‫‪1‬‬

‫مسارات القوة ‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية والعالم منذ البنود ‪14‬‬ ‫تاريخ‪ /‬الدرس ‪:2‬‬
‫لويلسون في يناير ‪1918‬‬

‫مقدمة‪ :‬يعرف الباحثون القوى على أنها بصفة عامة قدرة دولة أو جماعة من الدول على التأثير في محيطها‬
‫(‬
‫القريب والبعيد‪ .‬وإذا كانت الواليات م‪.‬أ تحتل المرتبة الثانية بعد ابريطانيا العظمى مباشرة بعد انتهاء الحرب ع‪ I.‬فإنها‬
‫استطاعت تحقيق الريادة العالمية على كافة المستويات منذ انتهاء ح‪.‬ع‪.I .‬‬
‫فكيف نفسر إذا‪ ،‬تحول الواليات م‪.‬أ إلى قوة عظمى خالل ق ‪ 20‬؟‬
‫( إلى تردد الواليات م‪.‬أ في فرض هيمنتها على العالم بين ‪ 1918‬و ‪ .1945‬ثم‬ ‫لإلجابة على هذا السؤال سنتطرق‬
‫( بعد ‪ 1991‬حيث أصبحت الواليات م‪.‬أ قوة عظمى في العالم‪.‬‬ ‫إلى زعامتها للعالم الحر بين ‪ 1945‬و ‪ .1991‬وأخيرا‬

‫‪ :1918-1945 -1‬تردد الواليات م‪.‬أ بين اإلنعزال عن قضايا العالم والتدخل فيها‪:‬‬
‫تم يزت مواق ف و‪.‬م‪.‬أ بين ‪ 1918‬و ‪ 1945‬ب التردد بين اتخاذه ا لمواق ف انعزالية ‪Isolationnisme‬‬
‫وأخرى تدخلية ‪ Interventionnisme‬في قضايا العالم‪ .‬وأجبرت على ال دخول في ح‪.‬ع‪ I.‬لكنه ا س رعان م ا تخلت‬
‫عن اإلهتمام بقضايا أوربا إبان األزمة اإلقتصادية لسنة ‪ ، 1929‬لتعاود التدخل بعد قرار المشاركة في الحرب ع‪ II.‬عن د‬
‫تعرضها للهجمات اليابانية سنة ‪.1941‬‬
‫‪ )1-1‬رغبة و‪.‬م‪.‬أ في الحياد عن قضايا أوربا لكنها ستدخل في ح‪ .‬ع‪.I (1918-1920).‬‬
‫‪ -‬بع د اس تقاللها س نة ‪ 1776‬ق ررت و‪.‬م‪.‬أ البق اء بعي دا عن قض ايا أورب ا‪ .‬تجس د ذل ك في عقي دة م ونرو (‬
‫‪ )Doctrine Monroe‬سنة ‪ 1823‬والتي كان شعارها "أمريك ا لألمريك يين"أي ع دم الت دخل األم ريكي في ش ؤون‬
‫أوربا وعدم السماح لألوربيين بالتدخل في قضايا و‪.‬م‪.‬أ‪ .‬ومع اندالع ح ع‪ I.‬تكرس هذا الموقف األم ريكي المحاي د رغم‬
‫تعرض السفينة األمريكية ‪ Lusitania‬في ‪ 7‬ماي ‪ 1915‬للتدمير من طرف األلمان وغرق ‪ 200‬مواطن أمريكي‪.‬‬
‫غير أنه بحلول س نة ‪ 1917‬تغ ير الموق ف األم ريكي لص الح المش اركة في الح رب بع د اكتش اف المخ ابرات‬
‫األمريكية لمخطط ألماني يهدف إلى الهجوم على األراضي األمريكي ة بمش اركة مكس يكية‪ .‬فض ال عن الحص ار البح ري‬
‫الذي مارسته الغواصات األلمانية‪ .‬وقد أرسلت الواليات م‪.‬أ حوالي ‪ 2‬مليون من المواطنين للقتال إلى جانب دول الوف اق‪،‬‬
‫مما سيخولها دور كبير في المفاوضات التي أعقبت انتهاء الحرب ع‪ I.‬سنة ‪.1918‬‬
‫‪ -‬في ‪ 8‬ين اير ‪ 1918‬ق دم ال رئيس األم ريكي ويلس ون (‪ )Woodrow Wilson‬مش روع البن ود ‪( 14‬‬
‫‪ )Quatorze points‬أمام مجلس الشيوخ‪ .‬مشروع هدف إلى إقرار السلم العالمي من خالل مبادئ كحق الشعوب في‬
‫تقرير مصيرها‪ ،‬وحرية التجارة في البحار والمحيطات‪ ،‬وخلق عصبة األمم ‪ ... SDN‬وللتعريف بهذه المب ادئ وال دفاع‬
‫عنها سافر ويلسون إلى باريس وشارك في مؤتمر فرساي في ‪ 28‬يونيو ‪.1919‬‬
‫وخالل هذه الفترة كانت و‪.‬م‪.‬أ تتمتع باقتصاد قوي وس اكنة حيوي ة وأراض ي غني ة ب الموارد الطاقي ة والمعدني ة‬
‫والمواد األولية‪ ...‬إضافة إلى بحرية عسكرية وتجارية قوية مقارنة بمثيلتها البريطاني ة‪ .‬ك ل ه ذه المقوم ات ك انت تحق ق‬
‫للواليات م‪.‬أ زعامة عالمية‪ .‬ورغم ذلك قرر الرئيس األم ريكي الجدي د )‪ Harding (1921-1923‬الع ودة لإلنع زال‬
‫عن القضايا الدولية حيث رفع شعار أمريكا أوال (‪.)Amrica first‬‬
‫‪ )1-2‬لم تنعزل و‪.‬م‪.‬أ عن قضايا العالم بشكل كلي بين ‪ 1920‬و ‪:1941‬‬
‫لم تتخل الواليات‪.‬م‪.‬أ نهائيا عن قضايا العالم‪ .‬ألنها كانت منشغلة بالدفاع عن مصالحها اإلس تراتيجية‪ .‬لكنه ا في‬
‫المقاب ل امتنعت عن ك ل ت دخل عس كري‪ .‬ونظ را الس تحواذها على ‪ %45‬من مخ زون ال ذهب الع المي س نة ‪ 1919‬و‬
‫‪%16‬من التجارة العالمية و ‪ %33‬من االستثمارات في العالم‪ ...‬فإنها اضطرت للتدخل في القض ايا االقتص ادية الك برى‬
‫في إطار سياسة دبلوماسية الدوالر‪ La diplomatie de dollar.‬ولضمان تزوده ا بالطاق ة س يطرت و‪.‬م‪.‬أ على‬
‫الشركات البترولية العاملة في الشرق األوسط مباشرة بع د الح رب ع‪ ،I.‬ومارس ت ض غوطا على فرنس ا وابريطاني ا من‬
‫خالل مطالبتها بالقروض الممنوح ة له ا خالل الح رب ع‪ ، I.‬كم ا عملت على إع ادة بن اء اقتص اد ألماني ا‪ .‬وفي س نوات‬
‫‪ 1920‬ظهرت و‪.‬م‪.‬أ كبلد رائد في الحداثة والتقنيات والثقافة‪ .‬غير أن أزمة ‪ 1929‬ستدفعها لإلهتمام بالقضايا الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬استعاد األمريكيون رؤوس أموالهم من أوربا مما أدخل هذه األخيرة في أزمة اقتصادية خانق ة عج زت معه ا‬
‫على تسديد ديون الحرب‪ .‬وقد لطخت أزمة ‪ 1929‬صورة و‪.‬م‪.‬أ في العالم كقائدة للنظام الرأس مالي‪ .‬وفي س نة ‪ 1929‬تم‬
 ‫‪2‬‬

‫انتخاب روزفلت (‪ )Franklin Delano Roosevelt‬رئيسا للبالد والذي أعطى األولوي ة لح ل أزم ة اإلقتص ادية‬
‫من خالل الخطة الجديدة (‪ )New Deal‬ولعدم رغبة تدخل و‪.‬م‪.‬أ في سياسات العالم‪ ،‬س ن مجلس الش يوخ بين ‪1935‬‬
‫و ‪ 1937‬قوانين تمنع بيع األسلحة أو إعطاء القروض للبلدان الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬غير أن تزايد األنظم ة الش مولية (ألماني ا – إيطالي ا – إس بانيا – البرتغ ال ‪ -‬الياب ان‪ )...‬وتهدي دها لإلس تقرار‬
‫العالمي سيدفع روزفلت من جديد إلى وضع قوانين جديدة لبيع السالح‪ .‬مم ا سيس مح لبريطاني ا وفرنس ا بش رائه اس تعدادا‬
‫للحرب ضد ألمانيا‪ .‬وفي يونيو ‪ 1940‬تغير موق ف األمريك يين لص الح دول الحلف اء في الح رب ع‪ II.‬بع د احتالل هتل ر‬
‫لفرنسا‪ .‬وفي ‪ 1941‬وق ع روزفلت م ع ال وزير األول البريط اني تشرشل (‪ )Winston Churchill‬اتفاقي ة الحل ف‬
‫األطلنتي‪ .‬وستدخل و‪.‬م‪.‬أ الحرب مباشرة بعد هجوم اليابان على قاعدة بيرل هابر (‪ )Pearl Harbour‬في هاواي‪.‬‬
‫‪ )1-3‬تدخلت و‪.‬م‪.‬أ بشكل حاسم في ح‪.‬ع‪:II .‬‬
‫دخلت الواليات م‪.‬أ في حرب عالمية ش مولية‪ .‬أي أنه ا س خرت اقتص ادها للح رب (‪)Victory program‬‬
‫انطالقا من ‪( 1942‬صناعة األسلحة والسفن) (تسخير أكثر من ‪ 12‬ملي ون مقات ل في الجه ة األوربي ة واآلس يوية)‪ .‬وق د‬
‫كان لمشاركتها دور كبير في انتصار الحلفاء في ش مال إفريقي ا وغ رب أورب ا وك ذلك ض د الياب ان بع د اس تعمال القنبل ة‬
‫الذرية‪.‬‬
‫‪ -‬غداة الحرب أصبحت و‪.‬م‪.‬أ قوة بدون منافس‪ :‬قوة عسكرية (القنبل ة الذري ة)‪ ،‬ق وة مالي ة (‪ %65‬من مخ زون‬
‫الع الم من ال ذهب)‪ ،‬ق وة ص ناعية (‪ %50‬من اإلنت اج الص ناعي الع المي)‪ ،‬كم ا ح دت من ق وة الياب ان وأص بحت هي‬
‫المهيمنة على المحيط الهادي‪.‬‬

