You are on page 1of 170

‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ -1945‬قاملة ‪-‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫مذكرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر‬


‫ميدان التكوين في العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫تخصص‪ :‬اقتصاد وتسيير المؤسسات‬ ‫شعبة‪ :‬العلوم االقتصادية‬
‫موضوع املذكرة‪:‬‬

‫إستراتيجية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كخيار‬


‫إستراتيجي لدعم التنويع االقتصادي في الجزائر‬
‫دراسة تحليلية للفترة (‪)2018 -2001‬‬
‫للفترة ‪.2018 – 2009‬‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬


‫‪ ‬سامية بزازي‪.‬‬ ‫‪ ‬هاجر خلف هللا‬

‫املوسم الجامعي‪.2020/2019:‬‬
‫أتوجه قبل كل ش يء إلى هللا عز وجل بالشكر العظيم واالمتنان الوفير على ما منحني إياه‬

‫من نعمة العون والتوفيق والسداد‪.‬‬

‫ِّث﴾ [سورة الضحى‪]11 :‬‬ ‫﴿ َوأ ََّما بِنِ ْع َم ِة َربِّ َ‬


‫ك فَ َحد ْ‬

‫صدق هللا العظيم‬

‫كما ال يفوتني الذكر أن أتقدم بالشكر الجزيل والتقدير الكبير والعرفان الجميل إلى‪:‬‬
‫ً‬
‫األستاذة الكريمة‪ :‬سامية بزازي التي شرفتني بقبولها اإلشراف أوال‪ ،‬ومشاركتي عناء البحث‬

‫واملتابعة‪ ،‬وعلى التوجيهات والنصائح املقدمة فكانت نعم املشرف وجزاها هللا ألف خير وأبقاها ذخرا‬
‫وفخرا للجامعة والطالب‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر والعرفان إلى جميع أساتذة قسم العلوم االقتصادية دون استثناء‪.‬‬

‫دون أن ننس ى عمال وعامالت املكتبة‪.‬‬


‫ً‬
‫سواء بالقليل أو بالكثير إلنجاز هذا العمل‪.‬‬ ‫وكل من ساعدني من قريب أو من بعيد‬
‫اع َملُوا فَ َسيََرى اللَّه عَ َملَ ُ‬
‫كم َو َر ُسولُهُ والمؤمنون َوسَتُ َردُّون إلَى عالم‬ ‫﴿ َوقُل ْ‬
‫كنتُ ْم تَ ْع َملُون﴾ [سورة التوبة‪]105 :‬‬
‫كم ب َما ُ‬
‫ا ْل َغ ْيب َوالشَّ َهادَة فَيُنَبِّئُ ُ‬
‫صدق اهلل العظيم‬

‫أحمد اهلل عز وجل على منه وعونه إلتمام هذا البحث‬

‫أهدي عملي‬

‫من سهرت الليالي ألجلي وكانت دعواتها لي بالتوفيق تتبعني‪ ،‬إليك "أم ي"‪.‬‬
‫من أستمد منه قوتي واستمراريتي‪ ،‬من ألبسني ثوب مكارم األخالق واألدب‪ ،‬من كان قدوة‬
‫أقتدي بها‪ ،‬إليك "أب ي"‪.‬‬

‫الذين تق اسموا معي عبئ الحياة الجامعية‪ ،‬إلى أساتذتي‪ ،‬من كان لهم فضل تلقيني‬
‫العلم النافع‪.‬‬

‫كل الذين التقيت بهم في درب الحياة‪ ،‬وقضيت معهم أياما ال تنس‪.‬‬

‫كل من يحب هاج ر‪.‬‬


‫الشكر‬
‫اإلهداء‬
‫‪ I‬ـ ـ ‪XIII‬‬ ‫فهرس املحتويات‬
‫‪IX‬‬ ‫فهرس الجداول‬
‫‪X‬‬ ‫فهرس األشكال‬
‫‪XI‬‬ ‫قائمة املالحق‬
‫‪XII‬‬ ‫قائمة االختصارات‬
‫‪‬أ‪-‬ح‪‬‬ ‫املقدمة‬
‫‪45 -10‬‬ ‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‬ ‫الفصل األول‬
‫‪11‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪12‬‬ ‫مدخل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫املبحث األول‬
‫‪12‬‬ ‫ماهية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫املطلب األول‬
‫‪12‬‬ ‫معايير تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫الفرع األول‬
‫‪13‬‬ ‫املعايير الكمية‬ ‫أوال‬
‫‪14‬‬ ‫املعايير النوعية‬ ‫ثانيا‬
‫‪15‬‬ ‫تعاريف مختلفة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪15‬‬ ‫بالنسبة لبعض الدول املتقدمة‬ ‫أوال‬
‫‪17‬‬ ‫بالنسبة لبعض الدول النامية‬ ‫ثانيا‬
‫‪18‬‬ ‫خصائص املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪19‬‬ ‫سهولة التأسيس‬ ‫أوال‬
‫‪19‬‬ ‫انخفاض التكاليف الرأسمالية نسبيا‬ ‫ثانيا‬
‫‪19‬‬ ‫مالئمة أنماط الملكية من حيث حجم رأس المال ومالءمته ألصحاب هذه‬
‫ثالثا‬
‫المشروعات‬
‫‪19‬‬ ‫المرونة العالية‬ ‫رابعا‬
‫‪19‬‬ ‫االنتشار الجغرافي الواسع‬ ‫خامسا‬
‫‪20‬‬ ‫تواضع املستوى التكنولوجي واآلالت املستخدمة‬ ‫سادسا‬
‫‪20‬‬ ‫التجديد‬ ‫سابعا‬
‫‪20‬‬ ‫تقديم الخبرة املتكاملة للعاملين‬ ‫ثامنا‬
‫‪20‬‬ ‫أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫الفرع الرابع‬
‫‪20‬‬ ‫املساهمة في الحد من البطالة‬ ‫أوال‬
‫‪20‬‬ ‫توزيع الصناعات وتنويع الهيكل اإلنتاجي‬ ‫ثانيا‬

‫‪I‬‬
‫‪21‬‬ ‫أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التكامل االقتصادي‬ ‫ثالثا‬
‫‪21‬‬ ‫أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنمية الصادرات‬ ‫رابعا‬
‫‪21‬‬ ‫رفع كفاءة تخصيص املوارد‬ ‫خامسا‬
‫‪21‬‬ ‫أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في زيادة الناتج املحلي اإلجمالي‬ ‫سادسا‬
‫‪22‬‬ ‫أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تشجيع اإلبداع واالبتكار‬ ‫سابعا‬
‫‪23‬‬ ‫تصنيفات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫املطلب الثاني‬
‫‪23‬‬ ‫تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب طبيعة املنتج‬ ‫الفرع األول‬
‫‪23‬‬ ‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنتجة للسلع االستهالكية‬ ‫أوال‬
‫‪23‬‬ ‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنتجة للسلع الوسيطية‬ ‫ثانيا‬
‫‪23‬‬ ‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنتجة لسلع التجهيز‬ ‫ثالثا‬
‫‪23‬‬ ‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الخدماتية‬ ‫رابعا‬
‫‪23‬‬ ‫تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب طبيعة توجهها‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪24‬‬ ‫املؤسسات العائلية‬ ‫أوال‬
‫‪24‬‬ ‫املؤسسات التقليدية‬ ‫ثانيا‬
‫‪24‬‬ ‫املؤسسات املتطورة وشبه املتطورة‬ ‫ثالثا‬
‫‪24‬‬ ‫تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب الشكل القانوني‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪24‬‬ ‫التعاونيات‬ ‫أوال‬
‫‪24‬‬ ‫املؤسسات العامة‬ ‫ثانيا‬
‫‪24‬‬ ‫املؤسسات الخاصة‬ ‫ثالثا‬
‫‪25‬‬ ‫تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب أسلوب تنظيم العمل‬ ‫الفرع الرابع‬
‫‪25‬‬ ‫املؤسسات املصنعية‬ ‫أوال‬
‫‪26‬‬ ‫املؤسسات غير املصنعية‬ ‫ثانيا‬
‫‪26‬‬ ‫عوامل نجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحديات التي تواجهها‬ ‫املطلب الثالث‬
‫‪26‬‬ ‫عوامل نجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫الفرع األول‬
‫‪26‬‬ ‫عوامل متعلقة بكفاءة اإلدارة‬ ‫أوال‬
‫‪27‬‬ ‫توفير العمالة املتخصصة الفنية الالزمة للعمليات اإلنتاجية والصيانة‬ ‫ثانيا‬
‫‪27‬‬ ‫التقدير السليم لرأس املال واالئتمان‬ ‫ثالثا‬
‫‪27‬‬ ‫قدرات ومهارات متنوعة لدى اإلدارة وخصائص شخصية لدى املالكين‬
‫رابعا‬
‫واملديرين تساعد على نجاح املؤسسة الصغيرة واملتوسطة‬
‫‪27‬‬ ‫القرب من السوق والزبون‬ ‫خامسا‬
‫‪28‬‬ ‫قدرة املؤسسة على تقديم ش يء متميز خاص‬ ‫سادسا‬
‫‪28‬‬ ‫املشاكل التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫الفرع الثاني‬

‫‪II‬‬
‫‪28‬‬ ‫الصعوبات املالية‬ ‫أوال‬
‫‪28‬‬ ‫الصعوبات اإلدارية‬ ‫ثانيا‬
‫‪29‬‬ ‫الصعوبات التسويقية‬ ‫ثالثا‬
‫‪29‬‬ ‫ضعف الرقابة املالية‬ ‫رابعا‬
‫‪29‬‬ ‫النقص في عمليات التشخيص االستراتيجي‬ ‫خامسا‬
‫‪29‬‬ ‫عدم القدرة على التحول‬ ‫سادسا‬
‫‪30‬‬ ‫أساسيات حول عملية التأهيل‬ ‫املبحث الثاني‬
‫‪30‬‬ ‫مفهوم ومبادئ التأهيل‬ ‫املطلب األول‬
‫‪30‬‬ ‫مفهوم التأهيل‬ ‫الفرع األول‬
‫‪31‬‬ ‫مبادئ التأهيل‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪31‬‬ ‫أهداف وأشكال التأهيل‬ ‫املطلب الثاني‬
‫‪32‬‬ ‫أهداف التأهيل‬ ‫الفرع األول‬
‫‪32‬‬ ‫ترقية وتطوير محيط املؤسسة‬ ‫أوال‬
‫‪32‬‬ ‫تحسين تسيير املؤسسات‬ ‫ثانيا‬
‫‪32‬‬ ‫تحسين تنافسية املؤسسات‬ ‫ثالثا‬
‫‪33‬‬ ‫توفير مناصب الشغل‬ ‫رابعا‬
‫‪34‬‬ ‫أشكال التأهيل‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪34‬‬ ‫تأهيل طرق اإلنتاج‬ ‫أوال‬
‫‪34‬‬ ‫تأهيل املنتجات‬ ‫ثانيا‬
‫‪35‬‬ ‫التأهيل الوظيفي‬ ‫ثالثا‬
‫‪35‬‬ ‫التأهيل ما بين القطاعات‬ ‫رابعا‬
‫‪35‬‬ ‫متطلبات عملية التأهيل‬ ‫املطلب الثالث‬
‫‪35‬‬ ‫إدارة األعمال‬ ‫أوال‬
‫‪36‬‬ ‫التخطيط االستراتيجي‬ ‫ثانيا‬
‫‪36‬‬ ‫التسويق‬ ‫ثالثا‬
‫‪36‬‬ ‫تأهيل املوارد البشرية‬ ‫رابعا‬
‫‪36‬‬ ‫االهتمام بالبحث العلمي والحصول على التكنولوجيا‬ ‫خامسا‬
‫‪37‬‬ ‫التجديد التكنولوجي‬ ‫سادسا‬
‫‪37‬‬ ‫تأهيل املحيط وتدعيم البنية التحتية‬ ‫سابعا‬
‫‪37‬‬ ‫األهمية االستراتيجية لعملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫املبحث الثالث‬
‫‪37‬‬ ‫دوافع عملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫املطلب األول‬
‫‪38‬‬ ‫املسار االستراتيجي لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫املطلب الثاني‬

‫‪III‬‬
‫‪39‬‬ ‫تحضير مسار استراتيجي شامل‬ ‫الفرع األول‬
‫‪39‬‬ ‫التشخيص االستراتيجي الشامل‬ ‫أوال‬
‫‪39‬‬ ‫تحديد الغايات واألهداف‬ ‫ثانيا‬
‫‪39‬‬ ‫توضيح املنهجية‬ ‫ثالثا‬
‫‪40‬‬ ‫اختيار استراتيجيات التأهيل‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪40‬‬ ‫صياغة االستراتيجية‬ ‫أوال‬
‫‪40‬‬ ‫االستراتيجيات املحتملة للتأهيل‬ ‫ثانيا‬
‫‪42‬‬ ‫صياغة مخطط التأهيل‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪42‬‬ ‫تنفيذ ومتابعة مخطط التأهيل‬ ‫الفرع الرابع‬
‫‪42‬‬ ‫التنفيذ‬ ‫أوال‬
‫‪43‬‬ ‫املتابعة‬ ‫ثانيا‬
‫‪43‬‬ ‫شروط نجاح عملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫املطلب الثالث‬
‫‪45‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬

‫‪76-46‬‬ ‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة‬


‫الفصل الثاني‬
‫واملتوسطة فيه‬
‫‪47‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪48‬‬ ‫اإلطار املفاهيمي للتنويع االقتصادي‬ ‫املبحث األول‬
‫‪48‬‬ ‫مفهوم وخصائص التنويع االقتصادي‬ ‫املطلب األول‬
‫‪48‬‬ ‫مفهوم التنويع االقتصادي‬ ‫الفرع األول‬
‫‪49‬‬ ‫خصائص التنويع االقتصادي‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪49‬‬ ‫التنويع االقتصادي تحرر من االعتماد على سلعة واحدة رئيسية‬ ‫أوال‬
‫‪50‬‬ ‫التنويع االقتصادي عملية تدريجية لتنويع مصادر الدخل‬ ‫ثانيا‬
‫‪50‬‬ ‫التنويع االقتصادي عملية نسبية لتحول االقتصاد القومي‬ ‫ثالثا‬
‫‪50‬‬ ‫التنويع االقتصادي عملية تراكمية لزيادة مساهمة القطاعات‬ ‫رابعا‬
‫‪50‬‬ ‫التنويع االقتصادي عملية مرافقة للتنمية االقتصادية‬ ‫خامسا‬
‫‪50‬‬ ‫دوافع التنويع االقتصادي‪ ،‬أهميته وأهدافه‬ ‫املطلب الثاني‬
‫‪51‬‬ ‫دوافع التنويع االقتصادي‬ ‫الفرع األول‬
‫‪51‬‬ ‫أهمية وأهداف التنويع االقتصادي‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪51‬‬ ‫تقليل املخاطر االستثمارية‬ ‫أوال‬
‫‪51‬‬ ‫تقليص مخاطر انخفاض حصيلة الواردات‬ ‫ثانيا‬
‫‪52‬‬ ‫زيادة القيمة املضافة‬ ‫ثالثا‬
‫‪52‬‬ ‫زيادة إنتاجية رأس املال البشري‬ ‫رابعا‬

‫‪IV‬‬
‫‪52‬‬ ‫توطيد العالقات التشابكية بين القطاعات اإلنتاجية‬ ‫خامسا‬
‫‪52‬‬ ‫تقليل التذبذب في مستويات الناتج املحلي اإلجمالي‬ ‫سادسا‬
‫‪52‬‬ ‫تقليص املخاطر التي يتعرض لها الهيكل اإلنتاجي‬ ‫سابعا‬
‫‪53‬‬ ‫توليد الفرص الوظيفية‬ ‫ثامنا‬
‫‪53‬‬ ‫رفع معدل التبادل التجاري‬ ‫تاسعا‬
‫‪53‬‬ ‫تعزيز التنمية املستدامة‬ ‫عاشرا‬
‫‪54‬‬ ‫تقسيمات ومستويات التنويع االقتصادي‬ ‫املطلب الثالث‬
‫‪54‬‬ ‫تقسيمات التنويع االقتصادي‬ ‫الفرع األول‬
‫‪54‬‬ ‫التنويع األفقي‬ ‫أوال‬
‫‪54‬‬ ‫التنويع العمودي‬ ‫ثانيا‬
‫‪54‬‬ ‫مستويات التنويع االقتصادي‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪54‬‬ ‫تنويع اإلنتاج‬ ‫أوال‬
‫‪55‬‬ ‫تنويع التجارة الخارجية‬ ‫ثانيا‬
‫‪56‬‬ ‫أساسيات التنويع االقتصادي‬ ‫املبحث الثاني‬
‫‪56‬‬ ‫محددات التنويع االقتصادي والقطاعات املؤهلة له‬ ‫املطلب األول‬
‫‪56‬‬ ‫محددات التنويع االقتصادي‬ ‫الفرع األول‬
‫‪56‬‬ ‫الحوكمة‬ ‫أوال‬
‫‪56‬‬ ‫املوارد الطبيعية‬ ‫ثانيا‬
‫‪57‬‬ ‫العوامل اإلقليمية‬ ‫ثالثا‬
‫‪57‬‬ ‫اإلطار الدولي‬ ‫رابعا‬
‫‪57‬‬ ‫القدرات املؤسسية واملوارد البشرية‬ ‫خامسا‬
‫‪57‬‬ ‫نوعية وحجم املؤسسات‬ ‫سادسا‬
‫‪58‬‬ ‫القطاعات املؤهلة للتنويع االقتصادي‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪58‬‬ ‫القطاع الصناعي‬ ‫أوال‬
‫‪58‬‬ ‫القطاع الزراعي‬ ‫ثانيا‬
‫‪58‬‬ ‫القطاع السياحي‬ ‫ثالثا‬
‫‪59‬‬ ‫قطاع الخدمات‬ ‫رابعا‬
‫‪59‬‬ ‫مؤشرات التنويع االقتصادي ومعامالت قياسه‬ ‫املطلب الثاني‬
‫‪59‬‬ ‫مؤشرات التنويع االقتصادي‬ ‫الفرع األول‬
‫‪60‬‬ ‫قياس درجة التنويع االقتصادي‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪60‬‬ ‫مؤشر هرفندل‪ -‬هيرشمان ‪Herfindal- Hirshman Index‬‬ ‫أوال‬
‫‪61‬‬ ‫مؤشر جيني ‪Gini Index‬‬ ‫ثانيا‬

‫‪V‬‬
‫‪63‬‬ ‫مؤشر فالديمير كوسوف ‪Vladimir kosov Index‬‬ ‫ثالثا‬
‫‪63‬‬ ‫متطلبات نجاح وعوامل فشل التنويع االقتصادي‬ ‫املطلب الثالث‬
‫‪63‬‬ ‫متطلبات نجاح التنويع االقتصادي‬ ‫الفرع األول‬
‫‪63‬‬ ‫إعادة االعتبار للدولة التنموية‬ ‫أوال‬
‫‪64‬‬ ‫الشراكة الفعالة بين القطاع العام والخاص‬ ‫ثانيا‬
‫‪64‬‬ ‫االستثمار األجنبي املباشر‬ ‫ثالثا‬
‫‪65‬‬ ‫الصناعات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫رابعا‬
‫‪66‬‬ ‫برامج اإلصالح االقتصادي‬ ‫خامسا‬
‫‪66‬‬ ‫عوامل فشل التنويع االقتصادي‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪67‬‬ ‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتحقيق مستلزمات التنويع‬
‫املبحث الثالث‬
‫االقتصادي‬
‫‪67‬‬ ‫األهمية االستراتيجية للتأهيل في دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫املطلب األول‬
‫‪68‬‬ ‫تهيئة النظام القانوني واإلداري‬ ‫أوال‬
‫‪68‬‬ ‫تهيئة البيئة املالية والبنكية‬ ‫ثانيا‬
‫‪68‬‬ ‫تهيئة النظام الجبائي‬ ‫ثالثا‬
‫‪69‬‬ ‫تهيئة مناخ االستثمار األجنبي‬ ‫رابعا‬
‫‪69‬‬ ‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتنويع الهيكل اإلنتاجي‬
‫املطلب الثاني‬
‫واملساهمة في الناتج املحلي اإلجمالي والقيمة املضافة‬
‫‪70‬‬ ‫املشاكل التي يمكن أن تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنويع اإلنتاج‬ ‫أوال‬
‫‪71‬‬ ‫برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كخطوة لدعم اإلنتاج‬ ‫ثانيا‬
‫‪72‬‬ ‫تأهيل الـمؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتنويع التجارة الخارجية‬ ‫املطلب الثالث‬
‫‪73‬‬ ‫العراقيل التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنويع التجارة الخارجية‬ ‫أوال‬
‫‪74‬‬ ‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لدعم تنويع التجارة الخارجية‬ ‫ثانيا‬
‫‪76‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪121-79‬‬ ‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في‬
‫الفصل الثالث‬
‫الجزائر‬
‫‪78‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪79‬‬ ‫تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحديات التي تواجهها في الجزائر‬ ‫املبحث األول‬
‫‪79‬‬ ‫تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر قبل سنة ‪2001‬‬ ‫املطلب األول‬
‫‪79‬‬ ‫املرحلة األولى (‪)1982- 1963‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪80‬‬ ‫املرحلة الثانية (‪)1988- 1982‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪81‬‬ ‫املرحلة الثالثة (‪)2001- 1988‬‬ ‫الفرع الثالث‬

‫‪VI‬‬
‫‪82‬‬ ‫تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر بعد سنة ‪2001‬‬ ‫املطلب الثاني‬
‫‪82‬‬ ‫تطور تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‬ ‫الفرع األول‬
‫‪82‬‬ ‫املؤسسات الخاصة‬ ‫أوال‬
‫‪82‬‬ ‫املؤسسات العامة‬ ‫ثانيا‬
‫‪82‬‬ ‫الصناعات التقليدية‬ ‫ثالثا‬
‫‪84‬‬ ‫تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪85‬‬ ‫تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب الجهات في الجزائر‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪86‬‬ ‫التحديات التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‬ ‫املطلب الثالث‬
‫‪86‬‬ ‫املشاكل التمويلية‬ ‫الفرع األول‬
‫‪87‬‬ ‫عدم االهتمام الكافي بالتصدير‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪87‬‬ ‫مشاكل متعلقة بدراسات السوق‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪87‬‬ ‫مشاكل الخبرة التنظيمية ونقص املعلومات‬ ‫الفرع الرابع‬
‫‪88‬‬ ‫املشاكل اإلدارية‬ ‫الفرع الخامس‬
‫‪88‬‬ ‫معوقات االنتشار في الجزائر‬ ‫الفرع السادس‬
‫‪88‬‬ ‫برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‬ ‫املبحث الثاني‬
‫‪89‬‬ ‫البرامج الوطنية لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫املطلب األول‬
‫‪89‬‬ ‫برنامج وزارة الصناعة وإعادة الهيكلة (‪)2006- 2000‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪89‬‬ ‫أهداف برنامج التأهيل الصناعي‬ ‫أوال‬
‫‪89‬‬ ‫شروط االستفادة من برنامج التأهيل الصناعي‬ ‫ثانيا‬
‫‪90‬‬ ‫حصيلة برنامج تأهيل املؤسسات الصناعية‬ ‫ثالثا‬
‫‪92‬‬ ‫البرنامج الوطني للتأهيل (‪)2012- 2006‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪92‬‬ ‫أهداف البرنامج الوطني للتأهيل (‪)2012- 2006‬‬ ‫أوال‬
‫‪93‬‬ ‫شروط االستفادة من البرنامج الوطني للتأهيل (‪)2012- 2006‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪93‬‬ ‫حصيلة البرنامج الوطني للتأهيل (‪)2012- 2006‬‬ ‫ثالثا‬
‫‪95‬‬ ‫البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (‪)2014- 2010‬‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪95‬‬ ‫أهداف البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (‪)2014- 2010‬‬ ‫أوال‬
‫‪96‬‬ ‫شروط االستفادة من البرنامج الوطني للتأهيل (‪)2014- 2010‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪96‬‬ ‫حصيلة البرنامج الوطني للتأهيل (‪)2014- 2010‬‬ ‫ثالثا‬
‫‪97‬‬ ‫البرامج الوطني الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لسنة ‪2016‬‬ ‫الفرع الرابع‬
‫‪99‬‬ ‫البرامج األوروبية لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫املطلب الثاني‬
‫‪100‬‬ ‫برنامج دعم وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (‪EDPME )2007- 2002‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪100‬‬ ‫أهداف برنامج ‪)2007-2002( EDPME1‬‬ ‫أوال‬
‫‪100‬‬ ‫شروط االستفادة من برنامج ‪)2007-2002( EDPME1‬‬ ‫ثانيا‬

‫‪VII‬‬
‫‪101‬‬ ‫حصيلة برنامج ‪)2007-2002( EDPME1‬‬ ‫ثالثا‬
‫‪102‬‬ ‫برنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات اإلعالم‬
‫الفرع الثاني‬
‫واالتصال (‪)2012- 2009‬‬
‫‪102‬‬ ‫أهداف برنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات‬
‫أوال‬
‫اإلعالم واالتصال (‪)2012- 2009‬‬
‫‪102‬‬ ‫حصيلة برنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات‬
‫ثانيا‬
‫اإلعالم واالتصال (‪)2012- 2009‬‬
‫‪103‬‬ ‫برامج االتحاد األوروبي للمعونة والتعاون ‪MEDA‬‬ ‫املطلب الثالث‬
‫‪103‬‬ ‫‪) 1999-1995( MEDA1‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪104‬‬ ‫‪)2006-2000( MEDA2‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪105‬‬ ‫واقع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودورها في تنويع االقتصاد‬
‫املبحث الثالث‬
‫الجزائري‬
‫‪105‬‬ ‫خصائص االقتصاد الجزائري ومبررات انتهاج سياسة التنويع االقتصادي‬ ‫املطلب األول‬
‫‪105‬‬ ‫خصائص االقتصاد الجزائري‬ ‫الفرع األول‬
‫‪105‬‬ ‫اقتصاد مديونية‬ ‫أوال‬
‫‪106‬‬ ‫اقتصاد تطورت فيه آليات الفساد‬ ‫ثانيا‬
‫‪106‬‬ ‫االقتصاد الجزائري من حيث الصادرات‬ ‫ثالثا‬
‫‪106‬‬ ‫االقتصاد الجزائري من حيث الواردات‬ ‫رابعا‬
‫‪107‬‬ ‫اقتصاد ريعي‬ ‫خامسا‬
‫‪107‬‬ ‫مبررات انتهاج سياسة التنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪108‬‬ ‫مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي الخام‬ ‫املطلب الثاني‬
‫‪112‬‬ ‫مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة‬ ‫املطلب الثالث‬
‫‪113‬‬ ‫مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات الجزائرية‬ ‫املطلب الرابع‬
‫‪119‬‬ ‫برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كمدخل للتنويع االقتصادي‬
‫املطلب الخامس‬
‫في الجزائر بين الواقع واملأمول‬
‫‪121‬‬ ‫خالصة الفصل الثالث‬
‫‪128 -122‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪138 -129‬‬ ‫قائمة املراجع‬

‫‪VIII‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬
‫‪16‬‬ ‫تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب القانون األوروبي‪.‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪16‬‬ ‫تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في اليابان‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪18‬‬ ‫تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب القانون الجزائري‪.‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪41‬‬ ‫االستراتيجيات املناسبة لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية‪.‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪90‬‬ ‫نتائج مرحلة التشخيص االستراتيجي لبرنامج التأهيل الصناعي (‪.)2006- 2000‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪91‬‬ ‫التوزيع القطاعي للطلبات املقبولة في برنامج التأهيل الصناعي (‪.)2006- 2000‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪91‬‬ ‫نتائج مرحلة تنفيذ مخطط التأهيل الصناعي (‪.)2006- 2000‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪94‬‬ ‫املؤسسات املنخرطة في البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫‪08‬‬
‫(‪.)2012-2006‬‬
‫‪94‬‬ ‫توزيع املؤسسات املقبولة ضمن البرنامج الوطني للتأهيل (‪ )2012- 2006‬حسب قطاع‬
‫‪09‬‬
‫النشاط‪.‬‬
‫‪96‬‬ ‫نتائج البرنامج الوطني للتأهيل (‪.)2014-2010‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪97‬‬ ‫توزيع امللفات املستقبلة حسب قطاع النشاط في بعض الواليات في إطار برنامج‬
‫‪11‬‬
‫التأهيل الجديد لسنة ‪.2016‬‬
‫‪98‬‬ ‫حصيلة ملفات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املستقبلة في نهاية جوان ‪2016‬‬
‫‪12‬‬
‫لبرنامج التأهيل الجديد‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫نتائج مرحلة الدراسة التشخيصية لبرنامج التأهيل الجديد خالل سنة ‪.2017‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪101‬‬ ‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنخرطة في برنامج ميدا ‪ 1‬خالل الفترة (‪-2002‬‬
‫‪14‬‬
‫‪)2007‬‬

‫‪IX‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬
‫‪33‬‬ ‫مستويات التأهيل‪.‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪62‬‬ ‫مؤشر جيني (منحنى لورنز)‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪83‬‬ ‫تطور تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر للفترة (‪.)2018- 2001‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪84‬‬ ‫تطور املؤسسات العمومية والخاصة في الجزائر للفترة (‪.)2018- 2001‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪85‬‬ ‫توزيع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط للفترة (‪.)2018- 2010‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪86‬‬ ‫تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر حسب الجهات خالل الفترة (‪-2005‬‬
‫‪06‬‬
‫‪.)2018‬‬
‫‪109‬‬ ‫مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي الخام خارج املحروقات‬
‫‪07‬‬
‫حسب القطاعين العام والخاص للفترة (‪.)2017- 2001‬‬
‫‪110‬‬ ‫تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وقطاع املحروقات في الناتج الداخلي‬
‫‪08‬‬
‫الخام للفترة (‪.)2017- 2001‬‬
‫‪111‬‬ ‫نسبة مساهمة القطاع العام والخاص في الناتج املحلي اإلجمالي خالل الفترة (‪-2001‬‬
‫‪09‬‬
‫‪.)2018‬‬
‫‪112‬‬ ‫تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة خالل الفترة (‪-2001‬‬
‫‪10‬‬
‫‪.)2017‬‬
‫‪113‬‬ ‫تطور حركة امليزان التجاري الجزائري للفترة (‪.)2018- 2001‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪114‬‬ ‫تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات خارج املحروقات خالل‬
‫‪12‬‬
‫الفترة (‪.)2018- 2001‬‬
‫‪116‬‬ ‫تطور صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خارج املحروقات وصادرات قطاع‬
‫‪13‬‬
‫املحروقات للفترة (‪.)2018- 2001‬‬
‫‪117‬‬ ‫تطور نسبة اإليرادات النفطية وغير النفطية إلى إجمالي اإليرادات الجزائرية خالل الفترة‬
‫‪14‬‬
‫(‪.)2017-2001‬‬
‫‪118‬‬ ‫تطور مؤشر تنوع وتركز الصادرات الجزائرية خالل الفترة (‪.)2018- 2001‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪X‬‬
‫عنوان امللحق‬ ‫رقم امللحق‬
‫تطور تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر للفترة (‪.)2018- 2001‬‬ ‫‪01‬‬
‫تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر للفترة (‪ 2001‬ـ ـ ‪.)2009‬‬ ‫‪02‬‬
‫تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر للفترة (‪ 2010‬ـ ـ ‪.)2018‬‬ ‫‪03‬‬
‫تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب الجهات في الجزائر للفترة (‪.)2018- 2005‬‬ ‫‪04‬‬
‫تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي الخام للفترة (‪.)2017- 2001‬‬ ‫‪05‬‬
‫تطور مساهمة قطاع املحروقات في الناتج الداخلي الخام للفترة (‪.)2018- 2001‬‬ ‫‪06‬‬
‫تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة للفترة (‪.)2017- 2001‬‬ ‫‪07‬‬
‫تطور وضعية امليزان التجاري الجزائري للفترة (‪.)2018- 2001‬‬ ‫‪08‬‬
‫تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات الجزائرية خارج املحروقات للفترة‬
‫‪09‬‬
‫(‪.)2018-2001‬‬
‫تطور مساهمة قطاع املحروقات في الصادرات الجزائرية للفترة (‪.)2018- 2001‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪XI‬‬
ONUDI Organisation des Nations Unies pour le Développement Industriel.
PME Petite et Moyenne Entreprises.
PIB Produit Intérieur Brut.
VA Valeur Ajoutée.
ANDPME Agence National de Développement de la PME.

XII
‫المقدمة‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫في ظل التحوالت والتطورات التي عرفتها الساحة االقتصادية وهيمنة التكتالت االقتصادية الكبرى‬
‫على األسواق العاملية أضحت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تمثل الخيار والسبيل نحو موجة االنفتاح‬
‫والتوجه نحو االندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬ملا لهذه املؤسسات من قدرة على االنتشار والتوسع في األسواق‬
‫العاملية‪.‬‬
‫حظيت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة باألولوية في الدول املتقدمة وأصبحت تشكل ً‬
‫وعاء كبيرا تعتمد عليه‬
‫هذه الدول في دفع عجلة التنمية‪ ،‬هذا ما جعل الدول النامية وباألخص النفطية منها تدرك بأهمية هذا‬
‫النوع من املؤسسات‪ ،‬إيمانا منها بقدرته على االستجابة ملتطلبات تنويع اقتصاداتها‪ .‬غير أننا في املقابل نجد‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تواجهها تحديات ورهانات كثيرة ومتنوعة‪ ،‬تستدعي ضرورة إيجاد الحلول‬
‫املناسبة لهذه العقبات‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬سعت الدول لتبني العديد من برامج التأهيل باعتبارها أحد الخيارات االستراتيجية التي يمكن‬
‫أن تساهم في تحقيق األداء املتميز لهذا القطاع بجعله أكثر قدرة على التكيف ومواجهة املحيط الخارجي ومن‬
‫ثم الرفع من قدرتها على بلوغ أهداف التنويع االقتصادي‪.‬‬
‫والجزائر على غرار بقية الدول النفطية تحاول الخروج من االنحسار الريعي الذي تشهده‪ ،‬وإدراكا‬
‫منها ألهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من جهة‪ ،‬واملخاطر التي تواجه هذا النوع من املؤسسات من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬األمر الذي دفعها إلى تبني مجموعة من برامج التأهيل بغية تحسين أدائها بشكل يسمح بتمكنيها‬
‫من توفير مستلزمات التنويع االقتصادي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إشكالية الدراسة‪.‬‬
‫من مجمل ما سبق يمكن معالجة االشكالية اآلتية والتي نجسدها في التساؤل الرئيس ي التالي‪:‬‬
‫هل استطاعت برامج التأهيل أن تدفع باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة لتأدية الدور املنتظر منها‬
‫اتجاه التنويع االقتصادي في الجزائر؟‬
‫ملعالجة وتحليل هذه اإلشكالية نقوم بطرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬كيف أثرت اإلصالحات االقتصادية في الجزائر على قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؟‬
‫‪ ‬هل تناسب البيئة التي تنشط فيها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خصوصيتها وتراعي متطلبات‬
‫استمرارها وتطورها؟‬
‫‪ ‬هل يمكن اعتبار التنويع االقتصادي الحل املناسب للجزائر للخروج من التبعية النفطية التي‬
‫تالزمها؟‬
‫‪ ‬ما مدى فعالية البرامج املطبقة لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية اتجاه التنويع‬
‫االقتصادي؟‬

‫أ‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫ثانيا‪ :‬فرضيات الدراسة‪.‬‬


‫قصد اإلجابة عن التساؤالت املطروحة سابقا‪ ،‬يمكن صياغة الفرضيات التالية بهدف طرحها للمناقشة‪،‬‬
‫واختبار صحتها كاآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬أثرت اإلصالحات االقتصادية في الجزائر إيجابا على ظهور ونمو املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬
‫‪ ‬تنشط املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالجزائر في بيئة مالئمة تساعدها على تأدية الدور املنتظر‬
‫منها؛‬
‫‪ ‬يعتبر التنويع االقتصادي األداة الفعالة التي تمكن االقتصاد الجزائري من الخروج من دائرة الريع؛‬
‫‪ ‬استطاعت برامج التأهيل التي تبنتها الدولة الجزائرية االرتقاء باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫ودفعها بشكل فعال في توفير مستلزمات التنويع االقتصادي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية الدراسة‪.‬‬
‫تكمن أهمية الدراسة من أهمية املوضوع املدروس‪ ،‬في تقديم نظرة عن أهمية املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة من خالل االهتمام بترقيتها وضرورة تذليل العقبات التي تواجهها‪ .‬ومن هنا تكتس ي برامج تأهيلها‬
‫أهمية خاصة الستجابتها في تحسين بيئتها وقدرتها على املض ي بها نحو تحقيق أهدافها ومن ثم تحسين قدرتها‬
‫على االستجابة ملتطلبات التنويع االقتصادي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مبررات اختيار املوضوع‪.‬‬
‫من أهم األسباب التي دفعتنا إلى اختيار هذا املوضوع ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬طبيعة املوضوع والذي له عالقة مع تخصصنا‪ ،‬حيث يعتبر من املواضيع التي تدخل في صميم تخصص‬
‫اقتصاد وتسيير املؤسسات؛‬
‫‪ ‬حداثة موضوع التنويع االقتصادي والسبل الناجحة في تجسيده والذي يعتبر أحد مواضيع الساعة؛‬
‫‪ ‬القناعة الشخصية بأهمية موضوع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومدى مساهمتها في التنويع‬
‫االقتصادي؛‬
‫‪ ‬اهتمامنا وميولنا النابع من فضول علمي بموضوع التأهيل واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة وعالقتها‬
‫بالتنويع االقتصادي؛‬
‫‪ ‬يمكن أن تكون هذه الدراسة بوابة لدراسات أخرى جديدة في ميدان املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وكذا‬
‫التنويع االقتصادي واملساهمة في لفت االنتباه حول أهمية هذا القطاع في بعث التنويع وكذا زيادة معدالت‬
‫النمو وتحقيق التنمية‪.‬‬

‫ب‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫خامسا‪ :‬أهداف الدراسة‪.‬‬


‫بناء على تحديد مشكلة الدراسة واالفتراضات األساسية فإن الغرض من هذه الدراسة ال يخرج عن‬ ‫ً‬
‫حقيقة األمر في كونه محاولة لتحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ ‬املساهمة في إثراء املكتبة وتوسيع معارف الطالب العلمية حول هذا املوضوع السيما الجانب‬
‫التطبيقي؛‬
‫‪ ‬توضيح املفاهيم املتعلقة باملوضوع كاملؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬التأهيل والتنويع االقتصادي؛‬
‫‪ ‬إبراز أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في االقتصاد؛‬
‫‪ ‬تسليط الضوء على التنويع االقتصادي ومؤشرات قياسه؛‬
‫‪ ‬التعرف على مدى جدية برامج التأهيل التي تبنتها الدولة الجزائرية ومدى انعكاسها على املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة؛‬
‫‪ ‬تقييم الحوصلة النهائية لبرامج التأهيل في الجزائر للوقوف على مدى مساهمتها في تحقيق اهداف‬
‫املؤسسات من جهة ومدى فعالية هذه األخيرة في دعم التنويع االقتصادي من جهة أخرى؛‬
‫‪ ‬الخروج ببعض التوصيات التي يمكن أن تساهم تحسين الظروف العامة لتطبيق برامج التأهيل‬
‫سادسا‪ :‬مجال الدراسة‪.‬‬
‫لقد تمت معاجلة موضوع الدراسة في إطار حدود زمنية ومكانية يمكن توضيحها كاآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬الحدود املكانية‪ :‬تمت دراستنا على مستوى االقتصاد الجزائري؛‬
‫‪ ‬الحدود الزمانية‪ :‬تم اختيار الفترة ‪ 2018-2001‬باعتبار أن سنة ‪ 2001‬كانت بداية االهتمام الفعلي‬
‫بقطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالجزائر‪ ،‬أما سنة ‪ 2018‬فتم التوقف عندها لعدم توفر‬
‫االحصائيات الرسمية الخاصة بمتغيرات الدراسة لسنة ‪ 2019‬والسداس ي األول من سنة ‪.2020‬‬
‫سابعا‪ :‬منهج وأدوات الدراسة‪.‬‬
‫لتحقيق األهداف املنشودة ولإلجابة على اإلشكالية محل الدراسة انتهجنا مناهج تتناسب مع طبيعة‬
‫املوضوع‪ ،‬حيث اعتمدنا على املنهج الوصفي وذلك من أجل تبيان التعاريف واملفاهيم األساسية عند عرض‬
‫الخلفية النظرية للموضوع‪ ،‬كما تم االعتماد على املنهج التحليلي عندما تم إسقاط الجانب النظري على‬
‫واقع االقتصاد الجزائري بغية تحليل وتقييم نتائج البرامج التأهيلية املتبناة ومدى مساهمتها في دفع‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة للمساهمة أكثر في التنويع االقتصادي بالجزائر‪.‬‬

‫أما فيما يخص أدوات جمع املعلومات‪ ،‬فقد اعتمدنا على املسح املكتبي فيما يخص الجانب النظري‪،‬‬
‫وذلك باالعتماد على الكتب ذات العالقة باملوضوع بصورة شاملة أو جزئية باللغة العربية واألجنبية‪ ،‬إضافة‬
‫إلى البحوث والدراسات املنشورة في الدوريات واملجالت أو املقدمة في شكل أوراق بحثية في امللتقيات العلمية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى البحوث املقدمة في رسائل املاجستير والدكتوراه‪ ،‬كما تم االعتماد على املواقع املتواجدة على‬
‫شبكة االنترنت‪ .‬أما الجانب التطبيقي فتم االعتماد فيه بصورة أساسية على االحصائيات املقدمة من قبل‬

‫ج‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫الهيئات الرسمية املسؤولة عن قطاع املؤسسات والصغيرة واملتوسطة وكذا بعض الجهات األخرى ذات‬
‫العالقة مع االحصائيات التي تخدم موضوع الدراسة‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬الدراسات السابقة‪.‬‬
‫يعتبر تحليل وتقديم الدراسات السابقة املرتبطة باملوضوع من أهم معايير تحديد البناء البحثي‬
‫السليم‪ ،‬إذ تساهم في دعم الفهم حول موضوع الدراسة‪ ،‬حيث تعددت الدراسات التي تناولت موضوع‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وكذا موضوع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة غير أنه لم تكن هناك‬
‫دراسات كافية تناولت موضوع ربط املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالتنويع االقتصادي وهذا ما يعتبر بمثابة‬
‫إضافة تقدمها هذه الدراسة‪ ،‬وسيتم التطرق في هذا العنصر املرتب زمنيا إلى أهم هذه الدراسات والتي‬
‫نوردها في اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬دراسة الباحث حسين يحي‪( ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪:)2013 ،‬‬
‫تناول الباحث من خالل هذه الدراسة موضوع "قياس فعالية برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة في دول املغرب العربي"‪ ،‬وقد قام بدراسة تحليلية لبرامج التأهيل املتناولة في دول املغرب‬
‫العربي‪ ،‬سعى من خاللها إلى تقييم سياسات تأهيل املؤسسات املطبقة في كل من الجزائر‪ ،‬تونس واملغرب‬
‫حيث هدفت هذه الدراسة إلى جملة من األهداف نذكر أهمها في‪:‬‬
‫‪ ‬محاولة فهم سياق عملية التأهيل وإطارها النظري من خالل تناول املفاهيم ذات الصلة باملوضوع؛‬
‫‪ ‬دراسة تجارب دول املغرب العربي في تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة واالستفادة منها على‬
‫اعتبارها نماذج مختلفة نوعا ما؛‬
‫‪ ‬تقييم برامج التأهيل من خالل قياس فعاليتها والوقوف على درجة تحقيقها لألهداف املسطرة‬
‫مسبقا‪.‬‬

‫وعليه تم التوصل إلى جملة من النتائج من بينها ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬ضعف الروابط بين املؤسسات والبنوك هذه األخيرة التي الزالت لم تقم بدورها الحقيقي في تمويل‬
‫االستثمار وإنشاء مؤسسات بسبب عدم وجود ضمانات كافية؛‬
‫‪ ‬وجود عدد مرتفع من املؤسسات تتخلى عن برامج التأهيل عند بدايته أو في مرحلته األولى خصوصا‬
‫بسبب طول املدة املرتبطة بالدراسة وصرف املنح‪ ،‬األمر الذي يطرح مشاكل إعادة التقييم أو بروز‬
‫تكنولوجيات جديدة تدفع باملؤسسة املعنية إلى الرغبة في الحصول عليها بدال من سابقتها؛‬

‫د‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫‪ ‬غياب قاعدة بيانات وإحصائيات رسمية دقيقة حول برامج التأهيل وتطورها (حالة الجزائر) تعيق‬
‫كل محاوالت التقييم الجادة الرامية ملساعدة وتوجيه السلطات العمومية املكلفة بوضع استراتيجية‬
‫التأهيل وتنفيذها‪.‬‬

‫حيث استطعنا من خالل هذه الدراسة التعرف على برامج التأهيل الجزائرية خالل الفترة (‪)2012- 1995‬‬
‫والتي تمت االستفادة منها في الجانب الخاص بتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية بما بخدم‬
‫موضوعنا إال أن دراستنا تشمل فترة أحدث وبالتالي برامج جديدة مقارنة بالبرامج التي تمت دراستها من قبل‬
‫الباحث‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسة صادق هادي‪( ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،1‬الجزائر‪:)2014 ،‬‬

‫جاءت هذه الدراسة بعنوان "دور التنويع االقتصادي في تحقيق التنمية املستدامة في االقتصاديات‬
‫النفطية"‪ ،‬وقد قام الباحث بدراسة تحليلية ملؤشرات التنويع االقتصادي والتنمية املستدامة في كل من‬
‫الجزائر والنرويج خالل الفترة (‪ ،)2000-2012‬حيث سعت هذه الدراسة إلى جملة من األهداف نذكر أهمها‬
‫في اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬التعرف على أهم مفاهيم وسياسات التنويع االقتصادي ودورها في تحقيق التنمية املستدامة في‬
‫االقتصاديات النفطية؛‬
‫‪ ‬التعرف على مختلف متطلبات وأسس بناء اقتصاد متنوع يحقق التنمية املستدامة في الدول‬
‫النفطية وكذا الجزائر بما يضمن االستقرار ويصون املوارد املجتمعية للدولة؛‬
‫‪ ‬الوقوف على حقيقة وواقع االقتصاديات النفطية ومدى انكشافها على الهزات واألزمات االقتصادية‬
‫وحتى السياسية واألمنية للدولة‪.‬‬

‫وتم التوصل من خالل هذه الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬يمثل التنويع االقتصادي أحد سياسات التنمية االقتصادية التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل‬
‫وتوسيع القاعدة اإلنتاجية وزيادة مساهمة مختلف القطاعات اإلنتاجية‪ ،‬كما يتيح تجميع مختلف‬
‫املوارد والطاقات املجتمعية وتوجيهها توجها سليما؛‬
‫‪ ‬إن تأهيل االقتصاد الوطني العتماد وتنفيذ التنمية املستدامة يتطلب بناء قاعدة اقتصادية صلبة‬
‫ومتنوعة تقوم على تطوير القطاع الصناعي والزراعي وقطاع الخدمات وإرساء قاعدة علمية وتقنية‬
‫تهدف إلى تطوير الطاقات البشرية وربط مخرجات العملية التعليمية باحتياجات التنمية؛‬

‫ه‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫‪ ‬إن ضعف سياسات النفطية املوحدة للدول املصدرة للنفط خاصة النامية أدى إلى تفاقم املشاكل‬
‫والتحديات التي تواجهها خاصة تلك املرتبطة بتقلبات األسعار وانعكاسات ذلك على االستقرار‬
‫االقتصادي واالجتماعي لهذه الدول؛‬

‫مكنتنا هذه الدراسة من التعرف على اإلطار املفاهيمي للتنويع االقتصادي حيث تم االعتماد عليها في‬
‫بعض العناصر إلثراء الجانب النظري املتمثل في الفصل الثاني من املوضوع الخاص بنا حتى نؤسس لبناء‬
‫جيد يمكننا استغالله في الفصل األخير من الدراسة‪.‬‬

‫‪ .3‬دراسة غدير سليمة أحمد‪( ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪:)2017 ،‬‬

‫والتي قدمت تحت عنوان "متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية الخاصة في‬
‫الجزائر"‪ ،‬والتي قامت من خاللها بدراسة حالة الجنوب الشرقي (ورقلة‪ ،‬الوادي وغرداية)‪ ،‬ولقد سعت‬
‫الباحثة من خالل هذه الدراسة إلى تحقيق جملة من األهداف أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬التعرف على واقع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية في الجزائر وتحديد نقاط القوة ونقاط‬
‫الضعف لديها وتحديد الفرص والتهديدات املوجودة في املحيط الذي تنشط فيه؛‬
‫‪ ‬محاولة فهم اإلطار النظري لعملية التأهيل من خالل تناول املفاهيم ذات الصلة باملوضوع ومن ثم‬
‫التعرف على برامج التأهيل التي تبنتها الجزائر لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة عموما‬
‫والصناعية خصوصا ومن ثم أهم النتائج املتحصل عليها؛‬
‫‪ ‬تحديد املشاكل التي تتعرض لها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية سواء منها الداخلية‬
‫املتعلقة باملؤسسة أو الخارجية املتعلقة باملحيط الذي تنشط فيه‪.‬‬

‫كما توصلت هذه الدراسة لعدة نتائج أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬مر قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بثالثة مراحل بداية بالنظام االشتراكي ثم اقتصاد السوق‬
‫ثم بعدها القانون التوجيهي لسنة ‪ 2001‬والذي أعطى تعريف مضبوط لهذه املؤسسات؛‬
‫‪ ‬يعتبر اتفاق الشراكة األوروجزائرية واالنضمام املرتقب للمنظمة العاملية للتجارة بمثابة خياران أتاحا‬
‫للجزائر فرصا أفضل إلنعاش اقتصادها وتطويره؛‬
‫‪ ‬سعي الجزائر جاهدة لتدعيم وتطوير قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية وتأهيله وذلك‬
‫من خالل تكثيفها لبرامج التأهيل ومساعدتها على تخطي الصعوبات التي تعترضها كونها البديل‬
‫االستراتيجي لالقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫و‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫تعد هذه الدراسة بصفتها أطروحة دكتوراه دراسة شاملة لواقع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وبرامج‬
‫التأهيل في الجزائر وبالتالي تم االستفادة منها في الجانب الخاص بتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫الجزائرية خاصة حتى نتمكن من الوقوف على مدى مساعدة برامج التأهيل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫في تحقيق الدور املنتظر منها اتجاه التنويع االقتصادي‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬هيكل الدراسة‪.‬‬


‫من أجل تقديم هذا البحث في صورة صحيحة ومالئمة قمنا ببدئه بمقدمة تعتبر مدخال عاما‬
‫ملوضوع الدراسة وإنهائه بخاتمة تشمل االجابة على االشكالية وتوضح النتائج املتوصل إليها وتعرض اقتراحات‬
‫الدراسة وآفاقها‪ ،‬إلى جانب فصلين نظريين وفصل تطبيقي‪ .‬وفيما يلي استعراض مختصر ملحتوى هذه‬
‫الفصول‪:‬‬

‫يشمل الفصل األول الذي جاء تحت عنوان‪" :‬التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫والتأهيل"‪ ،‬ثالثة مباحث‪ ،‬املبحث األول تضمن مدخل حول املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من تعاريف‬
‫وخصائص وكذا أهميتها في االقتصاد باإلضافة إلى تصنيف هذه املؤسسات وفي األخير التطرق إلى عوامل‬
‫نجاح هذا النوع من املؤسسات والتحديات التي تواجهه‪ .‬أما املبحث الثاني فتطرقنا فيه إلى أساسيات حول‬
‫عملية التأهيل انطالقا من تحديد مفهومه ومبادئه باإلضافة إلى أهدافه وأشكاله وكذا متطلباته‪ ،‬أما فيما‬
‫يخص املبحث الثالث فقد تم فيه التطرق إلى األهمية االستراتيجية لعملية تأهيل املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة بداية بدوافع عملية التأهيل بالنسبة لهذا النوع من املؤسسات ثم املسار االستراتيجي لعملية‬
‫التأهيل وأخيرا شروط نجاح عملية التأهيل بها‪.‬‬

‫الفصل الثاني الذي جاء بعنوان‪" :‬التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة فيه"‪ ،‬والذي قسم أيضا إلى ثالثة مباحث‪ ،‬تضمن املبحث األول إطار مفاهيمي للتنويع‬
‫االقتصادي من مفهوم وخصائص وكذا دوافع عملية التنويع وأهميته وأهدافه باإلضافة إلى تقسيماته‬
‫ومستوياته‪ ،‬أما املبحث الثاني فقد تناول أساسيات التنويع االقتصادي من محدداته والقطاعات املؤهلة له‬
‫باإلضافة إلى مؤشراته ومعامالت قياسه وأخيرا متطلبات نجاحه وعوامل فشله‪ ،‬وفيما يخص املبحث الثالث‬
‫فهو يدرس تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتحقيق مستلزمات التنويع االقتصادي تضمن بذلك‬
‫األهمية االستراتيجية للتأهيل في دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وكذا تأهيل املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة كآلية لتنويع الهيكل اإلنتاجي واملساهمة في الناتج املحلي اإلجمالي والقيمة املضافة وأخيرا تأهيل‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتنويع التجارة الخارجية‪.‬‬

‫ز‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫الفصل الثالث وهو الفصل التطبيقي للدراسة بعنوان‪" :‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر"‪ ،‬محاولة منا إسقاط الجانب النظري على االقتصاد الجزائري تم‬
‫تقسيمه إلى ثالثة مباحث‪ ،‬املبحث األول خصص لتقديم نظرة عن تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في‬
‫الجزائر قبل سنة ‪ 2001‬وكذا إحصائيات ما بعد سنة ‪ 2001‬إضافة إلى التحديات التي تواجه هذه املؤسسات‬
‫في الجزائر‪ ،‬واملبحث الثاني تضمن دراسة مختلف برامج التأهيل التي سطرتها الدولة سواء الوطنية أو في‬
‫إطار الشراكة‪ ،‬في حين تم التطرق في املبحث الثالث إلى دراسة واقع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫ودورها في تنويع االقتصاد الجزائري‪ ،‬انطالقا من إعطاء نظرة عن خصائص االقتصاد الجزائري ومبررات‬
‫انتهاج التنويع االقتصادي إلى مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في كل من الناتج الداخلي الخام‬
‫والقيمة املضافة وأخيرا الصادرات وعرض النتائج املتوصل إليها فيما يخص دعمها للتنويع االقتصادي في‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫عاشرا‪ :‬صعوبات الدراسة‪.‬‬


‫نشير ضمن هذا العنصر إلى العراقيل التي صادفتنا واعترضتنا خالل فترة إنجازنا هذه الدراسة والتي‬
‫نعبر عنها كاآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬الظرف الحالي الذي تتخبط فيه الدولة الجزائرية على غرار باقي دول العالم واملتعلق بوباء كورونا‬
‫‪ COVID-19‬والذي أدى إلى توقف النقل وغلق جميع الجامعات ومن ثم جميع املكتبات من أجل التزويد‬
‫بمراجع أكثر تخص املوضوع؛‬
‫‪ ‬اتساع نطاق املفاهيم وتعدد املجاالت في عملية الضبط النظري للمفاهيم وذلك راجع إلى أن موضوع‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وكذا موضوع التنويع االقتصادي حقل فكري غني لم تتفق االتجاهات‬
‫الفكرية حولهما؛‬
‫‪ ‬تضارب كبير في االحصائيات املرتبطة بالدراسة رغم استقائها من مواقع هيئات ومراكز رسمية للدولة‬
‫الجزائرية وهذا ما أدى إلى الصعوبة في تنسيقها‪.‬‬

‫ح‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة والتأهيل‪.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مدخل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬أساسيات حول عملية التأهيل‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬األهمية االستراتيجية لعملية تأهيل املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬
‫خالصة الفصل األول‪.‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫يحظى قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة باألولوية في االهتمام من طرف أغلبية الدول‪ ،‬نظرا‬
‫ملساهمتها في النشاط االقتصادي من خالل تطويره وتحقيق األهداف اإلنمائية‪ ،‬هذا ما أدى إلى زيادة‬
‫االهتمام بها‪ ،‬بغية النهوض باقتصادياتها‪ .‬لذلك نجد أن عملية دعم وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫تعد أحد املرتكزات التي تعتمد عليها الدول في نجاح مسارها التنموي‪ ،‬حيث سعت العديد من الدول إلى‬
‫إبراز دورها في عملية التنمية لديها معتمدة في ذلك على عمليات التأهيل والتطوير أمال منها في تحسين محيط‬
‫عمل هذه املؤسسات سواء الداخلي أو الخارجي والهدف من ذلك هو زيادة قدرتها التنافسية ملواجهة‬
‫متطلبات االقتصاد التنافس ي‪.‬‬

‫وانطالقا مما سبق سوف نستعرض هذا الفصل في ثالثة مباحث كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬مدخل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬


‫‪ ‬املبحث الثاني‪ :‬أساسيات حول عملية التأهيل؛‬
‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬األهمية االستراتيجية لعملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مدخل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫ازداد مؤخرا اهتمام عدد كبير من الدول وخاصة النامية منها باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫لدورها الفعال في بناء النسيج الصناعي املتكامل وتحفيز القطاع الخاص لالستثمار في هذا املجال‪ ،‬وبالتالي‬
‫تسهيل مسار التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وعليه سيتم في هذا املبحث تقديم رؤية عامة حول مفهوم‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وتصنيفاها املختلفة وكذا عوامل نجاحها والتحديات التي تواجهها‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬ماهية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫اختلف العديد من الباحثين حول إعطاء مفهوم موحد للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة بسبب تنوعها‬
‫وتشعب نشاطها‪ ،‬لذلك تم االعتماد على مجموعة من املعايير التي توضح مفهوم هذا النوع من املؤسسات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معايير تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫أدى االختالف في تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى االحتكام على مجموعة من املعايير‬
‫واملؤشرات الفاصلة بينها وبين مختلف املؤسسات األخرى وتتمثل هذه املعايير في كل من املعايير الكمية‬
‫واملعايير النوعية‪ .‬وبالتالي تعرف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كميا ونوعيا على النحو التالي‪:1‬‬

‫‪ ‬التعريف الكمي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪:‬‬

‫تندرج املؤسسة تحت مفهوم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إذا لم يتعد حجمها حدا معينا من حيث‬
‫تعاملها التجاري في السوق‪ ،‬وعدد العاملين بها (أو قد ينظر ألحد هذين املقياسين فقط)‪.‬‬

‫‪ ‬التعريف النوعي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪:‬‬

‫على الرغم من أن استخدام الطرق والوسائل الحسابية التي تعتمد على البعد الكمي يفيد بصورة كبيرة في‬
‫فهم ما يقصد باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬إال أن هذه األداة االقتصادية ال يتسنى تعريفها العلمي‬
‫باالستعانة بمجرد دالالت رقمية فقط‪ ،‬وإنما ال بد من وجود معايير نوعية تجعل من هذا التعريف تعريفا‬
‫أكثر دقة كامللكية واالستقاللية‪.‬‬

‫لذا نجد أن املعايير املستخدمة لتعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تختلف على نطاق واسع‬
‫وتعتبر املعايير القابلة للقياس األكثر سهولة في تحديدها كرقم األعمال‪ ،‬الربح‪ ،‬قيمة األصول وعدد العمال‪،‬‬
‫وذلك لالختالف الكبير في تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من بلد إلى آخر وحتى داخل البلد نفسه‪.2‬‬

‫‪ 1‬طارق عبد الباري‪" ،‬إدارة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬تبدل أدوار املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في عصر العوملة"‪ ،‬املكتبة األكاديمية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2009 ،‬ص ص‪.12،13‬‬
‫‪2 Louis Jacques Filion, « Management Des Pme : De la Création à La Croissance, illustrées, pearson », Renouveau‬‬

‫‪Pédagogique (ERPI), France, 2007, P4.‬‬

‫‪12‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عليه يمكن إجمال املعايير التي تعرف على أساسها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬املعايير الكمية‪.‬‬

‫املعايير الكمية هي من أهم املعايير املستخدمة في تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وهي تخص‬
‫مجموعة من املؤشرات التقنية االقتصادية ومجموعة أخرى من املؤشرات النقدية‪ ،1‬ويمكن عرض هذه‬
‫املعايير فيما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬معيار العمالة‪:‬‬

