You are on page 1of 5

‫تغ ير المن اخ تح دياً خط يراً «إلع ادة االس تقرار لليمن» والس تقرار دول‬

‫القرن األفريقي وشرعيتها‪.‬‬


‫يمس بصفة هائلة ليس فقط باستقرار المنطقة بل باستقرار العالم بأسره‬

‫تغير المناخ في المشهد الطبيعي العالمي من شأنه أن يحدث تحويرا على مستوى الجغرافيا السياسية وأن يزعزع‬ ‫إن تأثير ّ‬
‫استقرار المناطق الضعيفة‪ ،‬مثل اليمن و القرن األفريقي‪ .‬وقد يؤدي إلى المساس من قدرة الدول على إدارة شؤونها وإ لى‬
‫تغي ر المناخ‬ ‫ِ‬
‫لعوام ل خطر أخرى على األمن الدولي‪ ،‬يعتبر ّ‬ ‫نتصور وقوعها‪ .‬وخالفا‬ ‫التسبب في اندالع صراعات لم نكن‬
‫ّ‬
‫قابال لوضع أمثلة نموذجية توقعية موثوقة للغاية‪ .‬لكن‪ ،‬بين التوقّع والتأهب‪ ،‬يبقى لنا أن نخطو خطوة جبارة‪.‬‬

‫بقلم ا‪ .‬د‪ .‬عبدالغني علي منصور السبئي‬


‫إن الوتيرة الحالية لتغير المناخ ـ ارتفاع مستوى سطح البِحار‪ ،‬وتراجع الطبقة الجليدية في القطب الشمالي‪ ،‬وذوبان األنهار‬
‫الجليدي ة‪ ،‬والتقلب الف ائق لتَهاط ل األمط ار‪ ،‬فض الً عن ازدي اد وت يرة العواص ف وش دتها‪  ‬ـ يض ع‪  ‬المجتمع ات البش رية أم ام‬
‫سيناريوهات لم تشهدها من قبل‪ .‬وسوف يكون لهذه الديناميات وقع على الموارد‪ ،‬السيما المياه واألغذية‪ ،‬التي تعتمد عليها‬
‫الشعوب والدول ـ فضالً عن النظام العالمي القائم على هذه الدول ـ من أجل البقاء‪ ،‬واألمن والرخاء‪ .‬وبدأنا نشهد تفاقما في‬
‫هشاشة الدول وفي المشكالت األمنية في مناطق رئيسية عديدة ـ مثل النزاعات ‪  ‬في الشرق األوسط وأفريقيا‪ ،‬والتوترات‬
‫في من اطق ص يد األس ماك في بح ر جن وب الص ين‪ ،‬فض الً عن س احة المعرك ة السياس ية واالقتص ادية الجدي دة في المحي ط‬
‫تحرر من الثلوج‪.‬‬
‫المتجمد الشمالي بعد أن ّ‬
‫وبينما يحدث‪  ‬تحويرات في المشهد الطبيعي للعالم‪ ،‬يضفي تغير المناخ كذلك تحويرات على المستوى الجغرافي والسياسي‪.‬‬
‫وفي ح ال انع دام ق درة الحكوم ات على التخفي ف من ح ّدة ه ذه الت داعيات‪ ،‬فس وف ت زداد المخ اطر المه ددة بان دالع النزاع ات‬
‫وزعزع ة االس تقرار‪ ،‬وس وف يص عب التحكم فيه ا أك ثر ف أكثر‪ .‬وه ذا ه و ش أن العدي د من المن اطق‪ ،‬لكن اليمن وبل دان الق رن‬
‫تغي ر المناخ‪ .‬ولذلك‪ ،‬هناك خشية من‬
‫مهدده أكثر بسبب اقتران أوجه ضعف هيكلية مع كونها عرضة لمخاطر ّ‬
‫األفريقي تبقى ّ‬
‫حدوث نزاعات وزعزعة االستقرار في شبه الجزيرة‪ ،‬أكثر من المناطق األخرى‪.‬‬