‫‪ -2‬القوة األمريكية خالل الحرب الباردة (‪:)1991-1945‬‬

‫أصبحت و‪.‬م‪.‬أ قائدة المعسكر الغربي في صراعه مع المعسكر الشرقي بزعامة اإلتحاد السوفياتي‪ ،‬غير أن ه في‬
‫سنوات ‪ 1960‬ستتراجع هذه الزعامة لتعاود الظهور خالل سنوات ‪.1980‬‬
‫‪ )2-1‬قادت و‪.‬م‪.‬أ العالم الحر بين ‪ 1945‬و ‪:1960‬‬
‫بمجرد انتهاء الحرب ع‪ II.‬قررت و‪.‬م‪ .‬أ الحضور على الساحة الدولية والتأثير فيها في جميع المج االت‪ .‬وذل ك‬
‫رغبة منها في تفادي تجربة الحروب العالمية بين ‪ 1917‬و ‪ .1945‬وكان أول ظهور لها هو مشاركتها الفاعلة في ميالد‬
‫منظمة األمم المتحدة (‪ )ONU‬بعد مؤتمر سان فرانسيسكو سنة ‪ 1947‬والتي سيكون مقرها بنيويورك‪ ،‬ثم زعامته ا‬
‫للمعسكر الغربي في الحرب الباردة ضد المعسكر الشرقي منذ ‪ 1947‬وذلك باسم الدفاع عن الحريات والديمقراطية ض د‬
‫الشيوعية‪ .‬كما نهجت و‪.‬م‪.‬أ سياسة إحاطة اإلتحاد السوفياتي من خالل الدخول في تحالفات مع البل دان المج اورة ل ه بغي ة‬
‫الح د من انتش ار المعس كر الش يوعي‪ .‬وأب رز مث ال على ذل ك حل ف الش مال األطلسي ‪ L’OTAN‬وتم وين ب رلين بع د‬
‫خضوعها للحصار السوفياتي سنة ‪ 1949-1948‬ثم الحرب الكورية بين ‪ 1950‬و ‪.1953‬‬
‫جاءت سياسة الواليات‪.‬م‪.‬أ في هذه الفترة لتجسد عقيدة ترومان ‪ Doctrine de Truman‬ال تي انطلقت م ع‬
‫مشروع مارشال سنة ‪ ،1947‬وال ذي ك ان يه دف إلى إيق اف الزح ف الش يوعي في الع الم و مس اعدة ال دول الرأس مالية‬
‫وتكبيلها في نفس الوقت بمساعدات وقروض مالية‪.‬‬
‫‪ -‬خالل هذه الفترة تميزت و‪.‬م‪.‬أ بكونها أول قوة اقتص ادية في الع الم (‪ %43‬من اإلنت اج الع المي للف والذ س نة‬
‫‪ 1943‬و ‪ %6‬إنت اج الس يارات)‪ ،‬ق وة تجاري ة باستيالئها على ثل ثي الس فن التجاري ة)‪ ،‬ق وة مالي ة لس يطرتها على‬
‫االستثمارات األجنبية في العالم بحوالي ‪ 6‬إلى ‪ 30‬مليار دوالر بين ‪ 46‬و ‪ .59‬إضافة إلى إتفاق ‪Bretton Woods‬‬
‫في يولي وز ‪ 1944‬وال تي جعلت من ال دوالر العمل ة المرجعي ة في للتب ادل ال دولي ‪ .‬واتفاق ات ‪ Gatt‬سنوات ‪-1947‬‬
‫‪ 1985‬والتي فتحت حدود العالم أمام السلع األمريكية‪.‬‬
‫‪ )2-2‬تزعزعت مكانة و‪.‬م‪.‬أ الريادية في العالم بين ‪ 1960‬و ‪.1980‬‬
‫‪ -‬عرفت ريادة الواليات م‪.‬أ للع الم بعض ال تراجع بفع ل المنافس ة الشرس ة ال تي أب ان عنه ا اإلتح اد الس وفياتي‬
‫خاصة بعد حصوله على القنبلة الذرية س نة ‪ 1949‬وتحقيق ه لت وازن ال رعب م ع و‪.‬م‪.‬أ‪ .‬وبع د نجاح ه في إرس ال بعث ات‬
‫علمية للفضاء منذ ‪ .1957‬إضافة إلى تراجع قدرة و‪.‬م‪.‬أ في العالم بعد حرب الفيتنام ‪ 1975-1955‬وعدم ق درة سياس ة‬
‫المعسكر الغربي على الحد من انتشار الشيوعية في جنوب شرق آسيا‪.‬‬
‫عانى المعسكر الغ ربي التم زق خالل س نوات ‪ 1960‬بع د رفض ش ارل ديك ول ‪Charles de Gaulle‬‬
‫‪ 1958-1970‬الهيمنة األمريكية على حلف الشمال األطلسي ‪ . L’OTAN‬فضال عن ذلك ب دأ الع الم يع رف منافس ين‬
‫جدد للواليات م‪.‬أ كاليابان والمجموعة اإلقتصادية األوربية (‪ )CEE‬ودول أمريكا الجنوبية التي بدأت ترفض الخض وع‬
‫للهيمنة األمريكية خاصة فيديل كاسترو ‪ Fidel Castro 1976-2008‬الذي حول كوبا إلى نظام اشتراكي‪ .‬أو في‬
 ‫‪3‬‬

‫الشيلي سنة ‪ 1973‬حيث مولت األحزاب المناهضة للمد اإلش تراكي‪ .‬وس تعرف ص ورة و‪.‬م‪.‬أ تراجع ا في الع الم خاص ة‬
‫بعد فضيحة )‪ Watergate (1972-1974‬واستقالة ال رئيس األم ريكي ريتش ارد نيكس ون‪ .‬بع د ه ذا األخ ير انتخب‬
‫الرئيس جيمي كارتر‪.Jimmy Carter 1977-1981‬‬
‫‪ )2-3‬خرجت و‪.‬م‪.‬أ منتصرة من الحرب الباردة (‪:)1991-1980‬‬
‫‪ -‬جعل الرئيس األمريكي جيمي كارتر من ولايتيه اإلنتخابيتين فترة رجوع و‪.‬م‪.‬أ إلى الساحة الدولية بقوة‪ ،‬وكان‬
‫الهدف ه و إخض اع اإلتح اد الس وفياتي ع بر منافس ته على األس لحة المتط ورة خاص ة وأن و‪.‬م‪.‬أ ك انت تعلم بع دم ق درة‬
‫منافسيها على اإلس تثمار في ه ذا المج ال‪ .‬وب ذلك أق رت مب ادرة ال دفاع اإلس تراتيجي (‪Initiative de Défense‬‬
‫‪ )stratégique‬وبعد وصول كورباتشيف ‪ Gorbatchev‬السلطة في اإلتحاد إ‪ .‬السوفياتي م ابين ‪1991-1988‬‬
‫أضطر للتفاوض مع و‪.‬م‪.‬أ حول الحد من السباق نحو التسلح (اتفاقات واشنطن حول الص واريخ األوربي ة س نة ‪1987‬‬
‫واتف اق ‪ Salt‬س نة ‪ .)1991‬وزاد من ق وة و‪.‬م‪.‬أ انهي ار األنظم ة الش يوعية في أورب ا الش رقية (‪-1989‬‬
‫‪ ،)1990‬وتوحيد ألمانيا (‪ )1990‬وانهيار االتحاد السوفياتي (‪ )1991‬فأص بحت و‪.‬م‪.‬أ ب دون من افس وأض حى فكره ا‬
‫هو السائدة في العالم ‪ :‬الفكر الرأسمالي الليبيرالي‪.‬‬

‫‪ -3‬الواليات‪.‬م‪.‬أ قوة عظمى عرفت فترات ضعف منذ ‪:1991‬‬

‫‪ )3-1‬عالم أحادي القطب (‪ )Monopolaire‬يدور في فلك و‪.‬م‪.‬أ‪:‬‬
‫بانتهاء الحرب الباردة سنة ‪ 1991‬أصبحت و‪.‬م‪.‬أ القوة الوحيدة في العالم‪ .‬وقد أكد ذل ك تح ول البل دان الش رقية‬
‫في أوربا إلى بلدان رأسمالية‪ ،‬ويصف هوب ير في درين ‪ Hubert Védrine‬وزي ر الخارجي ة الفرنس ي بين ‪ 1997‬و‬
‫‪ 2002‬و‪.‬م‪.‬أ بالقوة العظمى التي لم يبق لها أي منافس في كل المجاالت‪ ،‬خاص ة عس كريا بحيث تصل نفقاتها العس كرية‬
‫إلى ‪ %38,90‬من اإلنف اق العس كري الع المي‪ .‬وه و م ا يس مح له ا بض مان الس لم وحماي ة مص الحها ب القوة (‪Hard‬‬
‫‪ .)power‬وأيضا اقتصاديا حيث يمثل ناتجها الوطني الخام ‪ %20‬من الناتج اإلجمالي العالمي سنة ‪.1991‬‬
‫ورغم بروز منافسين جدد‪:‬اليابان واالتحاد األوربي‪ ،‬ف إن الوالي ات م‪.‬أ الزالت تحتف ظ بالري ادة العالمية‪ .‬فض ال‬
‫عن ذلك فهي تت وفر على زعام ة وت أثير ثق افي على الع الم من خالل الس ينما والقن وات التلفزي ة من جه ة وعلى زعام ة‬
‫إعالمية تواصلت من خالل السيطرة على مواقع األنترنيت‪.‬‬
‫‪ -‬تن اول الب احثون الزعام ة األمريكي ة بالدراس ة والتحلي ل وعلى رأس هم فرانس يس فوكوياما ‪Francis‬‬
‫‪ Fukuyama‬الذي اعتبر هذه الزعامة بمثاب ة "نهاي ة الت اريخ"‪ ،‬وق د تجس د ذل ك خالل حكم ال رئيس ج ورج ب وش‬
‫(األب) (‪ )1993-1989‬والذي فرض تدخل و‪.‬م‪.‬أ في القض ايا الدولي ة مس تعينا بق رارات مجلس األمن وبغي اب من افس‬
‫عسكري من حجم اإلتحاد السوفياتي‪ .‬وقد أص بحت الوالي ات م‪.‬أ دركي الع الم ‪ Gendarme du monde‬وم يزت‬
‫بين محور الخ ير ال ذي تتزعم ه ومحور الشر ‪L’axe du mal‬وال ذي جعلت من دول إي ران وكوري ا الش مالية‬
‫والعراق‪ ...‬أعضاء فيه‪.‬‬
‫وقد تأكدت هذه السياس ة خالل عه د )‪ Bill Clinton (1993-2001‬ال ذي مه د لل دفاع عن مص الح و‪.‬م‪.‬أ‬
‫بشتى الوسائل‪ .‬ويحسب له إقناع الصين في الدخول إلى منظمة التجارة العالمية ‪ .OMC‬وإنهاء ح رب يوغوس الفيا‪ .‬ثم‬
‫اإلشراف على مباحثات السالم بين فلسطين وإسرائيل سنة ‪.1993‬‬
‫‪ )2-3‬انتهت و‪.‬م‪.‬أ سياسة أحادية الجانب بعد صدمة ‪ 11‬شتنبر‪:‬‬
‫ضربت و‪.‬م‪.‬أ في قلب قوتها االقتصادية والمالية والمعنوية مما وضح أنه ا ليس ت ب القوة‬
‫في ‪ 11‬شتنبر ‪ُ 2001‬‬
‫العظمى في الع الم‪ .‬خاص ة وأن الع دو من ن وع جدي د (اإلره اب) وق د س ارعت و‪.‬م‪.‬أ بزعام ة ج ورج ب وش (اإلبن)‬
‫‪ George Bosch 2001-2009‬إلى إعالن الحرب على اإلرهاب خاصة في أفغانس تان‪ ،‬غير أن خض وع ه ذا‬
‫الرئيس لتأثير المحافظين الجدد دفعه إلى الإعالن على أن أمن و‪.‬م‪.‬أ مرتبط بالأمن الع المي‪ .‬ف أعلن الح رب على الع راق‬
‫وأعاد مواجهة مفهوم دول محور الشر‪.‬‬
‫وقد تدخلت و‪.‬م‪.‬أ في العراق ضد رغبة دول العالم خاصة روس يا والص ين وفرنسا وألماني ا وكن دا‪ ...‬ولم تح ظ‬
‫سوى بدعم سوى دول قليلة ‪ :‬كإنجلترا وإيطالي ا والياب ان‪ ،‬وبع د إس قاط نظ ام ص دام حس ين س نة ‪ 2003‬وإعدام ه س نة‬
‫‪ 2006‬دخلت المنطقة في دوامة عنف وعدم استقرار غير مسبوقة ومستمرة إلى حد الساعة‪.‬‬
‫‪ )3-3‬أضحت القوة األمريكية موضع شك وتساؤل‪:‬‬
‫اعت بر ال رأي الع ام ال دولي أن ت دخل و‪.‬م‪.‬أ في الع راق غ ير م برر‪ .‬وزاد من ذل ك فض يحة اعت داء الجن ود‬
‫األمريكيين على السجناء العراقيين في سجن "أبو غريب" وعدم قدرتهم على إعادة االستقرار للع راق وتزاي د ع دد القتلى‬
‫من الجنود األمريكيين‪ ،‬إلى جانب ذلك لم تستطع و‪.‬م‪.‬أ فرض األمن في منطقة الشرق األوسط‪ .‬وبحلول سنة ‪ 2008‬أق ر‬
 ‫‪4‬‬

