You are on page 1of 34

‫مقدمة‬

‫داخل أي مجتمع من المجتمعات تكون الطفولة األرضية الصلبة المستقبل كل أمة‪ ،‬فالطفل‬
‫زينة الحياة الدنيا‪ ،‬وهدية هللا عز وجل إلى الوالدين‪ ،‬وهو ثمرة األسرة وأملها في مستقبل‬
‫زاهر‪ ،‬لذا أصبح موضوع الطفل من المواضيع التي أعطيت لها أهمية كبرى في األونة‬
‫األخيرة‪ ،‬على اعتبار أن تقدم األمم والشعوب يبدأ من اإلهتمام بالطفل وبحماية حقوقه على‬
‫مختلف األصعدة‪.‬‬

‫وتجسيدا لألهمية الكبرى التي يحتلها األطفال في رسم مستقبل البشرية جمعاء ومستقبل كل‬
‫دولة على حدة حرصت الدول منذ القدم وحتى يومنا هذا‪ ،‬سواء على المستوى الدولي –‬
‫من خالل إعالنات دولية لحقوق الطفل‪ ،‬وإبرام اتفاقيات دولية جماعية تكفل الحماية‬
‫القانونية للطفل على إيالء عناية خاصة بالطفل‪ .‬وبلغ حرص المجتمع الدولي بحقوق الطفل‬
‫أن أعلنت األمم المتحدة وهي أكبر منظمة دولية أن عام ‪ 1979‬هو عام الطفل‪..‬‬

‫أو على المستوى المحلي من خالل النص في دساتيرها وتشريعاتها الوطنية على حقوق‬
‫الطفل وكفالة الحماية القانونية له‪ .‬وقد عرفت حقوق الطفل على الصعيد الدولي تطورا هاما‬
‫حيث اهتمت منظمة األمم المتحدة بها من خالل سعيها إلى إقرار السلم واالهتمام بكرامة‬
‫الطفل‪ .‬لتتوج مجهوداتها في نهاية سنة ‪ 1989‬بتبني اتفاقية حقوق الطفل التي جاءت‬
‫بمجموعة من القوانين التي تتقيد بها الحكومات والوالدان وكل من له صلة بموضوع الطفل‬
‫من أجل احترام حقوقه‪.‬‬

‫والمغرب باعتباره دولة كاملة السيادة تتفاعل مع مكونات المجتمع الدولي عمل على إعطاء‬
‫الطفل العناية الالزمة له داخل المجتمع‪ .‬فمن الناحية الدستورية نص الدستور المغربي على‬
‫أن المغرب بلد إسالمي يدين بدين اإلسالم من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية متشبث بحقوق اإلنسان‬
‫كما هي متعارف عليها عالميا‪ ،‬محاوال في التزاماته الدولية التوفيق بين خصوصياته‬
‫الدينية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬اإلقتصادية‪ ،‬واإلجتماعية وبين ضرورة اإلنفتاح على اإلتفاقيات الدولية‬
‫لحقوق الطفل ذات المصدر الغربي‪ .‬بمعنى آخر فهو يحاول التوفيق بين عالمية حقوق‬
‫الطفل والخصوصية المغربية ‪ .‬فلصيانة شخصية الطفل وحفظ كرامته‪ ،‬تدخل المشرع‬
‫المغربي بتنظيم دقيق الهدف منه حماية حقوق الطفل‬

‫ويكتسي الموضوع الذي بين أيدينا أهمية بالغة على المستويين النظري والعملي وهو‬
‫مايدفعنا الى صياغة إشكالية للموضوع على الشكل التالي‪:‬‬

‫الى أي حد استطاع المشرع المغربي تكريس حماية حقيقية لحقوق الطفل من خالل‬
‫قوانينه الداخلية ؟‬

‫لمحاولة مقاربة هذه اإلشكالية نقترح التصميم التالي ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التكريس القانوني لحقوق الطفل ومسألة المالئمة‬

‫المبحث الثاني مظاهر الحماية القانونية لحقوق الطفل‬


‫المبحث األول‪ :‬التكريس القانوني لحقوق الطفل ومسألة المالئمة‬

‫لقد أولى المشرع المغربي اهتماما كبيرا لحقوق الطفل وهو ما يظهر بشكل جلي من خالل‬
‫تكريس هذه الحقوق أوال على مستوى أسمى وثيقة في المملكة وهي الدستور وكذا على‬
‫مستوى قوانينه العادية ‪ ،‬باإلضافة إلى محاولة مالئمة هذه القوانين مع مقتضيات االتفاقيات‬
‫الدولية المنظمة لحقوق الطفل‬

‫المطلب األول ‪ :‬التكريس القانوني لحقوق الطفل في المغرب‬

‫سنحاول من خالل هذا المطلب الوقوف عند مكانة الطفل في دستور المملكة (الفقرة‬
‫األولى) ثم بيان اهم الحقوق المكرسة للطفل على مستوى القوانين العادية (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬على مـــستوى الوثيقــة الدستوريــــــة‬

‫لما كانت االتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الطفل تحظى بأهمية كبيرة في مجال اإلعتراف‬
‫للطفل بحقوقه باعتباره طفال‪ ،‬فقد شكل ابرام االتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة ‪،1989‬‬
‫نقطة تحول كبيرة على مستوى حقوق االنسان عالميا‪ ،‬نظرا للقوة اإللزامية التي تضمنت‬
‫أحكامها‪ ،‬والتي بموجبها التزم العيد من الدول بمختلف البنود التي جاءت بها والرامية إلى‬
‫حماية األطفال في مختلف بقاع العالم‪ ،‬فقد عمل المغرب في هذا اإلطار على ضرورة‬
‫االلتزام بحقوق الطفل‪ ،‬كما مقررة في االتفاقيات الدولية‪ ،‬وخصوصا اتفاقية حقوق الطفل‬
‫لسنة ‪ ،1989‬وقد تبلور هذا االهتمام بحقوق الطفل بالمغرب على مستوى الوثيقة‬
‫الدستورية حيث وبالرجوع إلى الدساتير السابقة‪ ،‬التي عرفها المغرب‪ ،‬نالحظ أنه أشار إلى‬
‫حقوق الطفل بصفة غير مباشرة‪ ،‬في إطار الحديث عن حقوق اإلنسان بصفة عامة‪،‬‬
‫فالدساتير المغربية المتتالية نصت بشكل متفاوت على الحقوق والحريات األساسية‪ ،‬وكان‬
‫دستور ‪ ،1962‬قد كرس الحقوق والحريات التي جاء بها ظهير ‪ 1958‬المتعلق بالحريات‬
‫العامة فتواترت هذه الحقوق والحريات في الدساتير المتوالية‪ ،‬إلى أن نصل إلى دستور‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،1992‬الذي نص على عدد من الحقوق والحريات‪ ،‬والتي كرسها كذلك دستور ‪.1996‬‬

‫‪ 1‬نعيمة البالي مالءمة التشريع المغربي التفاقيات حقوق الطفل‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق شعبة القانون (العام) جامعة محمد األول‬
‫وجدة ‪ 2003 ،‬ص ‪153/154‬‬
‫وهو ما يعني التزام وتشبث المغرب بعالمية حقوق اإلنسان بصفة عامة والطفل بصفة‬
‫خاصة فقد دأب المغرب منذ حصوله على االستقالل على االنخراط في المنظومة الكونية‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬وهو ما يتجلى في انخراطه في العديد من االتفاقيات الدولية‪ ،‬وكذلك اقراره‬
‫‪2‬‬
‫الدساتير التي عرفها‪ ،‬بضرورة اإللتزام بالمواثيق الدولية‪.‬‬

‫إن ما يالحظ على الدساتير المغربية التي عرفها المغرب منذ االستقالل‪ ،‬أن المرجعية‬
‫الدولية كانت حاضرة في كافة الوثائق الدستورية المغربية‪ ،‬غير أن الحدود الدستورية‬
‫لاللتزامات الدولية للمغرب أثارت عدة إشكاليات ترتبط أساسا النص القانوني مع أحكام‬
‫االتفاقيات الدولية نظرا لتشبث المغرب بالخصوصية الوطنية المتعلقة بالدين االسالمي‬
‫وثوابت المملكة المنصوص عليها في الدستور المغربي نظرا لكون أن المقاربة المغربية‬
‫لتسوية واقع الحقوق والحريات‪ ،‬عرفت تراكمات وتعثرات االمر الذي دفع بالمغرب القيام‬
‫بإصالحات دستورية وسياسية همت مجاالت مختلفة بغية استكمال بناء دولة الحق‬
‫والقانون‪ ،‬وترسيخ أسس الديمقراطية الحقة‪ ،‬باعتبار أن إقرار وحماية الحقوق والحريات‬
‫هو أحد الركائز األساسية لبناء دولة الحق والقانون‪ ،‬وقد شكلت سنة ‪ 2011‬دون أدنى شك‬
‫منعطفا تاريخيا فاصال ونتاجا لسنوات من العمل المتواصل المتمثل في مختلف األوراش‬
‫اإلصالحية والمبادرات التحديثية في سياق تاريخي دولي دقيق خصوصا في مجال حماية‬
‫‪3‬‬
‫حقوق اإلنسان عامة‪ ،‬والطفل خاصة‪.‬‬

‫هذا التعديل الدستوري جاء نتيجة للتحوالت التي عرفتها الساحة العربية جراء االحتجاجات‬
‫الشعبية ومن بينها المغرب‪ ،‬األمر الذي دفع بالملك محمد السادس بموجب خطاب ‪ 9‬مارس‬
‫‪ 2011‬الدخول في اصالحات جوهرية والتي تمخض عنها اإلعالن عن مراجعة دستورية‬
‫وهو ما تم القيام به‪ ،‬وعرض على االستفتاء الشعبي‪ ،‬في فاتح يوليوز ‪ ،2011‬وبهذا فقد‬
‫تمخض عن هذا التعديل الدستوري مجموعة من التغيرات‪ ،‬خصوصا على مستوى اقرار‬
‫الدستور لمجموعة من الحقوق تضمن حقوق االنسان كما هي متعارف عليها عالميا باعتبار‬

‫حومالك محمد ‪ ،‬حقوق الطفل بالمغرب على ضوء اإلصالحات الدستورية والمرجعية الدولية ‪ ،‬مجلة منازعات األعمال ص ‪5‬‬ ‫‪2‬‬

‫حومالك محمد ‪ ،‬مرجع سابق ص‪10‬‬ ‫‪3‬‬


‫ذلك يمثل تجسيدا للمبادرة القائمة على االنفتاح على حقوق االنسان بصفة عامة وحقوق‬
‫الطفل بصفة خاصة ‪.‬‬

‫وعليه فقد تضمن دستور ‪ ،2011‬مجموعة من المقتضيات التي تروم إلى حماية حقوق‬
‫الطفل سواء باعتباره إنسانا‪ ،‬أو بصفته طفال‪ ،‬وعندما نتحدث عن حقوق الطفل كإنسان فإننا‬
‫نشير إلى أهم الحقوق التي كرسها الدستور لإلنسان بصفة عامة‪ ،‬ومن هذا المنطلق فإن أهم‬
‫حقوق اإلنسان التي كرسها دستور ‪ ،2011‬والتي هي حقوق للطفل كذلك نذكر‪:‬‬

‫‪ -1‬يضمن الدستور بموجب الفصل ‪ 19‬الحق في المساواة في الحقوق‪ " :‬يتمتع الرجل‬
‫والمرأة على قدم المساواة بالحقوق والحريات المدنية والسياسية واالقتصادية‬
‫‪4‬‬
‫واالجتماعية والثقافية والبيئية ‪"...‬‬

‫‪ -2‬عدم التمييز في التمتع بالحقوق بأي شكل من األشكال سواء بسبب الجنس او اللون‬
‫أو المعتقد‪....‬‬

‫وقد جاء النص على هذا الحق في تصدير الدستور‪.‬‬

‫‪ - 3‬الحق في الحياة‪ ،‬يعتبر هذا الحق أسمى الحقوق المقررة لإلنسان عامة‪ ،‬وللطفل‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬وعليه فإن المغرب يلتزم بضرورة حماية هذا الحق لإلنسان عامة‬

‫وقد تضمن الدستور إلى جانب هذه الحقوق النص على حرية ممارسة الشؤون الدينية‬
‫بموجب الفصل الثالث منه على " الدولة أن تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية‬
‫"‪.‬‬

‫كما أكد كذلك على حرية التفكير والرأي والتعبير" حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل‬
‫أشكالها "‬

‫بموجب الفصل الخامس والعشرون‪ ،‬وهذا الحق يعتبر أساسي وجوهري للطفل‪ ،‬باعتبار أن‬
‫االتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة ‪ ،1989‬تضع حرية آراء األطفال من بين المبادئ التي‬
‫تقوم عليها وهذا بالرغم من أن هذا الحق‪ ،‬لم يتم النص عليه صراحة للطفل‪ ،‬وإنما جاء‬

‫الفصل ‪ 19‬من دستور المغرب سنة ‪2011‬‬ ‫‪4‬‬


‫بصفة عامة‪ ،‬فهو ذو أهمية كبيرة لحماية الطفل؛ وهناك كذلك إشارة في الدستور إلى الحق‬
‫في المساواة أمام القانون‪ ،‬باعتبار هذا األخير هو أسمى تعبير عن إرادة األمة‪ ،‬الفصل‬
‫السادس منه‪ ،‬والمالحظ هو أن أغلب الحقوق والحريات التي يعترف بها الدستور؛ إن لم‬
‫‪5‬‬
‫نقل جلها منصوص عليها في الباب الثاني من الدستور‪.‬‬

‫إلى جانب تأكيده على حقوق الطفل باعتباره كإنسان أقر كذلك للطفل بصفة خاصة بعض‬
‫الحقوق باعتباره طفال‪ ،‬وذلك من قبيل الفصل ‪ ،32‬والذي ينص على الحق في الزواج‬
‫وتكوين األسرة " باعتبار األسرة القائمة على عالقة الزواج الشرعي هي الخلية األساسية‬
‫للمجتمع‪ ،‬وتعمل الدولة على ضمان الحماية الحقوقية واالجتماعية واالقتصادية لألسرة‪،‬‬
‫بمقتضى القانون بما يضمن وحدتها واستقرارها والمحافظة عليها‪ ،‬كما تسعى الدولة لتوفير‬
‫الحماية واالعتبار االجتماعي والمعنوي لجميع األطفال بكيفية متساوية بصرف النظر عن‬
‫وضعيتهم العائلية " كما أن هناك كذلك إشارة في الفقرة الرابعة من الفصل السالف الذكر‬
‫إلى حق أساسي للطفل‪ ،‬وهو الحق في التعليم األساسي وواجب على األسرة والدولة أن‬
‫تضمن هذا الحق‪ ،‬كما نص الدستور كذلك في الفصل السادس منه‪ ،‬على الحق في‬
‫المشاركة في الحياة الثقافية على أن تعمل السلطات العمومية على توفير الظروف‪ ،‬التي‬
‫تمكن من تعميم الطابع الفعلي لحرية المواطنات والمواطنين والمساواة بينهم‪.‬‬

‫وعليه فقد نص الدستور الحالي للمملكة‪ ،‬صراحة على الحقوق الثقافية من خالل االعتراف‬
‫باألمازيغية والحسانية‪ ،‬والروافد اإلفريقية واألندلسية‪ ،‬والعبرية والمتوسطية‪ ،‬وعلى حماية‬
‫الحقوق الفئوية‪ ،‬وال سيما حقوق األطفال‪.‬‬

‫وفي األخير نود القول بأن الدستور المغربي‪ ،‬قد خصص لهاته الفئة‪ ،‬حماية ذات فعالية‬
‫كبيرة لضمان حقوقها‪ ،‬وخصوصا بعد التأكيد على تخصيص الحماية الالزمة للطفل‪ ،‬ليس‬
‫فقط باعتباره إنسانا وإنما باعتباره طفال وهو ما يوضح لنا بأن دستور ‪ 2011‬يختلف عن‬
‫الدساتير السابقة ألنه تضمن مقتضيات تروم النهوض بأوضاع األطفال وأسرهم ما شكل‬
‫تحوال كبيرا‪ ،‬على مستوى التعاطي لقضايا الطفولة‪ ،‬فطالما أكد الفاعلون في المجال‬

‫دستور المملكة المغربية‪ ،‬سلسلة نصوص ووثائق‪ ،‬دار الفكر العربي للنشر والتوزيع‪ ،2011 ،‬ص ‪31‬‬ ‫‪5‬‬
‫ضرورة توفير ضمانات أكبر‪ ،‬لحماية حقوق األطفال على جميع األصعدة‪ ،‬بالنظر إلى‬
‫التحديات التي تواجهها هاته الفئة‪ ،‬وأن تمتع الطفل بالحقوق المدنية والسياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية بالمغرب‪ ،‬يشكل خطوة هامة على المستوى القانوني خصوصا من‬
‫الناحية الدستورية‪ ،‬لضمان احترام حقوق الطفل كما هي مقررة في االتفاقيات الدولية‬
‫لحقوق الطفل ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬على مســتوى القوانيـــــن العاديــــة‬

‫سنحاول من خالل هذه الفقرة الوقوف عند مظاهر التكريس التشريعي لحقوق الطفل على‬
‫مستوى القوانين العادية ‪ ،‬وذلك من خالل بيان حقوق الطفل المكرسة في مدونة األسرة‬
‫(أوال) ثم بيان بعض المستجدات التشريعية بخصوص حقوق الطفل (ثانيا )‬

‫أوال ‪ :‬حقوق الطفل المكرسة في مدونة األسرة‬

‫حظيت حقوق الطفل بالتفاتة واعية من المشرع المغربي وهو يعيد النظر في المقتضيات‬
‫القانونية المنظمة للرابطة األسرية وما يترتب عنها من آثار اتجاه االطفال‪ .‬تنص على ذلك‬
‫المادة‪ 6 54‬من مدونة االسرة المغربية التي جاء فيها بأن‪:‬‬

‫لألطفال على أبويهم الحقوق التالية ‪:‬‬

‫‪-1‬حياتهم وصحتهم من الحمل إلى بلوغ سن الرشد‪.‬‬

‫‪ -2‬العمل على تثبيت هويتهم والحفاظ عليها خاصة بالنسبة لالسم والجنسية والتسجيل‬
‫في الحالة المدنية‪.‬‬

‫‪ -3‬النسب والحضانة و النفقة طبقا ألحكام الكتاب الثالث من المدونة‪ 4 .‬إرضاع األم‬
‫ألوالدها عند االستطاعة‪.‬‬

‫‪ -5‬اتخاذ كل التدابير الممكنة للنمو الطبيعي لألطفال بالحفاظ على سالمتهم الجسدية‬
‫والنفسية والعناية بصحتهم وقاية وعالجا‪.‬‬

