You are on page 1of 28

.

5102 - 5102 ‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن‬

The United States of America and the war on Yemen


2015-2019

Assistant Prof..Dr. Alaa Rezak Fadel


The University of Basrah
Basra and the Arabian Gulf Studies Center
E-mail: Alaa.ALNajjar@uobasrah.edu.iq

Abstract:
Following the Houthi takeover of power in Yemen in 2014, Saudi Arabia led
a military coalition in March 2015 in order to restore the legitimate Yemeni
government to power, and ending the Houthi control on the areas they acquired.
With the beginning of the military operations against Yemen, Washington
announced its intelligence and logistical support for allied forces. However, the
war continued increased civilian casualties, as well as outbreaks of disease,
epidemics and hunger. This pushed the Obama administration to attempting to
end the crisis with peaceful solutions, and reduced its support for the coalition.
But, with the arrival of the US president Donald Trump came to power in 2017,
Washington has increased its support for the coalition in general and Saudi
Arabia in particular, which is reflected on the deterioration of the general
conditions in Yemen, and the crisis intensified, at time there was no indications
to achieve a decisive victory for one of the parties to the conflict.

Key words: The Yemeni war, the United States and Yemen, Decisive Storm, the
Yemeni crisis, restoring hope

ٔٔٔ ‫الصفحة‬ ‫ـ‬0202 ‫) العدد (الرابع) كانون االول لسنة‬84( ‫مجمة الخميج العربي المجمد‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫الواليات المتحدة االمريكية والحرب عمى اليمن‬


‫‪.0202 - 0202‬‬

‫أ‪.‬ـ‪.‬د‪ .‬عالء رزاؾ فاضؿ النجار‬


‫جامعة البصرة‬
‫مركز دراسات البصرة والخميج العربي‬
‫‪E-mail: Alaa.ALNajjar@uobasrah.edu.iq‬‬

‫المستخمص ‪:‬‬
‫عمى أثر سيطرة الحوثييف عمى السمطة في اليمف عاـ ٕٗٔٓ‪ ،‬قادت السعودية تحالف ًا عسكرياً في آذار‬
‫ٕ٘ٔٓ‪ ،‬مف أجؿ ارجاع الحك ومة الشرعية اليمنية إلى السمطة‪ ،‬وانياء سيطرة الحوثييف عمى المناطؽ التي‬
‫استحوذوا عمييا‪ ،‬ومع بداية العمميات العسكرية ضد اليمف‪ ،‬أعمنت واشنطف دعميا االستخباراتي والموجستي‬
‫لمقوات المتحالفة‪ ،‬بيد أف استمرار الحرب وزيادة اإلصابات بيف صفوؼ المدنييف‪ ،‬وتفشي األمراض واألوبئة‬
‫والجوع‪ ،‬دفع ادارة اوباما إلى محاولة انياء األزمة بالحموؿ السممية‪ ،‬وقممت مف دعميا وتأييدىا لمتحالؼ إال‬
‫إنو مع وصوؿ الرئيس االمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكـ عاـ ‪ ،ٕٓٔٚ‬زادت واشنطف دعميا لمتحالؼ‬
‫بشكؿ عاـ ولمسعودية بشكؿ خاص‪ ،‬االمر الذي انعكس عمى تردي األوضاع العامة في اليمف‪ ،‬وزاد مف‬
‫حدة األزمة‪ ،‬في وقت لـ يكف ىناؾ أي بوادر لتحقيؽ نص اًر حاسماً ألحد اطراؼ الصراع‪.‬‬

‫الصفحة ٕٔٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫المقدمة‬
‫صاحب استمرار األزمة اليمنية التي اندلعت عاـ ٕٔٔٓ‪ ،‬تحوؿ دراماتيكي ونشوب صراع داخمي‬
‫مسمح لالستحواذ عمى االسمطة‪ ،‬إذ لـ تستطع الجيود الدولية والحموؿ الدبموماسية مف اقناع الفصائؿ اليمنية‬
‫المتناحرة مف ترؾ لغة السالح وحؿ خالفاتيـ بالجموس عمى طاولة المفاوضات التي خطط ليا إلنياء ازمة‬
‫البالد‪ ،‬وىو ما قاد اخي اًر إلى تشكيؿ تحالؼ عسكري بقيادة السعودية عاـ ٕ٘ٔٓ؛ لغرض ارجاع الحكومة‬
‫الش رعية في اليمف إلى السمطة‪ ،‬وانياء سيطرة الحوثييف عمى المناطؽ التي استحوذوا عمييا منذ عاـ‬
‫ٕٗٔٓ‪.‬‬
‫ال‪ ،‬إال أنيا‬
‫وبالرغـ مف أف العمميات العسكرية لمتحالؼ ضد اليمف‪ ،‬لـ يكف مخططاً ليا االستمرار طوي ً‬
‫فشمت في تحقيؽ أىدافيا وفقاً لممدة الزمنية التي حددت ليا‪ ،‬في وقت ساندت فيو الواليات المتحدة منذ‬
‫البداية العمميات العسكرية لمتحالؼ‪ ،‬واعمنت دعميا ليا‪ ،‬مف خالؿ الجيد االستخباراتي والدعـ الموجستي‪،‬‬
‫وقد حاولت إدارة الرئيس اوباما عدـ االنخراط بشكؿ أوسع في األزمة اليمنية‪ ،‬السيما مع اتساع نطاؽ‬
‫الحرب‪ ،‬وطوؿ مدتيا‪ ،‬فضال عف زيادة اإلصابات بيف صفوؼ المدنييف‪ ،‬وتفشي األمراض واالوبئة والجوع‪،‬‬
‫األمر الذي جعؿ منظمات إنسانية ودولية عدة تطالب بإنياء الحرب وايقاؼ الدعـ األمريكي؛ لذا كانت‬
‫جيود واشنطف آنذاؾ تحاوؿ انياء األزمة اليمنية بالحموؿ السممية مف جية‪ ،‬وتقميؿ عدد الخسائر بيف‬
‫صفوؼ المدنييف مف جية ثانية‪.‬‬
‫بيد أف اإلدارة االمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب‪ ،‬غالت كثي اًر في دعميا لمتحالؼ بشكؿ عاـ‬
‫ولمسعودية بشكؿ خاص في الحرب ضد اليمف‪ ،‬وقد تجسد ذلؾ مف خالؿ عقد واشنطف صفقات اسمحة‬
‫ضخمة مع الرياض‪ ،‬فضال الدعـ الموجستي واالستخباراتي االمريكي لمتحالؼ العربي‪ ،‬ولـ تمنع األصوات‬
‫التي ارتفعت داخؿ الكونجرس األمريكي وال مف المنظمات اإلنسانية والدولية مف ثني االدارة الجديدة عف‬
‫توجياتيا الدافعة باتجاه تقميؿ النفوذ اإليراني في المنطقة‪ ،‬مف خالؿ القضاء عمى الحوثييف‪ ،‬وىو ما توافؽ‬
‫تماماً مع الرؤيا السعودية‪ ،‬لذا فإف إدارة ترامب كانت أكثر شراسة بتعامميا مع األزمة اليمنية وفقاً لرؤيتيا‬
‫لممشروع اإليراني في المنطقة‪.‬‬
‫اشكالية البحث‪ :‬تدور اشكالية البحث حوؿ سياسة الواليات المتحدة االمريكية تجاه الحرب في اليمف‬
‫ٕ٘ٔٓ – ‪ ،ٕٜٓٔ‬وما ىي األدوار التي اضطمعت بيا واشنطف في تمؾ الحرب‪ ،‬وكيؼ أثرت عمى‬
‫االستراتيجية االمريكية في المنطقة‪ ،‬مع وجود المؤثر االيراني‪ ،‬وتدخالت طيراف الواضحة في سير‬
‫االحداث اليمنية‪.‬‬

‫الصفحة ٖٔٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫فرضية البحث‪ :‬ىؿ تمكنت الواليات المتحدة – بوصفيا قوى عظمى – مف السيطرة عمى سير األحداث‬
‫في اليمف‪ ،‬وىؿ كاف لمدعـ الموجستي والعسكري االمريكي المقدـ إلى التحالؼ العربي أثر في الحرب ضد‬
‫اليمف‪ ،‬وما االختالفات في سياسة واشنطف تجاه األزمة اليمنية في عيد الرئيس اوباما‪ ،‬وعيد الرئيس‬
‫ترامب‪.‬‬
‫منيجية البحث‪ :‬تـ اتباع المنيج التاريخي ومزجو بالمنيج التحميمي‪ ،‬بغية الوصوؿ الى أدؽ االستنتاجات‪.‬‬
‫ىيكمية البحث‪ :‬قسـ البحث إلى مقدمة وثالثة محاور‪ ،‬كرس االوؿ منيا لدراسة سياسة الواليات المتحدة‬
‫تجاه االزمة اليمنية منذ ٕٔٔٓ حتى عاـ ٕ٘ٔٓ‪ ،‬واىتـ الثاني بدراسة موقؼ ادارة الرئيس اوباما مف‬
‫الحرب في اليمف حتى عاـ ‪ ،ٕٓٔٚ‬في حيف خصص الثالث لبحث انعكاسات االدارة االمريكية الجديدة‬
‫عمى الحرب في اليمف ‪ ،ٕٜٓٔ-ٕٓٔٚ‬وتبع ذلؾ كمو‪ ،‬خاتمة وقائمتي ىوامش ومصادر‪.‬‬

‫اوالَ‪ :‬سياسة الواليات المتحدة تجاه االزمة اليمنية منذ ‪ 0200‬حتى عام ‪.0202‬‬
‫اجتاحت العاصمة صنعاء في شباط ٕٔٔٓ احتجاجات شعبية مطالبة باإلصالحات السياسية‬
‫فييا زخماً ليا(ٕ)‪ ،‬وبعد أف تحولت مطالب المتظاىريف‬ ‫(ٔ)‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬اعطى اشتراؾ الحوثييف‬
‫إلى المناداة بتنحي الرئيس عمي عبد اهلل صالح عف الحكـ‪ ،‬عمدت الحكومة اليمنية إلى رفض مجمؿ‬
‫مطالب المتظاىريف واستخدمت العنؼ المفرط ضدىـ(ٖ)‪ ،‬إال أف ذلؾ لـ يزد المتظاىريف إال اص ار اًر عمى‬
‫تنحي صالح‪ ،‬األمر الذي دفعو إلى الطمب مف مجمس االمف الدولي واالتحاد األوروبي ومجمس التعاوف‬
‫الخميجي الوساطة إلنياء االزمة‪ .‬لذا قدـ مجمس التعاوف الخميجي مبادرة في ٖٕ نيساف ٕٔٔٓ إلى الرئيس‬
‫صالح‪ ،‬تضمنت خريطة طريؽ انتقالية ديمقراطية مدتيا سنتاف‪ ،‬مقسمة عمى مرحمتيف‪ .‬شممت األولى‪ ،‬نقؿ‬
‫سمطات صالح الرئاسية لنائبو عبد ربو منصور ىادي‪ ،‬ووقؼ األعماؿ العدائية ضد المتظاىريف‪ ،‬وتشكيؿ‬
‫حكومة انتقالية‪ ،‬عمى حيف تضمنت المرحمة الثانية إقامة مؤتم اًر لمحوار الوطني‪ ،‬مف أجؿ العمؿ عمى اتفاؽ‬
‫واسع النطاؽ لوضع دستور جديد لمبالد‪ ،‬وعرضو عمى الشعب لالستفتاء عميو(ٗ)‪.‬‬
‫شاركت الواليات المتحدة بشكؿ وثيؽ في عممية االنتقاؿ السياسي في اليمف‪ ،‬اذ ساعد المسؤولوف‬
‫األمريكيوف في دفع مبادرة دوؿ مجمس التعاوف الخميجي إلى االماـ‪ ،‬وعمموا باستمرار مف أجؿ استكماؿ‬
‫الخطوات المنصوص عمييا في المبادرة‪ ،‬عمى الرغـ مف الفجوة المتزايدة بينيا وبيف واقع السياسة اليمنية(٘)‪،‬‬
‫في ظؿ تناحر الفرقاء‪ ،‬والتشكيؾ في نوايا بعضيـ البعض‪ ،‬وعدـ تغميب المصمحة الوطنية عمى مصالحيـ‬
‫الحزبية واىوائيـ الشخصية‪.‬‬