‫من أكثر املعايير الكمية استخداما في تحديد حجم املشروعات الصغيرة نظرا إلمكانية حصر بيانات‬
‫العمالة املتوافرة في معظم املشروعات املسجلة رسميا في مختلف الدول‪ ،‬ويتم استخدام معيار العمال‬
‫للمقارنة الدقيقة بين املشروعات النظيرة التي تقوم على نفس الفن اإلنتاجي ولكن نظرا الختالف معامل‬
‫رأس املال‪ /‬العمل فقد ال يصلح استخدام هذا املقياس بمفرده غالبا؛ كما أنه ال يصلح أيضا في حاالت تباين‬
‫الفنون اإلنتاجية املمكن استخدامها‪ ،‬إال أن هذا املؤشر يعد من أهم املؤشرات التي تتميز بالسهولة والثبات‬
‫النسبي‪ ،‬لكن على الرغم من هذه السهولة إال أن هناك من يرى وجوب توخي الحذر في استعمال هذا املؤشر‬
‫ألن االعتماد املطلق على هذا املعيار قد يؤدي إلى تصنيف خاطئ للمؤسسات‪ ،‬حيث تعتبر على أساسه‬
‫املؤسسات ذات الكثافة العمالية مؤسسات كبيرة بالنظر إلى تلك التي تعوض هذه الكثافة العمالية بالكثافة‬
‫الرأسمالية والتكنولوجية‪.2‬‬

‫‪ )2‬معيار رأس املال‪:‬‬

‫مقياس كمي مالي واسع االنتشار أيضا؛ حيث نجد البعض يفضل استخدام رأس املال العامل والثابت‬
‫الذي يعكس حجم الطاقة اإلنتاجية والبعض اآلخر يستبعد قيمة األراض ي من رأس املال الثابت الختالف‬
‫قيمتها من مكان آلخر ومن فترة ألخرى‪.3‬‬

‫‪ )3‬معيار العمالة ورأس املال (املعيار املزدوج)‪:‬‬

‫معيار معامل رأس املال يعبر عن الحجم من رأس املال (كمية االستثمار) لتوظيف وحدة واحدة من‬
‫العمل ويمكن تفسير ذلك رياضيا في اآلتي‪ :‬م ر م= رأس املال الثابت ‪ /‬عدد العمال‪ ،‬إذ أن هذا املعامل عادة‬
‫ما يكون منخفض في األنشطة الخدمية أو التجارية ويكون أكثر ارتفاعا في األنشطة الصناعية‪.4‬‬

‫‪ 1‬أحمد رحموني‪" ،‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودورها في إحداث التنمية الشاملة في االقتصاد الجزائري"‪ ،‬املكتبة املصرية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2011 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 3‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪" ،‬تطوير إدارة املشروعات الصغيرة في الوطن العربي"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ 4‬عبد هللا خبابة‪" ،‬املؤسسات الصغيرة املتوسطة آلية لتحقيق التنمية املستدامة"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص‬
‫ص‪.15،14‬‬

‫‪13‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إذ أنه ونظرا ألن كال من حجم العمالة وحجم املال املستثمر في املشروع من محددات الطاقة‬
‫اإلنتاجية له فإن املعيارين السابقين يشوبهما بعض عدم الدقة في حالة االعتماد على أي منهما منفردا‬
‫لتعريف املشاريع الصغيرة‪ .‬حيث أنه بالنسبة ملعيار العمالة قد نجد أن عدد العمال للمشروع منخفضا‬
‫برغم ذلك ال يعني أنه مشروع صغير‪ ،‬ذلك ألن حجم رأس املال به كبيرا‪ ،‬وبالتالي فإنه يتجه إلى استخدام‬
‫أساليب إنتاجية كثيفة رأس املال وموفرة للعمالة‪ ،‬وبالتالي تصنف هذه املشاريع حسب معيار رأس املال‬
‫على أنه مشروع كبير ‪ ،‬في حين يكون طبقا ملعيار العمالة مصنف على أنه مشروع صغير‪ ،‬أما بالنسبة ملعيار‬
‫رأس املال قد نجد أن حجم رأس مال املشروع منخفضا‪ ،‬برغم ذلك ال يعني أن هذا املشروع صغير‪ ،‬ذلك‬
‫ألن عدد العمال للمشروع يكون كبيرا وبالتالي فهو يصنف حسب معيار العمالة على أنه مشروع كبير ولكنه‬
‫قد ال يكون بالفعل كذلك‪ .‬لذا وجد معيار ثالث يمزج بين املتغيرين السابقين (العمل ورأس املال) في معيار‬
‫يجمع بينهما وهو (معامل رأس املال‪ /‬العمل) أو متوسط نصيب العامل من رأس مال املشروع‪.1‬‬

‫‪ )4‬معيار قيمة املبيعات‪:‬‬

‫يمثل حجم مبيعات املشروع وتطويره على مدى مراحل حياته مقياسا صادقا ملستوى نشاط املشروع‬
‫ومركزه التنافس ي الذي بلغه في السوق‪ ،‬وذلك ألن املبيعات تتوقف على الطاقة اإلنتاجية للمشروع وعلى‬
‫قدرته على امتالك حصتها في السوق املالئمة لهذه الطاقة‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬املعايير النوعية‪:‬‬


‫يعتبر املعيار النوعي هو الذي يعكس الخصائص الوظيفية للمشاريع الصغيرة إذ يتراوح بين مستوى‬
‫إداري واحد كحد أدنى وثالث مستويات إدارية كحد أقص ى‪ ،‬متمثلة بدرجة التخصص في اإلدارة ونوع امللكية‬
‫واملوقع والكفاءة ‪...‬الخ‪ ،3‬وتتمثل أهم هذه املعايير في االستقاللية‪ ،‬امللكية ومحلية النشاط وكذا املعيار التقني‬
‫والتي نوجزها فيما يلي‪:4‬‬

‫‪ .1‬االستقاللية‪:‬‬

‫ونعني بها استقاللية املشروع عن أي تكتالت اقتصادية وبذلك نستثني فروع املؤسسات الكبرى‪،‬‬
‫ويمكن أن نطلق على هذا املعيار اسم املعيار القانوني‪ ،‬وأيضا استقاللية اإلدارة والعمل وأن يكون املدير هو‬
‫املالك دون تدخل هيئات خارجية‪ ،‬بمعنى أنه يحمل الطابع الشخص ي وتفرد املدير في اتخاذ القرارات وأن‬
‫يتحمل صاحب أو أصحاب املؤسسة املسؤولية كاملة فيما يخص التزامات املشروع تجاه الغير‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد الصيرفي‪" ،‬البرنامج التأهيلي ألصحاب املشروعات الصغيرة"‪ ،‬مؤسسة حورس الدولية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪،2009 ،‬‬
‫ص‪.25‬‬
‫‪2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ 3‬بالل خلف السكارنة‪"،‬الريادة وإدارة منظمات األعمال"‪ ،‬دار املسيرة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2008 ،‬ص‪.87‬‬
‫‪4‬رابح خوني‪ ،‬رقية حساني‪" ،‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومشكالت تمويلها"‪ ،‬أتراك للطباعة‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪ -‬ص ‪.23-21‬‬

‫‪14‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .2‬امللكية‪:‬‬

‫تتميز املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بامللكية الفردية وغير التابعة ألي مؤسسة كبرى أو معظمها تابع‬
‫للقطاع الخاص في شكل مؤسسات أو شركات أموال‪ ،‬وقد تكون ملكيتها ملكية عامة كمؤسسات الجماعات‬
‫املحلية (مؤسسات والئية‪ ،‬بلدية ‪...‬الخ) وقد تكون امللكية مختلطة‪.‬‬

‫‪ .3‬محلية النشاط‪:‬‬

‫نعني بمحلية النشاط أن يقتصر نشاط املؤسسة على منطقة أو مكان واحد وتكون معروفة فيه‪،‬‬
‫وأال تمارس نشاطها من خالل عدة فروع‪ ،‬تشكل حجما صغيرا نسبيا في قطاع اإلنتاج الذي تنتمي إليه في‬
‫املنطقة وهذا طبعا ال يمنع امتداد النشاط التسويقي للمنتجات إلى مناطق أخرى في الداخل أو الخارج‪.‬‬

‫‪ .4‬املعيار التقني‪:‬‬
‫ً‬
‫بناء على هذا املعيار توصف املشروعات الصغيرة واملتوسطة بأنها تلك التي تستخدم أساليب‬
‫إنتاج بسيطة ذات كثافة رأسمالية منخفضة وكثافة عمالية عالية والعكس تماما في املشروع الكبير‬
‫الذي يستخدم أساليب إنتاج ذات تكنولوجيا عالية‪ ،‬ووفقا لهذا املعيار يتم تصنيف املشروعات إلى‬
‫صغيرة ومتوسطة وكبيرة ً‬
‫بناء على درجة امليكنة املستخدمة من جهة واأليدي العاملة من جهة أخرى‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعاريف مختلفة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫عرفت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب كل دولة وذلك الختالف البيئة االستثمارية التي تنشط‬
‫فيها هذه املؤسسات‪ ،‬وسيتم فيما يلي تقديم بعض التعاريف لكل من الدول املتقدمة والدول النامية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة لبعض الدول املتقدمة‪:‬‬

‫تعددت التعاريف الخاصة باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول املتقدمة‪ ،‬وعليه نذكر بعض منها‬
‫في كل من الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬االتحاد األوروبي واليابان‪.‬‬

‫عرفت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالواليات املتحدة األمريكية وفقا ملعياريي عدد العمال ورأس‬
‫املال املستثمر‪ :‬الصناعات التي يعمل بها ‪250‬عامال ويمكن أن يصل عدد عمالها إلى ‪ 1500‬عامل‪،‬‬
‫وال تزيد قيمة األموال املستثمرة فيها عن ‪ 90‬مليون دوالر‪.2‬‬

‫‪ 1‬جميل هيا بشارات‪" ،‬التمويل املصرفي اإلسالمي للمشروعات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دون‬
‫سنة‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ 2‬صبرين زيتوني‪" ،‬التعاون الدولي في مجال تأهيل وترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬مجلة دفاتر بوادكس‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الحميد ابن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬سبتمبر‪ ،2015‬ص‪.316‬‬

‫‪15‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في االتحاد األوروبي‪ :‬قام االتحاد األوروبي بإعطاء تعريف‬
‫كمي للمشروع الصغير واملتوسط باالعتماد على املعايير الكمية كما هو موضح بالجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1‬تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب القانون األوروبي‪:‬‬


‫امليزانية السنوية (أورو)‬ ‫رقم األعمال السنوي (أورو)‬ ‫عدد العمال(عامل)‬ ‫نوع املؤسسة‬
‫≤ ‪ 2‬مليون‬ ‫≤ ‪ 2‬مليون‬ ‫‪10‬‬ ‫مؤسسة‬
‫(لم تكن محددة قبل ‪)2003‬‬ ‫(لم تكن محددة قبل ‪)2003‬‬ ‫مصغرة‬
‫≤ ‪ 10‬مليون‬ ‫≤ ‪ 10‬مليون‬ ‫‪50‬‬ ‫مؤسسة‬
‫(≤ ‪ 5‬مليون سنة ‪)1996‬‬ ‫(≤ ‪ 7‬مليون سنة ‪)1996‬‬ ‫صغيرة‬
‫≤ ‪ 43‬مليون‬ ‫≤ ‪ 50‬مليون‬ ‫‪250‬‬ ‫مؤسسة‬
‫(≤ ‪ 27‬مليون سنة ‪)1996‬‬ ‫(≤ ‪ 40‬مليون سنة ‪)1996‬‬ ‫متوسطة‬
‫املصدر‪ :‬عبد الرحمان ياسر‪ ،‬عماد الدين براشن‪" ،‬قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر الواقع والتحديات"‪،‬‬
‫مجلة نماء لالقتصاد والتجارة‪ ،‬جامعة عبد الحق بن حمودة‪ ،‬جيجل‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جوان ‪ ،2018‬ص‪.217‬‬

‫و عليه فاملؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب القانون األوروبي هي تلك التي توظف أقل من ‪ 250‬شخص‬
‫وحجم أعمالها السنوي ال يتجاوز ‪ 50‬مليون اورو وإجمالي ميزانيتها السنوية ال تتجاوز ‪ 43‬مليون اورو‪.1‬‬

‫تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في اليابان‪ :‬يمكن توضيح التعريف الياباني للمؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة وفق الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2‬تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في اليابان‪:‬‬


‫رأس املال (ين)‬ ‫عدد العمال (عامل)‬ ‫القطاع‬

‫أقل من ‪ 300‬مليون‬ ‫أقل من ‪ 300‬عامل‬ ‫الصناعة‪ ،‬البناء والنقل‬

‫أقل من ‪ 100‬مليون‬ ‫أقل من ‪ 100‬عامل‬ ‫مبيعات الجملة‬

‫أقل من ‪ 50‬مليون‬ ‫أقل من ‪ 50‬عامل‬ ‫مبيعات التجزئة‬

‫أقل من ‪ 50‬مليون‬ ‫أقل من‪ 50‬عامل‬ ‫الخدمات‬

‫املصدر‪ :‬عبد الرحمان ياسر‪ ،‬عماد الدين براشن‪" ،‬قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر الواقع‬
‫والتحديات"‪ ،‬مجلة نماء لالقتصاد والتجارة‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،03‬جوان ‪ ،2018‬ص‪.218‬‬

‫‪1 Nadine Levratto, « LES PME : Définition, rôle économique et politique publiques », Bibliothèque Nationale, paris, France,‬‬

‫‪1re édition, 2009, P24.‬‬

‫‪16‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لبعض الدول النامية‪:‬‬

‫تباينت اإلجراءات والقوانين الخاصة بتعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول النامية نذكر منها‬
‫تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في كل من تونس‪ ،‬املغرب والجزائر‪:‬‬

‫تونس‪ :‬يمكن تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تونس اعتمادا على أحد املسارين التالين‪:‬‬
‫عدد املستخدمين أقل من ‪ 50‬شخص؛ مبلغ االستثمار أقل من ‪ 1‬مليون دينار تونس ي‪.1‬‬
‫املغرب‪ :‬وردت عدة تعاريف للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة في املغرب وحسب التعريف املقدم من‬
‫طرف اللجنة الفرعية املكلفة باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬فإن هذه األخيرة تعرف بأن عدد‬
‫العاملين فيها ال يتجاوز ‪ 200‬عامل‪ ،‬رقم أعمالها أقل من ‪ 5‬ماليين درهم في مرحلة التأسيس و ‪20‬‬
‫مليون درهم في مرحلة النمو و ‪ 50‬مليون درهم في مرحلة النضج‪.2‬‬
‫تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪ :‬وضعت وزارة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫تعريفا مفصال رسميا من خالل القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصادر في‬
‫‪ ،2001-12-12‬حيث أعطى املشرع تعريفا يضع حدا للفراغ القانوني الحاصل والجدل القائم حول‬
‫هذا املوضوع‪ ،‬إذ أن الجزائر تبنت ميثاق بولوني (‪ )la charte de bologne‬في تعريفها للمؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة في جوان سنة ‪.32000‬‬

‫أما بعد سنة ‪ 2001‬نجد أن املادة ‪ 05‬من القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة رقم‬
‫‪ 02-17‬املؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪ 2017‬نصت على ما يلي‪" :‬تعرف املؤسسة الصغيرة واملتوسطة مهما كانت‬
‫طبيعتها القانونية‪ ،‬بأنها مؤسسة إنتاج السلع أو الخدمات‪ ،‬تشغل من (‪ )1‬واحد إلى مائتين وخمسين (‪)250‬‬
‫شخصا‪ ،‬ال يتجاوز رقم أعمالها السنوي (‪ )4‬ماليير دينار جزائري‪ ،‬أو ال يتجاوز مجموع حصيلتها السنوية (‪)1‬‬
‫مليار دينار جزائري‪ ،‬تستوفي معيار االستقاللية‪."4‬‬

‫‪ 1‬علي سالم أرميص‪"،‬مدى تنافسية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول العربية"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي حول‪" :‬متطلبات‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول العربية"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬يومي‪17 :‬و‪ 18‬أفريل ‪ ،2006‬ص‪.100‬‬
‫‪2‬صبرين زيتوني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.317‬‬
‫‪‬ميثاق بولونيا‪ :‬نظمت منظمة التعاون والتنمية االقتصادية سنة ‪ 2000‬ببولونيا (ايطاليا) الندوة الوزارية األولى حول املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة حيث تمت املصادقة على ميثاق بولونيا من طرف الجزائر حول السياسات املنتهجة في مجال املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫واملقاولة‪.‬‬
‫‪ 3‬الطيب داودي‪" ،‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية الواقع واملعوقات‪-‬حالة الجزائر"‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬العدد الحادي عشر‪ ،2011 ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ 4‬القانون رقم ‪ ،17-02‬املؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪" ،2017‬املتعلق باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،02‬الصادرة في ‪ ،17/01/11‬ص‪.5‬‬

‫‪17‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتبعا لذات القانون فقد أعطت املواد ‪ ،10 ،09 ،08‬تعريفا للمؤسسات املتوسطة والصغيرة واملصغرة على‬
‫الترتيب كما يلي‪:‬‬

‫املادة ‪ :08‬تعرف املؤسسة املتوسطة بأنها مؤسسة تشغل ما بين خمسين (‪ )50‬إلى مائتين وخمسين (‪)250‬‬
‫شخصا‪ ،‬ورقم أعمالها السنوي ما بين أربعمائة (‪ )400‬مليون دينار جزائري إلى (‪ )4‬ماليير دينار جزائري‪ ،‬أو‬
‫مجموع حصيلتها السنوية ما بين مائتي (‪ )200‬مليون دينار جزائري إلى مليار (‪ )1‬دينار جزائري‪.‬‬

‫املادة ‪ :09‬تعرف املؤسسة الصغيرة بأنها مؤسسة تشغل ما بين عشرة (‪ )10‬إلى تسعة وأربعين (‪ )49‬شخصا‪،‬‬
‫ورقم أعمالها السنوي ال يتجاوز أربعمائة (‪ )400‬مليون دينار جزائري‪ ،‬أو مجموع حصيلتها السنوية ال يتجاوز‬
‫مائتي (‪ )200‬مليون دينار جزائري‪.‬‬

‫املادة ‪ :10‬تعرف املؤسسة الصغيرة جدا بأنها مؤسسة تشغل من شخص (‪ )1‬واحد إلى تسعة (‪ )9‬أشخاص‪،‬‬
‫ورقم أعمالها السنوي أقل من أربعين (‪ )40‬مليون دينار جزائري‪ ،‬أو مجموع حصيلتها السنوية ال يتجاوز‬
‫عشرين (‪ )20‬مليون دينار جزائري‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)3‬تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب القانون الجزائريز‬


‫حصيلتها السنوية‬ ‫رأس مالها السنوي‬ ‫عدد العمال‬ ‫املعيار‬ ‫التصنيف‬
‫ال تتجاوز ‪ 20‬مليون دج‬ ‫أقل من ‪ 40‬مليون دج‬ ‫من ‪ 01‬إلى ‪09‬‬ ‫املؤسسة الصغيرة جدا‬
‫ال تتجاوز ‪ 200‬مليون دج‬ ‫أقل من ‪ 400‬مليون دج‬ ‫من ‪ 10‬إلى ‪49‬‬ ‫املؤسسة الصغيرة‬
‫ما بين ‪ 200‬مليون دج إلى‬ ‫ما بين ‪ 400‬مليون دج إلى‬ ‫من ‪ 50‬إلى ‪250‬‬ ‫املؤسسة املتوسطة‬
‫‪ 01‬مليار دج‬ ‫‪ 04‬ماليير دج‬
‫املصدر‪ :‬القانون رقم ‪ ،17-02‬املؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪" ،2017‬املتعلق باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬الصادرة في ‪ ،17/01/11‬ص‪.6‬‬
‫نالحظ أن املشرع الجزائري في آخر تعديل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة لسنة‪ 2017‬بقي معتمدا على‬
‫املعيار العددي واملالي وهي أكثر املعايير شيوعا واستخداما‪ ،‬إال أن املعيار العددي لم يتغير على القانون‬
‫السابق بعكس املعيار املالي الذي تغير إلى الضعف فيما يتعلق باألنواع الثالث‪ ،1‬وهو طبعا التعريف الذي‬
‫سوف نتبناه الستكمال ما تبقى من هذا العمل خاصة الفصل األخير منه‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫تلعب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة دور هام في اقتصاديات الدول من خالل الخصائص التي‬
‫تتمتع بها دون غيرها من املؤسسات األخرى من أجل مواجهة تحديات التغيرات االقتصادية كونها تعتبر أحد‬
‫روافد العملية التنموية‪ ،‬ويمكن إجمال هذه الخصائص فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬العيد غربي‪ ،‬عبد الوهاب دادن‪"،‬أثر تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على تنافسية االقتصاد الوطني خالل الفترة‪،"2015-1999 :‬‬
‫مجلة رؤى اقتصادية‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬ص ‪.214‬‬

‫‪18‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬سهولة التأسيس‪:‬‬

‫تستمد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة عنصر السهولة في إنشائها من انخفاض مستلزمات رأس‬
‫املال املطلوب إلنشائها نسبيا‪ ،‬حيث أنها تستند في األساس إلى جذب وتفعيل مدخرات األشخاص من أجل‬
‫تحقيق منفعة أو فائدة تلبي بواسطتها حاجات محلية في أنواع متعددة من النشاط االقتصادي‪ ،‬وهذا ما‬
‫يتناسب والبلدان النامية نتيجة نقص املدخرات فيها بسبب ضعف الدخل‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬انخفاض التكاليف الرأسمالية نسبيا‪:‬‬

‫يتميز املشروع الصغير بأن استثماراته محدودة كما أن تكلفة رأس املال املستثمر في أصوله الثابتة‬
‫واملتغيرة منخفضة نسبيا‪ ،‬مما يجعل تكلفة خلق فرص العمل فيها متدنية مقارنة بتكلفتها في الصناعات‬
‫الكبيرة‪ ،‬وفي حقيقة األمر فإن املشروع الصغير يسعى إلى دورة رأس مال سريعة أي استرداد األموال في أقل‬
‫وقت ممكن‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬مالئمة أنماط امللكية من حيث حجم رأس املال ومالءمته ألصحاب هذه املشروعات‪:‬‬

‫حيث أن تدني رأس املال يزيد من إقبال من يتصفون بتدني مدخراتهم على مثل هذه املشروعات‬
‫نظرا النخفاض كلفتها مقارنة مع املشروعات الكبيرة‪.3‬‬

‫رابعا‪ :‬املرونة العالية‪:‬‬

‫يتمتع العمل الصغير بمرونة عالية والقدرة على التغيير‪ ،‬هذه ميزة ال تتمتع بها األعمال الكبيرة وذلك‬
‫ألنها تمتلك جهازا إداريا وتنظيميا أكبر أقل يجعالنها أقل قدرة على تحسس األخطار واألخطاء ومعالجتها‪.4‬‬

‫خامسا‪ :‬االنتشار الجغرافي الواسع‪:‬‬

‫تتميز املشروعات الصغيرة واملتوسطة باالنتشار الجغرافي الواسع الذي يجعلها تغطي مناطق‬
‫مختلفة وأعداد كبيرة من السكان‪ ،‬وذلك نظرا النخفاض تكاليف تأسيسها من جهة ومحدودية إنتاجها من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬الذي غالبا ما يكون مستهلكي هذا اإلنتاج في إطار وحدود منطقة إقامة املشروع‪ ،‬األمر الذي‬
‫يستدعي تلبية احتياجات املجتمع املحلي بتأسيس املزيد من هذه املشروعات‪.5‬‬

‫‪1‬عبد هللا خبابة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.37‬‬


‫‪2‬عالء عباس‪ ،‬محمد السالمى‪" ،‬ريادة األعمال واملشروعات الصغيرة"‪ ،‬دار التعليم الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2018 ،‬ص‪.104‬‬
‫‪ 3‬يوسف عزة خيرت‪" ،‬إدارة املشروعات الصغيرة واملتوسطة (تصميم مشروعات التنمية‪-‬جدوى املشروع)"‪ ،‬دار التعليم الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2018 ،‬ص‪.9‬‬
‫‪4‬علي فالح مفلح الزعبي‪" ،‬ريادة األعمال (صناعة القرن الحادي والعشرين)"‪ ،‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪،2016 ،‬‬
‫ص‪.178‬‬
‫‪ 5‬عالء عباس‪ ،‬محمد السالمى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪19‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫سادسا‪ :‬تواضع املستوى التكنولوجي واآلالت املستخدمة‪:‬‬

‫تتسم املشروعات الصغيرة بمحدودية متطلبات التكنولوجيا والتحديث بالشكل الذي تتطلبه‬
‫املشاريع الكبيرة وذلك نظرا لضعف القدرة املالية ملالك املشروع الصغير‪ ،‬فغالبا ما يكون املستوى‬
‫التكنولوجي املستخدم غير متقدم نسبيا ويعتمد إلى حد كبير على اإلمكانيات املحلية املتاحة فتكون األدوات‬
‫املستخدمة بسيطة والتي بدورها تعتمد على مهارة العمال‪.1‬‬

‫سابعا‪ :‬التجديد‪:‬‬

‫إن املشروعات الصغيرة هي املصدر الرئيس ي لألفكار الجديدة واالختراعات‪ ،‬فكثير من براءات االختراع‬
‫تعود إلى أفراد أغلبهم يعملون في مشروعات صغيرة‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن املشروعات التي يديرها أصحابها‬
‫تتعرض للتجديد والتحديث أكثر من املؤسسات العامة ألن العاملين الذين يعملون على ابتكار أفكار جديدة‬
‫تؤثر على أرباحهم ويجدون بذلك حوافز تدفعهم بشكل مباشر للعمل‪.2‬‬

‫ثامنا‪ :‬تقديم الخبرة املتكاملة للعاملين‪:‬‬

‫من أهم مزايا هذه املؤسسات أنها تسمح للعاملين بها بالقيام بمهام مختلفة في فترات زمنية قصيرة‬
‫حيث تتنوع املهام واملسؤوليات التي يقوم بها العاملين في املشروع الصغير لذلك تتسع خبراتهم ومعارفهم‪.3‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫باتت املشروعات الصغيرة واملتوسطة كواحدة من أقوى أدوات التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫وأحد أهم العناصر االستراتيجية في تحقيقها في معظم دول العالم الصناعية والدول النامية على حد سواء‪،‬‬
‫وذلك لألهمية التي يحتلها هذا النوع من املؤسسات والتي يمكن إجمالها في النقاط التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬املساهمة في الحد من البطالة‪:‬‬

‫من خالل توفير فرص عمل بشكل مستمر وبتكلفة منخفضة نسبيا إذا ما قورنت باملشروعات‬
‫الكبيرة‪ ،‬وبالتالي تخفيف العبء على ميزانية الدولة‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬توزيع الصناعات وتنويع الهيكل اإلنتاجي‪:‬‬

‫إذ تعمل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على القيام بتوزيع الصناعات الجديدة على املدن الصغيرة‬
‫واألرياف والتجمعات السكانية النائية‪ ،‬وهذا ما يعطيها فرصة أكبر الستخدام املوارد املحلية وتنميتها‪ ،‬وتلبية‬

‫‪ 1‬عالء عباس‪ ،‬محمد السالمى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.106‬‬


‫‪ 2‬توفيق عبد الرحيم يوسف حسن‪" ،‬إدارة األعمال التجارية الصغيرة"‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2002 ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ 3‬نهال فردي مصطفى‪ ،‬نبيلة عباس‪" ،‬أساسيات األعمال في ظل العوملة"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‪.92‬‬
‫‪ 4‬سيد سالم عرفة‪" ،‬الجديد في إدارة املشاريع الصغيرة"‪ ،‬دار الراية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2011 ،‬ص‪.70‬‬

‫‪20‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫احتياجات األسواق املتواجدة في تلك األماكن‪ ،1‬واعتبارها العمق االستراتيجي للمؤسسات الكبيرة (املساهمة‬
‫في تلبية بعض احتياجات الصناعات الكبيرة سواء باملواد األولية أو االحتياطية)‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التكامل االقتصادي‪:‬‬

‫إن مسألة تكامل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة مع املؤسسات الكبيرة أمر في غاية األهمية‪،‬‬
‫فالتعاون بين املؤسسات الصغيرة واملتوسطة واملؤسسات الكبيرة يؤدي إلى تدعيم الصناعة ككل وتنظيم‬
‫االستهالكات الوسيطة وتنوع اإلنتاج الصناعي‪ ،‬فاملؤسسات الصغيرة واملتوسطة تعتبر في كثير من األحيان‬
‫مشروعات مغذية تعتمد عليها املؤسسات الكبيرة‪.3‬‬

‫رابعا‪ :‬أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنمية الصادرات‪:‬‬

‫تلعب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة دورا مؤثرا في دعم وتنمية الصادرات من خالل سد جزء من‬
‫حاجة الطلب املحلي وبالتالي إتاحة فرصة أكبر لتصدير إنتاج املؤسسات الكبيرة ملا يتميز به من مميزات‬
‫نسبية ووفرات اقتصادية‪ ،‬أو من خالل تصدير منتجاتها مباشرة حيث تساهم بذلك بتوفير العملة الصعبة‪.4‬‬

‫خامسا‪ :‬رفع كفاءة تخصيص املوارد‪:‬‬

‫تساهم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في رفع كفاءة تخصيص املوارد إذ تميل لتبني األساليب‬
‫اإلنتاجية ذات الكثافة في العمل بما يعكس وفرة قوى العمل وندرة رأس املال‪ ،‬وكلما توسع نشاط تلك‬
‫املشروعات في األسواق غير الرسمية أصبحت أسعار عوامل اإلنتاج واملنتجات التي تتعامل بها تعكس بصورة‬
‫أفضل تكاليف الفرص البديلة مقارنة باألسعار التي تتعامل بها املؤسسات الكبيرة‪.5‬‬

‫سادسا‪ :‬أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في زيادة الناتج املحلي اإلجمالي‪:‬‬

‫يتضح دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي من خالل رفع مستوى التوظيف لعنصر‬
‫العمل الذي هو من أبرز عناصر اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي الرفع من مستوى الطلب الكلي الفعال على السلع‬
‫االستهالكية واالستثمارية‪ ،‬ألنه كلما زاد التوظيف زاد الدخل ألفراد املجتمع فجزء من هذا الدخل يوجه‬
‫لالستهالك املباشر أما الجزء املتبقي فيوجه لالستثمار في مشاريع صغيرة أو يدخر في املؤسسات املالية التي‬

‫‪ 1‬حنان بقاط‪ ،‬سليمة هالم‪" ،‬هيئات دعم وترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬مجلة البحوث االقتصادية املتقدمة‪ ،‬جامعة‬
‫الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬ديسمبر‪ ،2018‬ص‪.45‬‬
‫‪ 2‬مصطفى يوسف كافي‪" ،‬بيئة وتكنولوجية إدارة املشروعات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬مكتبة املجتمع العربي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪.36‬‬
‫‪ 3‬محمد هيكل‪" ،‬مهارات إدارة املشروعات الصغيرة"‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2003 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ 4‬نبيل جواد‪" ،‬إدارة وتنمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬الجزائرية للكتاب‪ ،‬درارية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2006 ،‬ص‪.94‬‬
‫‪ 5‬نور الدين أحمد قايد‪" ،‬آليات وبرامج دعم ترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة لحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثامن عشر‪ ،‬جوان‪ ،2008‬ص ص‪.83،82‬‬

‫‪21‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫توجهه بدورها إلى االستثمار‪ ،‬وبالتالي زيادة حجم الناتج املحلي وتنوعه لشمولية هذه املؤسسات على العديد‬
‫من القطاعات االقتصادية‪.1‬‬

‫سابعا‪ :‬أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تشجيع اإلبداع واالبتكار‪:‬‬

‫من أجل الصمود أمام املنافسة الشرسة التي تواجهها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من املؤسسات‬
‫الكبيرة والشركات املتعددة الجنسيات‪ ،‬لجأت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى االهتمام بمجال اإلبداع‬
‫واالبتكار كونها تلعب دور ريادي في هذا املجال‪.2‬‬

‫وانطالقا من هذه األهمية نستخلص أهداف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتي نوجزها فيما يلي‪:3‬‬

‫‪ ‬ترقية روح املبادرة الفردية والجماعية باستخدام أنشطة اقتصادية سلعية أو خدمية لم تكن موجودة‬
‫من قبل‪ ،‬وكذا إحياء أنشطة تم التخلي عنها ألي سبب كان؛‬
‫‪ ‬استحداث فرص عمل جديدة بصورة مباشرة وهذا ملستحدثي املؤسسات‪ ،‬أو بصورة غير مباشرة عن‬
‫طريق استخدامهم ألشخاص آخرين‪ ،‬ومن خالل االستحداث لغرض العمل يمكن أن تتحقق االستجابة‬
‫السريعة للمطالب االجتماعية في مجال الشغل؛‬
‫‪ ‬إعادة إدماج املسرحين من مناصب عملهم جراء اإلفالس لبعض املؤسسات العمومية أو بفعل تقليص‬
‫حجم العمالة فيها جراء إعادة الهيكلة أو الخوصصة وهو ما يدعم إمكانية تعويض بعض األنشطة‬
‫املفقودة؛‬
‫‪ ‬يمكن أن تشكل أداة فعالة لت وطين األنشطة في املناطق النائية‪ ،‬مما يجعلها أداة هامة لتثمين وترقية‬
‫الثروة املحلية‪ ،‬وإحدى وسائل االندماج والتكامل بين املناطق؛‬
‫‪ ‬يمكن أن تكون حلقة وصل في النسيج االقتصادي من خالل مجمل العالقات التي تربطها بباقي‬
‫املؤسسات املحيطة واملتفاعلة معها والتي تشترك في استخدام نفس املدخالت؛‬
‫‪ ‬تمكين فئات عديدة من املجتمع تمتلك أفكار استثمارية جيدة ولكنها ال تملك القدرة املالية واإلدارية‬
‫على تحويل هذه األفكار إلى مشاريع واقعية؛‬
‫‪ ‬تشكل إحدى مصادر الدخل بالنسبة ملستحدثيها ومستخدميها‪ ،‬كما تشكل مصدرا إضافيا لتنمية العائد‬
‫املالي للدولة من خالل االقتطاعات والضرائب املختلفة‪.‬‬

‫‪1‬عبد الحق بوقفة‪ ،‬عبد هللا مايو‪" ،‬مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية االقتصادية والصعوبات التي تواجهها"‪ ،‬مجلة‬
‫اآلفاق للدراسات االقتصادية‪ ،‬جامعة‪ ،‬العربي التبس ي‪ ،‬تبسة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2018‬ص‪.23‬‬
‫‪ 2‬عبد الرحمان ياسر‪ ،‬عماد الدين براشن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ 3‬كريمو دراجي‪ "،‬متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬مجلة دراسات في االقتصاد والتجارة املالية‪ ،‬مخبر الصناعات‬
‫التقليدية لجامعة الجزائر‪ ،3‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،05‬العدد الثاني‪ ،2016 ،‬ص‪.479‬‬

‫‪22‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تصنيفات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫إن قدرة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على ممارسة العديد من النشاطات في مجاالت مختلفة‬
‫وكذا الخصوصية التي تتمتع بها مكنتها من التواجد في صورة العديد من األشكال نذكر أهمها في اآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب طبيعة املنتج‪:‬‬

‫تصنف املؤسسات حسب طبيعة املنتجات إلى‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنتجة للسلع االستهالكية‪:‬‬

‫نقصد بالسلع االستهالكية السلع النهائية املوجهة لالستهالك النهائي كاألغذية واأللبسة وغيرهما‪،‬‬
‫وتنطوي هذه املنتجات تحت واحد من الصناعات التالية‪ :‬صناعة النسيج والجلود‪ ،‬الصناعات الغذائية‬
‫وأخيرا الصناعات الفالحية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنتجة للسلع الوسيطة‪:‬‬

‫تضم املؤسسات التي تنتج قطع الغيار أو أجزاء اآلالت‪ ،‬مواد البناء وغيرها‪ ،‬وتنطوي هذه املنتجات‬
‫تحت واحدة من الصناعات التالية‪ :‬صناعات مواد البناء‪ ،‬الصناعات امليكانيكية‪ ،‬املحاجر واملناجم‬
‫والصناعات الكيميائية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنتجة لسلع التجهيز‪:‬‬

‫صناعات تحتاج إلى أموال كبيرة وعمالة مؤهلة وعدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيها قليل‪،‬‬
‫وتقوم هذه الصناعات بإنتاج اآلالت وأغلب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي تنشط في هذه الصناعات‬
‫هي مصانع تجميع وتركيب فقط‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الخدماتية‪:‬‬

‫وهي التي تقوم بتقديم الخدمات املختلفة مثل مقاهي االنترنت‪ ،‬املطاعم وغيرها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب طبيعة توجهها‪:‬‬

‫تصنف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب طبيعة توجهها إلى‪:2‬‬

‫‪ 1‬رابح خوني‪ ،‬رقية حساني‪" ،‬أساسيات التمويل باملشاركة بين االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الوضعي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة"‪،‬‬
‫دار الراية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2015 ،‬ص ص‪.54،53‬‬
‫‪ 2‬نور الهدى بورنو‪" ،‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪ -‬مراحل تطورها ودورها في التنمية"‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي للدراسات‬
‫االستراتيجية‪ ،‬االقتصادية والسياسية‪08( ،‬ديسمبر ‪ ،)2016‬نقال عن املوقع‪ https://democraticac.de/?p=40830 :‬يوم‪ 13 :‬أفريل ‪.2020‬‬

‫‪23‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬املؤسسات العائلية‪:‬‬

‫تتميز املؤسسات العائلية بكون مكان إقامتها هو املنزل فهي تستخدم في تشغيل األيادي العاملة العائلية‪،‬‬
‫حيث يتم إنشاؤها ملساهمة أفراد العائلة وتنتج منتجات تقليدية للسوق بكميات محدودة‪ ،‬هذا في حالة‬
‫بعض البلدان الصناعية مثل اليابان وسويسرا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املؤسسات التقليدية‪:‬‬

‫يقترب أسلوب تنظيم املؤسسات التقليدية من النوع األول من املؤسسات املصغرة واملتوسطة كونها تنتج‬
‫منتجات تقليدية أو قطعا لفائدة مصنع ترتبط به بشكل تعاقد تجاري‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬املؤسسات املتطورة وشبه املتطورة (نظام الورش)‪:‬‬

‫تتميز هذه املؤسسات عن غيرها من املؤسسات في اتجاهها باألخذ بفنون اإلنتاج الحديثة سواء من ناحية‬
‫التوسع في استخدام رأس املال الثابت أو من ناحية تنظيم العمل أو من ناحية املنتجات التي يتم صنعها‬
‫بطريقة عصرية منظمة وطبقا للمعايير واملقاييس العاملية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب الشكل القانوني‪.‬‬

‫يمكن توضيح مختلف تصنيفات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة قانونيا فيما يلي‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬التعاونيات‪:‬‬

‫تعد الجمعيات التعاونية من املشاريع االختيارية التي تؤمن من قبل مجموعة من العناصر البشرية‬
‫بهدف تأمين احتياجات األعضاء من الخدمات والسلع الضرورية بأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املؤسسات العامة‪:‬‬

‫هي املؤسسات التابعة للقطاع العام‪ ،‬فهي تمتاز بإمكانيات مالية ومادية كبيرة وتستفيد من‬
‫مجموعة تسهيالت وإعفاءات مختلفة وكذلك تحتوي على جهاز رقابي يتمثل في الوصاية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬املؤسسات الخاصة‪:‬‬

‫هي مؤسسات تخضع للقانون الخاص ويندرج تحتها صنفين أساسين هما‪:‬‬

‫‪. 1‬املؤسسات الفردية‪ :‬هي شكل من أشكال مؤسسات األعمال التي يمتلكها شخص واحد غالبا ما يمارس‬
‫مسؤوليات إدارة العمل يوميا‪ ،‬يمتلك كافة موجودات العمل وإليه وحده تؤول األرباح املتولدة‪.2‬‬

‫‪ 1‬نور الهدى بورنو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬


‫‪2‬مزهر شعبان العاني وآخرون‪" ،‬إدارة املشروعات الصغيرة منظور ريادي تكنولوجي"‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2010 ،‬ص‪.75‬‬

‫‪24‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪.2‬مؤسسات الشراكة‪ :‬الشراكة هي عقد يلتزم بمقتضاه شخصان أو أكثر بأن يساهم كل منهم في مشروع ما‬
‫بتقديم حصة من املال أو العمل أو كليهما‪ ،‬على أن يقتسموا ما قد ينشا من هذا املشروع من ربح أو خسارة‬
‫حيث تنقسم مؤسسات الشراكة إلى نوعين هما شركات األشخاص وشركات األموال‪.‬‬

‫‪ .1.2‬شركة األشخاص‪ :‬تقوم على أساس االعتبار الشخص ي والثقة املتبادلة بين األطراف املشاركة مما‬
‫يكون له األثر اإليجابي على نشاط املؤسسة وهي ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬شركات التضامن‪ :‬تمثل شركات التضامن شكال آخرا من أشكال املشروعات الصغيرة‪ ،‬فهي شركة‬
‫طوعية بين شخصين أو أكثر للقيام بمشروع يدر عائدا مليا عليهم ويحقق ربحا لهم‪.1‬‬
‫‪ ‬شركات املحاصة‪ :‬تعتمد في إنشائها على اتفاق كتابي أو شفوي بين اثنين أو أكثر من الشركاء للقيام‬
‫بنشاط اقتصادي خالل فترة زمنية محدودة لتحقيق ربح معين يتم تقاسمه فيما بين الشركاء حسب‬
‫اتفاقهم‪ ،‬ومع نهاية النشاط االقتصادي الذي أقيمت ألجله تنتهي شركة املحاصة‪.‬‬
‫‪ ‬شركة التوصية البسيطة‪ :‬هي من شركات األشخاص‪ ،‬تقوم على االعتبار الشخص ي وال تختلف عن‬
‫شركة التضامن إال من ناحية واحدة وهي أن هذه الشركة تضم نوعين من الشركاء وهما‪:‬‬
‫‪ ‬شركاء متضامنون يسألون عن ديون الشركة في أموالهم الخاصة؛‬
‫‪ ‬شركاء متضامنون ال يسألون إال في حدود حصصهم‪ ،‬وتطبق أحكام شركة التضامن على شركة‬
‫التوصية باستثناء األحكام الخاصة بهذه األخيرة‪.‬‬
‫‪ .2.2‬شركات األموال‪ :‬هي الشكل األكثر تطورا بين الشركات التي تمتلك رؤوس أموال ضخمة من عدد‬
‫كبير من األشخاص وتوظيف الخبرات الالزمة دون تدخل هيمنة شخصية من قبل املساهمين‪ ،‬ولهذا‬
‫النوع من الشركات أنواع عديدة أهمها‪ :‬شركات املساهمة‪ ،‬شركات ذات املسؤولية‪ ،‬شركات التوصية‬
‫باألسهم‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب أسلوب تنظيم العمل‪.‬‬

‫حسب هذا املعيار يمكن تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى املؤسسات املصنعة‬
‫واملؤسسات غير املصنعة كما يلي‪:2‬‬

‫أوال‪ :‬املؤسسات املصنعية‪:‬‬

‫يجمع صنف املؤسسات املصنعية كل من املصانع الصغيرة واملتوسطة واملصانع الكبيرة وهو يتميز‬
‫عن صنف املؤسسات غير املصنعية من حيث تقسيم العمل وتعقيد العمليات اإلنتاجية واستخدام‬
‫األساليب الحديثة وأيضا من حيث طبيعة السلع املنتجة واتساع أسواقها‪.‬‬

‫‪1‬مزهر شعبان العاني وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.76‬‬


‫‪ 2‬نصيرة عقبة‪ "،‬فعالية التمويل البنكي ملشاريع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪،‬‬
‫(غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.51‬‬

‫‪25‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬املؤسسات غير املصنعية‪:‬‬

‫تجمع املؤسسات غير املصنعية بين نظام اإلنتاج العائلي والنظام الحرفي‪ ،‬إذ يعتبر اإلنتاج العائلي‬
‫املوجه لالستهالك الذاتي أقدم شكل من حيث تنظيم العمل‪ ،‬ومع ذلك يبقى يحتفظ بأهميته حتى في‬
‫اال قتصاديات الحديثة‪ ،‬أما اإلنتاج الحرفي الذي ينشطه الحرفي بصفة انفرادية أو بإشراك عدد من‬
‫املساعدين يبقى دائما نشاط يدوي يصنع بموجبه سلع ومنتجات حسب احتياجات الزبائن‪ ،‬حيث نميز في‬
‫نطاق اإلنتاج الحرفي بين كل من اإلنتاج املنزلي الذي يتخذ املنزل كمكان للعمل‪ ،‬واإلنتاج في ورشات عندما‬
‫ينتقل الحرفي إلى مكان خارج املنزل‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬عوامل نجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحديات التي تواجهها‪.‬‬
‫تتمتع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بمجموعة من العوامل التي تساهم في إبراز الدور التنموي‬
‫لها‪ ،‬إال أنه بالرغم من املزايا التي تتمتع بها هذه املؤسسات لها مجموعة من املشاكل والعراقيل التي تحول‬
‫دون تحقيق ربحيتها ودفعها نحو التقدم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عوامل نجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫يمكن إجمال العوامل التي تساهم في نجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عوامل متعلقة بكفاءة اإلدارة‪:‬‬

‫إذا كانت كفاءة الجهاز اإلداري في املشروع جيدة‪ ،‬فإن املشروع سوف يحقق النجاح حيث تكمن‬
‫كفاءة اإلدارة بكفاءة ومهارة الكادر اإلداري الذي يقوم على إدارة املشروع وهذه الكفاءة تتحدد ببعض‬
‫العناصر مثل‪ :‬قدرة اإلدارة على التجاوب والتأقلم مع التغيير في بيئة املشروع الداخلية والخارجية‪ ،‬قدرة‬
‫اإلدارة في إحداث التغيير لصالح املشروع وإحداث التطور كذلك قدرة اإلدارة على تخطيط وتنظيم مراقبة‬
‫سير العمل وتطوير العمليات وغيرها من القدرات األخرى التي تساهم في كفاءة التسيير‪.1‬ويمكن إيجاز‬
‫العوامل املتعلقة بكفاءة اإلدارة في اآلتي‪:2‬‬

‫قدرة اإلدارة على التجاوب والتأقلم مع التغيير في بيئة املشروع الداخلية والخارجية والتنبؤ بمستقبل‬ ‫‪‬‬
‫السوق واملنافسة؛‬
‫قدرة اإلدارة على إحداث التغيير لصالح املشروع وإحداث التطور؛‬ ‫‪‬‬
‫قدرة اإلدارة على توفير املوارد املناسبة وخاصة اليد العاملة املاهرة للمشروع؛‬ ‫‪‬‬
‫قدرة اإلدارة على تخطيط وتنظيم ومراقبة سير العمل وتطوير العمليات؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬مصطفى يوسف كافي‪" ،‬إدارة حاضنات األعمال للمشاريع الصغيرة"‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2017 ،‬ص‪.54‬‬
‫‪ 2‬مصطفى يوسف كافي‪" ،‬ريادة األعمال وإدارة املشاريع الصغيرة"‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2016 ،‬ص‪.64‬‬

‫‪26‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬الخصائص الريادية لإلدارة وقدرتها على االستحداث وتشكيل األهداف وتحقيقها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توفير العمالة املتخصصة الفنية الالزمة للعمليات اإلنتاجية والصيانة‪:‬‬


‫وهذا العنصر هام جدا في مجال املشروعات الصغيرة ألنها تميل إلى استخدام العنصر البشري‬
‫بشكل أكبر من اعتمادها على اآلالت‪ ،‬حيث أن العامل سيظل هو األساس األول في اإلنتاج وتشغيل اآلالت‬
‫وإدخال التحسينات والتعديالت على اآلالت لزيادة إنتاجيتها‪ ،‬فهناك عمال مبتكرون وتوافر هذه الطبقة في‬
‫املجتمع يعتبر عامل نجاح لتنمية وازدهار الصناعات الصغيرة‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬التقدير السليم لرأس املال واالئتمان‪:‬‬

‫رأس املال هو املبلغ الذي يستطيع مالك املشروع استثماره فيه‪ ،‬لذلك البد من تحديده بكل دقة‬
‫من خالل تحديد أنواع وأحجام األصول املطلوبة أي تحديد القدر املطلوب منه‪.2‬‬

‫رابعا‪ :‬قدرات ومهارات متنوعة لدى اإلدارة وخصائص شخصية لدى املالكين واملديرين تساعد على‬
‫نجاح املؤسسة الصغيرة واملتوسطة‪:‬‬

‫إن امتالك رسالة واضحة يتقاسمها الجميع شرط ضروري لزيادة تحفيز العاملين واالندماج بالعمل‪،‬‬
‫وان واحدة من أهم أسباب فشل املنظمات الصغيرة هو الرؤية الضيقة واالهتمام بجانب واحد وإهمال‬
‫األخريات‪ ،‬ولقد عبر البعض عن عوامل نجاح املنظمات الصغيرة بجانبين يرتبط األول بكفاءة اإلدارة ويرتبط‬
‫الجانب اآلخر بمجموعة من العوامل املساعدة من قبيل تحديد األهداف وحسن استيعاب املهام واألنشطة‬
‫اإلدارية‪.3‬‬

‫خامسا‪ :‬القرب من السوق والزبون‪:‬‬

‫رغم صغر حجم هذه املؤسسات فهي تتميز بمرونة عالية تساعدها وتمكنها من التعامل بسرعة مع‬
‫ما يحدث في البيئة الخارجية والسوق‪ ،‬إذ أن كونها قريبة من الزبون ومعرفة ما يريده بوضوح يمكنها من‬
‫تلبية احتياجاته بسرعة‪ ،‬إلى جانب ذلك فإن قربها هذا يمكنها أيضا من تطوير وتقوية عالقاتها مع زبائنها‬
‫وهذه الناحية تمثل هدفا استراتيجيا في مشروعات األعمال الكبيرة تسعى إلى تحقيقه‪.4‬‬

‫‪ 1‬أيمن علي عمر‪" ،‬إدارة املشروعات الصغيرة‪ :‬مدخل بيئي مقارن"‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2007،‬ص‪.76‬‬
‫‪ 2‬عبد الحميد مصطفى أبو الناعم‪" ،‬إدارة املشروعات الصغيرة‪ -‬كيف تصبح رجل أعمال ناجح‪ -‬كيف تصبحين سيدة أعمال ناجحة"‪ ،‬دار‬
‫الفجر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2002 ،‬ص‪.70‬‬
‫‪3‬طاهر محسن منصور الغالبي‪"،‬إدارة واستراتيجية منظمات األعمال املتوسطة والصغيرة"‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪،2009 ،‬‬
‫ص ‪.38‬‬
‫‪ 4‬عمر وصفي عقيلي‪" ،‬إدارة مشروعات األعمال الصغيرة"‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2018 ،‬ص‪.35‬‬

‫‪27‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫سادسا‪ :‬قدرة املؤسسة على تقديم ش يء متميز خاص‪:‬‬

‫تقدم املؤسسة وتجلب ش يء جديد أو أصيل للسوق‪ ،‬حتى لو بدت هذه السوق مزدحمة باملنافسين‬
‫واملنتجات‪ ،‬تستطيع املؤسسة أن تميز نفسها عن املنافسين لها من خالل املنتج والتكنولوجيا الجديدة أو‬
‫باستخدام خاص ومتفرد لطرق التوزيع املعروفة‪ ،‬يفترض أن يكون نادرا أن يبدأ العمل دون قدرة على‬
‫اإلبداع والتجديد أو تصور رؤية ريادية يستطيع أن يجسدها في أفعاله وأنشطته املختلفة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬املشاكل التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫تواجه املشروعات الصغيرة واملتوسطة العديد من املشكالت التي تحد من القدرة على تنميتها‬
‫وتطويرها والتي تتعلق بالعديد من الجوانب يمكن توضيحها في اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الصعوبات املالية‪:‬‬

‫تعتبر املشكالت التمويلية من أهم املعوقات التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬فما يالحظ‬
‫أن هذه املؤسسات تعاني من صعوبات جمة في حصول أصحابها على التمويل الكافي من املؤسسات املالية‬
‫نظرا لعدم توفر آلية ائتمانية قادرة على تلبية متطلبات املقرضين واملقترضين معا وإيجاد سياسات وإجراءات‬
‫تجعل من عملية اإلقراض عملية مربحة لكال الطرفين‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإن البنوك تعتبر أن عملية‬
‫إقراض املؤسسات الصغيرة واملتوسطة عملية محفوفة باملخاطر وغير مجدية بحجة أنها ال تتوفر على‬
‫الضمانات الكافية‪ ،‬وأن تكاليف عمليات اإلقراض تعتبر عالية نسبيا لكثرة املؤسسات التي تطلب القروض‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصعوبات اإلدارية‪:‬‬

‫تتمثل هذه الصعوبات فيما يلي‪:3‬‬

‫‪ ‬القصور في الخبرات اإلدارية والقدرات التنظيمية وقلة االعتماد على األساليب العلمية لإلدارة؛‬
‫‪ ‬تعاني املشروعات الصغيرة من قصور شديد في نظام املحاسبة‪ ،‬حيث ال يتم الفصل بين الذمة املالية‬
‫للمشروع وصاحبه‪ ،‬وعدم وجود دفاتر محاسبية منتظمة يمكن من خاللها التعرف على النتائج؛‬
‫‪ ‬قصور الخبرات التنظيمية لدى أصحاب املشروعات الصغيرة سواء فيما يتعلق بصنع القرار االستثماري‬
‫أو الناحية اإلدارية‪.‬‬

‫‪ 1‬طاهر محسن منصور الغالبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.37‬‬


‫‪ 2‬الطيب داودي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ 3‬محمد خليل محمود محمد‪" ،‬املشروعات الصغيرة‪ :‬طريق للتنمية املستدامة"‪ ،‬دار حميثرا للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪،2018 ،‬‬
‫ص‪.46‬‬

‫‪28‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬الصعوبات التسويقية‪:‬‬

‫تكمن الصعوبات التسويقية في مدى الحاجة إلى خطة تسويقية في بداية املشروع الصغير‪ ،‬حيث‬
‫أوضحت الدراسات أن نسبة صغيرة من أصحاب املشروعات الصغيرة يرون أهمية وجود خطة تسويقية‬
‫منذ بداية املشروع نظرا لصغر الحجم وعدم فهم مكونات الخطة التسويقية‪ ،‬حيث أن هذا يتفق مع الواقع‬
‫إذ هناك العديد من الخطط املكتوبة فقط على الورق دون وجود خطة لتنفيذها‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬ضعف الرقابة املالية‪:‬‬

‫تتخذ حاالت الضعف في الرقابة على األنشطة املالية مجاالت متعددة‪ ،‬ولكن من أبرزها هو النقص‬
‫في رأس املال وكذلك االئتمان غير املرهون أو املوثق‪ ،‬أي البيع اآلجل للمستهلكين بدون ضوابط وحدود‪،‬‬
‫فعدم تمكن املالكين من تحديد املتطلبات املالية الضرورية للبدء باملشروع وضمان استمراريته‪ ،‬وعدم‬
‫قدرتهم على زيادة التدفقات النقدية الداخلية سوف يساهم في خلق األزمات املالية لهذا املشروع‪.2‬‬

‫خامسا‪ :‬النقص في عمليات التخطيط االستراتيجي‪:‬‬

‫يعتقد بعض املدراء في املشروعات الصغيرة أن فوائد التخطيط االستراتيجي تكون واضحة وقائمة‬
‫في املشروعات الكبيرة فقط‪ ،‬حيث أن الخطة االستراتيجية إنما تقوي وتدعم القدارت الريادية ملشروعات‬
‫األعمال الصغيرة ولتكون متكيفة ومتفاعلة مع املتغيرات البيئية األساسية واملهمة‪ ،‬وبذلك تكون الفعاليات‬
‫الريادية هي األكثر واقعية وذات جدوى متميزة في بناء هذه املشروعات لتفعيل دورها في خدمة التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.3‬‬

‫سادسا‪ :‬عدم القدرة على التحول‪:‬‬

‫بعد بدء العمل بفترة ونموه فإن ذلك يتطلب أسلوبا إداريا مختلفا‪ ،‬فالقبليات التي كانت مناسبة في‬
‫بداية العمل وأدت لتحقيق النجاح تصبح غير مناسبة بتوسع العمل ونموه أو تصبح اإلدارة غير فعالة‪،‬‬
‫فالنمو يتطلب تفويضا أكبر للصالحيات وهذا ما يرفضه العديد من أصحاب املشاريع الصغيرة‪ ،‬كما إنه‬
‫يتطلب قدرات وقابليات جديدة قد ال تتوفر لدى صاحب املشروع مما يؤدي إلى فشل املشروع‪.4‬‬

‫‪1‬أشرف محمد إبراهيم عوض‪" ،‬أفكار جديدة ملشروعك الصغير طريقك لتحقيق الثروة والنجاح"‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،2009 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪2‬حسن الحسيني فالح‪" ،‬إدارة املشروعات الصغيرة مدخل استراتيجي للمنافسة والتميز"‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪،2006 ،‬‬
‫ص‪.32‬‬
‫‪3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.33،32‬‬
‫‪ 4‬ماجدة العطية‪" ،‬إدارة املشروعات الصغيرة"‪ ،‬دار املسيرة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2002 ،‬ص ص‪.21،20‬‬

‫‪29‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬أساسيات حول عملية التأهيل‪.‬‬

‫إن الحديث عن التطوير والتحسين يقودنا بالضرورة إلى التحدث عن التأهيل‪ ،‬إذ يعد التأهيل‬
‫مجموعة اإلجراءات التي عادة ما تقوم بها املؤسسات إلحداث تغيرات هيكلية على عدة مستويات‪ ،‬ذلك‬
‫لتحسين قدرة املؤسسات على مواجهة التغيرات التي يمكن أن تحدث داخلها وخاصة التغيرات الخارجية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم ومبادئ التأهيل‪.‬‬

‫وردت العديد من املفاهيم الخاصة بالتأهيل في العديد من الدول والتي سيتم توضيحها‪ ،‬إلى جانب‬
‫بعض املبادئ التي تقوم عليها عملية التأهيل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التأهيل‪.‬‬

‫مصطلح التأهيل يعد وليد التجربة البرتغالية سنة‪ 1988‬في إطار وسائل دعم اندماج البرتغال‬
‫لالتحاد األوروبي‪ ،‬إذ يهدف إلى التسريع من عملية عصرنة االقتصاد البرتغالي من خالل تقوية قواعد التكوين‬
‫املنهي والتحكم في تمويل االستثمارات اإلنتاجية للمؤسسات وخاصة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪،‬‬
‫وبنجاحها ألفتت اهتمام العديد من الدول النامية ومنها الجزائر‪.1‬‬

‫اختلفت اآلراء حول تعريف التأهيل حيث تعرف منظمة األمم املتحدة لتطوير الصناعة ‪ ONUDI‬برنامج‬
‫التأهيل على أنه‪" :‬عملية مستمرة تهتم بتحضير وتكييف املؤسسة ومحيطها في مستوى متطلبات التبادل‬
‫الحر‪ ،‬وإدخال إجراءات التطوير وتعزيز نقاط القوة وامتصاص نقاط الضعف‪ ،‬حيث يشمل نوعين من‬
‫اإلجراءات‪ :‬األول يتمثل في الدعم املباشر للمؤسسة وتحسين تنافسيتها من حيث السعر‪ ،‬الجودة‪ ،‬اإلبداع‬
‫والقدرة على املتابعة والتحكم التكنولوجي‪ ،‬والثاني تحسين محيط عمل املؤسسة ورفع القيود املعيقة"‪.2‬‬

‫يتضمن التأهيل أيضا رفع القيم واملمارسات اإلدارية واألداء إلى مستوى املنافسين املستقبليين خالل فترة‬
‫زمنية محددة‪ ،‬حيث يهدف التأهيل إلى جعل الشركة تقاوم لضمان استدامتها وكذا تطويرها في بيئة‬
‫مستقبلية أكثر تطلبا‪.3‬‬

‫‪ 1‬عبد الجليل شليق وآخرون‪" ،‬برنامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬مجلة رؤى اقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬ديسمبر‪ ،2012‬ص‪.213‬‬
‫‪‬‬
‫‪ONUDI : L’organisation Des Nations Unies pour le Développement Industriel.‬‬
‫‪ 2‬وافية تجاني‪" ،‬مساهمة برنامج التأهيل في تحسين تنافسية املؤسسة االقتصادية الجزائرية في إطار الشراكة األورو‪-‬متوسطية حالة‬
‫املؤسسات الصناعية"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.53‬‬
‫‪3Abdelhak Lamiri, « Management de L’information redressement et mise à niveau des entreprises », office des publications‬‬

‫‪universitaires, Alger, Algérie, 2e édition, 2012, P171.‬‬

‫‪30‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كذلك يقصد بالتأهيل ‪" la mise à niveau‬رفع القيم‪ ،‬تطبيق اإلدارة‪ ،‬رفع أداء املؤسسة إلى مستوى منافس ي‬
‫املستقبل في فترة زمنية محددة‪ ،‬حيث يشير هذا التعريف إلى رفع أداء إدارة املؤسسة من خالل مختلف‬
‫وظائفها إلى مستوى منافس ي املستقبل‪ ،‬أي رفع القدرة التنافسية للمؤسسة إلى مستوى القدرات التنافسية‬
‫للمؤسسات التي ستنافسها‪ ،‬سواء في السوق املحلي أو الدولي"‪.1‬‬