‫‪ 6‬المادة ‪ 54‬من مدونة األسرة‬


‫‪ -6‬التوجيه الديني والتربية على السلوك القويم وقيم النبل المؤدية إلى الصدق في القول‬
‫والعمل واجتناب العنف المفضي إلى اإلضرار الجسدي والمعنوي والحرص على الوقاية‬
‫من كل استغالل يضر بمصالح الطفل‪.‬‬

‫‪ -7‬التعليم والتكوين الذي يؤهلهم للحياة العملية والعضوية النافعة في المجتمع وعلى‬
‫األباء ان يهيؤا ألوالدهم قدر المستطاع الظروف المالئمة لمتابعة دراستهم حسب‬
‫استعدادهم الفكري والبدني‪.‬‬

‫‪ -8‬عندما يفترق الزوجان تتوزع هذه الواجبات بينهما بحسب ما هو مبين في أحكام‬
‫الحضانة ‪.‬‬

‫‪-9‬عند وفاة أحد الزوجان أو كليهما تنتقل هذه الواجبات إلى الحاضن والنائب الشرعي‬
‫بحسب مسؤولية كل واحد منهما ‪.‬‬

‫يتمتع الطفل المصاب بإعاقة إضافة إلى الحقوق المذكورة أعاله بالحق في الرعاية‬
‫الخاصة بحالته والسيما التعليم والتأهيل المناسبان إلعاقته قصد تسهيل إدماجه في‬
‫المجتمع ‪.‬‬

‫تعتبر الدولة مسؤولة عن اتخاذ التدابير الالزمة لحماية األطفال وضمان حقوقهم‬
‫ورعايتها طبقا للقانون‪.‬‬

‫تسهر النيابة العامة على مراقبة تفنيد األحكام سالفة الذكر‬

‫و قد خص المشرع المغربي كل حق من هذه الحقوق بتنظيم تشريعي وافر متجاوزا‬


‫القصور الذي أسفر عنه تطبيق النصوص القديمة ‪.‬‬

‫حيث إن حق الطفل في التسجيل في الحالة المدنية منظم بمقتضى قانون الحالة المدنية رقم‬
‫‪ 37-99‬المؤرخ في ثالث أكتوبر ‪ 2002‬وفي المادة الخامسة من قانون كفالة األطفال‬
‫المهملين‪.‬‬
‫ولما كانت األسرة هي البيئة الطبيعية التي يتلقى فيها الطفل تكوينه ويكتسب فيها العديد من‬
‫مهاراته وعلى ضوئها يتحدد ميوله ‪ ،‬وإذا كان األصل أن ينشا الطفل في رحاب األسرة‬
‫التي توفر له الرعاية والحماية وتضمن له تنشئة سليمة‪ ،‬فقد يجد العديد من األطفال أنفسهم‬
‫محرومين من دفئ أسرهم‪ ،‬سواء كانوا معروفي أو مجهولي النسب‪.‬‬

‫و في إطار تدعيم حقوق الطفل اعتبر المشرع النسب والبنوة والكفالة والزواج وعدم بلوغ‬
‫سن الرشد القانوني محددا أساسيا للتمتع بالجنسية األصلية‪ ،‬واكتساب الجنسية المغربية أو‬
‫فقدانها الفصول ( ‪ )21-20-18-10-9-6-3‬من قانون الجنسية رقم ‪ 6206‬تعديالت ‪15‬‬
‫ابريل ‪.) 2007‬‬

‫كما ادخل تعديالت مهمة على حق الطفل في النسب في الحضانة‪ ،‬وأوجد ضمانات إضافية‬
‫كحقه في النفقة من خالل الكتاب الثالث من مدونة األسرة‪.‬‬

‫أما الحق في التعليم فهو منظم من خالل الظهير الشريف المؤرخ في ثالث عشر نونبر‬
‫‪ 1963‬بشان الزامية التعليم األساسي الذي ينص في فصله األول‪ 7‬على أن‪ « :‬التعليم‬
‫األساسي حق وواجب لجميع األطفال المغاربة ذكورا وإناثا البالغين ست سنوات تلتزم‬
‫الدولة بتوفيره لهم مجانا في أقرب مؤسسة تعليمية عمومية لمكان إقامتهم ويلزم اآلباء‬
‫واألولياء بتفنيده إلى غاية بلوغهم تمام الخامسة عشر من عمرهم‪.‬‬

‫في حين أولى المشرع عناية خاصة للطفل المعاق من خالل المدونة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المستجدات التشريعية في مجال حقوق الطفل‬

‫كان المشرع المغربي حريصا من خالل االمتداد التشريعي السابق اإلشارة إليه على‬
‫تصحيح مدونة حقوق الطفل بمقتضيات حمائية جريئة اعتبر نسب الحمل أو الولد المزداد‬
‫أتناء الخطبة الحق بالخاطب ‪ 8‬إذا توافرت في الخطبة الشروط المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 156‬من مدونة األسرة حيث عرفت أقسام قضاء األسرة فيضا منقطع النظير من الطلبات‬
‫الرامية إلى أتبات النسب في إطار المادة ‪ 156‬من مدونة األسرة ‪ ،‬قضى وفق الطلب في‬

‫‪ 7‬ظهير شريف مؤرخ في ‪ 13‬نونبر ‪ 1993‬المتعلق بإلزامية التعليم األساسي‬


‫‪ 8‬المادة ‪ 156‬من مدونة األسرة‬
‫العديد منها‪ ،‬فانقد العديد من األطفال من رحلة االغتراب التي كانوا يعانقونها في ظل مدونة‬
‫األحوال الشخصية الملغاة حيث كانوا يعانقونها بمجرد نزع أبائهم للحمة التي تجمع بينهم‪.‬‬

‫وأورد المشرع مجموعة من المقتضيات الجديدة في باب الحضانة فأخذ بحضانة المؤسسة‬
‫إذا لم يوجد بين مستحقي الحضانة من يقبلها أو وجدوا ولكن لم تتوفر فيهم الشروط‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 173‬من مدونة األسرة وذلك طبقا للمادة ‪ 166‬من المدونة‪،‬‬
‫كما جعل زواج األم الحاضنة غير مسقط لحضانتها‪:‬‬

‫إذا كان المحضون من صغيرا لم يتجاوز سبع سنوات أو يلحقه ضرر من فراقها‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ -2-‬إذا كانت بالمحضون علة أو عاهة تجعل حضانته مستعصية على غير األم‬

‫‪ -3-‬إذا كان زوجها قريبا محرما أو نائبا شرعيا للمحضون‬

‫‪-4 -‬إذا كانت نائبا شرعيا للمحضون‬

‫واعتبر المشرع تكاليف سكنى المحضون مستقلة في تقديرها عن النفقة وأجرة الحضانة‬
‫وغيرهما وألزم األب بان يهيئ ألوالده محال لسكناهم‪ ،‬أو أن يؤدي المبلغ الذي تقدره‬
‫المحكمة لكرائه‪ ،‬وأعطت للمحكمة الصالحية في االستعانة بالمساعدة االجتماعية في‬
‫انجاز تقرير عن سكنى الحاضن وما يوفره للمحضون من الحاجيات الضرورية المادية‬
‫والمعنوية طبقا للمواد ‪ 168‬و ‪ 172‬من المدونة وأوصى المشرع على مجموعة من‬
‫الضمانات التشريعية والقضائية لضمان تنفيذ حق المحضون في السكنى حين نص في‬
‫المادة ‪ 168‬على انه « ال يفرغ المحضون ‪9‬من بيت الزوجية االبعد تنفيذ األب للحكم‬
‫الخاص بسكنى المحضون على المحكمة للمحضون من الحاجيات الضرورية المادية‬
‫والمعنوية طبقا للمواد ‪ 168‬و ‪ 172‬من المدونة وأوصى المشرع على مجموعة من‬
‫الضمانات التشريعية والقضائية لضمان تنفيذ حق المحضون في السكنى حين نص في‬
‫المادة ‪ 168‬على انه « ال يفرغ المحضون من بيت الزوجية اال بعد تنفيذ األب للحكم‬
‫الخاص بسكنى المحضون على المحكمة ان تحدد في حكمها اإلجراءات الكفيلة بضمان‬
‫استمرار تنفيذ هذا الحكم من قبل األب المحكوم عليه " وحين نص في المادة ‪ 119‬من‬
‫‪ 9‬المادة ‪ 168‬من مدونة األسرة‬
‫المدونة على ان المحكمة تحدد وسائل تنفيذ الحكم بالنفقة وتكاليف السكن على أموال‬
‫المحكوم عليه‪.‬‬

‫ونص المشرع على ضمانات إضافية بالنسبة لحق الطفل في النفقة حين أعطى للمحكمة‬
‫صالحية تحديد وسائل تنفيذ الحكم بالنفقة وتقرير الضمانات الكفيلة باستمرار الملزم بها‬
‫مع إمكانية اقتطاع النفقة من منبع الربح أو األجر الذي يتقاضاه هذا األخير كما اعتبر‬
‫الحكم الصادر بالنفقة يبقى ساري المفعول إلى ان يصدر حكم آخر يحل محله أو يسقط‬
‫حق المحكوم له في النفقة‪.‬‬

‫و اهتم المشرع المغربي اهتماما بالغا بحقه في الرضاعة وجعل اجر الرضاعة مستقل‬
‫عن أجرة الحضانة وعلى واجبات النفقة‪ 10‬طبقا للمادة ‪ 167‬من المدونة وجعل اجر‬
‫رضاعة الولد على المكلف بنفقته لما أعطى المشرع لالم األجيرة الحق في أن تتمتع‬
‫يوميا على مدى اثني عشرة شهرا من تاريخ استئنافها الشغل اثر الوضع باستراحة‬
‫خاصة يؤدى عنها األجر باعتبارها وقتا من أوقات الشغل مدتها نصف ساعة صباحا‬
‫ونصف ساعة ظهرا لكي ترضع مولودها خالل أوقات الشغل ‪ .‬وتكون هذه الساعة‬
‫مستقلة عن فترات الراحة المعمول بها في المقاولة وذلك في المادة ‪ 161‬من مدونة‬
‫الشغل‪ ،‬وقد أولى المشرع اهتماما خاصا لحق الطفل في التعليم فنص في الفصل الثالث‬
‫من ظهير ‪ 13‬نونبر ‪ 1963‬بشان إلزامية التعليم‪ ،‬على أنه يجب على كل شخص‬
‫مسؤول عن طفل ان يطلب تسجيله بمؤسسة للتعليم في السنة التي يبلع فيها الطفل سن‬
‫السادسة‪.‬‬

‫ويجب عليه باإلضافة ويجب عليه باإلضافة إلى ذلك ان يسهر على تردد الطفل بصفة‬
‫منتظمة على المؤسسة التي سجل فيها‬

‫تعمل الدولة في حدود اإلمكانيات المتوفرة لديها على توفير وسائل النقل والمطاعم‬
‫المدرسية بالنسبة لألطفال البعيدين عن المؤسسات التعليمية بالمناطق القروية وتدعيم‬
‫مراكز إيواء التالميذ عند وجودها مع توفير المناطق الضرورية‪.‬‬

‫المادة ‪ 167‬من مدونة األسرة‬ ‫‪10‬‬


‫وتحدد شروط التسجيل وكيفيات مراقبة المواظبة بقرار من وزير التربية الوطنية‪.‬‬

‫وفي حالة عدم قيام األشخاص المسؤولين عن الطفل بتسجيله وفقا لألحكام هذا القانون تقوم‬
‫اإلدارة بذلك تلقائيا‬

‫ويعتبر أشخاصا مسئولين حسب مفهوم هذا القانون ‪:‬‬

‫األب وعند عدم وجوده أو فقدانه لألهلية األم‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫الوصي أو الكافل أو المقدم شرعيا‬ ‫ب‪-‬‬
‫مديرو أو متصرفو أو مسؤولو كل مؤسسة ترمي مهمتها إلى حضانة األطفال‬ ‫ت‪-‬‬
‫األيتام أو المهملين ورعايتهم باستمرار‪.‬‬

‫بل اعتبر المشرع حق التعليم مبررا موجبا الستمرار األب في النفقة على أوالده إلى إتمام‬
‫السنة الخامسة والعشرين ‪ 11‬طبقا للمادة ‪ 198‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫ولعل أهم ضمانة لحماية هذه الحقوق هو اعتبار الدولة مسؤولة على اتخاذ التدابير االزمة‬
‫لحماية األطفال وضمان حقوقهم ورعايتها طبقا للقانون‪ ،‬وتخويل النيابة العامة مهمة السهر‬
‫على مراقبة الحاضن عندما يكون شخصا ً معنويا كمؤسسات الرعاية االجتماعية‬
‫المنصوص عليها في المادة الثامنة من المسطرة المدنية وفي مواجهة الدولة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مكانة االتفاقيات الدولية لحقوق الطفل بالمغرب ومسألة المالئمة‬

‫يمثل االعتراف في الدستور المغربي بعالمية حقوق اإلنسان‪ ،‬ومصادقة المغرب على‬
‫االتفاقيات الدولية المتعلقة بالطفل‪ ،‬وقد صادق المغرب على االتفاقية الدولية لحقوق لسنة‬
‫‪ 1989‬في يونيو ‪ ،1993‬التي تبرز احدى مظاهر عالمية حقوق الطفل في التشريع‬
‫المغربي‪ .‬وذلك من خالل اتخاذ كافة التدابير الممكنة لتطبيق تلك الحقوق على مستوى‬
‫الممارسة العملية‪ ،‬ويتبين من هذا التأكيد الدستوري األهمية التي يوليها المغرب الحترام‬
‫حقوق اإلنسان عامة والطفل خاصة‪.‬‬

‫‪ 11‬المادة ‪ 198‬من مدونة األسرة‬


‫الفقرة األولى‪ :‬اإلعالنات واالتفاقيات الدولية لحقوق الطفل‬

‫أوال ‪ :‬اعالن جنيف لحقوق الطفل لسنة ‪1924‬‬

‫يعد إعالن جنيف بشأن األطفال الصادر عن منظمة عصبة األمم سنة ‪ ،1924‬المحاولة‬
‫األولى على المستوى الدولي لالقتراب من موضوع حماية الطفل‪ .‬ويعتبر إعالن جنيف‬
‫لحقوق الطفل‪ ،‬الذي صدر في خمس نقاط عن االتحاد الدولي إلنقاذ الطفولة‪ ،‬أول إعالن‬
‫دولي متخصص للتأكيد على حقوق الطفل‪ ،‬وقد تبنت الجمعية العامة لعصبة األمم هذا‬
‫اإلعالن في ‪ 26‬شتنبر ‪ ،1924‬وعلى الرغم من أن هذا اإلعالن لم يعالج بشكل كامل‪،‬‬
‫حقوق الطفل إال أن صدوره في ذلك الوقت؛ يعد بادرة حسنة وخطوة إيجابية للفت نظر‬
‫‪12‬‬
‫الدول إلى ضرورة االهتمام بالطفل وحماية حقوقه ‪.‬‬

‫ويتكون إعالن جنيف‪ ،‬من ديباجة وخمسة مبادئ ويحث اإلعالن الرجال والنساء في جميع‬
‫الدول باالعتراف بأنه يجب على اإلنسانية أن تقدم للطفل خير ما ‪.‬عندها‪ .‬وتؤكد ديباجة‬
‫اإلعالن على مسؤولية الجنس البشري في حماية األطفال؛ دون تفرقة بسبب الجنس أو‬
‫األصل االجتماعي أو العقيدة‪ ،‬وينص المبدأ األول منه على ضرورة إشباع حاجات الطفل‬
‫المادية والروحية‪ ،‬كما ينص المبدأ الثاني على ضرورة تغذية الطفل‪ ،‬وعالجه وإيوائه‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫وإنقاذ الطفل اليتيم ومساعدة الطفل المتخلف‪ ،‬وإعادة تربية الطفل الضال ‪.‬‬

‫ثانيا إعالن حقوق الطفل لسنة ‪1959‬‬

‫نظرا للواقع األليم لماليين األطفال في العديد من البلدان المحكوم عليهم بحياة مليئة بالمعاناة‬
‫واآلالم‪ ،‬حيث ال يتلقون الغذاء الالزم أو العناية الكافية أو التعليم أو الحماية القانونية‪ ،‬فقد‬
‫أصدرت الجمعية العامة لألمم المتحدة إعالن حقوق الطفل في ‪ 20‬نونبر ‪ 1959‬وذلك‬
‫بموافقة ‪ 48‬دولة ودون معارضة أو امتناع أية دولة‪ .‬هذا اإلعالن الذي يعتبر امتدادا‬
‫وتوسيعا إلعالن جنيف السابق (‪ ،)1924‬يتكون من ديباجة وعشرة مبادئ ولعل أن الهدف‬

‫‪ 12‬سمير خليل محمود عبد هللا‪ ،‬حقوق الطفل في اإلسالم واالتفاقيات الدولية دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيل درجة الماجستير العليا جامعة النجاح‬
‫فلسطين ‪ 2003‬ص ‪152‬‬
‫‪13‬‬
‫‪SEGOLENE ROYAL les droits des enfants DALLOZ Italie, 2007 p 22‬‬
‫من هذا اإلعالن هو تمكين الطفل من التمتع بطفولة سعيدة‪ ،‬ينعم فيها بخيره وخير المجتمع‬
‫‪14‬‬
‫بالحقوق المقررة فيه ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫وقد تضمن االعالن ‪ 10‬مبادئ حول حماية الطفل كاالتي‪:‬‬

‫‪-1‬حق جميع األطفال في التمتع بالحقوق المقررة في اإلعالن دون أي تمييز؛‬

‫‪-2‬وجوب توفير الحماية القانونية للطفل لينشأ نشأة طبيعية‬

‫‪-3‬حق الطفل منذ مولده في أن يكون له اسم وجنسية؛‬

‫‪-4‬حق الطفل في الضمان االجتماعي وكذا حقه في الغذاء والمأوى؛‬

‫‪5-‬وجوب العالج والرعايا لألطفال المعوقين؛‬

‫‪6-‬حق الطفل في الرعاية العائلية والمعونة الكافية لألطفال المحرومين‬

‫‪7-‬للطفل حق في تلقي التعليم الذي يجب أن يكون مجانيا وإلزاميا ً وأن تكون مصلحة‬
‫الطفل العليا التي يسترشد بها المسؤولون في تعليمه وتقع هذه المسؤولية بالدرجة‬
‫األولى على أبويه‪.‬‬

‫‪8-‬حق الطفل في الوقاية والغوث عند الكوارث‬

‫‪9-‬حق الطفل في الحماية القانونية من القسوة واالستغالل‬

‫‪10-‬حق الطفل في الوقاية من التمييز في جميع صوره‬

‫ثالثا ‪ :‬االتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة ‪1989‬‬

‫لقد كانت المطالبة بعقد اتفاقية دولية خاصة بحقوق الطفل‪ ،‬أمرا ملحا دائما وبرزت الحجة‬
‫القائلة أنه ما دامت حقوق اإلنسان تتطلب مجموعة تشريعات دولية مترابطة ومتكاملة‬