‫الصفحة ٗٔٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫حاوؿ األميف العاـ لدوؿ مجمس الت عاوف الخميجي عبد المطيؼ الزياني‪ ،‬إقناع صالح بتوقيع مبادرة‬
‫مجمس التعاوف الخميجي‪ .‬وبالرغـ مف قبوؿ االخير مطمع ايار ٕٔٔٓ توقيع المبادرة مف حيث المبدأ لكنو‬
‫رفض التوقيع عمييا شخصياً‪ ،‬وبدالً مف ذلؾ اقترح إرساؿ مساعده إلى حفؿ التوقيع في مقر مجمس التعاوف‬
‫الخميجي بالرياض‪ ،‬إال أف المعارضة رفضت توقيع المبادرة إذا لـ يوقعيا صالح شخصياً‪ ،‬وىو ما أدى إلى‬
‫تصاعد العنؼ بيف القوات الموالية لمنظاـ والقوات المناىضة لو؛ لذا مارست االطراؼ الدولية جيودىا مف‬
‫اجؿ اقناع جميع االطراؼ بتوقيع المبادرة‪ ،‬وبعد ثالثة أسابيع تقريباً أعرب صالح مجدداً عف استعداده‬
‫لمتوقيع عمى المبادرة الخميجية؛ لذا وقعتيا المعارضة في ٕٔ آيار بعد تمقي تأكيدات مف صالح بأنو سيحذو‬
‫حذوىا في اليوـ التالي‪ ،‬إال أف األخير لـ يفي بوعده‪ ،‬ففي ٕٕ آيار حاصر حشد مسمح مف مؤيدي صالح‬
‫سفارة دولة اإلمارات العربية المتحدة في صنعاء‪ ،‬حيث تجمع سفراء االتحاد األوروبي والواليات المتحدة‬
‫االمريكية ودوؿ مجمس التعاوف الخميجي‪ ،‬وحوصروا لساعات عدة قبؿ أف يتـ إجالئيـ في نياية المطاؼ‬
‫بواسطة مروحية عسكرية يمنية‪ .‬وفي اليوـ نفسو‪ ،‬رفض صالح التوقيع عمى المبادرة(‪.)ٙ‬‬
‫وعمى أثر التطورات األخيرة اندالع اشتباكات عنيفة في صنعاء في ٖٕ آيار ٕٔٔٓ بيف المعارضة‬
‫والقوات الحكومية‪ ،‬وفي ٖ حزيراف ٕٔٔٓ أدى انفجار في المسجد الرئاسي في العاصمة صنعاء إلى مقتؿ‬
‫عدد مف قادة المؤتمر الشعبي العاـ البارزيف‪ ،‬واصابة صالح بجروح بالغة‪ُ ،‬نقؿ عمى أثرىا إلى المممكة‬
‫العربية السعودية لتمقي العالج‪ ،‬وبعد عودة األخير إلى بالده في ايموؿ وتزايد الضغط الدولي عميو ال سيما‬
‫مف األمـ المتحدة واالتحاد االوربي ومجمس التعاوف الخميجي‪ ،‬وقع المبادرة في ٖٕ تشريف الثاني ٕٔٔٓ‪،‬‬
‫في حفؿ أقيـ في الرياض‪ .‬وتنازؿ صالح عف سمطاتو لنائبو عبد ربو منصور ىادي(‪ ،)ٚ‬بحضور السفير‬
‫االمريكي لدى اليمف جيرالد فايرستايف ‪ .Gerald M. Feierstein‬وكاف مجرى األمور الممحوظ ذا داللة‪،‬‬
‫إذ كاف التنحي عبارة عف صفقة سعودية تحظى بدعـ كؿ مف الواليات المتحدة واألمـ المتحدة (‪.)ٛ‬‬
‫وبتوقيع المبادرة الخميجية‪ ،‬بدأ ما ُس ّمي بالمرحمة اإلنتقالية في اليمف برعاية الدوؿ العشر (اصدقاء‬
‫اليمف)(‪ ، )ٜ‬التي كانت وظيفتيا مساعدة انتقاؿ اليمف إلقامة نظاـ سياسي توافقي جديد‪ ،‬أو االنتقاؿ إلى حكـ‬
‫ديمقراطي رشيد عمى وفؽ تعبير المبادرة الخميجية‪ ،‬بوصفو حؿ وسط يجمع بيف مطالب النظاـ السابؽ‪،‬‬
‫وتطمعات قوى ثورة شباط ٕٔٔٓ المطالبة بالتغيير(ٓٔ)‪ ،‬وبحموؿ كانوف الثاني ٕٕٔٓ نقمت السمطة مف‬
‫صالح إلى نائبو ىادي‪ ،‬وبقي صالح زعيماً لحزب المؤتمر الشعبي العاـ وحصؿ عمى الحصانة(ٔٔ)‪.‬‬
‫كاف مف تداعيات االزمة اليمنية‪ ،‬التدخؿ االقميمي والدولي في الشأف الداخمي لميمف‪ .‬ففي نياية شير‬
‫اذار ٕٕٔٓ عبر جيفري فيمتماف ‪ Jeffrey Feltman‬مساعد وزير الخارجية األمريكية لشؤوف الشرؽ‬
‫األدنى بعد اجتماعو مع الرئيس ىادي عف استياءه مف التدخؿ االيراني في الشأف اليمني‪ .‬كما اعمف السفير‬

‫الصفحة ٘ٔٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫األمريكي فايرستايف في نيساف مف العاـ نفسو‪ ،‬عف مشاعر مماثمة عندما ذكر‪" :‬أننا نرى إيران تحاول‬
‫زيادة وجودىا ىنا‪ ،‬بطرق نعتقد أنيا غير مفيدة الستقرار اليمن وأمنو"‪ ،‬وقد تزامف الخطاب األمريكي‬
‫المتشدد مع زيادة التعاوف بيف قوات األمف اليمنية واألمريكية‪ ،‬لمنع واحباط شحنات األسمحة اإليرانية إلى‬
‫اليمف(ٕٔ)‪.‬‬
‫استمرت واشنطف في دعميا لمحكومة اليمنية‪ ،‬ففي ايار ٕٕٔٓ شارؾ مستشاروف أمريكيوف في‬
‫التخطيط لميجوـ الذي أمر بو ىادي ضد معاقؿ القاعدة في الجنوب‪ ،‬وشارؾ في العممية أكثر مف ٕٓ ألؼ‬
‫جندي نظامي تدعميـ مميشيات مرتزقة مف قبائؿ الجنوب‪ .‬بينما قدـ النظاـ السعودي جزءاً كبي اًر مف‬
‫التمويؿ‪ ،‬وتمقت القوات البرية دعماً جوياً مكثفاً‪ ،‬وبينما ع از الرئيس ىادي ىذا الدعـ إلى القوات الجوية‬
‫اليمنية وحدىا‪ ،‬كاف الحديث في الخفاء عف مشاركة مكثفة لطائرات أمريكية مف دوف طيار‪ ،‬وبعد أف‬
‫استمرت العممية قرابة شيريف اسفرت عف طُرد التنظيـ مف المناطؽ التي كاف يسيطر عمييا‪ ،‬وعاد إلى‬
‫مخبأه في وسط البالد(ٖٔ)‪.‬‬
‫عقد مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء في ‪ ٔٛ‬اذار ٖٕٔٓ‪ ،‬لوضع األسس لدستور جديد‪ ،‬واشترؾ‬
‫فيو ٘‪ ٘ٙ‬مندوباً‪ ،‬تـ تنظيميـ في ٔٔ مجموعة سياسية‪ ،‬فضالً عف ٕٓ حزباً سياسياً صغي اًر(ٗٔ)‪ .‬وبالرغـ‬
‫مف الجيود الدولية إلنجاح المؤتمر السيما مف االمـ المتحدة والبنؾ الدولي والواليات المتحدة والدوؿ‬
‫الخميجية (٘ٔ)‪ ،‬إال أف المؤتمر لـ يستطع حؿ القضايا الرئيسة بشكؿ حقيقي ونيائي‪ ،‬فقد تباينت مواقؼ‬
‫األطراؼ السياسية وخصوصاً فيما يتصؿ بالقضية الجنوبية والفيدرالية والتقسيـ إلى اقاليـ‪ ،‬وبسبب‬
‫الضغوطات الدولية نحو إنجاز أي اتفاؽ‪ ،‬فإف المخرجات األخيرة لممؤتمر لـ تمتمؾ نصوصاً واضحة‬
‫بخصوص مشكالت اليمف األكثر تعقيداً‪ ،‬كالقضية الجنوبية والفيدرالية والعدالة االنتقالية‪ ،‬ومع أف مخرجات‬
‫الحوار بشكؿ عاـ حظت بنوع مف القبوؿ‪ ،‬فقد ظمت ىناؾ تحفظات عميقة جداً وانتقادات واسعة بخصوص‬
‫التفاصيؿ التي تحتوييا؛ لذا فإف انتياء اعماؿ مؤتمر الحوار الوطني في كانوف الثاني ٕٗٔٓ قاد البمد‬
‫بسرعة إلى أزمة سياسية جديدة‪ ،‬وبدالً مف أف يصبح أداة لحؿ قضايا اليمف الممحة‪ ،‬فإف المؤتمر في الواقع‬
‫وسع اليوة بيف األطراؼ المختمفة أكثر مف أي وقت مضى‪ .‬ومع عجز الحوار عف حؿ خالفاتيا‪ ،‬فإف‬
‫األطراؼ السياسية في اليمف عادت إلى طريقتيا التقميدية في تحقيؽ أىدافيا السياسية عبر استخداـ‬
‫السالح(‪.)ٔٙ‬‬
‫استمر الدعـ االمريكي لعممية االنتقاؿ السياسي في اليمف‪ ،‬اذ صوتت الواليات المتحدة بالموافقة عمى‬
‫قرار مجمس األمف التابع لألمـ المتحدة رقـ ٕٓٗٔ الصادر في شباط ٕٗٔٓ‪ ،‬الذي فرض عقوبات عمى‬
‫األفراد الذيف تدخموا في عممية االنتقاؿ السياسي في اليمف‪ ،‬أو عمموا بطريقة او بأخرى عمى زعزعة استقرار‬

‫الصفحة ‪ٔٔٙ‬‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫البالد‪ ،‬وقامت لجنة الخبراء التي شكميا ىذا الق ارر في النياية‪ ،‬بفرض عقوبات عمى الرئيس السابؽ عمي‬
‫عبد اهلل صالح‪ ،‬واثناف مف قيادات الحوثيوف ىما عبد اهلل يحيى الحكيـ وعبد الخالؽ الحوثي(‪.)ٔٚ‬‬
‫مف الطبيعي جداً اف تشيد اليمف آنذاؾ تصاعداً في العنؼ‪ ،‬ففي ايموؿ ٕٗٔٓ وبعد عدة اسابيع مف‬
‫التظاىرات التي قادىا الحوثييف في العاصمة صنعاء بسبب الوضع االقتصادي المتدىور وقرار الحكومة‬
‫بخفض دعـ الوقود‪ ،‬استولت قوات الحوثييف عمى العاصمة(‪ ،)ٔٛ‬وحاصرت القصر الرئاسي فيٕٓ كانوف‬
‫الثاني ٕ٘ٔٓ ‪ ،‬ووضعت الرئيس ىادي تحت اإلقامة الجبرية‪ ،‬وعقب ذلؾ بيوميف قدـ االخير استقالتو‪ ،‬وفي‬
‫‪ ٙ‬شباط شرع الحوثيوف في إنشاء مجمس ثوري‪ ،‬ولجنة أمنية مشددة‪ ،‬وىيئة برلمانية مكمفة بانتخاب مجمس‬
‫رئاسي‪ .‬وبعد أف أداف المجتمع الدولي بشدة ما فعمو الحوثيوف‪ ،‬عمقت سفارات عدة اعماليا وأجمت‬
‫وموظفييا‪ ،‬بما في ذلؾ الواليات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والمممكة العربية السعودية واإلمارات‬
‫العربية المتحدة واالتحاد األوروبي‪ ،‬وظؿ ىادي قيد اإلقامة الجبرية إلى أف فر مف صنعاء متجياً إلى عدف‬
‫في ٕٔ شباط ٕ٘ٔٓ ‪ ،‬وأعمف مف ىناؾ سحب استقالتو‪ ،‬واتيـ الحوثييف بقياميـ بانقالب عسكري ضده(‪.)ٜٔ‬‬
‫ومف الجدير بالذكر اف الواليات المتحدة بعد اف عمقت اعماؿ سفارتيا في اليمف‪ ،‬نقمت موظفي السفارة إلى‬
‫السعودية‪ ،‬لمقياـ بأعماليـ مف ىناؾ(ٕٓ)‪ .‬كاف لسيطرت الحوثيوف عمى زماـ االمور في اليمف بمثابة ٍ‬
‫تحد‬
‫واضح لإلرادة الدولية‪ ،‬التي حاولت رسـ اطر ديمقراطية لالنتقاؿ السياسي في اليمف‪ ،‬وىو ما لـ ترضى بو‬
‫واشنطف باي شكؿ مف االشكاؿ؛ لذا كاف البد لألخيرة التحرؾ سريعاً إلرجاع االمور إلى نصابيا‪ ،‬والحد‬
‫مف سيطرة وسطوت الحوثيوف‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬موقف ادارة الرئيس اوباما من الحرب في اليمن حتى عام ‪.0202‬‬
‫بناء عمى طمب الرئيس ىادي تـ تشكيؿ تحالؼ عسكري بقيادة المممكة العربية السعودية ضـ كؿ مف‬
‫ً‬
‫البحريف ومصر واألردف والكويت والمغرب وقطر والسوداف واإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬مف اجؿ اعادة‬
‫ىادي لمسمطة واخراج الحوثييف مف المناطؽ التي سيطروا عمييا (ٕٔ)‪ ،‬وبدالً مف اإلعالف عف بداية الحرب‬
‫مف الرياض‪ ،‬المجاورة لميمف‪ ،‬قررت السعودية اإلعالف عنيا مف واشنطف‪ .‬ففي ‪ ٕٙ‬اذار ٕ٘ٔٓ‪ ،‬أطؿ‬
‫السفير السعودي لدى الواليات المتحدة عادؿ الجبير عمى المنصة ليعمف أف الحرب قد بدأت‪ ،‬وكاف المعنى‬
‫الضمني لممكاف واضحاً‪ ،‬وفيو اشارة إلى اف السعودية ستخوض حرباً في اليمف بدعـ وموافقة الواليات‬
‫المتحدة‪ .‬وفي غضوف ساعات مف اعالف الجبير‪ ،‬أصدرت إدارة الرئيس االمريكي أوباما بياناً ذكرت فيو أف‬
‫الرئيس أذف بتوفير الدعـ الموجستي واالستخباراتي لمعمميات العسكرية التي تقودىا دوؿ مجمس التعاوف‬

