعيات التمثالت وأصولها
تتعدد املرجعيات املؤسسة للتمثالت بالنظر إلى تعدد أبعاد التمثالت نفسها ،لذلك ربط
الديدكتيكيون هذه التمثالت بجملة من املصادر نذكر ما يلي:
-مرجعية علم النفس النمو :ترتبط املفاهيم بالنمو غير املكتمل عند الطفل واملرتبط أساسا
بمراحل النمو املعرفية كما حددها بياجي .ولعل هذا الربط ،هو ما يعيق األخذ بعين االعتبار الواقع
الحقيقي للموضوع.
-املرجعية اإلبستيمولوجية :إن طرق التفكير املختلفة ،حسب باشالر ،تخلق عقبات بين أفكار
الحدوس األولية عند الفرد .ومن أمثلة العائق اإلبستيمولوجي :عدممعينة وبين تركيب غير خالص من ُ
استيعاب وجود ماال نهاية من األعداد املحصورة بين 13و .14بينما يفترض باحثون آخرون أن العوائق
التي يواجهها الطلبة نابعة من طبيعة املعرفة ذاتها.
-املرجعية الديدكتيكية :ألن الصعوبات تنشأ من الوضعيات الديدكتيكية نفسها ،والطريقة التي
تبنى بها املعارف املدرسية التي تؤسس لحقيقة بناء مسلمات لم تكن موضع تساؤل .ومن األمثلة الواضحة
للعائق الديدكتيكي ،هو تقديم الكرة األرضية بنوع من التكافؤ بين الشمال وبين الجزء العلوي والسفلي.
-املرجعية السوسيولوجية (Moscovici) :فالبيئة االجتماعية مصدر للتصورات واألحكام
املسبقة .على سبيل املثال ،الفكر الشائع حول افتراض بديهي يربط بالضرورة املرض بالسبب الخارجي،
على نحو يمنعنا من التفكير في األمراض الوراثية.
-مرجعية التحليل النفس ي( :فرويد) :ترتبط املفاهيم األولية بالخيال ،والحالة النفسية ،والتأثر
بها ،فضال عن التاريخ الشخص ي للفرد.
د) التعامل مع التمثالت
ينطلق التعامل من التمثالت من القدرة على استثمارها على املستوى الديدكتيكي عبر بناء
التعلمات ،وبشكل يقطع مع املوقف التقليدي من التمثالت كما يلي:
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
)2-2عوائق التعلم
أ) مفهوم العائق
يطلق العائق في اللغة على الحاجز واملانع .وورد في معجم الفلسفة أنه ما يعوق الفكر أو اإلرادة من
شواغل داخلية أو خارجية وعوائق النمو هي األسباب التي تمن الكائن الحي من بلوغ الكمال الخاص
بنوعه ،من هذه العوائق ما هو طبيعي...ومنها ما هو اجتماعي...ومنها ما هو سياس ي...ومنها ما هو نفس ي".1
ويبين باشالر حقيقة العائق بوصفه يتجاوز مجرد تعقد الظاهرة العلمية ،بنفس القدر الذي
يتجاوز قصورا في الحواس وضعفا في الفكر اإلنساني ،بحيث تبدو املعرفة العلمية وقد شابها اضطراب
وتعطل ،وتلبستها غشاوة وتباطؤ ،بشكل يكشف عن ركودها ونكوصها ،وكأن املعرفة تنتج عوائق من
داخل بنيتها.2
ويبدو من خالل التعريف أعاله ،أن العائق ال يقصد به ما يكون خارجا عن املعرفة ذاتها ،على نحو
ما يالحظ في تعقد الظاهرة املدروسة ،أو بوجود قصور على مستوى الحواس ،وإنما قد ينشأ العائق من
وسط املعرفة نفسها؛ بسبب وجود ما يحول دون الوصول إليها نتيجة ما يتلبس تلك املعارف من
الغموض ،أو ركود في سيرورتها .وعليه فإن العائق إنما يكون من صميم املعرفة وينبثق منها.
. 1جميل صليبا ،املعجم الفلسفي ،ج ،2الشركة العاملية للكتاب ،بيروت ،د.ط ،ص.39 :
، 13 . 2غاستون باشالر ،تكوين العقل العلمي ،ترجمة :خليل أحمد خليل ،املؤسسة الجامعية للدراسة والنشر ،بيروت ،ط،2
،1982ص .13:
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ج) املوقف من العوائق
-موقف إيجابي :ينظر أصحاب هذا املوقف إلى العائق بوصفه تحديا للمتعلم ألنه يخلق عنده
التوازنا معرفيا يحمله على بناء تعلمات يتجاوز من خاللها البنى املعرفية الشخصية التي تصبح قاصرة
عن استيعاب التحديات التي يواجهها .لذلك يكون األستاذ مدعوا إلى استدراج املتعلمين على تجاوز تلك
العوائق وفق بيداغوجيات تراعي حاجات املتعلمين وقدراتهم واستعداداتهم ،وتدفعهم إلى استنفار
طاقاتهم اإلبداعية.
-موقف سلبي :يرى أنصار هذا املوقف أن العائق يشكل عند املتعلم حاجزا يحول بينه وبين
اكتساب املعارف ،لذلك فهو ينضاف إلى جملة الصعوبات التي تعترض املتعلم خالل بناء تعلماته .وهو
األمر الذي يؤدي باملتعلم إلى اإلحساس باليأس ،نتيجة فشله املتكرر ،وبالعجز الذي يحدث له اضطرابا
في التعلم.