‫وعلى العموم يمكن القول أن« التأهيل عبارة عن مجموعة من اإلجراءات التي تجسد في مخططات تكون‬
‫مدروسة حسب ظروف الدولة املتبنية لها تعمل على االرتقاء بمستوى مؤسساتها بغية تحسينها و تطويرها‬
‫لتحقق القدرة على املنافسة سواء املحلية أو الدولية وكذا االنفتاح على األسواق العاملية"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبادئ التأهيل‪.‬‬

‫ال يمكن تحقيق عملية أو برنامج التأهيل إال بتوفر مجموعة من األسس واملبادئ والتي نذكر أهمها‬
‫فيما يلي‪:2‬‬

‫‪ ‬تحديث وعصرنة محيط املؤسسة الصناعي (سواء كان محيط مادي‪ ،‬قانوني‪ ،‬جبائي‪)...‬؛‬
‫‪ ‬تعزيز قدرات هياكل وهيئات دعم املؤسسات؛‬
‫‪ ‬تحديث وسائل اإلنتاج وتحري النوعية بما يجاري التطورات التكنولوجية؛‬
‫‪ ‬إيجاد آليات للمنافسة من أجل ترقية املؤسسات االقتصادية والنهوض بها ومن ثم العمل على تنمية‬
‫هذه التنافسية ليس فقط لتشمل األسواق املحلية بل ولتمتد أيضا إلى األسواق الخارجية؛‬
‫‪ ‬إصالح املنظومة املصرفية وجعلها أكثر مرونة لتتكيف بشكل أحسن مع التشريعات والقوانين من‬
‫جهة والتحوالت العاملية القائمة من جهة أخرى‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬أهداف وأشكال التأهيل‪.‬‬

‫باعتبار أن التأهيل جملة من اإلجراءات التي تساعد املؤسسات على زيادة تطورها وترقية محيطها‬
‫وفقا ألشكاله املختلفة فهو يهدف بذلك إلى تحقيق جملة من األهداف التنموية‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الرحمان بابنات‪ ،‬ناصر دادي عدون‪" ،‬التدقيق اإلداري وتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬دار املحمدية العامة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪2‬عليواش أمين عبد القادر‪" ،‬أثر تأهيل املؤسسات االقتصادية على االقتصاد الوطني"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير‪،‬‬
‫(غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.120‬‬

‫‪31‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهداف التأهيل‪.‬‬

‫تندرج تحت عملية التأهيل العديد من األهداف التي تسعى إلى تهيئة البيئة االستثمارية وتحسين‬
‫عمل املؤسسات من ناحية التسيير ملواجهة متطلبات املحيط الداخلي وكذا الخارجي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ترقية وتطوير محيط املؤسسات‪:‬‬

‫إن املحيط هو الوسط الذي تمارس فيه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة نشاطها وتسعى للتأقلم مع‬
‫جميع متغيراته وتأثيراته‪ ،‬فهو املؤشر األساس ي الذي يبين الوضعية التي تعمل بها لذلك وجب العمل على‬
‫تأهيله وترقيته بالشكل الذي يساعدها على تحقيق أهدافها والنجاح في استمرارها وبقائها‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحسين تسيير املؤسسات‪:‬‬

‫تسعى برامج التأهيل إلى رفع الكفاءة اإلنتاجية حتى تستطيع املؤسسة الحفاظ على حصتها محليا في‬
‫مرحلة أولى والبحث عن أسواق خارجية في مرحلة موالية‪ ،‬ويتم ذلك بإدخال مجموعة من التغيرات الهامة‬
‫على أساليب وطرق التسيير واإلنتاج بغية االستخدام األمثل للقدرات اإلنتاجية املتاحة‪ ،‬وتنمية الكفاءات‬
‫البشرية‪ ،‬التنمية والبحث في وظيفة التسويق‪ ،‬وعليه يمكن تحسين تسيير املؤسسات من خالل ‪:2‬‬

‫‪ ‬تنمية مشاريع الشراكة مع املؤسسات الخارجية؛‬


‫‪ ‬ترقية املؤهالت املهنية؛‬
‫‪ ‬استخدام تقنيات التحليل املالي في تدبير األموال وتوظيفها؛‬
‫‪ ‬ترقية االبتكار التكنولوجي وتشجيع استعمال التكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال؛‬
‫‪ ‬تفعيل وظيفة البحث والعمل على إنشاء مخابر بالتعاون مع الجامعات ومخابر البحث املتخصصة‬
‫على النسق املعمول به في الدول املتقدمة مما يساعد على اكتساب التكنولوجيا؛‬
‫‪ ‬تحسين الجودة أو النوعية للحيازة على املعايير العامة للنوعية العاملية اإليزو‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحسين تنافسية املؤسسات‪:‬‬

‫يترتب على التأهيل زيادة درجة املنافسة للمؤسسات مما يؤدي إلى توليد حافز على التجديد‪ ،‬كما يساعد‬
‫على ظهور منظمين وإداريين أكثر كفاءة على إدارة املؤسسات‪ ،‬ومن املتوقع أن يتولد على عملية التأهيل‬

‫‪ 1‬سليمة غدير أحمد‪" ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪-‬دراسة تقييمية لبرنامج ميدا"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع‪ ،2011 ،‬ص‪.134‬‬
‫‪ 2‬نصيرة قوريش‪"،‬آليات وإجراءات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي حول‪" :‬متطلبات‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول العربية"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪17 :‬و‪ 18‬أفريل ‪ ،2006‬ص‪.1051‬‬

‫‪32‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫زيادة الكفاءة اإلنتاجية أو القدرة التنافسية‪ ،‬إما في شكل زيادة في اإلنتاج باستخدام نفس القدر من املوارد‬
‫أو تقليل كمية املدخالت الالزمة للحصول على نفس حجم اإلنتاج أو أكثر في شكل تحسين نوعية اإلنتاج‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬توفير مناصب الشغل‪:‬‬

‫تحاول الدول أن تيهئ جميع الظروف املواتية إلنشاء ومرافقة وتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫لتساعدها على خلق فرص عمل منتجة يستخدم فيها الفرد العامل جميع قدراته ومهاراته ليحقق إمكاناته‬
‫في النمو‪.2‬‬

‫حيث يمكن تجسيد أهداف التأهيل عبر أربع مستويات يمكن توضيحها في الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)1‬مستويات التأهيل‪:‬‬

‫على المستوى الكلي‬

‫عصرنة المحيط‬

‫على المستوى القطاعات‬ ‫برنامج‬ ‫على المستوى القطاعي‬

‫تقوية قدرات مؤسسات الدعم‬ ‫التأهيل‬ ‫ترقية وتطوير الصناعات التنافسية‬

‫على المستوى الجزئي‬

‫تطوير التنافسية وتنمية المؤسسات‬

‫املصدر‪ :‬رؤوف زرفة‪" ،‬أثر تطبيق البرنامج الوطني للتأهيل على الجودة في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪-‬دراسة حالة‬
‫عينة من املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الشرق الجزائري"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير‬
‫منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.39‬‬

‫ويمكن توضيح الشكل السابق كاآلتي‪:3‬‬

‫‪ 1‬سليمة غدير أحمد‪" ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪-‬دراسة تقييمية لبرنامج ميدا"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل‬
‫شهادة املاجستير‪( ،‬منشورة)‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ 2‬صابرين زيتوني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.325‬‬
‫‪ 3‬رؤوف زرفة‪" ،‬أثر تطبيق البرنامج الوطني للتأهيل على الجودة في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪-‬دراسة حالة عينة من املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة في الشرق الجزائري"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ص‪.40،39‬‬

‫‪33‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬يعمل برنامج التأهيل في املستوى األول (مستوى االقتصاد الكلي) على وضع املؤسسات في محيط‬
‫مالئم يكون مساويا ملستوى التنافس املحلي أو األجنبي وذلك بتجسيد سياسات للدعم والتحفيز وكذا‬
‫وضع آليات مناسبة تسمح للمؤسسات بمباشرة عمليات اقتصادية على املستوى القطاعي والجزئي‪.‬‬
‫‪ ‬أما في املستوى الثاني (االقتصاد القطاعي) فيعمل برنامج التأهيل على ترقية وتطوير الصناعات األكثر‬
‫تنافسية وتحسين نوعية التكوين وتأهيل املوارد البشرية‪ ،‬كما يحدد هذا املستوى كل الهيئات املتعاملة‬
‫مع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وترقيتها وتكييفها مع متطلبات االقتصاد الجديد‪.‬‬
‫‪ ‬وفي املستوى الثالث (االقتصاد الجزئي) يتم تحديث الطرق املستخدمة في اإلنتاج وكذا الوظائف‬
‫االقتصادية والتسييرية للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة كالتنظيم واملوارد البشرية‪ ،‬التسويق‪ ،‬املالية‪،‬‬
‫املحاسبية‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أش ـ ـ ـ ــكال الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأهيل‪.‬‬

‫يتخذ برنامج التأهيل في املؤسسات عادة مجموعة من األنماط‪ ،‬يمكن إجمالها في أربعة أشكال أساسية‬
‫تتمثل فيما يلي‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬تأهيل طرق اإلنتاج‪)la mise à niveau des processus( :‬‬

‫يقصد هنا التمكن من عملية التحويل األنجع لكل ما يدخل في العملية اإلنتاجية للمؤسسة‬
‫االقتصادية‪ ،‬وذلك بإعادة هيكلة نظام اإلنتاج وإدخال تكنولوجيا أعلى مع املحافظة على طلبات الزبائن‪،‬‬
‫وبالتالي تكون أكثر تنافسية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تأهيل املنتجات‪)la mise à niveau des produits( :‬‬

‫وجب على املؤسسة اختيار منتجات أكثر جودة وبقيمة أعلى‪ ،‬وذلك للحصول في األخير على مجموعة‬
‫واسعة من منتجات متنوعة الصفات والنوعية‪ ،‬وذلك من جانب الجودة أو‪/‬واملنتج‪.‬‬

‫وفي بعض األحيان يصعب التفريق بين تأهيل املنتج وتأهيل طرق اإلنتاج‪ ،‬خاصة في الصناعات الغذائية‬
‫ذات األصل الزراعي أين توجد طرق إنتاج جديدة تنتج أنواع جديدة من املنتجات‪.‬‬

‫‪ 1‬سليمة غدير أحمد‪ ،)2007( ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.109،108‬‬

‫‪34‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬التأهيل الوظيفي‪)la mise à niveau fonctionnelle( :‬‬

‫هذا النوع من التأهيل يستهدف مختلف التغييرات في أنشطة املؤسسة‪ ،‬واكتساب وظائف جديدة‬
‫والتي لها الدور في الرفع من كفاءة األنشطة‪ ،‬وفي هذا الصدد نستطيع أن نذكر مثال صناعة األلبسة والتي‬
‫انتقلت من صناعة جزئية إلى صناعة مكتملة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التأهيل ما بين القطاعات‪)la mise à niveau intersectorielle( :‬‬

‫يسعى هذا النوع من التأهيل إلى توسيع الكفاءات املتحصل عليها وذلك عن طريق سلسلة في وظيفة‬
‫ما من قطاع مختلف‪ ،‬أو تعلم حلقة صغيرة من سلسلة القيمة (االستهالك املحلي) واستعمال هذه املعرفة‬
‫في سلسلة أخرى (التصدير)‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬متطلبات عملية التأهيل‪.‬‬

‫تستدعي عمليات التأهيل توفر مجموعة من العناصر واملتطلبات الضرورية‪ ،‬ولنجاح هذه العملية‬
‫يتطلب نجاح تأهيل منظومة وظائف املؤسسة املختلفة واالرتقاء بها بغرض اكتساب مزايا تنافسية تسمح‬
‫لها بمواجهة التطور الحاصل على مستوى الوظائف وكذا التأقلم مع متطلبات البيئة االستثمارية‪ ،‬وعليه‬
‫يمكن إجمال متطلبات عملية تأهيل املؤسسات االقتصادية فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إدارة األعمال (‪:)Management‬‬

‫املؤسسة في الوقت الحالي وعبر محيطها املعقد ولتأمين بقائها‪ ،‬عليها أن تكون من جهة تنافسية ومن‬
‫جهة أخرى تتأقلم مع محيطها الذي يتغير باستمرار واملناجمنت يعتبر عنصر أساس ي لبقاء املؤسسة‪ ،‬حيث‬
‫يعرف ‪ P.Druker‬املناجمنت بأنه‪ :‬عبارة عن أدوار‪ ،‬اختصاص وهو كذلك أشخاص حيث أن كل نجاح‬
‫للمناجمنت يقابله نجاح للمسير وكل إخفاق يقابله إخفاق للمسير‪ ،‬الرؤية واملثابرة ونجاح التسيير يحدد ما‬
‫إذا كانت املؤسسة في بحالة جيدة أو العكس‪.1‬‬

‫‪ 1‬عبد القادر رقراق‪ ،‬بوحفص حاكمي‪" ،‬اإلجراءات الواجب اتخاذها لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل املتغيرات‬
‫العاملية الحالية"‪ ،‬مجلة الباحث االقتصادي‪ ،‬جامعة ‪ 20‬أوت ‪ ،1955‬سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جوان‪ ،2016‬ص‪.135‬‬

‫‪35‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬التخطيط االستراتيجي)‪: (Planification stratégique‬‬

‫هو عملية نظامية توافق من خاللها املؤسسات على األولويات الضرورية لتحقيق هدفها إلى جانب‬
‫استجابتها للبيئة املحيطة بها‪ ،‬مما يعمل على امتالك املوارد وتخصيصها باتجاه تحقيق تلك األولويات‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬التسويق )‪:(Marketing‬‬

‫يعبر التسويق عن نظام متكامل من أنشطة األعمال املترابطة التي تهدف إلى تخطيط وتسعير وترويج‬
‫وتوزيع السلع والخدمات التي تشبع احتياجات الزبائن الحاليين واملرتقبين‪ ،‬حيث يشمل املؤسسات الربحية‬
‫وغير الربحية‪ .2‬لذا يجب على املؤسسات االهتمام بالجانب التسويقي ألن نجاح نشاط التسويق يؤدي إلى‬
‫نجاح خطط وبرامج املؤسسة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تأهيل املوارد البشرية‪:‬‬

‫على خالف باقي املوارد نجد أن املوارد البشرية ال تصنف بسهولة في املؤسسة‪ ،‬باستثناء تلك التي‬
‫يمكن ترشيدها وفقا ملخططات تنظيمية ووظيفية‪ .3‬وتعني االرتقاء بمستوى املعارف واملهارات لدى األفراد‬
‫بما يمكن أن يحقق استراتيجيات املؤسسة ويضمن لها البقاء واالستمرارية‪.4‬‬

‫خامسا‪ :‬االهتمام بالبحث العلمي والحصول على التكنولوجيا‪:‬‬


‫أصبحت املصانع في الدول املتقدمة تعتمد بشكل أساس ي على األنظمة الرقمية‪ ،‬اقتصاد املعرفة‬
‫كمصدر للثروة‪ ،‬فآخر الدراسات تشير إلى أن املعرفة العلمية والتكنولوجية أضحت تمثل ‪ %80‬من‬
‫اقتصاديات العالم (‪ %20‬الباقية هي حصة رأس املال والعمالة واملوارد الطبيعية)‪ ،‬وهكذا أصبح من‬
‫الضروري على املؤسسات االقتصادية مواكبة هذا التحول ومضاعفة االستثمار في مجال البحث والتطوير‬
‫والتحكم التكنولوجي باعتباره أساس بناء قدرتها التنافسية‪ ،‬وتفعيل دور مخابر البحث الجامعية ومراكز‬
‫البحث األخرى ووضع اآلليات املناسبة حتى تصبح بمثابة حاضنات أعمال التكنولوجيا‪ ،‬وتوطيد الصلة بين‬
‫املحيط العلمي واملحيط املؤسساتي‪.5‬‬

‫‪1‬يحي قحطان محمود‪" ،‬التخطيط االستراتيجي –مدخل لتحقيق امليزة التنافسية‪ ،"-‬دار املناهج‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2019 ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ 2‬إياد عبد اإلله خنفر وآخرون‪" ،‬إدارة التسويق –مدخل معاصر‪ ،"-‬دار وائل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2018 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪3 Patrick Dussossoy, « Conseils pratiques pour piloter votre PME : Comment analyser, décider, organiser, mobiliser, et se‬‬

‫‪dépasser…pour réussir », Gereso, Mans, France, 4e édition, 2018, P176.‬‬


‫‪ 4‬محمد كمال مصطفى‪ 4" ،‬محاور لزيادة فاعلية املوارد البشرية"‪ ،‬مركز الخبرات املهنية لإلدارة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ 5‬أمين عبد القادر عليواش‪" ،‬أثر تأهيل املؤسسات االقتصادية على االقتصاد الوطني"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير‪،‬‬
‫(غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.121‬‬

‫‪36‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫سادسا‪ :‬التجديد التكنولوجي‪:‬‬

‫األساس التكنولوجي هو قدرة املنظمة على تقديم منتجات جديدة ومواجهة احتياجات األسواق‬
‫باستخدام تكنولوجيا وتقنيات متطورة بغية املساهمة في تحقيق امليزة التنافسية‪.1‬‬

‫سابعا‪ :‬تأهيل املحيط وتدعيم البنية التحتية‪:‬‬


‫ال يمكن ألي مؤسسة ممارسة نشاطها بمعزل عن محيطها فهي تؤثر وتتأثر به‪ ،‬فهي في تبادل مستمر‬
‫سواء مع الزبائن أو املوردين من خالل عمليات البيع والشراء أو مع البنوك من خالل عمليات التمويل‬
‫والقرض واالدخار‪ ،‬مع مؤسسات التأمين من أجل الضمان‪ ،‬ومع مختلف اإلدارات (الجمارك‪ ،‬الضرائب‪)...‬‬
‫لالستفادة من االمتيازات ودفع الحقوق وااللتزامات‪ ،‬لذا فإن عملية تأهيل املحيط باإلضافة إلى تدعيم‬
‫البنية التحتية يشكالن أمران ضروريان لتمكين املؤسسة من تحسين أدائها والوصول إلى رفع قدراتها‬
‫اإلنتاجية وتحسين تنافسيتها‪.2‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬األهمية االستراتيجية لعملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫إن مسألة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تقودنا إلى الحديث على املسار االستراتيجي التي‬
‫تتخذه هذه األخيرة من أجل البروز في األسواق املحلية والدولية ومواجهة ما تفرضه البيئة املحيطة من‬
‫تغيرات وتطورات‪ ،‬هذا ما يفرض على الدول إيجاد الطرق الحديثة والناجعة في عملية التأهيل والتي ال‬
‫تقتصر على حل مشكل املؤسسات فحسب بل تتعدى إلى املحيط االقتصادي ككل‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬دوافع عملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫هناك مجموعة من الدوافع واألسباب التي تدفع الدول إلى حتمية تبني إجراءات التأهيل لتكييف‬
‫مؤسساتها وخاصة الصغيرة واملتوسطة مع متطلبات البيئة االستثمارية‪ ،‬وهذه الدوافع واألسباب عادة ما‬
‫تكون في الدول النامية أكثر من الدول املتقدمة ويمكن تفصيل هذه األسباب إلى ما يلي‪:3‬‬

‫أوال‪ :‬تحديات املنافسة الخارجية‪ :‬وخاصة عمليات االنضمام إلى التكتالت االقتصادية والشراكات التي‬
‫تبرمها الدول مع بعضها البعض؛‬

‫‪ 1‬غسان قاسم داود الالمي‪" ،‬إدارة التكنولوجيا‪-‬مفاهيم ومداخل‪ ،‬تقنيات‪ ،‬تطبيقات عملية‪ ،"-‬دار املناهج‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪.37‬‬
‫‪ 2‬أمين عبد القادر عليواش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ 3‬رؤوف زرفة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.41،40‬‬

‫‪37‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬العوملة‪ :‬وما لها من أثار على توحيد نمط تسيير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬

‫ثالثا‪ :‬ضعف مؤهالت أصحاب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة واملوارد البشرية نظرا لعدم إتباعهم‬
‫لألساليب الحديثة في التسيير واإلنتاج والتسويق‪ :‬حيث أن أغلب مسيري املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫هم مالكها‪ ،‬كما يالحظ عدم لجوء املؤسسات إلى تكوين مواردها البشرية نظرا للتكاليف املترتبة عن ذلك؛‬

‫رابعا‪ :‬غياب الرؤية االستراتيجية لدى مسيري املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬والتي تمكنهم من تحديد‬
‫األهداف االستراتيجية وأساليب التخطيط االستراتيجي للوصول لهذه األهداف؛‬

‫خامسا‪ :‬عدم توفر املعلومات االقتصادية‪ :‬والتي تكون موثوقة ومضبوطة ومحينة من أجل استخدامها في‬
‫رسم مختلف السياسات اإلنتاجية والتسويقية في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬

‫سادسا‪ :‬غياب روح املقاوالتية واملخاطرة لدى مسيري املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬

‫سابعا‪ :‬رفع الحدود الجغرافية والحواجز الجمركية أمام السلع والخدمات ورؤوس األموال؛‬

‫ثامنا‪ :‬الصعوبات اإلدارية ومشاكل نقص املعلومة والخبرة التنظيمية‪ :‬تتلخص أهم املشاكل اإلدارية في‬
‫إهمال التخطيط واملتمثل في تخطيط الطاقة اإلنتاجية‪ ،‬تخطيط املوارد الالزمة للتشغيل‪ ،‬تخطيط ووضع‬
‫برامج للعمل‪ ،‬صعوبة تحديد االختصاصات واملسؤوليات ووضع هيكل تنظيمي للمؤسسة‪ ،‬كذلك عدم‬
‫القدرة على اتخاذ القرارات واالفتقار إلى دراسات الجدوى االقتصادية الدقيقة‪ ،‬كل هذه تعتبر مقدمات‬
‫ملشاكل إدارية قد تؤدي إلى فشل املؤسسة وزوالها‪ ،‬أما بالنسبة لنقص املعلومة االقتصادية الدقيقة‬
‫وصعوبة الحصول عليها يعتبر من املشاكل الخطيرة التي تواجه املؤسسات في رسم سياساتها اإلنتاجية‬
‫والتوسعية ومخططاتها التسويقية لعدم توفر مركز مختص في جمع ومعالجة وتوزيع املعلومة االقتصادية‪،‬‬
‫ويظهر النقص في املعلومة واضحا بالنسبة للظروف املحيطة بنشاط املؤسسات‪.1‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬املسار االستراتيجي لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫تتطلب عمليات التأهيل بناء مسار استراتيجي يتم على أساسه تنفيذ هذه العملية وتحقيق األهداف‬
‫التي تسعى إليها املؤسسات ويمكن إجمال هذه املراحل فيما يلي‪:‬‬

‫‪1‬ابتسام بوشريط‪" ،‬آلية تمويل برامج تأهيل املؤسسات االقتصادية الجزائرية"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير‪( ،‬غير‬
‫منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.32‬‬

‫‪38‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تحضير مسار استراتيجي شامل‪.‬‬

‫يعتبر قرار القيام بإعادة التأهيل خيارا طوعيا يعود للمؤسسة‪ ،‬وبالتالي فإن اختيار مكتب الدراسات‬
‫واملستشارين في بهذا الخصوص يعتبر اختيارا حرا للمؤسسة املعنية‪ ،‬فالتشخيص يعتبر عمال احترافيا يقوم‬
‫على التعاون بين املؤسسة ومكتب الدراسات فيما يتعلق باالختيارات واألعمال الواجب القيام بها لتجسيد‬
‫التأهيل‪،1‬‬

‫ويشمل ذلك القيام بما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التشخيص االستراتيجي الشامل‪:‬‬

‫وهو التشخيص الذي يطرح ويعرف باملشاكل الحقيقية التي تعاني منها املؤسسة‪ ،‬ومن ثم إيجاد‬
‫الحلول املناسبة لها‪ ،‬وبالتالي يعتبر نظام للبيئة التي تعمل فيها املؤسسة باعتباره تحليل معمق وشامل‬
‫ملختلف الوظائف الداخلية وكذلك تقييم لألهداف والكفاءات وأداء املؤسسة‪ ،‬حيث يعتبر التشخيص‬
‫االستراتيجي املرحلة االستراتيجية األولى للتأهيل‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحديد الغايات واألهداف‪:‬‬

‫تشير الغايات إلى النتائج النهائية للمؤسسة والتي ترتبط بتحديد الغرض الذي يميزها عن غيرها من‬
‫املؤسسات املماثلة‪ ،‬وهي بمثابة أهداف عامة وشاملة تعكس ما ترمي إلى تحقيقه في املدى البعيد‪ .‬من ناحية‬
‫أخرى تشير األهداف إلى النتائج املطلوب تحقيقها لترجمة مهام املؤسسة ورسالتها إلى واقع عملي‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬توضيح املنهجية‪:‬‬

‫إن منهجية التشخيص االستراتيجي الشامل بغرض تأهيل املؤسسات تقوم على مسعى شامل ودقيق‬
‫يتضمن متطلبات يمكن تصنيفها إلى خمس فئات واعتبارها خمس تشخيصات جزئية‪ ،‬حيث يجب أن تكون‬
‫هذه األخيرة مرتبطة مع بعضها وتتماش ى مع استراتيجيات وأهداف املؤسسة وأن تكون صياغتها بأسلوب‬
‫منطقي ومتناسق‪ ،‬إذ أن جودة التشخيص االستراتيجي تقوم على التجانس بين هذه املكونات الخمس وهي‪:‬‬

‫‪ 1‬الهادي بوقلقول‪ ،‬بومدين بلكبير‪" ،‬إدارة التغيير كمدخل لنجاح مشاريع تأهيل املؤسسات في الجزائر"‪ ،‬مجلة دفاتر اقتصادية‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد األول‪ ،2010 ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ 2‬سليمة غدير أحمد‪" ،‬متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية الخاصة في الجزائر"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫علوم‪( ،‬منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.113‬‬
‫‪ 3‬وافية زاير‪" ،‬اإلدارة االستراتيجية وأداء املؤسسات االقتصادية"‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2019 ،‬ص ص‪.52،51‬‬

‫‪39‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تحليل املصادر الخارجية للتنافسية‪ ،‬تحليل الثنائية (منتجات ‪/‬أسواق) والتموقع االستراتيجي‪ ،‬التشخيص‬
‫املالي‪ ،‬تشخيص القدرات التقنية وتشخيص القدرات التسييرية ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اختيار استراتيجيات التأهيل‪.‬‬

‫إن املحددات األساسية لنجاح أو فشل أي مؤسسة هو طبيعة االستراتيجية املتبناة ملواجهة‬
‫املنافسين‪ ،‬لهذا تعتبر عملية تصميم واختيار وتنفيذ االستراتيجيات من أهم مقومات نجاح عملية تأهيل‬
‫وعصرنة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬وتتضمن هذه الخطوة ما يلي‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬صياغة االستراتيجية‪:‬‬

‫صياغة االستراتيجية هي إعداد خطط طويلة األجل لتحقيق اإلدارة الفعالة للفرص والتهديدات البيئية في‬
‫ضوء ما تمتلكه املؤسسة الصغيرة واملتوسطة من نقاط قوة أو ضعف‪ ،‬حيث تشمل هذه العملية تحديد‬
‫الرسالة والرؤية االستراتيجية لها‪ ،‬تحديد األهداف والغايات‪ ،‬دراسة البيئة الداخلية‪ ،‬دراسة البيئة‬
‫الخارجية واختيار االستراتيجية املناسبة‪ ،3‬حيث يعتبر تحديد االستراتيجية ضمن املرحلة الثانية من املسار‬
‫االستراتيجي للتأهيل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستراتيجيات املحتملة للتأهيل‪:‬‬

‫هناك عدة استراتيجيات يمكن االعتماد عليها لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتي يمكن‬
‫توضيحها في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪1‬حنان جودي‪ ،‬عبد الوهاب بن بريكة‪" ،‬املسار االستراتيجي لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة –دراسة حالة‪ :‬مؤسسة املطاحن الكبرى‬
‫للجنوب‪ ،"-‬مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد السادس عشر‪ ،‬ديسمبر‪ ،2014‬ص ص‪.288،287‬‬
‫‪ 2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.288‬‬
‫‪ 3‬وافية زاير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫‪40‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)4‬االستراتيجيات املناسبة لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية‪:‬‬


‫املحدودية‬ ‫التأثير على املنتج‬ ‫التأثير على املوارد‬ ‫التعريف‬ ‫االستراتيجية‬
‫‪-‬صعوبة العثور‬ ‫‪-‬التخصص في املنتجات‬ ‫‪-‬التخلي عن بعض‬ ‫يتم من خاللها اختيار‬ ‫التركيز ‪le‬‬
‫على املشترين‬ ‫الجيدة‬ ‫األصول‬ ‫‪ recentrage‬مجال تنافس ي محدود‬
‫لعناصر األصول‬ ‫‪-‬التخلي على املنتجات الغير‬ ‫‪-‬تعبئة املوارد املالية‬ ‫بحيث يتم التركيز على‬
‫املتخلي عنها‬ ‫قادرة على املنافسة‬ ‫‪-‬تخفيض بعض‬ ‫منتج منفرد أو عدد من‬
‫‪-‬الصعوبات‬ ‫‪-‬التخلي على التكامل سواء‬ ‫املنتجات املتقاربة جدا‪ ،‬أو التكاليف‬
‫النفسية والبشرية‬ ‫العمودي أو‪/‬و األفقي‬ ‫‪-‬تصريف بعض‬ ‫التركيز على قطاع سوقي‬
‫للتقدم في التدابير‬ ‫‪-‬تغطية مساحة واسعة‬ ‫العمال‬ ‫واحد‪.‬‬
‫املتخذة‪.‬‬ ‫جغرافيا‬ ‫‪-‬إعادة تشكيل بعض‬
‫‪-‬الرفع من جودة املنتجات‪.‬‬ ‫هوامش االستغالل‬
‫الخاصة باملنتجات‬
‫الجيدة‪.‬‬
‫‪-‬الحواجز القانونية‬ ‫‪-‬متطلبات مالية أقل ‪-‬تعزيز التكامل العمودي‬ ‫هي عقد أو اتفاق بين‬ ‫الشراكة‬
‫واألفقي‬ ‫‪-‬تخفيض بعض‬ ‫مشروعين‪ ،‬أو أكثر قائم‬ ‫والتحالف‬
‫التكاليف (التخزين‪- -- ،‬فرصة لزيادة القدرة على‬ ‫‪ Le partenarit‬على التعاون فيما بين‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وفتح أسواق جديدة‬ ‫‪-‬مصاريف البيع‬ ‫‪ et alliance‬الشركاء ويتعلق بنشاط‬
‫‪-‬تحسين الوصول إلى املعلومة‬ ‫إنتاجي أو تجاري أو خدمي‪ ،‬والشراء واإلشهار)‬
‫وكذا التكنولوجيا‪.‬‬ ‫‪-‬التحول السريع‬ ‫وذلك على أساس ثابت‬
‫للمعرفة‪.‬‬ ‫ودائم وملكية مشتركة‪.‬‬
‫‪-‬وقت التنفيذ‬ ‫‪-‬تخفيض مدة االستجابة‬ ‫‪-‬متطلبات مالية‬ ‫التغير متى لزم األمر‪،‬‬ ‫املرونة ‪la‬‬
‫طويل نسبيا في‬ ‫مقارنة بتغيرات املحيط‬ ‫لتجديد أو إضافة‬ ‫فاملتابعة املستمرة‬ ‫‪flexibilité‬‬
‫فترات العسر املالي‪.‬‬ ‫‪-‬انخفاض في تنوع املنتجات‬ ‫بعض املعدات‬ ‫للمحيط تستدعي من‬
‫الوسيطية‬ ‫‪-‬زيادة الطاقة‬ ‫املؤسسات تحضير‬
‫‪-‬تحسين جودة املنتج‪.‬‬ ‫اإلنتاجية‬ ‫سيناريوهات مالئمة‬
‫‪-‬التنوع وتنقل‬ ‫للتقليل من األخطار‬
‫املوظفين‬ ‫املرتقبة والتصرف في‬
‫‪-‬تخفيض بعض‬ ‫الوقت املناسب‪.‬‬
‫التكاليف‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬سليمة غدير أحمد‪" ،‬متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية الخاصة في الجزائر"‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬‬
‫ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.117‬‬

‫‪41‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬صياغة مخطط التأهيل‪.‬‬

‫يمثل تشكيل مخطط التأهيل الخطوة الثالثة من املسار االستراتيجي لعملية التأهيل‪ ،‬وهو بمثابة إعادة‬
‫تنظيم ملخطط أعمال املؤسسة‪ ،‬ويسمى أيضا مخطط األعمال حيث يشكل هذا املخطط خالصة التشخيص‬
‫االستراتيجي اإلجمالي بحيث يوفق بين أهداف املؤسسة وإمكانياتها ليطرح في األخير حل واقعي للمشكل أو‬
‫املشاكل التي تعاني منها املؤسسة الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬وذلك لتحسين تنافسيتها‪ ،‬وهناك جملة من الشروط‬
‫التي يجب أن تتوفر في مخطط التأهيل والتي هي كاآلتي‪:1‬‬

‫‪ ‬أن يحظى بموافقة جميع الشركاء الفاعلين في املؤسسة وذلك بغية سهولة التنفيذ؛‬
‫‪ ‬يتطلب مخطط التأه يل الصرامة في صياغته كما يجب أن يشمل جميع أبعاد املؤسسة آخذين بعين‬
‫االعتبار كل من متغيرات البيئة الداخلية وكذا الخارجية للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬يجب أن يكون مخطط التأهيل كامل ودقيق وخال من الغموض؛‬
‫‪ ‬سهولة الوصول إلى املعلومة من قبل الشركاء الفاعلين في املؤسسة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تنفيذ ومتابعة مخطط التأهيل‪.‬‬

‫تعتبر عملية التنفيذ واملتابعة رابع مرحلة من املسار االستراتيجي لعملية التأهيل حيث أنها تتضمن‬
‫مرحلتين فرعيتين تكونا متزامنتين وهما التنفيذ واملتابعة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التنفيذ‪:‬‬

‫بعد صياغة االستراتيجية على مستوى املنظمة واألعمال والوظائف وكذلك بعد اختيار البديل‬
‫االستراتيجي املناسب فإنه يكون منطقيا أن توضع االستراتيجية في موضع التنفيذ‪ ،‬وتعد عملية التنفيذ هي‬
‫املرحلة قبل األخيرة من عملية التأهيل‪ .2‬حيث أن نجاح مخطط التأهيل يتطلب من املؤسسة بلوغ األهداف‬
‫والنتائج املتوقعة‪ ،‬حيث تبدأ هذه املرحلة من اتخاذ القرار بالتنفيذ من طرف املؤسسة إلى غاية بلوغ هذه‬
‫األخيرة ألهدافها‪ ،‬كما أن العمليات التي يجب تنفيذها تختلف من مؤسسة إلى أخرى ومن بين هذه العمليات‬
‫نجد تحسين أنظمة التسيير‪ ،‬تكوين األفراد وإعادة الهيكلة املالية‪...‬الخ‪.3‬‬

‫‪1‬سليمة غدير أحمد‪ ،)2017( ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.118‬‬


‫‪ 2‬محمد فخري راض ي‪" ،‬اإلدارة االستراتيجية"‪ ،‬دار أمجد‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2016 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ 3‬حنان جودي‪ ،‬عبد الوهاب بن بريكة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.295،294‬‬

‫‪42‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬املتابعة‪:‬‬

‫وجود املؤسسة في محيط اقتصادي دائم التغيرات يدفعها لليقظة املستمرة وذلك بإنشاء نظام‬
‫يقظة ملتابعة سير املؤسسة ووضعيتها في محيطها‪.1‬‬

‫حيث يمكن متابعة وضبط خطط التأهيل من خالل إتباع عدة إجراءات نذكر منها‪:2‬‬

‫‪ ‬تحديد مؤشرات قياس أداء (قياسية)؛‬


‫‪ ‬قياس مستوى األداء الفردي وكذلك للدوائر؛‬
‫‪ ‬املقارنة ما بين مستوى األداء الفعلي ومؤشر األداء القياس ي؛‬
‫‪ ‬اتخاذ اإلجراءات التصحيحية‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬شروط نجاح عملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫تتطلب إجراءات عملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة توفر مجموعة من الشروط التي تساهم في‬
‫إنجاحها و الوصول إلى الهدف من وراء تبنيها ويمكن إجمال هذه الشروط فيما يلي‪:3‬‬

‫‪ ‬ضرورة وضع اإلجراءات امللموسة املقترحة لضمان تطبيق استراتيجيات النمو املقترحة سواء في‬
‫املجال البشري أو املادي أو املالي؛‬
‫‪ ‬توفير اإلمكانيات البشرية واملادية والتنظيمية الضرورية إلنجاح عمليات التأهيل؛‬
‫‪ ‬تحسين العناصر التي تضمن السير الفعال للعمليات الداخلية للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬تحسين العناصر التي تتيح التعامل والتأقلم مع ما يفرضه املجتمع على املؤسسة من متطلبات؛‬
‫‪ ‬التركيز على املوارد البشرية ذات الكفاءة واملهارة؛‬
‫‪ ‬االقتناع بأن عملية التأهيل عملية مستمرة في الزمن‪.‬‬

‫إضافة إلى الشروط السابقة فإن توفر جملة الشروط اإلضافية اآلتية يعد دعما إضافيا لنجاح برامج‬
‫التأهيل والتي نوجز أهمها في اآلتي‪:4‬‬

‫‪ 1‬حنان جودي‪ ،‬عبد الوهاب بن بريكة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.295‬‬


‫‪ 2‬نايف الجابري‪" ،‬اإلدارة االستراتيجية في املنشآت الصناعية"‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2013 ،‬ص‪.82‬‬
‫‪ 3‬عبد الرحمان العايب‪" ،‬مدى إسهام برامج التأهيل في تحسين أساليب وأنماط تسيير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية"‪ ،‬مجلة‬
‫االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬املركز الجامعي‪ ،‬تمنراست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2012 ،‬ص‪.369‬‬
‫‪ 4‬رؤوف زرفة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.41‬‬

‫‪43‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة وجود فترة انتقالية تتمكن خاللها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من امتالك الوقت الكافي‬
‫للتأقلم والتكيف مع االنفتاح على األسواق الخارجية؛‬
‫‪ ‬ضرورة حث املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على بذل الجهود الالزمة من أجل الرفع من مستوى أدائها‬
‫وااللتزام ببرنامج التأهيل؛‬
‫‪ ‬ضرورة إيجاد الدولة آلليات وهيئات مرافقة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة للمساعدة في تحقيق‬
‫أهداف التأهيل‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫من خالل ما تم عرضه في هذا الفصل نستنتج أنه ال يوجد تعريف موحد للمؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة إذ يختلف من دولة إلى أخرى حسب طبيعة البيئة االستثمارية التي تنشأ فيها‪ ،‬غير أننا سنقوم‬
‫بتبني التعريف الذي تم وضعه من قبل املشرع الجزائري وفق املرسوم رقم ‪ 02-17‬املؤرخ في ‪ 10‬جانفي‬
‫‪.2017‬‬

‫كذلك رأينا أن عمليات التأهيل تتبنى بغرض تحسين تنافسية املؤسسات االقتصادية وتهيئتها لظروف‬
‫البيئة الدولية‪ ،‬حيث تهدف العديد من الدول إلى تحقيق أعلى مستويات املنافسة في األسواق الدولية ال‬
‫سيما الدول النامية التي تحاول اللحاق بركب هذه الدول املتقدمة سعيا منها لترقية اقتصادياتها وضمان‬
‫الديمومة لها‪.‬‬

‫وعليه وفي إطار تطوير اقتصاديات الدول وتحقيق التنمية االقتصادية يأتي التنويع االقتصادي‬
‫كمسعى تحاول أغلبية الدول خاصة وحيدة املصدر تبني هذه االستراتيجية والنجاح فيها للتوجه نحو‬
‫االستقاللية والتقدم‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التنويع االقتصادي ودور تأهيل‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فيه‪.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املف ـ ــاهيمي للتنويع االقتصادي‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬أس ـ ــاسيات التنويع االقتصادي‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتحقيق‬
‫مستلزمات التنويع االقتصادي‪.‬‬
‫خالصة الفصل الثاني‪.‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫إن استمرارية أحادية االقتصاد واقتصاره على تصدير مورد وحيد اال يمكن أن يفي بمتطلبات تحقيق‬
‫ا االستقالل االقتصادي وذلك ألن االقتصاد األحادي يضع البلد في خانة التبعية االقتصادية كونه اال يشبع‬
‫حاجاته املتنوعة والتي تعوض عن طريق االستيراد من البلدان األخرى‪ .‬ا‬

‫من هنا أدركت العديد من الدول أن عليها التصدي إلى الصدمات الخارجية التي تخل بتوازن اقتصادها‬
‫خاصة تلك التي تنجم عن تقلب أسعار سلع التصدير الرئيسية وهنا يبرز مصطلح التنويع االقتصادي من‬
‫الحاجة إلى توسيع مصادر الدخل وتنويعه دون االعتماد على قطاع واحد دون غيره‪ ،‬مما يسمح بتوسيع‬
‫فرص االستثمار وتقوية االقتصاد وحمايته من األزمات املختلفة‪ .‬ا‬

‫وانطالقا مما سبق سوف نستعرض في هذا الفصل في ثالثة مباحث كما يلي‪ :‬ا‬

‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للتنويع االقتصادي؛‬


‫‪ ‬املبحث الثاني‪ :‬أساسيات التنويع االقتصادي؛‬
‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتحقيق مستلزمات التنويع‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫‪47‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للـ ـ ـ ـ ــتنويع االقتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصادي‪.‬‬

‫أصبح التنويع االقتصادي ضرورة حتمية لالقتصاديات وحيدة املورد ملا له من أهمية في التخلص‬
‫التدريجي من االعتماد على هذا املورد الوحيد‪ ،‬إذ يستدعي التنويع االقتصادي انتهاج استراتيجيات شاملة‬
‫من أجل تنويع مصادر الدخل لتقليل اختالالت الهيكل االقتصادي الناتجة عن االعتماد على مصدر دخل‬
‫وحيد‪ ،‬هذا ما جعل التنويع مسعى كل الدول خاصة النامية منها‪ .‬ا‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم وخصائص التنويع االقتصادي‪.‬‬


‫إن التنويع االقتصادي يعد خيا ارا استراتيجيا تنمويا للدول التي ترغب في تحقيق النمو االقتصادي‬
‫واستدامة التنمية‪ ،‬إذ يساهم في تطوير كافة القطاعات اإلنتاجية والتقليل من االعتماد على قطاع واحد‪،‬‬
‫األمر الذي جعل كافة الدول توليه اهتماما كبيرا خاصة التي تبحث على اللحاق بركب الدول املتطورة‪ .‬ا‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التنويع االقتصادي‪.‬‬
‫التنويع مفهوم معقد ومتعدد املعاني حسب التخصصات املختلفة للعلوم اإلنسانية وعلوم اإلدارة‪،‬‬
‫فبغض النظر عن مدى تعقيد هذا املفهوم فإنه يقدم العديد من املعاني سواء على مستوى االقتصاد‬
‫الجزئي واالقتصاد الكلي‪ ،‬فعلى مستوى االقتصاد الجزئي يعرف التنويع بأنه "استراتيجية االستثمار في منتج‬
‫أو خدمة جديدة وذلك ضمن استراتيجية جديدة االستهداف عمالء أو سوق جغرافي جديد"‪ .‬أما على مستوى‬
‫االقتصاد الكلي فيعرف التنويع بأنه "إنشاء فروع جديدة للنشاط أو التوسع في فروع النشاط املوجودة‬
‫بالفعل بهدف ا االستدامة"‪.1‬‬
‫يعرف التنويع االقتصادي بأنه "عملية استغالل كافة املوارد وطاقات ا اإلنتاج بما يكفل تحقيق تراكم في‬
‫قدرات ذاتية قادرة على توليد موارد متجددة ومن ثم بلوغ مرحلة سيطرة اإلنتاج املحلي على السوق الداخلي‬
‫وفي مراحل متتالية تنويع الصادرات‪ ،‬اويعد التنويع من األولويات التي تترجم ا االهتمام بسد منابع التبعية‬
‫املفرطة واالعتمادية املستمرة على الخارج‪ ،‬كما ال يعني إفراد هذه األولويات التقليل من أهمية املساعدة‬
‫على النهوض بقطاع املواد األولية الخام كتصنيعها وتنمية مصادرها وترشيد استخداماتها"‪ .2‬ا‬

‫كما يعرف التنويع االقتصادي على أنه‪" :‬عملية تهدف إلى تنويع هيكل اإلنتاج وخلق قطاعات جديدة مولدة‬
‫للدخل بحيث ينخفض االعتماد الكلي على إيرادات القطاع الرئيس في االقتصاد‪ ،‬إذ ستؤدي هذه العملية‬
‫إلى فتح مجاالت جديدة ذات قيمة مضافة أعلى وقادرة على توفير فرص عمل أكثر إنتاجية لأليدي العامل‬
‫الوطنية وهذا ما سيؤدي إلى رفع معدالت النمو في األجل الطويل"‪ .3‬ا‬

‫‪1Paterne Ndjambou, « Diversification économique territoriale : enjeux, déterminants, stratégies, modalités, conditions et‬‬

‫‪perspectives », Thèse de Doctorat en développement régionale, (non publié(, université du Québec, Canada, 2013,P –P79-83.‬‬
‫‪ 2‬موس ى باهي‪" ،‬التنمية املستدامة والتنويع االقتصادي في الدول العربية النفطية"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير‬
‫منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،2019 ،‬ص‪ .128‬ا‬
‫‪3Mohamed Nasser Hamidato, Baqaas Alssafiah, « Economic diversification in Algeria », Global journal of Economic and‬‬

‫‪Business (GJEB), University Echahid Hamma Lakhder, Eloued, Algeria, N°02, April 2017, P76.‬‬

‫‪48‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يعرف التنويع االقتصادي كذلك بأنه‪ ":‬الرغبة في تحقيق عدد أكبر ملصادر الدخل في البلد التي من شأنها أن‬
‫تعزز قدراته الحقيقة ضمن إطار التنافسية العاملية وذلك عبر محاوالت رفع القدرات اإلنتاجية في قطاعات‬
‫متنوعة‪ ،‬دون أن يقتض ي األمر أن تكون تلك القطاعات ذات ميزة تنافسية عالية‪ ،‬وهو يقوم على الحاجة‬
‫إلى ا االرتقاء بواقع عدد من هذه القطاعات تدريجيا لتكون بدائل يمكن أن تحل محل املورد الوحيد"‪.1‬‬

‫كذلك تعتبر استراتيجيات التنويع اليوم أداة مهمة للحد من املخاطر املرتبطة باقتصاد معين‪ ،‬إذ أن تنويع‬
‫االقتصاد إلى صناعات متعددة خارج النفط والغاز مهمة صعبة تتطلب تعاونا عميقا بين الحكومة والصناعة‬
‫واملستثمرين األجانب‪ ،‬حيث تسمح استراتيجية التنويع االقتصادي بشكل رئيس ي بتقليل االعتماد املالي على‬
‫النفط من خالل إنشاء مصادر أخرى للتمويل تنبثق من قطاعات غير نفطية وبالتالي تشجيع إنشاء اقتصاد‬
‫حديث يمكنه الحفاظ على مستوى مرتفع نسبيا من الدخل‪ .2‬ا‬

‫مما سبق يتضح لنا أن التنويع االقتصادي هو "استراتيجية تعتمدها الدول بغية تنويع مصادر‬
‫الدخل دون االعتماد على مصدر وحيد‪ ،‬بخلق نشاطات أعمال جديدة أو التوسع في األعمال املوجودة‬
‫والهدف هو تجنب االختالالت التي يمكن أن تحدث نتيجة االعتماد على مصدر واحد ومن ثم ضمان‬
‫استمرارية النشاط وتحقيق النمو‪ ،‬هذا األمر يوضح لنا أن التنويع االقتصادي هو عكس التخصص"‪ .‬ا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائـ ـ ـ ـ ـ ـ ــص التن ـ ـ ــوي ــع االقتـ ـ ـ ــصادي‪.‬‬

‫نعرض فيما يلي أهم خصائص التنويع االقتصادي كاآلتي‪:3‬‬

‫أوال‪ :‬التنويع االقتصادي تحرر من االعتماد على سلعة واحدة رئيسية‪:‬‬

‫إن اعتماد االقتصاد على إنتاج وتصدير سلعة واحدة رئيسية كمصدر وحيد للدخل يشكل خطرا‬
‫يهدد مصير ذلك االقتصاد‪ ،‬سيما إذا كان هذا االقتصاد يعتمد بشكل متزايد ومفرط على إنتاج وتصدير‬
‫املواد الخام األولية (غالبا ما تكون لها بدائل معوضة لها‪ ،‬أو أن أجل نضوبها محسوب‪ ،‬أو أن سعرها‬
‫وعوائدها عرضة باستمرار للتقلبات والتذبذبات الحادة)‪ ،‬وبالتالي فالتنويع االقتصادي يتضمن معنى التحرر‬
‫من االعتماد على سلعة واحدة قد تكون عرضة للتدهور املستمر في شروط التبادل التجاري الدولي‪ .‬ا‬

‫‪ 1‬حامد عبد الحسين الجبوري‪" ،‬التنويع االقتصادي وأهميته للدول النفطية"‪ ،‬مركز الفرات للتنمية والدراسات ا‬
‫االستراتيجية‪ ،‬شبكة النبأ‬
‫املعلوماتية‪ ،‬نقال عن‪ ، https://annabaa.org/arabic/authorsarticles/7989 :‬يوم‪ 07 :‬مارس ‪ .2020‬ا‬
‫‪2Nasser Bouyahiaoui, Souria Hammache, « Les stratégies de diversification économiques dans les pays pétroliers : quelles‬‬

‫‪leçons tirées des expériences internationales ? », une feuille de recherche présenté au séminaire international‬‬
‫‪: «L’exigences pour réaliser un décollage économique dans les Pays pétroliers de l’effondrement des prix du pétrole »,‬ا‪sur‬‬
‫‪Université de Akli Mohand Oulhadj, Bouira, Alger, jour: 29 et 30 Novembre, 2016, P3.‬‬
‫‪ 3‬موس ى باهي‪" ،‬التنويع االقتصادي والتنمية في الجزائر"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ـ ـ ص ‪ .61-59‬ا‬

‫‪49‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬التنويع االقتصادي عملية تدريجية لتنويع مصادر الدخل‪:‬‬

‫يتضمن التنويع االقتصادي بناء قاعدة اقتصادية صلبة‪ ،‬مدعمة ذاتيا‪ ،‬متنوعة املقومات‪ ،‬متكاملة‬
‫االحتياجات‪ ،‬تقود‬ ‫توفير ا‬
‫القطاعات ومتشابكة الوحدات قادرة على توفير فرص عمل للسكان ومتمكنة من ا‬
‫إلى إيجاد مصادر دخل جديدة في مجال الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬تمويل امليزان التجاري‪ ،‬تمويل امليزانية العامة‬
‫اوتوليد فائض يكفي مستقبال لتمويل استثمارات مادية وبشرية الالزمة االستمرار عملية التنمية‪ .‬ا‬

‫ثالثا‪ :‬التنويع االقتصادي عملية نسبية لتحول االقتصاد القومي‪:‬‬

‫يتكون االقتصاد القومي من قطاعات رئيسية تربطها عالقات متداخلة ومتشابكة‪ ،‬وبالتالي يشكل‬
‫ذلك منطلقا إلحداث تحوالت بنائية في هيكل االقتصاد وتحديد األهمية النسبية لألنشطة الرئيسية‬
‫بمختلف فروعها‪ ،‬باإلضافة إلى تشخيص القدرات املوردية لالقتصاد من خالل األنماط اإلنتاجية املعتمدة‪ .‬ا‬

‫رابعا‪ :‬التنويع االقتصادي عملية تراكمية لزيادة مساهمة القطاعات في الناتج واإلنتاجية‪:‬‬

‫إن التنويع هو تلك العملية التي تهدف إلى توازن هيكلة االقتصاد وذلك عندما تتحقق حالة تناسب‬
‫في املساهمة النسبية للقطاعات االقتصادية في توليد الناتج املحلي اإلجمالي والدخل القومي‪ ،‬بحيث تساهم‬
‫من خالله معظم القطاعات االقتصادية بنسبة مهمة ومتساوية‪ ،‬لذلك يعتبر التنويع االقتصادي الصورة‬
‫العكسية لالختالل في الهيكل االقتصادي والذي يتجلى في ارتفاع املساهمة النسبية لقطاعات محدودة‬
‫(قطاع على األكثر) وحتى نشاطات محددة داخل القطاعات في تكوين الناتج في الوقت الذي تنخفض فيه‬
‫مساهمة قطاعات اقتصادية حيوية ذات أهمية بالغة‪ .‬ا‬

‫خامسا‪ :‬التنويع االقتصادي عملية مرادفة للتنمية االقتصادية‪:‬‬

‫تتضمن التنمية حدوث تغيرات نوعية في جوانب عديدة من ذلك تغيرات في تراكيب اإلنتاج‪ ،‬هيكل‬
‫مساهمات املدخالت املختلفة في العملية اإلنتاجية‪ ،‬كيفية تخصيص املوارد املتاحة وتوزيعها بين القطاعات‬
‫االقتصادية كافة لزيادة الرفاهية املادية لألفراد‪ ،‬وعليه فإن التنمية بهذا املعنى تهدف إلى خلق اقتصاد‬
‫متنوع الهيكل تساهم فيه جميع القطاعات والنشاطات االقتصادية في زيادة الناتج املحلي اإلجمالي والدخل‬
‫القومي بصفة متوازنة دون التركيز على قطاع معين أو سلعة رئيسية واحدة كمصدر للحصول على الدخل‪،‬‬
‫وبالتالي فإن نجاح التنمية مرهون بمدى التنويع الذي يحصل في الهيكل االقتصادي‪ .‬ا‬

‫املطلب الثاني‪ :‬دوافع التنويع االقتصادي‪ ،‬أهميته وأهدافه‪.‬‬

‫نظرا ألهمية التنويع االقتصادي واألهداف التي يسعى إليها أصبحت العديد من الدول التي تعاني‬
‫أحادية املصدر تبني هذه ا االستراتيجية‪ ،‬حيث نجد أن هناك مجموعة من العوامل التي تدفع بالدول إلى‬
‫إتباع استراتيجية التنويع سيتم توضيحها في اآلتي‪ .‬ا‬

‫‪50‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دوافع التنويع االقتصادي‪ :‬ا‬

‫إن الدافع الرئيس ي من التنويع االقتصادي يكمن في حماية االقتصاد من صدمات التخصص في‬
‫إنتاج وتصدير سلعة واحدة خاصة املواد األولية‪ ،‬حيث يقول ‪": osakwe ‬على واضعي السياسات في الدول‬
‫الغنية باملواد األولية أن يكونوا مهتمين أكثر بتنويع صادراتهم للحد من الصدمات الخارجية"‪ .1‬ا‬

‫إضافة إلى هذا الدافع تتوفر لدى الدول جملة من الدوافع األخرى التي نقدم أهمها فيما يلي‪ :2‬ا‬

‫‪ ‬التقلبات املستمرة في أسعار املواد األولية التي تشكل عماد الدول ذات االقتصاديات األحادية؛‬
‫‪ ‬تذبذب دخل هذه الدول وانعكاس ذلك على إنفاقها العام؛‬
‫‪ ‬تفاوت نمط وتيرة التنمية األفقية والعمودية بها؛‬
‫‪ ‬الطبيعة النافذة لهذه املوارد األولية؛‬
‫‪ ‬ا االعتماد املستمر واملتزايد على الخارج في استيراد السلع اإلنتاجية وا االستهالكية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية وأهداف التنويع االقتصادي‪.‬‬

‫نظرا للدور الذي يلعبه التنويع االقتصادي في التقليل من ا االختالالت اوإحداث توازنات داخل االقتصاد‬
‫تبرز أهميته واألهداف التي يسعى إليها فيما يلي‪ :3‬ا‬

‫أوال‪ :‬تقليل املخاطر االستثمارية‪ :‬ا‬

‫يساهم التنويع االقتصادي في زيادة معدالت النمو االقتصادي من خالل زيادة فرص االستثمار‬
‫وتقليل املخاطر االستثمارية‪ ،‬فتوزيع االستثمارات على عدد كبير من النشاطات االقتصادية يقلل من‬
‫املخاطر االستثمارية الناجمة عن تركيز تلك االستثمارات في عدد قليل منها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقليص املخاطر املؤدية إلى انخفاض حصيلة الصادرات‪ :‬ا‬

‫ففي حالة البلدان التي تعتمد على تصدير منتج واحد أو عدد محدود من املنتجات‪ ،‬فعند انخفاض‬
‫أسعار املنتجات املصدرة تنخفض عوائد الصادرات من العملة األجنبية مما يؤدي إلى تقليص إمكانية‬
‫الدولة في تمويل الواردات أو تمويل عملية التنمية االقتصادية‪ .‬ا‬

‫‪ Osakwe Patrick :‬هو عضو في مجلس الشيوخ النيجيري‪ ،‬مثل منطقة دالتا الشمالية في والية دالتا على منصة ا‬
‫حزب الوفاق وتم تعيينه‬
‫ضمن لجان الغاز والبنوك واملؤسسات املالية األخرى‪ .‬ا‬
‫‪ 1‬نبيلة نوي‪ "،‬التنويع االقتصادي والنمو املستدام في الدول النفطية‪-‬دراسة حالة الجزائر‪ ،"-‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪،‬‬
‫الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس والثالثون‪ ،2018 ،‬ص‪ .181‬ا‬
‫‪ 2‬صادق هادي‪" ،‬دور التنويع االقتصادي في تحقيق التنمية املستدامة في االقتصاديات النفطية"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة‬
‫املاجستير‪( ،‬منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،1‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪ .5‬ا‬
‫‪ 3‬أبوبكر بوسالم‪"،‬التوجه نحو االستثمار في قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كاستراتيجية بديلة للتنويع خارج قطاع املحروقات‬
‫االقتصادي"‪ ،‬مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الرابع عشر‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2018‬ص‪ .110‬ا‬

‫‪51‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬زيادة القيمة املضافة‪ :‬ا‬

‫يعزز التنويع الرأس ي الروابط األمامية والخلفية في االقتصاد ألن مخرجات القطاع ستشكل مدخالت‬
‫إنتاجية لقطاع آخر‪ ،‬كما أن إسهام التنويع في توليد الفرص الوظيفية يؤدي إلى ارتفاع دخول عوائد‬
‫ا اإلنتاج واستقرارها مما يؤدي إلى تزايد القيمة املضافة املتولدة قطاعيا ومحليا‪ .‬ا‬

‫رابعا‪ :‬زيادة إنتاجية رأس املال البشري‪ :‬ا‬

‫يساهم التنويع االقتصادي في زيادة إنتاجية العمل ورأس املال البشري‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى رفع‬
‫معدالت النمو االقتصادي‪ .‬ا‬

‫خامسا‪ :‬توطيد درجة العالقات التشابكية بين القطاعات اإلنتاجية‪ :‬ا‬

‫يساهم التنويع االقتصادي الناتج عن زيادة عدد القطاعات املنتجة على تقوية العالقات التشابكية‬
‫فيما بينها‪ ،‬مما ينجم عنه العديد من التأثيرات الخارجية في اإلنتاج تنعكس إيجابا على النمو االقتصادي‪ .‬ا‬

‫سادسا‪ :‬تقليل التذبذب في مستويات الناتج املحلي اإلجمالي‪ :‬ا‬

‫يؤدي ضعف التنويع االقتصادي الناجم عن تركز ا اإلنتاج في عدد محدود من املنتجات إلى تذبذب‬
‫اإلجمالي‬
‫ملحوظ في مستويات الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬وقد أثبتت بعض الدراسات أن لتقلب الناتج املحلي ا‬
‫وعدم استقرار مستوياته عالقة عكسية بمعدل النمو االقتصادي‪ ،‬وعليه يمكن استنتاج أن تقليص‬
‫التذبذب في الناتج املحلي اإلجمالي الناجم عن زيادة درجة التنوع االقتصادي سيؤدي إلى رفع معدالت‬
‫النمو االقتصادي‪ ،‬فقد أكدت بعض الدراسات تحرك الهيكل اإلنتاجي من القطاعات األكثر تقلبا إلى‬
‫القطاعات األقل تقلبا وتالش ي التقلبات الناتجة عن الصدمات على املستوى الكلي عبر عملية التنمية‪ .1‬ا‬