‫الرئيس أوباما سياسة جديدة تمثلت في إخراج الجن ود األمريك يين من الع راق‪ ،‬لتواص ل م ع المنظم ات الدولي ة (‪G20,‬‬
‫‪ )ONU‬اإلهتمام بالحكامة والتنمية المستدامة في العالم مع الحفاظ على مصالحها اإلستراتيجية‪ ،‬وت رك فرنس ا للت دخل‬
‫لوحدها في مالي وليبيا‪...‬‬
‫وقد أدى ذلك إلى إعادة تلميع ص ورة و‪.‬م‪.‬أ خاص ة وأن ال رئيس المنتخب من األفارق ة األمريك يين‪ .‬م ع ت ذكير‬
‫العالم بأنها قادرة على الزعامة وأنه ا على اس تعداد للتح رك بمفرده ا لحماي ة مص الحها كم ا ح دث خالل عملي ة اغتي ال‬
‫أسامة بن لادن في باكستان سنة ‪.2011‬‬

‫خاتمــــة‪:‬‬
‫خالصة ما سبق أن الواليات م‪.‬أ ح اولت بين ‪ 1918‬و ‪ 1945‬تط وير قوته ا وتأثيره ا االقتص ادي في الع الم‪.‬‬
‫غير أنه بعد ‪ 1945‬تزعمت المعسكر الغربي ضد المعسكر الشرقي وجعلت القض اء على ه ذا األخ ير مس ألة مص يرية‪.‬‬
‫وبعد ‪ 1991‬ظهرت و‪.‬م‪.‬أ كقوة عظمى حاولت إعادة تنظيم العالم حسب تصورها ‪ .‬غير أن أحداث ‪ 11‬شتنبر دفعتها إلى‬
‫نهج سياسة أحادية الجانب أدت إلى المزيد من‪ .‬التوتر في العديد من مناطق العالم‪ .‬وقد اعتمدت و‪.‬م‪.‬أ في ذلك على قوته ا‬
‫االقتصادية والعسكرية‪ .‬فهل ستتبع الصين‪ ،‬القوة االقتصادية الثانية في العالم اآلن نفس نهج و‪.‬م‪.‬أ ؟‬

‫المعجم‬
‫القوة العظمى ‪ Hyperpuissance :‬ص ‪212‬‬
‫اإلنعزالية ‪ Isolationnisme :‬ص ‪190‬‬
‫الماسونية ‪ Messianisme :‬عقيدة تؤمن بعودة الرسل المنقذين للعالم‪ .‬مثل المبعوث ‪ Messie‬عند اليهود‬
‫وعيسى عند المسيحيين والمهدي عند المسلمين‪ .‬وتستعمل الماسونية في و‪.‬م‪.‬أ لتؤكد للعالم بأنها هي منقذة‬
‫العالم من عدة أزمات‪.‬‬
‫القوة الناعمة ‪ Soft power :‬ص ‪209 – 208 – 190‬‬
‫مركز المخابرات األمريكية ‪ CIA :‬ص ‪210 – 192‬‬
‫فرانكلين روزفلت ‪ Franklin D. Roosevelt :‬ص ‪191‬‬
‫هنري ترومان ‪ Henrry Truman :‬ص ‪192‬‬
‫باراك أوباما ‪ Barack Obama :‬ص ‪192‬‬
‫البنود ‪ 14‬لويلسون‪ Les 14 points de Wilson :‬ص ‪194‬‬
‫مشروع مارشال‪ Plan Marshal :‬ص ‪198‬‬
‫الماكارتية‪ Maccarthysme :‬ص ‪200‬‬
‫‪ ALENA ou TLCAN‬ص ‪207‬‬
‫‪ MERCOSUR‬ص ‪207‬‬
‫حرب النجوم ‪ Guerre des étoiles :‬ص ‪201‬‬
‫اتفاقية سالت ‪ SALT :‬ص ‪210‬‬
‫فضيحة واتركيت ‪ Watergate‬ص ‪210‬‬
‫نهاية التاريخ ‪ :‬ص ‪212‬‬
‫منظمة التعاون والتنمية اإلقتصادية ‪ OCDE‬ص ‪212‬‬
‫قانون الحيادية ‪ Lois de neutralité :‬ص ‪196‬‬
‫السياسة الواقعية ‪ Real politik :‬ص ‪210‬‬
‫اتفاقية الكات ‪ GATT‬ص ‪375‬‬
‫)‪ Prêt- bail : (1941 – 1945‬قانون سمح للرئيس ببيع األسلحة لكل الدول التي لها عالقة بالواليات‪.‬م‪.‬أ‬
‫‪La politique de l’enlargement de B.Clinton‬‬
‫‪Containement‬‬
 5

Th 3. Puissances et tensions dans le monde depuis la

fin de la première guerre mondiale à nos jours.

BO et Eduscol :
EUA et Chine, 2 Etat très différents mais qui sont aujourd’hui les 2 pôles du système du monde.
. S’interroger Origines, évolution, étapes et manifestations de la puissance de ces 2 pays permettant ainsi
une réflexion sur la notion de puissance au début du 21ième s.
. Montrer les points communs et les différences dans le rythme, la forme, la nature de ces puissances
. Montrer le bouleversement que représente l’émergence de la Chine et le relatif déclin des EUA.
1. Les chemins de la puissance, les EUA et le monde depuis les 14 points de Wilson en janv 1918. 4h
Les EUA puissance « globale » née de l’économie .
=> Pbq : Comment la notion de puissance est-elle modelée et transformée au XXe siècle par les EUA
- Les permanences de la puissance :
. Primauté économique
. Confiance dans la supériorité de leur modèle éco. Poli qui doit être diffusé : « manifest destiny »
. Attractivité de ce modèle, « American way of life »
. Action diplomatique subordonnée aux intérêts économiques et commerciaux.
. Refus de toute limite à leur souveraineté.
- temporalité : rôle des 2 guerres mondiales (user de leur puissance pour réorganiser les relations
internationales) et de la guerre froide / déclin relatif actuel de cette puissance => l’influence sur le monde
contemporain. Rôle des césures : 18-19 / 45-47 / 89-91 /2000 : moment clé dans l’évolution de la notion de
puissance.
. 1918 à fin 1941 : tentation de l a puissance sans les engagements : rôle pendant la 1GM + poids
économique-financier donne à Wilson la possibilité de tenter d’imposer ses idées lors du règlement du
conflit : nouvelle diplomatie fondée sur les principes de la démocratie libérale. Mais rejet par le Sénat en
1920 (adhésion SDN refusée) qui remet les EUA dans un isolationnisme proclamé. Refus de jouer un rôle
proportionnel à leur puissance économique même s’il préserve leur position d’expansion économique puis
de régler la crise des années 30 par une présence minimale sur la scène internationale.
Intervention dans 2GM car ses ressources st déterminante à victoire.
. Après 1945 : le statut de puissance globale assumée : engagement dans un monde en temps de paix au
service de leur intérêt éco. et poli. Dominant, auréolés de l’image de défenseurs de la liberté, certains que
leur modèle éco-social est le meilleur, ils impulsent un système monde fondé sur arbitrage des Etat (ONU).
La guerre froide :
. Résignation à une intervention directement pour « l’endiguement » contre l’anti-modèle, l’URSS.
. Force économique base de développement d’une puissance sans précédent (militaire, technologie,
financier, soft power culturel) qui nourrit la croissance.
Fin de bloc de l’est et de URSS, malgré déjà quelques signes d’érosion de leur puissance (hégémonie fin
perdue; critiques contre leur modèle et leur domination) apparaissent comme l’unique superpuissance.
. Depuis les années 90 : l’apogée de la puissance et ces failles : tentent imposer une « nouvel ordre
mondial » post guerre froide : coopération, acceptation par tous les pays de règles communes dont le garant
est l’ONU avec le soutien de l’hyperpuissance : « gendarme du monde ».
. L’économie, leur modèle triomphe, leur conception de la démocratie et des relations internationales est de
plus en plus critiquée à l’aube 21ième s dans un contexte de mondialisation et d’émergence de nouvelles
puissances.
11/09/01 : rupture majeure : s’estiment en guerre et donc affirme le droit de défendre unilatéralement leurs
intérêt, contre la communauté internationale et revendiquent le droit de frapper leurs ennemis, même
préventivement et de diffuser leur modèle par le force. Une réaction brutale au moment ou leur puissance est
remise en cause, ne leur permettant plus de jouer le rôle qui était jusque-là le leur.
2. Les chemins de la puissance, la Chine et le monde depuis 1949. ( 2ème Chapitre) 5h
 6

Ch 1. Les chemins de la puissance, les EUA et

le monde depuis les « 14 points de Wilson » en janvier 1918.

Intro : Chrono p 189 et 1 p 190

Le 20ième siècle est souvent appelé le siècle des EUA. Ils sont effectivement la grande
puissance, voir même l’hyperpuissance de ce siècle et du début du 21 ième s. Pourtant au début
du 20ième siècle, ils sont une nation jeune (18 ième s) dont la conquête du territoire est tout juste
achevé (fin 19ième). Mais une nation dotée selon eux d’une « manifest destiny » celle d’être 1
modèle de démocratie libérale pour le monde et donc à diffuser. Ils sont aussi devenus le
pays à l’aune duquel on juge la puissance des autres nations : sorte d’incarnation de la notion
de puissance définie par Raymond Aron  comme la capacité de faire (= le pouvoir) ; de ne
pas faire (= indépendance, échapper à la volonté d’autrui) ; et de faire faire (= l’influence sur
une sphère +/- vaste).
Comment cette notion de puissance a – t – elle été modelée et transformée par les EUA
au 20ième s ? Et que faire de cette puissance ?
Pour cela : . 1918 – 1941 : le temps des doutes malgré la puissance.
. 1941 – 1991 : le temps de la puissance assumée.
. Depuis 1991 : le temps de l’hyperpuissance et de ses fragilités récentes.

1) 1918 – 1941 : les hésitations d’une grande puissance.

1-1) Les EUA en 1918, déjà une grande puissance économique.

