You are on page 1of 369

‫‪www.christianlib.

com‬‬

‫ك‪٣‬ته‪1‬يل سقطيًا‬
‫وباؤنا ووئررات‬
‫حمياتهم‪ ،‬دأهيفجم‪ ،‬ؤزرحماتهم رص مختارة‬
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪١‬دلكز‪1‬دث\صاالذحه‬

‫ه‬
‫كًادصشلهالخص‬
‫ؤرازنا ودرران‬
‫ؤطررجاتجم رصوص مختارة‬ ‫حياتهم‪،‬‬

‫طبعة ثانية منعط ومزين عليها‬

‫يقتدم‬
‫ؤرطرؤث يريعن ساكر‬

‫ليناوللمدق‬
www.christianlib.com

٢٠١٢ ‫ طبعة ثانية‬،‫جمح الحقوق محفوظة‬


. ‫ م‬. ‫ م‬. ‫دار المشرق ثى‬
١٦٦٧٧٨ .‫ب‬.‫ص‬
‫ لبنان‬١١٠٠ ٢١٥٠ ‫ بيروت‬،‫األشرفية‬
-.darelmachreq.com

ISBN 2-7214-5365-3

.‫ ل‬.‫ م‬.‫ المكتبة الثرقؤة ثى‬:‫التوزيع‬


‫ سئ الغيل‬- ‫الجسر الواطي‬
‫ لبنا ن‬،‫ بيروت‬- ٥٥٢٠٦ :‫ب‬. ‫ص‬
)٠١( ٤٨٥٧٩٣ :‫تلفون‬
)٠١( ٤٩٢١١٢ -)٠١( ٤٨٥٧٩٦ :‫فاكس‬
Website: -.librairieorientale.com.lb
E-mail: admin@librairieorientale.com.lb
E-mail: libor@cyberia.net.lb
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫مقذمات عاقة‬

‫تسمية اآلباء وتصنيفهم‬

‫ياتي علم آباء الكنيسة ‪ ،Patrologia - Patrology‬من حيث‬


‫األهئلية‪ ،‬بعد علم الكتاب المقذس؛ فهو يدرس حياة ا آلباء األولين‬
‫وآدابهم وأطروحاتهم‪ .‬إذ أذل من استخدم هذا المصطلح هو‬
‫الالهوتى اللوثري االلمانى يوحائ كيرهارد المتوقى عام ‪،١٦٢٧‬‬
‫والذي قام بنثر كتاب مجمل عن اآلباء‪ ،‬يعتن األول من نوعه في‬
‫تاريخ الكنيسة‪ .‬أتا تمية هؤالء األشخاص بآباء الكنيسة فتعود إلى‬
‫المبحين األولين الذين كانوا ئطلقون ض رئيسهم الديي‬
‫(األسقف) كلمة ((األب))‪ ،‬وبالبريانية (كت) واليونا؟‪-‬الالتيسة‬
‫‪ ،Pater‬ألدهم كانوا يعذونه‪ ،‬بحكم سلطته الروحية‪ ،‬بمثاية أب‬
‫ومرت ومعتم لهم‪ .‬وقد أشار مار بولس إلى هذه األبوة الروحية‬
‫قائال ‪(( :‬ليس لكم آباء كثيرون ألدي أنا ولدتكم في المسح يسوع‬
‫با النجيل)) ( ‪ ١‬قورنتس ‪:٤‬ه‪ ٠)١‬والنزال في كنائسنا السريانية ندعو‬
‫ا ألسقف ((آبون ثمتمج)) والكاثوليك يدعون البابا ((األب األقدس)) ‪،‬‬
‫ولقد وردت هذه التسمية في األدب المسيحى القديم‪ .‬جاء في قصة‬
‫استشهاد بوليكربس أسقف إزمير‪(( :‬هذا هو معتم آسيا وأبو‬
‫المسيحيين)) (‪ ،)٢/١٢‬وفي كتاب إيريناوس أسقف ليون ضن البدع‬
‫ورد‪(( :‬من عتمني حرقا كنت له ابائ وكان لي أبا)) (‪)٤٠٤١٠١‬؛‬
‫ويقول إقليمس اإلمكندرفي في المنزعات‪(( :‬إذ الكلمات هي بنات‬

‫ه‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫النفس‪ ،‬لذلك ندعو معتمينا آباخ لنا؛ الذ كز إلساد يتعتر هو ابن‬
‫لئعئؤه)) (‪ . )١ . ١ . ١‬إدا إذ لقب آباء الكنيسة ينسب إلى أولئك الذين‬
‫كانوا سهودا صادقين لإليمان‪ ،‬ومفكرين ورعاة ومعتمين‬
‫لجماعاتهم ‪ .‬وهذا الطابع التعليمي هو السائد في كتاباتهم ‪.‬‬

‫لائ ائسعت دائرة شهود اإليمان ((العقيدة)) وتخعلت حدود‬


‫اإلكليرس إلى مؤمنين اعتيادين‪ ،‬اقتضى وضع بعض القواعد لتحديد‬
‫هوة اآلباء‪:‬‬

‫‪ -١‬إستقامة العقيدة‪ -٢ ،‬قداسة السيرة‪ -٣ ،‬تذم العهد‪،‬‬


‫‪ -٤‬تأييد اسة الكنسية‪.‬‬

‫ومع الزمن شمل علم اآلباء مصكات ((الهراطقة)) (!) ألن دراستها‬
‫ساط الضوء على البيئة الثقافتة والتاريخية واالجتماعية والدة التي‬
‫فيها جاءت مواعظ اآلباء ‪.‬إختلف المختطون بالباترولوجيا في أمر‬
‫تصنيف اآلباء‪ ،‬فاعتمدوا تمياب عديدة منها‪ :‬بحسب التقسيم‬
‫الجغرافى‪ :‬آباء اإلسكندرية‪ ،‬أنطاكيا‪ ،‬كبدوقية‪ ،‬شمال أفريقيا؛ أو‬
‫‪،‬‬ ‫بحسب التقسيم التاريخى وهو الدارج حالائ‪ :‬اآلباء الرسوليون‬
‫‪ ،‬وآباء القرن الرابع‪ ،‬الخامس‪ ،‬السادس والساه؛ أو‬ ‫المدافعون‬
‫بحب اللغة والكنيسة‪ :‬اآلباء الالتين‪ ،‬اليونان‪ ،‬السريان‪ ،‬ا ألرمن ‪.‬‬
‫ويتورع عصرهم على ثالث فترات‪:‬‬

‫(‪ )١‬إعتاد علماء الباترولوجيا تمية آباء القرن األذل إلى منتصف الثاني باآلباء‬
‫الرسولين‪ ،‬كونهم عاصروا الرمل أو تالميذهم المباشرين‪ .‬مؤلفاتهم تكاد‬ ‫'‬
‫تكون رسائل رعودة مفعمة باإليمان والحبا والروح‪ ،‬معوئتة إلى جماعاتهم‬
‫بغية توجيهها وسندها في مسيرتها الجديدة‪.‬‬
‫(‪ )٢‬اآلباء المدافعون هم اآلباء الذين دافعوا عن المسيحية في بداياتها أمام‬
‫تحذيات الوثنيين واليهود وافتراءات السلطات الزمنية‪ .‬وال تعذ محاوالتهم‬
‫انفتاحا على العالم الخارجي وحب‪ ،‬بل تشكل بدايات علم الالهوت‪.‬‬

‫‪٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أ ‪-‬من القرن األول إلى مجمع ذيقيةه‪.٣٢‬‬


‫ب ‪ -‬من نيقية إلى مجمع خلقيدونية ‪ ٤٥١‬وهي الفترة الذهبية‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ومن خلقيدونية إلى وفاة أزيدورس‪ ،‬أسقف اشبيلية ‪،٦٣٦‬‬
‫غريا‪ ،‬وإلى وفاة يوحتا الدمشقي في العام ‪ ،٧٥٠‬شرا ‪.‬‬

‫إذ دراسة كتاب اآلباء‪ ،‬وفق منهج عبي رصين وبعقلية ناضجة‬
‫منفتحة ‪ ،‬تسؤل علينا اكتشاف المناع التي غذت المسيحيين في القرون‬
‫األولي‪ ،‬وتعرفنا باألساليب األدبية التي عيروا بها عن اإليمان‪ .‬كما‬
‫ثطلعنا على مراحل تطور الفكر الالهوتي والروحى وعلى بلور اش‬
‫الكنسية وتكوين الطقوس‪ .‬وتزودنا معلوماب تاريخية قيمة‪.‬‬

‫قواعد لدراسة مؤنفاتهم‬

‫لدراسة نصوص اآلباء‪ ،‬يتبغي ائباع بعض قواعد أساسية‪:‬‬

‫‪ -١‬معرفة جيدة بئغة النض األصلية‪ ،‬ألن ترجمة هذه النصوص‬


‫صعبة‪ ،‬وأ حيانا تكون غير دقيقة‪ ،‬وقد تقود إلى أخطاء ببب فروقات‬
‫ومفارقات‪ ،‬فمن األهتية بمكان العودة إلى النض األصلى‪ ،‬وفهم‬
‫الفنون ا ألدبية التى يستعملها الكاتب من ميمر ومدراش وموعظة‬
‫‪,‬‬ ‫ح‪.‬‬
‫وبينه ‪. . .‬‬

‫‪ -٢‬تأكيد صحة اإلسناد ألن القدامى كانوا ينبون بسهولة‬


‫أعمالهم إلى أشخاص مشهورين لتمريرها‪ .‬وإننا نعرف األشخاص‬
‫من خالل النصوص‪ ،‬فال بذ من التقذم بحذر والتأكد متا نثبته‪.‬‬

‫‪ -٣‬قراءة النض قراء؛ دقيقة ومقابلته بنصوص أخرى معاصرة‬


‫له‪ ،‬ورؤيته من خالل أطره المختلفة من الجغرافي والسياسى‬
‫واالجتماعي والديتي والتاريخى وئؤئها جبذا‪.‬‬

‫‪٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -٤‬تحديد أهداف التعن ومصادره‪ :‬من أين أتى؟ ولتن كب؟‬


‫وللم قتب؟ وفي أي ظروف؟‬

‫ه ‪ -‬نقد النعز بموضوعية وبحسب معطيات النقد العلمى‬


‫الحديث‪ ،‬لكن من دون محاولة شرح أقوال اآلباء وأطروحاتهم‬
‫بمغاهيمنا الحالية ‪ ،‬وتحميلها مشاعرنا ونغسيتا ‪ ٠ ٠ .‬هذا ال يعني أن‬
‫ما قالوه ال يعنينا‪ ،‬ولكن علينا فهم ما قالوه من خالل اكتشاف‬
‫المعنى الذي وراء قواعد اللغة ومصطلحاتها ‪.‬‬

‫يقول فيلوكسينس المنبجتي ‪ (( ٠‬نحن ال نرففى قبول جمع أقوا ل‬


‫اآلباء‪ ،‬اال أتنا لتا نقبلها ينبغي أن نأخذ بعين االعتبار‪ :‬الزمن الذي‬
‫قيلت فيه‪ ،‬ولماذا قيلت وماذا كان القصد من كتابتها‪ ،‬أهو الدفاع‬
‫عن اإليمان أم بنيانه؟)) (الجاترولوجيا الشرقية‪ ،P.O.‬مجتد ‪ ،١٥‬جزء‬
‫‪،٤‬ص‪١٠‬ه)‪.‬‬

‫موطئهم وبسهم العاتة‬

‫لكي نفهم حياة كاتب ما وفكره جينا‪ ،‬ال بذ لنا من دراسة البيئة‬
‫التى عاش فيها‪ ،‬وتحديد ا ألوساط الثقافية واالجتماعية والسياسية‬
‫والدينية التي أحاطت بعهده‪ ،‬إذ دحولنا معرفكه معرفه شاملة وسليمة‪.‬‬
‫من هذا المنطلق نعرض في المقدمة اإلطار العام الذي عاش فيه‬
‫آبا ؤنا السريا ن‪.‬‬

‫سكن الشعب ا آلرامتي — نسبه إلى آرام بن سام ‪ -‬بالدا فسيحة‪،‬‬


‫تحذها شرتا إيران الحا لية‪ ،‬وغردا ا لبحر ا لمتوسط‪ ،‬وشماآل تركيا ‪،‬‬
‫وجنودا شبه ا لجزيرة العربية ‪ .‬ولتا اعتنق آراميو ما بين النهردن‬
‫(‪ )Mesopotamie‬وسوريا الديئ المسيحتي‪ ،‬تبتوا اسم السريان‬
‫سورايي ‪ -‬مآله‪ ٢‬الذي يرادف لفظة ((المسيحي))‪ ،‬تمييزا لهم عن‬

‫‪٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إخوتهم الذين بقوا في الوثنية‪ .‬قطن المشرفيون شرق نهر الغرات‪،‬‬


‫أئ جنوب شرق تركيا والعراق وإيران والخليج العربى وعلى امتداد‬
‫طريق الحرير‪ ،‬وصوال إلى الصين ‪.‬‬

‫وينقسمون حالائ إلى اآلثورين وا لكلدا ن وسريان مغريا نية‬


‫تكريت ‪ ،‬وقد تبتوا منذ ا لقرن ا لخا مس ا لخط ا لشرقى ‪ ،‬في حين سكن‬
‫السريان المغاربة غرب نهر الغرات‪ ،‬أي سوريا ولبنا ن‪ ،‬وتبثوا الخعذ‬
‫الغربى‪ .‬ويكونون سريان كرسى أنطاكية ا لمنقسمين إلى كاثوليك‬
‫وأورثوذكس وموارنة‪.‬‬

‫إذ اللغة السريانية لهجة آرامية قريبة من العبرية والعربية‪ ،‬عرفت‬


‫انتشارا واسعا في الشرق األوسط‪ ،‬ثم با نتشار المسيحية انحصرت‬
‫فيها‪ ،‬وتطورت ا لكتابة في نهاية ا لقرن الثالث الميالدي‪ .‬فيها جاءت‬
‫ترجمات الكتاب المقذس وتآليغئ اآلباء والطقوس‪ .‬ولم يفرض‬
‫الخط األسطرنجيلي (كلمة يونانية تعني المدور) إآل في القرن‬
‫الخامس‪ .‬وقد با بغ اآلباء السريان في وصفه‪ .‬قال ابن بهلول‬
‫وعبديشع ا لصوبا وفي إذ السماء هي التي كثفته ليكثب به اإلنجيل‪.‬‬
‫وذكر ثيودورس بركونى إذ الله كتم آدم في الجثة بالسريانية‪ ،‬لذلك‬
‫عنها أقدم لغة في العالم‪ .‬ثم تطؤرت ا لكتا بة عقب الجداالت‬
‫الالهوتية بعد القرن الخامس‪ ،‬وتحول التقسيم المذهبي إلى تقسيم‬
‫سياسى‪ :‬سوريا ولبنان وفلسطين من جهة‪ ،‬وبالد ما بين النهزين مذ‬
‫جهه ثانية‪.‬‬

‫وكانت النتيجه كنيستين وخطين ‪ :‬الخط الشرقى (النسطورى)‪،‬‬

‫(‪ )٣‬السريان‪ ،‬نثأتهم — إنتثارهم ‪ -‬تراثهم‪ ،‬كراس أعذه مركز الدراسات واألبحاث‬
‫الرعوية‪ ،‬أنطلياس‪ ،‬لبنان‪ ،١٩٩٥ ،‬ص‪= »L’expansion ١١-١٠‬‬

‫‪٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وهو أقرب إلى األسطرنجيلي‪ ،‬والخط الغربي (اليعقوبي)‪ ،‬وهو‬


‫مختلف وأسرع للكتا بة ببب استعماله في المدن وللمعامالت‬
‫التجارية‪.‬‬

‫وازدهرت اللغة في القرن الثامن‪ ،‬وظهرت الحركات لضبط‬


‫قراءة النصوص الكتابية‪ ،‬ودخلت مصطلحات يونانية من طريق‬
‫ترجمة الكتب الفلسفية اليونانية إليها ثلم إلى العربية‪ .‬ولكن تشن‬
‫شأئها شيائ فشيائ بمجيء ا لعرب ‪ ،‬حين بدأ السريان يكتبون با لعربية‬
‫وال سيما في العصر العياستي‪.‬‬

‫وضئهم السيامي‬

‫؛‪-‬المملكة الغارسة‬
‫إنتشرت المسيحية في شرق نهر الغرات‪ ،‬منذ القرن األول ‪ -‬في‬
‫حكم الغرثين ‪ -‬على يد توما الرسول‪ ،‬وهو في طريقه إلى الهند‪ ،‬إآل‬
‫أن التقليد المتوارث يربط انتشارها بأداي وماري وبعائلة يسوع أي‬
‫ا لخعذ ا لمحا فظ على ا لتقا ليد وا لممارسا ت ا ليهودية على نهج يعقوب‬
‫أخي الرب‪ .‬وتشير سلسلة األساقفة األولين إلى أن أربعه منهم كانوا‬
‫‪ .‬وتًاسست أول كنيسة في مكا ن يدعى‬ ‫من عائلة يوسف النجار‬
‫((كوخي)) جنوب قطيسفون‪ ،‬على نهر دجلة‪ ،‬وتبعد خمسه وثالثين‬
‫‪ ،‬ومع ا لزمن غدت كرسى بطريركية المشرق‬ ‫كيلومترا جنوب بغداد‬
‫الرسمي‪.‬‬
‫= ‪nestorienne: en Asie», in Annales du Musee Guimet, XL, pans, 1913,‬‬
‫‪P.2O8.‬‬
‫(‪ )٤‬طالع مقالنا‪« :‬أنطاكية كنية المشرق»‪ ،‬مجلة بين النهزين‪٩٦-٩٥ ،‬‬
‫(‪ ،)١٩٩٦‬ص‪.٢١٠‬‬
‫(ه) حبي‪ ،‬األب يوسف‪ ،‬كنية المشرق‪ ،‬ص ه ‪ ١ ٣‬وما يسع ‪٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وتولى اكاسايون الحكم بعد الغرثين نحو العام ‪٠٢٢٦/٢٢٤‬‬


‫في أول عهدهم لم يضطهد المسيحيون مثلما كانت الحالة في‬
‫اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬األمر الذي سهل انتشارهم؛ ولكن ما إن‬
‫اعتمدوا في العام ‪ ٢٨٦‬الزرادشتية (التي تعترف بمبدأين ((أهورمزدا‬
‫‪ -‬إله الخير)) و((أهريمان ‪ -‬إله ا كؤ)) وبا ألدفيستا كتايا مقدسا) ديانه‬
‫حى را حوا يفرضونها با لقوة على جمع ا لموا طنين‪.‬‬ ‫رسمية للدولة‬
‫واذ ‪ 1‬متبع المسيحيون عن قبولها‪ ،‬اضطهدوهم ‪ .‬وإلى جانب السبب‬
‫الديني هذا‪ ،‬ثئة أسباب أخرى لالضطهاد‪ .‬نذكر‪ ،‬على سبيل‬
‫وغيرتهم الزائدة‬ ‫المثال‪ ،‬اعتبارهم موالين للقيصر المسيحى العدو‬
‫وعدم الغطنة‪ ،‬وكان االضطهاد ا ألشذ هو الذي شته شابور' الثاني‬
‫والذي دام أربعين سنة (‪ .)٣٧٩,٣٣٩‬وقد أودى هذا االضطهاد‬
‫بحياة الكثيرين ‪ ،‬ولكن بالرغم من ذلك كان عدد ا لمسيحيين يزداد‬
‫وينمو‪ ،‬وقذم الشهداء بذار إيمان إلى مسيحيين جدد‪ ،‬كما يذكر‬
‫ترتليانس‪ .‬وجاء إلى الحكم بعد شابور الثاني ملوك ضعفاء تناحروا‬
‫فيما بينهم على السلطة‪ ،‬وأخفقوا في معالجة المشكالت الداخلية‬
‫إلى أن جاء يزدجرد األزل (‪ )٤٢٠,٣٣٩‬الذي كان رجال حكيتا‪.‬‬
‫وبمساعي ماروثا أسقف ميافرقين‪ ،‬السفير الروماني فوق العادة‪،‬‬
‫أصدر مرسوائ يقضي بمنح المسيحيين الحرية في ممارسة شعائرهم‬
‫الدينية داخل كنائسهم ‪ .‬وقد اعتبروه قسعلنطينهم ‪ ,‬أما سياسة خلفائه‬
‫فكانت بين مد ولجزر‪ ،‬متشذدة أحيادا ومسالمة أحيادا أخرى‪ .‬لكن‬
‫مع هذا كته لم يكن الغرس يرحمون‪ ،‬حين كان ا ألمر يتعئق بدين‬

‫(‪ )٦‬طابع كتابنا بالغرنسية‪ :‬التبادل الدبلوماسي بين الغرس ا‪U‬ماسين وابيزنطيين‬
‫خالل القرن الخاص ‪ -‬السايع‪ ،‬باريس‪ ، ١٩٨٦ ،‬ص‪. ١١‬‬
‫)‪WATERFIELD, R.E. Christians in Persia, London, 1973, p. 19-20. (٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الدولة الرسمي‪ ،‬فلم يكونوا يقبلون باهتداء زرادشتيين إلى‬


‫ا لمسيحإة ‪ ،‬وقد حفظت سير الشهداء أسماء ا لكثيرين منهم ‪.‬‬

‫أتا المجتمع الفارسي فكان يتكؤن من طبقة رجا ل الدين ‪-‬‬


‫وكا نوا يتمتعون بنغود كبير على ا لحيا ة العاتة‪ ،‬كما ا لحا ل ا ليوم ‪-‬‬
‫ومن طبقة المحاربين‪ ،‬أي األمراء والقادة الذين يديرون األقاليم‪،‬‬
‫ومن أفراد ا لجيش والغآلحين‪ .‬في هذا المناخ المضطرب المغسم‬
‫با لتشذد وا لتا مح وتعدد ا لطبقا ت والثقافات‪ ،‬عاش المسيحيون‬
‫بشيء من الريب والترقب‪ ،‬إلى إن جاء اإلسالم فرأوا فيه يد الله‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫((إذ انتصار بني إسما عيل هو با لحقيقة من الله»‬

‫‪ -٢‬المملكة الرومانية‬
‫إعتلى دقلديانس عرش اإلمبراطورية في العام ‪ . ٢٨٤‬ومن أجل‬
‫تسهيل إدارة اإلمبراطورية المترامية األطراف‪ ،‬قام بتقسيمها إلى‬
‫قتنن‪ :‬الغربى ويضز أورويا وأفريقيا‪ ،‬والشرقى ويثمل اليونان‬
‫وبلدان آسيا الصغرى‪ ،‬وأعلن نفسه القيصر ا ألعلى‪ .‬وأجرى بعض‬
‫اإلصالحات‪ ،‬إآل أيها لم تأب بالسالم واالستقرار‪ .‬ولغا جاء‬
‫قسطنطين على رأمر ا لقم الغربى‪ ،‬حصلت نزا عات بينه وإمبراطور‬
‫ا لقم ا لشرقى ‪ ،‬فأعن جيائ ‪ ،‬وا جتاز ا لقم ا لشرقى وقتل ليسينيومر‬
‫في العام ‪ ،٣٢٤‬وأعلن نفسه الحاكم ا ألوحد على اإلمبراطورية‬
‫الرومانية قاطبه‪ .‬وعلى صعيد الحريات‪ ،‬كان قد أطلق حرية المعتقد‬
‫لمواطني المملكة جميعا في مرسوم ميالنو ‪ ١٣‬حزيران ‪ ٠٣١٣‬وفي‬
‫ا لنتيجة ‪ ،‬تبذل وضع ا لمسيحيين ‪ ،‬فبعد أن كا نوا معتبرين (( أعداء‬

‫(‪ )٨‬التاريخ الصغير‪ ،‬ترجمة األب بطرس حذاد‪ ،‬بغداد‪ ،١٩٧٦ ،‬ص‪، ١٠٤‬‬
‫وأيطا تاريخ ميخائيل السرياني‪ ،‬ترجمة المطران صليبا شمعون‪ ،‬جزء‪، ٢‬‬
‫دار الرها‪ ،‬حلب‪ ،١٩٩٦ ،‬ص‪.٣٢‬‬

‫‪١٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وئلحدين)) صاروا يحترمون شعائرهم ويمارسونها بحرية‪ ،‬وأعيدت‬


‫إليهم الممتلكات ا لمعمادرة ‪ .‬وبتبتى قسطنطين وخلفائه المسيحية درائ‬
‫رسمبا وإعالن ا ألحد عطله رسمية (العام ‪ ، )٣٢١‬واستبعاد الوثنية‬
‫شيائ فشيائ ‪ ،‬تغير ا لوضع جذربا ‪.‬‬

‫ال شلق في أته كان لهذا التحول أثره السلبي في المسيحية‪،‬‬


‫فانتقلت من بشرى لحياة الناس‪ ،‬فيها الكثير من العفوية والمواهبية‬
‫والنبوية والحماسة‪ ،‬إلى قضية عاتة وإلى مؤسسة على سدة الحكم ‪.‬‬
‫واختير المسيحيون للمراكز ا لحكومية المرموقة‪ ،‬وأعفي رجا ل الدين‬
‫من الضرائب‪ ،‬ومنحوا مراكز اجتماعية‪ ،‬وتلثوا إعانات مادية من‬
‫ا لدولة ‪ .‬وأصبح ا النضمام إلى الكنيسة موضة‪ ،‬تدافع جمهور غفير‬
‫من أتباع الوثنية على اقتبال المعمودية‪ ،‬من دون أن يعرفوا الشيء‬
‫الكثير عن المسيحية‪ ،‬وبدون أن تكون الكنيسة قادر؛ على إعدادهم ‪.‬‬

‫ثم إذ الوضع ا لجديد تطاب قوا عد حديثة في مجا الت السياسة‬


‫وا القتصاد والتعليم‪ ،‬تختلف عتا كا نت تطرحه الوثنية‪ ،‬فنتج با لتا لي‬
‫مفهوم جديد للدولة وا لمجتمع وحئى للكنيسة‪ .‬وعذ ا إلمبرا طور نفسه‬
‫ممئال لله على ا ألرض‪ ،‬وعمل بمبدأ ((التفويض اإللهي)) مصدرا‬
‫للسلطة‪ .‬واختلط الشعور الديني عند األباطرة با لطموح ا لسياسي‪،‬‬
‫وسرعان ما انتقل مفهوم المملكة ا ألرضية إلى ملكوت ا لسماوات‪،‬‬
‫وتدحل ا ألباطرة في الشؤون الكنسية ‪ :‬من اختيار كبار ا ألسا قفة‬
‫والتشريع‪ ،‬بغية السيطرة على الممتلكات‪ ،‬فظهر نوع من األساقفة‬
‫ا ألمراء وجهوا اهتمامهم إلى المناورات الدبلوماسية في ا لبالط‪،‬‬
‫بدال من خدمة رعاياهم (طالع خطب غريغوريوس ا ليصي ويوحائ‬
‫الذهبي الغم)‪ .‬كما عن األباطرة أنفسهم الهوتيين حى األميين‬
‫منهم‪ ،‬وحسموا في قضايا اإليمان‪ ،‬ودعوا إلى مجامع دينية‬

‫‪١٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وترأسوها وكانت لهم الكلمة ا ألخيرة وليس لاله ساقفة‪ ,‬وعفت توحيد‬
‫المذهب داخل حدود اإلمبراطورية الوسيلة الئثلى لحغظ وحدتها‬
‫وسالمها‪ ،‬ووظف الدين في خدمة الدولة )‪ .‬وقد خلق مغل‬
‫األباطرة تار إلى االئجاه الالهوتى هذا وتار إلى ذاك بلبله‬
‫وصيا عا ‪ .‬فتبتى مجمع أفسس في العام ‪ ٤٣١‬االئجاه ا إلسكندري‪،‬‬
‫نلم عاد مجمع خلقيدونية ‪ ،٤٥١‬فتبئى االئجاه األنطاكي‪ .‬وأخذ‬
‫ا لنا س وحتى ا لال هوسون يتقلبون بين ا لمنا هب خوائ من مال حقة‬
‫الدولة أو طمائ في منصب ‪ .‬وكان أن تسيس الدين وأفسد ‪ ٠‬وصارت‬
‫الكنيسة لصيقًا با إلمبراطور ‪ .‬أما على الصعيد السياسى فكانت‬
‫اإلمبراطورية بين تن ولجرر في صراعا ب داخلو وحروب دائمة مع‬
‫الغرس‪ ،‬بالرغم من عقد عنة معاهداب صلح‪.‬‬

‫التيارات الفلسفية التي أئرت ني الالهوت المسيحي‬

‫لم يكن المسيحيون أفرادا مكتفين‪ ،‬ئنطوين على أنفسهم ‪ ،‬بل‬


‫كانوا في شركة بعضهم مع بعض ومع اآلخرين‪ ،‬في سعي حثيث‬
‫الكتثاف معنى التاريخ ‪ .‬من هذا المنطلق تأدروا بالتراث الهتيني‬
‫وغيره وا قتبسوا الكثير من عدده‪ ،‬وهذا ما نستمه اليوم با لئثا قفة‬
‫‪ .Inculturation‬وفي هذه العجالة نذكر بخاصة أهلم التيارات‬
‫الفلسفية التي تأدرت بها المسيحية‪:‬‬

‫‪ -١‬الفلسفة اليونانية‬
‫لقد استمرت الفلسفة اليونانية في جذب النامى إليها‪،‬‬
‫بأطروحاتها المنطقية المتعذدة وأخالقيتها الرفيعة‪ .‬ومن أبرز هذه‬
‫التيارات الفلسفية التي أنرت في الهوت اآلباء نذكر‪:‬‬

‫(‪ )٩‬لوريمر‪ ،‬تاريخ الكنية‪ ، ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص‪. ٢٦‬‬


‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -٢‬الغيثاغورتة‬

‫ولد نيثا غورس في حوالى العام ‪ ٥٣٠‬ق‪.‬م‪ ،‬وجمع حوله تالميذ‬


‫من كال الجنتين‪ ،‬ستا هم ((إخوة)) ‪ ،‬وكانوا يشاركون بعضهم بعائ‬
‫في المقتنيات‪ .‬كما كانوا يتصورون أن الروح في الجد غريبة‪ ،‬لذا‬
‫تلتمس التحرر منه عبر القيام بأعمال ا لخير ‪ .‬وكا نوا يؤمنون بتناسخ‬
‫األرواح‪ .‬وخشية أن تتحول ا ألرواح النجسة إليهم امتنعوا عن أكل‬
‫اللحوم ‪ ،‬وحرضوا على ا لمعسفا والرياضة البدنية لتعحييد الجسد‬
‫وتشفيقه بغية إطالق الروح ‪.‬‬

‫‪ -٣‬األبيقورية‬

‫ولد أبيقور في العام ‪ ٣٤٢‬ق‪.‬م‪ ،‬ومات في العام ‪ ٠٢٧٠‬إشتهر‬


‫بنظررته الخلقية حول موضوع اللذة والمرور‪ .‬فقد علم أتباعه أن‬
‫السرور غاية الحياة‪ ،‬وأن أفضله هو الذي ال يعقبه ألم وال ندم‪.‬‬
‫لذلك ميز نوعين من ا لسرور ‪ .‬السرور المتحرك الناتج من الشهوات‬
‫البهيمية‪ ،‬وهو وقتى محدود ويعقبه األلم واضطراب النفس‪،‬‬
‫وا لسرور المستقر‪ ،‬الكامن في ا لقنا عة واالكتفاء بما هو موجود‪،‬‬
‫واالبتعاد عن أفي ا رصا لي مادي شهواني‪ .‬إذ هذا السرور نتيجته هدوء‬
‫البال‪.‬‬

‫ودعا أبيقورس تالميذه إلى المعرفة‪ ،‬ألدها ا لوسيلة الوحيدة‬


‫للتحرر من الخرافات الدينية وا لتخا وف ‪ .‬والمعرفة تنقم إلى ثالثة‬
‫أقام‪ :‬علم األخالق‪ ،‬وعلم الفيزياء‪ ،‬وعلم القانون‪.‬‬

‫؛‪-‬الرواقية‬

‫يمكننا تلخيصى المذهب الرواقى بكلمثين‪ .‬الصبر والعقه ؛‬

‫ه‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الصبر على الشدائد والعفة في الشهوات‪ .‬وتكمن سعادة اإلنسان في‬


‫قمع األهواء وا لتغتب على األلم‪ .‬لذلك على الجسد أن يطع‪،‬‬
‫وعلى العقل أن يبحث عن المعرفة ‪ Gnosis‬التي هي مصدر السعادة‬
‫الدائمة‪ .‬ومن بين أقطاب الرواقين نذكر الفيلسوف بوزيدون (‪-١٣٥‬‬
‫‪١‬هفى‪.‬م‪ ).‬الذي كان يعتم تالميذه أن الروح ال تفتى بانحالل‬
‫الجسد‪ ،‬بل ترتقي إلى السماء‪ ،‬ويتوقف هذا االرتقاء على مدى‬
‫تعتقها في ا لمعرفة وا لفضيلة‪.‬‬

‫ه‪ -‬األفالطونية الجديدة أو األفلوطينية‬

‫يدن هذا المصطلح على المحاولة التي بذلها عدة فالسفة في‬
‫سبيل عرنس مذهب فلسفى شامل رمكنه إرواء عطثى ا إلنسا ن إلى‬
‫ا لروح‪ .‬تقوم هذه المحا ولة على تقديم صورة كاملة ومنسقة ومنطقية‬
‫للكون واالنسان‪ ،‬معتمدة على فكر أرسطو وأطروحات الرواقيين‬
‫والغيثاغورين‪ .‬إتها محاولة تولتة تدعو إلى ألوهئة ال تمو على‬
‫الكون المادي فحسب‪ ،‬بل منها تفيض كث الكائنات‪ .‬ومن أبرز‬
‫أقطاب هذه ا لمدرسة‪ ،‬الغيلسوف ((أمونيوس سكاس)) ا إلسكندري‬
‫وتلميذاه‪ :‬أفلوطيس وبورفيريوس‪ ،‬ثم فيلون اليهودي‪ .‬نادى هؤالء‬
‫الفالسفة بمثاليؤ رفيعة في عيش متجرد على مثال الرواقيين‪ ،‬بهدف‬
‫الوصول إلى حياؤ أمثل وأكمل‪.‬‬

‫عتم بورفيريوس وجود ثالثة عنا صر‪(( :‬اإليمان والمحية‬


‫والرجاء)) التي تذكرنا بثالثية بولس ا لرسول‪ :‬ا إليما ن والرجاء‬
‫والمحية (‪ ١‬قورنتس ‪ .)١٣‬لكته هاجم تعاليم المسيحية وعدها من‬
‫أساطير األولين‪.‬‬

‫إذ األطروحات الفلسفية ‪ -‬األخالقية في اإلنسان الفاضل‪ :‬من‬

‫‪٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫القناعة بالقليل والتجرد والتواضع وضبط الحواس‪ ،‬إلى لطافة‬


‫المعشر وتحقيق التوازن ‪ ،‬لقيت ترحييا كبيرا عند آباء الكنيسة‬
‫المسيحية شرعا وغرا ‪ ،‬وأخذت بعدا جديدا في فكرهم الالهوتي‬
‫الروحاني القائم أساسا على البنوة اإللهية وا ألخؤة البشرية‪ ،‬وعلى‬
‫الشركة والشراكة‪.‬‬

‫‪ -٦‬المانوقة‬

‫ولد ماني في بالد فارس (‪ ٢٧٧,٢١٦‬ميالدي)‪ ،‬وأعلن نفه‬


‫نسا ونادى بدس جديد ‪ .‬إختار عناصره من الزرادشتية والبوذتة‬
‫واليهودقة والمسيحية‪ .‬تقوم المانوقة على الثنائية‪ :‬النور والظلمة‪،‬‬
‫الخير والشر‪ .‬وترى أن البشرقة سجنت نفسها في عالم المادة‪ ،‬أي‬
‫الجسد‪ ،‬لذلك أرسل الله ((أبو الصالح)) أشخاصا أنبياء مثل يسوع‬
‫وماني لينقذوها من الجسد‪ .‬وال ترى المانوقة خالصا من غير معرفة‬
‫الحقيقة والرغبة في العودة إلى عالم النور‪ ،‬لذا تدعو أتباعها إلى‬
‫اعتناق حياة الزهد‪ :‬عدم تناول اللحم والخمر ومخالطة الناء‪،‬‬
‫وكانوا ينتظرون نهاية العالم (بعد ألف سنة) ‪ ،‬حين يتحرر المنتخبون‬
‫من عالم المادة ويتحدون بالنور‪ ،‬في حين يهلك األشرار وينتهون‪.‬‬

‫المدارس الالهوتية‬

‫عرفت هذه المدارس بدايه بسيطة قبل أن تتحول إلى مدارس‬


‫أكاديمية وفكرقة‪ .‬هدفها كان إعداد التقدمين على العماد إعدادا‬
‫جينا‪ ،‬وتثقيفهم بمبادئ الحالة الجديدة ومتطلباتها ‪ .‬ولكن لتا أخذ‬
‫العدد في االزدياد‪ ،‬وال سيما بعد إطالق قسطنطين الحرقة الدينية‪،‬‬
‫لم يعد في مقدور الكنيسة إعدادهم‪ ،‬فعمدت إلى تنشئة كادر قدير‬
‫يتسلم نهتة التعليم والمرافقة والتبشير وإدارة مؤسساتها ‪.‬‬

‫‪٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪-١‬مدرسة اإلسكندآل‬

‫تندرج اإلسكندرية من حيث ا ألحية بعد ا لعا صمة روما‪،‬‬


‫وكانت مركزا ثقا فؤا مرموقا ‪ .‬وعذت ((أثينا الجديدة» إذ تنقطت فيها‬
‫الثقافة اليونانية‪ ،‬وتجذدت الحركة الفكردة ‪ .‬نشأت فيها مكتبة شهيرة‬
‫لم تضاهها مكتبه أخرى في العالم كآه‪ .‬وهذا ما شجع أصحاب‬
‫الفلسفات المتنوعة على قصدها‪ .‬أتا كنيستها فقد ظهر فيها‪ ،‬منذ‬
‫القرن الثاني‪ ،‬مفكرون بارزون‪ ،‬كونوا مدرسه الهوتية أدارها‬
‫با نتاينس ‪ ،Pantaenus‬تهدف إلى مجابهة المدارس الوثنية والتيارات‬
‫الهرطوقية وبخاصة مدارس الغنوصين التي نشرت تعاليمها في كد‬
‫مكان‪ .‬وما رست ا لغنوصية نفودا ملحوظا على ا لمسيحيين‪ ،‬وشوهت‬
‫الكثير من المفاهيم‪ .‬فقد أتمدت أن الخالص ينحصر في ئن لهم‬
‫معرفة األسرار اإللهدة‪ ،‬ويتلم من طريق التدرج اإللهى‪ .‬شغيت هذه‬
‫النخبة ((بالروحيين»‪ .‬وكان لهم تأثير بابغ في الروحانية المسيحية‪.‬‬

‫لقد أدت هذه المدرسة دورا مهائ في تطور الفكر الالهوتى؛‬


‫فقد قام آباؤها بدرس الفلسفة بغية التوفيق بين اإليمان ومعطياتها‪،‬‬
‫وصا غوا ا لال هوت بمنطى فلسفتي دقيق‪ .‬فأظهروا بالتالي عدم‬
‫تعارض ا إليما ن وإياها‪ .‬يقول إقليمس ا إلسكندري‪(( :‬إذا أرادت‬
‫المسيحية أن تنتشر في العالم اليونانى‪ ،‬وجب عليها أن تخلع لباسها‬
‫‪.‬‬ ‫السامي‪،‬وترتدي لباسا يونانؤا وتتكتم بلغة أفالطون وهوميرس))‬
‫ويحها العالم كان أفالطوا‪.‬‬

‫إنخنت مدرسة ا إلسكندرية‪ ،‬في نهجها المسيحانى‪ ،‬خائ‬


‫تنازلتما‪ ،‬أي ا نطلقت من ا لله إلى ا النا ن‪ ،‬با دجا ه إنجيل يوحائ (( ا لكلمه‬

‫(‪ )١٠‬نقال عن دانييلو وماررو‪ ،‬جزء ‪ ، ١‬ص‪.١٣٢‬‬

‫‪٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫صار جسدا وحز فينا))‪ .‬ودعت إلى حياؤ روحية مثالية في تحييد‬
‫الجسد وتشغيفه في سبيل تحرير ا لروج ‪ ،‬ا لعنصر ا لجوهرى ا لخا لد في‬
‫اإلنسان‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬اإلنسان ا إلسكندري «ينظر إلى الماج وينسى‬
‫‪ .‬فسرت هذه المدرسة الكتاب المقنس تفسيرا‬ ‫أته على ا ألرض»‬
‫رمزيا مجازرا إلى حذ المتاهات (نذكر على سبيل المثال أوريجانس) ‪.‬‬
‫إذ المسيحانية اإلسكندرية سرت على آباء السريان المغاربة وا ألرمن‪.‬‬
‫أتا المشارقة فكان التأثير فيهم على مستوى الروحانيات‪.‬‬

‫‪ -٢‬مدرسة أنطاكيا‬

‫كانت أنطاكيا عاصمة إدارة الشرق وا لمدينة الثالثة بعد روما‬


‫وا إلسكندرية‪ ،‬ومركرا ثقافيا وحضاردا مهائ ‪ .‬فيها انتشرت اللغة‬
‫اليونانية وآدابها ‪ ،‬وغدت «ببب ازدهارها الفكري والثقافي مدينة‬
‫‪ ٠‬إليها لجأ تال ميذ يسوع‪،‬‬ ‫يونانية إلى حذ سميت ((أثينا سوريا))‬
‫منذ فجر الكنيسة ‪ ،‬وال سيما بعد خراب أورشليم على يد طيعلى في‬
‫العام ‪ .٧٠‬وفيها وجدوا أرصا خصبة للتبشير ‪ .‬ولغا كان معظمهم‬
‫من أصل وثنى‪ ،‬شتوا مسيحين لتمييزهم عن اليهود‪ .‬باليونانية كتب‬
‫معظم آباء أنطاكيا‪ ،‬أي ((مجموعة المعتمين)) ‪ .‬ولم ينحسر وجودها‬
‫إآل في القرن السادس‪ ،‬لصالح السريانية‪ ،‬ثم العربية التي أخذت‬
‫تبسط نفوذها‪ .‬ولكئ ظل األنطاكيون‪ ،‬بالرغم من انتشار الفلسفة‬
‫اليونانية‪ ،‬مرتبطين بالتفكير السامي‪ ،‬أي إذ األرض هي األرض‬
‫والسماء هي السماء‪ ،‬ويبقى ا إلنا ن محدودا‪ ،‬والله ال يحصر سموه‬
‫شيء‪ .‬إتهما مستويان مختلفان ال يختلط ن وال يمتزجان‪ .‬وإذ نهج‬
‫أنطاكيا ثنائى على خعز أرسطو‪.‬‬

‫(‪ )١١‬األب منعور المختصى‪ ،‬الكبة عبر التأريخ‪ ،‬بغداد‪ ،١٩٩٥ ،‬ص‪.٧١‬‬
‫(‪ )١٢‬خريوستوس بابادوبولس ‪ ،‬كبة أنطاكية‪ ،‬ص ‪. ٣٧‬‬

‫‪١٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫من هذا المنطلق اختتت أنطاكيا لمسيحانيتها ائجاائ‬


‫ا( تعما عددا))‪ ،‬أي من االنان إلى الله بخط األناجيل اإلزائية‪ ،‬أئ‬
‫إذ اإلنسان يسوع المسبح هذا هو ابن الله‪ .‬ودعت إلى روحانية‬
‫ا الرتقاء ‪ .‬وتتعئق هذه الفكرة بمفهوم التدبير‪ ،‬أي عيش البنوة اإللهية‬
‫على نموذج ا لمسيح (( ا البن ا لبكر)) ‪ ،‬مقياس الخال هس الثامل ‪.‬‬
‫واعتمدت تفسير الكتارب المقذمى الحرفى ‪ -‬التاريختي‪ ،‬ورفضت‬
‫بالتالي التفسير االستعاري ‪ Typologic‬الذي يبتعد عن المعنى‬
‫األصلى‪.‬‬

‫إذ الخالف القائم بين المدرستين ‪ -‬ا إلسكندرية واألنطاكية ‪-‬‬


‫إن كان في نهج التفسير أو في طريقة التعبير عن تجتد الكلمة‪ ،‬لم‬
‫يؤد إلى مناظرات وصراعات فكرية فحسب‪ ،‬بل دفع إلى بلورة‬
‫ا الئجالهين وتطويرهما‪ .‬إذ حاول كل طرف‪ ،‬تأسيسن مفاهيمه‬
‫وصياغتها بمعطيات فلسفية دقيقة‪ ،‬تدعمها نصوص الكتاب‬
‫المقنس‪.‬‬

‫‪ -٣‬مدرسة الزها ولصيبين‬

‫تقع الرها ((أورهوي نم‪1 ٦،١‬ا‪،‬ن)) وا لتي ستا ها اليونان وا لروما ن‬


‫‪ ،Edessa‬عاصمة مملكة أوسروينا ‪ ،Osrohene‬على شاطئ نهر‬
‫الغرات‪ .‬ويدعوها األتراك ا ليوم باورفا المجيدة ‪ . Sanli Urfa‬يذكر‬
‫المؤرخ أوسابيوس القيصري (‪٣٤٠,٢٦٤‬م) أئه زارها في القرن‬
‫الرابع (الكتاب األول‪-١٣ ،‬ه) واكتشف فيها الرسائل المتبادلة بين‬
‫ملكها أبجر ويسوع‪ .‬كما زارتها الراهبة ا ألكويتا نية إيجيريا بين‬
‫العاتين ‪ ٣٨١‬و‪ .)١٣(٣٨٤‬وبالرغم من أن قطة أبجر والرسائل‬

‫(‪)١٣‬إيجيريا‪ ،‬يوميات رحلة‪ ،‬بيروت‪ ،١٩٩٤ ،‬ص‪٦‬ه‪.‬‬

‫‪٢٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫المتبادلة بينه ويسوع يصعب تصديقها‪ ،‬فإن وجود قطعة نقود في‬
‫المتحف البريطاني يعود إلى القرن الثاني الميالدي‪ ،‬وتحمل صورة‬
‫أبجر الثامن البشا تاحا مزيغا بعيب‪ ،‬وتدمير فيضان العام ‪٢٠١‬‬
‫‪ ،‬يدآلن على انتشار اإلنجيل مبكرا فيها ‪.‬‬ ‫كنيسًا مسيحية‬

‫كانت الرها مدينة حدودية ومركزا حضاريا وعليا ‪ .‬تنئطت‬


‫فيها الحركة الثقافية منذ القرن الثاني‪ ،‬ونقلت بعض اآلداب اليونانية‬
‫إلى الرياسة‪ .‬وعلى األرجح‪ ،‬فيها ترجم العهد الجديد إلى‬
‫السريانية ‪ ،‬وقد يكون منها انطلقت ا لمسيحية إلى بقية مدن ما بين‬
‫النهرين‪ .‬فيها تأنم ‪ -‬ك~ ~ه ‪ ،‬منذ البدايات مدرسة دينية بسيطة‪ ،‬وفيها برز‬
‫معتمون مثل ططيانس ‪ ١٧٠‬وبرديصان ‪ ،٢٢٢‬ولكئ تشكيل مدرمة‬
‫منتظمة فيها يعود إلى مار أفرام في العام ‪ ،٣٦٣‬بحيث أنشأ لها‬
‫مجلائ إداريا‪ .‬خطها التفسيري ربانى ‪ ،Rabinic‬أفي بعد أن يؤخذ‬
‫بالمعنى الحرفى‪-‬التاريخى‪ ،‬يصار إلى التطبيق الرعوي‪-‬العملي‬
‫‪.Pastoral‬‬

‫عندما أمر زينون بإغالقها في العام ‪ ،٤٨٩‬ببب الجداالت‬


‫الالهوتية‪ ،‬انتقل أساتنبها إلى مدينة نصيبين المجاورة الخاضعة‬
‫للسيطرة الفارسية‪ ،‬وفتحوا فيها مدرسه أكاديمية متميزة‪ ،‬راسها‬
‫نرماي الملغان‪ .‬وإذ نظامها الذي وصلنا يماعدنا على تكوين صورة‬
‫عن واقعها‪ ،‬قريبة إلى حذ كبير من الحقيقة(ه‪.)١‬‬

‫كانت الدراسة فيها مجانية‪ ،‬تستغرق ثالث سنوات‪ .‬أائ مواد‬

‫(‪ )١٤‬لوريمر‪ ،‬تاريغ الكبة‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.١٦‬‬


‫‪ ٢١٥١‬كآل ‪.٠‬لع‪<١‬؟ ‪., History of the School of Nisibis, csco 1٦‬ظ ‪,‬آلل‪٠٦‬آلل‪٢‬د‪٢‬ال‬
‫‪Louvain, 1965‬؛ كما طالع عن قواعد المدرسة‪ ،‬نيتا يغوليفكايا‪ ،‬ثقافة‬
‫الريان‪ ،‬ص‪٧-١٣٢‬ه‪. ١‬‬

‫‪٢١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫التدريس الديتية وا إلنسانية فكانت ‪ :‬الكتاب المقذس‪ ،‬ا إللهيات‪،‬‬


‫الطقوس‪ ،‬الغلسغة(‪ ،)١٦‬العب‪ ،‬الفلك‪ ،‬الفيزياء‪ ،‬الكيمياء‪،‬‬
‫الجغرافيا‪ ،‬التاريخ‪ ،‬الشعر‪ ،‬الخطابة والبيان‪.‬‬ ‫الرياضيات‪،‬‬
‫وبلغت في القرن السادس أوج عظمتها حيث فاق عدد طآلبها‬
‫الثمانمئة‪ ،‬وتعذى تأثيرها بالد ما بين التهرين إلى بالد الهالل‬
‫الخصيب ‪.‬‬

‫الحركة الرباب‬

‫إدنا نرى ظا هرة الزهد في تاريخ البشرية جمعاء‪ ،‬كونها تعبر عن‬
‫حاجة البشر إلى المطلق‪ .‬فغي العالم اليوناني‪ ،‬سعى الرواقيون‬
‫((أتباع ستوا)) إلى ضبط النفس وتقوية اإلرادة وا لتغتب على الميول‬
‫واأللم في سبيل البلع إلى الروح‪ .‬وفي الهند تدعو البوذية إلى‬
‫السيطرة على أهواء الجسد للوصول إلى التيرثانا‪ ،‬وا النصهار في‬
‫ذات اإلله براهما ‪ .‬وفي اليهودية نجد نمائ من الرهبنة في وضع‬
‫ا لنذير‪ ،‬وسبل عيش ((جماعة قمران)) حيث كا ن يجمعهم نطا م دقيق‬
‫وثوب أبيض‪ .‬فحركة الزهد والتقئف وحرمان الجسد من وسائل‬
‫الراحة والمتعة لتمكين النفس من التحرر والوصول إلى السمو‬
‫الروحى‪ ،‬نجدها في عموم األدب العالمي القديم‪ .‬أتا في المسيحية‬
‫فقد ظهر متن القرن األزل أفراد وفرق ينادون بالزهد الشديد‬
‫واالمتناع عن الزواج لعيش حياد مكرسة للملكوت ‪ .‬وفي بداية القرن‬
‫الرادع‪ ،‬تكونت في المدن مجموعات من المؤمتين (( العلمانيين))‬
‫تكرسوا للخدمة الكنسية وا ألعمال الخيرية ‪ ،‬غير أن ا لرهبنة ‪ ،‬بحصر‬

‫(‪ )١٦‬إذ نظام المدرسة يذكر أسماء فالسفة يونان كانوا معروفين في أوساطها‬
‫مثل ‪ :‬أفالطون‪ ،‬أرسطو‪ ،‬أبيقور‪ ،‬ديمقريطس‪ ،‬فيثا غورس‪ .‬طالع نينا‬
‫بيغوليفكايا‪ ،‬ثقافة الريان‪ ،‬هس‪. ٨٢‬‬

‫‪٢٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫المعنى‪ ،‬لم تظهر إآل في منتصف القرن الرابع‪ ،‬أي في فترة تبع‬
‫الكنيسة بالسالم والحرية‪ .‬وجاءت المبادرة من مصر للم شملت‬
‫مناطق أخرى‪ .‬وبالرغم من أن الرهبنة ليست قانودا في العهد‬
‫الجديد‪ ،‬إال أتها عدت عمرنا طريقه مثالية لعيش ا إلنجيل‪(( ،‬فالذين‬
‫يحبون الله من كق قلوبهم‪ ،‬يجب أال ينشغلوا بهموم الدنيا» (‪١‬‬
‫قورذتس‪.)٣٢:٧‬‬

‫طليت هذه الحركة إلى مؤيديها ترك عالم المدن للعيش في‬
‫الجبال والبراري‪ ،‬فا النصراف إلى حياة تققنب وعزلة وصالة وعمل‬
‫من أجل خير المجتمع كته‪ .‬وتتعئق فكرة الرهبنة أساسا بالمميح‬
‫((االبن الوحيد)) الذي كرس حياته كامله لآلب الماوي ‪ .‬فالراهب‬
‫يقتدي به‪ .‬وهناك أسباب عديدة دفعت إلى نشوء ا لرهبنة وازدهارها ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫ومن بين هذه األسباب يذكر المؤرخون ثالثة‬

‫‪-١‬الرغبة في االستشهاد األبيض‪ .‬كان النقطاع االضطهاد أثره‬


‫البا بغ في نمو الشوق عند بعض المسيحيين إلى نوع من االستشهاد‬
‫من خالل تكريس الذات الكامل لله ولألخوة‪ .‬وقد استشفوا هذا‬
‫النوع من العيش في حياة المسيح ((الذي لم يكن له ما يضع عليه‬
‫رأسه)) (لوقا ‪ ،)٥٨: ٩‬وفي قوله للشاب الغنى‪(( :‬إن أردك أن تكون‬
‫كامال‪ ،‬فاذهب وبع أمالكك وتعا ل اتبعني)) (سى ‪. )٢١ : ١٩‬‬

‫‪ -٢‬إنتقال ا لكنيسة من حركة نبوية ديناميكية نامية إلى مؤسسة‬


‫تتبع بامتيازات‪ .‬وقد تسرب روح العالم والعلمانية في حياة كبار‬
‫رجا ل الدين‪ ،‬ما أفقدها بساطتها ا ألولى وأفسد نقاوتها ا ألصلية‪ ،‬ما‬
‫وكرن فعل لهذا الواقع غير الالئق‪ ،‬راح بعض المسيحيين إلى‬

‫(‪ )١٧‬لوريمر‪ ،‬تارخ الكنيسة‪ ،‬جزء ‪ ،٣‬ص‪.١٦٣-١٣,‬‬

‫‪٢٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الصحراء والجبال ليعيثوا متطلبات اإلنجيل بعمق‪ ،‬بعينا عن‬


‫المجتمع ودرفه المشكل ‪.‬‬

‫‪ —٣‬الحالة االقتصادية‪ .‬إذ عدم توافر فرص العمل‪ ،‬وثقل‬


‫الضرائب التي فرضتها الدولة على كاهل الناس‪ ،‬شجع الكثيرين‬
‫على االنخراط في الرهبنة‪.‬‬

‫وهناك‪ ،‬في اعتقادي‪ ،‬عامل آخر ليس أدنى أمة من هذه‬


‫األسباب‪ ،‬ما رس نقودا كبيرا على ا لرهبنة‪ ،‬هو ا لحركة ا لغنوصية‬
‫المنتشرة في الشرق وبخاصة في مصر‪ ،‬والتي عذت المادة وبالنتيجة‬
‫الجمد شرا وبيال يجب قمعه والتختص منه‪ .‬من هنا كانت معاملة‬
‫الرهبان جذهم قاسيه بالرغم من أن الكتاب المقذس قد فهمه‬
‫مخلوا من الله ومقذسا !‬

‫عاش هؤالء الرهبان أنماطا مختلفة من التكريس‪ ،‬على شكل‬


‫أفراد متوحدين أو جماعات تعيش حيا؛ مشتركة بحسب قانون معين‪،‬‬
‫في البيوت أو األديرة‪.‬‬

‫أتا في المشرق فإننا نجد نمطا من الرهبنة في جماعة العهد ‪-‬‬


‫القيامة بب هعي من متوحدين ومتبثلين ‪ .‬وألفراهاط الحكيم مقالة‬
‫فيهم (رقم ‪ ٠)٦‬وقد ختد لنا التاريخ أسماء عدد كبير من الشهداء‬
‫والشهيدات المكرسين؛ غير أن الحياة الديرة لم تنتشر إآل في القرن‬
‫الخاسى ‪ -‬السادمى بتًاثير رهبان معر ( وعقة أوجين)‪ ،‬حينئد اندمج‬
‫فيها أبناء العهد وانتهوا ‪ .‬عاش هؤالء الرهبان روحانيتهم وتكريسهم‬
‫الكامل في صيغ متعذدة( )‪ ،‬وكان لهم تأثير عميق في حياة الكنيسة‬

‫(‪ )١٨‬راجع محاضرتنا في مؤتمر التراث السرياني الخامس ((الترتب الرياني))‪،‬‬


‫ج‪ ،٢‬صه‪.٢٩٢-٢٨‬‬

‫‪٢٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وتبوأوا فيها مناصب رفيعة‪ ،‬وطبعوا روحانيتها وفكرها وطقوسها‬


‫وقوانينها بعقليتهم الرهبانية!‬

‫المجامع الدينية‬
‫لقد عقدت داخل اإلمبراطورية الرومانية عنة مجامع شميت‬
‫مسكونية‪ ،‬لشموليتها‪ ،‬ألن لفظة ((المسكونة ‪ »Oikoumene‬كان‬
‫يشار بها إلى مجمل أنحاء اإلمبراطورية‪ .‬وسبب عقدها الرئيسي‬
‫هو‪:‬‬

‫أ ‪ -‬كسا‪ .‬إستحداث كراسي (( بطريركية)) جديدة على أسمى‬


‫سياسية واجتماعية‪ ،‬وليس على أساس رسولى‪ ،‬نذكر‪ ،‬على‬
‫سييل المثا ل‪ ،‬كرسي القسعلنطيتية الذي غدا ا لكرسي الثاني في‬
‫تسلسل الكراسي الرمولية‪ ،‬في حين لم يكن قبل ‪ ٣٢٥‬سوى‬
‫أسقفية بسيطة‪ ،‬فخلق هذا ا الستحدارث مثاكل ومنافاربه‬
‫ومزايدات‪.‬‬

‫ب ‪ -‬الهوتيا‪ :‬إذ الحركة الفكرية نشطت نشاطا ملفائ للنظر‬


‫بسيب الحالة األمنية‪ ،‬فنشأت مدارس الهوتية لتنظير الوضع‬
‫الجديد‪ ،‬وإيجاد غطاء الهوتي له‪ .‬وكانت هذه المدارس‪ ،‬التي‬
‫سيشت‪ ،‬سبيا في تقسيم المسيحية‪.‬‬