‫الصفحة ‪ٔٔٚ‬‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫الخميجي(ٕٕ)‪ ،‬وأضاؼ البياف أف الواليات المتحدة ستنشئ خمية تخطيط مشتركة مع السعودية لتنسيؽ ذلؾ‬
‫الدعـ(ٖٕ)‪ ،‬وبيذا فاف واشنطف اشتركت بشكؿ مباشر في الحرب ضد اليمف منذ اندالعيا‪.‬‬
‫وضمف اطار دعـ واشنطف الموجستي لمتحالؼ‪ ،‬استخدمت الطائرات الحربية السعودية والحميفة ليا‬
‫القواعد الجوية األمريكية في المنطقة‪ ،‬لتحميؽ طمعات جوية فوؽ اليمف‪ ،‬وىذا يعني أف عسكرييف أمريكييف‬
‫شاركوا في غارات جوية أسفرت عف سقوط ضحايا مف المدنييف‪ .‬وبالرغـ مف اصرار إدارة أوباما عمى أف‬
‫أفراد الجيش والمخابرات األمريكييف العامميف في خمية التخطيط المشتركة‪ ،‬حاولوا إبعاد غارات التحالؼ عف‬
‫األىداؼ غير القانونية إال أنو كاف مف "المستحيل " تحديد ما إذا كاف األمريكيوف عمى عمـ مسبؽ بيجمات‬
‫التحالؼ عمى أىداؼ مدنية‪ ،‬السيما وأف منظمة ىيومف رايتس ووتش‪ ،‬ومنظمة العفو الدولية وجدت أدلة‬
‫دامغة عمى أف العديد مف الغارات الجوية لمتحالؼ انتيكت القانوف الدولي اإلنساني‪ ،‬وقد يتحمؿ األفراد‬
‫ال عف مسؤولي اإلدارة‬
‫العسكريوف واالستخباراتيوف األمريكيوف الذيف يدعموف مياـ تمؾ القوات‪ ،‬فض َ‬
‫األمريكية‪ ،‬مسؤولية جرائـ الحرب بموجب القانوف األمريكي والقانوف الدولي‪ ،‬نتيجة لتمؾ الضربات الجوية‪،‬‬
‫فبرغـ مف اف قرار مجمس األمف الدولي رقـ ‪ ٕٕٔٙ‬الصادر في نيساف ٕ٘ٔٓ‪ ،‬تغاضى عف التدخؿ‬
‫الدولي في النزاع اليمني‪ ،‬إال أنو دعا بشكؿ صريح جميع األطراؼ إلى احتراـ القانوف الدولي اإلنساني‬
‫وحماية المدنييف(ٕٗ)‪.‬‬
‫كذلؾ وفرت واشنطف لمتحالؼ العربي خدمات اخرى في حربو عمى اليمف‪ ،‬إذ كانت الطائرات‬
‫االمريكية تزود في الجو الطائرات السعودية واإلماراتية بالوقود‪ ،‬فضالً عف مد التحالؼ بأسمحة دقيقة وقطع‬
‫غيار لمطائرات‪ .‬وقد بررت واشنطف دعميا لمجيود الحربية السعودية عمى أسس مختمفة منيا‪ ،‬الحد مف‬
‫الضرر الناجـ عف الضربات الجوية السعودية لميمف وتقميؿ الخسائر بيف المدنييف‪ ،‬ومكافحة اإلرىاب‪،‬‬
‫ومنع إيراف مف السيطرة عمى اليمف بواسطة حمفائيا الحوثيوف‪ ،‬ومحاولة منع صواريخ ىؤالء مف استيداؼ‬
‫السعودية(ٕ٘)‪ ،‬فضالً عف استعادة الحكومة الشرعية لميمف‪ ،‬المعترؼ بيا مف األمـ المتحدة(‪.)ٕٙ‬‬
‫بيد أف الواليات المتحدة كانت تحاوؿ مف خالؿ دعميا لمعمميات العسكرية في اليمف تغيير الخريطة‬
‫السياسية لمشرؽ األوسط‪ ،‬بما ينسجـ مع تطمعاتيا‪ ،‬ويقودىا في ذلؾ تحقيؽ جممة مف األىداؼ والمصالح‬
‫مف أىميا‪ ،‬تحجيـ نفوذ ايراف في اليمف‪ ،‬وتأميف خطوط المالحة الدولية‪ ،‬وانعاش اقتصادىا مف خالؿ‬
‫صفقات السالح إلى دوؿ الخميج العربية‪ ،‬والسيطرة عمى منفذ باب المندب بوصفو ممر بديؿ ليرمز‪ ،‬وجعؿ‬
‫اليمف ساحة خمفية لمحرب عمى اإلرىاب وبخاصة القاعدة وداعش‪ ،‬في حاؿ فشميا في سوريا والعراؽ‬
‫وليبيا‪ ،‬وفرض سيطرتيا عمى حمفائيا الغربييف‪ ،‬وتوسيع قواعدىا العسكرية في المنطقة‪ ،‬والحفاظ عمى أمف‬
‫ربيبتيا إسرائيؿ (‪.)ٕٚ‬‬

‫الصفحة ‪ٔٔٛ‬‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫وبدالً مف كبح المخاوؼ السعودية مف أف الحوثييف مثموا "حزب اهلل الجنوب"‪ ،‬في إشارة إلى حزب اهلل‬
‫المبناني المدعوـ مف إيراف‪ ،‬سارت الواليات المتحدة في ىذا التوصيؼ وأذعنت لفكرة أف الحوثييف ىـ وكالء‬
‫إيراف‪ ،‬ومف المفارقة أف الحرب أدت إلى ما كاف مف المفترض أف تمنعو‪ ،‬فبدالً مف "اجتثاث" النفوذ اإليراني‬
‫في شبو الجزيرة العربية‪ ،‬قربت الحرب التي قادتيا السعودية عمى اليمف الحوثييف مف إيراف(‪ ،)ٕٛ‬وكاف ذلؾ‬
‫مف المسممات‪ ،‬ألف الحوثيوف كانوا بأمس الحاجة إلى الدعـ العسكري اإليراني في حربيـ مع دوؿ عدة ليا‬
‫ثقميا العسكري والسياسي في المنطقة‪.‬‬
‫غطاء سياسي ًا‬
‫ً‬ ‫وفر االتفاؽ ا لنووي اإليراني مع الواليات المتحدة والقوى الكبرى في تموز ٕ٘ٔٓ‪،‬‬
‫لمشروع إيراف اإلقميمي‪ ،‬وعمى ما يبدو‪ ،‬لـ يكف االتفاؽ بيف الجانبيف حوؿ الصفقة النووية فحسب‪ ،‬بؿ‬
‫يشمؿ أيضاً تفاىمات مباشرة وغير مباشرة بشأف النفوذ اإلقميمي إليراف‪ ،‬وحقيقة ىذه التفاىمات‪ ،‬والتنازالت‬
‫بناء عمى حقائؽ معينة‪ ،‬مثؿ قبوؿ إيراف كشريؾ‬
‫إلغراء إيراف باالمتثاؿ لبنود االتفاقية‪ ،‬أصبحت واضحة ً‬
‫رئيس في مبادرات حؿ الصراع السوري‪ ،‬وعالوة عمى ذلؾ‪ ،‬فاف االدارة االمريكية ‪ -‬في عيد أوباما –‬
‫ركزت عمى إنياء تنظيـ القاعدة في اليمف كأولوية استراتيجية عميا عمى حساب تنامي نفوذ إيراف ىناؾ‪،‬‬
‫االمر الذي أدى إلى انتقادات حادة لسياسة أوباما تجاه إيراف‪ ،‬إذ اتيـ السناتور جوف ماكيف ‪John‬‬
‫‪ McCain‬في عاـ ٕ٘ٔٓ‪ ،‬إدارة أوباما بػ "السماح إليران بالسيطرة عمى الشرق األوسط"‪ ،‬مضيفاً أف‬
‫"الحوثيين المدعومين من إيران ىم من استولوا عمى السمطة في اليمن وليس القاعدة‪ ،‬وايران ىي‬
‫المسيطرة "‪ ،‬وانتقد ماكيف إدارة أوباما لعدـ تعامميا مع نفوذ إيراف في المنطقة أو مواجيتيا كأولوية في‬
‫اليمف‪ ،‬مف خالؿ االعتراؼ الضمني بإنجازات الحوثييف المكتسبة ىناؾ(‪.)ٕٜ‬‬
‫بعد عدة أشير مف بدء العمميات العسكرية ضد اليمف‪ ،‬لـ يحقؽ التحالؼ العربي نص اًر حاسماً‪ ،‬لذا‬
‫فاف المكاسب المتواضعة التي تحققت عمى األرض قوبمت بانتقادات دولية شديدة بسبب تزايد الخسائر في‬
‫صفوؼ المدنييف جراء الضربات الجوية لمتحالؼ‪ .‬وفي الوقت نفسو‪ ،‬ابدى قسـ كبير مف اعضاء‬
‫الكونجرس االمريكي قمقيـ بشأف تدىور الوضع اإلنساني في اليمف‪ .‬كما عبر (ٖٔ) نائباً امريكياً عف قمقيـ‬
‫بشأف مشاركة الواليات المتحدة في العمميات العسكرية لمتحالؼ مف خالؿ التدقيؽ في مبيعات األسمحة‬
‫األمريكية لمسعودية‪ .‬وعندما أخطرت اإلدارة االمريكية الكونغرس بشكؿ غير رسمي في ايموؿ باقتراح بيع‬
‫ذخائر دقيقة التوجيو مف نوع (‪ )PGMs‬إلى السعودية‪ ،‬سعى بعض أعضاء مجمس الشيوخ إلى تأخير‬
‫إخطارىا الرسمي‪ ،‬وفي اواخر الشير نفسو‪ ،‬كتب النائب في مجمس النواب االمريكي تيد ليو ‪Ted W.‬‬
‫‪ ، Lieu‬رسالة إلى ىيئة األركاف المشتركة دعاىـ فييا إلى وقؼ الدعـ األمريكي لمتحالؼ إلى أف يضع‬
‫االخير ضمانات لمنع وقوع إصابات في صفوؼ المدنييف‪ .‬كذلؾ كتب (ٓٔ) أعضاء في الكونجرس في‬

‫الصفحة ‪ٜٔٔ‬‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫تشريف االوؿ رسالة إلى الرئيس أوباما يحثونو فييا عمى "العمل مع شركائنا السعوديين لمحد من الخسائر‬
‫المدنية إلى أقصى حد ممكن"‪ ،‬وفي الشير نفسو‪ ،‬صرح عضو مجمس الشيوخ السناتور إدوارد ماركي‬
‫‪ Edward Markey‬قائالً‪" :‬أخشى أن فشمنا في الدفاع بقوة عن الدبموماسية في اليمن عمى مدى‬
‫العامين الماضيين‪ ،‬إلى جانب فشمنا في الحث عمى ضبط النفس في مواجية األزمة في الربيع الماضي‪،‬‬
‫قد يعرض جدوى ىذه الشراكة اليامة بين الواليات المتحدة والسعودية لمخطر"(ٖٓ)‪ .‬في اشارة واضحة إلى‬
‫االمتعاض مف العمميات العسكرية ضد اليمف وعدـ تحقيقيا نتائج تذكر‪.‬‬
‫وبعد إخطار االدارة االمريكية الكونغرس بشكؿ الرسمي في تشريف الثاني ٕ٘ٔٓ‪ ،‬عف نيتيا بيع‬
‫السعودية الذخائر الموجية انفة الذكر‪ ،‬طمب قادة لجنة العالقات الخارجية بمجمس الشيوخ‪ ،‬أف تقوـ اإلدارة‬
‫بإخطار الكونجرس قبؿ ٖٓ يوماً مف نيتيا بيع الشحنات ذات الصمة‪ ،‬وبالرغـ مف انو لـ يكف ىناؾ أي‬
‫قرار مف الكونغرس لرفض المبيعات المقترحة إلى السعودية‪ ،‬إال أف التأخير وطمب إخطار إضافي قد‬
‫أظير قمؽ الكونغرس(ٖٔ)‪ ،‬مف سياسة المبيعات العسكرية االمريكية إلى السعودية‪.‬‬
‫ورغـ األصوات التي ارتفعت داخؿ أمريكا ومف بعض الدوؿ والمنظمات الحقوقية المطالبة بوقؼ‬
‫الحرب‪ ،‬ووقؼ المجازر التي ترتكب بحؽ المدنييف اليمنييف‪ ،‬ومنع تصدير األسمحة لمسعودية‪ ،‬لكف‬
‫الحكومة األمريكية‪ ،‬لـ تتردد في بيع االخيرة أسمحة جديدة‪ ،‬اذ اصدرت و ازرة الخارجية األمريكية بياناً في‬
‫‪ ٔٚ‬تشريف الثاني ٕ٘ٔٓ‪ ،‬تضمف الموافقة عمى طمب السعودية بيعيا أسمحة بمبمغ ٖ‪ ٔ.‬مميار دوالر بينيا‬
‫قنابؿ ذكية(ٕٖ)‪.‬‬
‫استمرت واشنطف في دعميا لمسعودية وتحالفيا الموجو ضد اليمف‪ ،‬إذ أعمف وزير الخارجية األمريكي‬
‫جوف كيري ‪ John Kerry‬في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية السعودي عادؿ الجبير‪ ،‬خالؿ زيارتو إلى‬
‫الرياض في ٕٕ كانوف الثاني ‪" ٕٓٔٙ‬نحن ندعم التحالف الذي تقوده السعودية لمواجية تمرد الحوثيين‬
‫في اليمن‪ ..‬إن عالقات الواليات المتحدة مع دول الخميج مبنية عمى أساس المصالح المشتركة‪ ،‬وىي‬
‫استراتيجية‪ ،‬ونحن ممتزمون بدعميا لصد أي اعتداء‪ ،‬وأن واشنطن لن تتخاذل في حماية دول‬
‫الخميج"(ٖٖ)‪.‬‬
‫وفي ضوء القيادة العسكرية الضعيفة لمسعودييف‪ ،‬وتصاعد الخسائر في صفوؼ المدنييف طواؿ‬
‫االشير االولى مف عاـ ‪ ،ٕٓٔٙ‬أنشأت الواليات المتحدة فريقاً مشتركاً لتقييـ الحوادث‪ ،‬وبدأت في تقديـ‬
‫المشورة بشأف استيداؼ المواقع والدقة في التصويب‪ .‬وقدمت قوات العمميات الخاصة األمريكية ميمة‬
‫محدودة لممشورة والمساعدة لمحكومة اليمنية وقوات التحالؼ خالؿ العمميات العسكرية في مدينة المكال في‬
‫ايار مف العاـ نفسو(ٖٗ)‪.‬‬