‫‪ 14‬إعالن حقوق الطفل‪ ،‬اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة ‪ 136‬المؤرخ في ‪ 20‬نونبر ‪1959‬‬
‫‪ 15‬محمد شريف بسيوني‪ ،‬الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان المجلد األول الوثائق العالمية دار الشروق القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى [‪2003 ]8‬‬
‫ص‪869‬‬
‫يعترف بها عالميا وتصدر بها اتفاقيات محددة وملزمة‪ ،‬فإن الدفاع عن حقوق الطفل يجب‬
‫‪16‬‬
‫أن يعتمد أيضا على مجموعة قوانين دولية ملزمة ومعترف بها ‪.‬‬

‫وجاء اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪ 20‬نونبر ‪ 1989‬لالتفاقية الدولية لحقوق‬
‫الطفل‪ ،‬بموجب قرار رقم ‪ ،25.44‬هذا الحدث جاء بعد ثالثين سنة على اعتماد الجمعية‬
‫‪17‬‬
‫العامة لألمم المتحدة إلعالن حقوق الطفل ليشكل نقطة تحول في مجال حماية الطفولة‪.‬‬

‫وقد أقرت االتفاقية مجموعة من المبادئ الرامية إلى ضمان وحماية حقوق الطفل بالشكل‬
‫الذى يحفظ كرامته وكينونته كطفل وتتمثل هذي المبادئ في ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1-‬حق الطفل في المساواة وعدم التمييز‬

‫‪ 2-‬تحقيق المصلحة العليا للطفل‬

‫‪-3‬المحافظة على حق الطفل في البقاء والنماء‬

‫‪ 4-‬احترام أراء األطفال‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مالءمة النصوص الوطنية مع االتفاقيات الدولية لحقوق الطفل‬

‫تثير مسألة مالءمة النصوص الوطنية مع االتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان عامة والطفل‬
‫بصفة خاصة جملة من التساؤالت بالنسبة للمتتبعين والمهتمين بمجال حقوق اإلنسان؛‬
‫خصوصا في ما يتعلق بقضية توافق االتفاقيات الدولية مع الخصوصية المغربية‪ ،‬المتمثلة‬
‫في الثوابت الوطنية والدينية والسيادية والمنصوص عليها في الدستور وهو ما دفع المغرب‬
‫إلى التحفظ على بعض بنود االتفاقيات الدولية ‪ ،‬فمعالجتنا لهذه المسألة ما هو إال وسيلة‬
‫إليضاح مظاهر عالمية حقوق الطفل في التشريع المغربي‪ ،‬باعتبار أن العمل على اتخاذ‬
‫اإلجراءات الالزمة‪ ،‬لمالءمة القوانين الوطنية مع االتفاقيات الدولية لحقوق الطفل‪ ،‬يقتضى‬
‫تحديد اآلليات والمساطر المعتمدة في هذا المجال‪ ،‬فحقوق الطفل الواردة في النصوص‬
‫‪ - 16‬نجوى علي عتيقة‪ ،‬حقوق الطفل في القانون الدولي‪ ،‬دار المستقبل العربي‪ ،‬القاهرة‪1995 ،‬ص ‪96‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ADAM LOPATKA, « la convention relative aux- [22] droits de l’enfant », Revue international de droit .pénal, N°‬‬
‫‪3 et 4, 1991, p 765‬‬
‫الوطنية‪ ،‬تأخذ بمبدأ عالمية حقوق الطفل‪ ،‬بمعنى أن المغرب وبمجرد مصادقته على‬
‫االتفاقيات الدولية فإنه يصبح ملزما بإدراج تلك االتفاقيات في قانونه الداخلي‪ ،‬وهو ما‬
‫يتجلى بسن نصوص قانونية دستورية وتشريعية وتنظيمية إلعمال المقتضيات التي‬
‫تتضمنها االتفاقيات الدولية ذات الصلة لتالفي الفراغ التشريعي الذي يمكن أن يعيق‬
‫تطبيقها‪ ،‬ثم كذلك عن طريق إدخال تعديالت وإصالحات على مستوى الترسانة القانونية‬
‫الوطنية‪ ،‬حتى تكون متالئمة مع األحكام الدولية ‪،‬ذلك لكون أن مالءمة النصوص الوطنية‬
‫مع االتفاقيات الدولية يعتبر آلية من آليات الدولة لتضمين حقوق الطفل على المستوى‬
‫الوطني‪ ،‬وفي هذا الصدد أحدث المغرب بموجب المنشور رقم ‪ 39.98‬المؤرخ في ‪10‬‬
‫شتنبر ‪ 1998‬لجنة وزارية لمالءمة القانون المغربي مع االتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان‬
‫بصفة عامة‪ ،‬ومن بينها اتفاقيات حقوق الطفل‪ ،‬ويعتبر نشر االتفاقية بالجريدة الرسمية أداة‬
‫مهمة للتعريف بها تترتب عنه أثار قانونية ‪.‬‬

‫وعلى غرار ذلك تعكس مالءمة التشريع الوطني مع االتفاقيات الدولية األهمية البارزة فى‬
‫إقرار حقوق الطفل‪ ،‬كما هي مقررة في االتفاقيات الدولية لحقوق الطفل في القوانين‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫وعليه تشكل تقنية المالءمة‪ ،‬مدخال أساسيا للحد من التباعد المرجعي والقانوني‪ ،‬بين‬
‫التشريعين الداخلي والدولي في مجال تبني الفلسفة العامة لحقوق اإلنسان‪ ،‬فالمهمة الكبرى‬
‫للمالءمة هي مواكبة الحراك الحقوقي الذي تكرسه المواثيق الدولية لحقوق االنسان ‪ ،‬لكون‬
‫معطى حقوق اإلنسان عامة والطفل خاصة ‪ ،‬غدا إحدى أولويات ومرتكزات السياسة‬
‫الحقوقية الحكومية لترسيخ حقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها عالميا‪ ،‬واستكمال‬
‫االنخراط في المنظومة الحقوقية الدولية ومالءمة القوانين الوطنية مع االتفاقيات الدولية‬
‫وإعداد التقارير الدورية إلعمال هذه االتفاقيات‪.‬‬

‫ومنه ونظرا لألهمية التي تحظى بها االتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الطفل‪ ،‬فإن واقع‬
‫الطفولة بالمغرب يحتاج إلى مزيد من العمل لتعزيز حماية حقوق هاته الفئة داخل المجتمع‪،‬‬
‫على اعتبار أن االقرار الدستوري واالعتراف بعالمية حقوق اإلنسان في الوثيقة الدستورية‬
‫وإن كانت له أهمية كبيرة في ايجاد صيغة قانونية كفيلة بإعطاء ضمانات لحقوق الطفل‪،‬‬
‫فإن هذا يظل غير كافي ما لم تتبلور هذه الجهود على مستوى الممارسة العملية من خالل‬
‫وضع مخططات واستراتيجيات كفيلة لتعزيز حقوق الطفل في المغرب‪.‬‬
‫المبحث الثاني مظاهر الحماية القانونية لحقوق الطفل‬
‫وتتجلى هذه الحماية في تمتع الطفل بحقوقه الشخصية والمادية واالجتماعية‪ ،‬والتي يكون مص‪nn‬درها عالقته ب‪nn‬أفراد أس‪nn‬رته أو بغ‪nn‬يرهم‬
‫من األف‪nn‬راد‪ ،‬وقد س‪nn‬عى التش‪nn‬ريع المغ‪nn‬ربي من خالل ه‪nn‬ذه الحق‪nn‬وق وعلى غ‪nn‬رار االتفاقي‪nn‬ات الدولية الخاصة بحق‪nn‬وق الطفل الى تحقيق‬
‫المص‪nn‬لحة الفض‪nn‬لى للطف‪nn‬ل‪ ،‬وقد تم التنص‪nn‬يص عليها في العديد من الق‪nn‬وانين المختلفة منها مدونة األس‪nn‬رة‪ ،‬الق‪nn‬انون المتعلق باألطف‪nn‬ال‬
‫المهملين قانون الجنسية‪ ،‬وقانون الحالة المدنية‪ ،‬قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬قانون الشغل‪.‬‬
‫المطلب األول الحماية المدنية والجنائية للطفل في التشريع المغربي‬
‫سوف نتطرق في الفقرة االول للحماية المدنية للطفل في التشريع المغربي على ان نتطرق في الفقرة الثانية السلطات الثالث ودوره‪nn‬ا‬
‫في حماية حقوق الطفل‬
‫الفقرة األول الحماية المدنية للطفل في التشريع المغربي‬
‫وهي تلك الحقوق التي تتعلق بالشخص في ذاته وكينونته‪ ،‬مثل نسبه وإثبات ميالده وجنسيته ويمكن تناولها من خالل مقتضيات مدونة‬
‫األسرة المطلب (أوال) وبعض القوانين الخاصة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حقوق الطفل وفق مدونة األسرة‬


‫لقد جاءت مدونة األسرة بمقتضيات قانونية جديدة‪ ،‬كان الهدف منها حماية حقوق الطفل‪ ،‬وتحقيق مصلحته الفضلى‪ ،‬وفي ه‪nn‬ذا الس‪nn‬ياق‬
‫عمد المشرع إلى‬
‫وهذا ما أك‪n‬ده الخط‪n‬اب الس‪n‬امي لص‪n‬احب الجاللة الملك محمد الس‪n‬ادس نص‪n‬ره هللا بمناس‪n‬بة افتت‪n‬اح الس‪n‬نة التش‪n‬ريعية الثانية من الوالية‬
‫السابعة بتاريخ ‪ 10‬أكتوبر ‪ 2003‬والتي جاء فيها بأن‪ ..‬ينبغي أن ينظر إليها على أنها انتصار لفئة على أخرى وقد حرصنا على أن‬
‫تس‪nn‬تجيب للمب‪nn‬ادئ االص‪nn‬الحات ‪ .....‬ال والمرجعي‪nn‬ات التالية ‪ .‬ع‪nn‬دم اعتب‪nn‬ار المدونة قانونا للم‪nn‬رأة وح‪nn‬دها بل مدونة لألس‪nn‬رة أبا وأما‬
‫وأطفاال‪ ،‬والحرص على أن تجمع بين رفع الحيف عن النساء وحماية حقوق األطفال ‪........‬‬
‫مالءمة تش‪nn‬ريعه األس‪nn‬ري مع الص‪nn‬كوك والمواثيق الدولية الخاصة بحق‪nn‬وق الطفل على أي حد اس‪nn‬تطاع ذل‪nn‬ك؟ وفي ه‪nn‬ذا الص‪nn‬دد تجب‬
‫اإلشارة إلى أهم مستجد جاءت به المدونة والمتمثل في تحديد أهلية الزواج في ثمانية عش‪nn‬رة س‪nn‬نة لكال الجنس‪nn‬ين‪ ،‬وال‪nn‬ذي ج‪nn‬اء متوافقا‬
‫مع اتفاقية حق‪nn‬وق الطفل في مادتها األولى‪ .‬وقد أكد القض‪nnn‬اء ه‪nn‬ذا التوجه من خالل أحكام‪nn‬ه‪ ،‬ومنها الحكم ع‪nn‬دد ‪ 06/341‬بت‪nn‬اريخ‬
‫‪ : 2006/8/3‬والذي جاء فيه ‪ .....‬وحيث إن مصلحة القاصرة في الزواج تتمثل في تحصينها وحمايتها والتعاون على شؤون الحياة‬
‫الزوجية ‪ ..‬وحيث إن القاص‪nn‬رة تت‪nn‬وفر على ب‪nn‬وادر تؤكد ق‪nn‬درتها واس‪nn‬تطاعتها على تحمل ‪ nn.3‬أعب‪nn‬اء ال‪nn‬زواج من الناحية العض‪nn‬وية‬
‫والجسدية والنفسية والمعنوية‪....‬‬
‫‪ -1‬الحق في النسب‬

‫لقد عمل المشرع المغربي جاهدا كي ال تضيع األنساب لما لها من أهمية في تقرير العديد من الحق‪nn‬وق األخ‪nn‬رى للطف‪nn‬ل‪ ،‬ه‪n‬ذه الحق‪n‬وق‬
‫التي تختلف حسب ما إذا كانت البنوة شرعية أم غير شرعية‪ ،‬ففي البنوة الش‪n‬رعية يتب‪n‬ع الول‪n‬د أب‪n‬اه في ال‪nn‬دين والنس‪nn‬ب‪ ،‬وينب‪n‬ني عليه‪nn‬ا‬
‫الميراث كما تنتج عنها موائع الزواج ويترتب عليه‪nn‬ا حق‪n‬وق وواجب‪nn‬ات أبوي‪nn‬ة‪ ،‬ه‪nn‬ذا فيم‪nn‬ا يخص البن‪n‬وة بالنس‪n‬بة لألب‪ ،‬أم‪nn‬ا األم ف‪nn‬البنوة‬
‫عندها‬
‫وفي هذا االطار تنص المادة ‪ 3‬من اتفاقية حق‪n‬وق الطف‪n‬ل‪ " :‬في جمي‪n‬ع االج‪n‬راءات ال‪n‬تي تتعل‪n‬ق باألطف‪n‬ال س‪n‬واء ق‪nn‬امت به‪n‬ا مؤسس‪n‬ات‬
‫الرعاية االجتماعية العامة أو الخاصة أو المحاكم أو السلطات االدارية أو الهيئات أنها سمحت لقاض‪nn‬ي األس‪nn‬رة المكل‪nn‬ف ب‪nn‬الزواج ب‪nn‬أن‬
‫يأذن بالزواج لمن هو دون السن وذلك بعد إدالء النيابة العامة بملتمساتها الشفوية أو مستنتجاتها الكتابية‪ 3 .‬المنتقى من عم‪nn‬ل القض‪nn‬اء‬
‫‪18‬‬
‫في تطبيق مدونة األسرة الجزء األول العدد ‪ 17‬فبراير ‪ 2009‬م ‪ - 31‬المادة ‪ 144‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫التشريعية‪ ،‬بولى االعتبار لمصالح الطفل الفضلي ونفس الشيء تناولته المواد‪..403721 20.9 :‬‬
‫تستوي سواء كانت ناتجة عن عالقة شرعية أو غير شرعية‪ .‬وهذا ما أكده المجلس األعلى من خالل الق‪nn‬رار اآلتي‪ .... :‬لكن حيث إن‬
‫البنوة بالنسبة لألم تثبث عن طريق واقعة الوالدة بغض النظ‪nn‬ر عن ش‪nn‬رعيتها من ع‪nn‬دمها ‪ .....‬والمش‪nn‬رع المغ‪nn‬ربي يعتم‪nn‬د فيم‪nn‬ا يخص‬
‫النسب على شرعية األسرة والبنوة‪ ،‬ويستبعد األسرة الطبيعية واألسرة بالنبوة‪ ،‬فهو ال يعترف بنسب الولد إلى أبي‪nn‬ه إال إذا ج‪nn‬اء نتيج‪nn‬ة‬
‫لفراش شرعي مع أمه بالشروط المحددة في مدونة األسرة‪.‬‬

‫والنسب حسب المادة ‪ 150‬من مدونة األسرة‪" :‬هو لحمة شرعية بين األب وولده تنتقل من السلف إلى "الخلف"‪ .‬ولحماية حق الطف‪nn‬ل‬
‫في ثبوت نسبه وضعت مدونة األسرة قواع‪n‬د مح‪n‬ددة ل‪n‬ذلك‪ ،‬حيث نص‪n‬ت في الم‪n‬ادة ‪ 152‬على أس‪n‬باب الحوق‪n‬ه والمتمثل‪n‬ة في الف‪n‬راش‬
‫واالقرار والشبهة‪ .‬كما بينت وسائل إثباته‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 158‬من مدونة االسرة على ‪ 74‬يثبت النسب بالفراش أو ب‪nn‬إقرار األب‬
‫أو بشهادة العدلين أو ببينة السماع‪ ،‬وبكل الوسائل األخرى المقررة شرعا بما في ذلك الخبرة القضائية‪ .‬فقاعدة الولد للفراش تع‪nn‬د أح‪nn‬د‬
‫األصول المقررة في الشريعة اإلسالمية وهي مرجع ثبوت النسب الشرعي‪ ،‬وال يعتبر هذا الفراش حجة قاطعة على ثبوت النس‪nn‬ب إال‬
‫باستجماع الشروط المقررة في المادة ‪ 154.‬وهذا م‪nn‬ا أك‪nn‬ده القض‪nn‬اء من خالل الحكم األتي‪ :‬وحيث إن‪nn‬ه ب‪nn‬اطالع المحكم‪nn‬ة على وث‪nn‬ائق‬
‫الملف من بينها نسخة عقد زواج ورسم الوالدة تبين لها أن المدعى عليه عقد على المدعية بتاريخ ‪ ،1997/07/08‬وأن الوالدة تمت‬
‫بتاريخ ‪ 1998/01/30‬وبإقرار من المدعي‪.‬‬
‫‪ -2‬الحق في الحضانة‬

‫الحضانة هي القيام على تربية الطفل الذي ال يستقل بأمره‪ ،‬برعاية شؤونه من تدبير طعامه وملبسه ونومه ونظافته ووقايته مما يهلكه‬
‫أو يضره‪ .‬وهو ما عبرت عنه المدونة في المادة ‪ 163‬بقولها "الحضانة حفظ الولد مما قد يض‪nn‬ره والقي‪nn‬ام بتربيت‪nn‬ه ومص‪nn‬الحه وتعت‪nn‬بر‬
‫الحضانة من واجبات الزوجين معا أثناء قيام العالقة الزوجية‪،‬‬

