You are on page 1of 41

‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫مقدمة البحث‪:‬‬

‫يعد أسلوب النهي من األساليب اليت وظَّفها القرآن الكريم لبيان احلكم الشرعي‪ ،‬وكان له‬

‫فضال عن ذلك دور فاعل يف التعبري عن املعاني بطريقة فنية تشتمل على تهويل املعنى أو تأكيده‬

‫أو التنفري منه أو غري ذلك من الدالالت اليت خرج إليها أسلوب النهي يف التعبري القرآني‪.‬‬

‫وقد وقف الزخمشري يف تفسريه على أغلب األغراض اجملازية اليت ذكرها علماء البالغة ألسلوب‬

‫النهي‪ ،‬كالتوبيخ واإلنذار والوعيد والتسلية والتهديد والتحقري واإلرشاد‪ ،‬كما وقف على‬

‫دالالت أخرى كان قد سبق إليها واستلهمها بذوقه الفين وحسِّه املرهف‪ ،‬كالتهييج والتثبيت‬

‫والتعريض والتحضيض والعزم والرتفُّع‪.‬‬

‫ويرمي البحث اىل إحصاء األغراض اجملازية اليت خرج إليها أسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫ومعرفة مدى اتساقها مع سياق النص القرآني‪ ،‬ووجد الباحث أنها بلغت مثانية وعشرين غرضا‬

‫توزعت يف ثالثة أقسام‪ ،‬قسم صرَّح به الزخمشري‪ ،‬وقسم آخر أملح إليه ومل يذكره صراحة‪،‬‬

‫وقسم ثالث أغفله ومل يصرح به أو يلمح إليه‪ ،‬وقد استشفَّه الباحث من سياق النصوص وقرائن‬

‫األحوال‪ .‬وقد عمدنا اىل موازنة رأي الزخمشري مبا ذهب إليه أبو حيان‪ ،‬يف تفسريه البحر‬

‫احمليط‪ ،‬لكونه من أبرز املفسرين الذين يعنون باجلوانب البالغية يف النص القرآني‪.‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬عقيل جاسم دهش‬

‫مركز دراسات الكوفة‪ -‬جامعة الكوفة‬

‫‪113‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫الفعل املنهي عنه‪ ،‬وتقتضي الدوام على االنتهاء عن الفعل‪،‬‬ ‫الدراسة‪:‬‬

‫قال الزركشي‪" :‬إن النهي للتحريم قوالً واحداً حتى يرد ما‬ ‫النهيُ هو طلبُ الكفِّ عن الفعل على وجه االستعالء‪ .‬قال‬

‫يصرفه"‪.5‬‬ ‫السكاكي‪ " :‬والنهي حمذوٌّ به حذو األمر يف أن أصل‬

‫ُميَ دعاءً‪ ،‬إنْ كان صادرا‬


‫وإنْ مل يكن على جهة االستعالء س ِّ‬ ‫استعمال (ال تفعل) أن يكون على سبيل االستعالء"‪.1‬‬

‫من األدنى اىل األعلى‪ ،‬والتماسا‪ ،‬إنْ كان من متماثلني يف‬ ‫ومعناه عند النحويني نفي األمر‪ ،‬أي أنه ينزل من األمر منزلة‬

‫الرتبة أو املقام‪ .6‬وذهب االسرتاباذي اىل أن صيغة (ال‬ ‫النفي من اإلجياب‪ ،‬قال ابن السراج‪ :‬فكما أن األمر يف قولنا‬

‫تفعل)‪ ،‬وإن استعملت على سبيل االلتماس أو التضرع فإنها‬ ‫(قمْ) يراد به اإلجياب فكذلك النهي يف قولنا (ال تقم) يراد‬

‫ال خترج عن معنى النهي‪ ،7‬وتابعه يف ذلك الدكتور قيس‬ ‫به النفي‪.2‬‬

‫إمساعيل األوسي‪ ،‬مؤكدا على أنَّ استعماهلا يف هذين املعنيني‬ ‫ويعد النهي أحد أساليب اإلنشاء الطليب اليت يوليها علماء‬

‫جماز ال حقيقة‪ ،‬إذ يقول " والصحيح يف صيغة (ال تفعل)‬ ‫البالغة اهتماما كبريا لقدرتها على التفاعل مع املتلقي‬

‫أنها تُسمّى نهيا وإن كانت مستعملة يف طلب ترك الفعل‬ ‫والتأثري فيه‪ ،‬يقول الدكتور عبد العزيز فتح اهلل علي "إن‬

‫على سبيل االلتماس أو التضرع"‪.8‬‬ ‫االهتمام بأساليب اإلنشاء الطليب راجع اىل ما تتميز به من‬

‫وخيرج النهي عن معناه احلقيقي للداللة على معان وأغراض‬ ‫حيوية وقدرة على التأثري ينبعان من عملية التفاعل بني طريف‬

‫كثرية‪ ،‬أبرزها (اإلرشاد‪ ،‬التهديد‪ ،‬التيئيس‪ ،‬التوبيخ‪،‬‬ ‫عملية اإلبداع‪ ،‬فأصل هذه األساليب قائم على استدعاء‬

‫التحقري‪ ،‬التأديب‪ ،‬التمين‪ ،‬اإلباحة‪ ،‬العزاء والتسلية) ‪ .9‬وقد‬ ‫الطرف اآلخر املخاطب يف الكالم ذاته"‪.3‬‬

‫أشار اىل ذلك السكاكي يف قوله "وإنْ استعمل يف حق‬ ‫وللنهي صيغةٌ واحدةٌ هي (ال) الناهية والفعل املضارع‪ ،‬قال‬

‫املستأذن سُمِّيَ إباحة وإنْ استعمل يف مقام تسخط الرتك‬ ‫القزويين " وله حرف واحد وهو (ال) اجلازمة يف قولك (ال‬

‫ُميَ تهديدا"‪ ، 10‬وتابعه اخلطيب القزويين يف قوله "وقد‬


‫س ِّ‬ ‫تفعلْ)" ‪ ،4‬وهي حقيقة يف التحريم‪ ،‬أي أنها تفيد حتريم‬

‫‪114‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫األميان باهلل ال يبقي لليمني يف قلب املؤمن وقعاً وال يؤمن‬ ‫يستعمل يف غري طلب الكفِّ أو الرتك‪ ،‬كالتهديد‪ ،‬كقولك‬

‫من إقدامه على اليمني الكاذبة‪.14‬‬ ‫لعبد ال ميتث ُل أمركَ‪ :‬ال متتث ْل أمري"‪.11‬‬

‫ثانيا‪ :‬تزكية النفس‪ ،‬قال تعاىل ﭽﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬ ‫ومل يكن خيفى على علماء البالغة أنَّ هذه الدالالت اجملازية‬

‫ﯠﭼ‪ ،15‬قال الزخمشري‪ :‬أي ال تنسبوا أنفسكم اىل زكاء‬ ‫ال ميكن حتديدها وضبطها بأغراض بعينها‪ ،‬بل ينبغي أن تبقى‬

‫العمل وعمل الطاعات وال تثنوا عليها‪ ،‬فقد علم اللّه الزكي‬ ‫مفتوحة أو (متحرِّكة) حبسب سياق الكالم ومقاصد‬

‫منكم قبل أن خيرجكم من صلب آدم (ع) وقبل أن خترجوا‬ ‫املتكلم‪.‬‬

‫من بطون أمهاتكم‪ .16‬ويفهم من كالم أبي حيان أن النهي‬ ‫وقد ظهر للباحث من خالل اإلحصاء والتأمل والتدقيق أنَّ‬

‫واقع على تزكية السمعة أو املدح للدنيا‪ ،‬أما التزكية إلثبات‬ ‫أسلوب النهي يف تفسري الكشاف خرج عن معناه احلقيقي‬

‫احلقوق فجائزة للضرورة‪.17‬‬ ‫يف مواطن كثرية للداللة على املعاني أو األغراض اجملازية‬

‫ﭽﭲ‬ ‫ثالثا‪ :‬جمانبة العدل بني الزوجات‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬التوبيخ‪ :‬اقرتن التوبيخ مبوضوعات عدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬


‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ‬

‫ﭽﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬ ‫أوال‪ :‬ترك اإلحسان‪ ،‬قال تعاىل‬


‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﭼ‪ ،18‬قال الزخمشري‪ :‬إنَّ‬

‫اجتناب كل امليل مما هو يف حد اليسر والسعة فال ينبغي أن‬ ‫ﯹ ﯺ ﯻ ﭼ‪ ،12‬قال الزخمشري‪ :‬أي ال جتعلوا‬

‫تفرطوا فيه إن وقع منكم التفريط يف العدل كله ‪ .19‬وذهب‬ ‫اهلل حاجزا ملا حلفتم عليه من ترك اإلحسان أو إصالح ذات‬

‫أبو حيان اىل أنه نهي صريح عن اجلور على املرغوب‪ ،‬مبعنى‬ ‫البني‪ .13‬يف حني ذهب أبو حيان اىل أنها نهيٌ صريحٌ‪ ،‬إذ‬

‫أنه إذا وقع منكم التفريط يف شيء من املساواة بني أزواجكم‬ ‫نهاهم عن ابتذال امسه وجعله معداً ألميانهم حيلفون به يف‬

‫فال جتوروا كل اجلور‪.20‬‬ ‫الرب والفجور‪ ،‬وأنَّ احلكمة يف النهي عن ذلك هي أنَّ تكثري‬

‫‪115‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫بأفواهكم وقلوبكم على خالفها"‪ .28‬وذهب أبو حيان اىل‬ ‫ﭽﮀ‬ ‫رابعا‪ :‬إحباط العمل بارتكاب املعاصي‪ ،‬قال تعاىل‬

‫أنه نهي صريح‪ ،‬إذ نهاهم تعاىل عن قسمهم لعلمه تعاىل أنه‬ ‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ‪ ،21‬قال‬
‫ليس حقاً‪.29‬‬ ‫الزخمشري‪" :‬أي ال حتبطوا الطاعات بالكبائر"‪ .22‬وذكر أبو‬

‫سابعا‪ :‬قتال الكفار‪ ،‬قال تعاىل ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ‬ ‫حيان مصاديق عدة إلبطال العمل منها املن باإلسالم ومنها‬

‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬ ‫الكبائر ومنها العجب ومنها الرياء والسمعة‪.23‬‬

‫ﯟﭼ‪ ،30‬قال الزخمشري‪ :‬ما لكم ال تصربون يف طلب‬ ‫ﭽﭹ ﭺ‬ ‫خامسا‪ :‬مصادرة حقوق اآلخرين‪ ،‬قال تعاىل‬

‫الكفار بالقتال مثل صربهم‪ ،‬مع أنَّكم أوىل منهم بالصرب‬ ‫ﭻ ﭼ ﭽﭼ‪ ،24‬قال الزخمشري‪ :‬نعى عليهم طمعهم‬

‫ألنكم ترجون مِنَ اللَّهِ ما ال يرجون من إظهار دينكم على‬ ‫بأموال اليتامى مع استغنائهم مبا رزقهم اهلل‪ ،‬ومسَّع بهم‪،‬‬

‫سائر األديان ومن الثواب العظيم يف اآلخرة ‪ .31‬وذهب أبو‬ ‫ليكون أزجر هلم‪ .25‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج‬

‫حيان اىل أن النص تضمن نهيا صرحيا‪ ،‬إذ نهوا عن أن يقع‬ ‫عن معناه احلقيقي‪ ،‬إذ ارتقى يف النهي من استبدال اخلبيث‬

‫منهم ما يرتتب عليه إهانتهم‪ ،‬وهو اجلنب والتهاون يف قتال‬ ‫بالطيب إىل ما هو أفظع من االستبدال‪ ،‬وهو أكل أموال‬

‫العدو‪ ،‬مع كونهم يرجون من اهلل الثواب‪ ،‬وأعداؤهم‬ ‫اليتامى‪ ،‬وهو قوله "أي وال تضموا أمواهلم يف األكل إىل‬

‫يصربون على اآلالم واجلراحات والقتل مع كونهم ال‬ ‫أموالكم‪ ،‬وهذا نصٌّ على النهي عن األكل ويف حكمه‬

‫يرجون ثواباً يف اآلخرة‪.32‬‬ ‫التمول على مجيع وجوهه"‪.26‬‬

‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫ثامنا‪ :‬التودد اىل أعداء اهلل‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫سادسا‪ :‬خمالفة القول للمعتقد (األميان الكاذبة)‪ ،‬قال تعاىل‬

‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ‪ ،33‬قال الزخمشري‪ :‬ال تتولَّوهم‬ ‫ﭽ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﰍ ﰎ ﰏﰐ ﰑ‬

‫أو توادُّونهم وهذه حاهلم‪ ،‬فإنَّ مودة أمثاهلم ومناصحتهم‬ ‫ﰒﭼ‪ ،27‬قال الزخمشري‪" :‬ال أميان تقسمون بها‬

‫خطأ عظيم منكم ومغالطة ألنفسكم‪ .34‬وذهب أبو حيان‬

‫‪116‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫نهاهم عن مواالة اليهود والتودد إليهم‪ ،‬قال "وملّا فتح هذه‬ ‫أن اىل النهي مل خيرج عن معناه احلقيقي‪ ،‬إذ تضمَّن اخلطاب‬

‫السورة بالنهي عن اختاذ الكفار أولياء‪ ،‬ختمها مبثل ذلك‬ ‫نهيا عن مواالة الكفار والتودُّد إليهم‪ ،‬وأضاف املفعول اىل‬

‫تأكيداً لرتك مواالتهم وتنفري املسلمني عن توليهم وإلقاء‬ ‫ذاته تغليظاً جلرمهم وإعالماً حبلول عقاب اهلل بهم‪.35‬‬

‫املودّة إليهم" ‪.41‬‬ ‫ﭽﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬ ‫تاسعا‪ :‬مواالة الكافرين‪ ،‬قال تعاىل‬

‫‪ .2‬التسلية‪ :‬ويشتمل على موضوعات عدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬ ‫ﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋ ﰌﰍﰎ ﰏ‬

‫ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫أوال‪ :‬اجلهاد ضد الكفار‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫ﰐ ﭼ‪ ،36‬قال الزخمشري‪ :‬إنَّ اختاذهم دينكم هزواً ولعباً‬

‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﭼ‪ ،42‬قال الزخمشري‪ :‬وقوله‬ ‫ال يصح أن يقابل باختاذكم إياهم أولياء‪ ،‬بل يقابل ذلك‬

‫وال تهنوا وال حتزنوا‪ ،‬تسلية من اللَّه سبحانه لرسوله‬ ‫بالبغضاء والشنآن واملنابذة"‪ .37‬وذهب أبو حيان اىل أنه نهي‬

‫وللمؤمنني عمّا أصابهم يوم أحد‪ ،‬واملعنى ال تبالوا مبا نزل‬ ‫صريح‪ ،‬وهو قوله " وملا نهى تعاىل املؤمنني عن اختاذ الكفار‬

‫بكم وال حتزنوا على من قتل منكم وال تضعفوا عن‬ ‫والنصارى أولياء‪ ،‬نهى عن اختاذ الكفار أولياء يهودا كانوا‬

‫اجلهاد‪ .43‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪،‬‬ ‫أو نصارى‪ ،‬أو غريهما"‪.38‬‬

‫إذ نهاهم عن أن يضعفوا عن جهاد أعدائهم وعن احلزن‬ ‫عاشرا‪ :‬مواالة اليهود‪ ،‬قال تعاىل ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬

‫ألجل هزميتهم يوم أحد أو على من استشهد من إخوانهم‬ ‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ ‪ ،39‬قال الزخمشري‪ :‬اخلطاب لبعض‬
‫أو ملا أصاب النيب (ص) أو ملا فات من الغنيمة أو جملموع‬ ‫فقراء املسلمني ممن كانوا يواصلون اليهود طمعا مبا عندهم‬
‫ذلك‪.44‬‬ ‫من اخلريات فقيل هلم‪ :‬ال تتولَّوا قوما مغضوبا عليهم‪ ،‬قد‬
‫ثانيا‪ :‬تآمر الكفار واملنافقني على الرسول (ص) وكيدهم‬ ‫يَئِسُوا من أن يكون هلم حظٌّ يف اآلخرة لعنادهم رسول اللّه‬
‫ﭽﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬ ‫لإلسالم‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫(ص)‪ ،‬وهم يعلمون أنه الرسول املنعوت يف التوراة‪ .40‬يف‬

‫ﮙ ﮚ ﮛﭼ ‪ ،45‬قال الزخمشري‪" :‬ال تهتم وال تبال‬ ‫حني ذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ‬

‫‪117‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫مبسارعة املنافقني يف الكفر مبا يلوح منهم من آثار الكيد‬

‫ﭦ ﭼ‪ ،51‬قال الزخمشري‪ :‬أي ال تشكُّ يف سوء عاقبة‬ ‫لإلسالم ومن مواالة املشركني‪ ،‬فإني ناصرك عليهم وكافيك‬

‫املشركني وتعرُّضهم ملا أصاب أمثاهلم قبلهم‪ .52‬وتابعه أبو‬ ‫شرَّهم"‪ .46‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي خرج اىل معنى‬

‫حيان يف خروج النهي اىل معنى التسلية‪ ،‬وهو قوله " شرح‬ ‫األمر‪ ،‬قال " أمره تعاىل أن ال حيزن وال يهتم بأمر املنافقني‪،‬‬

‫للرسول أحوال الكفار من قومه‪ ،‬وإنهم متبعو آبائهم كحال‬ ‫وأمر اليهود من تعنتهم وتربصهم به ومبن معه الدوائر‬

‫من تقدم من األمم يف اتباع آبائهم يف الضالل‪ ،‬وهذه تسلية‬ ‫ونصبهم له حبائل املكروه‪ ،‬وما حيدث هلم من الفساد يف‬

‫للرسول وعدة باالنتقام منهم إذ حاهلم يف ذلك حال األمم‬ ‫األرض ونصب احملاربة هلل ولرسوله وغري ذلك من الرذائل‬

‫السالفة"‪.53‬‬ ‫الصادرة عنهم"‪.47‬‬

‫خامسا‪ :‬توجس الرسول من مكر قومه وخطر مكائدهم‪،‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تدليس اليهود على رسول اهلل‪ ،‬قال تعاىل ﭽﭨ ﭩ‬

‫قال تعاىل ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﭼ‪،54‬‬ ‫ﭪﭫ ﭬ ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ‬

‫قال الزخمشري‪ :‬أي ال حتزنْ على قومك ألنهم مل يتبعوك‬ ‫ﭶ ﭷ ﭸﭼ‪ ،48‬قال الزخمشري‪ :‬أطلع اللَّه رسوله‬

‫وال تكن يف حرج من مكرهم وكيدهم لك فإنَّ اهلل يعصمك‬ ‫على خرب اليهود وساله مبا أنزل من وعيدهم‪ ،‬أي ال حتسنبَّ‬

‫منهم‪ .55‬وتابعه أبو حيان يف خروج النهي اىل معنى التسلية‪،‬‬ ‫اليهود الذين يفرحون مبا فعلوا من تدليسهم عليك ناجني‬

‫قال " ثم سلّى نبيَّه‪ ،‬فقال‪ :‬وال حتزنْ عليهم ‪ :‬أي يف كونهم‬ ‫من العذاب‪ .49‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن‬

‫مل يسلموا ومل يذعنوا إىل ما جئت به‪ ،‬وال تكنْ يف ضيق‪:‬‬ ‫معناه‪ ،‬قال "ويف هذه اآلية داللة على أن تزين اإلنسان مبا‬

‫أي يف حرج وأمر شاق عليك مما ميكرون‪ ،‬فإنَّ مكرهم‬ ‫ليس فيه وحبه املدح عليه منهي عنه ومذموم شرعاً"‪.50‬‬

‫الحق بهم‪ ،‬ال بك‪ ،‬واهلل يعصمك منهم" ‪.56‬‬ ‫رابعا‪ :‬التوجس من تفاقم خطر املشركني ومتاديه يف عبادة‬

‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ‬ ‫األوثان‪ ،‬قال تعاىل‬

‫‪118‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫ثامنا‪ :‬التوجس من املالئكة‪ ،‬قال تعاىل ﭽ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫ﭽﮀ ﮁ ﮂ‬ ‫سادسا‪ :‬االفتتان حبال الكفار‪ ،‬قال تعاىل‬

‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴﭼ‪ ،63‬قال‬ ‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﭼ ‪ ،57‬قال الزخمشري‪ :‬اخلطاب لرسول‬

‫الزخمشري‪" :‬الظاهر أنه أحسَّ بأنهم مالئكة‪ ،‬ونكرهم ألنه‬ ‫اللَّه (ص)‪ ،‬أي ال تلتفت إىل ما هم عليه من سعة الرزق‬

‫ختوَّف أن يكون نزوهلم ألمر أنكره اللّه عليه أو لتعذيب‬ ‫وإصابة حظوظ الدنيا‪ ،‬وال تغرتَّ بظاهر ما ترى من تبسطهم‬

‫قومه‪ ،‬وإمنا قالوا ال ختف ألنهم رأوا أثر اخلوف والتغيُّر يف‬ ‫يف األرض وتصرفهم يف البالد‪ .58‬وذهب أبو حيان اىل أن‬

‫وجهه"‪ .64‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪،‬‬ ‫النهي خرج اىل معنى التثبيت‪ ،‬وذلك أنَّ رسول اهلل (ص)‬

‫قال " فنهوه عن شيءٍ وقع يف نفسه‪ ،‬وعرفوا خيفته بكون‬ ‫مل يكن مغرتا حبال الكفار واملشركني وما هم عليه من‬

‫اهلل جعل هلم من االطالع ما مل جيعل لغريهم"‪.65‬‬ ‫الرخاء ولني العيش‪ ،‬فأُكِّد عليه ما كان وثبت على‬

‫‪ .3‬التأديب‪ :‬وتندرج حتته موضوعات عدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬ ‫التزامه‪.59‬‬

‫ﭽﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫أوال‪ :‬االعرتاض على مشيئة اهلل‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫ﭽ‬ ‫سابعا‪ :‬األسف لعناد الكفار وطغيانهم‪ ،‬قال تعاىل‬

‫ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭼ‪ ،66‬قال‬ ‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ‬

‫الزخمشري‪ :‬أي ال تلتمسْ مين ملتمساً ال تعلم أصوابٌ هو‬ ‫ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ‪ ،60‬قال الزخمشري‪ :‬اخلطاب للرسول‬

‫أم غريُ صوابٍ حتى تقف على كنهه‪ ،‬إذ جعل سؤال ما ال‬ ‫(ص) أن ال يتأسَّف عليهم لزيادة طغيانهم وكفرهم‪ ،‬فإنَّ‬

‫يعرف كنهه جهال وغباوة ووعظه أن ال يعود إليه وإىل أمثاله‬ ‫ضرر ذلك راجع إليهم‪ ،‬ويف املؤمنني غنىً عنهم‪ .61‬ويفهم‬

‫من أفعال اجلاهلني‪ .67‬ويفهم من كالم أبي حيان أنه مييل‬ ‫من كالم أبي حيان أنه مييل اىل هذا املعنى‪ ،‬أي خروج النهي‬

‫اىل هذا املعنى‪ ،‬قال "أي ال تطلب مين أمراً ال تعلم املصلحة‬ ‫اىل معنى العزاء والتسلية لرسول اهلل (ص)‪ ،‬وهو قوله " أي‬

‫فيه علم يقني‪ ،‬ونسب نوح النقص والذنب إىل نفسه تأدُّبا‬ ‫ال حتزن عليهم‪ ،‬فأقام الظاهر مقام املضمر تنبيها على العلة‬
‫‪62‬‬
‫‪.‬‬ ‫املوجبة لعدم التأسف‪ ،‬أو هو عام فيندرجون فيه"‬

‫‪119‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫ﭽﯓ‬ ‫رابعا‪ :‬التشبُّه باليهود يف أقواهلم‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫مع ربه فقال‪ :‬وإنْ ال تغفر لي‪ ،‬أي ما فرط من سؤالي‬

‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﭼ‪،75‬‬ ‫وترمحين بفضلك "‪.68‬‬

‫قال الزخمشري‪ :‬ال تتشبهوا باليهود يف قولكم‪ ،‬عند مساعكم‬ ‫ثانيا‪ :‬االتكال على النفس‪ ،‬قال تعاىل ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬

‫شيئا من القرآن‪ ،‬راعنا أي راقبنا وانتظرنا‪ ،‬ولكن قولوا ما‬ ‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﭼ‪ ،69‬قال الزخمشري‪" :‬‬

‫هو يف معناها وهو انظُرنا أي أمهلنا حتى حنفظ‪ .76‬وذهب‬ ‫وهذا نهي تأديب من اللّه لنبيه حني قالت اليهود لقريش‪:‬‬

‫أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى سبحانه‬ ‫سلوه عن الروح‪ ،‬وعن أصحاب الكهف‪ ،‬وذي القرنني‪،‬‬

‫املؤمنني أن خياطبوا رسوله بكلمة توهم بشيء ن اخلشونة‬ ‫فسألوه‪ ،‬فقال‪ :‬ائتوني غدا أخربكم ومل يستثن‪ ،‬فأبطأ عليه‬

‫أو اإلساءة ملقام النيب (ص)‪ ،‬وهو قوله " بُدىءَ بالنهي ألنه‬ ‫الوحي حتى شقَّ عليه وكذَّبتهُ قريش"‪ .70‬وذهب أبو حيان‬

‫من باب الرتوك فهو أسهل‪ ،‬ثم أتى باألمر بعده الذي هو‬ ‫اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬قال " ثم نهاه أن خيرب بأنه‬

‫أشق حلصول االستئناس قبلُ بالنهي‪ ،‬فنهوا يف عن أن خياطبوا‬ ‫يفعل يف الزمن املستقبل شيئاً إالّ ويقرن ذلك مبشيئة اهلل‬

‫الرسول بلفظ يكون فيه أو يوهم شيئاً من الغض مما يستحقه‬ ‫تعاىل"‪.71‬‬

‫من التعظيم وتلطيف القول وأدبه"‪.77‬‬ ‫ﭽﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬ ‫ثالثا‪ :‬اغرتار اإلنسان بنفسه‪ ،‬قال تعاىل‬

‫خامسا‪ :‬حماكاة الكفار يف تثبيطهم عزمية اجملاهدين‪ ،‬قال‬ ‫ﯿﭼ‪ ،72‬قال الزخمشري‪ :‬أي اليكنْ غرضك يف املشي‬

‫تعاىل ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬ ‫البطالة واألشر كما يفعلُ ذلك كثريٌ من الناس‪ .73‬وذهب‬

‫ﯧ ﯨﯩﯪﯫﯬ ﯭﯮﯯ ﯰﯱﯲﯳ ﯴ‬ ‫أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى لقمان‬

‫ﭼ‪ ،78‬قال الزخمشري‪ :‬أي ال تكونوا مثلهم يف النطق مبثل‬ ‫ولده عن التكرب على الناس واإلعجاب واملشي مرحاً‪.74‬‬

‫هذا القول واعتقاده‪ ،‬ليجعله اللَّه حسرة يف قلوبهم خاصة‬

‫ويصون منها قلوبكم‪ .79‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل‬

‫‪120‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫لقراءته‪ .85‬ويفهم من كالم أبي حيان أنه مييل اىل خروج‬ ‫خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى تعاىل املؤمنني أنْ يتشبَّهوا باملنافقني‬

‫النهي اىل معنى التاديب أو اإلرشاد‪ ،‬وهو قوله " أي تأنَّ‬ ‫يف اعتقادهم الفاسد بأنَّ من قتل يف احلرب لو قعد يف بيته‬

‫حتى يفرغ امللقى إليك الوحي وال تساوق يف قراءتك‬ ‫لعاش ومل ميت يف ذلك الوقت الذي عرض فيه نفسه‬

‫قراءته‪ ،‬فاملراد إذاً أن ال ينصب نفسه وال غريه عليه حتى‬ ‫للقتال‪.80‬‬

‫يتبيَّن بالوحي متامه أو بيانه أو هما مجيعا"‪.86‬‬ ‫سادسا‪ :‬أدب الصحبة أو االتباع‪ ،‬قال تعاىل ﭽﯔ ﯕ ﯖ‬

‫ﭽﮛ‬ ‫ثامنا‪ :‬التجهُّم يف وجه السائل أو زجره‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ ‪ ،81‬قال‬

‫ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ‪ ،87‬قال الزخمشري‪ :‬أي إذا جاءك طالب‬ ‫الزخمشري‪" :‬فمن شرط اتباعك لي أنك إذا رأيت مين شيئا‬

‫العلم فال تزجره‪ .88‬ويفهم من كالم أبي حيان أنه مييل اىل‬ ‫أن ال تفاحتين بالسؤال وال تراجعين فيه حتى أكون أنا الفاتح‬

‫هذا املعنى‪ ،‬قال " وملا عدد عليه هذه النعم الثالث‪ ،‬وصاه‬ ‫عليك‪ ،‬وهذا من آداب املتعلم مع العامل واملتبوع مع‬

‫بثالث كأنها مقابلة هلا‪ ...،‬فال تنهرْ‪ :‬أي تزجره‪ ،‬لكن أعطه‬ ‫التابع"‪ .82‬واكتفى أبو حيان بنقل كالم الزخمشري‪ ،‬ويبدو‬

‫أو رده رداً مجيالً"‪. 89‬‬ ‫أنه يتابعه فيما ذهب إليه‪ ،‬قال " أي إذا رأيتَ مين شيئاً خفي‬

‫‪ .4‬اإلرشاد‪ :‬ويقرتن مبوضوعات عدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬ ‫عليك وجه صحته فأنكرتَ يف نفسك فال تفاحتين بالسؤال‬

‫ﭽﯲ ﯳ ﯴ‬ ‫أوال‪ :‬مداهنة الكفار‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫حتى أكون أنا الفاتح عليك‪ ،‬وهذا من أدب املتعلم مع العامل‬

‫ﯵﭼ‪ ،90‬قال الزخمشري‪" :‬ال تكن ألجل اخلائنني‬ ‫املتبوع"‪.83‬‬

‫خماصما للربآء" ‪ .91‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج‬ ‫ﭽﭖ ﭗ‬ ‫سابعا‪ :‬االستعجال يف تلقي الوحي‪ ،‬قال تعاىل‬

‫عن معناه‪ ،‬قال " ملّا بيَّن األحكام الكثرية عرَّف أنَّ كلها من‬ ‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭼ ‪ ،84‬قال الزخمشري‪:‬‬

‫اهلل‪ ،‬وأنه ليس للرسول أن حييد عن شيء منها طلباً لرضا‬ ‫أي إذا لقَّنك جربائيل (ع) ما يوحى إليك من القرآن فتأنَّ‬

‫قوم"‪.92‬‬ ‫ريثما يسمعك ويفهمك وال تكن قراءتك مساوقة‬

‫‪121‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫رابعا‪ :‬حتريم الطيبات‪ ،‬قال تعاىل ﭽﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬ ‫ﭽﭪ‬ ‫ثانيا‪ :‬االحنراف العقدي بتأثري السحر‪ ،‬قال تعاىل‬

‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﭼ‪ ،99‬قال الزخمشري‪ :‬أي ال متنعوا‬ ‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭼ ‪ ،93‬قال‬