‫الصفحة ٕٓٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫وبالرغـ مف أف إدا رة أوباما خفضت الدعـ األمريكي لمحممة الجوية ضد اليمف‪ ،‬بسحب األفراد‬
‫األمريكييف المعينيف لخمية التخطيط األمريكية ‪ -‬السعودية المشتركة في ‪ ٜٔ‬اب ‪ .ٕٓٔٙ‬اال اف التعاوف‬
‫األمريكي – السعودي لـ ينقطع‪ .‬ففي الشير نفسو‪ ،‬أخطرت إدارة أوباما الكونجرس باقتراح بيع دبابات مف‬
‫طراز )‪ (M1A2S‬إلى السعودية‪ ،‬وردًا عمى ذلؾ‪ ،‬طمب عدد مف اعضاء الكونغرس مف الرئيس أوباما‬
‫سحب االقتراح‪ ،‬بسبب قمقيـ مف تفاقـ االزمة االنسانية في اليمف(ٖ٘)‪.‬‬
‫وفي ٕ٘ آب ‪ ،ٕٓٔٙ‬أعمف وزير الخارجية األمريكي جوف كيري أف الواليات المتحدة وبريطانيا‬
‫والسعودية واإلما ارت‪ ،‬قد اتفقت مع المبعوث الخاص لألمـ المتحدة إلى اليمف عمى استئناؼ المفاوضات‬
‫لمتوصؿ إلى تسوية تشمؿ انسحاب قوات الحوثييف وصالح مف صنعاء‪ ،‬وتشكيؿ حكومة وحدة وطنية‪ ،‬ومنع‬
‫استعماؿ االسمحة الثقيمة‪ ،‬ووقؼ اطالؽ النار لمدة ٕ‪ ٚ‬ساعة‪ ،‬وبالرغـ مف اعالف الحوثيوف قبوليـ باالتفاؽ‬
‫في حاؿ أوقفت السعودية حممة القصؼ الجوي ورفعت الحصار البحري عمى اليمف‪ .‬اال اف االخيرة رفضت‬
‫ذلؾ؛ لذا تزامف فشؿ االتفاؽ تصاعد أعماؿ العنؼ بيف الجانبيف(‪ ،)ٖٙ‬يبدو أف االدارة االمريكية لـ تكف جادة‬
‫في التصدي لمعماؿ العدائية لقوات التحالؼ ضد اليمف‪ ،‬والشروع في مفاوضات دبموماسية إلنياء االزمة؛‬
‫ألف الرياض لـ يكف بمقدورىا معارضة المشروع االمريكي فيما إذا مارست واشنطف ضغوطيا المعتادة‪.‬‬
‫بدأت الواليات المتحدة االتصاؿ مباشرة مع الحوثييف في ايموؿ ‪ ،ٕٓٔٙ‬إذ التقى وكيؿ و ازرة الخارجية‬
‫االمريكية لمشؤوف السياسية توماس شانوف ‪ ،Thomas Shannon‬بوفد مف الحوثييف في العاصمة‬
‫العمانية مسقط‪ ،‬وقدـ مقترحاً لوقؼ إطالؽ نار شامؿ في اليمف‪ .‬وقد بدى واضحاً أف الجيود األمريكية في‬
‫نياية عيد أوباما تعاممت مع الحوثييف عمى أنيـ فاعؿ رئيس في اليمف‪ ،‬ومالت إلى تمكينيـ في الساحة‬
‫اليمنية بوصفيـ أقمية‪ ،‬مع األخذ بعيف االعتبار الموقؼ العاـ لإلدارة األمريكية بقيادة الديمقراطييف الساعيف‬
‫إلى تمكيف األقميات في دوؿ عدة (‪ ،)ٖٚ‬فضالً عف ذلؾ‪ ،‬فإف صناع القرار السياسي في واشنطف كانوا‬
‫يدركوف جيداً أف األحداث اليمنية كانت ستؤثر عمى نتائج االنتخابات الرئاسية في الواليات المتحدة‪ ،‬واف‬
‫انياء األزمة بالوسائؿ الدبموماسية كاف سيعزز مف فوز الديمقراطييف فيما‪ ،‬السيما وأف الحرب استمرت‬
‫اكثر مما خطط ليا‪ ،‬ولـ يكف ىنالؾ أي مؤشرات تدؿ عمى تحقيؽ أحد أطرافيا انتصا اًر حاسماً‪.‬‬
‫وفي واحدة مف اكثر ىجمات التحالؼ شراسة ضد اليمف‪ ،‬استيداؼ طائراتو مجمس عزاء في القاعة‬
‫الكبرى في صنعاء في ‪ ٛ‬تشريف االوؿ ‪ ،ٕٓٔٙ‬مما اسفر عف مقتؿ ما ال يقؿ عف ٕٖٔ مدنياً‪ ،‬واصابة‬
‫٘‪ ٜٙ‬بينيـ ٕٗ طفالً(‪ ،)ٖٛ‬وقد قدمت منظمات حقوؽ اإلنساف والصحفيوف أدلة مف مكاف الحادث‪ ،‬تثبت‬
‫أف الذخائر المستخدمة في اليجوـ امريكية الصنع‪ ،‬واف واشنطف ىي مف زودت السعودية بيا‪ .‬وىو ما دفع‬
‫إدارة أوباما إلى إصدار أمر بمراجعة كؿ الدعـ األمريكي لمتحالؼ‪ ،‬فبعد ىذه الحادثة جمدت واشنطف‬

‫الصفحة ٕٔٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫مؤقتاً عممية بيع الذخائر الموجية إلى السعودية‪ .‬وكاف ىذا اإلجراء ييدؼ إلى اإلشارة إلى أف الواليات‬
‫المتحدة لف تستمر في دعميا التحالؼ ما لـ يتـ تقميؿ الخسائر في صفوؼ المدنييف‪ .‬ومع ذلؾ‪ ،‬فإف ىذه‬
‫اإلجراءات "التأديبية" المحدودة لمغاية‪ ،‬لـ يكف ليا تأثير كبير عمى جيود التحالؼ العسكرية‪ ،‬الذي استمر‬
‫في ضرب أىداؼ مدنية(‪.)ٖٜ‬‬
‫وفي تطور مثير عمى الساحة اليمنية‪ ،‬تـ اطالؽ صاروخيف ‪ -‬مف المناطؽ التي يسيطر عمييا‬
‫الحوثيوف ‪ -‬عمى مدمرة تابعة لمبحرية األمريكية بالقرب مف مضيؽ باب المندب في ‪ ٜ‬تشريف االوؿ‬
‫‪ .ٕٓٔٙ‬وبالرغـ مف اف الحوثيوف نفوا صمتيـ باليجوـ‪ ،‬إال أف إطالؽ صاروخ آخر عمى نفس المدمرة‬
‫األمريكية في ٕٔ مف الشير نفسو‪ ،‬قوبؿ برد فعؿ شديد مف الواليات المتحدة‪ ،‬التي وجيت ضربات‬
‫بصواريخ كروز عمى ثالث محطات رادار في المنطقة التي يسيطر عمييا الحوثيوف‪ ،‬والتي انطمقت منيا‬
‫الصواريخ المس تيدفة لممدمرة األمريكية‪ ،‬وكاف ىذا أوؿ عمؿ عسكري أمريكي مباشر ضد الحوثيوف‪ ،‬لكف‬
‫الواليات المتحدة قممت مف أىمية العممية‪ ،‬بداعي أف الضربات اراد منيا ازالة محطات الرادار لحماية السفف‬
‫واألفراد العسكرييف األمريكييف(ٓٗ)‪ ،‬وفي ٗٔ تشريف األوؿ أخطر الرئيس أوباما الكونغرس برسالة‪ ،‬بأف‬
‫الواليات المتحدة شنت ضربات صاروخية عمى منشآت الرادار التي تسيطر عمييا الحوثيوف‪ ،‬ووصفت‬
‫الرسالة ىذه اإلجراءات بأنيا أعماؿ دفاع عف النفس "محدودة ومتناسبة" وجاءت عمالً بسمطة الرئيس‬
‫الدستورية إلدارة العالقات الخارجية لمواليات المتحدة وبصفتو القائد العاـ والرئيس التنفيذي(ٔٗ)‪ ،‬كما اشارت‬
‫إدارة أوباما إلى أنيا ال تريد تعميؽ مشاركتيا المباشرة في الصراع اليمني(ٕٗ)؛ لذا أعمنت إدارة أوباما عزميا‬
‫مراجعة المساعدة العسكرية األمريكية لمتحالؼ‪ ،‬ففي كانوف االوؿ ‪ ،ٕٓٔٙ‬ألغت واشنطف البيع المخطط لػ‬
‫(ٓٓٓ‪ )ٔٙ‬مجموع ة ذخيرة دقيقة التوجيو إلى السعودية بقيمة ٖٓ٘ مميوف دوالر‪ ،‬وأعمنت أنيا ستقيد المزيد‬
‫مف تبادؿ المعمومات االستخبارية التي تنطوي عمى استيداؼ قوات الحوثييف وصالح‪ ،‬وفي الوقت نفسو‪،‬‬
‫أعمنت الواليات المتحدة أنيا ستواصؿ عممياتيا لمتزود بالوقود وستكثؼ تدريبيا لمقوات الجوية السعودية‪،‬‬
‫وكذلؾ تواصؿ تبادؿ المعمومات االستخباراتية فيما يتعمؽ بالقاعدة في الجزيرة العربية وتأميف الحدود‬
‫السعودية ‪ -‬اليمنية(ٖٗ)‪ ،‬وكانت ىذه االجراءات ىي االخيرة لمرئيس اوباما‪ ،‬والمتعمقة بسياسة بالده تجاه‬
‫االزمة اليمنية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬انعكاسات االدارة االمريكية الجديدة عمى الحرب في اليمن ‪.0202-0202‬‬


‫كاف لوصوؿ الرئيس االمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكـ في كانوف الثاني ‪ ،ٕٓٔٚ‬أثر كبير عمى‬
‫االزمة اليمنية‪ ،‬إذ اظيرت الدالئؿ أف بعض المسؤوليف داخؿ البيت األبيض والبنتاغوف‪ ،‬يريدوف زيادة وتيرة‬

‫الصفحة ٕٕٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫عمميات مكافحة اإلرىاب في اليمف‪ ،‬ويعتزموف زيادة عدد القوات البرية األمريكية في تمؾ العمميات‪ .‬ففي‬
‫‪ ٕٛ‬كانوف الثاني ‪ ، ٕٓٔٚ‬شنت قوات العمميات الخاصة األمريكية غارة جوية عمى محافظة البيضاء(ٗٗ)‪،‬‬
‫أسفرت عف مقتؿ ٗٔ مف أعضاء القاعدة المشتبو بيـ و ‪ ٔٙ‬مدنياً‪ ،‬وىو ما ادى إلى تنديد الرئيس ىادي‬
‫وتحالؼ صالح والحوثييف بالغارة االمريكية لتسببيا بقتؿ المدنييف االبرياء‪ .‬مف جانب اخر تمثؿ أحد‬
‫االتجاىات الخطيرة لمغاية التي أدخمتيا إدارة ترامب في استراتيجيتيا تجاه االزمة اليمنية‪ ،‬إحياء التيديد‬
‫اإليراني المفترض ووضع الحوثييف كمتطرفيف دينييف عمى نفس مستوى القاعدة في الجزيرة العربية(٘ٗ)‪ ،‬مما‬
‫كاف يعني أف االدارة االمريكية الجديد عزمت عمى مساعدة التحالؼ العربي بوصفو الخصـ المباشر‬
‫لمحوثييف في الصراع اليمني‪.‬‬
‫أكدت ادارة ترامب دعميا الكامؿ لمتحالؼ كجزء مف استراتيجيتيا لمحد مف نفوذ إيراف في المنطقة‪ .‬وقد‬
‫تمثؿ الدعـ االستراتيجي والعسكري االمريكي لمتحالؼ في شكؿ مبيعات األسمحة‪ ،‬وتقديـ االستشارات بشكؿ‬
‫موسع بعد اف قمصتيا اإلدارة األمريكية السابقة‪ .‬وبالرغـ مف اف الحكومة األمريكية دعت رسمياً إلى رفع‬
‫الحصار العشوائي الذي يعرقؿ وصوؿ المساعدات االنسانية إلى اليمف‪ ،‬لكف ىذه الدعوة لـ تكف مدعومة‬
‫بذكر أي عواقب سياسية أو اقتصادية أو دبموماسية عمى قوات التحالؼ‪ .‬كما لـ تتبنى واشنطف – في بداية‬
‫حكـ ترامب‪ -‬موقؼ واضح فيما يتعمؽ بحكومة ىادي ومستقبؿ عممية السالـ اليمنية(‪.)ٗٙ‬‬
‫لذا كانت تحركات الواليات المتحدة تجاه االزمة اليمنية تقع ضمف ىذا االطار‪ ،‬اذ اتيـ مستشار األمف‬
‫القومي مايكؿ فميف ‪ Michael Flynn‬في ٔ شباط ‪ ،ٕٓٔٚ‬صراحة ايراف بمساندتيا لمحوثييف‪ ،‬الذيف‬
‫يمارسوف العمميات العسكرية االستف اززية ضد السعودية‪ .‬وبالرغـ مف اف ادارة ترامب لـ تكف تمتمؾ ادلة‬
‫كافية عمى تورط ايراف في المشيد العسكري اليمني‪ ،‬وأف القوات العسكرية التابعة لمحوثي وصالح تخضع‬
‫لقيادة وسيطرة إيراف‪ ،‬إال أنيا حاولت توظيؼ ادعاءاتيا لتنفيذ مخططاتيا في المنطقة‪ ،‬إذ كانت كؿ‬
‫المعطيات ترجح أف واشنطف تحاوؿ االشتراؾ بقوة في العمميات العسكرية في اليمف(‪ ،)ٗٚ‬وكاف ذلؾ ضمف‬
‫جيودىا لمحد مف النفوذ االيراني في المنطقة مف جية‪ ،‬ومحاباة السعودية صاحبة المشتريات العسكرية‬
‫االمريكية الضخمة مف جية اخرى‪.‬‬
‫ونتيجة لما سبؽ‪ ،‬جاءت أوؿ زيارة خارجية لترامب إلى السعودية في ايار ‪ ،ٕٓٔٚ‬والتي شيدت بيع‬
‫أسمحة بقيمة ٓٔٔ مميارات دوالر‪ .‬اذ كانت الرياض مف أىـ عمالء صناعة األسمحة األمريكية‪ .‬ونظر‬
‫صناع القرار السياسي في واشنطف إلى مبيعات األسمحة الييا‪ ،‬عمى أنيا استراتيجية جيدة لدعـ حممة‬
‫االدارة الجديدة ضد الجماعات اإلرىابية في اليمف‪ ،‬وتضييؽ الخناؽ اكثر عمى طيراف(‪.)ٗٛ‬‬