‫ومن حق أحد األبوين أو غيرهما حسب األحوال حالة انفصام العالقة الزوجية‪ .‬وألهمية الحضانة وأثرها على تربية الطفل ورعايته‪،‬‬
‫فقد أكد المشرع على اإلشراف الفعلي للقضاء على حسن تطبيق أحكامها وذلك لضمان مصلحة الطفل‪ ،‬وفي ه‪nn‬ذا الص‪nn‬دد ن‪nn‬ورد الحكم‬
‫اآلتي‪" :‬وحيث‪ ...‬حتى إن صح توفر السيد على هذا السكن‪ ،‬فهو بعيد عن مدينة مكناس‪ ،‬حيث تقيم الحاضنة ويدرس األبناء‪ ،‬وهو م‪nn‬ا‬
‫قد يؤثر سلبا على دراسة هؤالء األبناء الذين يدرسون بمدارس خصوصية بمكناس‪ ،‬علما أن مصلحتهم كم‪nn‬ا س‪nn‬بقت اإلش‪n‬ارة إلى ذل‪n‬ك‬
‫أعاله تعلو أي مصلحة أخرى‪ ،‬إضافة إلى المعاناة اليومية التي قد تلحق بالحاض‪nn‬نة والمحض‪nn‬ونين من ج‪nn‬راء ال‪nn‬ذهاب من مكن‪nn‬اس إلى‬
‫‪19‬‬
‫الدخيسة والعكس‪ ،‬لذلك ال محل لما أثاره السيد‪ ....‬بهذا الخصوص‪.‬‬
‫واعتبارا لمصلحة الطفل فقد تركت للقضاء صالحية إسناد الحضانة إلى من تت‪nn‬وفر في‪nn‬ه الش‪nn‬روط الض‪nn‬رورية لممارس‪nn‬تها‪ ،‬خاص‪nn‬ة في‬
‫غياب األبوين وكذا صالحية إسقاطها وهو ما نصت عليه م ‪ 185‬كم‪nn‬ا ج‪nn‬اء في الحكم اآلتي نص‪nn‬ه‪ :‬وحيث يه‪nn‬دف الم‪nn‬دعي إلى الحكم‬
‫بإسقاط حضانة المدعي عليها‪ .‬وحيث إنه بالرجوع إلى نازلة الحال فإن المدعى عليها اعترفت على ان س‪nn‬فرها خ‪nn‬ارج أرض ال‪nn‬وطن‬
‫هو بصفة منفردة وعرض‪nn‬ية‪ ....‬وحيث ثبت للمحكم‪nn‬ة بص‪nn‬فة جلي‪nn‬ة ‪ ...‬أن الم‪nn‬دعى عليه‪nn‬ا تقيم خ‪nn‬ارج ال‪nn‬تراب الوط‪nn‬ني م‪nn‬دة تزي‪nn‬د عن‬
‫السنة‪....‬‬
‫‪ 18‬ا وفي هذا االطار تنص المادة ‪ 3‬من اتفاقية حقوق الطفل‪ " :‬في جميع االجراءات التي تتعلق باألطفال سواء قامت بها مؤسسات الرعاية‬
‫االجتماعية العامة أو الخاصة أو المحاكم أو السلطات االدارية أو الهيئات التشريعية‪ ،‬بولى االعتبار المصالح الطفل الفضلي ‪ ...‬ونفس الشيء‬
‫تناولته المواد ‪ ...40372120 9 :‬أنها سمحت لقاضي األسرة المكلف بالزواج بأن يأذن بالزواج لمن هو دون السن وذلك بعد إدالء المادة ‪144‬‬
‫من مدونة األسرة‪ .‬غير‬

‫النيابة العامة بملتمساتها الشفوية أو مستنتجاتها الكتابية‪ .‬المنتقى من عمل القضاء في تطبيق مدونة األسرة الجزء األول العدد ‪ 17‬فبراير ‪2009‬‬
‫ص ‪31‬‬
‫‪ 19‬أشار جاللة الملك في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية المنعقدة بتاريخ ‪ 2003-10 10‬إلى أهمية الحضانة حيث قال حفظه هللا‪ :‬لقد‬
‫توخينا في توجبهاتنا السامية لهذه اللجنة وفي إبداء نظرنا في مشروع مدونة األسرة اعتماد اإلصالحات الجوهرية التالية‪ ...‬الحفاظ على حقوق‬
‫الطفل وإدراج مقتضيات االتفاقية الدولية التي صادق عليها المغرب‪ ،‬وهذا مع اعتبار مصلحة الطفل في الحضانة من خالل تحويلها لألم ثم لألب‬
‫ثم ألم األم‪ ،‬فإن تعذر ذلك فإن للقاضي أن يقرر إسناد الحضانة ألحد األقارب األكثر أهمية‪ ....‬مصطفى شابي‪ :‬احكام األسرة في االسالم دراسة‬
‫مقارنة دار النهضة العربية بيروت ‪ 1977‬من ‪ .739‬عبد المجيد العزوزي الحضانة وحق المحضون من خالل التطبيق العلمي لمقتضيات مدونة‬
‫األسرة‪ :‬قضايا األسرة من خالل اجتهادات المجلس األعلى الندوة الجهوية الثانية مكناس ‪ -‬مارس ‪ 2007‬ص ‪ 318‬حكم رقم ‪ 2102‬عن ابتدائية‬
‫مكناس الصادر بتاريخ ‪2008/06/24‬‬
‫وحيث إن الطفل ال يتجاوز ‪ 5‬سنوات يعيش تحت كنف وحضانة جدته من األم السيدة‪ ....‬وليس بالملف ما يفيد أن سفر المدعى عليها‬
‫إلى الخارج هو بصفة عرضية وبذلك تكون الحضانة قد انتقلت من الم‪nn‬دعى عليه‪nn‬ا إلى وال‪nn‬دتها ج‪nn‬دة الطف‪nn‬ل المحض‪nn‬ون الش‪nn‬يء ال‪nn‬ذي‬
‫يتنافى ومقتضيات المادة ‪ 171‬من مدونة األس‪nn‬رة وال‪nn‬تي تنص على أن الحض‪nn‬انة تك‪nn‬ون لألم تم لألب ثم أم األم"‪ .‬كم‪nn‬ا ت‪nn‬رك المش‪nn‬رع‬
‫تنظيم الزيارات في حالة الطالق لتقدير القاضي يقررها وفق ما تقتضيه مصلحة الطفل الفضلى‪ ،‬وهذا ما ورد في العدي‪nn‬د من األحك‪nn‬ام‬
‫منها الحكم اآلتي‪ :‬وحيث إن حق صلة الرحم هو حق طبيعي وشرعي تقره جميع الشرائع‪...‬‬
‫وحيث إن حق األب في زيارة ابنته حق طبيعي شرعي ‪2‬‬
‫‪ -3‬حق الطفل في النفقة‬

‫النفقة هي ما أوجبه هللا تعالى على الرجل لزوجته وأوالده وأبويه من شرابهم وكسوتهم وغيره‪n‬ا من المتطلب‪n‬ات فالنفق‪n‬ة تجب للزوج‪n‬ة‬
‫واألبناء‪ .‬ال يخفى على أحد أن المصلحة الفضلى للطفل ترتب‪nn‬ط بمس‪nn‬ؤولية األب‪nn‬اء والمه‪nn‬ات‪ ،‬س‪nn‬واء فيم‪n‬ا يخص الرعاي‪nn‬ة أو التربي‪nn‬ة أو‬
‫الحماية المادية أو المعنوية لألطفال‪.‬‬
‫فتوفير مستوى معيشي مالئم لنمو الطفل البدني والصحي والروحي هو‬
‫مسؤولية الجميع‪ .‬فالوالدان حسب مقتضبات المادة ‪ 27‬من اتفاقية حقوق الطفل لسنة ‪ 1989‬يتحمالن المسؤولية األساسية وفي ح‪nn‬دود‬
‫إمكانياتهما المالية‪ ،‬بتأمين المعيشة الالزمة لنمو الطفل‪ ،‬كما أن الدولة تتحمل جزءا من هذه المس‪nn‬ؤولية والمتمثل‪nn‬ة في تق‪nn‬ديم المس‪nn‬اعدة‬
‫المادية حسب الفقرة ‪ 3‬و ‪ 4‬من المادة ‪ 27‬من إتفاقية حقوق الطفل لسنة ‪1989.‬‬
‫وباستقراء مواد مدونة األسرة في الب‪nn‬اب الث‪n‬الث المتعل‪n‬ق بالنفق‪nn‬ة‪ ،‬نج‪n‬دها أولت العناي‪nn‬ة الالزم‪nn‬ة لتوف‪nn‬ير مس‪nn‬توى معيش‪n‬ي مالئم للطف‪n‬ل‬
‫مراعية مصلحته الفضلي‪ ،‬فالمادة ‪ 187‬حددت أسباب وجوب النفقة وعناصرها‪ ،‬وتطرقت المادة ‪ 190‬إلى سلطة القاض‪nn‬ي التقديري‪nn‬ة‬
‫في تحديدها وهذا ما أكده القضاء من خالل الحكم اآلتي ‪2 :‬‬

‫وحيث إن عالقة البنوة ثابتة بموجب األحكام السابقة المدلى بها وحيث إن من أسباب النفقة على الغير القرابة وأن األب ملزم باالنفاق‬
‫على أوالده وجوب الصغار والعاجزين عن الكسب وتستمر الى حين بلوغهم سن الرشد أو إتمام الخامسة والعشرين بالنسبة لمن يتابع‬
‫دراسته وفي كل األحوال ال تسقط نفقة البنت إال بتوفرها على الكسب أو بوجوب نفقتها على زوجه‪nn‬ا ويحكم بنفقت‪nn‬ة األبن‪nn‬اء من ت‪nn‬اريخ‬
‫التوقف على األداء‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حقوق الطفل وفق قوانين خاصة‬

‫سبقت اإلشارة إلى أن مدونة األسرة أولت العناية الالزمة للطفل وحقوقه‪ ،‬وذلك بالنص على عدد من الحقوق الشخصية من بينها حقه‬
‫في الهوية بما في ذلك جنسيته إسمه‪ ،‬وبما أن هذين الحقين تنظمهما قوانين خاصة‪ ،‬فقد ارتأينا التطرق إليهم‪nn‬ا من خالل ه‪nn‬ذه الق‪nn‬وانين‬
‫في أوال وثانيا‪ ،‬وكما هو معلوم فهناك فئات من األطفال يواجهون وضعيات صعبة خصص لهم المشرع قانون‪nn‬ا خاص‪nn‬ا بهم وه‪nn‬ذا م‪nn‬ا‬
‫سنتطرق له في ثالثا‪.‬‬

‫أوال‪ -‬من الطفل في الجنسية‬


‫اعترف اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان بأن لكل شخص الحق في الجنسية‪ ،‬وأن‪nn‬ه ال يمكن تجري‪nn‬د اي أح‪nn‬د تعس‪nn‬فا من جنس‪nn‬يته‪ ،‬وه‪nn‬ذا‬
‫سايرته العديد من‬
‫المواثيق الدولية أهمها اإلتفاقية الخاصة بحقوق الطفل واتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد الم‪nn‬رأة‪ .‬فال‪nn‬دول األط‪nn‬راف تتعه‪nn‬د‬
‫طبقا للمادة ‪ 8‬من اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬بأن تحترم حق الطفل في الحفاظ على هويته بما فيه‪nn‬ا جنس‪nn‬يته واس‪nn‬مه على النح‪nn‬و ال‪nn‬ذي يق‪nn‬ره‬
‫القانون‪.‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 9‬من اإلتفاقية الخاصة بالقضاء على ك‪nn‬ل أش‪nn‬كال التمي‪nn‬يز ض‪nn‬د الم‪nn‬رأة على أن تمنح ال‪nn‬دول األط‪nn‬راف للم‪nn‬رأة حقوق‪nn‬ا‬
‫مساوية لحقوق الرجل فيما يخص الجنسية بما فيها حقها في منح جنسيتها ألطفالها‪ .‬وبعد ما كان المغرب قد تحفظ بش‪nn‬أن ه‪nn‬ذه الم‪nn‬ادة‪،‬‬
‫إال أنه سرعان ما تراجع عن ذلك بمقتضى قانون رقم ‪ 62 06‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪2007‬‬
‫المعدل لقانون الجنسية لسنة ‪ ، 1958‬حيث قضى في فصله السادس بأنه بإمكان األم المغربية والمتزوجة من أجنبي أن تسند جنس‪n‬يتها‬
‫المغربية إلى ولدها"‪ .‬والجنسية حسب أحد التعاريف هي اإلنتماء القانوني لشخص معين اتج‪n‬اه الش‪n‬عب المك‪n‬ون الدول‪n‬ة معين‪n‬ة‪ .‬وعلي‪n‬ه‬
‫تعتبر الجنسية حقا من الحقوق التي يتعين على الدولة أن تكفلتها‪ ،‬وذلك حماية لحق الطفل في اإلعتراف بشخصيته القانونية‬
‫وما يهمنا هنا هو الجنسية التي تثبت للش‪n‬خص من‪n‬ذ والدت‪n‬ه وال‪n‬تي تتحق‪n‬ق ب‪n‬النظر إلى إح‪n‬دى الرابط‪n‬تين الرابط‪n‬ة الدموي‪n‬ة أو الرابط‪n‬ة‬
‫الترابية أو اإلقليمية وهي رابطة ال تعنينا على خالف الرابطة الدموية‪ .‬فهذه األخيرة حسب التشريع المغربي قب‪nn‬ل تعديل‪nn‬ه ك‪nn‬انت تأخ‪nn‬ذ‬
‫برابطة الدم من جهة األب كأصل وال تأخذ برابطة الدم من جهة األم إال اس‪nn‬تثناء‪ .‬إال أن ه‪n‬ذا الوض‪n‬ع لم يع‪nn‬د قائم‪nn‬ا وأص‪nn‬بح متج‪nn‬اوزا‬
‫بموجب المادة السادسة من القانون رقم ‪ 62 06‬والذي خول للمرأة حق إسناد‬
‫جنسيتها ألبنائها‪ .‬فقد حرص المشرع المغربي على التأكيد على حق ال‪nn‬دم في نق‪nn‬ل الجنس‪nn‬ية لألبن‪nn‬اء س‪nn‬واء من جه‪nn‬ة األب أو من جه‪nn‬ة‬
‫األم‪ ،‬فالولد المنحدر من أب مغربي يعتبر مغربيا بناء على رابطة النسب‪ ،‬والتي تجمعه بأبيه وتثبت له الجنسية األصلية‬
‫المغربية بقوة القانون‪ .‬أما الولد المنحدر من أم مغربية ‪ ،‬فله الحق في الحصول على الجنسية المغربية وذلك بناء على رابط‪nn‬ة النس‪nn‬ب‬
‫أيضا‪ .‬وما اهتمام المشرع المغربي بهذا الحق‪ ،‬والتنصيص على هذا المستجد‪ ،‬إال رغبة منه في مواكبة التطورات التي يشهدها العالم‬
‫‪20‬‬
‫وكذا مراعاة مصلحة الطفل‪ .‬كما هي متعارف عليها دوليا‪.‬‬

‫‪ -2‬حق الطفل في حمل اسم‬

‫نص الميثاق العالمي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في الفقرة الثانية من المادة ‪ 24‬على حق االنس‪nn‬ان في اس‪nn‬م وج‪nn‬اءت اإلتفاقي‪nn‬ة‬
‫الدولية لحقوق الطفل لتعالج هذا الموضوع‪ ،‬وذلك بأن وضعت على الدولة واجب الحماية األساسية لهوية الطفل (جنس‪nn‬ية‪ ،‬اس‪n‬م) وهي‬
‫حقوق ال يمكن للدولة أن تمسها مهما كانت الظروف‪.‬‬
‫يثبت الحق في االسم للشخص حال والدته‪ ،‬إذ أنه الوسيلة التي تمكن الطفل من تمييز ذاته وتعيين شخصيته وتالفي الخل‪nn‬ط بين‪nn‬ه وبين‬
‫غيره في هذا المجال‪.‬‬
‫ووعيا من المشرع بأهمية هذا الحق‪ ،‬فقد عمل على تنظيمه بمقتضى قانون الحال‪nn‬ة المدني‪nn‬ة‪ ،‬بحيث جع‪nn‬ل التص‪nn‬ريح ب‪nn‬والدة الطف‪nn‬ل في‬
‫سجالت الحاالت اريتيني على هذا األمر أنه ال يتعد بالنسب غير الشرعي أو م‪nn‬ا يس‪n‬مى ب‪nn‬البنوة الطبيعي‪n‬ة بالنس‪n‬بة لألب تطبيق‪n‬ا للم‪nn‬ادة‬
‫‪ 148‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫وفيما يخص طلبات الحصول على شهادة الجنسية المغربية بناء على رابطة البنوة لجهة األم فق‪nn‬د منحت النياب‪nn‬ة العام‪nn‬ة ل‪nn‬دى المحكم‪nn‬ة‬
‫االبتدائية بمكن‪nn‬اس ‪ 310‬ش‪nn‬هادة خالل س‪nn‬نة ‪ 2010‬و ‪ 102‬ش‪nn‬هادة خالل الف‪nn‬ترة الممت‪nn‬دة من ‪ 1‬ين‪nn‬اير ‪ 2011‬إلى أواخ‪nn‬ر ش‪nn‬هر م‪nn‬اي‬
‫‪2011‬‬

‫في هذا االطار ينسب الولد إلى األم سواء كانت ولدا شرعيا أو غير شرعي‬
‫المدنية‪ ،‬الزاميا وإجباريا ‪ ،‬ذلك أن تسجيله من شأنه أن يثبت والدته زمان‪nn‬ا ومكان‪nn‬ا‪ ،‬وك‪nn‬ذا ب‪nn‬اقي البيان‪nn‬ات األخ‪nn‬رى المتعلق‪nn‬ة ب‪nn‬ه بش‪nn‬كل‬
‫حقيقي‪ ،‬الشيء الذي يضمن له إثبات وجوده القانوني وحفظ حقوقه كله‪nn‬ا من نس‪nn‬ب ونفق‪n‬ة وإرث وحض‪nn‬انة‪ ....‬من‪n‬ذ والدت‪n‬ه‪ ،‬فالمش‪n‬رع‬
‫المغربي نص على إلزامية التصريح بالوالدة داخل أجل ‪ 30‬يوما ابتداء من تاريخ وقوعها لذى ضابط الحالة المدنية المختص‪ ،‬فكيف‬
‫يتم هذا التصريح؟‬

‫إن التصريح بالوالدة قد يكون مباشرا‪ ،‬وقد يكون عن طريق استصدار حكم قضائي‬

‫‪ -1‬فالتصريح المباشر هو التصريح الذي يقع داخل األج‪nn‬ل الق‪nn‬انوني من ط‪nn‬رف األش‪nn‬خاص الم‪nn‬ؤهلين ل‪nn‬ذلك قانون‪nn‬ا‪ ،‬ولمعرف‪nn‬ة ه‪nn‬ؤالء‬
‫األشخاص البد من التمييز بين الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ - 20‬محمد األطرش أحكام قانون الجنسية المغربية دراسة في الجوانب النظرية والعملية وفق آلخر التعديالت الطبعة األولى ‪ 2009‬الدار‬
‫البيضاء ص من ‪ 86‬إلى ‪BATIFOL ET LAG ARDE (PAUL) Droit international privé tom 1.7ême édition. L. G. D.j- 2 92‬‬
‫‪ .Paris 1981 N° 59 et S‬حالة عدم وجود األب أو كونه مجهول الجنسية أو فاقدها‪.‬‬
‫أ حالة الطفل الشرعي فاألصل أن يتولى األب الشرعي للمولود أو األم التصريح بوالدته‪ ،‬وفي حالة تع‪nn‬ذر قي‪nn‬امهم ب‪nn‬ذلك ينتق‪nn‬ل حينئ‪nn‬ذ‬
‫واجب التصريح إلى وصي األب ثم األخ من بعده ثم ابن األخ‪ ،‬ويق‪nn‬دم الش‪nn‬قيق على األخ ألب‪ ،‬ويق‪nn‬دم ه‪nn‬ذا األخ‪nn‬ير على األخ ألم كم‪nn‬ا‬
‫يقدم األكبر سنا على من هو أصغر منه‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حالة الطفل المجهول األب‪ :‬تتكلف أمه بواجب التصريح به أو من يقوم مقامها من نائب عنها أو وصيها ‪....‬‬
‫‪ -3‬حضانة األطفال المهملين ‪.‬‬