‫ج ‪ -‬هلم الحكام في حفظ وحدة اإلمبراطورية‪.‬‬

‫‪ -١‬مجمع نيقية ‪٣٢٥‬‬


‫تجئى الخالف بين أنطاكيا وا إلسكندرية في طريقة تفسير‬
‫الكتاب المقذس‪ ،‬وتصور تجسد الكلمة‪ ،‬وقد غذته من دون شذ‬
‫عوامل حضارية واقتصادية وسياسية‪ .‬وتحول في القرن الراى إلى‬

‫‪٢٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بتغسيره العالقة القائمة بين االبن وا آلب‬ ‫نزاع حاذ أثاره آريوس‬
‫بالتبعزة ‪ Subordination‬مثل عالقة الكرمة بالكزام‪.‬‬

‫وكان قد مبقه في هذا االئجاه الهوتيون انطاكيون مثل لوقياض‬


‫وبولس المياطى‪ ،‬وإسكندريون مثل أوريجانس‪ .‬هدفوا إلى‬
‫صون كمال ا آلب وألوهيته وسرمدتته أهام القائلين بمساواة ا البن به‬
‫في األلوهنة‪ .‬ووفائ آلريوس ليس االبن من جوهر اآلب وال مساونا‬
‫له في كل شيء‪ ،‬بل يستمن ألوهيته منه‪.‬‬

‫إته الكلمة ‪ - Logos -‬أي الكائن الوسيط ‪Tertium quid‬‬


‫الذي به خلق الله كل الكائنات‪ .‬هذا المفهوم ناح من الفكر‬
‫الغنوصى‪.‬‬

‫أثارت أطروحات آريوس بلبأل في أوساط رجال الدين‪،‬‬


‫فقا ومها أسقف اإلسكندرية وآخرون‪ .‬وكتبوا إلى قسطنطين الملك‬
‫يطلبون تدحله لوضع حد للفوضى‪ ،‬فكان أن دعا إلى عقد مجمع‬
‫موسع رضب م جمبع أساقفة المملكة‪ .‬فاجتمع اآلباء في مدينة نيقية‬
‫(يزنيك الحالنة في تركيا) في ’ ‪ ٢‬أنار من العام ‪ ،٣٢٥‬وتوصلوا إلى‬
‫صيفة لإليما ن مفلسفة‪ ،‬وأعلنوا أن االبن مساو لآلب في ا لجوهر‬
‫((‪ ))Homousios‬وأته مولود‪ ،‬غير مخلوق‪ ،‬ألن الوالدة غير الخلق‪،‬‬
‫فالوالدة هي من الطبيعة نفسها‪ ،‬في حين أن الخلق يختلف‪ .‬وحرم‬
‫آريوس ومؤيديه‪ .‬وقام المجمع باتخان قرارات بخصوص اإلدارة‬
‫ا لكنسية‪ ،‬بترتيب ا لكرا سي األسقفية‪ ،‬وربئى ا لكثير من التنظيم‬
‫المدنى‪ ،‬ومع هذا لم ينبه الصراع‪.‬‬

‫(‪ )١٩‬أريوس كاهن من اإلسكندرة سيم في العام ‪ ٣١١-٣١٠‬ومات موتا غامصا‬


‫في الشطية العام ‪٠٣٣٦‬‬

‫‪٢٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪-٢‬مجمع أض ‪٤٣١‬‬
‫إنعقد هذا المجمع في مدينة أفسس (تركيا حا ائ) بأمر من‬
‫اإلمبراطور ثيود وسيوس نفه في العام ‪ ،٤٣١‬بهدف وضع حذ‬
‫للنزع الذي أثاره نسطوريوس‪ ،‬كبير أساقفة العاصمة‪ ،‬لدى‬
‫الجماعات المحافظة‪ ،‬بشأن أمومة العذراء مريم وشخص المسيح‪.‬‬

‫إشكالية نسطوريوس‪ ،‬ذي الخن األنطاكى التصاعدي‪ ،‬كانت‬


‫حول كيفية اتحاد كياي اثنين اتحادا صميت كامال في المسيح‪ ،‬أي‬
‫كيف تم في التجسد ا رحاد كلمة ا لله با إلنسان يسوع؟ وراح يبحث عن‬
‫مخرج‪ ٠ ٠‬لهذا ا لسؤا ل الكيانى المتعلق بذات المسبح‪ ،‬فحز (والتمييز‬
‫غير الفصل) بين الكلمة واإلنسان يسوع‪ .‬ورفض لقب مريم ((أم الله))‬
‫إذ وجد فيه التباسا ‪ ،‬ووصل تميتها أم المسمح ابن الله ‪ ٠‬أتا كيرلس ‪،‬‬
‫كبير أساقفة اإلسكندرية‪ ،‬ذو الخن التنازلي‪ ،‬فعن هذا الطرح خطرا‬
‫يهدد وحدة الشخص الكاملة في المسيح؛ وراح يؤكد أن ليس هناك‬
‫سوى طبيعة حقيقية واحدة بعد التجسد‪ .‬واستعمل قوال نسبه إلى‬
‫أثنا سيوس الكبير‪ ،‬والحقيقة أته أليوليناريوس‪(( :‬طبيعة واحدة‬
‫متجسدة لكلمة الله))‪ .‬من هذا ا لمنطلق‪ ،‬تكون مريم منطقيا أم الله‬
‫‪ .‬في النهاية أقر المجمع تفسير كيري ومصطلحاته‬ ‫((ثيوتوكس))‬
‫في قرار عقائدي‪ ،‬ورفض تعليم نسطوريوس وحرمه قبل االستماع‬
‫إلى وجهة نظره وقبل وصول الوفد األنطاكى بزعامة يوحائ‪.‬‬

‫مع األسف‪ ،‬بيب هذه األجواء المشحونة ‪ ،‬لم يتمنن‬


‫الخصمان من إدراك مشكلة عدم وضوح المصطلحات الفلسفية‪-‬‬
‫الالهوتية وضوحا كافيا ‪،‬وراحا يستعمالنها بدون دوة‪.‬‬

‫(‪ )٢٠‬طابع مقالنا‪« :‬مريم كما عرفها مسيحيو القرون األولى)) ‪ ،‬الفكر المسيحي‪،‬‬
‫عدد ‪( ،٢٤٥‬أيار ‪ ،)١٩٨٩‬ص‪٨‬ه‪.‬‬

‫‪٢٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ألسباب عديدة‪ ،‬وعبر مدرسئني الزها ونصيبين‪ ،‬ا نتقل خط‬


‫آبا ء أ نطا كيا وأطروحاتهم ا لمسيحا نية إلى كنيسة ا لمشرق التي‬
‫كانت خارج حدود اإلمبراطورية‪ ،‬في حين تبئى االنطاكيون‬
‫أنفسهم (أي السريان األورثوذكس ثم لحقهم األرمن) الخظ‬
‫ا إلسكندري‪.‬‬

‫‪ —٣‬مجمع خلقيدونية ‪٤٥١‬‬

‫لقد شذد مجمع أفسس على وحدة ا لشخصى في المسجح إلى حذ‬
‫بعيد‪ ،‬من دون أن يراعي التمييز الدقيق بين اإللهى واإلنسانى‪ ،‬ومن‬
‫دون أن يتحاشى أوجه الخلط بين االثئبن‪ .‬وبالرغم من أن الطرقين‬
‫‪ -‬األنطاكيين واإلسكندرين ‪ -‬توصال في العام ‪ ٤٣٣‬إلى صيفة‬
‫إيمانية مشتركة‪ ،‬فإذ ظهور شخصية أوطيخا جدد ا ألزمة وصعدها ‪.‬‬
‫فكان هذا الراهب‪ ،‬رئيس دير في ضواحي القسطنطينية‪ ،‬ينادي‬
‫بطبيعة واحدة متجسدة للمسجح (‪ .)Mia-phusis‬فاضعلر اإلمبراطور‬
‫ثيودوسيوس إلى عقد مجمع في أفسس العام ‪ ٤٤٩‬ترأسه ديسقورس‬
‫خليفة كيرتى‪ .‬ولكن لحصول أعما ل عنف بين المؤتمرين‪ ،‬وموت‬
‫فالفيانس‪ ،‬كبير أساقفة العاصمة‪ ،‬من جراء الضربات‪ ،‬لم يقبل‬
‫جمع األساقفة مقرراته‪ .‬أثناء ذلك‪ ،‬مات اإلمبراطور ثيودوسيوسى‪،‬‬
‫وخلعه مرقيانس‪ ،‬فوحه الدعوة ثانيه إلى عقد مجمع ثان في العام‬
‫‪ ،٤٥١‬بمدينة خلقيدونية على ساحل البوسفور‪ ،‬توصل فيه‬
‫المجتمعون إلى إعالن صيفة الهوتية عقائدية توفيقية‪ ،‬تميز بين‬
‫اإللهى واإلنسانى وتوحدهما في شخصي الكلمة‪(( :‬المسجح الوا حد‬
‫نفه‪ ،‬ابذ وحيد‪ ،‬رب‪ ،‬تعترف به في طبيعسن اثنسن‪ ،‬من دون‬
‫اختالط وال تغيير‪ ،‬من دون انقسام وال انفصال‪ . . .‬بحيث إذ‬
‫اختالف الطبيعثين ال يزول أبذا بيب الوحدة‪ ،‬بل إذ خصائص كل‬

‫‪٢٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ .‬متا ال شلق‬ ‫من الطبيعيين تظن كاملة وتلتقي في شخص واحد))‬


‫فيه هو أن المجمع تبئى‪ ،‬هذه المرة‪ ،‬صيفًا مسيحانتة تميل إلى الخعذ‬
‫األنطاكى‪ ،‬في حين كانت صيفة أفسس تميل إلى الخعذ‬
‫اإلسكندرتي‪.‬‬

‫‪ -٤‬مرموم االكحاد‬
‫إذ مرسوم االتحاد «‪ »Henoticon‬محاولة جاذة أطلقها‬
‫اإلمبراطور الرومانى زينون في العام ‪ ،٤٨٢‬للم نئل كنائس‬
‫اإلمبراطورية‪ .‬يدعو المرسوم جمبع الكنائس إلى قبول قانون إيما ن‬
‫‪ -‬نيقية ‪ -‬قسطنطينية ا ألول وقرارات مجمع أفسس شرلما أسامسا‬
‫السترجاع الوحدة‪ .‬ولكئ الخلقيدونتين رفضوا هذه الدعوة ألن‬
‫النعئ يلوم مجمع خلقيدونية على إدخاله إضافات في قانون‬
‫اإليمان‪ .‬وباءت المحاولة بالغشل‪ ،‬وقد فسرها ا لمونوفيرون‬
‫لصا لحهم‪ .‬إذ هذه ا لمجا مع‪ ،‬عوض أن تقوم بتقريب ا لمسيحتين‬
‫فيما بينهم‪ ،‬ئثمتهم على أمسب عرقتة وا عتبا را ربط بشرية تحت‬
‫غطاءات إيما نتة‪ .‬وبا لنتيجة‪ ،‬ا نكمشت كل كنيسة على ذاتها وراحت‬
‫تدافع عن الهوتها وتهاجم الهوت الكنائس ا ألخرى‪ ،‬وجاءت‬
‫ا لكتابات الال هوتتة محئلة بتعا بير تبريرية ودفاعتة وهجومتة‪.‬‬

‫سمات الهوت اآلباء السريان‬


‫إذ الالهوت جهد بشري يسعى لفهم اإليمان‪ ،‬والتعبير عنه بلغة‬
‫مفهومة بحسب الزمان والمكان‪ ،‬وتختلف من جيل إلى جيل‪ ،‬ومن‬
‫حضارة إلى أخرى‪ .‬هكذا نجد منذ فجر المسيحتة اتجاهات مختلفة‬

‫(‪ CAMELOT, Ephese et Chalcedoine, p. 61 )٢١‬؛ وكذلك سيداروس‪ ،‬فاضل‪،‬‬


‫يرع الممح في تقليد الكنية‪ ،‬ص‪. ٩٣‬‬

‫‪٢٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫في التعبير الالهوتى بين الكنائس‪ ،‬شرثا وغردا‪ ،‬مثلما نجد رسا‬
‫وممارسات نابعة من حاجات الناس ولفتهم‪ ،‬انطالبا من األسئلة‬
‫التي يطرحها ا إليمان على ضميرهم‪ .‬فالتعددة الالهوسة حى مشروع‬
‫وظاهرة حضاردة‪ .‬من هنا نستنتج أن اإليمان ثابت ومطلق‪ ،‬في حين‬
‫أن الالهوت نبى وخاضع للتغيير ‪.‬‬

‫والالهوت بصفته علتا يستفيد من المدارس الفكرية التى يتحرك‬


‫فيها ا لبشر ‪ ،‬فيختف التعبير ‪ ،‬أي ا لنهج بحسب أطر الشعورب‬
‫التاريخية والحضارية والثقافية‪ .‬والتعابير الالهوسة التي نتداولها‬
‫اليوم هي وليدة محيط يختلف عن األجواء العانة التي نعيشها‪،‬‬
‫وعقلية ا إلنسا ن المعاصر غير عقلية إنسان القرون الوسطى‪ ،‬فهو‬
‫يتطئع إلى كلمة الله إن تصله‪ ،‬بروحها وأصالتها وعمقها ‪ ،‬حبى تطبع‬
‫حياته بجملتها‪ ،‬فال تهئه النظريات التي ال تمس الواقع الذي‬
‫يعيشه ‪-‬‬

‫بالتأكيد هناك سمات مشتركة بين ا آلباء السريان‪ ،‬مشرقيين كانوا‬


‫أو مغربيين ولكن اختعن كز طرف بتعميق شخصيته وهويته بناء على‬
‫عقيدته‪ ،‬وال مسما ما يخصن المسبح‪ ،‬فهناك الهوت سريانى‬
‫مشرقى ‪ ،‬نسبه إلى مؤسسيه ا لذين كا نوا يسكنون شرق نهر ا لغرا ت في‬
‫بقعة جغرافية واسعة تعرف ببالد ما بين النهرين‪ ،‬والهوت سريانى‬
‫غربى‪ ،‬نسبه إلى مؤسسيه الذين كانوا يسكنون غرب الغرات ‪ ٠‬إنطلق‬
‫الالهوت المشرقى من نظرة تاريخية تهتم بمعنى األحداث‬
‫واألشخاص لحمل الناس على تحقيق نداءات الله في ظروفهم‬
‫الحياتية اليومية‪ ،‬مشددا على الجانب اإلنانى من دون أن يهمل‬
‫الجانب اإللهى‪ ،‬في حين ركز الالهوت السريانى الغربى على‬
‫الجانب ا إللهى في كن عمل الخالص‪ ،‬مشذدا على الجانب‬

‫‪٣٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الروحانى‪ .‬تاثر االباء المشريون بآباء أنطاكيا وبخاصة ثيودورس‬


‫المضيصي‪ ،‬في حين اقم الهوت ا آلباء المغاربة بمات الالهوت‬
‫ا إلسكندرى ‪ ،‬متًادرين بأثناسيويس الكبير ‪.‬‬

‫وعموائ ينع الهوت ا آلباء السريان من واقع المشرق الحضاري‬


‫واالجتماعى واالقتصادي‪ :‬فا لمسيحيون كانوا في الغالب فآلحين أو‬
‫رعا؛ أو رهباتا‪ ،‬وقتما تبوأوا مراكز القوة أو السلطة‪ ،‬لذا جاء مغعائ‬
‫بالعفوية والحماسة والقلب وهو أقرب إلى الالهوت المعاصر‪.‬‬

‫وسما ته هي ‪:‬‬

‫‪ -١‬الهوت آبائى‪ ،‬أي إذ ا لذين أسسوه ورسموا خطوطه‬


‫وروحانيته‪ ،‬هم آباء الكنيسة في القرون السبعة ا ألولى ‪ .‬توقف بعدها‬
‫لعنة أسباب‪ .‬وكأته بلغ الكمال ودخل في قدسية الثبوت وعالم‬
‫المحرمات التي ال يمكن مشها ‪ .‬ما نجده في الفترات الالحقة‪ ،‬هنا‬
‫وهناك‪ ،‬ليس إآل إعادة أو توضيحا‪.‬‬

‫‪ -٢‬الهوت كتابى‪ ،‬أئ يرتكز على الوحي اإللهى‪ .‬ويقوم ببناء‬


‫تفسير منهجى على خط ربانى متهود من خالل الميمر أو المدراس‪،‬‬
‫بهدف تقديم تعليم عقائدي مبني على نصوص كتابية من خالل إيجاد‬
‫صور ورموز لوحدانية الله والثالوث والكنيسة وأسرارها‪ .‬بأسلوب‬
‫((األغادا))‪ ،‬واستخال ص تعليم خلقتي ‪ -‬عملتي من حدث أو شخصى‬
‫بهدف تشريعى‪ ،‬على شكل وصايا بنهج (( الهالغا)) نفسه‪ ،‬ولربما‬
‫مرتبط بالسريانية‪ ،‬أي سلك! وهذا النهج يتجلى بوضوح عند ا آلباء‬
‫المشرقين'‬

‫أتا نهجه في التفسير فيقوم على تأويل نمذ كتابى‪ ،‬وتأوينه في‬
‫ضوء الئعاش اليومى ((اآلن وهنا)) ‪ ،‬ويستعمل بغزارة المنهجية‬

‫‪٣١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫التطبيقية ‪ Typology‬والرمزية ‪ ،Allegory‬ونجد ذلك خاصة عند‬


‫ا لسريان الغربيين ‪٠‬‬
‫‪ -٣‬الهوت تعليمي ‪ ،Catechetic‬أئ هئه التعليم وليس‬
‫التنظير‪ ،‬وجاءت أطروحاته على شكل موا عظ ((ميامر)) مؤسسة على‬
‫االيمان وا لخبرة اليومية‪ ،‬بغية إعداد الناس للعيش بحب متطلبات‬
‫ا إلنجيل‪ .‬ويتنوع بحسب تنوع الحا الرت والمناسبات الكنسية من‬
‫شرح بعض األسرار والرموز الدينية أو األعياد واالحتفاالت أو‬
‫الدفاع عن بعض العقائد‪ .‬ونادرا ما نجد عندهم بحقا منهجؤا منئثا‬
‫‪ ،Systematic‬ألتهم لم يكونوا الهوتيين محترفين‪ ،‬بل كانوا رعاة‬
‫مثقفين وبروحية عميقة وشعور عالب بالمسؤولية‪.‬‬
‫‪ -٤‬الهوت تدبيري‪ ،‬أي ينطلق من تدبير الخالص د‪!1‬د‪٦‬طنم‬
‫وهو ركيزة الالهوت ا لمشرقي ‪ .‬والتدبير يعني سياسة‪ ،‬سيرورة‪،‬‬
‫سلوكا‪ ،‬إدارة‪ ،‬تدبير ا لبيت وا ألوالد والعالقة بين أفراد العائلة‬
‫الواحدة‪ .‬وفي المجالب الالهوتي يعني العمز ا إللهي كامال‪ ،‬بدءا‬
‫بالخلق حيى نهاية ا ألزمنة‪ ،‬يشترك فيه الله الواحد والثالوث‪ ،‬ولردما‬
‫تنحدر لفظة ((دبر)) من ‪ Dabar‬العبرية الكتابية التي تعني الكلمة‬
‫المقرونة بالفعل ((كئ فكان))‪ .‬والتدبير يشمل الجوانب الروحية‬
‫واالجتماعية واالقتصاد؟ والسياسية‪« :‬أتيت لكيما تكون لهم الحياة‬
‫وبوفرة)) (يوحائ * ‪. )١ * : ١‬‬
‫اإلنسان هو محور التدبير ‪ -‬الخالص‪ .‬واآلباء المشرقيون‪ ،‬في‬
‫معرض تعليمهم عن الله‪ ،‬أشاروا إلى أن التدبير اإللهي‪ ،‬في خلق‬
‫اإلنسان‪ ،‬يحمل مبعمبعا على شكل بذرة تجشد الكلمة‪ ،‬فالخلق‬
‫وا لتجسد مترابطا ن ‪ ،‬ويعبرا ن عن ا الى ا إللهى ‪ .‬والتدبير مسيرة‬
‫تاريخية‪ ،‬منذ األلف إلى الياء‪ ،‬مجئدا ملء عطية الله‪ ،‬وسر‬
‫االكعحاد ‪ -‬ا لشركة ‪.‬‬ ‫حضوره‪ .‬ا لخلق ‪ -‬التجسد‬

‫‪٣٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وقد سمى المشروكون المسيح ((شخص التدبير)) ‪.‬‬


‫م‪1‬هأ «‪13‬ح‪٦3‬طك فهو مقياس البنؤة اإللهية واألخؤة البشرية‬
‫والنموذج المطلق ‪ .‬ولتا استعملوا كلمة ((التجسد)) قصدوا المعنى‬
‫الشامل‪ ،‬أئ كل شيء‪ ،‬كل ما عمله الله في مبيل ا إلنا ن من البداية‬
‫حثى النهاية‪ ،‬في حين ميز الالهوت الالتينى بين التجسد والغداء‪،‬‬
‫ملحا على ا ألخير‪ .‬إذ التدبير عملية تحول طويلة‪ ،‬تتم بالروح القدس‬
‫(( ‪■١TXtt‬نم )) ‪ .‬فالمسيح المولود من مريم بقدرة الروح القدس‪ ،‬والمتألم‬
‫والمائت والقائم من بين األموات بقدرة الروح نفسها‪ ،‬يجمعنا في‬
‫كنيسته‪ ،‬عروسه‪ ،‬لتصير لنا ا لقيامة ‪ .‬وستا ه ا آلبا ء با لتدبير ا لعجيب‬
‫((‪Ixiridui‬نمنم )) ‪ ٠‬لذا يقترحون أعماال ملموسة لتفيير اإلنسان‬
‫من الداخل‪ ،‬فتتغير بالتالي ا ألوضاع وا ألرض‪ ،‬بحيث يستعيد البشر‬
‫الفردوس ا لمفقود‪ ،‬وتصيح ا ألرض سكنا هم‪ ،‬مظئلة بحضور الله‬
‫أبيهم‪ ،‬ويعيشون في غاية الفرح والسعادة‪ .‬من المنطلق التدبيري هذا‬
‫فهموا ممارسة ا لسلطة واألسرار خدمه وعمال جما عيا ((عائليا))‪.‬‬

‫ه‪ -‬الهوت سلبى‪ ،‬أي يعتمد أسلوب النفي ‪ Apophatic‬لتبيان‬


‫صفات الله‪ ،‬واللغة ليست تحديدا وال تعريائ‪ ،‬بل إشارة إلى الر‬
‫اإللهى‪ ،‬ويميل بوضوح إلى التنزيه‪ .‬فالله هو غير منظور‪ ،‬غير‬
‫مدرك‪ ،‬غير مائت إلخ‪ . .‬كما استعملوا أسلوب القياس للمقاربة‪.‬‬
‫ومن الملفت أدهم يميلون إلى ا لتقليل من ذكر امم الجاللة كما هي‬
‫الحال عند اليهود‪(( :‬ذاك الذي باركنا))‪(( ،‬الشكر للصالح))‪(( ،‬اقبل يا‬
‫صالح))‪ .‬إذ ا لطريقة السلبية تعبير عميق عن عجز اإلنسان أمام فهم‬
‫كيان الله فائق اإلدراك‪.‬‬

‫‪ —٦‬الهوت دفاعى‪ ،‬أي يغم بطابع الدفاع والهجوم لدحض‬


‫ا عترا ضا ت ا ليهود وتعليم ا لوثنيين وا لبدع ا لمسيحية ا لمتعذدة‪.‬‬

‫‪٣٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وعوض القيام بعرض ا إليما ن بلغه سلسة‪ ،‬راح يستخدم أسلوب‬


‫المنطق وقرع الحجة بالحجة‪.‬‬
‫‪ —٧‬الهوتي صوفى‪ ،‬لردما ألن معظم كنابه كانوا من الرهبان‪،‬‬
‫فهو يدعو إلى روحانية صوفية‪ ،‬تفدو بموجبها حياة المؤمن بحكا‬
‫((خروجا)) متواصال عن سر الله‪ ،‬للتعرف إليه‪ ،‬ومحيته‪ ،‬واالئحاد‬
‫به‪ .‬ويركز على القلب‪ ،‬ألته موقع الفهم‪ ،‬وعلى العقل ألده موقع‬
‫الفكر‪.‬‬

‫إذ الهوت المشرق متأكر إلى حد كبير بفكر ثيودورس‬


‫المضيضي‪ ،‬فهو المفسر األعظم‪ ،‬وخاصًا في القرن الخامس ‪-‬‬
‫السادس‪ ،‬عندما برجمت كتاباته إلى الريادية‪ ،‬واعتمد للتدريس في‬
‫مدرسة نصيبين‪ ،‬ولكن قتما تأدر بكتابات نسطوريوس ‪ ،‬بالرغم من‬
‫أن بعضهم كباباي الكبير استعملوا كتابه هيراقلطس عمال أصيال !‬

‫‪٣٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نماذج من الهوت اآلباء المشرقيين‬

‫بالتآكيد ال الهوت مشرقائ متهجائ بحصر الكلمة‪ ،‬كما الحال‬


‫في الغرب والشرق اليونانى ‪ ،‬لردلما بسيب عدم التوا صل الفكري‬
‫واهتمام ا إلكليريس المشرقى بالهموم الرعوية ا ليومية ‪ .‬تتجسد رؤية‬
‫اآلباء المشرقين في الوعظ والليترجيا والعقيدة والروحانية وكأدها‬
‫كق منسجم‪ ،‬وبا إلمكان استخالص مباحث الهوتية من كتاباتهم‪،‬‬
‫وهذه نماذج منها ‪:‬‬

‫شرح آباء الكنيسة الكتاب المقدس‬

‫درس آباء الكنيسة الكتاب المقدس وتأتلوا في نصوصه‬


‫وطيقوها في حياتهم وعذوها زاذا لمسيرتهم ومسيرة مؤمنيهم‪.‬‬
‫وقراءتنا اليوم هذه النصوص في ضوء شروحات اآلباء واختبارهم‬
‫إياها تؤتن التواصل والتجذد والتكامل في فهمها وتأوينها ‪٠‬‬

‫لقد أعذ آباء الكنيسة أسفار الكتاب المقنس رسائل يوجهها الله‬
‫إلى البشر في كل زما دإ ومكان ‪ .‬واعتمد معظم آباء الكنيسة في‬
‫تأتلهم في الكتاب المقذس البحث عن معنيين‪ :‬المعنى الحرفى‪ ،‬أي‬
‫التاريخى وهو متعلق با لنصئ كما يرذ‪ ،‬والمعنى الرمزي وهو متعلق‬
‫ببالغ الخالص الذي صتمه الله في تدبيره الخالصى‪ ،‬وهو ما يتوق‬
‫المؤمن إلى التعرف عليه بدون انقطاع من خالل الروح القدس‪ .‬هذا‬
‫األسلوب تعلؤر بنوع خاصئ وفق منهج المدرسين الالهوتيين‬

‫‪٣٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫األنطاكية واإلسكندرية‪ .‬ثم قطع شوطا كبيرا في المنهجية بالقرون‬


‫الوسطى فأعطى المعاني ا ألربعة ‪ :‬الحرفي (الحدث) والمجازي‬
‫(اإليمان) والنمطي (التطبيقي‪-‬األخالقي) والروحي (األواخري)‪،‬‬
‫وغدا الهدف الذي يصبو إليه المؤمن في قراءته الربانية ‪Lectio‬‬
‫‪ divina‬لتفذية إيمانه في مسيرته إلى الله‪.‬‬

‫يجد آباء الكنيسة عالقة أسرارية ‪ Sacramentality‬بين النصي‬


‫البيبلي والمخلوق‪ ،‬وأن على القارئ المؤمن أن يدخل في هذا‬
‫الجو‪ ،‬فاألشياء كتها مليئة باألسرار كما يذكر أوريجا ض (الموعظة‬
‫في األحبار ‪ ،)٨.٠٣‬وال شيء في الخليقة معزود عن الكل‪ .‬وفي‬
‫صدد العالقة العميقة هذه والرؤية النافذة يقول الكاتب الفرنسي‬
‫أنطوان دي سانت إكزوييري في كتابه األمير الصغير‪(( .‬ال يحسن‬
‫اإلنسان البصر إال بقلبه‪ ،‬ألن جوهر األشياء يبقى خبا عن‬
‫األنظار))‪ .‬ويشير مار أفرام إلى الحقيقة ذاتها‪« :‬الكتاب المقنص‬
‫معروض كالمرآة‪ ،‬فئن كانت عينه نيرة راى فيه صورة الحتى))‬
‫(اإليمان ‪ .)٨/٦٧‬والرؤية الديناميكية العميقة هذه تكون مصحوبه‬
‫بالمحية والصالة‪.‬‬

‫قراءة رمزية وليس أصوية‬

‫إعتبر آباء الكنيسة لغة الكتاب المقنس لفه أسرارية — رمزية أكثر‬
‫منها مورية مجازية أو حرفية‪ .‬فاللغة الرمزية تسؤل على البشر فهم‬
‫كالم الله في الكشف عن ذاته‪ .‬لهذا السبب رأوا أن الكتاب المقذس‬
‫يعكس حضورا إلهؤا ومعئى مقنشا أعمق من المفهوم التاريخي‬
‫وأبعد من ا لكالم ا ليشرى‪ ،‬وأن كل شيء يسير ضمن هذه ا لدينا ميكية‬
‫ا لتى تبق ا لنصل‪ ،‬بل تخترقه لتجتا ز إلى حيا ة ا لكنيسة وا لمؤمنين‬

‫‪٣٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫شير مستقبلهم وتوطد رجاءهم (رومة ‪: ١٥‬؛)‪ .‬هذا االختراق ‪-‬‬


‫العبور يحول األشياء كثها إلى مجال فصح المبح الشامل ويشركنا‬
‫فيه‪ ،‬فيغدو حقيقًا راهنة وقادرة على دعم جهودنا من أجل حيا؛‬
‫أفضل وأشمل‪ .‬لذلك الكتاب المقنس ((روح وحياة))‪ ،‬وليس قطعة‬
‫أثرية أو وثيقة من ا ألرشيف‪ ،‬يعكس تجثيات الله للمؤمن فيجعله‬
‫جسرا ياعده على العبور إلى عالم الله‪ .‬يقول مار أفرام‪(( :‬إذ عيتي‬
‫وفكري قد جازا بالسطور كما يجسر ودخال معا قضة الفردوس‪.‬‬
‫فبالقراءة أجازت العيل الفكر كلم عاد الفكر أراح العيل من القراءة‪،‬‬
‫وبعن إد وري الكتاب استراحت العيل وأخذ الفكر يعضب)‪،‬‬
‫(الفردوس ‪.>١()٤/٥‬‬

‫نستطيع أن نستفيد كثيرا من التراث الغنى هذا لتجديد فكرنا‬


‫وثقافتنا‪ ،‬وخصوصا أن لدينا اليوم أدوات عديدة وطبعات كثيرة لم تكن‬
‫في متناول آباء الكنيسة‪ ،‬فتحن في وضع أفضل لندرك معانيه الغنية‪.‬‬

‫يعتمد ((الكالم الديني)) على محا ولة الناس فهم سر الله من‬
‫خالل التأتل في أعماله‪ .‬فتجثي الله تعبير عن سره غير المدرك‬
‫والذي تعكس به كل الكائنات جانيا حائ عن طريقة حضور ((الكلمة))‬
‫الذي خلقها‪ .‬يقول أفرام‪(( :‬لو كان للكالم المقنص معنى واحد‬
‫فقط‪ ،‬لكان قد اكتشفه أول مفسر‪ ،‬وما كان المفسرون ا آلخرون‬
‫تكيدوا مشعه البحث وشعروا بلذة اكتشافه‪ .‬غير أن لكن كلمة من‬
‫كلمات رينا هيئتها الخاصة‪ ،‬ولكن هيئة أعضاؤها الخاصة ولكن‬
‫عضو ميزته الخا صة به‪ ٠‬كن امرى يفهم بحسب مقدرته‪ ،‬ويفسر كما‬
‫هو معطى (شوح الدياطمرون ‪٠)٢٢/٦‬‬

‫(‪ )١‬مار أفرام السرياني‪ ،‬منظومة الفردوس‪ ،‬ترجمة األب روفائيل مطر اللبناني‪،‬‬
‫«أقدم النصوص المسيحية)) (‪ ،)٣‬الكليك‪ ،١٩٨٠ ،‬ص‪.٦٨-٦٧‬‬

‫‪٣٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وأمام هذا التنوع يستقبل المؤمنون بعنة أشكال كمال الله‬


‫وجما له وعمقه وغناه في الذات الواحدة‪ ،‬بكون الحياة ا إللية‬
‫الواحدة واألزلية تتجنى لهم في ظروفهم الزمانتة والمكانية ‪ .‬يقول‬
‫أفرام ‪(( :‬وحيدة هي طبيعتك‪ ،‬لكن كثيرة طرق تغسيرها)) (اإليمان‬
‫‪ .)٣/١ ٠‬ولقد أكد التقليد المسيحي على الدوام أن الله يسكن النور‬
‫الذي ال يمكن أن يدركه اإلنسان‪(( :‬ذلك السعيد القدير وحده ‪ . .‬له‬
‫الخلود ومسكنه نور ال يقكررب منه وهو الذي لم يره إنا ن وال‬
‫يستطع أن يراه)) (‪ ١‬طيموتاوس ‪ ٠)١٦:٦‬ويتحاشى آباء الكنيسة ‪-‬‬
‫خصوصا السريان منهم ‪ -‬التفحص والنقد في مائل اإليمان‪،‬‬
‫عادين ذلك نقضا في الثقة‪ ،‬ويدعون إلى االستسالم ببساطة‪.‬‬
‫واالستسالم ليس مبهائ ‪ ،‬بل يمر باإليمان والحب‪ .‬يقول يعقوب‬
‫السروجى‪(( :‬على النفس العاقلة أن تكن عن التفحص‪ ،‬وتندهش‬
‫أمام المسبح‪ ،‬ألته المعجزة‪ .‬إذ الذي يتفحص االبن غير المدرك‪،‬‬
‫ال يمتلك المعجزة أي المسبح‪ ،‬ألته إذا كان قد امتلكه لتا فئش عنه))‬
‫(الرسائل‪ ،‬ص‪ . )٧٣‬ويهذد مرع يتفحص القضايا اإليمانية‪(( :‬رسا نور‬
‫لمن يحيه ونار محرقة لمن يتفحصه)) (مجتد ‪ . )٦٣٤/٤‬وأفرام يؤكد‬
‫أيائ ذلك ‪(( :‬في مسألة ا أللوهية‪ ،‬أي كائن مخلوق قادر أن يستقصي‬
‫الله؟ فهناك هوة سحيقة بين الخالق وبينه‪ .‬في مسألة األلوهية‪ ،‬ليس‬
‫ا ألمر أن الله بعيد عن خالئقه‪ ،‬فهناك بينه وبين الخليقة محية‪ .‬ما من‬
‫أحد حاول استقصاء الله استطاع االقتراب منه‪ ،‬مع ذلك هو قريب‬
‫للغاية لمن يتمع ببصيرة)) (االيمان ‪.)١٣-١١/٦٩‬‬
‫إدا أمامنا متوى آخر للدخول في معرفة سر الله‪(( :‬فيه حيابنا‬
‫وحركتنا وكياتنا)) (أعمال ‪ ،)٢٨: ١٧‬نستطع أن نفهم شيها من سره‬
‫عندما نتخعئى الهوة الكيانية التي تفصلنا عنه وتتحول المافة مجاآل‬
‫للكلمة األزلية‪ ،‬لتن يكتمنا‪ .‬والكلمات تجعلنا نفكر ونتحرك‬

‫‪٣٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ونعمل‪ .‬وكن خليقة تتسلم من الله بذرة الوجود والحركة‪ ،‬بذرة‬


‫ديناميكية في جوهرها ‪ ،‬لكئ البذرة ليست نبته أو شجرة‪ ،‬وبمقدورها‬
‫أن تكون كذلك إذا وقرنا لها المستلزمات‪.‬‬

‫الرمز والرمز؟‬
‫على عكس التقليد الغربي الذي اعتمد المجاز ‪ ،Analogy‬أي‬
‫أملوب التشييه غير المباشر‪ ،‬فثل التقليد الشرقي استعما ل أدلورب‬
‫الرمز ألن الرموز هي إحدى الطرق التي تساعد على فهم ما ال يمكن‬
‫فهمه بسهولة‪ .‬والرموز الدينية جزء من نسيج الحقيقة‪ .‬أتا المجاز‬
‫فهو استعارة امم شيء لغيره لتناسب بعض صفاته‪ .‬والمقصود منه‬
‫تشبيه شيء بشيء لتقريب ا لمعنى المراد‪ ،‬وال بذ من قرينة لفظية أو‬
‫معنوية تدد عليه‪ .‬إعتمد التقليد الشرقي الرمز ألن فيه طاح‬
‫المشاركة‪ .‬فا إلنان والكون مكانان يظهر فيهما الله‪ ،‬وبمقدور‬
‫اإلنسان أن ((يستقبله))‪ .‬والرمز والحقيقة مرتبطان‪ ،‬فيهما قوه خفية‬
‫‪ .‬ويحتاج المرء إلى إيمائ عميق لفهم سر‬ ‫يتيها أفرام ((الحذ))‬
‫هذه الحقيقة‪ ،‬يقول أفرام‪(( :‬إذ رمزك يا رب في كن مكان‪ ،‬مع ذلك‬
‫فأنك محجوت في كن مكان‪ .‬ورغم أن رمزك هو في األعالي‪ ،‬فإذ‬
‫العلو ال يشعر بوجودك؛ ورغم أن رمزك هو في العمق‪ ،‬فالعمق ال‬
‫يفقه تن أنت؛ ورغم أن رمزك هو في البحر‪ ،‬فأنك محتجب عن‬
‫البحر؛ ورغم أن رمزك في اليابسة‪ ،‬فاليابسة ال تعرف من أنت‪.‬‬
‫تبارك تن يتأنق وهو محتجب)) (اإليمان ‪.)٩:٤‬‬

‫(‪ )٢‬بروك‪ ،‬د‪ .‬ستيان‪ ،‬العين المتغيرة‪ ،‬نظرة مار أفرام الروحانية إلى العالم‬
‫ونظرته إلى العالم الروحى‪ ،‬باإلنكليزتة‪ ،‬ترجمة األب جوزيف ترزي‪ ،‬لوس‬
‫أنجلوس‪ ،١٩٩٢ ،‬ص‪٣٩‬؛ كذلك‪MURRAY, R. «The theory of :‬‬
‫‪symbolism in St.Ephrem’s Theology»,‬‬ ‫‪Parole de VOrient, pp. 6-7‬‬
‫‪)pp ,)1975-1976. 1-20.‬‬

‫‪٣٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إذ الكون مخلوة على صورة المسيح ‪(( Christ form‬كد شيء‬
‫به كان ومن دونه لم يكن شيء متا كان)) (قولتي ‪ .)١٦:١‬وينصب‬
‫سعي المؤمن على تطابق هذا التشابه‪ .‬بهذا المعنى نفهم أن الخبز‬
‫وا لخمر في ا لليترجيا يكثفان المسيح‪ ،‬فتغدو خلعا جديدا‪ ،‬ليس‬
‫بالتعارض والخلق األزل‪ ،‬بل يكشفان معنى األول ووجهه الحقيقي‬
‫وتكتله ‪ .‬فاألرضى ليست مثل فردوسى وعين المياه مثل ا لمعمودرة ‪،‬‬
‫والحب مثل الدم والمرأة مثل مريم والزيت مثل القؤة‪ .‬كد حقيقة من‬
‫هذه الحقائق تحمل في ذاتها قؤه ديناميكية على الظهور والتكوين‬
‫واالنغتاح والنمؤ وا الكتما ل‪ .‬هذه هي حقيقة األشياء التي خرجت‬
‫من يد الله في اليوم األول بعينا عن التفاهة ‪ -‬الخطيئة التي‪ ،‬ويا‬
‫لألسف‪ ،‬هي وجه آخر لبشريتنا ‪.‬‬

‫إته لمن الضروري فهم الكالم الرمزي‪ ،‬وخصوصا أن في‬


‫تركيبتنا الشرقية شيائ من السرة والرمزية‪ ،‬فالحقيقة ال نقولها‬
‫بالكامل‪ -‬الرمز إشارة وقدرة على تحريك األشياء‪ ،‬وال يحتاج إلى‬
‫الشرح‪ ،‬بل يشرح نفسه‪ .‬وال يوصل معئى واضحا ومتميزا فحسب‪،‬‬
‫بل يوحد في البنى التحتية المتماسكة في الوحدة ا إللهية كل أصعدة‬
‫الوجود‪ ،‬حش تأتي المعاني المتنوعة التي يرمز إليها مفهومة‪ .‬فال‬
‫يمكن أن نقول على سبيل المثال إذ ا لحية ترمز إلى الحكمة‬
‫والصليب إلى الضحية المتألمة من أجل الغداء‪ ،‬فغي هذه الحال‬
‫تحول الرمز إلى حرفية مبهم‪ . .‬الرمز‪ ،‬مثل الحب وأشعة الشمس‪،‬‬
‫يخترق مستويات الوجود وطبقا ت المعرفة كاده ليمارس وظيفته‪.‬‬

‫حيى نفهم الرمز نحتاج إلى االيمان‪ ،‬هو ا لعين المستتيرة التي‬
‫نبصر بها ا ألمور الخفية‪ .‬يقول أفرام‪(( :‬هو العين التي تستطع أن‬
‫ترى األشياء المحجوبة)) (الكنيسة ‪ .)٣:٢٤‬ويعذ آباء الكنيسة‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫المفاهيم ‪ Concepts‬رموذا عميقة المعاني‪ ،‬ويحذرون من قراءؤ‬


‫حرفية أصولية‪ .‬ويقول أفرام‪(( :‬ليس في ثوب الكلمات على المرء أن‬
‫ينظر‪ ،‬بل إلى القؤة الكامنة في الكلمات)) (الكنيسة ‪،)١٧٠٠٢٨‬‬
‫و(( هناك من يكتفي بتناول أهداب الحقيقة‪ . . .‬أتا أنت فال تتوقفئ‬
‫أما م ا نبهار ا لكلما ت ا لظا هر ا لتي بيب قشرتها ا لخارجية تحعجب‬
‫المعنى الحقيقي للنعز‪ . .‬تقمئ معناها العميق وابحث عن ماذا‬
‫تشير‪ ،‬وال تضغ في لمرق مختلفة‪ .‬إستند إلى الدليل القاطع والسليم‬
‫في العهد (الجديد) الذي رسم فيه الروح أعضاء جد المسيح حئى‬
‫يظهر عبر الرموز صورته الحثة)) (شرح الدياطسرون ‪ . )٣: ٢٢‬ويؤكد‬
‫نرسا ي أن هذه الحقائق هي موضوع إيما ن وليست موضع برهان‪:‬‬
‫((في اإليمان وحده ينبغي أن نبحث فنزداد إيماتا‪ ،‬وحثى ذلك يجب‬
‫أال نقوم به كمجرد بحث‪ ،‬إتما بمحية)) (‪(( ،)٣٦/٣٥‬ليس عن طريق‬
‫التقضي سوف تعرف كيف هي طبيعة الله‪ ،‬بل عن طريق الحيا الذي‬
‫يجعلك تند هج بمن تبحث عنه‪ .‬بمحية يليق بك أن تبحث عن‬
‫الكائن) وبا لتأتل في الطبيعة الصالحة ا لتخفية وليس عن طريق‬
‫الشتي‪.)٩‬‬

‫اإلناسة ‪ :‬األنترويولوجيا‬

‫اإلنسان في نظر اآلباء عموتا ثنائي‪ :‬جد ونفس (أرسطو) ‪،‬‬


‫وأحياتا ثالثى‪ :‬جسد ونفس وروح (أفالطون)‪ .‬وفي كل األحوال‪،‬‬
‫خلقه الله بفعل حر ومجانى (ططيانس‪ ،‬الخطاب ‪ ،)٧‬وليس‬
‫بالمصادفة‪ .‬اإلنسان ذكر وأنثى‪ ،‬وهو مركز الخليقة (نرساي)‪.‬‬
‫ونظرة ا آلباء إلى المرأة متأئر بمعطيات الكتاب المقذس ‪ .‬فأفرام‬

‫‪Homelie II sur la creation, ed.p. Gignoux, P.O. 34 (1968, 558).‬‬ ‫)‪(٣‬‬


‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يقارن بين حواء ومريم‪ :‬أم الموت وأم الحياة (الميالد ‪، )٣: ١١‬‬
‫ونرماي يعذها مرعى الفضيلة ومنبت الرذيلة (ميمر ‪ ١٢‬و‪ ،)٤٧‬ومع‬
‫هذا ال يرى في طبيعتها شرا (‪ ,)٢١١٠٩١/٤٧‬هناك إيمان شامل‬
‫بقيامة الجد في نهاية العالم (ططياض‪ ،‬الخطاب ‪ . )٦‬يؤكد‬
‫نرسا ي ‪(( :‬على مثال قيامة المسيح مبدأ حياتنا‪ ،‬سيبعث جسدنا‬
‫الظاهر ونفسنا الخفية (‪٤/٢٣‬ه‪.)١‬‬

‫الطبيعة ((حلك)) صالحة في حذ ذاتها‪ ،‬وهذا يتماشى والنظرة‬


‫الكتابية‪(( :‬ورأى الله أن كق شيء كان حستا)) (التكوين ‪.)١٠-٤:١‬‬
‫واإلنسان مدعو إلى التسامي (( خدخ ج حفي ‪ -‬فوق الطبيعة))‪ ،‬أي إلى‬
‫البنوة اإللهإة‪ ،‬في حين أن الخروج عن الطبيعة <(لد‪٦‬ع‪١‬حه‪ »٢‬يعني‬
‫نزع اإلنسانية والبنوة اإللهية (أفراها ط الحكيم)‪ .‬من هذا المنطلق‬
‫استعملوا عبارتي (( ا لوجوه السافرة ‪ -‬احط‪،‬ط نمدب )) و(( الدانة البنوية‬
‫صمك))‪ ،‬في العالقة بالله‪ .‬وال نجد عندهم أثرا للمشكلة البالجية‬
‫التي تؤكد أن الخال ص يتم بواسعلة الجهد البشري‪ .‬وقد رد عليها‬
‫ا آلباء الغربيون وال سيما أوغسطيئر بأن ا لخالص يتم من خال ل‬
‫النعمة اإللهية‪.‬‬

‫يقول أفرام ‪(( :‬إذ سبب الشر يكمن بكق وضوح في استعمال‬
‫اإلنسان للحرية‪ ،‬فآدم والشيطان بحريتهما وإرادتهما أدخال الشر))‬
‫(ضن البدع ‪ . )٧: ٢٢‬وفي مكا ن آخر يقول ((إذ ا إلنسان ال يحصد إآل‬
‫الخير الذي يزرعه)) (البتولية ‪ ،)١٥/٣٤‬وبرديصان يؤكد أن ((الصالح‬
‫من طبيعة اإلنسان‪ ،‬والشر شذوذه)) (شرايع البلدان عمود ‪.)٥٣٣‬‬

‫الله والثالوث‬

‫إذ إيمان اآلباء يعتمد على الوحي‪ ،‬وكالمهم ينطلق من التدبير‪،‬‬

‫‪٤٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أي من عالقة الله بالبثر‪ ،‬وليس من كينونته (أنطولوجيا) (طايع‬


‫أفرام‪ ،‬أفراهاط‪ ،‬نرسا ي‪ ،‬باباي‪ .). . .‬والكلمات التي يستعملونها‬
‫((الله‪ ،‬الباري‪ ،‬الكائن‪ )) . . .‬ال تعني الله في ذاته‪ ،‬بل وجهه المتجه‬
‫صوب العالم وبخاصة صوب اإلنسان‪ . .‬إته الله ا آلب ‪ .‬وفقط في‬
‫وقب الحق استعملوا الجهاز التقنى الفلسفى حيثما رأوه يسهن‬
‫موضع بحثهم الالهوتى‪.‬‬
‫في كالمهم على الله‪ ،‬يستعملون مصطلح ((*'صلعا»))‪ ،‬أي‬
‫الكائن الواجب الوجود‪ ،‬وهو وا حد أحد‪ ،‬ال شرك فيه‪ ،‬كته‬
‫صالح‪ ،‬ال يصدر منه سوى الخير (ضد المانوقة أي ثنائية إله الخير‬
‫وإله الشر)‪ .‬إته روح محض‪ ،‬ال يقع تحت الحواس‪ ،‬وهو مبدأ كل‬
‫ما يرى وما ال يرى ‪ .‬ولتبيان صفاته‪ ،‬استعملوا أسلوب النفي‪ :‬إته‬
‫غير ندرك ‪ ،‬غير منظور ‪ ،‬غير مادف ** ‪٠ ٠ . ،‬‬

‫با إلمكا ن معرفته من الطبيعة‪ ،‬أئ من طريق ((ا لببية)) بمعنى أن‬
‫لكل سبب مثا إلى أن نصل إلى تن ال مسيب له‪ ،‬وش طريق‬
‫الوحي‪ .‬يقول أفرام‪(( :‬الطبيعة والكتاب شاهدان ممتدان إلى كل‬
‫مكان‪ ،‬موجودان في كل زمان‪ ،‬حاضران في كل آن‪ ،‬يؤتبان الكافر‬
‫الذي ينكر — وجود — الخالق)) (الفردوس ه ‪ . )٢ :‬ولكئ معرفة الله‬
‫ليست موضوع برهان عقلى‪ ،‬بل هي موضوع إيمان كما يؤكد‬
‫نرسا ي ‪(( :‬باإليمان وحده ينبغي أن نبحث‪ ،‬فنزداد إيماتا وال نقوم به‬
‫كبحث مجرد‪ ،‬إتما بمحية)) (‪ . )٣٦/٣٥‬ولآلباء هاجس والبحث‬
‫والتمحيص‪ ،‬فاإللهيات في نظرهم أمر مئم به‪ ،‬ويجب قبولها من‬
‫دون جدال‪.‬‬

‫يرتمز المشرفيون على األلوهة المشتركة بين األقانيم الثالثة‪:‬‬


‫ا آلب هو مصدر االبن والروح وينبوعهما ‪ .‬ولشرح الوحدة وملكية‬

‫‪٤٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ا آلب ‪ ،‬ا ستخدموا أسلوب القياسى وا لمجا نسة ‪ ،‬ويقذمون عنة أمثلة‪,‬‬
‫الشمس ‪ :‬ا لقرص والحرارة والنور‪ ،‬ثالث عمليات متميزة لكثها غير‬
‫منفصلة‪ ،‬وتبقى شمتا واحدة‪ ،‬والتثاحة ‪ :‬الشكل والطعم واللون‪،‬‬
‫وا إلنسا ن ‪ :‬عقل وحذية وإرادة‪ .‬كما استخدموا مصطلح ((أقنوم)) ذا‬
‫الطاح التقني للداللة على حقيقة ذاتية أزلية باطنية متميزة‪ ،‬ولم‬
‫يستعملوا كلمة ((شخصى)) في سياق حديثهم عن الثا لوث‪ ،‬باعتقادي‪،‬‬
‫بتأثير اآلباء القيادوقيين‪ .‬يقول نرساي ‪(( :‬أبوة وبنؤة وانبثاق ‪. .‬‬
‫وعندما أقول ثالوكا ال أقصد ثالثة كائنات‪ ،‬بل ثالثة أقانيم في جوهر‬
‫واحد ‪ . .‬هم ثالثة بحسب التسمية ‪ ،‬وواحد بحسب الطبيعة ومتسا و‬
‫فيها)) (‪ . )٢٤/٣٤‬وبا الئجاه نفه يعلن مجمع كوركيس األول‬
‫‪(( : ٦٨٠‬آت واحن أزلى‪ ،‬وابئ واحن أزلى‪ ،‬روع واحد‪ ،‬منبثق من‬
‫طبيعة ا آلب من دون فصل‪ ،‬وكال هما في ا آلب ومعه منذ األزل))‬
‫(المجامع المشرقية ‪ .)٢٢٩‬وفي هذا االكحاد الصميمي األبدي يقول‬
‫باباي‪(( :‬هذه هي العالمات الحقيقية لألقانيم المسجود لها‪ ،‬في‬
‫طبيعة وا حدة أبدية‪ ..‬الله واحد بثالثة أقا نيم وثالثة أقانيم إله واحد))‬
‫(االئحاد‪ ،‬ص‪ .)٣٠-٢٨‬ويشرح نرسا ي هذه ا ألحدية من جهة‬
‫والثالوث من جهة أخرى ‪(( :‬ثالثة أقا نيم تعلمت الكنيسة من‬
‫المختص‪ ،‬آب وابن وروح القدس‪ ،‬وجود واحد (ألك كلدادمال»)‪،‬‬
‫ثالثة أقانيم‪ ،‬ليس بينها كبير أو صغير وال تمييز إآل بالخواض‬
‫(ططك))>‪ :‬أبوة وبنوة وانبثاق‪ ،‬في وحدة اإلرادة والمجد والسيادة))‬
‫(ميمر‪-١٨٣،١٧‬ه‪.)١٨‬‬

‫المسيحانية ‪Christology‬‬

‫ينظر اآلباء إلى ا لمسيح‪ ،‬ابن الله‪ ،‬نطرد خالصية‪ ،‬نابعة من‬
‫واقع خبرتهم الشخصية وليس من نظرة فلسفية ماورائية‪ .‬هذا‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الخالص أساسي وهو من تصميم الله (التدبير)‪ ،‬ونقطة االنطالق‬


‫والمركز فيه هما المسح‪ ،‬إلى حذ سموه ((شخص التدبير» [باباي‬
‫الكبير]‪ ،‬حاضر الله فيه‪(( :‬نسجد للمسح ألدنا نؤمن بأن الله حاضر‬
‫فيه)) (أفراهاط ‪ .])٦/١٧‬إته كلمة الله ((لوغس‪-‬لغة‪ -‬طدك»»‪،‬‬
‫أي بشرى ا لله إلى الناص كما جاء في إنجيل يوحنا (‪ .)١:١‬والتجتد‬
‫ال يعني تقتصا ‪ ،‬بل يصير الله إنادا ليرتقي به إليه (أفراهاط ‪/٢٣‬‬
‫'ه‪.‬‬

‫يقول أفرام مستندا إلى ض الرسالة إلى فيلي (‪(( :)١٥/١‬إته‬


‫صورة حقيقية لآلب‪ ،‬ومساو له ومولود منه‪ ،‬وليس له من إرادة سوى‬
‫إرا دة ا آلب)) (الكنيسة ‪(( )٩/٢٧‬ولبس جسدا ليضئنا إلى ما هو له))‬
‫(الميالد ‪ .)١٢/٢١‬و((اليوم طبعت األلوهبة)) (الميالد ‪ )٩٩/١‬ومن‬
‫بين ألقابه المتعددة‪ :‬الرب‪ ،‬الراعي‪ ،‬الكلمة‪ ،‬الطبيب‪ ،‬المعتم‪،‬‬
‫النبي‪ ،‬الكاهن‪ ،‬الملك‪ .‬يقول أفرام‪(( :‬ال تكفيك ألوف األسماء‬
‫ألتك ابن الله وابن االنان)) (الميالد ‪ .)٢/٦‬ومن منطلق الالهوت‬
‫التدبيرى هذا يغدو ا لمسيح‪ ،‬عند المؤمن المشرقي‪ ،‬قدوًا‪ ،‬وطريق‬
‫المسح المتًالم والمنبعث من ا لموت في جو من المجد والنور هو‬
‫طريق المؤمن ومصيره إلى اآلب‪.‬‬

‫هم ا آلباء هو أن يشرحوا لرعاياهم ا لوحدة التاتة بين ا إللهي‬


‫واإلنساني‪ ،‬بين الكلمة واإلنسان يسوع وا لتمييز بينهما‪ ،‬لذلك‬
‫ابتكروا‪ ،‬ولردما بتأثير آباء المدرسة األنطاكبة‪ ،‬وال سجما ثيودورس‬
‫المحيصي‪ ،‬أسلودا ‪ System‬تقسا يصون وحدة الحقيقثين‬
‫وتمييزهما‪:‬‬

‫‪ -١‬ه كيان‪ ،‬هو المفهوم العالم لكل كائن‪ :‬مثال الطبيعة‬


‫ا لبشربة هي وا حدة مشتركة بين بطرس وبولس‪ ،‬لهذا ا لسبب يسمونها‬

‫‪٤٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بمصطلح فلسفي‪(( :‬نم‪٠‬دصهطك)))) أي الجوهر العالم‪.‬‬

‫‪ -٢‬سعا‪ ،‬أقنوم‪ ،‬هو المفهوم الخامن للكائن في ذاتيته‬


‫الفردية‪ ،‬فأقنوم بولس يختلف عن أقنوم بطرس‪ ،‬لذا مموه‬
‫((صعهـيا الدظطك‪ ))٣‬أي الجوهر الغرد‪ .‬وفي السياق المسيحانى‬
‫المشرقي‪ :‬األقنوم أقرب إلى الطبيعة منه إلى الشخص‪ ،‬تمانا عكس‬
‫السياق الغربى فاألقنوم يرادف الشخص‪.‬‬

‫‪ -٣‬مام ‪ Prosopon‬لفظة يونانية كرينة تعني القناع الذي‬


‫يلبسه الممثل المسرحى كي يظهر فيه الدالئل الخا صة المتميزة عند‬
‫ا لشخص الذي يمئله‪ .‬كما ا ستعملوا لفظة أخرى تعني ا لوجه أو‬
‫المظهر الخارجى الذي يميزه عن غيره‪ ،‬ولفظة «‪ - Schema‬الشكل»‬
‫أي المظهر‪ ،‬ما تراه العين للداللة على لحم المسيح الواحد‬
‫‪.‬‬ ‫وجسده‬

‫وفعا لهذا النهج‪ ،‬يكون للمسيح ‪ :‬طبيعتان وأقنومان متحدان في‬


‫الشخص الواحد‪ :‬شخص االبن أو الكلمة‪ ،‬ويحتفظ كل أقنوم بخواصه‬
‫الطبيعية ا(ططك))‪ ،‬يتلم تبادلها من خالل الشخص الواحد‪.‬‬

‫يسرد نرساي في المقالة السابعة عشرة (‪)٢٣١,٢٠٧/١٧‬‬


‫األعمال التي تشب إلى اإللهى والتي تنب إلى اإلنسانى‪ ،‬ويفسر‬
‫ا لجاثليق يشوعياب الجدالى أساس هذا التبادل‪(( :‬إذ المسبح منذ‬
‫الحبل به‪ ،‬انحد الهوته بناموته‪ ،‬واستقبل الناسوت الالهوت من‬
‫دونما انتقال‪ ،‬وحدت الطبيعتان ائحادا وثيعا في الشخص الواحد)) ‪.‬‬