- Les EUA appartiennent dès 1900 au club très fermé des grandes puissances :
. Fin de la conquête du territoire (contre les anglais, les français, les espagnols et les
indiens) et leurs frontières actuelles datent de 1890 : mythe de la conquête de l’ouest et de la
« frontière » (limite entre civilisation et inconnu).
=>Territoire compact entre l’Atlantique et le Pacifique (+ îles et Alaska).
. Atout principal : leur capacité de production : ils sont en 1900 la première
puissance industrielle mondiale devant l’Allemagne.
Cette puissance industrielle est fondée sur un territoire exceptionnellement riche (charbon,
fer, or, …) et ouvert sur l’extérieur par les interfaces maritimes (l’atlantique, le golfe du
Mexique, et le Pacifique) et maîtrisé par les moyens de communication : chemins de fer
transcontinentaux. De plus l’immigration fournis une main d’œuvre nombreuse.
L’immigration illustre aussi l’attractivité des EUA (qui perdure : « american way of life »)
. Cependant ils leurs manquent une armée et une marine à la hauteur de la puissance
économique qu’ils sont déjà.

- Les EUA et les répercussions de la 1GM sur leur statut international :

. Entrée en guerre le 6/04/17 (cf guerre sous-marine engagée par l’Allemagne dans
l’Atlantique pour asphyxier le Royaume unis et donc couler des navires américains ; cf prêts
des banquiers américains à l’Entente), ils en sortent vainqueur et avec le statut de sauveur :
en effet leur entrée a été le basculement de la guerre militairement et leur implication
économique a largement jouer en faveur de l’Entente.
 7

. Sortent enrichies de la guerre : environ 45 % de l’or mondial dans leur caisse ; les
nations européennes ruinées et en ruine sont ses débitrices (dettes). Leur territoire loin des
conflits n’est pas touché et son appareil productif même modernisé.
=> Une puissance économique, la première et en plus un rôle déterminant dans la guerre
qui lui donne une position de force pour le règlement du conflit.

1-2) L’idéal Wilsonien et son échec. (doc 1 p 194)‫المثالية الويلسونية‬

- Le Wilsonisme : les « 14 points » du président Wilson le 8/01/18. (cf manifest destiny)
. Contexte : janvier 1918, les EUA sont entrée en guerre depuis moins d’un an mais le
camp de l’Entente a désormais une nette supériorité (militaire, économique, matériel
notamment) dans cette guerre mondiale et totale grâce à l’intervention américaine.
=> Wilson prépare donc déjà le règlement du conflit : « les 14 points » donnent les principes
sur lesquels le président américain souhaite voir le monde se reconstruire après la guerre. Cf
« c’est donc le programme de la paix dans le monde qui constitue notre programme »
=>Volonté de jouer un rôle dans les traités c.à.d. de jouer un rôle politique international.
. Principes : fin de la diplomatie secrète (art.1) ; liberté de commerce et libéralisme
(art 2 et 3) ; respect du principe des nationalités et droit des peuples à disposer d’eux
même, y compris pour les peuples des colonies (art 5 à 13) : une nationalité = un Etat. C’est
une des idées principales de Wilson  (cf. 9 articles sur 14 y sont consacrés) : il espère ainsi
régler la question des nationalités en Europe et donc les conflits nationalistes qui peuvent
éclater comme lors du déclanchement de 1GM. Egalité des nations (« garanties mutuelles…
aux petits comme aux grands Etats » art 14) ; Liberté ; sécurité grâce au désarment (art. 4)
et à la SDN organisation garantissant la paix (art. 14)
=>Idéalisme Wilsonien : Fonder un nouveau monde pacifique grâce à la SDN(‫) عصبة األمم‬
qui doit faire respecter la sécurité collective et le droit des peuples à disposer d’eux mêmes.
- Cependant cet idéalisme wilsonien va affronter différentes résistances : cf doc 2 p 194 et 3 p 197
. Le principe des nationalités difficilement appliqué dans les traités (Wilson avait
une idée simpliste de la mosaïque ethnique qu’est l’Europe centrale et de l’Est ; de plus les
intérêts des vainqueurs, notamment français, vont prévaloir sur les principes) créant ainsi des
traités perçus comme très injustes par certaines nations vaincue (Allemagne le « diktat »(
‫ )اإلمالءات‬ou vainqueur (Italie, la « victoire mutilée »).
. Le cœur du projet de Wilson était la SDN. Elle est créée en 1920 (pacte de la SDN =
1 partie du traité de Versailles). Cependant le Congrès ne ratifie pas le traité de Versailles
ière

et donc l’entrée des EUA dans la SDN.

=> Les EUA ne participent donc pas au système international fondé sur la SDN dont,
Wilson (non réélu) était l’artisan. En effet, le Congrès choisi la voie de l’isolationnisme (
‫ )اإلنعزالية‬: refus de trop s’impliquer dans des affaires européennes ; inquiétude d’une
éventuelle ingérence de la SDN dans les affaires étasuniennes (préserver la souveraineté)
=>Isolationnisme dominant dans la société américaine fait donc échoue le projet de
Wilson de la SDN mais aussi de faire des EUA une nation avec un rôle politique majeur
dans le monde.
 8

1-3) Entre interventionnisme et isolationnisme : les années 20 et 30

- Années 20 : EUA sont la première puissance économique mondiale, une grande puissance
financière ($ solide ; dettes de guerre ; 45 % or) et même militaire grâce à la guerre. Il
concurrence donc le royaume unis pour la place de première puissance mondiale.
. Sur le plan de l’implication internationale, l’isolationnisme est à nuancé. Certes ils
n’intègrent pas la SDN mais cela ne veut pas dire isolement total : le Secrétaire d’Etat
C.E.Hughes définie en 1921 la politique internationale des EUA ainsi «  Indépendance ce
qui ne veut pas dire isolement ; coopération, ce qui ne veut pas dire alliance ou engagement
politique. ». Les EUA mènent une « diplomatie du dollars » ( j‫)ديبلوماسية الدوالر‬dont le but est
de développer leur puissance économique. Cela les amène à s’impliquer au niveau mondial
en fonction de leurs intérêts.
Ainsi : élargir leur influence en Asie Pacifique mais surtout en Amérique latine (reprise de
la doctrine Monroe du 19ième siècle)
. Intervention dans les affaires européennes sur la question des réparations entre
l’Allemagne et la France : plan Dawes puis accords de Locarno ce qui apaisent les tensions
entre les 2 pays.
=> 1 politique économique et financière (doc 5 p 195) mais qui développe son influence
politique internationale.
- Années 30 la situation change : doc 1 p 188
. Les effets de la crise ainsi que le redéveloppement des tensions en Europe avec la
montée des totalitarismes et leurs conquêtes dès 1936 mènent les EUA sur la voie d’un
isolationnisme plus strict notamment des affaires européennes. En effet la société
américaine et ses dirigeants ont peur que cette implication les mène au conflit :
l’isolationnisme et le pacifisme dominent. Les américains se « replient » sur les problèmes
étasuniens : le règlement de la crise (« New deal » de Roosevelt) et sur le continent
américain.
Ex. Loi de neutralité ; ex. commission qui stigmatisent les banquiers et les grands industriels
« marchands de mort » pour leur rôle dans l’entrée en guerre des EUA en 1917.
=> 1938 : 95 % américains sont opposés à l’entrée des EUA dans un conflit européen
. Cependant à la fin des années 30 les agressions nazies (1938-1939) ; la chute rapide
de la France change la donne. Roosevelt parvient à convaincre les américains de la nécessité
d’intervenir et notamment d’aider le royaume unis : c’est une implication économique et
financière (loi prêt – bail mars 1941; matériel) et idéologique : Charte de l’Atlantique en
août 41 : lutter pour la paix et la liberté.
. Attaque de Pearl Harbour en décembre 1941 retourne enfin l’opinion encore
pacifiste : les EUA rentrent en guerre le 7 décembre 1941.

Trans : Cette guerre, comme la première, change à nouveau leur position et leur statut
international les menant sur la voie de la « superpuissance ».
 9

2) 1941 – 1991 : le statut de superpuissance assumée.

2-1) Gagner la guerre et fonder un « nouveau monde ». Doc 1 et 3 p 200 - 201

- Les EUA ont dans la 2ième guerre mondiale plus ou moins le même rôle que dans la
première : entrée qui marque +/- un tournant ; puissance économique soutenant l’effort de
guerre des Alliés ; arsenal des démocraties ; …
De plus, dès la Charte de l’Atlantique ‫(الميثاق األطلنتي‬aout 1941) les motivations à long terme
des EUA se voient : ils veulent aussi gagner la guerre pour refonder un monde selon leurs
principes de paix, de liberté et de droits des peuples. On retrouve ici de nouveau leur
certitude du modèle qu’ils représentent et qui doit se diffuser : la « manifest destiny » de la
démocratie libérale américaine (voir doc 1 p 200)
=>Suprématie sans partage des EUA (face à une Europe en ruine, doc 3 p 201) dans les
domaines économiques (modernisation industrielle et technologique) et monétaires (env les
2/3 or mondial) ; vainqueur et sauveur (statut partagé là avec l’URSS) de l’Europe et du
monde (cf zone d’occupation en Allemagne et en Autriche, totalité du Japon, impulse les
procès de Nuremberg et de Tokyo contre les criminels de guerre) ; puissance militaire sans
rivale, surtout avec l’arme nucléaire.

- Ainsi la position de force et de première puissance mondiale fonde la légitimité pour les
EUA de façonner le monde à leur image :
. Domaine économique : juillet 44 accords de Bretton Woods :SMI (système
monétaire international) fondé sur le $ comme seule monnaie convertible à taux fixe en or ;
le FMI, BIRD, les accords du GATT en 1947 (1995 OMC) imposent le libéralisme et le
libre-échange à l’occident.
. Domaine diplomatique : Architecte de l’ONU ‫(مهندس هيئة األمم المتحدة‬référence dès la
Charte de l’Atlantique « en attendant la mise en place d’un système permanent et plus large
de sécurité globale »). Créée par la conférence de San Francisco le 26 juin 1945 le choix de
son siège : NEW YORK illustre la perte de poids de l’Europe au dépend des EUA.
L’organisation reprend les principes de la Charte de l’Atlantique (libéralisme ; droit des
peuples ; paix ; désarmement). Elle doit aussi respecté l’égalité des nations mais en offrant
le droit de veto ‫حق الفيتو‬aux 5 membres permanents du conseil de sécurité (dont les EUA)
elle donne une place prépondérante à certains états, les vainqueurs, dont les EUA sur les
résolutions de l’ONU

2-2) 47 – milieu des années 60 : le leader du monde libre dans la Guerre
Froide Dossier p 198 – 199 ; 2 et 4 p 201

Après 2GM, la rupture de la Grande Alliance et l’opposition avec l’URSS amènent les
EUA à s’imposer comme le leader du monde libre et un modèle pendant la guerre froide
(malgré des évolutions suivant les périodes).
Cette position prend appui sur plusieurs éléments :
. Sur le plan décisionnel : création en 47 aussi du NSC (conseil national de sécurité)
afin de coordonner sécurité nationale et questions stratégiques ; création aussi de la CIA.
Ces 2 institutions ont pendant toute la GF une influence importante sur la politique nationale
et internationale américaine.
 10

. Sur le plan idéologique : la doctrine Truman du Containment en Mars 47 : l’ennemi

identifié est le communisme dont il faut éviter la propagation et donc l’endiguer.
. Sur le plan militaire : au-delà de l’arme nucléaire qui leur donne une avance
considérable sur l’URSS (jusqu’en 49 en tout cas) les EUA se dotent de bases militaires
terrestres, aériennes et navales dans le monde entier (cf. lien avec l’endiguement) et
développent un réseau d’alliés par de multiples traités : OTAN, OTASE, pacte de Bagdad…
(la « pactomanie ») ‫سياسة األحالف‬

. Sur le plan économique : le plan Marshall ‫مشروع مارشال‬en octobre 1947 ou ses
équivalents permettent non seulement de relever ses partenaires économiques (Europe dont il
favorise l’unification et l’organisation, Japon) mais aussi de diffuser encore le libéralisme
. Soutenue sur le plan politique économique et culturel par un le « soft power » du
modèle politique et culturel américain de la démocratie libérale, du libéralisme et de
« l’American way of life » qui font des EUA un pays toujours très attractif (migration
latino et de +/+ mondialisée) et un modèle largement diffusé ( rôle média, musique, cinéma,
art…)
=>EUA fondement du modèle occidental
=> Mise en place à partir de 47 du bloc de l’Ouest
=> D’où l’idée de « République impériale » (Raymond Aron) pour définir la place des
EUA dans le monde pendant la guerre froide.