‫الصفحة ٖٕٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫وعمى اثر زيادة عدد االصابات بيف صفوؼ المدنييف اليمنييف‪ ،‬قدـ عدد مف أعضاء مجمس الشيوخ‬
‫االمريكي في حزيراف ‪ ، ٕٓٔٚ‬مشروع قرار لمنع بيع ذخائر دقيقة التوجيو إلى السعودية بقيمة ٓٓ٘ مميوف‬
‫دوالر‪ ،‬وبعد اف عممت الرياض بما تضمنو مشروع القرار‪ ،‬كتب وزير الخارجية السعودي عادؿ الجبير‬
‫رسالة إلى وزير الخارجية األمريكي ريكس تيمرسوف ‪ Rex Tillerson‬تعيد فييا بتوخي مزيد مف الحذر‬
‫لتجنب وقوع إصابات في صفوؼ المدنييف‪ .‬كما وعدت السعودية بأنيا ستوسع قائمة األىداؼ المحظورة‬
‫وااللتزاـ الصارـ بتمؾ القائمة؛ لذا فاف التصويت عمى االقتراح اسفر عف فشمو بفارؽ ضئيؿ‪ ،‬اذ صوت لو‬
‫ٖ٘ عضواً‪ ،‬في حيف صوت ٗ‪ ٙ‬بالضد منو‪ ،‬مف جانب آخر‪ ،‬ومف اجؿ مساعدة الرياض بالوفاء‬
‫بالتزاماتيا‪ ،‬وعدت و ازرة الدفاع االمريكية بتزويد الجيش السعودي ببرنامج تدريبي بقيمة ٓ٘‪ ٚ‬مميوف دوالر‪،‬‬
‫يتضمف دروساً حوؿ تجنب وقوع إصابات بيف المدنييف في الغارات الجوية‪ ،‬فضالً عف ذلؾ اوضحت‬
‫واشنطف اف خمية التخطيط المشتركة سيتاح ليا إمكانية أكبر لموصوؿ إلى العمميات السعودية‪ ،‬مف خالؿ‬
‫العمؿ في مركز التحكـ في العمميات الجوية نفسيا بدالً مف مكتب منفصؿ(‪.)ٜٗ‬‬
‫أثار الصاروخ الذي أطمقو الحوثيوف عمى االراضي السعودية في تشريف الثاني ‪ ،ٕٓٔٚ‬حفيظة‬
‫التحالؼ العربي‪ ،‬الذي فرض حصا اًر كامالً عمى جميع موانئ اليمف‪ ،‬بما في ذلؾ ميناء الحديدة الرئيس‪،‬‬
‫مما أدى إلى تفاقـ األزمة اإلنسانية في البالد؛ لذا أصدر البيت األبيض بياناً في ‪ ٙ‬كانوف االوؿ دعا فيو‬
‫الرئيس ترامب السعودية إلى "السماح تماماً لمغذاء والوقود والماء واألدوية بالوصول إلى الشعب اليمني‬
‫الذي ىو في أمس الحاجة إلييا‪ ،‬يجب أن يتم ذلك ألسباب إنسانية عمى الفور" وفي ٕٓ مف الشير‬
‫نفسو‪ ،‬أعمف التحالؼ أنو سينيي حصاره لميناء الحديدة لمدة ٖٓ يوماً ويسمح بتسميـ أربع رافعات ممولة‬
‫مف الواليات المتحدة إلى اليمف لزيادة قدرة الميناء عمى تفريغ البضائع التجارية واألسمحة‪ .‬وفي اليوـ التالي‪،‬‬
‫أصدر البيت األبيض بياناً رحب فيو بإعالف التحالؼ‪ ،‬واصفاً اياه بانو مف "األعمال اإلنسانية في مواجية‬
‫ىذا الصراع الكبير"(ٓ٘)‪.‬‬
‫كاف النخراط واشنطف في العمميات العسكرية في اليمف اثره عمى سير االحداث ىناؾ‪ ،‬اذ زادت‬
‫الضربات األمريكية مف ٕٔ غارة في عاـ ‪ ،ٕٓٔٙ‬إلى ٖٔٔ غارة عمى األقؿ في عاـ ‪ ،ٕٓٔٚ‬كما كشؼ‬
‫تقرير لصحيفة نيويورؾ تايمز أف فريقاً مف القبعات الخضراء األمريكية‪ ،‬يعمؿ رفقة القوات السعودية في‬
‫الحدود مع اليمف‪ ،‬وانو ساعد في تحديد وتدمير العديد مف مخزونات الصواريخ الباليستية ومواقع اإلطالؽ‬
‫التابعة لمحوثييف في كانوف االوؿ ‪ ،ٕٓٔٚ‬وبالرغـ مف أنو لـ تكف ىناؾ مؤشرات عمى أف القوات األمريكية‬
‫عبرت الحدود إلى األراضي اليمنية‪ ،‬لكف الكشؼ عف تمؾ المعمومات يشير إلى أف القوات األمريكية كانت‬
‫أكثر انخراط ًا في الصراع بشكؿ أعمؽ بكثير مما تـ الكشؼ عنو سابقاً(ٔ٘)‪ .‬وكاف ذلؾ متوقعاً في ظؿ‬

‫الصفحة ٕٗٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫سياسة ترامب تجاه إيراف‪ ،‬واتياميا بانيا متسببة بإثارة المشكالت االقميمية‪ ،‬بما في ذلؾ االزمة في اليمف‪،‬‬
‫اذ لـ ترغب واشنطف بتقوية الحوثييف ليكونوا ذراعاً اخ ًار لطيراف عمى غرار حزب اهلل المبناني‪ ،‬والذي طالما‬
‫اصطدمت توجياتو بالمشاريع االمريكية في المنطقة‪.‬‬
‫وفي تطور خطير لألحداث اليمنية‪ ،‬قتؿ الرئيس اليمني السابؽ عمي عبد اهلل صالح في ٗ كانوف‬
‫االوؿ ‪ ، ٕٓٔٚ‬عمى أيدي حمفائو الحوثييف‪ ،‬وجاء ذلؾ عمى إثر محاولة صالح فتح صفحة جديدة مع‬
‫السعودية‪ ،‬وىو ما عدهَّ الحوثيوف خيانة ليـ(ٕ٘)‪ ،‬األمر الذي كاف يشير إلى أف االوضاع في اليمف لـ تكف‬
‫تحمؿ معيا أي بوادر انفراج‪ ،‬بؿ عمى العكس تماماً‪ ،‬افرزت تطورات االوضاع وتسارعيا توترات كبيرة‪ ،‬لـ‬
‫تنعكس اثارىا عمى الساحة اليمنية فحسب‪ ،‬بؿ وعمى الوضع االقميمي برمتو‪.‬‬
‫وفي تعميقو عمى مقتؿ صالح ذكر وزير الدفاع االمريكي جيمس ماتيس ‪ James Mattis‬في ٘‬
‫كانوف االوؿ ‪ " ٕٓٔٚ‬إن مقتل الرئيس اليمني السابق عمي عبد اهلل صالح سيؤدي عمى األرجح‪ ،‬في‬
‫المدى القصير‪ ،‬إلى تدىور الوضع اإلنساني في ىذا البمد"‪ .‬وبيف أنو مف السابؽ ألوانو معرفة تأثير مقتؿ‬
‫صالح عمى سير الحرب‪ ،‬إذ مف الممكف اف يقود ذلؾ إلى مفاوضات سالـ تدعميا األمـ المتحدة أو يتحوؿ‬
‫الصراع إلى "حرب أشد ضراوة "‪ .‬كما أكد ماتيس اىمية تظافر الجيود الدولية مف اجؿ تخفيؼ حدة االزمة‬
‫االنسانية في اليمف‪ ،‬السيما نقص الدواء والغذاء والمياه النقية وتفشي مرض الكوليرا‪ ،‬وتابع‪" :‬أعتقد أنو‬
‫يتعين زيادة التركيز عمى الجانب اإلنساني في الوقت الحالي"(ٖ٘)‪.‬‬
‫وفي رسالتو إلى الكونغرس االمريكي في ٗٔ اذار ‪ ،ٕٓٔٛ‬اعرب وزير الدفاع ماتيس عف تقديره لدعـ‬
‫الكونجرس المستمر لو ازرة الدفاع‪ ،‬ورحب بمناقشة الوضع في اليمف‪ ،‬وبيف أف و ازرة الدفاع تشارؾ قمؽ‬
‫الكونغرس بشأف الضرر الالحؽ بالمدنييف اليمنييف والبنية التحتية لميمف‪ ،‬وتعمؿ عف كثب مع و ازرة‬
‫الخارجية لدعـ المفاوضات الدبموماسية لحؿ الصراع المدني وتخفيؼ األزمة اإلنسانية‪ .‬كما اوضح باف‬
‫الواليات المتحدة منذ عاـ ٕ٘ٔٓ‪ ،‬قدمت دعماً محدوداً لمعمميات العسكرية لمتحالؼ بقيادة السعودية‬
‫الستعادة الحكومة اليمنية المعترؼ بيا مف األمـ المتحدة‪ ،‬والحفاظ عمى وحدة األراضي السعودية مف‬
‫القوات المتحالفة مع الحوثييف في اليمف‪ ،‬وأف الرئيس أوباما والرئيس ترامب لـ يخوال باستخداـ القوة‬
‫العسكرية ضد الحوثييف‪ ،‬وأف دعـ واشنطف تمثؿ بتبادؿ المعمومات االستخبارية‪ ،‬والمشورة العسكرية والدعـ‬
‫الموجستي‪ .‬بما في ذلؾ التزود بالوقود جواً‪ .‬واف ىذا الدعـ غير القتالي يركز عمى تحسيف عمميات‬
‫واجراءات التحالؼ‪ ،‬السيما فيما يتعمؽ باالمتثاؿ لقانوف النزاع المسمح‪ ،‬وأفضؿ الممارسات لمحد مف مخاطر‬
‫الخسائر في صفوؼ المدنييف‪ .‬ومع ىذا الدعـ‪ ،‬فاف السعودية قادرة عمى الدفاع عف نفسيا مف اليجمات‬
‫الصاروخية‪ ،‬وحماية حرية المالحة في البحر األحمر‪ ،‬واستعادة األراضي التي احتميا الحوثيوف المدعوموف‬

‫الصفحة ٕ٘ٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫مف إيراف‪ .‬وأف فرض قيود جديدة عمى الدعـ األمريكي المحدود قد يؤدي إلى زيادة الخسائر في صفوؼ‬
‫المدنييف‪ ،‬ويعرض التعاوف مع شركاء واشنطف في مكافحة اإلرىاب لمخطر‪ ،‬ويضعؼ عالقات الواليات‬
‫المتحدة مع السعودية‪ ،‬وكؿ ذلؾ مف شأنو أف يزيد مف تفاقـ الوضع واألزمة اإلنسانية اليمنية‪ .‬فضالً عف‬
‫أف سحب الدعـ األمريكي مف شأنو أف يشجع إيراف عمى زيادة دعميا لمحوثييف‪ ،‬وتمكينيـ مف توجيو مزيداً‬
‫مف ضربات الصواريخ الباليستية عمى السعودية‪ ،‬وتيديد ممرات الشحف الحيوية في البحر األحمر‪ ،‬مما‬
‫يزيد مف مخاطر نشوب صراع إقميمي عمى نطاؽ أوسع‪ ،‬والتأثير سمباً عمى قدرة واشنطف عمى تعزيز‬
‫العالقات طويمة األمد‪ ،‬وبناء شراكات أمنية قوية في جميع أنحاء العالـ‪ .‬وفي نياية رسالتو‪ ،‬طمب ماتيس‬
‫مف الكونجرس عدـ فرض قيود عمى استمرار الدعـ األمريكي لقوات التحالؼ وعممياتو "المشروعة لمدفاع‬
‫عن النفس"(ٗ٘)‪.‬‬
‫وفي سياؽ متصؿ‪ ،‬أبمغ مساعد وزير الدفاع األمريكي لمشؤوف األمنية الدولية روبرت كارـ ‪Robert‬‬
‫‪ Karem‬الكونغرس في ‪ ٔٚ‬نيساف ‪ ، ٕٓٔٛ‬أنو قد تـ نشر حوالي خمسوف مف األفراد األمريكييف في‬
‫السعودية لتقديـ المشورة بشأـ تيديدات الصواريخ الباليستية الحوثية ضد السعودية‪ .‬وذكرت بعض وسائؿ‬
‫اإلعالـ أف األفراد األمريكييف يساعدوف أيضاً قوات الحدود السعودية لمحد مف خسائرىـ البشرية‪ ،‬وتقميؿ‬
‫اإلصابات التي قد تمحؽ بيـ نتيجة القنابؿ المزروعة مف قبؿ الحوثييف عمى جوانب الطرؽ(٘٘)‪.‬‬
‫اتسمت غارات التحالؼ العربي في مناسبات عدة بقسوتيا وبشاعتيا‪ ،‬ففي ‪ ٜ‬آب ‪ ٕٓٔٛ‬استيدفت‬
‫غارة جوية لمتحالؼ حافمة مدرسية في شماؿ اليمف‪ ،‬مما أسفر عف مقتؿ ٔ٘ شخصاً‪ ،‬مف بينيـ ٓٗ طفالً‪،‬‬
‫األمر الذي اثار امتعاض وتنديد المجتمع الدولي‪ .‬في وقت ذكرت فيو وسائؿ اإلعالـ الدولية عمى نطاؽ‬
‫واسع‪ ،‬اف القنبمة المستخدمة في الغارة الجوية كانت أمريكية الصنع‪ .‬لذا جددت تمؾ الحادثة‪ ،‬الدعوات‬
‫داخؿ المجتمع الدولي لوقؼ واشنطف توفير األسمحة والدعـ العسكري لمتحالؼ‪ ،‬ورداً عمى ذلؾ‪ ،‬ذكر وزير‬
‫الدفاع األمريكي جيمس ماتيس أف الدعـ األمريكي لمتحالؼ ىو " ليس غير مشروط" وأف خطأ مثؿ ىذا‬
‫مأساوي مف كؿ النواحي‪" ،‬لكننا لم نر أي تجاىل فظ من قبل األشخاص الذين نعمل معيم"‪ .‬وفي ايموؿ‬
‫‪ ،ٕٓٔٛ‬شيد وزير الخارجية االمريكية مايؾ بومبيو ‪ Mike Pompeo‬أماـ الكونجرس عمى أف المممكة‬
‫العربية السعودية واإلمارات العربية المتحدة "تتخذان الخطوات المناسبة" لتجنب إلحاؽ الضرر بالمدنييف‬
‫والبنية التحتية المدنية(‪ ،)٘ٙ‬يبدو أف واشنطف كانت تغالط نفسيا بمساعدتيا ووقوفيا إلى جانب التحالؼ في‬
‫حربو ضد اليمف‪ ،‬وكاف ىنالؾ تناقضات ومغالطات واضحة في تصريحات المسؤوليف االمريكاف‪ ،‬ودفاعيـ‬
‫عف الممارسات الالإنسانية لمتحالؼ‪.‬‬