د) أنواع العوائق
إذا كان العائق اإلبستيمولوجي نابعا من املعرفة ويحول دون تطورها الطبيعي ،فإن عوائق التعلم
تحول أيضا دون بناء التعلمات وتسارعها بشكل سلس .فعوائق التعلم بهذا املفهوم تحد من فاعلية
التواصل الصفي ،وتقيد سالسة التفاعل بين أطراف العقد البيداغوجي ،على نحو يطرح عراقيل في
مسير بناء التعلمات .وبالنظر إلى تعدد العناصر املتدخلة في أطراف هذا التفاعل ،فإن عوائق التعلم
متعددة املصادر ،تعطل وصول املعرفة ،وتشوه حقيقتها.1
وبتاء على ما سبق يمكن اإلشارة إلى جملة من العوائق منها:
❖ عوائق اجتماعية:
ينشأ هذا النوع من العوائق ،نتيجة للتاريخ الشخص ي للفرد ،الذي يتشكل عبر تجاربه االجتماعية
والثقافية ،فالفرد ابن بيئته يتأثر بالقيم السائدة في مجتمعه ،ويتشبع بمعتقداته الدينية ،لذلك فإن
كل موقف تعليمي تعلمي يصادم حمولة املتعلم االجتماعية ،ويناقض خلفيته اإليديولوجية ،يصدر منه
املتعلم موقفا سلبييا بسبب عدم تناغمه مع قناعاته ومواقفه املبدئية .ومن أمثلة ذلك :مسلمات
الكنيسة عن الكون في أوربا إبان العصر الوسيط صارت عوائق حالت دون قبول الحقائق العلمية
القائمة على املالحظة والتجربة.
. 1مختار بروال ،التواصل البيداغوجي ومعيقاته مقاربة تحليلية من منظور العقد البيداغوجي الحديث ،مجلة الدراسات
والبحوث االجتماعية ،عدد ،2014 ،2ص.106 :
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
❖ عوائق سيكولوجية:
تنشأ هذه العواقب إلى خلل على مستوى الجهاز العصبي ،على نحو تنشأ عنه اضطرابات وجدانية
ونفسية ،تحول دون القيام بالعمليات العقلية ،واملهارات املتعلقة بالتحليل واملقارنة واالستنتاج .كما
يجد املتعلم بسبب تلك االضطرابات صعوبات على مستوى التجريد ،أو تظهر هذه العوائق في شكل
تلعثم أو تأتأةُ ،يسببها املناخ غير التربوي السائد بأفضية املؤسسة.
❖ عوائق بيداغوجية ديدكتيكية:
يرتبط هذا النوع من العوائق ،على املستوى البيداغوجي بأشكال التواصل الصفي وبالعالقات
السائدة بين األستاذ واملتعلمين وبطبيعة الوضعيات التي يوظفها األستاذ .كما ترتبط في مستواها
الديدكتيكي بالوسيلة التعليمية املوظفة ،وبأشكال توظيفها ،أو بنوع طريقة التدريس املتبعة أو بأسلوب
التدريس الخاص باألستاذ.
❖ عوائق ابستيمولوجية:
هذا الصنف من العوائق يتعلق باملعرفة أساسا ومن ثم باملضمون التعليمي ،وبموقف املتعلم منها.
ومن أهم هذه العوائق:
• عائق التجربة األولى :يشكل االتصال األول للمتعلم بالظاهرة املدروسة عمال حاسما في بناء
التعلمات واكتسابها ،غير أن هذا االكتساب قد يقف عائقا يمنع تفهم معطيات أخرى تغاير مسلماته
املعرفية ،لذلك فإن خلق الالتوازن املعرفي عند املتعلم ضروري لتهئيته لتلقي التعلمات الجديدة.
-اعتماد الحركة الظاهرية للشمس لدى املتعلم لتفسير تعاقب الليل والنهار.
-تفسير رقصة األفعى بتفاعلها مع اإلقناع املنبعث من املزمار.
• عائق التعميم :يحدث هذا العائق نتيجة تعميمات متسرعة ومبتسرة ،على خالف التعميم
العلمي القائم على تكرار التجربة واستخالص استنتاجات تنتظم في شكل قوانين مفسرة لظاهرة معينة.
وهكذا يربط املتعلم ،على سبيل التمثيل ،غوص األجسام بثقلها :فيقول األجسام الثقيلة تغوص .كما
يعمم بشكل متسرع فيقول :جميع الطيور واألسماك تبيض.
• العائق اللفظي :يتشكل هذا العائق بسبب نقل معان ودالالت من مستواها اللغوي إلى الحقل
ُ
العلمي الدقيق ،ألن املجال اللغوي يستعمل الحقيقة واملجاز وال يبالي بذلك إذا أ ِ ّدي املعنى .أما املجال
العلمي فيفترض تدقيقا في حمولة اللفظ ودالالته .ومن أمثلة ذلك :اللونان األبيض واألسود ،رغم أن
األول مزيج من ألوان ،والثاني ليس بلون .ومن األمثلة كذلك؛ املعدة مطحنة طعام .والكلية مصفاة للدم.