‫(‪ )٤‬طالع الحوار السريانى‪ ،‬مؤسسة برو أورينتي‪ ،١٩٤٤ ،‬ص‪١٠١‬؛ وأيثا‬
‫أيسوعياب الثاني الجدالى‪ ،‬الرمالة حول شخص المسبح‪ ،‬روما‪١٩٨٣ ،‬‬
‫(بالغرنإبة)‪ ،‬ص‪٧‬ه‪. ١‬‬

‫‪٤٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ومنذئذ وإلى ا ألبد‪ ،‬تظهر الطبيعة الواحدة في الثانية من دون‬


‫تحول‪ .‬فكتما شاهدنا بشرية ربنا‪ ،‬سواء كان في الرحم أو المغارة‪،‬‬
‫في نهر األردن أو في البرية‪ ،‬في المدينة أو الجلجلة‪ ،‬في القبر أو‬
‫ناهثا وسط التالميذ‪ ،‬نفهم أنه واحد وأن الهوته معه‪ .‬كذلك لتا‬
‫نتكلم على ألوهسه فنقول إنه كان في حضن اآلب‪ ،‬أو جاء إلى‬
‫العالم‪ ،‬أو جلس عن يمين ذي الجاللة في الملكوت‪ ،‬أو أقام‬
‫الموتى أو يدين أو يقضي بسلطانه أو قدرته بثكلي سري‪ ،‬إننا نجد‬
‫بشريته معه)) (الرسالة ‪. ) ١٠٧- ١٠٤‬‬

‫مسيحانية آباء المشرق تصاعدية ‪ ،‬بانجاه المدرسة األنطاكية‬


‫‪-‬‬ ‫نفسه‪(( :‬من اإلنسان إلى الله)) ‪.‬‬

‫الرح القدس‬
‫في الحقيقة كنيسة المشرق هي كنيسة الروح وكنيسة القيامة ‪.‬‬
‫فالروح المتتم والمكتل كز شيء ((‪<١٦kix‬كك‪ ، )،‬والقيامة هي‬
‫االنطالقة للخالص‪ ،‬لذا ال نجد أبذا صورة المسيح على الصليب‬
‫في الكنائس‪ .‬إذ الروح القدس يدعى روح الله وروح يسوع‬
‫(أفراهاط‪ ،‬أفرام)‪ ،‬وليس مؤقا بسبب اللغة‪ ،‬بل وفق مدلول الهوتي‬
‫عميق‪ ،‬فإذا كان الله هو ا آلب ‪ ،‬والمسيح هو االبن‪ ،‬فالروح ال‬
‫محالة ألم‪.‬‬

‫يقول أفرا هاط‪(( :‬عندما يكون ا لرجل أعزب تحب ويكرم الله‬
‫أباه والر ح القدس أمه وال يملك حتا سواه)) (‪. )١٠/١٨‬وجاء في‬
‫أعمال توما‪(( :‬هلتي أيتها األلم المعزية ))(ه)‪ .‬وهذا التقليد قديم في‬

‫‪GLI EVANGEL! APOCRIFI, Testi scelti e tradotti da, F. AMIOT,‬‬ ‫)‪(٥‬‬


‫‪Milano, 1979, p. 216.‬‬

‫‪٤٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫البتة األولى‪ ،‬فهناك جملة من إنجيل العبرانين ينقلها‬


‫أوريجانس‪(( :‬قبل قليل أمسكتني الروح القدس أتي بشعري‪،‬‬
‫ونقلتي إلى جبل طابور العظيم)) (‪ . )PG ١٣ ،٤٣٣‬كما أن‬
‫غريغوريوس النيصتي يقول ((إذ آدم غير المولود هو صورة ا آلب‪ ،‬وإذ‬
‫ابنه ا لمولود هو صورة االبن‪ ،‬أتا حواء ا لتي ا نبثقت فتعني أقنوم‬
‫الروح القدس)) (‪.)PG ٤٤ ،١٣٢٩‬‬

‫لقد استعمل يسوع كلمات تحمل بباطة عمق مشاعر ا النسا ن ‪.‬‬
‫رحيم)) أئ‬ ‫((أبوة‪ ،‬بنوة‪ ،‬فلماذا يستبعد ا ألمومة ؟ أليس الله رحمن‬
‫ئن له رحمة‪ /‬رحم‪ ،‬بمعنى أته يستقبل ا إلنان في رحمه وهذا‬
‫تجسيد لمشا عر ا ألمومة االلهإة؟ وهذه ا ألمومة نجدها خصوظدا عند‬
‫الروحا نسن مثل إسحق النينوي (بيجان‪ ،‬ص‪ )٢٧٤-٢٧٣‬وسهدونا‬
‫(كمال السيرة ‪ )٨‬وغيرهما‪ .‬وإتنا نستعمل في طقوسنا لفظة ((الشركة‬
‫— ‪٧‬طهثملمنم)) للداللة على الروح وهي نفسها يدن بها على شركة‬
‫ا لزواج‪ .‬وقد سه بعض اآلباء كباباي الكبير‪ ،‬الثالوث بالعائلة‬
‫(االتحاد‪ ،‬ص‪.)٣٢‬‬

‫مريم‬

‫تحتل مريم‪ ،‬شريكة الخالص‪ ،‬مكانه كبيرة في كتابات آباء‬


‫كنيسة المشرق وبالرغم من أن بعضهم‪ ،‬كأفرام‪ ،‬يتفتى بألقابها‬
‫وصفاتها‪ ،‬إآل أتهم معتدلون عمونا‪ ،‬ال مغاالة في كتاباتهم‪ ،‬كما‬
‫الحال في الالهوت المريمى الغربى‪ ،‬وال تهميش كما يفعل‬
‫الالهوت البروتستانتى‪ .‬دورها ال يتخعلى الدور الذي يعكسه‬
‫ا إلنجيل‪ ،‬ألن المركز هو المسيح‪ .‬وبا إلمكا ن إيجاز الالهوت‬
‫المريمى في ثالث نقاط‪:‬‬

‫‪٤٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪-١‬بتريتها‬
‫يثبت اآلباء بتولتة مريم‪ ،‬أثناء الحبل والوالدة وبعدها‪.‬‬
‫وباعتقادي أثهم ال يقصدون المفهوم المادي الضيق‪ ،‬بل يشيرون‬
‫إلى المفهوم الروحى العميق والخصب‪ ،‬مريم بكر في قلبها‬
‫وجسدها ‪ .‬يقول أفرام‪« :‬كانت مخطوبة بحسب الطبيعة قبل مجيئك‬
‫وحملت بخالف الطبيعة بمجيئك‪ ،‬أيها القذوس‪ ،‬ومكثت عذراء إذ‬
‫ولدتك بالقداسة)) (الميالد ‪ . )٣/١١‬ونرساي ‪« :‬وتجسد بقوة الروح‬
‫القدس في هيكل ابنة داود وصار إنساكا ‪ . .‬وحبل بجسده في‬
‫هيكل مريم من دون زواج وولد بخالف القواعد البشرية)) (ميمر‬
‫‪ . )٦٨,٦٦/١٧‬ويذكر قورللونا إذ‪« :‬حواء سقطت ومريم لم‬
‫‪ .‬ومن ألقابها‪ :‬البتول‪ ،‬الطوباوية‪ ،‬أم المسبح‪،‬‬ ‫تسقط بإرادتها))‬
‫أم المختص‪ ،‬ا التة‪ ،‬ابنة داود‪ ،‬الماء الثانية‪ ،‬حواء الثانية‪،‬‬
‫تابوت العهد‪ ،‬العروس‪ ،‬ولكن لم يرد عندهم صراحه لقب «أم‬
‫الله))‪.‬‬

‫خصصوا لها عيدا يلي عيد الميالد‪ ،‬هو عيد تهنئتها كتهنئة كل‬
‫ألم في الشرق‪ ،‬بمناسبة إنجابها طفال‪ .‬كلم في فتر؛ الحقة‪ ،‬خصصوا‬
‫لها عيدا لحغظ الزروع وهو مرتبط بمعيثتهم ا القتصادية ‪.‬‬

‫‪ -٢‬ممتلئة نعمة‬

‫إذ هذه النعمة مستمدة من اثحادها بابنها‪ .‬يقول نرساي‪:‬‬


‫«ممتلئة نعمة ألنه ‪ -‬المسيح ‪ -‬حال في قلبها)) (‪ ٢‬ص*‪ .)٢٧‬هكذا‬
‫تفدو نموذجا للمؤمن المنفتح بتوا ضع على نعم الله‪ ،‬يقول أفراهاط ‪:‬‬

‫مقالنا ((مريم كما عرفها مسيحيو القرون األولى))‪ ،‬ص‪٩‬ه‪ORTIZ DE ،‬‬ ‫(‪)٦‬‬
‫‪URBINA, «La Mariologia nei padri siriaci», in O.C.P., 100-113.‬‬

‫‪٤٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫((مريم في تواضعها وبسا طتها استقبلت يسوع)) (‪ ٠)٥/٩‬هي صورة‬


‫للكتيسة أيثا (أفرام ‪ -‬نرساي) ‪. . .‬‬

‫‪ -٣‬األمومة الشاملة‬
‫لقد سب‪ ،‬اآلباء مريم بحؤاء جديدة (أفرام‪ ،‬نراي)‪ ،‬إرها أم‬
‫ا لبشرية الجديدة التي بكرها ورأسها المسيح ‪(( :‬من حفش بتولى‪ ،‬كمن‬
‫صخرة‪ ،‬نبت زرع‪ ،‬منه كانت الغالت)) (الميالد ‪ )٨٥/٤‬و(( من أعطى‬
‫المعوزة أن تحبل وتلد واحذا كرا)) (الميالد ‪ ،)١٩ /٥‬ونرساي يقول ‪:‬‬
‫((حملت في رحمها جنسنا البشري بكامله كًادما في باخرة‪ ،‬وقادته إلى‬
‫الميناء الذي هو ملكوت الله)) (مخطوطة بورجيا السريانية ‪/٣٩ ،٨٣‬‬
‫‪ ،)١‬فمريم هي بالتالي أم الكنيسة‪ .‬من الملفت أن الكتاب المقذس ال‬
‫يعطي األهتية نفسها التي نهبها نحن لألبوة الجسدية‪(( ،‬فا ألبؤة‬
‫واألمومة هما موضع أدبى وقانونى أكثر منه بايولوجى))( )‪.‬‬

‫الكنيسة‬
‫في التراث ا آلبائي القديم‪ ،‬نجد لفظة ((حصدنم ‪ -‬كنيسة)) مستعملة‬
‫للداللة على الجماعة المكمة للصالة‪ .‬ولفظة ((سنم ‪ -‬القيامة‪-‬‬
‫العهد)) عند أفراهاط الحكيم وغيره مستعملة للداللة على كينونتها‬
‫وهويتها ‪ .‬إتها جماعة جديدة‪ .‬جما عة تتعهد أن تعيش الحالة الجديدة‬
‫— المعمودية(‪ ،)٨‬ثلم أطلق عليها لفظة (( ح‪٠‬طنم — عيد‪ ،‬احتفال))‪،‬‬

‫‪LAURENTIN, Renee, La Structure, p. 113.‬‬ ‫(‪)٧‬‬


‫(‪MURRAY, R., Symbols, p.42. )٨‬؛ كذلك مقالي‪(, :‬الكنية والرسالة‬
‫والشهادة))‪ ،‬حياتنا الليترجية‪ ،‬عدد ‪ ،١٤‬العام ‪ ،١٩٩٥‬ص‪٢٦‬ه‪٣٨-‬ه؛‬
‫ومقال األب سرهد جمر‪(( ،‬ثالثة مجامع لكنيسة المشرق))‪،‬‬
‫وأكليزبولوجيتان‪ ،‬الحوار السريانى األذل‪ ،‬برو أوريتتي‪ ،‬الطبعة العريجة‪،‬‬
‫حلب‪ ،١٩٩٤ ،‬ص‪٨‬ه‪.١٧٢-١‬‬

‫‪٥٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫لعالقتها بالمسيح الناهض من بين األموات‪ .‬يقول يعقوب الرهاوي‬


‫شارحا معنى البيعة‪« :‬إذ البيعة‪ ،‬عيدتو السريانية‪ ،‬تعني جماعة الله‪ .‬إذ‬
‫كل تجمع ليس بيعة في حين أن كل كنيسة تعني تجتثا حول اسم الله‬
‫وهن أجله‪ . .‬عندما تسمي البيعة‪ ،‬أعرف أدك تشير إلى جماعة‬
‫القديسين‪( )) . .‬مغارة الكنوز‪ ،‬فصل ‪. )٣٩‬‬

‫الكنيسة هي البيت المبنى على الصخرة (( هه‪ )) ١‬أي المسبح‪،‬‬


‫وتالمذته يدعون باسمه «مسيحيين — هدسك)) عالمه مميزة لهم‪،‬‬
‫يقول أفرام ‪« :‬تبارن ذاك الذي بعطى لنا من خالل اممه» (ضن البدع‬
‫‪ .)١٠/٢٣‬فالكنيسة‪ ،‬في نظر المشرقين‪ ،‬هي قبل كل شيء عالمة‬
‫حضور المسيح الناهض بين المسيحيين‪ ،‬وامتداد لكيانهم وملؤه ‪.‬‬
‫حضور قائم اآلن ((في مسيرة)) ويكتمل في الزمن اآلتي‬
‫((االسكاتولوجي))‪.‬‬
‫يقول نرسا ي ‪(( :‬كنيسة منصوبة في ا ألرض‪ ،‬ولكئ رأسها يرتفع‬
‫إلى السماء ‪ ،‬إلى بيت الله‪ . .‬كنيسة األرفى وكنيسة السماء هي‬
‫واحدة‪ ،‬وجمالها سوف يتألأل في العالتين بفضل العريس الذي‬
‫خطبها)) (‪٣٣‬ص‪ .)٢٦٤-٢٦٣‬ويونح أفرام هذين البعدين‪(( :‬غرس‬
‫جثة سنية ‪ ،‬بنى كنيسة نقية ‪ ٠ ٠ .‬جما عة ا لقذيسين هي صورة‬ ‫ا لله‬
‫للفردوس‪ ،‬حمل الصالحون ثما رهم للقاء الفردوس ا لمملوء أثمارا‬
‫من كل نوع‪ ،‬يجوزون بالمآثر إلى تلك الجثة الغثاء» (الفردوس ‪: ٦‬‬
‫‪ . )١ ٠ -٧‬وتتوسط هذين البعدين صور رمزية تصف العالقة‬
‫الحميمية ‪ -‬الوجدانية القائمة بين الكنيسة والمسبح ‪ .‬ويستعملون‬
‫خاصًا صورة العرس (أفرام‪ ،‬ترانيم نصيبينية ‪ ٣/٧‬ونرماي‪ ،‬المقالة‬
‫‪ . )٣٣‬إذ البشرى ‪ -‬التبشير ‪ -‬لكل الناس هي في منع الكنيسة‪ ،‬لذا‬

‫(‪ )٩‬أناشيد الفردوس‪ ،‬ص‪.٣٨-٣٧‬‬

‫‪٥١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يتونها كنيسة األمم طوألي سخ‪(( ١‬أفراهاط‪ ،‬أفرام‪ ،‬نرساي))‪،‬‬


‫يقول نرساي ‪(( :‬عونو الشعب المختار‪ ،‬دعا كز ا لشعوب ليكونوا له‬
‫ومنحهم قزة الروح ليقووا على الكز)) (‪ ٢‬صه‪ .)٢٤‬وخضوعها‬
‫لنفحات الروح يوحدها في جد واحد‪ .‬ويشكل موضع وحدتها‬
‫هاجسهم األقوى‪ ،‬يقول أفرام‪(( :‬يا رب اجعز الوفاق بين الكنائس‬
‫يتم في زماننا ‪ ،‬لتكون كنيسة واحدة حثا‪ ،‬تجمع أبناءها في حضنها‬
‫لترفع الشكر لصالحك‪ . . .‬إذا كان جمع أبناء النور متحدين في‬
‫الكنيسة‪ ،‬ألزال إشعاعهم الواحد الظالم بقؤة وحدتهم» (اإليمان‬
‫‪ .)٢/٣٩ : ١٥/٥٢‬ونرساي في أنشودة ترقل مساء الثالثاء األزل‬
‫من موسم البشارة يقول‪(( .‬أيها المسيح ‪ ،‬يا من بمجيئك صا لحت‬
‫الخليقة مع الله‪ ،‬تحتن على كنيستك المفتداة بدمك‪ ،‬وأرن عنها كز‬
‫ا النقسامات والخصومات التي دسها ا لشيطان بسبب ا لتدبير العجيب‬
‫‪ .‬والسلطة فيها‬ ‫لتأتسك‪ ،‬وووم الكهنة ليكرزوا اإليمان الصحيح»‬
‫هي سلطة الحدمة في المحية وليست سلطة تسردة وال تسقطا‬
‫واألسقف‪ ،‬رأمو ا لكنيسة المحثية هو صورة حية لرعيته‪(( :‬حسبما‬
‫يكون األسقف هكذا تكون رعيته» (ترانيم نصيبينية ‪ •)٢/١٩‬ويصف‬
‫خدمة ا ألسقف بعبارات موترة‪(( :‬على ا ألسقف أن يكون أحا‬
‫للكهنة‪ ،‬مرييا للشمامسة‪ ،‬معتتا لألطفال‪ ،‬عقارا للشيوخ وحصائ‬
‫للعذارى المكرسات لله» (ترانيم نصيبيئية ‪ /٢١‬ه) ‪ ٠‬ويظهر أن كنيسة‬
‫المشرق لم تعرف الغريق المواهبى! وأخيرا ‪ ،‬الكنيسة أبدية ألن‬
‫مؤسسها إلهي ((ألن ا لمسيح إله‪ ،‬فالكنيسة تبقى أبد الدهور))‬
‫(دياطترون‪ ،‬أرمنى ‪. )١٤ . ١ . ٤‬‬

‫(‪ )١٠‬الحوذرا الكلداسة‪ ،‬مجتد ‪ ،١‬ص‪٦١‬؛ وأبونا‪ ،‬ألبير‪ ،‬األدب‪ ،‬ص‪. ١٢٩‬‬

‫‪٥٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫مراحع عانة‬
‫‪ -‬أبونا‪ ،‬ألبير‪ ،‬تاريغ األدب اآلرامتي‪ ،‬بيروت‪ ،١٩٧١ ،‬طبعة ثانية‬
‫منعحة ومزيد عليها ‪ ،‬بيروت‪٠١٩٩٦ ،‬‬
‫‪ ،_ -‬تارخ الكنيسة الرياسة الشربة‪ ،‬بيروت‪٣ ،١٩٩٣ ،‬ج‪.‬‬
‫‪ -‬أبي عتمة‪ ،‬لويس‪ ،‬آباؤنا أعمدة اإليمان‪ ،‬بيروت‪. ١٩٨٠ ،‬‬
‫‪ -‬برصوم‪ ،‬أفرام األزل‪ ،‬اللؤلؤ المنثور في تارخ الطوم واآلداب‬
‫الرياسة‪ ،‬حمص‪. ١٩٤٣ ،‬‬
‫‪ -‬بيغوليفسكايا‪ ،‬نيفا‪ ،‬ثقافة السريان في القرون الوسطى‪ ،‬ترجمة‬
‫محتد خلف الجراد‪ ،‬دمشق‪٠١٩٩٠ ،‬‬
‫‪ -‬جوبير‪ ،‬آني‪ ،‬المسيحيون األزلون‪ ،‬تعريب ألبير أبونا‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪٠١٩٨٣‬‬
‫‪ -‬حيي ‪ ،‬يوسف ‪ ،‬كنيسة المشرق ‪ ،‬بغداد‪٠١٩٨٩ ،‬‬
‫‪ -‬خريسوستمس بابا دوبولس‪ ،‬تارخ كنيسة أنطاكية‪ ،‬تعريب‬
‫إستفا نس حداد‪ ،‬منثورا ت ا لنور‪٠١٩٨٩ ،‬‬
‫‪ -‬رحمة‪ ،‬جورج‪ ،‬موسوعة عظماء المسيحية في التارخ‪، ١٩٩٢ ،‬‬
‫'اج'‬
‫‪ -‬رستم‪ ،‬أسد‪ ،‬آباء الكنيسة‪ ،‬ط‪ ،٢‬بيروت‪٠١٩٩٠ ،‬‬
‫‪ -‬ماكو‪ ،‬لويس‪ ،‬آباؤنا في اإليمان‪ ،‬بغداد‪. ١٩٨٩ ،‬‬
‫‪ ،_ -‬الكنيسة األولى‪ ،‬بغداد‪٠١٩٩٠ ،‬‬
‫‪ -‬سيداروس ‪ ،‬فاضل‪ ،‬يع المسيح في تقليد الكنيسة ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪٠١٩٨٩‬‬
‫‪ -‬سيغال‪ ،‬ج‪ .‬ب‪ ،.‬الرها‪ ،‬المدينة المباركة‪ ،‬ترجمة يوسف‬
‫إبراهيم جبرا‪ ،‬حلب‪. ١٩٨٨ ،‬‬
‫‪ -‬كريستنس‪ ،‬إيران في عهد الساسانيين‪ ،‬ترجمة يحيى ا لخسا ب‪،‬‬
‫القاهرة‪٠١٩٥٧ ،‬‬

‫‪٥٣‬‬
www.christianlib.com

-١٩٩٤ ،‫ بيروت‬،‫ دليل إلى قراءة تاريخ الكنيسة‬،‫ جان‬،‫— كومبي‬


.‫ جزآن‬،١٩٩٦
. ‫ هج‬،‫ ال تاريخ‬،‫ مصر‬،‫ دار الثقافة‬،‫ تاريخ الكنيسة‬،‫ جون‬،‫ لوريمر‬-
. ١٩٩٥ ،‫ بغداد‬،‫ الكنيسة عبر التاريخ‬،‫ منصور‬،‫ فان فوسيل‬-
،‫ الباترولوجيا الشرقية‬،‫ الينابيع الفرنسية‬:۶‫— مجاميع اآلبا‬
. ‫ مجموعة ميني‬،‫الباترولوجيا السريانية‬
‫ ترجمة العئص مرقس‬،‫ تاريخ الكنيسة‬،‫يوسابيوس القيصري‬-
٠١٩٧٩ ،‫ القاهرة‬،‫داود‬
- ALTANER, B., Patrologia, Marietti, Roma, 1981.
- BORI, Pier Cesare, La Chiesa primitive, Brescia, 1982.
- CAMELOT, Thomas, Ephese et Chalcedoine, Paris, 1962.
- CHADWICK, Henry, The Early Church, Penguin Books,
1976.
- DANIELOU, J. & MAROU, H. Nouvelle histoire de LEglise,
Paris, 1963, DUCHESN, L’Histoire ancienne de FEglise, Paris,
1906-1910.
- FLICHE, A. et MARTIN, V., Histoire de LEglise, 1935-1964,
24 vols.
- FREND, W.H.C., The Early Church, !,ondon, 1991.
- HAMELL, P.J., Handbook of Patrology, New York, 1968.
- HAMMAN A.G., Pour lire les peres de LEglise, Paris, 1991.
- LEPELLEY, Claude, L’empire romain et le christianisme,
Flammarion, 1969.
- MEINARDUS, Otto F.A., Monks and Monasteries of the
Egyptians Deserts, 1961.
- HAY, ‫للمآ‬0‫اآح‬, Symbols of Church and Kingdom, Cam­
bridge, 1977.
- ORTIZ DE URBINA, I., Patrologia Syriaca, Roma, 1971.
- QUASTEN, J., Patrologia, Marietti, Roma, 1980, 3 vols.
- WILES, M., The Christian Fathers, 1981.

٥٤
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)١‬‬
‫هلطيانس‬
‫ططينوس (‪)١٨٩+‬‬

‫حياته‬
‫يعال ططياض‪ ،‬مع معتمه يوستيئس وأيريناوس‪ ،‬أحد ا آلباء‬
‫‪ ،‬الذين كتبوا باليوناسة‪ ،‬واعتماده‬ ‫األولين المدافعين عن اإليمان‬
‫اللغة اليونانية ال يعني أته يونانى‪ ،‬كما تولهم رعضهم ‪ ٠‬فإتنا عندما‬
‫نكتب باإلنكليرة ال نصبح بريطانى أو أميركى‪ .‬ولقبه السريانى أو‬
‫اآلشوري ظن يرافقه طوال حياته‪.‬‬

‫‪ ،‬وال نعرف على وجه التحديد في‬ ‫ولد ططيانس في بالد آشور‬

‫(‪ )١‬اآلباء المدافعون مصطلح تقئي يشير إلى الكائب الذين دافعوا عن المسيحية‬
‫في بداياتها ‪ .‬وئعذ محاوالتهم انفتاحا على العالم الخارجي وأيثا بداية علم‬
‫الالهوت‪ .‬وقد ركزوا على ثالث نقاط‪:‬‬
‫‪ -‬إظهار تفاهة األساطير الوثنية‪.‬‬
‫‪ -‬إظهار نقعى الديانة اليهودية أمام الكمال الميحي‪.‬‬
‫‪ -‬إظهار إخالص الميحين ولحن أخالقهم أهام تن ينعون أتهم يهددون‬
‫سالمة الدولة‪.‬‬
‫(‪ )٢‬لقد ذهبت بعيدا في كتابي آباؤنا في االيمان ص‪ ٧١‬عندما قلت إذ ظطيانى‬
‫ولد في الرها ‪ .‬إسا ال نعرف في الواقع موجينه األصلتي‪ .‬لقد أشار دعفهم إلى‬
‫حدياب‪ /‬أربيل! ولكن هذا محض افتراض‪ .‬أتا بخعوص المدرسة التي‬
‫أسسها في الشرق عقب عودته فلردما تكون في الرها التي كانت آنذاك‬
‫المملكة المسيحية التي تمح بالتعليم والتبشير ‪.‬‬

‫‪٥٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أي مدينه أو منطقة من هذه البالد المترامية األطراف‪ .‬ولد في عائلة‬


‫وثنية حوالى العام ‪ ١٢٠‬للميالد ‪ .‬وقد جاءت في خطابه إلى اليونانين‬
‫معلومات قيمة عن حياته‪ ،‬ومنه اقتبس المؤرخون‪ .‬يقول‪(( :‬ألها‬
‫اليونايون ‪ ،‬لقد كتبت إليكم هذه ا ألمور ‪ ،‬أنا ططيانس الغيلسوف‬
‫بحب طريقة البرابرة ‪ -‬هل يقصد الكلدانين أو األشورين؟ ‪ -‬ولدت‬
‫في بالد آشور وتريت أوال بحسب معتقداتهم)) (الخطاب ‪ .)٤٢‬لقد‬
‫اهتز ططيا نس‪ ،‬منذ البداية‪ ،‬بتثقيف ذاته‪ ،‬وكا نت ا لعلوم موسوعية‬
‫آنئذ‪ .‬إختض بالفكر الفلسفى‪ ،‬ومن أجله تنثل في مدن عديدة ليتعرف‬
‫إلى مشا هير الغال سفة والمفكرين‪ ،‬ويشع على أطروحاتهم‪،‬‬
‫ولمحاورتهم بغية الوصول إلى الحقيقة‪ .‬وفي روما التقى يوستينس‬
‫((الرجل العجيب جدا)) (الخطاب ‪ )١٨‬والذي كان يدير مدرسه دينية‬
‫متقدمة‪ .‬فتردد إليها وتتلمذ على يده وتعتق به وتعئد ‪ .‬والتزم بإيمانه‬
‫الجديد بصرامة ودافع عنه ‪ .‬ويصف اهتداءه ‪(( :‬وبنور إلهى اكتثغث أن‬
‫ا لطقوس الوثنية تغضي إلى الهالك‪ ،‬بينما كتب األناجيل تضع حدا‬
‫للعبودية السائدة في العالم‪ ،‬وتنقذنا من استعباد الظالمين الذين‬
‫أوقعونا في الخطأ‪ ،‬نظرا إلى أن التعاليم اإللهية لم تصلنا إال مشوهة‬
‫على أيديهم‪ . . .‬إتي لم أرفض هذه األمور لمجرد أتي تعتمتها من‬
‫أحد آخر‪ ،‬بل ألتي زرت بلداائ عديدة‪ ،‬وعلمت معتقداتكم أيها‬
‫اليونانيون ‪ .‬وجدت نغسي أمام طرق كثيرة للتفكير‪ .‬ومكثث ردحا من‬
‫الزمن في عاصمة الرومانين‪ .‬وأخيرا ودعت بطر الرومانين وحماقة‬
‫األثينيين‪ ،‬ومن ثم انتقلت إلى المعتقد الذي أبئركم به اآلن))‬
‫(الخطابان ‪ ٢٩‬وه‪ . )٣‬وبعد استشهاد معتمه يوستينس العام ‪١٦٥‬‬
‫تراس بشه المدرسة ودرس فيها اآلداب العاتة والشؤون الدينية‪ ،‬وال‬
‫سيما األسفار المقدسة وشرحها (أوسا بيوس القيصري‪ ،‬ا لتا ريغ‬
‫الكنسى ‪ ٢٩/٤‬وه‪ .)١٣/‬وفيها كتب خطابه إلى اليونانين‪.‬‬

‫‪٥٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫لقد ذهب ططيا نس بعيدا في أطروحاته الالهوتية‪ ،‬متأئرا‬


‫با لغنوصإة ‪ .‬سلى مبدأ ا لمتقثعمن ا لمتشددين وا لتزم به بصرا مة فعن‬
‫الزواج زتى‪ ،‬وتناول اللحوم خطيئة (على األرجح إته نباتى)‪،‬‬
‫وتناول الخمر حراثا‪ ،‬ودعا إلى استبدال الماء به في القداس‬
‫(أبيغانوس‪ ،‬البدع ‪٤٧,٤٦‬؛ هيرونيمس‪ ،‬الرجال المشاهير ‪. )٢٩‬‬
‫كما أته رفع من اإلنجيل عبارات تخض الزواج والجد والخمر‬
‫عادا إياها غير الئقة‪ .‬يقول فيه إيريناوس إذ نوعا من الغرور‬
‫والكبرياء أصابه (ضن البدع ‪ . )٨ ،٢٣/٣‬ولغا عاداه بعض الفالسفة‬
‫الرومانين‪ ،‬ترك روما وعاد إلى الشرق نحو العام ‪ ، ١٧٢‬وزار مناطق‬
‫عديدة‪ .‬يذكر أبيغانوس أته عتم في سوريا وكيليكية وبزيديا (البلع‬
‫‪ .)١/٤٦‬وقد يكون بعد عودته إلى الشرق أنف كتابه دياطترون‪ .‬أتا‬
‫وفاته فال نعرف على وجه الدوة ئ ريتها‪ ،‬غير أن المؤرخين يشيرون‬
‫إلى العام ‪. ١٨٩‬‬

‫تآليفه‬
‫من مؤنفات طظياض العديدة( ) وصلنا كتابان فقط‪ :‬الخطاب‬
‫الى اليونانيين ودياطشرون‪ ،‬أي األناجيل األربعة في واحد‪.‬‬

‫‪ -١‬الخطاب إلى اليونانيين‬


‫كتبه على ا ألرجح في روما‪ -‬يصف فيه بحثه الشخصى عن‬
‫الحقيقة واهتداءه إلى المسيحية‪ ،‬د ا حثا فع بالتالي الفلسفة‬
‫الوثنية‪ ،‬ويظهرا سمو المسيحية عليها‪ .‬أطروحاته موسوعية‪ ،‬لذا‬
‫(‪ )٣‬تآليفه المفقودة هي‪ :‬في الكمال (إقليمى اإلسكندري‪ ،‬متنزعات ‪)١٣/٣‬؛‬
‫في الحيوان (الخطاب ‪)١٥‬؛ في الشياطين (الخطاب ‪)١٦‬؛ خطاب إلى‬
‫المتكلمين على الله (الخطاب ‪)٤٠‬؛ والمائل (أوسابيوس‪ ،‬التاريخ‬
‫اصي ه‪.)١٣/‬‬

‫‪٥٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يمتزج الالهوت با لفلسفة وا ألنترويولوجيا والكوسمولوجيا‬


‫وا لشيطا نولوجيا ‪ .‬وهناك تشابه بين أطروحاته وأطروحات إقليمس‬
‫اإلسكندري التي جاءت في خطابه إلى اليوناسن‪.‬‬

‫ينقم الكتاب إلى أربعة أقسام‪:‬‬


‫‪ -‬يحذد مفهوم الله المسيحى والعالقة القائمة بين الله والكلمة‬
‫‪ Logos‬وخلق اإلنسان‪.‬‬
‫ب ‪ -‬يدرس تأثير الشيطان والقوى الشريرة في اإلنسان وحره‪،‬‬
‫ويرى في التقسف الصارم والترفع عن األرضيات السبيل‬
‫الوحيد إلى الخالص‪ .‬يظهر بوضوح تأثير الروا؟ فيه‪.‬‬
‫ج ‪ -‬يتناول الحضارة اليونانية ويقارنها بالمسيحية‪.‬‬
‫د ‪ -‬يتنا ول تاريخ ا لمسيحية وبيتها األخالقية‪ ،‬ويرن على بعض‬
‫االعتراضات‪.‬‬

‫‪ —٢‬دياطئرون أو اإلنجيل الموحد‬

‫ولعد أعظم مآثر ططيانس هو كتابه دياطشرون أي اإلنجيل‬


‫الموحد‪ .‬فيه جمع قصة حياة يسوع‪ :‬أقواله وأعماله‪ ،‬مأخوذة من‬
‫األناجيل ا ألربعة‪ ،‬مكتوبة بالسريانية أو باليونانية‪ .‬وقد صار هذا‬
‫الكتاب الوشقة األساسية في التعليم والليترجيا بالكنيسة السريانية‬
‫حيى القرن الخامس الميالدي‪.‬‬

‫يقول األب الكرانج‪ ،‬أحد ألتع علماء الكتاب المقذس‪ ،‬في‬


‫مطلع القرن العشرين‪(( :‬ليس في تاريخ نعس ا لعهد الجديد‪ ،‬وفي ما‬
‫يخض األناجيل نفسها اسم أعظم من اسم ططيانس))( ) ألن‬

‫(‪ )٤‬نقآل عن مقال لألب بطرس يوسف‪،‬مجتة مجمع اللغة الرياسة‪ ،‬المجتد ‪،٣‬‬
‫بغداد‪ ،١٩٧٧ ،‬ص‪.١٤٧‬‬

‫‪٥٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ططيانس هو أزل تن قام بتركيب حياة المسيح وآقواله بنصوص‬


‫األناجيل ا ألربعة القانونية كامله‪ ،‬مئبائ سرد مكى دامجا فيه نصوص‬
‫مرقس ولوقا ويوحتا بحسب تلل زمني لألحداث‪ .‬وانتثر‬
‫الكتاب بسرعة‪ ،‬وصار له نفوذ كبير امتن إلى القرن السادس‪ .‬وكا ن‬
‫يقرأ في الكنا ئر أثناء المراسيم ‪ ،‬ويستعمل في تعليم الموعوظين ‪٠‬‬
‫يقول تعليم أذي (القرن الخاص)‪( :‬اكان المؤمنون يتوافدون إلى‬
‫الكنيسة للصالة ولسماع قراءة العهد القديم‪ ،‬والعهد الجديد‪،‬‬
‫بحسب دياطسرون( )‪ .‬وقد قام مار أفرام بتغسير نصوصه ومنه اسقى‬
‫أفراهاط الحكيم استشهاداته في كتابه البينات‪ ،‬أتا النصل األصلي‬
‫فمفقود وال نعلم حقى اآلن بأي لغة كتبه أوال ‪ :‬هل ألفه بعد عودته‬
‫إلى الشرق‪ ،‬بلفته ا ألم أم باليونانية‪ ،‬خاصة أن له شبيؤا في‬
‫‪)٦(Pepys‬؟‬

‫إذ الدراسات الحديثة تميل إلى كونه قد كتب انطال وا من‬


‫السريانية‪ .‬لقد وجدت نتف منه باليونانية في دورا أوربس (الصالحية‬
‫بسوريا) تعود إلى العام ‪ ٠٢٥٤‬وهناك ترجمة عربية ترجع إلى العام‬
‫‪ ،٨٥٠‬قام بها شخص بدعى عيسى بن علي‪ ،‬وفي القرن الحادي‬
‫عشر أعاد ا لنظر فيها وأكملها‪ ،‬بحسب ا لترجمة ا لبسيطة‪ ،‬أبو ا لفرج‬
‫‪.‬‬ ‫ابن الطيب‪ ،‬وقد ترجم دياطشرون إلى لغاب غربيه عديدة‬

‫‪<p ,٦9.%.‬؟ل ‪The Doctrine of Addai the Apostle, Eondon,‬‬ ‫‪٢٥١‬‬


‫‪Le Diatessaron de Tatien d Justin, M. E. BOISMARD, en‬‬ ‫(‪)٦‬‬
‫‪collaboration avec A. LAMOUILLE, Paris, 1992 p. 14 ss.‬‬
‫(‪ )٧‬عن طبعات دياطترون وترجماته‪ ،‬طالع‪ :‬األب بطرس يوسف‪ ،‬المقال‬
‫المذكور في الهامش ‪٤‬؛ األب جورج رحمة‪ ،‬موسوعة عظماء المسيحية‬
‫في التاريخ‪ ،‬رقم ‪ ،٤‬بيروت‪١٩٩٢ ،‬؛ ‪. , Patrologia, I.‬ل ‪QUASTEN,‬‬
‫‪Marietti, milano, 1980, p. 198.‬‬

‫‪٥٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الهوته‬
‫الهوت ططيانس‪ ،‬كما وصلنا من خالل خطابه إلى اليونانين‪،‬‬
‫الهون دفاعي (‪ . )Apologetic‬إنصن كق اهتمامه على حذ القراء‬
‫ا لوثنين على نبذ ضال لتهم‪ ،‬وا عتناق ا لمسيحية التي وجد فيها ضالته‬
‫المنشودة‪ .‬لذا نراه يعتمد العقل والمنطق أكثر من الحماسة اإليمانية‬
‫الوجدانية‪.‬‬

‫‪ -١‬الله‬
‫الله في منظور ططيانس واحد أحد‪ ،‬كله صالح‪ ،‬وال يمكن أن‬
‫يصدر عنه ثر (الخطاب ‪ ،)١١‬ولبيان صفاته وسمؤه يستخدم‬
‫أسلوب النفي المألوف (‪ . )Apophatic‬فهو أزلي غير منظور وغير‬
‫ئدرك (الخطاب ‪ .)١٤‬وينفي وجود الله الجوهري في كل مكان‪،‬‬
‫كما ينادي الحلوليون ((بالنسبة إلينا ليس لله مكان جغرافى في الزمن‪.‬‬
‫إته وحده ال مبدأ له‪ ،‬لكونه في ذاته مبدأ كل شيء)) (الخطاب ه)‪.‬‬

‫‪ -٢‬الكلمة‬
‫يستند ططيانس‪ ،‬في تقديمه موضوع الكلمة ‪ ،Logos‬إلى معئمه‬
‫يوستينس‪ ،‬كما نجد التأثير نفسه عند إقليمس ا السكندرى ‪ .‬الكلمة‬
‫هو العقل اإللهى الذي يجمع في جوهره كل مقاييس منطقنا‪ .‬فهو‬
‫تماائ عكس ما يتصوره الفالسفة الرواقيون‪ ،‬روح من روح وعقل من‬
‫قوة عقالنية (الخطاب ‪ .)١٧‬الكلمة ينبثق من الله وهو بكر أعماله‬
‫ومبدأ الكون كته‪(( :‬في البدء كان الله وفي البدء كانت قدرة‬
‫ا لكلمة‪ . .‬فيه كانت كق ا لقوى ا لمنظورة وغير ا لمنظورة ‪ ٠‬أوجدها‬
‫الله بواسطة كلمته‪ .‬وبفعل إرادته خرج منه الكلمة‪ ،‬ومعه كان منذ‬
‫األزل حثى غدا مبدأ الوجود والعالم)) (الخطاب ه)‪ .‬ويشيه انبثاق‬

‫‪٦٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ا لكلمة بامتداد لهيب النار التي ال تنقص في لهيبها وجوهرها عندما‬


‫تشعل بها نيران أخرى (الخطاب ه)‪ .‬ونستدث) من كالمه هذا وجون‬
‫نع من التبعإة في عالقة ا لكلمة بالله‪ .‬فهو يعده وسيتا بين الله‬
‫والعالم‪ ،‬ويكاد يكون على طريقة ديمورج عند االفالطونيين!‬

‫‪ -٣‬اإلنسان‬

‫إذ أنترويولوجيا ططيانس متطورة‪ .‬فاإلنسان مكؤن من نص‬


‫وروح وجسد (الخطاب ‪ .)١٠‬إرها ثالثية أفالطون‪ .‬النفس تموت‬
‫لوتال ما‪ ،‬وتبعث‪ ،‬وهي روح من نع أدنى‪ ،‬أتا الروح األعلى فهو‬
‫إلهى‪(( :‬ليست النفس هي التي تختص الروح‪ ،‬بل الروح هو الذي‬
‫يخئصها‪ ٠ . .‬مقر الروح ا ألعلى هو فوق‪ ،‬ومكن الروح ا ألدنى هو‬
‫تحت)) (الخطاب ‪ .)١٣‬اإلنان كائن مخلوق على صورة الله ومثاله‬
‫من خالل حريته وإرادته (الخطاب ‪ . )٧‬وبإمكانه قبول روح الله أو‬
‫رفضه‪ ،‬وهو مدعو إلى أأل يتصرف كالحيوانات‪ ،‬بل أن يتقدم في‬
‫طريق إنسانيته إلى الله‪(( :‬على صورة ا لخلود خلقه‪ ،‬وألذ الخلود هو‬
‫إحدى صفات الله الجوهرية‪ ،‬فاإلنسان مدعو إلى االشتراك في حياة‬
‫الله والتقدم في الخلود)) (الخطاب ه‪ .)١‬ويؤمن بقيامة األجاد في‬
‫نهاية العالم (الخطاب ‪.)٦‬‬

‫إنطالقا من هذا اإليمان‪ ،‬يدعو ططيانس إلى التقئغب الصارم‪:‬‬


‫((مت عن العالم بإقصائك الشز الذي فيه‪ ،‬وعثن لله بنزعك الطبيعة‬
‫العتيقة‪ ،‬وذلك من خالل الوحي)) (الخطاب ‪ .)١١‬ويرى أن الخير‬
‫والشر هما من عمل اإلنسان وليس من الله‪(( :‬الله لم يصنع شيائ‬
‫شريرا البتة‪ . . .‬نحن نجلب الفساد‪ ،‬وكان بمقدور الذين ارتكبوه أن‬
‫يتجلبوه)) (الخطاب ‪. )١ ١‬‬

‫‪٦١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -٤‬العالم‬

‫يرى ططيانس أن الكلمة في منع العالم وهو مصدره‪ ،‬وقد نتج‬


‫العالم من طريق ا الئصا ل‪ ،‬وأن كز مخلوق مكون من عنصرين‪:‬‬
‫مادة وروح‪ ،‬ا لمخلوق الماذي يعطيه الله روحا ماددا يختلف عن‬
‫الروح الموجود في اإلنسان والحيوان والنبات والكواكب (الخطاب‬
‫‪ .)١٢‬وفي ا لواقع‪ ،‬ا لروح التي يشير إليها الكاتب ليست سوى‬
‫الصورة (‪ ،)Morphe‬يقول ((إذ الروح والماذة يعيشان بائحاد وثيق‪،‬‬
‫لكون الواحد ال يستطع أن يعيش من دون اآلخر‪ ،‬ووزعت المادة‬
‫بتناغم تام‪ .‬كثيرة هي المخلوقات وفي تنوعها واختالفها يقوم جمال‬
‫الكون وتناسقه)) (الخطاب ‪ .)١٢‬يقول ططيانس بوجود نرنمن من‬
‫األرواح‪ :‬اروح األدنى والروح األعلى‪ :‬األول مبثوث في المادة‬
‫ويستقبل األوامر من الله مباشر؛ ومشا به للنفس ويضمحز باضمحالل‬
‫المادة (الخطاب ‪ .)٤‬والثاني هو من أصل إلهى شبيه بالكلمة‬
‫(الخطاب ‪.)١٠‬‬

‫ه‪ -‬المالئكة والشياطين‬

‫يعذ ططيانس‪ ،‬مع يوستينس‪ ،‬من األولين الذين قالوا بوجود‬


‫المالئكة والشياطين‪ ،‬ونظروا إلى المالئكة نظرة اعتبار وتقدير‪،‬‬
‫وإلى الشياطين نظر؛ ازدراء وتحقير‪.‬‬

‫المالئكة مخلوقون من اروح مثل الهواء (الخطاب ‪.)١٠‬‬


‫خلقهم الكلمة قبل البشر‪ ،‬وترك لهم حردة اختيار الخير والشر‪.‬‬
‫الذين اختاروا الخير نالوا المجد‪ ،‬والذين انبعوا الشر نالوا العقاب‬
‫وسموا شيا طين وهم‪(( :‬ال يموتون بسهولة‪ ،‬ألن ليس لهم جسد‬
‫ولكتهم يقومون دائائ بأعمال الموت)) (الخطاب ‪ ٠)١٤‬وألذ ال‬

‫‪٦٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫شركة لهم مع الكلمة فيتعاطون المنكر» (الخطاب ‪ )١٢‬والغرق بين‬


‫الشياطين والناس األشرار هو أن لهؤالء ا ألخرين إمكانية التوبة‬
‫واإلصالح‪ ،‬أتا الشياطين فحالتهم ثابتة (الخطاب ‪.)١٤‬‬

‫‪٦٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص مختارة‬

‫إله المسيحيين‬

‫((أيها اليونانيون‪ ،‬ألي سبب تضغطون علينا بقوانينكم‪،‬‬


‫وتصارعوننا كما في حلبة المالكمة؟ إن لم أكن قد تهجمت على‬
‫عا دا ت أحد فألي سبب تكرهونني‪ ،‬كأتي أكثر ا لنا مر شرا ؟ إن‬
‫اإلمبراطور أمر بدفع الجزية‪ ،‬وأنا مستعذ لدفعها‪ ،‬المسد أمر بأن‬
‫أكون عبنا وأن أخدمه‪ ،‬وأنا عارف ما هي العبودية‪ ،‬ولكئ اإلنسان‬
‫ينبغي أن يحترم بطريقة تليق با لبشر‪ .‬أتا اإلكرام فهو خا هن بالله‬
‫الذي ال تراه أعين البشر‪ ،‬وال يدركه عقل‪ .‬في هذا الموضوع‬
‫بالذات‪ ،‬لو أجبرت على النكران لرفضت اإلذعان وفصلت الموت‬
‫على أن أكون كاذبا أو ناكرا للجميل‪ .‬بالنسبة إلى إيماننا بالله‪ ،‬إرنا‬
‫نعتقد أن الله ال يرتبط بالزمن وليس له بداية‪ ،‬ألته هو بداية كل‬
‫األشياء‪ ،‬وهو روح ال ينحز في المادة وال في أشكا لها ‪ .‬إته ا آلمر‬
‫ألرواح المادة وأشكالها غير ا لمنظورة‪ ،‬وغير الزائلة‪ ،‬وهو في‬
‫الوقت عينه أبو األشياء ا لمنظورة والملموسة كتها ‪ .‬وبفضل خليقته‬
‫التي هي من صنعه‪ ،‬نعرف أته موجود‪ ،‬وبواسطتها نعرف يقيائ قدرته‬
‫غير ا لمنظورة ‪ .‬إتي ال أريد أن أعبد ا لخليقة التي هو أوجدها في‬
‫سييلنا ‪ :‬من أجلنا خلق الشمس والقمر؛ فهل يمكنني يا درى أن‬
‫أسجد لئن حعل لخدمتي؟ كيف يمكنني أن أسمي إلها ما هو مصنع‬
‫من الخشب أو الحجر؟‬

‫‪٦٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إذ الروح المبث في المادة‪ ،‬والذي هو أدنى من الروح‬


‫اإللهى‪ ،‬والذي هو ثبيه بالنفس‪ ،‬ال يمكن أن يقذم له نفس ا‪.‬إلكرام‬
‫الواجب لله مطلعا ‪ .‬إذ الله‪ ،‬الذي ال اسم له‪ ،‬ال يمكن أن يكون‬
‫موضوع تقادم‪ ،‬فهو ال يحتاج إلى شيء البئة‪ ،‬فكيف يمكن أن‬
‫نتعاطى معه كمعتاز؟ إلي سأعرضى عليكم عقائدنا بوضوح أكبر» ‪.‬‬

‫الكلة‬
‫في البدء كان الله‪ ،‬وقد تعتمنا أن البدء هو من قدرة الله‪ ،‬وسيد‬
‫كز األشياء هو جوهرا في حذ ذاته بدء كز شيء‪ .‬كان وحده‪،‬‬
‫طالما لم تكن الخليقة قد خرجت بعد إلى النور‪ .‬فيه كانت القدرة‬
‫على خلق ا ألشياء المنظورة وغير المنظورة‪ .‬وهو البدء الجوهري‬
‫المالك كن األشياء‪ ،‬بفضل قدرة الكلمة‪ ،‬والكلمة كانت فيه وجاء‬
‫إلى الوجود ‪ .‬وألذ طبيعة الله بسيطة (غير مركبة)‪ ،‬فهو أصل الكلمة‬
‫الذي لم يأت بالمصادفة‪ ،‬بل جاء كفعل بكر لآلب‪ .‬إسا نعرفه بدءا‬
‫للكون القائم‪ ،‬وفق تناغم وليس من طريق انشقاق ما ألن المنشئ‬
‫ينفصل عن األصل ‪ ،‬أتا المروع بالترتيب والتدبير فال يسبمب أفي‬
‫نقعى في الكائن المولود منه‪ .‬فكما أتنا نوقد من مشعل واحد نيران‬
‫عديدة من دون أن ينطفئ المشعل وال أن تنقص ناره باشتعال نيران‬
‫كثيرة‪ ،‬كذلك الكلمة المولودة من قدرة ا آلب‪ ،‬ال ينقص وجوده في‬
‫ا آلب بخروجه منه‪ .‬مثلما أنا ال أبقى من دون كلمات‪ ،‬عندما‬
‫تصفون أنتم إلى كالمي‪ ،‬وأقترح عليكم إزالة اضطراب المادة فيكم‬
‫لتعودوا إلى التناغم‪ .‬هكذا الكلمة المولود منذ البدء هو خالق‬
‫الكائنات المحيطة بنا والمادة أيثا ‪ .‬وأنا أيثا ‪ ،‬مقتديا بالكلمة‪،‬‬
‫ولدت ثانيه‪ ،‬وأدركث الحقيقة فأزلث اضطراب المادة في طبيعتي‬
‫نفسها ‪ .‬إذ المادة ليست من دون بداية مثلما هو الله‪ ،‬وال نسطح‬

‫‪٦٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫القول إدها كانت بالقؤة منذ البدء مثلما الله‪ :‬المادة لم يخلقها أحد‬
‫غير الله الواحد‪ ،‬خالق كن األشياء (الخطابان ‪ ٤‬وه)‪.‬‬

‫الكتاب المقنص‬
‫((لقد وضعت ثقتي في الكتاب المقدس‪ ،‬ألن أسلوبه غير خيالي‬
‫وال متكتف‪ ،‬وألذ مؤتفيه صادقون‪ ،‬وجمله سهلة ومفهومه‪ .‬إته يعبر‬
‫عن حوادث في المستقبل ويحمل بالغات أكثر متا يتوقع اإلنسان‪،‬‬
‫فالكون كته يسير على مبدأ واحد‪ .‬لقد عتمني الله‪ ،‬فأدرئ أن هذه‬
‫الديانة تحررنا ض عبودية العالم وتختصنا من نير طفاة كثيرين‪ ،‬أكثر‬
‫من عشرة آالف طاغية)) (الخطاب ‪.)٢٩‬‬

‫‪٦٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪٢‬‬
‫برديصان الرهاوي‬
‫برديؤن (‪)٢٢٢٠١٥٤‬‬

‫حياته‬

‫برديصان‪ ،‬فيلسوف ومنجم وشاعر ومؤسس مدرسة الرها ‪ .‬إته‬


‫صورة أ حاذة وفاتنة ببب فكره وأسلوبه متا جعل التالميذ يترددون‬
‫إليه‪ .‬نهجه سقراطي وتأتره بالثقافة الهآينية واضح ‪ .‬لم ينز شهر؛‬
‫واسعة في الشرق فحب‪ ،‬بل في العالم الروماني‪ ،‬لربما ألن الرها‬
‫كانت في زمانه مستعمرة رومانبة‪.‬‬

‫ولد برديصان في الرها‪ ،‬د ‪ ١١‬تموز العام ‪ ،١٥٤‬في كنف عائلة‬


‫نبيلة ‪ .‬والده بدعى نوحاما (بعث) وأته نحشيرام (صيد) ‪ .‬درس في‬
‫الرها ‪ ،‬وأخذ علومه العالية من فالسفة زمانه‪ .‬من المرلجح أته تعرف‬
‫إلى ططيانسن ! ردما ولد وثنيا ثم اهتدى إلى المسيحية‪ ،‬وهو شانه‬
‫يافع ‪ .‬قضى برديصان القسم األول من نشاطه في بالط أبجر التاسع‬
‫(‪ )٢١٦٠١٩٧‬الذي عني بالغنون واآلداب والعلوم(‪ .)١‬وساهم‬
‫برديصان في ماعي الملك الثقافية‪ ،‬وهو يعان عمالق األدب‬
‫الرهاوي في عصر الملكية(‪ .)٢‬على أثر احتالل الرومان الرها‬

‫(‪ )١‬سيغال‪ ،‬جب‪ ،‬الرها المديثة المباركة‪ ،‬ترجمة يوسف إبراهيم جبرا‪ ،‬دار‬
‫الرها للدشر‪ ،‬حلب‪ ،١٩٨٨ ،‬ص‪ ٧٧‬وما يتع‪.‬‬
‫(‪ )٢‬م‪.‬ن‪،.‬ص‪. ٤٦‬‬

‫‪٦٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫واغتيال ملكها‪ ،‬واقتياد ولذيه أسيرين إلى روما‪ ،‬غادر برديصان‬


‫المدينة إلى أرمينية حيث استقر وانصرف إلى البحث والكتابة لنشر‬
‫المسيبة والدفاع ءذها(‪ .)٣‬توتي العام ‪ ،٢٢٢‬تارائ ثالثة أوالد‪،‬‬
‫أشهرهم هرمونيوس‪ .‬يقول تايكسيدور ‪(( :Teixidor‬في كتاب‬
‫اكوشف في بالط ملك الرها‪ ،‬بعد قرن ونصف‪ ،‬يذكر أته عرف‬
‫برديصان في بالط أبجر‪ ،‬وأته كان رساائ ومهندسا عالو؛ على كونه‬
‫مغكرا»(‪٠)٤‬‬

‫تآليفه‬

‫يعزى إلى برديصان كتاب في الفلك‪ ،‬وثا ؤ في النور والظالم‪،‬‬


‫وثالث في المتحرك والثابت‪ ،‬ورابع في روحانية الحذ‪ ،‬وأتف مئه‬
‫وخمسين ترنيمة‪ ،‬على عدد مزامير داود‪ ،‬في الكتاب المقدسى‪،‬‬
‫وأسلوبها‪ ،‬صتنها آراءه الفلسفية والالهوتية‪ .‬وقد انتشرت بسرعة‪،‬‬
‫تعتمها الناس وأخذوا ينشدونها كما يقول مار أفرام‪ .‬وإذ هذه‬
‫المزامير ضاعت وأتلفت من تبل معا صريه مع بقية مؤلفاته ولم يسلم‬
‫منها سوى ما ينسبه إليه مار أفرام في أناشيده‪ ،‬وكتيب تحت عنوان‬
‫((شرائع البلدان)) وقد عني بإنشائه وتقديمه على شكل حوار تلميذه‬

‫‪. w., Bardaisan of Edessa, Assen, 1966, p. 12ss.‬ل ‪DRIVERS, H.‬‬ ‫(‪)٣‬‬
‫طابع أيثا كتابنا آباؤنا في اإليمان‪ ،‬بغداد‪ ،١٩٨٩ ،‬ص‪ ٩٧‬وما يتع هع‬
‫االنتباه إلى بعض أخطاء وردت‪ ،‬مثل‪ :‬أبجر الكبير هو أبجر التاسع وليس‬
‫الثامن كما جاء سهوا‪.‬‬
‫(‪ )٤‬طا لع ‪., Bardaisane d’Edesse la permiere philosophic‬ل ‪TEIXIDOR,‬‬
‫‪syriaque, cerf, 1992, p. 12.‬‬
‫(ه) نثره المرة األولى المستغرق البريطانى و‪ .‬كيورتن مع ترجمة إنكليزية العام‬
‫‪ ١٨٥٥‬ثلم العالم الفرنسى فرنسيس نو ضمن الباترولوجيا الربانية الجزء‬
‫األول مع ترجمة فرنسية العام ‪ . ١٩٠٧‬وهناك ترجمات إلى لغات=‬

‫‪٦٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫فيليب‪ .‬في هذا الكتيب يقذم المؤلف نماذج من شرائع شعون‬


‫وبلدان إلظهار مدى تًاثيرها في حرية الغرد ‪ ،‬متسلسلة من ا لسرديعس‬
‫والهنود في الشرق‪ ،‬إلى اليونان والبريطان في الغرب‪ ،‬ويتكتم أيقا‬
‫على الشريعة المسيحية وممارساتها ‪.‬‬

‫يصف أوسابيوس القيصري برديصان وصائ متميزا قائال ‪(( :‬ظهر‬


‫شخص يدعى برديصان‪ ،‬وهو شخص مقتدر جدا ‪ ،‬وباحث ماهر في‬
‫اللغة السريانية‪ .‬وقد وضع أبحاائ ضن أتباع مرقيون‪ ،‬وغيره ممن‬
‫ابتدعوا آراء مختلفة‪ .‬كتبها بلفته مع مؤتفات أخرى كثيرة‪ . .‬ومن‬
‫بينها بحث مهلم في القضاء والقدر‪ ،‬ومؤنفات أخرى يقال إئه كتبها‬
‫لمناسبة االضطهاد الذي حدث وقتئذ)) (التاريخ ‪- .)٣٠/٤‬‬

‫الهوته‬

‫كان برديصان فيلونا ومنجتا أكثر منه الهوتيا محترنا‪ ،‬حاول‬


‫التوفيق بين المسيحية واألفكار الفلسفية المائدة أنئن‪ ،‬مثله مثل‬
‫معاصريه ‪ .‬يوستيئس وططيانس وإقليمس ا إلسكندري ‪ .‬صحح أن‬
‫مار أفرام‪ ،‬الذي جاء بعده بقرن‪ ،‬رفض آراءه ووصفها بأبثع‬
‫لزم مقاومتها‪(( :‬من الذي‬ ‫العبارات وعذها هرطقة ((ا لبرديصانية))‬

