Professional Documents
Culture Documents
KHALFALLAH - HADJAR - Sciences Économiques. - Economie Et Gestion Des Entreprises
KHALFALLAH - HADJAR - Sciences Économiques. - Economie Et Gestion Des Entreprises
املوسم الجامعي.2020/2019:
أتوجه قبل كل ش يء إلى هللا عز وجل بالشكر العظيم واالمتنان الوفير على ما منحني إياه
كما ال يفوتني الذكر أن أتقدم بالشكر الجزيل والتقدير الكبير والعرفان الجميل إلى:
ً
األستاذة الكريمة :سامية بزازي التي شرفتني بقبولها اإلشراف أوال ،ومشاركتي عناء البحث
واملتابعة ،وعلى التوجيهات والنصائح املقدمة فكانت نعم املشرف وجزاها هللا ألف خير وأبقاها ذخرا
وفخرا للجامعة والطالب.
كما أتقدم بالشكر والعرفان إلى جميع أساتذة قسم العلوم االقتصادية دون استثناء.
أهدي عملي
من سهرت الليالي ألجلي وكانت دعواتها لي بالتوفيق تتبعني ،إليك "أم ي".
من أستمد منه قوتي واستمراريتي ،من ألبسني ثوب مكارم األخالق واألدب ،من كان قدوة
أقتدي بها ،إليك "أب ي".
الذين تق اسموا معي عبئ الحياة الجامعية ،إلى أساتذتي ،من كان لهم فضل تلقيني
العلم النافع.
كل الذين التقيت بهم في درب الحياة ،وقضيت معهم أياما ال تنس.
I
21 أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التكامل االقتصادي ثالثا
21 أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنمية الصادرات رابعا
21 رفع كفاءة تخصيص املوارد خامسا
21 أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في زيادة الناتج املحلي اإلجمالي سادسا
22 أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تشجيع اإلبداع واالبتكار سابعا
23 تصنيفات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املطلب الثاني
23 تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب طبيعة املنتج الفرع األول
23 املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنتجة للسلع االستهالكية أوال
23 املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنتجة للسلع الوسيطية ثانيا
23 املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنتجة لسلع التجهيز ثالثا
23 املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الخدماتية رابعا
23 تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب طبيعة توجهها الفرع الثاني
24 املؤسسات العائلية أوال
24 املؤسسات التقليدية ثانيا
24 املؤسسات املتطورة وشبه املتطورة ثالثا
24 تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب الشكل القانوني الفرع الثالث
24 التعاونيات أوال
24 املؤسسات العامة ثانيا
24 املؤسسات الخاصة ثالثا
25 تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب أسلوب تنظيم العمل الفرع الرابع
25 املؤسسات املصنعية أوال
26 املؤسسات غير املصنعية ثانيا
26 عوامل نجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحديات التي تواجهها املطلب الثالث
26 عوامل نجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الفرع األول
26 عوامل متعلقة بكفاءة اإلدارة أوال
27 توفير العمالة املتخصصة الفنية الالزمة للعمليات اإلنتاجية والصيانة ثانيا
27 التقدير السليم لرأس املال واالئتمان ثالثا
27 قدرات ومهارات متنوعة لدى اإلدارة وخصائص شخصية لدى املالكين
رابعا
واملديرين تساعد على نجاح املؤسسة الصغيرة واملتوسطة
27 القرب من السوق والزبون خامسا
28 قدرة املؤسسة على تقديم ش يء متميز خاص سادسا
28 املشاكل التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الفرع الثاني
II
28 الصعوبات املالية أوال
28 الصعوبات اإلدارية ثانيا
29 الصعوبات التسويقية ثالثا
29 ضعف الرقابة املالية رابعا
29 النقص في عمليات التشخيص االستراتيجي خامسا
29 عدم القدرة على التحول سادسا
30 أساسيات حول عملية التأهيل املبحث الثاني
30 مفهوم ومبادئ التأهيل املطلب األول
30 مفهوم التأهيل الفرع األول
31 مبادئ التأهيل الفرع الثاني
31 أهداف وأشكال التأهيل املطلب الثاني
32 أهداف التأهيل الفرع األول
32 ترقية وتطوير محيط املؤسسة أوال
32 تحسين تسيير املؤسسات ثانيا
32 تحسين تنافسية املؤسسات ثالثا
33 توفير مناصب الشغل رابعا
34 أشكال التأهيل الفرع الثاني
34 تأهيل طرق اإلنتاج أوال
34 تأهيل املنتجات ثانيا
35 التأهيل الوظيفي ثالثا
35 التأهيل ما بين القطاعات رابعا
35 متطلبات عملية التأهيل املطلب الثالث
35 إدارة األعمال أوال
36 التخطيط االستراتيجي ثانيا
36 التسويق ثالثا
36 تأهيل املوارد البشرية رابعا
36 االهتمام بالبحث العلمي والحصول على التكنولوجيا خامسا
37 التجديد التكنولوجي سادسا
37 تأهيل املحيط وتدعيم البنية التحتية سابعا
37 األهمية االستراتيجية لعملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املبحث الثالث
37 دوافع عملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املطلب األول
38 املسار االستراتيجي لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املطلب الثاني
III
39 تحضير مسار استراتيجي شامل الفرع األول
39 التشخيص االستراتيجي الشامل أوال
39 تحديد الغايات واألهداف ثانيا
39 توضيح املنهجية ثالثا
40 اختيار استراتيجيات التأهيل الفرع الثاني
40 صياغة االستراتيجية أوال
40 االستراتيجيات املحتملة للتأهيل ثانيا
42 صياغة مخطط التأهيل الفرع الثالث
42 تنفيذ ومتابعة مخطط التأهيل الفرع الرابع
42 التنفيذ أوال
43 املتابعة ثانيا
43 شروط نجاح عملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املطلب الثالث
45 خالصة الفصل األول
IV
52 توطيد العالقات التشابكية بين القطاعات اإلنتاجية خامسا
52 تقليل التذبذب في مستويات الناتج املحلي اإلجمالي سادسا
52 تقليص املخاطر التي يتعرض لها الهيكل اإلنتاجي سابعا
53 توليد الفرص الوظيفية ثامنا
53 رفع معدل التبادل التجاري تاسعا
53 تعزيز التنمية املستدامة عاشرا
54 تقسيمات ومستويات التنويع االقتصادي املطلب الثالث
54 تقسيمات التنويع االقتصادي الفرع األول
54 التنويع األفقي أوال
54 التنويع العمودي ثانيا
54 مستويات التنويع االقتصادي الفرع الثاني
54 تنويع اإلنتاج أوال
55 تنويع التجارة الخارجية ثانيا
56 أساسيات التنويع االقتصادي املبحث الثاني
56 محددات التنويع االقتصادي والقطاعات املؤهلة له املطلب األول
56 محددات التنويع االقتصادي الفرع األول
56 الحوكمة أوال
56 املوارد الطبيعية ثانيا
57 العوامل اإلقليمية ثالثا
57 اإلطار الدولي رابعا
57 القدرات املؤسسية واملوارد البشرية خامسا
57 نوعية وحجم املؤسسات سادسا
58 القطاعات املؤهلة للتنويع االقتصادي الفرع الثاني
58 القطاع الصناعي أوال
58 القطاع الزراعي ثانيا
58 القطاع السياحي ثالثا
59 قطاع الخدمات رابعا
59 مؤشرات التنويع االقتصادي ومعامالت قياسه املطلب الثاني
59 مؤشرات التنويع االقتصادي الفرع األول
60 قياس درجة التنويع االقتصادي الفرع الثاني
60 مؤشر هرفندل -هيرشمان Herfindal- Hirshman Index أوال
61 مؤشر جيني Gini Index ثانيا
V
63 مؤشر فالديمير كوسوف Vladimir kosov Index ثالثا
63 متطلبات نجاح وعوامل فشل التنويع االقتصادي املطلب الثالث
63 متطلبات نجاح التنويع االقتصادي الفرع األول
63 إعادة االعتبار للدولة التنموية أوال
64 الشراكة الفعالة بين القطاع العام والخاص ثانيا
64 االستثمار األجنبي املباشر ثالثا
65 الصناعات الصغيرة واملتوسطة رابعا
66 برامج اإلصالح االقتصادي خامسا
66 عوامل فشل التنويع االقتصادي الفرع الثاني
67 تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتحقيق مستلزمات التنويع
املبحث الثالث
االقتصادي
67 األهمية االستراتيجية للتأهيل في دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املطلب األول
68 تهيئة النظام القانوني واإلداري أوال
68 تهيئة البيئة املالية والبنكية ثانيا
68 تهيئة النظام الجبائي ثالثا
69 تهيئة مناخ االستثمار األجنبي رابعا
69 تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتنويع الهيكل اإلنتاجي
املطلب الثاني
واملساهمة في الناتج املحلي اإلجمالي والقيمة املضافة
70 املشاكل التي يمكن أن تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنويع اإلنتاج أوال
71 برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كخطوة لدعم اإلنتاج ثانيا
72 تأهيل الـمؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتنويع التجارة الخارجية املطلب الثالث
73 العراقيل التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنويع التجارة الخارجية أوال
74 تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لدعم تنويع التجارة الخارجية ثانيا
76 خالصة الفصل الثاني
121-79 تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في
الفصل الثالث
الجزائر
78 تمهيد
79 تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحديات التي تواجهها في الجزائر املبحث األول
79 تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر قبل سنة 2001 املطلب األول
79 املرحلة األولى ()1982- 1963 الفرع األول
80 املرحلة الثانية ()1988- 1982 الفرع الثاني
81 املرحلة الثالثة ()2001- 1988 الفرع الثالث
VI
82 تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر بعد سنة 2001 املطلب الثاني
82 تطور تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر الفرع األول
82 املؤسسات الخاصة أوال
82 املؤسسات العامة ثانيا
82 الصناعات التقليدية ثالثا
84 تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر الفرع الثاني
85 تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب الجهات في الجزائر الفرع الثالث
86 التحديات التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر املطلب الثالث
86 املشاكل التمويلية الفرع األول
87 عدم االهتمام الكافي بالتصدير الفرع الثاني
87 مشاكل متعلقة بدراسات السوق الفرع الثالث
87 مشاكل الخبرة التنظيمية ونقص املعلومات الفرع الرابع
88 املشاكل اإلدارية الفرع الخامس
88 معوقات االنتشار في الجزائر الفرع السادس
88 برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر املبحث الثاني
89 البرامج الوطنية لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املطلب األول
89 برنامج وزارة الصناعة وإعادة الهيكلة ()2006- 2000 الفرع األول
89 أهداف برنامج التأهيل الصناعي أوال
89 شروط االستفادة من برنامج التأهيل الصناعي ثانيا
90 حصيلة برنامج تأهيل املؤسسات الصناعية ثالثا
92 البرنامج الوطني للتأهيل ()2012- 2006 الفرع الثاني
92 أهداف البرنامج الوطني للتأهيل ()2012- 2006 أوال
93 شروط االستفادة من البرنامج الوطني للتأهيل ()2012- 2006 ثانيا
93 حصيلة البرنامج الوطني للتأهيل ()2012- 2006 ثالثا
95 البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ()2014- 2010 الفرع الثالث
95 أهداف البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ()2014- 2010 أوال
96 شروط االستفادة من البرنامج الوطني للتأهيل ()2014- 2010 ثانيا
96 حصيلة البرنامج الوطني للتأهيل ()2014- 2010 ثالثا
97 البرامج الوطني الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لسنة 2016 الفرع الرابع
99 البرامج األوروبية لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املطلب الثاني
100 برنامج دعم وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (EDPME )2007- 2002 الفرع األول
100 أهداف برنامج )2007-2002( EDPME1 أوال
100 شروط االستفادة من برنامج )2007-2002( EDPME1 ثانيا
VII
101 حصيلة برنامج )2007-2002( EDPME1 ثالثا
102 برنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات اإلعالم
الفرع الثاني
واالتصال ()2012- 2009
102 أهداف برنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات
أوال
اإلعالم واالتصال ()2012- 2009
102 حصيلة برنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات
ثانيا
اإلعالم واالتصال ()2012- 2009
103 برامج االتحاد األوروبي للمعونة والتعاون MEDA املطلب الثالث
103 ) 1999-1995( MEDA1 الفرع األول
104 )2006-2000( MEDA2 الفرع الثاني
105 واقع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودورها في تنويع االقتصاد
املبحث الثالث
الجزائري
105 خصائص االقتصاد الجزائري ومبررات انتهاج سياسة التنويع االقتصادي املطلب األول
105 خصائص االقتصاد الجزائري الفرع األول
105 اقتصاد مديونية أوال
106 اقتصاد تطورت فيه آليات الفساد ثانيا
106 االقتصاد الجزائري من حيث الصادرات ثالثا
106 االقتصاد الجزائري من حيث الواردات رابعا
107 اقتصاد ريعي خامسا
107 مبررات انتهاج سياسة التنويع االقتصادي في الجزائر الفرع الثاني
108 مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي الخام املطلب الثاني
112 مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة املطلب الثالث
113 مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات الجزائرية املطلب الرابع
119 برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كمدخل للتنويع االقتصادي
املطلب الخامس
في الجزائر بين الواقع واملأمول
121 خالصة الفصل الثالث
128 -122 الخاتمة
138 -129 قائمة املراجع
VIII
رقم الصفحة عنوان الجدول رقم الجدول
16 تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب القانون األوروبي. 01
16 تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في اليابان. 02
18 تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب القانون الجزائري. 03
41 االستراتيجيات املناسبة لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية. 04
90 نتائج مرحلة التشخيص االستراتيجي لبرنامج التأهيل الصناعي (.)2006- 2000 05
91 التوزيع القطاعي للطلبات املقبولة في برنامج التأهيل الصناعي (.)2006- 2000 06
91 نتائج مرحلة تنفيذ مخطط التأهيل الصناعي (.)2006- 2000 07
94 املؤسسات املنخرطة في البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
08
(.)2012-2006
94 توزيع املؤسسات املقبولة ضمن البرنامج الوطني للتأهيل ( )2012- 2006حسب قطاع
09
النشاط.
96 نتائج البرنامج الوطني للتأهيل (.)2014-2010 10
97 توزيع امللفات املستقبلة حسب قطاع النشاط في بعض الواليات في إطار برنامج
11
التأهيل الجديد لسنة .2016
98 حصيلة ملفات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املستقبلة في نهاية جوان 2016
12
لبرنامج التأهيل الجديد.
99 نتائج مرحلة الدراسة التشخيصية لبرنامج التأهيل الجديد خالل سنة .2017 13
101 املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنخرطة في برنامج ميدا 1خالل الفترة (-2002
14
)2007
IX
رقم الصفحة عنوان الشكل رقم الشكل
33 مستويات التأهيل. 01
62 مؤشر جيني (منحنى لورنز). 02
83 تطور تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر للفترة (.)2018- 2001 03
84 تطور املؤسسات العمومية والخاصة في الجزائر للفترة (.)2018- 2001 04
85 توزيع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط للفترة (.)2018- 2010 05
86 تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر حسب الجهات خالل الفترة (-2005
06
.)2018
109 مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي الخام خارج املحروقات
07
حسب القطاعين العام والخاص للفترة (.)2017- 2001
110 تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وقطاع املحروقات في الناتج الداخلي
08
الخام للفترة (.)2017- 2001
111 نسبة مساهمة القطاع العام والخاص في الناتج املحلي اإلجمالي خالل الفترة (-2001
09
.)2018
112 تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة خالل الفترة (-2001
10
.)2017
113 تطور حركة امليزان التجاري الجزائري للفترة (.)2018- 2001 11
114 تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات خارج املحروقات خالل
12
الفترة (.)2018- 2001
116 تطور صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خارج املحروقات وصادرات قطاع
13
املحروقات للفترة (.)2018- 2001
117 تطور نسبة اإليرادات النفطية وغير النفطية إلى إجمالي اإليرادات الجزائرية خالل الفترة
14
(.)2017-2001
118 تطور مؤشر تنوع وتركز الصادرات الجزائرية خالل الفترة (.)2018- 2001 15
X
عنوان امللحق رقم امللحق
تطور تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر للفترة (.)2018- 2001 01
تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر للفترة ( 2001ـ ـ .)2009 02
تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر للفترة ( 2010ـ ـ .)2018 03
تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب الجهات في الجزائر للفترة (.)2018- 2005 04
تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي الخام للفترة (.)2017- 2001 05
تطور مساهمة قطاع املحروقات في الناتج الداخلي الخام للفترة (.)2018- 2001 06
تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة للفترة (.)2017- 2001 07
تطور وضعية امليزان التجاري الجزائري للفترة (.)2018- 2001 08
تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات الجزائرية خارج املحروقات للفترة
09
(.)2018-2001
تطور مساهمة قطاع املحروقات في الصادرات الجزائرية للفترة (.)2018- 2001 10
XI
ONUDI Organisation des Nations Unies pour le Développement Industriel.
PME Petite et Moyenne Entreprises.
PIB Produit Intérieur Brut.
VA Valeur Ajoutée.
ANDPME Agence National de Développement de la PME.
XII
المقدمة
امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
في ظل التحوالت والتطورات التي عرفتها الساحة االقتصادية وهيمنة التكتالت االقتصادية الكبرى
على األسواق العاملية أضحت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تمثل الخيار والسبيل نحو موجة االنفتاح
والتوجه نحو االندماج في االقتصاد العالمي ،ملا لهذه املؤسسات من قدرة على االنتشار والتوسع في األسواق
العاملية.
حظيت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة باألولوية في الدول املتقدمة وأصبحت تشكل ً
وعاء كبيرا تعتمد عليه
هذه الدول في دفع عجلة التنمية ،هذا ما جعل الدول النامية وباألخص النفطية منها تدرك بأهمية هذا
النوع من املؤسسات ،إيمانا منها بقدرته على االستجابة ملتطلبات تنويع اقتصاداتها .غير أننا في املقابل نجد
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تواجهها تحديات ورهانات كثيرة ومتنوعة ،تستدعي ضرورة إيجاد الحلول
املناسبة لهذه العقبات.
في هذا اإلطار ،سعت الدول لتبني العديد من برامج التأهيل باعتبارها أحد الخيارات االستراتيجية التي يمكن
أن تساهم في تحقيق األداء املتميز لهذا القطاع بجعله أكثر قدرة على التكيف ومواجهة املحيط الخارجي ومن
ثم الرفع من قدرتها على بلوغ أهداف التنويع االقتصادي.
والجزائر على غرار بقية الدول النفطية تحاول الخروج من االنحسار الريعي الذي تشهده ،وإدراكا
منها ألهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من جهة ،واملخاطر التي تواجه هذا النوع من املؤسسات من
جهة أخرى ،األمر الذي دفعها إلى تبني مجموعة من برامج التأهيل بغية تحسين أدائها بشكل يسمح بتمكنيها
من توفير مستلزمات التنويع االقتصادي.
أوال :إشكالية الدراسة.
من مجمل ما سبق يمكن معالجة االشكالية اآلتية والتي نجسدها في التساؤل الرئيس ي التالي:
هل استطاعت برامج التأهيل أن تدفع باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة لتأدية الدور املنتظر منها
اتجاه التنويع االقتصادي في الجزائر؟
ملعالجة وتحليل هذه اإلشكالية نقوم بطرح األسئلة الفرعية التالية:
كيف أثرت اإلصالحات االقتصادية في الجزائر على قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؟
هل تناسب البيئة التي تنشط فيها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خصوصيتها وتراعي متطلبات
استمرارها وتطورها؟
هل يمكن اعتبار التنويع االقتصادي الحل املناسب للجزائر للخروج من التبعية النفطية التي
تالزمها؟
ما مدى فعالية البرامج املطبقة لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية اتجاه التنويع
االقتصادي؟
أ
امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
ب
امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
أما فيما يخص أدوات جمع املعلومات ،فقد اعتمدنا على املسح املكتبي فيما يخص الجانب النظري،
وذلك باالعتماد على الكتب ذات العالقة باملوضوع بصورة شاملة أو جزئية باللغة العربية واألجنبية ،إضافة
إلى البحوث والدراسات املنشورة في الدوريات واملجالت أو املقدمة في شكل أوراق بحثية في امللتقيات العلمية،
باإلضافة إلى البحوث املقدمة في رسائل املاجستير والدكتوراه ،كما تم االعتماد على املواقع املتواجدة على
شبكة االنترنت .أما الجانب التطبيقي فتم االعتماد فيه بصورة أساسية على االحصائيات املقدمة من قبل
ج
امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
الهيئات الرسمية املسؤولة عن قطاع املؤسسات والصغيرة واملتوسطة وكذا بعض الجهات األخرى ذات
العالقة مع االحصائيات التي تخدم موضوع الدراسة.
ثامنا :الدراسات السابقة.
يعتبر تحليل وتقديم الدراسات السابقة املرتبطة باملوضوع من أهم معايير تحديد البناء البحثي
السليم ،إذ تساهم في دعم الفهم حول موضوع الدراسة ،حيث تعددت الدراسات التي تناولت موضوع
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وكذا موضوع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة غير أنه لم تكن هناك
دراسات كافية تناولت موضوع ربط املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالتنويع االقتصادي وهذا ما يعتبر بمثابة
إضافة تقدمها هذه الدراسة ،وسيتم التطرق في هذا العنصر املرتب زمنيا إلى أهم هذه الدراسات والتي
نوردها في اآلتي:
.1دراسة الباحث حسين يحي( ،أطروحة دكتوراه ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر:)2013 ،
تناول الباحث من خالل هذه الدراسة موضوع "قياس فعالية برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة في دول املغرب العربي" ،وقد قام بدراسة تحليلية لبرامج التأهيل املتناولة في دول املغرب
العربي ،سعى من خاللها إلى تقييم سياسات تأهيل املؤسسات املطبقة في كل من الجزائر ،تونس واملغرب
حيث هدفت هذه الدراسة إلى جملة من األهداف نذكر أهمها في:
محاولة فهم سياق عملية التأهيل وإطارها النظري من خالل تناول املفاهيم ذات الصلة باملوضوع؛
دراسة تجارب دول املغرب العربي في تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة واالستفادة منها على
اعتبارها نماذج مختلفة نوعا ما؛
تقييم برامج التأهيل من خالل قياس فعاليتها والوقوف على درجة تحقيقها لألهداف املسطرة
مسبقا.
ضعف الروابط بين املؤسسات والبنوك هذه األخيرة التي الزالت لم تقم بدورها الحقيقي في تمويل
االستثمار وإنشاء مؤسسات بسبب عدم وجود ضمانات كافية؛
وجود عدد مرتفع من املؤسسات تتخلى عن برامج التأهيل عند بدايته أو في مرحلته األولى خصوصا
بسبب طول املدة املرتبطة بالدراسة وصرف املنح ،األمر الذي يطرح مشاكل إعادة التقييم أو بروز
تكنولوجيات جديدة تدفع باملؤسسة املعنية إلى الرغبة في الحصول عليها بدال من سابقتها؛
د
امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
غياب قاعدة بيانات وإحصائيات رسمية دقيقة حول برامج التأهيل وتطورها (حالة الجزائر) تعيق
كل محاوالت التقييم الجادة الرامية ملساعدة وتوجيه السلطات العمومية املكلفة بوضع استراتيجية
التأهيل وتنفيذها.
حيث استطعنا من خالل هذه الدراسة التعرف على برامج التأهيل الجزائرية خالل الفترة ()2012- 1995
والتي تمت االستفادة منها في الجانب الخاص بتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية بما بخدم
موضوعنا إال أن دراستنا تشمل فترة أحدث وبالتالي برامج جديدة مقارنة بالبرامج التي تمت دراستها من قبل
الباحث.
.2دراسة صادق هادي( ،مذكرة ماجستير ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،1الجزائر:)2014 ،
جاءت هذه الدراسة بعنوان "دور التنويع االقتصادي في تحقيق التنمية املستدامة في االقتصاديات
النفطية" ،وقد قام الباحث بدراسة تحليلية ملؤشرات التنويع االقتصادي والتنمية املستدامة في كل من
الجزائر والنرويج خالل الفترة ( ،)2000-2012حيث سعت هذه الدراسة إلى جملة من األهداف نذكر أهمها
في اآلتي:
التعرف على أهم مفاهيم وسياسات التنويع االقتصادي ودورها في تحقيق التنمية املستدامة في
االقتصاديات النفطية؛
التعرف على مختلف متطلبات وأسس بناء اقتصاد متنوع يحقق التنمية املستدامة في الدول
النفطية وكذا الجزائر بما يضمن االستقرار ويصون املوارد املجتمعية للدولة؛
الوقوف على حقيقة وواقع االقتصاديات النفطية ومدى انكشافها على الهزات واألزمات االقتصادية
وحتى السياسية واألمنية للدولة.
يمثل التنويع االقتصادي أحد سياسات التنمية االقتصادية التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل
وتوسيع القاعدة اإلنتاجية وزيادة مساهمة مختلف القطاعات اإلنتاجية ،كما يتيح تجميع مختلف
املوارد والطاقات املجتمعية وتوجيهها توجها سليما؛
إن تأهيل االقتصاد الوطني العتماد وتنفيذ التنمية املستدامة يتطلب بناء قاعدة اقتصادية صلبة
ومتنوعة تقوم على تطوير القطاع الصناعي والزراعي وقطاع الخدمات وإرساء قاعدة علمية وتقنية
تهدف إلى تطوير الطاقات البشرية وربط مخرجات العملية التعليمية باحتياجات التنمية؛
ه
امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
إن ضعف سياسات النفطية املوحدة للدول املصدرة للنفط خاصة النامية أدى إلى تفاقم املشاكل
والتحديات التي تواجهها خاصة تلك املرتبطة بتقلبات األسعار وانعكاسات ذلك على االستقرار
االقتصادي واالجتماعي لهذه الدول؛
مكنتنا هذه الدراسة من التعرف على اإلطار املفاهيمي للتنويع االقتصادي حيث تم االعتماد عليها في
بعض العناصر إلثراء الجانب النظري املتمثل في الفصل الثاني من املوضوع الخاص بنا حتى نؤسس لبناء
جيد يمكننا استغالله في الفصل األخير من الدراسة.
.3دراسة غدير سليمة أحمد( ،أطروحة دكتوراه ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر:)2017 ،
والتي قدمت تحت عنوان "متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية الخاصة في
الجزائر" ،والتي قامت من خاللها بدراسة حالة الجنوب الشرقي (ورقلة ،الوادي وغرداية) ،ولقد سعت
الباحثة من خالل هذه الدراسة إلى تحقيق جملة من األهداف أهمها:
التعرف على واقع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية في الجزائر وتحديد نقاط القوة ونقاط
الضعف لديها وتحديد الفرص والتهديدات املوجودة في املحيط الذي تنشط فيه؛
محاولة فهم اإلطار النظري لعملية التأهيل من خالل تناول املفاهيم ذات الصلة باملوضوع ومن ثم
التعرف على برامج التأهيل التي تبنتها الجزائر لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة عموما
والصناعية خصوصا ومن ثم أهم النتائج املتحصل عليها؛
تحديد املشاكل التي تتعرض لها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية سواء منها الداخلية
املتعلقة باملؤسسة أو الخارجية املتعلقة باملحيط الذي تنشط فيه.
مر قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بثالثة مراحل بداية بالنظام االشتراكي ثم اقتصاد السوق
ثم بعدها القانون التوجيهي لسنة 2001والذي أعطى تعريف مضبوط لهذه املؤسسات؛
يعتبر اتفاق الشراكة األوروجزائرية واالنضمام املرتقب للمنظمة العاملية للتجارة بمثابة خياران أتاحا
للجزائر فرصا أفضل إلنعاش اقتصادها وتطويره؛
سعي الجزائر جاهدة لتدعيم وتطوير قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية وتأهيله وذلك
من خالل تكثيفها لبرامج التأهيل ومساعدتها على تخطي الصعوبات التي تعترضها كونها البديل
االستراتيجي لالقتصاد الجزائري.
و
امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
تعد هذه الدراسة بصفتها أطروحة دكتوراه دراسة شاملة لواقع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وبرامج
التأهيل في الجزائر وبالتالي تم االستفادة منها في الجانب الخاص بتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
الجزائرية خاصة حتى نتمكن من الوقوف على مدى مساعدة برامج التأهيل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة
في تحقيق الدور املنتظر منها اتجاه التنويع االقتصادي.
يشمل الفصل األول الذي جاء تحت عنوان" :التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة
والتأهيل" ،ثالثة مباحث ،املبحث األول تضمن مدخل حول املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من تعاريف
وخصائص وكذا أهميتها في االقتصاد باإلضافة إلى تصنيف هذه املؤسسات وفي األخير التطرق إلى عوامل
نجاح هذا النوع من املؤسسات والتحديات التي تواجهه .أما املبحث الثاني فتطرقنا فيه إلى أساسيات حول
عملية التأهيل انطالقا من تحديد مفهومه ومبادئه باإلضافة إلى أهدافه وأشكاله وكذا متطلباته ،أما فيما
يخص املبحث الثالث فقد تم فيه التطرق إلى األهمية االستراتيجية لعملية تأهيل املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة بداية بدوافع عملية التأهيل بالنسبة لهذا النوع من املؤسسات ثم املسار االستراتيجي لعملية
التأهيل وأخيرا شروط نجاح عملية التأهيل بها.
الفصل الثاني الذي جاء بعنوان" :التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة فيه" ،والذي قسم أيضا إلى ثالثة مباحث ،تضمن املبحث األول إطار مفاهيمي للتنويع
االقتصادي من مفهوم وخصائص وكذا دوافع عملية التنويع وأهميته وأهدافه باإلضافة إلى تقسيماته
ومستوياته ،أما املبحث الثاني فقد تناول أساسيات التنويع االقتصادي من محدداته والقطاعات املؤهلة له
باإلضافة إلى مؤشراته ومعامالت قياسه وأخيرا متطلبات نجاحه وعوامل فشله ،وفيما يخص املبحث الثالث
فهو يدرس تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتحقيق مستلزمات التنويع االقتصادي تضمن بذلك
األهمية االستراتيجية للتأهيل في دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وكذا تأهيل املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة كآلية لتنويع الهيكل اإلنتاجي واملساهمة في الناتج املحلي اإلجمالي والقيمة املضافة وأخيرا تأهيل
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتنويع التجارة الخارجية.
ز
امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة
الفصل الثالث وهو الفصل التطبيقي للدراسة بعنوان" :تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر" ،محاولة منا إسقاط الجانب النظري على االقتصاد الجزائري تم
تقسيمه إلى ثالثة مباحث ،املبحث األول خصص لتقديم نظرة عن تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في
الجزائر قبل سنة 2001وكذا إحصائيات ما بعد سنة 2001إضافة إلى التحديات التي تواجه هذه املؤسسات
في الجزائر ،واملبحث الثاني تضمن دراسة مختلف برامج التأهيل التي سطرتها الدولة سواء الوطنية أو في
إطار الشراكة ،في حين تم التطرق في املبحث الثالث إلى دراسة واقع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
ودورها في تنويع االقتصاد الجزائري ،انطالقا من إعطاء نظرة عن خصائص االقتصاد الجزائري ومبررات
انتهاج التنويع االقتصادي إلى مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في كل من الناتج الداخلي الخام
والقيمة املضافة وأخيرا الصادرات وعرض النتائج املتوصل إليها فيما يخص دعمها للتنويع االقتصادي في
الجزائر.
ح
الفصل األول :التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة
والمتوسطة والتأهيل.
تمهيد:
املبحث األول :مدخل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة.
املبحث الثاني :أساسيات حول عملية التأهيل.
املبحث الثالث :األهمية االستراتيجية لعملية تأهيل املؤسسات
الصغيرة واملتوسطة.
خالصة الفصل األول.
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
تمهيد
يحظى قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة باألولوية في االهتمام من طرف أغلبية الدول ،نظرا
ملساهمتها في النشاط االقتصادي من خالل تطويره وتحقيق األهداف اإلنمائية ،هذا ما أدى إلى زيادة
االهتمام بها ،بغية النهوض باقتصادياتها .لذلك نجد أن عملية دعم وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
تعد أحد املرتكزات التي تعتمد عليها الدول في نجاح مسارها التنموي ،حيث سعت العديد من الدول إلى
إبراز دورها في عملية التنمية لديها معتمدة في ذلك على عمليات التأهيل والتطوير أمال منها في تحسين محيط
عمل هذه املؤسسات سواء الداخلي أو الخارجي والهدف من ذلك هو زيادة قدرتها التنافسية ملواجهة
متطلبات االقتصاد التنافس ي.
وانطالقا مما سبق سوف نستعرض هذا الفصل في ثالثة مباحث كما يلي:
11
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
ازداد مؤخرا اهتمام عدد كبير من الدول وخاصة النامية منها باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة
لدورها الفعال في بناء النسيج الصناعي املتكامل وتحفيز القطاع الخاص لالستثمار في هذا املجال ،وبالتالي
تسهيل مسار التنمية االقتصادية واالجتماعية ،وعليه سيتم في هذا املبحث تقديم رؤية عامة حول مفهوم
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وتصنيفاها املختلفة وكذا عوامل نجاحها والتحديات التي تواجهها.
اختلف العديد من الباحثين حول إعطاء مفهوم موحد للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة بسبب تنوعها
وتشعب نشاطها ،لذلك تم االعتماد على مجموعة من املعايير التي توضح مفهوم هذا النوع من املؤسسات.
أدى االختالف في تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى االحتكام على مجموعة من املعايير
واملؤشرات الفاصلة بينها وبين مختلف املؤسسات األخرى وتتمثل هذه املعايير في كل من املعايير الكمية
واملعايير النوعية .وبالتالي تعرف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كميا ونوعيا على النحو التالي:1
تندرج املؤسسة تحت مفهوم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إذا لم يتعد حجمها حدا معينا من حيث
تعاملها التجاري في السوق ،وعدد العاملين بها (أو قد ينظر ألحد هذين املقياسين فقط).
على الرغم من أن استخدام الطرق والوسائل الحسابية التي تعتمد على البعد الكمي يفيد بصورة كبيرة في
فهم ما يقصد باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،إال أن هذه األداة االقتصادية ال يتسنى تعريفها العلمي
باالستعانة بمجرد دالالت رقمية فقط ،وإنما ال بد من وجود معايير نوعية تجعل من هذا التعريف تعريفا
أكثر دقة كامللكية واالستقاللية.
لذا نجد أن املعايير املستخدمة لتعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تختلف على نطاق واسع
وتعتبر املعايير القابلة للقياس األكثر سهولة في تحديدها كرقم األعمال ،الربح ،قيمة األصول وعدد العمال،
وذلك لالختالف الكبير في تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من بلد إلى آخر وحتى داخل البلد نفسه.2
1طارق عبد الباري" ،إدارة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،تبدل أدوار املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في عصر العوملة" ،املكتبة األكاديمية،
القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى ،2009 ،ص ص.12،13
2 Louis Jacques Filion, « Management Des Pme : De la Création à La Croissance, illustrées, pearson », Renouveau
12
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
عليه يمكن إجمال املعايير التي تعرف على أساسها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيما يلي:
املعايير الكمية هي من أهم املعايير املستخدمة في تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وهي تخص
مجموعة من املؤشرات التقنية االقتصادية ومجموعة أخرى من املؤشرات النقدية ،1ويمكن عرض هذه
املعايير فيما يلي:
)1معيار العمالة:
من أكثر املعايير الكمية استخداما في تحديد حجم املشروعات الصغيرة نظرا إلمكانية حصر بيانات
العمالة املتوافرة في معظم املشروعات املسجلة رسميا في مختلف الدول ،ويتم استخدام معيار العمال
للمقارنة الدقيقة بين املشروعات النظيرة التي تقوم على نفس الفن اإلنتاجي ولكن نظرا الختالف معامل
رأس املال /العمل فقد ال يصلح استخدام هذا املقياس بمفرده غالبا؛ كما أنه ال يصلح أيضا في حاالت تباين
الفنون اإلنتاجية املمكن استخدامها ،إال أن هذا املؤشر يعد من أهم املؤشرات التي تتميز بالسهولة والثبات
النسبي ،لكن على الرغم من هذه السهولة إال أن هناك من يرى وجوب توخي الحذر في استعمال هذا املؤشر
ألن االعتماد املطلق على هذا املعيار قد يؤدي إلى تصنيف خاطئ للمؤسسات ،حيث تعتبر على أساسه
املؤسسات ذات الكثافة العمالية مؤسسات كبيرة بالنظر إلى تلك التي تعوض هذه الكثافة العمالية بالكثافة
الرأسمالية والتكنولوجية.2
مقياس كمي مالي واسع االنتشار أيضا؛ حيث نجد البعض يفضل استخدام رأس املال العامل والثابت
الذي يعكس حجم الطاقة اإلنتاجية والبعض اآلخر يستبعد قيمة األراض ي من رأس املال الثابت الختالف
قيمتها من مكان آلخر ومن فترة ألخرى.3
معيار معامل رأس املال يعبر عن الحجم من رأس املال (كمية االستثمار) لتوظيف وحدة واحدة من
العمل ويمكن تفسير ذلك رياضيا في اآلتي :م ر م= رأس املال الثابت /عدد العمال ،إذ أن هذا املعامل عادة
ما يكون منخفض في األنشطة الخدمية أو التجارية ويكون أكثر ارتفاعا في األنشطة الصناعية.4
1أحمد رحموني" ،املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودورها في إحداث التنمية الشاملة في االقتصاد الجزائري" ،املكتبة املصرية ،القاهرة،
مصر ،الطبعة األولى ،2011 ،ص.15
2املرجع نفسه ،ص .15
3املنظمة العربية للتنمية اإلدارية" ،تطوير إدارة املشروعات الصغيرة في الوطن العربي" ،القاهرة ،مصر ،2006 ،ص.9
4عبد هللا خبابة" ،املؤسسات الصغيرة املتوسطة آلية لتحقيق التنمية املستدامة" ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر ،2013 ،ص
ص.15،14
13
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
إذ أنه ونظرا ألن كال من حجم العمالة وحجم املال املستثمر في املشروع من محددات الطاقة
اإلنتاجية له فإن املعيارين السابقين يشوبهما بعض عدم الدقة في حالة االعتماد على أي منهما منفردا
لتعريف املشاريع الصغيرة .حيث أنه بالنسبة ملعيار العمالة قد نجد أن عدد العمال للمشروع منخفضا
برغم ذلك ال يعني أنه مشروع صغير ،ذلك ألن حجم رأس املال به كبيرا ،وبالتالي فإنه يتجه إلى استخدام
أساليب إنتاجية كثيفة رأس املال وموفرة للعمالة ،وبالتالي تصنف هذه املشاريع حسب معيار رأس املال
على أنه مشروع كبير ،في حين يكون طبقا ملعيار العمالة مصنف على أنه مشروع صغير ،أما بالنسبة ملعيار
رأس املال قد نجد أن حجم رأس مال املشروع منخفضا ،برغم ذلك ال يعني أن هذا املشروع صغير ،ذلك
ألن عدد العمال للمشروع يكون كبيرا وبالتالي فهو يصنف حسب معيار العمالة على أنه مشروع كبير ولكنه
قد ال يكون بالفعل كذلك .لذا وجد معيار ثالث يمزج بين املتغيرين السابقين (العمل ورأس املال) في معيار
يجمع بينهما وهو (معامل رأس املال /العمل) أو متوسط نصيب العامل من رأس مال املشروع.1
يمثل حجم مبيعات املشروع وتطويره على مدى مراحل حياته مقياسا صادقا ملستوى نشاط املشروع
ومركزه التنافس ي الذي بلغه في السوق ،وذلك ألن املبيعات تتوقف على الطاقة اإلنتاجية للمشروع وعلى
قدرته على امتالك حصتها في السوق املالئمة لهذه الطاقة.2
.1االستقاللية:
ونعني بها استقاللية املشروع عن أي تكتالت اقتصادية وبذلك نستثني فروع املؤسسات الكبرى،
ويمكن أن نطلق على هذا املعيار اسم املعيار القانوني ،وأيضا استقاللية اإلدارة والعمل وأن يكون املدير هو
املالك دون تدخل هيئات خارجية ،بمعنى أنه يحمل الطابع الشخص ي وتفرد املدير في اتخاذ القرارات وأن
يتحمل صاحب أو أصحاب املؤسسة املسؤولية كاملة فيما يخص التزامات املشروع تجاه الغير.
1محمد الصيرفي" ،البرنامج التأهيلي ألصحاب املشروعات الصغيرة" ،مؤسسة حورس الدولية ،اإلسكندرية ،مصر ،الطبعة األولى،2009 ،
ص.25
2املرجع نفسه ،ص.26
3بالل خلف السكارنة"،الريادة وإدارة منظمات األعمال" ،دار املسيرة ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،2008 ،ص.87
4رابح خوني ،رقية حساني" ،املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومشكالت تمويلها" ،أتراك للطباعة ،بسكرة ،الجزائر ،2008 ،ص -ص .23-21
14
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
.2امللكية:
تتميز املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بامللكية الفردية وغير التابعة ألي مؤسسة كبرى أو معظمها تابع
للقطاع الخاص في شكل مؤسسات أو شركات أموال ،وقد تكون ملكيتها ملكية عامة كمؤسسات الجماعات
املحلية (مؤسسات والئية ،بلدية ...الخ) وقد تكون امللكية مختلطة.
.3محلية النشاط:
نعني بمحلية النشاط أن يقتصر نشاط املؤسسة على منطقة أو مكان واحد وتكون معروفة فيه،
وأال تمارس نشاطها من خالل عدة فروع ،تشكل حجما صغيرا نسبيا في قطاع اإلنتاج الذي تنتمي إليه في
املنطقة وهذا طبعا ال يمنع امتداد النشاط التسويقي للمنتجات إلى مناطق أخرى في الداخل أو الخارج.
.4املعيار التقني:
ً
بناء على هذا املعيار توصف املشروعات الصغيرة واملتوسطة بأنها تلك التي تستخدم أساليب
إنتاج بسيطة ذات كثافة رأسمالية منخفضة وكثافة عمالية عالية والعكس تماما في املشروع الكبير
الذي يستخدم أساليب إنتاج ذات تكنولوجيا عالية ،ووفقا لهذا املعيار يتم تصنيف املشروعات إلى
صغيرة ومتوسطة وكبيرة ً
بناء على درجة امليكنة املستخدمة من جهة واأليدي العاملة من جهة أخرى.1
عرفت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب كل دولة وذلك الختالف البيئة االستثمارية التي تنشط
فيها هذه املؤسسات ،وسيتم فيما يلي تقديم بعض التعاريف لكل من الدول املتقدمة والدول النامية.
تعددت التعاريف الخاصة باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول املتقدمة ،وعليه نذكر بعض منها
في كل من الواليات املتحدة األمريكية ،االتحاد األوروبي واليابان.
عرفت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالواليات املتحدة األمريكية وفقا ملعياريي عدد العمال ورأس
املال املستثمر :الصناعات التي يعمل بها 250عامال ويمكن أن يصل عدد عمالها إلى 1500عامل،
وال تزيد قيمة األموال املستثمرة فيها عن 90مليون دوالر.2
1جميل هيا بشارات" ،التمويل املصرفي اإلسالمي للمشروعات الصغيرة واملتوسطة" ،دار النفائس ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،دون
سنة ،ص.29
2صبرين زيتوني" ،التعاون الدولي في مجال تأهيل وترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،مجلة دفاتر بوادكس ،جامعة عبد
الحميد ابن باديس ،مستغانم ،الجزائر ،العدد الرابع ،سبتمبر ،2015ص.316
15
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في االتحاد األوروبي :قام االتحاد األوروبي بإعطاء تعريف
كمي للمشروع الصغير واملتوسط باالعتماد على املعايير الكمية كما هو موضح بالجدول التالي:
و عليه فاملؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب القانون األوروبي هي تلك التي توظف أقل من 250شخص
وحجم أعمالها السنوي ال يتجاوز 50مليون اورو وإجمالي ميزانيتها السنوية ال تتجاوز 43مليون اورو.1
تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في اليابان :يمكن توضيح التعريف الياباني للمؤسسات
الصغيرة واملتوسطة وفق الجدول التالي:
املصدر :عبد الرحمان ياسر ،عماد الدين براشن" ،قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر الواقع
والتحديات" ،مجلة نماء لالقتصاد والتجارة ،جامعة جيجل ،الجزائر ،العدد ،03جوان ،2018ص.218
1 Nadine Levratto, « LES PME : Définition, rôle économique et politique publiques », Bibliothèque Nationale, paris, France,
16
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
تباينت اإلجراءات والقوانين الخاصة بتعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول النامية نذكر منها
تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في كل من تونس ،املغرب والجزائر:
تونس :يمكن تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تونس اعتمادا على أحد املسارين التالين:
عدد املستخدمين أقل من 50شخص؛ مبلغ االستثمار أقل من 1مليون دينار تونس ي.1
املغرب :وردت عدة تعاريف للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة في املغرب وحسب التعريف املقدم من
طرف اللجنة الفرعية املكلفة باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،فإن هذه األخيرة تعرف بأن عدد
العاملين فيها ال يتجاوز 200عامل ،رقم أعمالها أقل من 5ماليين درهم في مرحلة التأسيس و 20
مليون درهم في مرحلة النمو و 50مليون درهم في مرحلة النضج.2
تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر :وضعت وزارة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
تعريفا مفصال رسميا من خالل القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصادر في
،2001-12-12حيث أعطى املشرع تعريفا يضع حدا للفراغ القانوني الحاصل والجدل القائم حول
هذا املوضوع ،إذ أن الجزائر تبنت ميثاق بولوني ( )la charte de bologneفي تعريفها للمؤسسات
الصغيرة واملتوسطة في جوان سنة .32000
أما بعد سنة 2001نجد أن املادة 05من القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة رقم
02-17املؤرخ في 10جانفي 2017نصت على ما يلي" :تعرف املؤسسة الصغيرة واملتوسطة مهما كانت
طبيعتها القانونية ،بأنها مؤسسة إنتاج السلع أو الخدمات ،تشغل من ( )1واحد إلى مائتين وخمسين ()250
شخصا ،ال يتجاوز رقم أعمالها السنوي ( )4ماليير دينار جزائري ،أو ال يتجاوز مجموع حصيلتها السنوية ()1
مليار دينار جزائري ،تستوفي معيار االستقاللية."4
1علي سالم أرميص"،مدى تنافسية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول العربية" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي حول" :متطلبات
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول العربية" ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف،
الجزائر ،يومي17 :و 18أفريل ،2006ص.100
2صبرين زيتوني ،مرجع سبق ذكره ،ص.317
ميثاق بولونيا :نظمت منظمة التعاون والتنمية االقتصادية سنة 2000ببولونيا (ايطاليا) الندوة الوزارية األولى حول املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة حيث تمت املصادقة على ميثاق بولونيا من طرف الجزائر حول السياسات املنتهجة في مجال املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
واملقاولة.
3الطيب داودي" ،دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية الواقع واملعوقات-حالة الجزائر" ،مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،1الجزائر ،العدد الحادي عشر ،2011 ،ص.64
4القانون رقم ،17-02املؤرخ في 10جانفي " ،2017املتعلق باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة" ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد
،02الصادرة في ،17/01/11ص.5
17
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
وتبعا لذات القانون فقد أعطت املواد ،10 ،09 ،08تعريفا للمؤسسات املتوسطة والصغيرة واملصغرة على
الترتيب كما يلي:
املادة :08تعرف املؤسسة املتوسطة بأنها مؤسسة تشغل ما بين خمسين ( )50إلى مائتين وخمسين ()250
شخصا ،ورقم أعمالها السنوي ما بين أربعمائة ( )400مليون دينار جزائري إلى ( )4ماليير دينار جزائري ،أو
مجموع حصيلتها السنوية ما بين مائتي ( )200مليون دينار جزائري إلى مليار ( )1دينار جزائري.
املادة :09تعرف املؤسسة الصغيرة بأنها مؤسسة تشغل ما بين عشرة ( )10إلى تسعة وأربعين ( )49شخصا،
ورقم أعمالها السنوي ال يتجاوز أربعمائة ( )400مليون دينار جزائري ،أو مجموع حصيلتها السنوية ال يتجاوز
مائتي ( )200مليون دينار جزائري.
املادة :10تعرف املؤسسة الصغيرة جدا بأنها مؤسسة تشغل من شخص ( )1واحد إلى تسعة ( )9أشخاص،
ورقم أعمالها السنوي أقل من أربعين ( )40مليون دينار جزائري ،أو مجموع حصيلتها السنوية ال يتجاوز
عشرين ( )20مليون دينار جزائري.
تلعب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة دور هام في اقتصاديات الدول من خالل الخصائص التي
تتمتع بها دون غيرها من املؤسسات األخرى من أجل مواجهة تحديات التغيرات االقتصادية كونها تعتبر أحد
روافد العملية التنموية ،ويمكن إجمال هذه الخصائص فيما يلي:
1العيد غربي ،عبد الوهاب دادن"،أثر تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على تنافسية االقتصاد الوطني خالل الفترة،"2015-1999 :
مجلة رؤى اقتصادية ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي ،الجزائر ،العدد الثاني عشر ،جوان ،2017ص .214
18
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
تستمد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة عنصر السهولة في إنشائها من انخفاض مستلزمات رأس
املال املطلوب إلنشائها نسبيا ،حيث أنها تستند في األساس إلى جذب وتفعيل مدخرات األشخاص من أجل
تحقيق منفعة أو فائدة تلبي بواسطتها حاجات محلية في أنواع متعددة من النشاط االقتصادي ،وهذا ما
يتناسب والبلدان النامية نتيجة نقص املدخرات فيها بسبب ضعف الدخل.1
يتميز املشروع الصغير بأن استثماراته محدودة كما أن تكلفة رأس املال املستثمر في أصوله الثابتة
واملتغيرة منخفضة نسبيا ،مما يجعل تكلفة خلق فرص العمل فيها متدنية مقارنة بتكلفتها في الصناعات
الكبيرة ،وفي حقيقة األمر فإن املشروع الصغير يسعى إلى دورة رأس مال سريعة أي استرداد األموال في أقل
وقت ممكن.2
ثالثا :مالئمة أنماط امللكية من حيث حجم رأس املال ومالءمته ألصحاب هذه املشروعات:
حيث أن تدني رأس املال يزيد من إقبال من يتصفون بتدني مدخراتهم على مثل هذه املشروعات
نظرا النخفاض كلفتها مقارنة مع املشروعات الكبيرة.3
يتمتع العمل الصغير بمرونة عالية والقدرة على التغيير ،هذه ميزة ال تتمتع بها األعمال الكبيرة وذلك
ألنها تمتلك جهازا إداريا وتنظيميا أكبر أقل يجعالنها أقل قدرة على تحسس األخطار واألخطاء ومعالجتها.4
تتميز املشروعات الصغيرة واملتوسطة باالنتشار الجغرافي الواسع الذي يجعلها تغطي مناطق
مختلفة وأعداد كبيرة من السكان ،وذلك نظرا النخفاض تكاليف تأسيسها من جهة ومحدودية إنتاجها من
جهة أخرى ،الذي غالبا ما يكون مستهلكي هذا اإلنتاج في إطار وحدود منطقة إقامة املشروع ،األمر الذي
يستدعي تلبية احتياجات املجتمع املحلي بتأسيس املزيد من هذه املشروعات.5
19
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
تتسم املشروعات الصغيرة بمحدودية متطلبات التكنولوجيا والتحديث بالشكل الذي تتطلبه
املشاريع الكبيرة وذلك نظرا لضعف القدرة املالية ملالك املشروع الصغير ،فغالبا ما يكون املستوى
التكنولوجي املستخدم غير متقدم نسبيا ويعتمد إلى حد كبير على اإلمكانيات املحلية املتاحة فتكون األدوات
املستخدمة بسيطة والتي بدورها تعتمد على مهارة العمال.1
سابعا :التجديد:
إن املشروعات الصغيرة هي املصدر الرئيس ي لألفكار الجديدة واالختراعات ،فكثير من براءات االختراع
تعود إلى أفراد أغلبهم يعملون في مشروعات صغيرة ،وتجدر اإلشارة إلى أن املشروعات التي يديرها أصحابها
تتعرض للتجديد والتحديث أكثر من املؤسسات العامة ألن العاملين الذين يعملون على ابتكار أفكار جديدة
تؤثر على أرباحهم ويجدون بذلك حوافز تدفعهم بشكل مباشر للعمل.2
من أهم مزايا هذه املؤسسات أنها تسمح للعاملين بها بالقيام بمهام مختلفة في فترات زمنية قصيرة
حيث تتنوع املهام واملسؤوليات التي يقوم بها العاملين في املشروع الصغير لذلك تتسع خبراتهم ومعارفهم.3
باتت املشروعات الصغيرة واملتوسطة كواحدة من أقوى أدوات التنمية االقتصادية واالجتماعية
وأحد أهم العناصر االستراتيجية في تحقيقها في معظم دول العالم الصناعية والدول النامية على حد سواء،
وذلك لألهمية التي يحتلها هذا النوع من املؤسسات والتي يمكن إجمالها في النقاط التالية:
من خالل توفير فرص عمل بشكل مستمر وبتكلفة منخفضة نسبيا إذا ما قورنت باملشروعات
الكبيرة ،وبالتالي تخفيف العبء على ميزانية الدولة.4
إذ تعمل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على القيام بتوزيع الصناعات الجديدة على املدن الصغيرة
واألرياف والتجمعات السكانية النائية ،وهذا ما يعطيها فرصة أكبر الستخدام املوارد املحلية وتنميتها ،وتلبية
20
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
احتياجات األسواق املتواجدة في تلك األماكن ،1واعتبارها العمق االستراتيجي للمؤسسات الكبيرة (املساهمة
في تلبية بعض احتياجات الصناعات الكبيرة سواء باملواد األولية أو االحتياطية).2
إن مسألة تكامل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة مع املؤسسات الكبيرة أمر في غاية األهمية،
فالتعاون بين املؤسسات الصغيرة واملتوسطة واملؤسسات الكبيرة يؤدي إلى تدعيم الصناعة ككل وتنظيم
االستهالكات الوسيطة وتنوع اإلنتاج الصناعي ،فاملؤسسات الصغيرة واملتوسطة تعتبر في كثير من األحيان
مشروعات مغذية تعتمد عليها املؤسسات الكبيرة.3
تلعب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة دورا مؤثرا في دعم وتنمية الصادرات من خالل سد جزء من
حاجة الطلب املحلي وبالتالي إتاحة فرصة أكبر لتصدير إنتاج املؤسسات الكبيرة ملا يتميز به من مميزات
نسبية ووفرات اقتصادية ،أو من خالل تصدير منتجاتها مباشرة حيث تساهم بذلك بتوفير العملة الصعبة.4
تساهم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في رفع كفاءة تخصيص املوارد إذ تميل لتبني األساليب
اإلنتاجية ذات الكثافة في العمل بما يعكس وفرة قوى العمل وندرة رأس املال ،وكلما توسع نشاط تلك
املشروعات في األسواق غير الرسمية أصبحت أسعار عوامل اإلنتاج واملنتجات التي تتعامل بها تعكس بصورة
أفضل تكاليف الفرص البديلة مقارنة باألسعار التي تتعامل بها املؤسسات الكبيرة.5
يتضح دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي من خالل رفع مستوى التوظيف لعنصر
العمل الذي هو من أبرز عناصر اإلنتاج ،وبالتالي الرفع من مستوى الطلب الكلي الفعال على السلع
االستهالكية واالستثمارية ،ألنه كلما زاد التوظيف زاد الدخل ألفراد املجتمع فجزء من هذا الدخل يوجه
لالستهالك املباشر أما الجزء املتبقي فيوجه لالستثمار في مشاريع صغيرة أو يدخر في املؤسسات املالية التي
1حنان بقاط ،سليمة هالم" ،هيئات دعم وترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،مجلة البحوث االقتصادية املتقدمة ،جامعة
الشهيد حمة لخضر ،الوادي ،الجزائر ،العدد الخامس ،ديسمبر ،2018ص.45
2مصطفى يوسف كافي" ،بيئة وتكنولوجية إدارة املشروعات الصغيرة واملتوسطة" ،مكتبة املجتمع العربي ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى،
،2014ص.36
3محمد هيكل" ،مهارات إدارة املشروعات الصغيرة" ،مجموعة النيل العربية ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى ،2003 ،ص.16
4نبيل جواد" ،إدارة وتنمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة" ،الجزائرية للكتاب ،درارية ،الجزائر ،الطبعة األولى ،2006 ،ص.94
5نور الدين أحمد قايد" ،آليات وبرامج دعم ترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ،كلية
العلوم االقتصادية والتسيير ،جامعة لحاج لخضر ،باتنة ،الجزائر ،العدد الثامن عشر ،جوان ،2008ص ص.83،82
21
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
توجهه بدورها إلى االستثمار ،وبالتالي زيادة حجم الناتج املحلي وتنوعه لشمولية هذه املؤسسات على العديد
من القطاعات االقتصادية.1
من أجل الصمود أمام املنافسة الشرسة التي تواجهها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من املؤسسات
الكبيرة والشركات املتعددة الجنسيات ،لجأت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى االهتمام بمجال اإلبداع
واالبتكار كونها تلعب دور ريادي في هذا املجال.2
وانطالقا من هذه األهمية نستخلص أهداف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتي نوجزها فيما يلي:3
ترقية روح املبادرة الفردية والجماعية باستخدام أنشطة اقتصادية سلعية أو خدمية لم تكن موجودة
من قبل ،وكذا إحياء أنشطة تم التخلي عنها ألي سبب كان؛
استحداث فرص عمل جديدة بصورة مباشرة وهذا ملستحدثي املؤسسات ،أو بصورة غير مباشرة عن
طريق استخدامهم ألشخاص آخرين ،ومن خالل االستحداث لغرض العمل يمكن أن تتحقق االستجابة
السريعة للمطالب االجتماعية في مجال الشغل؛
إعادة إدماج املسرحين من مناصب عملهم جراء اإلفالس لبعض املؤسسات العمومية أو بفعل تقليص
حجم العمالة فيها جراء إعادة الهيكلة أو الخوصصة وهو ما يدعم إمكانية تعويض بعض األنشطة
املفقودة؛
يمكن أن تشكل أداة فعالة لت وطين األنشطة في املناطق النائية ،مما يجعلها أداة هامة لتثمين وترقية
الثروة املحلية ،وإحدى وسائل االندماج والتكامل بين املناطق؛
يمكن أن تكون حلقة وصل في النسيج االقتصادي من خالل مجمل العالقات التي تربطها بباقي
املؤسسات املحيطة واملتفاعلة معها والتي تشترك في استخدام نفس املدخالت؛
تمكين فئات عديدة من املجتمع تمتلك أفكار استثمارية جيدة ولكنها ال تملك القدرة املالية واإلدارية
على تحويل هذه األفكار إلى مشاريع واقعية؛
تشكل إحدى مصادر الدخل بالنسبة ملستحدثيها ومستخدميها ،كما تشكل مصدرا إضافيا لتنمية العائد
املالي للدولة من خالل االقتطاعات والضرائب املختلفة.
1عبد الحق بوقفة ،عبد هللا مايو" ،مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية االقتصادية والصعوبات التي تواجهها" ،مجلة
اآلفاق للدراسات االقتصادية ،جامعة ،العربي التبس ي ،تبسة ،الجزائر ،العدد الخامس ،سبتمبر ،2018ص.23
2عبد الرحمان ياسر ،عماد الدين براشن ،مرجع سبق ذكره ،ص .222
3كريمو دراجي "،متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،مجلة دراسات في االقتصاد والتجارة املالية ،مخبر الصناعات
التقليدية لجامعة الجزائر ،3الجزائر ،املجلد ،05العدد الثاني ،2016 ،ص.479
22
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
إن قدرة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على ممارسة العديد من النشاطات في مجاالت مختلفة
وكذا الخصوصية التي تتمتع بها مكنتها من التواجد في صورة العديد من األشكال نذكر أهمها في اآلتي:
نقصد بالسلع االستهالكية السلع النهائية املوجهة لالستهالك النهائي كاألغذية واأللبسة وغيرهما،
وتنطوي هذه املنتجات تحت واحد من الصناعات التالية :صناعة النسيج والجلود ،الصناعات الغذائية
وأخيرا الصناعات الفالحية.
تضم املؤسسات التي تنتج قطع الغيار أو أجزاء اآلالت ،مواد البناء وغيرها ،وتنطوي هذه املنتجات
تحت واحدة من الصناعات التالية :صناعات مواد البناء ،الصناعات امليكانيكية ،املحاجر واملناجم
والصناعات الكيميائية.
صناعات تحتاج إلى أموال كبيرة وعمالة مؤهلة وعدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيها قليل،
وتقوم هذه الصناعات بإنتاج اآلالت وأغلب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي تنشط في هذه الصناعات
هي مصانع تجميع وتركيب فقط.
وهي التي تقوم بتقديم الخدمات املختلفة مثل مقاهي االنترنت ،املطاعم وغيرها.
1رابح خوني ،رقية حساني" ،أساسيات التمويل باملشاركة بين االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الوضعي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة"،
دار الراية ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،2015 ،ص ص.54،53
2نور الهدى بورنو" ،املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر -مراحل تطورها ودورها في التنمية" ،املركز الديمقراطي العربي للدراسات
االستراتيجية ،االقتصادية والسياسية08( ،ديسمبر ،)2016نقال عن املوقع https://democraticac.de/?p=40830 :يوم 13 :أفريل .2020
23
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
تتميز املؤسسات العائلية بكون مكان إقامتها هو املنزل فهي تستخدم في تشغيل األيادي العاملة العائلية،
حيث يتم إنشاؤها ملساهمة أفراد العائلة وتنتج منتجات تقليدية للسوق بكميات محدودة ،هذا في حالة
بعض البلدان الصناعية مثل اليابان وسويسرا.
يقترب أسلوب تنظيم املؤسسات التقليدية من النوع األول من املؤسسات املصغرة واملتوسطة كونها تنتج
منتجات تقليدية أو قطعا لفائدة مصنع ترتبط به بشكل تعاقد تجاري.
تتميز هذه املؤسسات عن غيرها من املؤسسات في اتجاهها باألخذ بفنون اإلنتاج الحديثة سواء من ناحية
التوسع في استخدام رأس املال الثابت أو من ناحية تنظيم العمل أو من ناحية املنتجات التي يتم صنعها
بطريقة عصرية منظمة وطبقا للمعايير واملقاييس العاملية.
يمكن توضيح مختلف تصنيفات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة قانونيا فيما يلي:1
أوال :التعاونيات:
تعد الجمعيات التعاونية من املشاريع االختيارية التي تؤمن من قبل مجموعة من العناصر البشرية
بهدف تأمين احتياجات األعضاء من الخدمات والسلع الضرورية بأقل تكلفة ممكنة.
هي املؤسسات التابعة للقطاع العام ،فهي تمتاز بإمكانيات مالية ومادية كبيرة وتستفيد من
مجموعة تسهيالت وإعفاءات مختلفة وكذلك تحتوي على جهاز رقابي يتمثل في الوصاية.
هي مؤسسات تخضع للقانون الخاص ويندرج تحتها صنفين أساسين هما:
. 1املؤسسات الفردية :هي شكل من أشكال مؤسسات األعمال التي يمتلكها شخص واحد غالبا ما يمارس
مسؤوليات إدارة العمل يوميا ،يمتلك كافة موجودات العمل وإليه وحده تؤول األرباح املتولدة.2
24
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
.2مؤسسات الشراكة :الشراكة هي عقد يلتزم بمقتضاه شخصان أو أكثر بأن يساهم كل منهم في مشروع ما
بتقديم حصة من املال أو العمل أو كليهما ،على أن يقتسموا ما قد ينشا من هذا املشروع من ربح أو خسارة
حيث تنقسم مؤسسات الشراكة إلى نوعين هما شركات األشخاص وشركات األموال.
.1.2شركة األشخاص :تقوم على أساس االعتبار الشخص ي والثقة املتبادلة بين األطراف املشاركة مما
يكون له األثر اإليجابي على نشاط املؤسسة وهي ثالثة أنواع:
شركات التضامن :تمثل شركات التضامن شكال آخرا من أشكال املشروعات الصغيرة ،فهي شركة
طوعية بين شخصين أو أكثر للقيام بمشروع يدر عائدا مليا عليهم ويحقق ربحا لهم.1
شركات املحاصة :تعتمد في إنشائها على اتفاق كتابي أو شفوي بين اثنين أو أكثر من الشركاء للقيام
بنشاط اقتصادي خالل فترة زمنية محدودة لتحقيق ربح معين يتم تقاسمه فيما بين الشركاء حسب
اتفاقهم ،ومع نهاية النشاط االقتصادي الذي أقيمت ألجله تنتهي شركة املحاصة.
شركة التوصية البسيطة :هي من شركات األشخاص ،تقوم على االعتبار الشخص ي وال تختلف عن
شركة التضامن إال من ناحية واحدة وهي أن هذه الشركة تضم نوعين من الشركاء وهما:
شركاء متضامنون يسألون عن ديون الشركة في أموالهم الخاصة؛
شركاء متضامنون ال يسألون إال في حدود حصصهم ،وتطبق أحكام شركة التضامن على شركة
التوصية باستثناء األحكام الخاصة بهذه األخيرة.
.2.2شركات األموال :هي الشكل األكثر تطورا بين الشركات التي تمتلك رؤوس أموال ضخمة من عدد
كبير من األشخاص وتوظيف الخبرات الالزمة دون تدخل هيمنة شخصية من قبل املساهمين ،ولهذا
النوع من الشركات أنواع عديدة أهمها :شركات املساهمة ،شركات ذات املسؤولية ،شركات التوصية
باألسهم.
الفرع الرابع :تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب أسلوب تنظيم العمل.
حسب هذا املعيار يمكن تصنيف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى املؤسسات املصنعة
واملؤسسات غير املصنعة كما يلي:2
يجمع صنف املؤسسات املصنعية كل من املصانع الصغيرة واملتوسطة واملصانع الكبيرة وهو يتميز
عن صنف املؤسسات غير املصنعية من حيث تقسيم العمل وتعقيد العمليات اإلنتاجية واستخدام
األساليب الحديثة وأيضا من حيث طبيعة السلع املنتجة واتساع أسواقها.
25
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
تجمع املؤسسات غير املصنعية بين نظام اإلنتاج العائلي والنظام الحرفي ،إذ يعتبر اإلنتاج العائلي
املوجه لالستهالك الذاتي أقدم شكل من حيث تنظيم العمل ،ومع ذلك يبقى يحتفظ بأهميته حتى في
اال قتصاديات الحديثة ،أما اإلنتاج الحرفي الذي ينشطه الحرفي بصفة انفرادية أو بإشراك عدد من
املساعدين يبقى دائما نشاط يدوي يصنع بموجبه سلع ومنتجات حسب احتياجات الزبائن ،حيث نميز في
نطاق اإلنتاج الحرفي بين كل من اإلنتاج املنزلي الذي يتخذ املنزل كمكان للعمل ،واإلنتاج في ورشات عندما
ينتقل الحرفي إلى مكان خارج املنزل.
املطلب الثالث :عوامل نجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحديات التي تواجهها.
تتمتع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بمجموعة من العوامل التي تساهم في إبراز الدور التنموي
لها ،إال أنه بالرغم من املزايا التي تتمتع بها هذه املؤسسات لها مجموعة من املشاكل والعراقيل التي تحول
دون تحقيق ربحيتها ودفعها نحو التقدم.
يمكن إجمال العوامل التي تساهم في نجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيما يلي:
إذا كانت كفاءة الجهاز اإلداري في املشروع جيدة ،فإن املشروع سوف يحقق النجاح حيث تكمن
كفاءة اإلدارة بكفاءة ومهارة الكادر اإلداري الذي يقوم على إدارة املشروع وهذه الكفاءة تتحدد ببعض
العناصر مثل :قدرة اإلدارة على التجاوب والتأقلم مع التغيير في بيئة املشروع الداخلية والخارجية ،قدرة
اإلدارة في إحداث التغيير لصالح املشروع وإحداث التطور كذلك قدرة اإلدارة على تخطيط وتنظيم مراقبة
سير العمل وتطوير العمليات وغيرها من القدرات األخرى التي تساهم في كفاءة التسيير.1ويمكن إيجاز
العوامل املتعلقة بكفاءة اإلدارة في اآلتي:2
قدرة اإلدارة على التجاوب والتأقلم مع التغيير في بيئة املشروع الداخلية والخارجية والتنبؤ بمستقبل
السوق واملنافسة؛
قدرة اإلدارة على إحداث التغيير لصالح املشروع وإحداث التطور؛
قدرة اإلدارة على توفير املوارد املناسبة وخاصة اليد العاملة املاهرة للمشروع؛
قدرة اإلدارة على تخطيط وتنظيم ومراقبة سير العمل وتطوير العمليات؛
1مصطفى يوسف كافي" ،إدارة حاضنات األعمال للمشاريع الصغيرة" ،دار الحامد ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،2017 ،ص.54
2مصطفى يوسف كافي" ،ريادة األعمال وإدارة املشاريع الصغيرة" ،دار أسامة ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،2016 ،ص.64
26
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
رأس املال هو املبلغ الذي يستطيع مالك املشروع استثماره فيه ،لذلك البد من تحديده بكل دقة
من خالل تحديد أنواع وأحجام األصول املطلوبة أي تحديد القدر املطلوب منه.2
رابعا :قدرات ومهارات متنوعة لدى اإلدارة وخصائص شخصية لدى املالكين واملديرين تساعد على
نجاح املؤسسة الصغيرة واملتوسطة:
إن امتالك رسالة واضحة يتقاسمها الجميع شرط ضروري لزيادة تحفيز العاملين واالندماج بالعمل،
وان واحدة من أهم أسباب فشل املنظمات الصغيرة هو الرؤية الضيقة واالهتمام بجانب واحد وإهمال
األخريات ،ولقد عبر البعض عن عوامل نجاح املنظمات الصغيرة بجانبين يرتبط األول بكفاءة اإلدارة ويرتبط
الجانب اآلخر بمجموعة من العوامل املساعدة من قبيل تحديد األهداف وحسن استيعاب املهام واألنشطة
اإلدارية.3
رغم صغر حجم هذه املؤسسات فهي تتميز بمرونة عالية تساعدها وتمكنها من التعامل بسرعة مع
ما يحدث في البيئة الخارجية والسوق ،إذ أن كونها قريبة من الزبون ومعرفة ما يريده بوضوح يمكنها من
تلبية احتياجاته بسرعة ،إلى جانب ذلك فإن قربها هذا يمكنها أيضا من تطوير وتقوية عالقاتها مع زبائنها
وهذه الناحية تمثل هدفا استراتيجيا في مشروعات األعمال الكبيرة تسعى إلى تحقيقه.4
1أيمن علي عمر" ،إدارة املشروعات الصغيرة :مدخل بيئي مقارن" ،دار الثقافة ،اإلسكندرية ،مصر ،2007،ص.76
2عبد الحميد مصطفى أبو الناعم" ،إدارة املشروعات الصغيرة -كيف تصبح رجل أعمال ناجح -كيف تصبحين سيدة أعمال ناجحة" ،دار
الفجر ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى ،2002 ،ص.70
3طاهر محسن منصور الغالبي"،إدارة واستراتيجية منظمات األعمال املتوسطة والصغيرة" ،دار وائل ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى،2009 ،
ص .38
4عمر وصفي عقيلي" ،إدارة مشروعات األعمال الصغيرة" ،دار وائل ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،2018 ،ص.35
27
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
تقدم املؤسسة وتجلب ش يء جديد أو أصيل للسوق ،حتى لو بدت هذه السوق مزدحمة باملنافسين
واملنتجات ،تستطيع املؤسسة أن تميز نفسها عن املنافسين لها من خالل املنتج والتكنولوجيا الجديدة أو
باستخدام خاص ومتفرد لطرق التوزيع املعروفة ،يفترض أن يكون نادرا أن يبدأ العمل دون قدرة على
اإلبداع والتجديد أو تصور رؤية ريادية يستطيع أن يجسدها في أفعاله وأنشطته املختلفة.1
تواجه املشروعات الصغيرة واملتوسطة العديد من املشكالت التي تحد من القدرة على تنميتها
وتطويرها والتي تتعلق بالعديد من الجوانب يمكن توضيحها في اآلتي:
تعتبر املشكالت التمويلية من أهم املعوقات التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،فما يالحظ
أن هذه املؤسسات تعاني من صعوبات جمة في حصول أصحابها على التمويل الكافي من املؤسسات املالية
نظرا لعدم توفر آلية ائتمانية قادرة على تلبية متطلبات املقرضين واملقترضين معا وإيجاد سياسات وإجراءات
تجعل من عملية اإلقراض عملية مربحة لكال الطرفين ،باإلضافة إلى ذلك فإن البنوك تعتبر أن عملية
إقراض املؤسسات الصغيرة واملتوسطة عملية محفوفة باملخاطر وغير مجدية بحجة أنها ال تتوفر على
الضمانات الكافية ،وأن تكاليف عمليات اإلقراض تعتبر عالية نسبيا لكثرة املؤسسات التي تطلب القروض.2
القصور في الخبرات اإلدارية والقدرات التنظيمية وقلة االعتماد على األساليب العلمية لإلدارة؛
تعاني املشروعات الصغيرة من قصور شديد في نظام املحاسبة ،حيث ال يتم الفصل بين الذمة املالية
للمشروع وصاحبه ،وعدم وجود دفاتر محاسبية منتظمة يمكن من خاللها التعرف على النتائج؛
قصور الخبرات التنظيمية لدى أصحاب املشروعات الصغيرة سواء فيما يتعلق بصنع القرار االستثماري
أو الناحية اإلدارية.
28
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
تكمن الصعوبات التسويقية في مدى الحاجة إلى خطة تسويقية في بداية املشروع الصغير ،حيث
أوضحت الدراسات أن نسبة صغيرة من أصحاب املشروعات الصغيرة يرون أهمية وجود خطة تسويقية
منذ بداية املشروع نظرا لصغر الحجم وعدم فهم مكونات الخطة التسويقية ،حيث أن هذا يتفق مع الواقع
إذ هناك العديد من الخطط املكتوبة فقط على الورق دون وجود خطة لتنفيذها.1
تتخذ حاالت الضعف في الرقابة على األنشطة املالية مجاالت متعددة ،ولكن من أبرزها هو النقص
في رأس املال وكذلك االئتمان غير املرهون أو املوثق ،أي البيع اآلجل للمستهلكين بدون ضوابط وحدود،
فعدم تمكن املالكين من تحديد املتطلبات املالية الضرورية للبدء باملشروع وضمان استمراريته ،وعدم
قدرتهم على زيادة التدفقات النقدية الداخلية سوف يساهم في خلق األزمات املالية لهذا املشروع.2
يعتقد بعض املدراء في املشروعات الصغيرة أن فوائد التخطيط االستراتيجي تكون واضحة وقائمة
في املشروعات الكبيرة فقط ،حيث أن الخطة االستراتيجية إنما تقوي وتدعم القدارت الريادية ملشروعات
األعمال الصغيرة ولتكون متكيفة ومتفاعلة مع املتغيرات البيئية األساسية واملهمة ،وبذلك تكون الفعاليات
الريادية هي األكثر واقعية وذات جدوى متميزة في بناء هذه املشروعات لتفعيل دورها في خدمة التنمية
االقتصادية واالجتماعية.3
بعد بدء العمل بفترة ونموه فإن ذلك يتطلب أسلوبا إداريا مختلفا ،فالقبليات التي كانت مناسبة في
بداية العمل وأدت لتحقيق النجاح تصبح غير مناسبة بتوسع العمل ونموه أو تصبح اإلدارة غير فعالة،
فالنمو يتطلب تفويضا أكبر للصالحيات وهذا ما يرفضه العديد من أصحاب املشاريع الصغيرة ،كما إنه
يتطلب قدرات وقابليات جديدة قد ال تتوفر لدى صاحب املشروع مما يؤدي إلى فشل املشروع.4
1أشرف محمد إبراهيم عوض" ،أفكار جديدة ملشروعك الصغير طريقك لتحقيق الثروة والنجاح" ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،مصر ،الطبعة
األولى ،2009 ،ص.52
2حسن الحسيني فالح" ،إدارة املشروعات الصغيرة مدخل استراتيجي للمنافسة والتميز" ،دار الشروق ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى،2006 ،
ص.32
3املرجع نفسه ،ص ص .33،32
4ماجدة العطية" ،إدارة املشروعات الصغيرة" ،دار املسيرة ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،2002 ،ص ص.21،20
29
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
إن الحديث عن التطوير والتحسين يقودنا بالضرورة إلى التحدث عن التأهيل ،إذ يعد التأهيل
مجموعة اإلجراءات التي عادة ما تقوم بها املؤسسات إلحداث تغيرات هيكلية على عدة مستويات ،ذلك
لتحسين قدرة املؤسسات على مواجهة التغيرات التي يمكن أن تحدث داخلها وخاصة التغيرات الخارجية.
وردت العديد من املفاهيم الخاصة بالتأهيل في العديد من الدول والتي سيتم توضيحها ،إلى جانب
بعض املبادئ التي تقوم عليها عملية التأهيل.
مصطلح التأهيل يعد وليد التجربة البرتغالية سنة 1988في إطار وسائل دعم اندماج البرتغال
لالتحاد األوروبي ،إذ يهدف إلى التسريع من عملية عصرنة االقتصاد البرتغالي من خالل تقوية قواعد التكوين
املنهي والتحكم في تمويل االستثمارات اإلنتاجية للمؤسسات وخاصة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة،
وبنجاحها ألفتت اهتمام العديد من الدول النامية ومنها الجزائر.1
اختلفت اآلراء حول تعريف التأهيل حيث تعرف منظمة األمم املتحدة لتطوير الصناعة ONUDIبرنامج
التأهيل على أنه" :عملية مستمرة تهتم بتحضير وتكييف املؤسسة ومحيطها في مستوى متطلبات التبادل
الحر ،وإدخال إجراءات التطوير وتعزيز نقاط القوة وامتصاص نقاط الضعف ،حيث يشمل نوعين من
اإلجراءات :األول يتمثل في الدعم املباشر للمؤسسة وتحسين تنافسيتها من حيث السعر ،الجودة ،اإلبداع
والقدرة على املتابعة والتحكم التكنولوجي ،والثاني تحسين محيط عمل املؤسسة ورفع القيود املعيقة".2
يتضمن التأهيل أيضا رفع القيم واملمارسات اإلدارية واألداء إلى مستوى املنافسين املستقبليين خالل فترة
زمنية محددة ،حيث يهدف التأهيل إلى جعل الشركة تقاوم لضمان استدامتها وكذا تطويرها في بيئة
مستقبلية أكثر تطلبا.3
1عبد الجليل شليق وآخرون" ،برنامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،مجلة رؤى اقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي ،الجزائر ،العدد الثالث ،ديسمبر ،2012ص.213
ONUDI : L’organisation Des Nations Unies pour le Développement Industriel.
2وافية تجاني" ،مساهمة برنامج التأهيل في تحسين تنافسية املؤسسة االقتصادية الجزائرية في إطار الشراكة األورو-متوسطية حالة
املؤسسات الصناعية" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة
الحاج لخضر ،باتنة ،الجزائر ،2016 ،ص.53
3Abdelhak Lamiri, « Management de L’information redressement et mise à niveau des entreprises », office des publications
30
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
كذلك يقصد بالتأهيل " la mise à niveauرفع القيم ،تطبيق اإلدارة ،رفع أداء املؤسسة إلى مستوى منافس ي
املستقبل في فترة زمنية محددة ،حيث يشير هذا التعريف إلى رفع أداء إدارة املؤسسة من خالل مختلف
وظائفها إلى مستوى منافس ي املستقبل ،أي رفع القدرة التنافسية للمؤسسة إلى مستوى القدرات التنافسية
للمؤسسات التي ستنافسها ،سواء في السوق املحلي أو الدولي".1
وعلى العموم يمكن القول أن« التأهيل عبارة عن مجموعة من اإلجراءات التي تجسد في مخططات تكون
مدروسة حسب ظروف الدولة املتبنية لها تعمل على االرتقاء بمستوى مؤسساتها بغية تحسينها و تطويرها
لتحقق القدرة على املنافسة سواء املحلية أو الدولية وكذا االنفتاح على األسواق العاملية".
ال يمكن تحقيق عملية أو برنامج التأهيل إال بتوفر مجموعة من األسس واملبادئ والتي نذكر أهمها
فيما يلي:2
تحديث وعصرنة محيط املؤسسة الصناعي (سواء كان محيط مادي ،قانوني ،جبائي)...؛
تعزيز قدرات هياكل وهيئات دعم املؤسسات؛
تحديث وسائل اإلنتاج وتحري النوعية بما يجاري التطورات التكنولوجية؛
إيجاد آليات للمنافسة من أجل ترقية املؤسسات االقتصادية والنهوض بها ومن ثم العمل على تنمية
هذه التنافسية ليس فقط لتشمل األسواق املحلية بل ولتمتد أيضا إلى األسواق الخارجية؛
إصالح املنظومة املصرفية وجعلها أكثر مرونة لتتكيف بشكل أحسن مع التشريعات والقوانين من
جهة والتحوالت العاملية القائمة من جهة أخرى.
باعتبار أن التأهيل جملة من اإلجراءات التي تساعد املؤسسات على زيادة تطورها وترقية محيطها
وفقا ألشكاله املختلفة فهو يهدف بذلك إلى تحقيق جملة من األهداف التنموية.
1عبد الرحمان بابنات ،ناصر دادي عدون" ،التدقيق اإلداري وتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،دار املحمدية العامة،
الجزائر ،دون سنة ،ص.101
2عليواش أمين عبد القادر" ،أثر تأهيل املؤسسات االقتصادية على االقتصاد الوطني" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير،
(غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،الجزائر ،2007 ،ص.120
31
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
تندرج تحت عملية التأهيل العديد من األهداف التي تسعى إلى تهيئة البيئة االستثمارية وتحسين
عمل املؤسسات من ناحية التسيير ملواجهة متطلبات املحيط الداخلي وكذا الخارجي.
إن املحيط هو الوسط الذي تمارس فيه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة نشاطها وتسعى للتأقلم مع
جميع متغيراته وتأثيراته ،فهو املؤشر األساس ي الذي يبين الوضعية التي تعمل بها لذلك وجب العمل على
تأهيله وترقيته بالشكل الذي يساعدها على تحقيق أهدافها والنجاح في استمرارها وبقائها.1
تسعى برامج التأهيل إلى رفع الكفاءة اإلنتاجية حتى تستطيع املؤسسة الحفاظ على حصتها محليا في
مرحلة أولى والبحث عن أسواق خارجية في مرحلة موالية ،ويتم ذلك بإدخال مجموعة من التغيرات الهامة
على أساليب وطرق التسيير واإلنتاج بغية االستخدام األمثل للقدرات اإلنتاجية املتاحة ،وتنمية الكفاءات
البشرية ،التنمية والبحث في وظيفة التسويق ،وعليه يمكن تحسين تسيير املؤسسات من خالل :2
يترتب على التأهيل زيادة درجة املنافسة للمؤسسات مما يؤدي إلى توليد حافز على التجديد ،كما يساعد
على ظهور منظمين وإداريين أكثر كفاءة على إدارة املؤسسات ،ومن املتوقع أن يتولد على عملية التأهيل
1سليمة غدير أحمد" ،تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر-دراسة تقييمية لبرنامج ميدا" ،مجلة الباحث ،جامعة قاصدي
مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،العدد التاسع ،2011 ،ص.134
2نصيرة قوريش"،آليات وإجراءات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي حول" :متطلبات
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول العربية" ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،الجزائر ،يومي17 :و 18أفريل ،2006ص.1051
32
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
زيادة الكفاءة اإلنتاجية أو القدرة التنافسية ،إما في شكل زيادة في اإلنتاج باستخدام نفس القدر من املوارد
أو تقليل كمية املدخالت الالزمة للحصول على نفس حجم اإلنتاج أو أكثر في شكل تحسين نوعية اإلنتاج.1
تحاول الدول أن تيهئ جميع الظروف املواتية إلنشاء ومرافقة وتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
لتساعدها على خلق فرص عمل منتجة يستخدم فيها الفرد العامل جميع قدراته ومهاراته ليحقق إمكاناته
في النمو.2
حيث يمكن تجسيد أهداف التأهيل عبر أربع مستويات يمكن توضيحها في الشكل التالي:
عصرنة المحيط
املصدر :رؤوف زرفة" ،أثر تطبيق البرنامج الوطني للتأهيل على الجودة في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة-دراسة حالة
عينة من املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الشرق الجزائري" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير
منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر ،2018 ،ص.39
1سليمة غدير أحمد" ،تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر-دراسة تقييمية لبرنامج ميدا" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل
شهادة املاجستير( ،منشورة) ،كلية الحقوق والعلوم االقتصادية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،2007 ،ص.60
2صابرين زيتوني ،مرجع سبق ذكره ،ص.325
3رؤوف زرفة" ،أثر تطبيق البرنامج الوطني للتأهيل على الجودة في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة-دراسة حالة عينة من املؤسسات
الصغيرة واملتوسطة في الشرق الجزائري" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم
التسيير ،جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر ،2018 ،ص ص.40،39
33
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
يعمل برنامج التأهيل في املستوى األول (مستوى االقتصاد الكلي) على وضع املؤسسات في محيط
مالئم يكون مساويا ملستوى التنافس املحلي أو األجنبي وذلك بتجسيد سياسات للدعم والتحفيز وكذا
وضع آليات مناسبة تسمح للمؤسسات بمباشرة عمليات اقتصادية على املستوى القطاعي والجزئي.
أما في املستوى الثاني (االقتصاد القطاعي) فيعمل برنامج التأهيل على ترقية وتطوير الصناعات األكثر
تنافسية وتحسين نوعية التكوين وتأهيل املوارد البشرية ،كما يحدد هذا املستوى كل الهيئات املتعاملة
مع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وترقيتها وتكييفها مع متطلبات االقتصاد الجديد.
وفي املستوى الثالث (االقتصاد الجزئي) يتم تحديث الطرق املستخدمة في اإلنتاج وكذا الوظائف
االقتصادية والتسييرية للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة كالتنظيم واملوارد البشرية ،التسويق ،املالية،
املحاسبية ...الخ.
يتخذ برنامج التأهيل في املؤسسات عادة مجموعة من األنماط ،يمكن إجمالها في أربعة أشكال أساسية
تتمثل فيما يلي:1
يقصد هنا التمكن من عملية التحويل األنجع لكل ما يدخل في العملية اإلنتاجية للمؤسسة
االقتصادية ،وذلك بإعادة هيكلة نظام اإلنتاج وإدخال تكنولوجيا أعلى مع املحافظة على طلبات الزبائن،
وبالتالي تكون أكثر تنافسية.
وجب على املؤسسة اختيار منتجات أكثر جودة وبقيمة أعلى ،وذلك للحصول في األخير على مجموعة
واسعة من منتجات متنوعة الصفات والنوعية ،وذلك من جانب الجودة أو/واملنتج.
وفي بعض األحيان يصعب التفريق بين تأهيل املنتج وتأهيل طرق اإلنتاج ،خاصة في الصناعات الغذائية
ذات األصل الزراعي أين توجد طرق إنتاج جديدة تنتج أنواع جديدة من املنتجات.
34
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
هذا النوع من التأهيل يستهدف مختلف التغييرات في أنشطة املؤسسة ،واكتساب وظائف جديدة
والتي لها الدور في الرفع من كفاءة األنشطة ،وفي هذا الصدد نستطيع أن نذكر مثال صناعة األلبسة والتي
انتقلت من صناعة جزئية إلى صناعة مكتملة.
يسعى هذا النوع من التأهيل إلى توسيع الكفاءات املتحصل عليها وذلك عن طريق سلسلة في وظيفة
ما من قطاع مختلف ،أو تعلم حلقة صغيرة من سلسلة القيمة (االستهالك املحلي) واستعمال هذه املعرفة
في سلسلة أخرى (التصدير).
تستدعي عمليات التأهيل توفر مجموعة من العناصر واملتطلبات الضرورية ،ولنجاح هذه العملية
يتطلب نجاح تأهيل منظومة وظائف املؤسسة املختلفة واالرتقاء بها بغرض اكتساب مزايا تنافسية تسمح
لها بمواجهة التطور الحاصل على مستوى الوظائف وكذا التأقلم مع متطلبات البيئة االستثمارية ،وعليه
يمكن إجمال متطلبات عملية تأهيل املؤسسات االقتصادية فيما يلي:
املؤسسة في الوقت الحالي وعبر محيطها املعقد ولتأمين بقائها ،عليها أن تكون من جهة تنافسية ومن
جهة أخرى تتأقلم مع محيطها الذي يتغير باستمرار واملناجمنت يعتبر عنصر أساس ي لبقاء املؤسسة ،حيث
يعرف P.Drukerاملناجمنت بأنه :عبارة عن أدوار ،اختصاص وهو كذلك أشخاص حيث أن كل نجاح
للمناجمنت يقابله نجاح للمسير وكل إخفاق يقابله إخفاق للمسير ،الرؤية واملثابرة ونجاح التسيير يحدد ما
إذا كانت املؤسسة في بحالة جيدة أو العكس.1
1عبد القادر رقراق ،بوحفص حاكمي" ،اإلجراءات الواجب اتخاذها لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل املتغيرات
العاملية الحالية" ،مجلة الباحث االقتصادي ،جامعة 20أوت ،1955سكيكدة ،الجزائر ،العدد الخامس ،جوان ،2016ص.135
35
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
هو عملية نظامية توافق من خاللها املؤسسات على األولويات الضرورية لتحقيق هدفها إلى جانب
استجابتها للبيئة املحيطة بها ،مما يعمل على امتالك املوارد وتخصيصها باتجاه تحقيق تلك األولويات.1
يعبر التسويق عن نظام متكامل من أنشطة األعمال املترابطة التي تهدف إلى تخطيط وتسعير وترويج
وتوزيع السلع والخدمات التي تشبع احتياجات الزبائن الحاليين واملرتقبين ،حيث يشمل املؤسسات الربحية
وغير الربحية .2لذا يجب على املؤسسات االهتمام بالجانب التسويقي ألن نجاح نشاط التسويق يؤدي إلى
نجاح خطط وبرامج املؤسسة.
على خالف باقي املوارد نجد أن املوارد البشرية ال تصنف بسهولة في املؤسسة ،باستثناء تلك التي
يمكن ترشيدها وفقا ملخططات تنظيمية ووظيفية .3وتعني االرتقاء بمستوى املعارف واملهارات لدى األفراد
بما يمكن أن يحقق استراتيجيات املؤسسة ويضمن لها البقاء واالستمرارية.4
1يحي قحطان محمود" ،التخطيط االستراتيجي –مدخل لتحقيق امليزة التنافسية ،"-دار املناهج ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،2019 ،ص.26
2إياد عبد اإلله خنفر وآخرون" ،إدارة التسويق –مدخل معاصر ،"-دار وائل ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،2018 ،ص.13
3 Patrick Dussossoy, « Conseils pratiques pour piloter votre PME : Comment analyser, décider, organiser, mobiliser, et se
36
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
األساس التكنولوجي هو قدرة املنظمة على تقديم منتجات جديدة ومواجهة احتياجات األسواق
باستخدام تكنولوجيا وتقنيات متطورة بغية املساهمة في تحقيق امليزة التنافسية.1
إن مسألة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تقودنا إلى الحديث على املسار االستراتيجي التي
تتخذه هذه األخيرة من أجل البروز في األسواق املحلية والدولية ومواجهة ما تفرضه البيئة املحيطة من
تغيرات وتطورات ،هذا ما يفرض على الدول إيجاد الطرق الحديثة والناجعة في عملية التأهيل والتي ال
تقتصر على حل مشكل املؤسسات فحسب بل تتعدى إلى املحيط االقتصادي ككل.
هناك مجموعة من الدوافع واألسباب التي تدفع الدول إلى حتمية تبني إجراءات التأهيل لتكييف
مؤسساتها وخاصة الصغيرة واملتوسطة مع متطلبات البيئة االستثمارية ،وهذه الدوافع واألسباب عادة ما
تكون في الدول النامية أكثر من الدول املتقدمة ويمكن تفصيل هذه األسباب إلى ما يلي:3
أوال :تحديات املنافسة الخارجية :وخاصة عمليات االنضمام إلى التكتالت االقتصادية والشراكات التي
تبرمها الدول مع بعضها البعض؛
1غسان قاسم داود الالمي" ،إدارة التكنولوجيا-مفاهيم ومداخل ،تقنيات ،تطبيقات عملية ،"-دار املناهج ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى،
،2007ص.37
2أمين عبد القادر عليواش ،مرجع سبق ذكره ،ص.121
3رؤوف زرفة ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.41،40
37
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
ثانيا :العوملة :وما لها من أثار على توحيد نمط تسيير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛
ثالثا :ضعف مؤهالت أصحاب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة واملوارد البشرية نظرا لعدم إتباعهم
لألساليب الحديثة في التسيير واإلنتاج والتسويق :حيث أن أغلب مسيري املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
هم مالكها ،كما يالحظ عدم لجوء املؤسسات إلى تكوين مواردها البشرية نظرا للتكاليف املترتبة عن ذلك؛
رابعا :غياب الرؤية االستراتيجية لدى مسيري املؤسسات الصغيرة واملتوسطة :والتي تمكنهم من تحديد
األهداف االستراتيجية وأساليب التخطيط االستراتيجي للوصول لهذه األهداف؛
خامسا :عدم توفر املعلومات االقتصادية :والتي تكون موثوقة ومضبوطة ومحينة من أجل استخدامها في
رسم مختلف السياسات اإلنتاجية والتسويقية في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛
سادسا :غياب روح املقاوالتية واملخاطرة لدى مسيري املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛
سابعا :رفع الحدود الجغرافية والحواجز الجمركية أمام السلع والخدمات ورؤوس األموال؛
ثامنا :الصعوبات اإلدارية ومشاكل نقص املعلومة والخبرة التنظيمية :تتلخص أهم املشاكل اإلدارية في
إهمال التخطيط واملتمثل في تخطيط الطاقة اإلنتاجية ،تخطيط املوارد الالزمة للتشغيل ،تخطيط ووضع
برامج للعمل ،صعوبة تحديد االختصاصات واملسؤوليات ووضع هيكل تنظيمي للمؤسسة ،كذلك عدم
القدرة على اتخاذ القرارات واالفتقار إلى دراسات الجدوى االقتصادية الدقيقة ،كل هذه تعتبر مقدمات
ملشاكل إدارية قد تؤدي إلى فشل املؤسسة وزوالها ،أما بالنسبة لنقص املعلومة االقتصادية الدقيقة
وصعوبة الحصول عليها يعتبر من املشاكل الخطيرة التي تواجه املؤسسات في رسم سياساتها اإلنتاجية
والتوسعية ومخططاتها التسويقية لعدم توفر مركز مختص في جمع ومعالجة وتوزيع املعلومة االقتصادية،
ويظهر النقص في املعلومة واضحا بالنسبة للظروف املحيطة بنشاط املؤسسات.1
تتطلب عمليات التأهيل بناء مسار استراتيجي يتم على أساسه تنفيذ هذه العملية وتحقيق األهداف
التي تسعى إليها املؤسسات ويمكن إجمال هذه املراحل فيما يلي:
1ابتسام بوشريط" ،آلية تمويل برامج تأهيل املؤسسات االقتصادية الجزائرية" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير( ،غير
منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،الجزائر ،2010 ،ص.32
38
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
يعتبر قرار القيام بإعادة التأهيل خيارا طوعيا يعود للمؤسسة ،وبالتالي فإن اختيار مكتب الدراسات
واملستشارين في بهذا الخصوص يعتبر اختيارا حرا للمؤسسة املعنية ،فالتشخيص يعتبر عمال احترافيا يقوم
على التعاون بين املؤسسة ومكتب الدراسات فيما يتعلق باالختيارات واألعمال الواجب القيام بها لتجسيد
التأهيل،1
وهو التشخيص الذي يطرح ويعرف باملشاكل الحقيقية التي تعاني منها املؤسسة ،ومن ثم إيجاد
الحلول املناسبة لها ،وبالتالي يعتبر نظام للبيئة التي تعمل فيها املؤسسة باعتباره تحليل معمق وشامل
ملختلف الوظائف الداخلية وكذلك تقييم لألهداف والكفاءات وأداء املؤسسة ،حيث يعتبر التشخيص
االستراتيجي املرحلة االستراتيجية األولى للتأهيل.2
تشير الغايات إلى النتائج النهائية للمؤسسة والتي ترتبط بتحديد الغرض الذي يميزها عن غيرها من
املؤسسات املماثلة ،وهي بمثابة أهداف عامة وشاملة تعكس ما ترمي إلى تحقيقه في املدى البعيد .من ناحية
أخرى تشير األهداف إلى النتائج املطلوب تحقيقها لترجمة مهام املؤسسة ورسالتها إلى واقع عملي.3
إن منهجية التشخيص االستراتيجي الشامل بغرض تأهيل املؤسسات تقوم على مسعى شامل ودقيق
يتضمن متطلبات يمكن تصنيفها إلى خمس فئات واعتبارها خمس تشخيصات جزئية ،حيث يجب أن تكون
هذه األخيرة مرتبطة مع بعضها وتتماش ى مع استراتيجيات وأهداف املؤسسة وأن تكون صياغتها بأسلوب
منطقي ومتناسق ،إذ أن جودة التشخيص االستراتيجي تقوم على التجانس بين هذه املكونات الخمس وهي:
1الهادي بوقلقول ،بومدين بلكبير" ،إدارة التغيير كمدخل لنجاح مشاريع تأهيل املؤسسات في الجزائر" ،مجلة دفاتر اقتصادية ،كلية العلوم
االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،الجزائر ،العدد األول ،2010 ،ص.142
2سليمة غدير أحمد" ،متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية الخاصة في الجزائر" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه
علوم( ،منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،2017 ،ص.113
3وافية زاير" ،اإلدارة االستراتيجية وأداء املؤسسات االقتصادية" ،دار الحامد ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،2019 ،ص ص.52،51
39
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
تحليل املصادر الخارجية للتنافسية ،تحليل الثنائية (منتجات /أسواق) والتموقع االستراتيجي ،التشخيص
املالي ،تشخيص القدرات التقنية وتشخيص القدرات التسييرية .1
إن املحددات األساسية لنجاح أو فشل أي مؤسسة هو طبيعة االستراتيجية املتبناة ملواجهة
املنافسين ،لهذا تعتبر عملية تصميم واختيار وتنفيذ االستراتيجيات من أهم مقومات نجاح عملية تأهيل
وعصرنة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،وتتضمن هذه الخطوة ما يلي.2
صياغة االستراتيجية هي إعداد خطط طويلة األجل لتحقيق اإلدارة الفعالة للفرص والتهديدات البيئية في
ضوء ما تمتلكه املؤسسة الصغيرة واملتوسطة من نقاط قوة أو ضعف ،حيث تشمل هذه العملية تحديد
الرسالة والرؤية االستراتيجية لها ،تحديد األهداف والغايات ،دراسة البيئة الداخلية ،دراسة البيئة
الخارجية واختيار االستراتيجية املناسبة ،3حيث يعتبر تحديد االستراتيجية ضمن املرحلة الثانية من املسار
االستراتيجي للتأهيل.
هناك عدة استراتيجيات يمكن االعتماد عليها لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتي يمكن
توضيحها في الجدول التالي:
1حنان جودي ،عبد الوهاب بن بريكة" ،املسار االستراتيجي لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة –دراسة حالة :مؤسسة املطاحن الكبرى
للجنوب ،"-مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر ،العدد السادس عشر ،ديسمبر ،2014ص ص.288،287
2املرجع نفسه ،ص.288
3وافية زاير ،مرجع سبق ذكره ،ص.47
40
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
41
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
يمثل تشكيل مخطط التأهيل الخطوة الثالثة من املسار االستراتيجي لعملية التأهيل ،وهو بمثابة إعادة
تنظيم ملخطط أعمال املؤسسة ،ويسمى أيضا مخطط األعمال حيث يشكل هذا املخطط خالصة التشخيص
االستراتيجي اإلجمالي بحيث يوفق بين أهداف املؤسسة وإمكانياتها ليطرح في األخير حل واقعي للمشكل أو
املشاكل التي تعاني منها املؤسسة الصغيرة واملتوسطة ،وذلك لتحسين تنافسيتها ،وهناك جملة من الشروط
التي يجب أن تتوفر في مخطط التأهيل والتي هي كاآلتي:1
أن يحظى بموافقة جميع الشركاء الفاعلين في املؤسسة وذلك بغية سهولة التنفيذ؛
يتطلب مخطط التأه يل الصرامة في صياغته كما يجب أن يشمل جميع أبعاد املؤسسة آخذين بعين
االعتبار كل من متغيرات البيئة الداخلية وكذا الخارجية للمؤسسة؛
يجب أن يكون مخطط التأهيل كامل ودقيق وخال من الغموض؛
سهولة الوصول إلى املعلومة من قبل الشركاء الفاعلين في املؤسسة.
تعتبر عملية التنفيذ واملتابعة رابع مرحلة من املسار االستراتيجي لعملية التأهيل حيث أنها تتضمن
مرحلتين فرعيتين تكونا متزامنتين وهما التنفيذ واملتابعة.
أوال :التنفيذ:
بعد صياغة االستراتيجية على مستوى املنظمة واألعمال والوظائف وكذلك بعد اختيار البديل
االستراتيجي املناسب فإنه يكون منطقيا أن توضع االستراتيجية في موضع التنفيذ ،وتعد عملية التنفيذ هي
املرحلة قبل األخيرة من عملية التأهيل .2حيث أن نجاح مخطط التأهيل يتطلب من املؤسسة بلوغ األهداف
والنتائج املتوقعة ،حيث تبدأ هذه املرحلة من اتخاذ القرار بالتنفيذ من طرف املؤسسة إلى غاية بلوغ هذه
األخيرة ألهدافها ،كما أن العمليات التي يجب تنفيذها تختلف من مؤسسة إلى أخرى ومن بين هذه العمليات
نجد تحسين أنظمة التسيير ،تكوين األفراد وإعادة الهيكلة املالية...الخ.3
42
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
ثانيا :املتابعة:
وجود املؤسسة في محيط اقتصادي دائم التغيرات يدفعها لليقظة املستمرة وذلك بإنشاء نظام
يقظة ملتابعة سير املؤسسة ووضعيتها في محيطها.1
حيث يمكن متابعة وضبط خطط التأهيل من خالل إتباع عدة إجراءات نذكر منها:2
تتطلب إجراءات عملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة توفر مجموعة من الشروط التي تساهم في
إنجاحها و الوصول إلى الهدف من وراء تبنيها ويمكن إجمال هذه الشروط فيما يلي:3
ضرورة وضع اإلجراءات امللموسة املقترحة لضمان تطبيق استراتيجيات النمو املقترحة سواء في
املجال البشري أو املادي أو املالي؛
توفير اإلمكانيات البشرية واملادية والتنظيمية الضرورية إلنجاح عمليات التأهيل؛
تحسين العناصر التي تضمن السير الفعال للعمليات الداخلية للمؤسسة؛
تحسين العناصر التي تتيح التعامل والتأقلم مع ما يفرضه املجتمع على املؤسسة من متطلبات؛
التركيز على املوارد البشرية ذات الكفاءة واملهارة؛
االقتناع بأن عملية التأهيل عملية مستمرة في الزمن.
إضافة إلى الشروط السابقة فإن توفر جملة الشروط اإلضافية اآلتية يعد دعما إضافيا لنجاح برامج
التأهيل والتي نوجز أهمها في اآلتي:4
43
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
ضرورة وجود فترة انتقالية تتمكن خاللها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من امتالك الوقت الكافي
للتأقلم والتكيف مع االنفتاح على األسواق الخارجية؛
ضرورة حث املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على بذل الجهود الالزمة من أجل الرفع من مستوى أدائها
وااللتزام ببرنامج التأهيل؛
ضرورة إيجاد الدولة آلليات وهيئات مرافقة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة للمساعدة في تحقيق
أهداف التأهيل.
44
التأصيل النظري للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتأهيل. الفصل األول:
من خالل ما تم عرضه في هذا الفصل نستنتج أنه ال يوجد تعريف موحد للمؤسسات الصغيرة
واملتوسطة إذ يختلف من دولة إلى أخرى حسب طبيعة البيئة االستثمارية التي تنشأ فيها ،غير أننا سنقوم
بتبني التعريف الذي تم وضعه من قبل املشرع الجزائري وفق املرسوم رقم 02-17املؤرخ في 10جانفي
.2017
كذلك رأينا أن عمليات التأهيل تتبنى بغرض تحسين تنافسية املؤسسات االقتصادية وتهيئتها لظروف
البيئة الدولية ،حيث تهدف العديد من الدول إلى تحقيق أعلى مستويات املنافسة في األسواق الدولية ال
سيما الدول النامية التي تحاول اللحاق بركب هذه الدول املتقدمة سعيا منها لترقية اقتصادياتها وضمان
الديمومة لها.
وعليه وفي إطار تطوير اقتصاديات الدول وتحقيق التنمية االقتصادية يأتي التنويع االقتصادي
كمسعى تحاول أغلبية الدول خاصة وحيدة املصدر تبني هذه االستراتيجية والنجاح فيها للتوجه نحو
االستقاللية والتقدم.
45
الفصل الثاني :التنويع االقتصادي ودور تأهيل
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فيه.
تمهيد:
املبحث األول :اإلطار املف ـ ــاهيمي للتنويع االقتصادي.
املبحث الثاني :أس ـ ــاسيات التنويع االقتصادي.
املبحث الثالث :تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتحقيق
مستلزمات التنويع االقتصادي.
خالصة الفصل الثاني.
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
تمهيد
إن استمرارية أحادية االقتصاد واقتصاره على تصدير مورد وحيد اال يمكن أن يفي بمتطلبات تحقيق
ا االستقالل االقتصادي وذلك ألن االقتصاد األحادي يضع البلد في خانة التبعية االقتصادية كونه اال يشبع
حاجاته املتنوعة والتي تعوض عن طريق االستيراد من البلدان األخرى .ا
من هنا أدركت العديد من الدول أن عليها التصدي إلى الصدمات الخارجية التي تخل بتوازن اقتصادها
خاصة تلك التي تنجم عن تقلب أسعار سلع التصدير الرئيسية وهنا يبرز مصطلح التنويع االقتصادي من
الحاجة إلى توسيع مصادر الدخل وتنويعه دون االعتماد على قطاع واحد دون غيره ،مما يسمح بتوسيع
فرص االستثمار وتقوية االقتصاد وحمايته من األزمات املختلفة .ا
وانطالقا مما سبق سوف نستعرض في هذا الفصل في ثالثة مباحث كما يلي :ا
ا
ا
ا
ا
47
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
أصبح التنويع االقتصادي ضرورة حتمية لالقتصاديات وحيدة املورد ملا له من أهمية في التخلص
التدريجي من االعتماد على هذا املورد الوحيد ،إذ يستدعي التنويع االقتصادي انتهاج استراتيجيات شاملة
من أجل تنويع مصادر الدخل لتقليل اختالالت الهيكل االقتصادي الناتجة عن االعتماد على مصدر دخل
وحيد ،هذا ما جعل التنويع مسعى كل الدول خاصة النامية منها .ا
كما يعرف التنويع االقتصادي على أنه" :عملية تهدف إلى تنويع هيكل اإلنتاج وخلق قطاعات جديدة مولدة
للدخل بحيث ينخفض االعتماد الكلي على إيرادات القطاع الرئيس في االقتصاد ،إذ ستؤدي هذه العملية
إلى فتح مجاالت جديدة ذات قيمة مضافة أعلى وقادرة على توفير فرص عمل أكثر إنتاجية لأليدي العامل
الوطنية وهذا ما سيؤدي إلى رفع معدالت النمو في األجل الطويل" .3ا
1Paterne Ndjambou, « Diversification économique territoriale : enjeux, déterminants, stratégies, modalités, conditions et
perspectives », Thèse de Doctorat en développement régionale, (non publié(, université du Québec, Canada, 2013,P –P79-83.
2موس ى باهي" ،التنمية املستدامة والتنويع االقتصادي في الدول العربية النفطية" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير
منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر ،2019 ،ص .128ا
3Mohamed Nasser Hamidato, Baqaas Alssafiah, « Economic diversification in Algeria », Global journal of Economic and
Business (GJEB), University Echahid Hamma Lakhder, Eloued, Algeria, N°02, April 2017, P76.
48
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
يعرف التنويع االقتصادي كذلك بأنه ":الرغبة في تحقيق عدد أكبر ملصادر الدخل في البلد التي من شأنها أن
تعزز قدراته الحقيقة ضمن إطار التنافسية العاملية وذلك عبر محاوالت رفع القدرات اإلنتاجية في قطاعات
متنوعة ،دون أن يقتض ي األمر أن تكون تلك القطاعات ذات ميزة تنافسية عالية ،وهو يقوم على الحاجة
إلى ا االرتقاء بواقع عدد من هذه القطاعات تدريجيا لتكون بدائل يمكن أن تحل محل املورد الوحيد".1
كذلك تعتبر استراتيجيات التنويع اليوم أداة مهمة للحد من املخاطر املرتبطة باقتصاد معين ،إذ أن تنويع
االقتصاد إلى صناعات متعددة خارج النفط والغاز مهمة صعبة تتطلب تعاونا عميقا بين الحكومة والصناعة
واملستثمرين األجانب ،حيث تسمح استراتيجية التنويع االقتصادي بشكل رئيس ي بتقليل االعتماد املالي على
النفط من خالل إنشاء مصادر أخرى للتمويل تنبثق من قطاعات غير نفطية وبالتالي تشجيع إنشاء اقتصاد
حديث يمكنه الحفاظ على مستوى مرتفع نسبيا من الدخل .2ا
مما سبق يتضح لنا أن التنويع االقتصادي هو "استراتيجية تعتمدها الدول بغية تنويع مصادر
الدخل دون االعتماد على مصدر وحيد ،بخلق نشاطات أعمال جديدة أو التوسع في األعمال املوجودة
والهدف هو تجنب االختالالت التي يمكن أن تحدث نتيجة االعتماد على مصدر واحد ومن ثم ضمان
استمرارية النشاط وتحقيق النمو ،هذا األمر يوضح لنا أن التنويع االقتصادي هو عكس التخصص" .ا
إن اعتماد االقتصاد على إنتاج وتصدير سلعة واحدة رئيسية كمصدر وحيد للدخل يشكل خطرا
يهدد مصير ذلك االقتصاد ،سيما إذا كان هذا االقتصاد يعتمد بشكل متزايد ومفرط على إنتاج وتصدير
املواد الخام األولية (غالبا ما تكون لها بدائل معوضة لها ،أو أن أجل نضوبها محسوب ،أو أن سعرها
وعوائدها عرضة باستمرار للتقلبات والتذبذبات الحادة) ،وبالتالي فالتنويع االقتصادي يتضمن معنى التحرر
من االعتماد على سلعة واحدة قد تكون عرضة للتدهور املستمر في شروط التبادل التجاري الدولي .ا
1حامد عبد الحسين الجبوري" ،التنويع االقتصادي وأهميته للدول النفطية" ،مركز الفرات للتنمية والدراسات ا
االستراتيجية ،شبكة النبأ
املعلوماتية ،نقال عن ، https://annabaa.org/arabic/authorsarticles/7989 :يوم 07 :مارس .2020ا
2Nasser Bouyahiaoui, Souria Hammache, « Les stratégies de diversification économiques dans les pays pétroliers : quelles
leçons tirées des expériences internationales ? », une feuille de recherche présenté au séminaire international
: «L’exigences pour réaliser un décollage économique dans les Pays pétroliers de l’effondrement des prix du pétrole »,اsur
Université de Akli Mohand Oulhadj, Bouira, Alger, jour: 29 et 30 Novembre, 2016, P3.
3موس ى باهي" ،التنويع االقتصادي والتنمية في الجزائر" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير( ،غير منشورة) ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر ،2008 ،ص ـ ـ ص .61-59ا
49
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
يتضمن التنويع االقتصادي بناء قاعدة اقتصادية صلبة ،مدعمة ذاتيا ،متنوعة املقومات ،متكاملة
االحتياجات ،تقود توفير ا
القطاعات ومتشابكة الوحدات قادرة على توفير فرص عمل للسكان ومتمكنة من ا
إلى إيجاد مصادر دخل جديدة في مجال الناتج املحلي اإلجمالي ،تمويل امليزان التجاري ،تمويل امليزانية العامة
اوتوليد فائض يكفي مستقبال لتمويل استثمارات مادية وبشرية الالزمة االستمرار عملية التنمية .ا
يتكون االقتصاد القومي من قطاعات رئيسية تربطها عالقات متداخلة ومتشابكة ،وبالتالي يشكل
ذلك منطلقا إلحداث تحوالت بنائية في هيكل االقتصاد وتحديد األهمية النسبية لألنشطة الرئيسية
بمختلف فروعها ،باإلضافة إلى تشخيص القدرات املوردية لالقتصاد من خالل األنماط اإلنتاجية املعتمدة .ا
رابعا :التنويع االقتصادي عملية تراكمية لزيادة مساهمة القطاعات في الناتج واإلنتاجية:
إن التنويع هو تلك العملية التي تهدف إلى توازن هيكلة االقتصاد وذلك عندما تتحقق حالة تناسب
في املساهمة النسبية للقطاعات االقتصادية في توليد الناتج املحلي اإلجمالي والدخل القومي ،بحيث تساهم
من خالله معظم القطاعات االقتصادية بنسبة مهمة ومتساوية ،لذلك يعتبر التنويع االقتصادي الصورة
العكسية لالختالل في الهيكل االقتصادي والذي يتجلى في ارتفاع املساهمة النسبية لقطاعات محدودة
(قطاع على األكثر) وحتى نشاطات محددة داخل القطاعات في تكوين الناتج في الوقت الذي تنخفض فيه
مساهمة قطاعات اقتصادية حيوية ذات أهمية بالغة .ا
تتضمن التنمية حدوث تغيرات نوعية في جوانب عديدة من ذلك تغيرات في تراكيب اإلنتاج ،هيكل
مساهمات املدخالت املختلفة في العملية اإلنتاجية ،كيفية تخصيص املوارد املتاحة وتوزيعها بين القطاعات
االقتصادية كافة لزيادة الرفاهية املادية لألفراد ،وعليه فإن التنمية بهذا املعنى تهدف إلى خلق اقتصاد
متنوع الهيكل تساهم فيه جميع القطاعات والنشاطات االقتصادية في زيادة الناتج املحلي اإلجمالي والدخل
القومي بصفة متوازنة دون التركيز على قطاع معين أو سلعة رئيسية واحدة كمصدر للحصول على الدخل،
وبالتالي فإن نجاح التنمية مرهون بمدى التنويع الذي يحصل في الهيكل االقتصادي .ا
نظرا ألهمية التنويع االقتصادي واألهداف التي يسعى إليها أصبحت العديد من الدول التي تعاني
أحادية املصدر تبني هذه ا االستراتيجية ،حيث نجد أن هناك مجموعة من العوامل التي تدفع بالدول إلى
إتباع استراتيجية التنويع سيتم توضيحها في اآلتي .ا
50
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
إن الدافع الرئيس ي من التنويع االقتصادي يكمن في حماية االقتصاد من صدمات التخصص في
إنتاج وتصدير سلعة واحدة خاصة املواد األولية ،حيث يقول ": osakwe على واضعي السياسات في الدول
الغنية باملواد األولية أن يكونوا مهتمين أكثر بتنويع صادراتهم للحد من الصدمات الخارجية" .1ا
إضافة إلى هذا الدافع تتوفر لدى الدول جملة من الدوافع األخرى التي نقدم أهمها فيما يلي :2ا
التقلبات املستمرة في أسعار املواد األولية التي تشكل عماد الدول ذات االقتصاديات األحادية؛
تذبذب دخل هذه الدول وانعكاس ذلك على إنفاقها العام؛
تفاوت نمط وتيرة التنمية األفقية والعمودية بها؛
الطبيعة النافذة لهذه املوارد األولية؛
ا االعتماد املستمر واملتزايد على الخارج في استيراد السلع اإلنتاجية وا االستهالكية.
الفرع الثاني :أهمية وأهداف التنويع االقتصادي.
نظرا للدور الذي يلعبه التنويع االقتصادي في التقليل من ا االختالالت اوإحداث توازنات داخل االقتصاد
تبرز أهميته واألهداف التي يسعى إليها فيما يلي :3ا
يساهم التنويع االقتصادي في زيادة معدالت النمو االقتصادي من خالل زيادة فرص االستثمار
وتقليل املخاطر االستثمارية ،فتوزيع االستثمارات على عدد كبير من النشاطات االقتصادية يقلل من
املخاطر االستثمارية الناجمة عن تركيز تلك االستثمارات في عدد قليل منها.
ففي حالة البلدان التي تعتمد على تصدير منتج واحد أو عدد محدود من املنتجات ،فعند انخفاض
أسعار املنتجات املصدرة تنخفض عوائد الصادرات من العملة األجنبية مما يؤدي إلى تقليص إمكانية
الدولة في تمويل الواردات أو تمويل عملية التنمية االقتصادية .ا
Osakwe Patrick :هو عضو في مجلس الشيوخ النيجيري ،مثل منطقة دالتا الشمالية في والية دالتا على منصة ا
حزب الوفاق وتم تعيينه
ضمن لجان الغاز والبنوك واملؤسسات املالية األخرى .ا
1نبيلة نوي "،التنويع االقتصادي والنمو املستدام في الدول النفطية-دراسة حالة الجزائر ،"-مجلة دراسات اقتصادية ،جامعة زيان عاشور،
الجلفة ،الجزائر ،العدد الخامس والثالثون ،2018 ،ص .181ا
2صادق هادي" ،دور التنويع االقتصادي في تحقيق التنمية املستدامة في االقتصاديات النفطية" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة
املاجستير( ،منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،1الجزائر ،2014 ،ص .5ا
3أبوبكر بوسالم"،التوجه نحو االستثمار في قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كاستراتيجية بديلة للتنويع خارج قطاع املحروقات
االقتصادي" ،مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات ،جامعة البليدة ،2البليدة ،الجزائر ،العدد الرابع عشر ،ديسمبر ،2018ص .110ا
51
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
يعزز التنويع الرأس ي الروابط األمامية والخلفية في االقتصاد ألن مخرجات القطاع ستشكل مدخالت
إنتاجية لقطاع آخر ،كما أن إسهام التنويع في توليد الفرص الوظيفية يؤدي إلى ارتفاع دخول عوائد
ا اإلنتاج واستقرارها مما يؤدي إلى تزايد القيمة املضافة املتولدة قطاعيا ومحليا .ا
يساهم التنويع االقتصادي في زيادة إنتاجية العمل ورأس املال البشري ،وهذا ما يؤدي إلى رفع
معدالت النمو االقتصادي .ا
يساهم التنويع االقتصادي الناتج عن زيادة عدد القطاعات املنتجة على تقوية العالقات التشابكية
فيما بينها ،مما ينجم عنه العديد من التأثيرات الخارجية في اإلنتاج تنعكس إيجابا على النمو االقتصادي .ا
يؤدي ضعف التنويع االقتصادي الناجم عن تركز ا اإلنتاج في عدد محدود من املنتجات إلى تذبذب
اإلجمالي
ملحوظ في مستويات الناتج املحلي اإلجمالي ،وقد أثبتت بعض الدراسات أن لتقلب الناتج املحلي ا
وعدم استقرار مستوياته عالقة عكسية بمعدل النمو االقتصادي ،وعليه يمكن استنتاج أن تقليص
التذبذب في الناتج املحلي اإلجمالي الناجم عن زيادة درجة التنوع االقتصادي سيؤدي إلى رفع معدالت
النمو االقتصادي ،فقد أكدت بعض الدراسات تحرك الهيكل اإلنتاجي من القطاعات األكثر تقلبا إلى
القطاعات األقل تقلبا وتالش ي التقلبات الناتجة عن الصدمات على املستوى الكلي عبر عملية التنمية .1ا
يؤدي التنويع االقتصادي إلى تحقيق مزايا عديدة جراء تقليص مخاطر اعتماد االقتصاد على إنتاج
منتج واحد أو عدد قليل من املنتجات ،أو ارتكازه على قطاع واحد أو على عدد محدود من القطاعات،
فعندما يرتبط أداء االقتصاد الوطني بإنتاج منتج معين سواء كان سلعة استخراجية أو سلعة زراعية
أو خدمية فإن انخفاض أسعار أو طلب هذا املنتج ألسباب داخلية أو خارجية سيؤدي بالضرورة إلى
تعرض الهيكل اإلنتاجي للمخاطر.2
1الخطيب عوض ممدوح" ،التنويع والنمو في االقتصاد السعودي" ،ورقة بحث مقدمة إلى املؤتمر األول لكليات إدارة األعمال بجامعات دول
مجلس التعاون لدول الخليج العربية ،كلية إدارة األعمال ،جامعة امللك سعود ،الرياض ،السعودية ،يومي16 :و 17فيفري ،2014ص .7ا
2أشرف الصوفي ،املنعم الدامي" ،القطاع الفالحي كآلية للتنويع االقتصادي الجزائري" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني حول:
"املؤسسات االقتصادية الجزائرية واستراتيجيات التنويع االقتصادي في ظل انهيار أسعار النفط" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير ،جامعة 8ماي ،1945قاملة ،الجزائر ،يومي25 :و 26أفريل ،2017ص .4ا
52
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
يعزز التنويع االقتصادي توليد وظائف جديدة وذلك بتحفيزه للنمو االقتصادي ،إذ يزيد من درجة
الترابط والتشابك بين القطاعات االقتصادية مما يؤدي إلى تقليص معدالت البطالة.1
يؤدي انخفاض أسعار املنتجات املصدرة إلى األسواق العاملية مع استقرار أو ارتفاع أسعار الواردات
إلى تدني مستوى معدل التبادل التجاري ،فعندما تعتمد التجارة الخارجية على تصدير منتج معين فإن
انخفاض أسعاره سيؤدي إلى انخفاض أسعار الصادرات مقابل الواردات نتيجة للوزن املهم الذي يشغله
هذا املنتج في ترجيح ا األرقام القياسية ألسعار الصادرات مما يعني خسارة الدولة جراء تجارتها الخارجية،
تتنوع الصادرات فإن مخاطر انخفاض الرقم القياس ي ألسعار الصادرات سوف تتوزع على أما عندما ا
عدد كبير من السلع والخدمات ،مما يؤدي إلى تقليص الخسائر الناجمة عن تقلب أسعار السلع املصدرة
وبالتالي ارتفاع معدل التبادل التجاريا.2
أثبتت الدراسات التي تناولت تقلب معدالت النمو االقتصادي عبر الزمن وعدم تمكن كثير من
الدول الفقيرة للوصول إلى تنمية مستدامة أن هناك ثالثة أسباب رئيسية كامنة وراء ذلك ترتبط جميعها
بالتنويع االقتصادي تتمثل في :3ا
وهكذا فإن غياب القطاع الخاص والقوة العاملة املاهرة واملتطورة وبيئة مؤسسية وقانونية مشجعة وعدم
االستقرار في االقتصاد الكلي كارتفاع معدالت التضخم ،اال يساعد على إنشاء وتطوير صناعات جديدة أو
خلق مناخ مالئم لعملية تنويع األعمال .ا
1سليم شبورو ،على مناد" ،االقتصاديات النفطية وخيار التنويع االقتصادي-دراسة قياسية لحالة الجزائر ،"-مجلة دفاتر ميكاس (،)mecas
الجزائر ،املجلد ،16العدد األول ،2020 ،ص .337ا
جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،ا
2أشرف الصوفي ،املنعم الدامي ،مرجع سبق ذكره ،ص .4ا
3محبوب بن حموده ،عدنان محيريق" ،التنويع االقتصادي :املفهوم واألهداف واملبررات ومؤشرات قياسه مع اإلشارة لحالة الجزائر" ،ورقة
بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي السادس حول" :بدائل النمو والتنويع االقتصادي في الدول املغاربية بين الخيارات والبدائل املتاحة" ،كلية
العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي ،الجزائر ،يومي2 :و 3نوفمبر ،2016ص .7ا
53
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
يقسم التنويع االقتصادي إلى قسمين أساسين هما :التنويع األفقي والتنويع العمودي وعلى حسب
هذين التقسيمين يأخذ التنويع شكلين أو نمطين يتعلق األول بتنويع الهيكل اإلنتاجي أما الثاني فيتعلق
بالتجارة الخارجية أو ما يعرف بتنويع األسواق .ا
يمكن التمييز بين مستويين للتنويع االقتصادي ،فهناك التنويع الخاص باملستوى الجزئي وهو مرتبط
بالعملية اإلنتاجية باملؤسسة والتنويع الخاص باملستوى الكلي واملتعلق بهيكل التجارة الخارجية للدولة .ا
يقصد به جعل الهيكل أو النسيج اإلنتاجي الداخلي لبلد ما أكثر تنوعا وذو قاعدة صناعية واسعة،
وهذا من خالل الولوج لفضاءات إنتاجية جديدة تحقق التعدد وعدم ا االرتكاز على إنتاج أو قطاع واحد،
كما تساعد على التأقلم والتكيف مع املستجدات التقنية والتكنولوجية الجديدة القتصاديات املعرفة
املعاصرة .2وعليه ينقسم تنويع الهيكل اإلنتاجي إلى ما يلي:3
املستوى الجزئي :ويتم على نطاق املؤسسات اإلنتاجية أي قطاع األعمال ويرتبط بالعملية اإلنتاجية
من خالل التنويع في تشكيلة املنتجات والعمل على تجديدها بتبني التطور التكنولوجي والبحث العلمي
وتثمين الكفاءات ،وبذلك يحقق قطاع األعمال نموا ومردودية وأرباح أكثر ،وتتوسع الحصص السوقية
االحتياجات السوقية الوطنية ،ومن ثم البحث في اكتساح أسواق
الكتساب أسواق وطنية جديدة لتلبية ا
1زروق بن موفق" ،استراتيجية تنويع االقتصاد الجزائري في ظل املتغيرات االقتصادية املعاصرة" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه
علوم( ،منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،الجزائر ،2019 ،ص .29ا
2محمد مسعودي" ،استراتيجيات التنويع االقتصادي على الصعيد الدولي :تجارب ونماذج رائدة" ،مجلة االقتصاد وإدارة األعمال ،جامعة
أحمد دراية ،أدرار ،الجزائر ،املجلد ،02العدد السابع ،2018 ،ص .227ا
3نجاة كورتل" ،االقتصاد الجزائري بين واقع االقتصاد الريعي ورهانات التنويع االقتصادي –دراسة تطبيقية لحساب مؤشر هيرفندال
هيرشمان للفترة ،"-2017-2011مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة قسنطينة ،2قسنطينة ،الجزائر ،العدد الثاني والخمسون،
ديسمبر ،2019ص .8ا
54
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
دولية من خالل تصدير منتجات عالية الجودة وذات قيمة مضافة ،محتوى تكنولوجي مرتفع ،ومن
تبعات التنويع في هذا املستوى تعزيز العالقات التشابكية بين مختلف املؤسسات على الصعيد املحلي
الوطني والدولي في إطار عقود أنشطة املناولة الباطنية أو في إطار الشراكة األجنبية.
املستوى الكلي :يتحقق التنويع اإلنتاجي بمساهمة جميع الفروع والقطاعات االقتصادية في تحقيق
الناتج املحلي الخام وتوليد الدخل الوطني بما في ذلك الزراعة ،السياحة والخدمات .ا
يرتبط تنويع التجارة الخارجية إلى حد كبير بتحليل الهيكل السلعي لها ،وذلك في جانبيها الرئيسيين وهما
الهيكل السلعي ل االستيراد والهيكل السلعي للصادرات ،فمن خالل دراسة التنويع السلعي للصادرات
والواردات يمكن معرفة من جهة مدى االعتماد على تصدير سلعة واحدة عن طريق قياس نسبتها إلى إجمالي
الصادرات اودراسة طبيعة هذه السلعة ،فشدة ا االعتماد هذه ستؤثر في إمكانية استمرار عملية التنمية
االقتصادية وبالتالي فإن تنويع هيكل الصادرات سيكون الحل األمثل الستمرارها ،1حيث يمكن توضيح تنويع
األسواق حسب جانبي التجارة الخارجية كما يلي :2ا
تنويع هيكل الصادرات :وهو الحل األمثل إذ أن تنويع الصادرات هو توسيع أصنافها وذلك ال بتزويد
األسواق الخارجية بالخامات األولية فحسب بل أيضا بمنتجات معالجتها وتحويلها وتصنيعها ،ثم
بالصناعات النصف الجاهزة من اإلنتاج املحلي؛
تنويع هيكل االستيراد :أي عدم التركيز على نوع واحد أو مجموعة معينة من السلع ألن ذلك سيؤثر على
مسار التنمية ويفقدها استقالليتها ،لذلك فإن تنويع الواردات قد يعني حتى تقليل أصنافها عكس
الصادرات وذلك بأن يشطب البلد املعني في قائمة البضائع التي يستوردها أبوابا كباب األغذية ،األقمشة
والسلع الفاخرة...الخ ،ثم تدريجيا أصنافا كثيرة من املنتجات بقدر ما ينظم إنتاجها في أراضيها ،وعوضا
عن ذلك يتم التركيز على املنتجات الصناعية ذات التكنولوجيا العالية واملعقدة.
وفي هذا السياق نجد أن هناك العديد من الدول املتقدمة تتصف بالتنوع الشديد في اقتصادياتها وهو ما
يعكسه التشابك والترابط الكبير في القطاعات االقتصادية وتكاملها على عدة مستويات ،أما الدول املتخلفة
تتسم بالتخصص في إنتاج عدد قليل من املواد األولية وهو ما يعكسه مؤشر الصادرات حيث تتركز في عدد
محدود من املواد وفي الغالب تشكل مادة أولية واحدة نسبة بالغة ا االرتفاع من قيمة الصادرات الكلية وهو
ما أدى إلى تسميتها باقتصاديات املحصول الواحد أو االقتصاديات الريعية .ا
1محمد كريم قروف" ،قياس وتقييم مؤشر التنويع االقتصادي في الجزائر دراسة تحليلية للفترة ( ،")2014/1980مجلة الواحات للبحوث
والدراسات ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة غرداية ،غرداية ،الجزائر ،املجلد ،09العدد الثاني ،2016 ،ص .639ا
2الطاهر شليحي ،زروق بن موفق" ،املنظور االستراتيجي لعملية التنويع االقتصادي في الدول النامية" ،مجلة الحقيقة ،كلية العلوم
الجزائر ،املجلد ،17العدد السابع واألربعون ،ديسمبر ،2018ص .197ا
االقتصادية ،التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أحمد دراية ،أدرار ،ا
55
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
التنويع االقتصادي استراتيجية تطبق على املستوى الكلي أو الجزئي وكذا سياسة تنموية تساهم
فيها جميع القطاعات داخل الدولة ،حيث يمكن أن يقاس التنويع االقتصادي من خالل أبعاده االقتصادية
والتي يمكن أن يعبر عنها بمتغيرات مختارة وحسب ما هو متوفر من بيانات إحصائية .ا
يقاس التنويع االقتصادي داخل كل دولة حسب مجموعة القطاعات الحيوية التي تحددها الدولة
وبالتالي فإن نجاح التنويع االقتصادي يتوقف على وجود مجموعة من املحددات هذه املحددات يمكن أن
تختلف من اقتصاد آلخر والتي يمكن توضيحها في اآلتي .ا
اتتمثل املحددات التي تلعب دورا هاما في نجاح أو فشل استراتيجية التنويع االقتصادي فيما يلي :1ا
تعتبر الحوكمة شرطا أساسيا في بناء بيئة مواتية للتنويع االقتصادي حيث ينطوي هذا األخير على
تصميم وتنفيذ سياسات هادفة لتعزيز القطاعات الناشئة والتأكد من إمكانية تطويرها في بيئة تسمح لها
باالزدهار وزيادة مساهمتها في االقتصاد الوطني ،على املستوى اإلقليمي يجب أن يكون هناك كفاءة في
التنسيق بين صناع القرار والجهات املعنية املختلفة املمثلة للبيئة االقتصادية اإلقليمية والعاملية سواء كان
ذلك بالنسبة للقادة الوطنيين أو اإلقليمين العام منهم أو الخاص ،الفردي أو املؤسساتي والذين يشكلون ما
يعرف السائقين التنفيذيين exécutive drivesالذي يمثل اإلطار العام للتنويع في الحكم ،حيث يعتبر هذا
األخير جد مهم للتنويع االقتصادي وذلك من وجهات نظر عديدة فعلى سبيل املثال تكمن أهمها من خالل
اإلدارة االقتصادية الحكيمة للموارد الطبيعية .ا
تعتبر من أهم العوامل املحددة للتنويع االقتصادي والتي يمكن استعمالها في رفع السلع اإلنتاجية
املصدرة ،2حيث يمكن خلق قيمة إضافية من املوارد املستخرجة لكن الش يء املالحظ عادة هو عدم توافق
هاتين األخيرتين أي توفر املوارد وتنوع اإلنتاج ،ويرجع ذلك بصفة كبيرة في عدم تطبيق اإلدارة املثلى من
1أحمد دبيش ،مروة بوقدوم"،التنويع االقتصادي ،مؤشراته ،محدداته ،وعالقته بالتنمية" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي السادس
حول" :بدائل النمو والتنويع االقتصادي في الدول املغاربية بين الخيارات والبدائل املتاحة" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي ،الجزائر ،يومي2 :و 3نوفمبر ،2016ص ـ ص .12-10ا
2صادق صفيح ،آسيا عامر" ،مساهمة مستوى التنويع االقتصادي في النمو االقتصادي في الجزائر خالل الفترة ،"2016-1980وراقة بحث
مقدمة إلى امللتقى الدولي األول حول" :استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر" ،كلية
العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة لونيس ي علي ،البليدة ،الجزائر ،يومي 6 :و 7نوفمبر ،2018ص .4ا
56
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
طرف الحكومات للموارد الطبيعية إضافة إلى عدم استخدام املكاسب من استغالل املوارد الطبيعية إلى
مزيد من األنشطة االقتصادية األخرى فعلى سبيل املثال األرباح من تصدير املعادن يمكن استخدامها لتطوير
الصناعات التحويلية والسياحية والخدماتية وبالتالي توسيع نطاق البالد لقاعدته االقتصادية .ا
يعتبر التكامل اإلقليمي استراتيجية هامة لتسهيل التبادل والتجارة وهذا يشمل كل من إصالح نظام
إدارة الجمارك لتسهيل العمل بالنسبة لرجال األعمال في نقل بضائعهم بحرية ،وأيضا مبادرات التنمية
املكانية من خالل إعداد برامج تتمتع بنقاط لتقييم الخدمات التي تتمثل عادة في عمليات التنقل العابرة
للحدود في شكل ممرات للنقل بصفة رئيسية فعلى سبيل املثال قد تستفيد عدد من دول شمال إفريقيا
على حد سواء من املوقع الجغرافي لها وقربها من األسواق األوروبية واملتوسطية .ا
إن اإلطار الدولي يلعب دورا هاما بالنسبة ملجموع الدول الهادفة إلى تنويع اقتصادياتها سواء كان
ذلك بالنسبة للدول منفردة أو فيما يخص تكتالت اقتصادية والتي من شأنها التأثير عليها ،حيث أنه توجد
جوانب وفرص أخرى من التعاون الدولي والتي يمكن أن يكون لها تأثير على التنويع االقتصادي ،فقد أكدت
العديد من الدراسات لبرامج املساعدات الدولية على أن تعزيز حجم األنشطة التجارية يمثل هدفا رئيسيا
باعتبار أن هذا من شأنه تعزيز القدرات الستغالل أفضل للفرص املتاحة في السوق .ا
يرى تقرير البنك الدولي لعام 2009أن االعتماد على املؤسسات املالئمة منطلق رئيس ي في تنويع
الصادرات ،التي تقوم على بنية تحتية فعالة ونظم اتصاالت متطورة لخفض التكاليف ورفع مستويات
األداء والجودة ،باإلضافة إلى وجود بيئة اقتصادية مستقرة يحرك نشاطها قطاع مالي متطور ومؤشرات
انفتاح تجارية مرتفعة للقدرة على دخول األسواق من أجل تعزيز تنافسية السلع املنتجة واملصدرة دون
1حميد قرومي ،محمد بن ناصر" ،ضرورة التنويع االقتصادي في ظل انهيار أسعار النفط" ،مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات ،كلية
العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة البليدة ،2البليدة ،الجزائر ،العدد الحادي عشر ،2017 ،ص .272ا
57
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
إهمال القطاع الخاص ،حيث يشيد الخبراء االقتصاديون بدور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق
األهداف املرجوة من التنويع االقتصادي ويعزز عدم قدرة بعض االقتصاديات خاصة اإلفريقية العتمادها
على مؤسسات كبيرة كثيرا ما تكون للقطاع العام وبالتالي ال تقوم على أسس الربحية والتنافسية .1ا
هناك العديد من القطاعات التي تساعد على تنويع مصادر الدخل في الدول التي تتبنى هذه
ا االستراتيجية ويمكن ذكر أهمها فيما يلي :2ا
يعتبر القطاع الصناعي من أبرز القطاعات الصناعية ملا له من دور رائد وحيوي في مجمل العمليات
واألنشطة االقتصادية املختلفة ،حيث أنه مفتاح التطور ونمو وتنوع كل القطاعات االقتصادية األخرى
وذلك لدوره الكبير في رفع مستوى اإلنتاج ،توليد الدخل ،توفير فرص العمل وتحفيز االستثمار .ا
اتعاني الدول النفطية من مشكلة االستيراد املفرط للمنتجات الزراعية التي تلتهم مبالغ كبيرة من
العملة الصعبة ،مما يجعل هذا القطاع عائقا لعملية التنويع بدال من أن يكون مساهما فيها ،وبالتالي
فالقطاع الزراعي هو القطاع األجدى با االهتمام خاصة بالنسبة لالقتصاديات النفطية ضمن استراتيجية
التنويع خاصة إذا توفرت املق ومات الطبيعية (الطبيعة البشرية والتقنية املناسبة) ،حيث تستلزم عملية
النهوض بالقطاع الزراعي حزمة من الوسائل والسياسات الزراعية للنهوض بواقعه وارتفاع مساهمته وذلك
من خالل البدء بتصحيح االختالالت الهيكلية في هذا القطاع وفقا لسياسة استثمارية مدروسة في هذا
املجال ،مثال من خالل االستغالل األمثل للمساحات الزراعية ،استصالح األراض ي ومنع احتكارها ،تأمين
البنى التحتية من سدود وحفر لآلبار ،إضافة إلى تشجيع القطاع الخاص واألجنبي في مشاريع الزراعة والتربية
الحيوانية من خالل التسهيالت والتشريعات واإلعفاءات الضريبية .ا
للسياحة دور مهم في تعزيز وتقوية االقتصاديات خاصة النفطية منها ،حيث تلعب السياحة أدوارا
تنموية وتنويعية في جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية ولها أيضا أثر املضاعف الناجم عن الرواج
واالنتعاش في عشرات الصناعات والخدمات وبالتالي زيادة اإليرادات ،ويرى مختصين وخبراء في مجال
1فاطمة الزهراء طلحاوي ،محمد مدياني" ،أثر تنويع القاعدة اإلنتاجية على النمو االقتصادي في جنوب إفريقيا" ،مجلة التكامل االقتصادي،
جامعة أحمد دراية ،أدرار ،الجزائر ،املجلد ،04العدد الثاني ،2016 ،ص ص .150،149ا
2ماجد صيد ،فاطمة الزهراء رقايقية" ،رؤية استشرافية لتحول االقتصاديات العربية النفطية من الريعية إلى التنويع االقتصادي" ،ورقة
بحث مقدمة ضمن امللتقى الدولي الثاني حول" :متطلبات تحقيق اإلقالع االقتصادي في الدول النفطية في ظل انهيار أسعار املحروقات"،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أكلي محند أولحاج ،البويرة ،الجزائر ،يومي29 :و 30نوفمبر ،2016ص ص .14،13ا
58
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
السياحة أنه :إذا ما استغل واقع السياحة في الدول العربية الريعية وخصصت لها مخططات وبرامج في
اتجاه قيام صناعة سياحية ستكون نفط العالم العربي في املستقبل .ا
قفز قطاع الخدمات في العقود األخيرة قفزة كبيرة وأصبح القطاع الرائد والديناميكي بالنسبة للنمو،
وهذا ما يعكسه النمو الكبير للعمالة مقابل التناقص النسبي للعمالة املوظفة في قطاعات اإلنتاج املادي
(الزراعي والصناعي) هذا دليل على املكانة املهمة التي بات يحتلها في الحياة االقتصادية والتي يتوقع لها املزيد
من ا االزدهار ،حيث أن اعتماد استراتيجية التنويع في هذا القطاع يتطلب إحداث تغيير هيكلي في بنيته بشكل
يرفع من الوزن النسبي للخدمات اإلنتاجية واالجتماعية والتي تنعكس بدورها على تنمية قوى اإلنتاج
والقطاعات االقتصادية األخرى.
يمكن االستناد إلى مجموعة من املؤشرات واملقاييس ملعرفة مستوى ومعدل التنويع االقتصادي في
الدولة وذلك حسب مجموعة القطاعات التي تحددها الدولة ويمكن توضيح ذلك في اآلتي :ا
من أهم املؤشرات الدالة على التنويع االقتصادي في اقتصاد ما نذكر ما يلي :1ا
معدل ودرجة التغير الهيكلي ،كما تدل عليهما النسبة املئوية إلسهام القطاعات املختلفة في الناتج
املحلي اإلجمالي ،إضافة إلى زيادة وانخفاض مساهمة هذه القطاعات مع الزمن ،ومن املفيد أيضا
قياس معدالت النمو الحقيقية للناتج املحلي اإلجمالي حسب القطاع حيثما توفرت البيانات الخاصة
بذلك2؛
درجة عدم استقرار الناتج املحلي اإلجمالي وعالقتها بعدم استقرار سعر النفط ،وقد يحد التنويع
عدم االستقرار هذا مع مرور الوقت؛
تطور إيرادات النفط والغاز كنسبة من مجموع إيرادات الحكومة ،فالتنويع يهدف للتقليل من
االعتماد على إيرادات النفط؛
ا تساع وتيرة قاعدة اإليرادات غير النفطية عبر الزمن ،ما يدل على النجاح في تطوير مصادر جديدة
لإليرادات غير النفطية؛
1آسيا قاسيمي ،فضيلة رمضاني" ،السياحة كقطاع بديل لدعم االقتصاد الجزائري" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي الثاني حول:
"متطلبات تحقيق اإلقالع االقتصادي في الدول النفطية في ظل انهيار أسعار املحروقات" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير،
جامعة أكلي محند أولحاج ،البويرة ،الجزائر ،يومي 29 :و 30نوفمبر ،2016ص .6ا
2محمد بوطالعة ،نعيمة بن دبيش" ،ميكانيزمات تفعيل التنويع االقتصادي في الجزائر في ظل تداعيات أزمة النفط –إمكانية االستفادة
من تجارب دولية ،"-مجلة البشائر االقتصادية ،جامعة بشار ،بشار ،الجزائر ،املجلد ،04العدد الثاني ،2018 ،ص .301ا
59
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
نسبة الصادرات غير النفطية إلى مجموع الصادرات والعناصر املكونة للصادرات غير النفطية،
فارتفاع هذه األخيرة دليل على ازدياد التنويع االقتصادي؛
تغير نسبة إسهام القطاع العام والخاص في الناتج املحلي اإلجمالي ،وهذا مؤشر هام؛
مقاييس اإلنتاجية :يمكن تطبيقه على أنشطة متنوعة في القطاع الخاص لتقييم معدل تنميته .ا
إن املؤشرات السابقة تدل على مدى التنويع االقتصادي في الدولة ،إال أنها ال تعطينا درجة التنويع
االقتصادي بدقة وذلك لتشتت واختالف املؤشرات املستعملة في معرفة مدى التنويع.1
إذ يقاس التنويع االقتصادي بعدة معامالت إحصائية تتفاوت كفاءتها ومالءمتها حسب أغراض القياس،
فالبعض منها يعتمد على قياس ظاهرة التشتت مثل معامل االختالف ،والبعض اآلخر يقيس خاصية التركيز
كمؤشر جيني وبعضها على مفهوم التنوع كمعامل هيرفندل -هيرشمان والذي يعد األكثر شيوعا ،أما املتغيرات
التي تطبق عليها هي كثيرة نذكر منها الناتج املحلي اإلجمالي وتوزيعه بين الناتج النفطي والناتج غير النفطي
وبنية الصادرات وتوزيعها وتوزيع اإليرادات الفعلية للحكومة بين النفطية وغير النفطية فقد وضعت هيئة
األمم املتحدة للتنمية والتجارة في محاولة تحديد الدول األقل نموا معيار للتنوع االقتصادي يتكون من أربع
عناصر هي مقدار إسهام القطاع الصناعي في الناتج املحلي اإلجمالي ونسبة إسهام العمل في الصناعة ،ومقدار
االستهالك الفردي من الكهرباء ومقدار تركيز الصادرات ،في حين يقيس مؤشر تنويع الصادرات إنحراف حصة
الصادرات من السلع الرئيسية لدولة معينة في إجمالي صادراتها .2ا
اوفيما يلي عرض ألهم املؤشرات التي يمكن االعتماد عليها لقياس درجة التنويع االقتصادي :ا
يعتبر مؤشر هرفندل مقياس يستخدم على نطاق واسع لقياس تركز السوق في الصناعة وتم استخدامه
أيضا كمقياس للتنويع االقتصادي ،ويشير إلى مدى هيمنة عدد قليل من القطاعات على اقتصاد إقليمي
معين.3
1إسماعيل بن قانة ،باديس بوخلوه"،سياسات التنويع االقتصادي في نظريات ونماذج النمو االقتصادي" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى
الدولي السادس حول" :بدائل النمو والتنويع االقتصادي في الدول املغاربية بين الخيارات والبدائل املتاحة" ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم
التجارية وعلوم التسيير ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي ،الجزائر ،يومي 2 :و 3نوفمبر ،2016ص .4ا
2صادق صفيح ،أسيا عامر" ،مساهمة مستوى التنويع االقتصادي في النمو االقتصادي بالجزائر خالل الفترة ،"2016-1980ورقة بحث
مقدمة إلى امللتقى الدولي األول حول" :استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر" ،كلية
العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة لونيس ي علي ،البليدة ،الجزائر ،يومي6 :و 7نوفمبر ،2018ص .5ا
3Hawaii economic issues, « measuring economic diversification in Hawaii »,periodic research and data reports on issues of
current interest, state of Hawaii, department of business, economic development& tourism research & economic analysis division,
P6, https://files.hawaii.gov/dbedt/economic/, vu le: 14 Avril 2020.
60
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
حيث :ا
تتراوح قيمة معامل هيرفندل -هيرشمان بين الصفر والواحد أي ( ،)0≤H≤1فإذا كان صفرا كان هناك تنوع
كامل في االقتصاد (أي أن كل القطاعات مساهمة بنفس النسبة في الناتج املحلي اإلجمالي) ،وإذا كان واحد
صحيح فإن مقدار التنوع يكون معدوما ،وهي الحالة التي يكون فيها الناتج متركزا في نشاط واحد من
القطاعات االقتصادية بينما ال تساهم بقية القطاعات بأية حصة من الناتج املحلي اإلجمالي ،حيث تعد
القيم املرتفعة ملعامل هرفندل دليال على ضعف االقتصاد في توزيع نشاطاته بشكل متكافئ على عدد كبير
من القطاعات أو املنتجات وبالتالي حصرها في عدد قليل منها .2ا
يستعمل هذا املقياس لقياس الظاهرة املدروسة وعدم توزيعها بشكل عادل أو متساوي ،ويعتبر
مؤشر جيني من أفضل مقاييس التركز وأبسطها ،حيث يعتمد هذا املؤشر على منحنى لورانز ()lorenz curve
ويقاس باملساحة املحصورة بين منحنى لورا انز ووتر املثلث إلجمالي مساحة املثلث .3ا
ا
ا
1كمال س ي محمد" ،التنويع االقتصادي وبدائل النمو في الجزائر" ،ورقة بحث مقدمة ضمن امللتقى الدولي الثاني حول" :متطلبات تحقيق
اإلقالع االقتصادي في الدول النفطية في ظل انهيار أسعار املحروقات" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أكلي محند
الجزائر ،يومي 29 :و 30نوفمبر ،2016ص .28ا
أولحاج ،البويرة ،ا
2مايح شبيب الشمري" ،ضرورات التنويع االقتصادي في العراق" ،مجلة الكوت للعلوم االقتصادية واإلدارية ،كلية اإلدارة واالقتصاد ،جامعة
الكوفة ،العراق ،العدد الرابع والعشرون ،2016 ،ص .7ا
3 Mohamed Nasser Hamidato, Baqaas Alssafiah, op.cit, P78.
61
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
%100 ا
%ùù%
ù% ا
امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكتسب ا
الح ـ ــصة التراك ـ ـ ـ ــمية من املب ـ ـ ـ ــلغ
ا
خط التساوي( 45درجة)
ا
منحنى لورنز
ا
ا
ا
الحصــة التراكمية لألشخاص من أدنـاهم مرتبا إلى أعـالهم
%100
مرتبــا %ùù%
التنمية املستدامة والتنويع االقتصادي في الدول العربية النفطية" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
ى باهيù% " ، املصدر :موس
دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة باجي مختار ،عنابة،
الجزائر ،2019 ،ص .167ا
معامل جيني ينحصر بين الصفر والواحد ،حيث يكون صفرا عندما ينطبق منحنى لورنز على خط التساوي
وتكون املساحة مساوية للصفر ويكون عندها متساويا ،بينما يكون معامل جيني مساويا للواحد عندما
ينطبق منحنى لورنز على الخط األفقي والخط العمودي وتكون املساحة بين خط التساوي ومنحنى لورنز
تساوي 0.5وتكون عندها قيمة معامل جيني مساوية للواحد الصحيح في هذه الحالة يكون توزيع الدخل في
أسوأ حاالته ،عليه كلما كانت قيمة معامل جيني صغيرة كلما كانت عدالة توزيع الدخل أفضل.1
𝑛 وهناك عدة صيغ لحساب مؤشر جيني منها ما يلي:2
) G = 1 − ∑(𝑋𝑘 − 𝑋𝑘−1 )(𝑌𝑘 + 𝑌𝑘−1
𝑘=1
حيث 𝑋𝑘 :التكرار التجميعي النسبي التصاعدي للمتغير الكلي (الحصة القطاعية من الناتج املحلي اإلجمالي)،
يمثل املحور األفقي 𝑘𝑌 التكرار التجميعي النسبي التصاعدي (عدد القطاعات) ،بينما يدل nعلى عدد
القطاعات .ا
62
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
تتراوح قيمة مؤشر جيني بين الصفر (الذي يمثل املساواة التامة في توزيع الظاهرة) والواحد الصحيح (الذي
يمثل عدم املساواة التامة) ،حيث تكون عدم املساواة عالية جدا إذا زادت قيمة املؤشر عن 0.7وعالية إذا
تراوحت قيمة املعامل 0.5 ،0.7ومتوسطة إذا تراوحت بين 0.25 ،0.5وضعيفة إذا انخفضت عن .0.25ا
𝑠𝑜𝑐
∑ni=1 αi × βi
ثالثا :مؤشر فالديمير كوسوف) : (Vladimir Kosov Indexا
=
√∑ni=1 αi2 × √∑ni=1 βi2
حيث: يأخذ هذا املؤشر الصيغة التالية:1
:αiاألهمية النسبية لكل قطاع في مجمل الناتج املحلي اإلجمالي في فترة األساس؛ ا
:βiاألهمية النسبية لكل قطاع في مجمل الناتج املحلي اإلجمالي في فترة املقارنة؛ ا
𝑠𝑜𝑐 :مؤشر فالديمير كوسوف حيث كلما أصبحت قيمة 𝑐𝑜𝑠 = 0يعني ذلك حصول تغيرات هيكلية في
االقتصاد املعني ،وعلى العكس في حال ا االبتعاد الكبير عن هذه القيمة يدل على نقص تلك التغيرات الهيكلية .ا
وإلجراء عمليات املقارنة فيما يخص مدى التنويع االقتصادي سواء بين الدول املختلفة أو في نفس
الدولة خالل فترات مختلفة يجب ا االعتماد على مؤشر وحيد يقيس مدى التنويع االقتصادي.2
هناك مجموعة من العوامل التي تساهم في إنجاح استراتيجية التنويع وفي املقابل هناك أيضا
مجموعة من العوامل التي تحد من نجاح هذه ا االستراتيجية ويمكن توضيح ذلك فيما يلي :ا
تعتبر الدولة تنموية التي تستطيع إطالق عملية تنموية متواصلة ،ال تقتصر فقط على معدالت نمو
مرتفعة للناتج املحلي اإلجمالي وإنما تحدث تحوالت جذرية في هيكل اإلنتاج املحلي وفي عالقتها باالقتصاد
1أحمد ضيف ،أحمد عزوز" ،واقع التنويع االقتصادي في الجزائر وآلية تفعيله لتحقيق تنمية اقتصادية مستديمة" ،مجلة اقتصاديات
شمال إفريقيا ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،الجزائر ،املجلد ،14العدد التاسع عشر ،2018 ،ص .24ا
2عبد الصمد سعودي ،عبد الحق طير" ،دور برامج االستثمارات العمومية في زيادة التنويع االقتصادي ورفع معدالت النمو االقتصادي في
الجزائر" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي حول" :بدائل النمو والتنويع االقتصادي في الدول املغاربية بين الخيارات والبدائل املتاحة"،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي ،الجزائر ،يومي 2 :و 3نوفمبر ،2016ص .6ا
63
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
الدولي ،وانطالقا من ذلك نؤكد الدور الهام والتدخل واملحفز للدولة التنموية الذي يأخذ شكل اإلرشاد
االستراتيجي في توجيه عمليات التنمية.1
إن العمل على ترسيخ نظام اقتصادي مختلط قائم على أساس الشراكة بين القطاع العام والخاص
وتحديد دور كل منهما في العملية التنموية يعد من أهم مؤشرات نجاح عملية التنويع االقتصادي ،فالقطاع
الخاص ال يمكنه أن ينمو إال إذا كان إلى جانبه قطاع عام قوي ،وهذه الحالة تقتض ي في جوانبها إصالح
القطاع العام وتفعيل دوره باإلضافة إلى دعم ومساندة القطاع الخاص ،2حيث يرجع تفعيل دور القطاع
الخاص لألسباب التالية :3ا
ارتكاز نشاطه االقتصادي على تحقيق الربح مقارنة بالقطاع العام الذي يغيب عن نشاطه مفهوم الربح
لطغيان الهدف االجتماعي ذو الخلفية السياسية على الهدف االقتصادي في نشاطاته؛
الكفاءة في إدارة املوارد نظرا ملا يتحمله من تكاليف في مقابل الحصول عليها ،في حين أن القطاع العام
يتميز في الغالب بالتبذير وعدم الرشادة في استخدام املوارد؛
قدرة القطاع الخاص على خلق وتوفير الحوافز لعنصر العمل بما يضمن ارتفاع اإلنتاجية والصرامة في
األداء؛
اإلدارة الكفأة للنشاط االقتصادي بالنسبة للقطاع الخاص انطالقا من استهدافه للموارد البشرية
املؤهلة ذات الخبرة واملهارة والكفاءة العالية؛
التميز بروح املبادرة وديناميكية اإلبداع وا االبتكار والتجديد في النشاط االقتصادي للقدرة على املنافسة
والبقاء في السوق بخالف القطاع العام .ا
مما ال شك فيه أن معظم الدول النامية ال تمتلك جهازا إنتاجيا إلنتاج السلع االستثمارية ذلك ما دعاها
إلى ا االعتماد على ا االستيراد من الدول الصناعية املتقدمة ،وبالتالي فإن تقلب حصيلة عائداتها من الصادرات
سيؤدي إلى تذبذب الطاقة االستيرادية ومن ثم تذبذب االستثمارات فيها وما يخلفه هذا األخير من مضاعفات
خطيرة على مؤشرات االقتصاد الوطني ،ولقد أدى ازدياد االعتماد املتبادل على بنية االقتصاد العالمي إلى
1دراجي لعفيفي ،توفيق بن الشيخ" ،تطوير القطاع الخاص كآلية لتعزيز التنويع االقتصادي في الجزائر" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى
الوطني حول" :املؤسسات االقتصادية الجزائرية واستراتيجيات التنويع االقتصادي في ظل انهيار أسعار النفط" ،كلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة 8ماي ،1945قاملة ،الجزائر ،يومي 25 :و 26أفريل ،2017ص .5ا
2توفيق بن الشيخ" ،تطوير القطاع الخاص خيار استراتيجي لتفعيل التنويع االقتصادي في الدول املنتجة للنفط -حالة الجزائر ،"-مجلة
الدراسات املالية واملحاسبية واإلدارية ،جامعة أم البواقي ،الجزائر ،العدد السابع ،جوان ،2017ص .590ا
3عبد النعيم دفرور وآخرون" ،االقتصاد الجزائري وضرورة التنويع االقتصادي في ظل تقلبات أسعار النفط" ،مجلة أداء املؤسسات
الجزائرية ،كلية العلوم االقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،العدد الثاني عشر،2017 ،
ص .362ا
64
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
أن أصبح من الصعب عمليا أن تكون هناك صناعة وطنية كاملة وبشكل خالص وهو ما استدعى إلى ضرورة
التوسع في حجم ا االستثمارات األجنبية املباشرة باعتبارها تؤدي إلى إنشاء جهاز إنتاجي متكامل للدول
املستقبلة لها ،وتوسيع أسواق منتجاتها وتنويعها وإعادة هيكلة اقتصادياتها بهدف تحسين أدائها ،1حيث
تكمن مساهمة ا االستثمار األجنبي املباشر في التنويع االقتصادي من خالل املزايا التي يقدمها والتي تتمثل
أهمها في :2ا
تحقيق التنمية االقتصادية وتنمية الصادرات وإحالل الواردات والقدرة على املنافسة الخارجية؛
زيادة التوظيف وامتصاص البطالة ورفع القدرة اإلنتاجية؛
جلب العمالة املؤهلة يسمح بالتنظيم العلمي وا االستفادة من الطرق املتعددة وتقنيات السير الفعال؛
تعويض قلة التم اويل الداخلي الذي تسبب فيه ضعف ا االستثمار املحلي؛
يعتبر بديل غير مكلف مقارنة باالقتراض من املؤسسات املالية الدولية.
تعتبر الصناعات الصغيرة واملتوسطة مدخال هاما للنمو االقتصادي وآلية حقيقية للتنويع االقتصادي،
حيث لعبت هذه املؤسسات والزالت ذات دور حيوي في عملية التطور الصناعي في الدول املتقدمة وكذلك
الدول حديثة التصنيع ،حيث سارعت العديد من الدول خطواتها النتهاج سياسات اقتصادية تهدف إلى
تنمية دور القطاع الصناعي في تنويع مصادر الدخل السيما خلق وتطوير ودعم املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة .3وتظهر مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنويع االقتصادي من خالل ما يلي :4ا
تعتبر وسيلة فعالة لتنويع وتوسيع القاعدة اإلنتاجية وهيكل اإلنتاج والتوزيع في االقتصاد الوطني،
إذ يمكن تكرار إنشاؤها في مناطق مختلفة من البالد؛
إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية مما يؤثر إيجابا في إعادة توزيع الدخل القومي لصالح أرباب
الدخول الصغيرة ،وبالتالي تحسين مستوياتهم املعيشية؛
تنمية الصادرات من خالل ما تقدمه من منتجات تامة صالحة للتصدير مباشرة أو قابلة للدخول
في إنتاج الشركات التي تتولى تصديرها بعد إكمال العمليات اإلنتاجية الالزمة؛
1سفيان الشارف بن عطية ،بوحفص حاكمي" ،التنويع االقتصادي في الجزائر :دراسة قياسية لتأثير القطاعات األساسية خارج املحروقات
خالل الفترة ،"2017-1990مجلة دفاتر اقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة ازيان عاشور ،الجلفة،
الجزائر ،العدد الثاني ،2018 ،ص .324ا
2عبد النعيم دفرور وآخرون ،مرجع سبق ذكره ،ص .363ا
3سليمة طبايبية ،الهادي لرباع" ،التنويع االقتصادي خيار استراتيجي الستدامة التنمية" ،ورقة بحث مقدمة إلى املؤتمر العلمي الدولي حول:
"التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة" ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيف،
الجزائر ،يومي 7 :و 8أفريل ،2008ص .17ا
4عبد الحميد عبد املطلب" ،اقتصاديات تمويل املشروعات الصغيرة" ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،2009 ،ص ص .46،45ا
65
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
الحلول محل املنتجات املستوردة كإنتاج معوض وإحالل الواردات ،وبالتالي تقليل اإلهدار في النقد
األجنبي؛
اإلسهام في تطوير اإلنتاج وتوزيع الخامات املحلية الصالحة للدخول في عمليات املنشآت األخرى؛
االحتياجات املحلية للسلع والخدمات محليا بسبب تنويع تشكيلة ما تقدمه من مخرجات تلبية ا
وبمرونة عالية .ا
ينصرف اإلصالح االقتصادي إلى ترك إدارة النشاط االقتصادي إلى قوى السوق وتقليل نطاق
التدخل الحكومي بما يكفل تحسين الكفاءة التخصيصية ملوارد املجتمع ،حيث يصبح ذلك مطلبا ضروريا
عندما يعاني اقتصاد الدولة من عجز كبير في املوازنة العامة ،تضخم جامح ،ديون خارجية كبيرة...الخ،
ويطلق على هذه البرامج عدة مسميات منها برامج اإلصالح االقتصادي والتعديل الهيكلي ،حيث تشمل املالمح
العامة لهذه البرامج على عناصر تشكل حزمة متكاملة من التغيرات الهيكلية تمس كافة مجاالت السياسة
االقتصادية (الداخلية والخارجية) ،تكون مدعومة من قبل الهيئات الدولية (صندوق النقد الدولي ،البنك
العالمي) وذلك بهدف القضاء أو التقليل من حدة األزمات واالختالالت وتحقيق النمو قابل لالستمرار .1ا
حيث تنطوي هذه البرامج على ثالثة عناصر رئيسية هي :2ا
إدارة الطلب :وتتضمن أدوات وإجراءات السياسة املالية والنقدية كالحد من عجز امليزانية ،تخفيض
النفقات العامة ،تحسين النظام الضريبي ،إزاحة الدعم عن السلع األساسية ،ارفع أسعار الفائدة،
تحديد سقوف ا االئتمان ،التحكم في اإلصدار النقدي...الخ ،بهدف تحقيق التوازن وا االستقرار الداخلي.
زيادة العرض :وتشمل على إجراءات اإلصالح الهيكلي كترشيد القطاع العام وتحجيم دوره -الخصخصة-
،تطبيق األسعار الحقيقة ،تشجيع ا االستثمار الخاص الوطني واألجنبي...الخ ،وهي إجراءات تهدف إلى
تحسين املوارد وزيادة اإلنتاج وتطويره.
تحويل هيكل اإلنتاج نحو الصادرات :وتحتوي على إجراءات وأدوات السياسة التجارية كرفع األرصدة
الجمركية ،تحرير التجارة وإلغاء الحدود عليها ،تخفيض
ا من العمالت األجنبية ،ترشيد قطاع التعريفة
قيمة العملة ،تسهيل تدفق رؤوس األموال األجنبية والتي تهدف أساسا إلى تعزيز وتنويع هيكل الصادرات،
وبالتالي تنويع االقتصاد الوطني .ا
تتمثل العراقيل التي تحد من نجاح استراتيجية التنويع االقتصادي فيما يلي :3ا
66
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
ا االفتقار إلى قاعدة تكنولوجية محلية من جهة وصعوبة نقل وتوطين التكنولوجيا من جهة أخرى؛
ندرة املوارد الزراعية واملوارد املائية في بعض الدول النفطية ،األمر الذي حد من نجاح فرص تعزيز
دور القطاع الزراعي في بناء التنويع االقتصادي؛
بعض الدول النفطية تعاني من فقر عام في املوارد البشرية املحلية (كدول الخليج العربي مثال)،
واإلفراط في االعتماد على العمالة األجنبية خاصة في ظل االرتفاع الكبير في تكاليفها؛
تخلف أسواق رأس املال في الكثير من الدول مما حد من دورها وإمكانياتها في تمويل مشاريع التنويع
ضمن القطاعين العام والخاص؛
القيود املفروضة على ا االستثمار األجنبي وا االفتقار إلى املناخ املالئم والضمانات القانونية له؛
غياب االستقرار السياس ي في بعض الدول النفطية ما جعل مسألة الحفاظ على األمن في بعضها
وتأمين الحدود في البعض اآلخر يستنزف موارد مالية ضخمة في بعض األحيان ،والتي كان يمكن
استغاللها في تمويل مشاريع التنويع االقتصادي والعملية التنموية؛
تعاني العديد من الدول أحادية االقتصاد عدم توافق كبير بين نوعية مخرجات التعليم والتكوين
واحتياجات االقتصاد الوطني من العمالة .ا
املبحث الثالث :تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتحقيق مستلزمات التنويع االقتصادي.
لقد أثبتت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة دورها املنشود في دعم النمو االقتصادي والتنمية
املستدامة واللذان ال يتحققان بدون تنويع مصادر الدخل في الدول املتقدمة ،وذلك من خالل ا االعتناء بها
وتأهيلها ملتطلبات االقتصاد التنافس ي ما جعل الدول النامية وخاصة النفطية منها تلجأ إلى تبني عملية
التأهيل للتخلص أو حتى لتخفيف الصعوبات التي تواجه هذا النوع من املؤسسات رامية إلى تحقيق التنويع
االقتصادي وبالتالي إلى النمو والتنمية املستدامة .ا
تمارس املؤسسات الصغيرة واملتوسطة نشاطها ضمن نسيج اقتصادي متغير باستمرار تسعى فيه
جاهدة للمحافظة على فرص بقائها ودوامها في ظل التهديدات التي تواجهها ،محاولة بذلك استغالل نقاط
القوة التي تتمتع بها لتفادي هذه التهديدات وتحويلها إلى فرص تستغلها على حساب منافسيها ،وهو ما
يتطلب درجة عالية من اليقظة املستمرة .ا
لذا نجد هذا النوع من املؤسسات ( )PMEيلجأ ل االنخراط ضمن برامج تأهيل رغبة منها في الصمود وتطوير
اإلجراءات
قدراتها ،غير أن األهمية الفعلية لبرامج التأهيل بالنسبة لهذا النوع من املؤسسات ال تكمن في ا
املتبعة خالل مرحلتي التنفيذ واملتابعة فقط ،إنما تكمن أساسا في التدابير املساعدة وما تقدمه هذه البرامج
لتطوير هذه املؤسسات والتي يمكن التعبير عنها في اآلتي :ا
ا
67
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
إن عملية تأهيل املحيط القانوني يتطلب مراجعة النصوص القانونية املتعلقة بإنشاء وتطوير
بيروقراطية اإلجراءات وكثرة الوثائق ا اإلدارية التي تتبع كل
ا املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وتجاوز ثقافة
مرحلة سواء عند اإلنشاء أو أثناء النشاط وحل املشاكل التي تواجهها بكل مرونة ،وكذا اعتماد الشفافية
في معالجة امللفات حتى ال تكون عرقلة ألهداف هذه املؤسسات .1ا
تعتبر البنوك واملؤسسات املالية الشريك الفاعل للمؤسسة االقتصادية بشكل عام واملؤسسات
الصغيرة واملتوسطة بشكل خاص ،حيث أن هذه األخيرة مجبرة على طلب التمويل لنقص موا اردها املالية
ولطبيعة نشاطها إال أن البنوك بنسب فوائدها املرتفعة وتصرفاتها املتقلبة وتدخالتها البطيئة وقراراتها
املترددة تبتعد عن زبائنها في الكثير من األحيان وبالتالي فهي بهذه الصورة معيقة النطالق وتنمية وتأهيل
وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،وبالتالي تكون غير مساعدة في عملية التكيف مع متغيرات املحيط
الجديد الذي يمتاز بالسرعة واملبادرة ،إذ يتحتم السعي الجاد والسريع من أجل تكييف املنظومة البنكية
مع متطلبات الواقع االقتصادي الجديد ولهذا يجب تأهيل الجهاز املصرفي وتفعيل دوره في تمويل النشاط
االقتصادي عن طريق تحسين نوعية خدماته ومستوى موظفيه وإطاراته وإرساء قواعد تسيير شفافة
وواضحة تعتمد على معايير موضوعية وتجارية في منح القروض البنكية .2ا
وتكون تهيئة وتأهيل النظام الجبائي بالقيام باإلصالحات الجبائية واستخدام أساليب أكثر تالؤما مع
نشاط املؤسسة فيما يخص التحصيالت الجبائية وكذا ا اإلعفاءات الكلية واإلعفاءات الجزئية ونظام
االقتطاعات التصاعدية وغيرها ،إذ أن هذا اإلجراءات تستفيد منها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بصورة
كبيرة وتهدف إلى التقليل من تكاليف املؤسسة املؤثرة على درجة أرباحها وتنافسيتها ،3وبالتالي فإن تأهيل
األنظمة الجبائية سيسهل بدرجة كبيرة عمل املؤسسات في محيطها ويساعدها على تحقيق أهدافها ومن ثم
تطوير مساهمتها في االقتصاد .ا
ا
1ليليا بن صويلح" ،واقع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،الجزائر ،العدد
الثالثون ،ديسمبر ،2008ص .160ا
2صابرين زيتوني" ،الشراكة األجنبية كأداة لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة –دراسة حالة الجزائر ،"-أطروحة مقدمة لنيل شهادة
دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة عبد الحميد ابن باديس ،مستغانم ،الجزائر،2017 ،
ص .121ا
3العياش ي زرزار" ،املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية بين ضرورة التأهيل وضغوط االنفتاح االقتصادي" ،2007 ،ص .209نقال عن
املوقع ، https://www.findevgateway.org/ar/paper/2007/01/ :يوم 15 :أوت .2020ا
68
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
وفقا ملنظمة التعاون والتنمية االقتصادية فقد تزايد تدويل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بمرور
الوقت خاصة الصناعية منها ،إذ تمكنت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في دول عديدة مثل إيطاليا ،هولندا
واليابان من زيادة قيمة استثماراتها األجنبية بفعالية .1ا
وبالتالي فإن تهيئة املناخ ا االستثماري يعتبر بمثابة أهمية استراتيجية لنجاح تأهيل املؤسسات الصغيرة
واالجتماعية ،وكذاواملتوسطة ويكون ذلك من خالل مراجعة وتحسين األوضاع االقتصادية والسياسية ا
القيام بجملة من اإلصالحات القانونية ال سيما التشريعات التي تمس جانب االستثمار ،با اإلضافة إلى توفير
األجنبي .2ا
شبكة االتصاالت السلكية والالسلكية وكل العوامل التي من شأنها جذب ا االستثمار ا
عليه ،يلعب تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة دورا هاما في تغيير املناخ اإلداري والتنظيمي واملالي
بما يخدم مناخ األعمال ،وحتى يتحقق هذا األمر يجب تأهيل املؤسسة على مست اوياتها الرئيسية أي من
الجانب االستراتيجي ،التنظيمي ،البشري ،املالي واملحاسبي وحتى الجانب التسويقي .3ا
املطلب الثاني :تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتنويع الهيكل اإلنتاجي واملساهمة في الناتج
املحلي اإلجمالي والقيمة املضافة.
إن تنويع هيكل اإلنتاج يكون متعلق بشكل خاص بتحقيق مكاسب اإلنتاجية ،وهذا ما ينطبق بشكل
عموما على االقتصاديات القائمة على املوارد املنحصرة في إنتاج وتصدير املنتجات األولية بهدف التهيؤ
للدخول في فضاءات جديدة لإلنتاج ،وبالتالي يمكن من املساعدة في الحد من االعتماد على مجموعة محدودة
من األنشطة اإلنتاجية وتفادي الظواهر الغير مرغوب فيها ،مثل لعنة املوارد الطبيعية أو ما يعرف "باملرض
الهولندي" .فالتنويع ا اإلنتاجي يمكن أن يعمل على تسهيل التغير الهيكلي نحو أنشطة ذات مستويات أعلى
من التكنولوجيا واملهارات ،وبالتالي التنمية بمعناها األكثر شمولية .ويحصل تنويع الهيكل اإلنتاجي عندما
تتحقق حالة تناسب في املساهمة النسبية والضرورية للقطاعات االقتصادية في توليد الناتج والدخل
القومي ،وهنا يظهر بجالء أن تنويع اإلنتاج البد وأن يقوم باإلجمال على امليل لزيادة الوزن النسبي للصناعة
في مجمل النشاط االقتصادي ،باعتباره محور التحوالت الهيكلية في االقتصاد وذلك بالنظر إلى دوره كقطاع
األخرىا .4ا
ريادي يضمن توسعا وتشابكا متناميين لكافة النشاطات ا
69
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
إذ نجد أنه من بين اآلليات التي تساهم في نجاح تنويع الهيكل اإلنتاجي هي تطوير ودعم الصناعات
الصغيرة واملتوسطة ،والتي تلعب دورا هاما في مجال تنويع الهيكل الصناعي فقد يمكن أن يكون الطلب
محدود على أحد املنتجات قد يصبح من الضروري أن يتم اإلنتاج على نطاق صغير وذلك بدال من االستيراد
ومن ثم تقوم الصناعات الصغيرة واملتوسطة بهذه الوظيفة .ا
كذلك قد يصبح من الضروري إنتاج بعض األجزاء واملكونات بكميات قليلة لحساب الصناعة الكبيرة ومن
ثم تصبح الصناعات الصغيرة واملتوسطة هي السبيل لتحقيق ذلك ،حيث يالحظ أن هذا النوع من التطور
والنمو للصناعة الصغيرة واملتوسطة من شأنه أن يساهم في تقوية واستقرار هذه الصناعات إضافة إلى
الصناعات الكبيرة .1ا
إ اال أن هذه الصناعات يمكن تواجه العديد من العراقيل التي تحول دون القيام بالدور املنوط بها .ا
أوال :املشاكل التي يمكن أن تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنويع اإلنتاج:
اعتماد هذه املشاريع على قدرات وخبرات أصحابها في العمل بصفة رئيسية؛
غياب برامج التدريب والتكوين؛
تلجأ عادة إلى استخدام أجهزة ومعدات قد تكون بدائية أو أقل تطورا عن تلك املستخدمة في
املؤسسات الكبيرة؛
ال تتبع أساليب الصيانة أو األساليب اإلنتاجية املتطورة التي تساعدها على تحسين جودة منتجاتها
بما يتماش ى مع املواصفات العاملية في األسواق الدولية؛
كما أن اختيار املواد الخام ومستلزمات اإلنتاج الالزمة ألعمال هذه املؤسسات قد ال يخضع ملعايير
فنية وهندسية مدروسة ألنها تعتمد في أغلب األحوال على خبرة أصحاب هذه املؤسسات التي قد
تكون محدودة في بعض املجاالت ،األمر الذي قد يؤدي إلى عدم مساهمة هذه املؤسسات في تنويع
القاعدة اإلنتاجية.
وانطالقا من هذه املشاكل نجد أن العديد من الدول سعت و االزالت تسعى جاهدة لالنخراط في برامج تأهيل
مؤسسات قصد تقليل العوائق لتحقيق التنويع ومن ثم النمو االقتصادي .ا
ا
ا
70
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
تساهم عمليات التأهيل في تحسين إنتاج املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وذلك من خالل :1ا
وانطالقا مما تقدمه عمليات التأهيل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة بغية التخلص من املشاكل التي
يمكن أن تواجهها يمكنها النجاح في تنويع القاعدة اإلنتاجية وكذا املساهمة في كل من الناتج املحلي اإلجمالي
( )PIBوالقيمة املضافة ( . )VAا
ذلك أن عملية تنويع القاعدة اإلنتاجية تتضمن توزيع اإلنتاج املحلي على عدة قطاعات مختلفة وما يرتبط
بها من إعادة توزيع املوارد ،فقد يتم إنجاز توزيع املوارد من خالل تبني التنويع األفقي أو العمودي وذلك على
مستوى القطاعات واألنشطة االقتصادية املختلفة في الدولة ،حيث يمثل تحديد نسبة تطور وتوزيع النسيج
اإلنتاجي بين القطاعات ا اإلنتاجية الرئيسية وتطور حصص أهم املنتجات في الناتج املحلي اإلجمالي أحد أهم
املؤشرات لتبيين مدى تنويع االقتصاد وقواعده اإلنتاجية .2ا
كذلك تساهم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة من خالل مبادالت السلع وإنتاجها وتقديم
خدماتها ،فهي تخلق قيمة مضافة معبر عنها بالفرق بين التكلفة املحتملة واألرباح واإليرادات املحققة .3وهنا
1حنان جودي" ،استراتيجية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كخيار لتدارك الفجوة االستراتيجية واالندماج في االقتصاد التنافس ي"،
أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
الجزائر ،2017 ،ص ص .117،116ا
PIB : Le Produit Intérieur Brut.
VA : La Valeur Ajoutée.
2صادق صفيح" ،تحديات تنويع القاعدة اإلنتاجية وأثرها على النمو االقتصادي" ،املجلة املغاربية االقتصاد واملناجمنت ،جامعة مصطفى
أسطمبولي ،معسكر ،الجزائر ،املجلد ،05العدد الثاني ،2020 ،ص .54ا
3سلمة بن طلحة" ،دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية بالجزائر" ،مجلة أبعاد اقتصادية،
جامعة محمد بوقرة ،بومرداس ،الجزائر ،املجلد ،06العدد الثاني ،2016 ،ص .672ا
71
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
يبرز دور تأهيل هذه املؤسسات في دعمها لزيادة القيمة املضافة والناتج املحلي اإلجمالي ومن ثم تنويع الهيكل
اإلنتاجي .ا
املطلب الثالث :تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كآلية لتنويع التجارة الخارجية.
يعتبر تنويع هيكل التجارة الخارجية من أهم أوجه التنويع االقتصادي ،فال يمكن أن يتحقق التنويع
االقتصادي بالتوسع في اإلنتاج فقط دون أن يصاحب ذلك توسع في الصادرات ،فتنويع التجارة الخارجية
يهتم بجانب كل من الصادرات والواردات وكذا تنويع األسواق الخارجية ،لذا تأتي أهمية تنويع التجارة
الخارجية من أهمية دورها في االقتصاد العالمي والتي نذكر بعضا منها فيما يلي :1ا
تعتبر الوسيلة املباشرة لتعزيز العالقات الدولية بسبب دورها في ربط الدول معا؛
تدعم القدرة التسويقية من خالل إنشاء العديد من األسواق الجديدة للمنتجات املتنوعة ،كما
تساهم في توفير العديد من الخدمات والسلع با االعتماد على مبدأ التخصص الذي يوفر املنتجات
بأقل األسعار؛
تصنف من املؤشرات املهمة لقياس القدرات الخاصة بالدول على املنافسة وتسويق املنتجات
واإلنتاج في األسواق العاملية والدولية؛
تساعد في بناء أنظمة اقتصادية قوية وتعزز التنمية املستدامة ،وتساهم في توفير املعلومات
الرئيسية والوسائل التكنولوجية املناسبة.
لذا تحاول العديد من الدول خاصة النفطية النامية النجاح في تنويع تجارتها والتي ترتكز باألساس على
تصدير املواد األولية محاولة بذلك البحث عن امليكانيزمات واآلليات املناسبة لذلك ،ولعل من أهم هذه
اآلليات التي أثبتت نجاعتها في الدول املتقدمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة .ا
تمتلك هذه املؤسسات قدرة كبيرة على غزو األسواق الخارجية واملساهمة في زيادة الصادرات وكذا توفير
النقد األجنبي وتخفيف العجز في ميزان املدفوعات ،بل أنها ساهمت في إحداث فائض في ميزان املدفوعات
للعديد من الدول ،إذ أنها تحاول تغطية الجزء األكبر من السوق املحلي باملنتجات ا االستهالكية النهائية للدول
خاصة الغذائية منها وهذا ما يؤدي تدريجيا إلى تحقيق االكتفاء الذاتي وبالتالي تقليل الواردات.2
إال أن ما يواجه هذه املؤسسات من مشاكل وتحديات كما ذكرنا سابقا يحول دون أن تساهم في مجال
تنويع التجارة الخارجية .ا
1يحي مناصري ،على مكيد" ،دراسة تحليلية لواقع التجارة الخارجية الجزائرية في ظل التوجهات الحديثة للتجارة الدولية" ،مجلة البشائر
االقتصادية ،جامعة طاهري محمد ،بشار ،الجزائر ،املجلد ،06العدد األول ،أفريل ،2020ص ص .833،832ا
2ربيعة بركات ،سعيدة دوباخ" ،مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية االقتصادية –حالة الجزائر ،"-ورقة بحث
مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول" :دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ،"2010-2000كلية
العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أحمد بوقرة ،بومرداس ،الجزائر ،يومي 18 :و 19ماي ،2011ص .562ا
72
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
أوال :العراقيل التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنويع التجارة الخارجية.
من بين العراقيل التي تواجه هذا النوع من املؤسسات في مجال التجارة الخارجية ما يلي :1ا
ارتفاع تكاليف النقل واإلشهار وتكاليف اإلنتاج بسبب املنافسة الذي يقلل القدرة التنافسية للمؤسسات
الصغيرة واملتوسطة ويجعلها ضعيفة ملواجهة عمليات اإلغراق التي تمارسها املؤسسات الكبيرة من أجل
القضاء على املنافسين؛
عدم اإلدراك الكافي بأهمية آليات التسويق سواء املحلي أ او الدولي وكيفية التعامل مع قنوات التوزيع
غير املباشرة يعيق اختراق منتجات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ألسواق التصدير؛
ندرة رأس املال وقدرة محدودة وغير متكافئة لدخول أسواق ا االئتمان الرسمية وقدرة غير متكافئة
للحصول على املدخالت املحلية واملستوردة وما يقترن بذلك من تكاليف مرتفعة وطاقة إنتاجية
هزيلة...الخ ،وعدم إمكانية لجوء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الكثير من الدول بالنظر إلى شكلها
القانوني التي غالبا ما تكون عبارة عن شركات ذات مسؤولية محدودة أو شركات مساهمة او شركات
تضامن إلى القيد في السوق املالية ،األمر الذي يفوت عليها فرصة ا االستفادة من التمويل املباشر وهذا
في ظل وجود مصرفي ضعيف الفعالية؛
غياب قاعدة معلومات خاصة باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول النامية فمعظم املعلومات
تقديرية أو ناقصة ،فقد تتوافر البيانات عن إعداد تلك املؤسسات واإلنتاج والعمالة وغيرها بينما
املعلومات املوثوقة أو التقديرات الجيدة حول مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات
غالبا ال تكون متوفرة؛
ا االفتقار إلى املعلومات عن أسواق التصدير املمكنة وتفاصيل ائتمان الصادرات ،خدمات التأمين
وخدمات متطلبات ا االستيراد فيما يخص خدمات استيراد املواد الخام ألغراض اإلنتاج للتصدير ألن
عددا كبيرا من الدول لم تنتبه بعد إلى أهمية إنشاء هيئات لرصد املعلومات املتعلقة باألسواق الخارجية
ودعم الصادرات.
بالرغم مما تقدم فإن املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تستطيع التغلب على هذه الصعوبات وتكون
قاعدة صلبة في السوق املحلي كمرحلة أولى ،وإنتاج مكونات السلع التي تعرض للتصدير كمرحلة ثانية
خاصة السلع التي يتمتع البلد بميزة نسبية في إنتاجها األمر الذي يعطيها ميزة تنافسية في األسواق الخارجية،
وعليه يمكن أن يتحقق هذا من خالل جملة من اإلجراءات التأهيلية لهذا النوع من املؤسسات .ذلك أن
مسألة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تقودنا بالضرورة إلى الحديث عن تحسين قدرتها التنافسية
ألن عاملية التبادالت والتغيرات الحاصلة في امليدان االقتصادي في ظل هيمنة التجمعات االقتصادية الكبرى
1أحمد عزيزي عكاشة" ،تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومساهمتها في التجارة الخارجية :دراسة حالة الجزائر" ،مذكرة مقدمة ضمن
متطلبات نيل شهادة املاجستير( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية وعل اوم التسيير والعلوم التجارية ،جامعة وهران ،وهران ،الجزائر،
،2013ص ص .87،86ا
73
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
على األسواق العاملية تفرض على الدول إيجاد الطرق الحديثة والناجعة في عملية التأهيل والتي ال تقتصر
على حل مشاكل املؤسسات فحسب بل تتعدى إلى املحيط االقتصادي ككل .1ا
إن عمليات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تساهم إلى حد كبير في تنويع هيكل صادرات هذه
املؤسسات وتركيز الواردات وبالتالي املساهمة في تنويع التجارة الخارجية من خالل ما تقدمه هذه العمليات
من تحسين ملحيط املؤسسة الداخلي والخارجي ،وذلك من خالل :2ا
فمن خالل ما تقدمه عملية التأهيل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة تستطيع أن توسع عملية التصدير
للمنتجات الصناعية وكذا زيادة التدفقات االستثمارية ،كون أن هذه املؤسسات تعد الوسيلة األفضل
ملواجهة التحديات املفروضة على االقتصاد العالمي املستند استنادا رئيسيا على منتجات املشروعات
الكبيرة ،من هنا نجد أن تجارب العديد من الدول تؤكد على نجاح هذه املشروعات في تنمية وتطوير
اقتصادياتها من حيث املساعدة على استحداث منتجات جديدة تساهم بذلك في التقليل من ا االستيراد
وتنويع الصادرات .3ا
1محمد رشدي سلطاني" ،آليات تطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل الشراكة األورو-متوسطية" ،مجلة العلوم اإلنسانية،
جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر ،املجلد ،15العدد األول ،2015 ،ص .413ا
2حنان جودي ،مرجع سبق ذكره ،ص .120ا
3ميساء حبيب سلمان ،سمير العبادي" ،املشروعات الصغيرة وأثرها التنموي" ،مركز الكتاب األكاديمي ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى،2017 ،
ص ص .40،39ا
74
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
عليه فإن عملية تأهيل املؤسسات االقتصادية عامة واملؤسسات الصغيرة اواملتوسطة خاصة تعتبر
بمثابة خطة استراتيجية لبلوغ هذه املؤسسات إلى األهداف التي تسعى إليها خاصة في ظل التحديات التي
تواجهها وذلك بغية تنويع منتجاتها لتقليل املخاطر وتوسيع عملية التصدير وبذلك تحقيق التنويع
االقتصادي وهو ما يقود إلى دفع عجلة النمو والتنمية االقتصادية.
ا
ا
75
التنويع االقتصادي وآلية مساهمة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيه الفصل الثاني:
من خالل ما تم عرضه في هذا الفصل يمكن القول أن التنويع االقتصادي هو عبارة عن استراتيجية
تنموية للدول املتقدمة النامية خاصة النفطية منها ملا له من أهمية في توزيع وتقليل املخاطر وكذا توسيع
مصادر الدخل والخروج من تبعية املصدر الوحيد ،لذلك تعتبره العديد من الدول بمثابة هدف تسعى
الوصول إليه لتحقيق النمو االقتصادي .ا
يسعى التنويع االقتصادي إلى بناء قاعدة اقتصادية صلبة وبناء اقتصاد متنوع لكونه يساهم في
العديد من الجوانب االقتصادية ،فهو يساهم في زيادة القيمة املضافة وكذا الناتج املحلي اإلجمالي من خالل
إقامة مشاريع جديدة وخلق منتجات جديدة أيضا .يستعين في ذلك على تشجيع االستثمارات األجنبية
وخاصة القطاع الخاص الذي يبرز دور املؤسسات االقتصادية في مقدمتها املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
ملا تتميز به من مرونة في التأقلم مع املتغيرات العاملية املستمرة .من هذا املنطلق نجد أن عددا كبيرا من
الدول أولى أهمية فائقة لهذا النوع من املؤسسات خاصة من خالل العمل على توفير وتهيئة البيئة املناسبة
لنجاح برامج التأهيل التي تراعي خصوصية هذا النوع من املؤسسات وتساعده على تأدية الدور املنتظر منه
خاصة فيما يتعلق بالقدرة على تنويع الهيكل اإلنتاجي وتنويع الصادرات وتقليل الواردات مما يسهم بصفة
مباشرة في توفير مستلزمات التنويع االقتصادي .ا
ا
ا
ا
76
الفصل الثالث :تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر.
تمهيد:
املبحث األول :تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحديات التي
تواجهها في الجزائر.
املبحث الثاني :برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر.
املبحث الثالث :واقع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم
للتنويع االقتصادي في الجزائر.
خالصة الفصل الثالث.
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
تمهيد
أدى انتقال االقتصاد الجزائري من التسيير املوجه إلى آليات السوق إلى إحداث جملة من اإلصالحات
االقتصادية املتتالية بغية االندماج في سياق االقتصاد العالمي واالنفتاح عليه .ونظرا لكون االقتصاد
الجزائري اقتصاد ريعي تحتم على الدولة البحث عن استراتيجيات جديدة للخروج من هذا الوضع خاصة
في ظل تذبذب أسعار النفط وعدم ثباتها وبالخصوص في خضم األزمات السياسية ،االقتصادية واملالية التي
يشهدها العالم اليوم .في ظل هذه الظروف وإدراكا من الدولة الجزائرية بخطورة االستمرار في االعتماد على
املوارد النفطية اتجهت نحو استراتيجية التنويع االقتصادي لتنويع مصادر دخلها ،وذلك بإعادة النظر في
مختلف القطاعات الحيوية في الدولة واالهتمام بها للتخلص من تبعية النفط .ولعل قطاع املؤسسات
الصغيرة واملتوسطة يعد واحد من القطاعات التي أولته الدولة اهتماما واسعا من خالل تكييف برامج
التأهيل الداعمة له حتى يستطيع تأدية الدور املنتظر منه ومن ثم اندماجه ومتطلبات املنافسة الدولية.
وفي سياق ما سبق تم تقسيم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث كالتالي:
املبحث األول :تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحديات التي تواجهها في الجزائر؛
املبحث الثاني :برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر؛
املبحث الثالث :واقع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر.
78
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
املبحث األول :تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحديات التي تواجهها في الجزائر.
مر تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر بمرحلتين مرحلة التهميش والتي كانت قبل سنة
2001ومرحلة االهتمام والتي بدأت بصدور القانون التوجيهي لترقية وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
والذي كان له الدور الفعال في بروز مكانة هذه املؤسسات في االقتصاد الوطني.
املطلب األول :تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر قبل سنة .2001
لم تعرف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة اهتماما كبيرا بعد االستقالل إذ كان يقتصر نشاطها على
مساعدة املؤسسات الكبيرة وذلك نظرا للتوجه االقتصادي القائم آنذاك ،لكن وانطالقا من فترة الثمانينات
أيقنت الجزائر أن قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة قادر على إحداث تغيرات هامة في االقتصاد الوطني
وذلك بتبنيها للنهج الرأسمالي.
حيث يمكن توضيح تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في ثالث مراحل كما يلي:
عرفت الجزائر منذ االستقالل جملة من التعديالت والتشريعات والقوانين املتعلقة باالستثمارات
واالستثمارات األجنبية تحديدا ،فخطة التنمية املتعددة آنذاك لم تعرف انفتاحا تجاه االستثمار الخاص
الوطني ،فقد كانت مشاريع التنمية كلها بيد الدولة ،إذ مباشرة بعد االستقالل أقرت الحكومة بأول قانون
يتعلق بحرية االستثمار وهو قانون .11963وفي هذه الفترة أعطت الحكومة األهمية الكبرى إلى املشاريع
الثقيلة والكبيرة الحجم خاصة في مجال الصناعة ،وفي هذا اإلطار تهمشت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
حيث كان القطاع الخاصة آنذاك أو املؤسسات الخاصة تمثل املؤسسات العائلية ذات امللكية الخاصة أو
الحرفية.2
تلى هذا القانون قانون آخر لالستثمار صدر سنة 1966يدعم التوجه الذي اختارته الجزائر في تلك
الفترة ،والذي يهدف بالدرجة األولى إلى تحديد وضعية االستثمار الخاص الوطني في إطار التنمية االقتصادية
79
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
حيث أنه وبالنظر إلى ما ورد في هذا القانون فإن املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الخاصة كانت ملزمة بأن
تحصل على تصريح أو موافقة من طرف اللجنة الوطنية لالستثمارات لبداية نشاطها.1
ويعتبر املخطط الرباعي األول ( )1973- 1970البداية األولى لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
في الجزائر على مستوى الواليات ليمتد في فترة املخطط الرباعي الثاني ( )1977- 1974إلى البلديات ،حيث
بلغ عدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خالل 1978حوالي 513مؤسسة.2
وخالل هذه الفترة ( )1982- 1962اعتبرت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كمكمل للقطاع العام
الذي كان له الدور املحرك للسياسة االقتصادية وتنمية الدولة طبقا الستراتيجية التنمية املعتمدة على
الصناعات املصنعة في االقتصاد املركزي آنذاك ،حيث لم تكن هناك سياسة واضحة تجاه القطاع الخاص
والذي لم يعرف سوى بعض التطور على هامش املخططات الوطنية ،باإلضافة فرضت مراقبة صارمة من
أجل الحد من توسع املؤسسات الخاصة كذلك الجباية كانت تحد من التمويل الذاتي ،باإلضافة إلى ذلك
فإن تشريع العمل كان صارما و األكثر من هذا فقد تم إغالق التجارة الخارجية في وجه املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة.3
عرفت هذه املرحلة جملة من اإلصالحات والتي ارتبطت بتطوير قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
وذلك بصدور قانون رقم 82-11املؤرخ في 1982/08/21والذي فرض مجموعة من التدابير والتسهيالت
الخاصة بقطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتي تتمثل في:4
غير أن هذه الفترة تميزت بعقبات واجهت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وهي:
1فاطمة شاوش ي" ،دور الشراكة األورو-جزائرية في ترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وانعكاساتها على التنمية" ،أطروحة مقدمة لنيل
شهادة دكتوراه علوم( ،منشورة) ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الحميد ابن باديس ،مستغانم ،الجزائر ،2018 ،ص.132
2عزي األخضر" ،محاولة لدراسة خيار تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر خالل الفترة املرجعية ( ،")1962-2008ورقة بحث
مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول" :دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ،»2010-2000كلية
العلوم االقتصادية ،التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أحمد بوقرة ،بومرداس ،الجزائر ،يومي18 :و 19ماي ،2011ص.274
3عبد الرحمان بابنات ،ناصر دادي عدون ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.123،122
4 Farida Merzouk, « PME et Compétitivité en Algérie », Magazine D’économie et Management, Université Aboubeker Belkaid,
80
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
ومع إصدار قانون االستثمارات لسنة 1982عرف القطاع الخاص دورا في تحقيق أهداف التنمية
الوطنية ،حيث تشير هذه التشريعات إلى األثر املحدود في خلق مؤسسات متوسطة وصغيرة جديدة ،كما
أن وضع سقف لالستثمارات أدى إلى توجيه حصة االدخار الخاص نحو نفقات غير إنتاجية أو املضاربة،
حيث واصلت استثمارات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة نحو األنشطة الكالسيكية وإلى استيراد املواد
االستهالكية النهائية وعليه فإن إجراءات قانون 1982أدت باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة انطالقا من
قانون 1983بامليول لالستثمار في املجاالت التي تركتها سابقا كتحويل املواد والصناعات امليكانيكية
والكهربائية الصغيرة.1
وسعيا من الدولة الجزائرية بقيادة الجهات املختصة لتذليل العقبات تم إنشاء ديوان توجيه ومتابعة
وتنسيق االستثمارات الخاصة سنة 1983يقوم بمهامه تحت وصاية وزارة التخطيط وتهيئة اإلقليم والذي
يكلف بما يلي:2
عرفت الجزائر ابتداء من سنة 1988مرحلة انتقالية نحو اقتصاد السوق األمر الذي قادها إلى إقامة
عالقات مع مؤسسات دولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وذلك للتخفيف من أزمة الديون
الخارجية ،حيث لجأت إلى خصخصة العديد من املؤسسات العامة وفتح املجال أمام املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة في بعض األنشطة االقتصادية.3
بعد ذلك صدر قانون النقد والقرض سنة 1990الذي أعطى أهمية كبيرة لالستثمار في القطاع الخاص بما
في ذلك حرية إنشاء املؤسسات االقتصادية واملصرفية مع فتح مجال للشراكة املالية مع الخارج ،حيث
دعمت هذه اإلصالحات بصدور قانون االستثمار في 1993-10-05الذي منح امتيازات جديدة لتنمية القطاع
الخاص عن طريق املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وذلك بالسماح لها باالستثمار في كثير من املجاالت نظرا
لدورها الفعال في تحريك دواليب االقتصاد الوطني.4
1عبد الرحمان بابنات ،ناصر دادي عدون ،مرجع سبق ذكره ،ص.124
2فاطمة شواش ي ،مرجع سبق ذكره ،ص.134
3 Farida Merzouk, Op. cit , P281.
4جمعة هوام ،شافية شاوي" ،املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر :واقع /تطور" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول:
"دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ،"2010-2000كلية العلوم االقتصادية ،التجارية وعلوم
التسيير ،جامعة أحمد بوقرة ،بومرداس ،الجزائر ،يومي18 :و 19ماي ،2011ص.461
81
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
عليه يعتبر قانون االستثمار لسنة 1993االنطالقة الحقيقية للقطاع الخاص في الجزائر ،حيث بدأ
هذا القطاع يسترجع مكانته في االقتصاد الجزائري أمام تراجع القطاع العام وقد تم اختيار املؤسسات
الصغيرة واملتوسطة كأحد البدائل التي يعتمد عليها من أجل تحقيق تنمية اقتصادية وإنعاش االقتصاد.
أين تم إنشاء وزارة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من أجل توجيه مبادرات القطاع الخاص إلى االستثمار
في قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودفعه إلى العمل اإلنتاجي وفتح املجاالت أمامه للمشاركة بصفة
فعالة في الكثير من النشاطات االقتصادية اإلنتاجية التي كانت حكرا على القطاع العام ملدة طويلة.1
تعتبر سنة 2001بداية جديدة لقطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وذلك بصدور القانون -18
01املؤرخ في 12ديسمبر 2001املتضمن القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وبالتالي
إعطاء هذا النوع األهمية التي مكنت من القدرة على تصنيف هذا النوع من املؤسسات وإحصائها.
الفرع األول :تطور تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر.
شهدت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تطورات في حجمها على مختلف األزمنة خاصة بعد صدور
القانون التوجيهي األول لترقية وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لسنة ،2001هذا ما أدى إلى إمكانية
إحصائها فيما يخص تعدادها وتوزيعها على مختلف قطاعات األنشطة وكذا إحصاء انتشارها الجغرافي.
في هذا الصدد البد من أن نسلط الضوء على تصنيفات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي تدخل في
اإلحصاء من طرف مختلف الهيئات والصناديق الخاصة بهذا النوع من املؤسسات والتي تتمثل فيما يلي:2
أوال :املؤسسات الخاصة :وهي املؤسسات التي تعود ملكيتها لألفراد أو الخواص وهي تمثل النسبة األكبر من
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،وتنقسم إلى مؤسسات أشخاص معنوية ومؤسسات أشخاص طبيعية (مهن
حرة)؛
ثانيا :املؤسسات العامة :وهي املؤسسات التي تعود ملكيتها كاملة أو جزء كبير منها للدولة ،وهي تمثل نسبة
ضعيفة جدا من املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛
ثالثا :الصناعات التقليدية :وهي كل مؤسسة يغلب عليها العمل اليدوي وتكتس ي بطابع فني يسمح بنقل
مهارة عريقة ،حيث وانه قد حدث تعديل وزاري فانتقلت هذه املؤسسات إلى قطاع السياحة وبذلك تكون
1عبد القادر رقراق" ،متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في ظل التحوالت االقتصادية الراهنة –دراسة حالة الجزائر" ،مذكرة
مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية علوم التسيير والعلوم التجارية ،جامعة وهران ،الجزائر،
،2010ص.98
2ناصر سليمان ،محسن عواطف" ،قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كبديل تنموي لالقتصاد الجزائري خارج قطاع املحروقات" ،ورقة
بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي األول حول" :تقييم استراتيجيات وسياسات الجزائر االقتصادية الستقطاب االستثمارات البديلة للمحروقات
في آفاق األلفية الثالثة بالجزائر" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد بوضياف ،املسيلة ،الجزائر ،يومي28 :و29
أكتوبر ،2014ص.5
82
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
قد خرجت من اإلحصاء العام للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،وذلك ابتداء من سنة 2010حيث عوضت
عند التقسيم اإلحصائي باملؤسسات ذات النشاط الحرفي.
وعليه فقد عرفت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر تطورات كبيرة في عددها خالل الفترة
( )2018-2001وذلك حسب التصنيفات املحددة من طرف وزارة الصناعة واملناجم والشكل التالي يوضح
تطورها خالل الفترة املحددة كما يلي:
الشكل رقم ( :)3تطور تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر للفترة (:)2018- 2001
1141863
2017 1074503
1022621
2015 934569
852053
2013 777816
711832
2011 659309
619072
2009 625069
519526
2007 410959
376767
2005 342788
312959
2003 288577
261853
2001 245348
0 200000 400000 600000 800000 1000000 1200000
نالحظ من خالل الشكل أعاله أن قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة شهد تطورا كبيرا ابتداء
من سنة 2001وهذا راجع إلى بداية التركيز على هذا القطاع وكذا التسهيالت واإلجراءات الحكومية التي
بدأت تحظى بها هذه املؤسسات ،حيث نالحظ أنه سنة 2001بلغ عددها 245348مؤسسة ومن الواضح
أن هذه الزيادة بفعل صدور القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حيث نالحظ من
خالل الشكل املوالي الزيادة امللحوظة والتي وصلت خالل سنة 2018إلى 1141863مؤسسة بمساهمة أكبر
للقطاع الخاص ،حيث عملت الجزائر على تشجيع القطاع الخاص وإدماجه من خالل القوانين واإلجراءات
التحفيزية التي اتخذتها السلطات باإلضافة إلى عمليات الخصخصة التي تعرضت لها املؤسسات العمومية
(خوصصة جزئية أو كلية) ،األمر الذي أدى إلى تراجع املؤسسات العمومية والشكل التالي يوضح تطور تعداد
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة العامة والخاصة كمايلي:
83
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
الشكل رقم ( :)4تطور املؤسسات العمومية والخاصة في الجزائر للفترة (:)2018- 2001
يوضح لنا الشكل أعاله التفاوت الكبير في تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي تنتمي للقطاع
العام والقطاع الخاص ،إذ نالحظ السيطرة الواضحة للقطاع الخاص خالل فترة الدراسة بنسبة %99
وهذا راجع أساسا لإلصالحات التي قامت بها الجزائر والداعمة أساسا لتشجيع املستثمرين الخواص وفتح
املجال أمامهم.
الفرع الثاني :تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر.
نظرا للخصائص التي يتمتع بها هذا النوع من املؤسسات نجدها تتوزع على عدة قطاعات والتي هي:
قطاع البناء واألشغال العمومية ،التجارة والتوزيع ،النقل واملواصالت ،الخدمات ،الصناعة الغذائية،
الفندقة واإلطعام وقطاعات أخرى وذلك حسب الفترة من ( ،)2009- 2001حيث تبين املعطيات اإلحصائية
لهذه الفترة أن قطاع البناء واألشغال العمومية يحتل األسبقية في تركز املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خالل
ذات الفترة وذلك بنسبة فاقت (%35أنظر امللحق رقم ،)2يليه بذلك قطاع التجارة والتوزيع والذي لم
تتجاوز نسبته ،%17أما بالنسبة لباقي القطاعات فقد سجلت نسب تركز متدنية ،أما بالنسبة للفترة (-2010
)2018فالشكل التالي يوضع توزيع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب قطاعات النشاط املختلفة كما
يلي:
84
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
الشكل رقم ( :)5توزيع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط للفترة (:)2018- 2010
350000
300000
250000
200000
150000
100000
50000
0
2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018
الفالحة والصيد البحري المحروقات والطاقة والمناجم البناء واألشغال العمومية الصناعة التحويلية الخدمات
من خالل الشكل أعاله نالحظ تركز املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في قطاع الخدمات بنسبة %54
يليه بعد ذلك قطاع البناء واألشغال العمومية بنسبة فاقت ،%28ليأتي بعد ذلك قطاع الصناعة التحويلية
بنسبة ،%15أما بالنسبة لقطاع الفالحة والصيد البحري كذا قطاع املحروقات نالحظ ضعف تركز
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في هذين القطاعين والتي بلغت نسبتها %1.10و %0.46على التوالي .1
نستنتج من خالل ما سبق أن أغلب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تتركز في قطاعات غير منتجة والتي
يستحوذ عليها قطاع الخدمات ،البناء واألشغال العمومية ،النقل واملواصالت والفندقة واإلطعام أما بالنسبة
للقطاعات املنتجة فتبقى نسبة تركزها ضعيفة للغاية األمر الذي يمكن أن يحد من قدرتها على املساهمة
الفعالة للنهوض باالقتصاد الوطني.
انطالقا من التطور العددي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة يمكن توضيح تطورها حسب مختلف جهات
الوطن وذلك للفترة ( )2018- 2005لعدم توفر املعلومات ابتداء من سنة 2001من الوزارة املعنية ،والشكل
التالي يوضح تطور انتشار املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر خالل الفترة ( )2018- 2005كما يلي:
أنظر امللحق رقم ( :)3تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر للفترة (.)2018- 2010 1
85
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
الشكل رقم ( :)6تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر حسب الجهات خالل الفترة
(:)2018-2005
500000
400000
300000
200000
100000
0
2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018
الشكل أعاله يبين لنا التوزيع الغير متكافئ للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب مختلف الجهات،
حيث تتركز أغلبية هذه األخيرة في منطقة الشمال ثم منطقة الهضاب العليا وبأعداد ضئيلة تتركز في الجنوب
والجنوب الكبير ،يمكن إرجاع السبب في ذلك إلى التوزيع الديمغرافي للسكان وكذا برامج التنمية التي
اقتصرت على مناطق الشمال أكثر على خالف الجهات األخرى.
بالرغم من املجهودات املبذولة من طرف الدولة في مجال تطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
كمراكز تأهيل وغيرها من هيئات ومؤسسات دعم هذه األخيرة إال أنها لزالت تعاني من العديد من املشاكل
خاصة في العديد من املجاالت والتي يمكن تناولها في التالي:
من الصعب على املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تحمل أسعار الفائدة وشروط تسديدها والضمانات
التي تطلبها البنوك ،حيث أنه في حال حصولها على القرض نالحظ أن كلفة رأس املال املقترض تكون
مرتفعة األمر الذي ينعكس على أسعار املنتجات وزيادة املخاطرة ،حيث وأن النظام البنكي الجزائري
يعاني من عجز تحويل السيولة إلى رأس مال إنتاجي1؛
1السعيد بريبش ،دنيا شبلي" ،دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق اإلنعاش االقتصادي خارج قطاع املحروقات في ظل البرامج
االستثمارية في الجزائر" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي األول حول " :تقييم استراتيجيات وسياسات الجزائر االقتصادية الستقطاب
االستثمارات البديلة للمحروقات في آفاق األلفية الثالثة بالجزائر" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد
بوضياف ،املسيلة ،الجزائر ،يومي28 :و 29أكتوبر ،2014ص ص.6،5
86
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
ضعف تكيف النظام املالي املحلي مع متطلبات املحيط االقتصادي الجديد ،ففي الوقت الذي يتحدث
الخطاب السياس ي عن إجراءات الدعم املالي وتشجيع االستثمارات والشراكة فإن الواقع يشير إلى
اصطدام هذه السياسة بالتعقيدات املالية كالنقص في التمويل طويل األجل واملركزية في منح القروض
وانعدام الشفافية في تسييرها فضال عن محدودية صالحيات الوكاالت البنكية املكلفة بمنح القروض
نظرا النعدام استقالليتها.1
أشارت العديد من الدراسات أن توجهات املنتجين تتجه نحو تلبية حاجات السوق الداخلية مع
عدم وجود استراتيجية للتصدير ،ويمكن أن يرجع ذلك إلى عدة أسباب منها :ارتفاع الرسوم الجمركية التي
يتحملها املنتج عند استيراد مستلزمات اإلنتاج مما يساهم في ارتفاع تكلفة املنتج النهائي ،كذلك انخفاض
مقدرة الدولة التنافسية في السوق الدولية ،هذا ما دفع العديد من املنتجين إلى اإلحجام عن التصدير
وتفضيل تسويق منتجاتهم بالسوق املحلية التي تتميز بتضاؤل املنافسة وارتفاع هوامش الربح.2
ضعف دراسات السوق أو غيابها عن حجم ونوعية املؤسسات املناسبة واملطلوبة ،3هذا ما سيؤثر
على مسار املؤسسات االقتصادية داخل السوق والتي يمكن أن ال تتالءم مخرجاتها مع متطلبات السوق هذا
ما يؤدي حتما إلى فشلها وعدم إمكانية استمراريتها خاصة الصغيرة واملتوسطة التي الزالت تفتقر إلى مكانة
قوية في السوق ،وعليه تعتبر دراسات السوق من أهم ما يمكن القيام به للتخلص أو حتى للتقليل من
العقبات التي يمكن أن تعترض نمو املؤسسة في السوق.
إن من أبرز املشاكل التي تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية هي نقص املعلومات
واالفتقار إلى الخبرة التنظيمية التي تمكن أصحابها من مواجهة مشاكلهم أو تساعدهم على التوسع في
1صونية صاوش ي ،زهية حوري" ،املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر :العراقيل وسبل التفعيل" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي
حول" :تقييم استراتيجيات وسياسات الجزائر االقتصادية الستقطاب االستثمارات البديلة للمحروقات في آفاق األلفية الثالثة بالجزائر"،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد بوضياف ،املسيلة ،الجزائر ،يومي28 :و 29أكتوبر ،2014ص.6
2رحيم حسين" ،واقع وتحديات منتجات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في ظل قواعد املنشأ في اتفاقية الشراكة األوروجزائرية" ،ورقة
بحث مقدمة ضمن امللتقى الدولي حول« :استراتيجية تنظيم ومرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،كلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،يومي18 :و 19أفريل ،2012ص.10
3مراد اسماعيل ،لحسن جديدن" ،دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية االقتصادية بالجزائر" ،مجلة الدراسات املالية واملحاسبية
واإلدارية ،جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي ،الجزائر ،العدد الثاني ،ديسمبر ،2014ص.138
87
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
أعمالهم ،كما وأن نقص هذه املعلومات وعدم توفرها في الوقت املناسب وبالصورة الالئقة سيؤدي بطبيعة
الحال إلى ضعف مردودية هذه املؤسسات وكذا ارتفاع احتمال فشلها.1
ال تزال اإلجراءات اإلدارية تتسم بالتعقيد بسبب تعدد مراكز اتخاذ القرار وضعف تجسيد سياسة
تقريب اإلدارة من املواطن ،خاصة ما تعلق منها باإلجراءات البيروقراطية مما يطيل مدة تجسيد املشاريع.2
على الرغم من األهمية التي يحظى بها قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر من حيث
اآلليات الداعمة له وقابلية هذا النوع لإلنشاء مقارنة باملؤسسات الكبرى ،إال أن املشكل املطروح هو غالبية
هذه املؤسسات تتالش ى بسبب املعوقات الناشئة املتعلقة بالقيود اإلدارية كطول فترة دراسة امللفات وكذا
البيروقراطية وغيرها ،لذلك فإن متطلبات انتشار املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تتطلب ضرورة تحسين
التنافس وتوفير االستشارة والتكوين الالزم لطالبي إنشاء املؤسسات ،وكذا البد من استراتيجية محددة بدقة
وواضحة األهداف تشجع على عملية إنشاء سليمة.3
لقد استطاعت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة أن تثبت مكانتها بتطورها خالل املراحل الثالث التي
مرت بها ،حيث اعتبرت سنة 2001بداية االهتمام بها من طرف السلطات العمومية أين شهد هذا النوع
من املؤسسات تطورات كبيرة في تعدادها إال أن تركزها لم يتطور سوى في القطاعات الخدمية حسب فترة
الدراسة كذلك توزيعها الجغرافي غير املتكافئ ،ومن أجل دعم وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة قامت
الدولة بتبني مجموعة من البرامج لترقية هذا النوع من املؤسسات.
عرفت الجزائر العديد من البرامج لتأهيل مؤسساتها وترقية محيطها ،بهدف زيادة تنافسيتها وإدماجها
في االقتصاد العالمي ،إذ تمثلت هذه البرامج في كل من البرامج الوطنية والبرامج األوروبية وكذلك التعاون
الدولي في مجال ترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،سيتم في هذا املبحث التطرق لكل من هذه البرامج.
1شوقي جباري" ،االبتكار أداة فعالة لنجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول:
"دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ،"2010-2000كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير ،جامعة أحمد بوقرة ،بومرداس ،الجزائر ،يومي18 :و 19ماي ،2011ص.398
2ربيعة بركات ،سعيدة دوباخ" ،مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية االقتصادية –حالة الجزائر ،"-ورقة بحث
مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول" :دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ،"2010-2000كلية
العلوم االقتصادية ،التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أحمد بوقرة ،بومرداس ،الجزائر ،يومي18 :و 19ماي ،2011ص.564
3نادية بن ذراوة ،حاكمي بوحفص" ،املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بين جاذبية اإلنشاء وقابلية االستمرار" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى
الوطني األول حول" :دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة ،"2010-2000كلية العلوم االقتصادية،
التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أحمد بوقرة ،بومرداس ،الجزائر ،يومي18 :و 19ماي ،2011ص.745
88
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
عملت الجزائر على تطوير مؤسساتها الصغيرة واملتوسطة وذلك بتبنيها ملجموعة من البرامج اهتمت
بترقية محيطها وتمثلت هذه البرامج في برنامج وزارة الصناعة وإعادة الهيكلة ( ،)2006- 2000البرنامج الوطني
للتأهيل ( ،)2012- 2006البرنامج الوطني للتأهيل ( )2014- 2010والبرنامج الوطني الجديد لسنة .2016
انطلق هذا البرنامج سنة 2000بمساهمة مالية ملنظمة األمم املتحدة للتنمية الصناعية
UNIDOتقدر ب 1200.000دوالر ومساهمة من وزارة الصناعة وإعادة الهيكلة تقدر ب 120مليون دينار
جزائري ،1حيث نص قانون املالية لسنة 2000على إنشاء حساب يوجه لتغطية املساعدات املالية املوجهة
لتأهيل املؤسسات الصناعية واملؤسسات املرتبطة بالصناعة برعاية "صندوق ترقية التنافسية الصناعية"
بإشراف اللجنة الوطنية للتنافسية الصناعية ،يتضمن هذا البرنامج مرحلتين تعنى األولى بالتشخيص
االستراتيجي للمؤسسة ،أما الثانية فيتم فيها تنفيذ إجراءات برنامج التأهيل ،حيث تستفيد من هذا البرنامج
املؤسسات الجزائرية التي تملك خبرة تفوق 03سنوات وذات أداء موجب ،تشغل على األقل 20عامال ،و10
عمال بالنسبة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة.2
هناك مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في املؤسسات حتى يتم قبولها ضمن هذا البرنامج والتي
تتمثل أهمها فيما يلي:4
1عبد القادر مطاي ،ربيعة بوقادير" ،تقييم أداء قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر خالل الفترة ،"2016-2001مجلة
اقتصاديات شمال إفريقيا ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،الجزائر ،املجلد ،14العدد التاسع عشر ،2018 ،ص.276
2خير الدين معطى هللا ،سامية بزازي" ،تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كرهان للتنمية بالجزائر ،دراسة تحليلية لبرامج التأهيل
للفترة ،"2014-2001مجلة معارف ،جامعة أكلي محند أولحاج ،البويرة ،الجزائر ،العدد العشرون ،جوان ،2016ص ص.485،484
3رتيبة عروب ،كريمة ربحي" ،تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة" ،ورقة بحث مقدمة ضمن امللتقى الدولي حول" :متطلبات تأهيل
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول العربية" ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،الجزائر،
يومي17 :و 18أفريل ،2006ص.724
4أمين عبد القادر عليواش ،مرجع سبق ذكره ،ص.125
89
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
إضافة إلى هذا يجب على املؤسسة أن تجيب على دفتر املساءلة الذي تتسلمه من طرف الوزارة ووزارة
الصناعة وإعادة الهيكلة والذي يحتوي على مجموعة من األسئلة التي تتعلق بوضعيتها العامة.
أطلقت وزارة الصناعة وإعادة الهيكلة هذا البرنامج سنة ،2000وبما أن البرنامج يقوم على مرحلتين كما
رأينا سابقا (التشخيص االستراتيجي والتنفيذ) فقد توفرت لنا النتائج حسب كل مرحلة كما يلي:
الجدول رقم ( :)5نتائج مرحلة التشخيص االستراتيجي لبرنامج التأهيل الصناعي (:)2006- 2000
املؤسسات الخاصة املؤسسات العامة املجموع طلبات املؤسسات
171 235 406 الطلبات املقبوضة
169 232 401 الطلبات املعالجة
135 155 290 الطلبات املقبولة
31 75 106 الطلبات املرفوضة
املصدر :يحي حسين" ،قياس فعالية برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في دول املغرب العربي" ،أطروحة
مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أبي
بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر ،2013 ،ص.225
نالحظ من خالل الجدول رقم ( )5أن حصيلة مرحلة التشخيص االستراتيجي من البرنامج
الوطني لتأهيل املؤسسات الصناعية أسفرت بقبول 290مؤسسة منها 155مؤسسة عامة و 135مؤسسة
خاصة من إجمالي 406مؤسسة مقدمة لطلب االنضمام لهذا البرنامج منها 235مؤسسة عامة و171
مؤسسة خاصة ،أما بالنسبة للطلبات املرفوضة فقد بلغت 106طلب من بين 401طلب معالج حيث يمكن
أن يعود السبب لرفض طلبات العديد من املؤسسات هو عدم االستيفاء بالشروط الالزمة لالنضمام لهذا
البرنامج ،أو الوضعية املالية التي تعاني منها هذه املؤسسات وتجعلها غير معنية باالستفادة من هذا البرنامج.
90
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
أما عن النشاط الذي تمارسه املؤسسات املقبولة فيمكن توضيحه وفق الجدول التالي:
الجدول رقم ( :)6التوزيع القطاعي للطلبات املقبولة في برنامج التأهيل الصناعي (:)2006- 2000
290 املجموع
املصدر :يحي حسين" ،قياس فعالية برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في دول املغرب العربي" ،أطروحة
مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أبي
بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر ،2013 ،ص.226
نالحظ من خالل الجدول رقم ( )6تركز املؤسسات املؤهلة حسب البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات
الصناعية في قطاع الفالحة حيث بلغت 87مؤسسة من إجمالي 290مؤسسة تليها قطاع امليكانيك واملعادن
التي بلغت 52مؤسسة من إجمالي 290مؤسسة أيضا تاله قطاع البناء ،لتحتل باقي القطاعات نسبة
منخفضة من إجمالي املؤسسات املؤهلة حسب هذا البرنامج.
الجدول رقم ( :)7نتائج مرحلة تنفيذ مخطط التأهيل الصناعي (:)2006- 2000
91
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
نالحظ من خالل الجدول رقم ( )7أنه تم قبول 143ملف فيما يتعلق بتنفيذ برنامج التأهيل منها
89مؤسسة عامة و 54مؤسسة خاصة ،حيث أنه تم معالجة 142ملف مع بقاء مؤسسة خاصة ،تحصلت
128مؤسسة على مساعدات صندوق ترقية التنافسية الصناعية وبقيت 03ملفات مؤجلة مع رفض ملف،
تم استفادت 137مؤسسة منها 85مؤسسة عامة و 52مؤسسة خاصة ،حيث أقدمت 117مؤسسة على
تنفيذ برنامج التأهيل بينما اقتصرت 20مؤسسة على الدراسة التشخيصية فقط ولم تنهي تنفيذ البرنامج.
الفرع الثاني :البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (.)2012- 2006
سطرت وزارة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة برنامج وطني لتأهيل هذا النوع من املؤسسات التي
تشغل أقل من 20عامل حيث تمت املوافقة عليه من طرف مجلس الحكومة سنة 2003وأيضا مجلس
الوزراء سنة 2004وبدأ تنفيذه سنة ،2006حيث أن هذا البرنامج يغطي 6سنوات وتم تمويله من طرف
صندوق تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وقدرت امليزانية املخصصة له ب6مليار دينار جزائري.1
يعتبر هذا البرنامج مكمال للبرنامج السابق (برنامج التأهيل الصناعي) حيث وضع أساسا للمؤسسات
الصغيرة واملتوسطة النشطة في الجزائر كما جاء في املادة 18من القانون التوجيهي لترقية املؤسسات
الصغيرة واملتوسطة رقم 18-01ما يلي" :تقوم الوزارة املكلفة باملؤسسات والصناعات الصغيرة واملتوسطة
في إطار تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بوضع برامج التأهيل املناسبة من أجل تطوير تنافسية
املؤسسات وذلك بغرض ترقية املنتوج الوطني ليستجيب للمقاييس العاملية."2
لهذا البرنامج أهداف عامة وأخرى خاصة يمكن إجمالها فيما يلي:3
.1األهداف العامة:
تتمثل األهداف العامة في تحسين تنافسية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وتأهيلها ملواكبة السوق
الدولية ويمكن إجمالها فيما يلي:
1بالل شيخي وآخرون" ،برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر املأمول والواقع" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني حول:
"إشكالية استدامة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة الشهيد
حمه لخضر ،الوادي ،الجزائر ،يومي29 :و 30أكتوبر ،2017ص.10
2القانون رقم ،18-01املؤرخ في 12ديسمبر " ،2001املتعلق باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة" ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية،
العدد ،77الصادرة في ،2001/12/15ص.7
3إبتسام بوشريط ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.53،52
92
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
إزالة الحواجز أمام التعاون بين املؤسسات ومراكز البحث والتطوير والجامعات؛
جعل املؤسسات قادرة على اكتساب تقنيات التكنولوجيات الحديثة ومواكبة التطور في األسواق
العاملية؛
تحسين قدرتها التنافسية على مستوى السعر ،النوعية ،اإلبداع...الخ.
األهداف الخاصة: .2
يمكن إجمال األهداف الخاصة فيما يلي:
تحليل فروع النشاط وضبط إجراءات التأهيل للواليات بحسب األولوية عن طريق إعداد دراسات
عامة تكون كفيلة بالتعرف عن قرب على خصوصيات كل والية وكل فرع نشاط ،وسبل دعم
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛
تأهيل محيط املؤسسة عن طريق إنجاز عمليات ترمي إلى إيجاد تنسيق ذكي وفعال بين املؤسسة
ومحيطها؛
إعداد تشخيص استراتيجي عام للمؤسسة ومخطط تأهيلها؛
املسا همة في تمويل مخطط تنفيذ عمليات التأهيل خاصة فيما يتعلق بترقية املؤهالت املهنية
بواسطة التكوين وتحسين املستوى في الجوانب التنظيمية واإلدارية؛
تحسين القدرات التقنية ووسائل اإلنتاج.
لقبول ملفات املؤسسات الراغبة في االنضمام لهذا البرنامج البد من توفر مجموعة من الشروط والتي
نذكرها كما يلي:1
1طارق فارس" ،دور ومكانة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وسبل ترقية قدرتها التنافسية" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم،
(غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،الجزائر ،2018 ،ص.287
93
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
الجدول رقم ( :)8املؤسسات املنخرطة في البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
(:)2012-2006
املؤسسات التي نفذت برنامج املؤسسات املقبولة املؤسسات املتقدمة طبيعة املؤسسات
التأهيل
116 137 172 مؤسسات صغيرة ومتوسطة
70 168 203 مؤسسات صغيرة جدا
186 305 375 املجموع
املصدر :مريم والي" ،إسهام املؤسسات املؤهلة الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية املستدامة في الجزائر" ،مجلة
اآلداب والعلوم االجتماعية ،جامعة سطيف ،2سطيف ،الجزائر ،العدد التاسع عشر ،ديسمبر ،2014ص.273
نالحظ من خالل الجدول السابق أن 375مؤسسة تقدمت بطلب االنخراط إلى البرنامج الوطني
لتأهيل املؤسسات الجزائرية تم قبول ما نسبته %81.33من إجمالي املؤسسات رغم أنه لم تنفذ سوى 186
مؤسسة عمليات هذا البرنامج أي ما يقارب %61من إجمالي املؤسسات املقبولة ،وهو عدد متواضع جدا
مقارنة بالتغطية املالية التي وجهت لهذا البرنامج ،حيث نجد 116مؤسسة صغيرة ومتوسطة نفذت البرنامج
و 70مؤسسة مصغرة أكملت أيضا تنفيذ هذا البرنامج.
علما أن 305مؤسسة املقبولة في هذا البرنامج تتوزع على جملة من قطاعات النشاط كما هو موضح في
الجدول التالي:
الجدول رقم ( :)9توزيع املؤسسات املقبولة ضمن البرنامج الوطني للتأهيل ( )2012- 2006حسب
قطاع النشاط:
النسبة عدد املؤسسات قطاع النشاط
29.18% 89 الصناعات الغذائية
17.70% 54 امليكانيك واملعادن
15.73% 48 مواد البناء /الخشب والفلين
09.83% 30 الكيمياء /الصيدلة /الورق
12.78% 39 الصناعات البالستيكية
06.55% 20 صناعة النسيج والجلود
04.91% 15 خدمات صناعية
03.27% 10 الكهرباء واإللكترونيك
100% 305 املجموع
املصدر :مريم والي" ،إسهام املؤسسات املؤهلة الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية املستدامة في الجزائر" ،مجلة
اآلداب والعلوم االجتماعية ،جامعة سطيف ،2سطيف ،الجزائر ،العدد التاسع عشر ،ديسمبر ،2014ص.273
94
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
نالحظ من خالل الجدول السابق أن أكبر نسبة حصل عليها قطاع الصناعة الغذائية %29.18من إجمالي
املؤسسات املقبولة في البرنامج ،تاله قطاع امليكانيك واملعادن بنسبة %17.7ثم قطاع البناء بنسبة ،%15.73
نالحظ أيضا أن الصناعات البالستيكية أخذت نسبة %12.78لتأخذ بقية القطاعات نصيب متواضع من
إجمالي املؤسسات املقبولة في هذا البرنامج.
نستنتج من خالل حصيلة هذا البرنامج أنه رغم عدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في فترة البرنامج (2006-
)2012والذي بلغ سنة (376767 )2006مؤسسة ليصل سنة ( )2012إلى 711832مؤسسة إال أنه لم ينخرط
سوى عدد قليل منها وهذا راجع إلى العوائق التي واجهت هذا البرنامج وحالت دون تحقيقه ألهدافه.
الفرع الثالث :البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (.)2014- 2010
وضعت الوكالة الوطنية لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ( )ANDPMEبرنامج تأهيل 20ألف
مؤسسة صغيرة ومتوسطة خالل الخماس ي األول لتحسين تنافسية هذه املؤسسات بما يفوق 386مليار
دج ،1حيث يعد هذا البرنامج من أهم البرامج املعتمدة لتنمية وتطوير هذا القطاع نظرا لإلمكانيات املالية
والبشرية الهائلة التي تم تسخيرها إلنجاحه وتحقيق األهداف املسطرة ،وهذا البرنامج موجه لتأهيل
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومحيطها ويتم تنفيذه على مدى خمس سنوات ابتداء من تاريخ املصادقة
عليه من طرف مجلس الوزراء في 11جويلية ،2010حيث تبلغ التكلفة املتوسطة لكل مؤسسة ب
19287000دج ممولة من طرف الصندوق الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة.2
أوال :أهداف البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (:)2014- 2010
هناك مجموعة من األهداف الخاصة بهذا البرنامج والتي يمكن إجمالها فيما يلي:3
تأهيل القدرات التسييرية والتنظيمية لرؤساء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل التدريب
والتكوين وترقية الثقافة املقاوالتية؛
إنشاء مخبر البحث بهدف استقطاب التكنولوجيا وإنشاء بنوك املعلومات؛
تأهيل نوعية املؤسسات عن طريق دعم نوعية نظم تسيير اإلنتاج واملساعدة على الحصول على شهادات
املطابقة ،وكذا الحث على وضع مخابر التحاليل والتجارب؛
تأهيل املوارد البشرية من خالل تكوين وتدريب وإعادة الرسكلة سواء في مجال التسيير أو استعمال
تكنولوجيا املعلومات واالتصال.
1شريف بوقصبة ،علي بوعبد هللا" ،دور برامج التنمية الجزائرية ( )2001-2014في تطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خارج قطاع
املحروقات" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي حول" :تقييم استراتيجيات وسياسات الجزائر االقتصادية الستقطاب االستثمارات البديلة
للمحروقات في آفاق األلفية الثالثة بالجزائر" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد بوضياف ،املسيلة ،الجزائر،
يومي28 :و 29أكتوبر ،2014ص.5
2ساسية عناني ،وهاب نعمون" ،تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل االنضمام املرتقب إلى املنظمة العاملية للتجارة"،
مجلة املنصورة ،كلية املنصورة الجامعة ،بغداد ،العراق ،العدد الرابع والعشرون ،2015 ،ص.109
3طارق فارس ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.289،288
95
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
لكي تستفيد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من هذا البرنامج البد من توفر مجموعة من الشروط أهمها:1
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الخاضعة للقانون الجزائري والناشطة منذ سنتين؛
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي ال تعترضها صعوبات مالية؛
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الغير مستفيدة من عمليات برامج التأهيل األخرى.
وهذه الشروط عدلت بموجب القرار الوزاري املشترك رقم 302-124املتعلق ب ـ"الصندوق الوطني لتأهيل
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة" حيث أضيف إليه شرطين أساسين لالستفادة من الدعم املالي للصندوق
تتمثل في :أن توظف املؤسسة 5عاملين كحد أدنى وتتمتع بمؤشرات اقتصادية وأصول صافية ايجابية.
كما حدد هذا التعديل نشاطات املؤسسات التي تستفيد من الدعم والتي هي املؤسسات التي تنشط في
مجال الصناعة الغذائية ،البناء واألشغال العمومية ،الصيد البحري ،السياحة والفندقة ،الخدمات
باستثناء نشاطات إعادة البيع ،النقل إضافة إلى خدمات البريد وتكنولوجيا املعلومات واالتصال.
ثالثا :حصيلة البرنامج الوطني للتأهيل (:)2014- 2010
يعد هذا البرنامج ثالث البرامج الوطنية وسمي ببرنامج تأهيل 20ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة ألنه الهدف
الذي سعى إليه ،حيث تمثلت نتائج البرنامج الوطني لتأهيل املؤسسات الجزائرية إلى غاية 2014فيما يلي:
الجدول رقم ( :)10نتائج البرنامج الوطني للتأهيل (:)2014- 2010
املل ـ ـ ـ ـف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات نوع امللفات
النسبة العدد
51.73 2081 امللفات املقبولة
13.30 535 امللفات املؤجلة
34.97 1407 امللفات املرفوضة
100 4023 املجموع
املصدر :خير الدين معطى هللا ،سامية بزازي" ،تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كرهان للتنمية بالجزائر ،دراسة
تحليلية لبرامج التأهيل للفترة ،"2014-2001مجلة معارف ،جامعة أكلي محند أولحاج ،البويرة ،الجزائر ،العدد
العشرون ،جوان ،2016ص.490
نالحظ من خالل الجدول السابق أنه تم قبول 2081مؤسسة من إجمالي 4023مؤسسة بما
نسبته ،%51.73وتم تأجيل 535ملف ورفض 1407ملف من إجمالي 4023ملف مقدم ،ويمكن إرجاع
سبب رفض هذه امللفات إلى عدم توفرها على الشروط التي نص عليها هذا البرنامج.
1إلياس غقال" ،تقييم الدور التمويلي للشراكة األورو-جزائرية في تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر ،2017 ،ص
ص.139،138
96
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
وعليه يعتبر العدد املقبول ضمن هذا البرنامج جد متواضع باملقارنة مع الهدف املسطر له وهو تأهيل 20ألف
مؤسسة ،وهذا ما يثبت عدم تحقيق هذا البرنامج لألهداف التي سعى إليها.
الفرع الرابع :البرنامج الوطني الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لسنة .2016
يعتبر البرنامج الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الوسيلة التي وضعتها السلطات
إلعادة تأهيل وترقية محيطها بعد الحصيلة الضعيفة التي سجلها البرنامج السابق له ( ،)2014- 2010حيث
جاء هذا البرنامج لتدارك النقائص املسجلة في البرامج الوطنية السابقة للتأهيل والعمل على تهيئة هذه
املؤسسات باعتبارها تشكل %99من النسيج االقتصادي الجزائري ،وكذا تحسين جودة منتجاتها وبالتالي
زيادة تنافسيتها وتشجيع صادراتها من خالل تهيئة الظروف املالئمة لضمان قدرتها على الصمود أمام
املنافسة املحلية والدولية ،لذا فأهداف هذا البرنامج لم تختلف عن أهداف البرامج التأهيلية السابقة له.
حصيلة البرنامج الوطني الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لسنة .2016
حتى نهاية سنة 2016تقدمت 4738مؤسسة صغيرة ومتوسطة للتسجيل ،أكثر من نصفها مقبول،
ويمكن توضيح توزيع امللفات املستقبلة حسب قطاع النشاط املختلفة وحسب بعض الواليات كاآلتي:
الجدول رقم ( :)11توزيع امللفات املستقبلة حسب قطاع النشاط في بعض الواليات في إطار برنامج التأهيل الجديد
لسنة .2016
املجموع وهران سطيف غرداية عنابة الجزائر ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطاع النش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاط
226 66 45 03 30 82 الصناعات الغذائية
2960 277 1132 160 834 557 األشغال العمومية
766 111 219 29 146 261 الصناعة
487 150 73 34 96 134 الخدمات
118 23 34 08 31 22 النقل
75 17 36 - 14 08 الصيد
67 25 10 03 15 14 السياحة الفندقية
09 01 - - - 08 خدمات تكنولوجيا املعلومات
75 09 23 01 17 25 قطاعات أخرى
4783 679 1572 238 1183 1111 املجموع
املصدر :يوسف حميدي ،سايب الزيتوني" ،تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل متطلبات التنافسية
العاملية –الشراكة االورو جزائرية كنموذج" ،مجلة دفاتر اقتصادية ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،الجزائر ،العدد األول،
،2017ص.370
نالحظ من خالل الجدول رقم ( )11أن قطاع األشغال العمومية يحتل الصدارة ضمن امللفات
املستقبلة والتي بلغت 2960ملف ،يليه قطاع كل من الصناعة والخدمات بـ 766و 487ملف على التوالي،
لتأتي بعد ذلك مختلف القطاعات األخرى بأعداد قليلة كما هو موضح في الجدول أعاله ،أما بالنسبة
97
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
للواليات فنجد أن والية سطيف تتصدر قائمة امللفات املستقبلة والتي بلغت 1572ملف ،ثم والية عنابة بـ
1183ملف وبعدها باقي الواليات املوضحة في الجدول أعاله.
ويمكن توضيح نتائج البرنامج الوطني الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب امللفات
املستقبلة في اآلتي:
الجدول رقم ( :)12حصيلة ملفات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املستقبلة في نهاية جوان 2016
لبرنامج التأهيل الجديد:
4783 مجموع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
2602 امللفات املؤهلة
1551 امللفات غير املؤهلة
616 امللفات املؤجلة
2626 قرار نهائي
14 امللفات املعالجة
املصدر :يوسف حميدي ،سايب الزيتوني" ،تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل متطلبات التنافسية
العاملية –الشراكة االورو جزائرية كنموذج" ،مجلة دفاتر اقتصادية ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،الجزائر ،العدد األول،
،2017ص.369
نالحظ من خالل الجدول أعاله أن عدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي تقدمت للبرنامج الجديد
للتأهيل بلغ عددها 4783مؤسسة صغيرة ومتوسطة ،حيث تم قبول 2602ملف كمرحلة أولية في املقابل
تم رفض 1551ملف وتم تأجيل 616ملف ومعالجة 14ملف خاص باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،إذ
تم قبول كمرحلة نهائية 2626ملف.
يتضح لنا من خالل هذه الحصيلة أن عدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املقبولة جد متواضع هذا وإن
دل على ش يء فهو يدل على أن املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لزالت غير قادرة على استيفاء شروط هذه
البرامج التأهيلية وبالتالي عدم قبول طلبات هذه املؤسسات لالنخراط في البرنامج.
وعليه يمكن القول إن البرنامج الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لسنة 2016لم يلقى تجاوبا
نظرا للعدد الضعيف الذي أهل ،وبالتالي عدم تحقيقه لألهداف املسطرة.
واعتبارا من 20جويلية 2017في إطار هذا البرنامج فإنه تم استقبال 5071ملف للمؤسسات التي تريد
االنخراط في البرنامج الوطني الجديد لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وذلك على مستوى الوكالة
98
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
الوطنية لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،1والجدول التالي يوضح حصيلة مرحلة التشخيص
للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة الراغبة في االستفادة من هذا البرنامج كما يلي:
الجدول رقم ( :)13نتائج مرحلة الدراسة التشخيصية لبرنامج التأهيل الجديد خالل سنة .2017
النسبة عدد التقارير التصنيف
14.87 135 املؤسسات املصغرة
59.36 539 املؤسسات الصغيرة
25.77 234 املؤسسات املتوسطة
100 908 املجموع
املصدر :سمية بلعيد" ،تقييم جهود الدولة ضمن برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر –دراسة
ميدانية لعينة من املؤسسات الجزائرية التي استفادت من برامج التأهيل" ،مجلة االقتصاد الصناعي ،جامعة الحاج
لخضر ،باتنة ،الجزائر ،املجلد ،10العدد األول ،2020 ،ص.318
نالحظ من خالل الجدول أعاله أن عدد ملفات املؤسسات الراغبة في االستفادة من هذا البرنامج
بلغت 908ملف تم معالجة 135ملف خاص باملؤسسات املصغرة 539 ،ملف خاص باملؤسسات الصغيرة
بأكبر نسبة بلغت %59.36وأيضا 234ملف خاص باملؤسسات املتوسطة.
وفي إطار حصيلة البرنامج وحسب ما أدلى به األمين العام ل ANDPMEفإنه ومن أصل 781مؤسسة
مستفيدة تم رفض 134ملف ،ومن أصل 647مؤسسة تبين أنه قد بلغ عدد املؤسسات التي أنهت جميع
إجراءات برنامج التأهيل هو 25مؤسسة فقط.2
نستنتج من خالل هذه الحصيلة أنه رغم التطور امللحوظ في عدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى غاية
2017إال أنه لم تؤهل سوى 25مؤسسة في إطار هذا البرنامج وهو ما يفسر فشل البيئة الحاضنة لهذه
البرامج.
جاءت هذه البرامج في إطار الشراكة األورو-متوسطية بهدف تأهيل املؤسسات الجزائرية وأعطت
عناية خاصة باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة للتأهب ملنافسة املنتجات األوروبية وجعل السوق الجزائرية
1سمية بلعيد" ،تقييم جهود الدولة ضمن برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر –دراسة ميدانية لعينة من املؤسسات
الجزائرية التي استفادت من برامج التأهيل" ،مجلة االقتصاد الصناعي ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،الجزائر ،املجلد ،10العدد األول،
،2020ص.318
ANDPME : Agence Nationale de Développement des Petites et Moyenne Entreprises
99
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
منفذا لتصريف املنتجات األوروبية ،حيث تمثلت هذه البرامج في برنامج دعم وتطوير املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة وبرنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات اإلعالم واالتصال.
الفرع األول :برنامج دعم وتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (.EDPME )2007- 2002
أخذ هذا البرنامج اسم التنمية األوروبية للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائريةEuro- :
،Développement PME Algérienneوهو عبارة عن برنامج تعاون ثنائي بين االتحاد األوروبي والجزائر في
إطار الشراكة األورو-متوسطية ،وهو برنامج ذو تمويل مشترك بغالف مالي قدره 62.90مليون أورو ملدة
خمس سنوات ،حيث يساهم فيه االتحاد األوروبي ب 57مليون أورو والجزائر ب 3.4مليون أورو و 2.5مليون
أورو حصة املؤسسات املستفيدة من البرنامج ،حيث امتد هذا البرنامج من سنة 2002إلى غاية سنة 2007
تولت لجنة متخصصة من االتحاد األوروبي إدارة هذا البرنامج ،وكان هدف هذا البرنامج تأهيل وتحسين
املستوى التنافس ي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة وتمكينها من التأقلم مع متطلبات اقتصاد السوق.1
الدعم املباشر للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل القيام بعمليات التشخيص االستراتيجي
للمؤسسات إضافة إلى دعم تكوين مسيري هذه املؤسسات؛
دعم تمويل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل وضع وتنفيذ عقود الشراكة مع املؤسسات املالية
من أجل مساندتها ودعمها ،التي تدخل في نشاطات التأهيل مع دعم املؤسسات املالية في نشاطاتها؛
دعم محيط املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل الدعم املؤسساتي ودعم جمعيات أرباب العمل
والجمعيات الحرفية واملهنية في إعداد استراتيجية لتطوير هذا النوع من املؤسسات وكذا الدعم التقني
املتخصص من أجل التكوين وإنجاز الدراسات وتنظيم الندوات وامللتقيات من أجل تحسين املحيط
املؤسساتي.
تستفيد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من هذا البرنامج إذا توفرت فيها الشروط التالية:3
أن تكون املؤسسة تمارس نشاطها في إحدى القطاعات التي أشار لها البرنامج ثالث سنوات على األقل؛
1السعيد دراجي" ،التجربة اليابانية في دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والدروس املستقاة منها للجزائر" ،ورقة بحث مقدمة ضمن
امللتقى الوطني حول" :استراتيجية تنظيم ومرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،يومي18 :و 19أفريل ،2012ص.15
2سهام عبد الكريم" ،سياسة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر مع التركيز على برنامج ،"PME IIمجلة الباحث ،جامعة
قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،العدد التاسع ،2011 ،ص.146
3فاطمة شاوش ي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.206،205
100
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
برنامج EDPME1وضع لتنمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالجزائر في إطار التعاون األورو-
متوسطي الذي يهدف باألساس إلى تحسين القدرة التنافسية لهذه املؤسسات عن طريق تأهيلها وتأهيل
محيطها ،حيث تم في املرحلة األولى ( )2007- 2002تحقيق حوالي 445عملية تأهيل وتشخيص وتكوين في
إطار الدعم املباشر وكانت أهم النشاطات التي ركز عليها هذا البرنامج في هذه العملية هي %36 :ترقية اإلدارة،
%26تطوير اإلنتاج %15 ،تحسين الجودة %14 ،تسهيالت مصرفية %9 ،للتسويق.1
والجدول التالي يوضح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنخرطة في برنامج ميدا كما يلي:
(:)2007-2002
عدد املؤسسات مرحلة االنخراط في برنامج التأهيل
2150 املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القطاع الصناعي
445 املؤسسات التي تم دخولها الفعلي في البرنامج
61 املؤسسات التي تحصلت على التغطية املالية
205 املؤسسات التي اقتصرت على مرحلة التشخيص
179 املؤسسات التي تخلت عن البرنامج
املصدر :مريم والي" ،إسهام املؤسسات املؤهلة الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية املستدامة في الجزائر" ،مجلة
اآلداب والعلوم االجتماعية ،جامعة سطيف ،2سطيف ،الجزائر ،العدد التاسع عشر ،ديسمبر ،2014ص.272
نالحظ من خالل الجدول أعاله أنه من بين 445مؤسسة دخلت البرنامج تحصلت 61مؤسسة
فقط على التغطية املالية وهذا العدد املتواضع يفسر عدم استيفاء باقي املؤسسات للشروط الواجب توفرها
للحصول على التغطية املالية ،كذلك 205من املؤسسات اقتصرت على مرحلة التشخيص فقط ولم تنتقل
إلى مرحلة تنفيذ املخطط ،يعني أن 61مؤسسة أكملت عمليات التأهيل وباملقابل لم تنفذ 205مؤسسة
عمليات التأهيل في حين تخلت 179مؤسسة على البرنامج بصفة نهائية.
101
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
نستنتج من خالل هذه النتائج أن هذا البرنامج لم يحقق األهداف املرجوة ألن 61مؤسسة فقط نفذت
البرنامج من بين 2150مؤسسة ليس باألمر الجيد وهذا راجع إلى العوائق والتحديات التي واجهت هذا
البرنامج وحالت دون تحقيقه ألهدافه.
الفرع الثاني :برنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات اإلعالم واالتصال
(.)2012-2009
عند نهاية برنامج ميدا تم الشروع في تطبيق برنامج آخر بالتعاون مع االتحاد األوروبي والذي يضمن
تقديم دعم مباشر للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل مساعدتها ومرافقتها لتكثيف استعمال
تكنولوجيات اإلعالم واالتصال.1
قدر املبلغ املخصص للبرنامج 44مليون أورو ( 40مليون أورو ممولة من املفوضية األوروبية ،و 4مليون أورو
تمثل مساهمة الجزائر) ،يقوم االتفاق على تأهيل 200مؤسسة ،وتم التوقيع على البرنامج في مارس 2008
إال أن االنطالقة الفعلية كانت في ماي .22009
أوال :أهداف برنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات اإلعالم واالتصال
(:)2012-2009
تحسين تنافسية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل إدماج تكنولوجيات املعلومات واالتصال في
تسييرها إلى جانب تأسيس نظام للجودة على مستوى هذا النوع من املؤسسات؛
التنسيق واملرافقة من طرف الجهات املعنية :وزارة الصناعة واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة ووزارة
البريد وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال.
ثانيا :حصيلة برنامج دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتحكم في تكنولوجيات اإلعالم واالتصال
(:)2012-2009
جاء هذا البرنامج من أجل تعزيز مكاسب البرنامج األول وتيسير مهمة هذه املؤسسات في اعتماد
التقييس وإدراج تكنولوجيات اإلعالم واالتصال الحديثة ،كذلك يدعم تنافسية املؤسسات الصغيرة
1فطيمة الزهرة نوي" ،دور تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تطبيق نظام الحوكمة" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الدولي حول:
"استراتيجيات تنظيم ومرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة
قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،يومي18 :و 19أفريل ،2012ص.12
2ساسية عناني" ،سياسة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر وأثرها على تنافسيتها –دراسة تقييمية ،"-مجلة االستراتيجية
والتنمية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة عبد الحميد بن باديس ،مستغانم ،الجزائر ،املجلد ،04العدد السادس،
ديسمبر ،2014ص.237
3سهام عبد الكريم ،مرجع سبق ذكره ،ص.148
102
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
واملتوسطة من خالل استعمال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال وتأهيل 450مؤسسة جزائرية بالتعاون مع
االتحاد األوروبي.1
تمثلت حصيلة هذا البرنامج لدعم للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة فيما يلي:2
تمثلت هذه البرامج في االتفاقية التي عقدتها الجزائر مع االتحاد األوروبي وأساس هذه البرامج هي
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي تشغل أكثر من 20عامل.
يعد برنامج ميدا الذي دشن سنة 1995األداة املالية الرئيسية لالتحاد األوروبي لتنفيذ الشراكة
األورو-متوسطية وأنشطتها ،حيث خصص لهذا البرنامج غالف مالي قدره 3.4مليار أورو من طرف البنك
األوروبي لالستثمار من أجل التعاون املالي ما بين االتحاد األوروبي وشركائه األوسطيين ،وكان حظ الجزائر
من هذا البرنامج 194مليون أورو تم توجيهها في عدة مجاالت منها تمويل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة،
وذلك بعد التوقيع على اتفاقية التمويل في 14سبتمبر 1999واملتمثلة في مشروع دعم وترقية املؤسسات
الصغيرة واملتوسطة بقيمة 57مليون أورو ،حيث يهدف هذا املشروع إلى إعادة تأهيل املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة.3
حيث يستخدم الدعم الذي يحققه هذا البرنامج في تحقيق األهداف التالية:4
103
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
يعد برنامج ميدا )2006- 2000( 2هو املكمل لبرنامج ميدا )1999- 1995( 1وهو وسيلة مالية لالتحاد
األوروبي أيضا من أجل تنفيذ الشراكة األورو-متوسطية ،إذ تم توفير مبلغ قدره 5.35مليار أورو مقارنة
ب 3.4مليار أورو في ظل ميدا ،1حيث يرافق هذه املنح من االتحاد األوروبي إمكانية اقتراض مبالغ معادلة
من بنك االستثمار األوروبي ،إذ تم ضخ حوالي 90%من املوارد املخصصة على مستوى التعاون الثنائي،
و%10األخرى تم تخصيصها لألنشطة اإلقليمية ،إذ يتمثل الدعم الذي جاء به هذا البرنامج فيما يلي:1
دعم التحول االقتصادي :الهدف هو االستعداد لتنفيذ تجارة حرة عن طريق زيادة القدرة التنافسية
بقصد تحقيق نمو اقتصادي مستدام ،خاصة بتطوير القطاع الخاص؛
تقوية التوازن االجتماعي واالقتصادي :والهدف هو تخفيف تكلفة التحول االقتصادي على املدى
القصير باألخذ بإجراءات مالئمة في مجال السياسة االجتماعية.
بناء على ما تم التطرق إليه من برامج تأهيل وحصيلة كل منها يمكن القول أن هذه البرامج سعت
جاهدة لدعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة غير أن الكثير من العقبات حالت دو تحقيقها ألهدافها املسطرة
وهذا ما يفسر البرامج املتتالية فكل برنامج يوضع لتدارك نقائص البرنامج السابق له ،ونذكر بعض العوائق
التي واجهت هذه البرامج فيما يلي:
كثرة املؤسسات التي ال تعنى ببرامج التأهيل ما جعل عدد املؤسسات املستفيدة من البرامج قليل؛
الصعوبات التمويلية التي واجهت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لتغطية متطلبات التأهيل؛
كثرة الشروط التي يجب توافرها في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لالستفادة من برنامج التأهيل؛
انتشار البيروقراطية وطول مدة دراسة امللفات املقدمة؛
غياب املتابعة املستمرة للمؤسسات التي استفادت من البرنامج كون أن هذه البرامج اختيارية وغير
إجبارية ما أدى إلى عدم تحقيقها لجميع أهداف البرنامج.
104
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
املبحث الثالث :واقع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودورها في تنويع االقتصاد الجزائري.
تمثلت أهمية برامج التأهيل املتبناة في تحسين وتطوير محيط املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من
أجل إسهامها في االقتصاد الوطني ودعم قدرتها على تنويع القاعدة اإلنتاجية بغية خلق قيمة مضافة وزيادة
اإلنتاج وكذا توسيع هيكل الصادرات وسيتم في هذا املبحث التطرق إلى نظرة عن االقتصاد الجزائري مع
تحليل بعض مؤشرات التنويع االقتصادي في الجزائر ومن ثم دراسة مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
الجزائرية في كل من الناتج الداخلي الخام والقيمة املضافة وكذا في الصادرات مع مقارنة هذه املساهمة
بقطاع املحروقات لتوضيح الرؤية أكثر فيما إذا استطاعت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة اللحاق بمساهمة
قطاع املحروقات ومن ثم دعم التنويع االقتصادي في الجزائر.
املطلب األول :خصائص االقتصاد الجزائري ومبررات انتهاج سياسة التنويع االقتصادي.
من املعروف أن االقتصاد الجزائري هو اقتصاد ريعي بامتياز يسيطر عليه قطاع املحروقات في تحقيق النمو
والتنمية مع ضعف مساهمة القطاعات األخرى ،هذا ما جعل الدولة الجزائرية تسعى جاهدة للتخلص من
تبعية قطاع املحروقات ساعية إلى تنويع اقتصادها.
نظرا للخصائص التي يتميز بها االقتصاد الجزائري إضافة إلى كونه اقتصاد ريعي بامتياز جعل الحكومة
تتفطن الستراتيجية التنويع االقتصادي ذلك بغية حماية االقتصاد الوطني من التقلبات التي يمكن أن
تحدث في أي قطاع ،ويمكن إجمال جملة هذه الخصائص فيما يلي:1
يعتبر االقتصاد الجزائري اقتصاد مديونية حيث تتركز معظم السياسات االقتصادية فيه على كيفية
تسيير وإدارة أزمة املديونية والتي ال تزال تشكل قيدا يؤثر على طبيعة القرارات االقتصادية املتخذة ،فرغم
انخفاض معدالت الدين والتي تعود إلى ارتفاع حوصلة الصادرات نتيجة ارتفاع أسعار البترول فقد قدر
حجم الديون العمومية حوالي 2500مليار دينار في نهاية سنة ،2000حيث تم التركيز على مصادر تمويل
خارجية إلنجاز املشاريع اإلنمائية الطموحة األمر الذي أثقل كاهل االقتصاد الوطني بحجم مديونية ال
يتناسب والنمو االقتصادي املحقق وأدى ذلك إلى هدر املوارد املالية الوطنية املتاحة باستمرار وهي باألساس
متمثلة في العوائد النفطية.
ونجد أيضا أن ديون الجزائر الخارجية بلغت 1.8مليار دوالر سنة 2018بما في ذلك قرض في حدود مليار
دوالر لعام 2016مع البنك اإلفريقي للتنمية بعدما كانت تمثل نحو 4ماليير دوالر سنة 2017ويمكن إرجاع
1هجيرة عبد الجليل" ،العوامل املؤثرة في تنافسية االقتصاد الجزائري" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية
العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر ،2017 ،ص -ص .77-75
105
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
هذا االنخفاض في املديونية الخارجية إلى خيار السلطات الجزائرية في حظر االستدانة الخارجية ،إذ تمثل
املديونية الخارجية للجزائر %1.06من الناتج املحلي اإلجمالي بينما الدين العام الداخلي مثل %36من الناتج
املحلي اإلجمالي سنة .12018
إن آليات الفساد أضحت تؤثر على حركية النشاط االقتصادي ومجالته وتحد من كفاءة السياسة،
االقتصادية ،وتعطيل املنظومة القانونية والتشريعية ،حيث ازدادت شبكات السوق املوازي وتنامي أحجام
الثروات التي تحرك في قنواته هذا الوضع أضعف قدرة الدولة املؤسسية وزعزع عنصر الثقة فيها.
يتميز االقتصاد الجزائري باألحادية لهيكل الصادرات حيث يعتمد باألساس على حصيلة الصادرات
النفطية التي تقدر في أسوأ األحوال ب %95من إجمالي الصادرات الجزائرية وهو األمر الذي جعل االقتصاد
الجزائري شديد الحساسية للتغيرات في األسعار العاملية للنفط من جهة وللتغيرات في قيمة عملة التقويم
(سعر الصرف) من جهة أخرى.
تتميز الواردات الجزائرية بتنوع هيكلها وبضرورتها في الحياة االقتصادية واإلنتاجية حيث أن هذا ما
رفع من نسبة اإلنفاق على الواردات والتي تمتاز أيضا بالتركيز املكاني العالي إذ نجد ثلثي الواردات الجزائرية
مصدرها االتحاد األوروبي ،ففي سنة 2002بلغت نسبة الواردات من أوروبا %64.5وهو ما يدل على أن
واردات الجزائر مقومة في معظمها بالعملة األوروبية.
إذ أن الوضع لم يتغير كثيرا من سنة 2002إلى سنة 2018و 2019حيث بقت أوروبا الشريك األساس ي
للجزائر وذلك بحجم مبادالت قدرت ب %58.14من إجمالي املبادالت حسبما أدلت به املديرية العامة
للجمارك الجزائرية.2
106
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
يحتل النفط مكانة هامة في االقتصاد الجزائري باعتباره املورد الرئيس ي لتمويل املوازنة العامة،
فأحادية اإلنتاج املعتمدة جعلت االقتصاد الجزائري اقتصاد ريعي بامتياز ،حيث تفوق صادرات هذا القطاع
%98من الصادرات اإلجمالية وأكثر من %60من إيرادات امليزانية ومن %25إلى %30كنسبة مساهمة في
الناتج املحلي اإلجمالي ،حيث تتجلى أهميته في االقتصاد الجزائري في حجم مساهمته في الناتج الداخلي
مقارنة بالقطاعات األخرى ،كذلك حجم مساهمته في الصادرات والعمالت األجنبية حيث تعرف صادرات
املحروقات هيمنة مطلقة على إجمالي الصادرات .لذلك تعتبر الجزائر من بين الدول التي ترتبط سياستها
االقتصادية بمداخيل املحروقات باعتبارها املورد الرئيس ي لتمويل التنمية االقتصادية والتي عرفت سياسة
توسعية عند ارتفاع أسعار املحروقات من خالل مختلف املخططات التنموية ،لكن ما شهدته أسعار النفط
من صدمات ( )2014 ،2008 ،2004 ،1998 ،1986 ،1979 ،1973كان له التأثير البالغ على حجم إيراداتها
وعلى سياساتها االقتصادية والتنموية ومن هنا برزت هشاشة االقتصاد الوطني من خالل هيمنة قطاع
املحروقات مقارنة بمداخيل القطاعات األخرى.1
عليه ونظرا الرتباط االقتصاد الجزائري بقطاع املحروقات فقد أثبت فشله بسبب الصدمات التي
تعرض لها ،فيما يخص انخفاض أسعار النفط لذلك وبسبب هذه األزمات التي أنهكت مسار التنمية في
الجزائر حاولت الدولة القيام بعمليات تنويع اقتصادها للخروج من تبعية هذا القطاع والتخلص من تأثير
صدماته على االقتصاد الوطني.
لقد أكدت الصدمات التي مر بها االقتصاد الجزائري نتيجة ارتباطه بقطاع املحروقات على ضرورة تنويع
مصادر الدخل للتخفيف من حدة تلك الصدمات وإتباع استراتيجية لتنويع االقتصاد الوطني حيث يرجع
تبني هذه االستراتيجية إلى مجموعة من األسباب والتي نوجزها فيما يلي:2
اتصاف النفط بكونه مورد طبيعي ناضب وبالتالي فالبد من االعتماد على مصادر اقتصادية بديلة غير
ناضبة لتحقيق التنمية املستدامة؛
اعتبار استخراج النفط نوع من استنزاف مخزون رأس املال ،بينما يعتمد تنويع القاعدة اإلنتاجية على
إيجاد دخول متدفقة وموارد متجددة؛
1نور الدين محرز ،عايدة لياس" ،االستراتيجية الوطنية للتحول من االقتصاد الريعي في الجزائر" ،ورقة بحث مقدمة إلى املؤتمر الدولي
التاسع حول" :اإلصالح االقتصادي واإلداري وسياسات التكيف في األردن والوطن العربي" ،كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية ،جامعة اليرموك،
األردن ،أيام 23 :و 25أفريل ،2019ص ص.5،4
2محمد كريم قروف" ،التنويع االقتصادي في الجزائر قياس ومقاربة للقواعد والدالئل" ،مجلة دراسات اقتصادية ،جامعة زيان عاشور،
الجلفة ،الجزائر ،العدد الخامس عشر ،2011 ،ص.122
107
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
عدم استقرار أسعار النفط وتذبذب الطلب العالمي منه يؤدي إلى تقلبات مهمة في حصيلة الصادرات
النفطية ،اإليرادات الحكومية واإلنفاق العام ومن ثم مستوى ونمو الناتج املحلي اإلجمالي؛
إعاقة تقلبات مستويات الدخل الوطني الناجمة عن تذبذب اإليرادات النفطية ،االستقرار في مستويات
االستثمار ،فرص العمل ومن ثم تنفيذ خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية التي تحتاج إلى ثبات
واستقرار املصادر التمويلية.
عليه ،بالنظر إلى أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وطبيعتها في االقتصاد الجزائري وبالنظر إلى
استراتيجية الدولة وأهدافها في مجال التنويع االقتصادي للخروج من التبعية الريعية ،نجد أن هذا النوع
من املؤسسات يمكن أن يكون الركيزة األساسية ملواجهة تراجع مداخيل الدول وكذا تنويع اإلنتاج ،ذلك أن
هذا النوع من املؤسسات يتوزع عبر مختلف جهات التراب الوطني ،لذلك ينتظر من املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة على اعتبارها جزء ال يتجزأ من مؤسسات اإلنتاج أن تؤدي دورا في غاية األهمية لتحقيق التنويع
االقتصادي مع مشارف سنة .12030
من املعروف أن الناتج الداخلي الخام هو أحد املؤشرات االقتصادية التي تقيس ثروة الدولة ،حيث
أنه يرتبط بالقيمة املضافة إذ يحسب على أساس مجموع القيم املضافة التي يحققها املتعاملون
االقتصاديون في الدولة بغض النظر عن جنسيتهم ،إذ تساهم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في نسبة ال
بأس بها في تكوين الناتج الداخلي الخام خارج املحروقات ،حيث يعتبر القطاع الخاص املساهم األكبر فيه
باعتباره القطاع املهيمن على املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والشكل التالي يوضح مساهمة كل من القطاع
العام والخاص في الناتج الداخلي الخام خارج قطاع املحروقات للفترة ( 2001ـ .)2017
1ياسين العايب" ،املحيط االقتصادي والتنافس ي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة في ظل النموذج االقتصادي الجديد واألوضاع الراهنة"،
ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني حول ":تنافسية الصناعات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل التغيرات الدولية واإلقليمية" ،كلية
العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة 8ماي ،1945قاملة ،الجزائر ،يومي 27 :و 28نوفمبر ،2017ص.36
108
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
الشكل رقم ( :)7مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي الخام خارج املحروقات حسب
القطاعين العام والخاص للفترة (:)2017- 2001
12000
10000
8000
6000
4000
2000
0
2010
2001
2002
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2009
2011
2012
2013
2014
2015
2016
2017
2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017
الناتج الداخلي الخام 2042 2184 2435 2745 3016 3444 3904 4335 4979 5509 6061 6606 7634 8527 9238 994410107
1560 1679 1884 2147 2365 2740 3154 3574 4162 4682 5137 5813 6741 7339 7925 8529 8816مساهمة القطاع الخاص
481,5 505 550,6 598,6 651 704,5749,9 760,9816,8 827,5923,3 793,4893,2 1188 1313 1415 1291مساهمة القطاع العام
نالحظ من خالل الشكل أعاله االرتفاع املستمر للناتج الداخلي الخام خارج املحروقات خالل فترة
الدراسة ( )2017- 2001والذي انتقل من 2041.7مليار دينار جزائري سنة 2001إلى ما قيمته 10106.76
مليار دينار جزائري سنة ،2017والذي يتضح أيضا من الشكل السابق هو املساهمة املرتفعة للقطاع الخاص
على خالف القطاع العام.
فمساهمة القطاع الخاص بقيت مستمرة في ارتفاع طيلة فترة الدراسة ( )2017- 2001والتي وصلت
سنة 2017إلى ما يقارب %87إذ يمكن أن نرجع هذا التطور امللحوظ إلى:
ارتفاع عدد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ابتداء من سنة 2001نتيجة بداية االهتمام بها بصدور
القانون التوجيهي لترقية وتطوير هذا النوع من املؤسسات والتي كان عددها 245348مؤسسة لتنتقل
إلى 1074503مؤسسة سنة 2017؛
مختلف هيئات الدعم والتي كان لها الدور الفعال في دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة باإلضافة
إلى مختلف برامج التأهيل املتبناة من طرف الدولة الجزائرية سواء الوطنية منها أو عن طريق الشراكة
األجنبية والتي كان لها دور ولو محسوس في دعم مساهمة هذه املؤسسات مع العلم أن أغلبية هذه
البرامج لم تصل إلى األهداف التي سعت إليها؛
اإلجراءات والسياسات الحكومية التي أقرتها الدولة خالل فترة الدراسة والتي شجعت االستثمار
الخاص كالتخفيضات الضريبية ،باإلضافة إلى عمليات الخصخصة.
109
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
أما فيما يتعلق بالقطاع العام فقد شهد زيادة مستمرة بشكل طفيف وبمعدل متناقص والذي
انتقل من %23سنة 2001إلى %12سنة ،2017إذ نالحظ من الشكل السابق أن مساهمة القطاع العام
في الناتج الداخلي الخام شهدت انخفاض سنة 2012والتي بلغت 793.38مليار دينار جزائري بعدما كانت
923.34مليار دينار جزائري سنة ،2011ليعاود االرتفاع مجددا سنة 2013إلى غاية سنة .2017
وللوقوف على مدى مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنويع االقتصاد من جانب الناتج
الداخلي الخام البد من التعرف على مساهمة قطاع املحروقات في الناتج الداخلي الخام حتى نتمكن من
املقارنة والتحليل ،وعليه فالشكل التالي يوضح لنا مساهمة كل من املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وقطاع
املحروقات في الناتج الداخلي الخام خالل الفترة (.)2017- 2001
الشكل رقم ( :)8تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وقطاع املحروقات في الناتج الداخلي الخام
للفترة (.)2017- 2001
12000
10000
8000
6000
4000
2000
0
2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017
مساهمة ال PMEفي الناتج الداخلي الخام مساهمة قطاع المحروقات في الناتج الداخلي الخام
املصدر :من إعداد الباحثة باالعتماد على امللحق رقم ( )5وامللحق رقم (.)6
نالحظ من خالل الشكل أعاله التطور الحاصل في الناتج الداخلي الخام لكل من املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة وقطاع املحروقات تحديدا في الفترة ( )2008- 2001وهذا راجع إلى البرامج التنموية التي تبنتها
البالد خالل هذه الفترة ،إال أنه وانطالقا من سنة 2009نالحظ االنخفاض املحسوس في مساهمة قطاع
املحروقات الذي يرجع إلى انخفاض أسعار البترول نتيجة األزمة املالية العاملية ،والتي انتقلت مساهمته من
%45سنة 2008إلى %31سنة ،2009وابتداء من سنة 2010عاودت مساهمة قطاع املحروقات في االرتفاع
نتيجة الطفرة البترولية بين سنتي 2010و ،2012ليشهد تراجعا ملحوظا من سنة 2013وذلك الستمرار
التدهور في أسعار النفط وتسجيله ملساهمة ضعيفة إلى غاية ،2017من جانب آخر نالحظ استمرار تطور
مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتي فاقت مساهمة قطاع املحروقات انطالقا من سنة 2009إلى
غاية سنة .2017
110
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
ولتوضيح الصورة أكثر حول درجة تنويع االقتصاد الوطني نورد الشكل اآلتي الذي يدرس مؤشر
مساهمة القطاعين العام والخاص في الناتج املحلي اإلجمالي ،إذ أنه كلما ارتفعت نسبة مساهمة القطاع
الخاص في PIBكلما دل ذلك على اتجاه االقتصاد إلى التنويع والعكس.
الشكل رقم ( :)9نسبة مساهمة القطاع العام والخاص في الناتج املحلي اإلجمالي خالل الفترة
(:)2018-2001
100%
90%
80%
47,5 49 48 47,4 44,4 44,3 44,6 43,4
53,5 52,8 50,8 53,7 57,5
70% 60 64,2
65,4 64,1 63
60%
50%
40%
30%
52,5 51 52 52,6 55,6 55,7 55,4 56,6
46,5 47,2 49,2 46,3 42,5
20% 40 35,8
34,6 35,9 37
10%
0%
2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018
47,5 49القطاع الخاص 48 47,4 44,4 44,3 44,6 43,4 53,5 52,8 50,8 53,7 57,5 60 64,2 65,4 64,1 63
القطاع العام 52,5 51 52 52,6 55,6 55,7 55,4 56,6 46,5 47,2 49,2 46,3 42,5 40 35,8 34,6 35,9 37
املصدر :من إعداد الباحثة باالعتماد على بيانات الديوان الوطني لإلحصائيات نقال عن املوقع:
، http://www.ons.dz/spip.php?rubrique336يوم 02 :أوت .2020
يوضح الشكل أعاله تطور مساهمة كل من القطاعين العام والخاص في الناتج املحلي اإلجمالي خالل
الفترة ( ،)2018-2001حيث نالحظ تفوق مساهمة القطاع العام على القطاع الخاص خالل الفترة (-2001
)2008بنسبة مساهمة وصلت إلى %56.6ليشهد بعد سنة 2008انخفاضا متتاليا بسبب تراجع إنتاج
قطاع املحروقات الذي يشكل في مجمله القطاع العام إلى غاية سنة 2018أين نرى تفوق مساهمة القطاع
الخاص والتي انتقلت من %43.4سنة 2008إلى %63سنة 2018ويعود السبب في ذلك إلى تراجع عائدات
املحروقات .األمر الذي يقودنا للقول بأن هناك اتجاه نحو تحقيق استراتيجية التنويع ابتداء من سنة 2009
حتى نهاية فترة الدراسة.
111
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
انطالقا من مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الناتج الداخلي الخام نجدها أيضا تسجل
مساهمة مستمرة في خلق القيمة املضافة والتي تعتبر من بين املؤشرات األساسية لخلق الثروة .والشكل
التالي يوضح تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة للفترة ( )2017- 2001كما
يلي:
الشكل رقم ( :)10تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة خالل الفترة
(:)2017-2001
20000
10000
0
2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017
2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017
1746 1872 2097 2384 2607 3011 3407 3790 4387 4791 5424 6142 7138 7327 8491 9130 11389القيمة المضافة
- Bulletin d'information économique, ministère de l’Industrie, de la Petite et Moyenne Entreprise et
de la Promotion de l’Investissement, bulletin N10 pour l`année 2006, N 20 du Mars 2012,
- Bulletin d'information économique, ministère de l’Industrie et des mines, bulletin N 26 du
décembre 2014, N 34 du Avril 2019.
املالحظ للشكل أعاله يرى التطور الحاصل في مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في خلق قيمة
مضافة ويرجع هذا التطور إلى اإلجراءات املتخذة من طرف الدولة في تأهيل محيط املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة من برامج تأهيل وكذا املزايا املمنوحة لهذه املؤسسات لزيادة إنتاجيتها وخلق قيمة مضافة خاصة
في القطاع الخاص.
حيث تشير املعطيات اإلحصائية خالل الفترة ( )2017- 2001أن مساهمة القطاع الخاص أكبر بكثير من
مساهمة القطاع العام خالل هذه الفترة نظرا للفرق في تعداد املؤسسات التابعة للقطاع الخاص والعام،
إذ قدرت ب %84.57للقطاع الخاص و %15.43للقطاع العام سنة 2001لتنتقل إلى %87.65للقطاع
أنظر امللحق رقم ( :)7تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة للفترة ( 2001ـ .)2017
112
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
الخاص و %12.35للقطاع العام سنة ،2007وتعود نسبة التطور في القطاع الخاص لبداية اهتمام الدولة
الجزائرية بهذا القطاع ابتداء من سنة 2001وكذا مختلف البرامج التأهيلية التي عملت على تأهيل القطاع
الخاص ،وبعد سنة 2007نالحظ استمرار التطور في القيمة املضافة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة خارج
املحروقات والتي قدرت سنة 2008ب 3781.08مليار دج لتنتقل إلى 10106.76مليار دج سنة 2017مع بقاء
املساهمة األكبر للقطاع الخاص في حين تراجع مساهمة القطاع العام سنة تلوى األخرى .1ويمكن إرجاع
التطور امللحوظ خالل هذه الفترة إلى التسهيالت املمنوحة لهذا النوع من املؤسسات إلى جانب البرامج املتبناة
لتأهيل املؤسسات وكذا الهيئات الداعمة التي تم إنشاؤها سنة تلوى األخرى ملرافقة هذا النوع من املؤسسات
ومحاولة توجهيه لتحقيق األهداف املنظرة منه.
نستنتج مما سبق مدى االهتمام بالقطاع الخاص والذي بقيت مساهمته في القيمة املضافة في تزايد
من سنة ألخرى ويرجع ذلك لسيطرة القطاع الخاص على تركيبة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وهو ما
يشير إلى أهمية هذا القطاع في االقتصاد الوطني على خالف القطاع العام.
قبل البدأ في تحليل الصادرات تجدر اإلشارة إلى التحدث عن حالة امليزان التجاري خالل فترة
الدراسة كونه يمثل حركة الصادرات والواردات ،ويمكننا توضيح ذلك من خالل الشكل التالي:
الشكل رقم ( :)11تطور حركة امليزان التجاري الجزائري للفترة (:)2018- 2001
100000
80000
60000
40000
20000
0
2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018
-20000
-40000
113
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
نالحظ من خالل الشكل أعاله تسجيل امليزان التجاري زيادات معتبرة في الفترة من 2001إلى 2008
والذي انتقل من 9192مليون دوالر سنة 2001إلى 39819مليون دوالر سنة 2008حيث تشير هذه الزيادة
إلى تفوق قيمة الصادرات على قيمة الواردات وهذا ما يعكس الفائض الذي حققه امليزان التجاري خالل
هذه الفترة ،بعد سنة 2008نالحظ تراجع الفائض الذي بلغ 5900مليون دوالر سنة 2009ويشير هذا
التراجع إلى انخفاض قيمة الصادرات التي قدرت ب 45194مليون دوالر بعدما كانت تصل إلى 79298مليون
دوالر مع انخفاض طفيف في قيمة الواردات ،حيث يرجع االنخفاض في الصادرات إلى تراجع أسعار النفط
بسبب األزمة املالية العاملية لسنة 2009والتي تأثرت بها جل اقتصاديات العالم .أما عن سنة 2010فقد
لوحظ ارتفاع الفائض في امليزان التجاري بسبب تعافي االقتصاد لينتقل من 16581مليون دوالر سنة 2010
إلى 21490مليون دوالر سنة ،2012ليعاود انخفاض الفائض سنتي 2013و 2014بسبب تراجع قيمة
الصادرات .أما بالنسبة لسنة 2015حتى سنة 2018لوحظ أنه قد تم تسجيل عجز في امليزان التجاري
بقيمة 17034مليون دوالر سنة 2015ليواصل العجز سنة 2018بقيمة 5029مليون دوالر حيث يفسر هذا
العجز االنهيار النفطي الذي ألقى ظالله على الجزائر وأدى إلى انخفاض قيمة الصادرات بالدوالر مع تراجع
طفيف في الواردات.
من املعروف أن االقتصاد الجزائري يتميز بالطبيعة األحادية لهيكل الصادرات والذي يعتمد باألساس
على حصيلة الصادرات النفطية ،لذلك سعت الجزائر إلى تطوير قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
وتشجيعها لترقية الصادرات خارج املحروقات والشكل التالي يوضح تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة في الصادرات خارج املحروقات للفترة (.)2018- 2001
الشكل رقم ( :)12تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات خارج املحروقات خالل
الفترة (.)2018- 2001
3000
2500
2000
1500
1000
500
0
2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018
684 734 763 788 907 1184 1332 1937 1066 1526 2062 2062 2014 2582 1969 1805 1930 2830صادرات خارج المحروقات
114
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
إن صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خارج قطاع املحروقات تواصل تسجيل مساهمة
ضعيفة بنسبة ال تتعدى %7في مساهمتها في الصادرات الكلية خالل فترة الدراسة ،1وإن كنا نالحظ من
خالل الشكل أعاله أنه خالل الفترة ( )2008- 2001شهدت تطور ملحوظ في قيمة الصادرات والتي انتقلت
من 684مليون دوالر سنة 2001إلى 1937مليون دوالر سنة ،2008أما فيما يخص نسبة مساهمتها في
الصادرات الكلية فهي لم تتعدى %3وهي نسبة ضعيفة وهذا راجع إلى سيطرة قطاع املحروقات على إجمالي
الصادرات رغم الجهود املبذولة لتطوير قيمة ومساهمة صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والسياسات
الداعمة التي سخرتها السلطة املسؤولة خالل تلك الفترة من بينها برامج تأهيل هذه املؤسسات والتي تتمثل
حسب هذه الفترة في برنامج ( )2006- 2002لتأهيل املؤسسات الصناعية وكذا برنامج ()2007- 2002
لتأهيل محيط عمل هذه املؤسسات من أجل دعم قدرتها على التصدير واإلجراءات الداعمة من طرف
الحكومة كتخفيض األعباء الجبائية...الخ ،إذ نالحظ كذلك أنه سنة 2009شهدت قيمة صادرات املؤسسات
الصغيرة واملتوسطة انخفاضا وصل إلى 1066مليون دوالر متأثرة بذلك بانخفاض قيمة الصادرات الكلية
وهذا راجع إلى تداعيات األزمة املالية لسنة 2009وبعد هذه الفترة نالحظ أن قيمة صادرات املؤسسات
الصغيرة واملتوسطة شهدت تذبذب فتارة ترتفع وتارة تنخفض وذلك بالنسبة للفترة ( )2018- 2010متأثرة
بذلك بانخفاض وارتفاع قيمة الصادرات الكلية التي ظلت متأثرة بالتدهور في أسعار النفط ،إال أن نسبة
مساهمة صادراتها في الصادرات الكلية شهدت زيادات طفيفة مستمرة لكنها لم تتجاوز نسبة %3في
مساهمتها في إجمالي الصادرات.
ويمكن إرجاع املساهمة الضعيفة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات الكلية الجزائرية
لغياب سياسات دعم املنتوج الجزائري وكذا عدم إمكانية البرامج التأهيلية املتبناة خالل هذه الفترة واملتمثلة
في برنامج ( )2014- 2010وكذا برنامج التأهيل الجديد لسنة 2016من قدرتها على ترقية وتطوير جودة
وتنافسية منتجات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بما يتماش ى ومتطلبات االقتصاد التنافس ي.
إن هذه الزيادة التي عرفتها نسب مساهمة الصادرات خارج املحروقات في الصادرات الكلية وإن كانت
في تحسن إال أنها لم تصل إلى املستوى املطلوب الذي يخفف من تبعية الصادرات النفطية وهذا ما يعبر
على أن قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة يبقى بعيدا على تحقيق التنويع خارج املحروقات ،هذا وإن
دل على أن املنتوج الوطني مزال يفتقر إلى أولويات التصدير ولم يستطع التكيف مع متطلبات األسواق
الخارجية من أجل هذا البد على الجزائر من االستناد على ما تتوفر عليه من مؤسسات صغيرة ومتوسطة
وإعطائها األولوية القصوى للرفع من تنافسية هذا االقتصاد.
ما تم توضيحه سابقا يمكننا تدعيمه من خالل الشكل التالي والذي يوضح مساهمة كل من املؤسسات
الصغيرة واملتوسطة وقطاع املحروقات في الصادرات الجزائرية كما يلي:
أنظر امللحق رقم (" ،)9تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الصادرات خارج املحروقات في الجزائر للفترة (.")2001-2018 1
115
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
الشكل رقم ( :)13تطور صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خارج املحروقات وصادرات قطاع
املحروقات للفترة (:)2018- 2001
80000
60000
40000
20000
0
املصدر :من إعداد الباحثة باالعتماد على امللحق رقم ( )9وامللحق رقم (.)10
من خالل الشكل أعاله يمكن الوقوف على جملة النقاط التالية:
سيطرت صادرات املحروقات على إجمالي الصادرات الكلية بنسبة %97خالل فترة الدراسة؛
ارتباط صادرات املحروقات بأسعار البترول ،حيث تتأثر إجمالي الصادرات سلبا بانخفاض قيمة
املحروقات كما لوحظ سنة 2009و ،2015ومن ناحية أخرى تتأثر إيجابا بارتفاع قيمة املحروقات؛
ضعف الصادرات خارج املحروقات والذي يرجع إلى هشاشة قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛
ال تزال صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بعيدة كل املدى عن تحقيق التنويع لضعف صادراتها
مقارنة بصادرات املحروقات؛
فشل محاوالت الدولة في تنويع صادراتها كون أن أغلبية مؤسساتها خدماتية أكثر منها إنتاجية هذا ما
جعلها غير قادرة على تقديم منتجات تنافسية تزيد من صادرات االقتصاد الوطني خارج املحروقات.
وعليه يمكن القول إنه ورغم الجهود املبذولة والسياسات الداعمة وبرامج التأهيل لم تصل الدولة
إلى تحقيق أهدافها لترقية صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في ظل موجة االنفتاح على االقتصاد
العالمي وأن مساهمتها في الصادرات لم تصل بعد إلى املستوى املطلوب والذي يقارب صادرات قطاع
املحروقات ،هذا ما يستوجب بذل جهود أكبر لتشجيع صادرات هذه املؤسسات والوصول إلى تنويع مصادر
الدخل.
116
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
ولدعم ما سبق ولتوضيح درجة التنويع االقتصادي في الجزائر من جانب الصادرات واإليرادات
النفطية قمنا بدراسة كل من مؤشر تنوع وتركز الصادرات الجزائرية وكذا مؤشر نسبة اإليرادات النفطية
إلى إجمالي اإليرادات الجزائرية.
إذ نجد أن مؤشر نسبة اإليرادات النفطية إلى إجمالي اإليرادات يوضح مدى وجود التنويع
االقتصادي ،حيث أن انخفاض نسبة اإليرادات النفطية إلى إجمالي اإليرادات تدل على وجود تنويع
اقتصادي والعكس ،والشكل التالي يوضح ذلك:
الشكل رقم ( :)14تطور نسبة اإليرادات النفطية وغير النفطية إلى إجمالي اإليرادات الجزائرية خالل الفترة
(:)2017-2001
100%
90% 23,523,123,921,2
32,537,131,329,3 34,333,931,3 34 38,3
80% 41
53,5
نسبة اإليرادات غير 70% 65,161,6
النفطية إلى إجمالي
اإليرادات 60%
50%
40% 76,376,975,878,8
نسبة اإليرادات النفطية 66,562,968,670,4 65,666,168,7 66 61,7
30% 59
إلى إجمالي اإليرادات
46,5
20% 34,938,4
10%
0%
2005
2001
2002
2003
2004
2006
2007
2008
2009
2010
2011
2012
2013
2014
2015
2016
2017
- les rapports annuels, La Banque d’Algérie, pour les années 2002, 2003, 2009, 2010, 2012, 2014, 2017,
sur le site : https://www.bank-of-algeria.dz/html/rapport.htm, vu le: 15 Aout 2020.
نالحظ من خالل الشكل أعاله تفوق نسبة مساهمة اإليرادات النفطية إلى إجمالي اإليرادات باملقارنة
مع نسبة مساهمة اإليرادات غير النفطية خاصة خالل الفترة ( )2008- 2001وهذا ما يدل على سيطرة
النفط على عائدات الدولة وضعف العائدات غير النفطية الذي يفسر تنويع اقتصادي شبه منعدم ،أما
بالنسبة للفترة التالية أي من 2009إلى غاية 2017نالحظ تراجع مساهمة اإليرادات النفطية في إجمالي
اإليرادات والتي تأثرت سنة 2009بتداعيات األزمة املالية العاملية والتي أدت إلى تراجع أسعار النفط في
117
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
األسواق الدولية في حين نالحظ ارتفاع في مساهمة اإليرادات غير النفطية في إجمالي اإليرادات بسبب
االهتمام باالستثمار في باقي القطاعات خروجا من قطاع املحروقات وهذا ما يفسر توجه طفيف لتنويع
االقتصاد الوطني ،إذن ما يمكن استنتاجه من مؤشر مساهمة اإليرادات النفطية في إجمالي اإليرادات
الجزائرية أنه ورغم الجهود املبذولة من طرف الدولة في تنويع االقتصاد الوطني إال أنه يبقى رهين النفط
واملسيطر األساس ي على إيرادات االقتصاد الجزائري.
أما فيما يتعلق بمؤشر تنوع وتركز الصادرات فهو يوضح مدى وجود تنويع اقتصادي من جانب
الصادرات كون أن زيادة اإلنتاج دون اقترانه بالتصدير ال يشير إلى تنويع اقتصادي ،حيث يعطي حساب كل
من مؤشر التنوع والتركز نسب مئوية تكون محصورة بين 0و ،1فبالنسبة ملؤشر التنوع كلما اقتربت نسبته
من الصفر ( )0نقول أن هناك تنوع في هيكل الصادرات والعكس أما بالنسبة ملؤشر التركز فكلما اقتربت
نسبته من الواحد ( )1نقول أن هناك تركز في هيكل الصادرات والعكس والشكل التالي يوضح ذلك:
الشكل رقم ( :)15تطور مؤشر تنوع وتركز الصادرات الجزائرية خالل الفترة (.)2018- 2001
0,9
0,8
0,7
0,6
0,5
0,4
0,3
0,2
0,1
0
2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018
0,8210,8360,8180,8270,8120,8010,8030,7630,7930,784 0,72 0,7260,7330,7450,7820,815 0,79 0,813مؤشر التنوع
0,502 0,52 0,5410,5860,5880,6020,598 0,58 0,5540,5230,538 0,54 0,5410,4850,4850,489 0,48 0,486مؤشر التركز
املصدر :من إعداد الباحثة باالعتماد على بيانات األنكتاد نقال عن املوقع:
،https://unctadstat.unctad.org/fr/index.htmlيوم 16 :أوت .2020
املالحظ للشكل أعاله يرى اقتراب مؤشر التنوع من الواحد ( )1أي انحصاره في املجال 0.9،0.7
طيلة الفترة ( )2018- 2001وهي نسبة مرتفعة تدل على شبه انعدام لتنوع الصادرات وهذا ما يفسر أن
صادرات الجزائر لم تصل بعد إلى املستوى املطلوب ،أما بالنظر إلى مؤشر التركز فنرى أنه تركز فيما نسبته
% 50على العموم طيلة الفترة ( )2018-2001وهذا ما يدل على تركز الصادرات الجزائرية في قطاع املحروقات
(أي ما نسبته %98من الصادرات الكلية) أي سيطرة صادرات املحروقات على إجمالي الصادرات.
118
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
املطلب الخامس :برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كمدخل للتنويع االقتصادي في الجزائر
بين الواقع واملأمول.
من خالل ما تم عرضه خالل الفصل الثالث نرى أن املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ال تزال بعيدة عن تأدية
الدور املنوط لها اتجاه التنويع االقتصادي رغم املبادرات القائمة لدعمها من خالل برامج التأهيل املسطرة
سواء الوطنية أو عن طريق الشراكة نتيجة ما وجهته من مشاكل وعوائق في عملية تأهيلها ملؤسساتها والتي
نذكر منها:1
لذا نرى أنه البد من بناء وتهيئة الطريق ملسار املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خاصة أنه يمكن لهذا النوع
من املؤسسات أن يكون أحد اآلليات الفعالة في تحقيق أهداف النموذج االقتصادي الجديد خالل الفترة
( ،)2030-2020واملتمثلة أساسا في:2
تحقيق مسار نمو خارج املحروقات للناتج الداخلي الخام في حدود %6.5سنويا خالل الفترة (-2020
،)2030باإلضافة إلى مضاعفة الناتج الداخلي للفرد بواقع 2.3مرات خالل ذات الفترة (حوالي 11500
دوالر في العام 2030على أساس الدخل الحالي) ،ومضاعفة حصة الصناعة التحويلية من حيث القيمة
املضافة (من %5.3في العام 2015إلى %10من الناتج الداخلي الخام عام )2030؛
تحديث القطاع الزراعي بما يسمح بالوصول إلى تحقيق أهداف االكتفاء الغذائي وتنويع الصادرات ،إلى
جانب تحول طاقوي يسمح أساسا بخفض بمعدل النصف معدل النمو السنوي لالستهالك الداخلي
للطاقة ( %6في العام 2015إلى %3في العام )2030؛
1هواري خيثر"،تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" 30( ،سبتمبر ،)2009نقال عن املوقعhttps://www.diwanalarab.com/ :
يوم 28 :أوت .2020
2ناصر بوعزيز ،حميد حمالوي" ،حتمية تنويع مصادر االقتصاد الجزائري الواقع واملأمول" ،ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني حول:
"املؤسسات االقتصادية الجزائرية واستراتيجيات التنويع االقتصادي في ظل انهيار أسعار النفط" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير ،جامعة 8ماي ،1945قاملة ،الجزائر ،يومي 25 :و 26أفريل ،2017 ،ص.5
119
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
تنويع الصادرات لدعم تمويل تسارع النمو االقتصادي ،إذ يتم تركيز الجهود في مجموعة هامة من
القطاعات املتمثلة في الزراعة والصناعة التحويلية وكذا الطاقات املتجددة والتي ستسمح بتخفيض
االستهالك والحفاظ على الثروات لألجيال القادمة تحقيقا للتنمية املستدامة ،هذا ما سيساعد على
تنويع اإلنتاج والصادرات خارج املحروقات.1
وعليه فإن تبني برامج تأهيل جديدة تتناسب مع خصائص املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وتراعي
خصوصياتها ،يمكنها من أن تكون آلية حقيقية لتحقيق التنويع االقتصادي في الجزائر للخروج من تبعية
االقتصاد للنفط وتقلبات أسعاره ،وذلك كما أشرنا إليه سابقا من خالل الدور الذي يمكن أن تؤديه في
تنويع الهيكل اإلنتاجي والتطوير الصناعي ومن ثم املساهمة في الصادرات ما يعمل على تنويع مصادر الدخل.
1عبد الحكيم قلوح ،الغالي بن إبراهيم" ،تنمية االقتصاد الجزائري بين الواقع واملأمول (دراسة تحليلية للنموذج الجديد للنمو
،")2030/2016مجلة االقتصاديات املالية والبنكية وإدارة األعمال ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر ،املجلد ،06العدد األول،2020 ،
ص.57
120
تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كداعم للتنويع االقتصادي في الجزائر الفصل الثالث:
رأينا من خالل هذا الفصل التطور امللحوظ في تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ابتداء من
صدور قانون ،2001وأيضا مختلف برامج التأهيل التي تبنتها الدولة بغرض تطوير مؤسساتها عامة
واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة خاصة .ومن خالل تحليل مجمل نتائج برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة التي توفرت حولها اإلحصائيات نستنتج أنه على الرغم من تبني الدولة لعدة برامج للتأهيل سواء
كانت برامج وطنية وفي إطار الشراكة فإن النتائج املتحصل عليها ال تختلف في املضمون وتبرز أن عملية
التأهيل في الجزائر لم تحقق النتائج املرجوة منها إذا ما قورنت باألهداف املحددة .حيث أن الواقع يوضح
أن قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر ال يزال يعاني من العديد من املشاكل التي تحد من
تطوره وتحول دون قدرته على تحقيق مسعى تنويع الصادرات الجزائرية ،وغير مؤهل بعد ليكون الوسيلة في
تحقيق التنويع االقتصادي في الجزائر ،لذا تسعى الدولة جاهدة في الوقت الحال لالهتمام بهذا النوع من
املؤسسات واعتباره كرهان للتنمية للخروج من شبح االقتصاد النفطي.
121
الخاتمة
الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ــة
بناء على ما تم دراسته ،اتضح لنا أن املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تحتل مكانة مرموقة في
اقتصاديات العديد من الدول سواء املتقدمة أو النامية ،نظرا للخصائص التي تتمتع بها والتي تمكنها من أن
تكون أحد الركائز التي يمكن االعتماد عليها في إحداث النمو وتحقيق التنمية من جهة كما يمكنها أن تكون
خيارا استراتيجيا ترتكز عليه الدول للخروج من التبعية النفطية خاصة وتحقيق مستوى جيد من التنويع
االقتصادي من جهة أخرى .غير أننا في املقايل نجدها تواجه العديد من الصعوبات سواء على املستوى
الداخلي أو الخارجي التي تحد من قدرتها على تأدية األدوار االستراتيجية املنتظرة منها.
لذا نجد أغلب الدول تسعى جاهدة لتذليل هذه العقبات باالعتماد على جملة من اآلليات املساعدة ،وهنا
تعد برامج التأهيل أحد الحلول املتبعة من أجل تطويرها وترقيتها وتأهيل محيطها ملواكبة التطورات
االقتصادية وفق خطوات ومراحل مدروسة ومنفذة بدقة.
غير أن دراستنا هذه مكنتنا من التماس عكس ذلك فيما يتعلق بواقع تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
في الجزائر ،إذ أن أغلب برامج التأهيل املتبناة سواء الوطنية أو في إطار الشراكة لم تستطع حتى االقتراب
من أهدافها املسطرة ،وهو ما انعكس على املساهمة غير الفعالة لقطاع املؤسسات الصغيرة في الجزائر في
دعم مسار التنويع االقتصادي الذي تسعى الجزائر جاهدة لتحقيقه بغية الخروج من حالة عدم االستقرار
التي تعيشها السوق النفطية الدولية من تقلبات وأزمات من جهة والسعي لتنويع مصادر الدخل من جهة
أخرى.
منذ تفطن الجزائر ألهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وقدرتها على إحداث التغيير على خالف املؤسسات
الكبيرة بذلت بذلك جهود كبيرة من أجل تكثيف هذه املؤسسات وزيادة نموها ،وألجل تحقيق ذلك تبنت
الجزائر العديد من اإلصالحات وذلك بسن جملة من القوانين بداية من قانون 1990املتعلق بالنقد والقرض
والذي ساهم في تسهيل الحصول على االئتمان وتشجيع االستثمار في القطاع الخاص ،قانون 1991والذي
نص على املساواة بين القطاع العام والخاص وإعطائه نفس شروط االستيراد والتصدير ،قانون 1993وهو
الذي فتح املجال الواسع لالستثمار الخاص ليأتي قانون 2001والذي شجع أكثر على االستثمار الخاص
وتطويره ،إلى جانب هذه القوانين أنشأت الدولة الجزائرية وزارة معنية باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة
123
الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ــة
تكفل دعم ونمو هذا القطاع إضافة إلى مختلف الهيئات الحكومية واملؤسسات املتخصصة الداعمة إلنشاء
ونمو هذه املؤسسات األمر الذي مكن من انتشار هذه املؤسسات وزيادة عددها في مختلف قطاعات النشاط
والذي انتقل من 245348مؤسسة سنة 2001إلى 1141863مؤسسة سنة . 2018وهذا ما يثبت صحة
الفرضية األولى.
الفرضية الثانية" :تنشط املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالجزائر في بيئة مالئمة تساعدها على
تأدية الدور املسطر منها".
سعت الجزائر بشتى الطرق لخلق بيئة مواتية لترقية وتشجيع قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودعمها
لتأدية دورها في االقتصاد من خالل جملة من السياسات واإلجراءات ومختلف البرامج التي تضمنت
مجموعة من الحوافز والضمانات لتفعيل دورها ،إال أنه ورغم كافة الجهود التي سطرتها الدولة ظلت
مساهمة هذه املؤسسات ضعيفة في االقتصاد ،وهذا ما يعكس الظروف غير املواتية والعوائق والعراقيل
التي واجهتها ولزالت تواجهها واملتعلقة بمختلف جوانب البيئة االستثمارية في الجزائر منها ما هو قانوني
وإداري ،ومنها ما يتعلق بالجانب االقتصادي خاصة فيما يخص مشكلة العقار باإلضافة إلى العوائق املالية
في الجزائر والتي تعتبر بمثابة حاجز لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بسبب ضعف التمويل الكافي لهذه
املؤسسات .هذا بدوره يؤثر على نشاط املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ويحد من قدرتها على خلق قاعدة
إنتاجية صلبة تمكن االقتصاد الجزائري من التخلي عن النفط أو حتى التقليل من االعتماد عليه .وهذا ما
ينفي صحة الفرضية الثانية.
الفرضية الثالثة" :يعتبر التنويع االقتصادي اآللية الفعالة التي تمكن االقتصاد الجزائري من
الخروج من دائرة الريع".
من أبرز سمات االقتصاد الجزائري أنه اقتصاد ريعي يتميز بسيطرة قطاع املحروقات على كافة املتغيرات
االقتصادية ،فقد اتضح لنا فشل السياسة االقتصادية في الجزائر املرتبطة بالعوائد النفطية بسبب
التقلبات املتتالية الت ي عرفتها أسعار النفط بداية من منتصف الثمانينات والتي أثرت على أداء االقتصاد
ككل ،األمر الذي يستدعي من السلطات الجزائرية إيجاد السبيل لتفعيل دور مختلف القطاعات الحيوية
وتشغيل الطاقات األخرى ،ولعل تبني إستراتيجية التنويع االقتصادي تمكن البالد من تنويع القاعدة
اإلنتاجية وزيادة الصادرات خارج املحروقات وبالتالي بناء قاعدة اقتصادية متينة بعيدة عن النفط وأزماته.
وهذا ما يثبت صحة الفرضية الثالثة.
124
الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ــة
الفرضية الرابعة" :استطاعت برامج التأهيل التي تبنتها الدولة الجزائرية االرتقاء باملؤسسات
الصغيرة واملتوسطة ودفعها بشكل فعال في التنويع االقتصادي".
أثبتت الحصيلة الضعيفة لبرامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية سواء الوطنية أو األجنبية
منها عدم قدرتها على دعم هذه املؤسسات ألنها لم تستطع تحقيق األهداف التي سطرتها واملتمثلة أساسا
في تحسين محيط عمل هذه املؤسسات بما يضمن زيادة طاقتها اإلنتاجية وكذا جودة وتنافسية مؤسساتها
وبالتالي التوجه للسوق العالمي واالنضمام إلى متطلبات الساحة الدولية ،ويرجع ذلك إلى الشروط التي
وضعتها هذه البرامج والتي ال تتماش ى والظروف املحلية املتعلقة بمحيط هذه املؤسسات .هذا ما انعكس
بدوره على مساهمتها في االقتصاد ودعم التنويع االقتصادي حيث سجلت مساهمة ضعيفة في كل من الناتج
الداخلي الخام وكذا القيمة املضافة واألمر ذاته بالنسبة للصادرات والتي لم تتعدى نسبة %3من إجمالي
الصادرات الكلية .وهذا ما ينفى صحة الفرضية الرابعة.
النتائج النظرية.
بعد عرض أهم املفاهيم النظرية املتعلقة باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة وتأهيلها وكذا التنويع االقتصادي
توصلنا إلى أهم النتائج والتي نوردها فيما يلي:
عدم وجود تعريف محدد وواضح للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،فنجد أن تعريف هذه األخيرة
يختلف من دولة إلى أخرى وهنا البد من توحيد تعريفها حتى يسهل االستثمار في هذا النوع من
املؤسسات في مختلف الدول؛
الهدف األساس ي من عمليات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة هو تهيئة محيطها الداخلي
والخارجي حتى تستطيع الصمود أمام املنافسة الداخلية وحتى الخارجية؛
تكتس ي عمليات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة أهمية بالغة حتى أصبحت رهان تعتمد عليه
الدول النامية في تحقيق التنمية املستدامة؛
تقود عمليات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى إعادة النظر في استراتيجية هذه األخيرة
ألهدافها وطرق عملياتها ومختلف وظائفها وذلك بغية تكييفها مع متطلبات البيئة االستثمارية التي
تنشط فيها؛
إن تبني املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لعملية التأهيل ال يتم إال من خالل إتباع مجموعة من
املراحل تضمن لها الحصول على أفضل النتائج؛
يعد التنويع االقتصادي إستراتيجية تنموية تحاول من خاللها الدول تنويع وتوسيع مصادر الدخل
لديها وتقليل املخاطر االقتصادية التي يمكن أن تتعرض إليها؛
125
الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ــة
يكتسب التنويع االقتصادي أهميته من كونه إستراتيجية ضرورية للدول الريعية التي تعتمد على
العوائد النفطية كمصدر دخل وحيد؛
يتم قياس التنويع االقتصادي اعتمادا على جملة من املؤشرات؛
إن نجاح إستراتيجية التنويع االقتصادي مربوطة بتبني الدول ملجموعة من اإلصالحات سواء
املتعلقة بالجانب االقتصادي أو القانوني أو االجتماعي؛
االهتمام بالصناعات الصغيرة واملتوسطة يعد آلية من آليات تحقيق التنويع االقتصادي؛
اتباع برامج التأهيل املناسبة لخصوصيات هذا النوع من املؤسسات يمكن أن يكون سببا رئيسيا في
الرفع من قدرتها على تأدية الدور املنوط اتجاه التنويع االقتصادي خاصة لدى الدول النفطية.
النتائج التطبيقية.
توصلنا من خالل الدراسة التي أسقطت على االقتصاد الجزائري إلى جملة من النتائج نوردها فيما يلي:
في الجزائر ،تعتبر سنة 2001بداية االهتمام الفعلي بالقطاع الخاص وباألخص املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة ،من خالل فتح املجال الواسع لالستثمار في هذا النوع من املؤسسات؛
شهدت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تطور كبير في تعدادها خالل فترة الدراسة إال أن هذا التطور
لم يكن في قطاعات منتجة تخلق قيمة مضافة؛
تبنت الجزائر العديد من برامج التأهيل منها ما هو وطني ومنها ما كان في ظل الشراكة األجنبية.
سعت جميعها إلى خلق بيئة استثمارية تساعد على إنشاء وتطوير املؤسسات االقتصادية بصفة
عامة واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة بصفة خاصة؛
ضعف حصيلة البرامج املتبناة لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة نتيجة لعدم قدرتها على
تحقيق أهدافها؛
تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة العديد من التحديات في الجزائر التي كانت ولزالت تشكل
عائق أمام تطور هذا النوع من املؤسسات؛
عملت الجزائر جاهدة على الخروج من التبعية لقطاع املحروقات وتبنت بذلك إستراتيجية التنويع
االقتصادي بسبب التقلبات التي شهدتها أسعار النفط؛
تبين لنا من خالل هذه الدراسة أن مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في كل من الناتج
الداخلي الخام والقيمة املضافة تبقى محدودة ولم ترق إلى املستوى الذي يسمح لها بتنويع الهيكل
الصناعي وزيادة الناتج املحلي اإلجمالي؛
126
الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ــة
ارتكاز صادرات الجزائر على قطاع املحروقات بنسبة %93في أسوأ حاالتها وهذا ما يدل على فشل
سياسات وبرامج الدولة في تشجيع صادرات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛
يعد االقتصاد الجزائري من بين االقتصاديات الريعية األقل تنوعا واألكثر تركزا.
اقتراحات الدراسة:
بناءا على النتائج املشار إليها نقوم بإدراج مجموعة من االقتراحات التي من شأنها أن تؤخذ بعين االعتبار
لزيادة الدور التنموي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة وجعلها أداة حقيقة لتحقيق التنويع االقتصادي في
الجزائر والتي نذكرها في اآلتي:
تهيئة بيئة استثمارية جاذبة لالستثمار سواء املحلي أو األجنبي وذلك من الناحية القانونية
واالقتصادية والسياسية وحتى االجتماعية ،ما يساعد على تسهيل اإلجراءات اإلدارية وجعلها أقل
تكلفة وأكثر سرعة؛
االستعانة بنماذج الدول الناجحة في مجال املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومحاولة بناء نموذج
حقيقي واقعي لتطوير هذا النوع من املؤسسات؛
تبسيط إجراءات الحصول على التمويل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة األمر الذي يساعدها على
زيادة مساهمتها في االقتصاد؛
ضرورة التعريف ببرامج التأهيل وأهميتها بالنسبة ألصحاب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة خاصة
أن أغلبهم ال يتمتع بالخبرة الكافية في التسيير؛
محاولة تبني أو بناء برامج تأهيل جديدة إلنعاش قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بما يتماش ى
واألوضاع الداخلية وتقليص شروط االستفادة من هذه البرامج؛
تشكيل جهاز رقابة فعال للمتابعة الفعلية وامليدانية للمؤسسات املنخرطة في برامج التأهيل التي
تضعها الحكومة؛
إيجاد طرق إلزالة جميع العقبات التي تقف أمام تسهيل دخول املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى
النشاطات التي تحتوي على قيمة مضافة عالية تسمح لها بزيادة قيمة صادراتها؛
محاولة توطين تكنولوجيا جديدة تزيد من جودة منتجات املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومن ثم
زيادة تنافسيتها؛
العمل على منح حوافز للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة املصدرة بغية زيادة صادرات هذا النوع من
املؤسسات.
127
الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ــة
آفاق الدراسة:
لقد جاءت هذه الدراسة بغرض تبيان أهمية عملية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودورها في تحقيق
التنويع االقتصادي ومن ثم النمو والتنمية االقتصادية ،ليبقى املجال مفتوحا لدراسات أخرى مستقبلية
والتي يمكن أن تكون امتدادا أوسعا للدراسة نذكر منها:
128
ق ائمة المراجع
قـ ـ ـ ـ ـائمة امل ـ ـ ـ ـ ـراجع
أوال :املراجع باللغة العربية.
الكتب:
.1أبو الناعم عبد الحميد مصطفى" ،إدارة املشروعات الصغيرة -كيف تصبح رجل أعمال ناجح -كيف تصبحين
سيدة أعمال ناجحة" ،دار الفجر ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى.2002 ،
.2الجابري نايف" ،اإلدارة االستراتيجية في املنشآت الصناعية" ،دار اليازوري ،عمان ،األردن.2013 ،
.3الصيرفي محمد" ،البرنامج التأهيلي ألصحاب املشروعات الصغيرة" ،مؤسسة حورس الدولية ،السكندرية،
مصر ،الطبعة األولى.2009 ،
.4العطية ماجدة" ،إدارة املشروعات الصغيرة" ،دار املسيرة ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى.2002 ،
.5الغالبي طاهر محسن منصور" ،إدارة واستراتيجية منظمات األعمال املتوسطة والصغيرة" ،دار وائل ،عمان،
األردن ،الطبعة األولى.2009 ،
.6الالمي غسان قاسم داود" ،إدارة التكنولوجيا-مفاهيم ومداخل ،تقنيات ،تطبيقات عملية ،"-دار املناهج ،عمان،
األردن ،الطبعة األولى.2007 ،
.7املنظمة العربية للتنمية الدارية" ،تطوير إدارة املشروعات الصغيرة في الوطن العربي" ،القاهرة ،مصر.2006 ،
.8بابنات عبد الرحمان ،عدون ناصر دادي"،التدقيق اإلداري وتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر"،
دار املحمدي العامة ،الجزائر ،بدون سنة.
.9بشارات هيا جميل" ،التمويل املصرفي اإلسالمي للمشروعات الصغيرة واملتوسطة" ،دار النفائس ،عمان ،األردن،
الطبعة األولى ،بدون سنة.
.10جواد نبيل" ،إدارة وتنمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة" ،الجزائرية للكتاب ،درارية ،الجزائر ،الطبعة األولى،
.2006
.11خبابة عبد هللا" ،املؤسسات الصغيرة املتوسطة آلية لتحقيق التنمية املستدامة" ،دار الجامعة الجديدة،
السكندرية ،مصر.2013 ،
.12خلف السكارنة بالل" ،الريادة وإدارة منظمات األعمال" ،دار املسيرة ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى.2008 ،
.13خنفر إياد عبد الله ،العزام عبد الفتاح محمود ،العساف خالد توفيق ،الشيخ مصطفى سعيد" ،إدارة التسويق
ـ مدخل معاصر ،"-دار وائل ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى.2018 ،
.14خوني رابح ،حساني رقية" ،املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومشكالت تمويلها" ،أتراك للطباعة ،بسكرة ،الجزائر،
.2008
.15ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ،ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ"،أساسيات التمويل باملشاركة بين االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الوضعي للمؤسسات
الصغيرة واملتوسطة" ،دار الراية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى.2015 ،
.16راض ي محمد فخري" ،اإلدارة االستراتيجية" ،دار أمجد ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى.2016 ،
130
.17رحموني أحمد" ،املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودورها في إحداث التنمية الشاملة في االقتصاد الجزائري"،
املكتبة املصرية ،مصر ،الطبعة األولى.2011 ،
.18زاير وافية" ،اإلدارة االستراتيجية وأداء املؤسسات االقتصادية" ،دار الحامد ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى.2019 ،
.19سلمان ميساء حبيب ،العبادي سمير" ،املشروعات الصغيرة وأثرها التنموي" ،مركز الكتاب األكاديمي ،عمان،
األردن ،الطبعة األولى.2017 ،
.20عباس عالء ،السالمى محمد" ،ريادة األعمال واملشروعات الصغيرة" ،دار التعليم الجامعي ،السكندرية ،مصر،
.2018
.21عبد الباري طارق" ،إدارة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،تبدل أدوار املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في عصر
العوملة" ،املكتبة األكاديمية ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى.2009 ،
.22عبد املطلب عبد الحميد" ،اقتصاديات تمويل املشروعات الصغيرة" ،الدار الجامعية ،السكندرية ،مصر.2009 ،
.23عرفة سيد سالم" ،الجديد في إدارة املشاريع الصغيرة" ،دار الراية ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى.2011 ،
.24عزة خيرت يوسف" ،إدارة املشروعات الصغيرة واملتوسطة (تصميم مشروعات التنمية-جدوى املشروع)" ،دار
التعليم الجامعي ،السكندرية ،مصر.2018 ،
.25عقيلي عمر وصفي" ،إدارة مشروعات األعمال الصغيرة" ،دار وائل ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى.2018 ،
.26علي عمر أيمن" ،إدارة املشروعات الصغيرة :مدخل بيئي مقارن" ،دار الثقافة ،السكندرية ،مصر.2007،
.27عوض أشرف محمد إبراهيم"،أفكار جديدة ملشروعك الصغير طريقك لتحقيق الثروة والنجاح" ،دار الفكر
العربي ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى.2009 ،
.28فردي مصطفى نهال ،عباس نبيلة" ،أساسيات األعمال في ظل العوملة" ،الدار الجامعية ،السكندرية ،مصر،
.2005
.29فالح حسن الحسيني" ،إدارة املشروعات الصغيرة مدخل استراتيجي للمنافسة والتميز" ،عمان ،األردن ،الطبعة
األولى.2006 ،
.30فالح مفلح الزعبي علي" ،ريادة األعمال (صناعة القرن الحادي والعشرين)" ،دار الكتاب الجامعي ،بيروت ،لبنان،
الطبعة األولى.2016 ،
.31قحطان محمود يحي" ،التخطيط االستراتيجي –مدخل لتحقيق امليزة التنافسية" ،دار املناهج ،عمان ،األردن،
الطبعة األولى.2019 ،
.32كافي مصطفى يوسف" ،بيئة وتكنولوجية إدارة املشروعات الصغيرة واملتوسطة" ،مكتبة املجتمع العربي ،عمان،
األردن ،الطبعة األولى.2014 ،
.33ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ" ،ريادة األعمال وإدارة املشاريع الصغيرة" ،دار أسامة ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى.2016 ،
.34ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ"،إدارة حاضنات األعمال للمشاريع الصغيرة" ،دار الحامد ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى،
.2017
131
.35محمود محمد خليل محمد" ،املشروعات الصغيرة :طريق للتنمية املستدامة" ،دار حميثرا للنشر ،القاهرة ،مصر،
الطبعة األولى.2018 ،
.36مزهر شعبان العاني مزهر شعبان ،جواد شوقي ناجي ،عليان ارشيد حسين ،حجازي هيثم علي" ،إدارة املشروعات
الصغيرة منظور ريادي تكنولوجي" ،دار صفاء ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى.2010 ،
.37مصطفى محمد كمال 4"،محاور لزيادة فاعلية املوارد البشرية" ،مركز الخبرات املهنية لإلدارة ،القاهرة ،مصر،
.2016
.38هيكل محمد" ،مهارات إدارة املشروعات الصغيرة" ،مجموعة النيل العربية ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى.2003 ،
.39يوسف حسن توفيق عبد الرحيم" ،إدارة األعمال التجارية الصغيرة" ،دار صفاء ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى،
.2002
األطروحات واملذكرات:
أ ـ أطروحات الدكتوراه.
.1باهي موس ى" ،التنمية املستدامة والتنويع االقتصادي في الدول العربية النفطية" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة باجي مختار،
عنابة ،الجزائر.2019 ،
.2بن موفق زروق" ،استراتيجية تنويع االقتصاد الجزائري في ظل املتغيرات االقتصادية املعاصرة" ،أطروحة
مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة زيان
عاشور ،الجلفة ،الجزائر.2019 ،
.3تجاني وافية" ،مساهمة برنامج التأهيل في تحسين تنافسية املؤسسة االقتصادية الجزائرية في إطار الشراكة
األورو-متوسطية حالة املؤسسات الصناعية" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية
العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،الجزائر.2016 ،
.4جودي حنان" ،استراتيجية تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كخيار لتدارك الفجوة االستراتيجية
واالندماج في االقتصاد التنافس ي" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم
االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر.2017 ،
.5حسين يحي" ،قياس فعالية برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في دول املغرب العربي" ،أطروحة
مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير،
جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر.2013 ،
.6زرفة رؤوف" ،أثر تطبيق البرنامج الوطني للتأهيل على الجودة في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة-دراسة حالة
عينة من املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الشرق الجزائري" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم،
(غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر.2018 ،
.7زيتوني صابرين" ،الشراكة األجنبية كأداة لتأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة –دراسة حالة الجزائر،"-
أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير،
جامعة عبد الحميد ابن باديس ،مستغانم ،الجزائر.2017 ،
132
.8شاوش ي فاطمة" ،دور الشراكة األورو-جزائرية في ترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وانعكاساتها على
التنمية" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،منشورة) ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد
الحميد ابن باديس ،مستغانم ،الجزائر.2018 ،
.9عبد الجليل هجيرة" ،العوامل املؤثرة في تنافسية االقتصاد الجزائري" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه
(غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر.2017 ،
.10عقبة نصيرة" ،فعالية التمويل البنكي ملشاريع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،أطروحة مقدمة
لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد
خيضر ،بسكرة ،الجزائر.2015 ،
.11غدير أحمد سليمة" ،متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية الخاصة في الجزائر" ،أطروحة
مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة قاصدي
مرباح ،ورقلة ،الجزائر.2017 ،
.12غقال إلياس" ،تقييم الدور التمويلي للشراكة األورو-جزائرية في تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة"،
أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير،
جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر.2017 ،
.13فارس طارق" ،دور ومكانة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وسبل ترقية قدرتها التنافسية" ،أطروحة مقدمة
لنيل شهادة دكتوراه علوم( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات
عباس ،سطيف ،الجزائر.2018 ،
ب ـ مذكرات املاجستير
.1باهي موس ى" ،التنويع االقتصادي والتنمية في الجزائر" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير،
(غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر.2008 ،
.2بوشريط ابتسام" ،آلية تمويل برامج تأهيل املؤسسات االقتصادية الجزائرية" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات
نيل شهادة املاجستير( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة منتوري ،قسنطينة،
الجزائر.2010 ،
.3رقراق عبد القادر" ،متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في ظل التحوالت االقتصادية الراهنة –
دراسة حالة الجزائر" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير( ،غير منشورة) ،كلية العلوم
االقتصادية علوم التسيير والعلوم التجارية ،جامعة وهران ،الجزائر.2010 ،
.4عزيزي عكاشة أحمد" ،تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومساهمتها في التجارة الخارجية :دراسة حالة
الجزائر" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم
التسيير والعلوم التجارية ،جامعة وهران ،وهران ،الجزائر.2013 ،
.5عليواش أمين عبد القادر" ،أثر تأهيل املؤسسات االقتصادية على االقتصاد الوطني" ،مذكرة مقدمة ضمن
متطلبات نيل شهادة املاجستير( ،غير منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،الجزائر،
.2007
133
.6غدير أحمد سليمة" ،تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر-دراسة تقييمية لبرنامج ميدا" ،مذكرة
مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير( ،منشورة) ،كلية الحقوق والعلوم االقتصادية ،جامعة قاصدي
مرباح ،ورقلة ،الجزائر.2007 ،
.7هادي صادق" ،دور التنويع االقتصادي في تحقيق التنمية املستدامة في االقتصاديات النفطية" ،مذكرة مقدمة
ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير( ،منشورة) ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة
فرحات عباس ،سطيف ،1الجزائر.2014 ،
امللتقيات واملؤتمرات:
أ ـ امللتقيات الدولية:
امللتقى الدولي األول حول" :استراتيجية تطوير القطاع الصناعي في إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في .1
الجزائر" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة لونيس ي علي ،البليدة ،الجزائر ،يومي 6 :و7
نوفمبر.2018
امللتقى الدولي الثاني حول" :متطلبات تحقيق اإلقالع االقتصادي في الدول النفطية في ظل انهيار أسعار .2
املحروقات" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أكلي محند أولحاج ،البويرة ،الجزائر،
يومي 29 :و 30نوفمبر.2016
امللتقى الدولي السادس حول" :بدائل النمو والتنويع االقتصادي في الدول املغاربية بين الخيارات والبدائل .3
املتاحة" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي ،الجزائر،
يومي2 :و 3نوفمبر .2016
امللتقى الدولي األول حول" :تقييم استراتيجيات وسياسات الجزائر االقتصادية الستقطاب االستثمارات البديلة .4
للمحروقات في آفاق األلفية الثالثة بالجزائر" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد
بوضياف ،املسيلة ،الجزائر ،يومي28 :و 29أكتوبر .2014
امللتقى الدولي حول" :استراتيجية تنظيم ومرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،كلية العلوم .5
االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،يومي18 :و 19أفريل . 2012
.6امللتقى الدولي حول" :متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول العربية" ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،الجزائر ،يومي17 :و 18أفريل.2006 ،
ب ـ امللتقيات الوطنية:
.1امللتقى الوطني حول" :املؤسسات االقتصادية الجزائرية واستراتيجيات التنويع االقتصادي في ظل انهيار أسعار
النفط" ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة 8ماي ،1945قاملة ،الجزائر ،يومي 25 :و26
أفريل.2017 ،
.2امللتقى الوطني حول " :تنافسية الصناعات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية في ظل التغيرات الدولية واإلقليمية"،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة 8ماي ،1945قاملة ،الجزائر ،يومي27 :و 28نوفمبر
.2017
.3امللتقى الوطني حول" :إشكالية استدامة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر" ،كلية العلوم االقتصادية
والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي ،الجزائر ،يومي 29 :و 30أكتوبر.2017
134
.4امللتقى الوطني األول حول " :دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تحقيق التنمية بالجزائر خالل الفترة -2000
،"2010كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أحمد بوقرة ،بومرداس ،الجزائر ،يومي:
18و 19ماي.2011
جـ ـ املؤتمرات:
.1املؤتمر الدولي التاسع حول" :اإلصالح االقتصادي واإلداري وسياسات التكيف في األردن والوطن العربي" ،كلية
االقتصاد والعلوم الدارية ،جامعة اليرموك ،األردن ،أيام23 :و 25أفريل.2019
.2املؤتمر األول لكليات إدارة األعمال بجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ،كلية إدارة األعمال،
جامعة امللك سعود ،الرياض ،السعودية ،يومي16 :و 17فيفري.2014
.3املؤتمر العلمي الدولي حول" :التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة" ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،الجزائر ،يومي 7 :و 8أفريل .2008
املج ـ ـ ـ ـالت:
.1مجلة االقتصاد الصناعي ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،الجزائر ،املجلد ،10العدد األول.2020 ،
.2مجلة دفاتر ميكاس ( ،)mecasجامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر ،املجلد ،16العدد األول.2020 ،
.3مجلة االقتصاديات املالية والبنكية وإدارة األعمال ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر ،املجلد ،06العدد
األول.2020 ،
.4املجلة املغاربية االقتصاد واملناجمنت ،جامعة مصطفى أسطمبولي ،معسكر ،الجزائر ،املجلد ،05العدد الثاني،
.2020
.5مجلة البشائر االقتصادية ،جامعة طاهري محمد ،بشار ،الجزائر ،املجلد ،06العدد األول ،أفريل .2020
.6مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة قسنطينة ،2قسنطينة ،الجزائر ،العدد الثاني والخمسون ،ديسمبر
.2019
.7مجلة البحوث االقتصادية املتقدمة ،جامعة الشهيد حمة لخضر ،الوادي ،الجزائر ،العدد الخامس،
ديسمبر.2018
.8مجلة الحقيقة ،كلية العلوم االقتصادية ،التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أحمد دراية ،أدرار ،الجزائر ،املجلد
،17العدد السابع واألربعون ،ديسمبر.2018
.9مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات ،جامعة البليدة ،2البليدة ،الجزائر ،العدد الرابع عشر ،ديسمبر
.2018
.10مجلة اآلفاق للدراسات االقتصادية ،جامعة ،العربي التبس ي ،تبسة ،الجزائر ،العدد الخامس ،سبتمبر .2018
.11مجلة نماء لالقتصاد والتجارة ،جامعة عبد الحق بن حمودة ،جيجل ،الجزائر ،العدد الثالث ،جوان.2018
.12مجلة دراسات اقتصادية ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،الجزائر ،العدد الخامس والثالثون.2018 ،
.13مجلة االقتصاد وإدارة األعمال ،جامعة أحمد دراية ،أدرار ،الجزائر ،املجلد ،02العدد السابع.2018 ،
.14مجلة البشائر االقتصادية ،جامعة بشار ،بشار ،الجزائر ،املجلد ،04العدد الثاني.2018 ،
135
.15مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،الجزائر ،املجلد ،14العدد التاسع عشر،
.2018
.16مجلة دفاتر اقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة،
الجزائر ،العدد الثاني.2018 ،
.17مجلة الحقيقة ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أحمد دراية ،أدرار ،الجزائر ،املجلد
،17العدد الرابع.2018 ،
.18مجلة دفاتر اقتصادية ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،الجزائر ،العدد األول2017 ،
.19مجلة رؤى اقتصادية ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي ،الجزائر ،العدد الثاني عشر ،جوان .2017
.20مجلة الدراسات املالية واملحاسبية واإلدارية ،جامعة أم البواقي ،الجزائر ،العدد السابع ،جوان .2017
.21مجلة أداء املؤسسات الجزائرية ،كلية العلوم االقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة قاصدي
مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،العدد الثاني عشر.2017 ،
.22مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة
البليدة ،2البليدة ،الجزائر ،العدد الحادي عشر.2017 ،
.23مجلة االقتصاد وإدارة األعمال ،جامعة أحمد دراية ،أدرار ،الجزائر ،العدد الخامس.2017 ،
.24مجلة دراسات في االقتصاد والتجارة املالية ،مخبر الصناعات التقليدية لجامعة الجزائر ،3الجزائر ،املجلد ،05
العدد الثاني.2016 ،
.25مجلة أبعاد اقتصادية ،جامعة محمد بوقرة ،بومرداس ،الجزائر ،املجلد ،06العدد الثاني.2016 ،
.26مجلة الباحث االقتصادي ،جامعة 20أوت ،1955سكيكدة ،الجزائر ،العدد الخامس ،جوان.2016
.27مجلة معارف ،جامعة أكلي محند أولحاج ،البويرة ،الجزائر ،العدد العشرون ،جوان .2016
.28مجلة الواحات للبحوث والدراسات ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة غرداية ،غرداية،
الجزائر ،املجلد ،09العدد الثاني.2016 ،
.29مجلة التكامل االقتصادي ،جامعة أحمد دراية ،أدرار ،الجزائر ،املجلد ،04العدد الثاني.2016 ،
.30مجلة الكوت للعلوم االقتصادية واإلدارية ،كلية الدارة واالقتصاد ،جامعة الكوفة ،العراق ،العدد الرابع
والعشرون.2016 ،
.31مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر ،املجلد ،15العدد األول.2015 ،
.32مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر ،العدد الثامن والثالثون ،مارس.2015
.33مجلة دفاتر بوادكس ،جامعة عبد الحميد ابن باديس ،مستغانم ،الجزائر ،العدد الرابع ،سبتمبر.2015
.34مجلة املنصورة ،كلية املنصورة الجامعة ،بغداد ،العراق ،العدد الرابع والعشرون.2015 ،
.35مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر ،العدد السادس عشر ،ديسمبر.2014
.36مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية ،جامعة سطيف ،2الجزائر ،العدد التاسع عشر ،ديسمبر.2014
136
.37مجلة االستراتيجية والتنمية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة عبد الحميد بن باديس،
مستغانم ،الجزائر ،املجلد ،04العدد السادس ،ديسمبر .2014
.38مجلة الدراسات املالية واملحاسبية واإلدارية ،جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي ،الجزائر ،العدد الثاني،
ديسمبر.2014
.39مجلة رؤى اقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي،
الجزائر ،العدد الثالث ،ديسمبر.2012
.40مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،املركز الجامعي ،تمنراست ،الجزائر ،العدد الثاني.2012 ،
.41مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات
عباس ،سطيف ،1الجزائر ،العدد الحادي عشر.2011 ،
.42مجلة دراسات اقتصادية ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،الجزائر ،العدد الخامس عشر.2011 ،
.43مجلة الباحث ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،العدد التاسع.2011 ،
.44مجلة دفاتر اقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة،
الجزائر ،العدد األول.2010 ،
.45مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،الجزائر ،العدد الثالثون ،ديسمبر .2008
.46مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ،كلية العلوم االقتصادية والتسيير ،جامعة لحاج لخضر ،باتنة ،1الجزائر،
العدد الثامن عشر ،جوان.2008
الجرائد الرسمية.
.1القانون رقم ،17-02املؤرخ في 10جانفي " ،2017املتعلق باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة" ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،العدد 02الصادرة في .2017/01/11
.2القانون رقم ،18-01املؤرخ في 12ديسمبر " ،2001املتعلق باملؤسسات الصغيرة واملتوسطة" ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،العدد 77الصادرة في .2001/12/15
137
. املراجع باللغة األجنبية:ثانيا
Les livres:
1. Filion Louis Jacques, « Management Des Pme : De la Création à La Croissance,
illustrées, pearson », Renouveau Pédagogique (ERPI), France, 2007.
2. Levratto Nadine, « LES PME : Définition, rôle économique et politique
publiques », Bibliothèque Nationale, paris, France, 1re édition, 2009.
3. Lamiri Abdelhak, « Management de L’information redressement et mise à
niveau des entreprises », office des publications universitaires, Alger, Algerie, 2e
édition, 2012.
4. Dussossoy Patrick, « Conseils pratiques pour piloter votre PME : Comment
analyser, décider, organiser, mobiliser, et se dépasser…pour réussir », Gereso,
Mans, France, 4e édition, 2018.
Les memoires:
1. Ndjambou Paterne, « Diversification économique territoriale : enjeux,
déterminants, stratégies, modalitiés, conditions et perspectives », Thèse de
Doctorat en développement régionale, )non publié(, université du Québec, Canada,
2013.
138
المالحق
امللحق رقم ( :)1تطور تعداد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر للفترة ()2018- 2001
8.99 24252 9.00 22119 9.00 20294 9.03 18771 9.17 17388 8.70 15647 النقل
واملواصالت
7.20 19438 7.38 18148 7.51 16933 7.66 15927 7.98 15132 7.77 13985 خدمات
األعمال
5.24 14134 4.94 12143 4.81 10843 4.76 9897 - - - - خدمات
املؤسسات
5.66 15270 5.86 14417 6.06 13673 6.28 13058 6.52 12354 6.44 11594 الصناعة
الغذائية
6.02 16230 6.14 15099 6.26 14103 6.36 13230 6.55 12410 6.40 11517 الفندقة
واإلطعام
16.06 43319 16.68 41017 17.20 38780 22.35 36586 22.92 43445 32.47 58407 أخرى
100 269806 100 245482 100 225449 100 207949 100 189552 100 179893 املجموع
2009 2008 2007 فروع
% العدد % العدد % العدد النشاط
35.34 122238 34.84 111978 34.10 100250 البناء
واألشغال
Source : élabore par moi-même à partir du : 100 345902 100 321387 100 293946 املجموع
- Bulletin d’information statistique de la PME, Ministre de l’industrie et des mines, n°04, n°06, n°08, n°10, n°12, n°14, n°16, n°18,
n°20, n°22, n°24, n°26, n°28, n°30, n°32, n°34, pour les années : 2003, 2004, 2005, 2006, 2007, 2008, 2009, 2010,
2011, 2012, 2013, 2014, 2016, 2017, 2018, 2019.
-عبد السالم زايدي ،يزيد مقران" ،قراءة في تجربة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية-دراسة إحصائية للفترة ،"2008-2001ورقة بحث
مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول" :دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية بالجزائر للفترة ،"2010-2000كلية العلوم االقتصادية،
التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أحمد بوقرة ،بومرداس ،الجزائر ،يومي 18و 19ماي ،2011 ،ص.475
-
امللحق رقم ( :)3تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب فروع النشاط في الجزائر للفترة ()2018- 2010
100 537901 100 496989 100 459414 100 420117 100 391761 100 369319 املجموع
- Bulletin d’information statistique de la PME Ministre de l’industrie et des mines, n°04, n°06, n°08, n°10, n°12, n°14,
n°16, n°18, n°20, n°22, n°24, n°26, n°28, n°30, n°32, n°34, pour les années : 2003, 2004, 2005, 2006, 2007, 2008, 2009,
2010, 2011, 2012, 2013, 2014, 2016, 2017, 2018, 2019.
عبد السالم زايدي ،يزيد مقران" ،قراءة في تجربة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية-دراسة إحصائية للفترة -2001 -
،"2008ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول" :دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية بالجزائر للفترة
،"2010-2000كلية العلوم االقتصادية ،التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أحمد بوقرة ،بومرداس ،الجزائر ،يومي 18و 19ماي،
،2011ص.475
امللحق رقم ( :)4تطور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر حسب الجهات خالل الفترة
()2018-2005
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة القانوني
20.44 704.5 21.59 651.0 21.8 598.6 22.9 550.6 23.1 505.0 23.6 481.5 PIBالعام
79.56 2740.06 78.41 2364.5 78.2 2146.7 77.1 1884.2 76.9 1679.1 76.4 1560.2 PIBالخاص
100 344411 100 3015.5 100 2745.4 100 2434.8 100 2184.1 100 2041.7 املجموع
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة القانوني
12.01 793.38 15.23 923.34 15.02 827.53 16.41 816.8 17.55 760.92 19.20 749.86 PIBالعام
87.99 5813.02 84.77 5137.46 84.98 4681.68 83.59 4162.02 82.45 3574.07 80.80 3153.77 PIBالخاص
100 6606.40 100 6060.8 100 5509.21 100 4978.82 100 4334.99 100 3903.63 املجموع
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة القانوني
12.77 1291.14 14.23 1414.65 14.22 1313.36 13.9 1187.93 11.7 893.24 PIBالعام
87.22 8815.62 85.77 8529.27 85.78 7924.51 86.1 7338.65 88.3 6741.19 PIBالخاص
100 10106.7 100 9943.92 100 9237.87 100 8527 100 7634.43 املجموع
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة القانوني
45.9 3882.2 44.4 3352.9 37.8 1868.9 35.6 1868.9 32.7 1477 34.2 1443.9 PIBلقطاع
املحروقات
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة القانوني
35.8 5536.4 36.1 5242.1 34.9 4180.4 31.0 3109.1 45.0 4997.6 43.5 4089.3 PIBلقطاع
املحروقات
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة القانوني
19.7 3660 17.4 3025.6 18.8 3134.3 27.0 4657.8 29.8 4968 PIBلقطاع
املحروقات
- Bulletin statistique Trimestriel, La banque d’Algérie banque d’Algérie, n°05, n°06, n°12, n°14, n°18, n°23, n°27,
n°31, n°33, n°34, n°42, n°45, pour les années : 2008, 2009, 2010, 2011, 2012, 2013, 2014, 2015, 2016, 2018, 2019,
p26.
امللحق رقم ( :)7تطور مساهمة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في القيمة املضافة للفترة ()2017- 2001
القيمة :باملليار دينار جزائري.
120.7 489.37 102.05 403.37 100.34 358.88 116.91 284.09 106.64 263.29 98.9 221.5 البناء
واألشغال
العمومية
163.73 579.8 180.19 417.59 145.81 349.06 107.2 305.23 93.65 270.68 81.7 259.7 النقل
واملواصالت
12.75 51.49 11.58 45.65 14.62 36.06 12.35 31.08 11.59 29.01 9.2 21.6 خدمات
املؤسسة
9 66.2 8.74 60.88 8.14 54.5 7.83 51.52 7.43 47.93 4.8 43.5 الفندقة
واإلطعام
24.72 121.3 24.69 101.79 25.73 93.5 28.89 86.49 32.25 80.54 32.9 79.1 الصناعة
الغذائية
0.35 2.22 0.41 2.31 0.45 2.23 0.44 2.02 0.45 2.14 0.5 1.7 صناعة
الجلود
واألحذية
42.92 685.45 38.95 629.18 39.86 567.19 37.61 514.56 33.47 475.8 29.1 449.3 التجارة
والتوزيع
9.93 1411.7 7.80 1165.9 3.08 1012.1 1.38 924.99 3.58 708.17 3.16 701.03 الزراعة
178.48 1232.6 171.53 1091.0 13.59 1058.1 128.97 871.08 115.97 754.02 139.62 593.09 البناء
واألشغال
العمومية
214.21 881.06 189.23 860.54 182.02 806.01 169.95 744.42 163.24 700.33 172.72 657.35 النقل
واملواصالت
31.32 123.05 28.09 109.50 25.51 96.86 20.92 77.66 21.81 62.23 15.11 56.6 خدمات
املؤسسة
24.04 114.9 13.83 107.60 13.03 101.36 10.65 94.8 10.3 80.87 9.63 71.12 الفندقة
واإلطعام
33.93 232.2 32.06 199.79 27.58 169.95 26 161.55 24.24 139.92 24.14 127.98 الصناعة
الغذائية
0.28 2.38 0.26 2.34 0.3 2.29 0.3 2.25 0.33 2.2 0.3 2.08 صناعة
الجلود
واألحذية
96.25 1555.2 85.71 1358.9 75.45 1204.0 73.88 1077.7 67.37 935.83 56.18 776.82 التجارة
والتوزيع
2017 2016 2015 2014 2013 الطابع
ق.العام ق.الخاص ق.العام ق.الخاص ق.العام ق.الخاص ق.العام ق.الخاص ق.العام ق.الخاص القانوني
17.5 2264.3 14.9 2125.3 17.7 1918.6 13.31 1758.1 14.81 1612.9 الزراعة
352.82 1764.5 336.81 1653.2 337.16 1513.6 291.68 1438.5 217.71 1344.4 البناء
واألشغال
العمومية
320.94 1644.5 308.12 1488.8 259.33 1401.4 256.5 1299.5 233.8 1209.3 النقل
واملواصالت
85.54 162.37 71.92 157 59.32 155.2 53.7 142.07 33.37 139.1 خدمات
املؤسسة
50.25 2191.3 47.92 192.47 40.44 172.34 33.5 155.49 27.82 146.27 الفندقة
واإلطعام
50.94 357.17 48.8 340.77 46.35 307.36 41.71 288.98 36.3 249.17 الصناعة
الغذائية
0.34 2.5 0.38 2.45 0.28 2.5 0.31 2.55 0.27 2.37 صناعة
الجلود
واألحذية
128.36 1995.5 136.01 2205.2 132.83 2126.5 113.76 1956.3 110.98 1759.6 التجارة
والتوزيع
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة
2.16 1184 1.97 709 2.48 788 3.10 763 3.89 734 3.57 684 صادرات
الـPME
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة
2.86 2062 2.80 2062 2.67 1526 2.35 1066 2.44 1937 2.21 1332 صادرات
الـPME
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة
6.87 2830 5.18 1930 6.01 1805 5.67 1969 4.10 2582 3.09 2014 صادرات
الـPME
عبد السالم زايدي ،يزيد مقران"،قراءة في تجربة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية-دراسة إحصائية للفترة -2001 -
،"2008ورقة بحث مقدمة إلى امللتقى الوطني األول حول" :دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية بالجزائر للفترة -2000
،"2010كلية العلوم االقتصادية ،التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أحمد بوقرة ،بومرداس ،الجزائر ،يومي 18و 19ماي ،2011
ص.478
امللحق رقم ( :)10تطور مساهمة قطاع املحروقات في الصادرات الجزائرية للفترة ()2018- 2001
القيمة :باملليون دوالر أمريكي.
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة
97.84 53608 98.30 45490 97.92 31550 98.04 23990 96.79 18110 97.07 18530 صادرات
قطاع
املحروقات
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة
96.99 70571 97.08 71662 97.20 56143 97.66 44411 97.53 77192 97.73 59607 صادرات
قطاع
املحروقات
% القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة
93.23 38953 94.51 33203 94.00 27917 94.15 33081 95.41 58362 96.70 63326 صادرات
قطاع
املحروقات
نهدف من خالل هذه الدراسة إلى التعرف على أهم املفاهيم ذات العالقة بالتأهيل والتنويع
،االقتصادي وكذا تبيان أهمية برامج تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في دعم التنويع االقتصادي
.على اعتبار أن هذه األخيرة أضحت ضرورة حتمية لجميع الدول خاصة النفطية منها
وبغية الوصول إلى الهدف املذكور تم إسقاط متغيرات الدراسة على االقتصاد الجزائري والذي
استطلعنا من خالله الوقوف على عدم قدرة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على تأدية الدور املنتظر
رغم املجهودات املبذولة وبرامج التأهيل املتبناة سواء الوطنية أو في،منها في دعم التنويع االقتصادي
وهو ما ترجم في، والتي وقفنا على عدم قدرتها حتى على االقتراب من أهدافها املسطرة،إطار الشراكة
،املساهمة غير الفعالة لقطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالجزائر في دعم مسار التنويع االقتصادي
.األمر الذي يتطلب بذل املزيد من املجهودات املدروسة في هذا الجانب
:الكلمات املفتاحية
. التن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويع االقت ـ ــصادي، الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأهيل،املؤسس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات الصـ ـ ـغيرة واملت ـ ـ ـوسطة
Abstract :
We aim through this study to identify the most important concepts related to
upgrade programs and economic diversification, we also aim to explain the importance
of upgrade programs for small and medium enterprises in supporting economic
diversification, since this latter has become an inevitable necessity for all countries,
especially oil-producing countries
In order to achieve that objective, the study variables were dropped on Algerian
economy. Finally, we were able to make a conclusion that small and medium enterprises
are unable to play the role expected of them in supporting economic diversification even
the efforts made and the upgrade programs adopted, whether these programs are national
or through the European Partnership, where we concluded that it stays far from its goals.
As a result, the ineffective contribution of the small and medium enterprises sector in
support of economic diversification in Algeria. This requires the need to make more
planned efforts in this side.
Key Word :