You are on page 1of 3

‫رياح الصين وشوك الصراع باليمن !!


‫الثالثاء ‪ ٢٥‬أبريل ‪ ٢٠٢٣‬الساعة ‪ ٠٥:٥٤‬مسا ًء‬

‫محمد الثريا‬
‫إتاحة الفرصة لقيام الصين بمهمة إعادة تشكيل المشهد اليمني قد تعد الخيار المطلوب‬
‫إتخاذه من قبل قوى اإلقليم الفاعلة في ملف الصراع‪ 2‬اليمني !!‬

‫من المعلوم أن المحرك ألي تدخل خارجي بإتجاه بلدان الصراعات الداخلية يظل‬
‫محركا برجماتيا‪ ،‬وغير بعيد عن ذلك سيبدو جليا أن الصين قد أعدت فكرة تدخلها‬
‫سياسيا في أزمات المنطقة العالقة وفي مقدمتها اليمن وفق ذلك المحرك الحيوي ‪.‬‬

‫حيث اتجهت بيجين بذكاء إلى صنع خطوتها األولى عبر رعاية إتفاق سياسي مهم بين‬
‫القوتين األبرز بالمنطقة "السعودية وإيران"‪ ،‬وذلك لضمان نجاح السير في مسعى‬
‫الخطوات التالية والمتعلقة بمهمة تسوية كل صراع على حدة طالما أن معظم تلك‬
‫الصراعات مرتبطة غالبا بشرنقة الصراع السعودي اإليراني الممتد في المنطقة ‪.‬‬

‫في الملف اليمني‪ ،‬قد يخبرنا معطى اللقاءات األخيرة للقائم باألعمال الصيني لدى اليمن‬
‫تشاو تشنج مع رئيس مجلس القيادة اليمني وبعض نوابه عن الكثير من مغزى التوجه‬
‫الصيني القادم باليمن السيما إلحاق السيد تشاو لقاءاته تلك بلقاء مع ممثلي فرع الشرق‬
‫األوسط لدى إحدى أهم الشركات الصينية المنفذة لمشروع الحزام والطريق ‪.‬‬

‫ان مهمة تسوية الصراعات بناء على فكرة المصالح اإلقتصادية المتبادلة‪ ،‬وهي فكرة‬
‫واقعية تغلب األهمية الجغرافية على ما دونها تعد جهدا الفتا يستحق اإلهتمام والدعم‬
‫خصوصا وأن معظم أفكار الحل المتداولة اليوم وحتى التي سبقت الزالت تؤكد عجزها‬
‫تماما عن إيجاد طريقها للواقع ‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ينبغي اإلشارة إلى أن الطريق أيضا أمام األفكار الصينية الجديدة هي‬
‫األخرى ليست معبدة في اليمن‪ ،‬فهناك الموقف الغربي تجاه أي سيناريو مفترض لحل‬
‫الصراع باليمن‪ ،‬وهو الموقف المرتبط كليا بأولوية مصالح أصحابه‪ ،‬كما تبرز إلى‬
‫جانب ذلك عقبة موقف بعض قوى اإلقليم غير المتحمسة كثيرا أو بعبارة أدق غير‬
‫المرتاحة كثيرا من خطوة التقارب السعودي اإليراني عموما‪ ،‬ومسار التطورات‬
‫األخيرة باليمن خصوصا رغم خطاب ترحيبها بتلك الخطوة والتطورات‪ 2‬المترتبة على‬
‫إثرها ‪.‬‬

‫ليصبح بذلك التوجه الصيني في اليمن أمام تحد صعب‪ ،‬وتغدو مهمة تشكيل المشهد‬
‫اليمني القادم برؤية صينية برجماتية أكثر صعوبة‪ ،‬وخاصة إذا ما احيلت مواجهة‬
‫التوجه الصيني في اليمن إلى حلبة المقايضة بأزمات أخرى في المنطقة ‪.‬‬

‫غير أن خيار إفساح المجال لدبوماسية الصين والسماح بلعبها دورا أبرز سيبقى خيارا‬
‫جديرا بالدعم والمساعدة وتحديدا من شركاء الصين اإلستراتيجيين في المنطقة‬
‫والمنخرطين بشدة في ملف اليمن‪ ،‬كما اليجب إغفال الدور الروسي هنا وإستعانة‬
‫الصين به عند الحاجة كموقف ترجيح في مسار إنجاز مهمتها المفترضة‪. 2‬‬
‫اقرأ المزيد ‪:‬‬
‫‪https://adengad.net/public/articles/569287‬‬

‫تابعونا عبر قناتنا بالتليجرام‬


‫‪t.me/adenalghad_news‬‬

‫صفحتنا على الفيس بوك‬


‫‪www.facebook.com/ADENALGHAD.NET‬‬

‫صفحتنا على تويتر‬


www.twitter.com/adenalghad

You might also like