‫= أ ورويية أخرى وترجمة عربية قام بها األب ألبير أبونا‪ ،‬تجلة المجمع‬
‫العلمي العراقي‪ ،‬العدد الخامجن بهيئة اللغة الرياسة‪ ،‬المجلد ‪( ١٢‬بغداد‬
‫‪ ،١٩٨٨‬ص‪.)٣١٤-٢٧٩‬‬
‫(‪ )٦‬يجب قراءة أحكام مار أفرام بتحثظ وال سيما ضن البدع كذلك ما بتبه يوسف‬
‫غنيمة‪(( ،‬برديعان والبرديصانية)) ‪ ،‬و((برديعان وبدعته» في مجلة المشرق‬
‫البيروتية ‪ ١٨‬لسنة ‪ ،١٩٢٠‬ص‪٩٩٢-٩٧٧‬؛ هناك بالتأكيد عناصر غنوصية‬
‫في تفكيره‪ ،‬ولكن ال نتطبع أن نحكم موضوعيا على نصوص أو‬
‫استشهادات جاءت فى كتابات خصومه‪.‬‬

‫‪٦٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫سمى برديصا ن بامم ديصان (النهر)‪ ،‬وخنق فيه برديصان أكثر من‬
‫ديصان)) (ضن البلح ‪ . )١ /٢‬إآل أن الرجل ال يستحق كز هذه‬
‫القسوة‪ ،‬يجب فهمه بحب زمانه واإلطار الذي فيه وردت آراؤه‪،‬‬
‫فالالهوت كان ال يزا ل في بداياته‪.‬‬

‫؛‪-‬اإليمان بالله‬
‫اإليمان بالله هو في غاية ا ألهتبة عند برديصان الذي يرسم‬
‫صورًا قاتمة لش ال إيمان لهم‪(( :‬كثيرون هم الذين ال إيمان لهم‪،‬‬
‫ولم يتلعوا المعرفة من الحكمة الحعة‪ ،‬لذا ال يعهم أن يتكتموا‬
‫ويستنتجوا ‪ ،‬وليس لهم أن يشتا قوا بسهولة إلى اإلصغاء ‪ .‬فليس‬
‫لديهم أماس اإليمان ليبنوا عليه‪ ،‬وال ثقة تدعم رجاءهم‪ ،‬فإرهم‬
‫يشكون في الله‪ ،‬وليس في مخافته لكي تنجيهم من جمع الخرافات‪،‬‬
‫فالذين ليس لهم مخافة الله‪ ،‬يتعرضون لجمع الخرافات‪ . . .‬إتهم‬
‫يتيهون في أفكارهم وال يستطيعون االستقرار‪ ،‬ومذاق أفكارهم تافه‬
‫في فمهم‪ ،‬وهم في كن حين خائفون‪ ،‬فزعون وثائرون)) (عمود‬
‫‪ .)٧()٢٩٢/٥٤٣‬أحد؟ الله ثابتة في نظر برديصان‪ ،‬لربما ضن أفكار‬
‫مرقيون الذي يستمه ابئ البحر وا لغنوصيين ‪ ،‬وال نجد أي تلميحات‬
‫إلى الثالوث المسيحى ‪ ،‬وبخصوص المسيح والمسيحبين يقول ‪.‬‬
‫((ماذا نقول عن متتنا الجديدة نحن المسيحيين‪ ،‬وقد أقامها ا لمسجح‬
‫بمجيئه في كن بلد وكن الجهات؟ فنحن جميعا‪ ،‬حيثما كتا‪ ،‬ندعى‬
‫مسيحين باسم المسجح الواحد ‪ ،‬ونجتمع في يوم وا حد هو ا ألحد ‪،‬‬
‫ونمتع عن الطعام في أيام معلومة)) (عمود ‪. )٣١٠/٦٠٨‬‬

‫(‪ )٧‬الرقم األزل يثير إلى النعق الرياني الذي نثره فرنيس نو في الباترولوجيا‬
‫الرياسة‪ ،‬والرقم الثاني يثير إلى ترجمة األب ألبير أبونا ‪.‬‬

‫‪٧٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -٢‬مفهوم اإلتان لديه‬

‫أنتروبولوجيا برديصان متأدرة ؛الكتاب المقذس ‪ .‬فالله هو الذي‬


‫خلق اإلنسان‪ ،‬وخلقه عاقال وحرا وسين المخلوقات‪ ،‬وساواه‬
‫بالمالئكة (عمود ‪ .)٢٩٢/٥٤٤‬وثالثيه مقتبسة من الفالسفة اليونان‬
‫وبخاصة أفالطون‪ ،‬فاإلنسان مركب من جسد ونفي وعقل‪ ،‬ومركز‬
‫حريته في عقله وليس في قوة بدنه (‪ ،)٢٩٤/٥٥١‬وهذا ما يميزه عن‬
‫الحيوان ‪ .‬واهتئإ برديصان بموضوع الخير والشر واإلرادة الحرة‬
‫والقدر‪ ،‬ويؤكد أن طبيعة اإلنسان أساسا صالحة‪ ،‬غير أن الظروف‬
‫الخارجية‪ ،‬التي ليست بيده ‪ ،‬تؤرر فيه‪ ،‬ومع هذا يبقى تصميمه‬
‫األخالقى حرا ‪(( :‬ولكونه ‪ -‬اإلنسان ‪ -‬مخلوبا على صورة الله‪ ،‬فقد‬
‫وحت‪ ،‬له هذه ا ألمور لخدمته في الحياة الزمنية‪ ،‬ووهنك‪ ،‬له أن‬
‫يتصرف بحسب إرادته الشخصية‪ ،‬وأن يعمل كل ما يستطع عمله إن‬
‫شاء‪ ،‬وأآل يعمله إن لم يثأ ‪ . . .‬من ثتة يظهر له أن جودة الله عثمت‬
‫عند اإلنسان‪ ،‬وأعطي حرية أكثر من جمع العناصر التي ذكرناها‪،‬‬
‫لكي يتبرر بهذه الحرية‪ ،‬ويتصرف بتوع إلهى‪ ،‬ويمتزج بالمالئكة‬
‫الذين يحظون هم أيائ بحريتهم الشخة)) (‪ .)٢٩٣/٥٥٣‬وأمام‬
‫اعتراض عويدا على ثقل الوصايا على طبيعة اإلنسان‪ ،‬يجيب‬
‫برديصان أن الخير من جوهر الطبيعة البشرية‪ ،‬وإن عاش اإلنسان‬
‫بموجبه حصل على التناغم‪(( :‬إذ الخير يعود إلى اإلنسان‪ ،‬لذا فهو‬
‫يفرح إذ يعمل الصالح‪ .‬أتا الشر فهو بتأثير من الشرير‪ ،‬لذا فإذ‬
‫اإلنسان يفعل الشرور حينما يكون مضطرا وغير سليم في طبيعته))‬
‫‪٦١‬هه|اههلم‪٠‬‬

‫برديصان من جانب آخر ثنائئ النهج والفكر ‪ ،‬فينسب الشر إلى‬


‫العدو ‪ -‬ضن الخير‪ ،‬كما أن الظالم هو ضن النور‪ .‬مع هذا ال ينسب‬

‫‪٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أصل الشر إلى الله‪ ،‬أو يجعله قؤه إلهية‪ ،‬كما ال ينبه إلى جوهر‬
‫الطبيعة البشرية‪ .‬ينكر برديصان قيامة الجسد‪ ،‬لربما ألته مثل‬
‫الفالسفة اليونانيين الذين يرون في الجسد مزيجا من النجاسة‪ ،‬قد‬
‫يكون بسبب ما يحمله من السوائل‪ ،‬لكثه يؤمن بقيامة الروح بحب‬
‫النظرة الثنائية التي تقول إذ المادة فاسدة والروح طاهرة؛ المادة‬
‫زائلة والروح خالدة ‪ ،‬لذا يقتضي تحييد الجسد وتشغيفه لتتحرر‬
‫الروح وتعود إلى مابق وجودها ‪ ٠‬إته يؤمن بوجود سابق للنفس‬
‫البشرية ‪( .‬قارن بعالم المثل لدى أفالطون)‪ .‬إذ نظرية المعرفة عنده‬
‫تدخل في الخعز الرواقى بحسب زمانه‪.‬‬

‫‪ -٣‬القضاء والقدر‬

‫يرى برديصان ثالثة أسباب في أصل ما يحصل لإلنسان من وقر‬


‫وثروة وصحة ومرض‪ ،‬وهي خارج إرادته‪ :‬إتا بفعل القدر المتجسد‬
‫في ا ألبراج السبعة‪ ،‬أو ببب الطايع أو عقابا من الله (عمود ‪/٥٦٧‬‬
‫‪ ،)٢٩٦‬خاصة لتا يتصور وجود قدرته وحكمته بنسب غير محدودة‬
‫في ا لكون (عمود ‪ .)٢٩٦/٥٦٨‬إذ مفهوم القذر عند برديصان‬
‫يختلف تمانا عن المفهوم الديني الذي يؤمن به بعضهم‪ ،‬والمتعئق‬
‫بالله مشير كن شيء‪ .‬يرى برديصان‪ ،‬كأهل زمانه‪ ،‬أن لألجرام‬
‫السماوية تأثيرات في طبيعة ا ألرض وا إلنان‪ ،‬تعرقلها أو تدفعها‬
‫إلى األمام‪ ،‬وفي ما عدا ذلك يؤكد أن اإلنسان حر (عمود ‪/٥٧١‬‬
‫‪ . )٢٩٨‬وهذه النظرة تتماشى والتعريف الذي يعطيه في القذر‪:‬‬
‫((لنتكتم اآلن عن القدر ونببن أته ليس مستائ على كن شيء‪ ،‬ألن ما‬
‫يسمى بالقدر هو نفه‪ ،‬نظام سير األجرام السماوية والعناصر‬
‫الممنوح لها من قبل الله‪ .‬وحسب هذه السيرة وهذا النظام تتبذل‬
‫العقول عندما تنحدر في النفس‪ ،‬وتتبذل ا ألنفس عندما تنزل في‬

‫‪٧٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الجد‪ .‬وهذا التغيير نتيه قدرا وطالثا‪ ،‬وبميالد هذا الخليط‬


‫المركب‪ ،‬والذي يتنقى الستعمال ما يتفع ويحصل بحنا ن الله ونعمته‬
‫إلى نهاية العالم)) (عمود ‪ .)٣٣٠/٥٧٦‬يستعمل برديصان لفظسن‬
‫تقتسن هما القضاء ‪(٠‬صعلت‪ ))١‬والقدر — أو الحظ (( طهيي )) وكثيرا ما‬
‫‪/‬‬ ‫و‬
‫يستعملهما مرادش للمعنى نفسه ‪ .‬يقول برديصان‪(( :‬يستطع القدر‪،‬‬
‫كما رأينا‪ ،‬أن يخن بنظام الطبيعة‪ ،‬مثلما يستطع اإلنسان بحريته أن‬
‫ثربن نظالم القدر‪ ،‬وأن بعيده إلى الوراء‪ .‬طبعا ليس في كن شيء‪.‬‬
‫كذلك ال يبلبل القدر الطبيعة في كن شيء ‪ .‬إذ هذه العناصر الثالثة ‪:‬‬
‫الطبيعة والقدر والحرة‪ ،‬كن واحد منها يحافظ على شكل وجوده‬
‫إلى أن تكتمل الدائرة والمقياس والعدد كما قد جعلها ذاك الذي —‬
‫الله ‪ -‬حدد وجود وكما ل وجوهر ومقياس العناصر والطبابع))‪.‬‬
‫(ءمود‪٧٩‬ه)‪.‬‬

‫‪٧٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص مختارة‬

‫قبل أيام‪ ،‬ذهبنا نزور أخانا ((ثمشكرام)) ‪ .‬وجاء برديصان والتقانا‬


‫هناك‪ .‬وحينما جته ورأى آته بحاني حسنة‪ ،‬سألنا عائ كثا نتحذث به‬
‫قائال ‪(( :‬إتي سمعت صوتكم من الخارج لدى دخولي)) ‪ .‬فإته كان‬
‫معتادا ‪ ،‬حينما يمعنا نتكتم على أمر ما أمامه‪ ،‬أن يسألنا عن موضوع‬
‫حديثنا ‪ ،‬لكي يكتمنا عليه ‪ .‬فقلنا له ‪(( :‬كان عوينا هذا يقول لنا ‪ :‬إن‬
‫كان الله واحذا ‪ ،‬كما تقولون‪ ،‬وهو الذي خلق البشر ‪ ،‬ويرضى بما‬
‫تؤمرون بالقيام به‪ ،‬فلماذا لم يخلق البشر بحيث ال يستطيعون أن‬
‫يخطوئا‪ ،‬بل أن يفعلوا الخير كل حين‪ ،‬وبهذا كانت إرادته تكمل؟))‬

‫فقال له برديصان‪(( :‬قز لي ما هو قصدك‪ ،‬يا ابني عوينا ‪ :‬فإتا‬


‫أن الله ليس واحذا‪ ،‬وإتا أته واحد وال يشاء أن يتصرف البشر بعدالة‬
‫واستقامة؟)) ‪.‬‬

‫قال عوينا ‪(( :‬يا سيدي‪ ،‬إتما أنا سألت زمالئي هؤالء ليععلوني‬
‫الجواب))‪.‬‬

‫قا ل له برديصان‪(( :‬إن أردت التعتم‪ ،‬فخير لك أن تتعتم مئن هو‬


‫أكبر منهم‪ .‬وإن أردت أن تعئم‪ ،‬فال داعي إلى طرح السؤال عليهم‪،‬‬
‫بل أن تسمح لهم بأن يسألوك ما شاؤوا ‪ .‬فالمعتمون يسألون وال‬
‫يسألون‪ ،‬وحينما يسألون‪ ،‬فإتما ذلك ليصلحوا رأي السائل‪ ،‬لكي‬
‫يتسنى له أن يحسن طرح السؤال‪ ،‬فيعرف ا آلخرون ما هو رأيه‪ .‬فإته‬
‫ألمر حشن أن يعرف المرء كيف يسأل)) ‪.‬‬

‫‪٧٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫قال عويذا ‪(( :‬إثما أريد أن أتعتم‪ .‬وإذا سألت أوال إخوتي‬
‫هؤالء‪ ،‬ذلك ألتي أخجل منك» ‪.‬‬

‫قال برديصا ن ‪(( :‬إئك تتكتم برياء ‪ .‬لكن ا عللم أن من يسأل حستا‬
‫وهو يريد أن يعرف ويدنو من طريق الحق دون مواربة‪ ،‬ال يخزى وال‬
‫يخجل‪ ،‬ألثه بذلك يسبب فرحا لذاك الذي يسأل‪ .‬فإذا كان لك شيء‬
‫في فكرك عتا سألت‪ ،‬فأفصغ عنه لجميعنا‪ ،‬يا بئى‪.‬‬

‫وإذا نال استحساننا‪ ،‬فإثنا سنشترك معك‪ ،‬وإال فإذ الضرورة‬


‫تدفعنا إلى أن نصرح لك لماذا ال يطيب لنا ‪ .‬فإذا أردت أن تمع‬
‫هذه الكلمة فقط‪ ،‬دون أن تقصد شيائ من ورائها‪ ،‬مثل إنماز دنا‬
‫حديتا من التال ميذ وهو يسألهم عن أمور جديدة‪ ،‬فإثي سأجيبك‪،‬‬
‫لئآل تفادرنا دون فائدة‪ .‬وإذا طاب لك كالمي في هذا الشأن‪ ،‬فللن‬
‫عندنا أمور أخرى ‪ .‬وإن لم يعب لك‪ ،‬فإثنا نقول ما لدينا دون‬
‫تحفظ)) ‪.‬‬

‫قال عويذا‪« :‬أنا أيثا أشتافى جدا إلى اإلصغاء واالقتناع‪ ،‬إذ لم‬
‫أسمع هذا الكالم من إنسا ز آخر‪ ،‬بل قائه من ذاتي ألخوتي هؤالء‪،‬‬
‫ولم يريدوا أن يقنعوني‪ ،‬بل قالوا ‪(( :‬آمن إيماتا‪ ،‬فيتسق لك أن تعلم‬
‫كق شيء))‪ ٠‬لكني ال يسعني أن أؤمن ما لم أقتع))‪.‬‬

‫قال برديصان ‪« .‬ليسى عوينا وحده ال يريد أن يؤمن‪ ،‬بل كثيرون‬


‫آخرون مثله‪ .‬وإذ ال إيمان فيهم‪ ،‬فال يستطيعون االقتناع أيشا‪ ،‬بل‬
‫يهدمون ويبنون دونا‪ ،‬ويوجدون خالين من معرفة الحقيقة كتها ‪.‬‬
‫وألذ عوينا ال يريد أن يؤمن‪ ،‬فإني أحذثكم أنتم الذين تؤمنون عتا‬
‫سأله‪ ،‬وسيتسئى له أن يسمع المزيد))‪.‬‬

‫وشع يقول لنا ‪:‬‬

‫‪٧٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫كثيرون هم الذين ال إيمان لهم‪ ،‬ولم يتلعوا المعرفة من الحكمة‬


‫الحثة ‪ .‬لذا ال يسعهم أن يقولوا ويتنتجوا‪ ،‬وال هم يشتاقون بسهولة‬
‫إلى اإلصغاء‪ .‬فليس لديهم أساس اإليمان ليبنوا عليه‪ ،‬وال ثقة تدعم‬
‫رجاءهم‪ .‬فإدهم يشكون في الله‪ ،‬وليس فيهم مخافته لكي تنجيهم من‬
‫جمع الخرافات‪ .‬فالذين ال مخافه لله فيهم يتعرضون لجمع‬
‫الخرافات‪ .‬وليسوا متأكدين حثى من كونهم ال يؤمنون حسائ با ألمور‬
‫المختلفة التي ال يؤمنون بها‪ ،‬بل يتيهون في أفكارهم وال يستطيعون‬
‫االستقرار‪ ،‬ومذاق افكارهم تافه في فمهم‪ ،‬وهم في كل حين‬
‫خائفون فزعون وثائرون‪.‬‬
‫أتا قول عوبينا ‪ :‬كلم لم يجعلنا الله ال دخطئ ونذنب‪ ،‬فلو كان‬
‫اإلنسان مصنوعا هكذا‪ ،‬لما كان سين نفسه‪ ،‬بل لكان أدا؛ بيد من‬
‫يحركه‪ .‬وس المعلوم أن المحرك يحركه كما يشاء‪ ،‬للخير أو للشر‪.‬‬
‫فماذا كان يميز اإلنسان عن الكتارة التي يعزف بها آخر‪ ،‬أو عن‬
‫العجلة التي يقودها آخر؟ ألن الفخر والمذتة يعودان إلى الفاعل‪.‬‬
‫دما هي آالت موضوعة الستعمال من له ا لمعرفة ‪ .‬أتا الله بجودته‬
‫فلم يثأ أن يصغ اإلنسان هكذا‪ ،‬بل سما به بالحرية فوق أمور‬
‫عديدة‪ ،‬وساواه بالمالئكة‪ .‬أنظروا إلى الشمس والقمر والفلك وإلى‬
‫سائر ا ألمور التي تفوقنا عظمًا‪ :‬فلم تمتح حرقة ذاتية‪ ،‬بل كتها مثيتة‬
‫بأمر بحيث تفعل حسبما أمرت به‪ ،‬فقط ال غير‪ .‬فال تقول الشمس‬
‫أبذا‪ :‬اتي ال أرتفع في أواني‪ ،‬وال القمر‪ :‬إتي ال أتغبر وال أنقص‬
‫وال أزيد‪ ،‬وال أحد الكواكب‪ :‬إدي ال أشرق وال أغرب‪ ،‬وال‬
‫البحر‪ :‬إني ال أحمل السفن وال أقف عند حدودي‪ ،‬وال الجبال‪:‬‬
‫إسا ال نقف في البلدان التي وضعنا فيها‪ .‬وال تقول الرياح‪ :‬إسا ال‬
‫نهت‪ ،‬وال األرض‪ :‬إش ال احتوي كد ما يوجد فوق سطحي وال‬
‫أحتمله‪ .‬بل جمع هذه ا ألمور تعمل وتطع أمرا واحذا‪ .‬إرها آالت‬

‫‪٧٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫حكمة الله التي ال تخطأ ‪ .‬فلو كان كز شيء يخدم خدمة‪ ،‬فتن كان‬
‫الذي يستخدمه؟ ولو كان كن شيء يستخدم استخدانا فتن كان الذي‬
‫يستخدمه؟ إدا لما كان شيء يتميز عن آخر‪ ،‬ألن ما هو واحد وال‬
‫تمييز فيه‪ ،‬فهو كائن لم يخلق بعد ‪ .‬لكئ ا ألمور ا لضرورية لالستعمال‬
‫وضعت تحت سلطة اإلتان‪ .‬ولكونه مخلوقا على صورة الله‪ ،‬فقد‬
‫وحت‪ ،‬له هذه ا ألمور لخدمته في الحياة الزمنية‪ ،‬ووهت‪ ،‬له أن‬
‫يتصرف بحسب إرادته الشخصإة ‪ ،‬وأن يعمل كن ما يستعبع عمله إن‬
‫ثاء‪ ،‬وأآل يعمله إن لم يشأ‪ ،‬وهو يبرر ذاته أو يثجبها ‪ .‬فلو خلق‬
‫بحيث ال يستطع اقتراف الشر لئآل يكون مدديا به‪ ،‬لكان الخير الذي‬
‫يفعله أيائ ليس له وال يتئى له أن يتبرر به‪ .‬فتن ال يفعل الخير أو‬
‫الشر بإرادته‪ ،‬يعود تبريره وشجبه إلى ذاك الذي يؤدر فيه‪.‬‬

‫من ثتة يظهر له أن جودة الله عثمت عند ا إلنسا ن‪ ،‬وأعطي‬


‫حرية أكثر من جمبع هذه العنا صر التي نكرنا ها ‪ ،‬لكي يتبرر بهذه‬
‫الحرية ويتصرف بنوع إلهتي(‪.)١‬‬

‫(‪ )١‬ترجمة ا ألب ألبير أبودا‪ ،‬معجلة المجمع العلمي العراقي‪ ،‬العدد الخاص بهيئة‬
‫اللغة الريانية‪ ،‬مجلد ‪ ،١٩٨٨ ،١٢‬ص‪.٢٩٣-٢٩٠‬‬

‫‪٧٧‬‬
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)٣‬‬
‫مار شمعون برصباعي‬
‫مري شمعون بر ؤبعا (‪)٣٤١ +‬‬

‫حياته(‪)٠‬‬
‫شحيحة‪.‬‬ ‫إذ المعطيات الميرورة عن مار شمعون برصباعي(‬
‫فكق ما نعرفه عنه هو أده من مواليد مدينة ((سوس)) في إقليم‬
‫‪ .‬نلقاه في هستهز القرن الرادع مع فافا الجاثليق‪،‬‬ ‫عيالم‬

‫مصادر حياته‪ :‬األب بولس بيجان‪ ،‬سير الشهداء والغذيين‪ ،‬جزء ‪،٢‬‬
‫‪ ،١٨٩١‬ص‪٢٠٧- ١٢٨‬؛ النعق نفه نعاد في الباترولوجيا الرياسة‪ ،‬مجتد‬
‫‪ ،١٩٠٧ ،٢‬عمود ه‪ ،٩٦٠-٧١‬هع ترجمة التيتية قام بها م ‪ .‬كموسكو؛ التاريغ‬
‫العردي‪ ،‬جزء ‪ ،١‬ص‪-٨٦‬ه‪٩‬؛ المجدل لماري ‪ ، ١٩- ١٦‬ولصليبا (عمرو)‬
‫صه‪ ،١٦-١‬إيليا برشينايا طبعة ‪ CSCO‬ص‪ ٤٧-٤٦‬وطبعة األب يوسف‬
‫حيي‪ ،‬بغداد‪ ،١٩٧٥ ،‬صه‪٦‬؛ التاريخ الكنتي البن العبري‪ ،‬جزء ‪،٢‬‬
‫عمود ‪ .٣٦-٣٤‬أتا الدراسات فأحيل القارئ إلى خالصات األدب‬
‫السريانى‪ :‬رايت وشابر ودوفال وأررتيز دي أوربينا وألبير أبرنا ‪ -‬كما أن‬
‫المطران سليمان الصائغ في روايته يزداندوخت‪ ،‬الشريفة ا ألربيلية (الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬الموصل‪ ،)١٩٥٣ ،‬أفرد له فعال كامآل‪ ،‬روى فيه بأسلوب رابع‬
‫خبر استشهاده ص‪٤٢٨-٣٤٨‬؛ كذلك كتاب شهداء المشرق أللبير أبونا ‪،‬‬
‫بغداد‪ ،١٩٨٥ ،‬صه‪ ،١٣٧-١٠‬ويكاد يكون ترجمة لطبعة بيجان ‪.‬‬
‫(‪ )١‬دعي ((برصباعي)) أي ابن الصياغين‪ ،‬ألن أسرته كانت تصبغ ثياب الملوك‬
‫واألمراء‪ ،‬وثبت عليه هذا اللقب كونه صبغ جده بدم الشهادة‪ ،‬بيجان سيرة‬
‫حياته‪ ،‬ص‪.١٢٨‬‬
‫(‪ )٢‬جاء في التاريخ السعردي(ص‪ )٨٦‬أو في المدائن؛ في تقديري ذكر المداس‬

‫‪٧٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أركنياقودا له ثم خلعا ‪ .‬ساهم في جمع أساقفة المملكة الساسانية‬


‫تحت والية كرسى المدائن‪ ،‬أي ساليق وقطيسفون( )‪ .‬وفي ربع‬
‫العام ‪ ٣٤١‬أصدر شابور الثاني مرسونا يقضي بأن يدفع المسيحيون‬
‫جزيه استثنائية مضاعفة حثى تتيسر له مواصلة الحرب على‬
‫الرومان )‪ .‬ولتا لم يتمكن المسيحيون من دفعها ألتها تفوق‬
‫طاقتهم‪ ،‬أمر بأن يقبض على زعمائهم وينكل بهم‪ .‬وكان الجاثليق‬
‫شمعون في مقذمة المعتقلين البا بغ عددهم مئة وثالثة‪ .‬وبعد‬
‫استجوابات متتالية ا دهموا با لخيانة والموا الة للرومان ‪ .‬وسيق مع‬
‫مجموعة من المعتقلين إلى مدينة كرخ ليدان في إقليم األهواز حيث‬
‫كان الملك يقيم‪ ،‬ولتا حضروا أمامه‪ ،‬طلب إليهم أن يجحدوا‬
‫ايمانهم‪ ،‬ويسجدوا للنار المقدسة أو الشمس عين ا إلله ‪ ،‬وله نفه‬
‫كجزء ا إلله أهورمزد‪ ،‬وإآل ضرب أعناقهم بالسيف‪ ،‬فما كان منهم‬
‫إآل أن أصروا بثباب على إيمانهم‪ ،‬وامتنعوا عن السجود للنار‬
‫وللملك‪ .‬وأهام هذا االصرار أمر شا بور بقطع رؤوسهم‪ ،‬فاستشهد‬
‫‪ ،‬وكانت‬ ‫شمعون ورفاقه في يوم الجمعة العظيمة ‪ ١٤‬نيان ‪٣٤١‬‬
‫هذه بداية االضطهاد العنيف الذي يعرف با ألربعيني ألته دام نحو‬
‫أربعين عاائ (‪ ،)٣٧٩,٣٣٩‬وقد أودى بحياة آالف المسيحيين‪.‬‬

‫= ألته كان مقيائ فيها طوال حياته كما جاء في المجدل لصليبا ص‪. ٦٧‬‬
‫(‪ )٣‬طاق كرى جنوب بغداد اليوم‪.‬‬
‫(‪ )٤‬كان الخراج عن الحاصالت يدفعه جمع سكان المملكة‪ .‬أتا جزية الرأس‬
‫وهي ضريبة شخصية فكان يدفعها سوائ السكان األصليون الذين لم يكونوا‬
‫يرغبون في التجنيد؛ طابع كريتنى‪ ،‬إيران في عهد اناساسن‪ ،‬ص‪-١ ١ ٠‬‬
‫‪٠١١٢‬‬
‫(ه) بيجان‪ ،‬ميرته ص‪٢٢٤‬؛ وفي ه ‪ ١‬أبار ض السنة نفسها استشهدت أخته تربو‬
‫المنتمية إلى بنات العهد مع فتاش أبونا‪ ،‬ألبير‪ ،‬شهداء المشرق‪ ،‬ص‪٨‬ه ‪. ١‬‬

‫‪٨٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫قام المؤمنون خفية بنقل جثما ن الجاثليق إلى مدينة سوس‪،‬‬


‫ودفنوه فيها‪ ،‬وكنيسة المشرق (ا آلثوريون والكلدان) تحتفل بتذكاره‬
‫في منامسن‪ :‬األولى مع رفاقه في جمعة المعترفين باإليمان التي‬
‫تلي عيد القيامة والتي هي بمثابة تذكار جمع القديسين في الكنائس‬
‫الغرسة‪ ،‬والثانية في التذكار المخصص له في الجمعة السادسة من‬
‫موسم الصيف ‪.‬‬

‫لقد جاء في التاريخ السعردي(‪ )٦‬الذي عنه اقتبست الخالصات‬


‫التاريخية‪ ،‬أن شمعون أوفد مع شهدوست خليفته أو مع يعقوب‬
‫النصيبيتي لحضور مجمع نيقية المنعقد العام ‪ ٠٣٢٥‬إذ هذا القول‬
‫مجرد مغارقة تاريخية‪ ،‬ألن المجمع عقد في المملكة الرومانية‬
‫المعادية للقرس‪ ،‬وكنيسة المشرق لم تمع بشقية وتقبله إآل في‬
‫مجمع إسحق العام ‪ ٤١٠‬الذي السم بمساعي ا ألسقف ماروثا‬
‫الميافرقيتي المبعوث الرسمي الخاصي با إلمبراطور الروماني لدى‬
‫البالط الساساذي(‪ ،)٧‬وأي عالقة بالرومان كانت تغثر عمالة‪،‬‬
‫ويدفع المسيحإيون ثمنها !‬

‫تآليفه‬
‫يذكر عبد يشع الصوباوي‪ ،‬في فهرس المؤلفين المشرتين‪ ،‬أن‬
‫لشمعون رسائل( ) ولكثها لم تصل إلينا وال نعرف طبيعتها‪ ،‬وما جام‬
‫على لسانه في سيرة حياته هو من وضع الكائب‪ ،‬ويقم بطابع‬

‫(‪ )٦‬التاريخ العردفي‪ ،‬ص‪.٦٧‬‬


‫(‪ )٧‬طابع مقالنا «انطاكية كنية المشرق))‪ ،‬مجلة بين النهزين‪ ،‬العدد ه‪٩٦-٩‬‬
‫(‪ ،)١٩٩٦‬ص‪-٢١٤‬ه‪.٢١‬‬
‫(‪ )٨‬فهرس المؤلفين‪ ،‬رقم ‪ ،٤٠‬ص‪. ١٦٨‬‬

‫‪٨١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫دفاعى‪ ،‬ويشجع المعتقلين المسيحين على ا لدخول في حومة‬


‫الجهاد‪ ،‬متلحين بإيمانهم على أمل الخروج منه ظافرين‪.‬‬
‫أتا ما وصل إلينا من كتاباته فيقتصر على بعض تراتيل طقسية ‪.‬‬
‫وهو شه قام بأول ترتيب للصلوات‪ ،‬موزعا أداءها على جوقسن‬
‫‪.‬‬ ‫ومقئائ المزامير إلى هوال الي ومرمياثا‪ ،‬لتسهيل استعما لها‬

‫والتراتيل التي وصلت إلينا هي‪:‬‬


‫‪(( - ١‬دلق‪ ،‬يا رب الغز ‪ -‬الخومارا))‪ :‬ترل في الرتب الطقسبة‬
‫كاوه‪ ،‬وهي بمثابة قانون إيمان مسيحانتي ليترجى خال من‬
‫المصطلحات المجمعبة التقنية ‪.‬‬
‫‪(( - ٢‬يا عالم أنكان البشر))‪ :‬كرقل في زمن الصوم (الفرض‬
‫الكلدانى‪ ،‬جزء ‪ ،٢‬ص‪ )٧٧‬وتناجي قدرة الله ا آلب‪ ،‬لسند‬
‫ضعف اإلنان في خضم الشدائد‪.‬‬
‫‪(( - ٣‬وإن نزعثم عغم لبامن الخارج))‪ :‬ترئل في تطواف القرابين‬
‫بقذاس األحد الجديد (الفرض الكلداني‪ ،‬جزء ‪،٢‬‬
‫ص‪ ،)٤٥٠‬ترتيلة بديعة ;*‪٢‬حخ"ا السهحض على التمتد‬
‫بالرجاء‪ .‬وإن هم ثبتوا على معمود لتهم وتناولهم القربا ن وسط‬
‫أمواج الظالم القاتم‪ ،‬فازوا بالحياة الخالدة‪.‬‬
‫‪((- ٤‬بعين الفكر والب ‪:‬ئرئل في تطواف القرابين بقذاس خمس‬
‫الفصح (القرض الكلداني جزء ‪ ،٢‬ص‪٦‬ه‪ .)٣‬وهي ترتيلة‬
‫الهوتية عميقة‪ ،‬يدعو فيها المضطهدين إلى التشبه بالمسبح‬
‫ا لصا عد إلى األلم وا لموت من أجلهم‪ .‬فا لتضحية هي ا لبيل‬
‫األقصر لالنضمام إليه‪.‬‬
‫ه ‪(( -‬سيحادان ردي ألدك خلقئنا))‪ ،‬ترئل في زمن الصوم‪ ،‬األدام‬

‫(‪ )٩‬إبن العبري‪ ،‬التاريخ الكي‪.٣٢ ،٢ ،‬‬

‫‪٨٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫االعتيادية (طابع قدام ودباثر‪ ،‬طبعة االباء الدومنيكان‪،‬‬


‫‪ ،١٩٠٣‬صه‪ ،)٣‬وهي ترتيلة كيرز تدبير الله الخالصي‪،‬‬
‫وتدعو الناس إلى التجاوب وإياه ورفع الحمد إليه ‪.‬‬

‫أطروحاته الفكرية‬
‫إذ هذه التراتيل شمم عموائ بطابع الصالة والمناجاة ‪ :‬من حمد‬
‫وثقة واستسالم ‪ ،‬وتهدف إلى شذ عزم المسيحيين‪ ،‬وسط الضيق‪،‬‬
‫لئآل يتزعزع ثباتهم‪ .‬ويشحع ضعاف القلوب لحمل الصليب على‬
‫مثال المسبح الذي احتمل اآلالم من أجلنا‪ .‬يعزيهم بالمستقبل‬
‫المجيد‪ ،‬إن هم التزموا بعيم اإلنجيل‪(( :‬إن نزعتم عنكم لباس‬
‫الخارج‪ ،‬ال تنزعوا عنكم حتة الباطن‪ ،‬أيها المعئدون)) (أفين‬
‫شلحيتون ‪ ٠)١‬لكن ال تخلو هذه التراتيل من تعليم الهوتى عميق‬
‫وأصيل‪ ،‬فهو ينطلق بالضبط من التدبير‪ :‬فالله الواحد األحد هو‬
‫الذي خلقنا محاكا على صورته الحية‪ ،‬ومنحنا العقل والحرية‬
‫(سبحانك رتى ‪ ،)٢‬وهو أب وابذ وروغ قدس ‪ -‬جوهر واحد‬
‫وثالوث في آن‪ .‬والمسبح ختضنا بفضل التجسد (سبحانك ه)‬
‫وعرفنا بالله‪ ،‬وأشركنا فى وليمة السماء (مبحانك ‪ ٩‬و‪ .)١٠‬وهو‬
‫رينا ومختطنا وباعث حياتنا (الخومارا)‪.‬‬

‫تعبر هذه التراتيل عن روحانية شخصي مائر إلى االستشهاد‬


‫بهدوء ومالم وثقة بالنفس‪ ،‬وإيما(إ عميى بالرب‪ .‬ويعرف أن موته‬
‫ليس النهاية المحتومة‪ ،‬بل هو تتويج للقائه المسبح‪ .‬ويعرف أته‪،‬‬
‫على مثاله‪ ،‬يبذل حياته من أجل الرعية ‪ .‬إكنا نلمس فيها دفء‬
‫روحانية إغناطيوس األنطاكى نفسه‪ ،‬والسال م والشوق المستقرين في‬
‫قلبه نفسهما‪ ،‬كما تعير الرسائل التي بعث بها إلى الكنائس السبع‪.‬‬

‫‪٨٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص مختارة‬

‫‪ - ١‬د»نم‬
‫بلن يا رب الكد نعترف‪ ،‬وإياك يا يسوع المسح نحمد‪ ،‬أنت‬
‫باعث أجسادنا ومختص نفوسنا ‪.‬‬
‫‪ — ٢‬حد سئأ‬
‫يا عالم أفكار البشر جميائ‪ ،‬وفاحص خفايا قلوبهم‪ ،‬إتك‬
‫تعرف ضعفنا ‪.‬‬
‫‪ — ٣‬نمي طلج‬
‫وإن نزعتم عنكم لباس ا لخا رج‪ ،‬ال تنزعوا عنكم حتة الباطن‪،‬‬
‫أيها المعئدون‪ .‬لئن لبستم السالح الخفي‪ ،‬ال تستطع أمواج‬
‫التجارب أن ترخي عزيمنكم ‪ .‬إنكم تعرفون أي كلمات — أي‬
‫اإلنجيل ‪ -‬سمعتم‪ ،‬وتعرفون من أفي ذبيحة حية تنا وليم فحذار‬
‫أن يغويكم ا إلبليس كما فعل بآدم‪ ،‬ويبعذكم عن الملكوت‬
‫المجيد‪ .‬إته يسعى إلبعادنا عن الفردوس‪ ،‬كما فعل بآدم‪،‬‬
‫‪٠‬‬ ‫‪٠٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠٠‬‬ ‫‪: ٠٠‬‬ ‫لمسيح‬ ‫س(ني‬
‫جميعا ‪٠‬‬
‫‪ — ٤‬دلهًا ‪1‬ط‪٦‬طنم‬
‫بعين الفكر والحميل لنتغرس كتنا في المسح الذي‪ ،‬من خالل‬
‫األسرار والرموز‪ ،‬ياق إلى عذاب الصليب‪ ،‬وها هو موضوع‬

‫(‪ )١‬لقد ترجمها يتعذف شعرا المطران سليم الصائغ في روايته يزدائدوخت‪،‬‬
‫ص‪.٤١١‬‬

‫‪٨٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫على المذبح المقدس ذبيحا حي‪ ،‬يحتفل الكهنة بذكرى موته‬


‫ويحمدونه ويشكرونه على نعماه التي ال توصف ‪.‬‬
‫ه —‬
‫سبحا نك ربي ألتك منذ ا لبدء من دون طلب خلقتنا‬
‫سبحانك ربي ألتك ستيتنا صوركك الحية ومثاتك‬
‫سبحانك رني ألتك بالعقل والحرة عغلمتنا‬
‫سبحانك أيها اآلب البار ألتك بمحهك أبدعتنا‬
‫سبحانك أيها االبن القدوس ألتك باتخان جسدنا خآصتنا‬
‫سبحانك أيها الروح القدس ألتك بمواهبك أثريتنا‬
‫سبحانك أيها الجوهر الخفى ألتك كشفت أقانيمك ببشريتنا‬
‫سبحانك ريي ألتك من ظالم األوثان أعتقينا‬
‫سبحانك ربي ألتك من معرفة ألوهيتك قربتنا‬
‫سبحانك ربي ألتك عن رتب السما ويين أخبرتنا‬
‫سبحانك ربي ألتك إلى أدواب ناطقة لخدمتك حؤلتنا‬
‫سبحانك ربي ألتك لحمدك مع المالئكة أتلتنا‬
‫الحمد لك من كن األفواه أيها ا آلب واالبن والروح القدس‬
‫الحمد لثا لوثك من الكائنات العلوية وا ألرضية‬
‫الحمد لك في العالتين من الجسدين والروحين اآلن وإلى‬
‫األبد‪.‬‬

‫(‪ )٢‬هذه الترتيلة أينا قام بترجمتها بتصرف وبئغلوها المطران س‪ .‬الصابغ في‬
‫روايته يزداندوخت‪ ،‬ص‪. ٤١٩‬‬

‫‪٨٥‬‬
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)٤‬‬
‫أفراهاط الحكيم‬
‫أفريط خكيما (حوالى ♦‪)٣٤٦.٢٧‬‬

‫حياته‬
‫يعتك يعقوب أفراها ط أحد أقدم شهود الهوت كنيسة ما بين‬
‫النهرين‪ ،‬وممارساتها الطفية؛ وصلت كتاباته إلينا‪ ،‬ومن هنا أ هتيته‪.‬‬

‫ليس في حوزتنا معلومات دقيقة عن حياته ونشاطه‪ ،‬ولكن‬


‫نستدن من كتاباته أده من أصل يهودى وليس وثتائ مرتدا كما كان‬
‫يعتمد ‪ .‬إته أحد المنتمين الناشطين إلى جماعة أبناء العهد ‪ .‬عاش في‬
‫أيام الشاه الفارسى شابرر الثاني (‪ )٣٧٩,٣٠٩‬ومات في غالب‬
‫الظئ العام ‪ ٠٣٤٦‬ويبدو أته أسقف ببب لهجته في الكتابة وتميته‬
‫د ((حاسية ‪ -‬م حامل الفغران)) وهو لقب ا ألسقف ‪.‬‬

‫ستاه المؤرخون السريان بالحكيم لجودة أدبه‪ ،‬وحصافة فكره‪،‬‬


‫وأمانته على نقاوة باإليمان‪ ،‬ولكن في اعتقادي لهذه ا لتسمية عالقة‬
‫؟((معتم البر)) في تنظيم األسينين‪ ،‬أي حاملي الشفاء‪ .‬فقد جام في‬
‫نظام هذه الجماعة ((للرجل الحكيم أن يعتم القديسين ليعيشوا‬
‫بحسب نظام الجماعة‪ ،‬ليطلبوا الله من كل قلبهم)) ‪.‬‬

‫تآليفه‬
‫وصل إلينا من أفراهاط ثالذ وعشرون موعظة (ططمًا — بينة)‪،‬‬

‫‪٨٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫لحعى فيها للموعوظين ولجماعة ا لعهد العقيدة واالداب المسيحية‪.‬‬


‫وقد أورد تاريخ كتابته إياها في الموعظة ‪(( :٢٢‬كبن هذه المواعظ‬
‫ا الثئين والعشرين‪ ،‬مرئبة على ا ألحرف األبجدية االثنين والعشرين‪.‬‬
‫وقد ألغذ العشر األولى سنة ‪٣٣٧-٣٣٦( ٦٤٨‬م) لملك إسكندر بن‬
‫فيليس المقدونى‪ ،‬كما هو محرر في آخرها ‪ .‬أتا ا الثنتا عشرة ا ألخرى‬
‫فقد كتبتها في سنة ‪٣٤٤-٣٤٣( ٦٥٥‬م) لملك اليونا ن وا لروما ن في سنة‬
‫‪ ٣٥‬لحكم شابور الملك الفارسى)) (‪-)٢٥/٢٢‬والموعظة ‪(( ٢٣‬العنقود))‬
‫قد جاء في خاتمتها أله كتبها في شهر آب العام ‪٠٣٤٥‬‬

‫إكتشف هذه المواعظ العايم البريطانى كيورتن في دير السريا ن‬


‫بمصر في ثالث مخطوطات تعود إلى القرش الخاسس والسادس‪،‬‬
‫ونشرها المرة ا ألولى وليم رايت زلم باريزو مع الترجمة الالتينية‪ .‬كما‬
‫ثتة ترجمات حديثة باإلنكليزية واأللمانية والفرشية واإليطالية‪،‬‬
‫وهناك مختارات قديمة ض مواعظه بالعربية وهذه عنا وينها ‪:‬‬
‫‪ - ١٣‬البت‬ ‫‪ - ١‬اإليمان‬
‫‪ -١٤‬رسالة رعوية — مجمعية‬ ‫‪ - ٢‬الحية‬
‫‪ —١٥‬الحالل والحرام من ا ألطعمة‬ ‫‪ - ٣‬الصوم‬
‫‪ -١٦‬تنصر الوثنين‬ ‫‪ — ٤‬الصالة‬
‫‪ — ١٧‬معنى ((المسبح ابن الله))‬ ‫ه ‪ -‬الحروب‬
‫‪ - ١٨‬البتولية والقداسة‬ ‫‪ - ٦‬جماعة العهد‬
‫‪ —١٩‬ضن اليهود‬ ‫‪ — ٧‬التائبون‬
‫‪ — ٢ ٠‬مساعدة الفقراء‬ ‫‪ — ٨‬قيامة‪ ,‬لموتى‬
‫‪— ٢١‬االضطهاد‬ ‫‪ — ٩‬التواضع‬
‫‪ - ٢٢‬الموت واألزمنة المقبلة‬ ‫‪ —١٠‬الرعاة‬
‫‪ - ٢٣‬العنقود‬ ‫‪ —١١‬الختان‬
‫‪ -١٢‬الفصح‬

‫‪٨٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫مخة اإلساد‬

‫يذكر أفراها ط أره كتب اثنيين وعشرين موعظة بحسب عدد‬


‫الحروف ا ألبجدرة ويؤكد ذلك ابن العبري وعبد يشوع ا لصوبا وي‪.‬‬
‫أتا اإلشكالية فتعود إلى أة المخطوطسن اللسن اكتشفهما كيورش‬
‫تنبان إليه ثالقا وعشرين موعظة‪ .‬واحتار العلماء في تحديد صحة‬
‫إسنادها ‪ .‬فمنهم من أنكر صحة نبة رقم ‪ ١ ٤‬إلى أفرا هاط‪ ،‬وآخرون‬
‫قالوا إرها له‪ ،‬وآخرون أنكروا صحة إسناد ا ألخيرة ‪ . ٢٣‬بيد أدي أرى‬
‫أن ا ألخيرة ‪ ٢٣‬هي من تأليفه‪ ،‬وأة الرابعة عشرة ليست له‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫أسلوبة‬

‫يكتب أفرا ها ط نثرا‪ ،‬إآل أره سرعان ما ينتقل إلى السجع‪،‬‬


‫ويجعلك تشعر بأتك تقرأ لصديى حميم يخاطبك بقلبه وعاطفته ‪ .‬لفته‬
‫بسيطة وصافية من األلفاظ الدخيلة‪ .‬ويستعمل أحياائ بعض الصور‬
‫والمقارنات‪ ،‬ويستمد من الكتاب المقذس ‪.‬‬

‫أطروحاته الالهوتية‬

‫تعذ مواط أفراها ط الحكيم مواط تعليمية روحية‪ ،‬وهي أقدم‬


‫وثائق مكتوبة وصلتنا عن كنيسة ما بين النهرئن ‪ ،‬فهي تعكس صفاء‬
‫فكره‪ ،‬قبل أن يتأتر بالفكر اليونانى من طريق مدرستي الرها‬
‫وتصيبين‪ .‬إتها مشيعة بآيات من الكتاب المقنس الذي يعرفه‬
‫معرفة واسعة ويستي نفسه ((تلميذ الكتب المقنسة))‪ .‬وقيل‪ :‬لو‬
‫ضاع الكتاب المقنس لؤجد لدى أفراهاط ‪ .‬كما ويعرف عادات‬
‫اليهود وتقاليدهم‪ ،‬ويفند ا عترا ضاتهم إلى المسيحية ‪ .‬هذه أهم‬
‫أطروحاته‪:‬‬

‫‪٨٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -١‬اإليمان‬

‫في ا لموعظة ا ألولى من مجموعته‪ ،‬يشبه أفراهاط اإليمان ببناء‬


‫شامخ مشؤد من مواد عديدة وألوان مختلفة أساسه ((صخرته المتينة»‬
‫هو المسجح‪ .‬هذا ا لتشبيه يستمنه من ا لرسا لة إلى أقسس (‪-٢٠,٢‬‬
‫‪ ،)٢٢‬فراح يبني مواعظه على هيئة هرم كبير‪ :‬بدايته اإليمان وقتته‬
‫الموت والثواب‪ .‬وهذا يتم في شريعؤ طويل من العيش المتطلب‪:‬‬
‫((يؤمن اإلنسان أذال ثم يرجو ويتبذر ويتدذج في الكمال حئى يصبح‬
‫هيكال الئثا بالمسيح‪ . . .‬لتا يؤمن اإلنسان‪ ،‬يشرع في الدرس‬
‫با ستمرار ‪ ،‬ليثري ذاته وليغدو مسكائ لروح ا لمسيح ‪ .‬لذلك ينبغي‬
‫عليه أن يمارس الصوم والصالة والمحبة والصداقة والتواضع‬
‫والقداسة والعثة والحكمة والبساطة والصبر وا لضيافة واللطف‬
‫والزهد‪ .‬اإليمان يتطآب كن هذه الزينة)) (‪ .)٤—١:١‬إدا اإليمان‬
‫ليس في نظر أفراهاط مسأله نظرية فحسب‪ ،‬بل هو انتماء يومى‪،‬‬
‫يترحم في تفاصيل الحياة‪.‬‬

‫لقد ورد في هذه الموعظة قانون إيما ن جاء بصيغه بسيطة وبعيدة‬
‫عن الجداالت الالهوتية المعثدة التي عاشتها ا لميحبة في القرن‬
‫الرادع والخامس‪ ،‬قد يكون صدى للصيفة التي كانت ئطلب إلى‬
‫طآلب العماد قبيل تغطيسهم في الماء‪ ،‬أو هو جواب عن أسئلة‬
‫مخا جببه‪ ،‬وال عال قة له بقانون إيمان نيقية ‪ ٣٢٥‬الذي يجهله تما ما ‪.‬‬

‫((اإليمان هو‪:‬‬
‫‪ -‬أن يؤمن اإلنسان بالله رب الكز‪ ،‬خالق السموات وا ألرض‬ ‫أ‬
‫والبحار وكن ما فيها‪،‬‬
‫ب ‪ -‬خالق آدم (اإلنان) على صورته‪،‬‬
‫ج ‪ -‬والمعطي موسى التوراة‪،‬‬

‫‪٩٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫د ‪ -‬والذي أرسل روحه إلى األنبياء‪،‬‬


‫ه ‪ -‬والذي في األخير‪ :‬أرسل مسيحه إلى العالم‪.‬‬
‫و ‪ -‬واإليمان هو أيثا‪ ،‬أن يؤمن اإلنسان بقيامة الموتى‪،‬‬
‫ز ‪ -‬وبسر المعمودية‪.‬‬

‫هذا هو إيمان ((كتيسة الله)) (‪)))١٩: ١‬‬

‫بعده يسرد أفراهاط بعض أمور عمية على المؤمن تجسها كي‬
‫يكون انتماؤه كامال ‪(( :‬على المؤمن أن يكفل عن حفظ الساعات‬
‫والسبوت وا ألشهر والغصول ‪ ،‬وا لسحر والتكهين وا لتنجيم والشعوذة‬
‫والفجور‪ ،‬والمعتقدات الباطلة واألقوال المنتقه المعسولة‬
‫والتجديف والزنى والشهادة بالزور والكالم باساسن هذه األعمال‬
‫إذا تجبها‪ ،‬يكون قد سلك في الطريق المؤذية إلى الصخرة‬
‫الحقيقية‪ ،‬أي ا لمسيح المشرد عليه البناء كته)) (‪ .)١٩ : ١‬هذه‬
‫التعليمات الخا طمة با آلد اب ا لمسيحية تشبه الى حئ‪ ٠‬كبير مذهب‬
‫الطريقين الذي يذكره كتاب الديداكية والراعي لهرماس‪.‬‬

‫‪ -٢‬وحداسة الله والثالوث‬

‫مفهوم الثالوث غير متبلور بصيغته الالهوتية‪ ،‬بعد‪ ،‬عند‬


‫نجد لديه‬ ‫أفراهاط‪ ،‬بالرغم من استعماله مصطلح الثالوث‪.‬‬
‫األلفاظ‪ :‬ا ألب واالبن والروح القدس‪ ،‬ولكن من دون أن يشرح‬
‫مدلول كز منها ‪(( :‬هذا ما أقوله وأقره‪ :‬إذ الله واحد ومسيحه واحد‬
‫والروح واحد والمعمودية واحدة)) (‪(( . )٦٠ ٢٣‬أؤمن بثباب وحق‬
‫أن الله واحد وثالوث في آن‪ .‬وأعترف بصدى بالبشرية التي اثخنها‬
‫االبن)) (‪.)١٩:١‬‬

‫ال يشلق أفراهاط‪ ،‬طرفة عين‪ ،‬في أحدية الله‪ ،‬وال يفهم‬

‫‪٩١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الثالوث ثالثة آلهة على غرار األساطير الوثنية‪(( :‬نحن نعرف أن الله‬
‫واحد‪ .‬ونشكر ونسجد ونهئل ونبجل ونمجد عظمته بوا سعلة ابنه‬
‫يوع‪ ،‬مختصنا ا لذي ا ختا رنا وقربنا إليه وعرفنا به)) (‪ .)٦١ :٢٣‬كما‬
‫هناك الصيفة العمادة‪ :‬األب واالبن والروح القدس (‪.)٦٢:٢٣‬‬

‫‪ -٣‬يسوع المسيح‬
‫عقيدة أفراها ط بخصوص المسبح وردت بشكلي رئيس في‬
‫الموعظة ‪ ،١٧‬وهي صدى لما جاء في اإلنجيل‪ :‬بوع شخص‬
‫تاريخى كامل‪ ،‬فيه حاضر الله ويتجتى‪(( :‬نسجد ليسوع ألتنا نعترف‬
‫أن الله حاضر فيه)) (‪ .)٦: ١٧‬وأفراها ط بعيد عن التعابير الالهوتية‬
‫ا لتقنية‪ :‬طبيعة‪ ،‬أقنوم‪ ،‬جوهر‪ ،‬شخص‪ ،‬بل يسلك خط ا لعهد‬
‫ا لجديد نفسه‪(( :‬إدنا نؤكد بثباب أن يسوع رينا‪ ،‬إله وابن الله‪ ،‬ملك‬
‫وابن ملك؛ نور من نور؛ ابن؛ مشير؛ دليل؛ طريق مشرا‪ ،‬راع؛‬
‫جامع‪ ،‬باب‪ ،‬جوهرة‪ ،‬سراج‪ ،‬وله أسماء أخرى نتركها اآلن لنسن‬
‫أته إله وابن الله وس الله أتى‪ ،‬إذ اسم األلوهة حمله ناس أبرار‪،‬‬
‫دعاهم الله أبناءه‪ .‬ندعوه إلؤا مثل موسى (الخروج ‪ )٢١ :٦‬وابائ‬
‫وحيذا مثل إمرائيل‪ ،‬وع مثل يع بن نون‪ ،‬وكاهتا مثل‬
‫هارون‪ ،‬وملكا مثل داود‪ ،‬ونبيا عظيتا مثل كل األنبياء‪ ،‬وراعيا مثل‬
‫جميع الرعاة الذين قادوا إسرائيل وديروه‪ .‬أتا نحن فقد دعانا أبناء‪،‬‬
‫ألته جعلنا أخوته وأصدقاءه)) (‪.)١١ : ١٧‬‬

‫إذ ا لتجتد في نظر أفرا هاط حضور ملموس ومؤنس لكلمة الله‪:‬‬
‫((ولد مثلنا وعاش بيننا ووضع شه أكثر متا وتحتل اإلهانات في‬
‫سبيلنا)) (‪٠ :٢٣‬ه)‪(( .‬وليس له خطيئة)) (‪« ،)١ :٧‬إته آدم الثاني أعاد‬
‫آدم األزل إلى مكانه في الفردوس)) (‪ .)١ ٠ : ٦‬ولشرح اتحاد الكلمة‬
‫اإللهى باإلنسان يسوع‪ ،‬يستخدم مقل ا لشمس التي تبقى وا حدة‬

‫‪٩٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بالرغم من انتشارها في كل مكان (‪ . ) ١ * : ٦‬ويستعمل العبارات‬


‫الالهوتية المتداولة عند ا آلباء ‪ :‬لبس جسدا ‪ ،‬هو هيكل الروح‬
‫القدس‪ .‬الهلم أفراهاط يتطلق من كل حدث وشخصي حى يصل‬
‫إلى المسيح وبواسطته إلى اآلب‪.‬‬

‫‪ -٤‬الرح القدس‬
‫يصعب تحديد هوية واضحة للروح القدس في مواعظ‬
‫أفراها ط‪ .‬إده يدعوه تار ((روح السيح)) وكأده مجرد مرادف‬
‫)) مؤثثة خالف‬ ‫لكلمة ((الله))‪ .‬في اللغة السريانية جاءت لفظة ((‬
‫الكلمة اليونانية ‪ Pneuma‬التي ليست مؤتثة وال مذكرة‪ .‬لذلك نجد‬
‫((الروح)) في نسخ قديمة من العهد الجديد بصيفة المؤثث‪ ،‬مثال في‬
‫قول يسوع لتالميذه‪(( :‬إذ الروح القدس‪ ،‬الغارقليط‪ . .‬سوف يعتمكم‬
‫كن شيء)) (يوحتا ‪. )٢٦ : ١٤‬‬

‫عند أفرا ها ط ليست المسألة صرفية‪ ،‬بل الروح القدس هو بمثابة‬


‫أم‪(( :‬لقد سمعنا من التوراة أن على الرجل أن يترك أباه وأته ويتع‬
‫زوجته وأن االثنين هما بمثابة جسد واحد‪ . .‬أي أب وأي أم على‬
‫الرجل أن يترك‪ ،‬حثى يتع زوجته؟ هونا المقصود‪ :‬عندما يكون‬
‫الرجل أعزب يحب الله أباه والر ح القدس أته ويكرتهما‪ ،‬وليس له‬
‫حب سواه)) (‪ . )١٠ : ١٨‬لردما يرمي أفرا ها ط‪ ،‬من خالل هذا التشبيه‪،‬‬
‫الحذ على البتولية وجعل الله يحمل مشاعر اإلنسان من أبوة وبنوة‬
‫وأمومة‪ ،‬ألئنا نجد أفرام وباباي يشدهان الثالوث بالعائلة‪ :‬آدم‪،‬‬
‫وحواء‪ ،‬وهابيل‪ .‬على كن حال رها صور تعبيرية عن ((إنانية)) الله‪.‬‬

‫ه‪ -‬مريم‬
‫مريميات أفراها ط بسيطة ال مغاالة فيها‪ ،‬يستند فيها إلى‬

‫‪٩٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫التي هي‬ ‫معطيا رت الكتارب المقنسى‪(( .‬ولد يسوع المسيح من مريم‬