• العائق الجوهري :وهو عائق ينتج عن إضفاء صفات ذاتية على بعض األجسام ،وكأنها خصائص
نابعة من تلك األجسام ،ومن أمثلة ذلك :الصوف دافئ -الرخام بارد.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
• العائق اإلحيائي :يتكون هذا العائق عبر إضفاء الحياة على بعض األجسام ،وكأن ما يطرأ عليها
إنما هو ناش ئ عن كونها تتصف بالحياة .لذلك فهي تتصف بصفات اإلرادة والرغبة وغيرها .ومن األمثلة
ُ
على ذلك :أبت السيارة إال أن تتعطل -الصدأ مرض يصيب املعادن – النار حية لذلك فهي تحرق.
)3الوضعيات و أنواعها
)1-3الوضعية التعليمية التعلمية
ً
تعتبر الوضعية التعليمية التعلمية" :كل وضعية مخطط لها انطالقا من أهداف أو حاجات أو
مشكالت ،وتشمل مجموعة من العناصر املتفاعلة( ،مدرس ،تالميذ ،مادة ،وسائل )...ويمكن ترجمة هذه
الوضعية من خالل العناصر املركبة التالية :متعلمون في عالقة مع مدرس لكي يتعلموا محتويات داخل
إطار مؤسسة من أجل تحقيق أهداف عن طريق أنشطة وبمساعدة وسائل تمكن من بلوغ نتائج".1
ولعل هذا التعريف يتوافق مع تعريف الوضعية الديدكتيكية ،باعتبارها "وضعية فعل التعليم
والتعلم التي تشمل أنماط التفاعل بين مدرس وتالميذ ومادة بهدف تحقيق أهداف معينة" ،2فالوضعية
التعليمية التعلمية هي وضعية ديدكتيكية في أساسها.
)2-3الوضعية التعليمية التعلمية في سياق املقاربة بالكفايات
تشكل الوضعيات التعليمية التعلمية في ظل املقاربة بالكفايات منطلقا أساسيا لبناء الكفايات ،إذ
بواسطتها يحاول املدرس(ة) بناء التعلمات وربطها باملحيط السوسيوثقافي للمتعلمين.
و" لكي تحظى الوضعية املشكلة بأكبر قدر من الفعالية ،يجب أن يتجرأ التالميذ على صياغة
تمثالتهم األولية ،وهو ما يفترض سيادة مناخ داخل القسم الدراس ي ،ال يعتبر فيه الخطأ شائنا؛ بل مفيدا
لتقدم املعرفة ،حيث يمكن اإلقرار بجهل كل ش يء عن املشكلة املعالجة وتنبثق بشكل تدريجي ،حقيقة
كون التعلم هو تحويل التمثالت وقبول تعديل الرأي بعد تبادل الحجج والقيام ببناء ذاتي للشخصية
والتعبير عن مرونة فكرية وليس عن صرامة في املوقف .ومن املمكن تفسير كل ذلك في تعاقد ديداكتيكي
مختلف عن التعاقد الديداكتيكي الكالسيكي والضمني"(.)3
ومن خالل مختلف تلك الوضعيات ،وعلى تنوع وظائفها ،يحاول املتعلمون تعبئة مواردهم
(املعارف-معارف الفعل-معارف الكينونة) ألجل حل وضعيات مشكلة مركبة انطالقا من مجموعة من
املحطات التي نلخصها في االتي:
معجم علوم التربية ،مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك ،الفارابي وآخرون ،دار الخطابي للطباعة والنشر ،ط 1994 ،1م ،ص 1
.298
2المهننة والتكوين في التربية ،بيرنو-دوالنجنفيل -غاثر وآخرون ،ترجمة عز الدين الخطيب ،مراجعة وتقديم عبد الكريم غريب،
منشورات عالم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة-الدار البيضاء ،ط2016 ،1م ،ص .90
3المهننة والتكوين في التربية ،بيرنو-دوالنجنفيل -غاثر وآخرون ،ترجمة عز الدين الخطيب ،مراجعة وتقديم عبد الكريم غريب،
منشورات عالم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة-الدار البيضاء ،ط2016 ،1م ،ص .90
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
-اقتراح فرضيات،
-مرحلة التجريـب والتحقق؛
-التحقق الذاتي والجماعي من الحلول املتوصل إليها.
-الخالصات والنتائج.
وقد عبر عنها األستاذ ميلود التوري في سياق حديثه عن خطوات تدبير التعلمات باآلتي:
-املحيطة ،l’environnement
-الديدكة ،didactisation
-املوبلة )1(.mobilisation
أثناء تقديم الدروس أو الحصص ،يلجأ املدرس(ة) إلى العديد من الصيغ ،وهذه األخيرة تزداد غنى
ونجاعة كلما تم االشتغال في زمر صغيرة تمكن من مجابهة األفكار بين األقران ،مما يشد اهتمام جميع
هؤالء األطفال نحو املهمة املقترحة.
لذلك تمثل بيداغوجيا الوضعيات نموذجا للبيداغوجيات التي تروم االنتقال من االهتمام بنقل
املعارف املكتملة واملحتويات ،إلى االهتمام بتمهير املتعلم(ة) على بناء املعرفة بنفسه 2.وتمكينه من
توظيف موارده في وضعيات تعلمية مختلفة عن السياق الذي اكتسبه في املوارد.