‫أنفسكم ما طاب ولذَّ من احلالل‪ ،‬وال حترِّموه مبالغة منكم‬ ‫الزخمشري‪ :‬ومعنى ال تكفر أي فال تتعلم معتقداً أنه حق‬

‫يف العزم على تركه تزهداً‪ .100‬ويقرتب أبو حيان من هذا‬ ‫فتكفر‪ .94‬ويفهم من كالم أبي حيان أنه يتابع من ذهب اىل‬

‫املعنى يف قوله " ومعنى ال حترِّموها ال متنعوا أنفسكم منها‬ ‫أن النهي خرج اىل معنى االستهزاء‪ ،‬وهو قوله " وقد تقدَّم‬

‫ملنع التحريم وال تقولوا حرَّمناها على أنفسنا مبالغةً منكم‬ ‫ما حكاه املهدوي إنَّ قوهلما‪ :‬فال تكفر‪ ،‬على سبيل‬

‫يف العزم على تركها تزهداً منكم وتقشفاً"‪.101‬‬ ‫االستهزاء‪ ،‬ال على سبيل النصيحة"‪. 95‬‬

‫ﭽﮮ‬ ‫خامسا‪ :‬السؤال عن التكاليف الشاقة‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫ﭽﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬ ‫ثالثا‪ :‬جمادلة أهل الكتاب‪ ،‬قال تعاىل‬

‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ‪ ،102‬قال‬ ‫ﮓ ﭼ‪ ،96‬قال الزخمشري‪" :‬ال جتادل أهل الكتاب يف شأن‬

‫الزخمشري‪ :‬ال تكثروا مسألة رسول اللَّه (ص) حتى تسألوه‬ ‫أصحاب الكهف إالّ جداال ظاهرا غري متعمق فيه‪ ،‬وهو أن‬

‫عن تكاليف شاقة عليكم‪ ،‬إن كلِّفتم إياها غمَّتكم وشقَّت‬ ‫تقص عليهم ما أوحى اللّه إليك من غري جتهيل هلم وال‬

‫وندمتم على السؤال عنها‪ .103‬ويفهم من كالم أبي حيان‬ ‫تعنيف بهم يف الرد عليهم"‪ .97‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي‬

‫خروج النهي اىل معنى الزجر والتوبيخ على اإلحلاح يف‬ ‫مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى سبحانه نبيَّه عن جمادلة أهل‬

‫السؤال عما مل يبلَّغوا فيه‪ ،‬وهو قوله " والظاهر من الروايات‬ ‫الكتاب يف أصحاب الكهف‪ ،‬قال " ثم نهاه تعاىل عن اجلدال‬

‫أنَّ األعراب أحلُّوا عليه بأنواع من السؤاالت فزجروا عن‬ ‫فيهم أي يف عدتهم‪ ،‬ومسّى مراجعته هلم مراءً على سبيل‬

‫ذلك بهذه اآلية"‪.104‬‬ ‫املقابلة ملماراة أهل الكتاب له يف ذلك‪ ،‬وقيَّده بقوله ظاهراً‬

‫أي غري متعمق فيه‪ ،‬وهو أن تقصَّ عليهم ما أوحي إليك‬

‫فحسب من غري جتهيل وال تعنيف"‪.98‬‬

‫‪122‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫أوال‪ :‬اجلد يف العمل بآيات اهلل ومراعاة أحكامه‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫سادسا‪ :‬االعتدال يف طلب املال‪ ،105‬قال تعاىل ﭽ ﯨ ﯩ‬

‫ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭼ‪ ،112‬قال الزخمشري‪ :‬أي‬ ‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﭼ‪،106‬‬

‫جدّوا يف األخذ بها والعمل مبا فيها وارعوها حق رعايتها‬ ‫قال الزخمشري‪ :‬أي أن تأخذ من مالك ما يكفيك‬

‫وإن مل تفعلوا فقد اختذمتوها هزواً ولعبا‪ .113‬وذهب أبو‬ ‫ويصلحك‪ .107‬ويفهم من كالم أبي حيان أنه يتابع من‬

‫حيان اىل أنه نهي صريح‪ ،‬وهو قوله " وملا نهى تعاىل املؤمنني‬ ‫ذهب اىل أن النهي خرج اىل معنى الوعظ واإلرشاد‪ ،‬وهو‬

‫عن اختاذ الكفار والنصارى أولياء‪ ،‬نهى عن اختاذ الكفار‬ ‫قوله " قال ابن عباس واجلمهور‪ :‬معناه وال تضيع عمرك يف‬

‫أولياء يهودا كانوا أو نصارى‪ ،‬أو غريهما"‪.114‬‬ ‫أن ال تعمل صاحلاً يف دنياك‪ ،‬إذ اآلخرة إمنا يعمل هلا يف‬

‫ﭽﯲ ﯳ ﯴ‬ ‫ثانيا‪ :‬تقريب املتقني وإكرامهم‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫الدنيا‪ ،‬فنصيب اإلنسان عمره وعمله الصاحل فيها ‪ ،‬وهذا‬

‫ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﭼ‪ ،115‬قال‬ ‫التأويل فيه عظة‪ .‬وقيل‪ :‬أرادوا بنصيبه الكفن‪ ،‬وهذا وعظ‬

‫الزخمشري‪ :‬أمره بتقريب املتقني وإكرامهم‪ ،‬وأن ال يطيع‬ ‫متصل‪ ،‬كأنهم قالوا‪ :‬ترتك مجيع مالك‪ ،‬ال يكون نصيبك‬

‫فيهم من أراد بهم خالف ذلك‪ .116‬وذهب أبو حيان اىل‬ ‫منه إالّ الكفن"‪.108‬‬

‫أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى تعاىل نبيَّه عن طرد‬ ‫ﯹ‬ ‫ﭽﯷ ﯸ‬ ‫سابعا‪ :‬التواضع للناس‪ ،‬قال تعاىل‬

‫فقراء املؤمنني عنه استجابة ألشراف العرب‪ ،‬قال " وملّا أمر‬ ‫ﯺﭼ‪ ،109‬قال الزخمشري‪ :‬أي أقبلْ على الناس بوجهك‬

‫تعاىل بإنذار غري املتقني لعلهم يتقون أردف ذلك بتقريب‬ ‫وال توهلم جانب الوجه كما يفعل املتكربون‪ .110‬ويفهم من‬

‫املتقني وإكرامهم ونهاه عن طردهم ووصفهم مبوافقة‬ ‫كالم أبي حيان أنه مييل اىل هذا املعنى‪ ،‬قال " أي ال توهلم‬

‫ظاهرهم لباطنهم من دعاء ربهم وخلوص نياتهم"‪.117‬‬ ‫شقَّ وجهك‪ ،‬كفعل املتكرب‪ ،‬وأقبل على الناس بوجهك من‬

‫ﭽﭑ‬ ‫ثالثا‪ :‬رعاية مال اليتيم وتعهده باحلفظ‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫غري كرب وال إعجاب‪ ،‬قاله ابن عباس واجلماعة"‪.111‬‬

‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭼ‪ ،118‬قال‬ ‫‪ .5‬األمر‪ :‬ويقرتن مبوضوعات عدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬

‫‪123‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫نهى سبحانه األزواج عن تكليف النساء ما ال يطقنَ أو‬ ‫ُدهُ فادفعوه‬


‫الزخمشري‪ :‬أي احفظوه حتى يبلغ اليتيمُ أش َّ‬

‫محلهنَّ على النشوز‪ ، ،‬وقيل‪ :‬املعنى فإن أطعنكم فال تبغوا‬ ‫إليه‪ .119‬وذهب أبو حيان اىل أنها نهيٌ صريحٌ‪ ،‬قال " هذا‬

‫عليهنَّ سبيالً من سبل البغي هلنَّ واإلضرار بهنَّ توصيالً‬ ‫نهيٌ عن القرب الذي يعمُّ مجيع وجوه التصرف‪ ،‬وفيه سدُّ‬

‫بذلك قال " ومعنى فال تبغوا‪ :‬فال تطلبوا عليهنَّ سبيالً من‬ ‫الذريعة"‪.120‬‬

‫السبل الثالثة املباحة‪ ،‬وهي الوعظ واهلجر والضرب إىل‬ ‫ﭽﯔ‬ ‫رابعا‪ :‬حجب إدارة األموال عن السفهاء‪ ،‬قال تعاىل‬

‫نشوزهنَّ"‪.126‬‬ ‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﭼ‪ ،121‬قال الزخمشري‪:‬‬


‫‪ .6‬التحقري‪ :‬ويقرتن مبوضوعات عدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬ ‫هو أمر لكل أحد أن ال خيرج ماله اىل سفيه يعلم أنه يضعه‬

‫أوال‪ :‬املناجاة بالشر‪ ،‬قال تعاىل ﭽﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬ ‫فيما ال ينبغي ويفسده‪ .122‬ويفهم من كالم أبي حيان ونقله‬

‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﭼ‪ ،127‬قال‬ ‫ألقوال العلماء أنَّ النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬وهو قوله " نهى‬

‫الزخمشري‪ :‬أي إذا تناجيتم فال تتشبَّهوا باليهود واملنافقني يف‬ ‫أن يدفع إىل السفيه شيء من مال غريه‪ ،‬وإذا وقع النهي عن‬

‫تناجيهم بالشر‪ .128‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج‬ ‫هذا فإن ال يؤتى شيئاً من مال نفسه أوىل وأحرى‬

‫عن معناه‪ ،‬إذ نهى سبحانه املؤمنني أن يكون تناجيهم مثل‬ ‫بالنهي"‪.123‬‬

‫تناجي الكفار‪ ،‬وبدأ باإلثم لعمومه‪ ،‬ثم بالعدوان لعظمته يف‬ ‫خامسا‪ :‬رفع األذى واحليف عن الناشز بعد رجوعها اىل‬

‫النفوس‪ ،‬ثم ترقى إىل ما هو أعظم‪ ،‬وهو معصية الرسول‬ ‫الطاعة‪ ،‬قال تعاىل ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭼ‬

‫(ص) ‪.129‬‬ ‫‪ ،124‬قال الزخمشري‪" :‬أزيلوا عنهن التعرض باألذى والتوبيخ‬

‫ثانيا‪ :‬حتريف آيات اهلل طلبا للمال أو الرئاسة‪ ،‬قال تعاىل ﭽ‬ ‫والتجين وتوبوا عليهن واجعلوا ما كان منهن كأن مل يكن‬

‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ ‪ ،130‬قال الزخمشري‪ :‬أي ال‬ ‫بعد رجوعهن إىل الطاعة واالنقياد وترك النشوز"‪.125‬‬

‫تستبدلوا بآياتي مثنا‪ ،‬والثمن القليل الرئاسة اليت كانت هلم‬ ‫ويفهم من كالم أبي حيان أنَّ النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ‬

‫‪124‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫الزخمشري‪ :‬إنَّ تهالككم على طلب األموال واألوالد أمر‬ ‫يف قومهم‪ ،‬خافوا عليها الفوات لو أصبحوا أتباعا لرسول‬

‫تافه حقري ألن قدر منفعة األموال واألوالد أهون شيء‬ ‫اللَّه (ص) فاستبدلوها بآيات اللَّه‪ ،‬وباحلقِّ‪ ،‬الذي كلُّ كثري‬

‫وأدونه يف جنب ما عند اللّه‪ .137‬ويقرتب أبو حيان من هذا‬ ‫إليه قليلٌ وكلُّ كبري إليه حقريٌ‪ ،‬فما بالُ القليل احلقري؟‪،‬‬

‫املعنى يف قوله " ال تُ ْل ِهكُم أمواُلكُمْ بالسعي يف منائها والتلذذ‬ ‫وقيل‪ :‬كانت عامَّتُهم يُعطونَ أحبارهم من زروعهم ومثارهم‬

‫جبمعها‪ ،‬وال أوالدكم بسروركم بهم وبالنظر يف مصاحلهم‬ ‫ويهدون إليهم اهلدايا ويرشونهم الرشا على حتريفهم الكلم‬

‫يف حياتكم وبعد مماتكم"‪.138‬‬ ‫وتسهيلهم هلم ما صعب عليهم من الشرائع‪.131‬‬

‫خامسا‪ :‬النظر اىل ما يف أيدي الناس من نعم اهلل‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫وذكر أبو حيان أنَّ الشراء يراد به االستبدال‪ ،‬أي وال‬

‫ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﭼ‪ ،139‬قال‬ ‫تستبدلوا بآياتي العظيمة أشياء حقرية خسيسة‪.132‬‬

‫الزخمشري‪ :‬أي ال تطمح ببصرك اىل ما متَّعنا به أصنافا من‬ ‫ثالثا‪ :‬االعتداء على الضيف‪ ،‬قال تعاىل ﭽﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬

‫الكفار طموح راغب فيه متمنٍّ له‪ ،‬فقد أوتيت النعمة‬ ‫قال الزخمشري‪" :‬ال تهينوني وال‬ ‫ﯘ ﯙﭼ‪،133‬‬

‫العظمى اليت كلُّ نعمة وإن عظمت فهي إليها حقرية ضئيلة‪،‬‬ ‫تفضحوني يف حقِّ ضيويف‪ ،‬فإنه إذا خزي ضيف الرجل أو‬

‫وهي القرآن العظيم‪ ،‬فعليك أن تستغين به‪ .140‬وذهب أبو‬ ‫جاره فقد خزي الرجل‪ ،‬وذلك من عراقة الكرم وأصالة‬

‫حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى املؤمنني عن‬ ‫املروءة"‪ .134‬ويقرتب أبو حيان من هذا املعنى يف قوله "‬

‫االشتغال مبتاع الدنيا‪ ،‬قال " وملّا ذكر تعاىل ما أنعم به على‬ ‫حيتمل أن يكون من اخلزي وهو الفضيحة‪ ،‬أو من اخلزاية‬

‫رسوله من إتيانه ما آتاه‪ ،‬نهاه‪ ،‬وهذا وإن كان خطاباً‬ ‫وهو االستحياء‪ ،‬ألنه إذا خزي ضيف الرجل أو جاره فقد‬

‫للرسول فاملعنى نهى أمته عن ذلك ألن من أوتي القرآن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪135‬‬
‫خزي هو‪ ،‬وذلك من عراقة الكرم وأصل املروءة"‬

‫شغله النظر فيه وامتثال تكاليفه وفهم معانيه عن االشتغال‬ ‫قال تعاىل ﭽﮝ ﮞ ﮟ‬ ‫رابعا‪ :‬التهالك يف حتصيل املال‪،‬‬
‫بزهرة الدنيا"‪.141‬‬ ‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﭼ‪ ،136‬قال‬

‫‪125‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫من اليهود والنصارى من بعد ما جاءتهم الدالئل املوجبة‬ ‫‪ .7‬التهديد‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬

‫لالتفاق على كلمة احلق‪ .149‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي‬ ‫ﭽﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫أوال‪ :‬االفرتاء على اهلل‪ ،‬قال تعاىل‬

‫مل خيرج عن معناه وأنه تضمن شرحا وتفسريا لقوله يف آية‬ ‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﭼ‪ ،142‬قال الزخمشري‪:‬‬
‫سابقة (وال تفرَّقوا) ‪.150‬‬ ‫أي ال تدعوا آيات اهلل ومعجزاته سحرا فيستأصلكم‬

‫ﭽﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫رابعا‪ :‬بطالن الصدقة باملن‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫بالعذاب‪ .143‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي خرج اىل معنى‬

‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﭼ ‪ ،151‬قال الزخمشري‪ :‬أي‬ ‫التحذير‪ ،‬إذ خاطبهم خطاب حمذِّرٍ وندبهم إىل قول احلق إذ‬