‫من نل داود ‪ -‬ومن الروح القدس)) (‪(( .)٢٠ : ٢٣‬وسع هو ابنها‬
‫البكر)) (‪ . )٣٩ : ١٤‬أما يوسف فدعي أباه بدون أن يكون من زرعه‬
‫((إذ‬ ‫(‪ ..)٢٠:٢٣‬إختارها الله بب تواضعها وبساطتها‪:‬‬
‫المتواضعين هم أبناء العلتي وأخوة يسع‪ . .‬ومريم في تواضعها‬
‫استقبلت يسع لتا بسرها به جبرائيل بقوله لها ‪ :‬السالم عليلي يا‬
‫مباركة في النساء‪ .‬حمل جبرائيل السالم ومعه الثمرة المباركة وغرز‬
‫فيها الطفل الحبيب‪ . .‬فسحتا وعظمت ا لردتي الذي ارتضى بتواضع‬
‫أعته)) (‪ :٩‬ه)‪.‬‬

‫يلعب أفراهاط مريم بالبتول وا لطوبا وية‪ .‬أتا عبارة ((والدة الله))‬
‫فلم ترد عنده الرها كانت محدودة ا النتشار في أوساط المسيحين ‪.‬‬

‫‪ -٦‬جماعة العهد‬
‫في ا لموعظة السادسة يقذم أفراها ط إلى جما عة ا لعهد برنامجا‬
‫شبه كامل‪ ،‬مستوحى من التطويبات‪ ،‬في اعتقادي أته أحد أعضائها‬
‫البارزين ‪(( :‬هذه ا ألمور التي أكتبها لك هي لي أيثا ‪ ،‬لتنبيه كلينا))‬
‫(‪ .)١٩:٦‬هذه الجماعة مؤتفة من مؤمنين معتدين‪ ،‬من كال‬
‫الجنئإن‪ .‬لم يكن لهم دير وال حصن‪ ،‬إذ لم تكن الرهبنة بمفهومها‬
‫القانوني الحصري قد دخلت في هذه األطراف بعد‪ .‬يسكنون غاليا‬
‫مع ذويهم أو في جماعات صغيرة متجانسة أو في الكنيسة الخورة‬
‫مكرسين حياتهم للخدمة وأعمال المحبة والرحمة والتعليم ‪ .‬وكا نوا‬
‫غير متزوجين‪ ،‬لذا يستيهم بالوحيدين أي العازبين‪ ،‬ويوصي بأن‬
‫تسكن البنات منفصالت عن البنين‪(( :‬ينبغي أن تسكن السيدات مع‬
‫بعضهئ والرجال مع بعضهم أيصا ‪ . .‬أيها المتوحدون األحياء‪ ،‬هذه‬
‫نصيحتي إليكم ‪ :‬أآل نأخذ لنا نساء وأال تأخذ العذارى أزواجا لكي‬

‫‪٩٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نتمكن من حمل نير المسيح)) (‪ )٤:٦‬ولكن بإمكانهم أن يتزوجوا متى‬


‫أرادوا‪(( :‬كل رجل ابن العهد‪ ٠-‬يوذ أن تسكن معه امرأة من بنات‬
‫العهد ينبغي أن يتزوجها عالنيه‪ ،‬كذلك المرأة التي ال تود أن تتفصل‬
‫عن الرجل المتوحد يجب أن تأخذه زوجا لها عالنية)) (‪.)٤ : ٦‬‬

‫وعالو؛ على ا لعزوة التي هي اقتداء بالمسح وحيد الله‪،‬‬


‫يكرس أبناء العهد أنفسهم للتأتل والصالة والجهاد الروحى‬
‫(‪:٧‬ه‪.)١‬‬

‫أتا تسميتهم بجماعة العهد فألة كلمة ((قياما)) تعني العهد أو‬
‫القسم الذي أداه المؤمن في العماد‪ ،‬وتشير أيائ إلى ا ليقظة التي‬
‫كانت الجما عة المسيحية تتحآى بها في سهرها الستقبال الرب‪،‬‬
‫وسميت الكنيسة ا ألولى ؛((قياما)) بدال من ((عيدتا)) أو ((كنوشتا))‬
‫للداللة على شعب ((العهد الجديد)) الساهر والملتئم حول الرب‬
‫القائم‪.‬‬

‫‪ -٧‬العماد‬

‫يمي أفراهاط العماد سرا (( ك‪٠٦‬نم)) مقدسا كما جاء في صيفة‬


‫اإليمان‪ ،‬ويصفه ((وسم الحياة)) (‪(( :)٦٢ :٢٣‬لنحملن وسمه في‬
‫أجسادنا لننجو من الغضب اآلتي)) (‪.)١ :٦‬‬

‫يعلمك العماد والد؛ ثانية بالروح والماء ‪(( :‬في العماد نقتبل روح‬
‫المسح فغي الساعة التي يدعو فيها الكهنة الروح‪ ،‬تنفتح السموات‬
‫وينحدر الروح‪ ،‬ويرفرف على المياه‪ ،‬ويلبسه الذين يعتمدون‪ .‬إته‬
‫بعيد من المولودين بحسب الجد ‪ ،‬لكئهم يقتبلون الروح القدمى‬
‫حينما يولدون من الماء‪ .‬في الميالد ا ألول يولدون بنفس روحية‬
‫خالدة تخلق فيهم مثل آدم‪ ،‬وفي الميالد الثاني‪ ،‬المعمودية‪ ،‬يقتبلون‬

‫‪٩٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الروح القدس‪ ،‬جزء ا ال لوهة غير المائت))‪ .‬في مقارنة أفراهام عبور‬
‫ا ليهود ا لبحر ا ألحمر با لعما د المسيحى‪ ،‬يشير إلى أن المسجح أسب غ‬
‫العماد في عشائه ا ألخير عندما قام بفسل أرجل تالميذه ومناولتهم‪:‬‬
‫((لقد اعتمد ا ليهود في البحر ليلة الفصح‪ ،‬يوم الخال هى‪ ،‬والمختص‬
‫غسل أرجل تالميذه ليلة الفصح فأسس سر المعمودية‪ ،‬فاعلم‪ ،‬ألها‬
‫ا لحبيب‪ ،‬إداك أعطاهم المعمودية الحعة)) (‪ .)٩: ١٢‬ويدعم برها نه‬
‫بقول يسوع لبطرس‪(( :‬إن لم أغسلك فال رصءب لك معي)) (بوحثا‬
‫‪ )٨:١٣‬وبا لمنا ولة‪ ،‬ألن المعتدين كانوا يشتركون مباشر؛ في‬
‫القداس‪ ،‬ويتنا ولون ا لقربا ن المقدس‪ ،‬غذاءهم ا لجديد‪ ،‬لذلك يضع‬
‫أفرا هاط االحتفال بالعماد في الزمن الفصحى ‪ ١٥/١٤‬نيان‬
‫بحسب التقويم القمري‪ ،‬كي يتمكن المعئدون من المناولة‬
‫(‪.)١٣-١٢:١٢‬‬

‫هفاعليه‬
‫‪ -‬االنتماء إلى جما عة ا لمؤمنين‪(( :‬في العماد ينتمي ا لمرء إلى‬
‫شعب الله ويشترك في تنا ول جد ودم المميح» (‪.)٩:١٢‬‬

‫‪ -‬غل الخطايا ((أن اغتسلوا في ماء المعمودية وتناولوا جسد‬


‫المسيح ودمه‪ ،‬فدمه يفغر خطاياهم‪ ،‬وجسده ينعي جسدهم‪،‬‬
‫وخطايا هم تفسل في ا لماء» (‪. )١٩ : ٤‬‬

‫‪ -‬عربون الخلود‪ ،‬أي الموت وا لقيا مة مع المسيح (‪،)١٠: ١٢‬‬


‫((نحن أيثا أيها الحبيب‪ ،‬قد اقتبلنا روح الممسح الساكن فينا‪ ٠ .‬لذا‬
‫لنعد ذاتنا هياكل ‪ -‬الئقة ‪ -‬لروح المسيح)) (‪. )١٢ : ٦‬‬

‫في غالب الطئ آذ ثئة مسحة واحدة على ا لجبين‪(( :‬حالما فتح‬
‫الباب لطلب المصالحة انقثع الظالم من عقول كثيرين‪ ،‬وبإشرافى‬

‫‪٩٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نور الفهم وبحمل ثمار الزيتون الذي فيه وسم سر الحياة الذي به‬
‫يكمل المسيحيون والكهنة والملوك واألنبياء‪ ،‬يضيء الظالم‪،‬‬
‫ويدهن الخطأة‪ ،‬ويقرب التائبين إلى سره الخفى)) (‪.)٣:٢٣‬‬

‫‪ -٨‬التوبة‬

‫ظئ دعضهم أن الموعظة السابعة تشرح التوبة‪ .‬واستنتجوا أتها‬


‫موجودة في كنيسة بين ا لنهزين منذ أيام أفرا ها ط‪ ،‬غير أن الموعظة‬
‫ليست سوى نصائح وتحريضات عملية‪ ،‬نابعة من الكتاب المقذس‪،‬‬
‫يقذمها الكاتب إلى الذين سقطوا من جماعة العهد في سعيهم‬
‫الروحي‪ ،‬وهي ال تتعذى ا إلصالح األخوي الدقيق والعملى'الذي‬
‫يقوم به المرشد الروحى للجما عة‪ ،‬والذي يدعوه ((الطبيب الحكيم))‪،‬‬
‫كما الحال لدى األسيتيين اليهود ‪ .‬يقول أفراهاط بأن جمع‬
‫الناس معرضون للسقوط بشكل أو بآخر ‪ ،‬المسبتح وحده لم يسقط‬
‫(‪ ،)١ : ٧‬لذا ال ينبغي أن يستسلموا لليأس‪ ،‬بل عليهم أن يتوبوا‬
‫ويهتدوا ‪(( :‬لكل داء دواء يشحصه الطبيب الحكيم ويعالجه ‪ .‬إذ الذين‬
‫يصابون بجروح أثناء جهادهم لهم دواء التوبة الذي يوضع على‬
‫جروحهم فيشغيها)) (‪ . )٢ : ٧‬إذ هذا الشفاء ال يتلم إآل إذا أقز الخاطئ‬
‫بذنبه وطلب التوبة‪(( :‬يجب أن يقز بأره قد أخطأ وأن يطلب التوبة‪،‬‬
‫ألن من يخجل ال يشفى‪ ،‬ألره ال يريد إظهار جروحاته للطبيب))‬
‫(‪.)٣:٧‬‬

‫للخطيئة أو الخطايا‪ ،‬في نظر أفراهاط‪ ،‬ولو ال يشير البئة إلى‬


‫طبيعتها ‪ ،‬تأثير كبير في مسيرة الجما عة (‪ . )٢٤٠٧‬لهذا السبب‬
‫يحزض األطياء على التحلي بالرحمة والصبر وحغظ السز في‬
‫مما رستهم دواء ا لتوبة (‪.)٤:٧‬‬

‫‪٩٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫متا تجدر اإلشارة إليه آنه يحذر الخاطئ من السقوط ثانيه‬


‫ألته يصعب جذا معالجته‪ ،‬كما يؤكد أنه ال مجال للتوبة بعد‬
‫الموت ‪.‬‬

‫‪٩٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(ه)‬
‫القذيس أفرام‬
‫مري أفريم (‪)٣٧٣٠٣٠٦‬‬

‫آفرام وجه حضاري ومشرق للكنائس الناطقة بالريانية‬


‫وللكنيسة الجامعة؛ فالتراث الدينى الوافر الذي ختفه في مجاالت‬
‫الطقوس والالهوت والتصوف والروحانيات يؤنف كنرا فريدا نعود‬
‫إليه لما يحتويه من روح عميقة وأصالة ناصعة‪ ،‬وال سيما في عصرنا‬
‫حيث الكزًا يبحث عن هويته وخصوصيته القومية والفكرية ‪.‬‬

‫حياته‬
‫كانت نصيبين أيام أفرام مدينه حدودية من الدرجة ا ألولى‬
‫تخضع لسيطرة الغرس انا مانيين تار؛ وللر ومان تار؛ أخرى ‪ .‬ومنذ‬
‫أن أبرمت بينهما معاهد؛ الصاح العام ‪ ٢٩٧‬لجعلت نصيبين مركزا‬
‫للتبادل التجارى‪ ،‬وهذا الوضع المتميز شجع الحركة الثقافية‪،‬‬
‫فالتقت حضار؛ ما بين النهرين التيارات الفكرية اليونانية‪ ،‬كما كانت‬
‫ملتعى لألديان؛ فكان فيها فرق وثنية متأصلة وجالية يهودية متئفذة ‪٠‬‬

‫هناك العديد من تراجم حياة أفرام منها القديم ومنها الحديث‬


‫ومعظمها مشحون بالتناقضات واألساطير‪ ،‬إآل أن النقد العلمى الدقيق‬
‫توصل إلى معلوماب أكيدة مقتبسة من كتابات أفرام وس تحميص‬
‫النصوص التاريخية القديمة وغربلتها ‪ .‬بموجبها يكون قد أبصر أفرام‬

‫‪٩٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫النور في مدينة نصيبين نحو العام ‪ ٣٠٦‬من والس سبخن‪(( :‬إني‬


‫ولدرتع في طريق الحتى ولو أن صبا ي لم يحمئ بذلك))‪ ،‬وليس من أم‬
‫مسيحية ديار بكردة وأب كاهن للصنم أبيزا ل كما يقال عادًا‪ .‬تتلمذ‬
‫ليعقوب أسقف نصيبين‪ ،‬ونال منه العماد وعمره ثمانية عشر عاائ‬
‫حسبما كانت تقتضيه التقاليد الكنسية آنذاك‪ .‬لم يكن أفرام راهيا‬
‫ناسكا بالمعنى الحصري المألوف‪ ،‬بل كان منتميا إلى جماعة العهد‬
‫المنتشرين فى ما بين النهرين المندمجين فى النشاطات الرعوية‪ ،‬وإذ‬
‫توسم فيه يعقوب أسقف المدينة توعد الذهن والتقوى والغيرة‪ ،‬رسمه‬
‫شتا سا انجيليا دائميا (( أل*نم )) وعهد إليه ا لتعليم ا لديغى في مدرسة‬
‫نصيبين‪ ،‬ومن هنا أتاه اللقب ((هدصعثأ)) الشارح والمريي‪ ،‬راح أفرام‬
‫في المدرسة وخارجها يعذ البالغين ((الموعوظين)) القتبال العماد‬
‫شارحا لهم بأسلوب مشؤق ومباشر حقائق اإليمان وقواعد األخالق‬
‫المسيحية‪ .‬وظز في مهئته وحئى وفاة يعقوب أي في زمن خلفائه با بو‬
‫(‪ )٣٤٣,٣٣٨‬وولفاثر (‪ )٣٦١-٣٤٣‬وإبراهيم (‪ .)٣٦١‬وعندما غزا‬
‫شا بور الثاني مدينة نصيبين العام ‪ ٣٦٣‬وسقطت في يده‪ ،‬غادرها أفرام‬
‫مع جمع غفير إلى الرها القريبة‪ ،‬والتي كانت تحت سيطرة الرومان‪،‬‬
‫وكانت مركزا مسيحيا وثقافيا مهائ ‪.‬‬

‫في ا لرها اتع مع ا لمعئمين الالجئين أسائ جديدة للتدريس‬


‫بيب ا لظروف التي صادفوها هناك؛ فغي تلك ا لغترة كان أتباع‬
‫آريومر ومرقيون وماني والغنوصية وتالميذ برديصان يعيثون فسادا‪،‬‬
‫وتستغن الجالية اليهودية الوضع لصالحها‪ .‬فأخذ أفرام ومعا ونوه‬
‫على أنفسهم مهتة الذود عن اإليمان القويم‪ .‬والطاح الدفاعى‬
‫الهجومى هذا نستشفه من قراءتنا ميا بره ‪.‬‬

‫في الرها ألفتى‪ ،‬ردما المرة ا ألولى في تاريخ المسيحية‪ ،‬جوقه‬


‫‪www.christianlib.com‬‬

‫تراتيل مؤلفة من الفتيات ((العذارى)) علمهئ خدمه الطقوس وتأدية‬


‫التراتيل الشجية التي كان يكتبها وثئنها حقائق اإليمان واآلداب‪،‬‬
‫وكثير من هذه التراتيل ال يزال مستعمال في الكنائس الناطقة‬
‫بالسريانية أثناء صلواتها الرسسمية ‪ ٠‬يقول أفرام ‪ (( ٠‬لقد لبستئ ا لمجد‬
‫في الماء مثل إخوتكئ‪ ،‬ومعهم‪ ،‬من الكأس نفسه قد نلتئ الحياة‬
‫الجديدة‪ ،‬والخالص نفسه حصل لكى ولهم‪ ،‬فلماذا ال تعتمن أن‬
‫تمجدن بصوب عاب)»؟‬

‫عندما حتت المجاعة بأهالي الرها العام ‪ ٣٧٣,٣٧٢‬انبرى أفرام‬


‫الشتاس يدير عمية جمع المعونات إلسعاف المعوزين‪ .‬فراح هو‬
‫وتالميذه يوزعون الطعام والثياب على الفقراء‪ ،‬ويجدون مأوى‬
‫للمشردين ‪ ٠‬وبسبب المجاعة الشديدة والبرد القارس انتشر مرفو‬
‫الطاعون في المنطقة‪ .‬فأودى بحياة العديد من أبناء المدينة‪ ،‬واهتز‬
‫أفرام بأمر دفنهم في مقبرة الغرباء الكائنة في ظاهرها ‪ .‬وعلى أثر التعب‬
‫والسهر تمرض أفرام ومات في ‪ ٩‬حزيران ‪ ٠٣٧٣‬وقد أعلنه البابا‬
‫بنيدكئى الخامس عشر في ‪ ١٩٢٠/١٠/٥‬تغفان الكنيسة الجامعة ‪.‬‬

‫تآليفه‬

‫ترك لنا أفرام مؤلفات عديدة شيهت ببحر كبير يعسر البلوغ إلى‬
‫حافاته‪ .‬يقول القدس هيرونيمس ‪(( :‬أفرام شتاس كنيسة الرها أنف‬
‫كتيا كثيرة في اللغة السريانية‪ ،‬وقد بلغ من الشهرة والتوقير أن بعض‬
‫الكنائس تتلو ما كتبه على الشعب في الكنائس‪ ،‬بعد تالوة منتخبات‬
‫من ا ألسفار ا لمقذسة‪ ،‬وقد طا لعت في ا ليونا نية كتا به في ا لروح‬
‫مترلجتا عن السريانية‪ ،‬ووجدت فيه قتة الذكاء السامي في الترجمة‬
‫أيثا (كتاب الرجال المشاهير ه ‪. )١ ١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إذ عادة إسناد نصوص إلى كتاب مشاهير كانت عاد؛ جارية فى‬
‫العصور القديمة‪ ،‬لذا نبت إلى أفرام نصوص ديسة كثيرة‪,‬‬

‫أملوبه‬
‫أسلوب أفرام بسيط ومباشر‪ ،‬ولفته صافية من األلفاظ اليونانإة‪،‬‬
‫تغسيره أسفار الكتاب المقنس قريب من االئجاه الرابيني‪ ،‬أي يأخذ‬
‫بالمعنى الحرفي لينطلق إلى التطبيقات في الحياة اليومية‪ ،‬لذا‬
‫يستخدم كثيرا أسلوب الرموز والصور والمقارنات ‪ .‬الهوته بعيد عن‬
‫المناظرات الالهوتية‪ ،‬وتستولي على القارئ الدهشة أمام غتى‬
‫حساسية أفرام وتنوع موضوعاته وطروحاته وعمق روحانيته ودينامية‬
‫تعليمه ‪.‬‬

‫لقد شعر أفرام ‪ ،‬مثل سائر آباء الكنيسة ‪ ،‬بمد كة حاجة المسيحيين‬
‫بمستوياتهم كاقه إلى تعليم رصين ومتين‪ ،‬وبأن مستقبلهم يتووف‬
‫أماسا على نوعية ثقافتهم وجذية عيشهم إيمادهم‪ ،‬وقد قام بهذه‬
‫المهتة بثالث طرق واضعا مواهبه في خدمتهم‪:‬‬
‫‪ — ١‬الموعظة‪ :‬وكانت أنجح وسيلة للتعليم والتأثير‪ ،‬إذ كان‬
‫المؤمنون يفدون إلى الكنيسة‪ ،‬ليس ليصلوا وحسب‪ ،‬بل‬
‫ليتعئموا بعض الشيء عن إيمانهم وسبل عيشه‪ .‬فراح أفرام‬
‫يعطيهم دروسا في الصالة وفي تأويل نصوص الكتاب‬
‫المقدس والغالبية ال تملك نسخة منه‪ ،‬ويشرح لهم عقيدة‬
‫إيمانه أو عيذا ديسا أو يدحض تعليائ يراه غير سليم‪،‬‬
‫ويحذرهم بشنة من المشاركة في احتفاالت الوثنيين ومن‬
‫مماع أماطيرهم‪.‬‬
‫‪ - ٢‬تعليم الموعوظين ‪ :‬ما عدا الموعظة‪ ،‬كانت وظيفته كشتاس‬
‫تعليم الكبار المهتدين إلى المسيحية‪ ،‬وإعدادهم لنيل العماد‪،‬‬

‫‪١٠٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وكان هذا النوع من التعليم يتطلب مقدرة فريدة وسرعة بديهة‬


‫إذ إذ هؤالء المهتدين كانوا يحملون خلفيات دينية وفكرية‬
‫مختلفة‪ ،‬وكان عليه أن يجيب عن جمع أسئلتهم‪.‬‬
‫‪ - ٣‬مدرسة الرها ‪ :‬إنصب اهتمام أفرام على إعطاء طآلب المدرسة‬
‫التي أسسها أوال في نصيبين ثم في الرها ‪ ،‬ثقافه عميقة‪ .‬وقد‬
‫أعطت المدرسغنان كنيسه ما بين النهرين كبار قادتها ومفكريها ‪.‬‬

‫أطروحاته الالهوتية‬

‫إذ هذا االهتمام المتنوع بالتعليم الديني جعل الهوت أفرام‬


‫عقائديا — رعويا‪ .‬أتا الموضوعات الرئيسة التي تناولها فهي‪:‬‬
‫وحدانية الله‪ ،‬الثالوث ا ألقدس‪ ،‬المسيح‪ ،‬مريم‪ ،‬الكنيسة وأسرارها‪،‬‬
‫قيامة األموات‪ ،‬الخطيئة‪ ،‬اآلداب المسيحية‪ .‬وباإلمكان تأليف كتاب‬
‫كامل عن كل موضوع من هذه الموضوعات التي عالجها أفرام‪،‬‬
‫ولضيق المجال نعرض بإيجاز أهئها ‪:‬‬

‫‪ —١‬وحدانية الله والثالوث‬

‫يدافع أفرام عن وحدانية الله ويرفض وجود إلهين أو أكثر على‬


‫طريقة المانوس والوثنيين ‪(( -‬لم يكرز المسيح ولم يعلم إآل بوجود إله‬
‫وا حد‪ ،‬وال يوجد كما يزعم مرقيون‪ ،‬إله عادل وأخر رحوم‪ .‬ال‬
‫يوجد سوى إله واحد أحد في آن متا عادل ورحوم‪ ،‬ولتحديد‬
‫وحدانية الله يستعمل أفرام لفظة (د_سمسا)) الكاش الواجب‬
‫الوجود ضن نظرية الكائنات ا إللهية نمهه والعناصر عند‬
‫الغنوصيين ‪ .‬الكائن واحد هو قد خلق كل شيء‪ (( .‬داود لم يم‬
‫الكائنات ألن الكائن واحد هو‪ ،‬وألذ امم الكائن يبطل أسماءها»‬
‫(ضن البدع ‪(( ،)٧/٥٣‬الكائن واحد امتا وطبيعة)) (ضن البلع ‪/٥٣‬‬

‫‪١٠٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ ،)٩‬وهو الذي أوجد الكائنات (ضن البادع ‪ ،)١٠/٥٣‬ولكن ((إذ‬


‫الجوهر الواحد الذي ال يتغير‪ ،‬بمحيه يقبل التغيير)) (البتولية ‪/٢٧‬‬
‫‪ .)١١‬نعرفه من خالل خليقته ((فالماء وا ألرض وكل ما فيهما‬
‫دالئل على وجود الخالق ونعمته‪ ،‬كذلك الفردوس ينادي بأته وهبه‬
‫محادا)) (الكنيسة ‪(( ،)١٠/٤٨‬الطبيعة والكتاب ‪ ..‬شاهدان‬
‫ممتدان‪ . .‬إلى كل مكان‪ ،‬حاضران في آن‪ ،‬يؤتبان الكافر الذي‬
‫ينكر الخالق)) (الغردوسه‪. )٢ /‬‬

‫إذ أفرام‪ ،‬عندما ينكتم على الله‪ ،‬ال ينطلق من البراهين الفلسفية‬
‫بل من خبرته ا إليما نية وخبرة كنيسته‪ .‬لذا يولد أن سر الله ال يمكن‬
‫أتا عن الثالوث‬ ‫كشفه كثائ تاائ إآل بواسطة الوحي‬
‫األقدس فيذكر صراحة التعبير اإلنجيلى ((اآلب واالبن والروح‬
‫القدس)) ‪ .‬والذي يقصده بالثالوث ا ألقدس ليس ثالثة آلهة مستقلة بل‬
‫((تعتمت وآمنت أتك واحد في وجودك ‪ .‬سمعت وتحعقت أتك ا آلب‬
‫بوحيدك‪ ،‬ونلث المعمودية بالثالوث بم الروح القدس)) (ضن البدع‬
‫‪(( ،)١٢/٣‬ها هيذي أسماء ا آلب واالبن والروح القدس‪ ،‬إتها عالمة‬
‫المسيحى)) (ضن البعع ‪ .)٣/٢٧‬ويستخدم أفرام مثل الشمس‬
‫المألوف لدى اآلباء إليضاح ذلك‪ :‬القرص والحرارة والضوء هي‬
‫ثالدث حقائق متميزة‪ ،‬ولكن غير منفصلة من ذات الشمس (ضن‬
‫البدع‪ ،‬شيد ‪ ،٤‬والبتولية ‪.)٤-٣/٥٢‬‬

‫ولو صغ القول ومتينا ا ألقانيم ثالث طرق وجود‪ ،‬أو ثالثة‬


‫أسماء لله الواحد‪ ،‬لما حثا فكرة أفرام (طابع ضن البدع ‪/٥١ ، ٤/٣‬‬
‫‪ . )٧‬يؤكد أن االبن ((الكلمة)) ما و لآلب وليس أصغر منه‪ ،‬وكذلك‬
‫الروح القدس يستيه أحياتا ((روح يسوع))‪ ،‬لربما ألته يوا صل‬
‫حضوره بين الجماعة (الكنيسة)‪.‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -٢‬مسيحا نقته‬

‫لم يلجأ أفرا م إلى استعمال األلفاظ ا لفلسفقة لشرح مسيحا نقته‬
‫لمستمعيه‪ ،‬بل ظن في الخعز المعتدل نفسه الذي سلكه كتاب العهد‬
‫الجديد ‪ .‬فهو يؤكد أل نصوههى اإلنجيل كفلهر جايا المسيح التاريخى‬
‫الكامل وليس مسيحا مجزءا ‪ :‬إله من جهة وإنسان من جهة أخرى ‪.‬‬
‫((هكذا في قانا (يوحائ ‪ ) ١٢ - ١ : ٢‬المسيح مدعو إلى حفلة الزفاف مع‬
‫ا آلخرين وبنفس العنوان‪ ،‬ألته ظاهريا مثلهم‪ ،‬إآل أن المعجزة التي‬
‫اجترحها ‪ . . .‬برهنت على قوة الله (الحاضرة) فيه (دياطترون أرمنى‬

‫المسيح في قناعة أفرام إنسان وإله في الوقت ذاته‪(( :‬لقد تاه‬


‫العقل في أمرك أيها الغنى فغي الهوتك غوامض كثيرة‪ ،‬وفي‬
‫ناسوتك ظواهر فقيرة ‪ .‬فمن يبر غورك أقها البحر الكبير الذي هبعر‬
‫ذاته‪ .‬إن جائ نرا ك إلها فها أنت إنسان وإن جئنا نرا ك إنساتا فها قد‬
‫شعت عالمه الهوتك‪ .‬فمن يقف على تغييراتك أقها الثابت))‬
‫(الميالد ‪.)٩-٨/١٣‬‬

‫يؤكد أفرام إنمانقه المسيبح الملموسة أمام المظهريين الذين‬


‫كانوا ينكرون حقيقة جد المسيح‪ ،‬وكانوا يزعمون أته مجرد خيال‬
‫((شيه لهم)) ‪ .‬فغي نظره يسوع إنسان حقيقى مرتبط بوطن معقن وقبيلة‬
‫معروفة وأته مريم وأبوه (( ك‪٠‬دسه)) يوسف وكالهما منتميان إلى قبيلة‬
‫يهوذا (دياطترون أرمنى ‪ ١‬ا ه ‪ .)٢‬ولم قخغب المسبح إنانقته ولم‬
‫يتكرها فقد ولد له جسد‪ ،‬واعتمد وجاع وعطش وتعب وبكى وتألم‬
‫ومات (دياطترون ‪ (( ،)٤/٢٠‬لقد انحدر ولبس جدا ضعيعا ))‬
‫(اإليمان ‪(( . )٢/٢٩‬لقد مكث على ا ألرض ثالثين ستة بالفقر‪ ،‬لننشد‬
‫له‪ ،‬يا إخوتي‪ ،‬أناشيد التسبيح على أنواعها ألته رقنا (الميالد ‪/١٨‬‬

‫‪٠٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪(( ،)٤‬لقد أسلم ‪ -‬الله ‪ -‬ابنه عائ حقى نؤمن به‪ ،‬ألن جده بيننا‬
‫وحقيقته عندنا‪ ،‬جاء يهبنا مقاليد الفردوس)) (الفردوس ‪٠)١ /٧‬‬

‫بما أن المسبح هو كلمة الله (( طإنم ‪٠‬بصدك)‪ ،‬فهو صورة ا آلب‬


‫ا لحثه ومسا و له ومولود منه ‪ ،‬وليسى له من مشيئه أخرى سوى مشيئه‬
‫ا آلب (الكنيسة ‪ )٩/٢٧‬وهو وحده قادر على كثفه ‪(( :‬بما أن المسيح‬
‫هو ابن الله فهو وحده قادر أن يظهر لنا اآلب)) (دياطترون أرمي ‪/٨‬‬
‫‪ .)١‬وعن عمله يقول ((ادخل الكز في المسبح الداخل كما كان قد‬
‫خرج الكن بآدم الخارج)) (الفصح ‪.)١* /١٧‬‬

‫ومن بين ا أللقاب الكثيرة التي يطلقها مار أفرام على المسيح‪،‬‬
‫والتي تعكس حياته وتعليمه‪ ،‬نذكر‪ :‬الرب‪ ،‬الطبيب‪ ،‬المعلم‪،‬‬
‫ا لرا عي‪ ،‬النبي‪ ،‬الكاهن‪ ،‬وا لملك ‪ .‬ويتوقف با رتياح على لقب‬
‫الملك مظهرا نوعية ملكه الروحى وشمولسه (دياطترون أرمي‬
‫‪|٩،٣‬ا‪،‬أ\|‪١٦‬لم‪.‬‬

‫‪ —٣‬مريم أم المسبح وأننا‬

‫ركز أفرام على دور مريم والدة المختص حواء الجديدة‪،‬‬


‫البتول‪ ،‬تابوت العهد‪ ،‬العروس‪ . . .‬فجاءت األناشيد التي خصها‬
‫بها كثيرًا ‪ ،‬يعبر فيها عن تعتقه بها واحترامه العميق إياها‪ ،‬لذلك عن‬
‫بحق شاعرها ‪ .‬خط أفرام معتدل وبسيط وقتما نجد فيه مغاالة‪ ،‬فدور‬
‫مريم ال يتخش الدور الذي يذكره اإلنجيل‪ -‬فهو مثل سابقيه‪ ،‬ال‬
‫يعرف مصطلح ((والدة الله)) الذي استعمله ا إلسكندريون منذ القرن‬
‫الرابع وتبتاه مجمع أفسس العام ‪ ، ٤٣١‬بل يسقيها مباشرًا ((ألم‬
‫المسبح)) وهنه التسمية ال تنقص من قيمتها وال تنفي أن مولودها ابن‬
‫الله ‪(( .‬كوني عذراء ‪ -‬تقول مريم للمجوس ‪ -‬أنجيت ابائ هو ابن الله‬

‫‪٠٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫فاذهبوا وبسروا به)) (بيك‪ ،‬سوغيثا ‪ ٠)٤٦/٤‬في نظره الحبل بيسوع‬


‫عجائبى ومريم بقيت عذراء بعد الوالدة أيصا ‪(( :‬كانت مخطوبة‬
‫حسب الطبيعة قبل مجيئك‪ ،‬وحملت بخالف الطبيعة بمجيئك‪ ،‬أيها‬
‫القدوس‪ ،‬ومكثت عذراء إذ ولدتك بالقداسة)) (الميالد ‪٠ )٣/١١‬‬
‫وهذه إثارة واضحة إلى أصل المسيح االلهى وإلى بقاء مريم بتوال ‪:‬‬
‫((أتك يا رب ال يعرف المرء كيف يدعوها ‪ .‬بتوال؟ ها هونا ابنها‬
‫حاضر‪ .‬متزوجة؟ لم يمثها رجل‪ .‬وإن كانت أتك ال تدرك فأنت‬
‫من يقدر أن يدركك؟)) (الميالد ‪(( .)١/١١‬الحشا حملك من دون‬
‫زواج‪ .‬وش دون زرع البعلن وندك)) (الميالد ه‪ .)٦/١‬ينفرد أفرام‬
‫بجعل الحبل بيسوع قد حصل من طريق السماع‪ ،‬لريما لعالقة‬
‫اليشرى بالع‪(( :‬بأذنها شعرت مريم بالخفي الذي جاءها مع‬
‫صوت الالك‪ ،‬وحتت في أحشائها القوة التي أتت إلى البشر‪،‬‬
‫فتأل الموت والشيطان ما عسى أن يكون شأنه؟)) (الكنيسة ‪/٣٥‬‬
‫‪(( ،)١٨‬مريم في الناصرة‪ ،‬ا ألرض العطشى‪ ،‬حبلت بالسيد عن‬
‫طريق المع)) (البتولية ‪/٢٣‬ه)‪ .‬في كل األحوال يؤكد الكاتب أن‬
‫المسبح في الرحم حبل به ومنه ولد (الميالد ‪ ١‬ا ه ‪ )٧/٢ ، ١‬وأته‬
‫الولد الوحيد الذي أنجبته ولم يكن لها أن تنجب آخرين‪ ،‬كونها‬
‫هيكل الروح القدس (دياطترون أرمنتي ‪ . )٧/٥ ،٦/٢‬مريم ألم يسوع‬
‫بكر البشرية الجديدة‪ ،‬هي أتنا ‪ ،‬نحن أخوته الكثيرين ((من أعطى‬
‫المعوزة أن تحبل وتلد واحذا كرا)) (الميالد ‪. ) ١ ٩/٥‬‬
‫ومريم ممتلئة نعمة وخالية من أي دتس ((أنت ووالدتك فقط‬
‫تفوقان الجمح جماال فال عيب فيك‪ ،‬يا رب‪ ،‬وال دض في‬
‫والدتك)) (ترانيم نصيبينية ‪ ٠)٨/٢٧‬وهذه الصورة يشرحها أفرام من‬
‫خالل عقده مقارنة متوازية بين حواء ومريم‪ ،‬عصيان‪ ،‬خطيئة‪،‬‬
‫قصاص‪ ،‬موت‪ ،‬طاعة‪ ،‬مكافأة‪ ،‬نعمة‪ ،‬حياة‪ .‬إته أسلوب تعليمئ‬

‫‪٠٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يظهر تناقض الحالئين ويدعو المؤمن إلى نبذ النموذج األول وإلى‬
‫ائباع النموذج الثاني لكي يحصل على الفرح والسعادة‪:‬‬
‫((سادجتان بسيطتان حواء ومريم وضعتا بالمقارنة‬
‫الواحدة عتة موتنا واألخرى سيب حياتنا)) (الكنيسة ‪١/٣٥‬‬
‫كذلك البتوية ‪. )٩/٢٣‬‬
‫((حواء أذنبت‪ ،‬ومريم أوفت‪ .‬فأدت االبنة دين أتها‬
‫وبها مزق الصك الذي صار في وجه كن األجيال)) (بيك‪،‬‬
‫سوغيثا ‪.)٢٦/١‬‬
‫((بعيئيها رأت حواء جما ل الشجرة‪ ،‬فارتسمت في مخيلتها‬
‫مشورة الغدار‪ ،‬فبالتالي كانت الندامة)) (الكنيسة ‪.)١٧/٣٥‬‬

‫((واضح آل مريم هي آرض النور‪ ،‬بها استنار العالم وسكانه‬


‫الذين كانوا بحؤاء مصدر كن الشرور)) (الكنيسة ‪(( ،)٣/٣٧‬إليه‬
‫تطتعت حواء ألن عري النساء قد عظم‪ ،‬وهو وحده قادر أن يلبسهن‬
‫بدلة المجد الذي خسرله)) (الميالد ‪ ١‬ا ‪ ،)٤٣‬والنساء ((يشكرن مريم‬
‫أئهئ على المجد المعطى لهن بواسطتها)) (الميالد ‪.)٢٣/٢٢‬‬

‫‪ -٤‬اي‬

‫في الترانيم النصيبينية (‪ )٢١,١٣‬التي قرظ فيها أفرام أساقفة‬


‫نصيبين الذين عاصرهم‪ ،‬يصف الكنيسة بجد المسجح الكبير‬
‫وبعروسه ا لمحبوبة (‪ ١٧‬ا ‪ . )٣‬وهذه ا لصور تدل على ا أللغة والمحية‬
‫ا لقا رمبيره بين ا لمسيح وا لمؤمنين به ‪ .‬كنيسة تقم با لشمولية ‪(( .‬كنيسة‬
‫أي المسجح ‪ -‬العظيمة ‪ ،‬حضنها كبير يكفي الحتواء‬ ‫الحقيقى‬
‫العهدين)) (ضن البدع ‪ )١٨/٢‬وينيها كنيسة األمم ((د‪٠‬؛طك‪|٢‬؛دعهًا))‪.‬‬
‫كما يذكر أفرام صفات الكنيسة األساسية‪ :‬واحدة‪ ،‬مقذسة‪ ،‬رسولية‪،‬‬
‫ويشير بوضوح إلى الخدم الكهنوتية الثالث‪ :‬األسقفية والكهنوت ‪-‬‬

‫‪٠٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ال يميز أحيانا بينهما — والثائسية‪ ،‬كما يثني على خدمة العذارى‬
‫المكرسات‪ ،‬رتما ألنهن كذ شتامات (‪/٢١‬ه)‪.‬‬

‫إذ ا ألسقف هو السلطة العليا في الجماعة (الكنسية) المحتية‪،‬‬


‫وهو قائدها ورأسها ‪ ،‬فهو مثل يسوع ((الحبر األعظم)) (ترانيم ‪/٣٣‬‬
‫‪ ٠)٦‬وهو صورة حية لرعيته‪(( :‬حسبما يكون ا ألسقف‪ ،‬هكذا تكون‬
‫رعيته» (‪« ،)٢/١٩‬على األسقف أن يكون أحا للكهنة مرييا‬
‫للشمامسة‪ ،‬معئتا لألطفال‪ ،‬عقارا للشيوخ‪ ،‬وحصائ للعذارى‬
‫المكرسات لله‪ .‬ومهئته تقوم في التعليم وحغظ النظام وتوجيه وإدارة‬
‫شؤون جماعته‪ .‬إآل أده ال ينبغي أن ينفرد بالقرارات‪ ،‬بل عليه أن‬
‫يختار مستشارين له‪ ،‬على ا ألرجح كان ا ألسقف تحالما بغريفي من‬
‫الشمامسة والكهنة من أجل تأمين حاجات الجميع من وعفؤ وتبشير‬
‫وخدمة ا ألسرار‪.‬‬

‫أتا العلمانيون فيسئيهم أفرام (( ‪-»٧‬حمص )) أي غير مكرسين‬


‫لخدمة معينة (الفصح‪ ،)٩/٢‬واللفظة ((علمانى)) ال ترد عنده البتة‪،‬‬
‫وال كز فوئيا بين الجماعة الواحدة؛ كتهم مؤمنون‪.‬‬

‫كانت قضيه وحدة كنيسة المسجح هئه الكبير ؛ فقد كتعبط مداريثى‬
‫عديدة الستنارة الذين دميهم د «الضالين» وليعود بهم إلى الحظيرة‬
‫الواحدة‪(( :‬يا رب اجعل الوفاق بين الكنائس يتم في زماننا لتكون‬
‫كنيسة واحدة حعا تجمع أبناءها في حضنها‪ ،‬لترفع الشكر لصالحك))‬
‫(اإليمان ‪(( .)١٥/٥٢‬لو كان جمع أبناء النور متحدين في الكنيسة‪،‬‬
‫فإشعاعهم الموحد يزيل الظالم بقوة وحدتهم)) (اإليمان ‪. )٢/٣٩‬‬

‫ه‪ -‬المعمودية‬

‫يرى أفرام في عماد يسوع أساس عماد المؤمنين وصورته‬

‫‪١٠٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(دياطترون ‪(( : )٣- ١/٤‬هوذا النار والروح في نهر األردذ‪ ،‬وها هما‬
‫في عمادنا أيثا)) (اإليمان ‪ .)١٧/١٠‬اإليمان شرط أماسي‬
‫للمعمودية‪ ،‬وفي بعض الحاالت يعوض عن الماء كما في حالة‬
‫اللض اليمين (لوقا ‪ )٤٣,٤١/٢٣‬و(اإليمان ‪ .)١/٤٨‬لذا تمنح‬
‫المعمودية بعد المعرفة التانة بالعقائد اإليمانية وممارستها‪ .‬عند‬
‫أفرام‪ ،‬كما في كتاب الديداكي‪ ،‬يعود العماد إلى االحتفال‬
‫ا لفصحي‪ ،‬فا لصوم ا لكبير ينهي مرحلة الموعوظين بمنحهم نعمة‬
‫العماد في سبت النور (البتوية ‪ .)٢/٧‬ويترأس االحتفال عادة‬
‫ا ألسقف‪ ،‬ويتم بالتفطيس ثالقا باسم ا آلب وا البن والروح القدس‬
‫((ها أسماء ا آلب واالبن وا لروح القدس تتلى على المسحة والعماد))‬
‫(ضن البدع ‪ . )٣/٢٧‬وكان الكاهن أو الشتاس يعتد الذكور البالغين‬
‫في بيت المعمودية ا لمال صق ا لكنيسًا ‪ ،‬والشمامسة أو إحدى بنات‬
‫العهد تعتد اإلناث‪ ،‬وكان الجمم كته يغطس في الماء المكرس‪.‬‬
‫ثتة مسحة واحدة (( دحمإك)) (البتوية ‪ )٨/٧‬ويستيها عالمة‬
‫المسحة والمعمودية (ضن البدع ‪ ،)٣/٢٧‬وختم الروح‪(( :‬كذلك‬
‫ختم الروح الخفي بالزيت يطع على األجساد‪ ،‬يمسحون بالمعمودية‬
‫ويوسمون)) (البتوية ‪(( )٦/٧‬المعمودية السامية‪ ،‬الجميلة‪ ،‬ا آلب‬
‫وسمها‪ ،‬واالبن خطبها والروح ختمها بوسمه الثالثي)) (الدنح ‪/٢‬‬
‫‪ ،)٦‬وهذه المسحة كانت تبق الغطس (البتوية ‪٢/٢‬؛ ‪.)٢/٨‬‬
‫يعتبر أفرا م العماد والد ثانية بعد الوالدة اإلنا نية‪ ،‬ومياه‬
‫المعمودية بمثابة الرحم‪ .‬وهذا ا لتشبيه نجده عند غالبية اآلباء‬
‫المشارقة ‪(( :‬تبارك نتن كز محاسنكم من مياه المعمودية‪ .‬صارت‬
‫المعمودية أما تلد كد يوم روحانيين وتقيم أوالدا جددا لله بقداسة‪.‬‬
‫تبارك من ولدنا ثانية في حضن العماد)) (الدنح ‪(( . )١ /٣‬إذ مياه‬
‫المعمودية هي بمثابة رحم يلد بقوة الروح القدس إنادا جديدا‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫مقادحا» (تراص نصيبينتة ‪ ،٧٨/٢٧‬الميالد ‪(( ،)١١/١٦‬ترسم فيها‬


‫صورة جديدة وتلدهم بأسماء مجذدة)) (البتوية ‪ /٧‬ه) ‪ .‬ومثلما الطفل‬
‫المولود يرضع حليب أته غذاء ينتيه ويبقيه‪ ،‬كذلك المعتد يتناول‬
‫القربان المقنس ((طوبى للمولودين الجدد الذين يتناولون حاال الخبز‬
‫الكامل بدل الحليب)) (البتوية ‪« ،)٨/٧‬طوبى لكم أتها الحمالن‬
‫الموسومون بعالمة المبح ألتكم أصبحتم أهال لتناول خبزه ودمه‪،‬‬
‫الراعي أصبح لكم بذاته مرعى)) (الدخ ‪.)٢١/٣‬‬

‫أتا عن مفاعيل المعمودية فيذكر أفرام‪ :‬الفقران‪ ،‬الخالص‪،‬‬


‫التطهير‪( ،‬البتوية ‪(( : )٢ /٦‬إذ الموت األدبى يزول بالعماد الحقيقي‬
‫ألن الشخص المعتد في المسيح يلبس الحى الذي يحيي كل‪ .‬شيء))‬
‫(ترانيم نصيبيية ‪(( ،)١٤/٧٢‬المميح شفى اإلران بثكني كامل لتا‬
‫عتده با لروح القدس)) (ترانيم نصيبيية ‪ ٤٦‬ا ‪(( ،)٨٤‬الذي من جد‬
‫فاسد ومائت‪ ،‬يصير بدم المسبح وموته وقيا مته‪ ،‬جمدا حؤا ‪ ،‬يحمل‬
‫عربون الخلود)) (ضن البلع ‪ /١٧‬ه)‪.‬‬

‫‪ -٦‬اإلفخارسسا‬
‫لم ترد لفظة ((اإلفخارستيا)) في كتابات أفرام‪ ،‬ولكن نجد عنده‬
‫ألفافائ أخرى تحمل المدلول ذاته مثل ‪ .‬دم المسيح‪ ،‬الخبز ‪ ،‬الممعر‪،‬‬
‫القربان‪ ،‬الذبيحة‪ ،‬وكل هذه التعابير تشمل الذبيحة والتقدمة‬
‫وا ال حتفا ل (الكنيسة ‪ ,)١٤/٢٥‬أشه يسوع نفسه بصفته ا لحبر‬
‫األعظم‪ ،‬أتا الذي يضمن استمراريته في الجماعة (الكنيسة) فهو‬
‫الروح القدس والكاهن (اإليمان ‪ .)١٠/٤٠ ،٨/٨‬والغاية من‬
‫تأسيسه خال ص ا إلنسان في وجوده الكامل ‪(( :‬إذ جسده ‪ ،‬بطريقه‬
‫جديدة‪ ،‬قد اختلط بجدنا‪ ،‬ودمه النقي قد امتزج بدمنا‪ ،‬وصوته‬
‫ولج آذاننا‪ ،‬وبهاؤه في عيوننا‪ ،‬هو كته صار بحنانه في وجودنا))‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(البتوية ‪« . )٢/٣٧‬خبزه بدون جدل يؤكد قيامتنا‪ .‬فإذا كان قد بارك‬


‫الطعام فكم با ألحرى يبارك الذين يتناولونه))؟ (دباطشرون ‪٠ ) ١ ٦/٥‬‬
‫ويعتبر أفرام ا لقربان المقدسى مرتكز تدبير الخالصى‪ ،‬لذلك يجد‬
‫صورا ورمورا له في الكتاب المقدس في قرابين األباء األولين‪:‬‬
‫هابيل وإبراهيم وإسحق ويعقوب والفصح اليهودي والخروج وأقوال‬
‫األنبياء‪ ،‬وكذلك في عرس قانا والصيد العجائبى وتكثير الخبزات‪،‬‬
‫في العهد الجديد (ترانيم نصيبيية ‪ ،١١/٤٦‬اإليمان *‪،١٠/١‬‬
‫البتوية ‪.)٧/٣٣‬‬

‫وحين يتكتم أفرام على القربان المقنس يمزج النصوص الكتابية‬


‫بتقليد كنيسته الليترجى‪ ،‬فنجد عنده مثال المصطلحات الطقسية التي ال‬
‫نزا ل نستعملها اليوم في القداس مثل كسر ومزج ورسم‪ :‬الكسر هو‬
‫الفعل الذي يتم على الخبز والمزج على الكأس والوسم يدد على‬
‫ا الثحاد والقيامة والحياة‪ .‬ألذالقربا ن هو حعا رمز موت المسيح ودفنه‬
‫وقيامته (الفصح ‪ ،٢/٧‬دياطشرون ‪ .)٢/٤٨‬كما يستعمل لفظة «مزج»‬
‫في معنى الهوتي عميق إلظهار نشاط الله في الخليقة ‪« .‬إذ البكر لبس‬
‫طبيعتنا وامتزج بالبشرية‪ .‬أعطى ما كا ن له وأخذ ما كان لنا لكي يقدر‬
‫بامتزاجه أن يعطينا نحن المائتين)) (ضن البدع ‪.)٩/٣٢‬‬

‫ما مرح مفهوم غربتي لالستحالة عند أفرام‪ .‬أائ المناولة ‪ -‬الشركة‬
‫« طه)!كا)) فتتلم في الخبز والخمر‪(( :‬إذ الجسل المكسور ها هوذا‬
‫يقم بيننا‪ ،‬والكأس التي ناولها تالميذه ها هي ذي شفاهنا تشرب‬
‫منها)) (دياطترون ‪ .)٢/٤٨‬وكان المؤمنون يتناولون في راحة اليد‬
‫اليمنى ويشربون من الكأس ((إقبلوا القدس على راحة يدكم وتناولوا‬
‫الحيا؛ في لسانكم)) (ملحق القدامى الكلدانى‪ ،‬الموصل ‪)١٩٠١‬‬
‫(ترتيلة ‪ ٢‬ألفرا م ص‪(( . )٣ * ٣‬نملك ا لله في يدنا‪ ،‬فال يكون غضن في‬

‫‪١١٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫جسدنا» (ضن البدع ‪« .)١٢/٤٧‬إذ السنبلة الحقيقتة أعطت خبرا‬


‫سما ويا غير متنا ه ‪ .‬ا لخبز ا لذي كسره ا لبكر في ا لبرية نغد وا نتهى ولو‬
‫كان قد كقره‪ .‬وعاد فكسر خبزا جديدا لم يكن بمقدور األجيال أن‬
‫تستهلكه‪ .‬الخبزات الع التي كسرها انتهت‪ ،‬كذلك الخبزات‬
‫الخمس التي كان قد كقرها ‪.‬‬

‫خبز وا حد كسره غلب الخليقة ألته بقدر ما يورع ‪ -‬على‬


‫المدعوين ‪ -‬يتضاعف ‪ .‬مأل كذلك جراب كثيرة خمرا‪ ،‬استقوا منها‬
‫فنغدت الخمر ولو كان مألها ‪ .‬أما الكأس التي ناولها تالميذه‪ ،‬ولو‬
‫كانت بسيطة‪ ،‬فقد كانت قدرتها بدون حذ تحتوي على كز الخمور‪،‬‬
‫لكن السر الذي فيها هو نفسه‪ ،‬وحيد الخبز الذي كسره بدون حذ‪،‬‬
‫ووحيدة الكأس التي مزجها بدون نهاية ‪ .‬من يتناوله بطريقة جدية‪،‬‬
‫بدون تمييز‪ ،‬يتنا وله عبكا‪ ،‬وخبز الرحما ن الذي يأخذه بوعي يكون‬
‫دواء الحياة‪ . . .‬الذي يأكل من قرابين قربت باسم الشياطين يصبح‬
‫شيطاتا بدون ريب‪ ،‬والذي يتناول الخبز الماوي يغدو سماودا‬
‫بدون شلق» (الميالد ‪. )١٠٣,٨٧/٤‬‬

‫‪-٧‬حرة اإلنسان والشز‬

‫يؤكد أفرام أن اإلنسان مركز الخليقة هو حر‪ ،‬ولكي يعيش‬


‫حريته ينبغي له أن يحارب الجهل والضالل (الفردوس ‪/١٥‬ه)‪.‬‬
‫وا إلنا ن‪ ،‬في نهاية األمر‪ ،‬عن ا لشر في العالم‪(( :‬إذ سبب الشر هو‬
‫بكز وضوح سوء استعمال الحرية‪ ،‬فآدم والشيطان بحريتهما أدخال‬
‫الشر من خالل اإلرادة» (ضن البدع ‪ .)٧/٢٢‬ويرفض القدر ألته‬
‫ينفي حكم الضمير واالجتهاد الخلقي وبالتالي قيمة أعمالنا وحريتنا‬
‫(ضن البدع ‪.)٣/١١ ،٢٣,٢٢/٦‬‬

‫‪١١٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫اإلنسان قادر على أن يتفتب على الشر إن شاء (الفردوس ‪/١٥‬‬


‫‪ ،)١٨/١٢،١١‬وهو متفائل في قابلية اإلنسان‪(( ،‬إذا كانت سنا‬
‫صافية ‪ ،‬فالشر ال يوجد‪ . . .‬وا إلنسان ال يستثمر سوى الخير الذي‬
‫استلمه)) (البتولية ‪ ,)١٥/٣٤‬وينفرد أفرام بنظرته السليمة بخصوص‬
‫الجسد البشرتلي ‪ (( ٠‬ال يوجد أى شيء مضطرب وال دنس بحن ذاته في‬
‫جسد اإلنسان)) (ضن البدع ‪.)١/١٩‬‬

‫إلنا نجد صدى لهذا المفهوم في مجمع الجاثليق سبر يشرع‬


‫‪ ،٥٩٦‬إذ يقول صراحة‪(( ،‬إثنا نرفض ونقصي عن أتلي شركة معنا كل‬
‫ئن يعتقد ويقول إذ الخطيئة موجودة في الطبيعة‪ ،‬وإذ اإلنسان يخطئ‬
‫الإر‪١‬دا وكل تن يقول إذ طبيعة آدم خلقت منذ البدء‪ ،‬غير مائتة))‬
‫(كتاب المجامع ص‪.)١٩٩‬‬

‫وبعيد أفرام عن الثنائية اليونانية التي ترى في الجسد شرا‪،‬‬


‫((الجسد جبل بحكمة‪ ،‬والنقس نفخت فيه بلطف‪ ،‬من جر من‬
‫إلى الخطيئة؟ إلها مشتركة ألن الحردة مشتركة‪ ،‬لذا ينبغي أن يكتل‬
‫الكل متا (أي اإلنسان الشامل)» (ترانيم نصيبينية ‪/٤٤ ،٥,٤/٦٩‬‬
‫‪.)٤-٣‬‬

‫بإمكاننا عرضى الموضوعات ا ألخرى ا لتي تنا ولها أفرام‪،‬‬


‫ونؤلف خالصه الهوتية في العقائد وا ألخالق المسيحية‪ ،‬بأصا لتها‬
‫المشرقية القريبة من ا إلنجيل والبعيدة عن التأثيرات الخارجية‪ ،‬لكئ‬
‫ضيق المكان والزمان يحول دون القيام بذلك‪.‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫مراحع عانة‬
‫‪ -‬أبي عتمة‪ ،‬لويس‪ ،‬آباؤنا أعمدة اإليمان‪ ،‬بيروت‪. ١٩٨٠ ،‬‬
‫‪ -‬جوبير‪ ،‬آني‪ ،‬المسيحيون ا ألزلون‪ ،‬تعريب ألبير أبونا‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪.١٩٨٣‬‬
‫‪ -‬خريسوستمس بابا دوبولس‪ ،‬تاريخ كنيسة أنطاكية‪ ،‬تعريب‬
‫إستفانس حذاد‪ ،‬منشورات ا لنور‪. ١٩٨٤ ،‬‬
‫‪ -‬رحمة‪ ،‬جورج‪ ،‬موسوعة عظماء المسيحية في التاريغ‪،١٩٩٢ ،‬‬
‫’اج‪.‬‬
‫رستم‪ ،‬أسد‪ ،‬آباء الكنيسة‪ ،‬ط‪ ،٢‬بيروت‪, ١٩٩٠ ،‬‬
‫‪ -‬ساكو‪ ،‬لويس‪ ،‬آباؤنا في اإليمان‪ ،‬بغداد‪. ١٩٨٩ ،‬‬
‫"_‪ ،‬الكنيسة األولى‪ ،‬بغداد‪٠١٩٩٠ ،‬‬
‫‪ -‬فان فوسيل‪ ،‬مذصور‪،‬الكتيسة عبر التاريغ‪ ،‬بغداد‪٠١٩٩٨ ،‬‬
‫‪ -‬كومبي‪ ،‬جان‪ ،‬دليل إلى قراءة تارخ الكنيسة‪ ،‬بجرن‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪٠١٩٩٦,١٩٩٤‬‬
‫‪ -‬لوريمر‪ ،‬جون‪ ،‬تارخ الكنيسة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬معر‪ ،‬ال تاريغ‪،‬‬
‫هج‪.‬‬
‫‪ -‬يوسابيوس القيصري‪ ،‬تارخ الكنيسة‪ ،‬ترجمة القنص مرض‬
‫داود‪ ،‬القاهرة‪٠١٩٧٩ ،‬‬

‫ه‬
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)٦‬‬
‫نرساي الملفان‬
‫نرسي ملقنا (‪)٥٠٣٠٤١٢‬‬

‫ال يزال الغموض يلذ حياة نرما ي الملفان‪ ،‬فالتواريخ غير‬


‫دقيقة‪ ،‬واألرقام مباخ فيها‪ ،‬والكثير من كتاباته مدفون في‬
‫مخطوطات خزائن المكتبات العالمية أو في طبعات غير نقدية ‪.‬‬
‫متابعة سيرته بشكل علمي ‪ :‬ألن القدامى لم‬ ‫وال تسح مصادر حياته‬
‫يهتوئا بحياة شخعس ما ‪ ،‬إآل عندما اشتهر‪ ،‬إداك يتصب اهتمامهم‬
‫على إبراز مناقبه‪ ،‬ومكانته وعلمه وقداسته‪ ،‬ويعودون إلى رواية‬
‫أحداث طفولته بشيء من الحر‪ ،‬فيختلط الحقيقي باألسطوري‪،‬‬
‫ويصعب التمييز بينهما ‪.‬‬