)3-3مكونات الوضعية التعليمية التعلمية
حددت جان ماري دوكتيل ثالثة مكونات للوضعية التعلمية التعلمية:
أوال -الوسائل التعليمية:
هي ما يوظفه املتعلم(ة) ،ويستخدمه ،ويتعلق األمر باملوارد التقليدية كاألجهزة واألدوات التعليمية،
والوثائق املتنوعة ،كالكتاب املدرس ي أو الوثائق أو الرسوم التوضيحية.
ثانيا -النشاط التعليمي التعلمي:
وهو يقارب إنجاز املهام والعمليات املحددة ،التي ترتبط بتعبئة القدرة ،بوصفها مفهوما افتراضيا،
يتحقق بفعل التعلم ،ونتيجة الكتساب مجموعة من املهارات.
ثالثا -التعلميات واإلرشادات:
1ينظر :تدريس المواد التعليمية ،ميلود التوري ،مطبعة الرباط نت ،ط2019 ،1م ،الصفحات .171-165
-2عبد العالي احميد :تدريس اللغة العربية وفق بيداغوجيا الوضعيات ،الدرس اللغوي بالتعليم الثانوي نموذجا ،مسالك التربية
والتكوين ،املجلد ،2العدد ،) A1- 18( 2019 ،2ص.1 .
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
وهو مجموع التوجيهات التي تعطى للمتعلم خالل تدبير التعلمات ،ويفرض تنفيذها ،ومن شروطها
أن تكون واضحة ودقيقة.
وبالعودة إلى األسس التنظيمية للوضعية التعليمية التعلمية ،نقف عند أهم املكونات األساسية
التي تقوم علها .وقد توافق حولها كل الباحثين في مجال التربية والتعليم.
ونلخصها فيما يأتي:
-املكان :وهو الفضاء املنظم للعملية التعليمية التعلمية ،واملقصود به الفصل الدراس ي .وال بد
من اإلشارة إلى كون الحيز الزمني ،أو هندسة املكان تتغير بتغير األنشطة التعلمية؛ لذلك وجب أخذ بعين
االعتبار هذه الخصوصية ،للوصول إلى تحقيق األهداف املنشودة؛
-السياق :ويمثل كل الظروف التي يتم فيها التفاعل بين مكونات العملية التعليمية التعلمية،
ونقصد بها كل ما يحيط باملتعلم(ة) ،وما يقدم الدعم املادي أو املعنوي ،كاللغة مثال .وقد عرفه كثير من
الباحثين بتعريفات مختلفة .ونذكر هنا تعريفا شامال جاء فيه" :فالسياق إذن ،هو املكان الذي تجري
فيه العملية التعلمية التعلمية ،وقد يكون ماديا محسوسا أو معنويا يتعلق بنظام القيم والثقافة في تلك
َ ُّ
البقعة من العالم .وبعبارة أخرى ،يكون للسياق تشكل مادي وظاهر (مظاهر سلوكية) ،ويدل في الوقت
نفسه على أمور غير ظاهرة وال مرئية من نظام القيم واالعتقادات وغيرها من املفاهيم الباطنة1".؛
-املتعلم(ة) :وهو محور العملية التعلمية التعلمية في املقاربة بالكفايات ،وهو عنصر فاعل
وفعال ،يمارس فعل التعلم ،ويتفاعل كذات مع مكونات العملية التعليمية التعلمية؛
-املادة التعليمية :أو ما يصطلح عليه باملادة الدراسية ،التي تتكون من محتوى املادة املراد تعليمها
للمتعلم(ة) ،وتتكون من تصورات وأفكار ومهارات ومواقف ،وهي تستهدف اكتسابها وتعلمها؛
-الزمن :أو املدة املستغرقة خالل فعل التعلم والتعليم؛
-املوارد والوسائل التعليمية :وهي كل ما يساعد على تقديم املادة الدراسية ،من معينات
ديدكتيكية ،أو وسائل متنوعة تخدم فعل التعليم ،وتقدم الدرس بطرق مختلفة ومتنوعة ،تستهدف
الفهم واالستيعاب واإلدراك ،وتغيير املواقف ،واكتساب املهارات؛
-املدرس(ة) :وهو العنصر النشيط ،أو املحور املوجه واملراقب للعملية التعلمية ،يكون تدخله
إلكساب املتعلم(ة) القدرات السابقة ،دون تدخل مباشر في عملية التلقين والتحفيظ.
1د .صالح بن فهد العصيمي :السياق التعليمي :دوره في العملية التعليمية ،وعالقته باإلصالح والتغيير ،مجلة العربية للناطقين
بغيرها ،العدد العشرون ،يناير ،2016ص.56 .