‫ال تبطلوا صدقاتكم باملنّ واألذى كإبطال املنافق الذي ال‬ ‫رأوه وأن ال يباهتوا بكذب‪ ،‬وفيه داللة على عظم االفرتاء‬

‫يبتغي بإنفاقه وجه اللَّه وال ثواب اآلخرة ‪ .152‬وذهب أبو‬ ‫وأنه يرتتب عليه هالك االستئصال‪.144‬‬

‫حيان اىل أنه نهي صريح‪ ،‬إذ صرَّح سبحانه بالنهي عن املن‪،‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تهاون العبد إزاء حق اهلل‪ ،‬قال تعاىل ﭽﭱ ﭲ ﭳ‬

‫وخصَّ الصدقة بالنهي إذ كان املنُّ فيها أعظم وأشنع‪.153 .‬‬ ‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭼ‪ ،145‬قال الزخمشري‪ :‬ال تكونوا‬
‫‪ .8‬التهييج‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬ ‫كالذين نسوا حق اهلل فجعلهم ناسني حق أنفسهم‬

‫ﭽﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬ ‫أوال‪ :‬زيادة اإلخالص والتقوى‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫باخلذالن‪ .146‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي خرج اىل معنى‬

‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭼ‪ ،154‬قال الزخمشري‪" :‬قد علم‬ ‫التنبيه والتحذير‪ ،‬وهو قوله " وهذا تنبيه على فرط غفلتهم‬

‫أنَّ ذلك ال يكون ولكنه أراد أن حيرِّك منه الزدياد اإلخالص‬ ‫واتباع شهواتهم"‪.147‬‬

‫والتقوى"‪ .155‬وذهب أبو حيان اىل أنه نهي صريح للكفار‬ ‫ثالثا‪ :‬تفريق وحدة األمة اإلسالمية‪ ،‬قال تعاىل ﭽﮦ ﮧ‬

‫أن ال يدعوا مع اهلل إهلا آخر‪ ،‬قال " واخلطاب يف احلقيقة‬ ‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﭼ‪ ،148‬قال‬
‫للسامع‪ ،‬ألنه تعاىل قد علم أنَّ ذلك ال ميكن أن يكون من‬ ‫الزخمشري‪ :‬ال يكن حالكم كحال الذين تفرَّقُوا واختلفوا‬
‫الرسول"‪.156‬‬

‫‪126‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫مما عرضوا عليه من امللك أو املال‪ ،‬وإمنا رغبته يف الدعاء إىل‬ ‫ثانيا‪ :‬القسم على ترك اإلحسان أو التقصري فيه‪ ،‬قال تعاىل‬

‫اهلل واإلميان به‪.162‬‬ ‫ﭽﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬

‫رابعا‪ :‬توجُّس الرسول ملا نزل عليه من الوحي‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉﭼ‪ ،157‬قال‬

‫ﭽ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭼ‪،163‬‬ ‫الزخمشري‪ :‬أي ال يقصِّروا يف أن حيسنوا اىل املستحقني‬

‫قال الزخمشري‪" :‬فال تكنْ يف شكٍّ من أنك لقيتَ مثله‬ ‫لإلحسان‪ ،‬وإن كانت بينهم شحناء‪ ،‬مثل ما يرجون أن‬

‫ولقيتَ نظريه"‪ .164‬ويفهم من كالم أبي حيان أنه مييل اىل‬ ‫يفعل بهم ربُّهم مع كثرة خطاياهم وذنوبهم‪ .158‬يف حني‬

‫هذا املعنى‪ ،‬أي اىل خروج النهي اىل معنى التسلية‪ ،‬إذ‬ ‫ذهب أبو حيان اىل أن النهي خرج اىل معنى األمر‪ ،‬وهو‬

‫خاطب نبيَّه بأنا آتيناك مثل ما آتينا موسى ولقناك مبثل ما‬ ‫أمر للمؤمنني وكل من يقع عليه هذا الوصف أن حيسنوا اىل‬

‫لقن من الوحي‪ ،‬فال تكُ يف شكٍّ من أنك لقيتَ مثله‬ ‫ذويهم‪ ،‬قال " وكان مسطح ابن خالة أبي بكر الصديق‪،‬‬

‫وتعرَّضتَ لنظريه‪.165‬‬ ‫وكان ما نسب إليه داعياً أبا بكر أن ال حيسن إليه‪ ،‬فأمر هو‬

‫‪ .9‬التسليم‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬ ‫ومن جرى جمراه بالعفو والصفح"‪.159‬‬

‫ﭽ‬ ‫أوال‪ :‬التوجُّس من ادعاءات أهل الكتاب‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫ﭽﯓ ﯔ‬ ‫ثالثا‪ :‬مالينة الكفار وتلبية رغباتهم‪ ،‬قال تعاىل‬

‫ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ‪ ،166‬قال الزخمشري‪:‬‬ ‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ ‪ ،160‬قال‬

‫إنَّ احلق ما ثبت أنه من اللَّه كالذي أنت عليه فَال َتكُونَنَّ‬ ‫الزخمشري‪ :‬أي ال جتب الكفار اىل ما يريدونك عليه‪ ،‬وأراد‬

‫من الشاكني يف أنه من ربك‪ ،‬وما مل يثبت أنه من اللَّه‬ ‫بهذا تهييجه وتهييج املؤمنني وحتريكهم‪ .161‬وذهب أبو‬

‫كالذي عليه أهل الكتاب فهو الباطل‪ .167‬وذهب أبو حيان‬ ‫حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى سبحانه نبيَّه‬

‫اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى تعاىل نبيَّه أن يكون‬ ‫عن طاعة كفار قريش حتى يظهر هلم أنه ال رغبة له يف شيء‬

‫من الشاكني مبا أنزل عليه من ربه‪ ،‬قال " ودلَّ املمرتين على‬

‫‪127‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫من اللَّه صادرة عن حكمة وتدبري وعلم بأحوال العباد‪.173‬‬ ‫وجودهم‪ ،‬ونهي أن يكون منهم‪ ،‬والنهي عن كونه منهم‬

‫وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى‬ ‫أبلغ من النهي عن نفس الفعل‪ ،‬وأكَّد النهي بنون التوكيد‬

‫سبحانه املؤمنني عن متين ما عند الغري وأن يرضوا مبا قسم‬ ‫مبالغةً يف النهي‪ ،‬واملعنى‪ :‬فال تكوننَّ من الذين يشكون يف‬

‫هلم‪ ،‬قال " نهاهم عن متين ما فضل اهلل به بعضهم على بعض‪،‬‬ ‫احلق‪ ،‬ألن ما جاء من اهلل تعاىل ال ميكن أن يقع فيه شك‬

‫إذ التمين لذلك سبب مؤثر يف حتصيل الدنيا وشوق النفس‬ ‫وال جدال‪ ،‬إذ هو احلق احملض الذي ال ميكن أن يلحق فيه‬

‫إليها بكل طريق‪ ،‬وظاهر اآلية يدلُّ على النهي أن يتمنى‬ ‫ريب وال شك"‪.168‬‬

‫اإلنسان لنفسه ما فضل به عليه غريه‪ ،‬بل عليه أن يرضى مبا‬ ‫ﭽﰎ‬ ‫ثانيا‪ :‬التوجُّس من ادعاءات أهل الكتاب‪ ،‬قال تعاىل‬

‫قسم اهلل له"‪.174‬‬ ‫ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﭼ‪ ،169‬قال‬

‫ﭽﭬ ﭭ ﭮ‬ ‫رابعا‪ :‬اليأس من روح اهلل‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫الزخمشري‪ :‬اخلطاب للرسول (ص)‪ ،‬يف معرض بيان حرصه‬

‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ‪ ،175‬قال الزخمشري‪ :‬أي بشَّرناك‬ ‫على إسالم قومه وتهالكه عليه‪ ،‬بأن ال يكون من الذين‬

‫باليقني الذي ال لبس فيه فال تيأس من روح اهلل القادر على‬ ‫جيهلون الواقع ويرومون ما هو خالفه‪ .170‬ويفهم من كالم‬

‫أن يوجد ولداً من غري أبوين‪ ،‬فكيف من شيخ فان وعجوز‬ ‫أبي حيان وما نقله عن املفسرين أن النهي خرج اىل معنى‬

‫عاقر؟‪ .176‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪،‬‬ ‫التثبيت للنيب (ص) بأن ال حيزن على أمر أراده اهلل وأمضاه‬

‫قال " فال تكن من القانطني نهيٌ‪ ،‬والنهيُ عن الشيء ال يدل‬ ‫وعلم املصلحة فيه‪.171‬‬

‫على تلبس املنهى عنه به وال مبقارنته‪ ،‬وأنَّ احملاورة يف البشارة‬ ‫قال تعاىل ﭽ‬ ‫ثالثا‪ :‬التطلع اىل ما عند اآلخرين من نعم اهلل‪،‬‬

‫ال تدلُّ على القنوط‪ ،‬بل ذلك على سبيل االستبعاد ملا جرت‬ ‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﭼ‪ ،172‬قال‬
‫به العادة"‪.177‬‬ ‫الزخمشري‪ :‬ينبغي على كلِّ أحد أن يرضى مبا قسم اهلل تعاىل‬
‫‪ .10‬التيئيس‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬ ‫له وال حيسد أخاه على حظه من اجلاه واملال ألنَّ ذلك قسمة‬

‫‪128‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫ﭼ‪ ،184‬قال الزخمشري‪ :‬يقال هلم عند دخوهلم النار‪ :‬ال‬ ‫ﭽﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫أوال‪ :‬الفرار من عذاب اهلل‪ ،‬قال تعاىل‬

‫تعتذروا‪ ،‬ألنه ال عذر لكم‪ ،‬أو ألنه ال ينفعكم االعتذار ‪.‬‬ ‫ﭟﭠﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ‬

‫وتابعه أبو حيان يف خروج النهي اىل معنى التيئيس وعدم‬ ‫ﭼ‪ ،178‬قال الزخمشري‪ :‬أي هو قول اهلل عز وجل يلهمه‬
‫اجلدوى من تقديم االعتذار بعد فوات األوان‪ ،‬قال " ال‬ ‫املنهزمني فيحدِّثوا به نفوسهم أو يسمعه مالئكته لينفعهم يف‬
‫تعتذروا خطاب هلم عند دخوهلم النار ألنه ال ينفعهم‬ ‫دينهم‪ .179‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي خرج اىل معنى‬
‫االعتذار‪ ،‬فال فائدة فيه"‪.185‬‬ ‫التهكم‪ ،‬وهو من كالم مالئكة العذاب على وجه اهلزء بهم‬
‫‪ .11‬التثبيت‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬ ‫الغرتارهم وظنهم أنهم من اهلل مبكان وأنهم مبنجى من‬

‫أوال‪ :‬الثبات على حماربة الشيطان ومعاداته‪ ،‬قال تعاىل ﭽﯱ‬ ‫عذابه‪.180‬‬

‫ﯲ ﯳﭼ‪ ،186‬قال الزخمشري‪" :‬أي اثبت على ما أنت عليه‬ ‫ثانيا‪ :‬خصومة األقران يوم القيامة‪ ،‬قال تعاىل ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ‬

‫من عصيانه"‪ .187‬ويفهم من كالم أبي حيان أنه مييل اىل‬ ‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ‪ ،181‬قال الزخمشري‪" :‬ال‬
‫املعنى‪ ،‬أي خروج النفي اىل معنى التثبيت‪ ،‬إذ خاطب تعاىل‬ ‫ختتصموا يف دار اجلزاء وموقف احلساب فال فائدة يف‬
‫نبيه أن ال يلتفت اىل كالم أبي جهل وال اىل نهيه‪ ،‬وهو قوله‬ ‫اختصامكم وال طائل حتته"‪ .182‬وذهب أبو حيان اىل أن‬
‫" ال تُطعْهُ‪ :‬أي ال تلتفت إىل نهيه وكالمه"‪.188‬‬ ‫النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬وأن النهي واقع يف دار اجلزاء‪،‬‬

‫ثانيا‪ :‬االحتكام اىل اهلوى‪ ،‬قال تعاىل ﭽ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬ ‫وهو قوله " أي يف دار اجلزاء وموقف احلساب وقد قدَّمتُ‬

‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﭼ ‪ ،189‬قال الزخمشري‪ :‬أي ال‬ ‫إليكم بالوعيد فلم أترك لكم حُجَّةً‪ ،‬والتقديم كان يف الدنيا‬

‫تتَّبِعْ هوى النفس يف قضائك وما تتصرَّفُ فيه من أسباب‬ ‫‪ ،‬ونهيهم عن االختصام يف اآلخرة"‪.183‬‬

‫الدين والدنيا فيكون ذلك سببا لضاللك عن شرائع اهلل اليت‬ ‫ثالثا‪ :‬عدم جدوى االعتذار أو الندم يوم احلساب‪ ،‬قال تعاىل‬

‫شرَّعها وأوحى بها‪ .190‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي خرج‬ ‫ﭽ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬

‫‪129‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫أبو حيان فيما ذهب إليه‪ ،‬وهو خروج النهي اىل معنى‬ ‫اىل معنى األمر باجتناب اهلوى‪ ،‬واملقصود باخلطاب مَنْ وليَ‬

‫الوعيد‪ ،‬إذ تضمَّن النص وعيدا عظيما للظاملني وتسلية‬ ‫أمور الناس من غري املعصوم‪ ،‬قال " ملّا كان اهلوى قد يعرض‬

‫للمظلومني‪ ،‬وأن اخلطاب موجَّهٌ للسامع الذي ميكن منه‬ ‫لغري املعصوم‪ ،‬أمر باجتنابه وذكر نتيجة اتباعه‪ ،‬وهو إضالله‬

‫حسبان مثل هذا جلهله بصفات اهلل‪.197‬‬ ‫عن سبيل اهلل" ‪.191‬‬

‫ثانيا‪ :‬اتباع اهلوى رغبة يف اجلور أو عزوفا عن العدل‪ ،‬قال‬ ‫قال تعاىل ﭽﭳ‬ ‫ثالثا‪ :‬املداهنة واللني مع الكفار واملنافقني‪،‬‬

‫تعاىل ﭽﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭼ ‪ ،198‬قال الزخمشري‪" :‬ال‬ ‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ‪،192‬‬

‫تتبعوا اهلوى كراهة أن تعدلوا بني الناس أو إرادة أن تعدلوا‬ ‫قال الزخمشري‪ :‬أراد الدوام والثبات على ما كان عليه من‬

‫عن احلق"‪ .199‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن‬ ‫جمانبة الكفار ومعاداتهم‪ .193‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي‬

‫معناه‪ ،‬إذ نهى سبحانه املؤمنني عن اتباع اهلوى بعد أن‬ ‫مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى تعاىل نبيَّه عن االستماع للكافرين‬

‫أمرهم بتحري العدل وااللتزام به‪ ،‬قال " ملا أمر تعاىل بالقيام‬ ‫واملنافقني أو األخذ مبشورتهم‪ ،‬وهو قوله " نهي له عليه‬

‫بالعدل وبالشهادة ملرضاة اهلل نهى عن اتباع اهلوى ‪ ،‬وهو‬ ‫السالم عن السماع منهم يف أشياء كانوا يطلبونها مما ال‬

‫ما متيل إليه النفس مما مل يبحه اهلل تعاىل"‪.200‬‬ ‫جيب‪ ،‬ويف أشياء ينتصحون بها وهي غش"‪.194‬‬

‫ﭽﯲ ﯳ ﯴ‬ ‫ثالثا‪ :‬ترقُّب اخلري من البخل‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫‪ .12‬الوعيد‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬

‫ﰂﰃ‬ ‫ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬ ‫ﭽﯶ‬ ‫أوال‪ :‬التوجُّس من إمهال الظاملني‪ ،‬قال تعاىل‬

