You are on page 1of 17

‫استعدادا لمتحانات المهن القانونية والقضائية‬

‫ملخص مادة‬
‫القانون المدني ‪ -‬ظهير اإللتزامات والعقود المغربي‬

‫مصادر اإللتزام – العقد واإلرادة المنفردة‬

‫محاور هذا الملخص ‪:‬‬

‫الــمــحــور األول ‪ :‬الـــعـــقـــد‬


‫المحور الثاني ‪ :‬اإلرادة المنفردة‬

‫من إعداد الباحث ‪:‬‬


‫عــــمــر صــبــار‬

‫‪2022 :‬‬ ‫سنة اإلعداد‬


‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫ملخص‬

‫"الـقـانــون الـمـدنـي"‬

‫ظهير اإللتزامات والعقود المغربي‬

‫مصادر اإللتزام – العقد واإلرادة المنفردة‬

‫من إعداد الباحث ‪ :‬عــمـر صــبـار‬

‫سنتناول المادة وفق المحاور ‪:‬‬

‫✓ الــــعــــقــــد‬
‫✓ اإلرادة المنفردة‬

‫‪1‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫اإللتزامات التي تنشأ عن اإلتفاقات والتصريحات االخرى‬

‫(العقد واإلرادة المنفردة)‬

‫سنقارب اإللتزامات التي تنشأ عن اإلتفاقات والتصريحات األخرى وفق مقاربة فقهية‬
‫تقوم على النص التشريعي والتفسيرات الفقهية لتبسيط عملية الفهم‪ ،‬وبعد ذلك سنقارب نفس‬
‫المحور باإلعتماد على المقاربة التشريعية فقط‪ ،‬استنادا على نصوص ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫‪ ‬المقاربة الفقهية للعقد واإلرادة المنفردة‬

‫العقد واإلرادة المنفردة يعتبران تصرفات قانونية‪ ،‬والتصرف القانوني هو اتجاه اإلرادة‬
‫إلى إحداث آثر قانوني‪ ،‬سواء كان هذا اآلثر هو إنشاء حق أو نقله أو إنهاءه‪ .‬والتصرف‬
‫القانوني بوجه عام قد يصدر بإرادة منفردة أو بإرادتين‪ ،‬يسمى في الحالة األولى بالتصرف‬
‫الصادر من جانب واحد (اإلرادة المنفردة) وفي الحالة الثانية بالتصرف الصادر من جانبين‬
‫(العقد)‪.‬‬

‫الــعــقــد (تصرف قانوني)‬

‫العقد توافق إرادتين أو أكثر على إحداث آثر قانوني‪ ،‬سواء كان هذا اآلثر إنشاء التزام‬
‫أو نقله أو تعديله أو إنهائه‪ ،‬ونجد المشرع المغربي يستخدم مصطلح اتفاق كثيرا‪ ،‬وثارة‬
‫يخلط بين العقد واإلتفاق‪ ،‬وبشكل مقتضب فاإلتفاق مصطلح أوسع من العقد‪ ،‬والخالف بين‬
‫العقد واإلتفاق عديم األهمية مادام األمر راجع لمضمون اإلتفاق أو العقد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫طبيعة العقد ‪ :‬باعتبار أن العقد تصرف قانوني ينبني على تطابق إرادتين أو أكثر إلحداث‬
‫آثر قانوني‪ ،‬مما يعني أن اإلرادة هي العنصر األساسي في العقد‪ .‬فال يمكن تصور عقد‬
‫بدون إرادة‪ ،‬وهي أساس العالقة التعاقدية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلرادة هي أساس العقد ‪ :‬سنتحدث عن دور اإلرادة وإشكالية التعبير عنها‬
‫‪ ‬مبدأ سلطان اإلرادة ‪ :‬مفهوم مبدأ سلطان اإلرادة نتج عن الفلسفة الفردية التي‬
‫ظهرت في عصر األنوار‪ ،‬واعتمادها يقر بأن العقد يعتبر بمثابة مصدر‬
‫للقانون‪ ،‬أي أنه يفيد أن بإمكان األفراد عن طريق التقاء إرادتهم من إقرار‬
‫قانون خاص بهم‪ .‬ويترتب عن مبدأ سلطان اإلرادة نتائج قانونية‪ ،‬أي‬
‫مجموعة من المبادئ المرتبطة فيما بينها‪ ،‬وهي الحرية التعاقدية‪ ،1‬القوة‬
‫الملزمة للعقد‪ ،2‬نسبية آثار العقد‪.3‬‬
‫‪ ‬التعبير عن اإلرادة ‪ :‬هنا وجب تحديد المقصود باإلرادة التي يعتد بها من أجل‬
‫إلزام المتعاقدين‪ ،‬فمادام أن العقد توافق إرادتين فإن على كل طرف التعرف‬
‫على إرادة الطرف اآلخر من خالل التعبير الخارجي عن هذه اإلرادة‪ ،‬غير‬
‫أن هذا التعبير الخارجي ال يعبر دائما عن اإلرادة الحقيقية‪ .‬فنميز بين اإلرادة‬
‫الظاهرة واإلرادة الباطنية (الحقيقية)‪ ،‬فاإلرادة الظاهرة تقف عند المظهر‬
‫الخارجي لإلرادة (أخد بها المشرع المغربي في الفصالن ‪ 21‬و‪ ،)461‬أما‬
‫اإلرادة الباطنية أو الكامنة تقوم على فرضية وجود تعبير خارجي ال يعبر‬
‫بالضرورة على اإلرادة الحقيقية وإذا تبين أن التعبير غير مطابق لإلرادة فإنه‬
‫ال يعتد بالتعبير‪ ،‬حيث يجب األخد بحقيقة اإلرادة (أخد بها المشرع المغربي‬
‫في الفصالن ‪ 22‬و‪.)462‬‬
‫‪ -‬تصنيف العقود ‪ :‬نميز بين العقود التي تصنف على أساس طبيعة العقد‪ ،‬وعقود‬
‫تصنف على أساس تكوين العقد‪ ،‬وعقود تصنف على أساس آثار العقد‪ ،‬وعقود‬
‫تصنف على أساس القواعد المطبقة عليها‪.‬‬
‫‪ ‬التصنيف على أساس طبيعة العقد ‪ :‬العقود البسيطة‪ ،4‬العقود المركبة‪ ،5‬العقود‬
‫الزمنية‪ ،6‬العقود الفورية‪ ،7‬العقود المحددة‪ ،8‬والعقود اإلحتمالية‪.9‬‬

‫‪ - 1‬الحرية التعاقدية مبدأ من مبادئ سلطان اإلرادة‪ ،‬ويفيد أن الفرد حر في أن يتعاقد من عدمه‪ ،‬ويقوم على بعدين‪ :‬بعد شكلي مرتبط بتبادل‬
‫اإلرادات يكفي لقيام العقد‪ ،‬وبعد موضوعي يعبر عنه من خالل ثالث خيارات‪ ،‬التعاقد أو عدم التعاقد‪ ،‬اختيار المتعاقد بكل حرية‪ ،‬مضمون العقد‪.‬‬
‫‪ - 2‬القوة اإللزامية للعقد مبدأ من مبادئ سلطان اإلرادة‪ ،‬ويفيد أن كل فرد قرر أن يتعاقد‪ ،‬يصبح ملزما باحترام التزاماته الناتجة عن هذا العقد‪ ،‬أي‬
‫أن العقد يقوم مقام القانون بالنسبة ألطرافه‪.‬‬
‫‪ - 3‬نسبية آثار العقد مبدأ من مبادئ سلطان اإلرادة‪ ،‬يقصد به أن أفراد العقد فقط من يتوجب عليهم احترام بنوده‪ ،‬فال يرتبط بالعقد إال أطرافه‪.‬‬
‫‪ - 4‬العقود البسيطة هي التي تتضمن عملية واحدة لتحقيق غرض واحد‪.‬‬
‫‪ - 5‬العقود المركبة وهي التي تتضمن عدة عمليات أو أداءات قانونية مختلفة اندمجت مع بعضها لتحقيق غرض واحد‪.‬‬
‫‪ - 6‬العقود الزمنية هي التي تنتج آثارها القانونية لحظة إبرامها‪ ،‬رغم تأخر التنفيذ في بعضها مادام أن الزمن ليس عنصرا أساسيا فيها‪.‬‬
‫‪ - 7‬العقود الفورية يكون فيها عامل الزمن مهما‪ ،‬بل يعتبر مسألة وجود وعدم من قيام العقد‪ ،‬كعقد الكراء‪ ،‬الشغل‪ ،‬التوريد‪...‬‬
‫‪ - 8‬العقود المحددة هو الذي يستطيع فيها كال المتعاقدين أن يحددا وقت تمام العقد‪ ،‬قيمة األداء فيه وتعيين قيمته منذ البداية على وجه ثابت‪ ،‬أي أن‬
‫كل متعاقد يستطيع معرفة مقدار ما يعطيه وما يأخده‪ ،‬أو على األقل قابال للتحديد تحت طائلة بطالن العقد‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫‪ ‬التصنيف القائم على أساس تكوين العقد ‪ :‬العقد الرضائي‪ ،10‬العقد الشكلي‪،11‬‬
‫العقد العيني‪ ،12‬العقد اإلختياري‪ ،13‬عقد اإلذعان‪ ،14‬العقود المهنية‪ 15‬وعقود‬
‫اإلستهالك‪.16‬‬
‫‪ ‬التصنيف القائم على أساس آثار العقد ‪ :‬العقود الملزمة لجانب واحد‪ ،17‬العقود‬
‫الملزمة لجانبين‪ ،18‬عقود المعاوضة‪ ،19‬عقود التبرع‪ ،20‬العقود الفردية‪،21‬‬
‫العقود الجماعية‪.22‬‬
‫‪ ‬التصنيف العقود على أساس القواعد المطبقة عليها ‪ :‬العقود المسماة‪ ،23‬العقود‬
‫غير المسماة‪ ،24‬العقود المدنية والعقود التجارية‪.25‬‬

‫تكوين العقد ‪ :‬من أجل تكوين العقد أكدت أغلب التشريعات على األركان والعناصر‬
‫الالزمة لصحته‪ ،‬وفي حالة اختالل هذه األركان نكون أمام حالة بطالن أو إبطال للعقد‪.‬‬
‫‪ -‬أركان العقد ‪ :‬بمقتضى (ف‪ 2:‬من ق‪.‬ل‪.‬ع) فاألركان الالزمة لصحة اإللتزامات‬
‫الناشئة عن التعبير عن اإلرادة ‪ )1( :‬األهلية لإللتزام‪ )2( ،‬تعبير صحيح عن اإلرادة‬
‫يقع على العناصر األساسية لإللتزام‪ )3( ،‬شيء محقق يصلح ألن يكون محال‬
‫لإللتزام‪ )4( ،‬سبب مشروع لإللتزام‪.‬‬
‫‪ ‬األهلية ‪ :‬ال يمكن أن يكون التراضي صحيحا إال بأهلية المتعاقدين‪ ،‬وطبقا‬
‫للفصل ‪ 3‬من ق‪.‬ل‪.‬ع فاألهلية المدنية للفرد تخضع لقانون أحواله الشخصية‬
‫(مدونة األسرة)‪ ،‬وحسب المادة ‪ 206‬من مدونة األسرة فاألهلية نوعان‪،‬‬
‫‪ - 9‬العقود اإلحتمالية يتوقف فيها مقدار األداء الواجب على أحد المتعاقدين على تحقق أمر غير محقق الحدوث‪ ،‬كالتأمين ضد السرقة أو الحريق‬
‫‪ - 10‬العقد الرضائي هو ما يكفي لقيامه صحيحا مجرد تراضي أطرافه‪ .‬وأي شكلية في العقد ال ترد لتبين صحته بل إلثباته فقط‪ ،‬لهذا نص ف‪443‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع على كتابة العقد إلثبات التصرفات التي تتجاوز ‪ 10.000‬درهم‪ ،‬وهذه الشكلية ليس لصحة التصرف بل إلثباته‪.‬‬
‫‪ - 11‬العقد الشكلي هو الذي ال يتم بمجرد التراضي‪ ،‬بل تفرض اتباع شكل يحدده القانون‪ .‬كمثال بيع عقار فيتم كتابة العقد وفق ف‪ 489‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪ - 12‬العقد العيني ال يتم بمجرد تراضي عاقديه‪ ،‬بل لتمامه يتطلب أن يتم تسليم الشيء محل التعاقد ألحد أطرافه‪ ،‬مثال عقد الهبة والرهن الحيازي‪.‬‬
‫‪ - 13‬العقد اإلختياري أو التفاوضي هو الذي ينبني على أساس المساومة الحرة لألطراف‪ ،‬فتتم مناقشة بنود العقد بمحض اختيار المتعاقدين معا‬
‫وفقا لمبدأ العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬وهذا ما نستنبطه من الفصل ‪ 19‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪ - 14‬العقد اإلذعان عكس العقد اإلختياري‪ ،‬حيث تنعدم في هذه العقود إرادة أحد الطرفين‪ ،‬أو انفراد أحد اإلرادات في تحديد بنود العقد أو اإللتزام‪.‬‬
‫‪ - 15‬العقد المهني هو الذي يتم إبرامه بين المهنيين أو المحترفين بين بعضهم البعض‪ ،‬حيث هناك نوع من التوازن‪.‬‬
‫‪ - 16‬عقد اإلستهالك حيث يربط بين طرف مهني واآلخر غير مهني وهو المستهلك‪.‬‬
‫‪ - 17‬العقود الملزمة لجانب واحد فهي ال تنشأ التزامات إال في جانب أحد المتعاقدين دون اآلخر‪ ،‬حيث أحدهما يكون دائنا غير مدين‪ ،‬بينما الطرف‬
‫اآلخر يكون مدينا ال دائنا‪ ...‬كما هو الشأن بالنسبة للهبة‪.‬‬
‫‪ - 18‬العقود الملزمة لجانبين هو الذي ينشأ التزامات متقابلة في ذمة كل المتعاقدين‪ ،‬فكل متعاقد يكون دائنا ومدينا في نفس الوقت‪.‬‬
‫‪ - 19‬عقود المعاوضة هي التي يتلقى فيها كل من المتعاقدين عوضا لما أعطاه‪ ،‬ويعطي مقابال لما يأخده‪ .‬وأغلب العقود تدخل ضمن هذا اإلطار‪،‬‬
‫البيع‪ ،‬الكراء‪ ،‬الشغل‪ ،‬القرض‪ ...‬وليس من الضرورة أن يكون عقد المعاوضة ملزما لجانبين‪ ،‬كالوعد بالبيع‪ ،‬الوعد بالشراء‪...‬‬
‫‪ - 20‬عقود التبرع ال يأخذ فيها أحد المتعاقدين مقابال لما أعطاه‪ ،‬وال يعطي المتعاقد اآلخر مقابال لما أخده‪ ،‬فهو عقد بدون تعويض‪ ،‬كالهبة والوديعة‬
‫‪ - 21‬العقد الفردي هو الذي تقتصر آثاره القانونية على األطراف الذين وافقوا عليه‪ ،‬سواء كان الطرف الموجب أو القابل واحد أو متعدد‪.‬‬
‫‪ - 22‬العقود الجماعية تمتد آثارها إلى أشخاص آخرين لم يوافقوا عليه‪ ،‬والمثال في الشغل‪ ،‬كالعقد الذي تبرمه النقابة نيابة عن األجراء‪.‬‬
‫‪ - 23‬العقود المسماة هي التي سماها المشرع وخصص لها مجموعة من النصوص أو المواد التي تنظم أحكامها‪.‬‬
‫‪ - 24‬العقود غير المسماة هي التي أغفل المشرع وضع أحكام خاصة بها‪.‬‬
‫‪ - 25‬العقود المدنية والعقود التجارية‪ ،‬هنا ال نكون أمام صنفين مستقلين من العقود‪ ،‬وإنما هي تفرقة بين صنفين لذات العقود‪ ،‬حيث نفس الصنف‬
‫من العقود قد تثبت له الصفة المدنية أو الصفة التجارية‪ .‬ذلك أن عقد البيع قد يكون مدنيا كما قد يكون تجاريا إذا اكتسب الصفة التجارية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫أهلية وجوب‪ 26‬وأهلية أداء‪ .27‬وتحدد العوامل التي تأثر في فقدان األهلية‬
‫عامل السن‪ ،28‬الجنون‪ ،29‬العُته‪ 30‬والسُفه‪ ،31‬وعوارض أخرى ثانوية‪.32‬‬
‫‪ ‬التراضي ‪ :‬لتحقق التراضي وجب توافر اإليجاب حيث نميز بين اإليجاب‬
‫الصريح واإليجاب الضمني واإليجاب الموجه للجمهور واإليجاب الموجه‬
‫لشخص محدد واإليجاب المقترن بمدة زمنية واإليجاب المطلق ثم أخيرا‬
‫اإليجاب اإللكتروني ولكل هذه األنواع مجموعة من الضوابط التي تأطرها‬
‫وهناك العديد من الحاالت التي يسقط فيها اإليجاب‪ .‬وتوافر القبول وهو‬
‫التعبير الصادر عن الشخص الموجه إليه اإليجاب كداللة على رغبته في‬
‫العرض المقدم إليه من طرف الموجب شريطة أن يكون هذا القبول مطابقا‬
‫لإليجاب مطابقة تامة‪ ،‬ويقوم السكوت عند القبول على قاعدة عامة "ال ينسب‬
‫إلى ساكت قول" حيث ال يمكن ان يكون بمثابة قبول‪ ،‬إال بوجود استثناءات‪.‬‬
‫وتحقق التطابق بين اإليجاب والقبول (توافق اإلرادتين) بمعنى حصول‬
‫اإلقتران بينهما على العناصر األساسية للعقد وهذا ما ورد في مقتضيات‬
‫الفقرة األولى من ف ‪ 19‬من ق‪.‬ل‪.‬ع "ال يتم اإلتفاق إال بتراضي الطرفين‬
‫على العناصر االساسية لإللتزام وعلى باقي الشروط المشروعة األخرى التي‬
‫يعتبرها الطرفان أساسية"‪.‬‬
‫وبعد هذه الشروط نكون أمام اجتماع اإلرادات ووجود تراضي‪ ،‬وهذا ال‬
‫يعتبر كافيا لقيام العقد‪ .‬بل يجب أن يكون التراضي صحيحا‪ ،‬والصحة تقوم‬
‫على أهلية اإللتزام‪ ،‬والخلو من أي عيب من عيوم الرضى (الغلط‪ ،‬اإلكراه‪،‬‬
‫التدليس‪ ،‬والغبن)‪.‬‬
‫الغلط هو وهم يصور للمتعاقد على غير حقيقته‪ .‬وهناك الغلط المانع الذي يقع‬
‫على ماهية العقد أو ذاتية المحل أو السبب‪ ،‬ويترتب عنه بطالن العقد‪ .‬والغلط‬
‫المؤثر ألنه يؤثر في سالمة إرادة المتعاقد وفي صحة العقد مما يترتب عنه‬
‫القابلية لإلبطال‪ .‬والغلط غير المؤثر هو الذي ال يؤثر في صحة العقد وال في‬
‫إرادة المتعاقدين‪ ،‬كالغلط في القيمة أو الباعث‪ ،‬أو الحساب‪ ...‬ونظمه المشرع‬
‫‪ - 26‬أهلية وجوب هي صالحية الشخص الكتساب الحقوق وتحمل الواجبات التي يحددها القانون وفق المادة ‪ 207‬من مدونة األسرة‬
‫‪ - 27‬أهلية أداء هي قدرة الشخص على إبرام التصرفات القانونية لحسابه‪ ،‬وهي وفق المادة ‪ 208‬من مدونة األسرة صالحية الشخص لممارسة‬
‫حقوقه الشخصية والمالية ونفتذ تصرفاته‪ ،‬ويحدد القانون شروط اكتسابها وأسباب نقصانها أو انعدامها‪ .‬وحسب م ‪ 209‬من م‪.‬أ تكتمل أهلية‬
‫الشخص ببلوغه ‪ 18‬سنة كاملة‪ ،‬ووفق م ‪ 214‬من م‪.‬أ من ينحصر سنه بين ‪ 12‬و‪ 18‬فإنه يعتبر ناقص األهلية‪.‬‬
‫‪ - 28‬عامل السن ‪ :‬ميز المشرع بين ثالث مراحل أساسية‪ ،‬الصبي غير المميز الذي يعتبر عديم األهلية وفق م ‪ 217‬من م‪.‬أ الذي لم يبلغ ‪ 12‬عاما‬
‫وفق م ‪ 214‬من م‪.‬أ ‪ .‬الصبي المميز هو الذي أتم ‪ 12‬سنة شمسية كاملة وفق م ‪ 214‬من م‪.‬أ‪ ،‬وحدد المشرع أحكام هذه المرحلة في م ‪ 225‬من م‪.‬أ‬
‫ب نفاذ تصرفات الصبي المميز إذا كانت نافعة له وبطالنها إذا كانت مضرة له ووجوب نائب شرعي إذا كانت دائرة بين النفع والضرر‪ .‬والمرحلة‬
‫الثالثة البالغ الرشيد هو الذي أتم ‪ 18‬سنة وفق المادة ‪ 209‬من م‪.‬أ‪ ،‬وتصرفاته القانونية صحيحة وفق م ‪ 210‬من م‪.‬أ حيث يعد كامال لألهلية‪.‬‬
‫‪ - 29‬عامل الجنون تم التنصيص عليه بمقتضى البنذ التاني من م ‪ 217‬من م‪.‬أ حيث يعتبر عديم أهلية األداء المجنون وفاقد العقل‪.‬‬
‫‪ - 30‬المعتوه وفق م ‪ 216‬من م‪.‬أ هو الشخص المصاب بإعاقة ذهنية ال يستطيع معها التحكم في تفكيره وتصرفاته‪.‬‬
‫‪ - 31‬السفيه وفق م ‪ 215‬من م‪.‬أ هو المبذ ر الذي يصرف ماله فيما ال فائدة فيه‪ ،‬وفيما يعده العقالء عبثا‪ ،‬بشكل يضر به أو بأسرته‪.‬‬
‫‪ - 32‬عوامل أخرى من قبيل مانع الحكم بعقوبة جنائية وفق الفصل ‪ 38‬من القانون الجنائي‪ .‬وينبغي اإلشارة أن السكر الناتج عن الفقدان اإلرادي‬
‫للعقل ال يعفي من المسؤولية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫المغربي في الفصول من ‪ 40‬إلى ‪ 45‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بوضع أحكام لمعظم‬


‫حاالت الغلط‪.‬‬
‫اإلكراه‪ ،‬تناوله المشرع في الفصول من ‪ 46‬إلى ‪ 51‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬حيث‬
‫عرفه في ف ‪ 46‬كونه إجبار يباشر من غير أن يسمح به القانون يحمل‬
‫بواسطته شخص شخصا آخر على أن يعمل عمال بدون رضاه‪ .‬ونميز بين‬
‫اإلكره المادي (يكون جسماني كالضرب) واإلكراه المعنوي (يكون بالتهديد)‬
‫واإلكراه اإليجابي (القيام بعمل) واإلكراه السلبي (اإلمتناع عن عمل)‪.‬‬
‫و لتحقق شرط اإلكراه وجب توافر عنصر موضوعي (يتجلى في استعمال‬
‫المكره وسائل الضغط واإلجبار خارج نطاق القانون) وعنصر نفسي (حيث‬
‫يجب أن يكون التعاقد تحت وطأة الخوف والرهبة)‪.‬‬
‫التدليس‪ ،‬إذا كان الغلط ناتجا عن وقوع‪ ،‬فالتدليس هو إيقاع المتعاقد في غلط‬
‫يدفعه إلى التعاقد‪ ،‬وبتعبير آخر فهو مجموعة من الوسائل اإلحتيالية التي‬
‫يمارسها أحد المتعاقدين قصد تمويه الحقيقة وتضليل الطرف اآلخر فيجعله‬
‫يتعاقد‪ ،‬وبمقتضى الفصلين ‪ 52‬و‪ 53‬من ق‪.‬ل‪.‬ع يمكن للقاضي إبطال العقد‬
‫إذا تحققت العناصر الثالث في التدليس ‪ :‬استعمال طرق احتيالية من اجل‬
‫تضليل المتعاقد اآلخر‪ ،‬أن يكون التدليس هو الدافع للتعاقد‪ ،‬ارتكاب التدليس‬
‫من قبل أحد المتعاقدين أو من قبل شخص متواطؤ معه‪.‬‬
‫الغبن هو الحيف أو الخسارة التي تلحق المتعاقد في عقد المعاوضة‪ ،‬وذلك إذا‬
‫كانت قيمة ما أخذه ال تتناسب مع ما أعطاه‪ ،‬وبالرجوع للقانون المغربي ال‬
‫يعتد بالغبن الذي يلحق الشخص الراشد‪.‬‬
‫مالحظة ‪ :‬بخصوص حماية رضا المستهلك يستحسن الرجوع إلى مقتضيات‬
‫القانون رقم ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك‪.‬‬
‫‪ ‬المحل ‪ :‬ركن من األركان الالزمة لصحة اإللتزامات‪ ،‬وخصص له المشرع‬
‫مجموعة من األحكام بمقتضى الفصول من ‪ 57‬إلى ‪ 61‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬حيث‬
‫اعتبره المشرع ركن لإللتزام وليس العقد‪ .‬والمقصود من محل العقد تلك‬
‫العملية القانونية المراد تحقيقها من وراء العقد كالبيع في عقد البيع‪ ،‬الكراء‪،‬‬
‫الوكالة‪ .‬أما محل اإللتزام هو ذلك األداء المتمثل في إعطاء شيء أو القيام‬
‫بعمل أو اإلمتناع عن عمل‪ .‬ومن أجل أن يكون العقد صحيحا ينبغي أن تتوفر‬
‫مجموعة من الشروط في محل اإللتزام‪ ،‬أن يكون موجودا أو قابال للوجود في‬
‫المستقبل إذا كل المحل هو إعطاء شيء‪ ،‬أما إذا كان محله عمال أو اإلمتناع‬
‫عن عمل فإنه ينبغي أن يكون ممكنا‪ ،‬إضافة أن يكون محددا أو قابال للتحديد‪،‬‬
‫وأخيرا ينبغي أن يكون المحل مشروعا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫‪ ‬السبب ‪ :‬لم يكتفي المشرع المغربي باألهلية والتراضي والمحل ليكون العقد‬
‫صحيحا‪ ،‬بل أضاف ركنا رابعا بمقتضى الفقرة األخيرة من ف‪ 2‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫المغربي‪ ،‬وهو ضرورة وجود سبب مشروع لإللتزام‪ ،‬وخصص لهذه‬
‫النظرية الفصول من ‪ 62‬إلى ‪ ،65‬تناول فيها عناصر هذا الركن‪ .‬ويقوم‬
‫السبب على ثالث شروط (أن يكون موجودا‪ ،‬حقيقيا ومشروعا)‪.‬‬
‫أن يكون السبب موجودا حيث يعد العقد باطال إن لم يقم اإللتزام على أي‬
‫سبب‪ ،‬وذلك بمقتضى الفصلين ‪ 02‬و‪ 62‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫أن يكون السبب حقيقيا أكد المشرع على هذا الشرط بمقتضى الفصول ‪63‬‬
‫و‪ 64‬و‪ 65‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬فنص األول على انه يفترض في كل التزام أن له‬
‫سببا حقيقيا ومشروعا ولو لم يذكر‪ ،‬والثاني على أنه يفترض أن السبب‬
‫المذكور هو السبب الحقيقي حتى يثبت العكس‪ ،‬واألخير أنه إذا ثبت أن‬
‫السبب المذكور غير حقيقي أو غير مشروع كان على من يدعي أن لاللتزام‬
‫سببا آخر مشروعا أن يقيم الدليل عليه‪.‬‬
‫أن يكون السبب مشروعا حيث تطرق المشرع لعدة حاالت باإلضافة للفصول‬
‫‪ 62‬و‪ 63‬و‪ 65‬وببطالن بعض العقود الخاصة لعدم مشروعية السبب‬
‫صراحة كما هو الشأن بالنسبة لحالة عقود الغرر‪ .‬ورجوعا للفصل ‪ 62‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع نجده حدد المقصود بالسبب غير المشروع هو الذي يكون مخالفا‬
‫لالخالق الحميدة أو للنظام العام أو القانون‪.‬‬
‫‪ -‬بطالن العقد وإبطاله (األحكام)‪ :‬عندما يختل أحد أركان العقد المتمثلة في األهلية‬
‫والتراضي والمحل والسبب (والشكلية في العقود الشكلية والتسليم في العقود العينية)‬
‫يكون العقد في هذه الحاالت باطال‪ ،‬فال يمكن للعقد أن يتواجد أو ينتج أثرا‪ ،‬أي أن‬
‫بطالن العقد يحصل في حالة غياب أو اختالل ركن من أركان صحته‪ .‬تناول‬
‫المشرع البطالن في القسم الخامس من الكتاب األول من ق‪.‬ل‪.‬ع تحت عنوان‬
‫"بطالن اإللتزامات وإبطالها" وذلك في ف من ‪ 306‬إلى ‪ ،318‬إضافة لفصول‬
‫متفرقة بمناسبة معالجة بعض أحكام االهلية وعيوب الرضى أو مختلف العقود‬
‫المسماة في الكتاب الثاني من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ ‬حاالت البطالن ‪ :‬نصت الفقرة الثانية من ف ‪ 306‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على "ويكون‬
‫اإللتزام باطال بقوة القانون‪ )1( :‬إذا كان ينقصه أحد األركان الالزمة لقيامه‪،‬‬
‫(‪ )2‬إذا قرر القانون في حالة خاصة بطالنه"‪ .‬يتضح لنا أن العقد يكون باطال‬
‫إذا نقص فيه أحد األركان الالزمة لقيامه أو في الحاالت التي يقررها القانون‪.‬‬
‫بطالن العقد لنقصان أحد أركانه ‪ :‬يكون العقد باطال كلما كان ينقصه أحد‬
‫أركانه‪ ،‬كانعدام األهلية (ركن األهلية)‪ ،‬توافر عيب من عيوب الرضا (ركن‬
‫التراضي)‪ ،‬عدم وجود محل العقد أو استحالته (ركن المحل)‪ ،‬تخلف السبب‬
‫‪7‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫أو وجود سبب غير مشروع (ركن السبب)‪ .‬باإلضافة إلى األركان يعد شكل‬
‫والتسليم معايير مهمة في بطالنه في حالة كان العقد شكلي أو عيني‪.‬‬
‫البطالن بمقتضى نص قانوني خاص ‪ :‬قد يتوفر العقد على كل األركان‬
‫الالزمة لصحته ومع ذلك يعد باطال بمقتضى نص خاص العتبارات تتعلق‬
‫بالمنفعة العامة‪ ،‬وقد نصت على هذا الحكم الفقرة الثانية من ف ‪ 306‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع "‪ )2(...‬إذا قرر القانون في حالة خاصة بطالنه"‪ .‬وهناك حاالت‬
‫واردة سواء في ق‪.‬ل‪.‬ع أو قوانين أوخرى على سبيل المثال ال الحصر‪،‬‬
‫كبطالن التعامل في تركة مستقبلية (ف ‪ 61‬ق‪.‬ل‪.‬ع)‪ ،‬بطالن اإلتفاقات التي‬
‫يكون موضوعها تعليم السحر وخالفة األخالق الحميدة (ف ‪ 729‬ق‪.‬ل‪.‬ع)‪...‬‬
‫‪ ‬حاالت اإلبطال ‪ :‬حددها المشرع بمقتضى ف‪ 311‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وعموما فإن‬
‫العقد يكون قابال لإلبطال في حالة نقص األهلية (الصغير بين ‪18-12‬‬
‫والسفيه والمعتوه) أو وجود عيب من عيوب الرضا (الغلط‪ ،‬اإلكراه‪،‬‬
‫التدليس‪ ،‬الغبن) أو بمقتضى نص قانوني (مثال ‪ :‬إعطاء قرض بفوائد مرتفعة‬
‫وفق ف‪ 878‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫‪ ‬حق التمسك بالبطالن واإلبطال ‪ :‬البطالن غير قاصر على أحد طرفي العقد‪،‬‬
‫بل يمكن لكل منهما أن يتمسك به‪ ،‬واألكثر من ذلك حتى من له مصلحة أن‬
‫يتمسك به‪ ،‬كما يمكن أن تثيره المحكمة من تلقاء نفسها‪ .‬وينتقل حق اإلبطال‬
‫للورثة في حالة وفاة من تقرر اإلبطال لمصلحته وفق ف ‪ 313‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫آثار العقد (القوة الملزمة للعقد)‪ :‬إذا كان العقد صحيحا حيث توفرت فيه جميع األركان‬
‫والشرط يصبح لزاما تنفيذه‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه بالقوة الملزمة للعقد‪ ،‬حيث يصبح بمثابة‬
‫قانون بين أطرافه‪ .‬غير أن تلك اآلثار تسري فقط على أطراف العقد دون أن تنصرف إلى‬
‫ا لغير وهذا ما يعرف فقهيا بنسبية آثار العقد‪ .‬سنتناول القوة الملزمة للعقد من خالل تحديد‬
‫مضمون العقد أوال‪ ،‬ثن حدود مبدأ القوة الملزمة للعقد‪.‬‬
‫‪ -‬مضمون العقد ‪ :‬سنحدد مضمون العقد في ضوء تفسير بنوده وبعد ذلك تكييفه‬
‫‪ ‬تفسير العقد ‪ :‬والغرض منه بيان وإيضاح وتحديد آثار التصرف القانوني‪،‬‬
‫والتفسير عملية ذهنية يقوم بها المفسر بسبب ما اعترى العقد من غموض‬
‫بهدف الوقوف على اإلرادة الحقيقية المشتركة للطرفين المتعاقدين‪ ،‬وله الحق‬
‫في استخدام كل األساليب القانونية بهذا الغرض‪ .‬أي أن التفسير وسيلة‬
‫لتطويع العقد‪ ،‬والعقد الواضح العبارة ال يحتاج تفسيرا (ف ‪ 461‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‬
‫بل يحتاج التنفيذ فقط‪ ،‬في حين يتمتع القاضي بسلطة التفسير في العقد الذي‬
‫‪8‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫تكون فيه عبارات غامضة لتحقيق قدر من التوازن بين المتعاقدين عن طريق‬
‫تعديل شروط العقد المفتقد للتوازن‪ ،‬وبالرجوع إلى ف ‪ 462‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫تناول الحاالت التي تستدعي التفسير (إذا كانت األلفاظ المستعملة ال تأتي‬
‫التوفيق بينها وبين سبب العقد‪ ،‬إذا كانت األلفاظ المستعملة غير واضحة‬
‫بنفسها‪ ،‬إذا كان الغموض ناشئا عن مقارنة بنود العقد المختلفة) لم ترد هذه‬
‫الحاالت على سبيل الحصر‪ ،‬بل جاءت أحكام أخرى تحيل العقد على تفسير‬
‫القاضي‪.‬‬
‫‪ ‬تكييف العقد ‪ :‬عملية يهدف من ورائها القاضي إلى إضفاء الوصف القانوني‬
‫الصحيح للعقد‪ ،‬إال أن التكييف لزوما يأتي بعد تفسير العقد وتحديد خصائصه‬
‫ومعرفة إرادة المتعاقدين‪.‬‬
‫‪ -‬حدود القوة الملزمة للعقد ‪ :‬إذا كان مبدأ القوة الملزمة للعقد يلتزم من خالله المتعاقد‬
‫بتنفيذ العقد وفقا لمضمونه تماشيا مع إرادة المشرع في ف ‪ 230‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬حيث‬
‫ال يجوز تعديل العقد أو إلغاؤه إال باتفاق طرفيه أو في الحاالت التي يحددها القانون‪.‬‬
‫إال أن حدود هذا المبدأ يتجلى في إمكانية القاضي (العتبارات تتعلق بالعدالة) وألجل‬
‫اقرار نوع من التوازن بين التزامات أطراف العقد‪ ،‬أن يعدل أو يتدخل بأي شكل من‬
‫االشكال‪ ،‬خاصة إذا كانت شروط تعسفية‪.‬‬

‫الجزاء في ظـل اإلخالل بالعـقد ‪ :‬ينتج عن اإلخالل بالعقد ثالث نتائج (التنفيذ الجبري‪،‬‬
‫فسخ العقد‪ ،‬التعويض لفائدة الدائن)‪ .‬فالتنفيذ الجبري وفسخ العقد جزاءات قانونية خاصة‬
‫بالعقود الملزمة لجانبين‪ ،‬أما التعويض لفائدة الدائن (المسؤولية العقدية) تلزم طرف واحد‪.‬‬
‫‪ -‬الجزاءات القانونية الخاصة بالعقود الملزمة للجانبين ‪ :‬في حالة اإلمتناع عن تنفيذ‬
‫اإللتزامات التعاقدية الناشئة‪ ،‬خص المشرع مجموعة من الجزاءات منها ما هو سلبي‬
‫(الدفع بعدم التنفيذ)‪ ،‬ومنها ما هو إيجابي أو هجومي (فسخ العقد)‪.‬‬
‫‪ ‬الدفع بعدم التنفيذ ‪ :‬نص المشرع المغربي بمقتضى الفصل ‪ 235‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪،‬‬
‫في أن العقود الملزمة للطرفين‪ ،‬أنه يجوز لكل متعاقد منها أن يمتنع عن أداء‬
‫التزامه‪ ،‬إلى أن يؤدي المتعاقد اآلخر التزامه المقابل‪ ،‬إال إذا التزم أحدهم بأن‬
‫ينفذ نصيبه من اإللتزام أوال‪ .‬إال أن التمسك بالدفع بعدم التنفيذ يقوم على‬
‫شروط أساسية ‪ )1( :‬ضرورة أن يكون العقد ضمن دائرة العقود الملزمة‬
‫للطرفين‪ )2( ،‬أن تكون اإللتزامات المتقابلة مستحقة األداء‪ )3( ،‬مراعاة حسن‬
‫النية عند التمسك بالدفع بعدم التنفيذ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫‪ ‬فسخ العقد ‪ :‬إذا كان للمدين إمكانية عدم تنفيذ اإللتزام‪ ،‬فيكون للدائن الخيار‬
‫بين المطالبة بتنفيذ اإللتزام أو فسخه (انحالل العقد)‪ .‬أنواع الفسخ ‪ :‬هناك‬
‫فسخ قضائي كقاعدة عامة ونص عليه في ف ‪ 259‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حيث إذا كان‬
‫المدين في حالة مطل جاز للدائن الحق في إجباره على تنفيذ اإللتزام إذا كان‬
‫التنفيذ ممكنا وإن لم يكن ممكنا جاز له أن يطلب الفسخ من المحكمة وله الحق‬
‫في التعويض في الحالتين‪ ،‬وفسخ اتفاقي ونص عليه المشرع بمقتضى ف‬
‫‪ 260‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حيث إذا اتفق المتعاقدان على أن العقد يفسخ عند عدم وفاء‬
‫أحدهما بالتزاماته وقع الفسخ بقوة القانون بمجرد عدم الوفاء‪ ،‬وفسخ قانوني‬
‫ونجد هذا النوع في تناول المشرع لبعض العقود التبادلية كما هو الشأن‬
‫للفصل ‪ 659‬من ق‪.‬ل‪.‬ع المتعلق بعقد الكراء‪ .‬شروط الفسخ القضائي ‪ :‬تنقسم‬
‫الشروط إلى شروط موضوعية وأخرى شكلية‪ ،‬قبل الحديث عنهم وجب‬
‫اإلشارة أن مجال الفسخ ينحصر في العقود التبادلية‪ ،‬والشروط الموضوعية‬
‫(إخالل المدين بتنفيذ التزاماته‪ ،‬عدم تقصير طالب الفسخ في تنفيذ التزاماته)‪،‬‬
‫أما الشروط الشكلية تختزل في ضرورة التقيد باإلنذار الالزم لتحقق المطل‪.‬‬
‫اآلثار المترتبة عن فسخ العقد ‪ :‬إمكانية المطالبة بالتعويض من قبل الطرف‬
‫المتضرر من فسخ العقد‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية العقدية (تعويض المضرور)‪ :‬عدم تنفيذ العقد ينتج ثالث نتائج (التنفيذ‬
‫الجبري‪ ،‬الفسخ‪ ،‬إعطاء تعويض لفائدة الدائن)‪ ،‬وهذه األخيرة ما تعرف بالمسؤولية‬
‫العقدية‪ ،‬وتتحقق إذا وجد عقد بين المسؤول والمضرور من خالل تعويض الطرف‬
‫األول للمتضرر عن مختلف األضرار‪ .‬وقد نظمها المشرع في الفصول من ‪261‬‬
‫إلى ‪ 267‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬باإلضافة إلى بعض األحكام في الكتاب الثاني من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ ‬شروط المسؤولية العقدية ‪ :‬وجود الحق في التعويض مرتبط بتحقق الخطأ‬
‫العقدي‪ ،‬حصول ضرر‪ ،‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر‪.‬‬
‫خطأ المدين ‪ :‬الخطأ العقدي هو إخالل المدين بتنفيذ العقد أو التأخير في‬
‫التنفيذ‪ ،‬ويعتبر شرطا أساسيا لقيام المسؤولية العقدية‪ ،‬وأشار إليه المشرع في‬
‫ف ‪ 263‬من ق‪.‬ل‪.‬ع جاء فيه "يستحق التعويض‪ ،‬إما بسبب عدم الوفاء‬
‫باإللتزام‪ ،‬إما بسبب التأخر في الوفاء به وذلك ولو لم يكن هناك أي سوء نية‬
‫من جانب المدين"‪ .‬أما بخصوص الخطأ العقدي في المسؤولية العقدية الناتج‬
‫عن فعل الغير نضرب مثال ف ‪ 670‬من ق‪.‬ل‪.‬ع جاء ينظم خطأ المكتري‬
‫الفرعي الذي يتحمله المكتري األصلي‪ ،‬حيث يتحمل هذا االخير كل‬
‫اإللتزامات الناشئة من العقد أمام المكري‪ .‬وبخصوص اإلعفاء من المسؤولية‬
‫العقدية‪ ،‬يتعين على المدين إثبات أن عدم التنفيذ يرجع غلى سبب أجنبي‬
‫(القوة القاهرة والحادث الفجائي‪ ،‬خطأ الدائن‪ ،‬فعل الغير)‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫ضرر الدائن ‪ :‬يفترض في المدين تنفيذ اإللتزام إراديا أو إلزاميا‪ ،‬وفي حالة‬
‫امتناعه فإن النتيجة هي التعويض عن الضرر الذي يتسبب فيه عدم التنفيذ‬
‫الجزئي أو الكلي لإللتزام‪ ،‬وأشار إليه المشرع في ف ‪ 263‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫أعاله‪ ،‬حيث الضرر يعتبر أحد أركان المسؤولية العقدية‪ ،‬وعرفه المشرع في‬
‫ف ‪ 264‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بأنه ما لحق الدائن من خسارة حقيقية وما فاته من كسب‬
‫متى كانا ناتجين مباشرة عن عدم الوفاء بااللتزام‪ .‬والضرر يكون ماديا (هو‬
‫الذي يمس الذمة المالية للدائن‪ ،‬وقد يشمل أيضا الضرر الجسدي) أو معنويا‪.‬‬
‫ولتوفر الضرر يجب أن يقوم على مجموعة من العناصر‪ ،‬أن يكون الضرر‬
‫شخصيا‪ ،‬أن يكون محقق الوقوع‪ ،‬أن يكون مباشرا‪ ،‬أن يكون متوقعا‪.‬‬
‫العالقة السببية ‪ :‬وجود هذه العالقة بين الخطأ والضرر يعتبر أمرا ضروريا‬
‫الستكمال شروط المسؤولية العقدية‪ ،‬ونميز بخصوص العالقة السببية بين‬
‫اإللتزامات بغاية (تتحقق العالقة السببية بمجرد إثبات الدائن عدم تحقق‬
‫النتيجة المرجوة من اإللتزام) واإللتزامات بوسيلة (يقع على الدائن عبء‬
‫إثبات الخطأ والضرر باعتباره المدعي إعماال بقاعدة "اإلثبات على من ادعى‬
‫واليمين على من أنكر" راجع مقتضيات ف ‪ 399‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫‪ ‬اآلثار المترتبة عن المسؤولية العقدية (التعويض)‪ :‬التعويض يكون عيني أو‬
‫نقدي‪ ،‬ومسألة تقدير التعويض موكولة للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع‪،‬‬
‫وللقاضي أن يلزم األطراف بقبول أحد التعويضين (عيني أو نقدي) كلما‬
‫دعت الضرورة لذلك‪ .‬ولألطراف أن يتفقوا بشكل مسبق على إدراج شروط‬
‫في العقد تسمح بالتخفيف أواإلعفاء من المسؤولية العقدية كما ال يجوز‬
‫اإلتفاق على اإلعفاء من الخطأ الجسيم أو التدليس‪ ،‬ونص الفصل ‪ 232‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع جاء فيه "ال يجوز أن يشترط مقدما عدم مسؤولية الشخص عن خطئه‬
‫الجسيم وتدليسه"‪.‬‬

‫اإلرادة الـمـنـفـردة (تصرف قانوني)‬

‫تعتبر اإلرادة المنفردة مصدر مباشر (بعد العقد) من مصادر اإللتزامات‪ ،‬وتطبق أحكام‬
‫العقد على اإلرادة المنفردة ما لم يكن هناك تعارض بين طبيعتهما‪ ،‬وبمقتضى ف ‪ 01‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع فاإللتزامات تنشأ عن اإلتفاقات (العقد)‪ ،‬والتصريحات االخرى (اإلرادة المنفردة)‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫اإلرادة المنفردة مصدر لإللتزام في التشريع المغربي ‪ :‬اعتبر المشرع المغربي مصدرا‬
‫قانونيا لاللتزام إلى جانب العقد‪ ،‬غير أنها تأتي في المرتبة الثانية بعد العقد‪ ،‬وقد خصص‬
‫المشرع لإلرادة المنفردة الفصول من ‪ 14‬إلى ‪ 18‬تحت عنوان "التعبير عن اإلرادة‬
‫الصادرة من طرف واحد"‪.‬‬
‫مجرد الوعد ال ينشأ التزاما (الفصل ‪ 14‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوعد عن طريق اإلشهار بمنح جائزة بغرض معين مقبوال ممن يقوم ذلك العمل‬ ‫‪-‬‬
‫ويلتزم الواعد بإنجاز ما وعد به (الفصل ‪ 15‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫ال يجوز الرجوع في الوعد بجائزة بعد الشروع في تنفيذ الفعل الموعود بالجائزة من‬ ‫‪-‬‬
‫أجله (الفصل ‪ 16‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫تقسم الجائزة بين من أنجز الفعل الموعود إذا كانوا أشخاص متعددون‪ ،‬وإذا كانت‬ ‫‪-‬‬
‫الجائزة ال تقبل القسمة تباع ويقسم ثمنها‪ ،‬وإذا كانت بدون قيمة في السوق تنمنح‬
‫لشخص واحد عن طريق القرعة‪ ،‬وإذا أنجزوا الفعل في أوقات مختلفة تكون ألسبقهم‬
‫تاريخا (الفصل ‪ 17‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫اإلل تزامات الصادرة من طرف واحد تلزم من صدرت منه بمجرد وصولها إلى علم‬ ‫‪-‬‬
‫الملزم له (الفصل ‪ 18‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬

‫أحكام اإلرادة المنفردة ‪ :‬سنتطرق للشروط الالزمة لصحة اإللتزام بإرادة منفردة‪ ،‬ثم‬
‫مختلف آثار اإللتزام بإرادة منفردة‪.‬‬
‫‪ -‬شروط صحة اإللتزام بإرادة منفردة ‪ :‬تطبق على اإلرادة المنفردة األحكام العامة‬
‫للعقد باستثناء توافر اإلرادتين‪ ،‬وبالتالي يمكن أن نجمل شروطها في‪:‬‬
‫‪ ‬أهلية اإللتزام‬
‫‪ ‬تعبير صحيح عن اإلرادة يقع على العناصر االساسية لاللتزام‬
‫‪ ‬شيء محقق يصلح ألن يكون محال لاللتزام‬
‫‪ ‬سبب مشروع لاللتزام‬
‫‪ -‬آثار اإللتزام بإرادة منفردة ‪ :‬يمكن ان نجمل اآلثار المترتبة عن اإلرادة المنفردة في‪:‬‬
‫‪ ‬التخلي أو التنازل عن الحق (التنازل مثال)‬
‫‪ ‬الكشف أو اإلعالن عن الحق (اإلعترف بدين مثال‪ ،‬أو اإلعتراف بطفل)‬
‫‪ ‬نقل الحق (الوصية مثال)‬

‫‪12‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫‪ ‬المقاربة التشريعية للعقد واإلرادة المنفردة‬

‫يتم تأطير اإللتزامات التي تنشأ عن اإلتفاقات والتصريحات االخرى (العقد واإلرادة‬
‫المنفردة) بمقتضى الباب االول من القسم األول (مصادر اإللتزامات)‪ ،‬من الكتاب األول‬
‫(اإللتزامات بوجه عام)‪ ،‬من ظهيراإللتزامات والعقود‪ ،‬الفصول من ‪ 02‬إلى الفصل ‪.7-65‬‬
‫بمقتضى (ف‪ 2:‬من ق‪.‬ل‪.‬ع) فاألركان الالزمة لصحة اإللتزامات الناشئة عن التعبير‬
‫عن اإلرادة ‪ )1( :‬األهلية لإللتزام‪ )2( ،‬تعبير صحيح عن اإلرادة يقع على العناصر األساسية‬
‫لإللتزام‪ )3( ،‬شيء محقق يصلح ألن يكون محال لإللتزام‪ )4( ،‬سبب مشروع لإللتزام‪.‬‬

‫األهلية ‪ :‬األهلية‪ 33‬المدنية للفرد تخضع لقانون أحواله الشخصية (مدونة األسرة) بمقتضى‬
‫الفصل ‪ 03‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫ال يلتزام المتعاقد القاصر وناقص األهلية بالتعهدات التي يبرمانها بغير إذن األب أو‬ ‫‪-‬‬
‫الوصي أو المقدم‪ ،‬ولهما أن يطلبا إبطالها وفقا للشروط المقررة في القانون (ف‪4‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع) ويجوز تصحيح اإللتزامات الناشئة عن التعهدات إذا وافق الوصي‪...‬‬
‫يجوز للقاصر أو ناقص األهلية أن يقبال الهبة أو أي تبرع آخر دون تحملهما أي‬ ‫‪-‬‬
‫تكاليف (الفصل ‪ 05‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫يجوز الطعن في اإللتزام من الوصي أو القاصر بعد بلوغه رشده (الفصل ‪ 06‬من‬ ‫‪-‬‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫ال يسوغ للقاصر المأذون له في التجارة والصناعة أن يطلب إبطال التعهدات التي‬ ‫‪-‬‬
‫تحملها (الفصل ‪ 07‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫يجوز للمحكمة في أي وقت إلغاء اإلذن بتعاطي القاصر التجارة إذا توفرت هناط‬ ‫‪-‬‬
‫أسباب خطيرة (الفصل ‪ 08‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫ال يجوز للمتعاقد الذي كان أهال لإللتزام أن يحتج بنقص أهلية الطرف الذي تعاقد‬ ‫‪-‬‬
‫معه (الفصل ‪ 10‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬

‫‪ - 33‬بمقتضى ا لباب األول (األهلية) من القسم األول من الكتاب الرابع من مدونة األسرة (قانون ‪ )70.03‬فاألهلية نوعان‪ :‬أهلية وجوب وأهلية‬
‫أداء (المادة ‪)106‬‬
‫‪ -‬أهلية وجوب ‪ :‬هي صالحية الشخص إلكتساب الحقوق وتحمل الواجبات التي يحددها القانون‪ ،‬وهي مالزمة له طول حياته وال يمكن‬
‫حرمانه منها (المادة ‪)107‬‬
‫‪ -‬أهلية أداء ‪ :‬هي صالحية الشخص لممارسة حقوقه الشخصية والمالية ونفاذ تصرفاته‪ ،‬ويحدد القانون شروط اكتسابها وأسباب نقصانها‬
‫أو انعدامها (المادة ‪.)108‬‬
‫وكل شخص أهل لإللتزام مالم يصرح قانون أحواله الشخصية بغير ذلك (الفصل ‪ 03‬ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫‪ -‬ال يحق لألب أو الوصي أن يتصرف في أموال القاصر أو ناقص األهلية إال بإذن‬
‫خاص من القاضي‪ ،‬وهذه الحالة تكون عند النفع البين لناقص األهلية (الفصل ‪11‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬

‫التعبير عن اإلرادة ‪:‬‬


‫(التعبير عن اإلرادة الصادر من طرف واحد ‪ /‬اإلتفاقات والعقود ‪ /‬عيوب الرضا)‬
‫‪ -‬التعبير عن اإلرادة الصادر من طرف واحد ‪ :‬مجرد الوعد ال ينشأ التزاما (ف‪.)14‬‬
‫الوعد عن طريق اإلشهار بمنح جائزة بغرض معين مقبوال ممن يقوم ذلك العمل‬
‫ويلتزم الواعد بإنجاز ما وعد به (ف‪ .)15‬ال يجوز الرجوع في الوعد بجائزة بعد‬
‫الشروع في تنفيذ الفعل الموعود بالجائزة من أجله (ف‪ .)16‬تقسم الجائزة بين من‬
‫أنجز الفعل الموعود إذا كانوا أشخاص متعددون‪ ،‬وإذا كانت الجائزة ال تقبل القسمة‬
‫تباع ويقسم ثمنها‪ ،‬وإذا كانت بدون قيمة في السوق تنمنح لشخص واحد عن طريق‬
‫القرعة‪ ،‬وإذا أنجزوا الفعل في أوقات مختلفة تكون ألسبقهم تاريخا (ف‪.)17‬‬
‫اإللتزامات الصادرة من طرف واحد تلزم من صدرت منه بمجرد وصولها إلى علم‬
‫الملزم له (ف‪.)18‬‬
‫‪ -‬اإلتفاقات والعقود ‪ :‬ال يتم اإلتفاق إال بتراضي الطرفين على العناصر األساسية‬
‫لإللتزام وعلى الشروط المشروعة األخرى‪ ،‬والتعديالت ال تعتبر جزء من اإلتفاق‬
‫األصلي (ف‪ .)19‬ال يكون العقد تاما إذا احتفظ المتعاقدان صراحة بشروط معينة‬
‫لكي تكون موضوعا إلتفاق الحق (ف‪ .)20‬اإليجاب الموجه لشخص حاضر من‬
‫غير تحديد ميعاد يعتبر كأن لم يكن إن لم يقبل على الفور من الطرف اآلخر (يسري‬
‫نفس الحكم على اإليجاب المقدم عن طريق التيلفون) (ف‪ .)23‬عندما يكون الرد‬
‫بالقبول غير مطلوب من الموجب‪ ،‬فإن العقد يتم بمجرد شروع الطرف اآلخر في‬
‫تنفيذه‪ ،‬ويكون السكوت عن الرد بمثابة قبول إذا تعلق اإليجاب بمعامالت سابقة بدأت‬
‫فعال بين الطرفين(ف‪ .)25‬يعتبر الرد مطابقا لإليجاب إذا اكتفى المجيب بقوله‬
‫"قبلت" أو نفد العقد بدون تحفظ (ف‪ .)28‬من تقدم بإيجاب مع تحديد أجل للقبول‪،‬‬
‫بقي ملتزما اتجاه الطرف اآلخر إلى انصرام هذا األجل‪ .‬ويتحلل من إيجابه إن لم‬
‫يصله رد بالقبول داخل األجل المحدد (ف‪ .)29‬موت الموجب أو نقص أهليته (إذا‬
‫طرأ بعد إرسال إيجابه) وجب إتمام العقد إذا عرف رد بالقبول بغير علم بموت الموجب‬
‫أو بفقد أهليته (ف‪ .)31‬إقامة المزايدة تعتبر دعوة للتعاقد‪ ،‬وتعتبر المزايدة مقبولة‬
‫ممن يعرض الثمن األخير (ف‪ .)32‬ال يحق ألحد أن يلزم غيره وال يشترط لصالحه‬
‫إال إذا كانت له سلطة النيابة عنه بمقتضى وكالة أو قانون (ف‪.)33‬‬
‫‪14‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫‪ -‬عيوب الرضا ‪ :‬يكون قابال لإلبطال الرضى الصادر عن غلط‪ ،‬أو الناتج عن تدليس‪،‬‬
‫أو المنتزع بإكراه (ف‪ .)39‬الغلط في القانون يخول إبطال اإللتزام ‪ )1( :‬إذا كان هو‬
‫السبب الوحيد أو األساسي‪ )2( ،‬إذا أمكن العذر عنه (ف‪ .)40‬اإلكراه إجبار يباشر‬
‫من غير أن يسمح به القانون يحمل بواسطته شخص شخصا آخر على أن يعمل‬
‫عمال بدون رضاه (ف‪ .)46‬اإلكراه ال يخول إبطال اإللتزام إال ‪ )1( :‬إذا كان هو‬
‫السبب الدافع إليه‪ )2( ،‬إذا قام على وقائع من طبيعتها أن تحدث لمن وقعت عليه إما‬
‫ألما جسيما او اضطرابا نفسيا أو الخوف من ضرر كبير (ف‪ .)47‬التدليس يخول‬
‫إبطال اإللتزام إذا كان ما لجأ إليه من الحيل أو الكتمان أحد المتعاقدين أو نائبه أو‬
‫شخص آخر يعمل بتواطؤ معه‪ ،‬قد بلغت في طبيعتها حدا بحيث لوالها لما تعاقد‬
‫الطرف اآلخر (ف‪.)52‬‬
‫محل اإللتزامات التعاقدية ‪ :‬بمقتضى الفصل ‪ 57‬من ق‪.‬إ‪.‬ع فاألشياء واألفعال والحقوق‬
‫المعنوية الداخلة في دائرة التعامل تصلح وحدها ألن تكون محال لاللتزام‪ .‬ويدخل في دائرة‬
‫التعامل جميع األشياء التي ال يحرم القانون صراحة التعامل بشأنها‪.‬‬
‫يجب أن يكون الشيء محل اإللتزام معينا على األقل بالنسبة إلى نوعه (ف‪)58‬‬ ‫‪-‬‬
‫يبطل اإللتزام الذي يكون محله شيئا أو عمال مستحيال‪ ،‬إما حسب طبيعته أو بحكم‬ ‫‪-‬‬
‫القانون‪( .‬ف‪)59‬‬
‫المتعاقد الذي كان يعلم (أو كان عليه ان يعلم عند ابرام العقد) استحالة محل اإللتزام‬ ‫‪-‬‬
‫يكون ملزما بالتعويض اتجاه الطرف اآلخر‪ .‬وال يخول التعويض إذا كان الطرف‬
‫اآلخر يعلم أو كان عليه أن يعلم أن محل اإللتزام مستحيل‪( .‬ف‪)60‬‬
‫يجوز أن يكون محل اإللتزام شيئا مستقبال أو غير محقق‪ .‬ومع ذلك ال يجوز التنازل‬ ‫‪-‬‬
‫عن تركة اإلنسان على قيد الحياة‪ ،‬وال إجراء أي تعامل فيها‪ ،‬أو في شيء مما تشتمل‬
‫عليه‪ ،‬ولو حصل برضاه‪ .‬وكل تصرف مما سبق يقع باطال بطالنا مطلقا‪( .‬ف‪)61‬‬

‫‪34‬‬
‫سبب اإللتزامات التعاقدية ‪ :‬اإللتزام الذي ال سبب له أو المبني على "سبب غير مشروع"‬
‫يعد كأن لم يكن بمقتضى الفصل ‪ 62‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪ -‬يفترض في كل التزام أن له سببا حقيقيا ومشروعا ولو لم يذكر (ف‪)63‬‬
‫‪ -‬إذا ذكر السبب‪ ،‬يفترض أنه الحقيقي إلى أن يثبت العكس (ف‪)64‬‬

‫‪ -‬يكون السبب غير المشروع‪ ،‬إذا كان مخالفا لألخالق الحميدة أو النظام العام أو القانون (ف‪ 62‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‬ ‫‪34‬‬

‫‪15‬‬
‫ملخص القانون المدني (العقد واإلرادة المنفردة) – عـمـر صـبـار‬

‫(إضافات وفق ‪ :‬القانون رقم ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية)‬


‫الباب األول المكرر ‪ :‬العقد المبرم بشكل إلكتروني أو الموجه بطريقة إلكترونية ‪:‬‬
‫أحكام عامة ‪ :‬تخضع صحة العقد المبرم بشكل إلكتروني أو الموجه بطريقة‬ ‫‪-‬‬
‫إلكترونية ألحكام الباب األول (اإللتزامات التي تنشأ عن اإلتفاقات والتصريحات‬
‫األخرى) من هذا القسم (الفصل ‪ .)65-1‬باستثناء الفصول من ‪ 23‬إلى ‪ 30‬والفصل‬
‫‪ 32‬من ق‪.‬إ‪.‬ع ال تسري أحكامها على هذا الباب (الفصل ‪.)65-2‬‬
‫العرض ‪ :‬إمكانية استخدام الوسائل اإللكترونية لوضع العروض التعاقدية أو‬ ‫‪-‬‬
‫م علومات السلع أو الخدمات للعموم بهدف إبرام عقد من العقود‪ .‬يمكن تبادل‬
‫المعلومات من اجل إبرام العقد عبر البريد اإللكتروني‪( .‬الفصل ‪.)65-3‬‬
‫يتعين على كل من يقترح بطريقة إلكترونية تفويت السلع أو تقديم خدمات أو تفويت‬
‫أصول تجارية أن يضع رهن إشارة العموم الشروط التعاقدية بطريقة قابلة‬
‫لإلستنساخ واإلحتفاظ بها‪ .‬يظل صاحب العرض ملزما به طيلة المدة المحددة‬
‫مادامت شروط صحة العرض لم يتم اإلخالل بها‪( .‬الفصل ‪.)65-4‬‬
‫إبرام عقد بشكل إلكتروني ‪ :‬يتم إبرام العقد بعدما يتحقق المرسل إليه من السعر‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجمالي واألخطاء المحتملة فيعبر عن قبوله‪ .‬يشعر صاحب العرض بطريقة‬
‫إلكترونية ودون تأخر بتسلمه قبول العرض الموجه له‪ .‬يصبح المرسل إليه فور تسلم‬
‫العرض ملزما به بشكل ال رجعة فيه‪( .‬الفصل ‪.)65-5‬‬
‫أحكام متفرقة ‪ :‬تصبح اإلستمارة ملزمة عندما تستوفي إمكانية الولوج إليها وتعبئتها‬ ‫‪-‬‬
‫وإعادة إرسالها بطريقة إلكترونية‪( .‬الفصل ‪.)65-6‬‬

‫‪16‬‬

You might also like