‫وهي لقد عرف المجتمع المغربي ظاهرة تتعل‪nn‬ق بفئ‪nn‬ة عريض‪nn‬ة من | ظ‪nn‬اهرة األطف‪nn‬ال المهملين‪ ،‬ال‪nn‬تي تتس‪nn‬ع دائرته‪nn‬ا ك‪nn‬ل ي‪nn‬وم‪ ،‬وهي‬
‫مرتبطة بعدة ظواهر اجتماعية سلبية مثل الطالق والتفك‪nn‬ك األس‪nn‬ري والزن‪nn‬ا واألمه‪nn‬ات العازب‪nn‬ات‪ ،‬ومن أس‪nn‬باب ه‪nn‬ذه الظ‪nn‬اهرة انتش‪nn‬ار‬
‫السياحة الجنسية والدعارة في صفوف القاصرات والتي‬
‫تفشت بشكل كبير ‪ .‬والطفل المهمل حسب المادة ‪ 1‬من قانون رقم ‪ 15 01.‬ه‪nn‬و‪" :‬الطف‪nn‬ل من كال الجنس‪nn‬ين ال‪nn‬ذي لم يبل‪nn‬غ س‪nn‬نة ثم‪nn‬ان‬
‫عشرة سنة شمسية كاملة إذا وجد في إحدى الحاالت التالية‪ :‬ع ذا ولد من أب‪n‬وين مجه‪n‬ولين أو ول‪n‬د من أب مجه‪n‬ول وأم معلوم‪n‬ة تخلت‬
‫للعيش‪ .‬ذا كان أبواه منحرفين وال يقومان بواجبهما في رعايته وتوجيهه من أجل اكتساب س‪nn‬لوك حس‪nn‬ن‪ ،‬كم‪nn‬ا في حال‪nn‬ة س‪nn‬قوط ال‪nn‬والة‬
‫الشرعية‪ .‬أو كان أحد أبويه الذي يتولى رعايته منحرفا وال يقوم بواجبه المذكور عنه بمحض إرادتها‪ .‬ذا كان يتيما أو عجز أبواه عن‬
‫رعايته وليست له وسائل مشروعة‬
‫ونظيف في هذا االطار مكفولي األمة وهم فئة من األطفال تتكفل بهم الدولة طبقا لقانون رقم ‪3397‬‬
‫الصادر في ‪ 2‬شتنبر ‪.1999‬‬
‫فبمجرد علم السيد وكيل الملك بوجود طفل مهمل في دائرة نفوذه‪ ،‬تتحقق فيه أحد الش‪nn‬روط ال‪nn‬واردة في الم‪nn‬ادة ‪ ،‬يوج‪nn‬ه طلب‪nn‬ا بواس‪nn‬طة‬
‫مقال إلى رئيس المحكمة اإلبتدائية ‪ -‬قسم قضاء األسرة يلتمس فيه التص‪nn‬ريح بإهم‪nn‬ال الطف‪nn‬ل‪ .‬وتل‪nn‬زم الم‪nn‬ادة ‪ 5‬من ه‪nn‬ذا الق‪nn‬انون وكي‪nn‬ل‬
‫الملك القيام بكل اإلجراءات قصد تسجيل الطفل المهمل بالحالة المدنية‪ .‬كما تنص الم‪nn‬ادة ‪ 8‬على أن وكي‪nn‬ل المل‪nn‬ك يق‪nn‬وم بإي‪nn‬داع الطف‪nn‬ل‬
‫المهمل بإحدى المؤسس‪nn‬ات المهتم‪n‬ة بالطفول‪nn‬ة‪ ،‬أو ل‪n‬دى أس‪n‬رة مس‪nn‬لمة أو ام‪n‬رأة مس‪n‬لمة ت‪n‬رغب في كفال‪nn‬ة طف‪n‬ل مهم‪nn‬ل‪ .‬تق‪n‬وم المحكم‪nn‬ة‬
‫اإلبتدائية ببحث تصرح على إثره يكون الطفل مهمال‪ .‬ليترتب عن ص‪n‬دور ه‪n‬ذا التص‪n‬ريح وض‪nn‬عا جدي‪n‬دا بالنس‪n‬بة للطف‪n‬ل ال‪n‬ذي يص‪n‬بح‬
‫‪21‬‬
‫طفال‬
‫والكفالة حسب المادة ‪ 2‬من قانون ‪: 15/01‬هو التزام الشخص الكافل برعاية المتكفل به وحفظه والس‪nn‬هر على تربيت‪nn‬ه‪ ،‬والنفق‪nn‬ة علي‪nn‬ه‬
‫كما يفعل األب مع ابنه دون أن يصل األمر إلى ثبوت النسب أو اإلرث‪ .‬وعليه فكفالة الطفل المهم‪nn‬ل تعت‪nn‬بر حق‪nn‬ا من الحق‪nn‬وق المطلق‪nn‬ة‬
‫للطفل المهمل ينفرد بها دون أن يقابلها أي التزام من جانبه‪ ،‬ألن رعايته وتربيته وحمايت‪nn‬ه والنفق‪nn‬ة علي‪nn‬ه تعت‪nn‬بر بالنس‪nn‬بة ل‪nn‬ه حق‪nn‬ا بغ‪nn‬ير‬
‫مقابل أو التزام‪ .‬ويعهد للقاضي المكلف بشؤون القاصرين بمقر إقام‪nn‬ة الطف‪n‬ل المهم‪n‬ل ص‪n‬الحية البث في طلب الكفال‪n‬ة المق‪n‬دم ل‪n‬ه بن‪n‬اء‬
‫على مقال الكافل‪ ،‬ليقوم بعد ذلك بجمع المعلومات والمعطيات المتعلقة بالظروف التي ستتم فيها كفالة الطفل المهمل‪ ،‬عن طريق بحث‬
‫خاص يجريه بواسطة لجنة‪ ،‬ليصدر في األخير أمرا بإسناد الكفالة إلى من توفرت فيه الش‪nn‬روط المتطلب‪nn‬ة قانون‪nn‬ا‪ .‬لق‪nn‬د أعطى المش‪nn‬رع‬
‫المغربي أهمية لرأي الطفل في موضوع كفالته‪ ،‬ذلك أنه أقر إمكانية استشارة الطف‪nn‬ل ال‪nn‬ذي يتج‪nn‬اوز س‪nn‬نه ‪ 12‬س‪nn‬نة‪ ،‬باس‪nn‬تثناء إذا ك‪nn‬ان‬
‫الراغب في الكفالة مؤسسة عمومية‪ ،‬وهذا المقتضى يساير ما جاء في اإلتفاقية الخاصة بحق‪nn‬وق الطف‪nn‬ل وال‪nn‬تي تنص على ح‪nn‬ق الطف‪nn‬ل‬
‫‪22‬‬
‫في التعبير عن رأيه‪.‬‬
‫الفقرة الثانية الحماية الجنائية للطفل في التشريع المغربي‬
‫أوال الحماية الموضوعية لحقوق الطفل‪.‬‬

‫رغم اختالف التعريفات التي أعطيت للقانون الجنائي من حيث المب‪nn‬ني نج‪nn‬دها جميع‪nn‬ا تنف‪nn‬ق من حيث المع‪nn‬نى‪ ،‬وعلي‪nn‬ه يمكن الق‪nn‬ول أن‬
‫القانون الجنائي هو مجموع القواعد والنصوص القانونية التي تحدد الئحة األفعال التي تمس سالمة المجتمع واستقراره وتعتبر جرائم‬

‫‪ 21‬عبد المالك زعزاع‪ :‬قانون كفالة األطفال المهملين التطبيقات والصعوبات‪ ،‬مجلة المقال‪ ،‬العدد ‪ 2010 2‬من ‪39‬‬

‫‪ 2-‬ونظيف في هذا االطار مكفولي األمة وهم فئة من األطفال تتكفل بهم الدولة طبقا لقانون رقم ‪3397‬‬

‫الصادر في ‪ 2‬شتنبر ‪.1999‬‬


‫‪22‬‬
‫في نظر المشرع كما تحدد العقوبات المقررة لها من أجل الرد على الجناة وإشعارهم بخطورة األفعال ال‪n‬تي يرتكبونه‪nn‬ا‪ .‬وب‪nn‬ذلك يك‪nn‬ون‬
‫القانون الجنائي وسيلة لخلق التوازن داخل المجتمع وحماية الضحايا في مواجهة المعتدين‪ .‬والش‪nn‬ك أن الطف‪nn‬ل نظ‪nn‬را لص‪nn‬غره وحداث‪nn‬ة‬
‫سنه يتميز بضعف جسماني ونفسي جلي بالمقارنة مع الكبار الشيء ال‪n‬ذي يجعل‪n‬ه غ‪n‬ير ق‪n‬ادر على ال‪n‬دفاع عن نفس‪nn‬ه وحقوق‪n‬ه وبالت‪n‬الي‬
‫أجدر بالحماية من غيره‪ .‬وقد كان المشرع المغربي واعيا بهذه الحقيقة فبادر إلى صياغة نص‪nn‬وص جنائي‪nn‬ة تحمي حق‪nn‬وق األطف‪nn‬ال من‬
‫خالل الضرب بشدة على يد من يعتدي عليها أو حتى أن يحاول ذلك‪ .‬سوف نقتصر في دراس‪nn‬تنا على أهم حق‪nn‬وق الطف‪nn‬ل ال‪nn‬تي ش‪nn‬ملها‬
‫القانون الجنائي بالحماية " بدأ بالحق في الحياة والسالمة البدنية وصوال إلى الحق في التنشئة السليمة ‪.‬‬
‫‪ 1‬حماية حق الطفل في الحياة والسالمة البدنية‬

‫إن الحق في الحياة حق مقدس ال يجوز ألحد انتهاكه باعتباره أساس وجود اإلنسان وبقائه وقد اع‪nn‬ترفت ب‪nn‬ه جمي‪nn‬ع ال‪nn‬ديانات الس‪nn‬ماوية‬
‫قبل أن تقوم االتفاقيات الدولية بتكريسه داعية دول العالم إلى حمايته من خالل قوانينه‪nn‬ا الداخلي‪nn‬ة‪ :‬ذل‪nn‬ك أن‪nn‬ه ح‪nn‬ق ط‪nn‬بيعي وأي ع‪nn‬دوان‬
‫عليه يعد انتهاكا سافرا ألكثر الحقوق اإلنسانية قدسية على اإلطالق وألنه ال يمكن لإلنس‪n‬ان الراش‪nn‬د أن يس‪n‬تمتع بحق‪n‬ه في الحي‪nn‬اة وه‪n‬و‬
‫معرض للخطر أو مهدد به ويعاني من العنف وسوء المعامل‪nn‬ة‪ ،‬فب‪nn‬األحرى الطف‪n‬ل الص‪nn‬غير ال‪nn‬ذي ال ح‪nn‬ول ل‪nn‬ه وال ق‪nn‬وة‪ ،‬ل‪nn‬ذلك نج‪nn‬د أن‬
‫اإلعالنات العالمية واالتفاقيات الدولية أولت لحق الطفل في الحماية من العنف بجميع أنواعه وسوء المعاملة نفس العناية ال‪nn‬تي أواله‪nn‬ا‬
‫لحق الطفل في الحياة‪.‬‬

‫لذلك سوف نقوم بالتقسيم التالي تجريم اإلجهاض والقتل ‪ 1‬تم الحماية الجنائية للطفل من العنف ‪2‬‬
‫أ‪ -‬تجريم اإلجهاض والقتل‪.‬‬

‫لقد كان المغرب سباقا إلى المصادقة على العديد من االتفاقيات التي تهتم بحق‪nn‬وق اإلنس‪nn‬ان عام‪nn‬ة وحق‪n‬وق الطف‪nn‬ل خاص‪nn‬ة وعلى رأس‬
‫هذه الحقوق يتربع الحق في الحياة‪ ،‬ذلك أن المادة ‪ 6‬من االتفاقيات الدولية لحقوق الطف‪n‬ل تحث ال‪nn‬دول األط‪nn‬راف على االع‪nn‬تراف ب‪nn‬أن‬
‫لكل طفل حقا أصيال في الحياة وتنص الفقرة األولى من السادسة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدني‪nn‬ة والسياس‪nn‬ية على أن الح‪nn‬ق‬
‫في الحياة مالزم لكل إنسان‪ ،‬وعلى القانون أن يحمي هذا الحق وال يجوز حرمان أحد من حياته تعسفا"‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 3‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان علما أنه لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي األمان ‪.‬‬
‫أما الفقرة الخامسة من نفس المادة فهي تحرم تطبيق عقوبة اإلعدام بالنسبة للجرائم ال‪nn‬تي يرتكبه‪nn‬ا أش‪nn‬خاص تق‪nn‬ل أعم‪nn‬ارهم عن ثماني‪nn‬ة‬
‫عشر سنة ونفس الشيء يطبق على المرأة الحامل‪ :‬وفي هذا أشد الحرص على حياة الطفل‪ .‬وبالرجوع إلى الق‪nn‬انون الجن‪nn‬ائي المغ‪nn‬ربي‬
‫نجده قد أحاط حياة الطفل بعناية فائقة حتى وهو جنين من خالل إدراج‪nn‬ه نصوص‪nn‬ا تج‪nn‬رم اإلجه‪nn‬اض وتع‪nn‬اقب ك‪nn‬ل من يق‪nn‬وم على ه‪nn‬ذا‬
‫الفعل أو يحاول إتيانه سواء كانت المرأة الحامل نفسها أو أحد من الغير وكيفما كانت الوسيلة‪ .‬اإلجه‪nn‬اض من خالل الفص‪nn‬ل ‪ 455‬من‬
‫القانون الجنائي حتى ولو لم يؤد ذلك إلى بل وإضافة إلى ذلك فقد عاقب القانون الجنائي المساعدة والتحريض على‬
‫النتيجة المتوخاة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحماية الجنائية للطفل من أشكال العنف وااليذاء‬

‫يعرف ريتشارد نارندروف العنف بقوله ‪ " :‬أصل كلمة العنف في علم االيتيمولوجيا وهو مصطلح يشير إلى إساءة استعمال الق‪nn‬وة أو‬
‫التعسف في استخدامها ومهاجمة ما كفل له القانون الحماية"‪.‬‬

‫والطفل نظرا لخصوصيته التي تجعل منه إنس‪n‬انا ض‪n‬عيفا غ‪n‬ير ق‪n‬ادر على حماي‪n‬ة نفس‪n‬ه يك‪n‬ون معرض‪n‬ا لك‪n‬ل أش‪n‬كال العن‪n‬ف س‪n‬واء في‬
‫الشارع أو في البيت أو المدرسة ‪ ...‬بشكل أكبر مقارنة مع غيره لذلك فهو يستحق حماية خاصة تضمن له بعض األمان في عالم قلما‬
‫يسلم فيه الضعفاء‪ .‬لهذا نجد الم‪nn‬ادة ‪ 19‬من االتفاقي‪nn‬ة الدولي‪nn‬ة لحق‪nn‬وق الطف‪n‬ل ق‪nn‬د فرض‪nn‬ت على ال‪nn‬دول األط‪nn‬راف اتخ‪nn‬اذ جمي‪nn‬ع الت‪nn‬دابير‬
‫التشريعية واإلدارية واالجتماعية والتعليمية المالئمة لحماية الطف‪nn‬ل من كاف‪nn‬ة اش‪nn‬كال العن‪nn‬ف أو الض‪nn‬رر أو اإلس‪nn‬اءة البدني‪nn‬ة أو العقلي‪nn‬ة‬
‫واألعمال أو المعاملة المنطوية على إهمال وإساءة المعاملة أو االستغالل‪ ...‬وهذه المادة ما هي إال تكريس لم‪nn‬ا ج‪nn‬اءت ب‪nn‬ه الم‪nn‬ادة ‪50‬‬
‫‪23‬‬
‫من اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان التي تنص على أنه ال يجوز تعريض أي إنسان للتعذيب أو العقوبات أو المعاملة القاس‪n‬ية أو الحاط‪n‬ة بالكرام‪n‬ة‬
‫نفس الش‪nn‬يء أراد المش‪nn‬رع المغ‪nn‬ربي ض‪nn‬مانه من خالل العدي‪nn‬د من فص‪nn‬ول الق‪nn‬انون الجن‪nn‬ائي حيث ج‪nn‬رم وع‪nn‬اقب أغلب أش‪nn‬كال العن‪nn‬ف‬
‫واإليذاء المعروفة والتي يمكن أن تمارس على الطفل وعمل على تشديد العقاب كلما كان الجاني من أصول الطفل المجني عليه أو له‬
‫سلطة عليه‪.‬‬

‫ففي حالة العنف البسيط نسبيا تتحول العقوبة المقررة في الفصل ‪ 408‬من القانون الجنائي من سنة إلى ‪ 3‬س‪n‬نوات لتص‪n‬بح من س‪nn‬نتين‬
‫إلى خمس سنوات‪ ،‬وإذا نتج عن الضرب أو الجرح أو العنف مالزمة الفراش أو عجز عن العمل تتج‪nn‬اوز مدت‪nn‬ه ‪ 20‬يوم‪nn‬ا تتض‪nn‬اعف‬
‫العقوبة لتصبح من أربع إلى ‪ 10‬سنوات إض‪nn‬افة إلى إمكاني‪nn‬ة الحكم على م‪n‬رتكب الجريم‪n‬ة بالحرم‪nn‬ان من واح‪n‬د أو أك‪n‬ثر من الحق‪n‬وق‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 40‬من ق‪.‬ج وبالمنع من اإلقامة من خمس إلى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -2‬حماية الطفل من اإلهمال األسري‬