‫ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﭼ‪ ،201‬قال الزخمشري‪ :‬أي‬ ‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﭼ‪ ،195‬قال‬

‫ال حيسنبَّ الذين يبخلون خبلهم خريا هلم‪ ،‬بل سيلزمون وبال‬ ‫الزخمشري‪" :‬إنَّ املراد بالنهي عن حسبانه غافال‪ ،‬اإليذان بأنه‬

‫ما خبلوا به إلزام الطوق‪ ،‬وقوله (مبا تعملون) على طريقة‬ ‫عامل مبا يفعل الظاملون‪ ،‬ال خيفى عليه منه شيء‪ ،‬وأنه معاقبهم‬

‫االلتفات‪ ،‬وهي أبلغ يف الوعيد‪ .202‬وتابعه أبو حيان يف‬ ‫على قليله وكثريه على سبيل الوعيد والتهديد"‪ .196‬وتابعه‬

‫‪130‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫ثالثا‪ :‬الظن بأنَّ حادثة اإلفك تعقب شرا على أصحابها‪ ،‬قال‬ ‫خروج النهي اىل معنى الوعيد‪ ،‬قال " وبيَّن الوعيد الشديد‬

‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫تعاىل‬ ‫ملن يبخل‪ ،‬والبخلُ الشرعي عبارة عن منع بذل‬

‫ﭟ ﭠﭼ‪ ،210‬قال الزخمشري‪ :‬أي لقد اكتسبوا فيه الثواب‬ ‫الواجب"‪.203‬‬

‫العظيم لكونه بالء مبينا وحمنة ظاهرة‪ .211‬ويفهم من كالم‬ ‫‪ .13‬االعتبار‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬

‫أبي حيان أنه يذهب اىل هذا املعنى‪ ،‬وهو خروج النهي اىل‬ ‫ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬ ‫أوال‪ :‬االغرتار مبتاع الدنيا‪ ،‬قال تعاىل‬

‫معنى االعتبار‪ ،‬قال " ال حتسبوه ينزل بكم منه عار‪ ،‬بل هو‬ ‫ﯠﭼ‪ ،204‬قال الزخمشري‪" :‬ال يفرح بالدنيا إالّ من رضي‬

‫خري لكم لرباءة الساحة وثواب الصرب على ذلك األذى‬ ‫بها واطمأن‪ ،‬وأمّا من قلبه إىل اآلخرة ويعلم أنه مفارق ما‬

‫وانكشاف كذب القاذفني"‪.212‬‬ ‫فيه عن قريب مل حتدّثه نفسه بالفرح"‪ .205‬وذهب أبو حيان‬

‫‪ .14‬التخويف‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬ ‫اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬قال " وملّا نهوه عن الفرح‬

‫أوال‪ :‬تفرُّق وحدة الصف‪ ،‬قال تعاىل ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫املطغى‪ ،‬أمروه بأن يطلب فيما آتاه اهلل من الكنوز وسعة‬

‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ‪ ،213‬قال الزخمشري‪ :‬أي ال يقع اخلالف‬ ‫الرزق ثواب الدار اآلخرة"‪.206‬‬

‫بينكم كما اختلفت اليهود والنصارى أو كما كنتم متفرقني‬ ‫ﭽﭿ ﮀ ﮁ‬ ‫ثانيا‪ :‬املبالغة بالضجر واملغاضبة‪ ،‬قال تعاىل‬

‫يف اجلاهلية‪ ،‬وال حتدثوا ما يكون عنه التفرق ويزول معه‬ ‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ‪ ،207‬قال الزخمشري‪:‬‬

‫االجتماع واأللفة اليت أنتم عليها مما يأباه جامعكم واملؤلف‬ ‫أي ال يوجدْ منك ما وجد من يونس (ع) من الضجر‬

‫بينكم‪ .214‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪،‬‬ ‫واملغاضبة فتُبتلى ببالئه‪ .208‬ويفهم من كالم أبي حيان أنه‬

‫قال " نهوا عن التفرق يف الدين واالختالف فيه كما اختلف‬ ‫يذهب اىل هذا املعنى‪ ،‬أي اىل خروج النهي اىل معنى‬

‫اليهود والنصارى‪ ،‬وقيل‪ :‬عن املخاصمة واملعاداة اليت كانوا‬ ‫االعتبار‪ ،‬قال " وليس النهي منصباً على الذوات‪ ،‬إمنا املعنى‬
‫‪215‬‬
‫‪.‬‬ ‫عليها يف اجلاهلية"‬ ‫ال يكن حالك مثل حاله"‪.209‬‬

‫‪131‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫ﭽﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬ ‫أوال‪ :‬التشويش على القرآن‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫ثانيا‪ :‬النكوص عن القتال‪ ،‬قال تعاىل ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬

‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﭼ‪ ،222‬قال‬ ‫ﮱﯓﯔ‬ ‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭼ ‪ ،216‬قال الزخمشري‪ :‬أي ال‬

‫الزخمشري‪ :‬أي ال تسمعوا له إذا قرئ وتشاغلوا عند قراءته‬ ‫ختافوهم فتقعدوا عن القتال وجتبنوا فإن اإلميان يقتضي أن‬

‫برفع األصوات حتى تشوِّشوا على القارئ وتغلبوه على‬ ‫تؤثروا خوف اللَّه على خوف الناس‪ .217‬وذهب أبو حيان‬

‫قراءته‪ .223‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪،‬‬ ‫اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى سبحانه املؤمنني‬

‫قال " أي ال تصغوا‪ ،‬هلذا القرآن والغوا فيه إذا تاله‬ ‫عن خوف أولياء الشيطان ‪ ،‬وأمرهم وال تفرَّقوا خبوفه‬

‫حممد"‪.224‬‬ ‫وحده‪.218‬‬

‫ثانيا‪ :‬اخلوف من مطاعن أهل الكتاب ومكائدهم‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫ﭽﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬ ‫ثالثا‪ :‬الفرار يف احلرب‪ ،‬قال تعاىل‬

‫ﭽﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫ﯘ ﯙ ﭼ‪ ،219‬قال الزخمشري‪ :‬أي ال ترتدُّوا على‬

‫ﮮ ﮯ ﭼ‪ ،225‬قال الزخمشري‪ :‬أي ال ختافوا‬ ‫أدباركم من خوف اجلبابرة جبناً وهلعاً فرتجعوا خاسرين‬

‫مطاعنهم يف قبلتكم فإنهم ال يضرونكم‪ .226‬ويفهم من‬ ‫ثواب الدنيا واآلخرة‪ .220‬وتابعه أبو حيان فيما ذهب إليه‬

‫كالم أبي حيان أنه يتابعه يف هذا املعنى‪ ،‬قال " املعنى كأنه‬ ‫ونقل طرفا من كالمه‪ ،‬قال " أي ال تنكصوا على أعقابكم‬

‫قيل‪ :‬من يظلم من الناس فال ختافوا مطاعنهم يف قبلتكم"‪.227‬‬ ‫من خوف اجلبابرة جبنا وهلعا‪ ،‬وحيتمل أن يراد‪ :‬ال ترتدوا‬

‫ﭽﮖ ﮗ ﮘ‬ ‫ثالثا‪ :‬هيمنة اخلوف على النفس‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫على أدباركم يف دينكم ملخالفتكم أمر ربكم وانقالبهم‬

‫ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝﭼ‪ ،228‬قال الزخمشري‪" :‬وقيل‬ ‫خاسرين‪ ،‬وحقيق باخلسران من خالف ما فرضه اهلل عليه‬

‫ملّا قال له ربه ال ختفْ بلغ من ذهاب خوفه وطمأنينة نفسه‬ ‫من اجلهاد وخالف أمره"‪.221‬‬

‫أن أدخل يده يف فمها وأخذ بلحيها"‪ .229‬وذهب أبو حيان‬ ‫‪ .15‬التهوين‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬

‫‪132‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫وإن كثروا فمرجعهم فيما هم فيه هو اهلوى واتباعه ال‬ ‫اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬قال " ثم أمره تعاىل باإلقدام‬

‫الربهان وتدبره‪ ،‬ويف هذا حثٌّ على العمل بالدليل وإنذار‬ ‫على أخذها ونهاه عن أن خياف منها وذلك حني وىل مدبراً‬

‫بأنَّ اهلالك والردى مع التقليد وأهله‪ .235‬وذهب أبو حيان‬ ‫ومل يعقب"‪.230‬‬

‫اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى سبحانه نبيَّه موسى‬ ‫‪ .16‬اإلنذار‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬

‫عن مالينة الكفار لئال يطمعوا يف صدِّه عما هو عليه من‬ ‫ﭽﰅ ﰆ‬ ‫أوال‪ :‬قبح جمالسة املستهزئني‪ ،‬قال تعاىل‬

‫إميان واعتقاد‪ ،‬قال " والظاهر أنَّ اخلطاب ملوسى عليه‬ ‫ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﭼ‪ ،231‬قال‬
‫السالم‪ ،‬وال يلزم من النهي عن الشيء إمكان وقوعه ممن‬ ‫الزخمشري‪ :‬قبَّح جمالسة املستهزئني ألنها مما تنكره العقول‪،‬‬
‫سبقت له العصمة‪ ،‬فينبغي أن يكون لفظاً وللسامع غريه ممن‬ ‫واملعنى ال تقعد بعد أن ذكَّرناك قبحها ونبَّهناك عليه‬
‫ميكن وقوع ذلك منه"‪.236‬‬ ‫معهم‪ .232‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪،‬‬
‫‪ .17‬التحذير‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬ ‫إذ نهى سبحانه نبيَّه عن جمالسة الظاملني بعد تذكُّر النهي‪،‬‬

‫أوال‪ :‬االنتقام بدافع البغض‪ ،‬قال تعاىل ﭽﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫وأن ال ينشغل بوسوسة الشيطان‪ ،‬قال " أي إن شغلك‬

‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﭼ ‪ ،237‬قال‬ ‫بوسوسته حتى تنسى النهي عن جمالستهم فال تقعدْ معهم‬

‫الزخمشري‪ :‬ال يكسبنَّكم بغض قوم ألن صدُّوكم عن‬ ‫بعد الذكرى‪ ،‬أي ذكرك النهي"‪.233‬‬

‫املسجد احلرام االنتقام منهم وال حيملنكم عليه‪ .238‬وذهب‬ ‫ثانيا‪ :‬مالينة الكفار تطمعهم يف حتقيق مآربهم (صدُّك عن‬

‫أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى سبحانه‬ ‫معتقداتك)‪ ،‬قال تعاىل ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬

‫املؤمنني عن االنتقام من املشركني‪ ،‬قال " وهذا النهي تشريع‬ ‫ﭶ ﭷﭼ‪ ،234‬قال الزخمشري‪ :‬أي كنْ شديد‬
‫يف املستقبل‪ ،‬واالعتداء االنتقام منهم بإحلاق املكروه‬ ‫الشكيمة حتى ال يتلوَّحُ منك ملن يكفر بالبعث أنه يطمع يف‬
‫بهم"‪.239‬‬ ‫صدكَ عمّا أنت عليه‪ ،‬وال جتعل الكثرة مُزلَّةً قدمك‪ ،‬فهم‬
‫ِّ‬

‫‪133‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫أي القتل عظيم فألقوه يف حفرة يدفن فيها‪ ،‬وهي غور‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫ثانيا‪ :‬إفشاء الرؤية‪ ،‬قال تعاىل‬

‫اجلُبِّ وما غاب منه عن عني الناظر وأظلم من أسفله‪.247‬‬ ‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭼ‪ ،240‬قال الزخمشري‪ :‬ملّا عرف‬
‫ويفهم من كالم أبي حيان أنه يذهب اىل هذا املعنى‪ ،‬وهو‬ ‫يعقوب (ع) داللة الرؤيا خاف على يوسف (ع) حسد‬
‫خروج النهي اىل معنى التعظيم‪ ،‬قال " والقائل ال تقتلوا‬ ‫اإلخوة وبغيهم‪ .241‬وتابعه أبو حيان يف خروج النهي اىل‬
‫يوسف‪ ،‬روبيل أو مشعون أو يهوذا وكان أحلمهم وأحسنهم‬ ‫معنى التحذير‪ ،‬وهو قوله " ويف خطاب يعقوب ليوسف‬
‫فيه رأياً‪ ،‬قال هلم‪ :‬القتل عظيم‪ ،‬وهذا عطف منه على أخيه‬ ‫تنهيه عن أن يقص على إخوته خمافة كيدهم داللة على حتذير‬
‫ملا أراد اهلل من إنفاذ قضائه وإبقاء على نفسه وسبب لنجاتهم‬ ‫املسلم أخاه املسلم ممن خيافه عليه والتنبيه على بعض ما ال‬
‫من الوقوع يف هذه الكبرية وهو إتالف النفس بالقتل"‪.248‬‬ ‫يليق"‪.242‬‬
‫‪ .19‬التهكُّم‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬ ‫‪ .18‬التعظيم‪ :‬ومن موضوعاته‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إيقاع املشركني اللوم على الشيطان يوم القيامة‪ ،‬قال‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫أوال‪ :‬نقض األميان‪ ،‬قال تعاىل‬
‫ﭽﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫تعاىل‬
‫ﭕﭼ‪ ،243‬قال الزخمشري‪" :‬كرَّر النهي عن اختاذ‬
‫ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬ ‫األميان دخال بينهم تأكيداً عليهم وإظهاراً لعظم ما يركب‬
‫ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﭼ‪،249‬‬ ‫منه"‪ .244‬وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪،‬‬

‫قال الزخمشري‪" :‬ال تلوموني ولوموا أنفسكم حيث اغرترمت‬ ‫قال " وجاء النهي بقوله‪ :‬وال تتخذوا‪ ،‬استئناف إنشاء عن‬

‫بي وأطعتموني إذ دعوتكم ومل تطيعوا ربَّكم إذ‬ ‫اختاذ اإلميان دخالً على العموم فيشمل مجيع الصور من‬

‫دعاكم"‪ .250‬ويفهم من كالم أبي حيان أنه يتابعه يف خروج‬ ‫‪.‬‬ ‫‪245‬‬
‫احللف يف املبايعة وقطع احلقوق املالية وغري ذلك"‬

‫النهي اىل معنى التهكم‪ ،‬إذ ينهاهم الشيطان يف موقف‬ ‫ثانيا‪ :‬اجتماع كلمة األخوة على قتل يوسف (ع)‪ ،‬قال‬

‫احلساب على سبيل التهكم واالستخفاف بأن ال يتوجَّهوا‬ ‫تعاىل ﭽﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ‪ ،246‬قال الزخمشري‪:‬‬

‫‪134‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫نهوا عن قوهلم عن الشهداء أموات‪ ،‬وأخرب تعاىل أنهم‬ ‫إليه باللوم على ضالهلم وسوء تقديرهم واستجابتهم‬

‫أحياء"‪.257‬‬ ‫لوسوسته من غري تثبُّت وال حجة دامغة‪.251‬‬

‫‪ .21‬التهويل‪ :‬واقرتن مبوضوع واحد هو اجلمع بني احلق‬ ‫ثانيا‪ :‬دعاء الكفار بالثبور عند دخوهلم جهنم‪ ،‬قال تعاىل ﭽ‬

‫ﭽﮒ ﮓ‬ ‫والباطل حبسب املصلحة‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭼ‪ ،252‬قال‬

‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ‪ ،258‬قال‬ ‫الزخمشري‪" :‬أي يقال هلم ذلك‪ ،‬أو هم أحقاء بأن يقال هلم‬

‫الزخمشري‪ :‬أي وال جتمعوا لبس احلق بالباطل وكتمان‬ ‫وإن مل يكن مثة قول"‪ .253‬وتابعه أبو حيان يف خروج النهي‬