‫الصفحة ‪ٕٔٙ‬‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫أصبح دور الواليات المتحدة أكثر محورية بوصفيا دولة رئيسة متورطة في الصراع اليمني لحماية‬
‫مصالحيا اإلقميمية‪ .‬وبالخصوص عمى خمفية الوضع في سوريا والتحالؼ الروسي – اإليراني ىناؾ‪ ،‬إذ‬
‫بات دور واشنطف في حماية حمفائيا في الشرؽ األوسط أكثر أىمية‪ .‬عالوة عمى ذلؾ‪ ،‬فإف التيديدات التي‬
‫شكميا الحوثيوف في البحر األحمر لمسفف التجارية والعسكرية جعمت الوضع أكثر ىشاشة(‪)٘ٚ‬؛ مما كاف‬
‫ينذر بخطر حقيقي ييدد المصالح االمريكية‪.‬‬
‫إلى أف القوات‬ ‫لقد اشارات اإلحصاءات الصادرة عف القيادة المركزية األمريكية عاـ ‪،ٕٓٔٛ‬‬
‫األمريكية تساند الحممة الجوية السعودية في اليمف بمعدؿ ٔٓٔ طمعة جوية إلعادة التزويد بالوقود شيرياً‪،‬‬
‫أي حوالي ٖ طمعات يومياً‪ ،‬ويعني ذلؾ في المصطمحات العسكرية أف ما يقرب مف ٓٓٗ ألؼ رطؿ مف‬
‫المفرغة يومياً متاحة لمطائرات السعودية المنخرطة في المياـ القتالية‪ ،‬ولمقيادة والتحكـ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الحمولة‬
‫واالستخبارات‪ ،‬واالستطالع‪ .‬ومع ذلؾ‪ ،‬أشار الوزير ماتيس إلى أف القوات الجوية األمريكية توفر أقؿ مف‬
‫عشريف في المائة مف الوقود المستيمؾ في العمميات الجوية اليومية التي تنفّذىا السعودية في اليمف‪ ،‬إذ‬
‫تؤمف منصات إعادة التمويف الضخمة الثالثة عشر التابعة لمقوات الجوية الممكية السعودية أكثر مف ٓ‪%ٛ‬‬‫ّ‬
‫بمعنى آخر‪ ،‬إذا أقدمت واشنطف عمى تخفيض دعميا لتزويد الطائرات السعودية بالوقود أو‬ ‫مف الوقود‪.‬‬
‫ً‬
‫طع إمدادات‬ ‫إلغائو‪ ،‬فسيكوف لذلؾ تأثير ضئيؿ عمى العمميات السعودية داخؿ اليمف‪ .‬ومع ذلؾ‪ ،‬فإف قَ ْ‬
‫الوقود قد ُيعقّد العمميات السعودية التي تنفَّذ عمى مسافة أعمؽ داخؿ اليمف‪ ،‬عمى غرار الغارات الجوية في‬
‫صنعاء وصعدة وغيرىا مف المناطؽ الحضرية التي تنطوي عمى مخاطر كبيرة عمى المدنييف‪ ،‬وفي ىذا‬
‫السياؽ‪ ،‬لفت الوزير بومبيو في ٖٓ تشريف األوؿ ‪ ٕٓٔٛ‬إلى ضرورة وقؼ ضربات التحالؼ الجوية في‬
‫جميع المناطؽ المأىولة في اليمف‪ ،‬مشي اًر إلى أف قطع إمدادات الوقود قد يكوف وسيمة مفيدة لتوضيح‬
‫الرسالة إلى الرياض وتشكيؿ مالمح العمميات السعودية(‪.)٘ٛ‬‬
‫ووسط تدقيؽ مكثؼ مف قبؿ الكونجرس انيت واشنطف عمميات التزود بالوقود في الجو لطائرات‬
‫التحالؼ في تشريف الثاني ‪ .)ٜ٘(ٕٓٔٛ‬وكاف ذلؾ ألسباب عدة يأتي في مقدمتيا‪ :‬اظيار الدعـ االمريكي‬
‫لجيود السالـ التي يبذليا مبعوث األمـ المتحدة لميمف‪ ،‬ومحاولة واشنطف اف تنأى بنفسيا عف السعودية‪،‬‬
‫في أعقاب مقتؿ الصحفي جماؿ خاشقجي عمى يد عمالء سعودييف في تشريف االوؿ ‪ .)ٙٓ(ٕٓٔٛ‬عالوة‬
‫عمى ذلؾ‪ ،‬فاف منظمات انسانية عدة كانت تحث واشنطف طواؿ عاـ ‪ ،ٕٓٔٛ‬عمى إنياء مشاركتيا‬
‫العسكرية وقيادة جيد دبموم اسي إلنياء األعماؿ العدائية‪ ،‬بعد سنوات مف الخسائر الكارثية واألضرار التي‬
‫أعاقت وصوؿ المساعدات اإلنسانية لميمف(ٔ‪.)ٙ‬‬

‫الصفحة ‪ٕٔٚ‬‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫وبالرغـ مف توصؿ الفصائؿ المتحاربة إلى اتفاؽ وقؼ إطالؽ النار في كانوف األوؿ ‪ ،ٕٓٔٛ‬في‬
‫ميناء الحديدة‪ ،‬اكبر ميناء بحري في اليمف‪ ،‬اال اف القتاؿ كاف مشتدًا في اماكف اخرى بيف الحوثييف وقوات‬
‫التحالؼ العسكري‪ ،‬ومع استمرار حصيمة القتمى باالرتفاع‪ ،‬وتفشي سوء التغذية والجوع عمى حد سواء‪،‬‬
‫ح ّذرت األمـ المتحدة في شباط ‪ ،ٕٜٓٔ‬مف األزمة اإلنسانية في اليمف‪ ،‬ووصفتيا بانيا "األسوأ في العالم"‪،‬‬
‫وفي واشنطف ارتفعت اال صوات المعارضة الستمرار الحرب في اليمف‪ ،‬ودعت الحكومة االمريكية إلى‬
‫التدخؿ وسحب الدعـ األمريكي لممجيود الحربي السعودي‪ ،‬وتحويؿ وقؼ إطالؽ النار الذي توسطت فيو‬
‫األمـ المتحدة إلى سالـ دائـ‪ ،‬وعدت تمؾ االصوات أف القياـ بذلؾ ىو المسار الوحيد الذي يمكف الدفاع‬
‫عنو مف الناحية األخالقية واالستراتيجية(ٕ‪.)ٙ‬‬
‫ومع استمرار الحرب في اليمف‪ ،‬وعدـ وجود مؤشرات تدؿ عمى قرب انتيائيا بالوسائؿ العسكرية‪،‬‬
‫ممحة ىي‪ :‬سياسة الواليات‬
‫اشتدت االزمة بيف البيت األبيض والكونغرس األمريكي حوؿ ثالث قضايا ّ‬
‫المتحدة تجاه السعودية‪ ،‬واالستراتيجية اإلقميمية األمريكية لمواجية إيراف‪ ،‬والرقابة التشريعية في صياغة‬
‫السياسة الخارجية وتنفيذىا‪ .‬ونتج عف تمؾ المجابيات اصدار الكونغرس ق ار اًر لسمطات الحرب‪ ،‬دعا إلى‬
‫إنياء المساعدات العسكرية األمريكية لعمميات التحالؼ الذي تقوده السعودية في اليمف‪ ،‬بعد إق ارره مف قبؿ‬
‫مج مس النواب الذي يسيطر عميو الديمقراطيوف‪ ،‬ومجمس الشيوخ الذي يسيطر عميو الجميوريوف‪ ،‬اال اف‬
‫الرئيس األمريكي نقض القرار في أيار ‪ ،ٕٜٓٔ‬وقد حاولت إدارة ترامب في ٕٗ مف الشير نفسو‪ ،‬استعماؿ‬
‫استثناء الحاالت الطارئة المنصوص عمييا في "قانوف مراقبة تصدير األسمحة" لعاـ ‪ ،ٜٔٚٙ‬والذي ُينظـ‬
‫عممية بيع الواليات المتحدة األسمحة إلى الحكومات األجنبية‪ ،‬فمف خالؿ اعالف الحالة الطارئة واالستغناء‬
‫عف فترة المراجعة المطموبة في الكونغرس األمريكي لمدة خمسة عشر أو ثالثيف يوماً‪ ،‬ميّدت اإلدارة‬
‫األمريكية مسا اًر لممضي قدماً في بيع أسمحة تقدر بنحو ٔ‪ ٛ.‬مميار دوالر‪ ،‬ولتبرير ىذه الخطوة‪ ،‬أ ّكد‬
‫المسؤولوف االمريكيوف عمى الحاجة إلى دعـ الحمفاء في المنطقة ضد التيديد المتزايد مف إيراف‪ .‬ورداً عمى‬
‫ذلؾ‪ ،‬أعمف عدد مف أعضاء مجمس الشيوخ األمريكي مف الحزبيف الجميوري والديمقراطي في بياف صحفي‬
‫في ٘ حزيراف ‪ ،ٕٜٓٔ‬أف اثنيف وعشريف ق ار اًر ىدفت إلى منع مبيعات األسمحة األمريكية المختمفة إلى‬
‫السعودية واإلمارات تـ رفضيـ مف قبؿ الرئيس االمريكي‪ .‬واوضحوا مخاوفيـ بشأف انتياكات حقوؽ‬
‫اإلنساف في اليمف واألزمة اإلنسانية المتفاقمة ىناؾ‪ ،‬وسموؾ ولي العيد السعودي محمد بف سمماف‪ ،‬كما‬
‫أصروا عمى أف ىناؾ وسائؿ أكثر فاعمية لمواجية إيراف مف مبيعات األسمحة‪ .‬وعند الدفاع عف الدور‬
‫الرقابي لمكونغرس‪ ،‬وصفوا استعماؿ اإلدارة األمريكية الستثناء الحاالت الطارئة مف قانوف مراقبة تصدير‬
‫األسمحة بػ"سوء االستخدام" الذي "خرق عممية بيع األسمحة"(ٖ‪.)ٙ‬‬

‫الصفحة ‪ٕٔٛ‬‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫لـ تحوؿ اع تراضات الكونغرس االمريكي عف ثني االدارة االمريكية عف الشروع في مخططاتيا‪ ،‬ففي‬
‫صيؼ ‪ ، ٕٜٓٔ‬أمر الرئيس ترامب بنشر بطارية دفاع جوي باتريوت في قاعدة األمير سمطاف الجوية‬
‫بوسط المممكة العربية السعودية‪ ،‬وفقاً لو ازرة الخارجية االمريكية‪ ،‬فاف واشنطف تقؼ بحزـ مع شركائيا‬
‫السعودييف في الدفاع عف حدودىـ ضد التيديدات المستمرة مف قبؿ الحوثييف‪ ،‬الذيف يعتمدوف عمى أسمحة‬
‫وتكنولوجيا إيرانية الصنع لتنفيذ مثؿ ىذه اليجمات‪ .‬وفقاً لتقرير ارسمو ترامب إلى الكونغرس في كانوف‬
‫األوؿ ‪ ،ٕٜٓٔ‬حوؿ نشر القوات المسمحة األمريكية في الخارج‪ ،‬فانو تـ نشر عدد صغير مف العسكرييف‬
‫األمريكييف في اليمف لمقياـ بعمميات ضد القاعدة في شبو الجزيرة العربية وداعش‪ ،‬وأف القوات المسمحة‬
‫االمريكية تواصؿ العمؿ بشكؿ وثيؽ مع الحكومة اليمنية‪ ،‬والقوات الشريكة اإلقميمية لتقميؿ التيديد اإلرىابي‬
‫الذي تشكمو تمؾ الجماعات(ٗ‪ ،)ٙ‬بدى واضحاً أف االدارة االمريكية لـ تكف تريد تقميؿ مشاركتيا العسكرية في‬
‫الحرب ضد اليمف‪ ،‬لوال الظروؼ التي تسبب بيا انتشار فيروس كورونا‪ ،‬وارتفاع االصوات المنادية بإيقاؼ‬
‫جميع العمميات العسكرية والصراعات المسمحة ليس في اليمف وحدىا فحسب‪ ،‬بؿ في جميع انحاء العالـ‪،‬‬
‫ومع ذل ؾ‪ ،‬وبالرغـ مف اف الحرب في اليمف شيدت فترات توقؼ وىدنة غير معمنة بيف االطراؼ المتحاربة‬
‫في عاـ ٕٕٓٓ‪ ،‬إال أنيا اندلعت مجدداً لتشكؿ فصالً آخ اًر مف فصوؿ التدخالت الدولية‪ ،‬وعدـ االكتراث‬
‫لتفاقـ االزمات االنسانية ىناؾ‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫ٔ‪ .‬بالرغـ مف عدـ توافؽ االمكانيات المادية والعسكرية والبشرية بيف االطراؼ المتصارعة‪ ،‬إذ كانت‬
‫الكفة تميؿ إلى جانب قوات التحالؼ‪ ،‬والتي تمثمت بدوؿ عدة ليا ثقميا في المنطقة‪ ،‬إال أف ذلؾ االمر لـ‬
‫يعني الكثير في الحرب التي استمرت لسنوات‪ ،‬ولـ يكف اختيار واشنطف لمطرؼ االقوى لالصطفاؼ إلى‬
‫جانبو‪ ،‬سبباً في انياء الصراع وفقاً لمرؤيا االمريكية والسعودية‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬بدى واضحاً أف انخراط الواليات المتحدة في الصراع اليمني كاف بسبب تأثيره عمى مصالحيا في‬
‫المنطقة مف جية‪ ،‬وسعي االدارة االمريكية إلى محاباة السعودية وغيرىا مف دوؿ الخميج العربية‪ ،‬صاحبة‬
‫الثروات النفطية اليائمة مف جية اخرى‪ .‬والشؾ اف الصفقات االسمحة االمريكية إلى السعودية كانت تقع‬
‫ضمف ىذا االتجاه‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬كاف لمعامؿ اإليراني أث اًر كبي ًار وميـ في توجيات صناع القرار السياسي االمريكي‪ ،‬إذ كاف لممؤثر‬
‫االيراني دور ىاـ في تحديد االستراتيجية االمريكية تجاه الصراع في اليمف‪ ،‬فعندما اقتربت واشنطف مف‬
‫طيراف وتـ التوصؿ إلى االتفاؽ النووي بيف األخيرة والدوؿ الكبرى عاـ ٕ٘ٔٓ‪ ،‬عممت ادارة اوباما عمى‬