‫(‪ )١‬إذ المصادر التي تتكلم على حياة نرساي الملفان هي‪ :‬برحن يشبا عربايا‪ :‬تاريغ‬
‫اآلباء القنيين الذين اضطهدوا ني سبيل الحقيقة‪ ،‬نثره نو في الباترولرجيا‬
‫الشرقية‪ ،‬المجلد ‪ ،٩‬بارس‪( ١٩١٣ ،‬صه‪٨‬ه‪-‬ه‪)٦١‬؛ برحن بثبا أسقف‬
‫حلوان ‪ :‬في سبب تأسيس المدارس‪ :‬الباترولوجيا الشرقية‪ ،‬المجتد ‪،٦‬‬
‫باريس‪( ١٩٠٧ ،‬ص‪)٤٠٤-٣١٩‬؛ التاريخ العردى‪ ،‬الباترولوجيا الثرية‪،‬‬
‫المجتد ‪ ،٧‬بارس‪( ١٩٠٩ ،‬ص‪-١١٤‬ه‪)١١‬؛ المجدل لماري بن سليمان‪،‬‬
‫جيسموندي‪ ،‬روما‪( ١٨٩٩ ،‬ص‪ ،)٤٥—٤٤‬باإلضافة إلى كتابات نرساي نفه ‪.‬‬
‫أتا بخصوص الدراسات الحديثة فأحيل القارئ إلى أطروحة ف‪ .‬مكالويد‪:‬‬
‫الخالص عند نرساي‪ ،‬روما‪( ١٩٦٨ ،‬نثر فم منها في ‪)١٩٧٣ kO.C.P.‬؛‬
‫وكذلك أطروحة المطران إبراهيم إبراهيم ‪ :‬عقيدة ترماي حول السيح‪ ،‬روما‪،‬‬
‫‪ ،١٩٧٥‬والتي ال تزال غير منثورة‪ :‬ومقال كينيو عن ترساي في معجم‬
‫الروحانيات‪ ،‬الجزء ‪،٢‬ص‪.٤٢-٣٩‬‬

‫‪٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫تشير معظم المصادر التي تحكي عن نرساي الملفان‪ ،‬إلى آته‬


‫أبصر ا لنور في قرية (( عين دلبي)) على مسافة بضعة كيلومترا ت من‬
‫مدينة دهوك‪ ،‬في شمال العراق‪ ،‬وعلى ا ألرجح بين العام ‪٤١٢‬‬
‫و‪ .)٢(٤١٣‬ولتا كبر الطفل‪ ،‬انضلم إلى ربان ((معتم)) القرية ليتعتم‬
‫القراءة السريانية والكتابة‪ .‬والكتاب المنهجي آنذاك كان كتاب‬
‫المزامير ((داويذا))‪ .‬ويذكر المؤرخ برحنبشبا عربايا أن نرساي تعتمه‬
‫‪ ٠‬وعندما أمر الشاهنشاه بهرام‬ ‫(أئ حفظه) ولتا ربللم عامه الماى‬
‫الخاس‪ ،‬الملقب ببهرام كور العام ‪ ،٤٢٢,٤٢١‬بمالحقة‬
‫المسيحين وال سيما المهتدين منهم من المجوسية‪ ،‬وركز على‬
‫كبار رجال الدين(؛)‪ ،‬راح والد نرماي ضحية هذا االضطهاد‪ ،‬األمر‬
‫الذي اضطره إلى الغرار حئى المنطقة الحدودية الفارسية الرومانية‬
‫مع معتمه وأقرانه‪ .‬ولم يعودوا إلى بلدتهم إآل بعدما هدأت الحالة‬
‫بفضل مساعي اإلمبراطور الرومانى ثيودوسيوس الثاني‪ .‬وبعد تسع‬
‫ستين من الدرس والمتابعة‪ ،‬قصد ملفاننا عته عتانوئيل‪ ،‬رئيس دير‬
‫كفر ماري في مقاطعة بازبدى ‪ .‬وإذ توسم فيه العلم توئد الذهن‬
‫والرغبة في المعرفة‪ ،‬أرسله إلى مدرسة الرها الشهيرة الستكمال‬
‫تحصيله العلمى‪ .‬ومكث نرماي فيها عشر سنوات ‪ ،‬بعدها استدعاه‬

‫(‪ )٢‬إذا كان عمر نرماي سع ستوات لتا انضلم إلى مدرسة قريته‪ ،‬وإذا كان‬
‫االضطهاد الذي شثه بهرام الخامس على الميحين قد حعل العام‬
‫‪ ٤٢٢-٤٢١‬والذي بببه فر إلى منطقة الحدود‪ ،‬وحئى يتمكن من الهرب‬
‫يتبغي أن يكون عمره عثر ستوات وتكون والدته في هذه الحالة بين العام‬
‫‪ ٤١٢‬و‪ ٤١٣‬وليس ‪ ،٣٩٠‬كما عؤدتنا خالصات األدب السريانى‪ ،‬فكل‬
‫التواريخ غير دقيقة وآراء المتغرفين فيها متضاربة‪ ،‬طايع إبراهيم ‪. ١١ -٧‬‬
‫(‪ )٣‬عربايا‪ ،‬صه‪٩‬ه‪.‬‬
‫(‪ )٤‬ساكو‪ ،‬العالقات بين كنية المشرق واإلمبراطورؤة الرومانية في القرن‬
‫الخامس ‪ -‬اكاع (بالغرسة)‪ ،‬باريس‪ ، ١٩٨٦ ،‬ص‪. ١٧-١٦‬‬

‫‪١١٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫عته للتدريس في دير كفر ماري ‪ .‬لى نرساي دعوة عته وغادر الرها‬
‫إلى الدير‪ ،‬ولكن لم يبق فيه طوال‪ ،‬إذ عاد سرا إلى مدرسته التي‬
‫استهوته ‪ .‬ويبدو أته أمضى فيها هذه المرة أيثا عشر سنوات أخرى‬
‫قضا ها بين ا لبحث والتدرسى ‪٠‬‬

‫وفي النهاية استدعا ه عئه عائ نوئيل الذي كان قد طعن في‬
‫السن‪ ،‬إلى تسئم رائسة الدير ‪ ،‬فترك نرسا ي الرها على مضض‪.‬‬
‫ولكن حالما تووي عته‪ ،‬سلم إدارة الدير إلى راهب بدعى جبرائيل‪،‬‬
‫وعاد فاستقر في الرها(ه)‪ .‬وكان ذلك على األرجح العام ‪ ٤٥٧‬أئ‬
‫سنة وفاة هيبا أسقف الرها الذابع الصيت‪ .‬وفيها التقى برصوما‬
‫أسقف لصيبين‪ .‬أتا ما أورده التاريخ العردئ من أن نرساي وآقاق‬
‫الجاثليق وبرصوما قد قامو بزيارة مدينة مصيصة لتيل بركة ثيودولس‪،‬‬
‫خلف ثيودورس الالهوتى الشهير (تودي العام ‪ ،)٤٢٨‬والذي‬
‫الندهاشه بعلمه وقداسته‪ ،‬ستاه ((لسان ا لمشرق وشاعر المسيحكة)) ‪،‬‬
‫اعتقد أن هذا ليس سوى أسلوب من األساليب االدة الشائعة عند‬
‫القدامى لتعظيم بطلهم(‪.)٦‬‬

‫متى تبؤأ ثرماي رائسة مدرسة الرها ومتى غادرها؟‬


‫ثتة اختالف بين المصادر بشأن تحديد تاريخ رائسة نرساي في‬
‫مدرسة الرها ‪ .‬تذكر بعفى المصادر أته أدارها مذة عشرين سنة‪،‬‬

‫(ه) عربايا‪ ،‬ص‪٩٧‬ه‪.‬‬


‫(‪ )٦‬ماري‪ ،‬المجدل‪ ،‬ص‪ ، ٤٤‬وأخذ عنه التاريخ السعودي ص‪ . ١١٤‬من الجدير‬
‫ذكره أن نعز ماري مقتضب ونجد كن كلماته في نعز التاريخ العردي مع‬
‫عبارات مضافة متا يجعلنا نميل إلى أن نعز ماري أقدم ويشكل أحد مصادر‬
‫التاريخ السعودي‪ ،‬طالع ماكو‪»Les Sources de la Chronique de ،‬‬
‫‪S’eert», in Parole de rOrient, XIV, 1987, pp. 155-166.‬‬

‫‪١١٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وتكاد تتفق‪ ،‬المصادر نفسها على مدير وا حد للمدرسة بين آفرام‬


‫‪ .‬ويذكر أسقف‬ ‫ونرساي‪ ،‬تستيه تار؛ ربوال وتار أخرى قيورا‬
‫حلوا ن أن قيورا خلف أفرام وساس المدرسة مذة أرح وستين سنة‬
‫‪،،‬‬ ‫أي إلى وفاته العام ‪.)٨(٤٣٧‬‬

‫في هذه الحال يكون نرساي قد خلفه في السنة ذاتها ‪ .‬ويؤكد‬


‫عربايا أن عقب وفاة قيورا اتجهت أنظار أساتذة مدرسة الرها‬
‫وحلآلبها إلى نرماي القتيس‪ ،‬ونادوا جميعا بصوب واحد أته‬
‫ا ألوفى جدارًا ومقدرًا بمنصب رائسة المدرسة‪ ،‬ليس بسبب سته‬
‫‪ .‬ترى هل هذا معقول؟‬ ‫ونقاوة حديثه فحسب‪ ،‬بل ببب سيرته‬
‫إذا قبلنا أته خلف قيورا العام ‪ ٤٣٧‬يكون عمره في هذه الحال نحو‬
‫أرح وعشرين سنة‪ ،‬ولو سئمنا بأته مكث عشرين سنة في‬
‫إدارتها فتكون مغادرته العام ‪ ،٤٥٧‬األمر الذي يتعارض وبقيه‬
‫المعطيات ‪٠‬‬

‫لنحتل بدئة المعلومات التي في حوزتنا ‪:‬‬

‫‪ -١‬إذ مدرسة الرها أغلقت تماائ بأمر زينون اإلمبراطور‬


‫الروماني العام ‪ ٤٨٩‬وهدمت‪ ،‬وقد يرتبط بهذا التاريخ تأسيس‬
‫مدرسة نصيبين بديله لها ‪ .‬يقول سمعان األرشمي في رسالة كتبها‬
‫العام ‪ ١ ٠‬ه أئ بعد وفاة نرسا ي بقليل ‪ (( :‬بعد موت هيبا طرد الغرس‬
‫(أي المؤيدين آراء نسطوريوس) من الرها مع جمع الكتبة الرهاوين‬
‫المؤيدين إياهم‪ .‬وإداك بمسا عي الطوباوي مار قورا ‪ ،‬أسقف الرها ‪،‬‬
‫وبأمر أصدره اإلمبراطور الروماني زينون‪ ،‬دثرت المدرسة نهاسا‪،‬‬

‫(‪ )٧‬عربايا‪ ،‬ص‪٩٨‬ه؛ حلوان‪ ،‬ص‪.٣٨٣‬‬


‫(‪ )٨‬حلوان‪ ،‬ص‪.٦٤‬‬
‫(‪ )٩‬عربايا‪ ،‬ص‪٩٩‬ه‪.‬‬

‫‪١٢٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫حيث كان الغرس يدرسون‪ ،‬وشيد محلها معبد إكراثا للعذراء مريم‬
‫والدة اإلله‪ :‬ثيوتوكس»(‪.)١٠‬‬

‫كذلك ابن العبري يؤكد أن الغرس غادروها العام ‪،٤٨٩‬‬


‫والتجأوا إلى مدينة نصيبين المجاورة حيث أنشأوا مدرسة‬
‫‪ .‬هناك سؤال يطرح نفسه ‪ :‬إذا كان ا لغرس قد غادروها‬ ‫مماثلة‬
‫فعال بعد موت هيبا في العام ‪ ،٤٥٧‬فما الفائدة من تدميرها بعد‬
‫اثنتين وثالثين سنة ؟‬

‫‪ -٢‬يذكر ماري بن سليمان في المجدل حس ‪ ٤٤‬أن نرساي كان‬


‫موجودا في الرها بداية أسقفية قورا عليها (‪ )٤٩٨,٤٧١‬وبعدها فر‬
‫إلى نصيبين حيث استقبله برصوما أسقفها ‪ .‬في اعتقادي أن نرساي‬
‫المولود بين ‪ ٤١٢‬و‪ ٤١٣‬وتستم رائسة مدرسة ا لرها العام ’‪-٤٧‬‬
‫‪ ٤٧١‬وله من العمر ثمان وخمسون سنة‪ ،‬ومكث فيها عشرين سنة‪،‬‬
‫في أصعب فترة عرفتها المدرسة بسبب النزاعات المذهبية‬
‫والساسية‪ .‬وغادرها العام ‪ ،٤٨٩‬األمر الذي يتماشى والمصادر‪.‬‬
‫أتا في مسألة قورا ا ألسقف فنعرف أن االنتماء المذهبي في تلك‬
‫الظروف لم يكن ثابائ‪ ،‬اذ ينقلب الشخص ض مؤيد لمدرسه الهوج‬
‫‪ .‬فيمكن أن‬ ‫ما إلى معارض بسبب التطورات السياسية وا لال هوج‬
‫يكون قورا شه مؤيدا في البداية لالئجاه الثنائى في الكريستولوجيا‪،‬‬
‫ثم يمكن أن يغير رأيه إلى الطبيعة الواحدة‪.‬‬

‫(‪ )١٠‬المعانى‪ ،‬المكتبة الثرب‪ ، ١ ،‬ص‪٣‬ه‪.٣‬‬


‫(‪ )١١‬إبن العبري‪ ،‬التاريخ الكشي‪ ،‬المجتد ‪ ،٢‬صهه‪.‬‬
‫(‪ )١٢‬إليك مثاال على ذلك‪ :‬جلس أقاق سنة ‪ ٤٧١‬على كرسى الفطنطينية وكان‬
‫مدافائ عن مجمع خلقيدونية في حكم اإلمبراطور ليون ا ألذل‪ ،‬ولكن حالما‬
‫جاء زينون وأخذ بتعليم جديد‪ ،‬بذل أقاق موقفه واقع اإلمبراطور‪.‬‬

‫‪١٢١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يبقى العائق ا ألكبر أمام قبول رائسة نرساي في مدرسة الرها في‬
‫فترة ‪ ٤٨٩,٤٧١‬هو أن المصادر تذكر ثخظا واحدا بين مار افرام‬
‫وشه‪ ،‬غير أرها ال سفق على اسمه‪ .‬وفي حال كونه شخصا واحدا ‪،‬‬
‫يكون قد بقي في الرائسة مدة ثمان وتسعين سنة (أي من وفاة مار‬
‫أفرا م ‪ ٤٧١,٣٧٣‬ورائسة نرسا ي المقترحة)‪ ،‬وهذا أمر غير مقبول‪.‬‬
‫أتا إذا استطعنا أن نستنتج من اختالف االسم بين ربوال وقيورا‪،‬‬
‫وجود شخصين اثنين تواليا على إدارة ا لمدرسة‪ ،‬فتغدو رائ سة نرسا ي‬
‫في هذه الحالة أمرا اعتياديا‪.‬‬

‫على كق حال‪ ،‬في نصيبين احتضن برصوما ا ألسقف مدير‬


‫مدرسة الرها الغار مع بقية األساتذة‪ ،‬وعهد إليهم تأسيس مدرسة‬
‫جديدة سلم رائسقها نرساي نفثه‪ ،‬ووضع لها نطاتا مشابها لنظام‬
‫مدرسة الرها‪ ،‬والذي بقي تحت االختبار إلى أن تم تثبيته في زمن‬
‫هوشع خليفة برموما العام ‪ . ٤٩٦‬وقد ورد في مقذمة النظام أن‬
‫األساتذة والطلبة ذهبوا إلى هوشع‪ ،‬وطلبوا إليه تثبيت نظامهم بشكل‬
‫نهائي‪ ،‬فأجابهم‪ (( :‬ال يحق ألحد غيركم أن يبت هذا النظام‬
‫ويفرضه‪ .‬إذهبوا ومعكم الطوباوي نرسا ي‪ ،‬الكاهن والملغان‪،‬‬
‫‪ .‬وركز‬ ‫ويونا ن‪ ،‬الكاهن وا لملغا ن‪ ،‬واعملوا ما ترتًاونه كنظام))‬
‫النظام الجديد على التفسير الكتابي الحرفي — التاريخي المتًاقر‬
‫بائجاه مدرسة أنطاكية‪ ،‬وال سيما ثيودورس المضيصتي‪ ،‬أحد كبار‬
‫مؤسسي هذه المدرسة‪ ،‬ونرسا ي نفه كان متحئثا له‪ ،‬ثم في‬
‫الوقت عينه حافظ النظام على تقليد كنيسة المشرق المتمثل بخعن‬
‫‪.‬‬ ‫أفرام ا لقريب من الخعز الربانتي‬
‫(‪(( )١٣‬نظام مدرسة نصيبين)) ‪ ،‬نثره كويدي في جريدة الجمية اآلسيوية اإليطالية‪،‬‬
‫المجلدة‪ ،١٨٩٠ ،‬ص‪.١٧٧‬‬
‫(‪ )١٤‬كان يدرس إلى جانب أسفار الكتاب المقدس‪ ،‬آبا الكنيسة الرياسة =‬

‫‪١٢٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يبدو أن نرساي كان كاهتا ولم يبق‪ ،‬كما يعتمن‪ ،‬راجا آو أحد‬
‫أعضاء جماعة العهد (بناي قياما)‪ ،‬ورد ذلك في شهادة عربايا وفي‬
‫مقدمة نظام مدرسة نصيبين‪ ،‬وعند أسقف حلوان‬
‫(( ‪٦‬ب ع‪ ٦‬ألهـ سهك)) ‪ ،‬كما نستثن ذلك من عمق أطروحاته‬
‫‪ .‬ساس نرساي مدرسة‬ ‫ومعالجته أسرار الكنيسة وطقوسها‬
‫نصيبين التي أعطت كنيسة المشرق أبرز شخصسداتها الفكردة وا إلد اردة‬
‫طوال حوالى اثقني عشرة أو ثالث عشرة سنة‪ ،‬أي إلى أن وافته‬
‫المندة العام ‪ ٠ ٢‬ه أو مطاع العام ‪ ٥٠٣‬عن عمر ناهز التسعين‪.‬‬

‫أتا الخبر الذي أورده ماري بن سليما ن وا قتبه منه ا لتاريغ‬


‫حول هروب نرما ي من نصيبين إلى جبل قردو‪ ،‬بسبب‬ ‫ا لعردي‬
‫مضايقة ماموي زوجة برصوما ألته كان يوبخ ا ألسقف على زواجه‬
‫منها‪ ،‬فليس لنا دالئل إلثباته‪ ،‬خصوصا وأن زواج ا إلكليرس‪،‬‬
‫بدرجاتهم كانه‪ ،‬كان أمرا مألوتا عهدذاك‪.‬‬

‫تآليفه‬

‫كتب نرساي الكثير بحكم وظيفته ؛ كتب شعرا ونثرا ‪ ،‬وإليه‬

‫=واليوناسة‪ ،‬ويأتي في رأس القائمة كتابات ثيودورس المضيصي المترجمة‬


‫حدسا إلى الرياسة من قبل هيبا وآخرين‪ ،‬كما كانت ردرس المواذ المتبعة في‬
‫المدارس اليونانية مثل النحو‪ ،‬البالغة‪ ،‬الجدلية‪ ،‬الموسيقى‪ ،‬الهندسة‪،‬‬
‫الرباضيات والفلك‪ .‬للمزيد عن مدرسة نعيبين طابع‪ :‬أرثر فويس‪ ،‬تاريخ‬
‫مدرسة نصيبين باالنكليزية‪ ،‬لوفان‪١٩٦٥ ،‬؛ وعن تغمير نراي وخعلة‬
‫المدرسة‪ ،‬األب منعور المختصى‪ ،‬مرقى على لسان يسوع‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪ ،١٩٩٠‬ص‪.١٩٢-١٩٠‬‬
‫(‪ )١٥‬عربايا‪٥٩٩ ،‬؛ وكويدي‪ ،‬ص‪ ١٧٧‬؛ وطابع الميزين ‪ ١٧‬و‪ ١٢‬عن تفسير‬
‫األسرار‪.‬‬
‫(‪ )١٦‬ماري‪ ،‬صه‪٤‬؛ والتاريخ العردي‪ ،‬ه‪.٤‬‬

‫‪١٢٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ينسب ا لبحر االثنا عشري من أوزان ا لشعر السريانى ا لمؤلف من‬


‫اثني عشر مقطائ صويا ‪ ،‬يذكر له برحنبشبا عربايا وبرحذبشبا أسقف‬
‫حلوان ثالثمئة وسئين ميمرا وأعماال أخرى‪ ،‬من دون تقديم أي‬
‫تفاصيل عن نوعية هذه الكتابات( )‪ .‬أتا قائمة التاريخ ا لعردي‬
‫فهي أوضح‪ ،‬إذ تذكر أته كتب ثالثمئة وسئين ميمرا على عدد أيام‬
‫ا لسنة ‪ ،‬وكتا با في ا لسيرة ا لقبيحة ‪ ،‬وفشر ا لتورا ة ويشرع بن نون‬
‫والقضاة وسفر الجامعة وأشعيا وإرميا وحزقيال ودانيال واالثني عشر‬
‫ذساوكبتعار(‪.)١٨‬‬

‫ويضيف عبد يشع الصوباوى في كتابه فهرس المؤنفين‪ ،‬إلى‬


‫هذه القائمة‪ ،‬رتبه للقداس وتغسيرا له وتفيرا للمعمودية وتراجم‬
‫ومواعظ وإرشادات وتراتيل وطلبات(‪ .)١٩‬ال نعرف‪ ،‬على وجه‬
‫ا لدقة‪ ،‬هل هذه ا لتفاسير هي نفسها‪ ،‬ومع ا ألسف لم يصلنا من نتا جه‬
‫سوى عدد ض الميامر وس التراتيل‪ .‬وال نزال في كنائسنا السريانية‬
‫نتفئى بأناشيده الكثيرة‪ ،‬ونردد الكلمات التي قالها منذ خمسة عشر‬
‫قررا ‪.‬‬

‫نيا مره‬

‫يسرد ألغونس منكنا ‪ ،‬في مقدمة طبعته لميامر نرساي ‪ ،‬أحدا‬


‫وثمانين ميمرا يذكر أته رآها مبعثرة هنا وهناك في المخطوطات‪،‬‬
‫وتكاد تكون قائمته هي المعتمدة حئى اآلن ‪ ٠‬فوبس يكتفي بذكر أحد‬
‫وثما نين وكينيو ذكر اثنين وثما نين ‪ ،‬ومكالويد يشير إلى أته وصلنا منه‬

‫(‪ )١٧‬التاريخ العردفي‪ ،‬ص‪.٣٢‬‬


‫(‪ )١٨‬م‪.‬ن‪،.‬ص‪.٢٢‬‬
‫(‪ )١٩‬فهرس المؤلفين‪ ،‬ص ‪ ،١٧٢‬رقم ه ه ‪.‬‬

‫‪١٢٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ .‬أتا إبراهيم إبراهيم فيذكر له‬ ‫ثمانون ميمرا وسوغيثا واحد‬


‫خمسًا وثمانين ميمرا‪ ،‬غير أن الميمرين ‪ ٨٢‬و‪ ٨٣‬ال يذكر منهما‬
‫سوى العنوان من دون اإلشارة إلى أي مخطوطات وال مراجع‪ ،‬بل‬
‫وجد ذكرها فى بعض الكتب(‪ .)٢١‬وقد أعطى كز ميمر فى أطروحته‬
‫موجزا تحليلائ بسيعائ ‪٠‬‬

‫ورع بومشتارك هذه الميامر‪ ،‬بحسب الموضوعات التي‬


‫الكتاب المقدس‬ ‫تعالجها‪ ،‬وقسمها إلى مجموعتين مهئتين‪:‬‬
‫والطقوس( ) لكون غالبية هذه ا لميامر تدور على الدورة‬
‫الطقسية ‪ ،‬وقد ا ستخدستة في ا لليترجيا ‪ ،‬غير أن فوسر‪ ،‬قام‬
‫بتغهميلها لحمنك‪ ،‬عدة عنا وين ‪ .‬الكتا وب المقدسى ‪ ،‬ا لتقوى ‪ ،‬التفا سير ‪،‬‬
‫الطقوس‪ ،‬الحياة المسيحية‪ ،‬الكنيسة‪ ،‬الالهوت‪ ،‬التاريخ‪ ،‬متا‬
‫‪ .‬وكينيو ورعها‬ ‫جعله يكرر الميمر نفسه تحت عناوين مختلفة‬
‫على ثالثة محاور‪ :‬الطقس والالهوت واألخالق( )‪.‬‬

‫تام منكما بنشر سبعه وأربعين ميمرا فقط في مجتذين العام‬


‫‪ ١٩٠٥‬مع عشر موغيثات‪ ،‬ومن دون أي دراسة نقدية‪ ،‬وبعض منها‬
‫مشكوك في صحتها ‪ ،‬أقته في جزء منه‪ ،‬وعلى سبيل ا لمثا ل ا لميمر‬
‫‪ ١٥‬في ا إلصالح‪ ،‬وبعض العناوين ال تتماشى والفحوى‪ .‬وقد نشر‬

‫(‪ )٢٠‬مكالويد‪ ،‬الخالص‪ ،‬ص‪. ٨‬‬


‫(‪ )٢١‬إبراهيم إبراهيم‪ ،‬ص‪ ٩١‬وما يتع‪ .‬ويذكر المؤنف أته وجدها في ست‬
‫وعشرين مخطوطة مورعة في مكتبات العالم ولكئ أقدمها هي مخطوطة‬
‫بطريركية الكلدان رقم ‪ ٧١‬والتي يعود تاريخها إلى العام ‪ ١١٨٨‬أو‬
‫‪ ، ١٢٨٨‬وكان له الحظ العيد في الحصول على «إذن» بمطالعتها ‪.‬‬
‫(‪ )٢٢‬برمشتارك‪ ،‬ص‪.١١٣-١١١‬‬
‫(‪ )٢٣‬فوس‪ ،‬نصيبين‪ ،‬ص‪.٨٧-٧٢‬‬
‫(‪ )٢٤‬كينيو‪ ،‬الخلق‪ ،‬ص‪.٤٢٧‬‬

‫‪١٢٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫قرداحي نتعا في الكئز الثمين العام ‪ ، ١٨٧٥‬كما نجد مقاطع في‬


‫كتاب الغتات‪ ،‬طع في أورمية ‪ ،١٨٩٨‬وفي المرح النزهية الجزء‬
‫األزل ‪ ،١٩٠١‬وكتاب توركامي ليوسف قليتا‪ ،‬الموصل‪٠١٩٢٨ ،‬‬

‫الميمر عن المال فنة الثالثة‪ :‬ديودورس وثيودورس‬


‫و دوريتى‪ ،‬نئر" مادتن "ع ترجمة فرسة في الجريدة اآلسيوية‬
‫على مرحلى العام ‪ ١٨٩٩‬والعام ‪ ٠١٩٠٠‬وترجم كوئللي إلى‬
‫ا إلنكليزية الميامر حول األسرار في ممللة ((نصوصى ودراسات))‬
‫((‪ ،))Texts & Studies‬كما نشر كينيو ميامر نرساي في الخلق‪ ،‬في‬
‫الباترولوجيا الشرقية ‪ ٣٤‬العام ‪ ١٩٦٨‬مع ترجمة فرنسة‪ ،‬وكان قد‬
‫ترجم أيثا الميمر ‪ ٢١‬عن العماد والميمر ‪ ١٧‬عن األسرار في‬
‫‪Initiation Chretienne, Lettres Cheiennes,‬‬ ‫‪,‬ةالةآل ‪٦١‬مآ‬
‫’‬ ‫‪%١‬ا‬

‫‪ .p٠ 195-247‬وقد قام األب د‪ .‬جاك إسحق بترجمة القصيدش ‪٢١‬‬


‫و‪ ٢٢‬إلى العربية (قاالسوريايا‪ ،‬العدد ‪ ٣٣,٣٢‬لسنة ‪ ١٩٨٤‬ص‪-١٦‬‬
‫‪ . )٦ ٠‬كما نشر مكال ويد الميامر عن الميالد والدنح واآلالم والقيامة‬
‫وا لصعود في ا لباترولوجيا ا لشرقية عدد ‪ ٤٠‬لسنة ‪ ،١٩٧٩‬وعتا نوئيل‬
‫بتق ترجم خمسة أمثال من ا إلنجيل إلى الفرنسية‪ ،‬نشرها مقابل‬
‫ا لنصن ا لسريا نى‪ ،‬با ريسى ‪ . ١٩٨٤‬وثتة ترجمة لبعض ميامره في‬
‫ا إلنكليزية والغرنسية واأللمانية‪ ،‬وقد اعتمد مترجموها طبعة منكنا‪.‬‬

‫أتا سوغيثا‪ ،‬وهي محاورة شعرية منظومة على البحر السباعي‪،‬‬


‫فينبها بعضهم إلى أفرام وبعضهم اآلخر إلى نرساي ولم تحصل أي‬
‫دراسة جادة لمعرفة صحة نبتها‪ .‬وكان منكنا قد نشر عشرا منها في‬
‫الجزء الثاني من ميامر نرماي‪ ،‬وبعضها نجده منشورا في كتب أخرى‬
‫تحت اسم أفرام مثل محاورة العذراء والمجوس‪ ،‬وكان مكالويد قد‬
‫بين أن واحد؛ منها فقط هي لنرماي (الخالص‪ ،‬ص‪٠)٨‬‬

‫‪١٢٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أسلوبه‬

‫يستعمل نرسا ي في ميا مره أسلوب ا لعور وا لمقا رنا ت ‪ ،‬يقتبس‬


‫معظمها من الكتاب المقنص ومن الطبيعة‪ ،‬كما يميل إلى أسلوب‬
‫التوازي‪ :‬وعاد؛ يبدأ العجز بتكرار أول لفظة أو عبارة من الصدر أو‬
‫أقته بتكرار الفكرة ‪ .‬إنشاؤه محبوك ‪ ،‬وشعره سلس ومشؤق ال يعبب‬
‫الملل للقارئ‪ ،‬فمن حش آلخر يدعوه إلى المتابعة يجمل مثل‪:‬‬
‫تعا ل ‪ ،‬لنذهب‪ ،‬لنكن‪ ،‬أو يستعمل صيفة المنادى أو األمر ويبدأ‬
‫با لمدراش ثم بالميمر ‪.‬‬

‫هناك بعض التكرار في قسم من ميامره وقدر من التكتف‪ ،‬إآل‬


‫أن لفته تكا د تكون خا لية من األلفاظ ا ليونا نية‪ .‬ومائ يجدر ذكره أن‬
‫هذه الميا مر كانت‪ ،‬في غالب األحيان‪ ،‬ترش‪ ،‬وال يزال بعضها‬
‫يحمل في بدايته رد تكرر بعد كن بيت أو أكثر‪.‬‬

‫أطروحاته الالهوتية‬

‫من مميزات فكر نرساي أده مباشر وواضح‪ ،‬ومنغرد في سموه‬


‫ووقاره‪ ،‬وهذا ليس بغريب على شخص مثله قضى معظم حياته في‬
‫البحث والتعليم‪ .‬لذا‪ ،‬دراسة كتاباته ضرورية لمعرفة سير الالهوت‬
‫في خعتة المشرقى خصوصا‪ .‬هذا الالهوت الذي يعرضه نرما ي‬
‫تعليائ مسئائ ‪ ،‬بأسلوب يميل إلى التأتل والوصف الرمزي أكثر منه‬
‫إلى العرض البرهانى المنهجى‪ .‬كما أن قتا منه جاء في إطار‬
‫دفاعي وهجومي أمام اآلراء الالهوتية المتعددة السابقة أو المعاصرة‬
‫له‪ ،‬والتي يعذها منافية لإليمان‪ ،‬مثل آراء برديصان وأبي لينا ريوس‬
‫وفالنتينس وآريوس وأوطيخا‪ . .‬وقد واجهها بعنب وبألغا * ال تليق‬
‫بالروحانية المسيحية!!‬

‫‪١٢٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إذ إشكالية الالهوت في ميامر نرساي هي أن األلفاظ‬


‫المستعملة كانت ال تزال ضبابية‪ ،‬غير واضحة‪ .‬كد طرف أعطاها‬
‫معنى معينا والكثير من التصئب‪ .‬وقد تأقر نرما ي بالفلسفة اليونانية‪،‬‬
‫بأرسطو وأفالطون وبآباء اليونان‪ ،‬وال سيما ديودس وثيودورس‬
‫وثيودوريتس الذين اعتمدت كتاباتهم في التدرس بمدرسة الرها ثم‬
‫‪ .‬كما أن قراءة نرساي الكتاب المقنس كانت قراءة‬ ‫في نصيبين‬
‫تاريخية بمعنى أده يعتبر رواياته حوادرث حصلت‪ .‬يستعمل التفسير‬
‫ا لنمطى ‪ ،‬أي يجد صورا للعهد ا لجديد في ا لعهد ا لقديم ‪ ،‬ويستخلص‬
‫منها عبرا لألخالق المسيحية‪.‬‬

‫نظرته إلى اإلنسان‬


‫يراقب نرما ي‪ ،‬عن كثب‪ ،‬حياة اإلنسان‪ ،‬ويتأتل بعمق في‬
‫تقئباتها ‪ ،‬فيصؤر بشعره فرحه وحزنه‪ ،‬راحته وتعبه‪ ،‬نجاحه وفشله‪،‬‬
‫خيره وشره‪ ،‬تركيبه وكيانه‪ ،‬مازحا الفلسفة بالواقع‪ ،‬والكتاب‬
‫‪ .‬يتبع أنترويولوجيا‬ ‫المقنس باألخالق‪ ،‬وا لروحا نية بالتصرف‬
‫زمانه وخصوصا التي يعكسها الكتاب المقذس‪.‬‬

‫(‪ )٢٥‬ورد في رسالة وجهها يعقوب السروجى نحو العام ‪ ٥١٨‬إلى لعازر رئيس دير‬
‫مار باموس‪ ،‬تأكين تبئي مدرسة الرها ترجمة آباء اليونان الثالثة‪(( :‬أظئ أن‬
‫علئ أن أقول ألبؤتك إش كنث فى الرها منذ خمس وأربعين ستة (أي نحو‬
‫العام ‪ .)٤٧٠‬كنت أدرس الكتب المقدسة‪ ،‬لتا كانوا يترجمون مؤلفات‬
‫الكافر ديودورس من اليونانية إلى السريانية‪ .‬ووجدبق في المدينة مدرسة‬
‫الغرس التي التحقت بتعليم هذا ا ألحمق ‪ -‬ديودورس ‪ -‬وتعلقت به تعتقا‬
‫شدينا‪ . .‬وبعد وتت قليل وقع بين يدي خطب ديودورس وثيودورس‬
‫وثيودوريتس)) ‪F. MARTIN, Zeitschrift der Deutschen Morgen ،‬‬
‫‪.Geselschaft, vol. XXX, 1876, p. 224‬‬
‫(‪ )٢٦‬طابع المقال القيم لألب د‪ .‬سرهد جتو‪ :‬أنرساي ومفهوم ا إلنان»‪ ،‬بين‬
‫النهزين‪ ،‬العدد ‪ ،)١٩٧٣( ٣‬ص‪-٣٠٣‬ه‪.٣١‬‬

‫‪٢٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫اإلنسان ليس وليد المصادفة‪ ،‬بل خلقه الله بقصد محذد على‬
‫صورته ومثاله‪( :‬الم يستهو —الله — خاطرة جديدة في خلق البرايا ‪،‬‬
‫فإدها كانت منذ األزل في فكره وكيانه‪ . . .‬وفي كل ما جاء إلى‬
‫الوجود ‪ ،‬لم يمع الله سوى صوته‪ ،‬ولكن في خلق آدم‪ ،‬ها نحن‬
‫أمام شورى وخاطر جديد‪ . .‬هلتوا نصغ اإلنسان شبيؤا بنا‪ ،‬به نشن‬
‫كل شيء‪ ،‬لما لنفسه وجسده من قرابة مع الكائنات فيكون شبيها‬
‫بالماوين في حياة النفس‪ ،‬وقريتا من الجسدين في تركيب الجد‬
‫(‪ .)٩/٢٩ ،٦/٢()٢٧()١٩٧ ،١٨٨ ،٨١/٢‬نرىأننرمايمرتبط‬
‫بأنترويولوجيا الكتاب المقذس‪ ،‬مع بعض إضافات فلسفية اقتبسها‬
‫من اليونان وخصوصا أفالطون وأرسطو‪ ،‬مثل فكرة أن اإلنسان عالم‬
‫مصغر (‪ )٤٥٥/٢٣‬وأته مركب من عنصرين ‪ :‬من جد فان ونفس‬
‫خالدة‪(( :‬صبع الله الجسد أوال بخلقه اإلنسان ثم أوجد النفس‬
‫وأحتها فيه)) (‪(( .)٢٤١/٢‬غرس الله الحياة في الطبيعة المائتة‪.‬‬
‫فاقتتى الناس الحياة الخالدة في ضمائرهم)) (‪ . )٢ /٢‬وتبقى النفس‬
‫بعد الموت في حالة سبات إلى يوم القيامة حيث ترجع جسدها (‪/٢‬‬
‫‪٢‬ه‪ .)٢‬ويرى نرساي أن اإلنسان في خلقه وكيانه صورة مصعرة‬
‫للثالوث‪ ،‬وهنا يكون قد تعذى مدلول الكتاب المقنس في لفظة‬
‫((لنصغ))‪ ،‬كما فعل بية آباء الكنيسة الذين رأوا في صيفة الجمع‬
‫إشار؛ إلى الثالوث ا ألقدس ‪ .‬يقول‪( :‬؛في نفستا صاغ الله مثاال‪. . .‬‬
‫يشير إلى أقا نيم القيوم الثالثة‪ :‬االبن والروح اللذين من اآلب‪ ،‬كما‬
‫أن الكلمة والحياة تنبثقان من النفس)) (‪ .)١٨٢/٢‬يكتل اإلنسان‬
‫مجرى حياته بفضل الناس ا آلخرين وبدونهم ال يمكن أن يكون‬

‫(‪ )٢٧‬الرقم األزل يثير إلى القعيدة ‪ -‬الميمر ‪ -‬والرقم الثاني إلى البيت الشعري‪،‬‬
‫بحسب طبعة منكنا ‪ .‬أتا بخصوص المخطوطات فاذكر رقم المخطوطة‬
‫والصفحة‪.‬‬

‫‪١٢٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إناتا حعا ‪ ،‬ويشذد نرسا ي على العالقات وعلى المشاركة ‪(( :‬كم هو‬
‫سيئ أآل يشرك ا إلنا ن في سعادته الناس ا آلخرين‪ ،‬حقى لو كان‬
‫سعينا في نفسه‪ ،‬يبقى خايا من السعادة‪ .‬كم يبقى المرء جاهأل إذا‬
‫عمل لمنفعة نفه فقط! إذ الذي يملك لنفه فقط‪ ،‬ال يملك‬
‫البئة ‪ . . .‬وال يمكن اإلنسان أن يكون إناتا حعا من دون الناس‪،‬‬
‫وحقى بره من دون ا آلخرين ليس ببر» (‪ .)١٩٥-١٩٠/١٥‬اإلنسان‬
‫في نظر نرساي حر يمكنه تحقيق ذاته وصورته ‪ .‬لذلك هو في صراع‬
‫مستمر من الداخل (األهواء) ومن الخارج (مع ا ألرض والكائنات‬
‫األخرى) في محاولة لترويضها وتوظيفها‪(( :‬إذ الباري إذ كون‬
‫اإلنسان وضع فيه ذروة الحكمة‪ ،‬لقد صنعه محد إرادته لكي يقرر‬
‫مصيره كما يثاء (‪ . ) ١١٠/٢‬في حرة مع األهواء ليل نهار‪ ،‬وال‬
‫حذ لساحة شهواته‪ .‬حرب ضارية معلنة دوائ ضن نزعاته‪ ،‬وان غفي‬
‫انسئت الشهوات‪ ،‬وسبت حريته (‪ .)٢٦١/١‬وعن حرية اإلنسان‬
‫هذه طا لغ ‪ ٤٣٣/٢٣‬وما يتع‪.‬‬

‫أتا نظرته إلى المرأة والزواج فمرتبطة بمعظيات الكتاب‬


‫المقذس‪ .‬فالمرأة التي يتكتم عليها في الميمرن ‪ ١٢‬و‪ ٤٧‬هي أم‬
‫الحياة وأم الموت‪ ،‬مرعى الفضيلة‪ ،‬وتئبت الرذيلة‪ ،‬بؤرة غيرة‬
‫وشهوة وأحقاد‪ .‬إنها سبب كل الشرور التي حصلت للبشر منذ بداية‬
‫الخليقة ‪ .‬ويستشهد بما حصل ليعقوب ويوسف وشمشون وداود‬
‫(‪ ٩١/٤٧‬وما يتتع) ‪ .‬ويدعو المرأة إلى االقتداء ببعض نسوة العهد‬
‫القديم كسارة ورفقة وحقة‪ ،‬وبخاصة إلى ائباع مثال حواء الثانية‬
‫مريم‪ ،‬ويقيم مقارنة بين حواء ومريم على غرار ما فعل إيريناوس‬
‫وأفرام (‪ .)٢٢٢,٢١٧/٤٧‬ويحذر القارئ من الوقوع في فخاخ‬
‫المرأة‪(( :‬إتهن يجعلن العفيقين دنسين‪ ،‬ويشؤشن على المقرنين‪،‬‬

‫‪١٣٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ويضعفن األبرار‪ .‬ويق لتن يقع في شباك حيلهئ‪ . .‬إذا كانت حؤاء‬
‫قد كسرت داود كتارة الروح‪ ،‬فمن ترى يقدر أن يصمد أهام حرابها؟‬
‫(‪ ٠)٩٦-٧٩/٤٧‬إآل أته يرفض أن يرى الشر مرتبائ بطبيعتك‪ ،‬بل‬
‫إرادتك هي التي تخطأ‪ . . .‬وإرادتك هي التي تقودك إلى حيث‬
‫تريدين‪ .‬الخير والشن يعمالن فيك وأنت مستطه عليهما كحذة‪،‬‬
‫ويك هي اس تفعل الجبل والقبح» (‪ .)٢١٢-٢١١/٤٧‬افي‬
‫البدء خلقها باري الكن مسكتا بها ‪ .‬إآل أتها وسخت جمال نفسها‬
‫بأعمال قبيحة)) (‪ . )٣١/٤٧‬ويستعمل نراي في وصفه هذا كلماب‬
‫خشنة‪ .‬وبخصوص الزواج‪ ،‬يسير في خط هار بولس‪ :‬الرجل رأس‬
‫المرأة‪ ،‬والزواج سريره نقى‪ ،‬ويلخ على وحدة الزواج الذي هو‬
‫بصورة الثالوث (الشركة) ويقذم بعض نصائح عمية‪(( :‬نقية هي‬
‫المرأة التي تبتعد من الدنس‪ ،‬ومقذس وطاهر زواجها وكذلك الطفل‬
‫المولود منها‪ . . .‬إتها وزوجها متساويان في التعب واألجر‪ ،‬إتهما‬
‫يرثان ا ألرض هنا وملكوت السماء هناك)) (‪ .)١٦٨/١٢‬لذلك‬
‫يدعوها إلى الحشمة في جسدها وفي فكرها (‪. )٢٣١/١‬‬

‫يرى نرساي أن تجديد الخليقة سوف يكون أجمل من بدايتها ‪.‬‬


‫الخلقة ا ألولى زمنية والثانية سرمدية‪ .‬وهذا التجديد يقوم به الله من‬
‫خالل يسوع المسجح ‪(( :‬قلت إذ الخليقة كتها تصعد معه في صعوده ‪،‬‬
‫ألن كل الخالئق الناطقة والصامتة مرتبطة بجسده ونفسه ‪ .‬هلتوا‬
‫نستعذ‪.)٢٩٤/٢٦()).. .‬‬

‫فغي المسجح تحققت صورة اإلنسان الكامل‪(( :‬لقد دعا الله آدم‬
‫األول صورته نظرا ولكن في المسجح‪ ،‬آدم الثاني صار اإلنسان‬
‫صورته وفسدت‪ ،‬ولكن هاهيذي عادت جديدة في المسجح)) (‪/٢‬‬
‫‪ .)١٩٠‬وقيامة المسجح هي النهاية السعيدة لإلنسان‪ ،‬والتي إليها‬

‫‪١٣١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يصبو ويسير طوال حياته ‪ (( .‬المسيح قام من بين ا الموات ولن يموت‬
‫بعد‪ ،‬لذلك قام كل كياننا مع ابن جنسنا الواحد‪ ،‬كيان آدم بكل ما‬
‫له‪ ،‬واإذ‪ ١‬قام عضو منه‪ ،‬فقد قام الكز‪ ،‬أصعدنا معه حيث صعد‪،‬‬
‫كما يذكر بولس‪ ،‬وإن كان ذلك حقيقة‪ ،‬فكز الكيان يصعد معه‪. .‬‬
‫إته معه في الموت‪ ،‬ومعه في الحياة ومعه في المجد)) (‪—٣٩٤/١‬‬
‫‪ . )٣٩٨‬إدا يؤكد نرساي ‪(( :‬على مثال قيامة المسيح‪ ،‬مبدأ حياتنا‪،‬‬
‫سيبعث الجسد الطا هر والنفس الخفية ))(‪ ,)١٥٤/٢٣‬وفي ميامره عن‬
‫الخلقة‪ ،‬يتصور نهاية العالم في سنة األلف‪ .‬فهو مثل أفراهاط‬
‫وأفرام يتع مبدأ األلفية ‪ :‬سئة آالف ستة قبل المسبح وألف ستة بعده‬
‫حيث تحصل النهاية الحتمية‪ .‬نجد الفكرة عند معاصره يعقوب‬
‫الروجي■‬

‫الخطيئة ‪,‬الصبة‬

‫يتكتم نرما ي على أحداث الفصول الثالثة ا ألولى من سفر‬


‫التكوين في ميمر ‪ ،٢٩‬حيث يسير بمحاذاتها ‪ ٠‬يتع خلق آدم وحواء‬
‫والغردوس والشلة والقتل األزل‪ .‬كما نجد إشارات في الميامر ‪٣ ٤‬‬
‫‪ .‬يذكر نرساي أن الله خلق اإلنسان على صورته‪ ،‬وخلقه‬ ‫و‪٣٦‬‬
‫سيدا على الكون كته‪(( :‬في العالم‪ ،‬المدينة الملكية‪ ،‬وضع الله‬
‫صورته المنظورة‪ ،‬وعرف قدرته الخفية)) (‪ . )٣/٢٩‬إال أن آدم بتمرده‬
‫لم يمكث في الفردوس موى نهار واحد‪(( :‬نهارا واحذا مكثت‬
‫الكائنات المخلوقة ‪ -‬اإلنسان ‪ -‬من التراب في الفردوس‪ ،‬إذ عند‬
‫غروب الشمس غادرتها كفرباء إلى بلد آخر)) (‪ ,)٢٥٧/٢٩٢‬ويعذ‬

‫‪\١‬اللم ةاأةًاع‪0‬آل’‪ II Peccato di Adamo nella patristica, ٦١‬بحآ<؟ذآآ ةل‪١‬اآةاأآآلاًثآ‬


‫‪dei pp. Francescani, Gerusalemme, 1970.‬‬

‫‪١٣٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫خطيئة آدم عمل تجاور على وصبة الله (‪ ٢٩٣/٢٩‬وما يتع)‪ .‬وكان‬
‫حرا بقبولها ‪ ،‬إآل أته فصل التجاوز الختبار حقيقة حرته واستقالله‬
‫(‪ .)٣٦٥/٢٩‬ويسبب آدم فقدت الخليقة تناغمها‪(( :‬كل الخليقة‬
‫راحت تبكي على صورة آدم ا لجميلة ا لتي بها كا نت متحدة بالمحبة‪،‬‬
‫وجاءت الخطيئة فحتت رباطها)) (‪,)٢٨١/٢٩‬‬

‫والجديد عند نرساي هو عنة العمل والتعب واأللم والموت‬


‫ضمن تركيب ا لطبيعة المخلوقة وليس بسبب ا لخطيئة األولى‪( .‬دإذ‬
‫تركيب جسد آدم يعلن أته كان مائتا‪ ،‬وكذلك زواجه مع حواء كان‬
‫مليغا باأللم)) (‪(( ,)٢٩١/٣٦‬إته ‪ -‬أي الله ‪ -‬كان يعرف بخلقه إيانا أته‬
‫صنعنا مائتين‪ ،‬خليقته كتها تشهد أته كان يعرف ذلك‪ ،‬ألته هو الذي‬
‫خلقها خاضعة للموت)) (‪ ,)٥٧/٢٩‬ويتساءل لم هناك ذكور واناث‬
‫إن لم يكن بهدف ضما ن ديمومة الجنس البشرى (‪ ٢٩‬ا ‪ , )٥٣‬وإذ‬
‫العصيان لم يكن سوى فرصة لبرهان الحربة (‪ ,)٢٩٧/٢٩‬ويرفض‬
‫نرما ي نقل الخطيئة األصلية بالوراثة‪ ،‬ذلك بتأثير ثيودورس‪ ،‬في‬
‫حين يقبله أفرام(‪٠)٢٩‬‬

‫ونلمس لديه تفاؤال كبيرا بخبرة آدم (طالع‪،٢٤٩ ،٢٤١/٢٩ :‬‬


‫‪ ،٣٠٣ ،٢٧١‬و‪ ,)٣٧٢,٣٧١/٣٦‬من خالل الخبرة الفاشلة هذه‪،‬‬
‫يدعو اإلنسان إلى معرفة حدوده واإلقرار بخطاياه وبالحاجة إلى‬
‫التوبة (‪ ,)٢٦٧/٢٩‬ألته ال شر من موت اآليم (‪,)١٩٣/٧‬‬

‫فكرته عن الله‬
‫يتكتم نرسا ي على الله في ميامره المتعذدة‪ ،‬وينطلق من عال قة‬

‫(‪ )٢٩‬هذا الرفض يربط األلم والمرض والموت والخطيئة األولى‪ ،‬سته مجمع‬
‫سبريثع العام ‪ ٩٦‬ه ‪ ،‬طابع‪ :‬المجامع الشرقية‪ ،‬ص‪ ٩‬ه ‪. ٤‬‬

‫‪١٣٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الله بالخليقة (التدبير) وليس من كينونته‪ . . .‬فأمام تعذد الخالئق‬


‫يؤكد أن الله واحد أحد ووحدانيته مطلقة‪ ،‬وربما هذا هو البب في‬
‫استعماله لفظة الكائن (‪٠‬ك‪٠‬طك‪ )٣‬للداللة على الله‪ ،‬ولفظة الكينونة أو‬
‫الوجود (كمدك) للداللة على األلوهبة‪(( :‬إذ الكائن واحد‪ ،‬وهو‬
‫كما هو‪ . .‬وهو الذي أوجد الخليقة في البدء من العدم ‪ .‬والكائن ال‬
‫يحتاج إلى أن يسأل العون من أحد في خلقه‪ ،‬كما أن الخليقة ال‬
‫تقدر أن ترتفع إلى وجوده ‪ -‬ألوهبته)) ‪)٢٠٢,٢٠٠/٣٧( -‬؛ فالله هو‬
‫الواجب الوجود‪ ،‬في نظر نرساي‪ ،‬وال يمكن أن يشركه كائن آخر‬
‫في جوهر وجوده‪ .‬وقد يرمي كتابنا بذلك إلى إزالة االلتباس عند‬
‫مستمعيه بشأن وجود قدرربن إلهبنكبن كما ينعي المانوبون ‪ .‬إله الخير‬
‫وإله الشر‪(( .‬أنت هو كما أنت‪ ،‬وتبقى كما أنت من دون تغيير‬
‫يسير مع كن الخالئق من دون ما تعب)) (‪ ١ /٧‬ه) ‪.‬‬ ‫ورمزك‬
‫ويعطي ترساي في ميمر ‪ ٣٤‬عن الله والخلقة‪ ،‬بعض صفات الله‪،‬‬
‫بأسلوب النفي (‪(( :)Apophatic‬ال بداية للكائن الذي أوجد الخليقة‬
‫وال نهاية له في نظام خلوده‪ ،‬إده الكائن الواجب الوجود‪ .‬هذا ما‬
‫يستتظع العقل أن يقوله‪ ،‬ال غير‪ .‬أثا كيف هو فالباب موصد أمام‬
‫سؤاله‪ . .‬إته غير مركب وغير محدود وغير منظور وال يتغبر عائ هو‬
‫أمام الضن)) (‪ .)١٧-١٤/٣٤‬المهنإ في نظر نرساي هو تدبيره تجاه‬

‫(ا‪ )٣‬يستعمل نرماي كثيرا لفظة الرمز ((‪٦‬ع‪٠‬كا)) أو الرمز اإللهي وكأته شخص‬
‫متقل وسيط بين الله والبشر‪ ،‬يقابل الديمورج واللوغر عند الفالسفة‬
‫اليوناسن‪ ،‬والحكمة في العهد القديم‪ .‬إذ نرساي‪ ،‬مرات كثيرة في سياق‬ ‫‪-‬‬
‫كالمه‪ ،‬يترك االنطباع بأته مرادف ((للكلمة)) أو المح‪ ،‬وقد ترجمه إبراهيم‬
‫إبراهيم بالقوة‪ ،‬وكيتيو بالعالمة! يقول نرياي‪(( :‬رأى الباري الذي كل األمور‬
‫مكشوفة لديه‪ ،‬رأى قساوة ألمهم‪ ،‬فأرسل رمزه وعراهم في حزنهم‪ .‬أرسل‬
‫رمزه إلى بنت حواء التي كانت قد أدخلت الموت‪ ،‬وصار فيها جتيتا‪ ،‬ومألها‬
‫حياة غير مائته)) (‪.)٤٧/٤٧‬‬

‫‪١٣٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫البشر‪ :‬حنانه ورحمته‪ ،‬أمانته وحرصه‪ ،‬ويستشهد بآباء العهد القديم‬


‫إبراهيم وإسحق ويعقوب وداود وشمشون (طابع الميامر ‪،٣ ،٢ ،١‬‬
‫‪ . )٤٣‬كما أته يصف غضبه على الذين يخونون عهده ‪ .‬ويقوده حديثه‬
‫عن الله إلى التكتم على الثالوث‪ :‬آب وابن وروح قدس‪ ،‬من دون‬
‫الدخول في تفاصيل الهوتية نظرية‪ .‬ويظل نرما ي في نطاق التدبير‬
‫فيعد حقيقة الثالوث أمرا مسئائ به ‪ .‬يميز في جوهر الله الواحد ثالثة‬
‫أسماء أو عميات ‪ :‬األبوة والينؤة وا النبثا ق‪ ،‬ويستعمل لإلشارة إليها‬
‫لفظة أقنوم‪ ،‬بدال من لفظة شخص‪ ،‬لكون األقنوم دن على جانب‬
‫الكائن الخفى وشغافيته‪ ،‬في حين كلمة الشخص تثير إلى الجانب‬
‫الظاهري وا لملموس ‪ .‬يقول نرما ي ‪(( :‬إبحن‪ ،‬إن أردت‪ ،‬بحها يليق‬
‫بالكائن غير المحدود‪ ،‬كيف هي طبيعته ا لمتساوية في األقانيم‬
‫الثالثة‪ .‬إبحث عن الطبيعة التي ليس لها بداية حيث يوجد ‪ :‬أبوة‬
‫وبنؤة وانبثاق ‪ . .‬وعندما أقول ((ثالوث)) ال أقصد ثالثة كائنات‪ ،‬إتما‬
‫أقانيم ثالثة في وجود واحد‪ . .‬هم ثالثة بحسب االسم‪ ،‬وواحد‬
‫ومتساوون بحسب الطبيعة)) (‪ ٣٤/٣٤‬و‪٧،٤٤‬ه)‪(( .‬اآلب ال يدعى‬
‫ابائ وال االبن أيا‪ ،‬وتمييز اسيهما يعلن حقيقة أقنوتيهما ‪ .‬كما أئ‬
‫الروح أقنوم ينبثق من األب وماو له في كل شيء‪ . . .‬واختالف‬
‫األسماء ال يؤذي المسا واة ‪ ،‬إذ األسماء تثير إلى المرتبة ‪ ،‬في حين‬
‫تدل األقانيم على المساواة في الوجود)) (‪.)٣٥,٣٤/٣٥‬‬
‫ويستخدم نرساي مثل الشمس وهو مثل مألوف عند آباء الكنيسة‬
‫كاوه‪ ،‬ليؤكد الوحدانية من جهة والتعذدية من جهة ثانية‪ ،‬وعدم‬
‫وجود تعارض بينهما‪ ،‬فالشمس وا حدة في قرصها وضوئها‬
‫وسخونتها‪ ،‬وبالرغم من أن القرص شيء والضوء شيء والحرارة‬
‫شيء آخر‪ ،‬فإتها تمى شمسا وا حدة (‪ . )٦٢,٦٠/٣٤‬كما يتشهد‬
‫بمثل اإلنسان للداللة على الوحدانية والتعذدية‪ ،‬فاإلنسان‪ :‬جسد‬

‫‪١٣٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ونفس وقوى متعذدة كالنطق واإلرادة والحياة‪ ،‬لكثه كائن واحد‬


‫أحد‪ ،‬وكل األفعال سكب إليه (‪ . )٣٦/٣٥‬ويرجع نرتماي في‬
‫النهاية‪ ،‬فيؤكد بصراحة أن الله والثالوث ليا موضع برهان‪ ،‬بل‬
‫هما موضع إيمان‪(( :‬في اإليمان وحده ينبغي أن نبحث‪ ،‬فنزداد‬
‫إيماائ‪ ،‬وحيى ذلك ال نقوم به كبحث مجرد‪ ،‬إثما بمحًاة)) (‪/٣٥‬‬
‫‪.)٣٦‬‬

‫تعليمه حول الميح‬


‫حثى نفهم تعليم نرساي بخصوص المسيح‪ ،‬علينا أن نضعه في‬
‫إطار مفهوم الخالص لديه الذي يتناوله في معظم ميامره‪ ،‬كما علينا‬
‫أن نأخذ بعين االعتبار موقفه الدفاعى عتا يتصؤره الالهوت‬
‫المستقيم إزاء مغاهيم أخرى يعتقدها مضللة‪ ،‬مثل آراء أبوليناريوس‬
‫ومفهوم الطبيعة الواحدة ونظرية االسن‪ :‬إبن الله وابن مريم‪ .‬في نظر‬
‫نرسا ي ا لمسيح صورة الله الممجدة‪ ،‬وهو الرباط الذي يوحد العالم‬
‫المادي والروحي‪ ،‬وهذا الرباط كان اإلنسان األزل قد حته‬
‫بعصيانه‪ .‬ويكمن الخالص في قبول دعوة المسيح إلى معرفة الله‬
‫ومحآته ‪ .‬ورما هذا هو السبب في تميته المفصمله المسمح بالرأس‬
‫أو با لبكر («‪٩‬عطنم»)‪(( :‬خليقة جديدة‪ ،‬خلق الباري على قئة‬
‫الجلجلة‪ ،‬وأظهر قدرته الغسة في اإلنسان المصلوب‪ . .‬ومثلما كان‬
‫البدء قد أنجز خلقه في ا إلنمان‪ ،‬ها هو ذا ينجز خلقه في ا إلنسان في‬
‫كمال األزمنة)) (‪(( . )٦,١/٢٠‬كان آدم األزل قد دعي مجارا صورة‬
‫الله ولكئ المسيح‪ ،‬آدم الثاني‪ ،‬قد حعق في الوا قع هذه الصورة‪. .‬‬
‫أخذ صورة الباري وجعلها مكثا لتجده‪ ،‬وفي المسيح تغت‬
‫با لواقع المواعيد التي كان قد قطعها مع آدم الذي أفسد صورته‪،‬‬
‫فعادت وتجذدت فيه)) (‪—٢١/٣٥‬هه‪(( .)٢‬كما كتا قد صرنا مائتين‬