‫احلق يف حال علمكم أنكم البسون كامتون‪ ،‬وهو أقبح‬ ‫اىل معنى التهكم‪ ،‬ونقل طرفا من كالمه‪ ،‬قال " يقول هلم‬

‫لكم‪ ،‬ألنَّ اجلهل بالقبيح ربَّما عذر راكبه‪ .259‬وذهب‬ ‫ال تدعوا‪ ،‬أو هم أحقُّ أن يقال هلم ذلك وإن مل يكن هناك‬

‫أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬قال " وظاهر‬ ‫قول‪ ،‬أي ال تقتصروا على حزن واحد بل احزنوا حزناً‬

‫هذا الرتكيب أن الباء يف قوله بالباطل لإللصاق‪،‬‬ ‫كثريا‪ ،‬وكثرته إما لدميومة العذاب فهو متجدداً دائماً‪ ،‬وإما‬

‫فكأنهم نُهوا عن أن خيلطوا احلق بالباطل فال يتيمز احلق‬ ‫ألنه أنواع وكل نوع يكون منه ثبور لشدته وفظاعته"‪.254‬‬

‫من الباطل"‪.260‬‬ ‫‪ .20‬اإلكرام‪ :‬واقرتن مبوضوع واحد هو توهُّم موت‬

‫‪ .22‬التدبُّر‪ :‬واقرتن مبوضوع واحد هو تصيري املخلوق ندا‬ ‫تعاىلﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬ ‫الشهيد‪ ،‬قال‬

‫ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬ ‫هلل‪ ،‬قال تعاىل‬ ‫ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭼ‪ ،255‬قال الزخمشري‪:‬‬

‫ﯠﭼ‪ ،261‬قال الزخمشري‪" :‬ويتفكَّرونَ يف خلق‬ ‫هم أحياء وَلكِنْ ال تشعرونَ كيف حاهلم يف حياتهم‪،‬‬

‫أنفسهم وخلق ما فوقهم وحتتهم‪ ،‬وأنَّ شيئا من هذه‬ ‫وقيل‪ :‬نزلت يف شهداء بدر وكانوا أربعة عشر‪.256‬‬

‫املخلوقات كلِّها ال يقدرُ على إجياد شيء منها‪ ،‬فيتيقَّنوا‬ ‫وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ‬

‫عند ذلك أن ال بُدَّ هلا من خالق ليس كمثلها‪ ،‬حتى ال‬ ‫نهى سبحانه املؤمنني عن تسمية الشهداء أمواتا‪ ،‬قال "‬

‫‪135‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫أي وال تكونوا‪ ،‬وأنتم تعرفونه مذكورا يف التوراة‬ ‫جيعلوا املخلوقات له أندادا وهم يعلمون أنها ال تقدر‬

‫موصوفا‪ ،‬مثل من مل يعرفه وهو مشركٌ ال كتاب له‪.265‬‬ ‫على حنو ما هو عليه قادر"‪ .262‬وذهب أبو حيان اىل‬

‫وذكر أبو حيان أقوال العلماء وتأويالتهم‪ ،‬ويفهم من‬ ‫أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬قال "ظاهره أنه نهي عن‬

‫كالمه أنه مييل اىل هذا املعنى‪ ،‬وهو خروج النهي اىل‬ ‫اختاذ األنداد‪ ،‬ومسوا أنداداً على جهة اجملاز من حيث‬

‫معنى التعريض‪ ،‬وهو قوله " ذكر األولية تعريض بأنه‬ ‫أشركوهم معه تعاىل يف التسمية باإلهلية والعبادة صورة‬

‫كان جيب أن يكونوا أول مؤمن به ملعرفتهم به وبصفته‬ ‫ال حقيقة‪ ،‬والنهي عن اختاذ األنداد بصورة اجلمع هو‬

‫وألنهم كانوا هم املبشرين بزمانه واملستفتحني على‬ ‫على حسب الواقع ألنهم مل يتخذوا له تعاىل نداً واحداً‬

‫الذين كفروا به‪ ،‬فلما بعث كان أمرهم على‬ ‫‪ ،‬وإمنا جعلوا له أنداداً كثرية فجاء النهي على ما كانوا‬

‫العكس"‪.266‬‬ ‫اختذوه"‪.263‬‬

‫‪ .24‬التحريض‪ :‬واقرتن مبوضوع واحد هو التمسك بعبادة‬ ‫‪ .23‬التعريض‪ :‬واقرتن مبوضوع واحد هو تغليب العقل على‬

‫األصنام‪ ،‬قال تعاىل ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫األهواء يف أمر العقيدة‪ ،‬قال تعاىل ﭽﭾ ﭿ ﮀ‬

‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﭼ‪ ،267‬قال الزخمشري‪:‬‬ ‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﭼ‪ ،264‬قال‬

‫وكان حتريضهم أن يتمسكوا بعبادة األصنام وال‬ ‫الزخمشري‪ :‬وهذا تعريضٌ بأنه كان على اليهود أن‬

‫رب نوح‪ .268‬ويفهم من كالم أبي‬


‫يرتكوها اىل عبادة ِّ‬ ‫يكونوا أوَّلَ من يؤمنُ مبحمد (ص) ملعرفتهم به‬

‫حيان أنه مييل اىل هذا املعنى‪ ،‬وهو قوله " وقالوا‪ ،‬أي‬ ‫وبصفته‪ ،‬وألنهم كانوا املبشرين بزمان من أوحي إليه‬

‫كرباؤهم ألتباعهم أومجيعهم بعضهم لبعض ال ترتكن‬ ‫واملستفتحني على الذين كفروا به‪ ،‬وكانوا يعدون‬

‫آهلتكم‪ ،‬أي أصنامكم‪ ،‬وهو عام يف مجيع أصنامهم‪ ،‬ثم‬ ‫اتباعه أول الناس كلهم‪ ،‬فلمّا بعث كان أمرهم على‬

‫خصُّوا بعد أكابر أصنامهم"‪.269‬‬ ‫العكس‪ ،‬وجيوز أن يراد‪ :‬وال تكونوا مثل أول كافر به‪،‬‬

‫‪136‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫‪ .27‬الرتفُّع‪ :‬واقرتن مبوضوع واحد هو مداهنة األغنياء مع‬ ‫‪ .25‬التعجب‪ :‬واقرتن مبوضوع واحد هو اخلوف من الكفار‬

‫مثالبهم‪ ،‬قال تعاىل ﭽﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ‪ ،276‬قال‬ ‫ﭽﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫بعد زوال خطرهم‪ ،‬قال تعاىل‬

‫الزخمشري‪ :‬أي وال تُطِعْهُ مع هذه املثالب‪ ،‬ألنْ كان ذا‬ ‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭼ‪ ،270‬قال الزخمشري‪:‬‬

‫مال‪ ،‬أي ليساره وحظِّه من الدنيا‪ ،‬ألنه إذا أطاع الكافر‬ ‫ال ختشوا الكفار بعد إظهار الدين وزوال خطرهم‬

‫لغناه فكأنه اشرتط يف الطاعة الغنى‪ .277‬وذهب أبو‬ ‫وانقالبهم مغلوبني مقهورين بعد ما كانوا غالبني‪.271‬‬

‫حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬قال " فإمنا وقع‬ ‫وذهب أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬قال‬

‫النهي عن طواعية من هو بهذه الصفات"‪.278‬‬ ‫" والظاهر أنه نهى عن خشيتهم إياهم‪ ،‬وأنهم ال‬

‫‪ .28‬العزم‪ :‬واقرتن مبوضوع واحد هو حرمان املساكني من‬ ‫خيشون إال اهلل تعاىل"‪.272‬‬

‫الصدقة‪ ،‬قال تعاىل ﭽ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ‪،279‬‬ ‫‪ .26‬التحسُّر‪ :‬واقرتن مبوضوع واحد هو التحسُّر على كفر‬

‫قال الزخمشري‪ :‬املعنى ال تُمكِّنوه من الدخول حتى‬ ‫األغنياء قال تعاىل ﭽﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬

‫يدخل‪ ،‬أي أنهم عزموا أن يتنكدوا على املساكني‬ ‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﭼ‪ ،273‬قال الزخمشري‪ :‬أي ال حتزن‬
‫وحيرموهم وهم قادرون على نفعهم‪ .280‬وذهب أبو‬ ‫على الكفار األغنياء أنهم مل يؤمنوا فيتقوّى مباهلم‬
‫حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ تناهوا فيما‬ ‫ونفوذهم اإلسالم وينتعش بهم املسلمون‪ .274‬وذهب‬
‫بينهم على منع املساكني من دخول جنتهم‪ ،‬وهو قوله‬ ‫أبو حيان اىل أن النهي مل خيرج عن معناه‪ ،‬إذ نهى تعاىل‬
‫" يسارُّونَ القول والنهي عن الدخول‪ ،‬نهيٌ عن‬ ‫نبيَّه عن احلزن عمن مل يؤمن شفقة منه عليهم‪ ،‬قال "‬
‫التمكني منه‪ ،‬أي ال متكِّنوهم من الدخول‬ ‫ونهاه تعاىل عن احلزن عليهم إن مل يؤمنوا‪ ،‬وكان كثري‬
‫فيدخلوا"‪.281‬‬ ‫الشفقة على من بعث إليه‪ ،‬وادّاً أن يؤمنوا باهلل كلهم‬
‫اخلامتة‪:‬‬ ‫فكان يلحقه احلزن عليهم"‪.275‬‬

‫‪137‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫التعريض‪ ،‬كما يف قوله "وهذا تعريض بأنه كان‬ ‫‪‬‬ ‫إنَّ الدالالت اجملازية اليت خرج إليها أسلوب النهي يف تفسري‬

‫جيب أن يكونوا أوّل من يؤمن به ملعرفتهم به‬ ‫الكشاف تنقسم على ثالثة أقسام‪:‬‬

‫وبصفته"‪.‬‬ ‫‪ -‬قسم صرَّح به الزخمشري‪ ،‬ويندرج حتته‪:‬‬

‫‪ ‬التعظيم‪ ،‬كما يف قوله " قال هلم‪ :‬القتل عظيم ألقوه‬ ‫‪ ‬التهييج‪ ،‬كما يف قوله " وأراد بهذا تهييجه وتهييج‬

‫يف غيابت اجلب"‪.‬‬ ‫املؤمنني وحتريكهم"‪.‬‬

‫التأديب‪ ،‬كما يف قوله " وهذا نهي تأديب من اللّه‬ ‫‪‬‬ ‫التثبيت‪ ،‬كما يف قوله " أراد الدوام والثبات على‬ ‫‪‬‬

‫لنبيه"‪.‬‬ ‫ما كان عليه"‪.‬‬

‫العزم‪ ،‬كما يف قوله " يعين أنهم عزموا أن يتنكدوا‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬التسلية‪ ،‬كما يف قوله " مل تقع التسلية بالطعام‬

‫على املساكني وحيرموهم وهم قادرون على‬ ‫والشراب من حيث أنهما طعام وشراب"‪.‬‬

‫نفعهم"‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلنذار‪ ،‬كما يف قوله " ويف هذا حث عظيم على‬

‫‪ -‬قسم أملح إليه ضمنا ومل يذكره صراحة‪ ،‬ويندرج حتته‪:‬‬ ‫العمل بالدليل وزجر بليغ عن التقليد وإنذار بأن‬

‫‪ ‬التوبيخ‪ ،‬كما يف قوله" ال جتعلوا اهلل حاجزا" فإنَّ‬ ‫اهلالك والردى مع التقليد وأهله"‪.‬‬

‫من يضع حاجزا يف طريق اإلحسان يستحق أن‬ ‫‪ ‬الوعيد‪ ،‬كما يف قوله " وأنه معاقبهم على قليله‬

‫يوبَّخ‪ ،‬وبتعبري الزخمشري "ال يكون برا متقيا"‪.‬‬ ‫وكثريه على سبيل الوعيد والتهديد"‪.‬‬

‫وقوله " ليكون أزجر هلم" فالزجر عالمة من‬ ‫‪ ‬األمر‪ ،‬كما يف قوله " أمره بتقريب املتقني‬

‫عالمات التوبيخ‪ .‬وقوله " ما لكم ال تصربون يف‬ ‫وإكرامهم"‪.‬‬

‫طلب الكفار" فقد أنكر عليهم ذلك واإلنكار‬ ‫‪ ‬التحريض‪ ،‬كما يف قوله " وكان حتريضهم أن‬

‫يدخل يف باب التوبيخ‪.‬‬ ‫يتمسكوا بعبادة األصنام"‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫على هلجة التهديد بقرينة عذاب االستئصال بوصفه‬ ‫‪ ‬التهكُّم‪ ،‬كما يف قوله " وأطعتموني إذ دعوتكم‬

‫أشد أمناط العذاب‪.‬‬ ‫ومل تطيعوا ربَّكم إذ دعاكم" وكان حقا عليه أن‬

‫‪ ‬التحقري‪ ،‬كما يف قوله " فاستبدلوها بآيات اللَّه‪،‬‬ ‫يطيع هو ربَّه ال سيما أنه كان من املالئكة (أو‬

‫وباحلقِّ‪ ،‬الذي كلُّ كثري إليه قلي ٌل وكلُّ كبري إليه‬ ‫اجلن) املقربني‪ ،‬ويؤكد لنا هذا نزعة التهكم بهم‬

‫حقريٌ‪ ،‬فما بالُ القليل احلقري" فالتحريف‬ ‫والسخرية منهم‪ ،‬اليت استشفها الزخمشري من‬

‫واالستخفاف بآيات اهلل يكشف عن وضاعة‬ ‫سياق النص ومدلول اخلطاب ومل يصرِّح به‪ ،‬بأنهم‬

‫النفس وخبث السريرة‪.‬‬ ‫ظلموا أنفسهم باتباعهم للشيطان واجنرارهم وراء‬

‫‪ ‬التهوين‪ ،‬كما يف قوله " وتشاغلوا عند قراءته برفع‬ ‫تزيينه ووسوسته للتمادي يف كفرهم وإنكارهم‬

‫األصوات" أي لقد فعلوا ذلك تقليال من شأن‬ ‫للبعث‪.‬‬

‫القرآن وطمسا ألثره يف نفوس السامعني لكونهم‬ ‫‪ ‬اإلرشاد‪ ،‬كما يف قوله " ال تكن ألجل اخلائنني‬

‫عجزوا عن جماراته أو االتيان مبثله وقد أدركوا‬ ‫خماصما للربآء" فالتوجيه بإزاء سلوك ما يدخل يف‬

‫خطره وقوة تاثريه يف النفوس فإذا بهم حياولون عبثا‬ ‫باب اإلرشاد والنصيحة‪ ،‬وقوله " إن كلِّفتم إياها‬

‫جتاهله وصرف العامة عن مساعه واإلنصات له‪.‬‬ ‫غمَّتكم وشقَّت وندمتم على السؤال عنها" فإنَّ‬

‫‪ ‬التسليم‪ ،‬كما يف قوله "فال تكونن من اجلاهلني من‬ ‫تنبيههم على أمر يعود عليهم باملشقة والندم يدخل‬

‫الذين جيهلون ذلك ويرومون ما هو خالفه" فمن‬ ‫يف باب النصح واإلرشاد‪.‬‬

‫أمارات التسليم أن يتعامل مبا هو موجود يف الواقع‬ ‫‪ ‬التهديد‪ ،‬كما يف قوله " ال تدعوا آيات اهلل‬

‫وال يدفعه احلرص على قومه اىل ابتغاء أمر جيهله‬ ‫ومعجزاته سحرا فيستأصلكم بالعذاب" إذ يستدلُّ‬

‫وال يعلم املصلحة فيه‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫فتصيبه من جراء ذلك احلسرة ظنا منه أنه مل يبذل‬ ‫‪ ‬االعتبار‪ ،‬كما يف قوله "وأمّا من قلبه إىل اآلخرة‬