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
)4-3أنواع الوضعيات التعليمية التعلمية
يصعب الحديث عن املقاربة بالكفايات من دون ربطها بالوضعيات من هنا نفهم العلة الكامنة وراء
شيوع استعمال مصطلح مقاربة وضعياتية عند البعض ( .)Approche situationnelleوالالفت لالنتباه
أن هذا املفهوم يعكس مستويين :األول ،الوضعيات التي تهيأ إلرساء التعلمات ،أو تطوير املوارد (معارف،
مهارات ،مواقف )...؛ والثاني ،يخص الوضعيات املركبة التي تسهم في تطوير كفايات املتعلم (أي القدرة
على اإلدماج) .ويتفرع الصنف األول إلى ثالثة أنواع:
-وضعيات استكشافية
يكتس ي هذا الصنف من الوضعيات أهمية كبيرة ،لكونه ُيساعد املدرس في تهيئة األرضية لتعلم
املوارد الجديدة ،وذلك عن طريق تقديم وضعية مشكل تستهدف جعل املتعلم في حالة التوازن ،كأن
نجعل تمثالته موضع مساءلة ،في أفق إرساء مفهوم أو قانون أو قاعدة جديدة.
-وضعيات ديدكتيكية
هي وضعيات تعلمية تستهدف إرساء مجموعة من املوارد ،سواء أكانت معارف أم مهارات أم قدرات...
وقد تتخذ طابع وضعية مشكل فتروم تطبيق بعض القدرات املستعرضة .كمعالجة معلومة .ويمكن أن
تعتمد على وضعية ديدكتيكية بكيفية تقليدية ،أي باللجوء إلى الباراديغم التلقيني (عرض تليه
تطبيقات) ،أو باالعتماد على بيداغوجيا التعلم ،وذلك بجعل املتعلم في قلب التعلمات من خالل
اكتشاف الوضعية ( دراسة حالة ،أو قيام املتعلمين ببحث ،أو جعل املتعلمين يواجهون تحديا) ،أو
التمرن على بعض القدرات املستعرضة.
-وضعيات الهيكلة
تستهدف وضعية الهيكلة مجموعة من املفاهيم ويمكن هي األخرى أن ترتكز على وضعية مشكل،
والعكس صحيح ،وتطلع بدور أساس ،وذلك من خالل تنظيم الشبكة املعرفية للمتعلمين.
(مثال :يمكن أن نهيكل الشبكة املعرفية للمتعلمين الخاصة بأساليب اإلنشاء بناء على وضعية)
-الوضعية املركبة أو الوضعية اإلدماجية.
تعرف أيضا باسم الوضعية الهدف» ،وتروم جعل املتعلمين يعبئون مواردهم التي اكتسبوها خالل
تعلماتهم لحل وضعية مشكل ،أو إنجاز مهمة مركبة وهي حينما ترتبط الكفايات التي تستهدف اإلنماء
فإنها بذلك تكون في عالقة مباشرة مع ملمح املتخرج يمكن تعريف الوضعية املركبة على النحو التالي:
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
هي مجموع املعلومات املقدمة ضمن سياق تتطلب من املتعلم إيجاد تمفصالت بينها .قصد إنجاز
مهمة محددة منتوجها غير معروف مسبقا.1
وهناك من يتحدث عن أنواع أخرى من الوضعيات مثل الوضعية التقويمية ،والوضعية التوليفية...
)5-3الوضعية املشكل في املقاربة بالكفايات
تعد الوضعية املشكل من أهم مداخل التدريس بالكفايات ،حيث يسعى املدرس إلى جعل املتعلم في
قلب العملية التعليمية التعلمية ،وهذا ال يتأتى إال بتطوير مهارات وقدرات جديدة لدى املتعلم فيبني
تعلماته عن طريق مواجهة وضعيات مشكلة تنمي لديه ملكة :االفتراض والتحليل والتركيب واالستنتاج
والتقويم الذاتي إلى جانب ملكة :الحفظ والفهم والتخزين ....
فالتعلم باملقاربة بالكفايات تستلزم أنشطة لبلوغها ،وهذه األنشطة لن تكون إال في إطار وضعية
مشكل واملتعلم ال ينشط إال عندما تقابله مشكلة مقتبسة من الحياة الواقعية وهي التي تسمح بعملية
بناء الكفاية وتحقيقها.
وتعتبر بيداغوجيا حل املشكالت إحدى الطرق التي تترجم املقاربة بالكفايات انطالقا من وضعيات
مختلفة ومتعددة
يقول فيليب جوناير ......." :نستطيع أن نقرر أن الكفايات ال تتحدد إال تبعا ...وعلى ذلك يصبح
مفهوم الوضعية مفهوما مركزيا في التعلم :ففي الوضعية يبني املتعلم معارفه موطنة وفيها يغيرها أو
يدحضها وفيها ينمي كفايات موطنة كذلك"(.)2
يقول لحسن مادي بأن الوضعية املشكل" :أهم إجراء إلثارة الرغبة في التعلم ،وهو تحويل معرفة
إلى لغز؛ إذ أن مهمة املدرس تتمثل في إيقاظ هذه الرغبة عن طريق جعل املعرفة في صوة لغز .أي عن
طريق تصور وضعيات مشاكل معقدة ،يقترح فيها على املتعلم مهمة ال يمكن أن ينجزها إنجازا جيدا دون
تعلم .يشكل الهدف الحقيقي للوضعية املشكلة ،ال يتحقق هذا الهدف إال بإزاحة العوائق أثناء إنجاز
املهمة"(.)3
يتبين مما سبق ،أن الوضعية املشكلة هي وضعية تعلمية ،يعدها املدرس(ة) وتتجمع فيها مجموعة
من العوائق والعقبات ،تربك املتعلم ويطلب منه بذل جهد كبير للوصول إلى حل لها؛ بتعبئة واستحضار
معارفه ومهاراته وقدراته القبلية .ويع ُّد توفق املتعلم في هذه املهمة دليل عل كفاءته.