‫‪١٣٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫في آدم‪ ،‬هكذا أصبحنا خالدين في آدم الثاني‪ ،‬إذ شق لنا الطريق إلى‬
‫الحياة الجديدة‪ ،‬وهو أول من فتح لنا باب السماء‪ . .‬بالمسئح‬
‫يتجند كز شيء ويكتمل كن شيء تحت سلطان رائسته» ‪/٣٢( .‬‬
‫‪(( .)١٨٦ ،١٦٠,١٥٧‬وانظر‪ ،‬أيها اإلنسان‪ ،‬ثم رفعك خالق‬
‫الكز‪ ،‬إذ أخذ ما هو لك‪ ،‬وأعطاك ماهوله بالمحية» (‪.)٤٤٨/٢‬‬
‫وهذا هو سبب عظمة درجة ذلك اإلنسان ‪ -‬آدم الثاني ‪ -‬الذي في‬
‫عظمته‪ ،‬يرفع الخليقة إلى الخالق‪ ،‬شيء عجيب صغ الباري إزاء‬
‫خالئقه‪ ،‬بإشراكه إياهم في أمجاد الوحي (‪.)٣٩٤ ،٣٨٩/٢٣‬‬

‫أما عن ا رحاد ا إلله وا إلنسا ن في شخص الممح الواحد فال‬


‫يكتفي نرساي مثل بقية آباء هذه الفترة بلغة الكتاب المقذس‪ ،‬بل‬
‫يستعمل بعض مصطلحاب فلسفية غير محذدة المعنى بعد‪ ،‬للرد على‬
‫الذين يقولون بطبيعه واحدة في المسح‪ ،‬ويركز على الجانب‬
‫اإلنساني ألهتيته في تدبير الخالص‪ .‬لفته ومصطلحاته مختلفة‪،‬‬
‫ليس عن اإلسكندريين فحسب‪ ،‬بل أحياتا عن األنطاكين‪،‬‬
‫ويستخدمها في ألمر مختلفة‪ .‬ومن بين هذه المغردات‪ :‬الطبيعة‪،‬‬
‫األقنوم وا لشخعس‪ ،‬وهي الكلمات األساسية التي ا سئخدمت في‬
‫الكريستولوجيا ‪.‬‬

‫تختلف الطبيعة ((حطي)) عند اآلباء السريان المشارقة عن ‪Phusis‬‬


‫اليونانية‪ .‬إرها طبيعة مجردة وليست طبيعة عينية‪ ،‬كما يقذمها‬
‫‪ .‬إئها اشارة إلى العناصر المشتركة بين‬ ‫المطران إبراهيم إبراهيم‬
‫الجنس الوا حد‪ ،‬مثال يتكتم نرساي على الطبيعة ا إللهية والطبيعة‬
‫البشرية وطبيعة الخبز والماء والخشب والطين (‪،٥٢,٥١/٣٥‬‬
‫‪ ،)٢٤١ ،٢٣٥‬فيقول عن طبيعة البشر‪(( :‬إره ‪ -‬المسيح ‪ -‬تكتم معهم‬

‫(‪ )٣١‬إبراهيم إبراهيم‪ ،‬ص‪.٣٢٠‬‬

‫‪١٣٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بالجد والروح بحب طبيعتهم الجسدية والروحية)) (‪ ،)١٥/١‬في‬


‫حين تعني لفظة أقنوم الطبيعة العينية الخاصة بالغرد‪ .‬يقول نرسا ي ‪:‬‬
‫((للم أقنومك)) (‪ )١٣/١٠‬أي للم ذادللى‪ .‬ويستعملها في حديثه عن‬
‫الثالوث ا ألقدس لكونها تعبر عن الجانب الجوهري‪ ،‬فيقول ثالثة‬
‫أقانيم وليس ثالثة أشخاص‪ ،‬لكون لفظة الشخص (ع‪٦‬آلها) تثير‬
‫إلى جانب ا ألنا ا لظا هري ا لملموس‪ .‬وقد ا ستعمل بعض ا آلباء‬
‫المشارقة لفظة ( نمعمم ) الوجه ‪ .‬وليس كما يقذمها إبراهيم إبراهيم‬
‫‪.‬‬ ‫بمفهوم الشخص الحالى أي جانب ا ألنا الجوهري العميق(‬
‫والطبيعة والثخص واألقنوم ليست مترادفة‪ ،‬كما الحال عند ا آلباء‬
‫‪ .‬في ميمره عن المالقنة الثالثة يناقش مفهوم‬ ‫اإلسكندريين‬
‫الطبيعتين في المسيح ‪(( :‬ميز المالقنة ‪ -‬الثالثة ‪ -‬الطبابع لئآل يتعكر‬
‫التناغم بينها‪ ،‬جمعوها في الشخص الواحد‪ . .‬شخطا واحدا سموا‬
‫الكلمة والجسد)) (عن مارتن ‪ ٤٩٩‬وقد ترجم لفظة برصوفا بالشكل‬
‫‪ . )Figure‬ويشير بالكلمة إلى ا إللهي وبالجسد إلى اإلنسانى‪ .‬ويشدد‬
‫على وحدة الشخص واالبن الواحد‪ ،‬متبعا نهج ثيودورس‪ :‬يقول‪:‬‬
‫((إذ الطبيعتين اللتين تكتمت عليهما والمتميرين الوا حدة عن‬
‫ا ألخرى‪ ،‬ليستا شخضين أدخلهما فيه كما يفعل ا لظلمة — الهراطقة‬
‫‪ -‬إثما أقر بوجود شخص واحد‪ :‬كلمة ا ألب والجد متا‪ ،‬وأسجد‬
‫للروحي من خالل الجدي)) (فاتيكان سرياني ‪(( . )٦٥/٥٩٤‬هع‬
‫الخا لق يكرم ا ستا وسلطادا‪ ،‬إذ يدعى ابائ لله فهو الله‪ .‬إبتا له ندعو‬

‫(‪ )٣٢‬إبراهيم إبراهيم‪ ،‬ص‪.٢٢٩-٢٨٢‬‬


‫(‪ )٣٣‬عن كز هذه المصطلحات‪ ،‬طابع كتابنا رسالة أيثوعياب الجدالي عن شخص‬
‫المسيح‪ ،‬بالغرنية‪ ،‬روما‪ ،٩٨٣ ،‬ص‪ ،١١٠-١٠١‬أو مقالنا في الفكر‬
‫المسيحي (شباط ‪« :)١٩٨٤‬المسارقة هراطفة أم متقيمو اإليمان))‪،‬‬
‫ص‪.٨٣-٨٢‬‬

‫‪١٣٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫االبن متا ‪ .‬ومع الالهوت نعنه من دون فصل‪ ،‬ونعنه شخطا واحذا‬
‫مع ما هو وكما هو منذ البدء» (‪ . )٣٨٨ ،٣٨٤/٢٣‬وهذا االتحاد هو‬
‫انحاد في الشخص الواحد‪ ،‬وليس ائحاذا أدبغا مثل انحاد الرجل‬
‫والمرأة‪ .‬ويقول نرساي إنه كما أن اإلنسان واحد بالجسد والروح‬
‫وملزم بمعرفة مبب ا ممه ودرجته (‪ ،)٤٥٣/٢٣‬كذلك ا لمسيح وا حد‬
‫أحد وليس اثتين‪(( :‬إننا ندعو المخلوق هيكال (‪ )tdhni‬صنعه الكلمة‬
‫لسكناه والمخلوق هو ‪ -‬االبن ‪ -‬الوحيد الذي ارتضى أن يسكن فيه‪،‬‬
‫مثلما نمي النفس والجسد الشريكين المتاويس‪ ،‬شخطا واحذا ‪٠‬‬
‫التفس هي الطبيعة الحية‪ ،‬والجد هو الطبيعة المائتة‪ ،‬وندعوهما‬
‫شخطا واحذا‪ .‬إثنان متميزان الواحد عن اآلخر‪ .‬فالكلمة هي‬
‫الطبيعة اإللهية‪ ،‬والجد هو الطبيعة البشرية‪ .‬ا ألول هو الخالق‪،‬‬
‫والثاني هو المخلوق‪ ،‬إآل أنهما واحد في االئحاد ‪ .‬النفس ال تتعذب‬
‫عندما تتعرض أعضاء الجسد لأللم‪ ،‬وال الالهوت يتألم بألم الجسد‬
‫الساكن فيه‪ .‬وإذا كانت النفس المخلوقة ال تتألم مثل الجسد‪،‬‬
‫فكيف يمكن أن يتألم الالهوت المتسامي على األلم؟ تتألم النفس‬
‫مع الجسد من باب المحية وليس بالطبيعة وتنسب إليها آالم الجد‬
‫مجارا» (فاتيكان سريانية ‪٩٤‬ه‪/‬وجه ‪ .)٦٩‬وفي قانون اإليمان الذي‬
‫يتقله نرماي في الميمر ‪ ١٧‬عندما يشرح رتبة القذاس‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫((ونؤمن برب واحد يسوع الممسح ابن الله‪ ،‬شخص واحد بطبيعسن‬
‫وأقنوئيهما ‪ .‬إنه الوحيد المولود بالهوته‪ ،‬والبكر بجسده» (‪/١٧‬‬
‫‪ .‬ويلخ على الجانب ا إلنسانى التاريختي من خالل‬ ‫‪)٦١,٦٠‬‬
‫كالمه على صوم يوع وصالته وتجاربه (‪ ,)١٧٦/١٠‬إذا لم يكرع قد‬

‫(‪ )٣ ٤‬في طبعة منكنا عبارة ((شخص واحد بطبيعتين وأقنوميهما» غير متوافرة‪ ،‬لذلك‬
‫اعئمدت طبعة كينيو حس‪ . ٢١٩‬ويظهر أن منكنا قد قام ببعض ((رتوشات» على‬
‫ميامر نرساي مس‪.‬هـدا النزعة النسطورة !‬

‫‪١٣٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫صلى‪ ،‬فهذا يعني أته لم يكن إناثا حعا‪ ،‬فإيماننا باطل (بورجيا ‪٨٣‬‬
‫ص‪١٤٤‬ظهر)‪٠‬‬

‫وبخصوص تبادل الخواض‪ ،‬أي تنب ما هو إلهى إلى‬


‫ا إلنسا نى‪ ،‬وما هو إنسا نى إلى ا إللهى‪ ،‬يقبل نرسا ي ذلك مع ا لتمييز؛‬
‫يقول‪(( :‬إبن الله يسوع ملكنا‪ ،‬غلب بالصليب‪ ،‬وبصلبه أخزى‬
‫الشيطان وأزال الموت‪ .‬وفي صلب ابن الله وجدت النبوات كمالها»‬
‫( ‪(( .) ١٨٨- ١٨٦/٣٠‬إبن الله نزل بصلبه إلى عمق القبر‪ ،‬وأصعذ‬
‫الموتى من هؤة الموت» (‪(( ,)١٦٩/٣٠‬بموته نال ا لبشر الرجاء‬
‫السيد بحيا؛ خالدة» (‪.)٢٢/٢٤‬‬

‫((الجسد والكلمة أدعوهما ابائ واحدا لله‪ ،‬واحد مع الالهوت‬


‫وال يمكن أن ينفصل‪ .‬إتي أمتز طبيعسن‪ ،‬ولكن ال أقول ((ابسن))‪ .‬أقن‬
‫بابن واحد ابن لله في ذاته وفي الجسد المأخوذ مائ» (بورجيا سرياني‬
‫‪ ،٨٣‬ص‪٢‬ه)‪(( .‬لم يدخل بولر انفصاال بين ابن وابن‪ ،‬فال تعثر‬
‫أيها الهرطوقى في تمييز كالماته‪ .‬إته منز الطبيعتين الواحدة عن‬
‫ا ألخرى‪ ،‬وجمعهما في وحدة الشخص‪ .‬منزهما ببب األلم‬
‫وا لمجد ووحذهما ببب ا لمحآة غير المنقسمة» (‪. )٢٥١,٢٤٩/٤‬‬
‫ويستخدم نرساي للتعبير عن التجند واالتحاد لفظنن اثنتين ( ‪)٣٧٠‬‬
‫حل و(لملد‪ )٦‬سكئ مرفقتين أو متغرقتين‪ ،‬عادة حل فسكن للديمومة ‪.‬‬
‫كما يستعمل لفظة ( س‪١‬طك ) ‪.‬‬

‫إذ االختالف هو في المغردات المستعملة والتي يصعب تحديد‬


‫معنا ها في تلك ا لغترة‪ ،‬لكونها تستعمل في أطر مختلفة‪ ،‬وال تعبر‬
‫عن تباين في عقيدة ا إليما ن ‪ .‬كما أن ا التجا ه الذي يتبغا ه نرسا ي‬
‫اتجاه تصاعدي‪ ،‬أي من اإلنسان إلى الله‪ ،‬وهو االتجاه الذي سار‬
‫عليه ا آلباء ا ألنطاكنون ‪ .‬من هنا نفهم إلحاحه على الجانب ا إلنسا ني‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ألهتتته في تدبير الخالص‪ .‬يقول نرساي ‪(( :‬بالنفس والجسد غلب‬


‫آدم الثاني ‪ -‬المسيح ‪ -‬ولم يكن يعرف الجديون أن يسيروا إلى‬
‫العلى‪ ،‬فأعن الطريق أهام أعينهم ابن االرض — المسيح ‪/٢٤( ))-‬‬
‫‪.)٨ ،٣‬‬

‫مريم العذراء‬

‫يقذم نرساي صورًا للعذراء مريم واقعية بأسلوب بسيط‪ ،‬خال من‬
‫الئغاالة‪ .‬واأللقاب التي نجدها في ميامره هي‪ :‬األلم‪ ،‬البتول‪،‬‬
‫األنة‪ ،‬الماء الثانية‪ ،‬ابنة داود‪ ،‬حواء الثانية والقذيسة ا لطوبا وية ‪.‬‬
‫إنها بتول أئ حبلت بيسوع وولدته من دون عالقة زوجية ‪(( :‬حبلت‬
‫البتول من دون زواج وال عالقة زوجية‪ ،‬إنما بقدرة الروح أبعد الظن‬
‫من فكرها‪ ،‬فعليه تسهل ا ألمور التي تعسر على الطبيعة)) (‪. )٣٧/٢‬‬
‫حبلت البتول بخالف الطبيعة وولدت من دون زواج (‪ . )٦٦/٣٣‬وإذا‬
‫لم يرد في ميامره لقب ((ألم الله))‪ ،‬فذلك ببب االلتباس الذي يخاف‬
‫تريما ي أن يخلقه هذا ا للقب الهوا ‪ ،‬كون الوالدة وا لنمؤ هما من‬
‫خواون ا إلنسان ‪(( .‬ينسب إلى ا إلنسان كل ما كسب بخ ص وصوب ابن‬
‫اإلنسان‪ :‬الحبل‪ ،‬الوالدة والنمؤ)) (نقال عن مارتن ص‪ ٠ ٨‬ه) ‪ .‬ويكل‬
‫موعنا احتراائ عميعا للعذراء‪(( :‬يجب أن يعطى للقذيسة اسم الئق‪ :‬أم‬
‫الصورة التي بواسطتها انجلت صورة الالهوت المنظور‪ .‬أثا ابنها‬
‫فندعوه تسيحا وابائ وملكا وردا)) (بورجيا ‪ ٨٣‬ص‪ ٣٤‬وجه)‪.‬‬

‫ويجري نر ساي مقارنة بين حواء األولى وحواء الثانية‪ ،‬على‬


‫غرار ما فعل إيريناوس وأفرام وغيرهما من اآلباء‪ .‬يقول نرساي‪:‬‬
‫(( بابنه اا ع أع ر بدأ اا ج ردرط يفسد‬
‫وبابنه ا ا غ أر ر بدأربة ا لحيا؛ تتفجند‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫حيث ازداذب الخطيئة من دون حذ‬


‫ئناك رما ا لتن ين دونما تياس‬
‫حيذ زلع اإلبليس مرار؛ حبيب‬
‫هنا ك و‪_:‬ؤق شنبله الحيا ة محييه ا النسا ن‬
‫بحؤاء أفمسذ عدو االنمسان) ا‪ ١‬غ أع ر‬
‫وبابنه ا لبمشر صا ذئنا ا لمرا حم روحثا‬
‫هي ألبشئنا ثوبا مصنوعا من أوراق‬
‫وهذه أبتدا حته ا لتحد غير ا لغا سدؤ‬
‫با بنه حببنا ئبعد لنا ا لحيا ه بال بيا س‬
‫فال كميكنا بعن ما حيينا بحياؤ يئب))‬

‫(‪ ٥٦,٥١/٤٧‬و‪()٢٢٠‬ه‪.)٣‬‬

‫أسرار التنشئة‪ :‬العماد واإلفخارستيا‬


‫بحسعب نرسا ي ‪ ،‬كما بحب بقية آباء الكنيسة ا ألولين ‪ ،‬أسرار‬
‫الكنيسة هي أسرار ا لتنشئة المسيحية‪ :‬العماد وا إلفخارستيا ‪ ،‬لذا‬
‫منحوها أهئية كبيرة‪ .‬ففترة اإلعداد كانت تمتن إلى سنة‪ ،‬وكانوا‬
‫يشرحون للموعوظين (المقنمين على العماد) معاني ا لسن ورموزه‬
‫ومراحل االحتفال به‪ .‬كن ذلك بغية توعية الشخص بما هو مقبل‬
‫عليه ‪ ،‬وتمكينه من فهم دعوته المسيحية ‪ ،‬ومتطئبات حالته الجديدة ‪.‬‬
‫وقد وصلنا من نرساي ثالثة ميامر يتناول فيها الحديث عن المعمودية‬
‫واإلفخارستيا‪ ،‬ويستيهما األسرار‪ ١٧ :‬عن شرح األسرار‪ ،‬ويدور‬
‫(‪ )٣٥‬طالع مقال كريكر ‪KRUGER, p., «Das Bild der Gottes Muter :١١١‬‬
‫‪ . bei den Syrer Narsai» in Ostkirche Studien, 21,1953, pp. 110-120‬من‬
‫المالحظ أن كريكر يكاد يعتمد في عرضه هذا‪ ،‬عن مريم‪ ،‬على العشر‬
‫سوغيثات التي نشرها في المجتد الثاني والتي يثلن في صحة إسنادها!‬

‫‪١٤٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫عموتا على القداس‪ ،‬و‪ ٢١‬عن المعمودية‪ ،‬و‪ ٢٢‬عن المعمودية‪،‬‬


‫والقداس‪ .‬كما نجد إشاراب عنهما في ميمر ‪(( ٣٠‬اكتشاف ا لصليب‬
‫ومكانته»‪ ،‬و‪(( ٣٣‬عن الكنيسة والكهنوت»‪ ،‬وه‪ ٣‬عن الكنيسة‪.‬‬

‫المعمودية‬
‫يصف نرما ي بإسهاب مراحل رتبة منح ا لمعمودية وهي‪-١ :‬‬
‫الكفر بالشيطان وأعماله‪ ،‬واإلقرار باإليمان المستقيم‪ ،‬واإلعالن‬
‫الرسمى بنبذ ا لتعاليم المنافية له‪ -٢ .‬تسجيل اسم الموعوظ في‬
‫سجل الكنيسة‪ ،‬عالمه ا نتمائه إلى جسد ا لمسيح‪( ،‬جماعة اإليمان)‪،‬‬
‫عائلته ا لجديدة ‪ -٣‬مسح كل الجم با لزيت دالله على المناعة‪-٤ .‬‬
‫التغطيس ثالث مرات عالك الوالدة الجديدة‪ ،‬واالنتماء إلى الزمن‬
‫ا ألواخري زمن الملكوت وعالمة رجاء( )‪.‬‬

‫يستعمل نرسا ي أسلوب ا لرمز وا لصور للكشف عن عنى السر‪،‬‬


‫وتقريب معانيه إلى أذهان مستمعيه في جدليه واضحة‪ :‬والدة‪/‬نمو‪،‬‬
‫تطهيرا تقديس‪ ،‬موت‪/‬قيامة‪ ،‬الخلقة ا ألولى ا الخلقة الثانية‪،‬‬
‫اإلنسان العتيق‪/‬اإلذان الجديد‪ ،‬اإلناذى‪/‬اإللهى(‪.)٣٧‬‬

‫‪ -١‬المعمودية خلق جديدة ووالدة جديدة‬


‫يعتبر نرساي المعمودية خلعا جديدا ((( الطكا ع‪٦٠‬دطكا») أي بعد‬
‫أن خلق الله اإلنسان إنساكا اعتياددا‪ ،‬عاد فخلقه في المعمودية إناتا‬
‫روا أي ابائ له‪ ،‬ويقيم مقارنة بين الخلق ا ألذل والثاني‪(( :‬ويرفع‬

‫(‪ )٣٦‬طايع مقالنا‪ :‬أالهوت العماد عند نرماي)) ‪ ،‬مجلة بين التهرين‪ ،‬العدد ‪،٢٤‬‬
‫‪ ،١٩٧٨‬ص‪.٤١١-٤٠٣‬‬
‫(‪ )٣٧‬طالع مقالنا ‪( :‬ارموز في ميامر نرصاي))‪ ،‬مجلة بين النهرين‪ ،‬العدد ه‪،٦٦-٦‬‬
‫‪ ،١٩٨٩‬ص‪١-٤٧‬ه‪.‬‬

‫‪١٤٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الكاهن أنظاره إلى ذلك الرمز الذي به كان الخلق‪ ،‬ومنه يتعلم كيف‬
‫يقوم با لخلق الجديد‪ .‬ويتع األسلوب نفه الذي به خلق العالم‪.‬‬
‫ويسمع صوته كما سمع صوت الباري على وجه ا ألرض في البدء‪.‬‬
‫ومثلما أمر الخالق‪ ،‬يأمر هو أيثا ا لمياه البسيطة لتظهر فيها قوة‬
‫الحياة‪ . .‬ولنسمع الكاهن يدعو الروح ويطلب منه أن يحق على‬
‫المياه ويمنحها القدرة)) (‪(( . )٦٧,٦٣/٢١‬وفي المعمودية سبك ‪-‬‬
‫الخالق ‪ -‬صورتنا مثلما في كور‪ ،‬وعوض الطين الذي كثا‪ ،‬جعلنا‬
‫ذجا روجا ‪ . .‬خلعا جديدا ‪ .‬خلق الخليقة التي كان قد خلقها في‬
‫البدء‪ ،‬ونفض عنها عتق الموت)) (‪.)١٢٠٤/٢٢‬‬

‫يرى نرساي أن ما وراء الخليقة المادية ثئة خليقة روحية‪،‬‬


‫ومثلما ينمو المرء إناقا‪ ،‬كذلك ينبغي أن ينمو روحيا ‪(( .‬والدته رمز‬
‫الوالدة التي ستتلم في ملء الزمن‪ ،‬وسلوكه على األرض ذئز لما‬
‫سيعيشه في ملكوت السماء ‪ ٠‬إده ينشأ ويتقدم في دروب الحياة‬
‫الروحية‪ .‬ومثل الروحيين يتناول طعانا روجا‪ .‬والدته روحية‬
‫والغذاء المعن له مكيف ‪ -‬لحالته الجديدة __ والدته روحية غريبة في‬
‫نظر ا ألرضيين‪ ،‬وليس هناك ثمن للغذاء الذي يتناوله‪ .‬أم روحية تعذ‬
‫له حلييا روحيا ‪ .‬وعوض الثديين تضع في فمه جد ا لمسبتح ودمه))‬
‫(‪.)١٠٦-١٠٢/٢١‬‬

‫كان المعئد غمونا شخصا بالعا‪ ،‬وبعد العماد كان يتقنم إلى‬
‫المناولة ‪ -‬حثى األطفال ‪ -‬والمناولة تعني االشتراك في حياة‬
‫األبناء‪.‬‬

‫‪ -٢‬المعمودية موت وقيامة‬

‫قيامة المسبح في منظور نرساي هي قيام عالم جديد‪ ،‬إنسانية‬

‫‪١٤٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫جديدة‪ ،‬عالم ال يقوى عليه الفساد والموت‪ .‬وهذا ا لتحؤل يبدأ في‬
‫ا لعماد حيث يموت ا إلنسان عن الخطيئة ليحيا في ا لله ويمتلكه ا لله‬
‫على مثال المسح ‪(( :‬ينعي الكاهن بواسطة المياه ا ألشخا مو‬
‫الملوثين ‪ ،‬وبا ألحرى بقدرة اسم الله وليس بقدرة المياه ‪ ،‬ويسحق قوة‬
‫الشرير والموت‪ .‬الشرير والموت يبطالن في العماد وينادي بقيامة‬
‫الجسد وخالص النفس ‪ ٠‬الجسد والنفس يدفنان في المعمودية كما‬
‫في القبر‪ ،‬ويموتان في سر القيامة األخيرة‪ ،‬يقول ‪ -‬الكاهن ‪-‬‬
‫هكذا ‪ :‬يعتد فالن بامم ا آلب واالبن والروح القدس ‪ . .‬ويفطس في‬
‫الماء كما في القبر وينهض‪ . . .‬ويبقى في جرن العماد في سر‬
‫مختصنا وبنفس الصورة ينزل ثالث مرات إلى الجرن‪ ،‬مثلما بقي‬
‫الرني ثالث لياني في القبر‪ . .‬إده يموت حقيقًا كما مات محيي الكز‪،‬‬
‫ويحيا حقيقًا في صورة الحياة األبدية‪ .‬بالمعمودية ينع عنه الموت‬
‫مثلما ترك الررني كفنه في القبر وخرج منه)) (‪ . )٩٦,٧٨/٢١‬وهذا‬
‫االنتقال إلى الحالة الجديدة ال يمكن أن يتم من دون ثمن‪ ،‬من دون‬
‫جهاد وتمرس وتضحية‪(( :‬مثل الرياضيين ينزل المعتدون إلى الحلبة‬
‫ويجاهدون‪ ..‬إذ المقدم على المعمودية يدخل في صراع مع‬
‫الشيطان وأعوانه وأعماله)) (‪ ٠/١٢٨/٢٢‬أتا الثوب األبيض فيرى‬
‫فيه نرما ي تجسدا رمزرا للحا لة الجديدة‪ :‬فقد تعرى عن الحياة‬
‫القديمة‪ ،‬وبدأ يعيش حياة جديدة‪ ،‬ويتطتع إلى مستقبل متكامل‪ ،‬إلى‬
‫عرس دائم‪ ،‬إلى الملكوت ‪ .‬يقول ترنما ي ‪(( :‬مثلما يخرج الطفل من‬
‫الرحم ويلبسونه األقماط‪ ،‬هكذا عندما يخرج المعئد من الماء‪،‬‬
‫يتقيله الكاهن معانثا إياه‪ ،‬كما يعانقه الحاضرون‪ .‬وعوض األقماط‬
‫يلبسونه ثوبا أبيض‪ ،‬ويزبنونه كالختن في يوم عرسه‪ .‬ومعمودته ترمز‬
‫إلى العرس‪ ،‬وثوبه يشير إلى المجد الثعد له ‪ .‬وجما ل حتته يرمز إلى‬
‫جمال العالم ا آلخر ‪ .‬وما هو رمز اآلن يصح واقعا آنذاك وال يمكن‬

‫‪١٤٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫تكذيبه)) (‪ .)١٠٠-٩٦/٢١‬هذا التشبيه نفسه نجده عند أفرام‬


‫(الترانيم النصيبيتة ‪ ٢٨/٢٧‬والميالد ‪.)١١/١٦‬‬

‫اإلفخارسسا‬

‫يستعمل نرماي لفظة األسرار (نم‪١‬ا‪٠‬مم ) للداللة على‬


‫اإلفخارستيا‪ ،‬أو لفظة القربان أو الذبيحة أو بباطة جسد ودم‪.‬‬
‫وفي الميمر ‪ ١٧‬يكاد يشرح بالتفصيل رتبة قذاس الرسل (أداي وماري‬
‫عند الكلدان وا آلثورين) في صيفتها الحاب التي تعود إلى القرن‬
‫السايع‪ .‬وهنا أمر يدعو إلى الشذ في صحة إسناد الميمر إلى‬
‫‪ .‬وس بين العناصر الغريبة قوله‪(( :‬إداك يتلو الذين هم في‬ ‫نرهاي‬
‫المذبح والجماعة التي في الخارج‪ ،‬الصالة التي عتمها الغم المحيي‬
‫(أي أبانا الذي)‪ .‬بها نبدأ صالة الصبح والغروب وبها نختم كل‬
‫أسرار الكنيسة (‪ ١٧‬ا ‪ .) ٤٥٨-٤٥٦‬إذ ترتيب صالة ا ألبا نا هذا قام به‬
‫البطريرك طيمثاوس األول في القرن التاسع‪ .‬كما يستخدم مصطلح‬
‫الخواض (‪٦‬لطك‪ )٢‬لتا يتحذث عن الثالوث ا ألقدس في حين في بتة‬
‫ميامره ‪ ،‬يستعمل للتمييز بين األقانيم لفظة االمم ( ئعتمم) ‪.‬‬

‫يبدأ نرسا ي بإعطاء بعض التعليمات عن المشاركة في قسم‬


‫الذبيحة‪(( :‬من لم ينل المعمودية يخرج اآلن‪ ،‬اذهبوا أدها الذين لم‬

‫(‪ )٣٨‬يقول منكنا في هامش ص‪ ، ٢٩٨‬المجتد ا ألول‪ ،‬إذ القن شكوانا أرسل إليه‬
‫هذا الميمر الذي لم يجده في المخطوطات التي اعتمدها ‪ .‬إذ كونللي وا ألب‬
‫د‪ .‬سرهد جوئ لم يشكا في صحة اإلسناد هذه‪ .‬ولكئ الميمر في صيفته‬
‫الحالية تصعب نبته إلى نرساي‪ ،‬ريما هناك طبقات من الميمر لترماي ثم‬
‫أجريت فيه تعديالت بسبب نزعة المؤلف التطورية‪ .‬إذ دراسة تاريخية‬
‫لصلوات القداس‪ ،‬ومعرفة مؤلفيها ‪ ،‬تمكناننا من معالجة صحة اإلسناد هذه‬
‫بدئه أشذ!‬

‫‪١٤٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يتعتدوا‪ ،‬وال تشتركوا في أسرار الكنيسة‪ ،‬ألته ال يحق االشتراك إآل‬


‫لئن لهم من أهل البيت‪ ٠-‬كل تن لم يقبل رسم الحياة ‪ -‬التوبة ‪-‬‬
‫يذهب اآلن‪ .‬كل من تاب ورجع عن الهرطقة‪ ،‬أي اإليمان‬
‫المنحرف‪ ،‬ال يشترك في أسرار الكنيسة قبل أن ينال التوبة (الرب)‪،‬‬
‫وكل من جحد إيمانه ثلم عاد إلى أصله‪ ،‬ال يشترك إلى أن ئغغر له‬
‫بالرسم‪ .‬ثلم كل من ال يتناول الجسد والدم يخرج‪ .‬كذلك‬
‫الئحرمون‪ . .‬يخرجون من الهيكل بألم‪ ،‬وينتظرون في فناء الكنيسة‬
‫بحزز بابغ» (‪ . )٢٧,١٧/١٧‬بعد هذه الشروط المألوفة في الكنيسة‬
‫ا ألولى‪ ،‬يشرح نرساي مراحل القداس جزءا جزءا‪ ،‬كاشائ لئتمعيه‬
‫‪)٣٩( .‬‬ ‫|‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫معانيه ورموزه‬

‫االشحام‬
‫في الميمر ‪ ١٧‬يذكر نرما ي االستحالة من دون أن يستعمل‬
‫العبارة‪ ،‬وسرد كالم يسوع في العشاء األخير (‪ )٢٤٤,٢٣٨/١٧‬إلى‬
‫جانب ذكره دعوة الروح القدس‪ ،‬كما الحال في القداس الكلدانى‬
‫الحالي‪ .‬وأعتقد أن ذلك إضافة‪ ،‬يقول‪(( :‬إتكم تقربون الخبز والخمر‬
‫كما أوصيئكم‪ ،‬وأنا أكتلهما وأجعلهما جسدا ودائ ‪ .‬جدا ودائ‬
‫أجعل الخبز والخمر بواسطة حلول الروح القدس وزيارته ‪ .‬هكذا‬
‫قال محيي العالم لتالميذه‪ ،‬وستى الخبز والخمر جسده ودمه وليس‬
‫بالصورة أو الشبه ستاها ‪ ،‬إتما الجسد بثبات والدم بالحقيقة‪ ،‬ولو‬
‫طبيعتهما تبتعد عنه ض دون حذ‪ .‬إته بالقوة وا التحاد جسد واحد‪. .‬‬
‫واحد مع الجد الجا لر في المجد عن اليمين ‪ . . ٠‬يتحد الممسح‬

‫(‪ )٣٩‬طالع مقال المطران كوركيس كرمو‪(( :‬القداس عند نرساي))‪ ،‬مجتة بين‬
‫النهرين‪ ،‬العدد ‪ ،١٩٨٣ ،٤٣‬ص‪ ،٣١٦-٢٠٢‬ويتناول رتبة القذاس مرحة‬
‫مرحلة كما جاءت في الميمر‪.‬‬

‫‪١٤٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بالخبز والخمر فوق المذبح»‪ ،‬ويذكر كالم يسوع (‪،٢٦٢,٢٥٥/١٧‬‬


‫‪ . )٢٣٨‬أتا في الميمر ‪ ٢١‬فيثند على أن االستحالة تتم بفعل الروح‬
‫القدس‪ ،‬وال يذكر كالم يسوع على العشاء‪ ،‬يقول‪(( :‬أنظروا باستقامة‬
‫إلى الخبز والخمر على المائدة اللذين تحؤلهما قدر؛ الروح إلى‬
‫((قدرة الروح تنزل بوا سعلة ابن‬ ‫الجسد والدم)) (‪.)١٧٤/٢١‬‬
‫المائدتين ‪ -‬الكاهن ‪ -‬وتحز على الخبز وتقذسه بعظمة قدرته))‬
‫(‪/٢١‬ه‪(( .)٢٠‬قدرته — الروح ‪ -‬تحل على المائدة المنظورة‪ ،‬وتمنح‬
‫القوة للخبز والخمر حقى يعطيا الحياة)) (‪. )٢١١/٢١‬‬

‫الكسر والرسم ‪ :‬رمز الموت والقيامة‬


‫يذكر نرسا ي رتبة كسر الخبز وغمسه في الخمر رمزا إلى موت‬
‫ا لمسيح وإلى قيامته‪ .‬وفي ا لحقيقة هذا أمر رائع‪ .‬فحبذا لو هتف‬
‫ا لشعب ‪ .‬ا لمسيح قا م من بين ا ألموا ت ‪ .‬يقول نرسا ي ‪(( .‬يكسر ‪-‬‬
‫الكاهن ‪ -‬الخبز ويفمه في الخمر ويرسم قا ئال ‪ :‬با سم ا آلب واالبن‬
‫والروح القدس‪ . . .‬وكا لميت يقيمه سردا ‪ -‬أسراردا ‪ -‬ولكن بنوع‬
‫حقيقى‪ .‬حقيقة‪ ،‬قام رب السر من القبر‪ ،‬وال ريب يقتني السر قوة‬
‫الحياة‪ .‬الحياة الجديدة يقتني الخبز والخمر‪ ،‬ومفقرة الخطايا‪،‬‬
‫ويعطيها مباشرة إلى المتناولين» (‪.)٢١٦-٢١٤/٢١‬‬

‫المداولة‬
‫في الميمر ‪ ٢١‬يذكر نرما ي صراحه أن ا لمنا ولة تتم تحت‬ ‫‪.‬‬
‫الرمزين‪(( :‬الخبز والخمر‪ ،‬كالملك يزيح ‪ -‬المتناولون ‪ -‬الخبز‬
‫المقذس عن راحة يدهم)) (‪« .)٢٣٢/٢١‬يعطي الكاهن الخبز‬
‫ويقول‪ .‬جسد المسمح ا لملك ‪ ،‬ثم يروي ( ا لمتنا ول) ا لخمر با لشكل‬
‫عينه قائال‪ :‬دم المسمح)) (‪ .)٢٣٦/٢١‬ويشرح الميمر ‪ ١٧‬طريقة‬

‫‪١٤٨‬‬
www.christianlib.com

‫ يديه على شكل صليب ويستقبل‬- ‫ المتناول‬- ‫ يجعل‬:‫تناول الخبز‬


/١٧( ))‫ ويعانقه ويقبله بمحبة ورحمة‬. .‫جد الرب فوق الصليب‬
.)٤٣٩-٤٣٥

‫المراجع‬
‫ هذه أهلم‬،‫باإلضافة إلى المراجع الوارد ذكرها في المقال‬
:‫المراجع المعتقدة‬

‫ وخالصات‬،١٩٧٠ ،‫ بيروت‬،‫ أدب اللغة اآلرامية‬،‫ ألبير‬،‫ أبونا‬-


.‫األدب السرياني لبومشتارك وشابو ودوفا ل ورايت‬
-١٩١٢ ،‫ بيروت‬،٢ ‫ الجزء‬،‫ تاريخ كلدو وأثور‬،‫ أدي‬،‫ شير‬-
٠١٩١٣
‫ نرساي الغيلوف وشاعر األدب اآلراهتي‬، ‫ سليمان‬، ‫ الصابغ‬-
.٢٧٠-٢٦٨‫ ص‬،١٩٥٣ ‫ حزيران‬،١٣ ‫ النجم‬،‫الكبير‬
- JANSMAN, T. A., «Etude sur la pensee de Narsai, Homelie
33», in OS, vol. xi, 1966, pp. 147-168, 265-290, 393-430.
- MACOMBER, w. F., «The Manscripts of the Metrical
Homilies of Narsai», in OCP, 93, 1973, p. 283 ff.
- MCLEOD, «Man as the image of God, Its meaning and
significance in Narsai», in theological Studies, 24 (1981)
pp. 458-468.
- MCLEOD, «The Soteriology of Narsai», OCP, 93 (1973).
- ORTIZ DE URBINA, Patrologia Syriaca, Roma, 1965.
- SFAIR, p., L, «Ortodossia di Narsai, rilevata dalla omelia sui
Dottori Greci», in Bessarione, 33 1917, pp. 313-327.
- THUMPEPARAMPIL, Th. J., «Mar Narsai and his Liturgi­
cal Homilies on Christian Initiation», in Christian Orient, vol
XIII, n٥2 (1992), pp. 123-134.
- TISSERANT, E., «Narsai», in DTC, t. XI, Paris, 1931, cd 26­
30.

١٤٩
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوهى مختارة‬

‫شكل االئحاد اإللهي والبثري ني المسيح‬


‫ندعو ا لخليقة هيكأل ألن الكلمة أبدعها لسكأه‪ ،‬فقد سر االبن‬
‫الوحيد أن يسكن في ما صنعته يداه ‪ .‬إتهما مثل الجسد والنفس تمانا‬
‫يتيان شخصا واحدا ((سالعسته)) ‪ .‬إذ النفس في طبيعتها (منع)‬
‫الحياة والجد (منع) الموت‪ ،‬يدعيان شخصا واحذا بالرغم من‬
‫اختالفهما الواحد عن اآلخر‪ .‬هكذا الكلمة هو في طبيعة األلوهية‬
‫(( مصسلمك‪ ))٣‬والجسد في طبيعة الناسوت‪ ،‬األزل هو الخالق‪ ،‬والثاني‬
‫هو المخلوق‪ ،‬لكئهما واحد في ا التحاد ‪.‬‬

‫إذ النفس في الجسد ال تتألم حين ترى أعضاءه تتعنرب ‪ ،‬كذلك‬


‫ا أللوهية ال تتألم حين يتعذب الجسد الذي تسكن فيه‪ ،‬وإن كانت‬
‫النفس المخلوقة مثل الجسد ال تتألم كحالة طبيعية‪ ،‬ويعزى ألم‬
‫الجسد إليها مجارا ‪٠‬‬

‫(نعز مقتبس من المقالة ‪(( ٨١‬فاتيكان سرياني» ‪ ٥٩٤‬ص‪ ٦٩‬وجه)‬

‫التدبير اإللهي ني خلق اإلنان‬


‫‪ - ١‬رسم الخالق صورته في ضمير البشر‪ ،‬فراحوا يرسمون صورا‬
‫روحبة‪.‬‬
‫‪ — ٢‬غرس الحياة في الطبيعة المائتة‪ ،‬فاقتنى الناس الحياة الخالدة‬
‫في ضمائرهم‪.‬‬

‫‪٥٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ومن خالل ضمائرهم كتمهم وعتمهم أن يتأثلوا في غوامضه ‪.‬‬ ‫‪٣‬‬


‫‪ - ٤‬ثلم كثف لهم بطريقة روحية‪ ،‬ليروا من خالل المرئيات ما ال‬
‫يرى‪.‬‬
‫ه ‪ -‬منذ البدء كشف لهم ا ألمور الخفية وفثههم ليدركوا قوة‬
‫عظمبه ‪.‬‬
‫‪ - ٦‬أظهر قوة عظمبه في لجيله آدم من التراب‪ ،‬وعتمه أن يعير عن‬
‫كيفية تركيب جبلته‪.‬‬
‫‪ - ٧‬من التراب كان تركيب ابن التراب‪ ،‬وحالما حيله نثغ فيه نفثا‬
‫روحية (ناطقة) ‪.‬‬
‫بنفسه اكتشف تكوين الضاع المستئه منه ‪ ،‬فطغق يقول ال حواء‬ ‫‪٨‬‬
‫هي جزء منه‪.‬‬
‫‪ - ٩‬بالوحي عتم‪ ،‬إذ لم يكن باستطاعته أن يشرح العثة الخفية‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -١٠‬كما أن حالضه الجدي والروحى كان خفيا عليه‪ ،‬إآل أته‬
‫حالما حلق اقتنى العقل لرؤية ذاته ‪.‬‬
‫‪ -١١‬فتأثل بعين الروح كم طبيعته جميلة‪ ،‬وحمد وعظم خالقه‬
‫ويدع الكز‪.‬‬
‫‪ —١٢‬هذه هي بداية عمل الوحي فيه ‪ :‬كشف الله عن حيه لألرضيين‪،‬‬
‫ليعتمهم كم هم أعراء عليه ‪٠‬‬
‫‪ - ١٣‬هذه المحية أظهرها للبشر بواسطة الوحي الخفى‪ ،‬كثف لهم‬
‫عن سره‪.‬‬
‫‪ —١٤‬فأهابت قؤة منه بالعقل المستتر فيهم‪ ،‬وراحوا ينطقون بطريقة‬
‫روحية على مثاله‪.‬‬
‫‪ —١٥‬كتمهم بصورين ‪ .‬بالجسد والروح ‪ ،‬وبحسب الطبيعة الجسدية‬
‫والرة‪.‬‬

‫‪١٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -١٦‬فظهر الل إبراهيم بالجد‪ ،‬ونظروا إليه نظرهم إلى إنسان‬


‫يكتمهم‪.‬‬
‫‪ -١٧‬بالجد وبغ آدم على خطيئته‪ ،‬وسمع وقع أقدامه في الجثة‬
‫مثل إنا ن ‪.‬‬
‫‪ -١٨‬بلغتهم نفسها خاطبهم وأفهمهم‪ ،‬وعتمهم أن يقذموا قرابين‬
‫المحبة ‪٠‬‬
‫‪ -١٩‬عتمهم أن يقذموا له قرابين المحبة‪ ،‬وبواسطة القرابين عرفهم‬
‫أده عليهم بكز شيء‪.‬‬
‫‪ —٢٠‬بواسطة القرابين اختبر هوى نفوسهم الخفي‪ ،‬وعتف قاين‬
‫لعدم نقاوة سريرته‪.‬‬
‫‪ —٢١‬فخاطبه بصوت جهوري‪ ،‬وقد رأى سماحة نفسه قائال‪(( :‬ال‬
‫أرضى عن ذبيحة ال تكون خالية من الدنس)) ‪.‬‬
‫‪ —٢٢‬حمل قاين الشرير توبيخ الله على محمل السوء‪ ،‬فأقدم على‬
‫القتل عوض أن يندم ويتكسر قلبه‪.‬‬
‫‪ —٢٣‬بعد ان أقترف السثاح جريمته‪ ،‬أخفى دم أخيه الذي سفكه‬
‫حشذا‪ ،‬فناداه بصوب بثري ‪ :‬أين هابيل؟‬
‫‪ —٢٤‬وبطريقة بشرية (حسبة) طالبه بدم أخيه‪ ،‬وأبان أن له مجاال‬
‫للعودة إلى الحياة‪.‬‬
‫‪ —٢٥‬وبهنا الشرط أكسب الصوت من ال صوت له‪ ،‬ليعلن للجمتع‬
‫أن للطبيعة البشرية رجاء في الحياة‪.‬‬
‫‪ —٢٦‬لقد فقه الصالح (الله) الطبيعة البشرية عبر األجيال‪ ،‬وفي سبيل‬
‫ذلك كان الكشف بأنوع شغى‪.‬‬

‫(المجلد األزل ص‪)٣٠-٢٩‬‬

‫‪١٥٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫تثل العذارى‬

‫الردة‪ :‬لشح العريس الذي رفع أصدقاءه‪ ،‬وأدخلهم إلى عرس‬


‫ملكوته‪ ،‬يا إخوة‪.‬‬
‫‪ -‬جيد التأثل في كلمات الروح التي تتضئنها الكتب المقدسة‪،‬‬
‫فمعانيها مفيدة لمن يتأثل فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬جميل تعليم إنجيل ملكوت الموات‪ ،‬محيته تدر عطايا مفيدة‬
‫لتن رح ‪ ٨‬ل ‪٠‬‬
‫‪ -‬كنر عظيم تخفيه حروف كلماته‪ ،‬ومن يقرأها بشغف يفتني أبدا ‪.‬‬
‫‪ -‬إذ أسطر هذه الكتب تشبه أشعة النور‪ ،‬ثن ينظر إليها وال يراوده‬
‫ا لثان ‪ ،‬يبصر كز شيء ‪.‬‬
‫‪ -‬إته (الكتاب المقذس) دليل‪ ،‬خبره يبق الروح‪ ،‬ومن يود‬
‫مصا حبته بشوق يبلغ ا لماء ‪.‬‬
‫‪ -‬إته ينادي البشر بمحية كي يدنوا منه‪ ،‬وس يدنو يغمره بحنا نه‬
‫وحيه ‪.‬‬
‫كمعتم يدعو ا لبشر الى سماع تعليمه‪ ،‬ومن يقبل أن يصير له تلميدا‬
‫سوف يغدو معتائ ( ‪. )٧-١‬‬
‫ملكوت السموات يشبه عشر عذارى كئ ينتظرن بسراجهل قدوم‬
‫العرس (‪. )١٤‬‬
‫‪ -‬اآلن وبعد أن أكمل فمه الحى هذا المثل‪ ،‬لندن ونبحث عن‬
‫المعنى الخفي الذي يتضئنه‪.‬‬
‫‪ -‬كثيرة هي ا لمعا ني التي يحملها هذا ا لمثل في صورة هؤالء‬
‫ا لنسوة ‪ :‬لماذا ترك ا لرجا ل واختار صورة ا لنسوة ؟‬
‫‪ -‬إذا كان مقصد كالمه الطبيعة البشرية ألتها واحدة‪ ،‬فلماذا ليت‬
‫متسا وية تماثا بما أن العذارى يحملن كتهئ عالمة البتولية؟‬

‫‪١٥٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫لماذا يا وي بينهن لما يتيهن عذارى ثم يعود فيقسمهئ إلى‬


‫مجموعثبن؟‬
‫‪ -‬لماذا يحرمهن من رؤية عظمة محسه‪ ،‬وهئ طاهرات من أدران‬
‫الخطيئة؟‬
‫‪ -‬لماذا استولى عليهئ الكرى ونمن؟ ولماذا نهضن كئهذ؟‬
‫‪ -‬كئهئ أخذن سرجهئ ولماذا لم يبق الزيت إآل للحكيمات؟ (‪-٢٧‬‬
‫‪٠)٣٢‬‬
‫‪ -‬يثبه ملكوت ا لموالت (عشر) عذارى‪ ،‬ياللعجب ‪ ،‬كيف يمكن‬
‫أن يشبه بشيء أدنى منه؟‬
‫جميل هذا ا لتشبيه ‪ ،‬فهو بمجده يشبه به الذين يمجدونه‪ ،‬أى هم‬
‫يشبهونه وليس ا لعكس ‪.‬‬
‫‪-‬إذ الكائنات الدنيا ال يمكن تثبيهها بملكوت السماء‪ ،‬ولكئ‬
‫الملكوت يثب بهم الدهم مدعوون إلى نعيمه‪.‬‬
‫بهذا المعنى يشبه بنا نحن ا ألرصكين حنم ‪ ،‬ئحعصل على شبه‬
‫أمجاده ‪.‬‬
‫‪ -‬جميلة الصورة التي رسمها رمزه وعرضها في بشارته‪ ،‬وما علينا‬
‫إآل أن ننظر إلى رونقها بإمعان‪.‬‬
‫‪ -‬أبها المشا هدون‪ ،‬هلتوا نتأثل في كلمة ربنا الذي جمع ا لبشر‬
‫والملكوت في لوحه واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬إذ صديق البشر رسم أفعال البشر في لوحة‪ ،‬وعرضها في إنجيله‬
‫للمشا هدين‪.‬‬
‫‪ -‬شمى إنجيله (( الملكوت ثبيه بالعنارى)) كونه دسر به البشر ‪٠‬‬
‫‪ -‬بقرب (مجيئه) تعتم الناس البحث عن ا ألمور الماوبة‪ ،‬وبظهوره‬
‫يشاهدون جما ل ا ألمور الخفبة‪.‬‬
‫‪ -‬لقد قبل أن بشبه بالعذارى‪ ،‬ألتهئ يرمزن إلى حياة من دون زواج ‪٠‬‬

‫‪١٥٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -‬دعا جماعة الخدمة باسم العذارى ألئ عليهم آن يسيروا بعفاف‬


‫في الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬لقد رسم لوحة ئ في شكل النسوة ألدهى رمز العفاف ‪.‬‬
‫‪ -‬حصر الرجال والنساء في نطاق محسه‪ ،‬معلائ أته في مقدورهم‬
‫العيش بعفاف ‪.‬‬
‫‪-‬لو كان قد رسم لوحة تعليمية في شكل رجال‪ ،‬لكتا تصورنا أته‬
‫'‬ ‫رذل النساء ‪.‬‬
‫‪ -‬إته بحكمة رسم صورة النساء في لوحة تعليمه‪ ،‬لئآل تتقم الطبيعة‬
‫الواحدة إلى أجزاء‪.‬‬
‫‪ -‬إته رسم الطبيعة كتها‪ ،‬وأرانا طبيعتنا حقى يسهل علينا اعتبار‬
‫حقيقة ما نحن عليه ‪.‬‬
‫‪ -‬أظهر بالرموز فضائلنا ورذائلنا ورسم لنا األفراح واآلالم التي‬
‫تنتظرنا ‪.‬‬
‫‪ -‬لقد قسم أسلوب حياتنا إلى مذهئئن‪ :‬األول ستاه حكيتا والثاني‬
‫جاهال‪.‬‬
‫‪ -‬ثته سعي المذهب األول إلى الكمال بالحكيم‪ ،‬وعمل المذهب‬
‫الثاني الخالي من المحية بالجاهل‪.‬‬
‫‪ -‬إته شيه األعمال بالسراج التعن‪ ،‬من منطلق أن الجمع عملوا‪،‬‬
‫ولو ليس متا‪.‬‬
‫‪ -‬وعدم الشاوي في العمل هو سبب نقص الزيت‪ ،‬ولو تساووا لما‬
‫نقعس‪.‬‬
‫‪ -‬بالزيت الناقص أشار إلى ما يتقص أعمالنا‪ :‬إتها تفتقر إلى المحية‬
‫والرحمة‪.‬‬
‫‪ -‬المسيح تحتن علينا فأشار إلى الرحمة بالزيت حتى نرحم رفاقنا‬
‫كما رحمنا هو‪.‬‬

‫‪٥٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -‬سه تن يرحم رفيقه بالزيت‪ ،‬والزيت يهذي األفكار والحواس‬


‫متا‪.‬‬
‫‪ -‬رسم من دون زيت لوحة العذارى الصفيقات ألتهئ لم بتسن قروخ‬
‫الخطيئة‪.‬‬
‫‪ -‬با لزيت ثته حياة ا لحكيمات ألدهرع كذ رحومات وحنونات‬
‫ومسحن أنفسهئ وأجادهذ بالزيت‪.‬‬
‫‪ -‬سلوكهئ دهن بزيت الرحمة‪ ،‬لذلك صمدن ولم تضعف عزيمتهئ‬
‫بطول االنتظار‪.‬‬
‫‪ -‬إعتاد الرسامون استعمال الزيت لصيانة لوحاتهم من التلف‪.‬‬
‫‪ -‬فيخلطون الزيت باأللوان‪ ،‬ثلم يرسمون الصور حقى تبقى بفعل‬
‫الزيت نية ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان الرسامون يعرفون صيانة لوحاتهم ا لمقتبسة من ا لطبيعة‪،‬‬
‫فكم با ألحرى على ا لبشر أن يصونوا صورتهم‪.‬‬
‫‪ -‬لقد سه مختصنا هذا ا إلهما ل بصورة العذارى الجاهالت اللواتي‬
‫لم يكذ في سلوكهئ زيت‪.‬‬
‫‪ -‬في حين ا متدح إرادة ا لحكيما ت ا لصا لحة اللواتي مزجن أعمالهئ‬
‫' با لزيت ‪.‬‬
‫وبا لرقم عشر جمع كل ا لجنس ا لبشرى حقى يكونوا مستعذين‬
‫الستقباله يوم ظهوره‪ ،‬هو الذي اشتا قوا إليه‪.‬‬
‫‪ -‬شج يوم ظهوره بقدوم العريى‪ ،‬والكاملين (القذيسين) بالعذارى‬
‫الذاهبات الستقباله‪.‬‬
‫‪ -‬والنعاس الذي استولى على الجميع هو ا لموت الذي يا وي بين‬
‫الصالحين والطالحين بنفس االنحالل‪.‬‬
‫‪ -‬وا لصوت الذي ينادي في منتصف ا لليل‪ ،‬موقائ الجمع‪ ،‬هو‬
‫صوت ملء الزمن الذي يبعث الكل‪.‬‬

‫‪١٥٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -‬يقول ‪ :‬إذ العريس الذي خطبنا يأتي في منتصف الليل‪ ،‬ألن في‬
‫ا لليل يستقبل ا لعرسا ن عروساتهم‪.‬‬
‫‪ -‬وبفعل الصوت نهض جمع الذين وصفت أعمالهم‪ ،‬مظهرا بذلك‬
‫القيامة العاتة‪ ،‬فالبشر كتهم يقومون‪.‬‬
‫‪ -‬الم القساة من خالل السرج الخمسة المطفأة‪ ،‬ألتهم لم يرحموا‪،‬‬
‫فلن يرحموا ورحبوا‪.‬‬
‫‪ -‬إذ الحكيمات اللواتي لم يبعن الزيت للجاهالت إشارة إلى عدم‬
‫إمكانية طلب الرحمة هناك‪.‬‬
‫‪ -‬وقولهذ‪(( :‬إته ال يكفي لنا ولكن)) إشارة إلى أن األعمال على‬
‫ا ألرخر ليست بمستوى ا ألجر (الماوى)‪.‬‬
‫‪ -‬ولغا ذهبن ليبتعن زيغا‪ ،‬عنى به وجود مجال للرحمة إن كنا‬
‫رحماء‪.‬‬
‫‪ -‬وقدوم العرس أثناء غيابهل‪ ،‬عنى به لجهلنا ساعه مجيئه‪.‬‬
‫‪ -‬ودخول الحكيمات مع العريس (إلى الملكوت) وغلق الباب‪،‬‬
‫إشارة إلى دخول األبرار إلى ميناء السالم العلوي للراحة‪.‬‬
‫‪ -‬أتا بقاء الجاهالت خارج باب الملكوت فعالمة بقاء األشرار على‬
‫ا ألرض للعذاب‪.‬‬
‫‪ -‬وصياح الجاهالت‪(( :‬ياريل افتغ لنا)) هو صياح الرجاء‪ ،‬تصورن‬
‫أن هناك رحمة للخطأة‪.‬‬
‫‪-‬واعتقدن أن المعتم الصالح لن يرذل سيرتهم ببب أعمالهئ‬
‫الجاهلة‪.‬‬
‫‪ -‬وجوابه‪(( :‬إتي ال أعرفكئ)) قرار بأن ا لمحآة التي ال تمتزج بمحبة‬
‫القريب هي فارغة‪.‬‬
‫‪ -‬إذ رؤية الثحآين‪ ،‬الذين يغمرهم الحمبل‪ ،‬أجمل ما في الوجود‪،‬‬
‫ولون ا لضاتين هو أقيح ما موجود‪.‬‬

‫‪٥٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ليس لمجد آبناء النور نبيه ‪ ،‬وليس ثتة آقبح من أبناء الظلمة ‪.‬‬
‫‪ -‬النور والظالم يظهران للناس كيف يجب أن يسلكوا خالل حياتهم‬
‫األرب (ه‪.)١٠٨-٢‬‬
‫‪( -‬مترجم من النعز السريانى ‪ ١٤-٦‬والفرشى ‪. )١٤-٦‬‬

‫‪٥٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)٧‬‬
‫يعقوب السروجى‬
‫يعقوب دسروج (‪)٥٢٠-٤٥١‬‬

‫حياته‬

‫يعلك يعقوب السروجى من الوجوه البارزة في الكنيسة السريانية‪،‬‬


‫لما خلفه من تآليف ال تزال تستعملها في طقوسها وصلواتها‪ ،‬من هنا‬
‫تسميته د(( نا ي الروح القدس وقيثارة الكنيسة» ‪.‬‬

‫لدينا ثالث سير لحياته بالسريانية دمكنا من متابحة تاريخه ‪:‬‬


‫األولى أئفها يعقوب الرهاوي المتوئى العام ‪ ،> (٧٠٨‬والثانية‬
‫‪ .‬والثالثة نظمها‬ ‫صئفها كاتب مجهول وقد قام بنشرها أبيلوس‬
‫شخص يدعى كيوركي إحياء لذكراه‪ ،‬وقد ظرع أته تلميذه‪ ،‬غير أن‬
‫معظم الذين تناولوا حياة السروجى يشيرون إلى أته أسقف سروج‬
‫المعاصر ليعقوب الرهاوي(‪ ،)٣‬وهناك مصادر أخرى أدنى أهئية(؛)‪.‬‬