‫سابعا‪ :‬تقليص املخاطر التي يتعرض لها الهيكل اإلنتاجي‪ :‬ا‬

‫يؤدي التنويع االقتصادي إلى تحقيق مزايا عديدة جراء تقليص مخاطر اعتماد االقتصاد على إنتاج‬
‫منتج واحد أو عدد قليل من املنتجات‪ ،‬أو ارتكازه على قطاع واحد أو على عدد محدود من القطاعات‪،‬‬
‫فعندما يرتبط أداء االقتصاد الوطني بإنتاج منتج معين سواء كان سلعة استخراجية أو سلعة زراعية‬
‫أو خدمية فإن انخفاض أسعار أو طلب هذا املنتج ألسباب داخلية أو خارجية سيؤدي بالضرورة إلى‬
‫تعرض الهيكل اإلنتاجي للمخاطر‪.2‬‬

‫‪ 1‬الخطيب عوض ممدوح‪" ،‬التنويع والنمو في االقتصاد السعودي"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى املؤتمر األول لكليات إدارة األعمال بجامعات دول‬
‫مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬كلية إدارة األعمال‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬يومي‪16 :‬و‪ 17‬فيفري ‪ ،2014‬ص‪ .7‬ا‬
‫‪ 2‬أشرف الصوفي‪ ،‬املنعم الدامي‪" ،‬القطاع الفالحي كآلية للتنويع االقتصادي الجزائري"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني حول‪:‬‬
‫"املؤسسات االقتصادية الجزائرية واستراتيجيات التنويع االقتصادي في ظل انهيار أسعار النفط"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪25 :‬و‪ 26‬أفريل‪ ،2017‬ص‪ .4‬ا‬

‫‪52‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثامنا‪ :‬توليد الفرص الوظيفية‪ :‬ا‬

‫يعزز التنويع االقتصادي توليد وظائف جديدة وذلك بتحفيزه للنمو االقتصادي‪ ،‬إذ يزيد من درجة‬
‫الترابط والتشابك بين القطاعات االقتصادية مما يؤدي إلى تقليص معدالت البطالة‪.1‬‬

‫تاسعا‪ :‬رفع معدل التبادل التجاري‪ :‬ا‬

‫يؤدي انخفاض أسعار املنتجات املصدرة إلى األسواق العاملية مع استقرار أو ارتفاع أسعار الواردات‬
‫إلى تدني مستوى معدل التبادل التجاري‪ ،‬فعندما تعتمد التجارة الخارجية على تصدير منتج معين فإن‬
‫انخفاض أسعاره سيؤدي إلى انخفاض أسعار الصادرات مقابل الواردات نتيجة للوزن املهم الذي يشغله‬
‫هذا املنتج في ترجيح ا األرقام القياسية ألسعار الصادرات مما يعني خسارة الدولة جراء تجارتها الخارجية‪،‬‬
‫تتنوع الصادرات فإن مخاطر انخفاض الرقم القياس ي ألسعار الصادرات سوف تتوزع على‬ ‫أما عندما ا‬
‫عدد كبير من السلع والخدمات‪ ،‬مما يؤدي إلى تقليص الخسائر الناجمة عن تقلب أسعار السلع املصدرة‬
‫وبالتالي ارتفاع معدل التبادل التجاريا‪.2‬‬

‫عاشرا‪ :‬تعزيز التنمية املستدامة‪:‬‬

‫أثبتت الدراسات التي تناولت تقلب معدالت النمو االقتصادي عبر الزمن وعدم تمكن كثير من‬
‫الدول الفقيرة للوصول إلى تنمية مستدامة أن هناك ثالثة أسباب رئيسية كامنة وراء ذلك ترتبط جميعها‬
‫بالتنويع االقتصادي تتمثل في‪ :3‬ا‬

‫‪ ‬األول‪ :‬تخصص الدول الفقيرة في إنتاج وتصدير عدد قليل من املنتجات؛‬


‫‪ ‬الثاني‪ :‬تعرض الدول الفقيرة بصورة متكررة وشديدة للصدمات الكلية؛‬
‫‪ ‬الثالث‪ :‬ارتفاع حدة التقلبات على املستوى االقتصادي الكلي نتيجة أثر الصدمات على‬
‫القطاعات املتخصصة‪ ،‬ومن ثم فالتنويع االقتصادي سيؤدي إلى استقرار معدالت النمو عبر‬
‫الزمن وتحقيق التنمية املستدامة‪.‬‬

‫وهكذا فإن غياب القطاع الخاص والقوة العاملة املاهرة واملتطورة وبيئة مؤسسية وقانونية مشجعة وعدم‬
‫االستقرار في االقتصاد الكلي كارتفاع معدالت التضخم‪ ،‬اال يساعد على إنشاء وتطوير صناعات جديدة أو‬
‫خلق مناخ مالئم لعملية تنويع األعمال‪ .‬ا‬

‫‪ 1‬سليم شبورو‪ ،‬على مناد‪" ،‬االقتصاديات النفطية وخيار التنويع االقتصادي‪-‬دراسة قياسية لحالة الجزائر‪ ،"-‬مجلة دفاتر ميكاس (‪،)mecas‬‬
‫الجزائر‪ ،‬املجلد‪ ،16‬العدد األول‪ ،2020 ،‬ص‪ .337‬ا‬
‫جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬ا‬
‫‪ 2‬أشرف الصوفي‪ ،‬املنعم الدامي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .4‬ا‬
‫‪ 3‬محبوب بن حموده‪ ،‬عدنان محيريق‪" ،‬التنويع االقتصادي‪ :‬املفهوم واألهداف واملبررات ومؤشرات قياسه مع اإلشارة لحالة الجزائر"‪ ،‬ورقة‬
‫بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي السادس حول‪" :‬بدائل النمو والتنويع االقتصادي في الدول املغاربية بين الخيارات والبدائل املتاحة"‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪2 :‬و‪ 3‬نوفمبر‪ ،2016‬ص‪ .7‬ا‬

‫‪53‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬تقسيم ــات ومستويات التنويع االقتصادي‪.‬‬

‫يقسم التنويع االقتصادي إلى قسمين أساسين هما‪ :‬التنويع األفقي والتنويع العمودي وعلى حسب‬
‫هذين التقسيمين يأخذ التنويع شكلين أو نمطين يتعلق األول بتنويع الهيكل اإلنتاجي أما الثاني فيتعلق‬
‫بالتجارة الخارجية أو ما يعرف بتنويع األسواق‪ .‬ا‬

‫الفرع األول‪ :‬تقسيمات التنويع االقتصادي‪.‬‬


‫يأخذ التنويع االقتصادي التقسيمين اآلتين‪ :1‬ا‬
‫أوال‪ :‬التنويع األفقي‪:‬‬
‫يطلق التنويع األفقي على توزيع ا االستثمار على أدوات من نفس الفئة كقطاع البترول مثال‪ .‬ا‬
‫ثانيا‪ :‬التنويع العمودي (الرأس ي)‪:‬‬
‫يطلق التنويع الرأس ي على توزيع االستثمار على قطاعات متنوعة كالزراعة والصناعة والخدمات أو‬
‫فئات مختلفة من األدوات االستثمارية كاألسهم والسندات‪ .‬ا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مستويات التنويع االقتصادي‪.‬‬

‫يمكن التمييز بين مستويين للتنويع االقتصادي‪ ،‬فهناك التنويع الخاص باملستوى الجزئي وهو مرتبط‬
‫بالعملية اإلنتاجية باملؤسسة والتنويع الخاص باملستوى الكلي واملتعلق بهيكل التجارة الخارجية للدولة‪ .‬ا‬

‫أوال‪ :‬تنويع اإلنتاج (الهيكل الصناعي)‪:‬‬

‫يقصد به جعل الهيكل أو النسيج اإلنتاجي الداخلي لبلد ما أكثر تنوعا وذو قاعدة صناعية واسعة‪،‬‬
‫وهذا من خالل الولوج لفضاءات إنتاجية جديدة تحقق التعدد وعدم ا االرتكاز على إنتاج أو قطاع واحد‪،‬‬
‫كما تساعد على التأقلم والتكيف مع املستجدات التقنية والتكنولوجية الجديدة القتصاديات املعرفة‬
‫املعاصرة‪ .2‬وعليه ينقسم تنويع الهيكل اإلنتاجي إلى ما يلي‪:3‬‬

‫‪ ‬املستوى الجزئي‪ :‬ويتم على نطاق املؤسسات اإلنتاجية أي قطاع األعمال ويرتبط بالعملية اإلنتاجية‬
‫من خالل التنويع في تشكيلة املنتجات والعمل على تجديدها بتبني التطور التكنولوجي والبحث العلمي‬
‫وتثمين الكفاءات‪ ،‬وبذلك يحقق قطاع األعمال نموا ومردودية وأرباح أكثر‪ ،‬وتتوسع الحصص السوقية‬
‫االحتياجات السوقية الوطنية‪ ،‬ومن ثم البحث في اكتساح أسواق‬
‫الكتساب أسواق وطنية جديدة لتلبية ا‬

‫‪ 1‬زروق بن موفق‪" ،‬استراتيجية تنويع االقتصاد الجزائري في ظل املتغيرات االقتصادية املعاصرة"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫علوم‪( ،‬منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2019 ،‬ص‪ .29‬ا‬
‫‪ 2‬محمد مسعودي‪" ،‬استراتيجيات التنويع االقتصادي على الصعيد الدولي‪ :‬تجارب ونماذج رائدة"‪ ،‬مجلة االقتصاد وإدارة األعمال‪ ،‬جامعة‬
‫أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،02‬العدد السابع‪ ،2018 ،‬ص‪ .227‬ا‬
‫‪ 3‬نجاة كورتل‪" ،‬االقتصاد الجزائري بين واقع االقتصاد الريعي ورهانات التنويع االقتصادي –دراسة تطبيقية لحساب مؤشر هيرفندال‬
‫هيرشمان للفترة ‪ ،"-2017-2011‬مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني والخمسون‪،‬‬
‫ديسمبر‪ ،2019‬ص‪ .8‬ا‬

‫‪54‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫دولية من خالل تصدير منتجات عالية الجودة وذات قيمة مضافة‪ ،‬محتوى تكنولوجي مرتفع‪ ،‬ومن‬
‫تبعات التنويع في هذا املستوى تعزيز العالقات التشابكية بين مختلف املؤسسات على الصعيد املحلي‬
‫الوطني والدولي في إطار عقود أنشطة املناولة الباطنية أو في إطار الشراكة األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬املستوى الكلي‪ :‬يتحقق التنويع اإلنتاجي بمساهمة جميع الفروع والقطاعات االقتصادية في تحقيق‬
‫الناتج املحلي الخام وتوليد الدخل الوطني بما في ذلك الزراعة‪ ،‬السياحة والخدمات‪ .‬ا‬

‫ثانيا‪ :‬تنويع التجارة الخارجية (األسواق)‪ :‬ا‬

‫يرتبط تنويع التجارة الخارجية إلى حد كبير بتحليل الهيكل السلعي لها‪ ،‬وذلك في جانبيها الرئيسيين وهما‬
‫الهيكل السلعي ل االستيراد والهيكل السلعي للصادرات‪ ،‬فمن خالل دراسة التنويع السلعي للصادرات‬
‫والواردات يمكن معرفة من جهة مدى االعتماد على تصدير سلعة واحدة عن طريق قياس نسبتها إلى إجمالي‬
‫الصادرات اودراسة طبيعة هذه السلعة‪ ،‬فشدة ا االعتماد هذه ستؤثر في إمكانية استمرار عملية التنمية‬
‫االقتصادية وبالتالي فإن تنويع هيكل الصادرات سيكون الحل األمثل الستمرارها‪ ،1‬حيث يمكن توضيح تنويع‬
‫األسواق حسب جانبي التجارة الخارجية كما يلي‪ :2‬ا‬

‫‪ ‬تنويع هيكل الصادرات‪ :‬وهو الحل األمثل إذ أن تنويع الصادرات هو توسيع أصنافها وذلك ال بتزويد‬
‫األسواق الخارجية بالخامات األولية فحسب بل أيضا بمنتجات معالجتها وتحويلها وتصنيعها‪ ،‬ثم‬
‫بالصناعات النصف الجاهزة من اإلنتاج املحلي؛‬
‫‪ ‬تنويع هيكل االستيراد‪ :‬أي عدم التركيز على نوع واحد أو مجموعة معينة من السلع ألن ذلك سيؤثر على‬
‫مسار التنمية ويفقدها استقالليتها‪ ،‬لذلك فإن تنويع الواردات قد يعني حتى تقليل أصنافها عكس‬
‫الصادرات وذلك بأن يشطب البلد املعني في قائمة البضائع التي يستوردها أبوابا كباب األغذية‪ ،‬األقمشة‬
‫والسلع الفاخرة‪...‬الخ‪ ،‬ثم تدريجيا أصنافا كثيرة من املنتجات بقدر ما ينظم إنتاجها في أراضيها‪ ،‬وعوضا‬
‫عن ذلك يتم التركيز على املنتجات الصناعية ذات التكنولوجيا العالية واملعقدة‪.‬‬

‫وفي هذا السياق نجد أن هناك العديد من الدول املتقدمة تتصف بالتنوع الشديد في اقتصادياتها وهو ما‬
‫يعكسه التشابك والترابط الكبير في القطاعات االقتصادية وتكاملها على عدة مستويات‪ ،‬أما الدول املتخلفة‬
‫تتسم بالتخصص في إنتاج عدد قليل من املواد األولية وهو ما يعكسه مؤشر الصادرات حيث تتركز في عدد‬
‫محدود من املواد وفي الغالب تشكل مادة أولية واحدة نسبة بالغة ا االرتفاع من قيمة الصادرات الكلية وهو‬
‫ما أدى إلى تسميتها باقتصاديات املحصول الواحد أو االقتصاديات الريعية‪ .‬ا‬

‫‪ 1‬محمد كريم قروف‪" ،‬قياس وتقييم مؤشر التنويع االقتصادي في الجزائر دراسة تحليلية للفترة (‪ ،")2014/1980‬مجلة الواحات للبحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة غرداية‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،09‬العدد الثاني‪ ،2016 ،‬ص‪ .639‬ا‬
‫‪ 2‬الطاهر شليحي‪ ،‬زروق بن موفق‪" ،‬املنظور االستراتيجي لعملية التنويع االقتصادي في الدول النامية"‪ ،‬مجلة الحقيقة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،17‬العدد السابع واألربعون‪ ،‬ديسمبر‪ ،2018‬ص‪ .197‬ا‬
‫االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬ا‬

‫‪55‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬أساسيات التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنويع االقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصادي‪ .‬ا‬

‫التنويع االقتصادي استراتيجية تطبق على املستوى الكلي أو الجزئي وكذا سياسة تنموية تساهم‬
‫فيها جميع القطاعات داخل الدولة‪ ،‬حيث يمكن أن يقاس التنويع االقتصادي من خالل أبعاده االقتصادية‬
‫والتي يمكن أن يعبر عنها بمتغيرات مختارة وحسب ما هو متوفر من بيانات إحصائية‪ .‬ا‬

‫املطلب األول‪ :‬محددات التنويع االقتصادي والقطاعات الرئيسية املؤهلة له‪.‬‬

‫يقاس التنويع االقتصادي داخل كل دولة حسب مجموعة القطاعات الحيوية التي تحددها الدولة‬
‫وبالتالي فإن نجاح التنويع االقتصادي يتوقف على وجود مجموعة من املحددات هذه املحددات يمكن أن‬
‫تختلف من اقتصاد آلخر والتي يمكن توضيحها في اآلتي‪ .‬ا‬

‫الفرع األول‪ :‬محددات التنويع االقتصادي‪.‬‬

‫اتتمثل املحددات التي تلعب دورا هاما في نجاح أو فشل استراتيجية التنويع االقتصادي فيما يلي‪ :1‬ا‬

‫أوال‪ :‬الحوكمة‪ :‬ا‬

‫تعتبر الحوكمة شرطا أساسيا في بناء بيئة مواتية للتنويع االقتصادي حيث ينطوي هذا األخير على‬
‫تصميم وتنفيذ سياسات هادفة لتعزيز القطاعات الناشئة والتأكد من إمكانية تطويرها في بيئة تسمح لها‬
‫باالزدهار وزيادة مساهمتها في االقتصاد الوطني‪ ،‬على املستوى اإلقليمي يجب أن يكون هناك كفاءة في‬
‫التنسيق بين صناع القرار والجهات املعنية املختلفة املمثلة للبيئة االقتصادية اإلقليمية والعاملية سواء كان‬
‫ذلك بالنسبة للقادة الوطنيين أو اإلقليمين العام منهم أو الخاص‪ ،‬الفردي أو املؤسساتي والذين يشكلون ما‬
‫يعرف السائقين التنفيذيين ‪ exécutive drives‬الذي يمثل اإلطار العام للتنويع في الحكم‪ ،‬حيث يعتبر هذا‬
‫األخير جد مهم للتنويع االقتصادي وذلك من وجهات نظر عديدة فعلى سبيل املثال تكمن أهمها من خالل‬
‫اإلدارة االقتصادية الحكيمة للموارد الطبيعية‪ .‬ا‬

‫ثانيا‪ :‬املوارد الطبيعية‪ :‬ا‬

‫تعتبر من أهم العوامل املحددة للتنويع االقتصادي والتي يمكن استعمالها في رفع السلع اإلنتاجية‬
‫املصدرة‪ ،2‬حيث يمكن خلق قيمة إضافية من املوارد املستخرجة لكن الش يء املالحظ عادة هو عدم توافق‬
‫هاتين األخيرتين أي توفر املوارد وتنوع اإلنتاج‪ ،‬ويرجع ذلك بصفة كبيرة في عدم تطبيق اإلدارة املثلى من‬

‫‪ 1‬أحمد دبيش‪ ،‬مروة بوقدوم‪"،‬التنويع االقتصادي‪ ،‬مؤشراته‪ ،‬محدداته‪ ،‬وعالقته بالتنمية"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي السادس‬
‫حول‪" :‬بدائل النمو والتنويع االقتصادي في الدول املغاربية بين الخيارات والبدائل املتاحة"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪2 :‬و‪ 3‬نوفمبر ‪ ،2016‬ص ـ ص‪ .12-10‬ا‬
‫‪ 2‬صادق صفيح‪ ،‬آسيا عامر‪" ،‬مساهمة مستوى التنويع االقتصادي في النمو االقتصادي في الجزائر خالل الفترة ‪ ،"2016-1980‬وراقة بحث‬
‫مقدمة إلى امللتقى الدولي األول حول‪" :‬استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر"‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة لونيس ي علي‪ ،‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 6 :‬و‪ 7‬نوفمبر‪ ،2018‬ص‪ .4‬ا‬

‫‪56‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫طرف الحكومات للموارد الطبيعية إضافة إلى عدم استخدام املكاسب من استغالل املوارد الطبيعية إلى‬
‫مزيد من األنشطة االقتصادية األخرى فعلى سبيل املثال األرباح من تصدير املعادن يمكن استخدامها لتطوير‬
‫الصناعات التحويلية والسياحية والخدماتية وبالتالي توسيع نطاق البالد لقاعدته االقتصادية‪ .‬ا‬

‫ثالثا‪ :‬العوامل اإلقليمية‪ :‬ا‬

‫يعتبر التكامل اإلقليمي استراتيجية هامة لتسهيل التبادل والتجارة وهذا يشمل كل من إصالح نظام‬
‫إدارة الجمارك لتسهيل العمل بالنسبة لرجال األعمال في نقل بضائعهم بحرية‪ ،‬وأيضا مبادرات التنمية‬
‫املكانية من خالل إعداد برامج تتمتع بنقاط لتقييم الخدمات التي تتمثل عادة في عمليات التنقل العابرة‬
‫للحدود في شكل ممرات للنقل بصفة رئيسية فعلى سبيل املثال قد تستفيد عدد من دول شمال إفريقيا‬
‫على حد سواء من املوقع الجغرافي لها وقربها من األسواق األوروبية واملتوسطية‪ .‬ا‬

‫رابعا‪ :‬اإلط ـ ـار الدولي‪ :‬ا‬

‫إن اإلطار الدولي يلعب دورا هاما بالنسبة ملجموع الدول الهادفة إلى تنويع اقتصادياتها سواء كان‬
‫ذلك بالنسبة للدول منفردة أو فيما يخص تكتالت اقتصادية والتي من شأنها التأثير عليها‪ ،‬حيث أنه توجد‬
‫جوانب وفرص أخرى من التعاون الدولي والتي يمكن أن يكون لها تأثير على التنويع االقتصادي‪ ،‬فقد أكدت‬
‫العديد من الدراسات لبرامج املساعدات الدولية على أن تعزيز حجم األنشطة التجارية يمثل هدفا رئيسيا‬
‫باعتبار أن هذا من شأنه تعزيز القدرات الستغالل أفضل للفرص املتاحة في السوق‪ .‬ا‬

‫خامسا‪ :‬القدرات املؤسسية واملوارد البشرية‪ :‬ا‬

‫تأخذ كل من املوارد البشرية والقدرات املؤسساتية استحقاقات واهتمامات خاصة باعتبارها‬


‫العوامل املساعدة لتسهيل سالسة التوريد‪ ،‬إضافة إلى املساهمة في تحديد قدرات التنويع للدول وتحررها‬
‫من التبعية للموارد الطبيعية وغيرها‪ ،‬فعلى املستوى املحلي تعتبر كل من القدرات املؤسساتية والتنسيق‬
‫العال مفتاحا إلنشاء األطر التنظيمية للبنية التحتية العابرة للحدود الوطنية‪ ،‬القواعد الجمركية‪ ،‬فاملوارد‬
‫البشرية مهمة لتعزيز االبتكار في اقتصاد ما‪ .1‬ا‬

‫سادسا‪ :‬نوعية وحجم املؤسسات‪ :‬ا‬

‫يرى تقرير البنك الدولي لعام ‪ 2009‬أن االعتماد على املؤسسات املالئمة منطلق رئيس ي في تنويع‬
‫الصادرات‪ ،‬التي تقوم على بنية تحتية فعالة ونظم اتصاالت متطورة لخفض التكاليف ورفع مستويات‬
‫األداء والجودة‪ ،‬باإلضافة إلى وجود بيئة اقتصادية مستقرة يحرك نشاطها قطاع مالي متطور ومؤشرات‬
‫انفتاح تجارية مرتفعة للقدرة على دخول األسواق من أجل تعزيز تنافسية السلع املنتجة واملصدرة دون‬

‫‪ 1‬حميد قرومي‪ ،‬محمد بن ناصر‪" ،‬ضرورة التنويع االقتصادي في ظل انهيار أسعار النفط"‪ ،‬مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الحادي عشر‪ ،2017 ،‬ص‪ .272‬ا‬

‫‪57‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إهمال القطاع الخاص‪ ،‬حيث يشيد الخبراء االقتصاديون بدور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق‬
‫األهداف املرجوة من التنويع االقتصادي ويعزز عدم قدرة بعض االقتصاديات خاصة اإلفريقية العتمادها‬
‫على مؤسسات كبيرة كثيرا ما تكون للقطاع العام وبالتالي ال تقوم على أسس الربحية والتنافسية‪ .1‬ا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القطاعات الرئيسية املؤهلة للتنويع االقتصادي‪.‬‬

‫هناك العديد من القطاعات التي تساعد على تنويع مصادر الدخل في الدول التي تتبنى هذه‬
‫ا االستراتيجية ويمكن ذكر أهمها فيما يلي‪ :2‬ا‬

‫أوال‪ :‬القطاع الصناعي‪ :‬ا‬

‫يعتبر القطاع الصناعي من أبرز القطاعات الصناعية ملا له من دور رائد وحيوي في مجمل العمليات‬
‫واألنشطة االقتصادية املختلفة‪ ،‬حيث أنه مفتاح التطور ونمو وتنوع كل القطاعات االقتصادية األخرى‬
‫وذلك لدوره الكبير في رفع مستوى اإلنتاج‪ ،‬توليد الدخل‪ ،‬توفير فرص العمل وتحفيز االستثمار‪ .‬ا‬

‫ثانيا‪ :‬القطاع الزراعي‪ :‬ا‬

‫اتعاني الدول النفطية من مشكلة االستيراد املفرط للمنتجات الزراعية التي تلتهم مبالغ كبيرة من‬
‫العملة الصعبة‪ ،‬مما يجعل هذا القطاع عائقا لعملية التنويع بدال من أن يكون مساهما فيها‪ ،‬وبالتالي‬
‫فالقطاع الزراعي هو القطاع األجدى با االهتمام خاصة بالنسبة لالقتصاديات النفطية ضمن استراتيجية‬
‫التنويع خاصة إذا توفرت املق ومات الطبيعية (الطبيعة البشرية والتقنية املناسبة)‪ ،‬حيث تستلزم عملية‬
‫النهوض بالقطاع الزراعي حزمة من الوسائل والسياسات الزراعية للنهوض بواقعه وارتفاع مساهمته وذلك‬
‫من خالل البدء بتصحيح االختالالت الهيكلية في هذا القطاع وفقا لسياسة استثمارية مدروسة في هذا‬
‫املجال‪ ،‬مثال من خالل االستغالل األمثل للمساحات الزراعية‪ ،‬استصالح األراض ي ومنع احتكارها‪ ،‬تأمين‬
‫البنى التحتية من سدود وحفر لآلبار‪ ،‬إضافة إلى تشجيع القطاع الخاص واألجنبي في مشاريع الزراعة والتربية‬
‫الحيوانية من خالل التسهيالت والتشريعات واإلعفاءات الضريبية‪ .‬ا‬

‫ثالثا‪ :‬القطاع السياحي‪ :‬ا‬

‫للسياحة دور مهم في تعزيز وتقوية االقتصاديات خاصة النفطية منها‪ ،‬حيث تلعب السياحة أدوارا‬
‫تنموية وتنويعية في جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية ولها أيضا أثر املضاعف الناجم عن الرواج‬
‫واالنتعاش في عشرات الصناعات والخدمات وبالتالي زيادة اإليرادات‪ ،‬ويرى مختصين وخبراء في مجال‬

‫‪ 1‬فاطمة الزهراء طلحاوي‪ ،‬محمد مدياني‪" ،‬أثر تنويع القاعدة اإلنتاجية على النمو االقتصادي في جنوب إفريقيا"‪ ،‬مجلة التكامل االقتصادي‪،‬‬
‫جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،04‬العدد الثاني‪ ،2016 ،‬ص ص‪ .150،149‬ا‬
‫‪ 2‬ماجد صيد‪ ،‬فاطمة الزهراء رقايقية‪" ،‬رؤية استشرافية لتحول االقتصاديات العربية النفطية من الريعية إلى التنويع االقتصادي"‪ ،‬ورقة‬
‫بحث مقدمة ضمن امللتقى الدولي الثاني حول‪" :‬متطلبات تحقيق اإلقالع االقتصادي في الدول النفطية في ظل انهيار أسعار املحروقات"‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪29 :‬و‪ 30‬نوفمبر‪ ،2016‬ص ص‪ .14،13‬ا‬

‫‪58‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السياحة أنه‪ :‬إذا ما استغل واقع السياحة في الدول العربية الريعية وخصصت لها مخططات وبرامج في‬
‫اتجاه قيام صناعة سياحية ستكون نفط العالم العربي في املستقبل‪ .‬ا‬

‫رابعا‪ :‬قطاع الخدمات‪ :‬ا‬

‫قفز قطاع الخدمات في العقود األخيرة قفزة كبيرة وأصبح القطاع الرائد والديناميكي بالنسبة للنمو‪،‬‬
‫وهذا ما يعكسه النمو الكبير للعمالة مقابل التناقص النسبي للعمالة املوظفة في قطاعات اإلنتاج املادي‬
‫(الزراعي والصناعي) هذا دليل على املكانة املهمة التي بات يحتلها في الحياة االقتصادية والتي يتوقع لها املزيد‬
‫من ا االزدهار‪ ،‬حيث أن اعتماد استراتيجية التنويع في هذا القطاع يتطلب إحداث تغيير هيكلي في بنيته بشكل‬
‫يرفع من الوزن النسبي للخدمات اإلنتاجية واالجتماعية والتي تنعكس بدورها على تنمية قوى اإلنتاج‬
‫والقطاعات االقتصادية األخرى‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬مؤشرات التنويع االقتصادي ومعامالت قياسه‪ .‬ا‬

‫يمكن االستناد إلى مجموعة من املؤشرات واملقاييس ملعرفة مستوى ومعدل التنويع االقتصادي في‬
‫الدولة وذلك حسب مجموعة القطاعات التي تحددها الدولة ويمكن توضيح ذلك في اآلتي‪ :‬ا‬

‫الفرع األول‪ :‬مؤشرات التنويع االقتصادي‪.‬‬

‫من أهم املؤشرات الدالة على التنويع االقتصادي في اقتصاد ما نذكر ما يلي‪ :1‬ا‬

‫معدل ودرجة التغير الهيكلي‪ ،‬كما تدل عليهما النسبة املئوية إلسهام القطاعات املختلفة في الناتج‬ ‫‪‬‬
‫املحلي اإلجمالي‪ ،‬إضافة إلى زيادة وانخفاض مساهمة هذه القطاعات مع الزمن‪ ،‬ومن املفيد أيضا‬
‫قياس معدالت النمو الحقيقية للناتج املحلي اإلجمالي حسب القطاع حيثما توفرت البيانات الخاصة‬
‫بذلك‪2‬؛‬
‫درجة عدم استقرار الناتج املحلي اإلجمالي وعالقتها بعدم استقرار سعر النفط‪ ،‬وقد يحد التنويع‬ ‫‪‬‬
‫عدم االستقرار هذا مع مرور الوقت؛‬
‫تطور إيرادات النفط والغاز كنسبة من مجموع إيرادات الحكومة‪ ،‬فالتنويع يهدف للتقليل من‬ ‫‪‬‬
‫االعتماد على إيرادات النفط؛‬
‫ا تساع وتيرة قاعدة اإليرادات غير النفطية عبر الزمن‪ ،‬ما يدل على النجاح في تطوير مصادر جديدة‬ ‫‪‬‬
‫لإليرادات غير النفطية؛‬

‫‪ 1‬آسيا قاسيمي‪ ،‬فضيلة رمضاني‪" ،‬السياحة كقطاع بديل لدعم االقتصاد الجزائري"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي الثاني حول‪:‬‬
‫"متطلبات تحقيق اإلقالع االقتصادي في الدول النفطية في ظل انهيار أسعار املحروقات"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 29 :‬و‪ 30‬نوفمبر ‪ ،2016‬ص‪ .6‬ا‬
‫‪ 2‬محمد بوطالعة‪ ،‬نعيمة بن دبيش‪" ،‬ميكانيزمات تفعيل التنويع االقتصادي في الجزائر في ظل تداعيات أزمة النفط –إمكانية االستفادة‬
‫من تجارب دولية‪ ،"-‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬جامعة بشار‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،04‬العدد الثاني‪ ،2018 ،‬ص‪ .301‬ا‬

‫‪59‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬نسبة الصادرات غير النفطية إلى مجموع الصادرات والعناصر املكونة للصادرات غير النفطية‪،‬‬
‫فارتفاع هذه األخيرة دليل على ازدياد التنويع االقتصادي؛‬
‫‪ ‬تغير نسبة إسهام القطاع العام والخاص في الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬وهذا مؤشر هام؛‬
‫‪ ‬مقاييس اإلنتاجية‪ :‬يمكن تطبيقه على أنشطة متنوعة في القطاع الخاص لتقييم معدل تنميته‪ .‬ا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قياس درجة التنويع االقتصادي‪.‬‬

‫إن املؤشرات السابقة تدل على مدى التنويع االقتصادي في الدولة‪ ،‬إال أنها ال تعطينا درجة التنويع‬
‫االقتصادي بدقة وذلك لتشتت واختالف املؤشرات املستعملة في معرفة مدى التنويع‪.1‬‬

‫إذ يقاس التنويع االقتصادي بعدة معامالت إحصائية تتفاوت كفاءتها ومالءمتها حسب أغراض القياس‪،‬‬
‫فالبعض منها يعتمد على قياس ظاهرة التشتت مثل معامل االختالف‪ ،‬والبعض اآلخر يقيس خاصية التركيز‬
‫كمؤشر جيني وبعضها على مفهوم التنوع كمعامل هيرفندل‪ -‬هيرشمان والذي يعد األكثر شيوعا‪ ،‬أما املتغيرات‬
‫التي تطبق عليها هي كثيرة نذكر منها الناتج املحلي اإلجمالي وتوزيعه بين الناتج النفطي والناتج غير النفطي‬
‫وبنية الصادرات وتوزيعها وتوزيع اإليرادات الفعلية للحكومة بين النفطية وغير النفطية فقد وضعت هيئة‬
‫األمم املتحدة للتنمية والتجارة في محاولة تحديد الدول األقل نموا معيار للتنوع االقتصادي يتكون من أربع‬
‫عناصر هي مقدار إسهام القطاع الصناعي في الناتج املحلي اإلجمالي ونسبة إسهام العمل في الصناعة‪ ،‬ومقدار‬
‫االستهالك الفردي من الكهرباء ومقدار تركيز الصادرات‪ ،‬في حين يقيس مؤشر تنويع الصادرات إنحراف حصة‬
‫الصادرات من السلع الرئيسية لدولة معينة في إجمالي صادراتها‪ .2‬ا‬

‫اوفيما يلي عرض ألهم املؤشرات التي يمكن االعتماد عليها لقياس درجة التنويع االقتصادي‪ :‬ا‬

‫أوال‪ :‬مؤشر هرفندل‪ -‬هيرشمان )‪ :(Herfindal-Hirshman Index‬ا‬

‫يعتبر مؤشر هرفندل مقياس يستخدم على نطاق واسع لقياس تركز السوق في الصناعة وتم استخدامه‬
‫أيضا كمقياس للتنويع االقتصادي‪ ،‬ويشير إلى مدى هيمنة عدد قليل من القطاعات على اقتصاد إقليمي‬
‫معين‪.3‬‬

‫‪ 1‬إسماعيل بن قانة‪ ،‬باديس بوخلوه‪"،‬سياسات التنويع االقتصادي في نظريات ونماذج النمو االقتصادي"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى‬
‫الدولي السادس حول‪" :‬بدائل النمو والتنويع االقتصادي في الدول املغاربية بين الخيارات والبدائل املتاحة"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 2 :‬و‪ 3‬نوفمبر ‪ ،2016‬ص‪ .4‬ا‬
‫‪ 2‬صادق صفيح‪ ،‬أسيا عامر‪" ،‬مساهمة مستوى التنويع االقتصادي في النمو االقتصادي بالجزائر خالل الفترة ‪ ،"2016-1980‬ورقة بحث‬
‫مقدمة إلى امللتقى الدولي األول حول‪" :‬استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر"‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة لونيس ي علي‪ ،‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪6 :‬و‪ 7‬نوفمبر ‪ ،2018‬ص‪ .5‬ا‬
‫‪3Hawaii economic issues, « measuring economic diversification in Hawaii »,periodic research and data reports on issues of‬‬

‫‪current interest, state of Hawaii, department of business, economic development& tourism research & economic analysis division,‬‬
‫‪P6, https://files.hawaii.gov/dbedt/economic/, vu le: 14 Avril 2020.‬‬

‫‪60‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويمكن توضيح صيغته فيما يلي‪ :1‬ا‬


‫𝑛‬
‫‪𝑋𝑖 2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ا‬
‫∑√‬ ‫√‪( ) −‬‬
‫‪𝑖=1‬‬ ‫𝑋‬ ‫𝑁‬
‫= 𝐻 ‪𝐻.‬‬ ‫ا‬
‫‪1‬‬
‫√‪1−‬‬ ‫ا‬
‫𝑁‬

‫حيث‪ :‬ا‬

‫‪ :Xi‬هو اإلنتاج اإلجمالي للقطاع ‪i‬؛‬

‫‪ :X‬هو اإلنتاج اإلجمالي الكلي؛ ا‬

‫‪ :N‬هو عدد القطاعات‪ .‬ا‬

‫تتراوح قيمة معامل هيرفندل‪ -‬هيرشمان بين الصفر والواحد أي (‪ ،)0≤H≤1‬فإذا كان صفرا كان هناك تنوع‬
‫كامل في االقتصاد (أي أن كل القطاعات مساهمة بنفس النسبة في الناتج املحلي اإلجمالي)‪ ،‬وإذا كان واحد‬
‫صحيح فإن مقدار التنوع يكون معدوما‪ ،‬وهي الحالة التي يكون فيها الناتج متركزا في نشاط واحد من‬
‫القطاعات االقتصادية بينما ال تساهم بقية القطاعات بأية حصة من الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬حيث تعد‬
‫القيم املرتفعة ملعامل هرفندل دليال على ضعف االقتصاد في توزيع نشاطاته بشكل متكافئ على عدد كبير‬
‫من القطاعات أو املنتجات وبالتالي حصرها في عدد قليل منها‪ .2‬ا‬

‫ثانيا‪ :‬مؤشر جيني (معامل التركز))‪ : (Gini Index‬ا‬

‫يستعمل هذا املقياس لقياس الظاهرة املدروسة وعدم توزيعها بشكل عادل أو متساوي‪ ،‬ويعتبر‬
‫مؤشر جيني من أفضل مقاييس التركز وأبسطها‪ ،‬حيث يعتمد هذا املؤشر على منحنى لورانز (‪)lorenz curve‬‬
‫ويقاس باملساحة املحصورة بين منحنى لورا انز ووتر املثلث إلجمالي مساحة املثلث‪ .3‬ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫‪ 1‬كمال س ي محمد‪" ،‬التنويع االقتصادي وبدائل النمو في الجزائر"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة ضمن امللتقى الدولي الثاني حول‪" :‬متطلبات تحقيق‬
‫اإلقالع االقتصادي في الدول النفطية في ظل انهيار أسعار املحروقات"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أكلي محند‬
‫الجزائر‪ ،‬يومي‪ 29 :‬و‪ 30‬نوفمبر‪ ،2016‬ص‪ .28‬ا‬
‫أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬ا‬
‫‪ 2‬مايح شبيب الشمري‪" ،‬ضرورات التنويع االقتصادي في العراق"‪ ،‬مجلة الكوت للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة‬
‫الكوفة‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد الرابع والعشرون‪ ،2016 ،‬ص‪ .7‬ا‬
‫‪3 Mohamed Nasser Hamidato, Baqaas Alssafiah, op.cit, P78.‬‬

‫‪61‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ :)2‬مؤشر جيني (منحنى لورنز)‪.‬‬

‫‪%100‬‬ ‫ا‬
‫‪%ùù%‬‬
‫‪ù%‬‬ ‫ا‬

‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكتسب ا‬
‫الح ـ ــصة التراك ـ ـ ـ ــمية من املب ـ ـ ـ ــلغ‬
‫ا‬
‫خط التساوي(‪ 45‬درجة)‬
‫ا‬
‫منحنى لورنز‬
‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬
‫الحصــة التراكمية لألشخاص من أدنـاهم مرتبا إلى أعـالهم‬
‫‪%100‬‬
‫مرتبــا‬ ‫‪%ùù%‬‬
‫التنمية املستدامة والتنويع االقتصادي في الدول العربية النفطية"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫ى باهي‪ù% " ،‬‬ ‫املصدر‪ :‬موس‬
‫دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2019 ،‬ص‪ .167‬ا‬

‫معامل جيني ينحصر بين الصفر والواحد‪ ،‬حيث يكون صفرا عندما ينطبق منحنى لورنز على خط التساوي‬
‫وتكون املساحة مساوية للصفر ويكون عندها متساويا‪ ،‬بينما يكون معامل جيني مساويا للواحد عندما‬
‫ينطبق منحنى لورنز على الخط األفقي والخط العمودي وتكون املساحة بين خط التساوي ومنحنى لورنز‬
‫تساوي ‪ 0.5‬وتكون عندها قيمة معامل جيني مساوية للواحد الصحيح في هذه الحالة يكون توزيع الدخل في‬
‫أسوأ حاالته‪ ،‬عليه كلما كانت قيمة معامل جيني صغيرة كلما كانت عدالة توزيع الدخل أفضل‪.1‬‬
‫𝑛‬ ‫وهناك عدة صيغ لحساب مؤشر جيني منها ما يلي‪:2‬‬
‫) ‪G = 1 − ∑(𝑋𝑘 − 𝑋𝑘−1 )(𝑌𝑘 + 𝑌𝑘−1‬‬
‫‪𝑘=1‬‬

‫حيث‪ 𝑋𝑘 :‬التكرار التجميعي النسبي التصاعدي للمتغير الكلي (الحصة القطاعية من الناتج املحلي اإلجمالي)‪،‬‬
‫يمثل املحور األفقي 𝑘𝑌 التكرار التجميعي النسبي التصاعدي (عدد القطاعات)‪ ،‬بينما يدل ‪ n‬على عدد‬
‫القطاعات‪ .‬ا‬

‫‪ 1‬ويكيبيديا‪" ،‬معامل جيني"‪ ،‬نقال عن املوقع‪https://ar.wikipedia.org/wiki/ :‬معامل‪-‬جيني‪ ،‬يوم‪ 30 :‬أوت ‪ .2020‬ا‬


‫‪ 2‬محبوب بن حمودة‪ ،‬عدنان محيريق‪"،‬التنويع االقتصادي‪ :‬مفهوم واألهداف واملبررات ومؤشرات قياسه مع اإلشارة لحالة الجزائر"‪ ،‬ورقة‬
‫بحث مقدمة ضمن امللتقى الدولي السادس حول‪" :‬بدائل النمو والتنويع االقتصادي في الدول املغاربية بين الخيارات والبدائل املتاحة"‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 2 :‬و‪ 3‬نوفمبر‪ ،2016‬ص‪ .7‬ا‬

‫‪62‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تتراوح قيمة مؤشر جيني بين الصفر (الذي يمثل املساواة التامة في توزيع الظاهرة) والواحد الصحيح (الذي‬
‫يمثل عدم املساواة التامة)‪ ،‬حيث تكون عدم املساواة عالية جدا إذا زادت قيمة املؤشر عن ‪ 0.7‬وعالية إذا‬
‫تراوحت قيمة املعامل ‪ 0.5 ،0.7‬ومتوسطة إذا تراوحت بين‪ 0.25 ،0.5‬وضعيفة إذا انخفضت عن ‪ .0.25‬ا‬
‫𝑠𝑜𝑐‬
‫‪∑ni=1 αi × βi‬‬
‫ثالثا‪ :‬مؤشر فالديمير كوسوف)‪ : (Vladimir Kosov Index‬ا‬
‫=‬
‫‪√∑ni=1 αi2 × √∑ni=1 βi2‬‬
‫حيث‪:‬‬ ‫يأخذ هذا املؤشر الصيغة التالية‪:1‬‬
‫‪ :αi‬األهمية النسبية لكل قطاع في مجمل الناتج املحلي اإلجمالي في فترة األساس؛ ا‬
‫‪ :βi‬األهمية النسبية لكل قطاع في مجمل الناتج املحلي اإلجمالي في فترة املقارنة؛ ا‬
‫𝑠𝑜𝑐‪ :‬مؤشر فالديمير كوسوف حيث كلما أصبحت قيمة ‪ 𝑐𝑜𝑠 = 0‬يعني ذلك حصول تغيرات هيكلية في‬
‫االقتصاد املعني‪ ،‬وعلى العكس في حال ا االبتعاد الكبير عن هذه القيمة يدل على نقص تلك التغيرات الهيكلية‪ .‬ا‬
‫وإلجراء عمليات املقارنة فيما يخص مدى التنويع االقتصادي سواء بين الدول املختلفة أو في نفس‬
‫الدولة خالل فترات مختلفة يجب ا االعتماد على مؤشر وحيد يقيس مدى التنويع االقتصادي‪.2‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬متطلبات نجاح وعوامل فشل التنويع االقتصادي‪.‬‬

‫هناك مجموعة من العوامل التي تساهم في إنجاح استراتيجية التنويع وفي املقابل هناك أيضا‬
‫مجموعة من العوامل التي تحد من نجاح هذه ا االستراتيجية ويمكن توضيح ذلك فيما يلي‪ :‬ا‬

‫الفرع األول‪ :‬متطلبات نجاح التنويع االقتصادي‪.‬‬


‫يتوقف نجاح استراتيجية التنويع االقتصادي على مجموعة من امليكانيزمات واآلليات التي تلعب دور‬
‫في تفعيل هذه ا االستراتيجية وتساهم في نجاحها‪ ،‬حيث تختلف هذه اآلليات من دولة ألخرى ومن اقتصاد‬
‫آلخر وتتمثل هذه امليكانيزمات فيما يلي‪ :‬ا‬

‫أوال‪ :‬إعادة االعتبار للدولة التنموية‪:‬‬

‫تعتبر الدولة تنموية التي تستطيع إطالق عملية تنموية متواصلة‪ ،‬ال تقتصر فقط على معدالت نمو‬
‫مرتفعة للناتج املحلي اإلجمالي وإنما تحدث تحوالت جذرية في هيكل اإلنتاج املحلي وفي عالقتها باالقتصاد‬

‫‪ 1‬أحمد ضيف‪ ،‬أحمد عزوز‪" ،‬واقع التنويع االقتصادي في الجزائر وآلية تفعيله لتحقيق تنمية اقتصادية مستديمة"‪ ،‬مجلة اقتصاديات‬
‫شمال إفريقيا‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،14‬العدد التاسع عشر‪ ،2018 ،‬ص‪ .24‬ا‬
‫‪ 2‬عبد الصمد سعودي‪ ،‬عبد الحق طير‪" ،‬دور برامج االستثمارات العمومية في زيادة التنويع االقتصادي ورفع معدالت النمو االقتصادي في‬
‫الجزائر"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي حول‪" :‬بدائل النمو والتنويع االقتصادي في الدول املغاربية بين الخيارات والبدائل املتاحة"‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 2 :‬و‪ 3‬نوفمبر‪ ،2016‬ص‪ .6‬ا‬

‫‪63‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الدولي‪ ،‬وانطالقا من ذلك نؤكد الدور الهام والتدخل واملحفز للدولة التنموية الذي يأخذ شكل اإلرشاد‬
‫االستراتيجي في توجيه عمليات التنمية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشراكة الفعالة بين القطاع العام والخاص‪ :‬ا‬

‫إن العمل على ترسيخ نظام اقتصادي مختلط قائم على أساس الشراكة بين القطاع العام والخاص‬
‫وتحديد دور كل منهما في العملية التنموية يعد من أهم مؤشرات نجاح عملية التنويع االقتصادي‪ ،‬فالقطاع‬
‫الخاص ال يمكنه أن ينمو إال إذا كان إلى جانبه قطاع عام قوي‪ ،‬وهذه الحالة تقتض ي في جوانبها إصالح‬
‫القطاع العام وتفعيل دوره باإلضافة إلى دعم ومساندة القطاع الخاص‪ ،2‬حيث يرجع تفعيل دور القطاع‬
‫الخاص لألسباب التالية‪ :3‬ا‬

‫‪ ‬ارتكاز نشاطه االقتصادي على تحقيق الربح مقارنة بالقطاع العام الذي يغيب عن نشاطه مفهوم الربح‬
‫لطغيان الهدف االجتماعي ذو الخلفية السياسية على الهدف االقتصادي في نشاطاته؛‬
‫‪ ‬الكفاءة في إدارة املوارد نظرا ملا يتحمله من تكاليف في مقابل الحصول عليها‪ ،‬في حين أن القطاع العام‬
‫يتميز في الغالب بالتبذير وعدم الرشادة في استخدام املوارد؛‬
‫‪ ‬قدرة القطاع الخاص على خلق وتوفير الحوافز لعنصر العمل بما يضمن ارتفاع اإلنتاجية والصرامة في‬
‫األداء؛‬
‫‪ ‬اإلدارة الكفأة للنشاط االقتصادي بالنسبة للقطاع الخاص انطالقا من استهدافه للموارد البشرية‬
‫املؤهلة ذات الخبرة واملهارة والكفاءة العالية؛‬
‫‪ ‬التميز بروح املبادرة وديناميكية اإلبداع وا االبتكار والتجديد في النشاط االقتصادي للقدرة على املنافسة‬
‫والبقاء في السوق بخالف القطاع العام‪ .‬ا‬

‫ثالثا‪ :‬االستثمار األجنبي املباشر‪ :‬ا‬

‫مما ال شك فيه أن معظم الدول النامية ال تمتلك جهازا إنتاجيا إلنتاج السلع االستثمارية ذلك ما دعاها‬
‫إلى ا االعتماد على ا االستيراد من الدول الصناعية املتقدمة‪ ،‬وبالتالي فإن تقلب حصيلة عائداتها من الصادرات‬
‫سيؤدي إلى تذبذب الطاقة االستيرادية ومن ثم تذبذب االستثمارات فيها وما يخلفه هذا األخير من مضاعفات‬
‫خطيرة على مؤشرات االقتصاد الوطني‪ ،‬ولقد أدى ازدياد االعتماد املتبادل على بنية االقتصاد العالمي إلى‬

‫‪ 1‬دراجي لعفيفي‪ ،‬توفيق بن الشيخ‪" ،‬تطوير القطاع الخاص كآلية لتعزيز التنويع االقتصادي في الجزائر"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى‬
‫الوطني حول‪" :‬املؤسسات االقتصادية الجزائرية واستراتيجيات التنويع االقتصادي في ظل انهيار أسعار النفط"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 25 :‬و‪ 26‬أفريل ‪ ،2017‬ص‪ .5‬ا‬
‫‪ 2‬توفيق بن الشيخ‪" ،‬تطوير القطاع الخاص خيار استراتيجي لتفعيل التنويع االقتصادي في الدول املنتجة للنفط ‪-‬حالة الجزائر‪ ،"-‬مجلة‬
‫الدراسات املالية واملحاسبية واإلدارية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬ص‪ .590‬ا‬
‫‪ 3‬عبد النعيم دفرور وآخرون‪" ،‬االقتصاد الجزائري وضرورة التنويع االقتصادي في ظل تقلبات أسعار النفط"‪ ،‬مجلة أداء املؤسسات‬
‫الجزائرية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني عشر‪،2017 ،‬‬
‫ص‪ .362‬ا‬

‫‪64‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أن أصبح من الصعب عمليا أن تكون هناك صناعة وطنية كاملة وبشكل خالص وهو ما استدعى إلى ضرورة‬
‫التوسع في حجم ا االستثمارات األجنبية املباشرة باعتبارها تؤدي إلى إنشاء جهاز إنتاجي متكامل للدول‬
‫املستقبلة لها‪ ،‬وتوسيع أسواق منتجاتها وتنويعها وإعادة هيكلة اقتصادياتها بهدف تحسين أدائها‪ ،1‬حيث‬
‫تكمن مساهمة ا االستثمار األجنبي املباشر في التنويع االقتصادي من خالل املزايا التي يقدمها والتي تتمثل‬
‫أهمها في‪ :2‬ا‬

‫‪ ‬تحقيق التنمية االقتصادية وتنمية الصادرات وإحالل الواردات والقدرة على املنافسة الخارجية؛‬
‫‪ ‬زيادة التوظيف وامتصاص البطالة ورفع القدرة اإلنتاجية؛‬
‫‪ ‬جلب العمالة املؤهلة يسمح بالتنظيم العلمي وا االستفادة من الطرق املتعددة وتقنيات السير الفعال؛‬
‫‪ ‬تعويض قلة التم اويل الداخلي الذي تسبب فيه ضعف ا االستثمار املحلي؛‬
‫‪ ‬يعتبر بديل غير مكلف مقارنة باالقتراض من املؤسسات املالية الدولية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الصناعات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬ا‬

‫تعتبر الصناعات الصغيرة واملتوسطة مدخال هاما للنمو االقتصادي وآلية حقيقية للتنويع االقتصادي‪،‬‬
‫حيث لعبت هذه املؤسسات والزالت ذات دور حيوي في عملية التطور الصناعي في الدول املتقدمة وكذلك‬
‫الدول حديثة التصنيع‪ ،‬حيث سارعت العديد من الدول خطواتها النتهاج سياسات اقتصادية تهدف إلى‬
‫تنمية دور القطاع الصناعي في تنويع مصادر الدخل السيما خلق وتطوير ودعم املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة‪ .3‬وتظهر مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنويع االقتصادي من خالل ما يلي‪ :4‬ا‬

‫‪ ‬تعتبر وسيلة فعالة لتنويع وتوسيع القاعدة اإلنتاجية وهيكل اإلنتاج والتوزيع في االقتصاد الوطني‪،‬‬
‫إذ يمكن تكرار إنشاؤها في مناطق مختلفة من البالد؛‬
‫‪ ‬إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية مما يؤثر إيجابا في إعادة توزيع الدخل القومي لصالح أرباب‬
‫الدخول الصغيرة‪ ،‬وبالتالي تحسين مستوياتهم املعيشية؛‬
‫‪ ‬تنمية الصادرات من خالل ما تقدمه من منتجات تامة صالحة للتصدير مباشرة أو قابلة للدخول‬
‫في إنتاج الشركات التي تتولى تصديرها بعد إكمال العمليات اإلنتاجية الالزمة؛‬

‫‪ 1‬سفيان الشارف بن عطية‪ ،‬بوحفص حاكمي‪" ،‬التنويع االقتصادي في الجزائر‪ :‬دراسة قياسية لتأثير القطاعات األساسية خارج املحروقات‬
‫خالل الفترة ‪ ،"2017-1990‬مجلة دفاتر اقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ازيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2018 ،‬ص‪ .324‬ا‬
‫‪ 2‬عبد النعيم دفرور وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .363‬ا‬
‫‪ 3‬سليمة طبايبية‪ ،‬الهادي لرباع‪" ،‬التنويع االقتصادي خيار استراتيجي الستدامة التنمية"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى املؤتمر العلمي الدولي حول‪:‬‬
‫"التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬يومي‪ 7 :‬و‪ 8‬أفريل ‪ ،2008‬ص‪ .17‬ا‬
‫‪ 4‬عبد الحميد عبد املطلب‪" ،‬اقتصاديات تمويل املشروعات الصغيرة"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ص‪ .46،45‬ا‬

‫‪65‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬الحلول محل املنتجات املستوردة كإنتاج معوض وإحالل الواردات‪ ،‬وبالتالي تقليل اإلهدار في النقد‬
‫األجنبي؛‬
‫‪ ‬اإلسهام في تطوير اإلنتاج وتوزيع الخامات املحلية الصالحة للدخول في عمليات املنشآت األخرى؛‬
‫االحتياجات املحلية للسلع والخدمات محليا بسبب تنويع تشكيلة ما تقدمه من مخرجات‬ ‫‪ ‬تلبية ا‬
‫وبمرونة عالية‪ .‬ا‬

‫خامسا‪ :‬برامج اإلصالح االقتصادي‪ :‬ا‬

‫ينصرف اإلصالح االقتصادي إلى ترك إدارة النشاط االقتصادي إلى قوى السوق وتقليل نطاق‬
‫التدخل الحكومي بما يكفل تحسين الكفاءة التخصيصية ملوارد املجتمع‪ ،‬حيث يصبح ذلك مطلبا ضروريا‬
‫عندما يعاني اقتصاد الدولة من عجز كبير في املوازنة العامة‪ ،‬تضخم جامح‪ ،‬ديون خارجية كبيرة‪...‬الخ‪،‬‬
‫ويطلق على هذه البرامج عدة مسميات منها برامج اإلصالح االقتصادي والتعديل الهيكلي‪ ،‬حيث تشمل املالمح‬
‫العامة لهذه البرامج على عناصر تشكل حزمة متكاملة من التغيرات الهيكلية تمس كافة مجاالت السياسة‬
‫االقتصادية (الداخلية والخارجية)‪ ،‬تكون مدعومة من قبل الهيئات الدولية (صندوق النقد الدولي‪ ،‬البنك‬
‫العالمي) وذلك بهدف القضاء أو التقليل من حدة األزمات واالختالالت وتحقيق النمو قابل لالستمرار‪ .1‬ا‬

‫حيث تنطوي هذه البرامج على ثالثة عناصر رئيسية هي‪ :2‬ا‬

‫‪ ‬إدارة الطلب‪ :‬وتتضمن أدوات وإجراءات السياسة املالية والنقدية كالحد من عجز امليزانية‪ ،‬تخفيض‬
‫النفقات العامة‪ ،‬تحسين النظام الضريبي‪ ،‬إزاحة الدعم عن السلع األساسية‪ ،‬ارفع أسعار الفائدة‪،‬‬
‫تحديد سقوف ا االئتمان‪ ،‬التحكم في اإلصدار النقدي‪...‬الخ‪ ،‬بهدف تحقيق التوازن وا االستقرار الداخلي‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة العرض‪ :‬وتشمل على إجراءات اإلصالح الهيكلي كترشيد القطاع العام وتحجيم دوره‪ -‬الخصخصة‪-‬‬
‫‪ ،‬تطبيق األسعار الحقيقة‪ ،‬تشجيع ا االستثمار الخاص الوطني واألجنبي‪...‬الخ‪ ،‬وهي إجراءات تهدف إلى‬
‫تحسين املوارد وزيادة اإلنتاج وتطويره‪.‬‬
‫‪ ‬تحويل هيكل اإلنتاج نحو الصادرات‪ :‬وتحتوي على إجراءات وأدوات السياسة التجارية كرفع األرصدة‬
‫الجمركية‪ ،‬تحرير التجارة وإلغاء الحدود عليها‪ ،‬تخفيض‬
‫ا‬ ‫من العمالت األجنبية‪ ،‬ترشيد قطاع التعريفة‬
‫قيمة العملة‪ ،‬تسهيل تدفق رؤوس األموال األجنبية والتي تهدف أساسا إلى تعزيز وتنويع هيكل الصادرات‪،‬‬
‫وبالتالي تنويع االقتصاد الوطني‪ .‬ا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عوامل فشل التنويع االقتصادي‪.‬‬

‫تتمثل العراقيل التي تحد من نجاح استراتيجية التنويع االقتصادي فيما يلي‪ :3‬ا‬

‫‪ 1‬سليمة طبايبية‪ ،‬الهادي لرباع‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .17‬ا‬


‫‪ 2‬عبد النعيم دفرور وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .363‬ا‬
‫‪ 3‬صادق هادي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪ .48،47‬ا‬

‫‪66‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ا االفتقار إلى قاعدة تكنولوجية محلية من جهة وصعوبة نقل وتوطين التكنولوجيا من جهة أخرى؛‬ ‫‪‬‬
‫ندرة املوارد الزراعية واملوارد املائية في بعض الدول النفطية‪ ،‬األمر الذي حد من نجاح فرص تعزيز‬ ‫‪‬‬
‫دور القطاع الزراعي في بناء التنويع االقتصادي؛‬
‫بعض الدول النفطية تعاني من فقر عام في املوارد البشرية املحلية (كدول الخليج العربي مثال)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫واإلفراط في االعتماد على العمالة األجنبية خاصة في ظل االرتفاع الكبير في تكاليفها؛‬
‫تخلف أسواق رأس املال في الكثير من الدول مما حد من دورها وإمكانياتها في تمويل مشاريع التنويع‬ ‫‪‬‬
‫ضمن القطاعين العام والخاص؛‬
‫القيود املفروضة على ا االستثمار األجنبي وا االفتقار إلى املناخ املالئم والضمانات القانونية له؛‬ ‫‪‬‬
‫غياب االستقرار السياس ي في بعض الدول النفطية ما جعل مسألة الحفاظ على األمن في بعضها‬ ‫‪‬‬
‫وتأمين الحدود في البعض اآلخر يستنزف موارد مالية ضخمة في بعض األحيان‪ ،‬والتي كان يمكن‬
‫استغاللها في تمويل مشاريع التنويع االقتصادي والعملية التنموية؛‬
‫تعاني العديد من الدول أحادية االقتصاد عدم توافق كبير بين نوعية مخرجات التعليم والتكوين‬ ‫‪‬‬
‫واحتياجات االقتصاد الوطني من العمالة‪ .‬ا‬

‫املبحث الثالث‪ :‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتحقيق مستلزمات التنويع االقتصادي‪.‬‬

‫لقد أثبتت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة دورها املنشود في دعم النمو االقتصادي والتنمية‬
‫املستدامة واللذان ال يتحققان بدون تنويع مصادر الدخل في الدول املتقدمة‪ ،‬وذلك من خالل ا االعتناء بها‬
‫وتأهيلها ملتطلبات االقتصاد التنافس ي ما جعل الدول النامية وخاصة النفطية منها تلجأ إلى تبني عملية‬
‫التأهيل للتخلص أو حتى لتخفيف الصعوبات التي تواجه هذا النوع من املؤسسات رامية إلى تحقيق التنويع‬
‫االقتصادي وبالتالي إلى النمو والتنمية املستدامة‪ .‬ا‬

‫املطلب األول‪ :‬األهمية االستراتيجية للتأهيل في دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫تمارس املؤسسات الصغيرة واملتوسطة نشاطها ضمن نسيج اقتصادي متغير باستمرار تسعى فيه‬
‫جاهدة للمحافظة على فرص بقائها ودوامها في ظل التهديدات التي تواجهها‪ ،‬محاولة بذلك استغالل نقاط‬
‫القوة التي تتمتع بها لتفادي هذه التهديدات وتحويلها إلى فرص تستغلها على حساب منافسيها‪ ،‬وهو ما‬
‫يتطلب درجة عالية من اليقظة املستمرة‪ .‬ا‬

‫لذا نجد هذا النوع من املؤسسات (‪ )PME‬يلجأ ل االنخراط ضمن برامج تأهيل رغبة منها في الصمود وتطوير‬
‫اإلجراءات‬
‫قدراتها‪ ،‬غير أن األهمية الفعلية لبرامج التأهيل بالنسبة لهذا النوع من املؤسسات ال تكمن في ا‬
‫املتبعة خالل مرحلتي التنفيذ واملتابعة فقط‪ ،‬إنما تكمن أساسا في التدابير املساعدة وما تقدمه هذه البرامج‬
‫لتطوير هذه املؤسسات والتي يمكن التعبير عنها في اآلتي‪ :‬ا‬

‫ا‬

‫‪67‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تهيئة النظام القانوني واإلداري‪:‬‬

‫إن عملية تأهيل املحيط القانوني يتطلب مراجعة النصوص القانونية املتعلقة بإنشاء وتطوير‬
‫بيروقراطية اإلجراءات وكثرة الوثائق ا اإلدارية التي تتبع كل‬
‫ا‬ ‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وتجاوز ثقافة‬
‫مرحلة سواء عند اإلنشاء أو أثناء النشاط وحل املشاكل التي تواجهها بكل مرونة‪ ،‬وكذا اعتماد الشفافية‬
‫في معالجة امللفات حتى ال تكون عرقلة ألهداف هذه املؤسسات‪ .1‬ا‬

‫ثانيا‪ :‬تهيئة البيئة املالية والبنكية‪ :‬ا‬

‫تعتبر البنوك واملؤسسات املالية الشريك الفاعل للمؤسسة االقتصادية بشكل عام واملؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة بشكل خاص‪ ،‬حيث أن هذه األخيرة مجبرة على طلب التمويل لنقص موا اردها املالية‬
‫ولطبيعة نشاطها إال أن البنوك بنسب فوائدها املرتفعة وتصرفاتها املتقلبة وتدخالتها البطيئة وقراراتها‬
‫املترددة تبتعد عن زبائنها في الكثير من األحيان وبالتالي فهي بهذه الصورة معيقة النطالق وتنمية وتأهيل‬
‫وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬وبالتالي تكون غير مساعدة في عملية التكيف مع متغيرات املحيط‬
‫الجديد الذي يمتاز بالسرعة واملبادرة‪ ،‬إذ يتحتم السعي الجاد والسريع من أجل تكييف املنظومة البنكية‬
‫مع متطلبات الواقع االقتصادي الجديد ولهذا يجب تأهيل الجهاز املصرفي وتفعيل دوره في تمويل النشاط‬
‫االقتصادي عن طريق تحسين نوعية خدماته ومستوى موظفيه وإطاراته وإرساء قواعد تسيير شفافة‬
‫وواضحة تعتمد على معايير موضوعية وتجارية في منح القروض البنكية‪ .2‬ا‬

‫ثالثا‪ :‬تهيئة النظام الجبائي‪:‬‬

‫وتكون تهيئة وتأهيل النظام الجبائي بالقيام باإلصالحات الجبائية واستخدام أساليب أكثر تالؤما مع‬
‫نشاط املؤسسة فيما يخص التحصيالت الجبائية وكذا ا اإلعفاءات الكلية واإلعفاءات الجزئية ونظام‬
‫االقتطاعات التصاعدية وغيرها‪ ،‬إذ أن هذا اإلجراءات تستفيد منها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بصورة‬
‫كبيرة وتهدف إلى التقليل من تكاليف املؤسسة املؤثرة على درجة أرباحها وتنافسيتها‪ ،3‬وبالتالي فإن تأهيل‬
‫األنظمة الجبائية سيسهل بدرجة كبيرة عمل املؤسسات في محيطها ويساعدها على تحقيق أهدافها ومن ثم‬
‫تطوير مساهمتها في االقتصاد‪ .‬ا‬

‫ا‬

‫‪ 1‬ليليا بن صويلح‪" ،‬واقع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‬
‫الثالثون‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2008‬ص‪ .160‬ا‬
‫‪ 2‬صابرين زيتوني‪" ،‬الشراكة األجنبية كأداة لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة –دراسة حالة الجزائر‪ ،"-‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة عبد الحميد ابن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪،2017 ،‬‬
‫ص‪ .121‬ا‬
‫‪ 3‬العياش ي زرزار‪" ،‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية بين ضرورة التأهيل وضغوط االنفتاح االقتصادي"‪ ،2007 ،‬ص‪ .209‬نقال عن‬
‫املوقع‪ ، https://www.findevgateway.org/ar/paper/2007/01/ :‬يوم‪ 15 :‬أوت ‪ .2020‬ا‬

‫‪68‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬تهيئة مناخ االستثمار األجنبي‪:‬‬

‫وفقا ملنظمة التعاون والتنمية االقتصادية فقد تزايد تدويل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بمرور‬
‫الوقت خاصة الصناعية منها‪ ،‬إذ تمكنت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في دول عديدة مثل إيطاليا‪ ،‬هولندا‬
‫واليابان من زيادة قيمة استثماراتها األجنبية بفعالية‪ .1‬ا‬

‫وبالتالي فإن تهيئة املناخ ا االستثماري يعتبر بمثابة أهمية استراتيجية لنجاح تأهيل املؤسسات الصغيرة‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وكذا‬‫واملتوسطة ويكون ذلك من خالل مراجعة وتحسين األوضاع االقتصادية والسياسية ا‬
‫القيام بجملة من اإلصالحات القانونية ال سيما التشريعات التي تمس جانب االستثمار‪ ،‬با اإلضافة إلى توفير‬
‫األجنبي‪ .2‬ا‬
‫شبكة االتصاالت السلكية والالسلكية وكل العوامل التي من شأنها جذب ا االستثمار ا‬

‫عليه‪ ،‬يلعب تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة دورا هاما في تغيير املناخ اإلداري والتنظيمي واملالي‬
‫بما يخدم مناخ األعمال‪ ،‬وحتى يتحقق هذا األمر يجب تأهيل املؤسسة على مست اوياتها الرئيسية أي من‬
‫الجانب االستراتيجي‪ ،‬التنظيمي‪ ،‬البشري‪ ،‬املالي واملحاسبي وحتى الجانب التسويقي‪ .3‬ا‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتنويع الهيكل اإلنتاجي واملساهمة في الناتج‬
‫املحلي اإلجمالي والقيمة املضافة‪.‬‬

‫إن تنويع هيكل اإلنتاج يكون متعلق بشكل خاص بتحقيق مكاسب اإلنتاجية‪ ،‬وهذا ما ينطبق بشكل‬
‫عموما على االقتصاديات القائمة على املوارد املنحصرة في إنتاج وتصدير املنتجات األولية بهدف التهيؤ‬
‫للدخول في فضاءات جديدة لإلنتاج‪ ،‬وبالتالي يمكن من املساعدة في الحد من االعتماد على مجموعة محدودة‬
‫من األنشطة اإلنتاجية وتفادي الظواهر الغير مرغوب فيها‪ ،‬مثل لعنة املوارد الطبيعية أو ما يعرف "باملرض‬
‫الهولندي"‪ .‬فالتنويع ا اإلنتاجي يمكن أن يعمل على تسهيل التغير الهيكلي نحو أنشطة ذات مستويات أعلى‬
‫من التكنولوجيا واملهارات‪ ،‬وبالتالي التنمية بمعناها األكثر شمولية‪ .‬ويحصل تنويع الهيكل اإلنتاجي عندما‬
‫تتحقق حالة تناسب في املساهمة النسبية والضرورية للقطاعات االقتصادية في توليد الناتج والدخل‬
‫القومي‪ ،‬وهنا يظهر بجالء أن تنويع اإلنتاج البد وأن يقوم باإلجمال على امليل لزيادة الوزن النسبي للصناعة‬
‫في مجمل النشاط االقتصادي‪ ،‬باعتباره محور التحوالت الهيكلية في االقتصاد وذلك بالنظر إلى دوره كقطاع‬
‫األخرىا‪ .4‬ا‬
‫ريادي يضمن توسعا وتشابكا متناميين لكافة النشاطات ا‬

‫‪ 1‬سليمة غدير أحمد‪ ،)2017( ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .86‬ا‬


‫‪ 2‬فاطمة شا اوش ي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .234‬ا‬
‫‪ 3‬العيد غربي‪ ،‬عبد الوهاب دادن‪" ،‬أثر تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على تنافسية االقتصاد الوطني"‪ ،‬مجلة رؤى اقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬ص‪ .223‬ا‬
‫‪ 4‬الطاهر شليحي‪ ،‬زروق بن موفق‪" ،‬املنظور االستراتيجي لعملية التنويع االقتصادي في الدول النامية"‪ ،‬مجلة الحقيقة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،17‬العدد الرابع‪ ،2018 ،‬ص ص ‪ .196،195‬ا‬

‫‪69‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إذ نجد أنه من بين اآلليات التي تساهم في نجاح تنويع الهيكل اإلنتاجي هي تطوير ودعم الصناعات‬
‫الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬والتي تلعب دورا هاما في مجال تنويع الهيكل الصناعي فقد يمكن أن يكون الطلب‬
‫محدود على أحد املنتجات قد يصبح من الضروري أن يتم اإلنتاج على نطاق صغير وذلك بدال من االستيراد‬
‫ومن ثم تقوم الصناعات الصغيرة واملتوسطة بهذه الوظيفة‪ .‬ا‬

‫كذلك قد يصبح من الضروري إنتاج بعض األجزاء واملكونات بكميات قليلة لحساب الصناعة الكبيرة ومن‬
‫ثم تصبح الصناعات الصغيرة واملتوسطة هي السبيل لتحقيق ذلك‪ ،‬حيث يالحظ أن هذا النوع من التطور‬
‫والنمو للصناعة الصغيرة واملتوسطة من شأنه أن يساهم في تقوية واستقرار هذه الصناعات إضافة إلى‬
‫الصناعات الكبيرة‪ .1‬ا‬

‫إ اال أن هذه الصناعات يمكن تواجه العديد من العراقيل التي تحول دون القيام بالدور املنوط بها‪ .‬ا‬

‫أوال‪ :‬املشاكل التي يمكن أن تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنويع اإلنتاج‪:‬‬

‫نذكر أهم هذه املشاكل والعقبات ضمن النقاط التالية‪ :2‬ا‬

‫‪ ‬اعتماد هذه املشاريع على قدرات وخبرات أصحابها في العمل بصفة رئيسية؛‬
‫‪ ‬غياب برامج التدريب والتكوين؛‬
‫‪ ‬تلجأ عادة إلى استخدام أجهزة ومعدات قد تكون بدائية أو أقل تطورا عن تلك املستخدمة في‬
‫املؤسسات الكبيرة؛‬
‫‪ ‬ال تتبع أساليب الصيانة أو األساليب اإلنتاجية املتطورة التي تساعدها على تحسين جودة منتجاتها‬
‫بما يتماش ى مع املواصفات العاملية في األسواق الدولية؛‬
‫‪ ‬كما أن اختيار املواد الخام ومستلزمات اإلنتاج الالزمة ألعمال هذه املؤسسات قد ال يخضع ملعايير‬
‫فنية وهندسية مدروسة ألنها تعتمد في أغلب األحوال على خبرة أصحاب هذه املؤسسات التي قد‬
‫تكون محدودة في بعض املجاالت‪ ،‬األمر الذي قد يؤدي إلى عدم مساهمة هذه املؤسسات في تنويع‬
‫القاعدة اإلنتاجية‪.‬‬

‫وانطالقا من هذه املشاكل نجد أن العديد من الدول سعت و االزالت تسعى جاهدة لالنخراط في برامج تأهيل‬
‫مؤسسات قصد تقليل العوائق لتحقيق التنويع ومن ثم النمو االقتصادي‪ .‬ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫‪ 1‬عبد القادر رقراق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .33‬ا‬


‫‪ 2‬هواري منصوري‪ ،‬سامية بدوي‪" ،‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنويع االقتصاد الوطني والخروج من التبعية الكاملة للريع‬
‫البترولي"‪ ،‬مجلة االقتصاد وإدارة األعمال‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،2017 ،‬ص‪ .156‬ا‬

‫‪70‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كخطوة لدعم اإلنتاج‪:‬‬

‫تساهم عمليات التأهيل في تحسين إنتاج املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وذلك من خالل‪ :1‬ا‬

‫‪ ‬صياغة املؤسسة لرؤية استراتيجية لنشاط املؤسسة على املدى الطويل؛‬


‫‪ ‬تحضير املؤسسة ملخطط صناعي وتجاري ومخطط رئيس ي لإلنتاج؛‬
‫االحتياجات واتخاذ قرارات مبنية على وقائع فعلية؛‬‫‪ ‬تسيير املخزونات من خالل توقع ا‬
‫‪ ‬إزالة املشاكل املرتبطة بسوء تسيير املخزونات؛‬
‫‪ ‬إزالة النفقات املرتبطة بسوء تسيير املخزونات؛‬
‫‪ ‬إزالة التأخير أو التقدم غير الضروري في اإلنتاج؛‬
‫‪ ‬تحسين توافر املواد األولية من خالل إزالة التوقعات العشوائية لعوامل اإلنتاج؛‬
‫‪ ‬تحسين مدة حياة معدات اإلنتاج عن طريق الصيانة املنتظمة واملخططة؛‬
‫‪ ‬تسيير الصيانة بحيث تسمح بتخفيض التكاليف وضمان اإلصالح السريع ملعدات اإلنتاج‪ .‬ا‬

‫وانطالقا مما تقدمه عمليات التأهيل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة بغية التخلص من املشاكل التي‬
‫يمكن أن تواجهها يمكنها النجاح في تنويع القاعدة اإلنتاجية وكذا املساهمة في كل من الناتج املحلي اإلجمالي‬
‫(‪ )PIB‬والقيمة املضافة (‪ . )VA‬ا‬

‫ذلك أن عملية تنويع القاعدة اإلنتاجية تتضمن توزيع اإلنتاج املحلي على عدة قطاعات مختلفة وما يرتبط‬
‫بها من إعادة توزيع املوارد‪ ،‬فقد يتم إنجاز توزيع املوارد من خالل تبني التنويع األفقي أو العمودي وذلك على‬
‫مستوى القطاعات واألنشطة االقتصادية املختلفة في الدولة‪ ،‬حيث يمثل تحديد نسبة تطور وتوزيع النسيج‬
‫اإلنتاجي بين القطاعات ا اإلنتاجية الرئيسية وتطور حصص أهم املنتجات في الناتج املحلي اإلجمالي أحد أهم‬
‫املؤشرات لتبيين مدى تنويع االقتصاد وقواعده اإلنتاجية‪ .2‬ا‬

‫كذلك تساهم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة من خالل مبادالت السلع وإنتاجها وتقديم‬
‫خدماتها‪ ،‬فهي تخلق قيمة مضافة معبر عنها بالفرق بين التكلفة املحتملة واألرباح واإليرادات املحققة‪ .3‬وهنا‬

‫‪ 1‬حنان جودي‪" ،‬استراتيجية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كخيار لتدارك الفجوة االستراتيجية واالندماج في االقتصاد التنافس ي"‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2017 ،‬ص ص‪ .117،116‬ا‬
‫‪‬‬
‫‪PIB : Le Produit Intérieur Brut.‬‬
‫‪‬‬
‫‪VA : La Valeur Ajoutée.‬‬
‫‪ 2‬صادق صفيح‪" ،‬تحديات تنويع القاعدة اإلنتاجية وأثرها على النمو االقتصادي"‪ ،‬املجلة املغاربية االقتصاد واملناجمنت‪ ،‬جامعة مصطفى‬
‫أسطمبولي‪ ،‬معسكر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،05‬العدد الثاني‪ ،2020 ،‬ص‪ .54‬ا‬
‫‪ 3‬سلمة بن طلحة‪" ،‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية بالجزائر"‪ ،‬مجلة أبعاد اقتصادية‪،‬‬
‫جامعة محمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،06‬العدد الثاني‪ ،2016 ،‬ص‪ .672‬ا‬

‫‪71‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يبرز دور تأهيل هذه املؤسسات في دعمها لزيادة القيمة املضافة والناتج املحلي اإلجمالي ومن ثم تنويع الهيكل‬
‫اإلنتاجي‪ .‬ا‬

‫املطلب الثالث‪ :‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتنويع التجارة الخارجية‪.‬‬

‫يعتبر تنويع هيكل التجارة الخارجية من أهم أوجه التنويع االقتصادي‪ ،‬فال يمكن أن يتحقق التنويع‬
‫االقتصادي بالتوسع في اإلنتاج فقط دون أن يصاحب ذلك توسع في الصادرات‪ ،‬فتنويع التجارة الخارجية‬
‫يهتم بجانب كل من الصادرات والواردات وكذا تنويع األسواق الخارجية‪ ،‬لذا تأتي أهمية تنويع التجارة‬
‫الخارجية من أهمية دورها في االقتصاد العالمي والتي نذكر بعضا منها فيما يلي‪ :1‬ا‬

‫‪ ‬تعتبر الوسيلة املباشرة لتعزيز العالقات الدولية بسبب دورها في ربط الدول معا؛‬
‫‪ ‬تدعم القدرة التسويقية من خالل إنشاء العديد من األسواق الجديدة للمنتجات املتنوعة‪ ،‬كما‬
‫تساهم في توفير العديد من الخدمات والسلع با االعتماد على مبدأ التخصص الذي يوفر املنتجات‬
‫بأقل األسعار؛‬
‫‪ ‬تصنف من املؤشرات املهمة لقياس القدرات الخاصة بالدول على املنافسة وتسويق املنتجات‬
‫واإلنتاج في األسواق العاملية والدولية؛‬
‫‪ ‬تساعد في بناء أنظمة اقتصادية قوية وتعزز التنمية املستدامة‪ ،‬وتساهم في توفير املعلومات‬
‫الرئيسية والوسائل التكنولوجية املناسبة‪.‬‬

‫لذا تحاول العديد من الدول خاصة النفطية النامية النجاح في تنويع تجارتها والتي ترتكز باألساس على‬
‫تصدير املواد األولية محاولة بذلك البحث عن امليكانيزمات واآلليات املناسبة لذلك‪ ،‬ولعل من أهم هذه‬
‫اآلليات التي أثبتت نجاعتها في الدول املتقدمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ .‬ا‬

‫تمتلك هذه املؤسسات قدرة كبيرة على غزو األسواق الخارجية واملساهمة في زيادة الصادرات وكذا توفير‬
‫النقد األجنبي وتخفيف العجز في ميزان املدفوعات‪ ،‬بل أنها ساهمت في إحداث فائض في ميزان املدفوعات‬
‫للعديد من الدول‪ ،‬إذ أنها تحاول تغطية الجزء األكبر من السوق املحلي باملنتجات ا االستهالكية النهائية للدول‬
‫خاصة الغذائية منها وهذا ما يؤدي تدريجيا إلى تحقيق االكتفاء الذاتي وبالتالي تقليل الواردات‪.2‬‬

‫إال أن ما يواجه هذه املؤسسات من مشاكل وتحديات كما ذكرنا سابقا يحول دون أن تساهم في مجال‬
‫تنويع التجارة الخارجية‪ .‬ا‬

‫‪ 1‬يحي مناصري‪ ،‬على مكيد‪" ،‬دراسة تحليلية لواقع التجارة الخارجية الجزائرية في ظل التوجهات الحديثة للتجارة الدولية"‪ ،‬مجلة البشائر‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،06‬العدد األول‪ ،‬أفريل ‪ ،2020‬ص ص‪ .833،832‬ا‬
‫‪ 2‬ربيعة بركات‪ ،‬سعيدة دوباخ‪" ،‬مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية االقتصادية –حالة الجزائر‪ ،"-‬ورقة بحث‬
‫مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول‪" :‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ‪ ،"2010-2000‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 18 :‬و‪ 19‬ماي ‪ ،2011‬ص‪ .562‬ا‬

‫‪72‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العراقيل التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنويع التجارة الخارجية‪.‬‬

‫من بين العراقيل التي تواجه هذا النوع من املؤسسات في مجال التجارة الخارجية ما يلي‪ :1‬ا‬

‫‪ ‬ارتفاع تكاليف النقل واإلشهار وتكاليف اإلنتاج بسبب املنافسة الذي يقلل القدرة التنافسية للمؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة ويجعلها ضعيفة ملواجهة عمليات اإلغراق التي تمارسها املؤسسات الكبيرة من أجل‬
‫القضاء على املنافسين؛‬
‫‪ ‬عدم اإلدراك الكافي بأهمية آليات التسويق سواء املحلي أ او الدولي وكيفية التعامل مع قنوات التوزيع‬
‫غير املباشرة يعيق اختراق منتجات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ألسواق التصدير؛‬
‫‪ ‬ندرة رأس املال وقدرة محدودة وغير متكافئة لدخول أسواق ا االئتمان الرسمية وقدرة غير متكافئة‬
‫للحصول على املدخالت املحلية واملستوردة وما يقترن بذلك من تكاليف مرتفعة وطاقة إنتاجية‬
‫هزيلة‪...‬الخ‪ ،‬وعدم إمكانية لجوء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الكثير من الدول بالنظر إلى شكلها‬
‫القانوني التي غالبا ما تكون عبارة عن شركات ذات مسؤولية محدودة أو شركات مساهمة او شركات‬
‫تضامن إلى القيد في السوق املالية‪ ،‬األمر الذي يفوت عليها فرصة ا االستفادة من التمويل املباشر وهذا‬
‫في ظل وجود مصرفي ضعيف الفعالية؛‬
‫‪ ‬غياب قاعدة معلومات خاصة باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول النامية فمعظم املعلومات‬
‫تقديرية أو ناقصة‪ ،‬فقد تتوافر البيانات عن إعداد تلك املؤسسات واإلنتاج والعمالة وغيرها بينما‬
‫املعلومات املوثوقة أو التقديرات الجيدة حول مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات‬
‫غالبا ال تكون متوفرة؛‬
‫‪ ‬ا االفتقار إلى املعلومات عن أسواق التصدير املمكنة وتفاصيل ائتمان الصادرات‪ ،‬خدمات التأمين‬
‫وخدمات متطلبات ا االستيراد فيما يخص خدمات استيراد املواد الخام ألغراض اإلنتاج للتصدير ألن‬
‫عددا كبيرا من الدول لم تنتبه بعد إلى أهمية إنشاء هيئات لرصد املعلومات املتعلقة باألسواق الخارجية‬
‫ودعم الصادرات‪.‬‬
‫بالرغم مما تقدم فإن املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تستطيع التغلب على هذه الصعوبات وتكون‬
‫قاعدة صلبة في السوق املحلي كمرحلة أولى‪ ،‬وإنتاج مكونات السلع التي تعرض للتصدير كمرحلة ثانية‬
‫خاصة السلع التي يتمتع البلد بميزة نسبية في إنتاجها األمر الذي يعطيها ميزة تنافسية في األسواق الخارجية‪،‬‬
‫وعليه يمكن أن يتحقق هذا من خالل جملة من اإلجراءات التأهيلية لهذا النوع من املؤسسات‪ .‬ذلك أن‬
‫مسألة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تقودنا بالضرورة إلى الحديث عن تحسين قدرتها التنافسية‬
‫ألن عاملية التبادالت والتغيرات الحاصلة في امليدان االقتصادي في ظل هيمنة التجمعات االقتصادية الكبرى‬

‫‪ 1‬أحمد عزيزي عكاشة‪" ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومساهمتها في التجارة الخارجية‪ :‬دراسة حالة الجزائر"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن‬
‫متطلبات نيل شهادة املاجستير‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعل اوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬وهران‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص ص‪ .87،86‬ا‬

‫‪73‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫على األسواق العاملية تفرض على الدول إيجاد الطرق الحديثة والناجعة في عملية التأهيل والتي ال تقتصر‬
‫على حل مشاكل املؤسسات فحسب بل تتعدى إلى املحيط االقتصادي ككل‪ .1‬ا‬

‫ثانيا‪ :‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لدعم تنويع التجارة الخارجية‪.‬‬

‫إن عمليات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تساهم إلى حد كبير في تنويع هيكل صادرات هذه‬
‫املؤسسات وتركيز الواردات وبالتالي املساهمة في تنويع التجارة الخارجية من خالل ما تقدمه هذه العمليات‬
‫من تحسين ملحيط املؤسسة الداخلي والخارجي‪ ،‬وذلك من خالل‪ :2‬ا‬

‫‪ ‬صياغة رؤية استراتيجية للتصدير ووضع خطة تطوير تحضيرا للتصدير؛‬


‫‪ ‬وضع مخطط تسويقي للتصدير يتضمن األهداف واإلجراءات؛‬
‫‪ ‬استخدام أدوات للبحث عن األسواق الخارجية‪ ،‬تسيير تدفق الطلبات‪ ،‬تسيير محفظة الزبائن‬
‫للتصدير‪ ،‬خدمة التسليم للتصدير وتطوير عالمة تجارية جيدة في الخارج؛‬
‫‪ ‬توفير معلومات حول الثنائية (منتجات‪/‬أسواق) فيما يخص املنافسة‪ ،‬األنظمة‪ ،‬منتجات‬
‫جديدة‪...‬الخ‪ ،‬وتماش ي املؤسسة مع سوقها وتطوره؛‬
‫‪ ‬توفير املعلومات عن األسواق املحتملة وتحديد السوق األمثل ودراسة مفصلة عن السوق املستهدف؛‬
‫‪ ‬وضع تعبئة وتغليف جديدة متكيفة مع أسواق التصديرية للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬إنشاء وتنفيذ دعائم ترويجية تبعا للمظاهرات التي تشارك فيها املؤسسة‪ :‬كاتالوج‪ ،‬الدراسة التقنية‬
‫للمنتج‪ ،‬موقع الكتروني‪ ،‬ملصقات‪...‬الخ؛‬
‫‪ ‬تموضع أحسن ملنتجات املؤسسة مقارنة مع املنافسين وزيادة حجم املبيعات؛‬
‫‪ ‬أفضل فهم للسوق واحتياجات زبائنها وزيادة القدرة على ا االستجابة وخدمات ما بعد البيع‪.‬‬

‫فمن خالل ما تقدمه عملية التأهيل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة تستطيع أن توسع عملية التصدير‬
‫للمنتجات الصناعية وكذا زيادة التدفقات االستثمارية‪ ،‬كون أن هذه املؤسسات تعد الوسيلة األفضل‬
‫ملواجهة التحديات املفروضة على االقتصاد العالمي املستند استنادا رئيسيا على منتجات املشروعات‬
‫الكبيرة‪ ،‬من هنا نجد أن تجارب العديد من الدول تؤكد على نجاح هذه املشروعات في تنمية وتطوير‬
‫اقتصادياتها من حيث املساعدة على استحداث منتجات جديدة تساهم بذلك في التقليل من ا االستيراد‬
‫وتنويع الصادرات‪ .3‬ا‬

‫‪ 1‬محمد رشدي سلطاني‪" ،‬آليات تطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل الشراكة األورو‪-‬متوسطية"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،15‬العدد األول‪ ،2015 ،‬ص‪ .413‬ا‬
‫‪ 2‬حنان جودي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .120‬ا‬
‫‪ 3‬ميساء حبيب سلمان‪ ،‬سمير العبادي‪" ،‬املشروعات الصغيرة وأثرها التنموي"‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪،2017 ،‬‬
‫ص ص‪ .40،39‬ا‬

‫‪74‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عليه فإن عملية تأهيل املؤسسات االقتصادية عامة واملؤسسات الصغيرة اواملتوسطة خاصة تعتبر‬
‫بمثابة خطة استراتيجية لبلوغ هذه املؤسسات إلى األهداف التي تسعى إليها خاصة في ظل التحديات التي‬
‫تواجهها وذلك بغية تنويع منتجاتها لتقليل املخاطر وتوسيع عملية التصدير وبذلك تحقيق التنويع‬
‫االقتصادي وهو ما يقود إلى دفع عجلة النمو والتنمية االقتصادية‪.‬‬

‫ا‬

‫ا‬

‫‪75‬‬
‫التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬

‫من خالل ما تم عرضه في هذا الفصل يمكن القول أن التنويع االقتصادي هو عبارة عن استراتيجية‬
‫تنموية للدول املتقدمة النامية خاصة النفطية منها ملا له من أهمية في توزيع وتقليل املخاطر وكذا توسيع‬
‫مصادر الدخل والخروج من تبعية املصدر الوحيد‪ ،‬لذلك تعتبره العديد من الدول بمثابة هدف تسعى‬
‫الوصول إليه لتحقيق النمو االقتصادي‪ .‬ا‬

‫يسعى التنويع االقتصادي إلى بناء قاعدة اقتصادية صلبة وبناء اقتصاد متنوع لكونه يساهم في‬
‫العديد من الجوانب االقتصادية‪ ،‬فهو يساهم في زيادة القيمة املضافة وكذا الناتج املحلي اإلجمالي من خالل‬
‫إقامة مشاريع جديدة وخلق منتجات جديدة أيضا‪ .‬يستعين في ذلك على تشجيع االستثمارات األجنبية‬
‫وخاصة القطاع الخاص الذي يبرز دور املؤسسات االقتصادية في مقدمتها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫ملا تتميز به من مرونة في التأقلم مع املتغيرات العاملية املستمرة‪ .‬من هذا املنطلق نجد أن عددا كبيرا من‬
‫الدول أولى أهمية فائقة لهذا النوع من املؤسسات خاصة من خالل العمل على توفير وتهيئة البيئة املناسبة‬
‫لنجاح برامج التأهيل التي تراعي خصوصية هذا النوع من املؤسسات وتساعده على تأدية الدور املنتظر منه‬
‫خاصة فيما يتعلق بالقدرة على تنويع الهيكل اإلنتاجي وتنويع الصادرات وتقليل الواردات مما يسهم بصفة‬
‫مباشرة في توفير مستلزمات التنويع االقتصادي‪ .‬ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‪.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحديات التي‬
‫تواجهها في الجزائر‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬واقع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم‬
‫للتنويع االقتصادي في الجزائر‪.‬‬
‫خالصة الفصل الثالث‪.‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫أدى انتقال االقتصاد الجزائري من التسيير املوجه إلى آليات السوق إلى إحداث جملة من اإلصالحات‬
‫االقتصادية املتتالية بغية االندماج في سياق االقتصاد العالمي واالنفتاح عليه‪ .‬ونظرا لكون االقتصاد‬
‫الجزائري اقتصاد ريعي تحتم على الدولة البحث عن استراتيجيات جديدة للخروج من هذا الوضع خاصة‬
‫في ظل تذبذب أسعار النفط وعدم ثباتها وبالخصوص في خضم األزمات السياسية‪ ،‬االقتصادية واملالية التي‬
‫يشهدها العالم اليوم‪ .‬في ظل هذه الظروف وإدراكا من الدولة الجزائرية بخطورة االستمرار في االعتماد على‬
‫املوارد النفطية اتجهت نحو استراتيجية التنويع االقتصادي لتنويع مصادر دخلها‪ ،‬وذلك بإعادة النظر في‬
‫مختلف القطاعات الحيوية في الدولة واالهتمام بها للتخلص من تبعية النفط‪ .‬ولعل قطاع املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة يعد واحد من القطاعات التي أولته الدولة اهتماما واسعا من خالل تكييف برامج‬
‫التأهيل الداعمة له حتى يستطيع تأدية الدور املنتظر منه ومن ثم اندماجه ومتطلبات املنافسة الدولية‪.‬‬

‫وفي سياق ما سبق تم تقسيم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحديات التي تواجهها في الجزائر؛‬
‫‪ ‬املبحث الثاني‪ :‬برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر؛‬
‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬واقع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحديات التي تواجهها في الجزائر‪.‬‬

‫مر تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر بمرحلتين مرحلة التهميش والتي كانت قبل سنة‬
‫‪ 2001‬ومرحلة االهتمام والتي بدأت بصدور القانون التوجيهي لترقية وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫والذي كان له الدور الفعال في بروز مكانة هذه املؤسسات في االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر قبل سنة ‪.2001‬‬

‫لم تعرف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة اهتماما كبيرا بعد االستقالل إذ كان يقتصر نشاطها على‬
‫مساعدة املؤسسات الكبيرة وذلك نظرا للتوجه االقتصادي القائم آنذاك‪ ،‬لكن وانطالقا من فترة الثمانينات‬
‫أيقنت الجزائر أن قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة قادر على إحداث تغيرات هامة في االقتصاد الوطني‬
‫وذلك بتبنيها للنهج الرأسمالي‪.‬‬

‫حيث يمكن توضيح تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في ثالث مراحل كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬املرحلة األولى‪)1982- 1963( :‬؛‬


‫‪ ‬املرحلة الثانية‪)1988- 1982( :‬؛‬
‫‪ ‬املرحلة الثالثة‪.)2001- 1988( :‬‬

‫الفرع األول‪ :‬املرحلة األولى (‪.)1982- 1963‬‬

‫عرفت الجزائر منذ االستقالل جملة من التعديالت والتشريعات والقوانين املتعلقة باالستثمارات‬
‫واالستثمارات األجنبية تحديدا‪ ،‬فخطة التنمية املتعددة آنذاك لم تعرف انفتاحا تجاه االستثمار الخاص‬
‫الوطني‪ ،‬فقد كانت مشاريع التنمية كلها بيد الدولة‪ ،‬إذ مباشرة بعد االستقالل أقرت الحكومة بأول قانون‬
‫يتعلق بحرية االستثمار وهو قانون ‪ .11963‬وفي هذه الفترة أعطت الحكومة األهمية الكبرى إلى املشاريع‬
‫الثقيلة والكبيرة الحجم خاصة في مجال الصناعة‪ ،‬وفي هذا اإلطار تهمشت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫حيث كان القطاع الخاصة آنذاك أو املؤسسات الخاصة تمثل املؤسسات العائلية ذات امللكية الخاصة أو‬
‫الحرفية‪.2‬‬

‫تلى هذا القانون قانون آخر لالستثمار صدر سنة ‪ 1966‬يدعم التوجه الذي اختارته الجزائر في تلك‬
‫الفترة‪ ،‬والذي يهدف بالدرجة األولى إلى تحديد وضعية االستثمار الخاص الوطني في إطار التنمية االقتصادية‬

‫‪ 1‬أحمد رحموني‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص‪.31‬‬


‫‪ 2‬شهرة عديسة‪" ،‬دراسة تقييمية لوضعية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر وبرامج تمويلها في الفترة ‪ ،"2010-2000‬ورقة بحث‬
‫مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول‪" :‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ‪ ،"2010-2000‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪18 :‬و‪ 19‬ماي‪ ،2011‬ص‪.162‬‬

‫‪79‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫حيث أنه وبالنظر إلى ما ورد في هذا القانون فإن املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الخاصة كانت ملزمة بأن‬
‫تحصل على تصريح أو موافقة من طرف اللجنة الوطنية لالستثمارات لبداية نشاطها‪.1‬‬

‫ويعتبر املخطط الرباعي األول (‪ )1973- 1970‬البداية األولى لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫في الجزائر على مستوى الواليات ليمتد في فترة املخطط الرباعي الثاني (‪ )1977- 1974‬إلى البلديات‪ ،‬حيث‬
‫بلغ عدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خالل ‪ 1978‬حوالي ‪ 513‬مؤسسة‪.2‬‬

‫وخالل هذه الفترة (‪ )1982- 1962‬اعتبرت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كمكمل للقطاع العام‬
‫الذي كان له الدور املحرك للسياسة االقتصادية وتنمية الدولة طبقا الستراتيجية التنمية املعتمدة على‬
‫الصناعات املصنعة في االقتصاد املركزي آنذاك‪ ،‬حيث لم تكن هناك سياسة واضحة تجاه القطاع الخاص‬
‫والذي لم يعرف سوى بعض التطور على هامش املخططات الوطنية‪ ،‬باإلضافة فرضت مراقبة صارمة من‬
‫أجل الحد من توسع املؤسسات الخاصة كذلك الجباية كانت تحد من التمويل الذاتي‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫فإن تشريع العمل كان صارما و األكثر من هذا فقد تم إغالق التجارة الخارجية في وجه املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬املرحلة الثانية (‪.)1988- 1982‬‬

‫عرفت هذه املرحلة جملة من اإلصالحات والتي ارتبطت بتطوير قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫وذلك بصدور قانون رقم ‪ 82-11‬املؤرخ في ‪ 1982/08/21‬والذي فرض مجموعة من التدابير والتسهيالت‬
‫الخاصة بقطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتي تتمثل في‪:4‬‬

‫‪ ‬الحق في اقتناء املعدات وفي بعض الحاالت املواد األولية؛‬


‫‪ ‬التوجه املحدود لالستيراد وكذا لنظام الواردات بدون دفع‪.‬‬

‫غير أن هذه الفترة تميزت بعقبات واجهت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وهي‪:‬‬

‫‪ ‬التمويل من البنوك ال يتجاوز ‪ %30‬من إجمالي مبلغ االستثمار؛‬


‫‪ ‬املبالغ املستثمرة محددة بمبلغ ‪ 30‬مليون دينار جزائري للشركات ذات املسؤولية املحدودة وكذا‬
‫شركات األسهم و‪ 10‬مليون دينار جزائري بالنسبة للشركات الفردية؛‬

‫‪ 1‬فاطمة شاوش ي‪" ،‬دور الشراكة األورو‪-‬جزائرية في ترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وانعكاساتها على التنمية"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل‬
‫شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬منشورة)‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد ابن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.132‬‬
‫‪ 2‬عزي األخضر‪" ،‬محاولة لدراسة خيار تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر خالل الفترة املرجعية (‪ ،")1962-2008‬ورقة بحث‬
‫مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول‪" :‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ‪ ،»2010-2000‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪18 :‬و‪ 19‬ماي ‪ ،2011‬ص‪.274‬‬
‫‪ 3‬عبد الرحمان بابنات‪ ،‬ناصر دادي عدون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.123،122‬‬
‫‪4 Farida Merzouk, « PME et Compétitivité en Algérie », Magazine D’économie et Management, Université Aboubeker Belkaid,‬‬

‫‪Tlemcen, Algérie, N°09, Octobre 2009, P281.‬‬

‫‪80‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬حظر امتالك عدة أشياء‪.‬‬

‫ومع إصدار قانون االستثمارات لسنة ‪ 1982‬عرف القطاع الخاص دورا في تحقيق أهداف التنمية‬
‫الوطنية‪ ،‬حيث تشير هذه التشريعات إلى األثر املحدود في خلق مؤسسات متوسطة وصغيرة جديدة‪ ،‬كما‬
‫أن وضع سقف لالستثمارات أدى إلى توجيه حصة االدخار الخاص نحو نفقات غير إنتاجية أو املضاربة‪،‬‬
‫حيث واصلت استثمارات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة نحو األنشطة الكالسيكية وإلى استيراد املواد‬
‫االستهالكية النهائية وعليه فإن إجراءات قانون ‪ 1982‬أدت باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة انطالقا من‬
‫قانون ‪ 1983‬بامليول لالستثمار في املجاالت التي تركتها سابقا كتحويل املواد والصناعات امليكانيكية‬
‫والكهربائية الصغيرة‪.1‬‬

‫وسعيا من الدولة الجزائرية بقيادة الجهات املختصة لتذليل العقبات تم إنشاء ديوان توجيه ومتابعة‬
‫وتنسيق االستثمارات الخاصة سنة ‪ 1983‬يقوم بمهامه تحت وصاية وزارة التخطيط وتهيئة اإلقليم والذي‬
‫يكلف بما يلي‪:2‬‬

‫‪ ‬السعي إلى تحقيق التكامل لالستثمارات الخاصة في مراحل التخطيط؛‬


‫‪ ‬توجيه االستثمار الوطني الخاص نحو األنشطة واملناطق التي تتطلع إلى التنمية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬املرحلة الثالثة (‪.)2001- 1988‬‬

‫عرفت الجزائر ابتداء من سنة ‪ 1988‬مرحلة انتقالية نحو اقتصاد السوق األمر الذي قادها إلى إقامة‬
‫عالقات مع مؤسسات دولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وذلك للتخفيف من أزمة الديون‬
‫الخارجية‪ ،‬حيث لجأت إلى خصخصة العديد من املؤسسات العامة وفتح املجال أمام املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة في بعض األنشطة االقتصادية‪.3‬‬

‫بعد ذلك صدر قانون النقد والقرض سنة ‪ 1990‬الذي أعطى أهمية كبيرة لالستثمار في القطاع الخاص بما‬
‫في ذلك حرية إنشاء املؤسسات االقتصادية واملصرفية مع فتح مجال للشراكة املالية مع الخارج‪ ،‬حيث‬
‫دعمت هذه اإلصالحات بصدور قانون االستثمار في ‪ 1993-10-05‬الذي منح امتيازات جديدة لتنمية القطاع‬
‫الخاص عن طريق املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وذلك بالسماح لها باالستثمار في كثير من املجاالت نظرا‬
‫لدورها الفعال في تحريك دواليب االقتصاد الوطني‪.4‬‬

‫‪ 1‬عبد الرحمان بابنات‪ ،‬ناصر دادي عدون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫‪ 2‬فاطمة شواش ي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Farida Merzouk, Op. cit , P281.‬‬
‫‪ 4‬جمعة هوام‪ ،‬شافية شاوي‪" ،‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪ :‬واقع‪ /‬تطور"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول‪:‬‬
‫"دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ‪ ،"2010-2000‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪18 :‬و‪ 19‬ماي ‪ ،2011‬ص‪.461‬‬

‫‪81‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫عليه يعتبر قانون االستثمار لسنة ‪ 1993‬االنطالقة الحقيقية للقطاع الخاص في الجزائر‪ ،‬حيث بدأ‬
‫هذا القطاع يسترجع مكانته في االقتصاد الجزائري أمام تراجع القطاع العام وقد تم اختيار املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة كأحد البدائل التي يعتمد عليها من أجل تحقيق تنمية اقتصادية وإنعاش االقتصاد‪.‬‬
‫أين تم إنشاء وزارة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من أجل توجيه مبادرات القطاع الخاص إلى االستثمار‬
‫في قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودفعه إلى العمل اإلنتاجي وفتح املجاالت أمامه للمشاركة بصفة‬
‫فعالة في الكثير من النشاطات االقتصادية اإلنتاجية التي كانت حكرا على القطاع العام ملدة طويلة‪.1‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بعد سنة ‪.2001‬‬

‫تعتبر سنة ‪ 2001‬بداية جديدة لقطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وذلك بصدور القانون ‪-18‬‬
‫‪ 01‬املؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 2001‬املتضمن القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وبالتالي‬
‫إعطاء هذا النوع األهمية التي مكنت من القدرة على تصنيف هذا النوع من املؤسسات وإحصائها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تطور تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪.‬‬
‫شهدت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تطورات في حجمها على مختلف األزمنة خاصة بعد صدور‬
‫القانون التوجيهي األول لترقية وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لسنة ‪ ،2001‬هذا ما أدى إلى إمكانية‬
‫إحصائها فيما يخص تعدادها وتوزيعها على مختلف قطاعات األنشطة وكذا إحصاء انتشارها الجغرافي‪.‬‬

‫في هذا الصدد البد من أن نسلط الضوء على تصنيفات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي تدخل في‬
‫اإلحصاء من طرف مختلف الهيئات والصناديق الخاصة بهذا النوع من املؤسسات والتي تتمثل فيما يلي‪:2‬‬

‫أوال‪ :‬املؤسسات الخاصة‪ :‬وهي املؤسسات التي تعود ملكيتها لألفراد أو الخواص وهي تمثل النسبة األكبر من‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬وتنقسم إلى مؤسسات أشخاص معنوية ومؤسسات أشخاص طبيعية (مهن‬
‫حرة)؛‬

‫ثانيا‪ :‬املؤسسات العامة‪ :‬وهي املؤسسات التي تعود ملكيتها كاملة أو جزء كبير منها للدولة‪ ،‬وهي تمثل نسبة‬
‫ضعيفة جدا من املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬

‫ثالثا‪ :‬الصناعات التقليدية‪ :‬وهي كل مؤسسة يغلب عليها العمل اليدوي وتكتس ي بطابع فني يسمح بنقل‬
‫مهارة عريقة‪ ،‬حيث وانه قد حدث تعديل وزاري فانتقلت هذه املؤسسات إلى قطاع السياحة وبذلك تكون‬

‫‪ 1‬عبد القادر رقراق‪" ،‬متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في ظل التحوالت االقتصادية الراهنة –دراسة حالة الجزائر"‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية علوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.98‬‬
‫‪ 2‬ناصر سليمان‪ ،‬محسن عواطف‪" ،‬قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كبديل تنموي لالقتصاد الجزائري خارج قطاع املحروقات"‪ ،‬ورقة‬
‫بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي األول حول‪" :‬تقييم استراتيجيات وسياسات الجزائر االقتصادية الستقطاب االستثمارات البديلة للمحروقات‬
‫في آفاق األلفية الثالثة بالجزائر"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪28 :‬و‪29‬‬
‫أكتوبر ‪ ،2014‬ص‪.5‬‬

‫‪82‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫قد خرجت من اإلحصاء العام للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬وذلك ابتداء من سنة ‪ 2010‬حيث عوضت‬
‫عند التقسيم اإلحصائي باملؤسسات ذات النشاط الحرفي‪.‬‬

‫وعليه فقد عرفت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر تطورات كبيرة في عددها خالل الفترة‬
‫(‪ )2018-2001‬وذلك حسب التصنيفات املحددة من طرف وزارة الصناعة واملناجم والشكل التالي يوضح‬
‫تطورها خالل الفترة املحددة كما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)3‬تطور تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر للفترة (‪:)2018- 2001‬‬

‫‪1141863‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪1074503‬‬
‫‪1022621‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪934569‬‬
‫‪852053‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪777816‬‬
‫‪711832‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪659309‬‬
‫‪619072‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪625069‬‬
‫‪519526‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪410959‬‬
‫‪376767‬‬
‫‪2005‬‬ ‫‪342788‬‬
‫‪312959‬‬
‫‪2003‬‬ ‫‪288577‬‬
‫‪261853‬‬
‫‪2001‬‬ ‫‪245348‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪200000‬‬ ‫‪400000‬‬ ‫‪600000‬‬ ‫‪800000‬‬ ‫‪1000000‬‬ ‫‪1200000‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على امللحق رقم (‪.)1‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل أعاله أن قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة شهد تطورا كبيرا ابتداء‬
‫من سنة ‪ 2001‬وهذا راجع إلى بداية التركيز على هذا القطاع وكذا التسهيالت واإلجراءات الحكومية التي‬
‫بدأت تحظى بها هذه املؤسسات‪ ،‬حيث نالحظ أنه سنة ‪ 2001‬بلغ عددها ‪ 245348‬مؤسسة ومن الواضح‬
‫أن هذه الزيادة بفعل صدور القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حيث نالحظ من‬
‫خالل الشكل املوالي الزيادة امللحوظة والتي وصلت خالل سنة ‪ 2018‬إلى ‪ 1141863‬مؤسسة بمساهمة أكبر‬
‫للقطاع الخاص‪ ،‬حيث عملت الجزائر على تشجيع القطاع الخاص وإدماجه من خالل القوانين واإلجراءات‬
‫التحفيزية التي اتخذتها السلطات باإلضافة إلى عمليات الخصخصة التي تعرضت لها املؤسسات العمومية‬
‫(خوصصة جزئية أو كلية)‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تراجع املؤسسات العمومية والشكل التالي يوضح تطور تعداد‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة العامة والخاصة كمايلي‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)4‬تطور املؤسسات العمومية والخاصة في الجزائر للفترة (‪:)2018- 2001‬‬

‫المؤسسات الخاصة‬ ‫المؤسسات العمومية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على امللحق رقم (‪.)1‬‬

‫يوضح لنا الشكل أعاله التفاوت الكبير في تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي تنتمي للقطاع‬
‫العام والقطاع الخاص‪ ،‬إذ نالحظ السيطرة الواضحة للقطاع الخاص خالل فترة الدراسة بنسبة ‪%99‬‬
‫وهذا راجع أساسا لإلصالحات التي قامت بها الجزائر والداعمة أساسا لتشجيع املستثمرين الخواص وفتح‬
‫املجال أمامهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر‪.‬‬

‫نظرا للخصائص التي يتمتع بها هذا النوع من املؤسسات نجدها تتوزع على عدة قطاعات والتي هي‪:‬‬
‫قطاع البناء واألشغال العمومية‪ ،‬التجارة والتوزيع‪ ،‬النقل واملواصالت‪ ،‬الخدمات‪ ،‬الصناعة الغذائية‪،‬‬
‫الفندقة واإلطعام وقطاعات أخرى وذلك حسب الفترة من (‪ ،)2009- 2001‬حيث تبين املعطيات اإلحصائية‬
‫لهذه الفترة أن قطاع البناء واألشغال العمومية يحتل األسبقية في تركز املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خالل‬
‫ذات الفترة وذلك بنسبة فاقت ‪(%35‬أنظر امللحق رقم‪ ،)2‬يليه بذلك قطاع التجارة والتوزيع والذي لم‬
‫تتجاوز نسبته ‪ ،%17‬أما بالنسبة لباقي القطاعات فقد سجلت نسب تركز متدنية‪ ،‬أما بالنسبة للفترة (‪-2010‬‬
‫‪ )2018‬فالشكل التالي يوضع توزيع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب قطاعات النشاط املختلفة كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)5‬توزيع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط للفترة (‪:)2018- 2010‬‬

‫‪350000‬‬

‫‪300000‬‬

‫‪250000‬‬

‫‪200000‬‬

‫‪150000‬‬

‫‪100000‬‬

‫‪50000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬


‫الفالحة والصيد البحري‬ ‫‪3806‬‬ ‫‪4006‬‬ ‫‪4277‬‬ ‫‪4616‬‬ ‫‪5038‬‬ ‫‪5625‬‬ ‫‪6130‬‬ ‫‪6599‬‬ ‫‪7068‬‬
‫المحروقات والطاقة والمناجم‬ ‫‪1870‬‬ ‫‪1956‬‬ ‫‪2052‬‬ ‫‪2259‬‬ ‫‪2439‬‬ ‫‪2639‬‬ ‫‪2767‬‬ ‫‪2887‬‬ ‫‪2981‬‬
‫البناء واألشغال العمومية‬ ‫‪129762 135752 142222 150910 159775 168557 174848 179303 185121‬‬
‫الصناعة التحويلية‬ ‫‪61228‬‬ ‫‪63890‬‬ ‫‪67517‬‬ ‫‪73037‬‬ ‫‪78108‬‬ ‫‪83701‬‬ ‫‪89597‬‬ ‫‪94930‬‬ ‫‪99865‬‬
‫الخدمات‬ ‫‪172653 186157 204049 228592 251629 277379 302564 325625 348458‬‬

‫الفالحة والصيد البحري‬ ‫المحروقات والطاقة والمناجم‬ ‫البناء واألشغال العمومية‬ ‫الصناعة التحويلية‬ ‫الخدمات‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على امللحق رقم (‪.)3‬‬

‫من خالل الشكل أعاله نالحظ تركز املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في قطاع الخدمات بنسبة ‪%54‬‬
‫يليه بعد ذلك قطاع البناء واألشغال العمومية بنسبة فاقت ‪ ،%28‬ليأتي بعد ذلك قطاع الصناعة التحويلية‬
‫بنسبة ‪ ،%15‬أما بالنسبة لقطاع الفالحة والصيد البحري كذا قطاع املحروقات نالحظ ضعف تركز‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في هذين القطاعين والتي بلغت نسبتها ‪ %1.10‬و‪ %0.46‬على التوالي ‪.1‬‬

‫نستنتج من خالل ما سبق أن أغلب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تتركز في قطاعات غير منتجة والتي‬
‫يستحوذ عليها قطاع الخدمات‪ ،‬البناء واألشغال العمومية‪ ،‬النقل واملواصالت والفندقة واإلطعام أما بالنسبة‬
‫للقطاعات املنتجة فتبقى نسبة تركزها ضعيفة للغاية األمر الذي يمكن أن يحد من قدرتها على املساهمة‬
‫الفعالة للنهوض باالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب الجهات في الجزائر‪.‬‬

‫انطالقا من التطور العددي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة يمكن توضيح تطورها حسب مختلف جهات‬
‫الوطن وذلك للفترة (‪ )2018- 2005‬لعدم توفر املعلومات ابتداء من سنة ‪ 2001‬من الوزارة املعنية‪ ،‬والشكل‬
‫التالي يوضح تطور انتشار املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر خالل الفترة (‪ )2018- 2005‬كما يلي‪:‬‬

‫أنظر امللحق رقم (‪ :)3‬تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر للفترة (‪.)2018- 2010‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪85‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)6‬تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر حسب الجهات خالل الفترة‬

‫(‪:)2018-2005‬‬

‫‪500000‬‬
‫‪400000‬‬
‫‪300000‬‬
‫‪200000‬‬
‫‪100000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018‬‬

‫الشمال‬ ‫الهضاب العليا‬ ‫الجنوب‬ ‫الجنوب الكبير‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على امللحق رقم (‪.)4‬‬

‫الشكل أعاله يبين لنا التوزيع الغير متكافئ للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب مختلف الجهات‪،‬‬
‫حيث تتركز أغلبية هذه األخيرة في منطقة الشمال ثم منطقة الهضاب العليا وبأعداد ضئيلة تتركز في الجنوب‬
‫والجنوب الكبير‪ ،‬يمكن إرجاع السبب في ذلك إلى التوزيع الديمغرافي للسكان وكذا برامج التنمية التي‬
‫اقتصرت على مناطق الشمال أكثر على خالف الجهات األخرى‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬التحديات التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪.‬‬

‫بالرغم من املجهودات املبذولة من طرف الدولة في مجال تطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫كمراكز تأهيل وغيرها من هيئات ومؤسسات دعم هذه األخيرة إال أنها لزالت تعاني من العديد من املشاكل‬
‫خاصة في العديد من املجاالت والتي يمكن تناولها في التالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬املشاكل التمويلية‪.‬‬

‫يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬من الصعب على املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تحمل أسعار الفائدة وشروط تسديدها والضمانات‬
‫التي تطلبها البنوك‪ ،‬حيث أنه في حال حصولها على القرض نالحظ أن كلفة رأس املال املقترض تكون‬
‫مرتفعة األمر الذي ينعكس على أسعار املنتجات وزيادة املخاطرة‪ ،‬حيث وأن النظام البنكي الجزائري‬
‫يعاني من عجز تحويل السيولة إلى رأس مال إنتاجي‪1‬؛‬

‫‪ 1‬السعيد بريبش‪ ،‬دنيا شبلي‪" ،‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق اإلنعاش االقتصادي خارج قطاع املحروقات في ظل البرامج‬
‫االستثمارية في الجزائر"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي األول حول‪ " :‬تقييم استراتيجيات وسياسات الجزائر االقتصادية الستقطاب‬
‫االستثمارات البديلة للمحروقات في آفاق األلفية الثالثة بالجزائر"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد‬
‫بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪28 :‬و‪ 29‬أكتوبر ‪ ،2014‬ص ص‪.6،5‬‬

‫‪86‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬ضعف تكيف النظام املالي املحلي مع متطلبات املحيط االقتصادي الجديد‪ ،‬ففي الوقت الذي يتحدث‬
‫الخطاب السياس ي عن إجراءات الدعم املالي وتشجيع االستثمارات والشراكة فإن الواقع يشير إلى‬
‫اصطدام هذه السياسة بالتعقيدات املالية كالنقص في التمويل طويل األجل واملركزية في منح القروض‬
‫وانعدام الشفافية في تسييرها فضال عن محدودية صالحيات الوكاالت البنكية املكلفة بمنح القروض‬
‫نظرا النعدام استقالليتها‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عدم االهتمام الكافي بالتصدير‪.‬‬

‫أشارت العديد من الدراسات أن توجهات املنتجين تتجه نحو تلبية حاجات السوق الداخلية مع‬
‫عدم وجود استراتيجية للتصدير‪ ،‬ويمكن أن يرجع ذلك إلى عدة أسباب منها‪ :‬ارتفاع الرسوم الجمركية التي‬
‫يتحملها املنتج عند استيراد مستلزمات اإلنتاج مما يساهم في ارتفاع تكلفة املنتج النهائي‪ ،‬كذلك انخفاض‬
‫مقدرة الدولة التنافسية في السوق الدولية‪ ،‬هذا ما دفع العديد من املنتجين إلى اإلحجام عن التصدير‬
‫وتفضيل تسويق منتجاتهم بالسوق املحلية التي تتميز بتضاؤل املنافسة وارتفاع هوامش الربح‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مشاكل متعلقة بدراسات السوق‪.‬‬

‫ضعف دراسات السوق أو غيابها عن حجم ونوعية املؤسسات املناسبة واملطلوبة‪ ،3‬هذا ما سيؤثر‬
‫على مسار املؤسسات االقتصادية داخل السوق والتي يمكن أن ال تتالءم مخرجاتها مع متطلبات السوق هذا‬
‫ما يؤدي حتما إلى فشلها وعدم إمكانية استمراريتها خاصة الصغيرة واملتوسطة التي الزالت تفتقر إلى مكانة‬
‫قوية في السوق‪ ،‬وعليه تعتبر دراسات السوق من أهم ما يمكن القيام به للتخلص أو حتى للتقليل من‬
‫العقبات التي يمكن أن تعترض نمو املؤسسة في السوق‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مشاكل الخبرة التنظيمية ونقص املعلومات‪.‬‬

‫إن من أبرز املشاكل التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية هي نقص املعلومات‬
‫واالفتقار إلى الخبرة التنظيمية التي تمكن أصحابها من مواجهة مشاكلهم أو تساعدهم على التوسع في‬

‫‪1‬صونية صاوش ي‪ ،‬زهية حوري‪" ،‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪ :‬العراقيل وسبل التفعيل"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي‬
‫حول‪" :‬تقييم استراتيجيات وسياسات الجزائر االقتصادية الستقطاب االستثمارات البديلة للمحروقات في آفاق األلفية الثالثة بالجزائر"‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪28 :‬و‪ 29‬أكتوبر ‪ ،2014‬ص‪.6‬‬
‫‪ 2‬رحيم حسين‪" ،‬واقع وتحديات منتجات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في ظل قواعد املنشأ في اتفاقية الشراكة األوروجزائرية"‪ ،‬ورقة‬
‫بحث مقدمة ضمن امللتقى الدولي حول‪« :‬استراتيجية تنظيم ومرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪18 :‬و‪ 19‬أفريل ‪ ،2012‬ص‪.10‬‬
‫‪ 3‬مراد اسماعيل‪ ،‬لحسن جديدن‪" ،‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية االقتصادية بالجزائر"‪ ،‬مجلة الدراسات املالية واملحاسبية‬
‫واإلدارية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬ديسمبر‪ ،2014‬ص‪.138‬‬

‫‪87‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أعمالهم‪ ،‬كما وأن نقص هذه املعلومات وعدم توفرها في الوقت املناسب وبالصورة الالئقة سيؤدي بطبيعة‬
‫الحال إلى ضعف مردودية هذه املؤسسات وكذا ارتفاع احتمال فشلها‪.1‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬املشاكل اإلدارية‪.‬‬

‫ال تزال اإلجراءات اإلدارية تتسم بالتعقيد بسبب تعدد مراكز اتخاذ القرار وضعف تجسيد سياسة‬
‫تقريب اإلدارة من املواطن‪ ،‬خاصة ما تعلق منها باإلجراءات البيروقراطية مما يطيل مدة تجسيد املشاريع‪.2‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬معوقات االنتشار في الجزائر‪.‬‬

‫على الرغم من األهمية التي يحظى بها قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر من حيث‬
‫اآلليات الداعمة له وقابلية هذا النوع لإلنشاء مقارنة باملؤسسات الكبرى‪ ،‬إال أن املشكل املطروح هو غالبية‬
‫هذه املؤسسات تتالش ى بسبب املعوقات الناشئة املتعلقة بالقيود اإلدارية كطول فترة دراسة امللفات وكذا‬
‫البيروقراطية وغيرها‪ ،‬لذلك فإن متطلبات انتشار املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تتطلب ضرورة تحسين‬
‫التنافس وتوفير االستشارة والتكوين الالزم لطالبي إنشاء املؤسسات‪ ،‬وكذا البد من استراتيجية محددة بدقة‬
‫وواضحة األهداف تشجع على عملية إنشاء سليمة‪.3‬‬

‫لقد استطاعت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة أن تثبت مكانتها بتطورها خالل املراحل الثالث التي‬
‫مرت بها‪ ،‬حيث اعتبرت سنة ‪ 2001‬بداية االهتمام بها من طرف السلطات العمومية أين شهد هذا النوع‬
‫من املؤسسات تطورات كبيرة في تعدادها إال أن تركزها لم يتطور سوى في القطاعات الخدمية حسب فترة‬
‫الدراسة كذلك توزيعها الجغرافي غير املتكافئ‪ ،‬ومن أجل دعم وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة قامت‬
‫الدولة بتبني مجموعة من البرامج لترقية هذا النوع من املؤسسات‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪.‬‬

‫عرفت الجزائر العديد من البرامج لتأهيل مؤسساتها وترقية محيطها‪ ،‬بهدف زيادة تنافسيتها وإدماجها‬
‫في االقتصاد العالمي‪ ،‬إذ تمثلت هذه البرامج في كل من البرامج الوطنية والبرامج األوروبية وكذلك التعاون‬
‫الدولي في مجال ترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬سيتم في هذا املبحث التطرق لكل من هذه البرامج‪.‬‬

‫‪ 1‬شوقي جباري‪" ،‬االبتكار أداة فعالة لنجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول‪:‬‬
‫"دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ‪ ،"2010-2000‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪18 :‬و‪ 19‬ماي ‪ ،2011‬ص‪.398‬‬
‫‪ 2‬ربيعة بركات‪ ،‬سعيدة دوباخ‪" ،‬مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية االقتصادية –حالة الجزائر‪ ،"-‬ورقة بحث‬
‫مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول‪" :‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ‪ ،"2010-2000‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪18 :‬و‪ 19‬ماي ‪ ،2011‬ص‪.564‬‬
‫‪ 3‬نادية بن ذراوة‪ ،‬حاكمي بوحفص‪" ،‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بين جاذبية اإلنشاء وقابلية االستمرار"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى‬
‫الوطني األول حول‪" :‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ‪ ،"2010-2000‬كلية العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪18 :‬و‪ 19‬ماي ‪ ،2011‬ص‪.745‬‬

‫‪88‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬البرامج الوطنية لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫عملت الجزائر على تطوير مؤسساتها الصغيرة واملتوسطة وذلك بتبنيها ملجموعة من البرامج اهتمت‬
‫بترقية محيطها وتمثلت هذه البرامج في برنامج وزارة الصناعة وإعادة الهيكلة (‪ ،)2006- 2000‬البرنامج الوطني‬
‫للتأهيل (‪ ،)2012- 2006‬البرنامج الوطني للتأهيل (‪ )2014- 2010‬والبرنامج الوطني الجديد لسنة ‪.2016‬‬

‫الفرع األول‪ :‬برنامج وزارة الصناعة وإعادة الهيكلة (‪.)2006- 2000‬‬

‫انطلق هذا البرنامج سنة ‪ 2000‬بمساهمة مالية ملنظمة األمم املتحدة للتنمية الصناعية‬
‫‪UNIDO‬تقدر ب ‪ 1200.000‬دوالر ومساهمة من وزارة الصناعة وإعادة الهيكلة تقدر ب‪ 120‬مليون دينار‬
‫جزائري‪ ،1‬حيث نص قانون املالية لسنة ‪ 2000‬على إنشاء حساب يوجه لتغطية املساعدات املالية املوجهة‬
‫لتأهيل املؤسسات الصناعية واملؤسسات املرتبطة بالصناعة برعاية "صندوق ترقية التنافسية الصناعية"‬
‫بإشراف اللجنة الوطنية للتنافسية الصناعية‪ ،‬يتضمن هذا البرنامج مرحلتين تعنى األولى بالتشخيص‬
‫االستراتيجي للمؤسسة‪ ،‬أما الثانية فيتم فيها تنفيذ إجراءات برنامج التأهيل‪ ،‬حيث تستفيد من هذا البرنامج‬
‫املؤسسات الجزائرية التي تملك خبرة تفوق ‪ 03‬سنوات وذات أداء موجب‪ ،‬تشغل على األقل ‪ 20‬عامال‪ ،‬و‪10‬‬
‫عمال بالنسبة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬أهداف برنامج التأهيل الصناعي‪:‬‬

‫تمثلت أهداف هذا البرنامج فيما يلي‪:3‬‬

‫‪ ‬عصرنة املحيط الصناعي مع تدعيم قدرات هيئات الدعم؛‬


‫‪ ‬تطوير وترقية الصناعات األكثر قدرة على املنافسة تحسين القدرة التنافسية وتطوير املؤسسات‬
‫الصناعية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط االستفادة من برنامج التأهيل الصناعي‪:‬‬

‫هناك مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في املؤسسات حتى يتم قبولها ضمن هذا البرنامج والتي‬
‫تتمثل أهمها فيما يلي‪:4‬‬

‫‪ 1‬عبد القادر مطاي‪ ،‬ربيعة بوقادير‪" ،‬تقييم أداء قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر خالل الفترة ‪ ،"2016-2001‬مجلة‬
‫اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،14‬العدد التاسع عشر‪ ،2018 ،‬ص‪.276‬‬
‫‪ 2‬خير الدين معطى هللا‪ ،‬سامية بزازي‪" ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كرهان للتنمية بالجزائر‪ ،‬دراسة تحليلية لبرامج التأهيل‬
‫للفترة ‪ ،"2014-2001‬مجلة معارف‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد العشرون‪ ،‬جوان ‪ ،2016‬ص ص‪.485،484‬‬
‫‪ 3‬رتيبة عروب‪ ،‬كريمة ربحي‪" ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة ضمن امللتقى الدولي حول‪" :‬متطلبات تأهيل‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول العربية"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫يومي‪17 :‬و‪ 18‬أفريل ‪ ،2006‬ص‪.724‬‬
‫‪ 4‬أمين عبد القادر عليواش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.125‬‬

‫‪89‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون املؤسسات خاضعة للقانون الجزائري؛‬


‫‪ ‬أن تكون تنتمي للقطاع اإلنتاجي الصناعي أو قطاع الخدمات املوجهة للقطاع الصناعي التي تحقق‬
‫عما ال يقل عن ‪ %40‬من رقم أعمالها م خالل تعاملها مع القطاع اإلنتاجي؛‬
‫‪ ‬مسجلة في السجل التجاري وتحوز رقم استداللي جبائي ولها ثالث سنوات على األقل من النشاط؛‬
‫‪ ‬تشغل ‪ 20‬عامال أو أكثر بالنسبة لإلنتاجية‪ ،‬و‪ 10‬عمال أو أكثر بالنسبة للخدمية املوجهة للصناعة؛‬
‫‪ ‬تقديم معايير األداء املالي التالية‪:‬‬
‫‪ ‬صافي األصول موجب للسنة الحالية أو السابقة؛‬
‫‪ ‬نتيجة االستغالل موجبة لسنتين على األقل من السنوات الثالث األخيرة‪.‬‬

‫إضافة إلى هذا يجب على املؤسسة أن تجيب على دفتر املساءلة الذي تتسلمه من طرف الوزارة ووزارة‬
‫الصناعة وإعادة الهيكلة والذي يحتوي على مجموعة من األسئلة التي تتعلق بوضعيتها العامة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حصيلة برنامج تأهيل املؤسسات الصناعية‪:‬‬

‫أطلقت وزارة الصناعة وإعادة الهيكلة هذا البرنامج سنة ‪ ،2000‬وبما أن البرنامج يقوم على مرحلتين كما‬
‫رأينا سابقا (التشخيص االستراتيجي والتنفيذ) فقد توفرت لنا النتائج حسب كل مرحلة كما يلي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)5‬نتائج مرحلة التشخيص االستراتيجي لبرنامج التأهيل الصناعي (‪:)2006- 2000‬‬
‫املؤسسات الخاصة‬ ‫املؤسسات العامة‬ ‫املجموع‬ ‫طلبات املؤسسات‬
‫‪171‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪406‬‬ ‫الطلبات املقبوضة‬
‫‪169‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪401‬‬ ‫الطلبات املعالجة‬
‫‪135‬‬ ‫‪155‬‬ ‫‪290‬‬ ‫الطلبات املقبولة‬
‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪106‬‬ ‫الطلبات املرفوضة‬

‫املصدر‪ :‬يحي حسين‪" ،‬قياس فعالية برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في دول املغرب العربي"‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.225‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول رقم (‪ )5‬أن حصيلة مرحلة التشخيص االستراتيجي من البرنامج‬
‫الوطني لتأهيل املؤسسات الصناعية أسفرت بقبول ‪ 290‬مؤسسة منها ‪ 155‬مؤسسة عامة و ‪ 135‬مؤسسة‬
‫خاصة من إجمالي ‪ 406‬مؤسسة مقدمة لطلب االنضمام لهذا البرنامج منها ‪ 235‬مؤسسة عامة و‪171‬‬
‫مؤسسة خاصة‪ ،‬أما بالنسبة للطلبات املرفوضة فقد بلغت ‪ 106‬طلب من بين ‪ 401‬طلب معالج حيث يمكن‬
‫أن يعود السبب لرفض طلبات العديد من املؤسسات هو عدم االستيفاء بالشروط الالزمة لالنضمام لهذا‬
‫البرنامج‪ ،‬أو الوضعية املالية التي تعاني منها هذه املؤسسات وتجعلها غير معنية باالستفادة من هذا البرنامج‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أما عن النشاط الذي تمارسه املؤسسات املقبولة فيمكن توضيحه وفق الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)6‬التوزيع القطاعي للطلبات املقبولة في برنامج التأهيل الصناعي (‪:)2006- 2000‬‬

‫عدد املؤسسات‬ ‫قطاع النشاط‬


‫‪87‬‬ ‫الفالحة‬
‫‪52‬‬ ‫امليكانيك ‪/‬املعادن‬
‫‪45‬‬ ‫مواد البناء ‪/‬الفلين والخشب‬
‫‪32‬‬ ‫الكيمياء ‪/‬الصيدلة ‪/‬الورق‬
‫‪21‬‬ ‫االلكترونيك‬
‫‪20‬‬ ‫البالستيك‬
‫‪18‬‬ ‫خدمات الدعم‬
‫‪15‬‬ ‫النسيج ‪/‬الجلود‬

‫‪290‬‬ ‫املجموع‬

‫املصدر‪ :‬يحي حسين‪" ،‬قياس فعالية برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في دول املغرب العربي"‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.226‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول رقم (‪ )6‬تركز املؤسسات املؤهلة حسب البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات‬
‫الصناعية في قطاع الفالحة حيث بلغت ‪ 87‬مؤسسة من إجمالي ‪ 290‬مؤسسة تليها قطاع امليكانيك واملعادن‬
‫التي بلغت ‪ 52‬مؤسسة من إجمالي ‪ 290‬مؤسسة أيضا تاله قطاع البناء‪ ،‬لتحتل باقي القطاعات نسبة‬
‫منخفضة من إجمالي املؤسسات املؤهلة حسب هذا البرنامج‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)7‬نتائج مرحلة تنفيذ مخطط التأهيل الصناعي (‪:)2006- 2000‬‬

‫املالحظات‬ ‫املؤسسات الخاصة‬ ‫املجموع املؤسسات العامة‬ ‫وضعية امللفات‬


‫‪-‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪143‬‬ ‫امللفات املقبولة‬
‫‪ 128‬مؤسسة مقدمة للحصول على مساعدة‬ ‫‪53‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪142‬‬
‫‪ ،EPCI‬منها ‪ 03‬مؤجلة و‪ 01‬مرفوضة‪.‬‬ ‫امللفات املعالجة‬
‫‪ 117‬أقدمت على إنجاز ‪ ،PMN‬و‪ 20‬قيد‬ ‫‪52‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪137‬‬ ‫املؤسسات‬
‫دراسة تشخيصها‪.‬‬ ‫املستفيدة‬
‫املصدر‪ :‬يحي حسين‪" ،‬قياس فعالية برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في دول املغرب العربي"‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.227‬‬

‫‪91‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول رقم (‪ )7‬أنه تم قبول ‪ 143‬ملف فيما يتعلق بتنفيذ برنامج التأهيل منها‬
‫‪ 89‬مؤسسة عامة و‪ 54‬مؤسسة خاصة‪ ،‬حيث أنه تم معالجة ‪ 142‬ملف مع بقاء مؤسسة خاصة‪ ،‬تحصلت‬
‫‪ 128‬مؤسسة على مساعدات صندوق ترقية التنافسية الصناعية وبقيت ‪ 03‬ملفات مؤجلة مع رفض ملف‪،‬‬
‫تم استفادت ‪ 137‬مؤسسة منها ‪ 85‬مؤسسة عامة و‪ 52‬مؤسسة خاصة‪ ،‬حيث أقدمت ‪ 117‬مؤسسة على‬
‫تنفيذ برنامج التأهيل بينما اقتصرت ‪ 20‬مؤسسة على الدراسة التشخيصية فقط ولم تنهي تنفيذ البرنامج‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (‪.)2012- 2006‬‬

‫سطرت وزارة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة برنامج وطني لتأهيل هذا النوع من املؤسسات التي‬
‫تشغل أقل من ‪ 20‬عامل حيث تمت املوافقة عليه من طرف مجلس الحكومة سنة ‪ 2003‬وأيضا مجلس‬
‫الوزراء سنة ‪ 2004‬وبدأ تنفيذه سنة ‪ ،2006‬حيث أن هذا البرنامج يغطي ‪ 6‬سنوات وتم تمويله من طرف‬
‫صندوق تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وقدرت امليزانية املخصصة له ب‪6‬مليار دينار جزائري‪.1‬‬

‫يعتبر هذا البرنامج مكمال للبرنامج السابق (برنامج التأهيل الصناعي) حيث وضع أساسا للمؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة النشطة في الجزائر كما جاء في املادة ‪ 18‬من القانون التوجيهي لترقية املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة رقم ‪ 18-01‬ما يلي‪" :‬تقوم الوزارة املكلفة باملؤسسات والصناعات الصغيرة واملتوسطة‬
‫في إطار تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بوضع برامج التأهيل املناسبة من أجل تطوير تنافسية‬
‫املؤسسات وذلك بغرض ترقية املنتوج الوطني ليستجيب للمقاييس العاملية‪."2‬‬

‫أوال‪ :‬أهداف البرنامج الوطني للتأهيل (‪:)2012- 2006‬‬

‫لهذا البرنامج أهداف عامة وأخرى خاصة يمكن إجمالها فيما يلي‪:3‬‬

‫‪ .1‬األهداف العامة‪:‬‬
‫تتمثل األهداف العامة في تحسين تنافسية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وتأهيلها ملواكبة السوق‬
‫الدولية ويمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬إزالة العقبات التي تعترض املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬


‫‪ ‬ترقية رأس املال البشري بواسطة التكوين املستمر؛‬
‫‪ ‬تحسين التمويل (من حيث التنظيم وحجم القروض)؛‬

‫‪ 1‬بالل شيخي وآخرون‪" ،‬برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر املأمول والواقع"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني حول‪:‬‬
‫"إشكالية استدامة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الشهيد‬
‫حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪29 :‬و‪ 30‬أكتوبر‪ ،2017‬ص‪.10‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ ،18-01‬املؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪" ،2001‬املتعلق باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،77‬الصادرة في ‪ ،2001/12/15‬ص‪.7‬‬
‫‪3‬إبتسام بوشريط‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.53،52‬‬

‫‪92‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إزالة الحواجز أمام التعاون بين املؤسسات ومراكز البحث والتطوير والجامعات؛‬ ‫‪‬‬
‫جعل املؤسسات قادرة على اكتساب تقنيات التكنولوجيات الحديثة ومواكبة التطور في األسواق‬ ‫‪‬‬
‫العاملية؛‬
‫تحسين قدرتها التنافسية على مستوى السعر‪ ،‬النوعية‪ ،‬اإلبداع‪...‬الخ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األهداف الخاصة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يمكن إجمال األهداف الخاصة فيما يلي‪:‬‬
‫تحليل فروع النشاط وضبط إجراءات التأهيل للواليات بحسب األولوية عن طريق إعداد دراسات‬ ‫‪‬‬
‫عامة تكون كفيلة بالتعرف عن قرب على خصوصيات كل والية وكل فرع نشاط‪ ،‬وسبل دعم‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬
‫تأهيل محيط املؤسسة عن طريق إنجاز عمليات ترمي إلى إيجاد تنسيق ذكي وفعال بين املؤسسة‬ ‫‪‬‬
‫ومحيطها؛‬
‫إعداد تشخيص استراتيجي عام للمؤسسة ومخطط تأهيلها؛‬ ‫‪‬‬
‫املسا همة في تمويل مخطط تنفيذ عمليات التأهيل خاصة فيما يتعلق بترقية املؤهالت املهنية‬ ‫‪‬‬
‫بواسطة التكوين وتحسين املستوى في الجوانب التنظيمية واإلدارية؛‬
‫تحسين القدرات التقنية ووسائل اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط االستفادة من البرنامج الوطني للتأهيل (‪:)2012- 2006‬‬

‫لقبول ملفات املؤسسات الراغبة في االنضمام لهذا البرنامج البد من توفر مجموعة من الشروط والتي‬
‫نذكرها كما يلي‪:1‬‬

‫‪ ‬أن تكون املؤسسات خاضعة للقانون الجزائري؛‬


‫‪ ‬أن تكون في حالة نشاط ال يقل عن سنتين؛‬
‫‪ ‬أن تكون املؤسسة املعنية بهذه العملية ذات شكل قانوني على النحو الذي حدده القانون‬
‫التوجيهي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬
‫‪ ‬امتالك املؤسسة لبنية مالية متوازنة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حصيلة البرنامج الوطني للتأهيل (‪:)2012- 2006‬‬

‫يمكن تلخيص وعرض حصيلة هذا البرنامج وفق الجدول التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬طارق فارس‪" ،‬دور ومكانة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وسبل ترقية قدرتها التنافسية"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪،‬‬
‫(غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.287‬‬

‫‪93‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)8‬املؤسسات املنخرطة في البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬

‫(‪:)2012-2006‬‬

‫املؤسسات التي نفذت برنامج‬ ‫املؤسسات املقبولة‬ ‫املؤسسات املتقدمة‬ ‫طبيعة املؤسسات‬
‫التأهيل‬
‫‪116‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪172‬‬ ‫مؤسسات صغيرة ومتوسطة‬
‫‪70‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪203‬‬ ‫مؤسسات صغيرة جدا‬
‫‪186‬‬ ‫‪305‬‬ ‫‪375‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪ :‬مريم والي‪" ،‬إسهام املؤسسات املؤهلة الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية املستدامة في الجزائر"‪ ،‬مجلة‬
‫اآلداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،2‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع عشر‪ ،‬ديسمبر‪ ،2014‬ص‪.273‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول السابق أن ‪ 375‬مؤسسة تقدمت بطلب االنخراط إلى البرنامج الوطني‬
‫لتأهيل املؤسسات الجزائرية تم قبول ما نسبته ‪ %81.33‬من إجمالي املؤسسات رغم أنه لم تنفذ سوى ‪186‬‬
‫مؤسسة عمليات هذا البرنامج أي ما يقارب ‪%61‬من إجمالي املؤسسات املقبولة‪ ،‬وهو عدد متواضع جدا‬
‫مقارنة بالتغطية املالية التي وجهت لهذا البرنامج‪ ،‬حيث نجد ‪ 116‬مؤسسة صغيرة ومتوسطة نفذت البرنامج‬
‫و‪ 70‬مؤسسة مصغرة أكملت أيضا تنفيذ هذا البرنامج‪.‬‬

‫علما أن ‪ 305‬مؤسسة املقبولة في هذا البرنامج تتوزع على جملة من قطاعات النشاط كما هو موضح في‬
‫الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)9‬توزيع املؤسسات املقبولة ضمن البرنامج الوطني للتأهيل (‪ )2012- 2006‬حسب‬
‫قطاع النشاط‪:‬‬
‫النسبة‬ ‫عدد املؤسسات‬ ‫قطاع النشاط‬
‫‪29.18%‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الصناعات الغذائية‬
‫‪17.70%‬‬ ‫‪54‬‬ ‫امليكانيك واملعادن‬
‫‪15.73%‬‬ ‫‪48‬‬ ‫مواد البناء ‪/‬الخشب والفلين‬
‫‪09.83%‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الكيمياء‪ /‬الصيدلة ‪/‬الورق‬
‫‪12.78%‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الصناعات البالستيكية‬
‫‪06.55%‬‬ ‫‪20‬‬ ‫صناعة النسيج والجلود‬
‫‪04.91%‬‬ ‫‪15‬‬ ‫خدمات صناعية‬
‫‪03.27%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الكهرباء واإللكترونيك‬
‫‪100%‬‬ ‫‪305‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪ :‬مريم والي‪" ،‬إسهام املؤسسات املؤهلة الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية املستدامة في الجزائر"‪ ،‬مجلة‬
‫اآلداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،2‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع عشر‪ ،‬ديسمبر‪ ،2014‬ص‪.273‬‬

‫‪94‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول السابق أن أكبر نسبة حصل عليها قطاع الصناعة الغذائية ‪ %29.18‬من إجمالي‬
‫املؤسسات املقبولة في البرنامج‪ ،‬تاله قطاع امليكانيك واملعادن بنسبة ‪ %17.7‬ثم قطاع البناء بنسبة ‪،%15.73‬‬
‫نالحظ أيضا أن الصناعات البالستيكية أخذت نسبة ‪ %12.78‬لتأخذ بقية القطاعات نصيب متواضع من‬
‫إجمالي املؤسسات املقبولة في هذا البرنامج‪.‬‬

‫نستنتج من خالل حصيلة هذا البرنامج أنه رغم عدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في فترة البرنامج (‪2006-‬‬
‫‪ )2012‬والذي بلغ سنة (‪376767 )2006‬مؤسسة ليصل سنة (‪ )2012‬إلى ‪711832‬مؤسسة إال أنه لم ينخرط‬
‫سوى عدد قليل منها وهذا راجع إلى العوائق التي واجهت هذا البرنامج وحالت دون تحقيقه ألهدافه‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (‪.)2014- 2010‬‬

‫وضعت الوكالة الوطنية لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (‪ )ANDPME‬برنامج تأهيل ‪ 20‬ألف‬
‫مؤسسة صغيرة ومتوسطة خالل الخماس ي األول لتحسين تنافسية هذه املؤسسات بما يفوق ‪ 386‬مليار‬
‫دج‪ ،1‬حيث يعد هذا البرنامج من أهم البرامج املعتمدة لتنمية وتطوير هذا القطاع نظرا لإلمكانيات املالية‬
‫والبشرية الهائلة التي تم تسخيرها إلنجاحه وتحقيق األهداف املسطرة‪ ،‬وهذا البرنامج موجه لتأهيل‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومحيطها ويتم تنفيذه على مدى خمس سنوات ابتداء من تاريخ املصادقة‬
‫عليه من طرف مجلس الوزراء في ‪ 11‬جويلية ‪ ،2010‬حيث تبلغ التكلفة املتوسطة لكل مؤسسة ب‬
‫‪ 19287000‬دج ممولة من طرف الصندوق الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬أهداف البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (‪:)2014- 2010‬‬

‫هناك مجموعة من األهداف الخاصة بهذا البرنامج والتي يمكن إجمالها فيما يلي‪:3‬‬
‫‪ ‬تأهيل القدرات التسييرية والتنظيمية لرؤساء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل التدريب‬
‫والتكوين وترقية الثقافة املقاوالتية؛‬
‫‪ ‬إنشاء مخبر البحث بهدف استقطاب التكنولوجيا وإنشاء بنوك املعلومات؛‬
‫‪ ‬تأهيل نوعية املؤسسات عن طريق دعم نوعية نظم تسيير اإلنتاج واملساعدة على الحصول على شهادات‬
‫املطابقة‪ ،‬وكذا الحث على وضع مخابر التحاليل والتجارب؛‬
‫‪ ‬تأهيل املوارد البشرية من خالل تكوين وتدريب وإعادة الرسكلة سواء في مجال التسيير أو استعمال‬
‫تكنولوجيا املعلومات واالتصال‪.‬‬

‫‪ 1‬شريف بوقصبة‪ ،‬علي بوعبد هللا‪" ،‬دور برامج التنمية الجزائرية (‪ )2001-2014‬في تطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خارج قطاع‬
‫املحروقات"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي حول‪" :‬تقييم استراتيجيات وسياسات الجزائر االقتصادية الستقطاب االستثمارات البديلة‬
‫للمحروقات في آفاق األلفية الثالثة بالجزائر"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫يومي‪28 :‬و‪ 29‬أكتوبر ‪ ،2014‬ص‪.5‬‬
‫‪2‬ساسية عناني‪ ،‬وهاب نعمون‪" ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل االنضمام املرتقب إلى املنظمة العاملية للتجارة"‪،‬‬
‫مجلة املنصورة‪ ،‬كلية املنصورة الجامعة‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد الرابع والعشرون‪ ،2015 ،‬ص‪.109‬‬
‫‪ 3‬طارق فارس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.289،288‬‬

‫‪95‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط االستفادة من البرنامج الوطني للتأهيل (‪:)2014- 2010‬‬

‫لكي تستفيد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من هذا البرنامج البد من توفر مجموعة من الشروط أهمها‪:1‬‬
‫‪ ‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الخاضعة للقانون الجزائري والناشطة منذ سنتين؛‬
‫‪ ‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي ال تعترضها صعوبات مالية؛‬
‫‪ ‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الغير مستفيدة من عمليات برامج التأهيل األخرى‪.‬‬
‫وهذه الشروط عدلت بموجب القرار الوزاري املشترك رقم ‪ 302-124‬املتعلق ب ـ"الصندوق الوطني لتأهيل‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة" حيث أضيف إليه شرطين أساسين لالستفادة من الدعم املالي للصندوق‬
‫تتمثل في‪ :‬أن توظف املؤسسة ‪ 5‬عاملين كحد أدنى وتتمتع بمؤشرات اقتصادية وأصول صافية ايجابية‪.‬‬
‫كما حدد هذا التعديل نشاطات املؤسسات التي تستفيد من الدعم والتي هي املؤسسات التي تنشط في‬
‫مجال الصناعة الغذائية‪ ،‬البناء واألشغال العمومية‪ ،‬الصيد البحري‪ ،‬السياحة والفندقة‪ ،‬الخدمات‬
‫باستثناء نشاطات إعادة البيع‪ ،‬النقل إضافة إلى خدمات البريد وتكنولوجيا املعلومات واالتصال‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حصيلة البرنامج الوطني للتأهيل (‪:)2014- 2010‬‬
‫يعد هذا البرنامج ثالث البرامج الوطنية وسمي ببرنامج تأهيل ‪20‬ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة ألنه الهدف‬
‫الذي سعى إليه‪ ،‬حيث تمثلت نتائج البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الجزائرية إلى غاية ‪ 2014‬فيما يلي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)10‬نتائج البرنامج الوطني للتأهيل (‪:)2014- 2010‬‬
‫املل ـ ـ ـ ـف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات‬ ‫نوع امللفات‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪51.73‬‬ ‫‪2081‬‬ ‫امللفات املقبولة‬
‫‪13.30‬‬ ‫‪535‬‬ ‫امللفات املؤجلة‬
‫‪34.97‬‬ ‫‪1407‬‬ ‫امللفات املرفوضة‬
‫‪100‬‬ ‫‪4023‬‬ ‫املجموع‬

‫املصدر‪ :‬خير الدين معطى هللا‪ ،‬سامية بزازي‪" ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كرهان للتنمية بالجزائر‪ ،‬دراسة‬
‫تحليلية لبرامج التأهيل للفترة ‪ ،"2014-2001‬مجلة معارف‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‬
‫العشرون‪ ،‬جوان ‪ ،2016‬ص‪.490‬‬
‫نالحظ من خالل الجدول السابق أنه تم قبول ‪ 2081‬مؤسسة من إجمالي ‪ 4023‬مؤسسة بما‬
‫نسبته ‪ ،%51.73‬وتم تأجيل ‪ 535‬ملف ورفض ‪ 1407‬ملف من إجمالي ‪ 4023‬ملف مقدم‪ ،‬ويمكن إرجاع‬
‫سبب رفض هذه امللفات إلى عدم توفرها على الشروط التي نص عليها هذا البرنامج‪.‬‬

‫‪ 1‬إلياس غقال‪" ،‬تقييم الدور التمويلي للشراكة األورو‪-‬جزائرية في تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‬
‫ص‪.139،138‬‬

‫‪96‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وعليه يعتبر العدد املقبول ضمن هذا البرنامج جد متواضع باملقارنة مع الهدف املسطر له وهو تأهيل ‪20‬ألف‬
‫مؤسسة‪ ،‬وهذا ما يثبت عدم تحقيق هذا البرنامج لألهداف التي سعى إليها‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬البرنامج الوطني الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لسنة ‪.2016‬‬

‫يعتبر البرنامج الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الوسيلة التي وضعتها السلطات‬
‫إلعادة تأهيل وترقية محيطها بعد الحصيلة الضعيفة التي سجلها البرنامج السابق له (‪ ،)2014- 2010‬حيث‬
‫جاء هذا البرنامج لتدارك النقائص املسجلة في البرامج الوطنية السابقة للتأهيل والعمل على تهيئة هذه‬
‫املؤسسات باعتبارها تشكل ‪ %99‬من النسيج االقتصادي الجزائري‪ ،‬وكذا تحسين جودة منتجاتها وبالتالي‬
‫زيادة تنافسيتها وتشجيع صادراتها من خالل تهيئة الظروف املالئمة لضمان قدرتها على الصمود أمام‬
‫املنافسة املحلية والدولية‪ ،‬لذا فأهداف هذا البرنامج لم تختلف عن أهداف البرامج التأهيلية السابقة له‪.‬‬

‫‪ ‬حصيلة البرنامج الوطني الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لسنة ‪.2016‬‬

‫حتى نهاية سنة ‪ 2016‬تقدمت ‪ 4738‬مؤسسة صغيرة ومتوسطة للتسجيل‪ ،‬أكثر من نصفها مقبول‪،‬‬
‫ويمكن توضيح توزيع امللفات املستقبلة حسب قطاع النشاط املختلفة وحسب بعض الواليات كاآلتي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)11‬توزيع امللفات املستقبلة حسب قطاع النشاط في بعض الواليات في إطار برنامج التأهيل الجديد‬
‫لسنة ‪.2016‬‬
‫املجموع‬ ‫وهران‬ ‫سطيف‬ ‫غرداية‬ ‫عنابة‬ ‫الجزائر‬ ‫ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطاع النش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاط‬
‫‪226‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪82‬‬ ‫الصناعات الغذائية‬
‫‪2960‬‬ ‫‪277‬‬ ‫‪1132‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪834‬‬ ‫‪557‬‬ ‫األشغال العمومية‬
‫‪766‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪261‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪487‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪134‬‬ ‫الخدمات‬
‫‪118‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪22‬‬ ‫النقل‬
‫‪75‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪08‬‬ ‫الصيد‬
‫‪67‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫السياحة الفندقية‬
‫‪09‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪08‬‬ ‫خدمات تكنولوجيا املعلومات‬
‫‪75‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪25‬‬ ‫قطاعات أخرى‬
‫‪4783‬‬ ‫‪679‬‬ ‫‪1572‬‬ ‫‪238‬‬ ‫‪1183‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪ :‬يوسف حميدي‪ ،‬سايب الزيتوني‪" ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل متطلبات التنافسية‬
‫العاملية –الشراكة االورو جزائرية كنموذج"‪ ،‬مجلة دفاتر اقتصادية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫‪ ،2017‬ص‪.370‬‬
‫نالحظ من خالل الجدول رقم (‪ )11‬أن قطاع األشغال العمومية يحتل الصدارة ضمن امللفات‬
‫املستقبلة والتي بلغت ‪ 2960‬ملف‪ ،‬يليه قطاع كل من الصناعة والخدمات بـ ‪ 766‬و‪ 487‬ملف على التوالي‪،‬‬
‫لتأتي بعد ذلك مختلف القطاعات األخرى بأعداد قليلة كما هو موضح في الجدول أعاله‪ ،‬أما بالنسبة‬

‫‪97‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫للواليات فنجد أن والية سطيف تتصدر قائمة امللفات املستقبلة والتي بلغت ‪ 1572‬ملف‪ ،‬ثم والية عنابة بـ‬
‫‪ 1183‬ملف وبعدها باقي الواليات املوضحة في الجدول أعاله‪.‬‬

‫ويمكن توضيح نتائج البرنامج الوطني الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب امللفات‬
‫املستقبلة في اآلتي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)12‬حصيلة ملفات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املستقبلة في نهاية جوان ‪2016‬‬
‫لبرنامج التأهيل الجديد‪:‬‬
‫‪4783‬‬ ‫مجموع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫‪2602‬‬ ‫امللفات املؤهلة‬
‫‪1551‬‬ ‫امللفات غير املؤهلة‬
‫‪616‬‬ ‫امللفات املؤجلة‬
‫‪2626‬‬ ‫قرار نهائي‬
‫‪14‬‬ ‫امللفات املعالجة‬
‫املصدر‪ :‬يوسف حميدي‪ ،‬سايب الزيتوني‪" ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل متطلبات التنافسية‬
‫العاملية –الشراكة االورو جزائرية كنموذج"‪ ،‬مجلة دفاتر اقتصادية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫‪ ،2017‬ص‪.369‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول أعاله أن عدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي تقدمت للبرنامج الجديد‬
‫للتأهيل بلغ عددها ‪ 4783‬مؤسسة صغيرة ومتوسطة‪ ،‬حيث تم قبول ‪ 2602‬ملف كمرحلة أولية في املقابل‬
‫تم رفض ‪ 1551‬ملف وتم تأجيل ‪ 616‬ملف ومعالجة ‪ 14‬ملف خاص باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬إذ‬
‫تم قبول كمرحلة نهائية ‪ 2626‬ملف‪.‬‬

‫يتضح لنا من خالل هذه الحصيلة أن عدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املقبولة جد متواضع هذا وإن‬
‫دل على ش يء فهو يدل على أن املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لزالت غير قادرة على استيفاء شروط هذه‬
‫البرامج التأهيلية وبالتالي عدم قبول طلبات هذه املؤسسات لالنخراط في البرنامج‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول إن البرنامج الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لسنة ‪ 2016‬لم يلقى تجاوبا‬
‫نظرا للعدد الضعيف الذي أهل‪ ،‬وبالتالي عدم تحقيقه لألهداف املسطرة‪.‬‬

‫واعتبارا من ‪ 20‬جويلية ‪ 2017‬في إطار هذا البرنامج فإنه تم استقبال ‪ 5071‬ملف للمؤسسات التي تريد‬
‫االنخراط في البرنامج الوطني الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وذلك على مستوى الوكالة‬

‫‪98‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الوطنية لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،1‬والجدول التالي يوضح حصيلة مرحلة التشخيص‬
‫للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة الراغبة في االستفادة من هذا البرنامج كما يلي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)13‬نتائج مرحلة الدراسة التشخيصية لبرنامج التأهيل الجديد خالل سنة ‪.2017‬‬
‫النسبة‬ ‫عدد التقارير‬ ‫التصنيف‬
‫‪14.87‬‬ ‫‪135‬‬ ‫املؤسسات املصغرة‬
‫‪59.36‬‬ ‫‪539‬‬ ‫املؤسسات الصغيرة‬
‫‪25.77‬‬ ‫‪234‬‬ ‫املؤسسات املتوسطة‬
‫‪100‬‬ ‫‪908‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪ :‬سمية بلعيد‪" ،‬تقييم جهود الدولة ضمن برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر –دراسة‬
‫ميدانية لعينة من املؤسسات الجزائرية التي استفادت من برامج التأهيل"‪ ،‬مجلة االقتصاد الصناعي‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،10‬العدد األول‪ ،2020 ،‬ص‪.318‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول أعاله أن عدد ملفات املؤسسات الراغبة في االستفادة من هذا البرنامج‬
‫بلغت ‪ 908‬ملف تم معالجة ‪ 135‬ملف خاص باملؤسسات املصغرة‪ 539 ،‬ملف خاص باملؤسسات الصغيرة‬
‫بأكبر نسبة بلغت ‪ %59.36‬وأيضا ‪ 234‬ملف خاص باملؤسسات املتوسطة‪.‬‬

‫وفي إطار حصيلة البرنامج وحسب ما أدلى به األمين العام ل‪ ANDPME‬فإنه ومن أصل ‪ 781‬مؤسسة‬
‫مستفيدة تم رفض ‪ 134‬ملف‪ ،‬ومن أصل ‪ 647‬مؤسسة تبين أنه قد بلغ عدد املؤسسات التي أنهت جميع‬
‫إجراءات برنامج التأهيل هو ‪ 25‬مؤسسة فقط‪.2‬‬

‫نستنتج من خالل هذه الحصيلة أنه رغم التطور امللحوظ في عدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى غاية‬
‫‪ 2017‬إال أنه لم تؤهل سوى ‪ 25‬مؤسسة في إطار هذا البرنامج وهو ما يفسر فشل البيئة الحاضنة لهذه‬
‫البرامج‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬البرامج األوروبية لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬

‫جاءت هذه البرامج في إطار الشراكة األورو‪-‬متوسطية بهدف تأهيل املؤسسات الجزائرية وأعطت‬
‫عناية خاصة باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة للتأهب ملنافسة املنتجات األوروبية وجعل السوق الجزائرية‬

‫‪ 1‬سمية بلعيد‪" ،‬تقييم جهود الدولة ضمن برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر –دراسة ميدانية لعينة من املؤسسات‬
‫الجزائرية التي استفادت من برامج التأهيل"‪ ،‬مجلة االقتصاد الصناعي‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،10‬العدد األول‪،‬‬
‫‪ ،2020‬ص‪.318‬‬
‫‪ANDPME : Agence Nationale de Développement des Petites et Moyenne Entreprises‬‬

‫‪ 2‬سمية بلعيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.319‬‬

‫‪99‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫منفذا لتصريف املنتجات األوروبية‪ ،‬حيث تمثلت هذه البرامج في برنامج دعم وتطوير املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة وبرنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬برنامج دعم وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (‪.EDPME )2007- 2002‬‬

‫أخذ هذا البرنامج اسم التنمية األوروبية للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية‪Euro- :‬‬
‫‪ ،Développement PME Algérienne‬وهو عبارة عن برنامج تعاون ثنائي بين االتحاد األوروبي والجزائر في‬
‫إطار الشراكة األورو‪-‬متوسطية‪ ،‬وهو برنامج ذو تمويل مشترك بغالف مالي قدره ‪ 62.90‬مليون أورو ملدة‬
‫خمس سنوات‪ ،‬حيث يساهم فيه االتحاد األوروبي ب‪ 57‬مليون أورو والجزائر ب‪ 3.4‬مليون أورو و‪ 2.5‬مليون‬
‫أورو حصة املؤسسات املستفيدة من البرنامج‪ ،‬حيث امتد هذا البرنامج من سنة ‪ 2002‬إلى غاية سنة ‪2007‬‬
‫تولت لجنة متخصصة من االتحاد األوروبي إدارة هذا البرنامج‪ ،‬وكان هدف هذا البرنامج تأهيل وتحسين‬
‫املستوى التنافس ي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة وتمكينها من التأقلم مع متطلبات اقتصاد السوق‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬أهداف برنامج ‪:)2007-2002( EDPME 1‬‬

‫يمكن إجمال أهم أهداف هذا البرنامج في ثالثة أهداف وهي‪:2‬‬

‫‪ ‬الدعم املباشر للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل القيام بعمليات التشخيص االستراتيجي‬
‫للمؤسسات إضافة إلى دعم تكوين مسيري هذه املؤسسات؛‬
‫‪ ‬دعم تمويل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل وضع وتنفيذ عقود الشراكة مع املؤسسات املالية‬
‫من أجل مساندتها ودعمها‪ ،‬التي تدخل في نشاطات التأهيل مع دعم املؤسسات املالية في نشاطاتها؛‬
‫‪ ‬دعم محيط املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل الدعم املؤسساتي ودعم جمعيات أرباب العمل‬
‫والجمعيات الحرفية واملهنية في إعداد استراتيجية لتطوير هذا النوع من املؤسسات وكذا الدعم التقني‬
‫املتخصص من أجل التكوين وإنجاز الدراسات وتنظيم الندوات وامللتقيات من أجل تحسين املحيط‬
‫املؤسساتي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط االستفادة من برنامج ‪:)2007-2002( EDPME 1‬‬

‫تستفيد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من هذا البرنامج إذا توفرت فيها الشروط التالية‪:3‬‬

‫‪ ‬أن تكون املؤسسة تمارس نشاطها في إحدى القطاعات التي أشار لها البرنامج ثالث سنوات على األقل؛‬

‫‪ 1‬السعيد دراجي‪" ،‬التجربة اليابانية في دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والدروس املستقاة منها للجزائر"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة ضمن‬
‫امللتقى الوطني حول‪" :‬استراتيجية تنظيم ومرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪18 :‬و‪ 19‬أفريل ‪ ،2012‬ص‪.15‬‬
‫‪ 2‬سهام عبد الكريم‪" ،‬سياسة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر مع التركيز على برنامج ‪ ،"PME II‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع‪ ،2011 ،‬ص‪.146‬‬
‫‪ 3‬فاطمة شاوش ي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.206،205‬‬

‫‪100‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون عدد العمال ما بين ‪ 10‬إلى ‪ 250‬عامل؛‬


‫‪ ‬حفظ على األقل ‪ %60‬من رأس مالها االجتماعي باسم شخص طبيعي أو معنوي جزائري الجنسية؛‬
‫‪ ‬أن يكون منظم على الصعيد الجبائي خالل الثالث السنوات؛‬
‫‪ ‬أن يكون منخرط في صندوق الضمان االجتماعي خالل الثالث سنوات األخيرة؛‬
‫‪ ‬االلتزام بدفع مشاركة قدرها ‪ %20‬من التكلفة الكلية ألجل التأهيل التنافس ي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حصيلة برنامج ‪:)2007-2002( EDPME1‬‬

‫برنامج ‪ EDPME1‬وضع لتنمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالجزائر في إطار التعاون األورو‪-‬‬
‫متوسطي الذي يهدف باألساس إلى تحسين القدرة التنافسية لهذه املؤسسات عن طريق تأهيلها وتأهيل‬
‫محيطها‪ ،‬حيث تم في املرحلة األولى (‪ )2007- 2002‬تحقيق حوالي ‪ 445‬عملية تأهيل وتشخيص وتكوين في‬
‫إطار الدعم املباشر وكانت أهم النشاطات التي ركز عليها هذا البرنامج في هذه العملية هي‪ %36 :‬ترقية اإلدارة‪،‬‬
‫‪ %26‬تطوير اإلنتاج‪ %15 ،‬تحسين الجودة‪ %14 ،‬تسهيالت مصرفية‪ %9 ،‬للتسويق‪.1‬‬

‫والجدول التالي يوضح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنخرطة في برنامج ميدا كما يلي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)14‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنخرطة في برنامج ميدا‪1‬خالل الفترة‬

‫(‪:)2007-2002‬‬
‫عدد املؤسسات‬ ‫مرحلة االنخراط في برنامج التأهيل‬
‫‪2150‬‬ ‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القطاع الصناعي‬
‫‪445‬‬ ‫املؤسسات التي تم دخولها الفعلي في البرنامج‬
‫‪61‬‬ ‫املؤسسات التي تحصلت على التغطية املالية‬
‫‪205‬‬ ‫املؤسسات التي اقتصرت على مرحلة التشخيص‬
‫‪179‬‬ ‫املؤسسات التي تخلت عن البرنامج‬
‫املصدر‪ :‬مريم والي‪" ،‬إسهام املؤسسات املؤهلة الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية املستدامة في الجزائر"‪ ،‬مجلة‬
‫اآلداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،2‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع عشر‪ ،‬ديسمبر‪ ،2014‬ص‪.272‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول أعاله أنه من بين ‪ 445‬مؤسسة دخلت البرنامج تحصلت ‪ 61‬مؤسسة‬
‫فقط على التغطية املالية وهذا العدد املتواضع يفسر عدم استيفاء باقي املؤسسات للشروط الواجب توفرها‬
‫للحصول على التغطية املالية‪ ،‬كذلك ‪ 205‬من املؤسسات اقتصرت على مرحلة التشخيص فقط ولم تنتقل‬
‫إلى مرحلة تنفيذ املخطط‪ ،‬يعني أن ‪ 61‬مؤسسة أكملت عمليات التأهيل وباملقابل لم تنفذ ‪ 205‬مؤسسة‬
‫عمليات التأهيل في حين تخلت ‪ 179‬مؤسسة على البرنامج بصفة نهائية‪.‬‬

‫‪ 1‬عزي االخضر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.285‬‬

‫‪101‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نستنتج من خالل هذه النتائج أن هذا البرنامج لم يحقق األهداف املرجوة ألن ‪ 61‬مؤسسة فقط نفذت‬
‫البرنامج من بين ‪ 2150‬مؤسسة ليس باألمر الجيد وهذا راجع إلى العوائق والتحديات التي واجهت هذا‬
‫البرنامج وحالت دون تحقيقه ألهدافه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬برنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‬
‫(‪.)2012-2009‬‬

‫عند نهاية برنامج ميدا تم الشروع في تطبيق برنامج آخر بالتعاون مع االتحاد األوروبي والذي يضمن‬
‫تقديم دعم مباشر للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل مساعدتها ومرافقتها لتكثيف استعمال‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪.1‬‬

‫قدر املبلغ املخصص للبرنامج ‪ 44‬مليون أورو (‪ 40‬مليون أورو ممولة من املفوضية األوروبية‪ ،‬و‪ 4‬مليون أورو‬
‫تمثل مساهمة الجزائر)‪ ،‬يقوم االتفاق على تأهيل ‪ 200‬مؤسسة‪ ،‬وتم التوقيع على البرنامج في مارس ‪2008‬‬
‫إال أن االنطالقة الفعلية كانت في ماي ‪.22009‬‬

‫أوال‪ :‬أهداف برنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‬
‫(‪:)2012-2009‬‬

‫تمثلت جل أهدف هذا البرنامج في تحقيق النقاط التالية‪:3‬‬

‫‪ ‬تحسين تنافسية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل إدماج تكنولوجيات املعلومات واالتصال في‬
‫تسييرها إلى جانب تأسيس نظام للجودة على مستوى هذا النوع من املؤسسات؛‬
‫‪ ‬التنسيق واملرافقة من طرف الجهات املعنية‪ :‬وزارة الصناعة واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة ووزارة‬
‫البريد وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حصيلة برنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‬
‫(‪:)2012-2009‬‬

‫جاء هذا البرنامج من أجل تعزيز مكاسب البرنامج األول وتيسير مهمة هذه املؤسسات في اعتماد‬
‫التقييس وإدراج تكنولوجيات اإلعالم واالتصال الحديثة‪ ،‬كذلك يدعم تنافسية املؤسسات الصغيرة‬

‫‪ 1‬فطيمة الزهرة نوي‪" ،‬دور تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تطبيق نظام الحوكمة"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي حول‪:‬‬
‫"استراتيجيات تنظيم ومرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪18 :‬و‪ 19‬أفريل ‪ ،2012‬ص‪.12‬‬
‫‪2‬ساسية عناني‪" ،‬سياسة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر وأثرها على تنافسيتها –دراسة تقييمية‪ ،"-‬مجلة االستراتيجية‬
‫والتنمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،04‬العدد السادس‪،‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2014‬ص‪.237‬‬
‫‪ 3‬سهام عبد الكريم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.148‬‬

‫‪102‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫واملتوسطة من خالل استعمال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال وتأهيل ‪ 450‬مؤسسة جزائرية بالتعاون مع‬
‫االتحاد األوروبي‪.1‬‬

‫تمثلت حصيلة هذا البرنامج لدعم للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيما يلي‪:2‬‬

‫‪ ‬تحديد أكثر من ‪ 200‬مؤسسة‪ ،‬تم اختيار منها ‪ 100‬مؤسسة لتنفيذ البرنامج؛‬


‫‪ ‬إطالق مناقصة بـ ـ ‪ 10.5‬مليون أورو إلنشاء مركز للخبرة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛ حيث‬
‫انطلقت عمليات الخبرة في املجاالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬برنامج إنشاء املراكز التقنية الصناعية؛‬
‫‪ ‬استراتيجية تطوير املناولة؛‬
‫‪ ‬برنامج استراتيجية الجزائر اإللكترونية؛‬
‫‪ ‬آليات التمويل وصناديق الضمان؛‬
‫‪ ‬دعم هيئات مهنية‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد سوق الخدمات بـ ـ ‪ 7‬مليون أورو من أجل الدعم التقني للجودة‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬برامج االتحاد األوروبي للمعونة والتعاون ‪.MEDA‬‬

‫تمثلت هذه البرامج في االتفاقية التي عقدتها الجزائر مع االتحاد األوروبي وأساس هذه البرامج هي‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي تشغل أكثر من ‪ 20‬عامل‪.‬‬

‫الفرع األول‪.)1999-1995( MEDA1:‬‬

‫يعد برنامج ميدا الذي دشن سنة ‪ 1995‬األداة املالية الرئيسية لالتحاد األوروبي لتنفيذ الشراكة‬
‫األورو‪-‬متوسطية وأنشطتها‪ ،‬حيث خصص لهذا البرنامج غالف مالي قدره ‪ 3.4‬مليار أورو من طرف البنك‬
‫األوروبي لالستثمار من أجل التعاون املالي ما بين االتحاد األوروبي وشركائه األوسطيين‪ ،‬وكان حظ الجزائر‬
‫من هذا البرنامج ‪ 194‬مليون أورو تم توجيهها في عدة مجاالت منها تمويل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪،‬‬
‫وذلك بعد التوقيع على اتفاقية التمويل في ‪ 14‬سبتمبر ‪ 1999‬واملتمثلة في مشروع دعم وترقية املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة بقيمة ‪ 57‬مليون أورو‪ ،‬حيث يهدف هذا املشروع إلى إعادة تأهيل املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة‪.3‬‬

‫حيث يستخدم الدعم الذي يحققه هذا البرنامج في تحقيق األهداف التالية‪:4‬‬

‫‪ 1‬عزي االخضر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.286،285‬‬


‫‪ 2‬يحي حسين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.233‬‬
‫‪ 3‬محمد رشدي سلطاني‪" ،‬آليات تطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل الشراكة االورو‪-‬متوسطية"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثامن والثالثون‪ ،‬مارس‪ ،2015 ،‬ص‪.411‬‬
‫‪ 4‬سليمة غدير أحمد‪ ،)2017( ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.127‬‬

‫‪103‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬تعزيز االستقرار السياس ي والديمقراطية في منطقة مشتركة للسالم واألمن؛‬


‫‪ ‬إقامة منطقة للرخاء املشترك ولدعم إقامة منطقة للتجارة الحرة بين االتحاد األوروبي والشركاء‬
‫املتوسطين بحلول سنة ‪2010‬؛‬
‫‪ ‬توثيق العالقات بين شعوب هذه الدول عن طريق الشراكة الثقافية واالجتماعية واإلنسانية‪.‬‬
‫علما أن هذا البرنامج لم يقدم أمور ملموسة كثيرة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬إذ كان برنامج لتوثيق‬
‫العالقات أكثر منه دعم للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتي لم تكن آنذاك ذات األهمية الكبيرة في‬
‫االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪.)2006-2000( MEDA2 :‬‬

‫يعد برنامج ميدا ‪ )2006- 2000( 2‬هو املكمل لبرنامج ميدا ‪ )1999- 1995( 1‬وهو وسيلة مالية لالتحاد‬
‫األوروبي أيضا من أجل تنفيذ الشراكة األورو‪-‬متوسطية‪ ،‬إذ تم توفير مبلغ قدره ‪ 5.35‬مليار أورو مقارنة‬
‫ب‪ 3.4‬مليار أورو في ظل ميدا‪ ،1‬حيث يرافق هذه املنح من االتحاد األوروبي إمكانية اقتراض مبالغ معادلة‬
‫من بنك االستثمار األوروبي‪ ،‬إذ تم ضخ حوالي ‪ 90%‬من املوارد املخصصة على مستوى التعاون الثنائي‪،‬‬
‫و‪%10‬األخرى تم تخصيصها لألنشطة اإلقليمية‪ ،‬إذ يتمثل الدعم الذي جاء به هذا البرنامج فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ ‬دعم التحول االقتصادي‪ :‬الهدف هو االستعداد لتنفيذ تجارة حرة عن طريق زيادة القدرة التنافسية‬
‫بقصد تحقيق نمو اقتصادي مستدام‪ ،‬خاصة بتطوير القطاع الخاص؛‬
‫‪ ‬تقوية التوازن االجتماعي واالقتصادي‪ :‬والهدف هو تخفيف تكلفة التحول االقتصادي على املدى‬
‫القصير باألخذ بإجراءات مالئمة في مجال السياسة االجتماعية‪.‬‬

‫بناء على ما تم التطرق إليه من برامج تأهيل وحصيلة كل منها يمكن القول أن هذه البرامج سعت‬
‫جاهدة لدعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة غير أن الكثير من العقبات حالت دو تحقيقها ألهدافها املسطرة‬
‫وهذا ما يفسر البرامج املتتالية فكل برنامج يوضع لتدارك نقائص البرنامج السابق له‪ ،‬ونذكر بعض العوائق‬
‫التي واجهت هذه البرامج فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬كثرة املؤسسات التي ال تعنى ببرامج التأهيل ما جعل عدد املؤسسات املستفيدة من البرامج قليل؛‬
‫‪ ‬الصعوبات التمويلية التي واجهت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لتغطية متطلبات التأهيل؛‬
‫‪ ‬كثرة الشروط التي يجب توافرها في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لالستفادة من برنامج التأهيل؛‬
‫‪ ‬انتشار البيروقراطية وطول مدة دراسة امللفات املقدمة؛‬
‫‪ ‬غياب املتابعة املستمرة للمؤسسات التي استفادت من البرنامج كون أن هذه البرامج اختيارية وغير‬
‫‪ ‬إجبارية ما أدى إلى عدم تحقيقها لجميع أهداف البرنامج‪.‬‬

‫‪ 1‬سليمة غدير أحمد‪ ،)2017( ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.128،127‬‬

‫‪104‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬واقع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودورها في تنويع االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫تمثلت أهمية برامج التأهيل املتبناة في تحسين وتطوير محيط املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من‬
‫أجل إسهامها في االقتصاد الوطني ودعم قدرتها على تنويع القاعدة اإلنتاجية بغية خلق قيمة مضافة وزيادة‬
‫اإلنتاج وكذا توسيع هيكل الصادرات وسيتم في هذا املبحث التطرق إلى نظرة عن االقتصاد الجزائري مع‬
‫تحليل بعض مؤشرات التنويع االقتصادي في الجزائر ومن ثم دراسة مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫الجزائرية في كل من الناتج الداخلي الخام والقيمة املضافة وكذا في الصادرات مع مقارنة هذه املساهمة‬
‫بقطاع املحروقات لتوضيح الرؤية أكثر فيما إذا استطاعت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة اللحاق بمساهمة‬
‫قطاع املحروقات ومن ثم دعم التنويع االقتصادي في الجزائر‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬خصائص االقتصاد الجزائري ومبررات انتهاج سياسة التنويع االقتصادي‪.‬‬

‫من املعروف أن االقتصاد الجزائري هو اقتصاد ريعي بامتياز يسيطر عليه قطاع املحروقات في تحقيق النمو‬
‫والتنمية مع ضعف مساهمة القطاعات األخرى‪ ،‬هذا ما جعل الدولة الجزائرية تسعى جاهدة للتخلص من‬
‫تبعية قطاع املحروقات ساعية إلى تنويع اقتصادها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬خصائص االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫نظرا للخصائص التي يتميز بها االقتصاد الجزائري إضافة إلى كونه اقتصاد ريعي بامتياز جعل الحكومة‬
‫تتفطن الستراتيجية التنويع االقتصادي ذلك بغية حماية االقتصاد الوطني من التقلبات التي يمكن أن‬
‫تحدث في أي قطاع‪ ،‬ويمكن إجمال جملة هذه الخصائص فيما يلي‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬اقتصاد مديونية‪:‬‬

‫يعتبر االقتصاد الجزائري اقتصاد مديونية حيث تتركز معظم السياسات االقتصادية فيه على كيفية‬
‫تسيير وإدارة أزمة املديونية والتي ال تزال تشكل قيدا يؤثر على طبيعة القرارات االقتصادية املتخذة‪ ،‬فرغم‬
‫انخفاض معدالت الدين والتي تعود إلى ارتفاع حوصلة الصادرات نتيجة ارتفاع أسعار البترول فقد قدر‬
‫حجم الديون العمومية حوالي ‪2500‬مليار دينار في نهاية سنة ‪ ،2000‬حيث تم التركيز على مصادر تمويل‬
‫خارجية إلنجاز املشاريع اإلنمائية الطموحة األمر الذي أثقل كاهل االقتصاد الوطني بحجم مديونية ال‬
‫يتناسب والنمو االقتصادي املحقق وأدى ذلك إلى هدر املوارد املالية الوطنية املتاحة باستمرار وهي باألساس‬
‫متمثلة في العوائد النفطية‪.‬‬

‫ونجد أيضا أن ديون الجزائر الخارجية بلغت ‪ 1.8‬مليار دوالر سنة ‪ 2018‬بما في ذلك قرض في حدود مليار‬
‫دوالر لعام ‪ 2016‬مع البنك اإلفريقي للتنمية بعدما كانت تمثل نحو ‪ 4‬ماليير دوالر سنة ‪ 2017‬ويمكن إرجاع‬

‫‪1‬هجيرة عبد الجليل‪" ،‬العوامل املؤثرة في تنافسية االقتصاد الجزائري"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص ‪ -‬ص ‪.77-75‬‬

‫‪105‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫هذا االنخفاض في املديونية الخارجية إلى خيار السلطات الجزائرية في حظر االستدانة الخارجية‪ ،‬إذ تمثل‬
‫املديونية الخارجية للجزائر ‪ %1.06‬من الناتج املحلي اإلجمالي بينما الدين العام الداخلي مثل ‪ %36‬من الناتج‬
‫املحلي اإلجمالي سنة ‪.12018‬‬

‫ثانيا‪ :‬اقتصاد تطورت فيه آليات الفساد‪:‬‬

‫إن آليات الفساد أضحت تؤثر على حركية النشاط االقتصادي ومجالته وتحد من كفاءة السياسة‪،‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬وتعطيل املنظومة القانونية والتشريعية‪ ،‬حيث ازدادت شبكات السوق املوازي وتنامي أحجام‬
‫الثروات التي تحرك في قنواته هذا الوضع أضعف قدرة الدولة املؤسسية وزعزع عنصر الثقة فيها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االقتصاد الجزائري من حيث الصادرات‪:‬‬

‫يتميز االقتصاد الجزائري باألحادية لهيكل الصادرات حيث يعتمد باألساس على حصيلة الصادرات‬
‫النفطية التي تقدر في أسوأ األحوال ب ‪ %95‬من إجمالي الصادرات الجزائرية وهو األمر الذي جعل االقتصاد‬
‫الجزائري شديد الحساسية للتغيرات في األسعار العاملية للنفط من جهة وللتغيرات في قيمة عملة التقويم‬
‫(سعر الصرف) من جهة أخرى‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬االقتصاد الجزائري من حيث الواردات‪:‬‬

‫تتميز الواردات الجزائرية بتنوع هيكلها وبضرورتها في الحياة االقتصادية واإلنتاجية حيث أن هذا ما‬
‫رفع من نسبة اإلنفاق على الواردات والتي تمتاز أيضا بالتركيز املكاني العالي إذ نجد ثلثي الواردات الجزائرية‬
‫مصدرها االتحاد األوروبي‪ ،‬ففي سنة ‪ 2002‬بلغت نسبة الواردات من أوروبا ‪ %64.5‬وهو ما يدل على أن‬
‫واردات الجزائر مقومة في معظمها بالعملة األوروبية‪.‬‬

‫إذ أن الوضع لم يتغير كثيرا من سنة ‪ 2002‬إلى سنة ‪ 2018‬و‪ 2019‬حيث بقت أوروبا الشريك األساس ي‬
‫للجزائر وذلك بحجم مبادالت قدرت ب ‪ %58.14‬من إجمالي املبادالت حسبما أدلت به املديرية العامة‬
‫للجمارك الجزائرية‪.2‬‬

‫‪ 1‬باالعتماد على كل من‪:‬‬


‫ـ ـ "‪ 1.8‬مليار دوالر ديون الجزائر الخارجية في يونيو ‪ ،)2019( ،"2018‬نقال عن املوقع‪https://al-ain.com/article/algeria- :‬‬
‫‪ ،foreign-debts-june-2018‬يوم‪ 02 :‬سبتمبر ‪.2020‬‬
‫ـ ـ سميرة بلعمري‪ 40"،‬ألف مليار ديون خارجية خالل سنة رغم طبع النقود"‪ ،‬بوابة الشروق‪ ،)2018( ،‬نقال عن املوقع‪:‬‬
‫‪ ،https://www.echoroukonline.com/‬يوم‪ 02 :‬سبتمبر ‪.2020‬‬
‫‪" 2‬الجزائر‪ -‬مبادالت تجارية" نقال عن املوقع‪ ،https://www.commerce.gov.dz/ar/statistiques/echanges-commerciaux :‬يوم‪01 :‬سبتمبر‬
‫‪.2020‬‬

‫‪106‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خامسا‪ :‬اقتصاد ريعي‪:‬‬

‫يحتل النفط مكانة هامة في االقتصاد الجزائري باعتباره املورد الرئيس ي لتمويل املوازنة العامة‪،‬‬
‫فأحادية اإلنتاج املعتمدة جعلت االقتصاد الجزائري اقتصاد ريعي بامتياز‪ ،‬حيث تفوق صادرات هذا القطاع‬
‫‪ %98‬من الصادرات اإلجمالية وأكثر من ‪ %60‬من إيرادات امليزانية ومن ‪ %25‬إلى ‪ %30‬كنسبة مساهمة في‬
‫الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬حيث تتجلى أهميته في االقتصاد الجزائري في حجم مساهمته في الناتج الداخلي‬
‫مقارنة بالقطاعات األخرى‪ ،‬كذلك حجم مساهمته في الصادرات والعمالت األجنبية حيث تعرف صادرات‬
‫املحروقات هيمنة مطلقة على إجمالي الصادرات‪ .‬لذلك تعتبر الجزائر من بين الدول التي ترتبط سياستها‬
‫االقتصادية بمداخيل املحروقات باعتبارها املورد الرئيس ي لتمويل التنمية االقتصادية والتي عرفت سياسة‬
‫توسعية عند ارتفاع أسعار املحروقات من خالل مختلف املخططات التنموية‪ ،‬لكن ما شهدته أسعار النفط‬
‫من صدمات (‪ )2014 ،2008 ،2004 ،1998 ،1986 ،1979 ،1973‬كان له التأثير البالغ على حجم إيراداتها‬
‫وعلى سياساتها االقتصادية والتنموية ومن هنا برزت هشاشة االقتصاد الوطني من خالل هيمنة قطاع‬
‫املحروقات مقارنة بمداخيل القطاعات األخرى‪.1‬‬

‫عليه ونظرا الرتباط االقتصاد الجزائري بقطاع املحروقات فقد أثبت فشله بسبب الصدمات التي‬
‫تعرض لها‪ ،‬فيما يخص انخفاض أسعار النفط لذلك وبسبب هذه األزمات التي أنهكت مسار التنمية في‬
‫الجزائر حاولت الدولة القيام بعمليات تنويع اقتصادها للخروج من تبعية هذا القطاع والتخلص من تأثير‬
‫صدماته على االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبررات انتهاج سياسة التنويع االقتصادي في الجزائر‪.‬‬

‫لقد أكدت الصدمات التي مر بها االقتصاد الجزائري نتيجة ارتباطه بقطاع املحروقات على ضرورة تنويع‬
‫مصادر الدخل للتخفيف من حدة تلك الصدمات وإتباع استراتيجية لتنويع االقتصاد الوطني حيث يرجع‬
‫تبني هذه االستراتيجية إلى مجموعة من األسباب والتي نوجزها فيما يلي‪:2‬‬

‫‪ ‬اتصاف النفط بكونه مورد طبيعي ناضب وبالتالي فالبد من االعتماد على مصادر اقتصادية بديلة غير‬
‫ناضبة لتحقيق التنمية املستدامة؛‬
‫‪ ‬اعتبار استخراج النفط نوع من استنزاف مخزون رأس املال‪ ،‬بينما يعتمد تنويع القاعدة اإلنتاجية على‬
‫إيجاد دخول متدفقة وموارد متجددة؛‬

‫‪ 1‬نور الدين محرز‪ ،‬عايدة لياس‪" ،‬االستراتيجية الوطنية للتحول من االقتصاد الريعي في الجزائر"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى املؤتمر الدولي‬
‫التاسع حول‪" :‬اإلصالح االقتصادي واإلداري وسياسات التكيف في األردن والوطن العربي"‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة اليرموك‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬أيام‪ 23 :‬و‪ 25‬أفريل ‪ ،2019‬ص ص‪.5،4‬‬
‫‪ 2‬محمد كريم قروف‪" ،‬التنويع االقتصادي في الجزائر قياس ومقاربة للقواعد والدالئل"‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪،‬‬
‫الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس عشر‪ ،2011 ،‬ص‪.122‬‬

‫‪107‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬عدم استقرار أسعار النفط وتذبذب الطلب العالمي منه يؤدي إلى تقلبات مهمة في حصيلة الصادرات‬
‫النفطية‪ ،‬اإليرادات الحكومية واإلنفاق العام ومن ثم مستوى ونمو الناتج املحلي اإلجمالي؛‬
‫‪ ‬إعاقة تقلبات مستويات الدخل الوطني الناجمة عن تذبذب اإليرادات النفطية‪ ،‬االستقرار في مستويات‬
‫االستثمار‪ ،‬فرص العمل ومن ثم تنفيذ خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية التي تحتاج إلى ثبات‬
‫واستقرار املصادر التمويلية‪.‬‬

‫عليه‪ ،‬بالنظر إلى أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وطبيعتها في االقتصاد الجزائري وبالنظر إلى‬
‫استراتيجية الدولة وأهدافها في مجال التنويع االقتصادي للخروج من التبعية الريعية‪ ،‬نجد أن هذا النوع‬
‫من املؤسسات يمكن أن يكون الركيزة األساسية ملواجهة تراجع مداخيل الدول وكذا تنويع اإلنتاج‪ ،‬ذلك أن‬
‫هذا النوع من املؤسسات يتوزع عبر مختلف جهات التراب الوطني‪ ،‬لذلك ينتظر من املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة على اعتبارها جزء ال يتجزأ من مؤسسات اإلنتاج أن تؤدي دورا في غاية األهمية لتحقيق التنويع‬
‫االقتصادي مع مشارف سنة ‪.12030‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي الخام‪.‬‬

‫من املعروف أن الناتج الداخلي الخام هو أحد املؤشرات االقتصادية التي تقيس ثروة الدولة‪ ،‬حيث‬
‫أنه يرتبط بالقيمة املضافة إذ يحسب على أساس مجموع القيم املضافة التي يحققها املتعاملون‬
‫االقتصاديون في الدولة بغض النظر عن جنسيتهم‪ ،‬إذ تساهم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في نسبة ال‬
‫بأس بها في تكوين الناتج الداخلي الخام خارج املحروقات‪ ،‬حيث يعتبر القطاع الخاص املساهم األكبر فيه‬
‫باعتباره القطاع املهيمن على املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والشكل التالي يوضح مساهمة كل من القطاع‬
‫العام والخاص في الناتج الداخلي الخام خارج قطاع املحروقات للفترة (‪ 2001‬ـ ‪.)2017‬‬

‫‪ 1‬ياسين العايب‪" ،‬املحيط االقتصادي والتنافس ي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة في ظل النموذج االقتصادي الجديد واألوضاع الراهنة"‪،‬‬
‫ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني حول‪ ":‬تنافسية الصناعات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل التغيرات الدولية واإلقليمية"‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 27 :‬و‪ 28‬نوفمبر ‪ ،2017‬ص‪.36‬‬

‫‪108‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)7‬مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي الخام خارج املحروقات حسب‬
‫القطاعين العام والخاص للفترة (‪:)2017- 2001‬‬

‫‪12000‬‬
‫‪10000‬‬
‫‪8000‬‬
‫‪6000‬‬
‫‪4000‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪0‬‬

‫‪2010‬‬
‫‪2001‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2017‬‬
‫‪2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017‬‬
‫الناتج الداخلي الخام‬ ‫‪2042 2184 2435 2745 3016 3444 3904 4335 4979 5509 6061 6606 7634 8527 9238 994410107‬‬
‫‪ 1560 1679 1884 2147 2365 2740 3154 3574 4162 4682 5137 5813 6741 7339 7925 8529 8816‬مساهمة القطاع الخاص‬
‫‪ 481,5 505 550,6 598,6 651 704,5749,9 760,9816,8 827,5923,3 793,4893,2 1188 1313 1415 1291‬مساهمة القطاع العام‬

‫الناتج الداخلي الخام‬ ‫مساهمة القطاع الخاص‬ ‫مساهمة القطاع العام‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على امللحق رقم (‪.)5‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل أعاله االرتفاع املستمر للناتج الداخلي الخام خارج املحروقات خالل فترة‬
‫الدراسة (‪ )2017- 2001‬والذي انتقل من ‪ 2041.7‬مليار دينار جزائري سنة ‪ 2001‬إلى ما قيمته ‪10106.76‬‬
‫مليار دينار جزائري سنة ‪ ،2017‬والذي يتضح أيضا من الشكل السابق هو املساهمة املرتفعة للقطاع الخاص‬
‫على خالف القطاع العام‪.‬‬

‫فمساهمة القطاع الخاص بقيت مستمرة في ارتفاع طيلة فترة الدراسة (‪ )2017- 2001‬والتي وصلت‬
‫سنة ‪ 2017‬إلى ما يقارب ‪ %87‬إذ يمكن أن نرجع هذا التطور امللحوظ إلى‪:‬‬

‫‪ ‬ارتفاع عدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ابتداء من سنة ‪ 2001‬نتيجة بداية االهتمام بها بصدور‬
‫القانون التوجيهي لترقية وتطوير هذا النوع من املؤسسات والتي كان عددها ‪245348‬مؤسسة لتنتقل‬
‫إلى ‪1074503‬مؤسسة سنة ‪2017‬؛‬
‫‪ ‬مختلف هيئات الدعم والتي كان لها الدور الفعال في دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة باإلضافة‬
‫إلى مختلف برامج التأهيل املتبناة من طرف الدولة الجزائرية سواء الوطنية منها أو عن طريق الشراكة‬
‫األجنبية والتي كان لها دور ولو محسوس في دعم مساهمة هذه املؤسسات مع العلم أن أغلبية هذه‬
‫البرامج لم تصل إلى األهداف التي سعت إليها؛‬
‫‪ ‬اإلجراءات والسياسات الحكومية التي أقرتها الدولة خالل فترة الدراسة والتي شجعت االستثمار‬
‫الخاص كالتخفيضات الضريبية‪ ،‬باإلضافة إلى عمليات الخصخصة‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أما فيما يتعلق بالقطاع العام فقد شهد زيادة مستمرة بشكل طفيف وبمعدل متناقص والذي‬
‫انتقل من ‪ %23‬سنة ‪ 2001‬إلى ‪ %12‬سنة ‪ ،2017‬إذ نالحظ من الشكل السابق أن مساهمة القطاع العام‬
‫في الناتج الداخلي الخام شهدت انخفاض سنة ‪ 2012‬والتي بلغت ‪ 793.38‬مليار دينار جزائري بعدما كانت‬
‫‪ 923.34‬مليار دينار جزائري سنة ‪ ،2011‬ليعاود االرتفاع مجددا سنة ‪ 2013‬إلى غاية سنة ‪.2017‬‬

‫وللوقوف على مدى مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنويع االقتصاد من جانب الناتج‬
‫الداخلي الخام البد من التعرف على مساهمة قطاع املحروقات في الناتج الداخلي الخام حتى نتمكن من‬
‫املقارنة والتحليل‪ ،‬وعليه فالشكل التالي يوضح لنا مساهمة كل من املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وقطاع‬
‫املحروقات في الناتج الداخلي الخام خالل الفترة (‪.)2017- 2001‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)8‬تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وقطاع املحروقات في الناتج الداخلي الخام‬
‫للفترة (‪.)2017- 2001‬‬

‫‪12000‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪8000‬‬

‫‪6000‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017‬‬

‫مساهمة ال ‪PME‬في الناتج الداخلي الخام‬ ‫مساهمة قطاع المحروقات في الناتج الداخلي الخام‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على امللحق رقم (‪ )5‬وامللحق رقم (‪.)6‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل أعاله التطور الحاصل في الناتج الداخلي الخام لكل من املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة وقطاع املحروقات تحديدا في الفترة (‪ )2008- 2001‬وهذا راجع إلى البرامج التنموية التي تبنتها‬
‫البالد خالل هذه الفترة‪ ،‬إال أنه وانطالقا من سنة ‪ 2009‬نالحظ االنخفاض املحسوس في مساهمة قطاع‬
‫املحروقات الذي يرجع إلى انخفاض أسعار البترول نتيجة األزمة املالية العاملية‪ ،‬والتي انتقلت مساهمته من‬
‫‪ %45‬سنة ‪ 2008‬إلى ‪ %31‬سنة ‪ ،2009‬وابتداء من سنة ‪ 2010‬عاودت مساهمة قطاع املحروقات في االرتفاع‬
‫نتيجة الطفرة البترولية بين سنتي ‪ 2010‬و‪ ،2012‬ليشهد تراجعا ملحوظا من سنة ‪ 2013‬وذلك الستمرار‬
‫التدهور في أسعار النفط وتسجيله ملساهمة ضعيفة إلى غاية ‪ ،2017‬من جانب آخر نالحظ استمرار تطور‬
‫مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتي فاقت مساهمة قطاع املحروقات انطالقا من سنة ‪ 2009‬إلى‬
‫غاية سنة ‪.2017‬‬

‫‪110‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ولتوضيح الصورة أكثر حول درجة تنويع االقتصاد الوطني نورد الشكل اآلتي الذي يدرس مؤشر‬
‫مساهمة القطاعين العام والخاص في الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬إذ أنه كلما ارتفعت نسبة مساهمة القطاع‬
‫الخاص في ‪ PIB‬كلما دل ذلك على اتجاه االقتصاد إلى التنويع والعكس‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)9‬نسبة مساهمة القطاع العام والخاص في الناتج املحلي اإلجمالي خالل الفترة‬
‫(‪:)2018-2001‬‬
‫‪100%‬‬

‫‪90%‬‬

‫‪80%‬‬
‫‪47,5 49‬‬ ‫‪48 47,4 44,4 44,3 44,6 43,4‬‬
‫‪53,5 52,8 50,8 53,7 57,5‬‬
‫‪70%‬‬ ‫‪60 64,2‬‬
‫‪65,4 64,1 63‬‬
‫‪60%‬‬

‫‪50%‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪30%‬‬
‫‪52,5 51‬‬ ‫‪52 52,6 55,6 55,7 55,4 56,6‬‬
‫‪46,5 47,2 49,2 46,3 42,5‬‬
‫‪20%‬‬ ‫‪40 35,8‬‬
‫‪34,6 35,9 37‬‬
‫‪10%‬‬

‫‪0%‬‬
‫‪2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018‬‬
‫‪ 47,5 49‬القطاع الخاص‬ ‫‪48 47,4 44,4 44,3 44,6 43,4 53,5 52,8 50,8 53,7 57,5 60 64,2 65,4 64,1 63‬‬
‫القطاع العام‬ ‫‪52,5 51‬‬ ‫‪52 52,6 55,6 55,7 55,4 56,6 46,5 47,2 49,2 46,3 42,5 40 35,8 34,6 35,9 37‬‬

‫القطاع العام‬ ‫القطاع الخاص‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على بيانات الديوان الوطني لإلحصائيات نقال عن املوقع‪:‬‬
‫‪ ، http://www.ons.dz/spip.php?rubrique336‬يوم‪ 02 :‬أوت ‪.2020‬‬

‫يوضح الشكل أعاله تطور مساهمة كل من القطاعين العام والخاص في الناتج املحلي اإلجمالي خالل‬
‫الفترة (‪ ،)2018-2001‬حيث نالحظ تفوق مساهمة القطاع العام على القطاع الخاص خالل الفترة (‪-2001‬‬
‫‪ )2008‬بنسبة مساهمة وصلت إلى ‪ %56.6‬ليشهد بعد سنة ‪ 2008‬انخفاضا متتاليا بسبب تراجع إنتاج‬
‫قطاع املحروقات الذي يشكل في مجمله القطاع العام إلى غاية سنة ‪ 2018‬أين نرى تفوق مساهمة القطاع‬
‫الخاص والتي انتقلت من‪ %43.4‬سنة ‪ 2008‬إلى ‪ %63‬سنة ‪ 2018‬ويعود السبب في ذلك إلى تراجع عائدات‬
‫املحروقات‪ .‬األمر الذي يقودنا للقول بأن هناك اتجاه نحو تحقيق استراتيجية التنويع ابتداء من سنة ‪2009‬‬
‫حتى نهاية فترة الدراسة‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة‪.‬‬

‫انطالقا من مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي الخام نجدها أيضا تسجل‬
‫مساهمة مستمرة في خلق القيمة املضافة ‪‬والتي تعتبر من بين املؤشرات األساسية لخلق الثروة‪ .‬والشكل‬
‫التالي يوضح تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة للفترة (‪ )2017- 2001‬كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)10‬تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة خالل الفترة‬
‫(‪:)2017-2001‬‬

‫‪20000‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017‬‬

‫‪2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017‬‬
‫‪ 1746 1872 2097 2384 2607 3011 3407 3790 4387 4791 5424 6142 7138 7327 8491 9130 11389‬القيمة المضافة‬

‫‪Source : élabore par moi-même à partir du :‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪Bulletin d'information économique, ministère de l’Industrie, de la Petite et Moyenne Entreprise et‬‬
‫‪de la Promotion de l’Investissement, bulletin N10 pour l`année 2006, N 20 du Mars 2012,‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Bulletin d'information économique, ministère de l’Industrie et des mines, bulletin N 26 du‬‬
‫‪décembre 2014, N 34 du Avril 2019.‬‬

‫املالحظ للشكل أعاله يرى التطور الحاصل في مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في خلق قيمة‬
‫مضافة ويرجع هذا التطور إلى اإلجراءات املتخذة من طرف الدولة في تأهيل محيط املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة من برامج تأهيل وكذا املزايا املمنوحة لهذه املؤسسات لزيادة إنتاجيتها وخلق قيمة مضافة خاصة‬
‫في القطاع الخاص‪.‬‬

‫حيث تشير املعطيات اإلحصائية خالل الفترة (‪ )2017- 2001‬أن مساهمة القطاع الخاص أكبر بكثير من‬
‫مساهمة القطاع العام خالل هذه الفترة نظرا للفرق في تعداد املؤسسات التابعة للقطاع الخاص والعام‪،‬‬
‫إذ قدرت ب‪ %84.57‬للقطاع الخاص و‪ %15.43‬للقطاع العام سنة ‪ 2001‬لتنتقل إلى ‪ %87.65‬للقطاع‬

‫‪ ‬أنظر امللحق رقم (‪ :)7‬تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة للفترة (‪ 2001‬ـ ‪.)2017‬‬

‫‪112‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الخاص و ‪ %12.35‬للقطاع العام سنة ‪ ،2007‬وتعود نسبة التطور في القطاع الخاص لبداية اهتمام الدولة‬
‫الجزائرية بهذا القطاع ابتداء من سنة ‪ 2001‬وكذا مختلف البرامج التأهيلية التي عملت على تأهيل القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬وبعد سنة ‪ 2007‬نالحظ استمرار التطور في القيمة املضافة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة خارج‬
‫املحروقات والتي قدرت سنة ‪ 2008‬ب‪ 3781.08‬مليار دج لتنتقل إلى ‪ 10106.76‬مليار دج سنة‪ 2017‬مع بقاء‬
‫املساهمة األكبر للقطاع الخاص في حين تراجع مساهمة القطاع العام سنة تلوى األخرى‪ .1‬ويمكن إرجاع‬
‫التطور امللحوظ خالل هذه الفترة إلى التسهيالت املمنوحة لهذا النوع من املؤسسات إلى جانب البرامج املتبناة‬
‫لتأهيل املؤسسات وكذا الهيئات الداعمة التي تم إنشاؤها سنة تلوى األخرى ملرافقة هذا النوع من املؤسسات‬
‫ومحاولة توجهيه لتحقيق األهداف املنظرة منه‪.‬‬

‫نستنتج مما سبق مدى االهتمام بالقطاع الخاص والذي بقيت مساهمته في القيمة املضافة في تزايد‬
‫من سنة ألخرى ويرجع ذلك لسيطرة القطاع الخاص على تركيبة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وهو ما‬
‫يشير إلى أهمية هذا القطاع في االقتصاد الوطني على خالف القطاع العام‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات الجزائرية‪.‬‬

‫قبل البدأ في تحليل الصادرات تجدر اإلشارة إلى التحدث عن حالة امليزان التجاري خالل فترة‬
‫الدراسة كونه يمثل حركة الصادرات والواردات‪ ،‬ويمكننا توضيح ذلك من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)11‬تطور حركة امليزان التجاري الجزائري للفترة (‪:)2018- 2001‬‬
‫‪100000‬‬

‫‪80000‬‬

‫‪60000‬‬

‫‪40000‬‬

‫‪20000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018‬‬
‫‪-20000‬‬

‫‪-40000‬‬

‫الميزان التجاري‬ ‫الواردات‬ ‫الصادرات‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على امللحق رقم (‪.)8‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪ :‬امللحق رقم (‪"،)8‬مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة"‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل أعاله تسجيل امليزان التجاري زيادات معتبرة في الفترة من ‪ 2001‬إلى ‪2008‬‬
‫والذي انتقل من ‪ 9192‬مليون دوالر سنة ‪ 2001‬إلى ‪ 39819‬مليون دوالر سنة ‪ 2008‬حيث تشير هذه الزيادة‬
‫إلى تفوق قيمة الصادرات على قيمة الواردات وهذا ما يعكس الفائض الذي حققه امليزان التجاري خالل‬
‫هذه الفترة‪ ،‬بعد سنة ‪ 2008‬نالحظ تراجع الفائض الذي بلغ ‪ 5900‬مليون دوالر سنة ‪ 2009‬ويشير هذا‬
‫التراجع إلى انخفاض قيمة الصادرات التي قدرت ب‪ 45194‬مليون دوالر بعدما كانت تصل إلى ‪ 79298‬مليون‬
‫دوالر مع انخفاض طفيف في قيمة الواردات‪ ،‬حيث يرجع االنخفاض في الصادرات إلى تراجع أسعار النفط‬
‫بسبب األزمة املالية العاملية لسنة ‪ 2009‬والتي تأثرت بها جل اقتصاديات العالم‪ .‬أما عن سنة ‪ 2010‬فقد‬
‫لوحظ ارتفاع الفائض في امليزان التجاري بسبب تعافي االقتصاد لينتقل من ‪ 16581‬مليون دوالر سنة ‪2010‬‬
‫إلى ‪ 21490‬مليون دوالر سنة ‪ ،2012‬ليعاود انخفاض الفائض سنتي ‪ 2013‬و‪ 2014‬بسبب تراجع قيمة‬
‫الصادرات‪ .‬أما بالنسبة لسنة ‪ 2015‬حتى سنة ‪ 2018‬لوحظ أنه قد تم تسجيل عجز في امليزان التجاري‬
‫بقيمة ‪ 17034‬مليون دوالر سنة ‪ 2015‬ليواصل العجز سنة ‪ 2018‬بقيمة ‪ 5029‬مليون دوالر حيث يفسر هذا‬
‫العجز االنهيار النفطي الذي ألقى ظالله على الجزائر وأدى إلى انخفاض قيمة الصادرات بالدوالر مع تراجع‬
‫طفيف في الواردات‪.‬‬

‫من املعروف أن االقتصاد الجزائري يتميز بالطبيعة األحادية لهيكل الصادرات والذي يعتمد باألساس‬
‫على حصيلة الصادرات النفطية‪ ،‬لذلك سعت الجزائر إلى تطوير قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫وتشجيعها لترقية الصادرات خارج املحروقات والشكل التالي يوضح تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة في الصادرات خارج املحروقات للفترة (‪.)2018- 2001‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)12‬تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات خارج املحروقات خالل‬
‫الفترة (‪.)2018- 2001‬‬

‫‪3000‬‬

‫‪2500‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪500‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018‬‬
‫‪ 684 734 763 788 907 1184 1332 1937 1066 1526 2062 2062 2014 2582 1969 1805 1930 2830‬صادرات خارج المحروقات‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على امللحق رقم (‪.)9‬‬

‫‪114‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إن صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خارج قطاع املحروقات تواصل تسجيل مساهمة‬
‫ضعيفة بنسبة ال تتعدى ‪ %7‬في مساهمتها في الصادرات الكلية خالل فترة الدراسة‪ ،1‬وإن كنا نالحظ من‬
‫خالل الشكل أعاله أنه خالل الفترة (‪ )2008- 2001‬شهدت تطور ملحوظ في قيمة الصادرات والتي انتقلت‬
‫من ‪ 684‬مليون دوالر سنة ‪ 2001‬إلى ‪ 1937‬مليون دوالر سنة ‪ ،2008‬أما فيما يخص نسبة مساهمتها في‬
‫الصادرات الكلية فهي لم تتعدى ‪ %3‬وهي نسبة ضعيفة وهذا راجع إلى سيطرة قطاع املحروقات على إجمالي‬
‫الصادرات رغم الجهود املبذولة لتطوير قيمة ومساهمة صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والسياسات‬
‫الداعمة التي سخرتها السلطة املسؤولة خالل تلك الفترة من بينها برامج تأهيل هذه املؤسسات والتي تتمثل‬
‫حسب هذه الفترة في برنامج (‪ )2006- 2002‬لتأهيل املؤسسات الصناعية وكذا برنامج (‪)2007- 2002‬‬
‫لتأهيل محيط عمل هذه املؤسسات من أجل دعم قدرتها على التصدير واإلجراءات الداعمة من طرف‬
‫الحكومة كتخفيض األعباء الجبائية‪...‬الخ‪ ،‬إذ نالحظ كذلك أنه سنة ‪ 2009‬شهدت قيمة صادرات املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة انخفاضا وصل إلى ‪ 1066‬مليون دوالر متأثرة بذلك بانخفاض قيمة الصادرات الكلية‬
‫وهذا راجع إلى تداعيات األزمة املالية لسنة ‪ 2009‬وبعد هذه الفترة نالحظ أن قيمة صادرات املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة شهدت تذبذب فتارة ترتفع وتارة تنخفض وذلك بالنسبة للفترة (‪ )2018- 2010‬متأثرة‬
‫بذلك بانخفاض وارتفاع قيمة الصادرات الكلية التي ظلت متأثرة بالتدهور في أسعار النفط‪ ،‬إال أن نسبة‬
‫مساهمة صادراتها في الصادرات الكلية شهدت زيادات طفيفة مستمرة لكنها لم تتجاوز نسبة ‪ %3‬في‬
‫مساهمتها في إجمالي الصادرات‪.‬‬

‫ويمكن إرجاع املساهمة الضعيفة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات الكلية الجزائرية‬
‫لغياب سياسات دعم املنتوج الجزائري وكذا عدم إمكانية البرامج التأهيلية املتبناة خالل هذه الفترة واملتمثلة‬
‫في برنامج (‪ )2014- 2010‬وكذا برنامج التأهيل الجديد لسنة ‪ 2016‬من قدرتها على ترقية وتطوير جودة‬
‫وتنافسية منتجات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بما يتماش ى ومتطلبات االقتصاد التنافس ي‪.‬‬

‫إن هذه الزيادة التي عرفتها نسب مساهمة الصادرات خارج املحروقات في الصادرات الكلية وإن كانت‬
‫في تحسن إال أنها لم تصل إلى املستوى املطلوب الذي يخفف من تبعية الصادرات النفطية وهذا ما يعبر‬
‫على أن قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة يبقى بعيدا على تحقيق التنويع خارج املحروقات‪ ،‬هذا وإن‬
‫دل على أن املنتوج الوطني مزال يفتقر إلى أولويات التصدير ولم يستطع التكيف مع متطلبات األسواق‬
‫الخارجية من أجل هذا البد على الجزائر من االستناد على ما تتوفر عليه من مؤسسات صغيرة ومتوسطة‬
‫وإعطائها األولوية القصوى للرفع من تنافسية هذا االقتصاد‪.‬‬

‫ما تم توضيحه سابقا يمكننا تدعيمه من خالل الشكل التالي والذي يوضح مساهمة كل من املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة وقطاع املحروقات في الصادرات الجزائرية كما يلي‪:‬‬

‫أنظر امللحق رقم (‪" ،)9‬تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات خارج املحروقات في الجزائر للفترة (‪.")2001-2018‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪115‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)13‬تطور صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خارج املحروقات وصادرات قطاع‬
‫املحروقات للفترة (‪:)2018- 2001‬‬

‫‪80000‬‬

‫‪60000‬‬

‫‪40000‬‬

‫‪20000‬‬

‫‪0‬‬

‫صادرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خارج المحروقات‬ ‫صادرات قطاع المحروقات‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على امللحق رقم (‪ )9‬وامللحق رقم (‪.)10‬‬

‫من خالل الشكل أعاله يمكن الوقوف على جملة النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬سيطرت صادرات املحروقات على إجمالي الصادرات الكلية بنسبة ‪ %97‬خالل فترة الدراسة؛‬
‫‪ ‬ارتباط صادرات املحروقات بأسعار البترول‪ ،‬حيث تتأثر إجمالي الصادرات سلبا بانخفاض قيمة‬
‫املحروقات كما لوحظ سنة ‪ 2009‬و‪ ،2015‬ومن ناحية أخرى تتأثر إيجابا بارتفاع قيمة املحروقات؛‬
‫‪ ‬ضعف الصادرات خارج املحروقات والذي يرجع إلى هشاشة قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬
‫‪ ‬ال تزال صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بعيدة كل املدى عن تحقيق التنويع لضعف صادراتها‬
‫مقارنة بصادرات املحروقات؛‬
‫‪ ‬فشل محاوالت الدولة في تنويع صادراتها كون أن أغلبية مؤسساتها خدماتية أكثر منها إنتاجية هذا ما‬
‫جعلها غير قادرة على تقديم منتجات تنافسية تزيد من صادرات االقتصاد الوطني خارج املحروقات‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول إنه ورغم الجهود املبذولة والسياسات الداعمة وبرامج التأهيل لم تصل الدولة‬
‫إلى تحقيق أهدافها لترقية صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في ظل موجة االنفتاح على االقتصاد‬
‫العالمي وأن مساهمتها في الصادرات لم تصل بعد إلى املستوى املطلوب والذي يقارب صادرات قطاع‬
‫املحروقات‪ ،‬هذا ما يستوجب بذل جهود أكبر لتشجيع صادرات هذه املؤسسات والوصول إلى تنويع مصادر‬
‫الدخل‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ولدعم ما سبق ولتوضيح درجة التنويع االقتصادي في الجزائر من جانب الصادرات واإليرادات‬
‫النفطية قمنا بدراسة كل من مؤشر تنوع وتركز الصادرات الجزائرية وكذا مؤشر نسبة اإليرادات النفطية‬
‫إلى إجمالي اإليرادات الجزائرية‪.‬‬

‫إذ نجد أن مؤشر نسبة اإليرادات النفطية إلى إجمالي اإليرادات يوضح مدى وجود التنويع‬
‫االقتصادي‪ ،‬حيث أن انخفاض نسبة اإليرادات النفطية إلى إجمالي اإليرادات تدل على وجود تنويع‬
‫اقتصادي والعكس‪ ،‬والشكل التالي يوضح ذلك‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)14‬تطور نسبة اإليرادات النفطية وغير النفطية إلى إجمالي اإليرادات الجزائرية خالل الفترة‬
‫(‪:)2017-2001‬‬

‫‪100%‬‬

‫‪90%‬‬ ‫‪23,523,123,921,2‬‬
‫‪32,537,131,329,3‬‬ ‫‪34,333,931,3 34 38,3‬‬
‫‪80%‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪53,5‬‬
‫نسبة اإليرادات غير‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪65,161,6‬‬
‫النفطية إلى إجمالي‬
‫اإليرادات‬ ‫‪60%‬‬

‫‪50%‬‬

‫‪40%‬‬ ‫‪76,376,975,878,8‬‬
‫نسبة اإليرادات النفطية‬ ‫‪66,562,968,670,4‬‬ ‫‪65,666,168,7 66 61,7‬‬
‫‪30%‬‬ ‫‪59‬‬
‫إلى إجمالي اإليرادات‬
‫‪46,5‬‬
‫‪20%‬‬ ‫‪34,938,4‬‬
‫‪10%‬‬

‫‪0%‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬

‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬

‫‪Source : élabore par moi-même à partir du :‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪les rapports annuels, La Banque d’Algérie, pour les années 2002, 2003, 2009, 2010, 2012, 2014, 2017,‬‬
‫‪sur le site : https://www.bank-of-algeria.dz/html/rapport.htm, vu le: 15 Aout 2020.‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل أعاله تفوق نسبة مساهمة اإليرادات النفطية إلى إجمالي اإليرادات باملقارنة‬
‫مع نسبة مساهمة اإليرادات غير النفطية خاصة خالل الفترة (‪ )2008- 2001‬وهذا ما يدل على سيطرة‬
‫النفط على عائدات الدولة وضعف العائدات غير النفطية الذي يفسر تنويع اقتصادي شبه منعدم‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للفترة التالية أي من ‪ 2009‬إلى غاية ‪ 2017‬نالحظ تراجع مساهمة اإليرادات النفطية في إجمالي‬
‫اإليرادات والتي تأثرت سنة ‪ 2009‬بتداعيات األزمة املالية العاملية والتي أدت إلى تراجع أسعار النفط في‬

‫‪117‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫األسواق الدولية في حين نالحظ ارتفاع في مساهمة اإليرادات غير النفطية في إجمالي اإليرادات بسبب‬
‫االهتمام باالستثمار في باقي القطاعات خروجا من قطاع املحروقات وهذا ما يفسر توجه طفيف لتنويع‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬إذن ما يمكن استنتاجه من مؤشر مساهمة اإليرادات النفطية في إجمالي اإليرادات‬
‫الجزائرية أنه ورغم الجهود املبذولة من طرف الدولة في تنويع االقتصاد الوطني إال أنه يبقى رهين النفط‬
‫واملسيطر األساس ي على إيرادات االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بمؤشر تنوع وتركز الصادرات فهو يوضح مدى وجود تنويع اقتصادي من جانب‬
‫الصادرات كون أن زيادة اإلنتاج دون اقترانه بالتصدير ال يشير إلى تنويع اقتصادي‪ ،‬حيث يعطي حساب كل‬
‫من مؤشر التنوع والتركز نسب مئوية تكون محصورة بين ‪ 0‬و‪ ،1‬فبالنسبة ملؤشر التنوع كلما اقتربت نسبته‬
‫من الصفر (‪ )0‬نقول أن هناك تنوع في هيكل الصادرات والعكس أما بالنسبة ملؤشر التركز فكلما اقتربت‬
‫نسبته من الواحد (‪ )1‬نقول أن هناك تركز في هيكل الصادرات والعكس والشكل التالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)15‬تطور مؤشر تنوع وتركز الصادرات الجزائرية خالل الفترة (‪.)2018- 2001‬‬

‫‪0,9‬‬
‫‪0,8‬‬
‫‪0,7‬‬
‫‪0,6‬‬
‫‪0,5‬‬
‫‪0,4‬‬
‫‪0,3‬‬
‫‪0,2‬‬
‫‪0,1‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018‬‬
‫‪ 0,8210,8360,8180,8270,8120,8010,8030,7630,7930,784 0,72 0,7260,7330,7450,7820,815 0,79 0,813‬مؤشر التنوع‬
‫‪ 0,502 0,52 0,5410,5860,5880,6020,598 0,58 0,5540,5230,538 0,54 0,5410,4850,4850,489 0,48 0,486‬مؤشر التركز‬

‫مؤشر التنوع‬ ‫مؤشر التركز‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على بيانات األنكتاد نقال عن املوقع‪:‬‬
‫‪ ،https://unctadstat.unctad.org/fr/index.html‬يوم‪ 16 :‬أوت ‪.2020‬‬

‫املالحظ للشكل أعاله يرى اقتراب مؤشر التنوع من الواحد (‪ )1‬أي انحصاره في املجال ‪0.9،0.7‬‬

‫طيلة الفترة (‪ )2018- 2001‬وهي نسبة مرتفعة تدل على شبه انعدام لتنوع الصادرات وهذا ما يفسر أن‬
‫صادرات الجزائر لم تصل بعد إلى املستوى املطلوب‪ ،‬أما بالنظر إلى مؤشر التركز فنرى أنه تركز فيما نسبته‬
‫‪% 50‬على العموم طيلة الفترة (‪ )2018-2001‬وهذا ما يدل على تركز الصادرات الجزائرية في قطاع املحروقات‬
‫(أي ما نسبته ‪ %98‬من الصادرات الكلية) أي سيطرة صادرات املحروقات على إجمالي الصادرات‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املطلب الخامس‪ :‬برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كمدخل للتنويع االقتصادي في الجزائر‬
‫بين الواقع واملأمول‪.‬‬

‫من خالل ما تم عرضه خالل الفصل الثالث نرى أن املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ال تزال بعيدة عن تأدية‬
‫الدور املنوط لها اتجاه التنويع االقتصادي رغم املبادرات القائمة لدعمها من خالل برامج التأهيل املسطرة‬
‫سواء الوطنية أو عن طريق الشراكة نتيجة ما وجهته من مشاكل وعوائق في عملية تأهيلها ملؤسساتها والتي‬
‫نذكر منها‪:1‬‬

‫‪ ‬البيروقراطية اإلدارية في منح االستثمارات؛‬


‫‪ ‬املؤسسات املالية املوازية ومشكلة ضمان القروض ما يدفع بأصحاب املؤسسات إلى التعامل مع وكالء‬
‫األسواق غير الرسمية الخارجة عن رقابة وسيطرة البنوك املركزية؛‬
‫‪ ‬إشكالية تموين اآللة اإلنتاجية للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬
‫‪ ‬غياب دراسات استراتيجية صناعية تنبئ أصحاب املشاريع بمخاطر االستثمارات؛‬
‫‪ ‬غياب برامج التدريب والتكوين؛‬
‫‪ ‬صعوبة الحصول على العقار الصناعي؛‬
‫‪ ‬ارتفاع وتيرة االقتصاد املوازي؛‬
‫‪ ‬ارتفاع الضغوطات التسويقية‪.‬‬

‫لذا نرى أنه البد من بناء وتهيئة الطريق ملسار املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خاصة أنه يمكن لهذا النوع‬
‫من املؤسسات أن يكون أحد اآلليات الفعالة في تحقيق أهداف النموذج االقتصادي الجديد خالل الفترة‬
‫(‪ ،)2030-2020‬واملتمثلة أساسا في‪:2‬‬

‫‪ ‬تحقيق مسار نمو خارج املحروقات للناتج الداخلي الخام في حدود ‪ %6.5‬سنويا خالل الفترة (‪-2020‬‬
‫‪ ،)2030‬باإلضافة إلى مضاعفة الناتج الداخلي للفرد بواقع ‪ 2.3‬مرات خالل ذات الفترة (حوالي ‪11500‬‬
‫دوالر في العام ‪ 2030‬على أساس الدخل الحالي)‪ ،‬ومضاعفة حصة الصناعة التحويلية من حيث القيمة‬
‫املضافة (من ‪ %5.3‬في العام ‪ 2015‬إلى ‪ %10‬من الناتج الداخلي الخام عام ‪)2030‬؛‬
‫‪ ‬تحديث القطاع الزراعي بما يسمح بالوصول إلى تحقيق أهداف االكتفاء الغذائي وتنويع الصادرات‪ ،‬إلى‬
‫جانب تحول طاقوي يسمح أساسا بخفض بمعدل النصف معدل النمو السنوي لالستهالك الداخلي‬
‫للطاقة (‪ %6‬في العام ‪ 2015‬إلى ‪ %3‬في العام ‪)2030‬؛‬

‫‪ 1‬هواري خيثر‪"،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ 30( ،‬سبتمبر ‪ ،)2009‬نقال عن املوقع‪https://www.diwanalarab.com/ :‬‬
‫يوم‪ 28 :‬أوت ‪.2020‬‬
‫‪ 2‬ناصر بوعزيز‪ ،‬حميد حمالوي‪" ،‬حتمية تنويع مصادر االقتصاد الجزائري الواقع واملأمول"‪ ،‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني حول‪:‬‬
‫"املؤسسات االقتصادية الجزائرية واستراتيجيات التنويع االقتصادي في ظل انهيار أسعار النفط"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 25 :‬و‪ 26‬أفريل‪ ،2017 ،‬ص‪.5‬‬

‫‪119‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬تنويع الصادرات لدعم تمويل تسارع النمو االقتصادي‪ ،‬إذ يتم تركيز الجهود في مجموعة هامة من‬
‫القطاعات املتمثلة في الزراعة والصناعة التحويلية وكذا الطاقات املتجددة والتي ستسمح بتخفيض‬
‫االستهالك والحفاظ على الثروات لألجيال القادمة تحقيقا للتنمية املستدامة‪ ،‬هذا ما سيساعد على‬
‫تنويع اإلنتاج والصادرات خارج املحروقات‪.1‬‬

‫وعليه فإن تبني برامج تأهيل جديدة تتناسب مع خصائص املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وتراعي‬
‫خصوصياتها‪ ،‬يمكنها من أن تكون آلية حقيقية لتحقيق التنويع االقتصادي في الجزائر للخروج من تبعية‬
‫االقتصاد للنفط وتقلبات أسعاره‪ ،‬وذلك كما أشرنا إليه سابقا من خالل الدور الذي يمكن أن تؤديه في‬
‫تنويع الهيكل اإلنتاجي والتطوير الصناعي ومن ثم املساهمة في الصادرات ما يعمل على تنويع مصادر الدخل‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الحكيم قلوح‪ ،‬الغالي بن إبراهيم‪" ،‬تنمية االقتصاد الجزائري بين الواقع واملأمول (دراسة تحليلية للنموذج الجديد للنمو‬
‫‪ ،")2030/2016‬مجلة االقتصاديات املالية والبنكية وإدارة األعمال‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،06‬العدد األول‪،2020 ،‬‬
‫ص‪.57‬‬

‫‪120‬‬
‫تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثالث‪:‬‬

‫رأينا من خالل هذا الفصل التطور امللحوظ في تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ابتداء من‬
‫صدور قانون ‪ ،2001‬وأيضا مختلف برامج التأهيل التي تبنتها الدولة بغرض تطوير مؤسساتها عامة‬
‫واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة خاصة‪ .‬ومن خالل تحليل مجمل نتائج برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة التي توفرت حولها اإلحصائيات نستنتج أنه على الرغم من تبني الدولة لعدة برامج للتأهيل سواء‬
‫كانت برامج وطنية وفي إطار الشراكة فإن النتائج املتحصل عليها ال تختلف في املضمون وتبرز أن عملية‬
‫التأهيل في الجزائر لم تحقق النتائج املرجوة منها إذا ما قورنت باألهداف املحددة‪ .‬حيث أن الواقع يوضح‬
‫أن قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر ال يزال يعاني من العديد من املشاكل التي تحد من‬
‫تطوره وتحول دون قدرته على تحقيق مسعى تنويع الصادرات الجزائرية‪ ،‬وغير مؤهل بعد ليكون الوسيلة في‬
‫تحقيق التنويع االقتصادي في الجزائر‪ ،‬لذا تسعى الدولة جاهدة في الوقت الحال لالهتمام بهذا النوع من‬
‫املؤسسات واعتباره كرهان للتنمية للخروج من شبح االقتصاد النفطي‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ــة‬

‫بناء على ما تم دراسته‪ ،‬اتضح لنا أن املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تحتل مكانة مرموقة في‬
‫اقتصاديات العديد من الدول سواء املتقدمة أو النامية‪ ،‬نظرا للخصائص التي تتمتع بها والتي تمكنها من أن‬
‫تكون أحد الركائز التي يمكن االعتماد عليها في إحداث النمو وتحقيق التنمية من جهة كما يمكنها أن تكون‬
‫خيارا استراتيجيا ترتكز عليه الدول للخروج من التبعية النفطية خاصة وتحقيق مستوى جيد من التنويع‬
‫االقتصادي من جهة أخرى‪ .‬غير أننا في املقايل نجدها تواجه العديد من الصعوبات سواء على املستوى‬
‫الداخلي أو الخارجي التي تحد من قدرتها على تأدية األدوار االستراتيجية املنتظرة منها‪.‬‬

‫لذا نجد أغلب الدول تسعى جاهدة لتذليل هذه العقبات باالعتماد على جملة من اآلليات املساعدة‪ ،‬وهنا‬
‫تعد برامج التأهيل أحد الحلول املتبعة من أجل تطويرها وترقيتها وتأهيل محيطها ملواكبة التطورات‬
‫االقتصادية وفق خطوات ومراحل مدروسة ومنفذة بدقة‪.‬‬

‫غير أن دراستنا هذه مكنتنا من التماس عكس ذلك فيما يتعلق بواقع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫في الجزائر‪ ،‬إذ أن أغلب برامج التأهيل املتبناة سواء الوطنية أو في إطار الشراكة لم تستطع حتى االقتراب‬
‫من أهدافها املسطرة‪ ،‬وهو ما انعكس على املساهمة غير الفعالة لقطاع املؤسسات الصغيرة في الجزائر في‬
‫دعم مسار التنويع االقتصادي الذي تسعى الجزائر جاهدة لتحقيقه بغية الخروج من حالة عدم االستقرار‬
‫التي تعيشها السوق النفطية الدولية من تقلبات وأزمات من جهة والسعي لتنويع مصادر الدخل من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬نتائج اختبار الفرضيات‪.‬‬


‫‪ ‬الفرضية األولى‪" :‬أثرت اإلصالحات االقتصادية في الجزائر إيجابا على ظهور ونمو املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة"‪.‬‬

‫منذ تفطن الجزائر ألهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وقدرتها على إحداث التغيير على خالف املؤسسات‬
‫الكبيرة بذلت بذلك جهود كبيرة من أجل تكثيف هذه املؤسسات وزيادة نموها‪ ،‬وألجل تحقيق ذلك تبنت‬
‫الجزائر العديد من اإلصالحات وذلك بسن جملة من القوانين بداية من قانون ‪ 1990‬املتعلق بالنقد والقرض‬
‫والذي ساهم في تسهيل الحصول على االئتمان وتشجيع االستثمار في القطاع الخاص‪ ،‬قانون ‪ 1991‬والذي‬
‫نص على املساواة بين القطاع العام والخاص وإعطائه نفس شروط االستيراد والتصدير‪ ،‬قانون ‪ 1993‬وهو‬
‫الذي فتح املجال الواسع لالستثمار الخاص ليأتي قانون ‪ 2001‬والذي شجع أكثر على االستثمار الخاص‬
‫وتطويره‪ ،‬إلى جانب هذه القوانين أنشأت الدولة الجزائرية وزارة معنية باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬

‫‪123‬‬
‫الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ــة‬

‫تكفل دعم ونمو هذا القطاع إضافة إلى مختلف الهيئات الحكومية واملؤسسات املتخصصة الداعمة إلنشاء‬
‫ونمو هذه املؤسسات األمر الذي مكن من انتشار هذه املؤسسات وزيادة عددها في مختلف قطاعات النشاط‬
‫والذي انتقل من ‪ 245348‬مؤسسة سنة ‪ 2001‬إلى ‪ 1141863‬مؤسسة سنة ‪ . 2018‬وهذا ما يثبت صحة‬
‫الفرضية األولى‪.‬‬

‫‪ ‬الفرضية الثانية‪" :‬تنشط املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالجزائر في بيئة مالئمة تساعدها على‬
‫تأدية الدور املسطر منها"‪.‬‬

‫سعت الجزائر بشتى الطرق لخلق بيئة مواتية لترقية وتشجيع قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودعمها‬
‫لتأدية دورها في االقتصاد من خالل جملة من السياسات واإلجراءات ومختلف البرامج التي تضمنت‬
‫مجموعة من الحوافز والضمانات لتفعيل دورها‪ ،‬إال أنه ورغم كافة الجهود التي سطرتها الدولة ظلت‬
‫مساهمة هذه املؤسسات ضعيفة في االقتصاد‪ ،‬وهذا ما يعكس الظروف غير املواتية والعوائق والعراقيل‬
‫التي واجهتها ولزالت تواجهها واملتعلقة بمختلف جوانب البيئة االستثمارية في الجزائر منها ما هو قانوني‬
‫وإداري‪ ،‬ومنها ما يتعلق بالجانب االقتصادي خاصة فيما يخص مشكلة العقار باإلضافة إلى العوائق املالية‬
‫في الجزائر والتي تعتبر بمثابة حاجز لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بسبب ضعف التمويل الكافي لهذه‬
‫املؤسسات‪ .‬هذا بدوره يؤثر على نشاط املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ويحد من قدرتها على خلق قاعدة‬
‫إنتاجية صلبة تمكن االقتصاد الجزائري من التخلي عن النفط أو حتى التقليل من االعتماد عليه‪ .‬وهذا ما‬
‫ينفي صحة الفرضية الثانية‪.‬‬

‫‪ ‬الفرضية الثالثة‪" :‬يعتبر التنويع االقتصادي اآللية الفعالة التي تمكن االقتصاد الجزائري من‬
‫الخروج من دائرة الريع"‪.‬‬

‫من أبرز سمات االقتصاد الجزائري أنه اقتصاد ريعي يتميز بسيطرة قطاع املحروقات على كافة املتغيرات‬
‫االقتصادية‪ ،‬فقد اتضح لنا فشل السياسة االقتصادية في الجزائر املرتبطة بالعوائد النفطية بسبب‬
‫التقلبات املتتالية الت ي عرفتها أسعار النفط بداية من منتصف الثمانينات والتي أثرت على أداء االقتصاد‬
‫ككل‪ ،‬األمر الذي يستدعي من السلطات الجزائرية إيجاد السبيل لتفعيل دور مختلف القطاعات الحيوية‬
‫وتشغيل الطاقات األخرى‪ ،‬ولعل تبني إستراتيجية التنويع االقتصادي تمكن البالد من تنويع القاعدة‬
‫اإلنتاجية وزيادة الصادرات خارج املحروقات وبالتالي بناء قاعدة اقتصادية متينة بعيدة عن النفط وأزماته‪.‬‬
‫وهذا ما يثبت صحة الفرضية الثالثة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ــة‬

‫‪ ‬الفرضية الرابعة‪" :‬استطاعت برامج التأهيل التي تبنتها الدولة الجزائرية االرتقاء باملؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة ودفعها بشكل فعال في التنويع االقتصادي"‪.‬‬

‫أثبتت الحصيلة الضعيفة لبرامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية سواء الوطنية أو األجنبية‬
‫منها عدم قدرتها على دعم هذه املؤسسات ألنها لم تستطع تحقيق األهداف التي سطرتها واملتمثلة أساسا‬
‫في تحسين محيط عمل هذه املؤسسات بما يضمن زيادة طاقتها اإلنتاجية وكذا جودة وتنافسية مؤسساتها‬
‫وبالتالي التوجه للسوق العالمي واالنضمام إلى متطلبات الساحة الدولية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى الشروط التي‬
‫وضعتها هذه البرامج والتي ال تتماش ى والظروف املحلية املتعلقة بمحيط هذه املؤسسات‪ .‬هذا ما انعكس‬
‫بدوره على مساهمتها في االقتصاد ودعم التنويع االقتصادي حيث سجلت مساهمة ضعيفة في كل من الناتج‬
‫الداخلي الخام وكذا القيمة املضافة واألمر ذاته بالنسبة للصادرات والتي لم تتعدى نسبة ‪ %3‬من إجمالي‬
‫الصادرات الكلية‪ .‬وهذا ما ينفى صحة الفرضية الرابعة‪.‬‬

‫‪ ‬النتائج النظرية‪.‬‬

‫بعد عرض أهم املفاهيم النظرية املتعلقة باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة وتأهيلها وكذا التنويع االقتصادي‬
‫توصلنا إلى أهم النتائج والتي نوردها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬عدم وجود تعريف محدد وواضح للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬فنجد أن تعريف هذه األخيرة‬
‫يختلف من دولة إلى أخرى وهنا البد من توحيد تعريفها حتى يسهل االستثمار في هذا النوع من‬
‫املؤسسات في مختلف الدول؛‬
‫‪ ‬الهدف األساس ي من عمليات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة هو تهيئة محيطها الداخلي‬
‫والخارجي حتى تستطيع الصمود أمام املنافسة الداخلية وحتى الخارجية؛‬
‫‪ ‬تكتس ي عمليات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة أهمية بالغة حتى أصبحت رهان تعتمد عليه‬
‫الدول النامية في تحقيق التنمية املستدامة؛‬
‫‪ ‬تقود عمليات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى إعادة النظر في استراتيجية هذه األخيرة‬
‫ألهدافها وطرق عملياتها ومختلف وظائفها وذلك بغية تكييفها مع متطلبات البيئة االستثمارية التي‬
‫تنشط فيها؛‬
‫‪ ‬إن تبني املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لعملية التأهيل ال يتم إال من خالل إتباع مجموعة من‬
‫املراحل تضمن لها الحصول على أفضل النتائج؛‬
‫‪ ‬يعد التنويع االقتصادي إستراتيجية تنموية تحاول من خاللها الدول تنويع وتوسيع مصادر الدخل‬
‫لديها وتقليل املخاطر االقتصادية التي يمكن أن تتعرض إليها؛‬

‫‪125‬‬
‫الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ــة‬

‫‪ ‬يكتسب التنويع االقتصادي أهميته من كونه إستراتيجية ضرورية للدول الريعية التي تعتمد على‬
‫العوائد النفطية كمصدر دخل وحيد؛‬
‫‪ ‬يتم قياس التنويع االقتصادي اعتمادا على جملة من املؤشرات؛‬
‫‪ ‬إن نجاح إستراتيجية التنويع االقتصادي مربوطة بتبني الدول ملجموعة من اإلصالحات سواء‬
‫املتعلقة بالجانب االقتصادي أو القانوني أو االجتماعي؛‬
‫‪ ‬االهتمام بالصناعات الصغيرة واملتوسطة يعد آلية من آليات تحقيق التنويع االقتصادي؛‬
‫‪ ‬اتباع برامج التأهيل املناسبة لخصوصيات هذا النوع من املؤسسات يمكن أن يكون سببا رئيسيا في‬
‫الرفع من قدرتها على تأدية الدور املنوط اتجاه التنويع االقتصادي خاصة لدى الدول النفطية‪.‬‬
‫‪ ‬النتائج التطبيقية‪.‬‬

‫توصلنا من خالل الدراسة التي أسقطت على االقتصاد الجزائري إلى جملة من النتائج نوردها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬في الجزائر‪ ،‬تعتبر سنة ‪ 2001‬بداية االهتمام الفعلي بالقطاع الخاص وباألخص املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة‪ ،‬من خالل فتح املجال الواسع لالستثمار في هذا النوع من املؤسسات؛‬
‫‪ ‬شهدت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تطور كبير في تعدادها خالل فترة الدراسة إال أن هذا التطور‬
‫لم يكن في قطاعات منتجة تخلق قيمة مضافة؛‬
‫‪ ‬تبنت الجزائر العديد من برامج التأهيل منها ما هو وطني ومنها ما كان في ظل الشراكة األجنبية‪.‬‬
‫سعت جميعها إلى خلق بيئة استثمارية تساعد على إنشاء وتطوير املؤسسات االقتصادية بصفة‬
‫عامة واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة بصفة خاصة؛‬
‫‪ ‬ضعف حصيلة البرامج املتبناة لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة نتيجة لعدم قدرتها على‬
‫تحقيق أهدافها؛‬
‫‪ ‬تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة العديد من التحديات في الجزائر التي كانت ولزالت تشكل‬
‫عائق أمام تطور هذا النوع من املؤسسات؛‬
‫‪ ‬عملت الجزائر جاهدة على الخروج من التبعية لقطاع املحروقات وتبنت بذلك إستراتيجية التنويع‬
‫االقتصادي بسبب التقلبات التي شهدتها أسعار النفط؛‬
‫‪ ‬تبين لنا من خالل هذه الدراسة أن مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في كل من الناتج‬
‫الداخلي الخام والقيمة املضافة تبقى محدودة ولم ترق إلى املستوى الذي يسمح لها بتنويع الهيكل‬
‫الصناعي وزيادة الناتج املحلي اإلجمالي؛‬

‫‪126‬‬
‫الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ــة‬

‫‪ ‬ارتكاز صادرات الجزائر على قطاع املحروقات بنسبة ‪ %93‬في أسوأ حاالتها وهذا ما يدل على فشل‬
‫سياسات وبرامج الدولة في تشجيع صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬
‫‪ ‬يعد االقتصاد الجزائري من بين االقتصاديات الريعية األقل تنوعا واألكثر تركزا‪.‬‬
‫‪ ‬اقتراحات الدراسة‪:‬‬

‫بناءا على النتائج املشار إليها نقوم بإدراج مجموعة من االقتراحات التي من شأنها أن تؤخذ بعين االعتبار‬
‫لزيادة الدور التنموي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة وجعلها أداة حقيقة لتحقيق التنويع االقتصادي في‬
‫الجزائر والتي نذكرها في اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬تهيئة بيئة استثمارية جاذبة لالستثمار سواء املحلي أو األجنبي وذلك من الناحية القانونية‬
‫واالقتصادية والسياسية وحتى االجتماعية‪ ،‬ما يساعد على تسهيل اإلجراءات اإلدارية وجعلها أقل‬
‫تكلفة وأكثر سرعة؛‬
‫‪ ‬االستعانة بنماذج الدول الناجحة في مجال املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومحاولة بناء نموذج‬
‫حقيقي واقعي لتطوير هذا النوع من املؤسسات؛‬
‫‪ ‬تبسيط إجراءات الحصول على التمويل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة األمر الذي يساعدها على‬
‫زيادة مساهمتها في االقتصاد؛‬
‫‪ ‬ضرورة التعريف ببرامج التأهيل وأهميتها بالنسبة ألصحاب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خاصة‬
‫أن أغلبهم ال يتمتع بالخبرة الكافية في التسيير؛‬
‫‪ ‬محاولة تبني أو بناء برامج تأهيل جديدة إلنعاش قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بما يتماش ى‬
‫واألوضاع الداخلية وتقليص شروط االستفادة من هذه البرامج؛‬
‫‪ ‬تشكيل جهاز رقابة فعال للمتابعة الفعلية وامليدانية للمؤسسات املنخرطة في برامج التأهيل التي‬
‫تضعها الحكومة؛‬
‫‪ ‬إيجاد طرق إلزالة جميع العقبات التي تقف أمام تسهيل دخول املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى‬
‫النشاطات التي تحتوي على قيمة مضافة عالية تسمح لها بزيادة قيمة صادراتها؛‬
‫‪ ‬محاولة توطين تكنولوجيا جديدة تزيد من جودة منتجات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومن ثم‬
‫زيادة تنافسيتها؛‬
‫‪ ‬العمل على منح حوافز للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة املصدرة بغية زيادة صادرات هذا النوع من‬
‫املؤسسات‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ــة‬

‫‪ ‬آفاق الدراسة‪:‬‬

‫لقد جاءت هذه الدراسة بغرض تبيان أهمية عملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودورها في تحقيق‬
‫التنويع االقتصادي ومن ثم النمو والتنمية االقتصادية‪ ،‬ليبقى املجال مفتوحا لدراسات أخرى مستقبلية‬
‫والتي يمكن أن تكون امتدادا أوسعا للدراسة نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬دور التأهيل في تحسين تنافسية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر؛‬


‫‪ ‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر بين ضرورة التأهيل وضغوط االنفتاح االقتصادي؛‬
‫‪ ‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كخيار استراتيجي لتنويع مصادر الدخل بالجزائر؛‬
‫‪ ‬تنويع القاعدة اإلنتاجية كمدخل لتحقيق التنويع االقتصادي بالجزائر؛‬
‫‪ ‬تبني التنويع االقتصادي كإستراتيجية للخروج من االنحسار الريعي للدول النفطية‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫ق ائمة المراجع‬
‫قـ ـ ـ ـ ـائمة امل ـ ـ ـ ـ ـراجع‬
‫أوال‪ :‬املراجع باللغة العربية‪.‬‬
‫‪ ‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو الناعم عبد الحميد مصطفى‪" ،‬إدارة املشروعات الصغيرة‪ -‬كيف تصبح رجل أعمال ناجح‪ -‬كيف تصبحين‬
‫سيدة أعمال ناجحة"‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2002 ،‬‬
‫‪ .2‬الجابري نايف‪" ،‬اإلدارة االستراتيجية في املنشآت الصناعية"‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2013 ،‬‬
‫‪ .3‬الصيرفي محمد‪" ،‬البرنامج التأهيلي ألصحاب املشروعات الصغيرة"‪ ،‬مؤسسة حورس الدولية‪ ،‬السكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2009 ،‬‬
‫‪ .4‬العطية ماجدة‪" ،‬إدارة املشروعات الصغيرة"‪ ،‬دار املسيرة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2002 ،‬‬
‫‪ .5‬الغالبي طاهر محسن منصور‪" ،‬إدارة واستراتيجية منظمات األعمال املتوسطة والصغيرة"‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2009 ،‬‬
‫‪ .6‬الالمي غسان قاسم داود‪" ،‬إدارة التكنولوجيا‪-‬مفاهيم ومداخل‪ ،‬تقنيات‪ ،‬تطبيقات عملية‪ ،"-‬دار املناهج‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2007 ،‬‬
‫‪ .7‬املنظمة العربية للتنمية الدارية‪" ،‬تطوير إدارة املشروعات الصغيرة في الوطن العربي"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪ .8‬بابنات عبد الرحمان‪ ،‬عدون ناصر دادي‪"،‬التدقيق اإلداري وتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪،‬‬
‫دار املحمدي العامة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬
‫‪ .9‬بشارات هيا جميل‪" ،‬التمويل املصرفي اإلسالمي للمشروعات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬

‫‪ .10‬جواد نبيل‪" ،‬إدارة وتنمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬الجزائرية للكتاب‪ ،‬درارية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ .11‬خبابة عبد هللا‪" ،‬املؤسسات الصغيرة املتوسطة آلية لتحقيق التنمية املستدامة"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫السكندرية‪ ،‬مصر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .12‬خلف السكارنة بالل‪" ،‬الريادة وإدارة منظمات األعمال"‪ ،‬دار املسيرة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2008 ،‬‬
‫‪ .13‬خنفر إياد عبد الله‪ ،‬العزام عبد الفتاح محمود‪ ،‬العساف خالد توفيق‪ ،‬الشيخ مصطفى سعيد‪" ،‬إدارة التسويق‬
‫ـ مدخل معاصر‪ ،"-‬دار وائل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2018 ،‬‬
‫‪ .14‬خوني رابح‪ ،‬حساني رقية‪" ،‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومشكالت تمويلها"‪ ،‬أتراك للطباعة‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ .15‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪"،‬أساسيات التمويل باملشاركة بين االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الوضعي للمؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2015 ،‬‬
‫‪ .16‬راض ي محمد فخري‪" ،‬اإلدارة االستراتيجية"‪ ،‬دار أمجد‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2016 ،‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ .17‬رحموني أحمد‪" ،‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودورها في إحداث التنمية الشاملة في االقتصاد الجزائري"‪،‬‬
‫املكتبة املصرية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2011 ،‬‬
‫‪ .18‬زاير وافية‪" ،‬اإلدارة االستراتيجية وأداء املؤسسات االقتصادية"‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2019 ،‬‬
‫‪ .19‬سلمان ميساء حبيب‪ ،‬العبادي سمير‪" ،‬املشروعات الصغيرة وأثرها التنموي"‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2017 ،‬‬
‫‪ .20‬عباس عالء‪ ،‬السالمى محمد‪" ،‬ريادة األعمال واملشروعات الصغيرة"‪ ،‬دار التعليم الجامعي‪ ،‬السكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ .21‬عبد الباري طارق‪" ،‬إدارة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬تبدل أدوار املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في عصر‬
‫العوملة"‪ ،‬املكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2009 ،‬‬
‫‪ .22‬عبد املطلب عبد الحميد‪" ،‬اقتصاديات تمويل املشروعات الصغيرة"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬السكندرية‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .23‬عرفة سيد سالم‪" ،‬الجديد في إدارة املشاريع الصغيرة"‪ ،‬دار الراية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2011 ،‬‬
‫‪ .24‬عزة خيرت يوسف‪" ،‬إدارة املشروعات الصغيرة واملتوسطة (تصميم مشروعات التنمية‪-‬جدوى املشروع)"‪ ،‬دار‬
‫التعليم الجامعي‪ ،‬السكندرية‪ ،‬مصر‪.2018 ،‬‬
‫‪ .25‬عقيلي عمر وصفي‪" ،‬إدارة مشروعات األعمال الصغيرة"‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2018 ،‬‬
‫‪ .26‬علي عمر أيمن‪" ،‬إدارة املشروعات الصغيرة‪ :‬مدخل بيئي مقارن"‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬السكندرية‪ ،‬مصر‪.2007،‬‬
‫‪ .27‬عوض أشرف محمد إبراهيم‪"،‬أفكار جديدة ملشروعك الصغير طريقك لتحقيق الثروة والنجاح"‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2009 ،‬‬
‫‪ .28‬فردي مصطفى نهال‪ ،‬عباس نبيلة‪" ،‬أساسيات األعمال في ظل العوملة"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬السكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ .29‬فالح حسن الحسيني‪" ،‬إدارة املشروعات الصغيرة مدخل استراتيجي للمنافسة والتميز"‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.2006 ،‬‬
‫‪ .30‬فالح مفلح الزعبي علي‪" ،‬ريادة األعمال (صناعة القرن الحادي والعشرين)"‪ ،‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.2016 ،‬‬
‫‪ .31‬قحطان محمود يحي‪" ،‬التخطيط االستراتيجي –مدخل لتحقيق امليزة التنافسية"‪ ،‬دار املناهج‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.2019 ،‬‬
‫‪ .32‬كافي مصطفى يوسف‪" ،‬بيئة وتكنولوجية إدارة املشروعات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬مكتبة املجتمع العربي‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2014 ،‬‬
‫‪ .33‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪" ،‬ريادة األعمال وإدارة املشاريع الصغيرة"‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2016 ،‬‬
‫‪ .34‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪"،‬إدارة حاضنات األعمال للمشاريع الصغيرة"‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2017‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ .35‬محمود محمد خليل محمد‪" ،‬املشروعات الصغيرة‪ :‬طريق للتنمية املستدامة"‪ ،‬دار حميثرا للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.2018 ،‬‬
‫‪ .36‬مزهر شعبان العاني مزهر شعبان‪ ،‬جواد شوقي ناجي‪ ،‬عليان ارشيد حسين‪ ،‬حجازي هيثم علي‪" ،‬إدارة املشروعات‬
‫الصغيرة منظور ريادي تكنولوجي"‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2010 ،‬‬
‫‪ .37‬مصطفى محمد كمال‪ 4"،‬محاور لزيادة فاعلية املوارد البشرية"‪ ،‬مركز الخبرات املهنية لإلدارة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ .38‬هيكل محمد‪" ،‬مهارات إدارة املشروعات الصغيرة"‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2003 ،‬‬
‫‪ .39‬يوسف حسن توفيق عبد الرحيم‪" ،‬إدارة األعمال التجارية الصغيرة"‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ ‬األطروحات واملذكرات‪:‬‬
‫أ ـ أطروحات الدكتوراه‪.‬‬
‫‪ .1‬باهي موس ى‪" ،‬التنمية املستدامة والتنويع االقتصادي في الدول العربية النفطية"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة باجي مختار‪،‬‬
‫عنابة‪ ،‬الجزائر‪.2019 ،‬‬
‫‪ .2‬بن موفق زروق‪" ،‬استراتيجية تنويع االقتصاد الجزائري في ظل املتغيرات االقتصادية املعاصرة"‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة زيان‬
‫عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪.2019 ،‬‬
‫‪ .3‬تجاني وافية‪" ،‬مساهمة برنامج التأهيل في تحسين تنافسية املؤسسة االقتصادية الجزائرية في إطار الشراكة‬
‫األورو‪-‬متوسطية حالة املؤسسات الصناعية"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪ .4‬جودي حنان‪" ،‬استراتيجية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كخيار لتدارك الفجوة االستراتيجية‬
‫واالندماج في االقتصاد التنافس ي"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪ .5‬حسين يحي‪" ،‬قياس فعالية برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في دول املغرب العربي"‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .6‬زرفة رؤوف‪" ،‬أثر تطبيق البرنامج الوطني للتأهيل على الجودة في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪-‬دراسة حالة‬
‫عينة من املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الشرق الجزائري"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪،‬‬
‫(غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪ .7‬زيتوني صابرين‪" ،‬الشراكة األجنبية كأداة لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة –دراسة حالة الجزائر‪،"-‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة عبد الحميد ابن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ .8‬شاوش ي فاطمة‪" ،‬دور الشراكة األورو‪-‬جزائرية في ترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وانعكاساتها على‬
‫التنمية"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬منشورة)‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الحميد ابن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪ .9‬عبد الجليل هجيرة‪" ،‬العوامل املؤثرة في تنافسية االقتصاد الجزائري"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫(غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪ .10‬عقبة نصيرة‪" ،‬فعالية التمويل البنكي ملشاريع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪ .11‬غدير أحمد سليمة‪" ،‬متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية الخاصة في الجزائر"‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪ .12‬غقال إلياس‪" ،‬تقييم الدور التمويلي للشراكة األورو‪-‬جزائرية في تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة"‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪ .13‬فارس طارق‪" ،‬دور ومكانة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وسبل ترقية قدرتها التنافسية"‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫لنيل شهادة دكتوراه علوم‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات‬
‫عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫ب ـ مذكرات املاجستير‬
‫‪ .1‬باهي موس ى‪" ،‬التنويع االقتصادي والتنمية في الجزائر"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير‪،‬‬
‫(غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .2‬بوشريط ابتسام‪" ،‬آلية تمويل برامج تأهيل املؤسسات االقتصادية الجزائرية"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات‬
‫نيل شهادة املاجستير‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ .3‬رقراق عبد القادر‪" ،‬متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في ظل التحوالت االقتصادية الراهنة –‬
‫دراسة حالة الجزائر"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية علوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ .4‬عزيزي عكاشة أحمد‪" ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومساهمتها في التجارة الخارجية‪ :‬دراسة حالة‬
‫الجزائر"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬وهران‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .5‬عليواش أمين عبد القادر‪" ،‬أثر تأهيل املؤسسات االقتصادية على االقتصاد الوطني"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن‬
‫متطلبات نيل شهادة املاجستير‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2007‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ .6‬غدير أحمد سليمة‪" ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪-‬دراسة تقييمية لبرنامج ميدا"‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير‪( ،‬منشورة)‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ .7‬هادي صادق‪" ،‬دور التنويع االقتصادي في تحقيق التنمية املستدامة في االقتصاديات النفطية"‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير‪( ،‬منشورة)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،1‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ ‬امللتقيات واملؤتمرات‪:‬‬
‫أ ـ امللتقيات الدولية‪:‬‬
‫امللتقى الدولي األول حول‪" :‬استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في‬ ‫‪.1‬‬
‫الجزائر"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة لونيس ي علي‪ ،‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 6 :‬و‪7‬‬
‫نوفمبر‪.2018‬‬
‫امللتقى الدولي الثاني حول‪" :‬متطلبات تحقيق اإلقالع االقتصادي في الدول النفطية في ظل انهيار أسعار‬ ‫‪.2‬‬
‫املحروقات"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫يومي‪ 29 :‬و‪ 30‬نوفمبر‪.2016‬‬
‫امللتقى الدولي السادس حول‪" :‬بدائل النمو والتنويع االقتصادي في الدول املغاربية بين الخيارات والبدائل‬ ‫‪.3‬‬
‫املتاحة"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫يومي‪2 :‬و‪ 3‬نوفمبر ‪.2016‬‬
‫امللتقى الدولي األول حول‪" :‬تقييم استراتيجيات وسياسات الجزائر االقتصادية الستقطاب االستثمارات البديلة‬ ‫‪.4‬‬
‫للمحروقات في آفاق األلفية الثالثة بالجزائر"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد‬
‫بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪28 :‬و‪ 29‬أكتوبر ‪.2014‬‬
‫امللتقى الدولي حول‪" :‬استراتيجية تنظيم ومرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫‪.5‬‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪18 :‬و‪ 19‬أفريل ‪. 2012‬‬
‫‪ .6‬امللتقى الدولي حول‪" :‬متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول العربية"‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪17 :‬و‪ 18‬أفريل‪.2006 ،‬‬
‫ب ـ امللتقيات الوطنية‪:‬‬
‫‪ .1‬امللتقى الوطني حول‪" :‬املؤسسات االقتصادية الجزائرية واستراتيجيات التنويع االقتصادي في ظل انهيار أسعار‬
‫النفط"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 25 :‬و‪26‬‬
‫أفريل‪.2017 ،‬‬
‫‪ .2‬امللتقى الوطني حول‪ " :‬تنافسية الصناعات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل التغيرات الدولية واإلقليمية"‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪27 :‬و‪ 28‬نوفمبر‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ .3‬امللتقى الوطني حول‪" :‬إشكالية استدامة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 29 :‬و‪ 30‬أكتوبر‪.2017‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ .4‬امللتقى الوطني األول حول‪ " :‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ‪-2000‬‬
‫‪ ،"2010‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪:‬‬
‫‪18‬و‪ 19‬ماي‪.2011‬‬
‫جـ ـ املؤتمرات‪:‬‬
‫‪ .1‬املؤتمر الدولي التاسع حول‪" :‬اإلصالح االقتصادي واإلداري وسياسات التكيف في األردن والوطن العربي"‪ ،‬كلية‬
‫االقتصاد والعلوم الدارية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪ ،‬أيام‪23 :‬و‪ 25‬أفريل‪.2019‬‬
‫‪ .2‬املؤتمر األول لكليات إدارة األعمال بجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬كلية إدارة األعمال‪،‬‬
‫جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬يومي‪16 :‬و‪ 17‬فيفري‪.2014‬‬
‫‪ .3‬املؤتمر العلمي الدولي حول‪" :‬التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة"‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي‪ 7 :‬و‪ 8‬أفريل ‪.2008‬‬
‫‪ ‬املج ـ ـ ـ ـالت‪:‬‬
‫‪ .1‬مجلة االقتصاد الصناعي‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،10‬العدد األول‪.2020 ،‬‬
‫‪ .2‬مجلة دفاتر ميكاس (‪ ،)mecas‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،16‬العدد األول‪.2020 ،‬‬
‫‪ .3‬مجلة االقتصاديات املالية والبنكية وإدارة األعمال‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،06‬العدد‬
‫األول‪.2020 ،‬‬
‫‪ .4‬املجلة املغاربية االقتصاد واملناجمنت‪ ،‬جامعة مصطفى أسطمبولي‪ ،‬معسكر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،05‬العدد الثاني‪،‬‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ .5‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،06‬العدد األول‪ ،‬أفريل ‪.2020‬‬
‫‪ .6‬مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني والخمسون‪ ،‬ديسمبر‬
‫‪.2019‬‬
‫‪ .7‬مجلة البحوث االقتصادية املتقدمة‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪،‬‬
‫ديسمبر‪.2018‬‬
‫‪ .8‬مجلة الحقيقة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد‬
‫‪ ،17‬العدد السابع واألربعون‪ ،‬ديسمبر‪.2018‬‬
‫‪ .9‬مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الرابع عشر‪ ،‬ديسمبر‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ .10‬مجلة اآلفاق للدراسات االقتصادية‪ ،‬جامعة‪ ،‬العربي التبس ي‪ ،‬تبسة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬سبتمبر ‪.2018‬‬
‫‪ .11‬مجلة نماء لالقتصاد والتجارة‪ ،‬جامعة عبد الحق بن حمودة‪ ،‬جيجل‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جوان‪.2018‬‬
‫‪ .12‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس والثالثون‪.2018 ،‬‬
‫‪ .13‬مجلة االقتصاد وإدارة األعمال‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،02‬العدد السابع‪.2018 ،‬‬
‫‪ .14‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬جامعة بشار‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،04‬العدد الثاني‪.2018 ،‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ .15‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،14‬العدد التاسع عشر‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ .16‬مجلة دفاتر اقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد الثاني‪.2018 ،‬‬
‫‪ .17‬مجلة الحقيقة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد‬
‫‪ ،17‬العدد الرابع‪.2018 ،‬‬
‫‪ .18‬مجلة دفاتر اقتصادية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد األول‪2017 ،‬‬
‫‪ .19‬مجلة رؤى اقتصادية‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،‬جوان ‪.2017‬‬
‫‪ .20‬مجلة الدراسات املالية واملحاسبية واإلدارية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جوان ‪.2017‬‬
‫‪ .21‬مجلة أداء املؤسسات الجزائرية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني عشر‪.2017 ،‬‬
‫‪ .22‬مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫البليدة ‪ ،2‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الحادي عشر‪.2017 ،‬‬
‫‪ .23‬مجلة االقتصاد وإدارة األعمال‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪.2017 ،‬‬
‫‪ .24‬مجلة دراسات في االقتصاد والتجارة املالية‪ ،‬مخبر الصناعات التقليدية لجامعة الجزائر ‪ ،3‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪،05‬‬
‫العدد الثاني‪.2016 ،‬‬
‫‪ .25‬مجلة أبعاد اقتصادية‪ ،‬جامعة محمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،06‬العدد الثاني‪.2016 ،‬‬
‫‪ .26‬مجلة الباحث االقتصادي‪ ،‬جامعة ‪ 20‬أوت ‪ ،1955‬سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جوان‪.2016‬‬
‫‪ .27‬مجلة معارف‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد العشرون‪ ،‬جوان ‪.2016‬‬
‫‪ .28‬مجلة الواحات للبحوث والدراسات‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة غرداية‪ ،‬غرداية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،09‬العدد الثاني‪.2016 ،‬‬
‫‪ .29‬مجلة التكامل االقتصادي‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،04‬العدد الثاني‪.2016 ،‬‬
‫‪ .30‬مجلة الكوت للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬كلية الدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد الرابع‬
‫والعشرون‪.2016 ،‬‬
‫‪ .31‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،15‬العدد األول‪.2015 ،‬‬
‫‪ .32‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثامن والثالثون‪ ،‬مارس‪.2015‬‬
‫‪ .33‬مجلة دفاتر بوادكس‪ ،‬جامعة عبد الحميد ابن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬سبتمبر‪.2015‬‬
‫‪ .34‬مجلة املنصورة‪ ،‬كلية املنصورة الجامعة‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد الرابع والعشرون‪.2015 ،‬‬
‫‪ .35‬مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد السادس عشر‪ ،‬ديسمبر‪.2014‬‬
‫‪ .36‬مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،2‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع عشر‪ ،‬ديسمبر‪.2014‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ .37‬مجلة االستراتيجية والتنمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪،‬‬
‫مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،04‬العدد السادس‪ ،‬ديسمبر ‪.2014‬‬
‫‪ .38‬مجلة الدراسات املالية واملحاسبية واإلدارية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني‪،‬‬
‫ديسمبر‪.2014‬‬
‫‪ .39‬مجلة رؤى اقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬ديسمبر‪.2012‬‬
‫‪ .40‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬املركز الجامعي‪ ،‬تمنراست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني‪.2012 ،‬‬
‫‪ .41‬مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات‬
‫عباس‪ ،‬سطيف‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬العدد الحادي عشر‪.2011 ،‬‬
‫‪ .42‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس عشر‪.2011 ،‬‬
‫‪ .43‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع‪.2011 ،‬‬
‫‪ .44‬مجلة دفاتر اقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد األول‪.2010 ،‬‬
‫‪ .45‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثالثون‪ ،‬ديسمبر ‪.2008‬‬
‫‪ .46‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة لحاج لخضر‪ ،‬باتنة ‪ ،1‬الجزائر‪،‬‬
‫العدد الثامن عشر‪ ،‬جوان‪.2008‬‬
‫‪ ‬الجرائد الرسمية‪.‬‬
‫‪ .1‬القانون رقم ‪ ،17-02‬املؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪" ،2017‬املتعلق باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 02‬الصادرة في ‪.2017/01/11‬‬
‫‪ .2‬القانون رقم ‪ ،18-01‬املؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪" ،2001‬املتعلق باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة"‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 77‬الصادرة في ‪.2001/12/15‬‬

‫‪137‬‬
.‫ املراجع باللغة األجنبية‬:‫ثانيا‬
 Les livres:
1. Filion Louis Jacques, « Management Des Pme : De la Création à La Croissance,
illustrées, pearson », Renouveau Pédagogique (ERPI), France, 2007.
2. Levratto Nadine, « LES PME : Définition, rôle économique et politique
publiques », Bibliothèque Nationale, paris, France, 1re édition, 2009.
3. Lamiri Abdelhak, « Management de L’information redressement et mise à
niveau des entreprises », office des publications universitaires, Alger, Algerie, 2e
édition, 2012.
4. Dussossoy Patrick, « Conseils pratiques pour piloter votre PME : Comment
analyser, décider, organiser, mobiliser, et se dépasser…pour réussir », Gereso,
Mans, France, 4e édition, 2018.

 Les memoires:
1. Ndjambou Paterne, « Diversification économique territoriale : enjeux,
déterminants, stratégies, modalitiés, conditions et perspectives », Thèse de
Doctorat en développement régionale, )non publié(, université du Québec, Canada,
2013.

 Les magazines et les Revues :


1. Magazine D’économie et Management, Université Aboubeker Belkaid, Tlemcen,
Algérie, N°09, Octobre 2009.
2. Global journal of Economic and Business (GJEB), University Echahid Hamma
Lakhder, Eloued, Algeria, N°02, April2017.

 Les sites d’internet :


 https://democraticac.de/?p=40830/
 https://annabaa.org/arabic/authorsarticles/7989/
 https://files.hawaii.gov/dbedt/economic/
 https://ar.wikipedia.org/wiki/‫جيني‬-‫معامل‬
 https://www.findevgateway.org/ar/paper/2007/01/
 https://al-ain.com/article/algeria-foreign-debts-june-2018
 https://www.echoroukonline.com/
 https://www.commerce.gov.dz/ar/statistiques/echanges-commerciaux
 http://www.ons.dz/spip.php?rubrique33
 https://www.bank-of-algeria.dz/html/rapport.htm//
 https://unctadstat.unctad.org/fr/index.html//
 https://www.diwanalarab.com//

138
‫المالحق‬
‫امللحق رقم (‪ :)1‬تطور تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر للفترة (‪)2018- 2001‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫الطابع القانوني‬

‫‪269806‬‬ ‫‪245842‬‬ ‫‪225449‬‬ ‫‪207949‬‬ ‫‪189552‬‬ ‫‪179893‬‬ ‫خاص‬

‫‪739‬‬ ‫‪874‬‬ ‫‪778‬‬ ‫‪778‬‬ ‫‪778‬‬ ‫‪778‬‬ ‫عام‬

‫‪106222‬‬ ‫‪96072‬‬ ‫‪86732‬‬ ‫‪79850‬‬ ‫‪71523‬‬ ‫‪64677‬‬ ‫الحرف‬

‫‪376767‬‬ ‫‪342788‬‬ ‫‪312959‬‬ ‫‪288577‬‬ ‫‪261853‬‬ ‫‪245348‬‬ ‫املجموع‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫الطابع القانوني‬

‫‪711275‬‬ ‫‪658737‬‬ ‫‪618515‬‬ ‫‪455398‬‬ ‫‪392013‬‬ ‫‪293946‬‬ ‫خاص‬

‫‪557‬‬ ‫‪572‬‬ ‫‪557‬‬ ‫‪591‬‬ ‫‪626‬‬ ‫‪666‬‬ ‫عام‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪169080‬‬ ‫‪126887‬‬ ‫‪116347‬‬ ‫الحرف‬

‫‪711832‬‬ ‫‪659309‬‬ ‫‪619072‬‬ ‫‪625069‬‬ ‫‪519526‬‬ ‫‪410959‬‬ ‫املجموع‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫الطابع القانوني‬

‫‪1141602‬‬ ‫‪107236‬‬ ‫‪1022231‬‬ ‫‪934037‬‬ ‫‪851511‬‬ ‫‪777259‬‬ ‫خاص‬

‫‪261‬‬ ‫‪267‬‬ ‫‪390‬‬ ‫‪532‬‬ ‫‪542‬‬ ‫‪557‬‬ ‫عام‬

‫‪1141863‬‬ ‫‪1074503‬‬ ‫‪1022621‬‬ ‫‪934569‬‬ ‫‪852053‬‬ ‫‪777816‬‬ ‫املجموع‬

‫‪Source : élabore par moi-même à partir du :‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪Bulletin d’information statistique de la PME, Ministre de l’industrie et des mines, n°10, n°12, n°14, n°16, n°18,‬‬
‫‪n°20, n°22, n°24, n°26, n°28, n°30, n°32, n°34, pour les années 2006, 2007, 2008, 2009, 2010, 2011,‬‬
‫‪2012, 2013, 2014, 2016, 2017, 2018, 2019.‬‬
‫امللحق رقم (‪ :)2‬تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر للفترة (‪ 2001‬ـ ‪)2009‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫فروع‬


‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫النشاط‬
‫‪33.62‬‬ ‫‪90702‬‬ ‫‪32.83‬‬ ‫‪80716‬‬ ‫‪32.32‬‬ ‫‪72869‬‬ ‫‪31.64‬‬ ‫‪65799‬‬ ‫‪30.21‬‬ ‫‪57255‬‬ ‫‪23.52‬‬ ‫‪42319‬‬ ‫البناء‬
‫واألشغال‬
‫‪17.22‬‬ ‫‪46461‬‬ ‫‪17.16‬‬ ‫‪42183‬‬ ‫‪16.83‬‬ ‫‪37954‬‬ ‫‪16.86‬‬ ‫‪34681‬‬ ‫‪16.65‬‬ ‫‪31568‬‬ ‫‪14.67‬‬ ‫‪26424‬‬ ‫التجارة‬
‫والتوزيع‬

‫‪8.99‬‬ ‫‪24252‬‬ ‫‪9.00‬‬ ‫‪22119‬‬ ‫‪9.00‬‬ ‫‪20294‬‬ ‫‪9.03‬‬ ‫‪18771‬‬ ‫‪9.17‬‬ ‫‪17388‬‬ ‫‪8.70‬‬ ‫‪15647‬‬ ‫النقل‬
‫واملواصالت‬
‫‪7.20‬‬ ‫‪19438‬‬ ‫‪7.38‬‬ ‫‪18148‬‬ ‫‪7.51‬‬ ‫‪16933‬‬ ‫‪7.66‬‬ ‫‪15927‬‬ ‫‪7.98‬‬ ‫‪15132‬‬ ‫‪7.77‬‬ ‫‪13985‬‬ ‫خدمات‬
‫األعمال‬
‫‪5.24‬‬ ‫‪14134‬‬ ‫‪4.94‬‬ ‫‪12143‬‬ ‫‪4.81‬‬ ‫‪10843‬‬ ‫‪4.76‬‬ ‫‪9897‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫خدمات‬
‫املؤسسات‬
‫‪5.66‬‬ ‫‪15270‬‬ ‫‪5.86‬‬ ‫‪14417‬‬ ‫‪6.06‬‬ ‫‪13673‬‬ ‫‪6.28‬‬ ‫‪13058‬‬ ‫‪6.52‬‬ ‫‪12354‬‬ ‫‪6.44‬‬ ‫‪11594‬‬ ‫الصناعة‬
‫الغذائية‬
‫‪6.02‬‬ ‫‪16230‬‬ ‫‪6.14‬‬ ‫‪15099‬‬ ‫‪6.26‬‬ ‫‪14103‬‬ ‫‪6.36‬‬ ‫‪13230‬‬ ‫‪6.55‬‬ ‫‪12410‬‬ ‫‪6.40‬‬ ‫‪11517‬‬ ‫الفندقة‬
‫واإلطعام‬
‫‪16.06‬‬ ‫‪43319‬‬ ‫‪16.68‬‬ ‫‪41017‬‬ ‫‪17.20‬‬ ‫‪38780‬‬ ‫‪22.35‬‬ ‫‪36586‬‬ ‫‪22.92‬‬ ‫‪43445‬‬ ‫‪32.47‬‬ ‫‪58407‬‬ ‫أخرى‬

‫‪100‬‬ ‫‪269806‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪245482‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪225449‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪207949‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪189552‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪179893‬‬ ‫املجموع‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫فروع‬
‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫النشاط‬
‫‪35.34‬‬ ‫‪122238‬‬ ‫‪34.84‬‬ ‫‪111978‬‬ ‫‪34.10‬‬ ‫‪100250‬‬ ‫البناء‬
‫واألشغال‬

‫‪17.39‬‬ ‫‪60138‬‬ ‫‪17.28‬‬ ‫‪55551‬‬ ‫‪17.27‬‬ ‫‪50764‬‬ ‫التجارة‬


‫والتوزيع‬
‫‪8.92‬‬ ‫‪30871‬‬ ‫‪8.99‬‬ ‫‪28885‬‬ ‫‪9.01‬‬ ‫‪26487‬‬ ‫النقل‬
‫واملواصالت‬
‫‪6.97‬‬ ‫‪24108‬‬ ‫‪7.01‬‬ ‫‪22529‬‬ ‫‪7.09‬‬ ‫‪20829‬‬ ‫خدمات‬
‫األعمال‬
‫‪6.04‬‬ ‫‪20908‬‬ ‫‪5.75‬‬ ‫‪18473‬‬ ‫‪5.55‬‬ ‫‪16310‬‬ ‫خدمات‬
‫املؤسسات‬
‫‪5.11‬‬ ‫‪17679‬‬ ‫‪5.30‬‬ ‫‪17045‬‬ ‫‪5.48‬‬ ‫‪16109‬‬ ‫الصناعة‬
‫الغذائية‬
‫‪5.57‬‬ ‫‪19282‬‬ ‫‪5.68‬‬ ‫‪18265‬‬ ‫‪5.84‬‬ ‫‪17178‬‬ ‫الفندقة‬
‫واإلطعام‬
‫‪14.65‬‬ ‫‪50678‬‬ ‫‪15.14‬‬ ‫‪48661‬‬ ‫‪15.66‬‬ ‫‪46019‬‬ ‫أخرى‬

‫‪Source : élabore par moi-même à partir du :‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪345902‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪321387‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪293946‬‬ ‫املجموع‬

‫‪-‬‬ ‫‪Bulletin d’information statistique de la PME, Ministre de l’industrie et des mines, n°04, n°06, n°08, n°10, n°12, n°14, n°16, n°18,‬‬
‫‪n°20, n°22, n°24, n°26, n°28, n°30, n°32, n°34, pour les années : 2003, 2004, 2005, 2006, 2007, 2008, 2009, 2010,‬‬
‫‪2011, 2012, 2013, 2014, 2016, 2017, 2018, 2019.‬‬
‫‪ -‬عبد السالم زايدي‪ ،‬يزيد مقران‪" ،‬قراءة في تجربة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية‪-‬دراسة إحصائية للفترة ‪ ،"2008-2001‬ورقة بحث‬
‫مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول‪" :‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية بالجزائر للفترة ‪ ،"2010-2000‬كلية العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪18‬و‪ 19‬ماي‪ ،2011 ،‬ص‪.475‬‬
‫‪-‬‬
‫امللحق رقم (‪ :)3‬تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر للفترة (‪)2018- 2010‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫فروع‬


‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫النشاط‬
‫‪1.00‬‬ ‫‪4616‬‬ ‫‪1.02‬‬ ‫‪4277‬‬ ‫‪1.02‬‬ ‫‪4006‬‬ ‫‪1.03‬‬ ‫‪3806‬‬ ‫الفالحة‬
‫‪1.05‬‬ ‫‪5625‬‬ ‫‪1.01‬‬ ‫‪5038‬‬ ‫والصيد‬
‫البحري‬
‫‪0.49‬‬ ‫‪2639‬‬ ‫‪0.49‬‬ ‫‪2439‬‬ ‫‪0.49‬‬ ‫‪2259‬‬ ‫‪0.49‬‬ ‫‪2052‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪1956‬‬ ‫‪0.51‬‬ ‫‪1870‬‬ ‫املحروقات‬
‫الطاقة‬
‫واملناجم‬
‫والخدمات‬
‫املتصلة‬
‫‪31.34‬‬ ‫‪168557‬‬ ‫‪32.15‬‬ ‫‪159775‬‬ ‫‪32.85‬‬ ‫‪150910‬‬ ‫‪33.85‬‬ ‫‪142222‬‬ ‫‪34.65‬‬ ‫‪135752‬‬ ‫‪35.14‬‬ ‫‪129762‬‬ ‫البناء‬
‫واألشغال‬
‫العمومية‬
‫‪15.56‬‬ ‫‪83701‬‬ ‫‪15.72‬‬ ‫‪78108‬‬ ‫‪15.90‬‬ ‫‪73037‬‬ ‫‪16.07‬‬ ‫‪67517‬‬ ‫‪16.31‬‬ ‫‪63890‬‬ ‫‪16.58‬‬ ‫‪61228‬‬ ‫الصناعة‬
‫التحويلية‬
‫‪51.57‬‬ ‫‪277379‬‬ ‫‪50.63‬‬ ‫‪251629‬‬ ‫‪49.76‬‬ ‫‪228592‬‬ ‫‪48.57‬‬ ‫‪204049‬‬ ‫‪47.52‬‬ ‫‪186157‬‬ ‫‪46.75‬‬ ‫‪172653‬‬ ‫الخدمات‬

‫‪100‬‬ ‫‪537901‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪496989‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪459414‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪420117‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪391761‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪369319‬‬ ‫املجموع‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫قطاع‬


‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫النشاط‬
‫‪1.10‬‬ ‫‪7068‬‬ ‫‪1.08‬‬ ‫‪6599‬‬ ‫‪1.06‬‬ ‫‪6130‬‬ ‫الفالحة‬
‫والصيد‬
‫البحري‬
‫‪0.46‬‬ ‫‪2981‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪2887‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪2767‬‬ ‫املحروقات‬
‫الطاقة‬
‫واملناجم‬
‫والخدمات‬
‫املتصلة‬
‫‪28.77‬‬ ‫‪185121‬‬ ‫‪29.43‬‬ ‫‪179303‬‬ ‫‪30.36‬‬ ‫‪174848‬‬ ‫البناء‬
‫واألشغال‬
‫العمومية‬
‫‪15.52‬‬ ‫‪99865‬‬ ‫‪15.58‬‬ ‫‪94930‬‬ ‫‪15.56‬‬ ‫‪89597‬‬ ‫الصناعة‬
‫التحويلية‬
‫‪54.15‬‬ ‫‪348458‬‬ ‫‪53.44‬‬ ‫‪325625‬‬ ‫‪52.54‬‬ ‫‪302564‬‬ ‫الخدمات‬

‫‪100‬‬ ‫‪643493‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪609344‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪575906‬‬ ‫املجموع‬

‫‪Source : élabore par moi-même à partir du :‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪Bulletin d’information statistique de la PME Ministre de l’industrie et des mines, n°04, n°06, n°08, n°10, n°12, n°14,‬‬
‫‪n°16, n°18, n°20, n°22, n°24, n°26, n°28, n°30, n°32, n°34, pour les années : 2003, 2004, 2005, 2006, 2007, 2008, 2009,‬‬
‫‪2010, 2011, 2012, 2013, 2014, 2016, 2017, 2018, 2019.‬‬
‫عبد السالم زايدي‪ ،‬يزيد مقران‪" ،‬قراءة في تجربة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية‪-‬دراسة إحصائية للفترة ‪-2001‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،"2008‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول‪" :‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية بالجزائر للفترة‬
‫‪ ،"2010-2000‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪18‬و‪ 19‬ماي‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص‪.475‬‬
‫امللحق رقم (‪ :)4‬تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر حسب الجهات خالل الفترة‬
‫(‪)2018-2005‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫الجهات‬

‫‪219270‬‬ ‫‪205857‬‬ ‫‪193483‬‬ ‫‪177730‬‬ ‫‪163492‬‬ ‫‪149964‬‬ ‫الشمال‬

‫‪112335‬‬ ‫‪105085‬‬ ‫‪96354‬‬ ‫‪87666‬‬ ‫‪80072‬‬ ‫‪72076‬‬ ‫الهضاب‬


‫العليا‬
‫‪30153‬‬ ‫‪27902‬‬ ‫‪25033‬‬ ‫‪22576‬‬ ‫‪20803‬‬ ‫‪18957‬‬ ‫الجنوب‬

‫‪7561‬‬ ‫‪7058‬‬ ‫‪6517‬‬ ‫‪5974‬‬ ‫‪5439‬‬ ‫‪4845‬‬ ‫الجنوب‬


‫الكبير‬

‫‪369319‬‬ ‫‪345902‬‬ ‫‪321387‬‬ ‫‪293946‬‬ ‫‪269806‬‬ ‫‪245842‬‬ ‫املجموع‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫الجهات‬

‫‪400615‬‬ ‫‪373337‬‬ ‫‪344405‬‬ ‫‪272859‬‬ ‫‪248985‬‬ ‫‪232664‬‬ ‫الشمال‬

‫‪125696‬‬ ‫‪118039‬‬ ‫‪108912‬‬ ‫‪140201‬‬ ‫‪128316‬‬ ‫‪119146‬‬ ‫الهضاب‬


‫العليا‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪37529‬‬ ‫‪34569‬‬ ‫‪32216‬‬ ‫الجنوب‬

‫‪49595‬‬ ‫‪46525‬‬ ‫‪43672‬‬ ‫‪8825‬‬ ‫‪8247‬‬ ‫‪7735‬‬ ‫الجنوب‬


‫الكبير‬

‫‪575906‬‬ ‫‪537901‬‬ ‫‪496989‬‬ ‫‪459414‬‬ ‫‪420117‬‬ ‫‪391761‬‬ ‫املجموع‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫الجهات‬

‫‪447817‬‬ ‫‪424659‬‬ ‫الشمال‬

‫‪141465‬‬ ‫‪13177‬‬ ‫الهضاب‬


‫العليا‬
‫‪54211‬‬ ‫‪51508‬‬ ‫الجنوب‬

‫‪643493‬‬ ‫‪609344‬‬ ‫املجموع‬

‫‪Source : élabore par moi-même à partir du :‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪Bulletin d’information statistique de la PME, Ministre de l’industrie et des mines, n°10, n°12, n°14, n°16, n°18,‬‬
‫‪n°20, n°22, n°24, n°26, n°28, n°30, n°32, n°34, pour les années : 2006, 2007, 2008, 2009, 2010,‬‬
‫‪2011, 2012, 2013, 2014, 2016, 2017, 2018, 2019.‬‬
‫امللحق رقم (‪ :)5‬تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي الخام للفترة (‪)2017- 2001‬‬

‫القيمة‪ :‬باملليار دينار جزائري‪.‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫الطابع‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫القانوني‬

‫‪20.44‬‬ ‫‪704.5‬‬ ‫‪21.59‬‬ ‫‪651.0‬‬ ‫‪21.8‬‬ ‫‪598.6‬‬ ‫‪22.9‬‬ ‫‪550.6‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪505.0‬‬ ‫‪23.6‬‬ ‫‪481.5‬‬ ‫‪PIB‬العام‬

‫‪79.56‬‬ ‫‪2740.06‬‬ ‫‪78.41‬‬ ‫‪2364.5‬‬ ‫‪78.2‬‬ ‫‪2146.7‬‬ ‫‪77.1‬‬ ‫‪1884.2‬‬ ‫‪76.9‬‬ ‫‪1679.1‬‬ ‫‪76.4‬‬ ‫‪1560.2‬‬ ‫‪PIB‬الخاص‬

‫‪100‬‬ ‫‪344411‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪3015.5‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2745.4‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2434.8‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2184.1‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2041.7‬‬ ‫املجموع‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫الطابع‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫القانوني‬

‫‪12.01‬‬ ‫‪793.38‬‬ ‫‪15.23‬‬ ‫‪923.34‬‬ ‫‪15.02‬‬ ‫‪827.53‬‬ ‫‪16.41‬‬ ‫‪816.8‬‬ ‫‪17.55‬‬ ‫‪760.92‬‬ ‫‪19.20‬‬ ‫‪749.86‬‬ ‫‪PIB‬العام‬

‫‪87.99‬‬ ‫‪5813.02‬‬ ‫‪84.77‬‬ ‫‪5137.46‬‬ ‫‪84.98‬‬ ‫‪4681.68‬‬ ‫‪83.59‬‬ ‫‪4162.02‬‬ ‫‪82.45‬‬ ‫‪3574.07‬‬ ‫‪80.80‬‬ ‫‪3153.77‬‬ ‫‪PIB‬الخاص‬

‫‪100‬‬ ‫‪6606.40‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪6060.8‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪5509.21‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪4978.82‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪4334.99‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪3903.63‬‬ ‫املجموع‬

‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫الطابع‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫القانوني‬

‫‪12.77‬‬ ‫‪1291.14‬‬ ‫‪14.23‬‬ ‫‪1414.65‬‬ ‫‪14.22‬‬ ‫‪1313.36‬‬ ‫‪13.9‬‬ ‫‪1187.93‬‬ ‫‪11.7‬‬ ‫‪893.24‬‬ ‫‪PIB‬العام‬

‫‪87.22‬‬ ‫‪8815.62‬‬ ‫‪85.77‬‬ ‫‪8529.27‬‬ ‫‪85.78‬‬ ‫‪7924.51‬‬ ‫‪86.1‬‬ ‫‪7338.65‬‬ ‫‪88.3‬‬ ‫‪6741.19‬‬ ‫‪PIB‬الخاص‬

‫‪100‬‬ ‫‪10106.7‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪9943.92‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪9237.87‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪8527‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪7634.43‬‬ ‫املجموع‬

‫‪Source : élabore par moi-même à partir du :‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪Bulletin d’information statistique de la PME, Ministre de l’industrie et des mines, n°5, n°10, n°12, n°14, n°16,‬‬
‫‪n°18, n°20, n°22, n°24, n°26, n°28, n°30, n°32, n°34, pour les années : 2004 ,2006, 2007, 2008, 2009,‬‬
‫‪2010, 2011, 2012, 2013, 2014, 2016, 2017, 2018, 2019.‬‬
‫امللحق رقم (‪ :)6‬تطور مساهمة قطاع املحروقات في الناتج الداخلي الخام للفترة (‪)2017- 2001‬‬

‫القيمة‪ :‬باملليار دينار جزائري‪.‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫الطابع‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫القانوني‬

‫‪45.9‬‬ ‫‪3882.2‬‬ ‫‪44.4‬‬ ‫‪3352.9‬‬ ‫‪37.8‬‬ ‫‪1868.9‬‬ ‫‪35.6‬‬ ‫‪1868.9‬‬ ‫‪32.7‬‬ ‫‪1477‬‬ ‫‪34.2‬‬ ‫‪1443.9‬‬ ‫‪PIB‬لقطاع‬

‫املحروقات‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫الطابع‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫القانوني‬

‫‪35.8‬‬ ‫‪5536.4‬‬ ‫‪36.1‬‬ ‫‪5242.1‬‬ ‫‪34.9‬‬ ‫‪4180.4‬‬ ‫‪31.0‬‬ ‫‪3109.1‬‬ ‫‪45.0‬‬ ‫‪4997.6‬‬ ‫‪43.5‬‬ ‫‪4089.3‬‬ ‫‪PIB‬لقطاع‬

‫املحروقات‬

‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫الطابع‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫القانوني‬

‫‪19.7‬‬ ‫‪3660‬‬ ‫‪17.4‬‬ ‫‪3025.6‬‬ ‫‪18.8‬‬ ‫‪3134.3‬‬ ‫‪27.0‬‬ ‫‪4657.8‬‬ ‫‪29.8‬‬ ‫‪4968‬‬ ‫‪PIB‬لقطاع‬

‫املحروقات‬

‫‪Source : élabore par moi-même à partir du :‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪Bulletin statistique Trimestriel, La banque d’Algérie banque d’Algérie, n°05, n°06, n°12, n°14, n°18, n°23, n°27,‬‬
‫‪n°31, n°33, n°34, n°42, n°45, pour les années : 2008, 2009, 2010, 2011, 2012, 2013, 2014, 2015, 2016, 2018, 2019,‬‬
‫‪p26.‬‬
‫امللحق رقم (‪ :)7‬تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة للفترة (‪)2017- 2001‬‬
‫القيمة‪ :‬باملليار دينار جزائري‪.‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫الطابع‬


‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫القانوني‬
‫‪2.65‬‬ ‫‪638.63‬‬ ‫‪0.93‬‬ ‫‪578.79‬‬ ‫‪0.94‬‬ ‫‪577.97‬‬ ‫‪1.24‬‬ ‫‪508.78‬‬ ‫‪1.31‬‬ ‫‪415.91‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪410.4‬‬ ‫الزراعة‬

‫‪120.7‬‬ ‫‪489.37‬‬ ‫‪102.05‬‬ ‫‪403.37‬‬ ‫‪100.34‬‬ ‫‪358.88‬‬ ‫‪116.91‬‬ ‫‪284.09‬‬ ‫‪106.64‬‬ ‫‪263.29‬‬ ‫‪98.9‬‬ ‫‪221.5‬‬ ‫البناء‬
‫واألشغال‬
‫العمومية‬
‫‪163.73‬‬ ‫‪579.8‬‬ ‫‪180.19‬‬ ‫‪417.59‬‬ ‫‪145.81‬‬ ‫‪349.06‬‬ ‫‪107.2‬‬ ‫‪305.23‬‬ ‫‪93.65‬‬ ‫‪270.68‬‬ ‫‪81.7‬‬ ‫‪259.7‬‬ ‫النقل‬
‫واملواصالت‬
‫‪12.75‬‬ ‫‪51.49‬‬ ‫‪11.58‬‬ ‫‪45.65‬‬ ‫‪14.62‬‬ ‫‪36.06‬‬ ‫‪12.35‬‬ ‫‪31.08‬‬ ‫‪11.59‬‬ ‫‪29.01‬‬ ‫‪9.2‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫خدمات‬
‫املؤسسة‬
‫‪9‬‬ ‫‪66.2‬‬ ‫‪8.74‬‬ ‫‪60.88‬‬ ‫‪8.14‬‬ ‫‪54.5‬‬ ‫‪7.83‬‬ ‫‪51.52‬‬ ‫‪7.43‬‬ ‫‪47.93‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪43.5‬‬ ‫الفندقة‬
‫واإلطعام‬
‫‪24.72‬‬ ‫‪121.3‬‬ ‫‪24.69‬‬ ‫‪101.79‬‬ ‫‪25.73‬‬ ‫‪93.5‬‬ ‫‪28.89‬‬ ‫‪86.49‬‬ ‫‪32.25‬‬ ‫‪80.54‬‬ ‫‪32.9‬‬ ‫‪79.1‬‬ ‫الصناعة‬
‫الغذائية‬
‫‪0.35‬‬ ‫‪2.22‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪2.31‬‬ ‫‪0.45‬‬ ‫‪2.23‬‬ ‫‪0.44‬‬ ‫‪2.02‬‬ ‫‪0.45‬‬ ‫‪2.14‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫صناعة‬
‫الجلود‬
‫واألحذية‬
‫‪42.92‬‬ ‫‪685.45‬‬ ‫‪38.95‬‬ ‫‪629.18‬‬ ‫‪39.86‬‬ ‫‪567.19‬‬ ‫‪37.61‬‬ ‫‪514.56‬‬ ‫‪33.47‬‬ ‫‪475.8‬‬ ‫‪29.1‬‬ ‫‪449.3‬‬ ‫التجارة‬
‫والتوزيع‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫الطابع‬


‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫القانوني‬

‫‪9.93‬‬ ‫‪1411.7‬‬ ‫‪7.80‬‬ ‫‪1165.9‬‬ ‫‪3.08‬‬ ‫‪1012.1‬‬ ‫‪1.38‬‬ ‫‪924.99‬‬ ‫‪3.58‬‬ ‫‪708.17‬‬ ‫‪3.16‬‬ ‫‪701.03‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪178.48‬‬ ‫‪1232.6‬‬ ‫‪171.53‬‬ ‫‪1091.0‬‬ ‫‪13.59‬‬ ‫‪1058.1‬‬ ‫‪128.97‬‬ ‫‪871.08‬‬ ‫‪115.97‬‬ ‫‪754.02‬‬ ‫‪139.62‬‬ ‫‪593.09‬‬ ‫البناء‬
‫واألشغال‬
‫العمومية‬
‫‪214.21‬‬ ‫‪881.06‬‬ ‫‪189.23‬‬ ‫‪860.54‬‬ ‫‪182.02‬‬ ‫‪806.01‬‬ ‫‪169.95‬‬ ‫‪744.42 163.24 700.33‬‬ ‫‪172.72‬‬ ‫‪657.35‬‬ ‫النقل‬
‫واملواصالت‬
‫‪31.32‬‬ ‫‪123.05‬‬ ‫‪28.09‬‬ ‫‪109.50‬‬ ‫‪25.51‬‬ ‫‪96.86‬‬ ‫‪20.92‬‬ ‫‪77.66‬‬ ‫‪21.81‬‬ ‫‪62.23‬‬ ‫‪15.11‬‬ ‫‪56.6‬‬ ‫خدمات‬
‫املؤسسة‬
‫‪24.04‬‬ ‫‪114.9‬‬ ‫‪13.83‬‬ ‫‪107.60‬‬ ‫‪13.03‬‬ ‫‪101.36‬‬ ‫‪10.65‬‬ ‫‪94.8‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪80.87‬‬ ‫‪9.63‬‬ ‫‪71.12‬‬ ‫الفندقة‬
‫واإلطعام‬
‫‪33.93‬‬ ‫‪232.2‬‬ ‫‪32.06‬‬ ‫‪199.79‬‬ ‫‪27.58‬‬ ‫‪169.95‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪161.55‬‬ ‫‪24.24‬‬ ‫‪139.92‬‬ ‫‪24.14‬‬ ‫‪127.98‬‬ ‫الصناعة‬
‫الغذائية‬
‫‪0.28‬‬ ‫‪2.38‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪2.29‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪2.25‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪2.08‬‬ ‫صناعة‬
‫الجلود‬
‫واألحذية‬
‫‪96.25‬‬ ‫‪1555.2‬‬ ‫‪85.71‬‬ ‫‪1358.9‬‬ ‫‪75.45‬‬ ‫‪1204.0‬‬ ‫‪73.88‬‬ ‫‪1077.7‬‬ ‫‪67.37‬‬ ‫‪935.83‬‬ ‫‪56.18‬‬ ‫‪776.82‬‬ ‫التجارة‬
‫والتوزيع‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫الطابع‬
‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫ق‪.‬العام‬ ‫ق‪.‬الخاص‬ ‫القانوني‬
‫‪17.5‬‬ ‫‪2264.3‬‬ ‫‪14.9‬‬ ‫‪2125.3‬‬ ‫‪17.7‬‬ ‫‪1918.6‬‬ ‫‪13.31‬‬ ‫‪1758.1‬‬ ‫‪14.81‬‬ ‫‪1612.9‬‬ ‫الزراعة‬

‫‪352.82‬‬ ‫‪1764.5‬‬ ‫‪336.81‬‬ ‫‪1653.2‬‬ ‫‪337.16‬‬ ‫‪1513.6‬‬ ‫‪291.68‬‬ ‫‪1438.5‬‬ ‫‪217.71‬‬ ‫‪1344.4‬‬ ‫البناء‬
‫واألشغال‬
‫العمومية‬
‫‪320.94‬‬ ‫‪1644.5‬‬ ‫‪308.12‬‬ ‫‪1488.8‬‬ ‫‪259.33‬‬ ‫‪1401.4‬‬ ‫‪256.5‬‬ ‫‪1299.5‬‬ ‫‪233.8‬‬ ‫‪1209.3‬‬ ‫النقل‬
‫واملواصالت‬
‫‪85.54‬‬ ‫‪162.37‬‬ ‫‪71.92‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪59.32‬‬ ‫‪155.2‬‬ ‫‪53.7‬‬ ‫‪142.07‬‬ ‫‪33.37‬‬ ‫‪139.1‬‬ ‫خدمات‬
‫املؤسسة‬
‫‪50.25‬‬ ‫‪2191.3‬‬ ‫‪47.92‬‬ ‫‪192.47‬‬ ‫‪40.44‬‬ ‫‪172.34‬‬ ‫‪33.5‬‬ ‫‪155.49‬‬ ‫‪27.82‬‬ ‫‪146.27‬‬ ‫الفندقة‬
‫واإلطعام‬
‫‪50.94‬‬ ‫‪357.17‬‬ ‫‪48.8‬‬ ‫‪340.77‬‬ ‫‪46.35‬‬ ‫‪307.36‬‬ ‫‪41.71‬‬ ‫‪288.98‬‬ ‫‪36.3‬‬ ‫‪249.17‬‬ ‫الصناعة‬
‫الغذائية‬
‫‪0.34‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪0.38‬‬ ‫‪2.45‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪2.55‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪2.37‬‬ ‫صناعة‬
‫الجلود‬
‫واألحذية‬
‫‪128.36‬‬ ‫‪1995.5‬‬ ‫‪136.01‬‬ ‫‪2205.2‬‬ ‫‪132.83‬‬ ‫‪2126.5‬‬ ‫‪113.76‬‬ ‫‪1956.3‬‬ ‫‪110.98‬‬ ‫‪1759.6‬‬ ‫التجارة‬
‫والتوزيع‬

‫‪Source : élabore par moi-même à partir du :‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪Bulletin d’information statistique de la pme, Ministre de l’industrie et des mines, n°10, n°20, n°26, n°34, pour‬‬
‫‪les années : 2006, 2011, 2014, 2019.‬‬
‫امللحق رقم (‪ :)8‬تطور وضعية امليزان التجاري الجزائري للفترة (‪)2018- 2001‬‬

‫القيمة‪ :‬باملليون دوالر أمريكي‪.‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫السنوات‬

‫‪21456‬‬ ‫‪20357‬‬ ‫‪18199‬‬ ‫‪13535‬‬ ‫‪12009‬‬ ‫‪9940‬‬ ‫الواردات‬

‫‪54613‬‬ ‫‪46001‬‬ ‫‪31713‬‬ ‫‪24612‬‬ ‫‪18825‬‬ ‫‪19132‬‬ ‫الصادرات‬

‫‪33157‬‬ ‫‪25644‬‬ ‫‪13514‬‬ ‫‪11078‬‬ ‫‪6816‬‬ ‫‪9192‬‬ ‫امليزان التجاري‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫السنوات‬

‫‪50376‬‬ ‫‪47247‬‬ ‫‪40472‬‬ ‫‪39294‬‬ ‫‪39479‬‬ ‫‪27631‬‬ ‫الواردات‬

‫‪71866‬‬ ‫‪73489‬‬ ‫‪57053‬‬ ‫‪45194‬‬ ‫‪79298‬‬ ‫‪60163‬‬ ‫الصادرات‬

‫‪21490‬‬ ‫‪26242‬‬ ‫‪16581‬‬ ‫‪5900‬‬ ‫‪39819‬‬ ‫‪32532‬‬ ‫امليزان التجاري‬

‫*‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫السنوات‬

‫‪46197‬‬ ‫‪46057‬‬ ‫‪47089‬‬ ‫‪51702‬‬ ‫‪58580‬‬ ‫‪55028‬‬ ‫الواردات‬

‫‪41168‬‬ ‫‪37191‬‬ ‫‪30026‬‬ ‫‪34668‬‬ ‫‪62886‬‬ ‫‪64974‬‬ ‫الصادرات‬

‫‪-5029‬‬ ‫‪-10868‬‬ ‫‪-17063‬‬ ‫‪-17034‬‬ ‫‪4306‬‬ ‫‪9946‬‬ ‫امليزان التجاري‬

‫‪ :2018‬معلومات مؤقتة من طرف وزارة الصناعة واملناجم‪.‬‬

‫‪Source : élabore par moi-même à partir du :‬‬


‫‪Bulletin d’information statistique de la pme, Ministre de l’industrie et des mines, n°4, n°6, n°08 n°10, n°12, n°14,‬‬
‫‪n°16, n°18, n°20, n°22, n°24, n°26, n°28, n°30, n°32, n°34, pour les années : 2003, 2004, 2006, 2007,‬‬
‫‪2008, 2009, 2010, 2011, 2012, 2013, 2014, 2016, 2017, 2018, 2019.‬‬
‫امللحق رقم (‪ :)9‬تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات الجزائرية خارج املحروقات للفترة (‪)2018- 2001‬‬

‫القيمة‪ :‬باملليون دوالر أمريكي‪.‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫السنوات‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬

‫‪2.16‬‬ ‫‪1184‬‬ ‫‪1.97‬‬ ‫‪709‬‬ ‫‪2.48‬‬ ‫‪788‬‬ ‫‪3.10‬‬ ‫‪763‬‬ ‫‪3.89‬‬ ‫‪734‬‬ ‫‪3.57‬‬ ‫‪684‬‬ ‫صادرات‬

‫الـ‪PME‬‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫السنوات‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬

‫‪2.86‬‬ ‫‪2062‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫‪2062‬‬ ‫‪2.67‬‬ ‫‪1526‬‬ ‫‪2.35‬‬ ‫‪1066‬‬ ‫‪2.44‬‬ ‫‪1937‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫‪1332‬‬ ‫صادرات‬

‫الـ‪PME‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫السنوات‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬

‫‪6.87‬‬ ‫‪2830‬‬ ‫‪5.18‬‬ ‫‪1930‬‬ ‫‪6.01‬‬ ‫‪1805‬‬ ‫‪5.67‬‬ ‫‪1969‬‬ ‫‪4.10‬‬ ‫‪2582‬‬ ‫‪3.09‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫صادرات‬

‫الـ‪PME‬‬

‫‪Source : élabore par moi-même à partir du :‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪Bulletin d’information statistique de la pme, Ministre de l’industrie et des mines, n°4, n°6, n°08 n°10, n°12, n°14,‬‬
‫‪n°16, n°18, n°20, n°22, n°24, n°26, n°28, n°30, n°32, n°34, pour les années : 2003, 2004, 2006, 2007,‬‬
‫‪2008, 2009, 2010, 2011, 2012, 2013, 2014, 2016, 2017, 2018, 2019.‬‬

‫عبد السالم زايدي‪ ،‬يزيد مقران‪"،‬قراءة في تجربة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية‪-‬دراسة إحصائية للفترة ‪-2001‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،"2008‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول‪" :‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية بالجزائر للفترة ‪-2000‬‬
‫‪ ،"2010‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪18‬و‪ 19‬ماي ‪،2011‬‬
‫ص‪.478‬‬
‫امللحق رقم (‪ :)10‬تطور مساهمة قطاع املحروقات في الصادرات الجزائرية للفترة (‪)2018- 2001‬‬
‫القيمة‪ :‬باملليون دوالر أمريكي‪.‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫السنوات‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬

‫‪97.84‬‬ ‫‪53608‬‬ ‫‪98.30‬‬ ‫‪45490‬‬ ‫‪97.92‬‬ ‫‪31550‬‬ ‫‪98.04‬‬ ‫‪23990‬‬ ‫‪96.79‬‬ ‫‪18110‬‬ ‫‪97.07‬‬ ‫‪18530‬‬ ‫صادرات‬

‫قطاع‬

‫املحروقات‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫السنوات‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬

‫‪96.99‬‬ ‫‪70571‬‬ ‫‪97.08‬‬ ‫‪71662‬‬ ‫‪97.20‬‬ ‫‪56143‬‬ ‫‪97.66‬‬ ‫‪44411‬‬ ‫‪97.53‬‬ ‫‪77192‬‬ ‫‪97.73‬‬ ‫‪59607‬‬ ‫صادرات‬

‫قطاع‬

‫املحروقات‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫السنوات‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬

‫‪93.23‬‬ ‫‪38953‬‬ ‫‪94.51‬‬ ‫‪33203‬‬ ‫‪94.00‬‬ ‫‪27917‬‬ ‫‪94.15‬‬ ‫‪33081‬‬ ‫‪95.41‬‬ ‫‪58362‬‬ ‫‪96.70‬‬ ‫‪63326‬‬ ‫صادرات‬

‫قطاع‬

‫املحروقات‬

‫‪Source : élabore par moi-même à partir du :‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪Bulletin statistique Trimestriel, La banque d’Algérie, n°05, n°09, n°10, n°13, n°17, n°22, n°45, pour les années :‬‬
‫‪2008, 2009, 2010, 2011, 2012, 2013, 2019.‬‬
‫عبد السالم زايدي‪ ،‬يزيد مقران‪"،‬قراءة في تجربة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية‪-‬دراسة إحصائية للفترة ‪-2001‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،"2008‬ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول"دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية بالجزائر للفترة ‪-2000‬‬
‫‪ ،"2010‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 19-18‬ماي ‪،2011‬‬
‫ص‪.478‬‬
:‫امللخص‬

‫نهدف من خالل هذه الدراسة إلى التعرف على أهم املفاهيم ذات العالقة بالتأهيل والتنويع‬
،‫االقتصادي وكذا تبيان أهمية برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في دعم التنويع االقتصادي‬
.‫على اعتبار أن هذه األخيرة أضحت ضرورة حتمية لجميع الدول خاصة النفطية منها‬
‫وبغية الوصول إلى الهدف املذكور تم إسقاط متغيرات الدراسة على االقتصاد الجزائري والذي‬
‫استطلعنا من خالله الوقوف على عدم قدرة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على تأدية الدور املنتظر‬
‫ رغم املجهودات املبذولة وبرامج التأهيل املتبناة سواء الوطنية أو في‬،‫منها في دعم التنويع االقتصادي‬
‫ وهو ما ترجم في‬،‫ والتي وقفنا على عدم قدرتها حتى على االقتراب من أهدافها املسطرة‬،‫إطار الشراكة‬
،‫املساهمة غير الفعالة لقطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالجزائر في دعم مسار التنويع االقتصادي‬
.‫األمر الذي يتطلب بذل املزيد من املجهودات املدروسة في هذا الجانب‬

:‫الكلمات املفتاحية‬

.‫ التن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويع االقت ـ ــصادي‬،‫ الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأهيل‬،‫املؤسس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات الصـ ـ ـغيرة واملت ـ ـ ـوسطة‬

Abstract :

We aim through this study to identify the most important concepts related to
upgrade programs and economic diversification, we also aim to explain the importance
of upgrade programs for small and medium enterprises in supporting economic
diversification, since this latter has become an inevitable necessity for all countries,
especially oil-producing countries
In order to achieve that objective, the study variables were dropped on Algerian
economy. Finally, we were able to make a conclusion that small and medium enterprises
are unable to play the role expected of them in supporting economic diversification even
the efforts made and the upgrade programs adopted, whether these programs are national
or through the European Partnership, where we concluded that it stays far from its goals.
As a result, the ineffective contribution of the small and medium enterprises sector in
support of economic diversification in Algeria. This requires the need to make more
planned efforts in this side.

Key Word :

Small and medium enterprises, upgrade programs, economic diversification.

You might also like