- Les EUA ainsi assument pleinement leur position de superpuissance. Cela se voit aussi
dans leur implication dans les crises de cette période illustrant l’affrontement entre les 2
Grands : crise de Berlin blocus de 1948 – 1949 (pont aérien de ravitaillement de Berlin ouest
encerclé par l’URSS) et en 1961 le mur (critique du mur au nom de la liberté) ; guerre de
Corée ou les EUA prennent la tête de l’armée envoyé par l’ONU ; crise de Cuba en 1962.

2-3) Du milieu des années 60 à la fin de la GF : entre retrait et affirmation au

niveau mondial Doc 3 et 4 p 203 ; 2 à 4 p 211.

- Entre le milieu des années 60 à la fin des années 70 : le temps des incertitudes
. Montée en puissance de l’URSS (armement nucléaire, technologie spatiale) dont le
modèle se répand.
. Critiques dans le bloc de l’Ouest, notamment de la France de De Gaulle qui remet en
cause la domination absolue des EUA sur le bloc de l’Ouest
. Guerre du Vietnam sur laquelle les EUA sont de +/+ critiqués par la communauté
internationale et par les américains eux-mêmes qui ne comprennent pas bien l’utilité de
l’engagement des EUA dans ce pays d’Asie ou les intérêts américains sont inexistants. La
légitimité du containment justifié par la défense des droits et de la liberté s’effondre face
aux révélations des méthodes utilisées. Doc 3 et 4 p 203
=>Fin des années 70, Carter tente une politique internationale plus morale et fondée sur
les droits de l’homme :prise de distance v.à.v aux dictatures notamment d’Amérique de sud.
- Année 80 : prise d’otage à l’ambassade américaine à Téhéran (après la chute du régime du
Shah  ‫اه‬jj‫ ;الش‬Doc 3 p 211) entraîne un retour sur la scène internationale des EUA avec
Reagan : « Américain back »
 11

. Discours idéologique de l’opposition à « l’empire du mal »  ‫ة الشر‬jjj‫إمبراطوري‬:

le communisme athée.
. Réarmement en Europe (Euromissiles) et projet de l’IDS
. Soutien aux guérillas anticommuniste en Afghanistan notamment.
=>Interventionnisme étasunien pour réaffirmer leur puissance et contre le communisme
qui lui s’affaiblie et chute en 1989 (Europe de l’Est) et 1991 (URSS)

Transition : ainsi après l’effondrement du bloc de l’E et de l’URSS, les EUA se retrouvent
seule super puissance issue de la GF. Mais que faire de cette hyperpuissance ?

3) Depuis 1991 : l’hyperpuissance… fragilisée. Doc 1 p 199 ; 4 p 207 ; Dossier p 208 – 209 ; 2 et 4 p 213

3-1) Un « nouvel ordre mondial » ‫النظام العالمي الجديد‬dominé par les EUA

De nouveau la rupture qu’est la fin du monde bipolaire ‫القطبية الثنائية‬va amener les EUA à
tenter la construction d’un « nouvel ordre mondial » que toute la communauté
internationale espère enfin pacifié.

- Chute de l’URSS qui explique la conviction américaine qu’ils sont vainqueurs de la GF, et
de l’universalité de leur modèle : idée de « fin de l’histoire » ‫نهاية التاريخ‬de F. Fukuyama en
1992 : la démocratie de marché triomphe et s’impose au monde entier sans contre modèle.
=> EUA seule hyperpuissance.

- En ce début des années 90 les EUA sont favorables à ordre mondial ou l’ONU rejouerait
son rôle (elle l’avait plus ou moins perdu pendant la GF étant donné de droit de veto des 2
grands qui bloquait largement son fonctionnement) de garant de la paix secondé de la
communauté internationale et des EUA eux – mêmes, seul pays capable d’assumer le rôle de
« gendarme du monde » (cf leur puissance militaire et géostratégique).
Cf : 1ière guerre du Golfe : 1990 invasion
Koweït par Irak de Sadam Hussein : les EUA prennent la tête d’une coalition de 29 pays
(dont de nombreux pays arabes) pour une intervention militaire votée par l’ONU : opération
« tempête du désert » en janvier 1991. Une réussite
=>significatif de l’ordre mondial désiré par les EUA et monde à ce moment : action
condamnée par ONU et sanctionnée par une coalition mandatée par ONU = règlement
des conflits en vue de la sécurité générale sous l’égide de l’ONU.

- De plus les EUA vont tenter de promouvoir le libéralisme, la démocratie et les droits de
l’homme au niveau mondial : politique de « l’enlargement » de Clinton (92 – 2000).
. Plan économique : APEC (conf éco de l’Asie Pacifique) en 1993 ; ALENA en 1994
(mais échec de la ZLEA avec la résistance de pays latino-américains comme le Brésil ou le
Venezuela) : développement de la domination économique des EUA qui sert sa croissance
(tout comme le refus de ratifier le protocole de Kyoto en 1997)
.Début des années 90 : démarches américaines pour le règlement du conflit Israélo
palestinien aboutissant aux accords de 1993 qui, s’ils sont avec le recul un échec, n’en sont
 12

pas moins perçus à l’époque comme une avancée dans le conflit. Mais en 1995 les tensions
reprennent.
. L’intervention dans le conflit de l’ex-Yougoslavie avec les accords de Dayton en
1995 mettant fin à la guerre. Mais l’intervention de l’OTAN au Kosovo en 1999 est plus
ambigüe : en effet elle est faite hors mandat de l’ONU et est vue par certain comme une
intervention en vue d’imposer les transformations souhaitées ici pacification et
démocratisation de la zone.
=> Combinaison du hard power ‫(القوة العسكرية‬militaire) et soft power ‫(القوة الناعمة‬modèle,
libéralisme) pour accroitre l’influence des EUA et préserver ses intérêts économiques
(apparition de la critique de l’intervention sélective en fonction de ses intérêts économiques :
moyen orient pétrolier / Europe principale partenaire économique).

3-2) Depuis le 11 septembre : l’hyperpuissance entre crise et concurrence.

Les années 2000 sont celles de la remise en cause de la suprématie des EUA, même si celle –
ci reste très importante :
- La crise économique ralentie la croissance économique américaine (dette, dépendance vis-
à-vis des capitaux étrangers). De plus ces derniers ont affaire à des plus en plus de
concurrents : l’UE encore mais de plus en plus des pays émergeants comme le Brésil, l’Inde,
et bien sûr la Chine 2ième pôle économique mondial.
=> Une puissance économique toujours dominante mais une économie monde plus
multipolaire.
- Et bien sûr les attentats du 11/09/2001 :
. Sont vécus par les américains comme un traumatisme (1ière attaque sur leur territoire
depuis 1941 ; bilan conséquent : + 2000 morts) et comme une déclaration de guerre du
réseau terroriste Al-Quaïda.
. Perçus comme une remise en cause violente de l’hégémonie américaine (cf. les lieux
frappés qui sont les symboles de la puissance des EUA dans le monde).
. Sont à l’origine de la vision manichéenne du monde de G.W. Bush (et des
néoconservateurs) ‫المحافظين الجدد‬: les EUA partent en « croisade » contre « l’Axe du mal »
(terroristes ; « Etat voyous ») qui menace le monde. Un lien simpliste est fait entre ce péril
et celui de la prolifération des armes de destruction massives (cf. justification de
l’intervention en Irak en 2003)
. Expliquent aussi la politique sécuritaire des EUA au niveau national comme le
« patriotact » et internationale avec le concept de « guerre préventive » ‫رب‬jjj‫الح‬
‫اإلستباقية‬comme celle d’Irak en 2003 ou les EUA interviennent de façon unilatérale pour
renverser le régime de S. Hussein afin d’imposer la démocratie dans la région dans une
zone aux enjeux pétroliers décisifs.
Attention la guerre en Afghanistan de 2001 pas tout à fait du même type car elle est menée
par une coalition internationale sous commandement des EUA mais mandatée par l’ONU,
même si bien sûr les interventions américaines à ONU en vue de cette intervention sont très
virulentes et nombreuses.
=>2 guerres dans lesquelles les EUA et la coalition (guerre d’Afghanistan) et les EUA et
leurs alliés (celle d’Irak) vont avoir au départ des succès avant de « s’embourber »
=>Politique unilatéraliste que les EUA justifiée par la lutte contre le terrorisme mais qui est
aussi largement liée à la sécurité des EUA et leurs propres intérêts économiques.
 13

=> Des années 2000 qui révèlent « l’impuissance de la puissance » ‫تراجع القوة‬et la montée
de l’antiaméricanisme ‫أ‬.‫م‬.‫(معاداة الواليات‬et pas que dans le monde musulman) et des critiques
contre les EUA et ce qu’ils font de leur puissance.

- Au moment de l’élection du démocrate B. Obama en 2008, les EUA restent une

hyperpuissance mais dont la hégémonie économique est fragilisée et la politique extérieure
est très critiquée ce qui décide Obama au retrait des troupes d’Irak (fin 2011) et à un retour
au multilatéralisme.

Conclusion : Ainsi les EUA, à la faveur des 2 guerres mondiales et de la fin de la guerre
froide se sont peu à peu imposer comme une grande puissance économique puis géopolitique
à partir de 1945 ce qui leur vaut le titre de superpuissance. En effet celle – ci à la différence
des autres puissances (même dans le passé) s’exerce dans tous les domaines (politique,
idéologique économique, militaire, culturelle) et sur une sphère d’influence de plus en plus
large au cours du siècle pour devenir mondiale aujourd’hui et sans contre modèle : hyper
puissance. Des plus les EUA ne sont pas seulement une puissance dominante ils sont aussi
une puissance capable par le « hard power » et/ou le « soft power » d’influencer, d’organiser
l’espace mondial selon leur intérêt. Ainsi au cours du 20 ièmeS habités de la conviction de la
supériorité de leur modèle : valeurs et donc de leur vocation universelle (« manifest
destiny ») ils ont tenté de les diffuser au niveau mondial à chaque grande rupture du siècle :
1918, 45 et même 91. Les années 2000 sont une période paradoxale : les EUA n’ont jamais
été aussi puissants mais aussi remis en cause pour leur hégémonie mondiale. La Chine peut –
elle être le nouveau contre poids des EUA pour un équilibre mondial moins américain ?
 ‫‪14‬‬

‫مادة التاريخ‪ /‬الدرس‪:‬‬

‫مســارات القـوة‪ :‬الواليات المتحدة األمريكية و العالم منذ البنود ‪ 14‬لويلسون في يناير ‪1918‬‬
‫‪LES CHEMINS DE LA PUISSANCE : LES ETATS-UNIS ET LE MONDE‬‬
‫)‪DEPUIS LES « 14 POINTS » DE PRÉSIDENT WILSON (1918‬‬