‫تغير المناخ في اليمن «التحديات الرئيسية»‪.‬‬

‫يعتبر تزايد مستويات الفقر والبطالة وعدم المساواة وانعدام العدالة والمشاركة السياسية والتنافس على الموارد الطبيعية النادرة‬
‫خاصة المياه‪ ،‬من بين المحفزات للصراع في اليمن‪.‬‬
‫كما ويفرض تغير المناخ ضغوطا متزايدة على موارد المياه الشحيحة في اليمن وتشمل توقعات تأثير تغير المناخ في اليمن على‬
‫ما يلي‪ )1( :‬ارتفاع درجات الحرارة ب‪ ١‬و‪ ٤،٥‬درجة مئوية قرب نهاية القرن ‪ )2( ،‬تقلب أنماط هطول األمطار خالل س نوات‪،‬‬
‫(‪ )3‬زيادة تواتر هطول االمطار الغزيرة وبالتالي زيادة مخاطر الفيضانات والجفاف‪ )4( ،‬انخفاض اإلنتاجية الزراعية‬

‫بلدن القرن األفريقي مركز هش‬

‫مع م رور الزمن‪ ،‬وباإلض افة إلى الضغوط الديموغرافية واالقتص ادية والسياسية القائمة‪ ،‬قد ينج ر عن تأثير تغير المن اخ‬
‫على الموارد الطبيعية‪  ‬إضعاف قدرة الدول على الحوكمة الذاتية‪ ،‬بما في ذلك قدرتها على االستجابة لحاجيات مواطنيها‬
‫المتعلقة بتوفير الموارد األساسية ـ مثل الغذاء‪ ،‬والمي اه‪ ،‬والطاقة والشغل ـ‪  ‬والتي تدعى «الشرعية المنتجة»‪ .‬والحال أن‬
‫التهديد المسلط على هذه الشرعية من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة استقرار الدولة‪ ،‬ونشوب نزاعات داخلية‪ ،‬بل وحتى إلي‬
‫انهيار الدولة‪ .‬ومن هذا المنظور‪ ،‬قد يشكل تغير المناخ تحدياً خطيراً إلعادة االستقرار لليمن‪ ،‬وأيض اً الستقرار دول القرن‬
‫األف ريقي وش رعيتها ـ علم ا وأنه ا بل دان تواجه ع ددا ال يحصى من الصعوبات‪ ،‬قب ل أن تض اف له ا تل ك المتأتية من تغير‬
‫المناخ‪.‬‬

‫و قد تم التأكيد على هذه التحديات‪  ‬من قبل‪  ‬مجلس األمن لألمم المتحدة في‪ ‬بيان أصدره رئيس المجلس في يناير ‪(2018‬‬
‫‪ )link is external‬ج اء في ه‪« :‬ويق ر مجلس األمن باآلث ار الض ارة لتغ ير المن اخ والتغ يرات اإليكولوجي ة‪ ،‬وغ ير ذل ك من‬
‫العوامل‪ ،‬على اسـتقرار غرب أفريقي ا ومنطق ة الساحل‪ ،‬بما في ذلك بسـبب الجفاف والتص حر وت دهور األراضي وانعـدام‬
‫األمن الغـذائي‪ ،‬ويشـدد على ضـرورة قيـام الحكومـات واألمم المتحـدة ب إجراء تقييمـات وافيـة للمخ اطر المرتبط ة به ذه‬
‫العوامل ووضع استراتيجيات إلدارة هذه المخاطر‪».‬‬