‫من الواضح أن سلوك الطفل في المستقبل يتحدد على أساس الطريقة التي تنظم بها األسرة أسلوب حياته ؛ فق‪nn‬د نص‪nn‬ت الم‪nn‬ادة ‪ 16‬من‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أن األسرة هي الوح‪nn‬دة الطبيعي‪nn‬ة األساس‪nn‬ية للمجتم‪nn‬ع"‪ .‬ونص‪nn‬ت الم‪nn‬ادة ‪ 18‬من االتفاقي‪nn‬ة الدولي‪nn‬ة‬
‫لحقوق الطفل أنه " على الدول األطراف أن تضمن االعتراف بمبدأ أن كال الوال‪nn‬دين يتحمالن مس‪nn‬ؤوليات مش‪nn‬تركة عن تربي‪nn‬ة الطف‪nn‬ل‬
‫ونموه وتقع على عاتق الوالدين واألوصياء القانونيين حسب الحالة المسؤولية األولى عن تربية الطفل ونم‪nn‬وه وتك‪nn‬ون مص‪nn‬الح الطف‪nn‬ل‬
‫الفضلي موضع اهتمامهم األساسي" ويكون ذلك طبعا في حدود إمكانياتها المالية وقدراتهم‪ .‬فالتنشئة السليمة للطفل هي مهم‪nn‬ة األس‪nn‬رة‬
‫األساسية ويصعب على غير األبوين القيام بذلك‪ .‬تماشيا م‪n‬ع النص‪n‬وص الدولي‪n‬ة الس‪nn‬ابقة ح‪n‬رص المش‪n‬رع المغ‪n‬ربي على كفال‪n‬ة تنش‪n‬ئة‬
‫سوية للطفل ومن مظ‪n‬اهر ذل‪n‬ك تقري‪n‬ره في الفص‪n‬ل ‪ 33‬من الق‪n‬انون الجن‪n‬ائي على أن‪n‬ه‪ :‬إذا حكم على رج‪n‬ل وزوجت‪n‬ه ول‪n‬و عن ج‪n‬رائم‬
‫مختلفة بالحبس لمدة تقل عن سنة وكانا غير معتقلين يوم صدور الحكم‪ ،‬فإنهما ال ينفذان عقوبتهما في أن واح‪nn‬د إن هم‪nn‬ا اثبت‪nn‬ا أن لهم‪nn‬ا‬
‫محل إقامة معنيا وأن في كفالتهما وتحت رعايتها طفال دون الثامنة عشر ليس باإلمكان أن يقوم بكفالته على الوجه المرضي غيرهم‪nn‬ا‬
‫من األشخاص أو المؤسسات العامة أو الخاصة ‪....‬‬
‫• معاقبة األب أو األم إذا ترك أحدهما بيت األسرة دون موجب قاهر لمدة‬

‫تزيد عن شهرين وتملص من واجباته األسرية‬

‫عاقب الزوج الذي يترك عمدا ألكثر من شهرين ودون موجب قاخر زوجته وهو يعلم أنها حاملة‪ .‬تجريم اإلهم‪nn‬ال الم‪nn‬الي لألس‪nn‬رة من‬
‫خالل الفصل ‪ 480‬من ق‪ .‬ج الذي يعاقب كل من صدر في حقه حكم نهائي بالنفقة وأمسك عمدا عن دفعها في موع‪nn‬دها المح‪nn‬دد‪ ،‬لكن‬
‫إذا لم يتوفر عنصر العمد أو في حالة اإلعسار ال تكتمل عناصر هذه الجريم‪nn‬ة و به‪nn‬ذا الخص‪nn‬وص ج‪nn‬اء في ق‪nn‬رار للمجلس األعلى م‪nn‬ا‬
‫يلي" حيث إن القرار المطعون فيه لما أيد الحكم االبتدائي القاضي بإدانة الطاعن من اجل جنحة االمتن‪nn‬اع عن دف‪nn‬ع النفق‪nn‬ة اعتم‪nn‬د على‬
‫الحكم الشرعي ال‪nn‬ذي ص‪nn‬در ض‪nn‬د الط‪nn‬اعن وعلى اعتراف‪nn‬ه في حين أن ه‪nn‬ذا األخ‪nn‬ير ج‪nn‬اء في جواب‪nn‬ه عن الفع‪nn‬ل المنس‪nn‬وب إلي‪nn‬ه حس‪nn‬ب‬
‫تنصيصات القرار المطعون فيه أنه عاجز عن اداء المبلغ المحكوم به الفائدة مطلقته دون أن تعلل المحكمة العنصر العمدي في فص‪nn‬ل‬
‫المتابعة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الحماية اإلجرائية للطفل‬
‫ثانيا‪ -‬الحماية اإلجرائية للطفل‬

‫جاء القانون الموضوعي بمجموعة من الفصول التي أراد من خاللها ضمان الحماية لألطفال ض‪nn‬د مختل‪nn‬ف األخط‪nn‬ار ال‪nn‬تي تح‪nn‬دق بهم‬
‫وذلك تماشيا مع النصوص الدولية التي تؤكد على ضرورة تأمين الوقاية والرعاية الالزمة لألطفال من أجل بقائهم ونموهم‪.‬‬

‫‪ 23‬تنص المادة ‪ 3‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان علما أنه لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي‬

‫األمان على شخصه‬


‫الحبر أن الطفل كما يمكن أن يكون ضحية يمكن أيضا أن يخالف بدوره القانون وبالتالي يصبح طفال أو حدثا جانحا ً ‪ ،‬وحتى في ه‪nn‬ذه‬
‫الحالة يجب أن تتوفر له الحماية القانونية والرعاية الحقوقية سواء في اتخاذ التدابير الوقائية لجنوحه أو اتخاذ مجموعة من المبادرات‬
‫واإلجراءات لتقويمه وإصالحه‪ ،‬باعتباره إنسانا يجب سماعه واحترامه أثناء اتخ‪nn‬اذ الق‪nn‬رارات ال‪nn‬تي تخص‪nn‬ه وه‪nn‬ذا م‪nn‬ا تناول‪nn‬ه المش‪nn‬رع‬
‫المغربي من خالل ق‪nn‬انون المس‪nn‬طرة الجنائي‪nn‬ة في الم‪nn‬واد من ‪ 458‬إلى ‪ 517‬محترم‪nn‬ا مب‪nn‬ادئ التك‪nn‬ريم والعناي‪nn‬ة ال‪nn‬تي أقرته‪nn‬ا ش‪nn‬ريعتنا‬
‫اإلسالمية أوال وأحكام االتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صادق عليها المغرب في هذا المجال ثانيا‪.‬‬

‫وعليه سنعمل في هذا المبحث على دراس‪nn‬ة أهم م‪nn‬ا ج‪nn‬اء ب‪nn‬ه ق‪nn‬انون المس‪nn‬طرة الجنائي‪nn‬ة من مقتض‪nn‬يات حمائي‪nn‬ة لألح‪nn‬داث الج‪nn‬انحين ( ‪1‬‬
‫منتقلين بعدها إلى مظاهر حماية األطفال ضحايا الجنايات والجنح واألطفال في وضعية صعبة (‪.)2‬‬
‫‪ :1‬الحماية اإلجرائية للحدث الجانح‬

‫تعرف قواعد األمم المتحدة النموذجية الدنيا إلدارة شؤون قضاء األحداث‬
‫(قواعد بيكين) الحدث على أنه طفل أو شخص صغير يجوز بموجب النظم‬
‫القانونية ذات العالقة مسألته عن جرم بطريقة تختلف عن مسألة البالغ‪ .‬وفي سنة ‪ 1953‬بالق‪nn‬اهرة ع‪nn‬رف مكتب الش‪nn‬ؤون االجتماعي‪nn‬ة‬
‫التابع لألمم المتحدة الطفل أو الحدث المنحرف بأن‪nn‬ه الش‪nn‬خص في ح‪nn‬دود س‪nn‬ن معين‪nn‬ة يمث‪nn‬ل أم‪nn‬ام س‪nn‬لطة قض‪nn‬ائية أو أي‪nn‬ة س‪nn‬لطة أخ‪n‬رى‬
‫مختصة بسبب ارتكابه جريمة جنائية ليتلقى‬
‫رعاية من شانها أن تيسر إعادة تكييفه االجتماعي‪ .‬لم تحدد هذه القواع‪nn‬د الح‪nn‬دود العمري‪nn‬ة للح‪nn‬دث وت‪nn‬ركت ذل‪nn‬ك لل‪nn‬دول األعض‪nn‬اء بم‪nn‬ا‬
‫يتماشى مع نظامها ومفاهيمها القانونية‪ ،‬وإن كانت قواعد األمم المتحدة النموذجية الدنيا إلدارة شؤون قضاء األحداث تدعو الدول إلى‬
‫عدم تحديد سن المسؤولية الجنائية على نحو مفرط من االنخفاض مؤمنة بوجود اختالفات بين الدول في تحديد من المسؤولية الجنائية‬
‫ترجع إلى عدة عوامل منها ما هو ديني‬
‫وتاريخي وثقافي ‪.....‬‬
‫وقد حدد المشرع المغربي سن الرشد الجنائي ببلوغ الشخص ثمانية عشر‬
‫سنة ميالدية كاملة وبمفهوم المخالفة يعتبر كل شخص لم يبلغ بعد هذا السن حدثا‬

‫له‪ ،‬أحكام خاصة تميزه عن الرشداء‪ .‬كما أقر المشرع المغربي مبدأ تدرج المسؤولية الجنائية باعتبار الح‪nn‬دث ال‪nn‬ذي لم يبل‪nn‬غ ‪ 12‬س‪nn‬نة‬
‫ميالدية منعدم التمييز وبالتالي غير مسؤول جنائيا أما الحدث‬
‫الذي تجاوز الثانية عشر إلى حين بلوغه ثمان عشر سنة اعتبره مسؤوال مسؤولية‬

‫ناقصة لعدم اكتمال تمييزه‪ .‬وإن كان المشرع قد اعتبر الحدث دون سن الثانية عش‪nn‬ر غ‪nn‬ير مس‪nn‬ؤول جنائي‪nn‬ا فه‪nn‬ذا ال يع‪nn‬ني أن‪nn‬ه ال يمكن‬
‫محاكمته حتى ولو ارتكب فال يجرمه القانون‪ ،‬لهذا سمح المشرع باتخاذ بعض التدابير في حقه هدفها الحماية والوقاية والتهذيب ومنع‬
‫إيداعه في السجن‪ ،‬وفي هذا مسايرة للفصل ‪ 138‬من القانون الجنائي وهكذا يكون المش‪nn‬رع المغ‪nn‬ربي ق‪nn‬د س‪nn‬اير النهج ال‪nn‬دولي خاص‪nn‬ة‬
‫البند ‪ 11‬من قواعد األمم المتحدة بشان حماية األحداث المحرومين من حريتهم والذي يعتبر الحدث هو كل شخص دون الثامنة عش‪nn‬ر‬
‫‪24‬‬
‫من العمر والقانون يحدد السن التي ال يمكن تجريد الطفل من حريته قبل بلوغها»‪.‬‬
‫‪ : 2‬مظاهر حماية األطفال ضحايا الجنايات والجنح واألطفال في وضعية صعبة‬

‫‪ 24‬غالبا العلف الممارس داخل األسرة ال يخضع للمراقبة نظرا لطبيعته الخاصة والذي يعكس عقلية بعض اآلباء واألمهات واألقارب الذين‬
‫ينظرون إلى العقاب البدني كوسيلة ناحجة للتربية‪ ،‬ناهيك عن العنف المعنوي الذي يتعرض له حل األطفال إن لن نقل كلهم كالسب والشتم والقذف‬
‫والذي بقدر ما هو متداول أصبح من ثقافة مجتمعنا رغم ما له من تأثير جد سلبي على نفسية الطفل يضاهي في بعض األحيان العنف الجسدي‪.‬‬
‫إن األطفال الضحايا واألطفال في وضعية صعبة يحتاجون بدورهم إلى عناية من نوع خاص ذلك أنهم جزء من المجتمع وهم أحوج‬
‫ما يكون إلى الحماية بالنظر إلى وضعيتهم وعليه سنتطرق لمظاهر هذه الحماية بالنسبة لألطفال ضحايا الجناي‪nn‬ات والجنح في أ) على‬
‫أن تخصص (ب) لمظاهر الخماية التي خص بها المشرع األطفال في وضعية صعبة‬

‫أ‪ -‬مظاهر حماية األطفال ضحايا الجنح والجنايات‬

‫ان مسعى المشرع في هذا الباب يعتبر مظهرا آخر من مظاهر تبنيه لمبادئ العدالة الجنائية في بعدها الحديث‪ ،‬والذي لم يع‪nn‬د يتجاه‪nn‬ل‬
‫ضحية األفعال اإلجرامية وإنما يعمل وبشكل متواز مع معاقبة الجاني على إع‪nn‬ادة إص‪nn‬الح األض‪nn‬رار ال‪nn‬تي ألحقه‪nn‬ا بشخص‪nn‬ية ض‪nn‬حيته‬
‫وهو التوجه الذي تزداد درجت‪n‬ه أهمي‪n‬ة عن‪n‬دما يتعل‪n‬ق األم‪n‬ر بض‪n‬حية طف‪n‬ل كم‪n‬ا أب‪n‬ررت ذل‪n‬ك االتفاقي‪n‬ات الدولي‪n‬ة من خالل نصوص‪n‬ها‬
‫الصريحة في هذا الصدد والتي نورد منها نص المادة ‪ 9‬من االتفاقية الدولية لحقوق الطفل والذي ج‪nn‬اء في‪nn‬ه‪« :‬تتخ‪nn‬ذ ال‪nn‬دول األط‪nn‬راف‬
‫كل التدابير المناسبة لتشجيع التأهيل المني والنفسي وإعادة االندماج االجتماعي للطفل الذي يقع ض‪nn‬حية أي ش‪nn‬كل من أش‪n‬كال اإلهم‪nn‬ال‬
‫ألو االستغالل أو اإلساءة للو التعذيب أو أي شكل آخر من أشكال المعاملة أو العقوب‪n‬ة القاس‪n‬ية أو الإلنس‪n‬انية أو المهني‪n‬ة أو المنازع‪n‬ات‬
‫المسلحة ويجري هذا التأهيل وإعادة االندماج هذه في بيئة تعزز صحة الطفل واحترامه لذاته وكرامته‪.‬‬
‫وانطالقا مما سبق‪ ،‬وفي سبيل معرفة موقف المشرع المغربي في ه‪n‬ذا الب‪nn‬اب فإن‪nn‬ه يتعين علين‪n‬ا الرج‪n‬وع إلى أحك‪n‬ام الم‪nn‬ادتين ‪ 510‬و‬
‫‪ 511‬من قانون المسطرة الجنائية والمندرجتين تحت القسم المعنون بإعماية األطفال ضحايا الجنح والجناي‪nn‬ات واس‪n‬تقرا مض‪nn‬مونهما ؛‬
‫هكذا وبالرجوع إلى نص الفقرة األولى من المادة ‪ 510‬من قانون المسطرة الجنائي‪nn‬ة؛ نج‪n‬دها ق‪n‬د أعطت لك‪n‬ل من قاض‪n‬ي األح‪n‬داث أو‬
‫المستشار المكلف باألحداث حق إصدار أمر قضائي بإيداع كل حدث كان ضحية جناية أو جنحه لدى شخص جدير بالثق‪n‬ة أو مؤسس‪n‬ة‬
‫خصوصية أو جمعية ذات منفعة عامة تؤهله وذلك على نحو مؤقت إلى حين صدور حكم نهائي بشأن الجريمة المرتكبة ضد الحدث‪.‬‬
‫ب‪ -‬مظاهر حماية الطفل في وضعية صعبة‬

‫جاء في ديباج االتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة ‪ 1989‬إقرار صريح بأن ثمة في جميع بلدان العالم أطفاال يعيش‪nn‬ون ظروف‪nn‬ا ص‪nn‬عبة‬
‫للغاية مما يستدعي‬

‫تخصيصهم برعاية كافية‪ .‬وأمام هذا االهتمام الدولي بحماية ورعاية األطفال في وضعية صعبة‪ .‬ومواكبة منه لالتفاقيات التي ص‪nn‬ادق‬
‫عليها وخاص االتفاقية الدولية لحقوق الطفل جاعت التفاتة المشرع المغربية لهذه الفئة من األطفال بش‪nn‬كل واض‪nn‬ح من خالل نص‪nn‬وص‬
‫قانون المسطرة الجنائية ساعيا بذلك إلى شملهم بأكبر قدر من الرعاية والحماية‪ ،‬إال أنه وقبل الخوض في تحديد مظاهر ه‪nn‬ذه الحماي‪nn‬ة‬
‫سنحاول أوال وضع تحديد لمفهوم الطفل في وضعية صعبة حسب المنظور الدولي وما جاء به قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ -‬اآلليات الحمائية لحقوق الطفل‬
‫الفقرة االولى ‪ -‬المؤسسة الملكية ودورها في حماية حقوق الطفل‬
‫تعتبر المؤسسة الملكية من بين اهم المؤسسات التي اعطت للطفل مكان خاصة النه هو الركيزة االساسية لبناء المجتمع‪nn‬ات وتطوره‪nn‬ا‬
‫في هذا السياق قام جاللة الملك محمد السادس سنه ‪ 2014‬بتوجيه رساله الى المشاركين في المنتدى العالمي لحقوق االنسان المنعق‪nn‬ده‬
‫بمراكش التي جاء فيها تشكل مساله توفير الحمايه من كل اشكال انته‪nn‬اك حق‪n‬وق األطف‪nn‬ال انش‪nn‬غاال دائم‪n‬ا ل‪nn‬دينا وه‪n‬و م‪n‬ا يجس‪nn‬ده ال‪n‬دعم‬
‫المستمر الذي تقدمه لعمل المرصد الوطني لحقوق الطفل كما شكلت الحماي‪n‬ة الدس‪n‬تورية لالطف‪n‬ال منعطف‪n‬ا حاس‪nn‬ما في مسلس‪n‬ل تعزي‪n‬ز‬
‫المنظومه الوطنيه للحمايه القانونيه للطفل كما شكل انضمام المغرب الى اهداف االلفيه للتنميه س‪n‬نه ‪ 2000‬منعطف‪nn‬ا مهم‪n‬ا في تحس‪nn‬ين‬
‫المؤشرات المتعلقة بوضعية الطفولة على مجموعة من المستويات كما التزمت ميالدنا س‪nn‬نه ‪ 2015‬بتنفي‪nn‬ذ اه‪nn‬داف التنمي‪nn‬ة المس‪nn‬تدامة‬
‫‪ 2030‬حيث اكد جاللة الملك محمد السادس في خطابه الس‪n‬امي الموج‪n‬ة لل‪n‬دورة ‪ 70‬للجمعي‪n‬ة العام‪nn‬ة لالمم المتح‪n‬دة المنعق‪n‬دة في ‪30‬‬
‫شتنبر ‪ 2015‬على ان هذه الدوره تكتس‪nn‬ي اهمي‪n‬ة خاص‪nn‬ة لكونه‪n‬ا ستش‪nn‬هد باالس‪nn‬اس المص‪nn‬ادقة على خط‪nn‬ة التنمي‪nn‬ة المس‪nn‬تدامة لم‪nn‬ا بع‪n‬د‬
‫‪ 2015‬وهي مناسبة للتاكيد التزامنا الجماعي من اجل تحقيق االهداف النبيله التي ي‪nn‬دعو إليه‪nn‬ا الميث‪nn‬اق ميث‪nn‬اق منظوماتن‪nn‬ا واالس‪nn‬تجابة‬
‫لتطلعات شعوب العالم وكان االعالن عن تاسيس برلمان الطفل بقرار من ص‪nn‬احب الجالل‪nn‬ة المل‪nn‬ك محم‪nn‬د الس‪nn‬ادس نص‪nn‬ره هللا عن‪nn‬وان‬
‫للتأصيل وفضاء يعمل كمدرسة للتربية على المواطنة والديمقراطية والمشاركة الفعلية لألطفال وبذلك يأبى صاحب الجاللة حفظ‪nn‬ه هللا‬
‫اال ان يسير بهذا االنجاز الوطني الحضاري النبيل ليكون آلية اخ‪n‬رى لل‪n‬دفاع عن حق‪n‬وق الطف‪n‬ل والنه‪n‬وض به‪n‬ا تحت الرئاس‪n‬ة الفعلي‪n‬ة‬
‫لصاحبة السمو الملكي االميرة الجليله اللة مريم‬
‫وبفضل العناية الخاصة التي يوليها جاللة الملك محمد السادس حفظه هللا للنهوض بأوضاع الطفولة‪ ،‬أصبحت ه‪nn‬ذه االتفاقي‪nn‬ة مرجعي‪nn‬ة‬
‫أساسية لمجموعة من السياسات والمخططات والبرامج الوطني‪n‬ة الخاص‪n‬ة بالطفول‪n‬ة‪ .‬حيث م‪n‬ا ف‪n‬تئ جالل‪n‬ة المل‪n‬ك يش‪n‬ير في خطب‪n‬ه إلى‬
‫حق‪nn‬وق الطف‪nn‬ل‪ ،‬وق‪nn‬د تض‪nn‬منت الرس‪nn‬الة الملكي‪nn‬ة بمناس‪nn‬بة ال‪nn‬دورة الثامن‪nn‬ة لقم‪nn‬ة منظم‪nn‬ة الم‪nn‬دن والحكوم‪nn‬ات المحلي‪nn‬ة المتح‪nn‬دة اإلفريقي‪nn‬ة‬
‫«أفريسيتي»‪ 24 ،‬نونبر ‪ 2018‬بم‪n‬راكش‪ ،‬توجيه‪n‬ات س‪n‬امية في ه‪n‬ذا اإلط‪n‬ار؛ حيث ق‪n‬ال جاللت‪n‬ه " فيجب أال تنحص‪n‬ر جه‪n‬ود حماي‪n‬ة‬
‫األطفال في الحفاظ على سالمتهم الجسدية والمعنوية والنفسية‪ ،‬بل ينبغي أن تقترن أيضا بتوفير الشروط الكفيلة بالنهوض بأوض‪nn‬اعهم‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافي‪n‬ة‪ )...( .‬فه‪n‬ذا التح‪n‬دي‪ ،‬وإن ك‪n‬ان جس‪n‬يما بحمولت‪n‬ه‪ ،‬فه‪n‬و ج‪n‬دير ب‪n‬أن نخ‪n‬وض غم‪n‬اره من أج‪n‬ل كس‪n‬ب‬
‫‪25‬‬
‫الرهانات المرتبطة به‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ -‬السلطات الثالث ودورها في حماية حقوق الطفل‬