‫الصفحة ‪ٕٜٔ‬‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫تقميص مشاركتيا ودعميا لمتحالؼ العربي‪ ،‬بؿ حاولت ايضاً الضغط عمى السعودية لتقميؿ الخسائر بيف‬
‫صفوؼ المدنييف‪ .‬في حيف أف ادارة ترامب عممت بعد انسحابيا مف االتفاؽ النووي اإليراني عاـ ‪ٕٓٔٛ‬‬
‫عمى زيادة دعميا لمعمميات العسكرية لمتحالؼ‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬بالرغـ مف أف الكونغرس االمريكي كانت لو محاوالت عدة لتشريع قانوف يمنع تصدير االسمحة إلى‬
‫السعودية‪ ،‬وايقاؼ دعـ االدارة االمريكية لمتحالؼ في حربو ضد اليمف‪ ،‬إال أف كؿ تمؾ الجيود باءت‬
‫بالفشؿ‪ ،‬اماـ تزمت ادارة ترامب ومواصمة دعميا لمتحالؼ ومحاربة الحوثييف بوصفيـ وكالء ايراف وفقاً‬
‫لرؤية واشنطف‪ .‬االمر الذي كاف لو تداعياتو الخطيرة عمى الوضع االنساني في اليمف‪ ،‬حتى أف ارتفاع‬
‫االصوات المعارضة لمسياسة االمريكية تجاه االزمة اليمنية سواء ما كاف منيا عمى الصعيد الداخمي أو‬
‫الخارجي‪ ،‬لـ يكف ليا تأثير كبير عمى عدوؿ واشنطف عف نيجيا الذي اتبعتو تجاه االزمة اليمنية‪ ،‬السيما‬
‫أباف عيد الرئيس ترامب‪.‬‬

‫الصفحة ٖٓٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫اليوامش‪:‬‬

‫(ٔ) الحوثيوف‪ :‬حركة دينية ذات تنظيـ سياسي وعقائدي‪ ،‬تؤمف بأفكار وعقائد االثني عشرية‪ .‬عرفت باسـ الحوثييف‬
‫نسبة إلى مؤسسيا بدر الديف الحوثي‪ .‬ويعود تاريخ تأسيسيا الى عاـ ٕ‪ ٜٜٔ‬عندما افتتح بدر الديف منتدى ثقافي‬
‫باسـ منتدى الشباب المؤمف‪ ،‬إال أف عاـ ‪ ٜٜٔٚ‬شيد تحوؿ في توجو الحركة التي اتخذت الطابع السياسي وخاضت‬
‫صراعاً مع الحكومة اليمنية نتيجة لشعورىا بالظمـ والتيميش‪ .‬لممزيد مف التفاصيؿ ينظر‪ :‬ىدى المالكي‪ :‬الحوثيوف‪،‬‬
‫النشأة‪ ،‬العقيدة‪ ،‬االىداؼ‪ ،‬جامعة اـ القرى‪ ،‬كمية الدعوة واصوؿ الديف‪ ،‬السعودية‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬صٖ – ‪.ٙ‬‬
‫‪(2) Elif Çamyaran, Yemen within the framework of failed state theory, The Master of‬‬
‫‪Arts International Political Economy, Istanbul Bilgi University, Graduate School of‬‬
‫‪Social Sciences, 2017, p.31.‬‬
‫(ٖ) مركز دراسات الشرؽ االوسط‪ ،‬االزمة اليمنية الى ايف‪ ،‬االردف‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬شباط‪ ،ٕٓٔ٘ ،‬ص ٘‪.‬‬
‫?‪(4) Esther Kestemont, What Role(s) for the European Union in National Dialogues‬‬
‫‪Lessons Learned from Yemen, EU Diplomacy Paper, Belgium, 2018, p. 7.‬‬
‫‪(5)The Yemen Peace Project, America’s Role in Yemen 2017 and Beyond, Washington,‬‬
‫‪2017, p.4.‬‬
‫‪(6) Rene Rieger, Saudi Arabian Foreign Relations: Diplomacy and Mediation in‬‬
‫‪Conflict Resolution, New York, 2017, p.202.‬‬
‫‪(7) Alia Eshaq and Suad Al-Marani, Assessing the EU’s conflict prevention and peace‬‬
‫‪building interventions in Yemen, Political Development Forum, The Hague, 2017, pp.‬‬
‫‪17 , 19.‬‬
‫(‪ )ٛ‬غريغوري جونسف‪ ،‬كيؼ ساىمت السياسة األميركية المستندة إلى رؤية سعودية في سوء فيـ أمريكا لميمف‬
‫وتعثرىا ىناؾ؟‪ ،‬مركز صنعاء لمدراسات االستراتيجية‪ ،‬اليمف‪ ،‬أكتوبر ‪ ،ٕٜٓٔ‬ص ‪.ٛ-ٚ‬‬
‫(‪ )ٜ‬مجموعة اصدقاء اليمف‪ :‬تـ تأسيسيا في كانوف الثاني ٕٓٔٓ‪ ،‬وتألفت مف األعضاء الخمسة الدائميف في‬
‫مجمس األمف التابع لألمـ المتحدة‪ ،‬وأربع دوؿ مف أعضاء مجمس التعاوف الخميجي الست (المممكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة والكويت وعماف) فضالً عف االتحاد األوروبي‪ .‬بنظر‪:‬‬
‫‪Alia Eshaq and Suad Al-Marani, Op.Cit., pp.11 , 21.‬‬
‫(ٓٔ) راجح بادي‪ ،‬المسار السياسي في اليمف مف المبادرة الخميجية إلى "عاصفة الحزـ"‪ ،‬تشريف الثاني ٕٔٔٓ ‪-‬‬
‫آذار ٕ٘ٔٓ‪ ،‬المركز العربي لالبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬سياسات عربية‪ ،‬العدد ٗٔ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ايار ٕ٘ٔٓ‪ ،‬ص‬
‫ٓ‪.ٔٚ‬‬
‫‪(11) Júlia Palik, The European Union’s civil war mediation practices in Yemen: The‬‬
‫‪case of competitive mediator market, Grotius : tudományos folyóirat , Budapesti‬‬
‫‪Corvinus Egyetem, 2018, p.6.‬‬
‫‪(12) Sami Kronenfeld and Yoel Guzansky, Yemen: A Mirror to the Future of the Arab‬‬
‫‪Spring, Military and Strategic Affairs, Volume 6, No. 3, December 2014, p.89.‬‬
‫‪(13) Ibid, pp. 92-93.‬‬

‫الصفحة ٖٔٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
.5102 - 5102 ‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن‬

(14) Véronique Dudouet, Alia Eshaq, Ekaterine Basilaia & Nana Macharashvili, From
policy to action: assessing the European Union’s approach to inclusive mediation and
dialogue support in Georgia and Yemen, Journal Peacebuilding , Vol. 6, Issue 3, 2018,
p. 12.
(15) Sami Kronenfeld and Yoel Guzansky, Op.Cit., p.81.
(16) Maged al-Madhaji, How Yemen’s post-2011 transitional phase ended in war, The
Sana’a Center for Strategic, Sana’a, May, 19, 2016, p. 10.
(17) The Yemen Peace Project, Op.Cit., p.6.
(18) Eric Robinson and Other, What Factors Cause Individuals to Reject Violent
Extremism in Yemen? , Library of Congress, 2017 , p.7.
(19) Alia Eshaq and Suad Al-Marani, Op.Cit., pp.26 – 27.
(20) Congressional Research Service, Yemen: Civil War and Regional Intervention,
Washington, April 23, 2020, p.14.
(21) European Parliament resolution 2760 of 9 July 2015 on the situation in Yemen.
.ٜ ‫ ص‬،‫ المصدر السابؽ‬،‫(ٕٕ) غريغوري جونسف‬
(23) Congressional Research Service, Yemen: Civil War …, p.6.
(24) The Yemen Peace Project, Op.Cit., pp. 6, 8.
(25) Enea Gjoza, Benjamin H. Friedman, End U.S. military support for the Saudi-led
war in Yemen, U.S, January 2019, p. 7.
‫ رقعة شطرنج‬:‫ المساعدة األمنية في الشرؽ األوسط‬،‫ جوف زافاج‬،‫ بينؾ وليامز‬.‫ س‬.‫ ؼ‬،‫ٕ) روبرت سبرينغبورغ‬ٙ(
.ٕٔ ‫ ص‬،ٕٕٓٓ ،‫ بيروت‬،‫ مركز كارنيغي لمشرؽ االوسط‬،‫ثالثية األبعاد‬
،‫ٕ مارس‬ٙ ،‫اليمف‬ ِ ِ ‫الحرب‬
َ ‫الجُيوسياسّية في‬ َ ‫ واقع الصراع ومآالت‬،‫ رؤيا لمبحوث والدراسات‬،‫ٕ) سمماف العماري‬ٚ(
https://ruyaa.cc/Page/8845. :‫ عمى الموقع‬.ٕٜٓٔ
.ٔٓ ‫ ص‬،‫ المصدر السابؽ‬،‫ٕ) غريغوري جونسف‬ٛ(
(29) Mohammad Hassan Al-Qadh,The Iranian Role in Yemen and its Implications on
the Regional Security, Arabian Gulf Centre for Iranian Studies,Riyadh, 2017, pp. 50-51.
(30) Congressional Research Service, Congress and the War in Yemen: Oversight and
Legislation 2015-2020, Washington, June 19, 2020, pp.3-4.
(31) Ibid, pp. 3-4.
ٕٓٔ٘/ٖ/ٕٙ ‫ مسار المواقؼ اإلقميمية والدولية مف العدواف عمى اليمف مف إعالف واشنطف‬،‫(ٕٖ) محمد الحوثي‬
‫ العدد‬،‫ مقاربات سياسية‬،‫ مركز الدراسات السياسية واالستراتيجية اليمني‬،ٕٓٔٙ/ٗ/ٕٔ ‫إلى مفاوضات الكويت‬
.ٔٓ٘ ‫ ص‬،ٕٓٔٙ ‫ديسمبر‬-‫ يوليو‬،‫األوؿ‬
.ٔٓ٘ ‫ ص‬،‫(ٖٖ) المصدر نفسو‬
.ٕٗ ‫ ص‬،‫ المصدر السابؽ‬،‫ جوف زافاج‬،‫ بينؾ وليامز‬.‫ س‬.‫ ؼ‬،‫(ٖٗ) روبرت سبرينغبورغ‬
(35) Congressional Research Service, Congress and the War in Yemen…, p. 5.