‫مقدمة‪ :‬يعرف الباحثون القوى على أنها بصفة عامة قدرة دول‪jj‬ة أو جماع‪jj‬ة من ال‪jj‬دول على الت‪jj‬أثير في محيطه‪jj‬ا الق‪jj‬ريب‬
‫والبعيد‪ .‬وإذا كانت الواليات م‪.‬أ تحتل المرتبة الثانية بعد ابريطانيا العظمى مباش‪j‬رة بع‪j‬د انته‪j‬اء الح‪j‬رب ع‪ I.‬فإنه‪j‬ا اس‪j‬تطاعت تحقي‪j‬ق‬
‫الريادة العالمية على كافة المستويات منذ انتهاء ح‪.‬ع‪ .I .‬فكيف نفسر إذا‪ ،‬تحول الواليات‘ م‪.‬أ إلى قوة عظمى خالل ق ‪ 20‬؟‬
‫لإلجابة على هذا السؤال سنتطرق إلى تردد الواليات م‪.‬أ في فرض هيمنتها على العالم بين ‪ 1918‬و ‪ .1945‬ثم إلى زعامته‪jj‬ا للع‪jj‬الم‬
‫الحر بين ‪ 1945‬و ‪ .1991‬و أخيرا بعد ‪ 1991‬حيث أصبحت الواليات م‪.‬أ قوة عظمى في العالم‪.‬‬

‫‪ :1918-1945 -1‬تردد الواليات م‪.‬أ بين اإلنعزال عن قضايا العالم والتدخل فيها‪:‬‬
‫‪ -‬تم‪jjj‬يزت مواق‪jjj‬ف و‪.‬م‪.‬أ بين ‪ 1918‬و ‪ 1945‬ب‪jjj‬التردد بين اتخاذه‪jjj‬ا لمواق‪jjj‬ف انعزالية‘ ‪ Isolationnisme‬وأخ‪jjj‬رى تدخلي‘‘‘ة‬
‫‪ Interventionnisme‬في قضايا العالم‪ .‬وأجبرت على الدخول في ح‪.‬ع‪ I.‬لكنها سرعان ما تخلت عن اإلهتمام بقضايا أوربا إب‪jj‬ان‬
‫األزمة اإلقتصادية لسنة ‪ ، 1929‬لتعاود التدخل بعد قرار المشاركة في الحرب ع‪ II.‬عند تعرضها للهجمات اليابانية سنة ‪.1941‬‬
‫‪ )1-1‬رغبت و‪.‬م‪.‬أ في الحياد عن قضايا أوربا لكنها ستدخل في ح‪ .‬ع‪:I (1918-1920).‬‬
‫‪ -‬بعد استقاللها سنة ‪ 1776‬قررت و‪.‬م‪.‬أ البقاء بعيدا عن قضايا أوربا‪ .‬تجسد ذلك في عقي‘‘دة م‘ونرو (‪ )Doctrine Monroe‬س‪j‬نة‬
‫‪ 1823‬والتي كان شعارها "أمريكا لألمريكيين"أي عدم الت‪j‬دخل األم‪j‬ريكي في ش‪jj‬ؤون أورب‪j‬ا وع‪j‬دم الس‪j‬ماح لألورب‪j‬يين بالت‪j‬دخل في‬
‫قضايا و‪.‬م‪.‬أ‪ .‬ومع اندالع ح ع‪ I.‬تكرس ه‪jj‬ذا الموق‪jj‬ف األم‪jj‬ريكي المحاي‪jj‬د رغم تع‪jj‬رض الس‪jj‬فينة األمريكي‪jj‬ة ‪ Lusitania‬في ‪ 7‬م‪jj‬اي‬
‫‪ 1915‬للتدمير من طرف األلمان وغرق ‪ 200‬مواطن أمريكي‪.‬‬
‫غير أنه بحلول سنة ‪ 1917‬تغير الموقف األمريكي لصالح المشاركة في الحرب بعد اكتشاف المخ‪jj‬ابرات األمريكي‪jj‬ة لمخط‪jj‬ط ألم‪jj‬اني‬
‫يهدف إلى الهجوم على األراضي األمريكية بمشاركة مكسيكية‪ .‬فضال عن الحصار البحري الذي مارسته الغواصات األلماني‪jj‬ة‪ .‬وق‪jj‬د‬
‫أرسلت الواليات م‪.‬أ حوالي ‪ 2‬ملي‪j‬ون من المواط‪j‬نين للقت‪j‬ال إلى ج‪j‬انب دول الوف‪j‬اق‪ ،‬مم‪j‬ا س‪j‬يخولها دور كب‪j‬ير في المفاوض‪j‬ات ال‪j‬تي‬
‫أعقبت انتهاء الحرب ع‪ I.‬سنة ‪.1918‬‬
‫‪ -‬في ‪ 8‬يناير ‪ 1918‬قدم الرئيس األمريكي ويلسون (‪ )Woodrow Wilson‬مشروع البن‘‘ود ‪ )Quatorze points( 14‬أم‪j‬ام‬
‫مجلس الشيوخ‪ .‬مشروع هدف إلى إقرار الس‪jj‬لم الع‪jj‬المي من خالل مب‪jj‬ادئ كح‪jj‬ق الش‪jj‬عوب في تقري‪jj‬ر مص‪jj‬يرها‪ ،‬وحري‪jj‬ة التج‪jj‬ارة في‬
‫البحار والمحيطات‪ ،‬وتأسيس عصبة األمم ‪ ... SDN‬وللتعريف بهذه المبادئ والدفاع عنها س‪jj‬افر ويلس‘ون إلى ب‪jj‬اريس وش‪jj‬ارك في‬
‫مؤتمر فرساي في ‪ 28‬يونيو ‪.1919‬‬
‫وخالل هذه الفترة كانت و‪.‬م‪.‬أ تتمتع باقتصاد قوي وساكنة حيوية وأراضي غنية بالموارد الطاقية والمعدنية والمواد األولية‪ ...‬إض‪jj‬افة‬
‫إلى بحرية عسكرية وتجارية قوية مقارنة بمثيلتها البريطانية‪ .‬كل هذه المقومات كانت تحقق للواليات م‪.‬أ زعامة عالمية‪ .‬ورغم ذل‪jj‬ك‬
‫قرر الرئيس األمريكي الجدي‪jj‬د )‪ Harding (1921-1923‬الع‪jj‬ودة لإلنع‪jj‬زال عن القض‪jj‬ايا الدولي‪jj‬ة حيث رف‪jj‬ع ش‪jj‬عار أمريك‘‘ا أوال (‬
‫‪.)Amrica first‬‬
‫‪ )1-2‬لم تنعزل و‪.‬م‪.‬أ عن قضايا العالم بشكل كلي بين ‪ 1920‬و ‪:1941‬‬
‫‪ -‬لم تتخل الواليات م‪ .‬أ نهائيا عن قضايا العالم ألنها كانت منشغلة بالدفاع عن مصالحها اإلستراتيجية‪ .‬لكنها في المقابل امتنعت عن‬
‫كل تدخل عسكري‪ .‬و نظرا الستحواذها على ‪ %45‬من مخزون ال‪jj‬ذهب الع‪jj‬المي س‪jj‬نة ‪ 1919‬و ‪%16‬من التج‪jj‬ارة العالمي‪jj‬ة و ‪%33‬‬
‫من االس‪jj‬تثمارات في الع‪jj‬الم‪ ...‬فإنه‪jj‬ا اض‪jj‬طرت للت‪jj‬دخل في القض‪jj‬ايا االقتص‪jj‬ادية الك‪jj‬برى في إط‪jj‬ار سياس‪jj‬ة دبلوماس‘‘ية ال‘‘دوالر‪La.‬‬
‫‪ diplomatie du dollar‬ولضمان تزودها بالطاقة سيطرت و‪.‬م‪.‬أ على الشركات البترولية العاملة في الشرق األوس‪jj‬ط مباش‪jj‬رة‬
‫بعد الحرب ع‪ ،I.‬ومارست ضغوطا على فرنس‪jj‬ا وابريطاني‪jj‬ا من خالل مطالبته‪jj‬ا ب‪jj‬القروض الممنوح‪jj‬ة له‪jj‬ا خالل الح‪jj‬رب ع‪ ، I.‬كم‪jj‬ا‬
‫عملت على إعادة بناء اقتصاد ألماني‪j‬ا‪ .‬وفي س‪j‬نوات ‪ 1920‬ظه‪j‬رت و‪.‬م‪.‬أ كبل‪j‬د رائ‪j‬د في الحداث‪j‬ة والتقني‪j‬ات والثقاف‪j‬ة‪ .‬غ‪jj‬ير أن أزم‪j‬ة‬
‫‪ 1929‬ستدفعها لإلهتمام بالقضايا الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬استعاد األمريكيون رؤوس أموالهم من أوربا مما أدخل هذه األخ‪jj‬يرة في أزم‪jj‬ة اقتص‪jj‬ادية خانق‪jj‬ة عج‪jj‬زت معه‪jj‬ا على تس‪jj‬ديد دي‪jj‬ون‬
‫الحرب‪ .‬وقد لطخت أزمة ‪ 1929‬صورة و‪.‬م‪.‬أ في العالم كقائدة للنظام الرأسمالي‪ .‬وفي سنة ‪ 1929‬تم انتخاب روزفلت (‪Franklin‬‬
‫‪ )Delano Roosevelt‬رئيسا للبالد والذي أعطى األولوية لحل أزمة اإلقتصادية من خالل الخطة الجديدة (‪ )New Deal‬ولعدم‬
‫رغبة تدخل و‪.‬م‪.‬أ في سياسات العالم‪ ،‬سن مجلس الشيوخ بين ‪ 1935‬و ‪ 1937‬قوانين تمنع بيع األس‪jj‬لحة أو إعط‪jj‬اء الق‪jj‬روض للبل‪jj‬دان‬
‫الخارجية‪.‬‬
 ‫‪15‬‬

‫‪ -‬غير أن تزايد األنظمة الشمولية (ألمانيا – إيطاليا – إسبانيا – البرتغال ‪ -‬الياب‪jj‬ان‪ )...‬وتهدي‪jj‬دها لالس‪jj‬تقرار الع‪jj‬المي س‪jj‬يدفع روزفلت‬
‫من جديد إلى وضع قوانين جديدة لبيع السالح‪ .‬مما سيسمح لبريطانيا وفرنسا بشرائه استعدادا للحرب ضد ألمانيا‪ .‬وفي يوني‪jj‬و ‪1940‬‬
‫تغير موقف األمريكيين لصالح دول الحلفاء في الحرب ع‪ II .‬بعد احتالل هتلر لفرنسا‪ .‬وفي ‪ 1941‬وق‪j‬ع روزفلت م‪jj‬ع ال‪j‬وزير األول‬
‫البريطاني تشرشل (‪ )Winston Churchill‬اتفاقية الحلف األطلنتي ‪ .‬وستدخل و‪.‬م‪.‬أ الحرب مباشرة بعد هجوم اليابان على قاعدة‬
‫بيرل هابر (‪ )Pearl Harbour‬في هاواي‪.‬‬
‫‪ )1-3‬تدخلت و‪.‬م‪.‬أ بشكل حاسم في ح‪.‬ع‪:II .‬‬
‫دخلت الوالي‪jj‬ات م‪.‬أ في ح‪jj‬رب عالمي‪jj‬ة ش‪jj‬مولية‪ .‬أي أنه‪jj‬ا س‪jj‬خرت اقتص‪jj‬ادها للح‪jj‬رب (‪ )Victory program‬انطالق‪jj‬ا من ‪1942‬‬
‫(صناعة األسلحة والسفن) (تسخير أكثر من ‪ 12‬مليون مقات‪jj‬ل في الجه‪jj‬ة األوربي‪jj‬ة واآلس‪jj‬يوية)‪ .‬وق‪jj‬د ك‪jj‬ان لمش‪jj‬اركتها دور كب‪jj‬ير في‬
‫انتصار الحلفاء في شمال إفريقيا وغرب أوربا وكذلك ضد اليابان بعد استعمال القنبلة الذرية‪.‬‬
‫‪ -‬غداة الحرب أصبحت و‪.‬م‪.‬أ قوة بدون منافس‪ :‬قوة عسكرية (القنبلة الذرية)‪ ،‬قوة مالية (‪ %65‬من مخزون العالم من ال‪jj‬ذهب)‪ ،‬ق‪jj‬وة‬
‫صناعية (‪ %50‬من اإلنتاج الصناعي العالمي)‪ j،‬كما حدت من قوة اليابان وأصبحت هي المهيمنة على المحيط الهادي‪.‬‬