1نظريات التعلمم والنماذج البيداغوجية (من الباريغم التعليمي إلى التعلمي) ،لحسن توبي ،مطبعة النجاح الجديدة-الدار البيضاء ،ط،1
2017م ،ص .173-172
2ينظر :الكفايات والسوسيوبنائية :إطار نظري ،فيليب جوناير ،ترجمة األستاذ :الحسين سحبان ،سلسلة المكتبة التربوية .مكتبة
المدارس .99-98 2005.
3المقاربة بالكفايات و بيداغوجيا اإلدماج أي عالقة ،لحسن مادي ،مجلة علم التربية ،العدد ،40ماي ،2009ص.13
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ويمكن هنا ملزيد من التفاصيل الرجوع على كتاب "الوضعية املشكلة :تعاريف ومفاهيم" للحسن
اللحية(.)1
ويبقى دوراملدرس(ة) في هذه العملية:
-ابتكار وضعيات يواجه فيها املتعلم مشكال وعائقا؛
-إثارة الدافعية لدى املتعلم وتحفيزه؛
-التوجيه واإلرشاد واملساعدة لوصول املتعلم إلى حل املشكل
إذن الوضعية املشكلة" :وسيلة للتعلم ومنهجية في التدريس واستراتيجية ،تقوم على مشاركة
التالميذ وبناء املعرفة .وما يميزها عن الطرق التعليمية األخرى ،أنها ذات صلة بالتكوين الذاتي واالبتعاد
قدر اإلمكان عن البيداغوجيات التقليدية .كما تتميز بالدينامية ،ووضع املتعلم(ة) في قلب املشكل ،وأمام
حواجز بهدف تجاوزها؛ وذلك باالنطالق من إثارة التساؤل ،وزعزعة التمثالت ،مرورا بصياغة فرضيات
تفسيرية وصوال إلى حلول وتقويمها" (.)2
أ) مبررات التدريس بالوضعية املشكل
يمكن الحديث عن مجموعة من املبررات للتدريس بالوضعية املشكلة ،نلخصها في اآلتي(:)3
-مبرر إبستمولوجي :استحداث قضايا عبارة عن إشكاالت ووضعيات حياتية ،وأسئلة واقعية تواجه
املتعلم؛ فيلجأ للمدرس إليجاد حل لها؛
-مبرر بيداغوجي :اعتماد املقاربة بالكفايات على بيداغوجيا حل املشكالت؛
-مبرر ديدكتيكي :الدرس الجيد هو :الدرس الذي يبدأ بالوضعية( ،اعتماد وضعيات تقويمية في
محطة التقويم التشخيص ي) ،ويمر عبرها( ،اإلنطالق من وضعية مشكلة) ،وينتهي بها (اعتماد وضعيات
تقويمية في محطة التقويم اإلجمالي أو في محطة دعم التعثرات ومعالجتها) .وفق مبدأ "كما ندرس نقوم"
ب) مكونات الوضعية املشكل
"تتكون الوضعية من أربعة عناصر:
ّ
الوضعية ،وقد يكون مدرسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا أو السياق :وهو يصف املحيط الذي تدور فيه
اقتصاديا أو بيئيا....
1الوضعية المشكلة تعاريف ومفاهيم ،الحسن اللحية ،دار النشر المعرفة-الرباط ،ط2010 ،1م.
2مدخل الكفايات وبيداغوجيا اإلدماج من التنظير إلى التطبيق ،أحمد أيت إعزة ،الجمعية المغربية ألساتذة التربية اإلسالمية ،كتب
إلكتروني ،ص .31
3ينظر :التدريس بالوضعيات في مادة التربية اإلسالمية .محمد لهوير ،أشغال الدورة التكوينية 21-20نونبر .2021بتصرف .ص
.161-164
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
السند :وهو مجموع العناصر املادية التي ُت ّ
قدم إلى املتعلم ،سواء أكانت خيالية أم واقعية (نص
مكتوب ،صور ،رسم جداول خطاطات ...حيث يستعين بها من أجل حل الوضعية ويتضمن السند
معلومات على أساسها يتصرف املتعلم ،فقد تكون تامة أو ناقصة مالئمة أو مشوشة.
ُ
الوظيفة :تحدد الهدف من اإلنتاج املنجز وفي الغالب تكون الوظيفة اجتماعية.
ُ
التعليمة :مجموعة من التوجيهات التي تعطى بشكل صريح للمتعلم ،وهي تترجم املهمة املطلوبة من
املتعلمُ ،ويشترط فيها أن تكون واضحة").(1
ج) وظائف الوضعية املشكل
يمكن اختصار هذه الوظائف فيما يلي:
-وظيفة تحفيزية :تسعى إلى إثارة اللغز الذي يولد الرغبة في املعرفة.
-وظيفة ديدكتكية :تعمل على إتاحة الفرصة للمتعلم لحل اللغز.
-وظيفة تطورية :تتيح لكل متعلم أن يبلور تدريجيا أساليبه الفعالة لحل املشكالت.