ٖٕٔ ‫الصفحة‬ ‫ـ‬0202 ‫) العدد (الرابع) كانون االول لسنة‬84( ‫مجمة الخميج العربي المجمد‬
.5102 - 5102 ‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن‬

(36) Kirsten Jongberg, The conflict in Yemen: latest developments, European Union,
October 2016, p. 5.
(37) Mohammad Hassan Al-Qadh, Op.Cit., p.51.
‫ حالة حقوؽ اإلنساف في اليمف بما في ذلؾ االنتياكات واإلساءات‬،‫ مجمس حقوؽ اإلنساف‬،‫ٖ) الجمعية العامة‬ٛ(
.٘ ‫ ص‬،ٕٓٔٛ ‫ٕ أيموؿ‬ٛ - ٔٓ ،‫ الجمسة التاسعة والثالثوف‬،ٕٓٔٗ ‫منذ أيموؿ‬
(39) The Yemen Peace Project, Op.Cit., p.9.
(40) Kirsten Jongberg, Op.Cit., p. 6.
(41) Oona A. Hathaway, Aaron Haviland, Srinath Reddy Kethireddy, Alyssa T.
Yamamoto, Yemen: Is the U.S. Breaking the Law?, Harvard National Security Journal,
Vol. 10 , 2019, p. 13.
(42) Congressional Research Service, Congress and the War in Yemen…, p. 5.
(43) Oona A. Hathaway, Aaron Haviland, Srinath Reddy Kethireddy, Alyssa T.
Yamamoto, Op.Cit., p. 16.
(44) The Yemen Peace Project, Op.Cit., p.13.
(45) Sergey Lavrov, Yemen Crisis: Causes, Threats and Resolution Scenarios, Center
for Arab and Islamic Studies, Institute of Oriental Studies of the Russian Academy of
Sciences, No. 14, October 2017, p. 8.
(46) Giulio Coppi, The Humanitarian Crisis in Yemen: Beyond the Man-Made Disaster,
International Peace Institute, Manama, January 2018 , p.5.
(47) The Yemen Peace Project, Op.Cit., p.9.
(48) İrem Aşkar KARAKIR, ONGOING CONFLICT IN YEMEN: A PROXY WAR?,
Turkish Journal of TESAM Academy, July 2018, p. 138.
(49) Oona A. Hathaway, Aaron Haviland, Srinath Reddy Kethireddy, Alyssa T.
Yamamoto, Op.Cit., p. 16.
(50) Congressional Research Service, Congress and the War in Yemen…, p. 9-10.
(51) Oona A. Hathaway, Aaron Haviland, Srinath Reddy Kethireddy, Alyssa T.
Yamamoto, Op.Cit., pp. 12-13.
‫ مركز‬،‫ قضايا ونظرات‬،‫ التحالؼ السعودي االماراتي في اليمف مف االتفاؽ إلى االختالؼ‬،‫(ٕ٘) شيماء بياء الديف‬
.ٖٔٓ - ٔٔ٘ ‫ ص‬،ٕٕٓٓ ‫ كانوف الثاني‬،ٔٙ ‫ العدد‬،‫ تقرير ربع سنوي‬،‫ مصر‬،‫الحضارة لمدراسات والبحوث‬
(53)https://www.bbc.com/arabic/middleeast-42246933;
https://arabic.rt.com/world/913897.
(54) Defense Secretary Jim Mattis's letter to congressional leaders, Washington, MAR
14 2018. Cited in: https://apps.washingtonpost.com/g/documents/world/defense-
secretary-jim-mattiss-letter-to-congressional-leaders/2837/
.131 ‫ ص‬،)1( ‫لالطالع على نص الرسالة ينظر ملحق رقم‬
(55) Michael Knights and August Pfluger, U.S.-Saudi Security Cooperation (Part 2):
Restricting Operational Support in Yemen, The Washington Institute, Washington,
November 6, 2018, pp.1-2.

ٖٖٔ ‫الصفحة‬ ‫ـ‬0202 ‫) العدد (الرابع) كانون االول لسنة‬84( ‫مجمة الخميج العربي المجمد‬
.5102 - 5102 ‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن‬

(56) Oona A. Hathaway, Aaron Haviland, Srinath Reddy Kethireddy, Alyssa T.


Yamamoto, Op.Cit., pp. 18-19 , 50.
(57) Abdullah Al Dosari, Mary George, Yemen War: An Overview of the Armed
Conflict and Role of Belligerents, Journal of Politics and Law, Faculty of Law,
University of Malaya, Malaysia, Vol. 13, No. 1; 2020, p.61.
(58) Michael Knights and August Pfluger, Op.Cit., p.2.
(59) Congressional Research Service, Yemen: Civil War …, p.6.
(60) Oona A. Hathaway, Aaron Haviland, Srinath Reddy Kethireddy, Alyssa T.
Yamamoto, Op.Cit., p. 20.
(61) Fanny Petitbon, Anica Heinlein and Dhabie Brown, Ending arms sales to parties to
the conflict in Yemen: exploring CARE’s advocacy in France, Germany and the United
States, The crisis in Yemen, Humanitarian Exchange, Number 76 , January 2020, p. 31.
(62) Michael Knights, Kenneth Pollack, and Barbara Walter, A Real Plan to End the
War in Yemen, The Washington Institute, Washington, May 2, 2019, p. 1.
(63) Dana Stroul, The Face-Off Over Gulf Arms Sales: ‘Emergency’ or False Alarm?,
The Washington Institute, Washington, June 10, 2019, p.1.
(64) Congressional Research Service, Yemen: Civil War …, p.10.

ٖٔٗ ‫الصفحة‬ ‫ـ‬0202 ‫) العدد (الرابع) كانون االول لسنة‬84( ‫مجمة الخميج العربي المجمد‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫ملحق رقم (‪)1‬‬


‫رضالة وزير الدفاع جيم ماتيص إلى الكونغرش االمريكي‬

‫‪Source:‬‬
‫‪The Washington post. Cited in:‬‬
‫‪https://apps.washingtonpost.com/g/documents/world/defense-secretary-jim-mattiss-‬‬
‫‪letter-to-congressional-leaders/2837/‬‬

‫الصفحة ٖ٘ٔ‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن ‪.5102 - 5102‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫اوالً‪ :‬الوثائق بالمغة العربية‬
‫أ‪ -‬الجمعية العامة‪ ،‬مجمس حقوؽ اإلنساف‪ ،‬حالة حقوؽ اإلنساف في اليمف بما في ذلؾ االنتياكات واإلساءات منذ‬
‫أيموؿ ٕٗٔٓ‪ ،‬الجمسة التاسعة والثالثوف‪ ٕٛ - ٔٓ ،‬أيموؿ ‪.ٕٓٔٛ‬‬
‫ثانياً‪ :‬الوثائؽ بالمغة االنكميزية‪:‬‬
‫‪1- Defense Secretary Jim Mattis's letter to congressional leaders, Washington, MAR 14,‬‬
‫‪2018. Cited in: https://apps.washingtonpost.com/g/documents/world/defense-secretary-‬‬
‫‪jim-mattiss-letter-to-congressional-leaders/2837/‬‬
‫‪2- European Parliament resolution 2760 of 9 July 2015 on the situation in Yemen.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الرسائل الجامعية بالمغة االنكميزية‬


‫‪1- Elif Çamyaran, Yemen within the framework of failed state theory, The Master of‬‬
‫‪Arts International Political Economy, Istanbul Bilgi University, Graduate School of‬‬
‫‪Social Sciences, 2017.‬‬
‫رابعاً‪ :‬الكتب بالمغة العربية‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬ىدى المالكي‪ :‬الحوثيوف‪ ،‬النشأة‪ ،‬العقيدة‪ ،‬االىداؼ‪ ،‬جامعة اـ القرى‪ ،‬كمية الدعوة واصوؿ الديف‪ ،‬السعودية‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬الكتب بالمغة االنكميزية‪:‬‬

‫‪1- Alia Eshaq and Suad Al-Marani, Assessing the EU’s conflict prevention and peace‬‬
‫‪building interventions in Yemen, Political Development Forum, The Hague, 2017.‬‬
‫‪2- Eric Robinson and Other, What Factors Cause Individuals to Reject Violent‬‬
‫‪Extremism in Yemen? , Library of Congress, 2017.‬‬
‫‪3- Rene Rieger, Saudi Arabian Foreign Relations: Diplomacy and Mediation in‬‬
‫‪Conflict Resolution, New York, 2017.‬‬

‫سادساً‪ :‬البحوث والدراسات بالمغة العربية‪:‬‬


‫ٔ‪ -‬راجح بادي‪ ،‬المسار السياسي في اليمف مف المبادرة الخميجية إلى "عاصفة الحزـ"‪ ،‬تشريف الثاني ٕٔٔٓ ‪-‬‬
‫آذار ٕ٘ٔٓ‪ ،‬المركز العربي لالبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬سياسات عربية‪ ،‬العدد ٗٔ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ايار ٕ٘ٔٓ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬روبرت سبرينغبورغ‪ ،‬ؼ‪ .‬س‪ .‬بينؾ وليامز‪ ،‬جوف زافاج‪ ،‬المساعدة األمنية في الشرؽ األوسط‪ :‬رقعة شطرنج‬
‫ثالثية األبعاد‪ ،‬مركز كارنيغي لمشرؽ االوسط‪ ،‬بيروت‪.ٕٕٓٓ ،‬‬

‫الصفحة ‪ٖٔٙ‬‬ ‫مجمة الخميج العربي المجمد (‪ )84‬العدد (الرابع) كانون االول لسنة ‪0202‬ـ‬
.5102 - 5102 ‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن‬

ِ
َ ‫الحرب ال ِجُيوسياسّية في‬
،‫ٕ مارس‬ٙ ،‫اليمف‬ َ ‫ واقع الصراع ومآالت‬،‫ رؤيا لمبحوث والدراسات‬،‫ سمماف العماري‬-ٖ
.ٕٜٓٔ
‫ مركز‬،‫ قضايا ونظرات‬،‫ التحالؼ السعودي االماراتي في اليمف مف االتفاؽ الى االختالؼ‬،‫ شيماء بياء الديف‬-ٗ
.ٕٕٓٓ ‫ كانوف الثاني‬،ٔٙ ‫ العدد‬،‫ تقرير ربع سنوي‬،‫ مصر‬،‫الحضارة لمدراسات والبحوث‬
‫ كيؼ ساىمت السياسة األميركية المستندة إلى رؤية سعودية في سوء فيـ أمريكا لميمف‬،‫ غريغوري جونسف‬-٘
.ٕٜٓٔ ‫ أكتوبر‬،‫ اليمف‬،‫ مركز صنعاء لمدراسات االستراتيجية‬،‫وتعثرىا ىناؾ؟‬
‫ٕ٘ٔٓ إلى‬/ٖ/ٕٙ ‫ مسار المواقؼ اإلقميمية والدولية مف العدواف عمى اليمف مف إعالف واشنطف‬،‫ محمد الحوثي‬-ٙ
،‫ العدد األوؿ‬،‫ مقاربات سياسية‬،‫ مركز الدراسات السياسية واالستراتيجية اليمني‬،ٕٓٔٙ/ٗ/ٕٔ ‫مفاوضات الكويت‬
.ٕٓٔٙ ‫ديسمبر‬-‫يوليو‬
.ٕٓٔ٘ ،‫ شباط‬،‫ العدد السابع‬،‫ االردف‬،‫ االزمة اليمنية الى ايف‬،‫ مركز دراسات الشرؽ االوسط‬-ٚ

:‫ضابعا ً البحوث والدراضات باللغة االنكليسية‬


1. Abdullah Al Dosari, Mary George, Yemen War: An Overview of the Armed Conflict
and Role of Belligerents, Journal of Politics and Law, Faculty of Law, University of
Malaya, Malaysia, Vol. 13, No. 1; 2020.
2. Congressional Research Service, Yemen: Civil War and Regional Intervention,
Washington, April 23, 2020.
3. ‫ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬Congress and the War in Yemen: Oversight and Legislation 2015-2020,
Washington, June 19, 2020.
4. Dana Stroul, The Face-Off Over Gulf Arms Sales: ‘Emergency’ or False Alarm?,
The Washington Institute, Washington, June 10, 2019.
5. Enea Gjoza, Benjamin H. Friedman, End U.S. military support for the Saudi-led war
in Yemen, U.S, January 2019.
6. Esther Kestemont, What Role(s) for the European Union in National Dialogues?
Lessons Learned from Yemen, EU Diplomacy Paper, Belgium, 2018.
7. Fanny Petitbon, Anica Heinlein and Dhabie Brown, Ending arms sales to parties to
the conflict in Yemen: exploring CARE’s advocacy in France, Germany and the United
States, The crisis in Yemen, Humanitarian Exchange, Number 76 , January 2020.
8. Giulio Coppi, The Humanitarian Crisis in Yemen: Beyond the Man-Made Disaster,
International Peace Institute, Manama, January 2018.
9. İrem Aşkar KARAKIR, ONGOING CONFLICT IN YEMEN: A PROXY WAR?,
Turkish Journal of TESAM Academy, July 2018.
10. Júlia Palik, The European Union’s civil war mediation practices in Yemen: The
case of competitive mediator market, Grotius : tudományos folyóirat , Budapesti
Corvinus Egyetem, 2018.

ٖٔٚ ‫الصفحة‬ ‫ـ‬0202 ‫) العدد (الرابع) كانون االول لسنة‬84( ‫مجمة الخميج العربي المجمد‬
.5102 - 5102 ‫الواليات املتحدة االمريكية واحلرب على اليمن‬

11. Kirsten Jongberg, The conflict in Yemen: latest developments, European Union,
October 2016.
12. Maged al-Madhaji, How Yemen’s post-2011 transitional phase ended in war, The
Sana’a Center for Strategic, Sana’a, May, 19, 2016.
13. Michael Knights and August Pfluger, U.S.-Saudi Security Cooperation (Part 2):
Restricting Operational Support in Yemen, The Washington Institute, Washington,
November 6, 2018.
14. Michael Knights, Kenneth Pollack, and Barbara Walter, A Real Plan to End the
War in Yemen, The Washington Institute, Washington, May 2, 2019.
15. Mohammad Hassan Al-Qadh, The Iranian Role in Yemen and its Implications on
the Regional Security, Arabian Gulf Centre for Iranian Studies, Riyadh, 2017.
16. Oona A. Hathaway, Aaron Haviland, Srinath Reddy Kethireddy, Alyssa T.
Yamamoto, Yemen: Is the U.S. Breaking the Law?, Harvard National Security Journal,
Vol. 10 , 2019.
17. Sami Kronenfeld and Yoel Guzansky, Yemen: A Mirror to the Future of the Arab
Spring, Military and Strategic Affairs, Volume 6, No. 3, December 2014.
18. Sergey Lavrov, Yemen Crisis: Causes, Threats and Resolution Scenarios, Center
for Arab and Islamic Studies, Institute of Oriental Studies of the Russian Academy of
Sciences, No. 14, October 2017.
19. The Geneva Academy of International Humanitarian Law and Human Rights, The
Armed Conflict in Yemen: A Complicated Mosaic, Geneva , 2017.
20. The Yemen Peace Project, America’s Role in Yemen 2017 and Beyond,
Washington, 2017.
21. Véronique Dudouet, Alia Eshaq, Ekaterine Basilaia & Nana Macharashvili, From
policy to action: assessing the European Union’s approach to inclusive mediation and
dialogue support in Georgia and Yemen, Journal Peacebuilding , Vol. 6, Issue 3, 2018.

:‫ مواقع شبكة االنترنت‬:ً‫ثامنا‬


1- https://arabic.rt.com/world/913897
2- https://www.bbc.com/arabic/middleeast-42246933.

ٖٔٛ ‫الصفحة‬ ‫ـ‬0202 ‫) العدد (الرابع) كانون االول لسنة‬84( ‫مجمة الخميج العربي المجمد‬

You might also like