‫كل ما يف وسعه لتحقيق اهلدف املنشود‪ ،‬وال شك‬ ‫ويعلم أنه مفارق ما فيه عن قريب مل حتدّثه نفسه‬

‫أن ضياع األمنيات أو عدم القدرة على حتقيقها‬ ‫بالفرح" فالتعلق باآلخرة واالعتقاد الراسخ حبتمية‬

‫يرتك حسرة يف قلبك ويغمر نفسك باألسى‪.‬‬ ‫تلبدُّل األحوال وفناء الوجود قمينان باالعتبار‬

‫‪ ‬التيئيس‪ ،‬كما يف قوله " فال فائدة يف اختصامكم‬ ‫واإلعراض عن الدنيا‪.‬‬

‫وال طائل حتته" فإن انتفاء اجلدوى من أي عمل‬ ‫‪ ‬التدبُّر‪ ،‬كما يف قوله "ويتفكَّرونَ يف خلق أنفسهم‬

‫يسقط الدافع للقيام به ويبعث على اإلحباط‬ ‫وخلق ما فوقهم وحتتهم‪ ...‬حتى ال جيعلوا‬

‫واحلرية واليأس‪.‬‬ ‫املخلوقات له أندادا" وذلك أن من أمارات التدبُّر‬

‫‪ ‬التخويف‪ ،‬كما يف قوله " ال يقع اخلالف بينكم‬ ‫الدعوة اىل التفكُّر يف خلق املوجودات واستثمار‬

‫كما اختلفت اليهود والنصارى أو كما كنتم‬ ‫عقوهلم لإلقرار بوحدانية اخلالق وتنزيهه عن الند‬

‫متفرقني يف اجلاهلية" إذ إنَّ تذكريهم بتفرقهم‬ ‫أو النظري‪.‬‬

‫وانقسامهم ومنازعاتهم يف اجلاهلية وبالصراعات‬ ‫‪ ‬التحسُّر‪ ،‬كما يف قوله " ال تتمنَّ أمواهلم وال حتزن‬

‫الداخلية بني األمم والشعوب األخرى مما يدلُّ على‬ ‫عليهم أنهم مل يؤمنوا فيتقوّى مبكانهم اإلسالم‬

‫إرادة التخويف والردع‪.‬‬ ‫وينتعش بهم املؤمنون" فإنَّ احلرص على قوَّة‬

‫‪ ‬التحذير‪ ،‬كما يف قوله " فلما كان ذلك من‬ ‫اإلسالم واالنتعاش االقتصادي للمسلمني يبقى‬

‫صنيعهم مؤديا إىل الفساد قيل هلم‪ :‬ال تفسدوا‪،‬‬ ‫الشغل الشاغل للرسول األعظم (ص) ولذلك‬

‫كما تقول للرجل‪ :‬ال تقتل نفسك بيدك‪ ،‬وال تلق‬ ‫حياول جاهدا استقطاب األغنياء لتعزيز القوة املالية‬

‫نفسك يف النار‪ ،‬إذا أقدم على ما هذه عاقبته" فمما‬ ‫للدولة اإلسالمية‪ ،‬وقد ال تنجح بعض احملاوالت‬

‫‪140‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫بانتشار اإلسالم وزوال خطر الكفار وانكسار‬ ‫هو مألوف ومتعارف عليه أن من يقدم على فعل‬

‫شوكتهم‪.‬‬ ‫فيه خطر عليه من دون ألن يستشعر ذلك اخلطر‬

‫‪ -‬قسم أغفله ومل يصرِّح به أو يلمح إليه‪ ،‬وقد استشفَّه‬ ‫فإنه يُنبَّه اىل خطورة ذلك الفعل ويُحذَّر من عواقبه‬

‫الباحث من سياق النصوص‪ ،‬ويندرج حتته‪:‬‬ ‫اليت قد تكون وخيمة عليه ورمبا تودي به اىل اهلالك‬

‫‪ ‬اإلكرام‪ ،‬وقد ورد يف مناسبة واحدة هي توهُّم موت‬ ‫أو تعرضه أللوان العذاب‪ ،‬وما يعزز هذا املعنى‬

‫الشهيد يف قوله تعاىل (وال تقولوا ملن يقتل يف سبيل‬ ‫وصفهم باجلهل والغفلة يف قوله (ال يشعرون) ومن‬

‫اهلل أموات بل أحياء) وقوله (وال حتسنبَّ الذين قتلوا‬ ‫هكذا حاله حري بأن يُبصَّر جبريرته ويُحذَّر من‬

‫يف سبيل اهلل أمواتا بل أحياء)‪ ،‬وقد استدلَّ الباحث‬ ‫سوء عاقبة فعله‪.‬‬

‫على خروج النهي اىل معنى اإلكرام من سياق النص‬ ‫‪ ‬الرتفُّع‪ ،‬كما يف قوله "ألنه إذا أطاع الكافر لغناه‬

‫ومقصود اخلطاب‪ ،‬وذلك أن وصفهم بأنهم قتلوا يف‬ ‫فكأنه اشرتط يف الطاعة الغنى" أي ينبغي جتريد‬

‫سبيل اهلل فيه تعظيم لشأنهم وإعالء ملنزلتهم عند‬ ‫املعتقد بوصفه قيمة عليا عن كل االمتيازات والنظر‬

‫ربهم‪ ،‬وهو يكشف عن قوة عزائمهم ونقاء قلوبهم‬ ‫اىل الناس بعني واحدة وأنهم سواء يف اإلسالم وأن‬

‫وطهارة سرائرهم‪ ،‬وإن من حقهم على املسلمينب‬ ‫يربأ بنفسه عن أن يكون أسريا لذوي النفوذ‬

‫إكرامهم وتفضيلهم على نظرائهم اجملاهدين ممن مل‬ ‫واألموال‪.‬‬

‫يستشهدوا وعدِّهم أحياءً واستذكار موقفهم‬ ‫‪ ‬التعجب‪ ،‬كما يف قوله "ال ختشوا الكفار بعد إظهار‬

‫البطولي وتفانيهم وتضحيتهم يف سبيل دين اهلل‬ ‫الدين وزوال خطرهم وانقالبهم مغلوبني‬

‫ونصرة رسوله (ص)‪ ،‬وقد يطلق لفظ (أحياء) جمازا‬ ‫مقهورين" وذلك أن وجه االستغراب والتعجب‬

‫ويقصد به الذكر احلسن واخللود يف وجدان األمة‪.‬‬ ‫هو استحواذ اخلوف عليهم مع زوال مسبباته‬

‫‪141‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫ألحكام اهلل وتدمري ملرتكزات األديان والشرائع‬ ‫‪ ‬التهويل‪ ،‬وقد ورد يف مناسبة واحدة هي اجلمع بني‬

‫وهدم لكيان األمة وضربها يف الصميم‪ ،‬ومما يعزِّزُ‬ ‫احلق والباطل حبسب املصلحة يف قوله تعاىل (وال‬

‫هذا املعنى تقديم املفعول به مرتني يف (وإياي‬ ‫تلبسوا احلقَّ بالباطل)‪ ،‬وليس يف كالم الزخمشري ما‬

‫فارهبون‪ ،‬وإياي فاتقون) إلفادة معنى االختصاص‬ ‫يُلمحُ اىل خروج النهي اىل معنى التهويل‪ ،‬ولكن مثة‬

‫لتشديد األمر وتهويله عليهم يف حماولة لردعهم‬ ‫قرائن يف سياق النص تشري اىل هذا املعنى وتؤكده‪،‬‬

‫وإصالح فساد عقوهلم‪ ،‬وجميء مجلة احلال (وأنتم‬ ‫وذلك أنه ملّا كان اللباس يشتمل على صاحبه‬

‫تعلمون) اليت أسهمت يف مضاعفة القبح وتهويل‬ ‫ويلتصق به وخيالط بدنه ويغدو كأنه جزء من كيانه‬

‫الصورة فإن العامل الضال املنحرف أشدُّ خطرا من‬ ‫وماهيته فإنَّ التخليط على الناس من علماء بين‬

‫أمَّة كافرة بأمجعها لكونه يهلك احلرث والنسل‬ ‫إسرائيل وخداعهم وافتتتانهم بأمور الدين والشريعة‪،‬‬

‫بصرفه األمور عن مواضعها وحتريفه كالم اهلل عن‬ ‫برتوجيهم للباطل وكتمانهم للحق وحتريفهم الكتب‬

‫مقصوده‬ ‫السماوية وصرفهم األحكام عن نصابها وتوجيههم‬

‫ومؤداه‪.‬‬ ‫اآليات مبا خيدم مصاحلهم الضيقة ويليب طموحاتهم‬

‫املريضة‪ ،‬فعل قبيح وذنب عظيم وفيه حتدٍّ سافر‬

‫‪142‬‬
‫قائمة اهلوامش واملصادر‪:‬‬

‫‪ 1‬مفتاح العلوم‪ :‬أبو يعقوب يوسف بن حممد السكاكي‪ ،‬حتقيق عبد الرمحن هنداوي دار الكتب العلمية‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪2000 ،1‬م‪ 429 :‬وظ‪ :‬اإليضاح‬
‫يف علوم البالغة‪ :‬جالل الدين حممد بن عبد الرمحن القزويين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪2003 ،1‬م‪.117 :‬‬
‫‪ 2‬ظ‪ :‬األصول يف النحو‪ :‬أبو بكر حممد بن سهل بن السراج النحوي البغدادي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪1988 ،3‬م‪( 163/2 :‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 3‬أسلوب النهي وبالغته يف احلديث النبوي الشريف‪ :‬عبد العزيز فتح اهلل علي عبد الباري‪.2 :‬‬
‫‪ 4‬اإليضاح يف علوم البالغة‪ 117 :‬وظ‪ :‬االتقان يف علوم القرآن‪ :‬جالل الدين اليوطي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪2001 ،1‬م‪.83/2 :‬‬
‫‪ 5‬الربهان يف علوم القرآن‪ :‬بدر الدين حممد بن عبد اهلل الزركشي‪ ،‬حتقيق حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬املطبعة العصرية‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪2004 ،1‬م‪.86/1:‬‬
‫‪ 6‬ظ‪ :‬مفتاح العلوم‪. 429 :‬‬
‫‪ 7‬ظ‪ :‬شرح الكافية‪.267/2 :‬‬
‫‪ 8‬أساليب الطلب عند النحويني والبالغيني‪ :‬قيس إمساعيل األوسي‪ ،‬املكتبة الوطنية‪ -‬بغداد‪1988 ،‬م‪ .467 :‬وقد أخرجنا النصوص اليت خرج بها‬
‫النهي اىل معنى الدعاء أو االلتماس من نطاق البحث لكون االستعمال فيهما حقيقة ال جمازا على رأي أغلب النحاة والبالغيني‪ .‬ظ‪ :‬مغين اللبيب‪:‬‬
‫‪247/1‬وشرح قطر الندى وبل الصدى‪ :‬أبو عبد اهلل مجال الدين بن هشام األنصاري‪ ،‬حتقيق حممد خري طعمة حليب‪ ،‬دار املعرفة‪ -‬بريوت‪ 84 :‬و‬
‫أساليب الطلب عند النحويني والبالغيني‪466 :‬‬
‫‪ 9‬ظ‪ :‬معرتك األقران يف إعجاز القرآن‪ :‬معرتك األقران يف إعجاز القرآن ‪ :‬جالل الدين عبد الرمحن بن أبي بكر السيوطي‪ ،‬تصحيح أمحد مشس الدين‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪ 1988 ، 1‬م‪ 337-336/1 :‬و أساليب الطلب عند النحويني والبالغيني‪ 484 :‬وما بعدها و البالغة فنونها وأفنانها‬
‫(علم املعاني)‪ :‬فضل حسن عباس‪ ،‬دار النفائس‪ -‬األردن‪ ،‬ط‪ 2009 ، 12‬م‪155-154 :‬‬
‫‪ 10‬مفتاح العلوم‪429 :‬‬
‫‪ 11‬اإليضاح يف علوم البالغة‪117:‬‬
‫‪ 12‬سورة البقرة ‪،‬آية ‪224‬‬
‫‪ 13‬ظ‪ :‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل فى وجوه التأويل‪ :‬جار اهلل أبو القاسم حممود بن عمر الزخمشري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪-‬‬
‫بريوت‪1986 ،‬م‪( 267/1:‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 14‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪ :‬حممد بن يوسف الشهري بأبي حيان األندلسي‪ ،‬حتقيق الشيخ عادل أمحد عبد املوجود و علي حممد معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية‬
‫– بريوت‪ ،‬ط‪2001 ،1‬م‪187/2 :‬‬
‫‪ 15‬سورة النجم‪ ،‬آية ‪32‬‬
‫‪ 16‬ظ‪:‬الكشاف‪( 426/4 :‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 17‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪163/ 8 :‬‬

‫‪143‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫‪ 18‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪129‬‬


‫‪ 19‬ظ‪:‬الكشاف ‪572/1‬‬
‫‪ 20‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪381/3 :‬‬
‫‪ 21‬سورة حممد‪ ،‬آية ‪33‬‬
‫‪ 22‬الكشاف ‪328/4‬‬
‫‪ 23‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪84/8 :‬‬
‫‪ 24‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪2‬‬
‫‪ 25‬ظ‪ :‬الكشاف ‪466/1‬‬
‫‪ 26‬البحر احمليط‪168/3 :‬‬
‫‪ 27‬سورة النور‪ ،‬آية ‪53‬‬
‫‪ 28‬الكشاف ‪250/3‬‬
‫‪ 29‬البحر احمليط‪430/6 :‬‬
‫‪ 30‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪104‬‬
‫‪ 31‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 561/1‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 32‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪357/3 :‬‬
‫‪ 33‬سورة املمتحنة‪ ،‬آية ‪1‬‬
‫‪ 34‬ظ‪:‬الكشاف ‪.513-512/4‬‬
‫‪ 35‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪250/8 :‬‬
‫‪ 36‬سورة املائدة‪ ،‬آية ‪57‬‬
‫‪ 37‬الكشاف ‪650/1‬‬
‫‪ 38‬البحر احمليط‪526/3 :‬‬
‫‪ 39‬سورة املمتحنة‪ ،‬آية ‪13‬‬
‫‪ 40‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 521/4‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 41‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪256/8 :‬‬
‫‪ 42‬سورة آل عمران‪ ،‬آية ‪139‬‬
‫‪ 43‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 418/‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 44‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪67/3 :‬‬

‫‪144‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫‪ 45‬سورة املائدة‪ ،‬آية ‪41‬‬


‫‪ 46‬الكشاف ‪632 /1‬‬
‫‪ 47‬البحر احمليط‪499/3 :‬‬
‫‪ 48‬سورة آل عمران‪ ،‬آية ‪188‬‬
‫‪ 49‬ظ‪:‬الكشاف ‪451/1‬‬
‫البحر احمليط‪145-144/3 :‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪ 51‬سورة هود‪ ،‬آية ‪109‬‬


‫‪ 52‬ظ‪:‬الكشاف ‪431/2‬‬
‫‪ 53‬البحر احمليط‪265/5 :‬‬
‫‪ 54‬سورة النمل‪ ،‬آية ‪70‬‬
‫‪ 55‬ظ‪:‬الكشاف ‪(381/3‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 56‬البحر احمليط‪89/7 :‬‬
‫‪ 57‬سورة آل عمران‪ ،‬آية ‪196‬‬
‫‪ 58‬ظ‪:‬الكشاف ‪457/1‬‬
‫‪ 59‬البحر احمليط‪ :‬ظ‪153/3 :‬‬
‫‪ 60‬سورة املائدة‪ ،‬آية ‪68‬‬
‫‪ 61‬ظ‪:‬الكشاف ‪660/1‬‬
‫‪ 62‬البحر احمليط‪541/3 :‬‬
‫‪ 63‬سورة هود‪ ،‬آية ‪70‬‬
‫‪ 64‬الكشاف ‪410/2‬‬
‫‪ 65‬البحر احمليط‪242/5 :‬‬
‫‪ 66‬سورة هود‪ ،‬آية ‪46‬‬
‫‪ 67‬ظ‪:‬الكشاف ‪399/2‬‬
‫‪ 68‬البحر احمليط‪230/5 :‬‬
‫‪69‬سورة الكهف‪ ،‬آية ‪23‬‬
‫‪ 70‬الكشاف‪715/2 :‬‬
‫‪ 71‬البحر احمليط‪111/6 :‬‬