1نظريات التعلم والنماذج البيداغوجية (من الباراديغم التعليم ي إلى التعلمي) ،لحسن توبي ،مطبعة النجاح الجديدة-الدار البيضاء،
ط2017 ،1م ،ص .174
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
قائمة املصادرواملراجع
املراجع العربية:
)1أحمد أوزي ،املعجم املوسوعي لعلوم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة ،الدار البيضاء.2006 ،
)2أحمد أيت إعزة ،مدخل الكفايات وبيداغوجيا اإلدماج من التنظير إلى التطبيق ،الجمعية املغربية ألساتذة
التربية اإلسالمية ،كتب إلكتروني.
)3أحمد عزت راجح ،أصول علم النفس ،املكتب املصري الحديث ،اإلسكندرية ،ط.9:
)4أحمد عمراوي ،ديداكتيك التربية اإلسالمية من اإلبستمولوجي إلى البيداغوجي ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،
.1999
)5أنور محمد الشرقاوي ،التعلم نظريات وتطبيقات ،مطبعة محمد عبد الكريم ،القاهرة.
)6جميل صليبا ،املعجم الفلسفي ،ج ،2الشركة العاملية للكتاب ،بيروت ،د.ط ،ص.39 :
)7حياة السيباري ومحمد عابد ،الخرائط املفاهيمية وأثرها على التحصيل الدراس ي في مادة علوم الحياة واألرض،
املجلة الدولية للتربية والتكوين ،م ،1 .ع ،2.عدد خاص بالندوة الدولية ( ،)CIPESA 2017الدار البيضاء ،أكتوبر .2017
)8د .صالح بن فهد العصيمي ،السياق التعليمي :دوره في العملية التعليمية ،وعالقته باإلصالح والتغيير ،مجلة
العربية للناطقين بغيرها ،العدد العشرون ،يناير .2016
)9دومنيك شالفان ،طرق وأدوات التدريس والتكوين ،ترجمة وتعريب عبد الكريم غريب ،منشورات عالم التربية،
مطبعة النجاح الجديدة ،ط ،1 .الدار البيضاء.2011 ،
)10عبد الرحمان التومي ،الجامع في ديدكتيك اللغة العربية.
)11عبد العالي احميد :تدريس اللغة العربية وفق بيداغوجيا الوضعيات ،الدرس اللغوي بالتعليم الثانوي
نموذجا ،مسالك التربية والتكوين ،املجلد ،2العدد . 2019 ،2
)12عبد العالي احميد ،تدريس اللغة العربية وفق بيداغوجيا الوضعيات ،الدرس اللغوي بالتعليم الثانوي
نموذجا ،مسالك التربية والتكوين ،املجلد ،2العدد .) A1- 18( 2019 ،2
)13عبد الكريم غريب ،املنهل التربوي ،ج ،2 .منشورات عالم التربية ،ط ،1 .مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء.2006 ،
)14عبد هللا محمد خطايبة ،تعليم العلوم للجميع ،دار املسيرة للطباعة والنشر والتوزيع ،ط ،1 .عمان،
األردن ،2007،انظره في املجلة العلمية الدولية للتربية والتكوين ،م .س.
)15عبد الهادي السيد عبده ،علم النفس املعرفي " األسس واملحاور " ،مكتبة األنجلو املصرية.2021 ،
)16عدنان أحمد أبو دية ،أساليب معاصرة في تدريس االجتماعيات ،دار أسامة للنشر والتوزيع.
)17غاستون باشالر ،تكوين العقل العلمي ،ترجمة :خليل أحمد خليل ،املؤسسة الجامعية للدراسة والنشر،
بيروت ،ط.1982 ،2
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
)18فيليب جونايير وسيسيل فاندر بورخت ،التكوين الديدكتيكي للمدرسين :التدريس بالكفايات من خالل
خلق شروط التعلم ،ترجمة عبد الكريم غريب وعز الدين الخطابي ،منشورات عالم التربية ،ط ،1.مطبعة النجاح
الجديدة ،الدار البيضاء.2011 ،
)19الكفايات والسوسيوبنائية :إطار نظري ،فيليب جوناير ،ترجمة األستاذ :الحسين سحبان ،سلسلة املكتبة
التربوية .مكتبة املدارس . 2005.
)20لحسن توبي ،نظريات التعلم والنماذج البيداغوجية (من الباراديغم التعليمي إلى التعلمي) ،مطبعة النجاح
الجديدة-الدار البيضاء ،ط.2017 ،1
)21لحسن مادي ،املقاربة بالكفايات و بيداغوجيا اإلدماج أي عالقة ،مجلة علم التربية ،العدد ،40ماي .2009
)22ماهر عبد القادر علي ،مدخل علمي في األصول النظرية لدراسة العلم العربي ،مجلة الدليل .ولكردي ،راجح
عبد الحميد" ،نظرية املعرفة بين القرآن والفلسفة".