‫‪2‬‬
‫الهشة(‪ )link is external‬الصادر عن مؤسسة صندوق السالم‪ ،‬صنف اليمن و بعضاً من بلدان القرن‬
‫ووفقاً‪ ‬لمؤشر الدول ّ‬
‫األفريقي من أشد البلدان ضعفاً في العالم ـ أال وهي‪  ‬الصومال‪ ،‬وأثيوبيا‪ ،‬وإ ريتريا‪ ،‬كما أن هذه المنطقة تسجل العديد من‪ ‬‬
‫المؤشرات الواضحة حول العالقة بين تغير المناخ والنزاعات ـ والسيما النزاعات بين المجتمعات الزراعية والمجتمعات‬
‫الرعوية الناجمة عن حاالت الجفاف وعدم استقرار الموارد المائية‪ ،‬وتزداد الحالة حدة جراء األوضاع المناخية‪.‬‬
‫ونذكر في هذا الصدد ما تسببت فيه فترة الجفاف القصوى وطويلة األمد التي عاشها الصومال عام‪ 2011 .‬جراء تغير‬
‫المن اخ‪ ،‬من ض غط إضافي على وضع ك ان مت وترا أص ال لن درة الم وارد‪ .‬وقد تس اهم هذه الض غوطات في تفاقم الت وترات‬
‫والنزاع ات بين المجموع ات الس كنية وفي تح ريض الس كان على الهج رة ـ باإلض افة إلى تأثيره ا على أس عار المواش ي‪ ‬‬
‫والممتلكات األخرى‪ .‬وقد يفضي هذا الوضع أيض اً إلى استفحال سوء التغذية وتفشي األمراض والتأثير سلبياً على األمن‬
‫الغذائي (لمزيد من المعلومات‪ :‬المجلة األمريكية الزراعية(‪ ،)link is external‬يوليو ‪ 2014‬ص‪ 1157 .‬ـ‪.)1182‬‬
‫وقد يمتد أثر حاالت التوتر المحلية المتولدة عن صعوبة النفاذ إلى الموارد الغذائية والمائية إلى البلدان المجاورة‪ ،‬حيث أن‬
‫السكان المحرومين يتوجهون عادة إليها للحصول على المواد الغير متوفرة محليا‪ ،‬فيشتد الضغط على موارد تلك البلدان‬
‫المجاورة‪ ،‬وقد يزداد الوضع تأزما‪ .‬وللتوضيح‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن تغير المناخ‪  ‬الذي يتسبب في تقلص الموارد المائية‬
‫شدة الضغوط على الموارد الطبيعية‪ ،‬فتزداد مخاطر نشوب‬
‫ال يمثل المصدر المباشر الندالع النزاعات‪ ،‬ولكنه يضاعف ّ‬
‫النزاع ات‪ .‬وفي غي اب ترش يد الحوكم ة وتحس ين التص رف في الم وارد الطبيعي ة‪ ،‬فس وف تتك رر مث ل ه ذه الح االت في‬
‫المستقبل‪.‬‬

‫مشهد جغرافي سياسي جديد‬

‫تش ير بعض الدراس ات الحديث ة وم ا يق ترن به ا من نم اذج وتق ديرات استش رافية‪ ،‬مش فعة بالتفاص يل الدقيق ة‪ ،‬إلى أن تغ ير‬
‫الظ روف المناخي ة بإمكان ه تهدي د أمن ال دول وال ترفيع في احتم ال نش وب الص راعات‪ ،‬إذا ال يتم اتخ اذ االج راءات الالزم ة‬
‫للح د من مفعول ه‪ .‬كم ا أن‪ ‬ع ددا كب يرا من البح وث ّبينت الرواب ط بين تغ ير المن اخ‪ ،‬وع دم اس تقرار هط ول األمط ار‪،‬‬
‫تفسر كيف أن التداخل بين وقع المناخ والوضع األمني يؤدي إلى‬ ‫والنزاعات‪ .‬وثمة العديد من السيناريوهات األخرى التي ّ‬
‫د‪:‬‬ ‫ي جدي‬ ‫رافي سياس‬ ‫هد جغ‬ ‫ميم مش‬ ‫تص‬
‫‪ ‬‬

‫المدن الساحلية وارتفاع مستوى البحار‪ ‬‬

‫يجري التوسع العمراني في اليمن وبلدان القرن األفريقي بوتيرة سريعة‪ ،‬بما في ذلك على السواحل‪ .‬وتعتبر المدن الساحلية‬
‫المتنامية‪ ،‬مثل عدن‪ ،‬والحديدة (اليمن)‪ ،‬مقديشو (الصومال)‪ ،‬ومدينة جيبوتي‪ ،‬مهددة بارتفاع مستوى البحر‪ .‬فهن اك احتمال‬
‫في أن تغم ر مي اه البح ر الهياك ل الحضرية األساس ية‪ ،‬وأن تتسبب في تل وث إم دادات المي اه العذب ة من خالل تسرب المي اه‬
‫المالحة‪ ،‬وأن تحد من إنتاجية األراضي الصالحة للزراعة‪ ،‬فتدفع بمجموعات سكنية بأكملها إلى الهجرة‪.‬‬

‫مضيق خطير‬

‫لخليج عدن‪ ،‬وهو ممر مائي على امتداد القرن األفريقي‪ ،‬أهمية قصوى‪ .‬وبما أن تغير المناخ يقلّص الفرص االقتصادية‬
‫في المنطقة أكثر فأكثر‪ ،‬فمن المحتمل أن تتزايد عمليات القرصنة على طول السواحل‪ .‬و قد بينت البحوث وجود تقاطع‬
‫هام بين البلدان التي تسجل‪  ‬معدالت مرتفعة لهجمات القرصنة (قبالة سواحل الصومال‪ ،‬وأثيوبيا‪ ،‬وإ رتريا)‪ ،‬وبين البلدان‬
‫األفريقية األكثر هشاشة من حيث الظروف المناخية‪ .‬وتوفر الرسوم البيانية صورة مقلقة لكيفية تأثير تراكم المخاطر على‬
‫تكريس عجز اليمن ودول القرن األفريقي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مصائد األسماك واألمن الغذائي‬

‫يساهم ارتفاع درجة حموضة المحيطات وحرارتها في الهجرة وفي استنفاذ كميات األسماك في العالم‪ ،‬وبشكل خاص على‬
‫طول سواحل اليمن و القرن األفريقي ـ لكن متابعة الوضع ليست على المستوى المطلوب كي يتم تحديد مدى اتساع هذه‬
‫التداعيات بصفة دقيقة‪ .‬وقد يؤدي تغيير كيمياء المحيطات ودرجات حرارتها إلى تفاقم احتماالت التوتر في اليمن والقرن‬
‫األفريقي‪ ،‬بين الدول واألطراف الفاعلة في المناطق الداخلية‪ ،‬إذ هم يتقاسمون نفس الساحل‪ ،‬مما يزيد في احتمال نشوب‬
‫نزاعات حول ممارسة صيد األسماك‪ ،‬حيث أن السفن تجوب المياه المجاورة‪ ،‬أو تتنافس على موارد في تضاؤل مستمر‬
‫في المياه الدولية‪.‬‬

‫الهجرة‬

‫تزيد ح االت الجف اف وم ا يقترن به ا من عوام ل أخ رى‪ ،‬في حث الس كان على الهجرة‪ ،‬سواء في بل دان الق رن اإلف ريقي أو‬
‫خارجها‪  .‬ويبقى السكان الذين يتعذر عليهم الرحيل مهددين بـ«الحصار»‪ ،‬أو عاجزين على التنقل إلى أماكن أكثر أمان اً‪.‬‬
‫ومن المحتم ل أن يفض ي انخف اض هط ول األمط ار وزي ادة الح وادث الجوي ة الش ديدة في اليمن و الق رن األف ريقي إلى تف اقم‬
‫الهجرة من حيث العدد والوتيرة‪ .‬ويعتبر‪ ‬روبرت ماكليمان(‪ )link is external‬من جامعة ويلفريد لوريي (كندا) أن «هناك‬
‫احتمال في أن تشكل الدول الهشة سياسيا في المستقبل مراكز أحداث العنف والهجرة الجبرية المرتبطة بالمناخ» (مراكز‬
‫المناخ واألمن(‪ ،)link is external‬يونيو ‪ .)2017‬وبالفعل‪ ،‬من بين الدول العشرين التي تتصدر‪ ‬مؤشر الدول الهشة لعام‬
‫‪ ،)link is external(2017‬هن اك اثنت ا عش رة دول ة تق ع في من اطق الش رق األوس ط‪ ،‬وجن وب آس يا وأفريقي ا‪ ،‬ال تي من‬
‫المتوقع أن تشتد فيها أزمة ندرة المياه بسبب تغير المناخ‪ .‬ومن بينها اليمن والصومال‪ ،‬وإ رتريا‪. ،‬‬

‫عسكرة مراكز موارد المياه‬

‫إن التغير الطارئ على توفر الموارد المائيه ـ ندرة الموارد وصعوبة بلوغها ـ جراء تغير المناخ قد أدى أيضا إلى استخدام‬
‫الم اء كس الح من ط رف ال دول والجه ات الفاعل ة غ ير الحكومي ة‪ .‬وفق ا لدراس ة حديث ة أنجزه ا‪ ‬م اركوس كينغ(‪link is‬‬
‫‪ )external‬من جامع ة ج ورج واش نطن (الوالي ات المتحدة)‪ ،‬تعت بر الص ومال معرض ة بص فة خاص ة الى ه ذا التراب ط بين‬
‫المناخ والنزاعات وعسكرة مراكز الموارد المائية‪(  ‬مراكز المناخ واألمن(‪ ،)link is external‬يونيو ‪ .)2017‬وفي عام‬
‫‪ ،2011‬ع انت الص ومال من ح االت جف اف إقليمي ة تم ربطه ا بتغ ير المن اخ‪ .‬ويالح ظ م اركوس كين غ أن ه في تل ك اآلون ة‪،‬‬
‫ق امت جماع ة الش باب الجهادي ة األص ولية «بتغي ير خط ة تحركاته ا الميداني ة وب دأت في ع زل الم دن المح ّررة عن م وارد‬
‫المي اه‪ ،‬لتد ّل على ح د أدنى من نفوذه ا وحض ورها‪ .‬وك ان لتغ ير المن اخ واالفتق ار للم واد الغذائية واس تمرار ال نزاع وكذلك‬
‫عس كرة مراك ز الم وارد المائي ة‪ ،‬انعكاس ات فادح ة على الس كان ال ذين لم يتمكن وا من الحص ول على المس اعدات اإلنس انية‬
‫بسبب العمليات التي تشنها حركة الشباب‪ ،‬وقد ترتب عن ذلك وفاة أكثر من ‪ 250.000‬نسمة وتشرد مئات اآلالف من‬
‫األشخاص»‪.‬‬

‫بريق من األمل‬

‫وإ ن كانت فترات الجفاف واألحداث الجوية الشديدة تشكل ظواهر مألوفة في المنطقة‪ ،‬إاّل أن سرعة التغير وتقلّص الف ترات‬
‫الفاص لة بين األح داث س وف تض اعف من ش دة الض غط على الحكوم ات ال تي تتحم ل أص الً أعب اء ثقيل ة‪ ،‬مم ا ي ؤول إلى‬
‫تضاعف مخاطر زعزعة استقرار الدول ونشوب النزاعات بشكل دائم‪ .‬ولكن‪ ،‬يلوح في األفق بريق من األمل ألن تغير‬
‫المناخ‪ ،‬والسيما مقارنة بعوامل أخرى تهدد األمن الدولي‪ ،‬يبقى قابال لوضع نماذج توقعية موثوقة بدرجة عالية ولو نسبياً‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ورغم أن التوقعات على الصعيد المحلي تبقى غير مضمونة‪ ،‬فإن النماذج المناخية االستشرافية ترسم صورة واضحة لما‬
‫يحمل ه المس تقبل‪ ،‬مم ا ي تيح للحكوم ات والمجتمع ات وض ع المخطط ات المناس بة‪ .‬لكن إحك ام الق درة على التنب ؤ ال تض اهي‬
‫االستعداد‪ .‬إن التزامن بين «وجود مخاطر غير مسبوقة» و«قدرة على االستشراف غير مسبوقة» يدفع بنا إلى «مسؤولية‬
‫التـأهب(‪( »)link is external‬تقري ر رف ع إلى مجلس األمن لألمم المتح دة‪ ،‬ديس مبر ‪ )2021‬وهي مس ؤولية‪  ‬ال ب د أن‬
‫تتحملها المؤسسات المحلية‪ ،‬والوطنية والدولية من خالل تدعيم قدرتها على المرونة المناخية في اليمن و القرن األفريقي‪.‬‬
‫وإ ن لم تقم ب ذلك‪ ،‬فس وف يتم المس اس بص فة هائل ة ال فق ط باس تقرار المنطق ة‪  ‬ب ل باس تقرار الع الم بأس ره‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪5‬‬

You might also like