‫‪145‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫‪ 72‬سورة لقمان‪ ،‬آية ‪18‬‬


‫‪ 73‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 497 /3‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 74‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪183/7 :‬‬
‫‪ 75‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪104‬‬
‫‪ 76‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 174/1‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 77‬البحر احمليط‪508/1 :‬‬
‫‪ 78‬سورة آل عمران‪ ،‬آية ‪156‬‬
‫‪ 79‬ظ‪:‬الكشاف ‪431-430/1‬‬
‫‪ 80‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪99/3 :‬‬
‫‪ 81‬سورة الكهف‪ ،‬آية ‪70‬‬
‫‪ 82‬الكشاف ‪735/2‬‬
‫‪ 83‬البحر احمليط‪140/6 :‬‬
‫‪ 84‬سورة طه‪ ،‬آية ‪114‬‬
‫‪ 85‬ظ‪:‬الكشاف ‪90/3‬‬
‫‪ 86‬البحر احمليط‪261114/6 :‬‬
‫‪ 87‬سورة الضحى‪ ،‬آية ‪10‬‬
‫‪ 88‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 769/4‬بتصرف)‪.‬‬
‫البحر احمليط‪482/8 :‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪ 90‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪105‬‬


‫‪ 91‬الكشاف ‪562/1‬‬
‫‪ 92‬البحر احمليط‪358/3 :‬‬
‫‪ 93‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪102‬‬
‫‪ 94‬ظ‪:‬الكشاف ‪173/1‬‬
‫‪ 95‬البحر احمليط‪499/1 :‬‬
‫‪ 96‬سورة الكهف‪ ،‬آية ‪22‬‬
‫‪ 97‬الكشاف ‪714/2‬‬
‫‪ 98‬البحر احمليط‪111-110/6 :‬‬

‫‪146‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫‪ 99‬سورة املائدة‪ ،‬آية ‪87‬‬


‫‪ 100‬ظ‪:‬الكشاف ‪.670/1‬‬
‫البحر احمليط‪10/4 :‬‬ ‫‪101‬‬

‫‪ 102‬سورة املائدة‪ ،‬آية ‪101‬‬


‫‪ 103‬ظ‪:‬الكشاف ‪683/1‬‬
‫‪ 104‬البحر احمليط‪35/4 :‬‬
‫‪ 105‬ظ‪ :‬أساليب األمر والنهي يف القرآن الكريم وأسرارها البالغية‪ :‬يوسف عبد اهلل األنصاري‪ ،‬رسالة ماجستري بإشراف األستاذ الدكتور صباح‬
‫عبيد دراز‪ ،‬كلية اللغة العربية‪ -‬جامعة أم القرى‪1990 ،‬م‪ 307 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 106‬سورة القصص‪ ،‬آية ‪77‬‬
‫‪ 107‬ظ‪:‬الكشاف ‪431/3‬‬
‫‪ 108‬البحر احمليط‪128/7 :‬‬
‫‪ 109‬سورة لقمان‪ ،‬آية ‪18‬‬
‫‪ 110‬ظ‪:‬الكشاف ‪(497/3‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 111‬البحر احمليط‪183/7 :‬‬
‫‪ 112‬سورة البقرة‪ ،‬آية‪231‬‬
‫‪ 113‬ظ‪:‬الكشاف ‪277/1‬‬
‫‪114‬البحر احمليط‪526/3 :‬‬
‫‪ 115‬سورة األنعام‪ ،‬آية ‪52‬‬
‫‪ 116‬ظ‪:‬الكشاف ‪27/2‬‬
‫‪ 117‬البحر احمليط‪139/4 :‬‬
‫‪ 118‬سورة األنعام‪ ،‬آية ‪152‬‬
‫‪ 119‬ظ‪:‬الكشاف ‪.79/2‬‬
‫‪ 120‬البحر احمليط‪252/4 :‬‬
‫‪ 121‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪5‬‬
‫‪ 122‬ظ‪:‬الكشاف ‪472/1‬‬
‫‪ 123‬البحر احمليط‪177/3 :‬‬
‫‪ 124‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪34‬‬

‫‪147‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫‪ 125‬الكشاف ‪507/1‬‬
‫‪126‬البحر احمليط‪252-251/3 :‬‬
‫‪ 127‬سورة اجملادلة‪ ،‬آية ‪9‬‬
‫‪ 128‬ظ‪:‬الكشاف ‪.491/4‬‬
‫‪ 129‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪234/8 :‬‬
‫‪ 130‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪41‬‬
‫‪ 131‬ظ‪:‬الكشاف ‪132/1‬‬
‫‪ 132‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪333/1 :‬‬
‫‪ 133‬سورة هود‪ ،‬آية ‪78‬‬
‫‪ 134‬الكشاف ‪414/2‬‬
‫‪247/5 135‬‬
‫‪ 136‬سورة املنافقون‪ ،‬آية ‪9‬‬
‫‪ 137‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 544/4‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 138‬البحر احمليط‪270/8 :‬‬
‫‪ 139‬سورة احلجر‪ ،‬آية ‪88‬‬
‫‪ 140‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 588/2‬بتصرف)‪.‬‬
‫البحر احمليط‪453-452/5 :‬‬ ‫‪141‬‬

‫‪ 142‬سورة طه‪ ،‬آية ‪61‬‬


‫‪ 143‬ظ‪:‬الكشاف ظ‪72/3 :‬‬
‫‪ 144‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪237/6 :‬‬
‫‪ 145‬سوؤة اجلشر‪ ،‬آية ‪19‬‬
‫‪ 146‬ظ‪:‬الكشاف ‪508/4‬‬
‫‪ 147‬البحر احمليط‪294/8 :‬‬
‫‪ 148‬سورة آل عمران‪ ،‬آية ‪105‬‬
‫‪ 149‬ظ‪:‬الكشاف ‪399/1‬‬
‫‪ 150‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪24/3 :‬‬
‫‪ 151‬سورة البقرة‪264 ،‬‬

‫‪148‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫‪ 152‬ظ‪:‬الكشاف ‪.312/1‬‬
‫‪ 153‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪321/2 :‬‬
‫‪ 154‬سورة الشعراء‪ ،‬آية ‪213‬‬
‫‪ 155‬الكشاف ‪339/3‬‬
‫البحر احمليط‪43/7 :‬‬ ‫‪156‬‬

‫‪ 157‬سورة النور‪ ،‬آية ‪22‬‬


‫‪ 158‬ظ‪:‬الكشاف ‪222/3‬‬
‫‪ 159‬البحر احمليط‪404/6 :‬‬
‫‪ 160‬سورة الفرقان‪ ،‬آية ‪52‬‬
‫‪ 161‬ظ‪:‬الكشاف ‪286/3‬‬
‫‪ 162‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪464/6 :‬‬
‫‪ 163‬سورة السجدة‪ ،‬آية ‪23‬‬
‫‪ 164‬الكشاف ‪516/3‬‬
‫‪ 165‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪199/7 :‬‬
‫‪ 166‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪147‬‬
‫‪ 167‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 205/1‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 168‬البحر احمليط‪610/1 :‬‬
‫‪ 169‬سورة األنعام‪ ،‬آية ‪35‬‬
‫‪ 170‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 20-19/2‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 171‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪119/4 :‬‬
‫‪ 172‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪32‬‬
‫‪ 173‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 504/1‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 174‬البحر احمليط‪245/3 :‬‬
‫‪ 175‬سورة احلجر‪ ،‬آية ‪55‬‬
‫‪ 176‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 581/2‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 177‬البحر احمليط‪447/5 :‬‬
‫‪ 178‬سورة األنبياء‪ ،‬آية ‪13‬‬

‫‪149‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫‪ 179‬ظ‪:‬الكشاف ‪(106/3‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 180‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪279/6 :‬‬
‫‪ 181‬سورة ق‪ ،‬آية ‪28‬‬
‫‪ 182‬الكشاف ‪387/4‬‬
‫‪ 183‬البحر احمليط‪126/8 :‬‬
‫‪ 184‬سورة التحريم‪ ،‬آية ‪7‬‬
‫‪ 185‬البحر احمليط‪288/8 :‬‬
‫‪ 186‬سورة العلق‪ ،‬آية ‪19‬‬
‫‪ 187‬الكشاف ‪779/4‬‬
‫‪ 188‬البحر احمليط‪491/8 :‬‬
‫‪ 189‬سورة ص‪ ،‬آية ‪26‬‬
‫‪ 190‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 89/4‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 191‬البحر احمليط‪378/7 :‬‬
‫‪ 192‬سورة األحزاب‪ ،‬آية ‪48‬‬
‫‪ 193‬ظ‪:‬الكشاف ‪547/3‬‬
‫البحر احمليط‪230/7 :‬‬ ‫‪194‬‬

‫‪ 195‬سورة إبراهيم‪ ،‬آية ‪42‬‬


‫‪ 196‬الكشاف ‪562/2‬‬
‫‪ 197‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪424/5 :‬‬
‫‪ 198‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪135‬‬
‫‪ 199‬الكشاف ‪575/1‬‬
‫‪ 200‬البحر احمليط‪386/3 :‬‬
‫‪ 201‬سورة آل عمران‪ ،‬آية ‪180‬‬
‫‪ 202‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 446/1‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 203‬البحر احمليط‪133/3 :‬‬
‫‪ 204‬سورة القصص‪ ،‬آية ‪76‬‬
‫‪ 205‬ظ‪:‬الكشاف ‪572/1‬‬

‫‪150‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫‪ 206‬البحر احمليط‪128/7 :‬‬


‫‪ 207‬سورة القلم‪ ،‬آية ‪48‬‬
‫‪ 208‬ظ‪:‬الكشاف ‪( .596/4‬بتصرف)‪.‬‬

‫‪ 209‬البحر احمليط‪310/8 :‬‬


‫‪ 210‬سورة النور‪ ،‬آية ‪11‬‬
‫‪ 211‬ظ‪:‬الكشاف ‪128/7‬‬
‫البحر احمليط‪401/6 :‬‬ ‫‪212‬‬

‫‪ 213‬سورة آل عمران‪ ،‬آية ‪103‬‬


‫‪ 214‬ظ‪:‬الكشاف ‪395/1‬‬
‫‪ 215‬البحر احمليط‪21/3 :‬‬
‫‪ 216‬سورة آل عمران‪ ،‬آية ‪175‬‬
‫‪ 217‬ظ‪:‬الكشاف ‪443/1‬‬
‫‪ 218‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪126/3 :‬‬
‫‪ 219‬سورة املائدة‪ ،‬آية ‪21‬‬
‫‪ 220‬ظ‪:‬الكشاف ‪620/1‬‬
‫‪221‬البحر احمليط‪470-469/3 :‬‬
‫‪ 222‬سورة فصلت‪ ،‬آية ‪26‬‬
‫‪ 223‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 197/4‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 224‬البحر احمليط‪473/7 :‬‬
‫‪ 225‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪150‬‬
‫‪ 226‬ظ‪:‬الكشاف ‪206/1‬‬
‫البحر احمليط‪615/1 :‬‬ ‫‪227‬‬

‫‪ 228‬سورة طه‪ ،‬آية ‪21‬‬


‫‪ 229‬الكشاف ‪58/3‬‬
‫‪ 230‬البحر احمليط‪221/6 :‬‬
‫‪ 231‬سورة األنعام‪ ،‬آية ‪68‬‬
‫‪ 232‬ظ‪:‬الكشاف ‪35/2‬‬

‫‪151‬‬
‫الدالالت اجملازية ألسلوب النهي يف تفسري الكشاف‬

‫البحر احمليط‪157/4 :‬‬ ‫‪233‬‬

‫‪ 234‬سورة طه‪ ،‬آية ‪16‬‬


‫‪ 235‬ظ‪:‬الكشاف ‪57/3‬‬
‫‪ 236‬البحر احمليط‪219/6 :‬‬
‫‪ 237‬سورة املائدة‪ ،‬آية ‪2‬‬
‫‪ 238‬ظ‪:‬الكشاف ‪603/1‬‬
‫‪239‬البحر احمليط‪437/3 :‬‬
‫‪ 240‬سورة يوسف‪ ،‬آية ‪5‬‬
‫‪ 241‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 444/2‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪242‬البحر احمليط‪281/5 :‬‬
‫‪ 243‬سورة النحل‪ ،‬آية ‪94‬‬
‫‪ 244‬الكشاف ‪632/2‬‬
‫‪ 245‬البحر احمليط‪515/5 :‬‬
‫‪ 246‬سورة يوسف‪ ،‬آية ‪10‬‬
‫‪ 247‬ظ‪:‬الكشاف ‪447/2‬‬
‫‪ 248‬البحر احمليط‪284/5 :‬‬
‫‪ 249‬سورة إبراهيم‪ ،‬آية ‪22‬‬
‫‪ 250‬الكشاف ‪550/2‬‬
‫‪ 251‬ظ‪ :‬البحر احمليط‪408/5 :‬‬
‫‪ 252‬سورة الفرقان‪ ،‬آية ‪14‬‬
‫‪ 253‬الكشاف ‪267/3‬‬
‫‪ 254‬البحر احمليط‪445/6 :‬‬
‫‪ 255‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪154‬‬
‫‪ 256‬ظ‪:‬الكشاف ‪206/1‬‬
‫‪ 257‬البحر احمليط‪622/1 :‬‬
‫‪ 258‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪42‬‬
‫‪ 259‬ظ‪:‬الكشاف ‪(133-132/1‬بتصرف)‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫مركز دراسات الكوفة ‪ :‬الدراسات النحوية واللغويةُ‬

‫‪260‬البحر احمليط‪334/1 :‬‬


‫‪ 261‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪22‬‬
‫‪ 262‬الكشاف ‪93/1‬‬
‫‪ 263‬البحر احمليط‪239/1 :‬‬
‫‪ 264‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪41‬‬
‫‪ 265‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 131/1‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 266‬البحر احمليط‪333/1 :‬‬
‫‪ 267‬سورة نوح‪ ،‬آية ‪23‬‬
‫‪ 268‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 619/4‬بتصرف)‪.‬‬
‫البحر احمليط‪385/3 :‬‬ ‫‪269‬‬

‫‪ 270‬سورة املائدة‪ ،‬آية ‪3‬‬


‫‪ 271‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 605/1‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 272‬البحر احمليط‪441/3 :‬‬
‫‪ 273‬سورة احلجر‪ ،‬آية ‪88‬‬
‫‪ 274‬ظ‪:‬الكشاف ‪( 589/2‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 275‬البحر احمليط‪453/5 :‬‬
‫‪ 276‬سورة القلم‪ ،‬آية ‪10‬‬
‫‪ 277‬ظ‪:‬الكشاف ‪. 588/4‬‬
‫البحر احمليط‪304/8 :‬‬ ‫‪278‬‬

‫‪ 279‬سورة القلم‪ ،‬آية ‪24‬‬


‫‪ 280‬ظ‪:‬الكشاف ‪.590/4‬‬
‫‪281‬البحر احمليط‪307/8 :‬‬

‫‪153‬‬

You might also like