‫‪ -2‬القوة األمريكية خالل الحرب الباردة (‪:)1991-1945‬‬

‫أصبحت و‪.‬م‪.‬أ قائدة المعسكر الغربي في ص‪jj‬راعه م‪jj‬ع المعس‪jj‬كر الش‪jj‬رقي بزعام‪jj‬ة اإلتح‪jj‬اد الس‪jj‬وفياتي‪ ،‬غ‪jj‬ير أن‪jj‬ه في س‪jj‬نوات ‪1960‬‬
‫ستتراجع هذه الزعامة لتعاود الظهور خالل سنوات ‪.1980‬‬
‫‪ )2-1‬قادت و‪ .‬م‪ .‬أ العالم الحر بين ‪ 1945‬و ‪:1960‬‬
‫‪ -‬بمجرد انتهاء الحرب ع‪ II.‬قررت و‪.‬م‪ .‬أ تأكيد حضورها على الساحة الدولية والتأثير فيها في جميع المجاالت‪ .‬وذل‪jj‬ك رغب‪jj‬ة منه‪jj‬ا‬
‫في تفادي تجربة الحروب العالمية بين ‪ 1917‬و ‪ .1945‬وكان أول ظهور لها هو مشاركتها الفاعلة في ميالد منظم‘‘ة األمم المتح‘‘دة‬
‫(‪ )ONU‬بعد مؤتمر سان فرانسيسكو س‘‘نة ‪ 1945‬والتي س‪jj‬يكون مقره‪jj‬ا ب‪jj‬نيويورك‪ ،‬ثم زعامته‪jj‬ا للمعس‪jj‬كر الغ‪jj‬ربي في الح‪jj‬رب‬
‫الباردة ضد المعسكر الشرقي من‪jj‬ذ ‪ 1947‬وذل‪jj‬ك باس‪jj‬م ال‪jj‬دفاع عن الحري‪jj‬ات والديمقراطي‪jj‬ة ض‪jj‬د الش‪jj‬يوعية‪ .‬كم‪jj‬ا نهجت و‪.‬م‪.‬أ سياس‪jj‬ة‬
‫حصار اإلتحاد السوفياتي من خالل الدخول في تحالفات مع البلدان المجاورة له بغية الحد من انتش‪jj‬ار األفك‪jj‬ار و المب‪jj‬ادئ الش‪jj‬يوعية‪.‬‬
‫وأبرز مثال على ذلك حلف الشمال األطلسي ‪ L’OTAN‬وتموين برلين بعد خضوعها للحص‪jj‬ار الس‪jj‬وفياتي س‪jj‬نة ‪ 1949-1948‬ثم‬
‫الحرب الكورية بين ‪ 1950‬و ‪.1953‬‬
‫جاءت سياسة الواليات‪ .‬م‪ .‬أ في هذه الفترة لتجسد عقيدة ترومان ‪ Doctrine de Truman‬التي انطلقت مع مشروع مارش‘‘ال سنة‬
‫‪ ،1947‬والذي كان يهدف إلى إيقاف الزحف الشيوعي في الع‪jj‬الم و مس‪jj‬اعدة ال‪jj‬دول الرأس‪jj‬مالية وتكبيله‪jj‬ا في نفس ال‪jj‬وقت بمس‪jj‬اعدات‬
‫وقروض مالية‪.‬‬
‫‪ -‬خالل هذه الفترة تميزت و‪.‬م‪.‬أ بكونها أول ق‪jj‬وة اقتص‪jj‬ادية في الع‪jj‬الم (‪ %43‬من اإلنت‪jj‬اج الع‪jj‬المي للف‪jj‬والذ س‪jj‬نة ‪ 1943‬و ‪ %6‬إنت‪jj‬اج‬
‫السيارات)‪ ،‬قوة تجارية باستيالئها على ثلثي السفن التجارية)‪ ،‬قوة مالية لسيطرتها على االس‪jj‬تثمارات األجنبي‪jj‬ة في الع‪jj‬الم بح‪jj‬والي ‪6‬‬
‫إلى ‪ 30‬ملي‪jj‬ار دوالر بين ‪ 46‬و ‪ .59‬إض‪jj‬افة إلى إتف‪jj‬اق ‪ Bretton Woods‬في يولي‪jj‬وز ‪ 1944‬وال‪jj‬تي جعلت من ال‪jj‬دوالر العمل‪jj‬ة‬
‫المرجعية في للتبادل الدولي ‪ .‬واتفاقات ‪ Gatt‬سنوات ‪ 1985-1947‬والتي فتحت حدود العالم أمام السلع األمريكية‪.‬‬
‫‪ )2-2‬تزعزعت مكانة و‪.‬م‪.‬أ الريادية في العالم بين ‪ 1960‬و ‪:1980‬‬
‫‪ -‬عرفت ريادة الواليات م‪.‬أ للعالم بعض التراجع بفعل المنافسة الشرسة التي أبان عنها اإلتحاد الس‪j‬وفياتي خاص‪j‬ة بع‪j‬د حص‪j‬وله على‬
‫القنبلة الذرية سنة ‪ 1949‬وتحقيقه لتوازن‘ الرعب‘ مع و‪.‬م‪.‬أ‪ .‬وبعد نجاح‪jj‬ه في إرس‪jj‬ال بعث‪jj‬ات علمي‪jj‬ة للفض‪jj‬اء من‪jj‬ذ ‪ .1957‬إض‪jj‬افة إلى‬
‫تراجع قدرة و‪.‬م‪.‬أ في العالم بعد حرب الفيتنام ‪ 1975-1955‬وعدم قدرة سياسة المعسكر الغربي على الحد من انتش‪jj‬ار الش‪jj‬يوعية في‬
‫جنوب شرق آسيا‪.‬‬
‫‪ -‬عانى المعسكر الغربي من التمزق خالل سنوات ‪ 1960‬بعد رفض شارل دوكول ‪ Charles de Gaulle 1958-1970‬الهيمنة‬
‫األمريكي‪jj‬ة على حل‪jj‬ف الش‪jj‬مال األطلسي ‪ . L’OTAN‬فض‪jj‬ال عن ذل‪jj‬ك ب‪jj‬دأ الع‪jj‬الم يع‪jj‬رف منافس‪jj‬ين ج‪jj‬دد للوالي‪jj‬ات م‪.‬أ كالياب‪jj‬ان‬
‫والمجموعة اإلقتصادية األوربية (‪ )CEE‬ودول أمريكا الجنوبي‪jj‬ة ال‪jj‬تي ب‪jj‬دأت ت‪jj‬رفض الخض‪jj‬وع للهيمن‪jj‬ة األمريكي‪jj‬ة خاص‪jj‬ة في‘‘ديل‬
‫كاسترو ‪ Fidel Castro 1976-2008‬الذي حول كوبا إلى نظ‪j‬ام اش‪j‬تراكي‪ .‬أو في الش‘‘يلي‘ س‪j‬نة ‪ 1973‬حيث م‪j‬ولت األح‪j‬زاب‬
‫المناهضة للمد اإلشتراكي‪ .‬وستعرف صورة و‪.‬م‪.‬أ تراجعا في العالم خاص‪jj‬ة بع‪jj‬د فض‪jj‬يحة )‪ Watergate (1972-1974‬واس‪jj‬تقالة‬
‫الرئيس األمريكي ريتشارد نيكسون‪ .‬بعد هذا األخير انتخب الرئيس جيمي كارتر‪.Jimmy Carter 1977-1981‬‬
‫‪ )2-3‬خرجت و‪.‬م‪.‬أ منتصرة من الحرب الباردة (‪:)1991-1980‬‬
‫‪ -‬جعل الرئيس األمريكي جيمي كارتر من واليتيه االنتخابيتين فترة رجوع و‪.‬م‪.‬أ إلى الساحة الدولية بقوة‪ ،‬وكان الهدف ه‪jj‬و إخض‪jj‬اع‬
‫اإلتحاد السوفياتي عبر منافسته على األس‪jj‬لحة المتط‪jj‬ورة خاص‪jj‬ة وأن و‪.‬م‪.‬أ ك‪jj‬انت تعلم بع‪jj‬دم ق‪jj‬درة منافس‪jj‬يها على اإلس‪jj‬تثمار في ه‪jj‬ذا‬
‫المجال‪ .‬وبذلك أق‪j‬رت مب‘‘ادرة ال‘‘دفاع اإلس‘‘تراتيجي (‪ )Initiative de Défense stratégique‬وبع‪j‬د وص‪j‬ول غورباتش‘‘يوف‬
‫‪ Gorbatchev‬السلطة في اإلتحاد إ‪ .‬السوفياتي ما بين ‪ 1991-1988‬أضطر للتف‪jj‬اوض م‪jj‬ع و‪ .‬م‪ .‬أ ح‪jj‬ول الح‘‘د من الس‘‘باق نح‘‘و‬
‫التس‘‘لح (اتفاق‘‘ات واش‘‘نطن ح‘‘ول الص‘‘واريخ األوربي‘‘ة س‘‘نة ‪ 1987‬واتف‘‘اق ‪ START‬س‘‘نة ‪ .)1991‬وزاد من ق‪j‬وة و‪.‬م‪.‬أ انهي‘‘ار‬
‫األنظمة الشيوعية في أورب‘‘ا الش‘‘رقية (‪ ،)1990-1989‬وتوحي‘‘د ألمانيا (‪ )1990‬وانهي‘‘ار‘ االتح‘‘اد الس‘‘وفياتي‘ (‪ )1991‬فأص‪jj‬بحت‬
‫و‪.‬م‪.‬أ بدون منافس وأضحى فكرها هو السائدة في العالم ‪ :‬الفكر الرأسمالي‘ الليبيرالي‪.‬‬
 ‫‪16‬‬

‫‪ -3‬الواليات‪.‬م‪.‬أ قوة عظمى عرفت فترات ضعف منذ ‪:1991‬‬

‫‪ )3-1‬عالم أحادي القطب (‪ )Monopolaire‬يدور في فلك و‪.‬م‪.‬أ‪:‬‬
‫‪ -‬بانتهاء الحرب الباردة سنة ‪ 1991‬أصبحت و‪.‬م‪.‬أ القوة الوحيدة في العالم‪ .‬و قد أكد ذلك تحول البلدان الشرقية في أورب‪jj‬ا إلى بل‪jj‬دان‬
‫رأسمالية‪ .‬ويصف هوبير فيدرين ‪ Hubert Védrine‬وزير الخارجية الفرنسي بين ‪ 1997‬و ‪ 2002‬و‪.‬م‪.‬أ بالقوة العظمى ال‪j‬تي لم‬
‫يبق لها أي منافس في كل المجاالت‪ ،‬خاصة عس‪jj‬كريا بحيث تصل نفقاته‪jj‬ا العس‪jj‬كرية إلى ‪ %38,90‬من اإلنف‪jj‬اق العس‪jj‬كري الع‪jj‬المي‪.‬‬
‫وهو ما يسمح لها بضمان السلم وحماية مصالحها بالقوة (‪ . )Hard power‬وأيضا اقتصاديا حيث يمثل ناتجها الوطني الخام ‪%20‬‬
‫من الناتج اإلجمالي العالمي سنة ‪.1991‬‬
‫ورغم بروز منافسين جدد‪ :‬اليابان واالتحاد األوربي‪ ،‬فإن الواليات م‪.‬أ الزالت تحتفظ بالري‪jj‬ادة العالمي‪jj‬ة‪ .‬فض‪jj‬ال عن ذل‪jj‬ك فهي تت‪jj‬وفر‬
‫على زعامة وتأثير ثقافي على العالم من خالل السينما والقنوات التلفزية من جهة وعلى زعامة إعالمية تواصلت من خالل السيطرة‬
‫على مواقع األنترنيت‪.‬‬
‫‪ -‬تناول الباحثون الزعامة األمريكية بالدراسة والتحليل وعلى رأسهم فرانس‘‘يس فوكوياما ‪ Francis Fukuyama‬ال‪j‬ذي اعت‪j‬بر‬
‫هذه الزعامة بمثابة "نهاية التاريخ"‪ ،‬وقد تجسد ذلك خالل حكم الرئيس جورج ب‘‘وش (األب) (‪ )1993-1989‬وال‪jj‬ذي ف‪jj‬رض ت‪jj‬دخل‬
‫و‪.‬م‪.‬أ في القضايا الدولية مستعينا بقرارات مجلس األمن وبغياب منافس عسكري من حجم اإلتحاد السوفياتي‪ .‬وقد أصبحت الوالي‪jj‬ات‬
‫م‪.‬أ دركي العالم ‪ Gendarme du monde‬وميزت بين محور الخير‘ الذي تتزعمه ومحور الشر ‪L’axe du mal‬والذي تشكل‬
‫في نظرها من دول هي إيران وكوريا الشمالية والعراق‪.‬‬
‫وقد تأكدت هذه السياسة خالل عهد )‪ Bill Clinton (1993-2001‬الذي مهد للدفاع عن مصالح و‪.‬م‪.‬أ بشتى الوسائل‪ .‬ويحسب له‬
‫إقناع الصين في الدخول إلى منظمة التجارة العالمية‘ ‪ .OMC‬و إنهاء ح‘‘رب يوغوس‘‘الفيا‪ .‬ثم اإلش‪j‬راف على مباحث‘‘ات‘ الس‘‘الم بين‬
‫فلسطين وإسرائيل سنة ‪.1993‬‬
‫‪ )2-3‬انتهت و‪.‬م‪.‬أ سياسة أحادية الجانب بعد صدمة ‪ 11‬شتنبر‪:‬‬
‫ض ربت و‪.‬م‪.‬أ في قلب قوتها االقتصادية والمالية والمعنوية مما وضح أنه‪jj‬ا ليس‪jj‬ت ب‪jj‬القوة العظمى في الع‪jj‬الم‪.‬‬
‫‪ -‬في ‪ 11‬شتنبر ‪ُ 2001‬‬
‫خاصة و أن العدو من نوع جديد (اإلرهاب) وقد سارعت و‪.‬م‪.‬أ بزعام‪jj‬ة ج‘‘ورج ب‘‘وش (اإلبن) ‪George Bosch 2001-2009‬‬
‫إلى إعالن الحرب على اإلرهاب خاصة في أفغانستان‪ .‬غير أن خضوع هذا الرئيس لتأثير المحافظين الجدد دفع‪jj‬ه إلى اإلعالن على‬
‫أن أمن و‪.‬م‪.‬أ مرتبط باألمن العالمي‪ ،‬فأعلن الحرب على العراق وأعاد مواجهة مفهوم دول محور الشر‪.‬‬
‫وقد تدخلت و‪ .‬م‪ .‬أ في العراق ضد رغبة دول العالم خاصة روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وكندا‪ ...‬ولم تحظ سوى بدعم س‪jj‬وى دول‬
‫قليلة ‪ :‬كإنجلترا وإيطاليا واليابان‪ ،‬وبعد إسقاط نظام صدام حسين سنة ‪ 2003‬وإعدامه س‪jj‬نة ‪ 2006‬دخلت المنطق‪jj‬ة في دوام‪jj‬ة عن‪jj‬ف‬
‫وعدم استقرار غير مسبوقة ومستمرة إلى حد الساعة‪.‬‬
‫‪ )3-3‬أضحت القوة األمريكية موضع شك وتساؤل‪:‬‬
‫‪ -‬إعتبر الرأي العام الدولي أن تدخل و‪.‬م‪.‬أ في العراق غير مبرر‪ .‬و زاد من ذلك فضيحة اعت‪jj‬داء الجن‪jj‬ود األمريك‪jj‬يين على الس‪jj‬جناء‬
‫العراقيين في سجن "أبو غريب" وعدم قدرتهم على إعادة االستقرار للعراق وتزاي‪jj‬د ع‪jj‬دد القتلى من الجن‪jj‬ود األمريك‪jj‬يين‪ ،‬إلى ج‪jj‬انب‬
‫ذلك لم تستطع و‪.‬م‪.‬أ فرض األمن في منطقة الشرق األوسط‪ .‬وبحلول سنة ‪ 2008‬أقر الرئيس أوباما سياسة جدي‪jj‬دة تمثلت في إخ‪jj‬راج‬
‫الجنود األمريكيين من العراق‪ ،‬التواصل مع المنظمات الدولية (‪ )G20, ONU‬اإلهتمام بالحكامة والتنمية المس‪jj‬تدامة في الع‪jj‬الم م‪jj‬ع‬
‫الحفاظ على مصالحها اإلستراتيجية‪ ،‬وترك فرنسا للتدخل لوحدها في مالي وليبيا‪...‬‬
‫وقد أدى ذلك إلى إعادة تلميع صورة و‪.‬م‪.‬أ خاصة و أن الرئيس المنتخب من األفارقة األمريكيين‪ .‬مع ت‪jj‬ذكير الع‪jj‬الم بأنه‪jj‬ا ق‪jj‬ادرة على‬
‫الزعامة وأنها على اس‪jj‬تعداد للتح‪j‬رك بمفرده‪jj‬ا لحماي‪jj‬ة مص‪jj‬الحها كم‪jj‬ا ح‪jj‬دث خالل عملي‪jj‬ة اغتي‪jj‬ال أس‪jj‬امة بن الدن في باكس‪jj‬تان س‪jj‬نة‬
‫‪.2011‬‬
‫خاتمــــة‪:‬‬
‫خالصة ما سبق أن الوالي‪j‬ات م‪.‬أ ح‪j‬اولت بين ‪ 1918‬و ‪ 1945‬تط‪jj‬وير قوته‪jj‬ا وتأثيره‪jj‬ا االقتص‪j‬ادي في الع‪jj‬الم‪ .‬غ‪jj‬ير أن‪jj‬ه بع‪jj‬د ‪1945‬‬
‫تزعمت المعسكر الغربي ضد المعسكر الشرقي وجعلت القضاء على هذا األخير مس‪jj‬ألة مص‪jj‬يرية‪ .‬وبع‪j‬د ‪ 1991‬ظه‪j‬رت و‪.‬م‪.‬أ كق‪j‬وة‬
‫عظمى حاولت إعادة تنظيم العالم حسب تصورها‪ .‬غير أن أحداث ‪ 11‬شتنبر دفعتها إلى نهج سياسة أحادي‪jj‬ة الج‪jj‬انب أدت إلى المزي‪jj‬د‬
‫من‪ .‬التوتر في العديد من مناطق العالم‪ .‬وقد اعتم‪jj‬دت و‪.‬م‪.‬أ في ذل‪jj‬ك على قوته‪jj‬ا االقتص‪jj‬ادية والعس‪jj‬كرية‪ .‬فه‪jj‬ل س‪jj‬تتبع الص‪jj‬ين‪ ،‬الق‪jj‬وة‬
‫االقتصادية الثانية في العالم اآلن نفس نهج و‪.‬م‪.‬أ ؟‬
 ‫‪17‬‬

‫المعجم‬
‫‪ -‬القوة العظمى ‪ Hyperpuissance :‬ص ‪212‬‬
‫‪ -‬اإلنعزالية ‪ Isolationnisme :‬ص ‪190‬‬
‫‪ -‬الماسونية ‪ Messianisme :‬عقيدة تؤمن بعودة الرس‪jj‬ل المنق‪jj‬ذين للع‪jj‬الم‪ .‬مث‪jj‬ل المبع‪jj‬وث ‪ Messie‬عن‪jj‬د اليه‪jj‬ود وعيس‪jj‬ى عن‪jj‬د‬
‫المس‪jjjjjj‬يحيين والمه‪jjjjjj‬دي عن‪jjjjjj‬د المس‪jjjjjj‬لمين‪ .‬وتس‪jjjjjj‬تعمل الماس‪jjjjjj‬ونية في و‪.‬م‪.‬أ لتؤك‪jjjjjj‬د للع‪jjjjjj‬الم بأنه‪jjjjjj‬ا هي منق‪jjjjjj‬ذة‬
‫العالم من عدة أزمات‪.‬‬
‫‪ -‬القوة الناعمة ‪ Soft power :‬ص ‪209 – 208 – 190‬‬
‫‪ -‬مركز المخابرات األمريكية ‪ CIA :‬ص ‪210 – 192‬‬
‫‪ -‬فرانكلين روزفلت ‪ Franklin D. Roosevelt :‬ص ‪191‬‬
‫‪ -‬هنري ترومان ‪ Henrry Truman :‬ص ‪192‬‬
‫‪ -‬باراك أوباما ‪ Barack Obama :‬ص ‪192‬‬
‫‪ -‬البنود ‪ 14‬لويلسون‪ Les 14 points de Wilson :‬ص ‪194‬‬
‫‪ -‬مشروع مارشال‪ Plan Marshal :‬ص ‪198‬‬
‫‪ -‬الماكارتية‪ Maccarthysme :‬ص ‪200‬‬
‫‪ ALENA ou TLCAN -‬ص ‪207‬‬
‫‪ -‬حرب النجوم ‪ Guerre des étoiles :‬ص ‪201‬‬
‫‪ -‬اتفاقية سالت ‪ SALT :‬ص ‪210‬‬
‫‪ -‬فضيحة واتركيت ‪ Watergate‬ص ‪210‬‬
‫‪ -‬نهاية التاريخ ‪ :‬ص ‪212‬‬
‫‪ -‬منظمة التعاون والتنمية اإلقتصادية ‪ OCDE‬ص ‪212‬‬
‫‪ -‬قانون الحيادية ‪ Lois de neutralité :‬ص ‪196‬‬
‫‪ -‬السياسة الواقعية ‪ Real politik :‬ص ‪210‬‬
‫‪ -‬اتفاقية الكات ‪ GATT‬ص ‪375‬‬
‫)‪ Prêt- - bail : (1941 – 1945‬قانون سمح للرئيس ببيع األسلحة لكل الدول التي لها عالقة بالواليات‪.‬م‪.‬أ‬
18