‫اوال ‪ -‬السلطة التنفيدية‬
‫وقد عملت الحكومة على تعزيز هذه الترسانة القانوني‪nn‬ة س‪nn‬نة ‪ ،2016‬باستص‪nn‬دار مجموع‪nn‬ة من النص‪nn‬وص التش‪nn‬ريعية والتنظيمي‪nn‬ة من‬
‫بينها‪:‬‬

‫القانون رقم ‪ 19.12‬المتعلق بتحديد شروط الشغل والتشغيل المتعلقة بالعمال المنزليين‪ ،‬الذي يمنع تش‪n‬غيل األطف‪n‬ال أق‪n‬ل من ‪ 18‬س‪n‬نة‬
‫في العمل المنزلي‪،‬‬
‫والقانون اإلطار رقم ‪ 97.13‬المتعلق بحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها‪ ،‬ال‪nn‬ذي تض‪nn‬من مقتض‪nn‬يات تهم حماي‪nn‬ة‬
‫حقوق األطفال في وضعية إعاقة‪،‬‬
‫وإخراج القانون رقم ‪ 78.14‬المتعلق بالمجلس االستشاري لألسرة والطفولة‪ ،‬باعتباره مؤسس‪nn‬ة دس‪nn‬تورية س‪nn‬تتولى مهم‪nn‬ة ت‪nn‬أمين تتب‪nn‬ع‬
‫وضعية األسرة والطفولة‪ ،‬وإبداء آراء حول المخططات الوطني‪nn‬ة المتعلق‪nn‬ة به‪nn‬ذه المي‪nn‬ادين‪ ،‬وإث‪nn‬راء النق‪nn‬اش العم‪nn‬ومي ح‪nn‬ول السياس‪nn‬ات‬
‫العمومية في مجال األسرة والطفولة‪ ،‬وضمان تتبع وإنجاز البرامج الوطنية‪،‬‬
‫وأيضا إخراج القانون رقم ‪ 27.14‬المتعلق باإلتجار بالبشر‪ ،‬الذي يشدد العقوبة في حال ارتكاب جريمة االتجار بالبش‪nn‬ر ض‪nn‬د قاص‪nn‬ر‬
‫دون ‪ 18‬سنة‪.‬‬
‫كما عرفت سنة ‪ 2018‬استصدار قوانين أخرى ال تقل أهمية مثل‪:‬‬

‫القانون رقم ‪ 65.15‬المتعلق بمؤسسات الرعاية االجتماعية‪ ،‬الذي يهدف إلى إصالح وتعزيز ه‪nn‬ذه المؤسس‪nn‬ات‪ ،‬بم‪nn‬ا فيه‪nn‬ا المؤسس‪nn‬ات‬
‫الخاصة باستقبال األطفال‪،‬‬
‫والقانون رقم ‪ 76.15‬المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬الذي تضمن اآللية الوطني‪nn‬ة للطعن في انتهاك‪nn‬ات حق‪nn‬وق‬
‫الطفل‪.‬‬
‫كما يشكل القانون اإلطار رقم ‪ 51-17‬المتعلق بمنظومة التربي‪nn‬ة والتك‪nn‬وين والبحث العلمي‪ ،‬وال‪nn‬ذي تمت المص‪nn‬ادقة علي‪nn‬ه في غش‪nn‬ت‬
‫‪ ، 2019‬لحظة تاريخية هامة في تعزيز حقوق الطفل في مجال حساس وهو التعليم‪.‬‬
‫برامج ومخططات حكومية وعمل مؤسساتي‬
‫البرنامج الحكومي‬
‫ض من البرنامج الحكومي مجموعة من االلتزامات تهم مجال حماية الطفولة‪ ،‬حيث ج‪nn‬اء في المح‪nn‬ور الراب‪nn‬ع المتعل‪nn‬ق بتعزي‪nn‬ز التنمي‪nn‬ة‬ ‫َت َ‬
‫البشرية والتماسك االجتماعي والمجالي‪ ،‬والسيما في مجال تقوية أنظم‪nn‬ة الرعاي‪n‬ة االجتماعي‪n‬ة ودعم األس‪nn‬رة والطفول‪n‬ة‪ ،‬مجموع‪nn‬ة من‬
‫التدابير التي تعمل مكونات الحكومة على تنزيلها‪ .‬ومن بين اإلجراءات التي تعهدت الحكومة بتنفيذها خالل هذه الوالية الحكومي‪nn‬ة في‬
‫مجال الطفولة اإلجراء المتعلق بتفعيل السياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة‪.‬‬

‫السياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة للفترة ‪2025-2015‬‬

‫راجع خطابات جاللة الملك محمد السادس نصره هللا‬ ‫‪25‬‬


‫من جهة أخرى‪ ،‬عملت بالدنا على تطوير عدد من السياسات وخطط العمل الخاص‪nn‬ة بالطف‪n‬ل‪ .‬وفي ه‪n‬ذا اإلط‪nn‬ار‪ ،‬اعتم‪n‬د الحكوم‪n‬ة في‬
‫سنة ‪ 2015‬السياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة للفترة ‪.2025-2015‬‬
‫وتعكس ه‪n‬ذه السياس‪n‬ة ال‪n‬تي تمت ترجمته‪n‬ا إلى خمس‪n‬ة أه‪n‬داف اس‪n‬تراتيجية‪ ،‬ش‪n‬كال جدي‪n‬دا من أش‪n‬كال االس‪n‬تجابة العمومي‪n‬ة في التغي‪n‬ير‬
‫االستراتيجي‪ ،‬أخذا بعين االعتبار الطابع متعدد األبعاد لحماية األطفال والط‪n‬ابع العرض‪n‬اني له‪nn‬ذه القض‪n‬ية‪ .‬وق‪n‬د تم‪n‬يزت ه‪n‬ذه السياس‪n‬ة‬
‫باعتماد منطق ومقاربات جديدة للتدخل‪ ،‬ويتعلق األمر بمقاربة مندمجة ونظامية وأخرى خاصة بالتدبير المبني على النتائج‪ .‬وفي سنة‬
‫‪ ، 2016‬تم اعتماد البرنامج الوطني التنفيذي لهذه السياسة العمومية المندمجة للفترة الممتدة من ‪ 2015‬إلى ‪.2020‬‬

‫سياسات ومخططات قطاعية مواكبة‬


‫وقد تم دعم هذه السياسات والبرامج والمخططات‪ ،‬بفضل المجه‪nn‬ودات الهام‪nn‬ة لمختل‪nn‬ف المؤسس‪nn‬ات والقطاع‪nn‬ات الوزاري‪nn‬ة ك‪nn‬ل حس‪nn‬ب‬
‫اختصاصاته في مجال حقوق الطفل‪ .‬كما تم في سنة ‪ ،2018‬اعتماد مخطط الصحة ‪ ،2025‬واعتماد الرؤي‪nn‬ة االس‪nn‬تراتيجية ‪-2015‬‬
‫‪ 2030‬التي أعدها المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬والتي مكنت من اعتم‪nn‬اد الق‪nn‬انون اإلط‪nn‬ار رقم ‪ 51-17‬كمب‪nn‬ادرة‬
‫جديدة في تاريخ إصالح المنظومة التعليمية المغربية‪.‬‬

‫ارتقاء مؤسساتي‬
‫كما نجح المغرب في تحقيق تطور تدريجي لآلليات من لجن متخصصة إلى قطاع‪n‬ات وزاري‪n‬ة معني‪n‬ة بالطفول‪n‬ة‪ .‬كم‪nn‬ا عم‪n‬ل المغ‪n‬رب‬
‫على تعزيز آليات التنسيق في مجال تتبع اتفاقية حقوق الطف‪nn‬ل والسياس‪nn‬ات والمخطط‪nn‬ات وال‪nn‬برامج الوطني‪nn‬ة المنبثق‪nn‬ة عنه‪nn‬ا‪ ،‬من خالل‬
‫اللجنة الوزارية للطفولة التي عرفت تطورا ما بين سنتي ‪ 2005‬و‪2014‬؛ حيث تمت مأسسة هذه اللجنة الوزارية بمقتض‪nn‬ى مرس‪nn‬وم‬
‫وأصبحت تحمل اسم «اللجن‪n‬ة الوزاري‪n‬ة المكلف‪n‬ة بتتب‪n‬ع تنفي‪n‬ذ السياس‪n‬ات والمخطط‪n‬ات الوطني‪n‬ة في مج‪nn‬ال النه‪n‬وض بأوض‪n‬اع الطفول‪n‬ة‬
‫وحمايتها»‪ ،‬التي يرأسها رئيس الحكومة‪ ،‬وتضم في عضويتها ‪ 22‬قطاعا وزاريا و‪ 3‬مؤسسات وطنية‪ ،‬وتق‪nn‬وم بمجموع‪nn‬ة من المه‪nn‬ام‬
‫من بينها‪ :‬تتبع إعمال االتفاقيات الدولية ذات الصلة بمجال حقوق الطفل التي صادق عليها المغ‪n‬رب‪ ،‬الس‪n‬يما االتفاقي‪nn‬ة الدولي‪n‬ة لحق‪n‬وق‬
‫الطفل والبروتوكوالت الملحقة بها و اتخاذ التدابير الالزمة لضمان حسن التنسيق بين مختلف السلطات الحكومية‪.‬‬

‫إصالحات أسفرت عن تحسن في عدد من المؤشرات‬

‫لقد كان لهذه اإلصالحات الدس‪n‬تورية والتش‪nn‬ريعية والمؤسس‪nn‬اتية ولتنفي‪nn‬ذ ب‪n‬رامج العم‪n‬ل والمخطط‪nn‬ات دور مهم في تحس‪n‬ين المؤش‪nn‬رات‬
‫الخاصة بالطفل‪.‬‬

‫الحق في الصحة‬
‫ففي مجال الحق في الصحة والحياة السليمة‪ ،‬وضع المغرب مجموعة من المخططات والبرامج والتدابير‪ ،‬مع إعطاء األولوية للوس‪nn‬ط‬
‫القروي‪ ،‬لتقليص الفوارق المسجلة وتحقيق اإلنصاف بين جميع األطفال لالستفادة من الخدمات الصحية‪.‬‬
‫وقد ساهم ذلك في تحقيق نتائج مهمة متعلقة مثال بخفض وفيات األطفال واألمه‪n‬ات بين ‪1980‬و‪2018‬؛ حيث انخفض مع‪n‬دل وفي‪n‬ات‬
‫األطفال حديثي الوالدة بنسبة بلغت ‪ %38‬وانخفض معدل وفيات األطفال أقل من سنة بنس‪nn‬بة بلغت ‪ .%37‬كم‪nn‬ا انتق‪nn‬ل مع‪nn‬دل وفي‪nn‬ات‬
‫األطفال دون السن الخامسة من ‪ 79‬في األلف سنة ‪ 1990‬إلى ‪ 22‬في األلف سنة ‪ ،2018‬متج‪nn‬اوزا ب‪nn‬ذلك ه‪nn‬دف التنمي‪nn‬ة المس‪nn‬تدامة‬
‫لسنة ‪ .2030‬كما تم تحقي‪n‬ق نت‪n‬ائج مهم‪n‬ة في تعميم التلقيح والمكمالت الغذائي‪n‬ة والتش‪n‬جيع على الرض‪n‬اعة الطبيعي‪n‬ة م‪n‬ا بين ‪ 2011‬و‬
‫‪2018‬؛ حيث ارتفع نسبة األطفال الذين أتموا جميع اللقاحات المحددة في ج‪nn‬دول التلقيح الوط‪nn‬ني إلى ‪ .%94,5‬كم‪nn‬ا انخفض مؤش‪nn‬ر‬
‫التأخر الناتج عن سوء التغذية ومؤشر نقص الوزن بين ‪ 2004‬و‪.2018‬‬

‫الحق في التربية‬
‫أما في مجال الحق في التربية‪ ،‬فقد قامت بالدنا بإصالحات مهيكلة للنهوض بالحق في التعليم وللتربية؛ وجعلت منه أولوية ثاني‪nn‬ة بع‪nn‬د‬
‫الوحدة الترابية‪ .‬وتشكل الم‪n‬وارد المالي‪n‬ة المخصص‪n‬ة لقط‪n‬اع التعليم والتك‪n‬وين ‪ %6‬من الن‪n‬اتج ال‪n‬داخلي‪ ،‬بغالف م‪n‬الي ع‪n‬رف ارتفاع‪n‬ا‬
‫مطردا خالل السنوات الثالثة األخيرة‪ ،‬إذ بلغ على التوالي إلى ما يق‪nn‬ارب ‪ ،60‬ف‪ ،68‬ثم ‪ 72‬ملي‪nn‬ار درهم عن الس‪nn‬نوات ‪ ،2017‬ف‬
‫‪ 2019‬ثم ‪.2020‬‬
‫وقد تطور عدد المتمدرسين ما بين ‪ 2015‬و‪2018‬؛ حيث ارتفع عدد األطف‪nn‬ال المتمدرس‪nn‬ين بجمي‪nn‬ع األس‪nn‬الك من ‪ 5.837.520‬إلى‬
‫‪ 6.033.986‬بزيادة تقدر بـ ‪ % 3.25‬وتطورت نسبة تمدرس اإلناث بزيادة تقدر بـ ‪.%4.35‬‬

‫التعليم األولي‬
‫وتعتبر تربية وحماية الطفولة المبكرة أولوية من األلويات التي سطرتها الدولة ضمن أوراشها الكبرى الرامية إلى النهوض ب‪nn‬المجتمع‬
‫واالرتقاء به‪ ،‬حيث أكد جاللة الملك محمد السادس‪ ،‬حفظه هللا‪ ،‬في الرسالة السامية الموجهة للمشاركين في اليوم الوطني حول التعليم‬
‫األولي ي‪nn‬وم ‪ 18‬يولي‪nn‬وز ‪ 2018‬على إلزامي‪nn‬ة التعليم األولي بق‪nn‬وة الق‪nn‬انون بالنس‪nn‬بة للدول‪nn‬ة واألس‪nn‬رة وترك‪nn‬يز الجه‪nn‬ود على الح‪nn‬د من‬
‫التفاوتات بين الفئات والجهـات‪ ،‬خاصة بالمناطق القروية والنائية‪ ،‬وشبه الحضرية باإلضافة إلى تشجيع ولوج الفتيات للتعليم األولي‪،‬‬
‫واالهتمام باألطفال ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬عمال بمبدأ التمييز اإليجابي‪.‬‬

‫التربية الدامجة‬
‫وفي ‪ 26‬يونيو ‪ ،2019‬أعطت الحكومة االنطالقة الرس‪nn‬مية للبرن‪nn‬امج الوط‪nn‬ني للتربي‪nn‬ة الدامج‪nn‬ة لألش‪nn‬خاص في وض‪nn‬عية إعاق‪nn‬ة؛ ه‪nn‬ذا‬
‫البرنامج الذي تهدف الحكوم‪nn‬ة من خالل‪n‬ه لتوف‪nn‬ير المس‪n‬تلزمات الكفيل‪nn‬ة بض‪n‬مان إنص‪n‬اف ه‪n‬ؤالء األش‪n‬خاص وتحقي‪n‬ق ش‪n‬روط نج‪n‬احهم‬
‫الدراسي؛ كما تهدف إلى محاربة التمثالت الس‪nn‬لبية والتص‪nn‬ورات النمطي‪nn‬ة عن اإلعاق‪nn‬ة من خالل التربي‪nn‬ة على القيم وحق‪nn‬وق اإلنس‪nn‬ان‪،‬‬
‫وفي اإلعالم بمختلف أنواعه وقنواته‪.‬‬

‫برامج اجتماعية داعمة‬


‫كما تساهم مجموعة من البرامج والمبادرات العمومي‪nn‬ة في تحس‪nn‬ين المؤش‪nn‬رات المتعلق‪nn‬ة بحق‪nn‬وق الطف‪nn‬ل‪ ،‬في مق‪nn‬دمتها برن‪nn‬امج تيس‪nn‬ير‪،‬‬
‫والمبادرة الملكية مليون محفظة‪ ،‬وبرنامج دعم التكافل العائلي‪ ،‬وبرنامج دعم تمدرس األطفال في وضعية إعاقة‪ .‬وهكذا نج‪nn‬د أن ع‪nn‬دد‬
‫األطفال المستفيدين من نظام راميد قد انتقل من ‪ 3،9‬مليون طفل سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 4.9‬مليون طفل سنة ‪ .2018‬وانتقل عدد التالمي‪nn‬ذ‬
‫المستفيدين من برنامج تيسير من ‪ 734.000‬تلمي‪nn‬ذ خالل الموس‪nn‬م الدراس‪nn‬ي ‪ 2017-2016‬إلى ‪ 2.087.000‬تلمي‪nn‬ذ خالل الموس‪nn‬م‬
‫الدراسي ‪ .2019-2018‬كما بلغ عدد المستفيدين من برن‪nn‬امج ملي‪nn‬ون محفظ‪nn‬ة ‪ 4.103.781‬تلمي‪nn‬ذا خالل ‪ .2018-2017‬واس‪nn‬تفاد‬
‫أكثر من ‪ 170.000‬يتيم ويتيمة و‪ 97.674‬أرملة من برنامج دعم األرامل في وضعية هشة الحاضنات ألطفالهن اليت‪nn‬امى إلى غاي‪nn‬ة‬
‫‪ 31‬غشت ‪.2019‬‬
‫وعبر صندوق دعم التماسك االجتماعي‪ ،‬تم االستمرار في دعم تم‪n‬درس األطف‪n‬ال في وض‪n‬عية إعاق‪n‬ة ب‪n‬المراكز التربوي‪n‬ة المتخصص‪n‬ة‬
‫التي تدبرها الجمعيات العاملة في مجال اإلعاقة؛ حيث ارتفع عدد األطف‪nn‬ال في وض‪nn‬عية إعاق‪nn‬ة المس‪nn‬تفيدين من برن‪nn‬امج دعم التم‪nn‬درس‬
‫بنسبة ‪ %139‬بين ‪ 2015‬و‪ 2018‬ليصل عدد المستفيدين إلى ‪ 11344‬مستفيد بقيمة مالية تناهز ‪ 97‬مليون درهم بع‪n‬د أن ك‪n‬انت ال‬
‫تتعدى قبل سنة ‪16 ،2015‬مليون درهم‪.‬‬

‫تحسن في العرض وفي المؤشرات‬


‫وبطبيعة الحال‪ ،‬ساهمت البرامج االجتماعية وغيرها من البرامج الداعم‪nn‬ة لتعليم األطف‪nn‬ال من أس‪nn‬ر مع‪nn‬وزة‪ ،‬مث‪nn‬ل المط‪nn‬اعم المدرس‪nn‬ية‬
‫والنقل المدرسي‪...‬إلخ‪ ،‬في تحسين العرض المدرسي وتحسين مجموع‪n‬ة من المؤش‪n‬رات المتعلق‪n‬ة بمج‪n‬ال التربي‪n‬ة والتعليم ببالدن‪n‬ا‪ ،‬من‬
‫مثل الهدر المدرسي الذي شهد انخفاضا مقدرا‪.‬‬

‫تحديات جديدة ونقائص تستدعي التدارك‬


‫الخطر الرقمي‬
‫رغم المجهودات المبذولة خالل السنوات السابقة‪ ،‬لم يستطع المغرب التغلب على مجموعة من المشاكل التي تعيق الحماية االجتماعية‬
‫لألطفال‪ ،‬كما برزت تهديدات جديدة لها صلة بالتحوالت الرقمية الجارف‪n‬ة‪ ،‬وم‪n‬ا تحمل‪n‬ه من أخط‪n‬ار محدق‪n‬ة على الطفول‪n‬ة بش‪n‬كل ع‪n‬ام‪،‬‬
‫وعلى الطفولة الهشة بشكل خاص‪.‬‬
‫ثانيا السلطة التشريعية‬
‫ستعمل وزارة التضامن والتنمية االجتماعية والمساواة واألسرة على إحداث أجهزة ترابية مندمجة لحماي‪nn‬ة الطفول‪nn‬ة بثماني‪nn‬ة (‪)8‬أق‪nn‬اليم‬
‫نموذجية‪ ،‬وذلك في أفق تعميمها بعد تقييم التجربة النموذجية لتشمل جميع أقاليم المملكة‪.‬‬
‫وتعتبر األجهزة الترابية مدخال أساسيا لتعزي‪nn‬ز منظوم‪nn‬ة الحماي‪nn‬ة‪ ،‬وذل‪nn‬ك من خالل تحقي‪nn‬ق اإللتقائي‪nn‬ة بين الخ‪nn‬دمات القض‪nn‬ائية والطبي‪nn‬ة‬
‫والنفسية واالجتماعية والتربوية والتتبع والتقييم‪ ،‬وفق بروتوكول موحد يحدد مدار الحماية‪ ،‬وسلة الخ‪nn‬دمات الخاص‪n‬ة بك‪nn‬ل مرحل‪nn‬ة من‬
‫مراحل الحماية‪ ،‬وأدوار ومسؤوليات المصالح العمومية المعنية‪ ،‬وإجراءات إحالة األطفال حسب خريطة الفاعلين والمؤسسات‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬سيتم على مستوى األقاليم النموذجية‪ ،‬القيام بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إحداث لجن إقليمية لحماية الطفولة تضم في عضويتها ممثلين عن المصالح الالممركزة للقطاع‪nn‬ات الحكومي‪nn‬ة المعني‪nn‬ة والمؤسس‪nn‬ات‬
‫الخاضعة لوصايتها مع إمكانية مشاركة ممثلي السلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة والمجتمع المدني في أشغالها‬
‫‪ -‬وضع مراكز المواكبة لحماية الطفولة وفق دفتر تحمالت تعده الوزارة في ه‪nn‬ذا الش‪nn‬أن يح‪nn‬دد مه‪nn‬ام ووظ‪nn‬ائف المرك‪nn‬ز‪ ،‬ومواص‪nn‬فات‬
‫وتخصصات الموارد البشرية‪ ،‬ومواصفات ومعايير البناية‬
‫‪ -‬تطوير منظومة معلوماتية مندمجة لتتبع الطفل في مدار الحماية ومواكبة الفاعلين الترابيين المعنيين لتوظيفها‬
‫‪ -‬إعداد وتنفيذ برنامج للتكوين في مجال حماية الطفولة لفائدة الفاعلين المعنيين على مستوى األقاليم المستهدفة‬
‫‪ -‬اإلعداد التشاركي ألدوات قيادة األجهزة الترابية وتحقي‪nn‬ق االلتقائي‪nn‬ة بين الت‪n‬دخالت المتع‪nn‬ددة القطاع‪n‬ات ومواكب‪n‬ة الف‪n‬اعلين التراب‪n‬يين‬
‫المعنيين لتوظيفها‪ ،‬ويتعلق األمر ب‪:‬‬
‫• دليل تشخيص هياكل وخدمات حماية الطفولة على مستوى األقاليم‬
‫• دليل إعداد خطط العمل اإلقليمية لحماية الطفولة‬
‫• مدار حماية الطفولة‬
‫• بروتوكول إطار لحماية الطفولة‬
‫• مرجع وطني موحد لتقييم وضعيات الخطر في مجال حماية الطفولة‬
‫ثالثا السلطة القضائية‬
‫أربعة إصالحات رئيسية ستكون في قلب برنامج التعاون بين المغرب واليونيس‪nn‬يف في مج‪nn‬ال حماي‪nn‬ة الطفول‪nn‬ة‪ ،‬بم‪nn‬ا في ذل‪nn‬ك إص‪nn‬الح‬
‫النظام القضائي‪ ،‬ووضع جهاز ترابي مندمج لحماية الطفولة‪ ،‬الرصد المستقل لحقوق الطفل وبدء اس‪nn‬تراتيجية وطني‪nn‬ة لتعزي‪nn‬ز الب‪nn‬دائل‬
‫إليداع األطفال في مراكز الحماية‪.‬‬
‫ولكن ما يهمنا نحن هنا هو إصالح المنظومة القضائية حيث ستواصل اليونيسف دعمها إلقامة قضاء لألطفال‪ .‬وسيشكل هذا المك‪nn‬ون‬
‫الذي تم إطالقه في عام ‪ 2016‬بدعم مالي من االتحاد األوروبي حجر الزاوية لعمل اليونيسف‪ .‬وفي هذا الص‪n‬دد‪ ،‬تم تط‪n‬وير مش‪n‬روع‬
‫"حماية" المنجز على مدى ثالث سنوات‪ ،‬والذي يهدف بشكل عام إلى توفير عدالة تحترم حقوق الطفل‪ .‬وبصورة أكثر تحديداً‪ ،‬يس‪nn‬هم‬
‫المشروع في تعزيز قدرة الجه‪n‬ات الفاعل‪n‬ة في مج‪n‬ال العدال‪n‬ة وتنمي‪n‬ة الم‪n‬وارد الالزم‪n‬ة لض‪n‬مان اح‪n‬ترام المص‪n‬الح الفض‪n‬لى للطف‪n‬ل في‬
‫اإلجراءات القضائية‪ ،‬الجنائية منها والمدنية والتطبيق السليم للقانون الجنائي والمدني‪ .‬كم‪nn‬ا يه‪n‬دف برن‪n‬امج حماي‪n‬ة إلى تحس‪n‬ين رعاي‪n‬ة‬
‫األطفال الموجودين على صلة بالقانون حيث يوجد أكثر من ‪ 20.000‬طفل في نزاع مع الق‪nn‬انون ك‪nn‬ل ع‪nn‬ام‪ ،‬وأك‪nn‬ثر من ‪ 7000‬طف‪nn‬ل‬
‫ض‪nn‬حية للعن‪nn‬ف‪ ،‬وأك‪nn‬ثر من ‪ 2000‬طف‪nn‬ل مع‪nn‬ني ب‪nn‬إجراءات الكفال‪nn‬ة‪ ،‬وأك‪nn‬ثر من ‪ 1000‬طف‪nn‬ل م‪nn‬ودع في مراك‪nn‬ز حماي‪nn‬ة الطفول‪nn‬ة و‬
‫‪ 100.000‬طفل في المتوسط معني بالمسطرة المدنية‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫في نهاية هذه الدراسة تأكد لنا أن التشريع المغربي لم يتخلف عن ركب التطورات والتحوالت التي تعرفها حقوق الطفل على الص‪nn‬عيد‬
‫العالمي‪ ،‬خصوصا أنه انخرط في تصور عالمية حقوق اإلنسان الذي تأكد من خالل كل الدساتير وآخرها دستور ‪ ،2011‬الذي أع‪nn‬اد‬
‫التأكيد على أن المغرب يحترم حقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها عالميا‪.‬‬

‫وليتفاعل التشريع المغربي مع المجتمع الدولي صادق على معظم اإلتفاقيات الدولية الخاص‪nn‬ة بحق‪nn‬وق اإلنس‪nn‬ان عام‪nn‬ة‪ ،‬وعلى اإلتفاقي‪nn‬ة‬
‫الدولية لحقوق الطفل لس‪n‬نة ‪ ،1989‬واإلتف‪n‬اقيتين ال‪n‬دوليتين رقم ‪ 138‬و ‪ 182‬الص‪n‬ادرتين عن منظم‪n‬ة العم‪n‬ل الدولي‪n‬ة األولى خاص‪nn‬ة‬
‫بالسن األدنى للتشغيل‪ ،‬والثانية تهم األشغال الشاقة التي يمنع على األطفال القيام بها‪.‬‬

‫وتعتبر هذه اإلتفاقيات من أهم اإلتفاقيات في مجال حقوق الطف‪n‬ل وهي تض‪n‬ع على ع‪n‬ائق المغ‪n‬رب ض‪n‬رورة مالئم‪n‬ة تش‪n‬ريعه ال‪n‬داخلي‬
‫معها لسموها عليه حسب ما ورد في الدستور المغربي الجديد لسنة ‪ .2011‬واستنادا إلى ما س‪nn‬بق‪ ،‬يمكن الق‪nn‬ول ب‪nn‬أن الطف‪nn‬ل المغ‪nn‬ربي‬
‫حظي باهتم‪n‬ام المش‪n‬رع بين مختل‪n‬ف الق‪n‬وانين س‪n‬واء تل‪n‬ك المتعلق‪n‬ة بشخص‪nn‬ه أو بعالقت‪n‬ه بأس‪n‬رته أو غ‪n‬يرهم من األغي‪n‬ار أو م‪n‬ا اتص‪n‬ل‬
‫بتصرفاته المدنية أو تعلق بحمايته الجنائية‬

‫واإلجتماعية‪ .‬فرغم هذا التناثر في النصوص القانونية المنظمة لحقوق الطفل وحمايتها‪ .‬إال أنه‪nn‬ا تلتقي عن‪n‬د غ‪n‬رض واح‪n‬د ه‪n‬و تحقي‪n‬ق‬
‫مصلحة الطفل الفضلي‪ .‬وأخيرا وحتى نطمئن على مستقبل أطفالنا في عالم تزداد تحدياته‪ ،‬يحتم بالضرورة االهتمام الج‪nn‬اد به‪nn‬ذه الفئ‪nn‬ة‬
‫من قبل جميع الفاعلين في مجال الطفولة‪ .‬إذ ال يهم العالم الذي سنتركه ألطفالنا بقدر ما يهم األطفال الذين سنتركهم لهذا العالم‪.‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫القوانين العتمرة‪:‬‬

‫‪ -‬مدونة األسرة‬

‫مدونة الشغل‬

‫مدونة التجارة‬

‫قانون الحالة المدنية‬

‫قانون اإللتزامات والعقود‬

‫‪ ...‬قانون كفالة األطفال والمهملين‬

‫القانون المتعلق بالزامية التعليم‬

‫قانون مكفولي األمة‬


‫القانون المتعلق بالولوجيات‬

‫القانون المتعلق بالرعاية االجتماعية لألشخاص المعاقين‬

‫القانون المتلق بالرعاية االجتماعية لألشخاص المكفوفين وضعاف البصر‬

‫قانون الجنسية‬

‫القانون الجنائي‬

‫المسطرة الجنائية‬

‫المسطرة المدنية‬

‫الرسائل واألطروحات‪:‬‬

‫نعيمة البالي‪ :‬مالئمة التشريع المغربي إلتفاقيات حقوق الطفل‪ .‬رسالة لنيل الدكتوراه في‬

‫الحقوق وجدة ‪2003-2002‬‬

‫فتيحة الدراجي‪ :‬إثبات النسب في ضوء الفقه والقضاء بحث لنيل دبلوم الماستر كلية‬

‫الحقوق مكناس ‪2010-2009‬‬

‫محمد الزهري‪ :‬حق الطفل في الهوية الحالة المدنية نموذجا"‪ .‬بحث لنيل دبلوم الدراسات‬

‫العليا المعمقة كلية الحقوق فاس ‪2006-2005‬‬

‫يونس الحكيم الضمانات القانونية لحماية األحداث في التشريع اإلجتماعي المغربي رسالة‬
‫لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة كلية الحقوق طنجة ‪2006-2005‬‬

‫العربي اسماعيلي العلوي‪ :‬تشغيل األطفال بين التشريع والواقع بحث لنيل شهادة الماستر‬

‫كلية الحقوق مكناس ‪2010-2009‬‬

‫سعاد قاللي وضعية الطفل العامل بين المواثيق الدولية والتشريع االجتماعي المغربي‬

‫بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة كلية الحقوق فاس ‪2003 - 2002‬‬

‫مراد و دوش حماية الطفل في التشريع الجنائي المغربي ‪ -‬جانحا وضحية دراسة مقارنة‬

‫رسالة لنيل دبلوم الدراسات المعمقة كلية الحقوق فاس‪2003-2002 ،‬‬

‫الكتب باللغة العربية‪.‬‬

‫عبد الهادي مفيد‪ :‬الطفلة في القانون الدولي والشريعة اإلسالمية دار النهضة العربية‬

‫‪1991.‬‬

‫محمد شحاته ربيع علم النفس الجنائي دار الغريب الق‪n‬اهرة‪ .‬فاطم‪nn‬ة بح‪n‬ري الحماي‪n‬ة الجناني‪n‬ة الموض‪n‬وعية لألطف‪n‬ال المس‪n‬تخدمين‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬طبعة ‪2007‬‬

‫المنتقى من عمل القضاء في تطبيق مدونة األسرة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬العدد ‪ ،17‬الرباط فبراير‬

‫‪2009.‬‬

‫أهم قرارات المجلس األعلى في تطبيق الكتاب الثالث ‪.‬‬

‫عم مدونة األسرة‪ ،‬الرباط ‪.2010‬‬


‫محمد األطرش أحكام قانون الجنسية المغربية‪ ،‬دراسة في الجوانب المدارية والعملية وفقا‬

‫اآلخر التعديالت‪ ،‬الطبعة األولى الدار البيضاء ‪ 2009‬عبد القادر قرموش كفالة األطفال المهملين‪ ،‬دراس‪nn‬ة نقدي‪n‬ة تحليلي‪n‬ة لظه‪n‬ير ‪13‬‬
‫يونيو ‪ 2002‬على ضوء أحكام مدونة األسرة‪ ،‬الطبعة األولى الرباط‬

‫محمد سعيد بناني‪ :‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬عالقة الشغل الفردية‬

‫الجزء الثاني‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬الرباط يناير ‪ 2007‬أحمد نضر الجن‪nn‬دي النفق‪nn‬ات والحض‪nn‬انة والوالي‪nn‬ة على الم‪nn‬ال في الفق‪nn‬ه الم‪nn‬الكي دار‬
‫الكتب‬

‫القانونية مصر‪ ،‬المجلة الكبرى‪ ،‬طبعة ‪.2006‬‬


‫اتفاقيات‪:‬‬

‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪1948‬‬

‫اإلعالن العالمي لحقوق الطفل ‪ .1959‬اتفاقية األمم المتحدة لحقوق الطفل سنة ‪.1989‬‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق اإلقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫‪ 1966‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ‪.1966‬‬
‫مبادئ األمم المتحدة التوجيهية لمنع جنوح األحداث (مبادئ الرياض التوجيهية ‪.1990‬‬
‫قواعد األمم المتحدة النموذجية إلدارة شؤون األحداث (قواعد بكين (‪1958‬‬
‫الفهرس‬

You might also like