)23محمد الدريج ،عودة إلى تعريف الديدكتيك أو علم التدريس كعلم مستقل ،مجلة علوم التربية ،العدد ،47
املغرب.2011 ،
)24محمد بن الحاج ( ،)2010الكتاب املدرس ي والوسائط التعليمية .دفاتر التربية والتكوين ،املجلس األعلى
للتعليم ردمد2028-0955 :
)25محمد حمادنة وآخرون ،مفاهيم التدريس في العصر الحديث ،طرائق ،أساليب ،استراتيجيات .عالم الكتب
الحديثة ،األردن ،ط.2012 ،1
)26محمد علي الخولي ،معجم علم اللغة التطبيقي ،مكتبة لبنان ،بيروت ،ط.1986 ،1
)27محمد لهوير ،التدريس بالوضعيات في مادة التربية اإلسالمية .أشغال الدورة التكوينية 21-20نونبر .2021
)28مختار بروال ،التواصل البيداغوجي ومعيقاته مقاربة تحليلية من منظور العقد البيداغوجي الحديث،
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية ،عدد.2014 ،2
)29مصطفى كامل ،املؤتمر العلمي السابع عشر ،مناهج التعليم واملستويات املعيارية ،دار الضيافة ،جامعة
عين شمس.2005 ،
)30معجم علوم التربية ،ص.106 :
)31معجم علوم التربية ،مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك ،الفارابي وآخرون ،دار الخطابي للطباعة
والنشر ،ط 1994 ،1م.
)32املهننة والتكوين في التربية ،بيرنو-دوالنجنفيل -غاثر وآخرون ،ترجمة عز الدين الخطيب ،مراجعة وتقديم
عبد الكريم غريب ،منشورات عالم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة-الدار البيضاء ،ط2016 ،1م.
)33ميلود نوري ،تدريس املواد التعليمية ،مطابع الرباط نت.2019 ،
)34نعمان بوقرة ،معالم بحثية في اللسانيات التطبيقية وتطبيقات اللسانيات املوسعة ،مركز الكتاب
األكاديمي.2022 ،
)35الوضعية املشكلة تعاريف ومفاهيم ،الحسن اللحية ،دار النشر املعرفة-الرباط ،ط2010 ،1م.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املراجع بالفرنسية
0537724473 : فاكس/ زنقة السعديين – الرباط– الهاتف32 الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان
https://iejee.com/index.php/IEJEE/article/view/569. Doi:
10.26822/iejee.2019450795
53) En ligne : https://bbf.enssib.fr/consulter/bbf-1979-11-0559-024 ISSN 1292-8399.
54) Gagnon ; J.C. (1974). Didactique d’une discipline ; Laboratoire de Didactique,
Faculté des Sciences de l’Éducation, Université Laval, Série Monographie N°2 avril
1974 P2.
55) Hans .Aebli, (1951): "Didactique psychologique. Application à la Didactique de la
Psychologie de Jean Piaget". Neuchâtel: Delachaux & Niestlé.
56) Hattie.j et Timerely.H,2007. The power of feed black revisited. À Metz analysés of
Educational feedback research. Sec. Educational psychology.
57) Houssaye, J., & Fabre, M. (2005). Peut-on parler d’une problématisation
pédagogique?. Recherche & formation, 48(1), 107-117.
https://www.persee.fr/doc/refor_0988-1824_2005_num_48_1_2067
58) Jasmin..B . (1973) :Problematique possible de la didactique . in didactique en science
exprimentale. Textes de références. C. F.P.C.P.R.. Rabat
59) Johsua, S. (1996). Qu'est-ce qu'un « résultat» en didactique des mathématiques?.
Recherches en didactique des mathématiques (Revue), 16(2), 197-219.
60) Joseph Novak et Alberto Canas, op.cit. p. 3.
61) Joseph. D. Novak et Alberto. J. Canas, Les cartes conceptuelles Théories,
construction et usages, Traduction de Serge Racine, http://www.idees.ca, p.p. 1- 2.
62) La lande.A.: vocabulaire technique et critique de la philosophie, 2eme édition, P.U.F
paris, 1986,p : (293)
63) La pédagogie – Théories et pratiques de l’Antiquité à nos jours (Gaëtan Morin
éditeur, Chenelière Éducation, 2e édition, 2005) : chapitre 15, “Le cognitivisme et
ses implications pédagogiques”, p 317 à 329.
64) Lalanne, J. (1985). Le développement de la pensée scientifique (orientation
biologique) chez les enfants de 6 à 14 ans. Aster: Recherches en didactique des
sciences expérimentales, 1(1), 155-170.
65) Le Robert. Dictionnaire culturel en langue française (sous la direction d’Alain REY), Paris,
2005, art. «Didactique».
66) Martinand, J. L. (1986). Connaître et transformer la matière. Berne: Peter Lang.
67) Perrenoud, P. (1998). La transposition didactique à partir de pratiques: des savoirs
aux compétences. Revue des sciences de l’éducation, 24(3), 487-514.
68) Reuter Y. dir. (2007/2010) Dictionnaire des concepts fondamentaux des didactiques.
Bruxelles : De Boeck.
69) Therer, J. (1992). Nouveaux concepts en didactique des Sciences. Bulletin de la
Société géographique de Liège, 28.
70) UNESCO (2017). L’Éducation pour les peuples et la planète : Créer des avenirs
durables pour tous. Rapport Mondial de Suivi sur l’Éducation (2016). UNESCO,
2017 Première édition 7, place de Fontenoy, 75352 Paris 07 SP, France. Tiré de
http://unesdoc.unesco.org/images/0024/002470/247033F.pdf
71) Verret, M. (1975). Le temps des études. 2 volumes. Paris: Honoré Champion, 102.
0537724473 : فاكس/ زنقة السعديين – الرباط– الهاتف32 الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان