Professional Documents
Culture Documents
عرض نجيب
عرض نجيب
داخل أي مجتمع من المجتمعات تكون الطفولة األرضية الصلبة المستقبل كل أمة ،فالطفل
زينة الحياة الدنيا ،وهدية هللا عز وجل إلى الوالدين ،وهو ثمرة األسرة وأملها في مستقبل
زاهر ،لذا أصبح موضوع الطفل من المواضيع التي أعطيت لها أهمية كبرى في األونة
األخيرة ،على اعتبار أن تقدم األمم والشعوب يبدأ من اإلهتمام بالطفل وبحماية حقوقه على
مختلف األصعدة.
وتجسيدا لألهمية الكبرى التي يحتلها األطفال في رسم مستقبل البشرية جمعاء ومستقبل كل
دولة على حدة حرصت الدول منذ القدم وحتى يومنا هذا ،سواء على المستوى الدولي –
من خالل إعالنات دولية لحقوق الطفل ،وإبرام اتفاقيات دولية جماعية تكفل الحماية
القانونية للطفل على إيالء عناية خاصة بالطفل .وبلغ حرص المجتمع الدولي بحقوق الطفل
أن أعلنت األمم المتحدة وهي أكبر منظمة دولية أن عام 1979هو عام الطفل..
أو على المستوى المحلي من خالل النص في دساتيرها وتشريعاتها الوطنية على حقوق
الطفل وكفالة الحماية القانونية له .وقد عرفت حقوق الطفل على الصعيد الدولي تطورا هاما
حيث اهتمت منظمة األمم المتحدة بها من خالل سعيها إلى إقرار السلم واالهتمام بكرامة
الطفل .لتتوج مجهوداتها في نهاية سنة 1989بتبني اتفاقية حقوق الطفل التي جاءت
بمجموعة من القوانين التي تتقيد بها الحكومات والوالدان وكل من له صلة بموضوع الطفل
من أجل احترام حقوقه.
والمغرب باعتباره دولة كاملة السيادة تتفاعل مع مكونات المجتمع الدولي عمل على إعطاء
الطفل العناية الالزمة له داخل المجتمع .فمن الناحية الدستورية نص الدستور المغربي على
أن المغرب بلد إسالمي يدين بدين اإلسالم من جهة ،ومن جهة ثانية متشبث بحقوق اإلنسان
كما هي متعارف عليها عالميا ،محاوال في التزاماته الدولية التوفيق بين خصوصياته
الدينية ،الثقافية ،اإلقتصادية ،واإلجتماعية وبين ضرورة اإلنفتاح على اإلتفاقيات الدولية
لحقوق الطفل ذات المصدر الغربي .بمعنى آخر فهو يحاول التوفيق بين عالمية حقوق
الطفل والخصوصية المغربية .فلصيانة شخصية الطفل وحفظ كرامته ،تدخل المشرع
المغربي بتنظيم دقيق الهدف منه حماية حقوق الطفل
ويكتسي الموضوع الذي بين أيدينا أهمية بالغة على المستويين النظري والعملي وهو
مايدفعنا الى صياغة إشكالية للموضوع على الشكل التالي:
الى أي حد استطاع المشرع المغربي تكريس حماية حقيقية لحقوق الطفل من خالل
قوانينه الداخلية ؟
لقد أولى المشرع المغربي اهتماما كبيرا لحقوق الطفل وهو ما يظهر بشكل جلي من خالل
تكريس هذه الحقوق أوال على مستوى أسمى وثيقة في المملكة وهي الدستور وكذا على
مستوى قوانينه العادية ،باإلضافة إلى محاولة مالئمة هذه القوانين مع مقتضيات االتفاقيات
الدولية المنظمة لحقوق الطفل
سنحاول من خالل هذا المطلب الوقوف عند مكانة الطفل في دستور المملكة (الفقرة
األولى) ثم بيان اهم الحقوق المكرسة للطفل على مستوى القوانين العادية (الفقرة الثانية)
لما كانت االتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الطفل تحظى بأهمية كبيرة في مجال اإلعتراف
للطفل بحقوقه باعتباره طفال ،فقد شكل ابرام االتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة ،1989
نقطة تحول كبيرة على مستوى حقوق االنسان عالميا ،نظرا للقوة اإللزامية التي تضمنت
أحكامها ،والتي بموجبها التزم العيد من الدول بمختلف البنود التي جاءت بها والرامية إلى
حماية األطفال في مختلف بقاع العالم ،فقد عمل المغرب في هذا اإلطار على ضرورة
االلتزام بحقوق الطفل ،كما مقررة في االتفاقيات الدولية ،وخصوصا اتفاقية حقوق الطفل
لسنة ،1989وقد تبلور هذا االهتمام بحقوق الطفل بالمغرب على مستوى الوثيقة
الدستورية حيث وبالرجوع إلى الدساتير السابقة ،التي عرفها المغرب ،نالحظ أنه أشار إلى
حقوق الطفل بصفة غير مباشرة ،في إطار الحديث عن حقوق اإلنسان بصفة عامة،
فالدساتير المغربية المتتالية نصت بشكل متفاوت على الحقوق والحريات األساسية ،وكان
دستور ،1962قد كرس الحقوق والحريات التي جاء بها ظهير 1958المتعلق بالحريات
العامة فتواترت هذه الحقوق والحريات في الدساتير المتوالية ،إلى أن نصل إلى دستور
1
،1992الذي نص على عدد من الحقوق والحريات ،والتي كرسها كذلك دستور .1996
1نعيمة البالي مالءمة التشريع المغربي التفاقيات حقوق الطفل ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق شعبة القانون (العام) جامعة محمد األول
وجدة 2003 ،ص 153/154
وهو ما يعني التزام وتشبث المغرب بعالمية حقوق اإلنسان بصفة عامة والطفل بصفة
خاصة فقد دأب المغرب منذ حصوله على االستقالل على االنخراط في المنظومة الكونية
لحقوق اإلنسان ،وهو ما يتجلى في انخراطه في العديد من االتفاقيات الدولية ،وكذلك اقراره
2
الدساتير التي عرفها ،بضرورة اإللتزام بالمواثيق الدولية.
إن ما يالحظ على الدساتير المغربية التي عرفها المغرب منذ االستقالل ،أن المرجعية
الدولية كانت حاضرة في كافة الوثائق الدستورية المغربية ،غير أن الحدود الدستورية
لاللتزامات الدولية للمغرب أثارت عدة إشكاليات ترتبط أساسا النص القانوني مع أحكام
االتفاقيات الدولية نظرا لتشبث المغرب بالخصوصية الوطنية المتعلقة بالدين االسالمي
وثوابت المملكة المنصوص عليها في الدستور المغربي نظرا لكون أن المقاربة المغربية
لتسوية واقع الحقوق والحريات ،عرفت تراكمات وتعثرات االمر الذي دفع بالمغرب القيام
بإصالحات دستورية وسياسية همت مجاالت مختلفة بغية استكمال بناء دولة الحق
والقانون ،وترسيخ أسس الديمقراطية الحقة ،باعتبار أن إقرار وحماية الحقوق والحريات
هو أحد الركائز األساسية لبناء دولة الحق والقانون ،وقد شكلت سنة 2011دون أدنى شك
منعطفا تاريخيا فاصال ونتاجا لسنوات من العمل المتواصل المتمثل في مختلف األوراش
اإلصالحية والمبادرات التحديثية في سياق تاريخي دولي دقيق خصوصا في مجال حماية
3
حقوق اإلنسان عامة ،والطفل خاصة.
هذا التعديل الدستوري جاء نتيجة للتحوالت التي عرفتها الساحة العربية جراء االحتجاجات
الشعبية ومن بينها المغرب ،األمر الذي دفع بالملك محمد السادس بموجب خطاب 9مارس
2011الدخول في اصالحات جوهرية والتي تمخض عنها اإلعالن عن مراجعة دستورية
وهو ما تم القيام به ،وعرض على االستفتاء الشعبي ،في فاتح يوليوز ،2011وبهذا فقد
تمخض عن هذا التعديل الدستوري مجموعة من التغيرات ،خصوصا على مستوى اقرار
الدستور لمجموعة من الحقوق تضمن حقوق االنسان كما هي متعارف عليها عالميا باعتبار
حومالك محمد ،حقوق الطفل بالمغرب على ضوء اإلصالحات الدستورية والمرجعية الدولية ،مجلة منازعات األعمال ص 5 2
وعليه فقد تضمن دستور ،2011مجموعة من المقتضيات التي تروم إلى حماية حقوق
الطفل سواء باعتباره إنسانا ،أو بصفته طفال ،وعندما نتحدث عن حقوق الطفل كإنسان فإننا
نشير إلى أهم الحقوق التي كرسها الدستور لإلنسان بصفة عامة ،ومن هذا المنطلق فإن أهم
حقوق اإلنسان التي كرسها دستور ،2011والتي هي حقوق للطفل كذلك نذكر:
-1يضمن الدستور بموجب الفصل 19الحق في المساواة في الحقوق " :يتمتع الرجل
والمرأة على قدم المساواة بالحقوق والحريات المدنية والسياسية واالقتصادية
4
واالجتماعية والثقافية والبيئية "...
-2عدم التمييز في التمتع بالحقوق بأي شكل من األشكال سواء بسبب الجنس او اللون
أو المعتقد....
- 3الحق في الحياة ،يعتبر هذا الحق أسمى الحقوق المقررة لإلنسان عامة ،وللطفل
بصفة خاصة ،وعليه فإن المغرب يلتزم بضرورة حماية هذا الحق لإلنسان عامة
وقد تضمن الدستور إلى جانب هذه الحقوق النص على حرية ممارسة الشؤون الدينية
بموجب الفصل الثالث منه على " الدولة أن تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية
".
كما أكد كذلك على حرية التفكير والرأي والتعبير" حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل
أشكالها "
بموجب الفصل الخامس والعشرون ،وهذا الحق يعتبر أساسي وجوهري للطفل ،باعتبار أن
االتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة ،1989تضع حرية آراء األطفال من بين المبادئ التي
تقوم عليها وهذا بالرغم من أن هذا الحق ،لم يتم النص عليه صراحة للطفل ،وإنما جاء
إلى جانب تأكيده على حقوق الطفل باعتباره كإنسان أقر كذلك للطفل بصفة خاصة بعض
الحقوق باعتباره طفال ،وذلك من قبيل الفصل ،32والذي ينص على الحق في الزواج
وتكوين األسرة " باعتبار األسرة القائمة على عالقة الزواج الشرعي هي الخلية األساسية
للمجتمع ،وتعمل الدولة على ضمان الحماية الحقوقية واالجتماعية واالقتصادية لألسرة،
بمقتضى القانون بما يضمن وحدتها واستقرارها والمحافظة عليها ،كما تسعى الدولة لتوفير
الحماية واالعتبار االجتماعي والمعنوي لجميع األطفال بكيفية متساوية بصرف النظر عن
وضعيتهم العائلية " كما أن هناك كذلك إشارة في الفقرة الرابعة من الفصل السالف الذكر
إلى حق أساسي للطفل ،وهو الحق في التعليم األساسي وواجب على األسرة والدولة أن
تضمن هذا الحق ،كما نص الدستور كذلك في الفصل السادس منه ،على الحق في
المشاركة في الحياة الثقافية على أن تعمل السلطات العمومية على توفير الظروف ،التي
تمكن من تعميم الطابع الفعلي لحرية المواطنات والمواطنين والمساواة بينهم.
وعليه فقد نص الدستور الحالي للمملكة ،صراحة على الحقوق الثقافية من خالل االعتراف
باألمازيغية والحسانية ،والروافد اإلفريقية واألندلسية ،والعبرية والمتوسطية ،وعلى حماية
الحقوق الفئوية ،وال سيما حقوق األطفال.
وفي األخير نود القول بأن الدستور المغربي ،قد خصص لهاته الفئة ،حماية ذات فعالية
كبيرة لضمان حقوقها ،وخصوصا بعد التأكيد على تخصيص الحماية الالزمة للطفل ،ليس
فقط باعتباره إنسانا وإنما باعتباره طفال وهو ما يوضح لنا بأن دستور 2011يختلف عن
الدساتير السابقة ألنه تضمن مقتضيات تروم النهوض بأوضاع األطفال وأسرهم ما شكل
تحوال كبيرا ،على مستوى التعاطي لقضايا الطفولة ،فطالما أكد الفاعلون في المجال
دستور المملكة المغربية ،سلسلة نصوص ووثائق ،دار الفكر العربي للنشر والتوزيع ،2011 ،ص 31 5
ضرورة توفير ضمانات أكبر ،لحماية حقوق األطفال على جميع األصعدة ،بالنظر إلى
التحديات التي تواجهها هاته الفئة ،وأن تمتع الطفل بالحقوق المدنية والسياسية واالقتصادية
واالجتماعية والثقافية بالمغرب ،يشكل خطوة هامة على المستوى القانوني خصوصا من
الناحية الدستورية ،لضمان احترام حقوق الطفل كما هي مقررة في االتفاقيات الدولية
لحقوق الطفل .
سنحاول من خالل هذه الفقرة الوقوف عند مظاهر التكريس التشريعي لحقوق الطفل على
مستوى القوانين العادية ،وذلك من خالل بيان حقوق الطفل المكرسة في مدونة األسرة
(أوال) ثم بيان بعض المستجدات التشريعية بخصوص حقوق الطفل (ثانيا )
حظيت حقوق الطفل بالتفاتة واعية من المشرع المغربي وهو يعيد النظر في المقتضيات
القانونية المنظمة للرابطة األسرية وما يترتب عنها من آثار اتجاه االطفال .تنص على ذلك
المادة 6 54من مدونة االسرة المغربية التي جاء فيها بأن:
-2العمل على تثبيت هويتهم والحفاظ عليها خاصة بالنسبة لالسم والجنسية والتسجيل
في الحالة المدنية.
-3النسب والحضانة و النفقة طبقا ألحكام الكتاب الثالث من المدونة 4 .إرضاع األم
ألوالدها عند االستطاعة.
-5اتخاذ كل التدابير الممكنة للنمو الطبيعي لألطفال بالحفاظ على سالمتهم الجسدية
والنفسية والعناية بصحتهم وقاية وعالجا.
-7التعليم والتكوين الذي يؤهلهم للحياة العملية والعضوية النافعة في المجتمع وعلى
األباء ان يهيؤا ألوالدهم قدر المستطاع الظروف المالئمة لمتابعة دراستهم حسب
استعدادهم الفكري والبدني.
-8عندما يفترق الزوجان تتوزع هذه الواجبات بينهما بحسب ما هو مبين في أحكام
الحضانة .
-9عند وفاة أحد الزوجان أو كليهما تنتقل هذه الواجبات إلى الحاضن والنائب الشرعي
بحسب مسؤولية كل واحد منهما .
يتمتع الطفل المصاب بإعاقة إضافة إلى الحقوق المذكورة أعاله بالحق في الرعاية
الخاصة بحالته والسيما التعليم والتأهيل المناسبان إلعاقته قصد تسهيل إدماجه في
المجتمع .
تعتبر الدولة مسؤولة عن اتخاذ التدابير الالزمة لحماية األطفال وضمان حقوقهم
ورعايتها طبقا للقانون.
حيث إن حق الطفل في التسجيل في الحالة المدنية منظم بمقتضى قانون الحالة المدنية رقم
37-99المؤرخ في ثالث أكتوبر 2002وفي المادة الخامسة من قانون كفالة األطفال
المهملين.
ولما كانت األسرة هي البيئة الطبيعية التي يتلقى فيها الطفل تكوينه ويكتسب فيها العديد من
مهاراته وعلى ضوئها يتحدد ميوله ،وإذا كان األصل أن ينشا الطفل في رحاب األسرة
التي توفر له الرعاية والحماية وتضمن له تنشئة سليمة ،فقد يجد العديد من األطفال أنفسهم
محرومين من دفئ أسرهم ،سواء كانوا معروفي أو مجهولي النسب.
و في إطار تدعيم حقوق الطفل اعتبر المشرع النسب والبنوة والكفالة والزواج وعدم بلوغ
سن الرشد القانوني محددا أساسيا للتمتع بالجنسية األصلية ،واكتساب الجنسية المغربية أو
فقدانها الفصول ( )21-20-18-10-9-6-3من قانون الجنسية رقم 6206تعديالت 15
ابريل .) 2007
كما ادخل تعديالت مهمة على حق الطفل في النسب في الحضانة ،وأوجد ضمانات إضافية
كحقه في النفقة من خالل الكتاب الثالث من مدونة األسرة.
أما الحق في التعليم فهو منظم من خالل الظهير الشريف المؤرخ في ثالث عشر نونبر
1963بشان الزامية التعليم األساسي الذي ينص في فصله األول 7على أن « :التعليم
األساسي حق وواجب لجميع األطفال المغاربة ذكورا وإناثا البالغين ست سنوات تلتزم
الدولة بتوفيره لهم مجانا في أقرب مؤسسة تعليمية عمومية لمكان إقامتهم ويلزم اآلباء
واألولياء بتفنيده إلى غاية بلوغهم تمام الخامسة عشر من عمرهم.
في حين أولى المشرع عناية خاصة للطفل المعاق من خالل المدونة .
كان المشرع المغربي حريصا من خالل االمتداد التشريعي السابق اإلشارة إليه على
تصحيح مدونة حقوق الطفل بمقتضيات حمائية جريئة اعتبر نسب الحمل أو الولد المزداد
أتناء الخطبة الحق بالخاطب 8إذا توافرت في الخطبة الشروط المنصوص عليها في المادة
156من مدونة األسرة حيث عرفت أقسام قضاء األسرة فيضا منقطع النظير من الطلبات
الرامية إلى أتبات النسب في إطار المادة 156من مدونة األسرة ،قضى وفق الطلب في
وأورد المشرع مجموعة من المقتضيات الجديدة في باب الحضانة فأخذ بحضانة المؤسسة
إذا لم يوجد بين مستحقي الحضانة من يقبلها أو وجدوا ولكن لم تتوفر فيهم الشروط
المنصوص عليها في المادة 173من مدونة األسرة وذلك طبقا للمادة 166من المدونة،
كما جعل زواج األم الحاضنة غير مسقط لحضانتها:
إذا كان المحضون من صغيرا لم يتجاوز سبع سنوات أو يلحقه ضرر من فراقها -1
-2-إذا كانت بالمحضون علة أو عاهة تجعل حضانته مستعصية على غير األم
واعتبر المشرع تكاليف سكنى المحضون مستقلة في تقديرها عن النفقة وأجرة الحضانة
وغيرهما وألزم األب بان يهيئ ألوالده محال لسكناهم ،أو أن يؤدي المبلغ الذي تقدره
المحكمة لكرائه ،وأعطت للمحكمة الصالحية في االستعانة بالمساعدة االجتماعية في
انجاز تقرير عن سكنى الحاضن وما يوفره للمحضون من الحاجيات الضرورية المادية
والمعنوية طبقا للمواد 168و 172من المدونة وأوصى المشرع على مجموعة من
الضمانات التشريعية والقضائية لضمان تنفيذ حق المحضون في السكنى حين نص في
المادة 168على انه « ال يفرغ المحضون 9من بيت الزوجية االبعد تنفيذ األب للحكم
الخاص بسكنى المحضون على المحكمة للمحضون من الحاجيات الضرورية المادية
والمعنوية طبقا للمواد 168و 172من المدونة وأوصى المشرع على مجموعة من
الضمانات التشريعية والقضائية لضمان تنفيذ حق المحضون في السكنى حين نص في
المادة 168على انه « ال يفرغ المحضون من بيت الزوجية اال بعد تنفيذ األب للحكم
الخاص بسكنى المحضون على المحكمة ان تحدد في حكمها اإلجراءات الكفيلة بضمان
استمرار تنفيذ هذا الحكم من قبل األب المحكوم عليه " وحين نص في المادة 119من
9المادة 168من مدونة األسرة
المدونة على ان المحكمة تحدد وسائل تنفيذ الحكم بالنفقة وتكاليف السكن على أموال
المحكوم عليه.
ونص المشرع على ضمانات إضافية بالنسبة لحق الطفل في النفقة حين أعطى للمحكمة
صالحية تحديد وسائل تنفيذ الحكم بالنفقة وتقرير الضمانات الكفيلة باستمرار الملزم بها
مع إمكانية اقتطاع النفقة من منبع الربح أو األجر الذي يتقاضاه هذا األخير كما اعتبر
الحكم الصادر بالنفقة يبقى ساري المفعول إلى ان يصدر حكم آخر يحل محله أو يسقط
حق المحكوم له في النفقة.
و اهتم المشرع المغربي اهتماما بالغا بحقه في الرضاعة وجعل اجر الرضاعة مستقل
عن أجرة الحضانة وعلى واجبات النفقة 10طبقا للمادة 167من المدونة وجعل اجر
رضاعة الولد على المكلف بنفقته لما أعطى المشرع لالم األجيرة الحق في أن تتمتع
يوميا على مدى اثني عشرة شهرا من تاريخ استئنافها الشغل اثر الوضع باستراحة
خاصة يؤدى عنها األجر باعتبارها وقتا من أوقات الشغل مدتها نصف ساعة صباحا
ونصف ساعة ظهرا لكي ترضع مولودها خالل أوقات الشغل .وتكون هذه الساعة
مستقلة عن فترات الراحة المعمول بها في المقاولة وذلك في المادة 161من مدونة
الشغل ،وقد أولى المشرع اهتماما خاصا لحق الطفل في التعليم فنص في الفصل الثالث
من ظهير 13نونبر 1963بشان إلزامية التعليم ،على أنه يجب على كل شخص
مسؤول عن طفل ان يطلب تسجيله بمؤسسة للتعليم في السنة التي يبلع فيها الطفل سن
السادسة.
ويجب عليه باإلضافة ويجب عليه باإلضافة إلى ذلك ان يسهر على تردد الطفل بصفة
منتظمة على المؤسسة التي سجل فيها
تعمل الدولة في حدود اإلمكانيات المتوفرة لديها على توفير وسائل النقل والمطاعم
المدرسية بالنسبة لألطفال البعيدين عن المؤسسات التعليمية بالمناطق القروية وتدعيم
مراكز إيواء التالميذ عند وجودها مع توفير المناطق الضرورية.
وفي حالة عدم قيام األشخاص المسؤولين عن الطفل بتسجيله وفقا لألحكام هذا القانون تقوم
اإلدارة بذلك تلقائيا
بل اعتبر المشرع حق التعليم مبررا موجبا الستمرار األب في النفقة على أوالده إلى إتمام
السنة الخامسة والعشرين 11طبقا للمادة 198من مدونة األسرة.
ولعل أهم ضمانة لحماية هذه الحقوق هو اعتبار الدولة مسؤولة على اتخاذ التدابير االزمة
لحماية األطفال وضمان حقوقهم ورعايتها طبقا للقانون ،وتخويل النيابة العامة مهمة السهر
على مراقبة الحاضن عندما يكون شخصا ً معنويا كمؤسسات الرعاية االجتماعية
المنصوص عليها في المادة الثامنة من المسطرة المدنية وفي مواجهة الدولة.
المطلب الثاني :مكانة االتفاقيات الدولية لحقوق الطفل بالمغرب ومسألة المالئمة
يمثل االعتراف في الدستور المغربي بعالمية حقوق اإلنسان ،ومصادقة المغرب على
االتفاقيات الدولية المتعلقة بالطفل ،وقد صادق المغرب على االتفاقية الدولية لحقوق لسنة
1989في يونيو ،1993التي تبرز احدى مظاهر عالمية حقوق الطفل في التشريع
المغربي .وذلك من خالل اتخاذ كافة التدابير الممكنة لتطبيق تلك الحقوق على مستوى
الممارسة العملية ،ويتبين من هذا التأكيد الدستوري األهمية التي يوليها المغرب الحترام
حقوق اإلنسان عامة والطفل خاصة.
يعد إعالن جنيف بشأن األطفال الصادر عن منظمة عصبة األمم سنة ،1924المحاولة
األولى على المستوى الدولي لالقتراب من موضوع حماية الطفل .ويعتبر إعالن جنيف
لحقوق الطفل ،الذي صدر في خمس نقاط عن االتحاد الدولي إلنقاذ الطفولة ،أول إعالن
دولي متخصص للتأكيد على حقوق الطفل ،وقد تبنت الجمعية العامة لعصبة األمم هذا
اإلعالن في 26شتنبر ،1924وعلى الرغم من أن هذا اإلعالن لم يعالج بشكل كامل،
حقوق الطفل إال أن صدوره في ذلك الوقت؛ يعد بادرة حسنة وخطوة إيجابية للفت نظر
12
الدول إلى ضرورة االهتمام بالطفل وحماية حقوقه .
ويتكون إعالن جنيف ،من ديباجة وخمسة مبادئ ويحث اإلعالن الرجال والنساء في جميع
الدول باالعتراف بأنه يجب على اإلنسانية أن تقدم للطفل خير ما .عندها .وتؤكد ديباجة
اإلعالن على مسؤولية الجنس البشري في حماية األطفال؛ دون تفرقة بسبب الجنس أو
األصل االجتماعي أو العقيدة ،وينص المبدأ األول منه على ضرورة إشباع حاجات الطفل
المادية والروحية ،كما ينص المبدأ الثاني على ضرورة تغذية الطفل ،وعالجه وإيوائه،
13
وإنقاذ الطفل اليتيم ومساعدة الطفل المتخلف ،وإعادة تربية الطفل الضال .
نظرا للواقع األليم لماليين األطفال في العديد من البلدان المحكوم عليهم بحياة مليئة بالمعاناة
واآلالم ،حيث ال يتلقون الغذاء الالزم أو العناية الكافية أو التعليم أو الحماية القانونية ،فقد
أصدرت الجمعية العامة لألمم المتحدة إعالن حقوق الطفل في 20نونبر 1959وذلك
بموافقة 48دولة ودون معارضة أو امتناع أية دولة .هذا اإلعالن الذي يعتبر امتدادا
وتوسيعا إلعالن جنيف السابق ( ،)1924يتكون من ديباجة وعشرة مبادئ ولعل أن الهدف
12سمير خليل محمود عبد هللا ،حقوق الطفل في اإلسالم واالتفاقيات الدولية دراسة مقارنة ،رسالة لنيل درجة الماجستير العليا جامعة النجاح
فلسطين 2003ص 152
13
SEGOLENE ROYAL les droits des enfants DALLOZ Italie, 2007 p 22
من هذا اإلعالن هو تمكين الطفل من التمتع بطفولة سعيدة ،ينعم فيها بخيره وخير المجتمع
14
بالحقوق المقررة فيه .
15
وقد تضمن االعالن 10مبادئ حول حماية الطفل كاالتي:
7-للطفل حق في تلقي التعليم الذي يجب أن يكون مجانيا وإلزاميا ً وأن تكون مصلحة
الطفل العليا التي يسترشد بها المسؤولون في تعليمه وتقع هذه المسؤولية بالدرجة
األولى على أبويه.
لقد كانت المطالبة بعقد اتفاقية دولية خاصة بحقوق الطفل ،أمرا ملحا دائما وبرزت الحجة
القائلة أنه ما دامت حقوق اإلنسان تتطلب مجموعة تشريعات دولية مترابطة ومتكاملة
14إعالن حقوق الطفل ،اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة 136المؤرخ في 20نونبر 1959
15محمد شريف بسيوني ،الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان المجلد األول الوثائق العالمية دار الشروق القاهرة ،الطبعة األولى [2003 ]8
ص869
يعترف بها عالميا وتصدر بها اتفاقيات محددة وملزمة ،فإن الدفاع عن حقوق الطفل يجب
16
أن يعتمد أيضا على مجموعة قوانين دولية ملزمة ومعترف بها .
وجاء اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة في 20نونبر 1989لالتفاقية الدولية لحقوق
الطفل ،بموجب قرار رقم ،25.44هذا الحدث جاء بعد ثالثين سنة على اعتماد الجمعية
17
العامة لألمم المتحدة إلعالن حقوق الطفل ليشكل نقطة تحول في مجال حماية الطفولة.
وقد أقرت االتفاقية مجموعة من المبادئ الرامية إلى ضمان وحماية حقوق الطفل بالشكل
الذى يحفظ كرامته وكينونته كطفل وتتمثل هذي المبادئ في ما يلي:
تثير مسألة مالءمة النصوص الوطنية مع االتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان عامة والطفل
بصفة خاصة جملة من التساؤالت بالنسبة للمتتبعين والمهتمين بمجال حقوق اإلنسان؛
خصوصا في ما يتعلق بقضية توافق االتفاقيات الدولية مع الخصوصية المغربية ،المتمثلة
في الثوابت الوطنية والدينية والسيادية والمنصوص عليها في الدستور وهو ما دفع المغرب
إلى التحفظ على بعض بنود االتفاقيات الدولية ،فمعالجتنا لهذه المسألة ما هو إال وسيلة
إليضاح مظاهر عالمية حقوق الطفل في التشريع المغربي ،باعتبار أن العمل على اتخاذ
اإلجراءات الالزمة ،لمالءمة القوانين الوطنية مع االتفاقيات الدولية لحقوق الطفل ،يقتضى
تحديد اآلليات والمساطر المعتمدة في هذا المجال ،فحقوق الطفل الواردة في النصوص
- 16نجوى علي عتيقة ،حقوق الطفل في القانون الدولي ،دار المستقبل العربي ،القاهرة1995 ،ص 96
17
ADAM LOPATKA, « la convention relative aux- [22] droits de l’enfant », Revue international de droit .pénal, N°
3 et 4, 1991, p 765
الوطنية ،تأخذ بمبدأ عالمية حقوق الطفل ،بمعنى أن المغرب وبمجرد مصادقته على
االتفاقيات الدولية فإنه يصبح ملزما بإدراج تلك االتفاقيات في قانونه الداخلي ،وهو ما
يتجلى بسن نصوص قانونية دستورية وتشريعية وتنظيمية إلعمال المقتضيات التي
تتضمنها االتفاقيات الدولية ذات الصلة لتالفي الفراغ التشريعي الذي يمكن أن يعيق
تطبيقها ،ثم كذلك عن طريق إدخال تعديالت وإصالحات على مستوى الترسانة القانونية
الوطنية ،حتى تكون متالئمة مع األحكام الدولية ،ذلك لكون أن مالءمة النصوص الوطنية
مع االتفاقيات الدولية يعتبر آلية من آليات الدولة لتضمين حقوق الطفل على المستوى
الوطني ،وفي هذا الصدد أحدث المغرب بموجب المنشور رقم 39.98المؤرخ في 10
شتنبر 1998لجنة وزارية لمالءمة القانون المغربي مع االتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان
بصفة عامة ،ومن بينها اتفاقيات حقوق الطفل ،ويعتبر نشر االتفاقية بالجريدة الرسمية أداة
مهمة للتعريف بها تترتب عنه أثار قانونية .
وعلى غرار ذلك تعكس مالءمة التشريع الوطني مع االتفاقيات الدولية األهمية البارزة فى
إقرار حقوق الطفل ،كما هي مقررة في االتفاقيات الدولية لحقوق الطفل في القوانين
الوطنية.
وعليه تشكل تقنية المالءمة ،مدخال أساسيا للحد من التباعد المرجعي والقانوني ،بين
التشريعين الداخلي والدولي في مجال تبني الفلسفة العامة لحقوق اإلنسان ،فالمهمة الكبرى
للمالءمة هي مواكبة الحراك الحقوقي الذي تكرسه المواثيق الدولية لحقوق االنسان ،لكون
معطى حقوق اإلنسان عامة والطفل خاصة ،غدا إحدى أولويات ومرتكزات السياسة
الحقوقية الحكومية لترسيخ حقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها عالميا ،واستكمال
االنخراط في المنظومة الحقوقية الدولية ومالءمة القوانين الوطنية مع االتفاقيات الدولية
وإعداد التقارير الدورية إلعمال هذه االتفاقيات.
ومنه ونظرا لألهمية التي تحظى بها االتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الطفل ،فإن واقع
الطفولة بالمغرب يحتاج إلى مزيد من العمل لتعزيز حماية حقوق هاته الفئة داخل المجتمع،
على اعتبار أن االقرار الدستوري واالعتراف بعالمية حقوق اإلنسان في الوثيقة الدستورية
وإن كانت له أهمية كبيرة في ايجاد صيغة قانونية كفيلة بإعطاء ضمانات لحقوق الطفل،
فإن هذا يظل غير كافي ما لم تتبلور هذه الجهود على مستوى الممارسة العملية من خالل
وضع مخططات واستراتيجيات كفيلة لتعزيز حقوق الطفل في المغرب.
المبحث الثاني مظاهر الحماية القانونية لحقوق الطفل
وتتجلى هذه الحماية في تمتع الطفل بحقوقه الشخصية والمادية واالجتماعية ،والتي يكون مصnnدرها عالقته بnnأفراد أسnnرته أو بغnnيرهم
من األفnnراد ،وقد سnnعى التشnnريع المغnnربي من خالل هnnذه الحقnnوق وعلى غnnرار االتفاقيnnات الدولية الخاصة بحقnnوق الطفل الى تحقيق
المصnnلحة الفضnnلى للطفnnل ،وقد تم التنصnnيص عليها في العديد من القnnوانين المختلفة منها مدونة األسnnرة ،القnnانون المتعلق باألطفnnال
المهملين قانون الجنسية ،وقانون الحالة المدنية ،قانون االلتزامات والعقود ،قانون الشغل.
المطلب األول الحماية المدنية والجنائية للطفل في التشريع المغربي
سوف نتطرق في الفقرة االول للحماية المدنية للطفل في التشريع المغربي على ان نتطرق في الفقرة الثانية السلطات الثالث ودورهnnا
في حماية حقوق الطفل
الفقرة األول الحماية المدنية للطفل في التشريع المغربي
وهي تلك الحقوق التي تتعلق بالشخص في ذاته وكينونته ،مثل نسبه وإثبات ميالده وجنسيته ويمكن تناولها من خالل مقتضيات مدونة
األسرة المطلب (أوال) وبعض القوانين الخاصة (ثانيا).
لقد عمل المشرع المغربي جاهدا كي ال تضيع األنساب لما لها من أهمية في تقرير العديد من الحقnnوق األخnnرى للطفnnل ،هnذه الحقnوق
التي تختلف حسب ما إذا كانت البنوة شرعية أم غير شرعية ،ففي البنوة الشnرعية يتبnع الولnد أبnاه في الnnدين والنسnnب ،وينبnني عليهnnا
الميراث كما تنتج عنها موائع الزواج ويترتب عليهnnا حقnوق وواجبnnات أبويnnة ،هnnذا فيمnnا يخص البنnوة بالنسnبة لألب ،أمnnا األم فnnالبنوة
عندها
وفي هذا االطار تنص المادة 3من اتفاقية حقnوق الطفnل " :في جميnع االجnراءات الnتي تتعلnق باألطفnال سnواء قnnامت بهnا مؤسسnات
الرعاية االجتماعية العامة أو الخاصة أو المحاكم أو السلطات االدارية أو الهيئات أنها سمحت لقاضnnي األسnnرة المكلnnف بnnالزواج بnnأن
يأذن بالزواج لمن هو دون السن وذلك بعد إدالء النيابة العامة بملتمساتها الشفوية أو مستنتجاتها الكتابية 3 .المنتقى من عمnnل القضnnاء
18
في تطبيق مدونة األسرة الجزء األول العدد 17فبراير 2009م - 31المادة 144من مدونة األسرة.
التشريعية ،بولى االعتبار لمصالح الطفل الفضلي ونفس الشيء تناولته المواد..403721 20.9 :
تستوي سواء كانت ناتجة عن عالقة شرعية أو غير شرعية .وهذا ما أكده المجلس األعلى من خالل القnnرار اآلتي .... :لكن حيث إن
البنوة بالنسبة لألم تثبث عن طريق واقعة الوالدة بغض النظnnر عن شnnرعيتها من عnnدمها .....والمشnnرع المغnnربي يعتمnnد فيمnnا يخص
النسب على شرعية األسرة والبنوة ،ويستبعد األسرة الطبيعية واألسرة بالنبوة ،فهو ال يعترف بنسب الولد إلى أبيnnه إال إذا جnnاء نتيجnnة
لفراش شرعي مع أمه بالشروط المحددة في مدونة األسرة.
والنسب حسب المادة 150من مدونة األسرة" :هو لحمة شرعية بين األب وولده تنتقل من السلف إلى "الخلف" .ولحماية حق الطفnnل
في ثبوت نسبه وضعت مدونة األسرة قواعnد محnددة لnذلك ،حيث نصnت في المnادة 152على أسnباب الحوقnه والمتمثلnة في الفnراش
واالقرار والشبهة .كما بينت وسائل إثباته ،حيث نصت المادة 158من مدونة االسرة على 74يثبت النسب بالفراش أو بnnإقرار األب
أو بشهادة العدلين أو ببينة السماع ،وبكل الوسائل األخرى المقررة شرعا بما في ذلك الخبرة القضائية .فقاعدة الولد للفراش تعnnد أحnnد
األصول المقررة في الشريعة اإلسالمية وهي مرجع ثبوت النسب الشرعي ،وال يعتبر هذا الفراش حجة قاطعة على ثبوت النسnnب إال
باستجماع الشروط المقررة في المادة 154.وهذا مnnا أكnnده القضnnاء من خالل الحكم األتي :وحيث إنnnه بnnاطالع المحكمnnة على وثnnائق
الملف من بينها نسخة عقد زواج ورسم الوالدة تبين لها أن المدعى عليه عقد على المدعية بتاريخ ،1997/07/08وأن الوالدة تمت
بتاريخ 1998/01/30وبإقرار من المدعي.
-2الحق في الحضانة
الحضانة هي القيام على تربية الطفل الذي ال يستقل بأمره ،برعاية شؤونه من تدبير طعامه وملبسه ونومه ونظافته ووقايته مما يهلكه
أو يضره .وهو ما عبرت عنه المدونة في المادة 163بقولها "الحضانة حفظ الولد مما قد يضnnره والقيnnام بتربيتnnه ومصnnالحه وتعتnnبر
الحضانة من واجبات الزوجين معا أثناء قيام العالقة الزوجية،
ومن حق أحد األبوين أو غيرهما حسب األحوال حالة انفصام العالقة الزوجية .وألهمية الحضانة وأثرها على تربية الطفل ورعايته،
فقد أكد المشرع على اإلشراف الفعلي للقضاء على حسن تطبيق أحكامها وذلك لضمان مصلحة الطفل ،وفي هnnذا الصnnدد نnnورد الحكم
اآلتي" :وحيث ...حتى إن صح توفر السيد على هذا السكن ،فهو بعيد عن مدينة مكناس ،حيث تقيم الحاضنة ويدرس األبناء ،وهو مnnا
قد يؤثر سلبا على دراسة هؤالء األبناء الذين يدرسون بمدارس خصوصية بمكناس ،علما أن مصلحتهم كمnnا سnnبقت اإلشnارة إلى ذلnك
أعاله تعلو أي مصلحة أخرى ،إضافة إلى المعاناة اليومية التي قد تلحق بالحاضnnنة والمحضnnونين من جnnراء الnnذهاب من مكنnnاس إلى
19
الدخيسة والعكس ،لذلك ال محل لما أثاره السيد ....بهذا الخصوص.
واعتبارا لمصلحة الطفل فقد تركت للقضاء صالحية إسناد الحضانة إلى من تتnnوفر فيnnه الشnnروط الضnnرورية لممارسnnتها ،خاصnnة في
غياب األبوين وكذا صالحية إسقاطها وهو ما نصت عليه م 185كمnnا جnnاء في الحكم اآلتي نصnnه :وحيث يهnnدف المnnدعي إلى الحكم
بإسقاط حضانة المدعي عليها .وحيث إنه بالرجوع إلى نازلة الحال فإن المدعى عليها اعترفت على ان سnnفرها خnnارج أرض الnnوطن
هو بصفة منفردة وعرضnnية ....وحيث ثبت للمحكمnnة بصnnفة جليnnة ...أن المnnدعى عليهnnا تقيم خnnارج الnnتراب الوطnnني مnnدة تزيnnد عن
السنة....
18ا وفي هذا االطار تنص المادة 3من اتفاقية حقوق الطفل " :في جميع االجراءات التي تتعلق باألطفال سواء قامت بها مؤسسات الرعاية
االجتماعية العامة أو الخاصة أو المحاكم أو السلطات االدارية أو الهيئات التشريعية ،بولى االعتبار المصالح الطفل الفضلي ...ونفس الشيء
تناولته المواد ...40372120 9 :أنها سمحت لقاضي األسرة المكلف بالزواج بأن يأذن بالزواج لمن هو دون السن وذلك بعد إدالء المادة 144
من مدونة األسرة .غير
النيابة العامة بملتمساتها الشفوية أو مستنتجاتها الكتابية .المنتقى من عمل القضاء في تطبيق مدونة األسرة الجزء األول العدد 17فبراير 2009
ص 31
19أشار جاللة الملك في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية المنعقدة بتاريخ 2003-10 10إلى أهمية الحضانة حيث قال حفظه هللا :لقد
توخينا في توجبهاتنا السامية لهذه اللجنة وفي إبداء نظرنا في مشروع مدونة األسرة اعتماد اإلصالحات الجوهرية التالية ...الحفاظ على حقوق
الطفل وإدراج مقتضيات االتفاقية الدولية التي صادق عليها المغرب ،وهذا مع اعتبار مصلحة الطفل في الحضانة من خالل تحويلها لألم ثم لألب
ثم ألم األم ،فإن تعذر ذلك فإن للقاضي أن يقرر إسناد الحضانة ألحد األقارب األكثر أهمية ....مصطفى شابي :احكام األسرة في االسالم دراسة
مقارنة دار النهضة العربية بيروت 1977من .739عبد المجيد العزوزي الحضانة وحق المحضون من خالل التطبيق العلمي لمقتضيات مدونة
األسرة :قضايا األسرة من خالل اجتهادات المجلس األعلى الندوة الجهوية الثانية مكناس -مارس 2007ص 318حكم رقم 2102عن ابتدائية
مكناس الصادر بتاريخ 2008/06/24
وحيث إن الطفل ال يتجاوز 5سنوات يعيش تحت كنف وحضانة جدته من األم السيدة ....وليس بالملف ما يفيد أن سفر المدعى عليها
إلى الخارج هو بصفة عرضية وبذلك تكون الحضانة قد انتقلت من المnnدعى عليهnnا إلى والnnدتها جnnدة الطفnnل المحضnnون الشnnيء الnnذي
يتنافى ومقتضيات المادة 171من مدونة األسnnرة والnnتي تنص على أن الحضnnانة تكnnون لألم تم لألب ثم أم األم" .كمnnا تnnرك المشnnرع
تنظيم الزيارات في حالة الطالق لتقدير القاضي يقررها وفق ما تقتضيه مصلحة الطفل الفضلى ،وهذا ما ورد في العديnnد من األحكnnام
منها الحكم اآلتي :وحيث إن حق صلة الرحم هو حق طبيعي وشرعي تقره جميع الشرائع...
وحيث إن حق األب في زيارة ابنته حق طبيعي شرعي 2
-3حق الطفل في النفقة
النفقة هي ما أوجبه هللا تعالى على الرجل لزوجته وأوالده وأبويه من شرابهم وكسوتهم وغيرهnا من المتطلبnات فالنفقnة تجب للزوجnة
واألبناء .ال يخفى على أحد أن المصلحة الفضلى للطفل ترتبnnط بمسnnؤولية األبnnاء والمهnnات ،سnnواء فيمnا يخص الرعايnnة أو التربيnnة أو
الحماية المادية أو المعنوية لألطفال.
فتوفير مستوى معيشي مالئم لنمو الطفل البدني والصحي والروحي هو
مسؤولية الجميع .فالوالدان حسب مقتضبات المادة 27من اتفاقية حقوق الطفل لسنة 1989يتحمالن المسؤولية األساسية وفي حnnدود
إمكانياتهما المالية ،بتأمين المعيشة الالزمة لنمو الطفل ،كما أن الدولة تتحمل جزءا من هذه المسnnؤولية والمتمثلnnة في تقnnديم المسnnاعدة
المادية حسب الفقرة 3و 4من المادة 27من إتفاقية حقوق الطفل لسنة 1989.
وباستقراء مواد مدونة األسرة في البnnاب الثnالث المتعلnق بالنفقnnة ،نجnدها أولت العنايnnة الالزمnnة لتوفnnير مسnnتوى معيشnي مالئم للطفnل
مراعية مصلحته الفضلي ،فالمادة 187حددت أسباب وجوب النفقة وعناصرها ،وتطرقت المادة 190إلى سلطة القاضnnي التقديريnnة
في تحديدها وهذا ما أكده القضاء من خالل الحكم اآلتي 2 :
وحيث إن عالقة البنوة ثابتة بموجب األحكام السابقة المدلى بها وحيث إن من أسباب النفقة على الغير القرابة وأن األب ملزم باالنفاق
على أوالده وجوب الصغار والعاجزين عن الكسب وتستمر الى حين بلوغهم سن الرشد أو إتمام الخامسة والعشرين بالنسبة لمن يتابع
دراسته وفي كل األحوال ال تسقط نفقة البنت إال بتوفرها على الكسب أو بوجوب نفقتها على زوجهnnا ويحكم بنفقتnnة األبنnnاء من تnnاريخ
التوقف على األداء.
ثانيا :حقوق الطفل وفق قوانين خاصة
سبقت اإلشارة إلى أن مدونة األسرة أولت العناية الالزمة للطفل وحقوقه ،وذلك بالنص على عدد من الحقوق الشخصية من بينها حقه
في الهوية بما في ذلك جنسيته إسمه ،وبما أن هذين الحقين تنظمهما قوانين خاصة ،فقد ارتأينا التطرق إليهمnnا من خالل هnnذه القnnوانين
في أوال وثانيا ،وكما هو معلوم فهناك فئات من األطفال يواجهون وضعيات صعبة خصص لهم المشرع قانونnnا خاصnnا بهم وهnnذا مnnا
سنتطرق له في ثالثا.
كما تنص المادة 9من اإلتفاقية الخاصة بالقضاء على كnnل أشnnكال التميnnيز ضnnد المnnرأة على أن تمنح الnnدول األطnnراف للمnnرأة حقوقnnا
مساوية لحقوق الرجل فيما يخص الجنسية بما فيها حقها في منح جنسيتها ألطفالها .وبعد ما كان المغرب قد تحفظ بشnnأن هnnذه المnnادة،
إال أنه سرعان ما تراجع عن ذلك بمقتضى قانون رقم 62 06الصادر بتاريخ 23مارس 2007
المعدل لقانون الجنسية لسنة ، 1958حيث قضى في فصله السادس بأنه بإمكان األم المغربية والمتزوجة من أجنبي أن تسند جنسnيتها
المغربية إلى ولدها" .والجنسية حسب أحد التعاريف هي اإلنتماء القانوني لشخص معين اتجnاه الشnعب المكnون الدولnة معينnة .وعليnه
تعتبر الجنسية حقا من الحقوق التي يتعين على الدولة أن تكفلتها ،وذلك حماية لحق الطفل في اإلعتراف بشخصيته القانونية
وما يهمنا هنا هو الجنسية التي تثبت للشnخص منnذ والدتnه والnتي تتحقnق بnالنظر إلى إحnدى الرابطnتين الرابطnة الدمويnة أو الرابطnة
الترابية أو اإلقليمية وهي رابطة ال تعنينا على خالف الرابطة الدموية .فهذه األخيرة حسب التشريع المغربي قبnnل تعديلnnه كnnانت تأخnnذ
برابطة الدم من جهة األب كأصل وال تأخذ برابطة الدم من جهة األم إال اسnnتثناء .إال أن هnذا الوضnع لم يعnnد قائمnnا وأصnnبح متجnnاوزا
بموجب المادة السادسة من القانون رقم 62 06والذي خول للمرأة حق إسناد
جنسيتها ألبنائها .فقد حرص المشرع المغربي على التأكيد على حق الnnدم في نقnnل الجنسnnية لألبنnnاء سnnواء من جهnnة األب أو من جهnnة
األم ،فالولد المنحدر من أب مغربي يعتبر مغربيا بناء على رابطة النسب ،والتي تجمعه بأبيه وتثبت له الجنسية األصلية
المغربية بقوة القانون .أما الولد المنحدر من أم مغربية ،فله الحق في الحصول على الجنسية المغربية وذلك بناء على رابطnnة النسnnب
أيضا .وما اهتمام المشرع المغربي بهذا الحق ،والتنصيص على هذا المستجد ،إال رغبة منه في مواكبة التطورات التي يشهدها العالم
20
وكذا مراعاة مصلحة الطفل .كما هي متعارف عليها دوليا.
نص الميثاق العالمي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في الفقرة الثانية من المادة 24على حق االنسnnان في اسnnم وجnnاءت اإلتفاقيnnة
الدولية لحقوق الطفل لتعالج هذا الموضوع ،وذلك بأن وضعت على الدولة واجب الحماية األساسية لهوية الطفل (جنسnnية ،اسnم) وهي
حقوق ال يمكن للدولة أن تمسها مهما كانت الظروف.
يثبت الحق في االسم للشخص حال والدته ،إذ أنه الوسيلة التي تمكن الطفل من تمييز ذاته وتعيين شخصيته وتالفي الخلnnط بينnnه وبين
غيره في هذا المجال.
ووعيا من المشرع بأهمية هذا الحق ،فقد عمل على تنظيمه بمقتضى قانون الحالnnة المدنيnnة ،بحيث جعnnل التصnnريح بnnوالدة الطفnnل في
سجالت الحاالت اريتيني على هذا األمر أنه ال يتعد بالنسب غير الشرعي أو مnnا يسnمى بnnالبنوة الطبيعيnة بالنسnبة لألب تطبيقnا للمnnادة
148من مدونة األسرة.
وفيما يخص طلبات الحصول على شهادة الجنسية المغربية بناء على رابطة البنوة لجهة األم فقnnد منحت النيابnnة العامnnة لnnدى المحكمnnة
االبتدائية بمكنnnاس 310شnnهادة خالل سnnنة 2010و 102شnnهادة خالل الفnnترة الممتnnدة من 1ينnnاير 2011إلى أواخnnر شnnهر مnnاي
2011
في هذا االطار ينسب الولد إلى األم سواء كانت ولدا شرعيا أو غير شرعي
المدنية ،الزاميا وإجباريا ،ذلك أن تسجيله من شأنه أن يثبت والدته زمانnnا ومكانnnا ،وكnnذا بnnاقي البيانnnات األخnnرى المتعلقnnة بnnه بشnnكل
حقيقي ،الشيء الذي يضمن له إثبات وجوده القانوني وحفظ حقوقه كلهnnا من نسnnب ونفقnة وإرث وحضnnانة ....منnذ والدتnه ،فالمشnرع
المغربي نص على إلزامية التصريح بالوالدة داخل أجل 30يوما ابتداء من تاريخ وقوعها لذى ضابط الحالة المدنية المختص ،فكيف
يتم هذا التصريح؟
إن التصريح بالوالدة قد يكون مباشرا ،وقد يكون عن طريق استصدار حكم قضائي
-1فالتصريح المباشر هو التصريح الذي يقع داخل األجnnل القnnانوني من طnnرف األشnnخاص المnnؤهلين لnnذلك قانونnnا ،ولمعرفnnة هnnؤالء
األشخاص البد من التمييز بين الحاالت اآلتية:
- 20محمد األطرش أحكام قانون الجنسية المغربية دراسة في الجوانب النظرية والعملية وفق آلخر التعديالت الطبعة األولى 2009الدار
البيضاء ص من 86إلى BATIFOL ET LAG ARDE (PAUL) Droit international privé tom 1.7ême édition. L. G. D.j- 2 92
.Paris 1981 N° 59 et Sحالة عدم وجود األب أو كونه مجهول الجنسية أو فاقدها.
أ حالة الطفل الشرعي فاألصل أن يتولى األب الشرعي للمولود أو األم التصريح بوالدته ،وفي حالة تعnnذر قيnnامهم بnnذلك ينتقnnل حينئnnذ
واجب التصريح إلى وصي األب ثم األخ من بعده ثم ابن األخ ،ويقnnدم الشnnقيق على األخ ألب ،ويقnnدم هnnذا األخnnير على األخ ألم كمnnا
يقدم األكبر سنا على من هو أصغر منه.
ب -حالة الطفل المجهول األب :تتكلف أمه بواجب التصريح به أو من يقوم مقامها من نائب عنها أو وصيها ....
-3حضانة األطفال المهملين .
وهي لقد عرف المجتمع المغربي ظاهرة تتعلnnق بفئnnة عريضnnة من | ظnnاهرة األطفnnال المهملين ،الnnتي تتسnnع دائرتهnnا كnnل يnnوم ،وهي
مرتبطة بعدة ظواهر اجتماعية سلبية مثل الطالق والتفكnnك األسnnري والزنnnا واألمهnnات العازبnnات ،ومن أسnnباب هnnذه الظnnاهرة انتشnnار
السياحة الجنسية والدعارة في صفوف القاصرات والتي
تفشت بشكل كبير .والطفل المهمل حسب المادة 1من قانون رقم 15 01.هnnو" :الطفnnل من كال الجنسnnين الnnذي لم يبلnnغ سnnنة ثمnnان
عشرة سنة شمسية كاملة إذا وجد في إحدى الحاالت التالية :ع ذا ولد من أبnوين مجهnولين أو ولnد من أب مجهnول وأم معلومnة تخلت
للعيش .ذا كان أبواه منحرفين وال يقومان بواجبهما في رعايته وتوجيهه من أجل اكتساب سnnلوك حسnnن ،كمnnا في حالnnة سnnقوط الnnوالة
الشرعية .أو كان أحد أبويه الذي يتولى رعايته منحرفا وال يقوم بواجبه المذكور عنه بمحض إرادتها .ذا كان يتيما أو عجز أبواه عن
رعايته وليست له وسائل مشروعة
ونظيف في هذا االطار مكفولي األمة وهم فئة من األطفال تتكفل بهم الدولة طبقا لقانون رقم 3397
الصادر في 2شتنبر .1999
فبمجرد علم السيد وكيل الملك بوجود طفل مهمل في دائرة نفوذه ،تتحقق فيه أحد الشnnروط الnnواردة في المnnادة ،يوجnnه طلبnnا بواسnnطة
مقال إلى رئيس المحكمة اإلبتدائية -قسم قضاء األسرة يلتمس فيه التصnnريح بإهمnnال الطفnnل .وتلnnزم المnnادة 5من هnnذا القnnانون وكيnnل
الملك القيام بكل اإلجراءات قصد تسجيل الطفل المهمل بالحالة المدنية .كما تنص المnnادة 8على أن وكيnnل الملnnك يقnnوم بإيnnداع الطفnnل
المهمل بإحدى المؤسسnnات المهتمnة بالطفولnnة ،أو لnدى أسnرة مسnnلمة أو امnرأة مسnلمة تnرغب في كفالnnة طفnل مهمnnل .تقnوم المحكمnnة
اإلبتدائية ببحث تصرح على إثره يكون الطفل مهمال .ليترتب عن صnدور هnذا التصnريح وضnnعا جديnدا بالنسnبة للطفnل الnذي يصnبح
21
طفال
والكفالة حسب المادة 2من قانون : 15/01هو التزام الشخص الكافل برعاية المتكفل به وحفظه والسnnهر على تربيتnnه ،والنفقnnة عليnnه
كما يفعل األب مع ابنه دون أن يصل األمر إلى ثبوت النسب أو اإلرث .وعليه فكفالة الطفل المهمnnل تعتnnبر حقnnا من الحقnnوق المطلقnnة
للطفل المهمل ينفرد بها دون أن يقابلها أي التزام من جانبه ،ألن رعايته وتربيته وحمايتnnه والنفقnnة عليnnه تعتnnبر بالنسnnبة لnnه حقnnا بغnnير
مقابل أو التزام .ويعهد للقاضي المكلف بشؤون القاصرين بمقر إقامnnة الطفnل المهمnل صnالحية البث في طلب الكفالnة المقnدم لnه بنnاء
على مقال الكافل ،ليقوم بعد ذلك بجمع المعلومات والمعطيات المتعلقة بالظروف التي ستتم فيها كفالة الطفل المهمل ،عن طريق بحث
خاص يجريه بواسطة لجنة ،ليصدر في األخير أمرا بإسناد الكفالة إلى من توفرت فيه الشnnروط المتطلبnnة قانونnnا .لقnnد أعطى المشnnرع
المغربي أهمية لرأي الطفل في موضوع كفالته ،ذلك أنه أقر إمكانية استشارة الطفnnل الnnذي يتجnnاوز سnnنه 12سnnنة ،باسnnتثناء إذا كnnان
الراغب في الكفالة مؤسسة عمومية ،وهذا المقتضى يساير ما جاء في اإلتفاقية الخاصة بحقnnوق الطفnnل والnnتي تنص على حnnق الطفnnل
22
في التعبير عن رأيه.
الفقرة الثانية الحماية الجنائية للطفل في التشريع المغربي
أوال الحماية الموضوعية لحقوق الطفل.
رغم اختالف التعريفات التي أعطيت للقانون الجنائي من حيث المبnnني نجnnدها جميعnnا تنفnnق من حيث المعnnنى ،وعليnnه يمكن القnnول أن
القانون الجنائي هو مجموع القواعد والنصوص القانونية التي تحدد الئحة األفعال التي تمس سالمة المجتمع واستقراره وتعتبر جرائم
21عبد المالك زعزاع :قانون كفالة األطفال المهملين التطبيقات والصعوبات ،مجلة المقال ،العدد 2010 2من 39
2-ونظيف في هذا االطار مكفولي األمة وهم فئة من األطفال تتكفل بهم الدولة طبقا لقانون رقم 3397
إن الحق في الحياة حق مقدس ال يجوز ألحد انتهاكه باعتباره أساس وجود اإلنسان وبقائه وقد اعnnترفت بnnه جميnnع الnnديانات السnnماوية
قبل أن تقوم االتفاقيات الدولية بتكريسه داعية دول العالم إلى حمايته من خالل قوانينهnnا الداخليnnة :ذلnnك أنnnه حnnق طnnبيعي وأي عnnدوان
عليه يعد انتهاكا سافرا ألكثر الحقوق اإلنسانية قدسية على اإلطالق وألنه ال يمكن لإلنسnان الراشnnد أن يسnتمتع بحقnه في الحيnnاة وهnو
معرض للخطر أو مهدد به ويعاني من العنف وسوء المعاملnnة ،فبnnاألحرى الطفnل الصnnغير الnnذي ال حnnول لnnه وال قnnوة ،لnnذلك نجnnد أن
اإلعالنات العالمية واالتفاقيات الدولية أولت لحق الطفل في الحماية من العنف بجميع أنواعه وسوء المعاملة نفس العناية الnnتي أوالهnnا
لحق الطفل في الحياة.
لذلك سوف نقوم بالتقسيم التالي تجريم اإلجهاض والقتل 1تم الحماية الجنائية للطفل من العنف 2
أ -تجريم اإلجهاض والقتل.
لقد كان المغرب سباقا إلى المصادقة على العديد من االتفاقيات التي تهتم بحقnnوق اإلنسnnان عامnnة وحقnوق الطفnnل خاصnnة وعلى رأس
هذه الحقوق يتربع الحق في الحياة ،ذلك أن المادة 6من االتفاقيات الدولية لحقوق الطفnل تحث الnnدول األطnnراف على االعnnتراف بnnأن
لكل طفل حقا أصيال في الحياة وتنص الفقرة األولى من السادسة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيnnة والسياسnnية على أن الحnnق
في الحياة مالزم لكل إنسان ،وعلى القانون أن يحمي هذا الحق وال يجوز حرمان أحد من حياته تعسفا".
تنص المادة 3من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان علما أنه لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي األمان .
أما الفقرة الخامسة من نفس المادة فهي تحرم تطبيق عقوبة اإلعدام بالنسبة للجرائم الnnتي يرتكبهnnا أشnnخاص تقnnل أعمnnارهم عن ثمانيnnة
عشر سنة ونفس الشيء يطبق على المرأة الحامل :وفي هذا أشد الحرص على حياة الطفل .وبالرجوع إلى القnnانون الجنnnائي المغnnربي
نجده قد أحاط حياة الطفل بعناية فائقة حتى وهو جنين من خالل إدراجnnه نصوصnnا تجnnرم اإلجهnnاض وتعnnاقب كnnل من يقnnوم على هnnذا
الفعل أو يحاول إتيانه سواء كانت المرأة الحامل نفسها أو أحد من الغير وكيفما كانت الوسيلة .اإلجهnnاض من خالل الفصnnل 455من
القانون الجنائي حتى ولو لم يؤد ذلك إلى بل وإضافة إلى ذلك فقد عاقب القانون الجنائي المساعدة والتحريض على
النتيجة المتوخاة.
ب -الحماية الجنائية للطفل من أشكال العنف وااليذاء
يعرف ريتشارد نارندروف العنف بقوله " :أصل كلمة العنف في علم االيتيمولوجيا وهو مصطلح يشير إلى إساءة استعمال القnnوة أو
التعسف في استخدامها ومهاجمة ما كفل له القانون الحماية".
والطفل نظرا لخصوصيته التي تجعل منه إنسnانا ضnعيفا غnير قnادر على حمايnة نفسnه يكnون معرضnا لكnل أشnكال العنnف سnواء في
الشارع أو في البيت أو المدرسة ...بشكل أكبر مقارنة مع غيره لذلك فهو يستحق حماية خاصة تضمن له بعض األمان في عالم قلما
يسلم فيه الضعفاء .لهذا نجد المnnادة 19من االتفاقيnnة الدوليnnة لحقnnوق الطفnل قnnد فرضnnت على الnnدول األطnnراف اتخnnاذ جميnnع التnnدابير
التشريعية واإلدارية واالجتماعية والتعليمية المالئمة لحماية الطفnnل من كافnnة اشnnكال العنnnف أو الضnnرر أو اإلسnnاءة البدنيnnة أو العقليnnة
واألعمال أو المعاملة المنطوية على إهمال وإساءة المعاملة أو االستغالل ...وهذه المادة ما هي إال تكريس لمnnا جnnاءت بnnه المnnادة 50
23
من اإلعالن
العالمي لحقوق اإلنسان التي تنص على أنه ال يجوز تعريض أي إنسان للتعذيب أو العقوبات أو المعاملة القاسnية أو الحاطnة بالكرامnة
نفس الشnnيء أراد المشnnرع المغnnربي ضnnمانه من خالل العديnnد من فصnnول القnnانون الجنnnائي حيث جnnرم وعnnاقب أغلب أشnnكال العنnnف
واإليذاء المعروفة والتي يمكن أن تمارس على الطفل وعمل على تشديد العقاب كلما كان الجاني من أصول الطفل المجني عليه أو له
سلطة عليه.
ففي حالة العنف البسيط نسبيا تتحول العقوبة المقررة في الفصل 408من القانون الجنائي من سنة إلى 3سnنوات لتصnبح من سnnنتين
إلى خمس سنوات ،وإذا نتج عن الضرب أو الجرح أو العنف مالزمة الفراش أو عجز عن العمل تتجnnاوز مدتnnه 20يومnnا تتضnnاعف
العقوبة لتصبح من أربع إلى 10سنوات إضnnافة إلى إمكانيnnة الحكم على مnرتكب الجريمnة بالحرمnnان من واحnد أو أكnثر من الحقnوق
المنصوص عليها في الفصل 40من ق.ج وبالمنع من اإلقامة من خمس إلى 10سنوات.
-2حماية الطفل من اإلهمال األسري
من الواضح أن سلوك الطفل في المستقبل يتحدد على أساس الطريقة التي تنظم بها األسرة أسلوب حياته ؛ فقnnد نصnnت المnnادة 16من
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أن األسرة هي الوحnnدة الطبيعيnnة األساسnnية للمجتمnnع" .ونصnnت المnnادة 18من االتفاقيnnة الدوليnnة
لحقوق الطفل أنه " على الدول األطراف أن تضمن االعتراف بمبدأ أن كال الوالnnدين يتحمالن مسnnؤوليات مشnnتركة عن تربيnnة الطفnnل
ونموه وتقع على عاتق الوالدين واألوصياء القانونيين حسب الحالة المسؤولية األولى عن تربية الطفل ونمnnوه وتكnnون مصnnالح الطفnnل
الفضلي موضع اهتمامهم األساسي" ويكون ذلك طبعا في حدود إمكانياتها المالية وقدراتهم .فالتنشئة السليمة للطفل هي مهمnnة األسnnرة
األساسية ويصعب على غير األبوين القيام بذلك .تماشيا مnع النصnوص الدوليnة السnnابقة حnرص المشnرع المغnربي على كفالnة تنشnئة
سوية للطفل ومن مظnاهر ذلnك تقريnره في الفصnل 33من القnانون الجنnائي على أنnه :إذا حكم على رجnل وزوجتnه ولnو عن جnرائم
مختلفة بالحبس لمدة تقل عن سنة وكانا غير معتقلين يوم صدور الحكم ،فإنهما ال ينفذان عقوبتهما في أن واحnnد إن همnnا اثبتnnا أن لهمnnا
محل إقامة معنيا وأن في كفالتهما وتحت رعايتها طفال دون الثامنة عشر ليس باإلمكان أن يقوم بكفالته على الوجه المرضي غيرهمnnا
من األشخاص أو المؤسسات العامة أو الخاصة ....
• معاقبة األب أو األم إذا ترك أحدهما بيت األسرة دون موجب قاهر لمدة
عاقب الزوج الذي يترك عمدا ألكثر من شهرين ودون موجب قاخر زوجته وهو يعلم أنها حاملة .تجريم اإلهمnnال المnnالي لألسnnرة من
خالل الفصل 480من ق .ج الذي يعاقب كل من صدر في حقه حكم نهائي بالنفقة وأمسك عمدا عن دفعها في موعnnدها المحnnدد ،لكن
إذا لم يتوفر عنصر العمد أو في حالة اإلعسار ال تكتمل عناصر هذه الجريمnnة و بهnnذا الخصnnوص جnnاء في قnnرار للمجلس األعلى مnnا
يلي" حيث إن القرار المطعون فيه لما أيد الحكم االبتدائي القاضي بإدانة الطاعن من اجل جنحة االمتنnnاع عن دفnnع النفقnnة اعتمnnد على
الحكم الشرعي الnnذي صnnدر ضnnد الطnnاعن وعلى اعترافnnه في حين أن هnnذا األخnnير جnnاء في جوابnnه عن الفعnnل المنسnnوب إليnnه حسnnب
تنصيصات القرار المطعون فيه أنه عاجز عن اداء المبلغ المحكوم به الفائدة مطلقته دون أن تعلل المحكمة العنصر العمدي في فصnnل
المتابعة.
ثانيا -الحماية اإلجرائية للطفل
ثانيا -الحماية اإلجرائية للطفل
جاء القانون الموضوعي بمجموعة من الفصول التي أراد من خاللها ضمان الحماية لألطفال ضnnد مختلnnف األخطnnار الnnتي تحnnدق بهم
وذلك تماشيا مع النصوص الدولية التي تؤكد على ضرورة تأمين الوقاية والرعاية الالزمة لألطفال من أجل بقائهم ونموهم.
23تنص المادة 3من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان علما أنه لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي
وعليه سنعمل في هذا المبحث على دراسnnة أهم مnnا جnnاء بnnه قnnانون المسnnطرة الجنائيnnة من مقتضnnيات حمائيnnة لألحnnداث الجnnانحين ( 1
منتقلين بعدها إلى مظاهر حماية األطفال ضحايا الجنايات والجنح واألطفال في وضعية صعبة (.)2
:1الحماية اإلجرائية للحدث الجانح
تعرف قواعد األمم المتحدة النموذجية الدنيا إلدارة شؤون قضاء األحداث
(قواعد بيكين) الحدث على أنه طفل أو شخص صغير يجوز بموجب النظم
القانونية ذات العالقة مسألته عن جرم بطريقة تختلف عن مسألة البالغ .وفي سنة 1953بالقnnاهرة عnnرف مكتب الشnnؤون االجتماعيnnة
التابع لألمم المتحدة الطفل أو الحدث المنحرف بأنnnه الشnnخص في حnnدود سnnن معينnnة يمثnnل أمnnام سnnلطة قضnnائية أو أيnnة سnnلطة أخnرى
مختصة بسبب ارتكابه جريمة جنائية ليتلقى
رعاية من شانها أن تيسر إعادة تكييفه االجتماعي .لم تحدد هذه القواعnnد الحnnدود العمريnnة للحnnدث وتnnركت ذلnnك للnnدول األعضnnاء بمnnا
يتماشى مع نظامها ومفاهيمها القانونية ،وإن كانت قواعد األمم المتحدة النموذجية الدنيا إلدارة شؤون قضاء األحداث تدعو الدول إلى
عدم تحديد سن المسؤولية الجنائية على نحو مفرط من االنخفاض مؤمنة بوجود اختالفات بين الدول في تحديد من المسؤولية الجنائية
ترجع إلى عدة عوامل منها ما هو ديني
وتاريخي وثقافي .....
وقد حدد المشرع المغربي سن الرشد الجنائي ببلوغ الشخص ثمانية عشر
سنة ميالدية كاملة وبمفهوم المخالفة يعتبر كل شخص لم يبلغ بعد هذا السن حدثا
له ،أحكام خاصة تميزه عن الرشداء .كما أقر المشرع المغربي مبدأ تدرج المسؤولية الجنائية باعتبار الحnnدث الnnذي لم يبلnnغ 12سnnنة
ميالدية منعدم التمييز وبالتالي غير مسؤول جنائيا أما الحدث
الذي تجاوز الثانية عشر إلى حين بلوغه ثمان عشر سنة اعتبره مسؤوال مسؤولية
ناقصة لعدم اكتمال تمييزه .وإن كان المشرع قد اعتبر الحدث دون سن الثانية عشnnر غnnير مسnnؤول جنائيnnا فهnnذا ال يعnnني أنnnه ال يمكن
محاكمته حتى ولو ارتكب فال يجرمه القانون ،لهذا سمح المشرع باتخاذ بعض التدابير في حقه هدفها الحماية والوقاية والتهذيب ومنع
إيداعه في السجن ،وفي هذا مسايرة للفصل 138من القانون الجنائي وهكذا يكون المشnnرع المغnnربي قnnد سnnاير النهج الnnدولي خاصnnة
البند 11من قواعد األمم المتحدة بشان حماية األحداث المحرومين من حريتهم والذي يعتبر الحدث هو كل شخص دون الثامنة عشnnر
24
من العمر والقانون يحدد السن التي ال يمكن تجريد الطفل من حريته قبل بلوغها».
: 2مظاهر حماية األطفال ضحايا الجنايات والجنح واألطفال في وضعية صعبة
24غالبا العلف الممارس داخل األسرة ال يخضع للمراقبة نظرا لطبيعته الخاصة والذي يعكس عقلية بعض اآلباء واألمهات واألقارب الذين
ينظرون إلى العقاب البدني كوسيلة ناحجة للتربية ،ناهيك عن العنف المعنوي الذي يتعرض له حل األطفال إن لن نقل كلهم كالسب والشتم والقذف
والذي بقدر ما هو متداول أصبح من ثقافة مجتمعنا رغم ما له من تأثير جد سلبي على نفسية الطفل يضاهي في بعض األحيان العنف الجسدي.
إن األطفال الضحايا واألطفال في وضعية صعبة يحتاجون بدورهم إلى عناية من نوع خاص ذلك أنهم جزء من المجتمع وهم أحوج
ما يكون إلى الحماية بالنظر إلى وضعيتهم وعليه سنتطرق لمظاهر هذه الحماية بالنسبة لألطفال ضحايا الجنايnnات والجنح في أ) على
أن تخصص (ب) لمظاهر الخماية التي خص بها المشرع األطفال في وضعية صعبة
ان مسعى المشرع في هذا الباب يعتبر مظهرا آخر من مظاهر تبنيه لمبادئ العدالة الجنائية في بعدها الحديث ،والذي لم يعnnد يتجاهnnل
ضحية األفعال اإلجرامية وإنما يعمل وبشكل متواز مع معاقبة الجاني على إعnnادة إصnnالح األضnnرار الnnتي ألحقهnnا بشخصnnية ضnnحيته
وهو التوجه الذي تزداد درجتnه أهميnة عنnدما يتعلnق األمnر بضnحية طفnل كمnا أبnررت ذلnك االتفاقيnات الدوليnة من خالل نصوصnها
الصريحة في هذا الصدد والتي نورد منها نص المادة 9من االتفاقية الدولية لحقوق الطفل والذي جnnاء فيnnه« :تتخnnذ الnnدول األطnnراف
كل التدابير المناسبة لتشجيع التأهيل المني والنفسي وإعادة االندماج االجتماعي للطفل الذي يقع ضnnحية أي شnnكل من أشnكال اإلهمnnال
ألو االستغالل أو اإلساءة للو التعذيب أو أي شكل آخر من أشكال المعاملة أو العقوبnة القاسnية أو الإلنسnانية أو المهنيnة أو المنازعnات
المسلحة ويجري هذا التأهيل وإعادة االندماج هذه في بيئة تعزز صحة الطفل واحترامه لذاته وكرامته.
وانطالقا مما سبق ،وفي سبيل معرفة موقف المشرع المغربي في هnذا البnnاب فإنnnه يتعين علينnا الرجnوع إلى أحكnام المnnادتين 510و
511من قانون المسطرة الجنائية والمندرجتين تحت القسم المعنون بإعماية األطفال ضحايا الجنح والجنايnnات واسnتقرا مضnnمونهما ؛
هكذا وبالرجوع إلى نص الفقرة األولى من المادة 510من قانون المسطرة الجنائيnnة؛ نجnدها قnد أعطت لكnل من قاضnي األحnداث أو
المستشار المكلف باألحداث حق إصدار أمر قضائي بإيداع كل حدث كان ضحية جناية أو جنحه لدى شخص جدير بالثقnة أو مؤسسnة
خصوصية أو جمعية ذات منفعة عامة تؤهله وذلك على نحو مؤقت إلى حين صدور حكم نهائي بشأن الجريمة المرتكبة ضد الحدث.
ب -مظاهر حماية الطفل في وضعية صعبة
جاء في ديباج االتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة 1989إقرار صريح بأن ثمة في جميع بلدان العالم أطفاال يعيشnnون ظروفnnا صnnعبة
للغاية مما يستدعي
تخصيصهم برعاية كافية .وأمام هذا االهتمام الدولي بحماية ورعاية األطفال في وضعية صعبة .ومواكبة منه لالتفاقيات التي صnnادق
عليها وخاص االتفاقية الدولية لحقوق الطفل جاعت التفاتة المشرع المغربية لهذه الفئة من األطفال بشnnكل واضnnح من خالل نصnnوص
قانون المسطرة الجنائية ساعيا بذلك إلى شملهم بأكبر قدر من الرعاية والحماية ،إال أنه وقبل الخوض في تحديد مظاهر هnnذه الحمايnnة
سنحاول أوال وضع تحديد لمفهوم الطفل في وضعية صعبة حسب المنظور الدولي وما جاء به قانون المسطرة الجنائية.
المطلب الثاني -اآلليات الحمائية لحقوق الطفل
الفقرة االولى -المؤسسة الملكية ودورها في حماية حقوق الطفل
تعتبر المؤسسة الملكية من بين اهم المؤسسات التي اعطت للطفل مكان خاصة النه هو الركيزة االساسية لبناء المجتمعnnات وتطورهnnا
في هذا السياق قام جاللة الملك محمد السادس سنه 2014بتوجيه رساله الى المشاركين في المنتدى العالمي لحقوق االنسان المنعقnnده
بمراكش التي جاء فيها تشكل مساله توفير الحمايه من كل اشكال انتهnnاك حقnوق األطفnnال انشnnغاال دائمnا لnnدينا وهnو مnا يجسnnده الnدعم
المستمر الذي تقدمه لعمل المرصد الوطني لحقوق الطفل كما شكلت الحمايnة الدسnتورية لالطفnال منعطفnا حاسnnما في مسلسnل تعزيnز
المنظومه الوطنيه للحمايه القانونيه للطفل كما شكل انضمام المغرب الى اهداف االلفيه للتنميه سnنه 2000منعطفnnا مهمnا في تحسnnين
المؤشرات المتعلقة بوضعية الطفولة على مجموعة من المستويات كما التزمت ميالدنا سnnنه 2015بتنفيnnذ اهnnداف التنميnnة المسnnتدامة
2030حيث اكد جاللة الملك محمد السادس في خطابه السnامي الموجnة للnدورة 70للجمعيnة العامnnة لالمم المتحnدة المنعقnدة في 30
شتنبر 2015على ان هذه الدوره تكتسnnي اهميnة خاصnnة لكونهnا ستشnnهد باالسnnاس المصnnادقة على خطnnة التنميnnة المسnnتدامة لمnnا بعnد
2015وهي مناسبة للتاكيد التزامنا الجماعي من اجل تحقيق االهداف النبيله التي يnnدعو إليهnnا الميثnnاق ميثnnاق منظوماتنnnا واالسnnتجابة
لتطلعات شعوب العالم وكان االعالن عن تاسيس برلمان الطفل بقرار من صnnاحب الجاللnnة الملnnك محمnnد السnnادس نصnnره هللا عنnnوان
للتأصيل وفضاء يعمل كمدرسة للتربية على المواطنة والديمقراطية والمشاركة الفعلية لألطفال وبذلك يأبى صاحب الجاللة حفظnnه هللا
اال ان يسير بهذا االنجاز الوطني الحضاري النبيل ليكون آلية اخnرى للnدفاع عن حقnوق الطفnل والنهnوض بهnا تحت الرئاسnة الفعليnة
لصاحبة السمو الملكي االميرة الجليله اللة مريم
وبفضل العناية الخاصة التي يوليها جاللة الملك محمد السادس حفظه هللا للنهوض بأوضاع الطفولة ،أصبحت هnnذه االتفاقيnnة مرجعيnnة
أساسية لمجموعة من السياسات والمخططات والبرامج الوطنيnة الخاصnة بالطفولnة .حيث مnا فnتئ جاللnة الملnك يشnير في خطبnه إلى
حقnnوق الطفnnل ،وقnnد تضnnمنت الرسnnالة الملكيnnة بمناسnnبة الnnدورة الثامنnnة لقمnnة منظمnnة المnnدن والحكومnnات المحليnnة المتحnnدة اإلفريقيnnة
«أفريسيتي» 24 ،نونبر 2018بمnراكش ،توجيهnات سnامية في هnذا اإلطnار؛ حيث قnال جاللتnه " فيجب أال تنحصnر جهnود حمايnة
األطفال في الحفاظ على سالمتهم الجسدية والمعنوية والنفسية ،بل ينبغي أن تقترن أيضا بتوفير الشروط الكفيلة بالنهوض بأوضnnاعهم
االقتصادية واالجتماعية والثقافيnة )...( .فهnذا التحnدي ،وإن كnان جسnيما بحمولتnه ،فهnو جnدير بnأن نخnوض غمnاره من أجnل كسnب
25
الرهانات المرتبطة به.
القانون رقم 19.12المتعلق بتحديد شروط الشغل والتشغيل المتعلقة بالعمال المنزليين ،الذي يمنع تشnغيل األطفnال أقnل من 18سnنة
في العمل المنزلي،
والقانون اإلطار رقم 97.13المتعلق بحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها ،الnnذي تضnnمن مقتضnnيات تهم حمايnnة
حقوق األطفال في وضعية إعاقة،
وإخراج القانون رقم 78.14المتعلق بالمجلس االستشاري لألسرة والطفولة ،باعتباره مؤسسnnة دسnnتورية سnnتتولى مهمnnة تnnأمين تتبnnع
وضعية األسرة والطفولة ،وإبداء آراء حول المخططات الوطنيnnة المتعلقnnة بهnnذه الميnnادين ،وإثnnراء النقnnاش العمnnومي حnnول السياسnnات
العمومية في مجال األسرة والطفولة ،وضمان تتبع وإنجاز البرامج الوطنية،
وأيضا إخراج القانون رقم 27.14المتعلق باإلتجار بالبشر ،الذي يشدد العقوبة في حال ارتكاب جريمة االتجار بالبشnnر ضnnد قاصnnر
دون 18سنة.
كما عرفت سنة 2018استصدار قوانين أخرى ال تقل أهمية مثل:
القانون رقم 65.15المتعلق بمؤسسات الرعاية االجتماعية ،الذي يهدف إلى إصالح وتعزيز هnnذه المؤسسnnات ،بمnnا فيهnnا المؤسسnnات
الخاصة باستقبال األطفال،
والقانون رقم 76.15المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني لحقوق اإلنسان ،الذي تضمن اآللية الوطنيnnة للطعن في انتهاكnnات حقnnوق
الطفل.
كما يشكل القانون اإلطار رقم 51-17المتعلق بمنظومة التربيnnة والتكnnوين والبحث العلمي ،والnnذي تمت المصnnادقة عليnnه في غشnnت
، 2019لحظة تاريخية هامة في تعزيز حقوق الطفل في مجال حساس وهو التعليم.
برامج ومخططات حكومية وعمل مؤسساتي
البرنامج الحكومي
ض من البرنامج الحكومي مجموعة من االلتزامات تهم مجال حماية الطفولة ،حيث جnnاء في المحnnور الرابnnع المتعلnnق بتعزيnnز التنميnnة َت َ
البشرية والتماسك االجتماعي والمجالي ،والسيما في مجال تقوية أنظمnnة الرعايnة االجتماعيnة ودعم األسnnرة والطفولnة ،مجموعnnة من
التدابير التي تعمل مكونات الحكومة على تنزيلها .ومن بين اإلجراءات التي تعهدت الحكومة بتنفيذها خالل هذه الوالية الحكوميnnة في
مجال الطفولة اإلجراء المتعلق بتفعيل السياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة.
ارتقاء مؤسساتي
كما نجح المغرب في تحقيق تطور تدريجي لآلليات من لجن متخصصة إلى قطاعnات وزاريnة معنيnة بالطفولnة .كمnnا عمnل المغnرب
على تعزيز آليات التنسيق في مجال تتبع اتفاقية حقوق الطفnnل والسياسnnات والمخططnnات والnnبرامج الوطنيnnة المنبثقnnة عنهnnا ،من خالل
اللجنة الوزارية للطفولة التي عرفت تطورا ما بين سنتي 2005و2014؛ حيث تمت مأسسة هذه اللجنة الوزارية بمقتضnnى مرسnnوم
وأصبحت تحمل اسم «اللجنnة الوزاريnة المكلفnة بتتبnع تنفيnذ السياسnات والمخططnات الوطنيnة في مجnnال النهnوض بأوضnاع الطفولnة
وحمايتها» ،التي يرأسها رئيس الحكومة ،وتضم في عضويتها 22قطاعا وزاريا و 3مؤسسات وطنية ،وتقnnوم بمجموعnnة من المهnnام
من بينها :تتبع إعمال االتفاقيات الدولية ذات الصلة بمجال حقوق الطفل التي صادق عليها المغnرب ،السnيما االتفاقيnnة الدوليnة لحقnوق
الطفل والبروتوكوالت الملحقة بها و اتخاذ التدابير الالزمة لضمان حسن التنسيق بين مختلف السلطات الحكومية.
لقد كان لهذه اإلصالحات الدسnتورية والتشnnريعية والمؤسسnnاتية ولتنفيnnذ بnرامج العمnل والمخططnnات دور مهم في تحسnين المؤشnnرات
الخاصة بالطفل.
الحق في الصحة
ففي مجال الحق في الصحة والحياة السليمة ،وضع المغرب مجموعة من المخططات والبرامج والتدابير ،مع إعطاء األولوية للوسnnط
القروي ،لتقليص الفوارق المسجلة وتحقيق اإلنصاف بين جميع األطفال لالستفادة من الخدمات الصحية.
وقد ساهم ذلك في تحقيق نتائج مهمة متعلقة مثال بخفض وفيات األطفال واألمهnات بين 1980و2018؛ حيث انخفض معnدل وفيnات
األطفال حديثي الوالدة بنسبة بلغت %38وانخفض معدل وفيات األطفال أقل من سنة بنسnnبة بلغت .%37كمnnا انتقnnل معnnدل وفيnnات
األطفال دون السن الخامسة من 79في األلف سنة 1990إلى 22في األلف سنة ،2018متجnnاوزا بnnذلك هnnدف التنميnnة المسnnتدامة
لسنة .2030كما تم تحقيnق نتnائج مهمnة في تعميم التلقيح والمكمالت الغذائيnة والتشnجيع على الرضnاعة الطبيعيnة مnا بين 2011و
2018؛ حيث ارتفع نسبة األطفال الذين أتموا جميع اللقاحات المحددة في جnnدول التلقيح الوطnnني إلى .%94,5كمnnا انخفض مؤشnnر
التأخر الناتج عن سوء التغذية ومؤشر نقص الوزن بين 2004و.2018
الحق في التربية
أما في مجال الحق في التربية ،فقد قامت بالدنا بإصالحات مهيكلة للنهوض بالحق في التعليم وللتربية؛ وجعلت منه أولوية ثانيnnة بعnnد
الوحدة الترابية .وتشكل المnوارد الماليnة المخصصnة لقطnاع التعليم والتكnوين %6من النnاتج الnداخلي ،بغالف مnالي عnرف ارتفاعnا
مطردا خالل السنوات الثالثة األخيرة ،إذ بلغ على التوالي إلى ما يقnnارب ،60ف ،68ثم 72مليnnار درهم عن السnnنوات ،2017ف
2019ثم .2020
وقد تطور عدد المتمدرسين ما بين 2015و2018؛ حيث ارتفع عدد األطفnnال المتمدرسnnين بجميnnع األسnnالك من 5.837.520إلى
6.033.986بزيادة تقدر بـ % 3.25وتطورت نسبة تمدرس اإلناث بزيادة تقدر بـ .%4.35
التعليم األولي
وتعتبر تربية وحماية الطفولة المبكرة أولوية من األلويات التي سطرتها الدولة ضمن أوراشها الكبرى الرامية إلى النهوض بnnالمجتمع
واالرتقاء به ،حيث أكد جاللة الملك محمد السادس ،حفظه هللا ،في الرسالة السامية الموجهة للمشاركين في اليوم الوطني حول التعليم
األولي يnnوم 18يوليnnوز 2018على إلزاميnnة التعليم األولي بقnnوة القnnانون بالنسnnبة للدولnnة واألسnnرة وتركnnيز الجهnnود على الحnnد من
التفاوتات بين الفئات والجهـات ،خاصة بالمناطق القروية والنائية ،وشبه الحضرية باإلضافة إلى تشجيع ولوج الفتيات للتعليم األولي،
واالهتمام باألطفال ذوي االحتياجات الخاصة ،عمال بمبدأ التمييز اإليجابي.
التربية الدامجة
وفي 26يونيو ،2019أعطت الحكومة االنطالقة الرسnnمية للبرنnnامج الوطnnني للتربيnnة الدامجnnة لألشnnخاص في وضnnعية إعاقnnة؛ هnnذا
البرنامج الذي تهدف الحكومnnة من خاللnه لتوفnnير المسnتلزمات الكفيلnnة بضnمان إنصnاف هnؤالء األشnخاص وتحقيnق شnروط نجnاحهم
الدراسي؛ كما تهدف إلى محاربة التمثالت السnnلبية والتصnnورات النمطيnnة عن اإلعاقnnة من خالل التربيnnة على القيم وحقnnوق اإلنسnnان،
وفي اإلعالم بمختلف أنواعه وقنواته.
وليتفاعل التشريع المغربي مع المجتمع الدولي صادق على معظم اإلتفاقيات الدولية الخاصnnة بحقnnوق اإلنسnnان عامnnة ،وعلى اإلتفاقيnnة
الدولية لحقوق الطفل لسnنة ،1989واإلتفnاقيتين الnدوليتين رقم 138و 182الصnادرتين عن منظمnة العمnل الدوليnة األولى خاصnnة
بالسن األدنى للتشغيل ،والثانية تهم األشغال الشاقة التي يمنع على األطفال القيام بها.
وتعتبر هذه اإلتفاقيات من أهم اإلتفاقيات في مجال حقوق الطفnل وهي تضnع على عnائق المغnرب ضnرورة مالئمnة تشnريعه الnداخلي
معها لسموها عليه حسب ما ورد في الدستور المغربي الجديد لسنة .2011واستنادا إلى ما سnnبق ،يمكن القnnول بnnأن الطفnnل المغnnربي
حظي باهتمnام المشnرع بين مختلnف القnوانين سnواء تلnك المتعلقnة بشخصnnه أو بعالقتnه بأسnرته أو غnيرهم من األغيnار أو مnا اتصnل
بتصرفاته المدنية أو تعلق بحمايته الجنائية
واإلجتماعية .فرغم هذا التناثر في النصوص القانونية المنظمة لحقوق الطفل وحمايتها .إال أنهnnا تلتقي عنnد غnرض واحnد هnو تحقيnق
مصلحة الطفل الفضلي .وأخيرا وحتى نطمئن على مستقبل أطفالنا في عالم تزداد تحدياته ،يحتم بالضرورة االهتمام الجnnاد بهnnذه الفئnnة
من قبل جميع الفاعلين في مجال الطفولة .إذ ال يهم العالم الذي سنتركه ألطفالنا بقدر ما يهم األطفال الذين سنتركهم لهذا العالم.
الئحة المراجع
القوانين العتمرة:
-مدونة األسرة
مدونة الشغل
مدونة التجارة
قانون الجنسية
القانون الجنائي
المسطرة الجنائية
المسطرة المدنية
الرسائل واألطروحات:
نعيمة البالي :مالئمة التشريع المغربي إلتفاقيات حقوق الطفل .رسالة لنيل الدكتوراه في
فتيحة الدراجي :إثبات النسب في ضوء الفقه والقضاء بحث لنيل دبلوم الماستر كلية
محمد الزهري :حق الطفل في الهوية الحالة المدنية نموذجا" .بحث لنيل دبلوم الدراسات
يونس الحكيم الضمانات القانونية لحماية األحداث في التشريع اإلجتماعي المغربي رسالة
لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة كلية الحقوق طنجة 2006-2005
العربي اسماعيلي العلوي :تشغيل األطفال بين التشريع والواقع بحث لنيل شهادة الماستر
سعاد قاللي وضعية الطفل العامل بين المواثيق الدولية والتشريع االجتماعي المغربي
بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة كلية الحقوق فاس 2003 - 2002
مراد و دوش حماية الطفل في التشريع الجنائي المغربي -جانحا وضحية دراسة مقارنة
عبد الهادي مفيد :الطفلة في القانون الدولي والشريعة اإلسالمية دار النهضة العربية
1991.
محمد شحاته ربيع علم النفس الجنائي دار الغريب القnاهرة .فاطمnnة بحnري الحمايnة الجنانيnة الموضnوعية لألطفnال المسnتخدمين ،دار
الفكر الجامعي
المنتقى من عمل القضاء في تطبيق مدونة األسرة ،الجزء األول ،العدد ،17الرباط فبراير
2009.
اآلخر التعديالت ،الطبعة األولى الدار البيضاء 2009عبد القادر قرموش كفالة األطفال المهملين ،دراسnnة نقديnة تحليليnة لظهnير 13
يونيو 2002على ضوء أحكام مدونة األسرة ،الطبعة األولى الرباط
محمد سعيد بناني :قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل ،عالقة الشغل الفردية
الجزء الثاني ،المجلد األول ،الرباط يناير 2007أحمد نضر الجنnnدي النفقnnات والحضnnانة والواليnnة على المnnال في الفقnnه المnnالكي دار
الكتب
اإلعالن العالمي لحقوق الطفل .1959اتفاقية األمم المتحدة لحقوق الطفل سنة .1989
العهد الدولي الخاص بالحقوق اإلقتصادية واالجتماعية والثقافية
1966العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية .1966
مبادئ األمم المتحدة التوجيهية لمنع جنوح األحداث (مبادئ الرياض التوجيهية .1990
قواعد األمم المتحدة النموذجية إلدارة شؤون األحداث (قواعد بكين (1958
الفهرس