‫(‪ )١‬السانى‪ ،‬المكتبة الثرية‪ ،١ ،‬ص‪.٢٩٩-٢٨٦‬‬


‫)‪ABBELOOS, «De Vita et Scriptis s. Jacobi Batnarum Sarugi» in (٢‬‬
‫‪Mesopotamia epi., Louvain, 1967.‬‬
‫(‪ )٣‬م‪.‬ن‪.‬؛ المكتبة الثرية ‪ ،١‬ص‪.٣٤٠‬‬
‫(‪ )٤‬من بين هذه المصادر أذكر‪ :‬التاريخ العردي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪ ٢٩‬؛‬
‫وتاريخ ميخائيل الكبير (‪)١٩٩-١١٢٦‬؛ والتاريخ الكنتي البن العبري‬
‫(‪ .)١٢٨٦,١٢٢٦‬أتا عن االراسات الحديثة الجاذة فأحيل القارئ إلى‪:‬‬
‫هبة اإليمان‪ ،‬للبطريرك اغناطيوس يعقوب الثالث‪ ،‬دمشق‪= ،١٩٧١ ،‬‬

‫‪١٥٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫في ضوء هذه الوثائق‪ ،‬يكون ملفاننا قد ولد في قرية قورتم‬


‫(حالائ قورتك في تركيا) على ضفة نهر الغرات في مقاطعة سروج‪،‬‬
‫العام ‪ ٠٤٥١‬من أب قتيس وأم يقال إنها كانت عاقرا وقد ولدته بعد‬
‫صالة طويلة ‪ .‬لردما أراد كاتب حياته بذلك أن يته والدته بوالدة‬
‫آباء الكتاب المقذس‪ ،‬وأته بنساء العهد القديم كما ورد في سيرته‪:‬‬
‫إذ أته حملته إلى الكنيسة في أحد األعياد‪ ،‬وله من العمر ثالث‬
‫سنوات‪ ،‬وبينما الكهنة يتلون صالة دعوة الروح القدس على‬
‫القرابين‪ ،‬فلت يعقوب من حضنها‪ ،‬وتوحه إلى المذبح‪ ،‬ونا ل‬
‫‪.‬‬ ‫موا هب ا لروح ا لقدس‬

‫بالتأكيد إنه أسلوب أدبى كان ا لمؤرخون القدامى يستعملونه‬


‫إلظهار قداسة الشخص وعظمته؛ نجد ذلك في سير مار أفرام‬
‫والقذيسين اآلخرين‪.‬‬

‫درس يعقوب في قريته‪ ،‬وكتل درا سته ا لعا لية في مدرسة ا لرها‬
‫الشهيرة‪ ،‬وكا ن متفوقا على أقرانه بذكائه وفصاحته ‪ .‬يقول يعقوب في‬
‫الرسالة التي وحهها إلى لعازررئيس ديرمارباسوس‪(( :‬اتني كث في‬
‫الرها منذ ‪ ٤٥‬ستة ‪ -‬أي نحو سنة ‪ - ٤٧٠‬كنت أدرس الكتب‬
‫ا لمقنسة عندما كا نوا يترجمون مؤلفا ت ا لجا حد ديود ورس من‬
‫‪ .‬بدأ يعقوب يكتب وهو شاب‪ ،‬وأول‬ ‫اليوناندة إلى الرياندة))‬
‫قصيدة له قالها لائ طلبت إليه اللجنة ا ألسقغدة (خمسة أساقفة كانوا‬
‫حاضرين) الفاحصة لقابلداته بأن يصف مركبة حزقيال التي كانت‬
‫= وأطروحة ا ألب بهنام سوني الفدمة‪ :‬تعليم يعقوب السروجى عن الخلقة‬
‫ومغبوم اإلنسان (بالغرنية)‪ ،‬روما‪١٩٨٩ ،‬؛ مار يعقوب الروجي‪ ،‬حياته‬
‫ومؤلفاته وفكره لألب بولى القفالتي‪ ،‬دار المشرق‪ ،‬بيروت‪٠١٩٩١ ،‬‬
‫(ه) اغناطيوس يعقوب الثالث‪ ،‬هبة اإليمان‪ ،‬ص‪. ٧‬‬
‫(‪ )٦‬الرسائل‪ ،‬ص‪٩‬ه‪.‬‬

‫‪٦٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫صورتها معلقة على جدار المعبد‪ ،‬فراح يعقوب يصفها بسبعمئة بت‬
‫شعري ومطلعها ‪(( :‬أيها السامي الجالس على المركبة التي ال‬
‫تدرك»‪.‬‬

‫تذكر بعض المصادر أن يعقوب دخل الدير‪ ،‬ولكن ليس هناك ما‬
‫يثبت ذلك بالرغم متا نجد ه من روح نسكي وتصرفى في كتاباته( ) ‪.‬‬

‫رسم يعقوب بريادوطا‪ ،‬أي زائرا كنسسا‪ ،‬لحورا في سروج وقد‬


‫‪.‬‬ ‫ذكره يشع العمودي (ت ‪ )٥٠٣‬بعبارات المديح‬

‫ويبدو أته عاش حياة تدريس ودراسة متواصلة‪ ،‬وعمل رعوا‬


‫دؤودا ‪ .‬وفي كانون ا ألول من العام ‪ ٥١٨‬وفي عمر متقنم رسم أسقعا‬
‫على بطنان أكبر مدن السروج( ‪.‬‬

‫ولم يدم ا ألسقف الجديد في أبرشيته طويال إذ وافاه ا ألجل في‬


‫‪ ٢٩‬تثرين الثا ني العام ‪ ،٥٢٠‬فيًاثر مرض نخر جسمه‪ .‬وذفن في‬
‫سروج با حتفاني مهيب‪ ،‬ثم نقلت رفاته إلى آمد (ديار بكر) ‪ .‬يحتفل‬
‫السريان ا ألرثوذكس بعيده في ‪ ٢٩‬تشرين الثاني و‪ ٨‬و‪ ١٩‬شباط و‪٢٩‬‬
‫حزيرا ن و‪ ٢٩‬تموز‪ ،‬والموارنة ‪ ٢٧‬شباط وه نيسان‪ ،‬وا ألرمن ‪٢٥‬‬
‫أيلول‪ ،‬وكان السريان الكاثوليك إلى نهاية القرن الماضي يحتفلون‬
‫بذكراه في ‪ ٢٩‬شرين الغاني(")‪.‬‬

‫تآليفه‬
‫إشتهر يعقوب بأشعاره وقصائده المتنؤعة ورسائله العديدة والتي‬

‫(‪ )٧‬الرسائل‪ ،‬ص‪. ١٥١‬‬


‫(‪ )٨‬تاريخ يشع العمودي‪ ،‬ترجمة رايت باإلنكليزتة‪ ،‬كمبردج‪ ،١٨٨٢ ،‬ص‪٦‬ه ‪.‬‬
‫(‪ )٩‬اغناطيوس يعقوب الثالث‪ ،‬م‪.‬س‪ ، .‬ص‪.٣٢‬‬
‫(‪ )١٠‬األب بهنام سوني‪ ،‬م‪.‬س‪ ، .‬ص‪٦‬ه ‪.‬‬

‫‪٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ال يزال الكثير منها غير منشور‪ ،‬ومائ نثر‪ ،‬لم يخفع للتقد العلمي‬
‫والتحبل الفكري إال الغيل‪.‬‬

‫كتدب يعقوب شعرا ونثرا ‪ .‬كتتب على ا لبحر االثني عشري‬


‫‪ .‬أسلوبه مباشر وحيوي‪ ،‬بالرغم من ميله‬ ‫المستى أيثا باسمه‬
‫إلى اإلسهاب والخيال الواسع‪ .‬يقول برحن بشبا عربايا ‪(( :‬بواسطة‬
‫الميامر التي ألفها يعقوب‪ ،‬وبسبب شعره الحمامي‪ ،‬السطاع تحويل‬
‫ا لجموع عن ئرسا ي اليه )) ‪ .‬لفته سلسلة ‪ ،‬سهلة وليست صعبة ‪،‬‬
‫مثل لغة نرماي‪ ،‬وقتما نجد في ميامره ألفاظا يونانية‪.‬‬

‫‪ -١‬الميامر‬
‫ا لميامر موا عفن شعرية متداولة في ا لكنيسة السريانية منذ زمن‬
‫أفرام‪ ،‬تهدف إلى تعليم المستبعين وحملهم على حفظها بسبب‬
‫أسلوبها الشعري البسيط‪ .‬وغالبية هذه الميا مر كانت ترل في‬
‫الكنيسة أو خارجها‪ ،‬وبعضها ال يزا ل يحمل الزمة تتكرر بعد كل‬
‫بيت أو أكثر‪.‬‬

‫كتب السروجى ميا مر كثيرة؛ يقال إلها بلغت ‪ ٠٧٦٣‬ا ألب‬


‫بيجان ذكر‪ ،٢٦٠‬واألبد‪ .‬خليل علوان ‪ .)١٣(٢٨٧‬أولها في مركبة‬
‫حزقيا ل‪ ،‬وآخرها في العذراء والجلجلة ولم يتمكن من إكما لها‬
‫ببب وفاته‪ .‬ميا مره طويلة أحياتا‪ ،‬مثل الميمر في األيام ا لة‬
‫الخاصة بالخليقة التي بلغت أبياتها الشعرية الثالثة آالف‪ .‬أى‬
‫الموضوعات التي يتناولها فمتنؤعة ‪ :‬شخصيات الكتاب المقدس‬
‫(‪ )١١‬يمى أيثا بوزن نرساي‪.‬‬
‫(‪ )١٢‬تارخ اآلباء والغذيسين‪ ،‬ص‪. PoIX, 5, Paris, 1913 ،٦١٢‬‬
‫(‪ )١٣‬أطروحة دكتوراه غير منشورة ‪ALWAN, K, Anthropologie de Jacques de‬‬
‫‪.Saroug, dissertation ad lauream, in PIO., Rome, 1986‬‬

‫‪١٦٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وأحداثه‪ ،‬وال سيما العهد القديم‪ ،‬األعياد والمواسم الطقسية‪،‬‬


‫وسير القديسين والشهداء المعروفين في المنطقة‪ ،‬أمثال بطرس‪،‬‬
‫سمعان العمودي‪ ،‬سركيس وبا خوس‪ ،‬أداي‪ ،‬جرجيس‪،‬‬
‫أفرام ‪ ،...‬كما يتكتم على الكنيسة وعلى أسرارها ‪. ٠ .‬‬

‫كان المعانى قد نشر بعض مؤنفات يعقوب في مكتبته الشرقية‬


‫‪ :١‬جنيا إلى جنب مع ميامر أفرام وإسحق األنطاكي‪ ،‬وعذه‬
‫خلقيدوا ال شلق فيه‪ .‬إال أن طبعته غير علمية‪ .‬إذ الفضل األكبر‬
‫يعود إلى ا ألب بولى بيجان في تعريف الشرق والغرب بيعقوب من‬
‫خال ل نشره مئة وخمسة وتسعين ميمرا في خمسة مجتدا ت ‪ ،‬مورعا‬
‫إياها على المحاور التالية‪ :‬العهد القديم‪ ،‬التجسد‪ ،‬أمثال اإلنجيل‬
‫والعجائب‪ ،‬الخالص‪ ،‬الرسل واألخالق‪ .‬هذه الطبعة غير نقدية‬
‫أيثا ‪ .‬كما نشرت رومة ميخائيل أثناسيوس بالعربية كتاب ميامر أئ‬
‫مواعظ السروجى في مصر العام ‪٠١٩٠٥‬‬

‫أما ما نشر علميا حئى اآلن فهو‪ :‬ميمر في المحية إليلي خليفة‪،‬‬
‫وسبعة ميا مر في اليهود‪ ،‬وميمر في الكهنوت والمذبح لميشلين‬
‫ألبير‪ ،‬وميمران‪ :‬رؤية يعقوب في بيت إيل والعصوران‪ ،‬نشرهما‬
‫كرافن في الشرق السريانى‪ ،‬وسث مواعظ في األعياد‪ ،‬نشرها ريليه‬
‫في الباترولوجيا الشرقية‪ ،‬والميمر عن حجاب موسى لسيبيستيان‬
‫بروك‪ ،‬وميمران غير منشورين نشرهما موتيرد‪.‬‬

‫‪ -٢‬الرسائل‬

‫كتب يعقوب رسائل عديدة‪ ،‬وصلنا منها ثالث وأربعون‬


‫ومعظمهامولجه إلى كنسيين من رهبان وقسوس وأساقفة‪،‬‬ ‫رسالة‬

‫(‪ )١٤‬طالع عناوين هذه الرسائل في كتاب اللؤلؤ المنشور‪ ،‬ص‪٢٢٣-٢٢٢‬؛ =‬

‫‪١٦٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يعالج فيها موضوعات الهوتية آو روحية آو يسدي فيها إليهم‬


‫نصائح‪ .‬نشر الثالث واألربعين رسالة ج‪ .‬أويندر ‪ Olinder‬في‬
‫باريس العام ‪ ، ١٩٣٧‬ثم في جمهرة الكتبة المسيحيين الشرقيين رقم‬
‫‪ ،١١٠‬وبحب ترقيم السريان ‪ ٥٧‬في لوفان العام ‪ ١٩٦٥‬من دون‬
‫ترجمة‪ .‬كما نشرت ميشلين ألبير ترجمة فرنسإة ألربع رسائل‪.‬‬
‫الرسالة إلى رهبان دير أرزون حول اإليمان‪ ،‬الشرق السرياني‪،‬‬
‫العدد ‪ ،١٩٦٧ ،١٢‬ص‪٠٣-٤٩١‬ه‪ ،‬والثانية إلى الكاهن يوحثا‬
‫نشرتها في الكتاب عن ذكرى الخوري سركيس لوفان ‪١٩٦٩‬‬
‫ص ‪ ،١٢٠,١١٥‬والثالثة رسا لة روحية ليعقوب في مجئة ملتو‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،١٩٧٢ ،٣‬صه‪ ،٧٤-٦‬والرابعة الرسالة ‪ ١٩‬نشرتها في الدروس‬
‫اآلبائية‪ ،‬العدد ‪ ،١٧‬أوكسفورد‪ ٠١٩٨٢ ،‬أتا الرسالة الثانية في‬
‫اإليمان فقد نشر الترجمة الغرنسية عبيد في ملتو‪ ،‬العدد ‪،١١‬‬
‫‪ ،١٩٨٤‬ص‪ . ١٩٩-١٨٧‬وكان مارتن قد نشر مع ترجمة فرنسة‬
‫الرسائل الثالث إلى رهبان دير مار باسوس في (‪)zom g. 30, 1876‬‬
‫ونشر فورتنييغهام الرسالة إلى إسطيف ن بن صديلي مع ترجمة‬
‫إنكليزية‪ ،‬اليدن‪ ١٨٨٦ ،‬في كتاب عن بن صديلي‪ .‬وحثق شروتر‬
‫الرسالة الموجهة إلى مسيحيي نجران‪ ،‬ونشرها في ‪. ١٨٧٧>.2dmg‬‬
‫وقام األب د‪ .‬بهنام سوني بترجمة الثالث وأربعين رسالة التي‬
‫نشرها أولندر إلى العربية ((رسائل مار يعقوب السروجى الملفان»‪،‬‬
‫جزءان‪ ،‬بيروت‪٠١٩٩٥ ،‬‬

‫‪ -٣‬كتابات أخرى‬
‫ثعزى إلى يعقوب السروجى كتابات أخرى‪ :‬سوغيثات وتراتيل‬
‫وطلبات وقصعر ورتبتان للقداس مطلعهما‪(( :‬الئهلم يا خالق الجمبع‬

‫وكتاب يعقوب السروجى لبولس الغغالتي‪ ،‬ص‪. ٢٨—٢٧‬‬

‫‪١٦٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وفاطر كق ما برى ما ال برى»؛ ((أيها اإلله المبارك اللطيف‪ ،‬يا تن‬


‫منذ األزل اسمه»‪ ,‬وردسب إليه رتبة للعماد وتغسير لموئرات‬
‫أففاريوس البنطي‪ ،‬كما تتشبع إليه بعض المواعظ في األعياد‬
‫الكبيرة‪.‬‬

‫الهوته‬

‫من الملفت النظر أن يعقوب ال يقذم بحكا الهوتبا في ميامره‪،‬‬


‫وال يحتل ا لبرا هين التي تدعم أو تدحض ا لموضوع الذي يعرضه‪،‬‬
‫بل ما يفعله هو التذكير بإيمان الكنيسة كما عير عنه الكتاب المقنس‬
‫ونقله ا لتقليد ا لمسيحي إلى زما نه‪ ،‬وحسبما صاغه مجمعا نيقية‬
‫(‪ )٣٢٥‬وقسطنطينية األزل (‪ .)٣٨١‬وتكاد تتكرر عباراته الالهوتية‬
‫نفسها في ميامره ورسائله باستشهادات من الكتاب المقذس‪.‬‬
‫ويتحاشى التفحص والنقد في مسائل اإليمان‪ ،‬عادا ذلك نقضا في‬
‫الثقة ‪ .‬فما يسع المؤمن سوى أن يستسلم ببسا طة ‪ ،‬وا الستسالم يمر‬
‫في اإليمان والحقا وليس في أعمال الفكر‪.‬‬

‫يقول يعقوب‪(( :‬على النفس العاقلة أن تكن عن التفحص‪،‬‬


‫وتندهش أمام المسبح‪ ،‬ألئه المعجزة‪ .‬إذ الذي يتفحص االبن غير‬
‫المدرك ‪ ،‬ال يمتلك المعجزة أي المسيح‪ ،‬ألته إذا كان قد امتلكه لما‬
‫فتش عنه» (الرسائل‪ ،‬ص‪ .)٧٣‬ويهذد ض يتفحص القضايا‬
‫اإليمانية‪(( :‬رينا نور لئن يحبه ونار محرقة لئن يتفحضه» (مجتد‬
‫‪ ...)٦٣٤/٤‬ويشبه السروجى ا إليما ن با لجوهرة؛ هذا التشبيه‬
‫العزيز على قلب اآلباء السريان‪ ،‬ويسئم بالسر الذي ال يدرك‪،‬‬
‫ويدعو إلى اتباع المسمح بشكر‪ ١‬تالم ‪(( :‬ا إليمان هو جوهرة ال‪٦‬هطك؛‬
‫باإلمكان إضافة مقدار من الذهب إلى األوقية الواحدة‪ ،‬ولكن ال‬

‫‪٦٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يمكن أن يغباف ذرة واحدة إلى الجوهرة‪ .‬إدها ترمز إلى المسيح‬
‫الذي ال يمكن أن يقبل موضوعه إضافة ض قبل الباحثين» (الرسائل‪،‬‬
‫‪ . )٧ ٤‬على ا ألرجح رذة فعل يعقوب هذه متأئية من كثرة الجداالت‬
‫حول المسيح في زمانه‪ ،‬وا ال نقسا ما ت التي سبتها في الكنيسة‬
‫فيحجم عن الدخول في متاهاتها ‪.‬‬

‫تغسيره (( الكتاب المقذس))‬


‫إذ قراء؛ يعقوب الكتاب المقذس‪ ،‬وتفسيره إياه متأدرا ن بنهجه‬
‫الالهوتى الرافض أتي تقسيم في المسيح‪ ،‬وأي نصل بين اإللهى‬
‫وا إلنسانى كما هو الحا ل لدى خط آباء ا إلسكندردة الال هوتى القريب‬
‫من خط فيلون‪ .‬ويرى يعقوب ثالثة معان رئيسية تحملها نصوص‬
‫االسفار المقنسة‪ ،‬والتي تدور على نقطة ركز واحدة هي المسح‪.‬‬
‫فؤكشف وجه المسح عبر وجوه شخصيات العهد القديم وأحداثه‪.‬‬
‫ويمي يعقوب بين البالغ اإللهي واكعبير البشري ني نقله؛ ((حين‬
‫كتب موسى‪(( :‬قال الرب» ‪ ،‬كانت تلك طريقه تعبير بشررة» (مجتد‬
‫‪.)١١٢/٣‬‬

‫‪ -١‬المعنى الحرفتي ‪ -‬الجسدي‬

‫المعنى ا لحرفتي أو الجدي عكس المعنى الروحتي‪ ،‬فهو طريقة‬


‫فهم ا ألمور من الخارج‪ ،‬أي ا لوقوف أمام ا لمحسوس‪ ،‬وعدم‬
‫الدخول في الباطن الذي هو ا ألهلم ‪(( .‬تن يقرأ بحسب الروح كتاب‬
‫موسى يفهم سر السبت‪ ،‬ويفهم أن الرب ال يدركه التعب وال يحتاج‬
‫إلى الراحة‪ .‬أتا اليهودي فال يفهم بحسب الروح هذه العبارة‪،‬‬
‫ويتصور أرها تعني أن الله استراح وال شيء آخر» (مجتد ‪— ١٣٨/٣‬‬
‫‪.)١٣٩‬‬

‫‪١٦٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -٢‬المعنى الروحي‬

‫يرتفع يعقوب فوق الحرف ليصل إلى المعنى الروحي بسبب‬


‫اختياره الخعز الالهوتي ‪ -‬ا إلسكندري الغيلوني — تماائ عكس اتجاه‬
‫معظم اآلباء األنطاكين‪ .‬ويريد أن يرى المسح في كل مكان‪.‬‬
‫فا لنعن فى نظره ليس سوى الظل للحقيقة الكامنة فى الباطن‪:‬‬
‫((وأصبحت التوراة ظال لصورتك العظيمة‪ ،‬وتحملك وتخدمك‬
‫سردا)) (مجتد ‪ .)٢٦/٣‬يقول بخصوص معنى أدام الخلق الستة‪:‬‬
‫((األيام الستة هي اكتة آالف سنة التي أمضاها العالم وفي األلف‬
‫الساح ترتاح الخليقة كما ارتاح الله من عمله)) (مجتد ‪ .)١٣٢/٣‬إته‬
‫مثل أفراهاط ونرساي يؤمن بنهاية العالم في ختام ا أللف الميالدي‬
‫األول‪.‬‬

‫‪ -٣‬المعنى النمطي‬

‫يكاد يكون المعنى النمطي ‪ Typologic‬مرادائ للمعنى الروحي‪.‬‬


‫فا لنمط هو الحدث المبت بوقابع أو الشخص التاريخى الذي يعلن‬
‫شيائ آخر‪ .‬ويجد يعقوب‪ ،‬في نصوص العهد القديم وأحداثه‪،‬‬
‫أنماطا للمسبح وا لكنيسة واألسرار‪.‬‬

‫فيرى في عصا يعقوب والسئم الذي شاهده صورًا للصليب‪:‬‬


‫(( عصا يعقوب التي كا نت متا عه الوحيد هي رمز للصيب‪ .‬رقد‬
‫يعقوب على عصاه هكذا فعل االبن حيث مات على الصليب))‬
‫(مجتد ‪« :)١٤٩/٣‬أتا الستم فتعلن سر التجسد‪ ،‬تربط األرض‬
‫با لسماء‪ ،‬وتصعد إلى ا لسماء‪ ،‬وترمز إلى ا لصليب ينبوع البركات‬
‫لكق األمم‪( ,‬مجتد ‪.)٢٠٠,١٩٩/٣‬‬

‫وقد كتب يعقوب ميمرا حول الرمز والمرموز إليه (طالع ميمر‬

‫‪١٦٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ ٨٠‬مجتد ‪ )٣٠٥/٣‬وعن قائمة هذه ا ألنما ط طابع مرني ‪١٤٠,١٣٦‬‬


‫وفغالي‪٣-١٤٩‬ه‪.)١‬‬

‫الثالوث‬
‫يؤكد يعقوب وجود الثالوث األقدس‪ ،‬ويعذ ذلك فعل إيمان‬
‫أساسسا للمسيحى‪ .‬وللتمييز بين اآلب واالبن والروح القدس يستعمل‬
‫لفظة ا ألقنوم ولفظة ا المم على غرار ما فعله معاصرو نراي ‪(( :‬ا ألقانيم‬
‫الثالثة هي أرفع من أن تدركها ا لمعرفة البشرية‪ .‬الله وا حد‪ ،‬له كلمته‬
‫وروح من دون أن يفتر ذلك ‪...‬ا آلب غير مولود وا البن مولود والروح‬
‫منبثق من ا آلب ولهم طبيعة واحدة وسلطان واحد‪ .‬ثالثة متاوون في‬
‫ا أللوهة والسيادة والمجد والحمد‪ .‬أمماء ثالثة لكن لهم قدرة واحدة‬
‫وسلطان واحد غير قابتين للتجزئة)) (مجتد ‪ .)٧٩٤/٤‬ويوضح هذا‬
‫التمييز بين ا ألقانيم غير المفضلة في الميمر ‪ ٩ ٤‬في ا إليمان‪(( :‬ا آلب هو‬
‫ا آلب وحده وال يطلق لقب ا آلب إآل عليه وحده ‪ .‬واالبن هو االبن‬
‫وحده وال يوجد مولود آخر لأللوهية وهكذا الروح وحيد في انبثاقه هو‬
‫وحده ينبثق من األلوهإة‪ .‬اآلب ليس مولودا وال منبقا واالبن ليس‬
‫والذا وال منبقا والروح ليس إآل والذا وال مولودا ‪ .‬واحد ا آلب وواحد‬
‫االبن وواحد الروح القدس‪ ،‬وهم متا وون في المجد والسلطان‬
‫والسيادة واأللوهية والعظمة والبهاء والخلق واإلبداع والقدرة‬
‫العظيمة‪ . . .‬وجود واحد‪ :‬آب واحد وابن واحد وروح واحد‪ ،‬إله‬
‫واحد غير محدود ‪ . . .‬أقا نيم إلهية ثالثة سامية ‪( )) . . .‬مجتد ‪-٦٠٠/٣‬‬
‫‪ . )٦ ٠ ١‬ويستند يعقوب إلى أسلوب المجانسة للداللة على وحدة الله‬
‫وتعند األقانيم‪ ،‬ويذكر مثل الشمس والنار‪ ،‬كما يفهم بعض جمل‬
‫وردت في العهد القديم باعتبارها داللة على الله الواحد والثالوث معا‪،‬‬
‫أرسل كلمته فشغا هم وأنقن من ا لهوة حياتهم‪.‬‬

‫‪١٦٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وبخصوص انبثاق الروح القدس من االب وحده يقول يعقوب ‪:‬‬


‫«الروح ينبثق من اآلب ويأخذ من االبن‪ ،‬وهو فارقليط الحق‪ ،‬ومعتم‬
‫اإليمان ومكئله)) (الرسائل ‪.)١١٧‬‬

‫تعليمه حول المسيح‬


‫يتع يعقوب الخط ا إلسكندري نفسه‪« ،‬الخط التنازلي‪ ،‬من ا إلله‬
‫إلى اإلنسان» عكس الخط األنطاكى «التصاعدي‪ :‬من اإلنا ن إلى‬
‫اإلله))‪ .‬ويقول‪(( :‬إبن الله وهو الله مثل والده‪ ،‬أرسله إلى ا ألرض‪،‬‬
‫فولد من امرأة وهو الله)) مجتد ‪ ٩٩/٣‬ه) ‪(( .‬إبن الله تنازل سب‬
‫محبه ألبيه‪ ،‬وجاء ليكون ابائ للعذراء بسيب التدابير)) (مجتد ‪/٣‬‬
‫‪ . )٥٨٦‬ويجعل التجسد يتم بواسهلة األذن على غرار مار افرام‬
‫(أناشيد الميالد ‪ . )٣١٦‬يقول يعقوب‪(( :‬دخل من األذن التي إليها‬
‫زحفت الحكة فحبلت (مريم) وتجسد في حشاها الطاهر من دون فعل‬
‫زوجى‪ .‬وصار إنساتا ‪ . . ٠‬ووك من مريم ابنة داؤد‪ . ٠ .‬وبوالدته لم‬
‫يحق بكارتها ‪ ...‬كان الحبل به معجزة‪ ،‬ألته تم بطريقة إلهية ورافق‬
‫األلم والدته ألتها تغت بطريقة بشرية» (مجتد ‪ .)٧٧٩/٤‬إذ‬
‫المصطلحات الال هوة ا لتي لم تكن بعد واضحة تما ما مثل طبيعة‪،‬‬
‫أقنوم شخص‪ ،‬هي في نظره مترادفة تحمل المعنى نفسه للداللة على‬
‫ا ألنا الواحد في المسبح‪ :‬ا إللهي واإلنسانى معا‪(( :‬هو من ا آلب‬
‫ومائ‪ ،‬ابن واحد‪ ،‬عدد واحد‪ ،‬إله واحد تجتد من البتول القديسة))‬
‫(الرسائل ‪(( .)١٨‬هو من الله ومن اإلنسان‪ .‬هو األول وا آلخر كما‬
‫بتب ‪ :‬هو البارحة واليوم)) (مجتد ‪ . )٥٩٦/٣‬يرفض ا لسروجي ثنائية‬
‫ا لطبيعسن في ا لمسيح ‪ ،‬وانغرار خوا صمها ‪ ،‬وكق ما فعله ا لمستح‬
‫ينسب إليه‪ ،‬لردما بسيب رفضه الثنائية األنطاكية‪ ،‬الممتله بثيودورمر‬
‫ونسطور‪ ،‬والتي تعزو األفعال ا إللهية إلى ا إلله‪ ،‬واألفعال البشرية‬

‫‪١٦٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إلى اإلنسان بالرغم من حرصها على وحدة الشخص‪ .‬يقول‬


‫يعقوب‪(( :‬واحد واحد المسيح المتأتس‪ .‬واحد ا بن ا لله وهو يسوع‪،‬‬
‫واحد الخفي الذي جاء للطن وهو ال يدرك‪ .‬المسجح هو قدرة ا آلب‬
‫التي ال تترجم‪ ،‬وهو ابن ا لبتول الذي ال يشرح‪ .‬إته الوحيد الذي‬
‫قاسى ألم الصليب)) (مجتد ‪/٣‬ه‪.)٦٠‬‬

‫((إذ ا لذين أرادوا تأييد تعليم نسعلور احتالوا في إثبا ت الطبيخين‬


‫في ا لمسيح‪ ،‬وعملوا بحغظ خواضها على انفراد‪ ،‬لكي يثبتوا أن‬
‫العذراء ليست والدة الله ‪ - Theotokos -‬ويجعلوا المسبح اثغين‬
‫متميزين‪ :‬ا لكلمة المسبح اثنان متميزان‪ :‬ا لكلمة الذي من ا آلب‪،‬‬
‫واإلنسان الذي من العذراء‪ .‬ذلك بأته إذا أعطيت كن طبيعة ما‬
‫يخضها‪ ،‬فينتج أن الله لم يولد من امرأة‪ ،‬ولم يتشيه بنا‪ ،‬ولم يأخذ‬
‫صورة عبد‪ ،‬ولم يظهر انساتا‪ ،‬ولم يسلك طريق ا لصليب‪ . . .‬ويبطل‬
‫بالتالي قول ا إلنجيل إن الله بذل ابنه الحبيب فداء العالم‪ .‬بل إذا‬
‫حفظ للطبيعة البشرية فقط‪ ،‬فمن الضروري أن يولد من امرأة ويموت‬
‫على الصليب‪ ،‬ألته خا ضع للموت ككل إنسا ن بحكم المعصية‪.‬‬
‫وهنا ال يعرف أي منهما دعي وسيائ‪ ،‬وأي دعي وحيد الله الذي يذل‬
‫عن العالم‪ .‬من ا لضرورة أن يكون وسيط آخر ليوحد الناس مع الله‪،‬‬
‫ويثلم سياج العداوة التي أقامته الحية بين آدم والله)) (الرسائل ‪-١٣٩‬‬
‫‪.)١٤٠‬‬

‫ويرى يعقوب أن تدابير الخالص كما في المسيح بعد أن أعث له‬


‫مرحلي في ا لعهد القديم‪ ،‬وكونه ابن الله يجمع ويدمج البشرية‬
‫الجديدة‪(( :‬جاء المسبح يحشد أمم ا ألرض ويجمعها‪ ،‬فاقتادها إلى‬
‫إله إبراهيم‪ . . .‬وصار هو نفسه ذبيحة‪ ،‬وصا لح ا آلب مع خالئقه))‬
‫(الميمر الثاني ضن اليهود)‪.‬‬

‫‪٧٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫مريمنا ته‬
‫إذا علن مار أفرا م شاعر العذراء مريم‪ ،‬فيعقوب السروجى ليس‬
‫أقل منه‪ .‬فقد كتب ميا مر كاملة عن العذراء‪ ،‬وتنا ول جوانب حياتها‬
‫وا لعقيدة المسيحية بشأنها ‪ .‬ونشر األرب بولس بيجا ن عنة ميا مر له‬
‫عن مريم ‪ ،‬وقد ألحقها بكتابه السيرة الكاملة لمسهدونا ‪ ،‬بارير ‪،‬‬
‫‪( ١٩٠٢‬ص‪ )٧١٩-٦١٤‬وبحسب الترتيب التالي‪:‬‬

‫‪ - ١‬البتول مريم والدة الله ‪.‬‬


‫‪ - ٢‬بشارة مريم‪.‬‬
‫؟‪-‬زيارتها ألليصابات‪.‬‬
‫‪ - ٤‬بتوليتها الدائمة‪.‬‬
‫ه ‪ -‬رقادها ودفنها‪.‬‬

‫كما تكتم على العذراء في ميامره ا ألخرى وفي رسائله‪،‬‬


‫وبإمكاننا حصر ما كتبه في أربعة محاور رئيسة‪:‬‬

‫‪ -١‬الروح القدس طهرها من دش الخطيئة األولى‬

‫يذكر‪ .‬يعقوب أن العذراء ولدت كما يولد أبناء ا د محا لها حال‬
‫قريناتها‪ ،‬إآل أن الروح القدس طهرها لتفدو هئكال الئعا بالمسبح‪:‬‬
‫((جاء ا لروح القدس إلى مريم ليزيل عنها الحكم السابق الصادر ضد‬
‫آدم وحواء‪ ،‬فقنسها وطهرها وباركها في النساء‪ ،‬وحررها من لعنة‬
‫أوجاع حذاء أتها‪ . . .‬حررها الروح من المعصية األولى‪ :‬طهر األم‬
‫(االبن) بحلوله فيها بقوة الروح القدس‪ ،‬ليأخذ له منها جسدا طاهرا‬
‫بال خطيئة ‪ . . .‬جعلها نقية وطاهرة ومباركة مثل حواء قبل أن ئكتمها‬
‫الحية‪ ،‬وأعطاها لجمال األول ذلك الذي كان ألنها‪ ،‬قبل أن تأكل‬
‫ض الشجرة المميتة)) (سهدونا ص‪ .)٦٣٣ —٦٣٢‬ويقارن بين حذاء‬

‫‪٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ا ألولى التي ((أدخلت الموت وحؤاء الثانية مريم التي أدخلت‬


‫الحياة))‪ .‬حواء الثانية التي ولدت الحياة بين الموتى‪ ،‬الشابة التي‬
‫عضدت الشيخة المتدهورة‪ ،‬وأقامتها من ا لسقوط الذي ألحقته بها‬
‫الحبة‪ ،‬البنت التي نسجت بدلة المجد وأععلتها أباها ففعلى بها نفه‬
‫ألده كان عرياتا بين األشجار (مجتد ‪ ٦‬ص‪.)٦١٦‬‬

‫‪ -٢‬مريم والدة الله‬

‫يدافع يعقوب عن لقب مريم ((والدة الله)) أمام الذين يقولون إرها‬
‫((أم المسبح)) أو ((أم ا إلنا ن))‪ ،‬وهمنا اللقب نادع من تبادل الخواض‬
‫بين ا إللهي وا إلنسا نتي في المسبح‪ ،‬ببب الشخص الواحد‪(( .‬إذ‬
‫الكلمة‪ . . .‬ظهر في الجسد من العذراء القديسة والدة اإلله))‬
‫(الرسائل ‪٢‬ه)‪ .‬وقال األثيم إتها لم تلد اإلله بل المسيح كمسبح‬
‫وليس كإله‪( )) . . .‬سهدونا ص‪(( .)٦٨٨‬لقد جذف (نسطور) عندما‬
‫قال إذ مريم العذراء ال يمكن أن تمى ((والدة ا إلله بل والدة‬
‫المسبح)) فافتضح بقوله هذا أته ال يعترف با لمسبح إلها من إله وال‬
‫يؤمن بابن واحد لإلله ا آلب‪ ،‬ويثبت با ألحرى ابنين‪ :‬أحدهما من‬
‫اآلب واآلخر من العذراء‪ ،‬األزل منظور والثاني خفتي)) (الرسائل‬
‫‪)١١٥‬‬

‫‪ —٣‬بتولبة مريم الدائمة‬

‫يؤمن يعقوب مثل أفرام (أناشيد الميالد ‪ )٣- ١ :١١‬بأن العذراء‬


‫مريم بتول في الحبل والوالدة وبعدها ‪(( :‬اإلله صار إنساتا وولدته‬
‫ا لبتول وظئت بتوال‪ ،‬لذلك تعرف مريم بأئها بتول حعا وأم حعا‬
‫وليست اثغين‪ ،‬ولئن في شكين‪ ،‬لكئها واحدة‪ ،‬أئ إتها أم وبتول‬
‫في آن مائ)) (الرسائل ‪ ٢٦٣‬وسهدونا ‪ . )٧٠١‬حبلت به وهي بتول‬

‫‪١٧٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وولدته وهي بتول» (سهدونا ‪ ٦٩٢‬ويعتمد رؤية حزقيال ‪.)٢-١ :٤٢‬‬


‫((البتول صارت أى بمعجزة‪ ،‬ومن دون عالقة زوجية‪ ،‬ومكثت أى‬
‫بتوال من دون تغيير ‪ .٠ .‬إدها المقصورة البهية التي بناها الملك‬
‫ودخل فحل فيها ولم تفتح األبواب أمامه عندما خرج)) (سهدونا‬
‫‪ .)٦١٦‬ويشبه خروج يع من العذراء بخروج حؤاء من ضلع آدم‬
‫من دون أن يفتح جنبه (سهدونا ‪ . )٧ ٠ ٤‬ويمتدح يعقوب تواضع مريم‬
‫ونزاهتها في سبيل ابنها ومرافقتها إياه (طابع سهدونا ‪ ٦١٩‬وما‬
‫يتبعها)‪.‬‬

‫‪ -٤‬رقاد مريم ودفنها‬


‫يكتب السروجى ميمرا في رقاد مريم ودفنها المهيب بدون أن‬
‫يشير إلى انتقالها إلى السماء روحا وجسذا‪ ،‬إال أته يشير إلى أن‬
‫األبرار استقبلوها في موتها‪ .‬وقد نشره بيجان في سهدونا ‪-٧٠٩‬‬
‫‪٠٧١٩‬‬

‫يقول يعقوب‪(( :‬إذ جماعة الرسل حضروا لدفن جد البتول‬


‫المباركة» (سهدونا ‪ .)٧١٣‬وفي العلى المالئكة وعلى ا ألرض البشر‬
‫وفي الفضاء (السماء) المجد‪ .‬هذا ما حصل في دفن مريم مثل‬
‫الراقدين ‪(( .‬أشرق النور على جماعة التالميذ ورفيقاتها ونسيباتها‬
‫وبنات جنسها ورافق جمهور السماويين بتقاديسهم نفس هذه األم‬
‫الطاهرة أم ابن الله» (سهدونا ‪ . )٧١٨‬ويشيه دور يوحائ الحبيب في‬
‫دفن مريم بدور نيقوديثس في دفن المسيح‪ ،‬ويذكر أتها دفنت في قبر‬
‫منقور في حجر وعلى جبل في منطقة الجليل (سهدونا ‪-٧١٤‬ه ‪. )٧١‬‬

‫مفهوم اإلنسان عنده‬


‫كتب يعقوب ميمرا طويال في أيام الخليقة ا لسئة ((هكساميرون))‪،‬‬

‫‪١٧٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫كما كتب ميمرا في خلق اإلنسان األزل والخطيئة‪ .‬وتناول في‬


‫ا لميمرين ا لحديث عن ا لخلق ملبائ تسلسل األول من التكوين‪ ،‬وقد‬
‫ا ستعمل في وصفه ا لصور وا لرموز ‪ ،‬وبكثير من ا لتفا صيل‪ ،‬بغية‬
‫استخالص عبر روحية منها في ضوء معطيا ت العهد الجديد ‪.‬‬
‫ويتوئف السروجى على خلق اإلنسان الذي جمع الله فيه كل الكون‪:‬‬
‫((جمع الخالق النار والهواء والماء والتراب‪ ،‬وضع منها صورة‬
‫تكشف للعالم حكمته)) (مجتد ‪ . ) ١٥٣/٣‬وهذه ا لفكرة نجدها عند‬
‫الفالسفة اليونان وعند نرساي‪ .‬ويذهب يعقوب في ربطه الكون‬
‫با إلنسا ن إلى أبعد من ذلك ‪ ،‬فيرى في عيثي ا إلنسا ن ا لشمس‬
‫والقمر‪ ،‬وفي الجمجمة الرتع ‪ . . .‬وعلى غرار نرساي يستعمل لفظة‬
‫ا لرمز‪ ،‬وكأته شخصى وسيط ينفذ الله الخالق بواسطته ‪(( :‬خرج الرمز‬
‫إلى أرح جهات العالم ليبنيها وليحذد أبعادها)) (مجتد ‪.)١٠٣/٣‬‬

‫(( ا لكائنا ت كتها صنعت بوا سعلة ا لرمز ما عدا آدم خلقه الله بيده))‬
‫(مجتد ‪(( . ) ١٠٩/٣‬اإلنسان والمالئكة لم يكونوا شهود الخلق‪ ،‬لئآل‬
‫يتكبروا وينسبوا فعل الخلق إليهم أو أتهم شاركوا فيه)) (مجتد‬
‫‪ .)١٠٦:٣‬المهنإ أن الكون كته غلق ألجل اإلنسان (مجتد‬
‫‪ )١٠٦:٣‬وعليه فإذ من واجب اإلنا ن أن يرفع الحمد إلى الله‬
‫ويعترف بجميله‪(( :‬أيتها األيام‪ ،‬هلتي سبحي الخالق وقذمي له هدية‬
‫سا عاتك ‪ . . .‬وأنا أيثا الذي تكتمت عن ا لخا لق‪ ،‬أود أن أسبحه‬
‫مع خالئقه في‪ :‬فمي وحواسي الحقيرة‪ ،‬وكز أعضائي‪ ،‬شخصي‬
‫وعينتي وأذني وقدمي ويدي ولساني وشفتى وكالمي وصوتي وذهني‬
‫وجدي وإحاسي وأفكاري)) (مجتد ‪/٣‬ه ‪-١٠‬ه ‪. ) ١١‬‬

‫‪ -١‬اإلنسان مخلوق على صورة الله ومثاله‬


‫ينفرد يعقوب فى وصفه خلق ا إلنا ن‪ ،‬ويؤكد أته وحده خلقه‬

‫‪٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الله على صورته ومثاله‪ ،‬واهتز شخصيا بخلقه‪ ،‬ويربط بين اإلنا ن‬
‫ا ألول وابنه المتجسد اإلنسان الثاني‪(( :‬قال (الله) لنصنعن اإلنا ن‬
‫على صورتنا ومثالنا ‪ .‬إته صنع جديد ليس له ثبيه في العا لم ‪ .‬والقول‬
‫الذي فاه به عن آدم ال يشبه سائر أقواله عن المخلوقات ‪ .‬قال في كز‬
‫ما وجد‪ :‬كرت‪ ،‬فكان‪ ،‬ولم يشأ أن يقول‪ :‬ليكذ آدم كما فعل بسائر‬
‫الخالئق‪ .‬لم يقل في آدم‪ :‬ليكن آدم‪ ،‬بل قال‪ :‬لنصنعئ اإلنسان على‬
‫صورتنا‪ .‬ومثا لنا))‪ . . .‬وحين قال‪ :‬لنصع ا إلنا ن‪ ،‬تنازل فصع بيذيه‬
‫أعظم صورة بين الخالئق‪ .‬البرايا صنعها بواسعلة الرمز أما آدم فخلقه‬
‫بيده ا إللهية‪ ،‬لكي تكرم ا لبرايا بخلقه صورة الله)) (مجتد ‪. )١٠٩ : ٣‬‬
‫ويرى في انحناء الله لجبل آدم تسبيعا النحنائه في تجسد ابنه لخالص‬
‫آدم (مجتد‪.)١١١-١١٠/٣‬‬

‫ويميز يعقوب بين الصورة والمثال في اإلنسان‪ .‬الصورة ثابتة‬


‫تدن على المشاركة في الطبيعة‪ ،‬وال تفقد ببب الخطيئة‪ ،‬في حين‬
‫أن المثال متحرك وينمو ويمكن فقدانه من خالل الخطيئة‪ ،‬وإيجاده‬
‫بفضل التجتد‪(( .‬المثال يضع ببب الخطيئة» (‪(( .)١١٢/٣‬آدم‬
‫صورة الله من األبد‪ ،‬لذلك يحاول أن يقتدي بعجائب الله‪ .‬لبس آدم‬
‫ا لمسكين صورة القدرة الخآلقة ا لنبيلة‪ ،‬لذلك يشبه الله في عدة نقاط»‬
‫(مجلد ‪ . )٨٧٨/٥‬وبسبب ضعف ا لصورة ا لعظيمة الكبير هذا‪،‬‬
‫انحدر ابن الله ليجذد صورته التي فسدت‪ ،‬نزل العلتي إلى أبعد حذ‬
‫ليصعد إلى عليائه من الهوة ذلك انامي الذي سقط» (مجتد ‪/٣‬‬
‫‪ .)١٦١‬ويصف يعقوب وظيفة كز عضو من أعضاء جد ا إلنا ن‬
‫ويؤتمد أن الجسد يشترك في صورة الله (‪ /٣‬ه ‪ . )١١‬وا إلنا ن في‬
‫نظره مركب من جد ونفس وروح (ثالثية أفالطون) وهو صورة‬
‫للثالوث األقدس‪ :‬واحد وثالوث (مجتد ‪.)٢٣٢/٢‬‬

‫‪٧٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫آما بخصوص المرآة فيعتمد السروجى على معطيات الكتاب‬


‫المقذس‪(( :‬كان آدم واحذا واثنين‪ . . .‬ومن الجبلة نفسها جبل‬
‫الخالق االثنين‪ . . .‬ودد على الزواج قبل أن يكون‪ ،‬لكي ال ينفصل‬
‫الرجل عن امرأته بعدما أصبحا وا حذا‪ ،‬بل ينبغي أن يبقيا واحدا‬
‫حقيقية مثلما خلقا)) (مجتد ‪ :)١١٥/٣‬ويكرر تعليمات مار بولس‬
‫نغشها بخصوص العالقة بين الرجل والمرأة‪ ،‬فهو رأسها‪ .‬ويرى في‬
‫سبات آدم وخروج المرأة منه رمز موت المسيح على ا لصليب‪،‬‬
‫وخروج ا لكنيسة‪ .‬كما ينظر إلى المرأة نظرة حذر تماما مثل نرسا ي‪،‬‬
‫فهي سبب ا لشهوة والشرور (مجلد ‪.)١١٦-١١٥/٣‬‬

‫‪ —٢‬اإلنسان والخطيئة والموت‬

‫يعتقد يعقوب أن اإلنسان ا ألول كان خالدا قبل الخطيئة ‪-‬‬


‫عكس نرساي تمانا ‪ -‬وإذ خلوده مرتبط بكما ل الخليقة وجمالها ‪.‬‬
‫فالله ال يمكن أن يخلق شيائ ناقطا‪ ،‬وال يمكن أن يكون الموت من‬
‫صنعه‪ .‬اإلنسان هو الذي صنعه‪ ،‬لتا اختاره بحريته‪ .‬والمسيح‬
‫بصليبه يعيد البشرية إلى وضعها ا ألول كما خلقها الله في البدء‬
‫(مجتد ‪ ،٢‬ص‪ ٨٢٣‬ومجتد ‪ ،٣‬ص‪.)٣٤٣‬‬

‫‪ -٣‬الصالة من أجل الموتى‬

‫يكتب يعقوب ميمرا في تذكار الموتى وكسر الخبز (باعتقادي‬


‫أته يقصد إقامة القذاس على راحة أنفسهم) ونشره بيجان في المجتد‬
‫ا ألول ‪ .‬ويؤمن المؤنف بخلود أنفس الراقدين على طريقة الفلسفة‬
‫الثنائية اليونانية‪ ،‬ويتشكى من اعتكاف المؤمنين عن القيام بإعطاء‬
‫الصدقة‪ ،‬وتقديم القرابين من أجل نفوسهم (مجتد ‪.)٥٣٦/١‬‬
‫وبخالف المتيح في الشرق‪ ،‬حيث دقا م القداس أيام اآلحاد واألعياد‬

‫‪٧٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫والتذكارات‪ ،‬يثير السروجى إلى القذاس اليومي‪(( :‬إبنة الملك‬


‫(الكنيسة) لم تتعتم المثل من األولين‪ ،‬فأخذت تكسر خبز األسرار‬
‫اليوم‪ ،‬وإنما رأت سيدها في العتبة يكسر جسده ‪ ،‬فمنه تعتمت أن تفعل‬
‫كل يوم كما رمم هو‪ ،‬ليس ملكيصادفى هو الذي عتم الكنيسة كيف‬
‫تحتفل‪ ،‬بل ربها‪ .‬وكما فعل هو تفعل هي يومائ)) (مجتد ‪.)٥٣٨/١‬‬

‫ويلوم النسوة على التطواف حول القبور والبكاء‪ ،‬بدال من‬


‫المجيء إلى الكنيسة وتقديم الصلوات والقرابين لمنفعة أمواتهذ ‪:‬‬
‫((أتا أنت فارسم في خبز القربان ذكرك وذكر أمواتك‪ ،‬واععله‬
‫للكاهن ليقذمه بدوره أمام الله‪ .‬إصغ وليمة واع أمواتك‪ ،‬فإنهم‬
‫يأتون إلى المذبح الذي هو ميناء الراحة لجمع األنفس‪ '.‬أيتها‬
‫المؤمنة‪ ،‬اطلبي حبيبك في الهيكل المقدس‪ ،‬عند الله الذي في يد‬
‫ا ألرواح جميعا ‪ .‬ال تنادي الميت في القبر‪ ،‬فلن يمعك‪ ،‬ألنه ليس‬
‫هناك‪ ،‬فاطلبيه هنا في بيت المعفرة‪ . . . .‬فلن ينتفع ميتك من بكائك‬
‫عند القبر‪ ،‬بعكس قربانك الذي يصلح وينفعك وميتك)) (مجتد ‪/١‬‬
‫‪.)٥٤٣_٥٣٩‬‬

‫المراحع‬
‫باإلضافة إلى المراجع الوارد ذكرها‪ ،‬هذه أهلم المراجع‪:‬‬
‫‪،١٩٧٠‬‬ ‫‪-‬أبونا األب ألبير‪ ،‬أدب اللغة اآلرامية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫وخالصات األدب السرياني‪ ،‬يومشتارك ودوفا ل ورايت وشابو‪.‬‬
‫— أرملة الخورأسقف إسحق‪ ،‬مار يعقوب أسقف مرح‪ ،‬جونيه‪-‬‬
‫سان؛ ‪٠١٩٤٦‬‬
‫— سوني األب بهنام‪ ،‬يعقوب السروجى‪(( ،‬الفكر المسيحي))‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،)١٩٨١( ١٦٤‬ص‪.١٣٣-١٢٩‬‬

‫‪٧٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫— ‪ ،‬تكوين البرايا في تعليم مار يعقوب السروجى الملفان‪،‬‬


‫بيروت‪٠١٩٩٥ ،‬‬
‫— ‪« ،‬الفلك لدى مار يعقوب السروجى»‪ ،‬بين النهرين‪ ،‬العدد‬
‫‪)١٩٨٠(٣٠‬ص‪.١٨٦-١٦٧‬‬
‫‪ -‬بهنام‪ ،‬األب بولس‪ ،‬خمائل الريحان أو أرثوذكسية مار يعقوب‬
‫الروجي‪ ،‬الموصل‪٠١٩٥٠ ،‬‬
‫— الدولباني‪ ،‬المطران فيلوكسينوس‪ ،‬حياة وتعليم يعقوب السروجى‬
‫(با لريا نية)‪ ،‬ماردين‪٠١٩٥٢ ،‬‬

‫‪١٧٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص مختارة‬

‫االيمان‪ :‬لؤلؤة‬

‫إذ اإليمان يحفظ كما هو‪ ،‬من دون كالم كثير‪ ،‬إذ المحبة ذهب‪،‬‬
‫أتا اإليمان فهو لؤلؤة‪ .‬يستطع المرء إضافة ربوات المثاقيل إلى مثقال‬
‫واحد من الذهب‪ ،‬أتا اللؤلؤة فال يستعبع من يقتنيها أن يفيف إليها‬
‫مقدار ذرة‪ ،‬ألن المسبح المصور فيها ال يقبل خيره إضافه الئجاؤلين ‪.‬‬
‫من أين أتيب أسها اللؤلؤة‪ ،‬من أين أتيت؟ تن تشبهين؟ وش يشبهك؟‬
‫أنب بنت تن؟ وأين محئك؟ ما هي صور؛ متالث البهى هذا؟‬
‫شخصك غني بأسرار النؤر من أجل هذا يتألأل ثؤبك‪ .‬عليك رسمت‬
‫صورة ابن الملك‪ ،‬لذلك تحيط بك هالة من البهاء‪ .‬في منبعليأ شيء‬
‫عظيم يختفي‪ ،‬لذا جمالك رابع لمثاجديك ‪ .‬أنب متشحة باأللغاز‬
‫وية‪ ،‬لذلك ال ئقدر ناب ثمل في وط التجار‪.‬‬

‫أنب محتشمة ولو عارية وطاهرة ومعروضة‪ .‬أوجهك عديدة‬


‫وليس لك قفا‪ ،‬مجالك اليمين وليس الشمال‪ ،‬فتاق إليك التجار ألته‬
‫ال يثح الناغبر إليك‪ ،‬لذا باعوا مقتناهم واشتروك وباقتنائك نسوا ما‬
‫كانوا يملكون ‪.‬‬

‫كتمينا فصمئك يحيرنا كثيرا ‪.‬‬

‫تقول اللؤلؤة‪ :‬أنا بنت النور ألن محيا النور مصور بي‪ .‬أتيت‬
‫ض األفق األعلى‪ ،‬ونزلن ألجئ غور األسفل‪ .‬أنا نطفة الربع‬

‫‪١٧٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ومولدة من حضن كبير‪ ،‬فقد ارتكضمت البروق أمامي وغدت الرعود‬


‫أصدقائي‪ ،‬وروحتني الغمامات بسيرها وحملتتي الرياح وتوشحت‬
‫ضباب النور وانحدرت من عند ا آلب إلى ا ألسفل‪ . . .‬أرادوا أن‬
‫يضيفوا إلى فلم يقووا وأن يتعصوا متي فلم أرض‪ .‬أيها الحريون‬
‫الخادعون اتركوني مثلما أنا‪ ،‬فأنا كاملة‪ ،‬وال أقبل أن أنحت مثلما‬
‫تنحت التماثيل‪ ،‬فأنا لسث قابلة النحت‪ . . .‬رآني الصاغة وتحيروا‬
‫ي‪ ...‬قبضوا على وحبسوني ألش دجت ووجهوا نحوي فوالذا‬
‫مجذدا ‪ .‬وصاغوني ووضعوني في التاج‪ .‬فأنا واقفة اآلن على قئة‬
‫‪. . .‬ا إلكليل وأصرخ بالمجادلين بقؤة ‪ :‬كفاكم من فحص المسبح‬
‫كفاكم من المجادلة في موضوع االبن الوحيد ‪ . . .‬فقد دخل الكلمة‬
‫األذن وحبل به‪ ...‬ولهذا أعتق في اآلذان ألكون إكليال آلذان‬
‫‪. . .‬اإلناث اللواتي استحققئ استقبال الكلمة واللؤلؤة في آدانهل‬

‫)مترجمة من طبعة‪G. OLINDER, Paris, 1937, CSCO, :‬‬


‫‪. (110 Tomus 57, !,ouvain, 1965‬‬

‫‪- BOU MANSOUR, Tanios, La theologie de Jacques de‬‬


‫‪Sarouge, Kaslik, 1993.‬‬
‫‪- GRIBOMONT, J., G. di Sarouge, in Dizionario Patristico e di‬‬
‫‪antichita critiana, vol. II (Roma 1984), col. 1521-1531.‬‬
‫‪- GRIFFIN, F., J. de Sarouge, dans Le dictionnaire de‬‬
‫‪spiritualite, t.8 (1974), col. 56-60.‬‬
‫‪- ١ASR£, N., La pratique homeletique et catechetique d’apres J.‬‬
‫‪de Sarouge, Maitrise a I’Institut catholique de paris, 1989.‬‬
‫‪- MARTIN, p., «Un eveque - poete au v٥-VI siecles, OU J.‬‬
‫‪de Sarouge, sa vie, son temps, ses oeuvres, ses croyances»,‬‬
‫‪dans RSE34 (1876)pp. 309-352, 385-419.‬‬
‫‪- SONY, B., «La Methode exegetique de J. de Sarouge», dans‬‬
‫‪Parole de !’orient IX (1979-80) pp. 129-162, 253-284.‬‬

‫‪٨٠‬‬
www.christianlib.com

- TISSERANT, E., ‫ل‬. de Sarouge, dans Dictionnaire de


Theologie Catholique, t. 8 (Paris, 1924 col. 300-305).
- VOOBUS, A., «Handschrifliche Uberlieferung des Memre -
Dichtung des Ja’qob von Sarug», dans csco 344-345/
Subssidia, Loain 1973.

٨١
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)٨‬‬
‫فيلوكسينس المنبجي‬
‫فيليكعينوس دمبوج (‪)٥٢٣+‬‬

‫حياته‬
‫إنه أحد اآلباء األثن تأئرا باالثجاه اإلسكندري (االثجاه‬
‫التنازلى)‪ ،‬وكان له دور كبير في تثبيت يطريركئبة أنطاكية واالتجاه‬
‫الالهوتى الالخلقيدونتي‪ ،‬أي ائجاه الطبيعة الواحدة في المسبح‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫وهو الذي سند البطريرك سويريوس األنطاكي‬

‫(‪ )١‬إذ مصادر حياة فيلوكسينس عديدة وتحتوي معلومات كثيرة‪ :‬مؤلفاته هو‪،‬‬
‫وس معاصريه‪ :‬رسائل سويريوس األنطاكي‪ ،‬رسائل شمعون األرشمي‪،‬‬
‫تاريخ يشع العمودي (فعل ‪ ،٣٠‬صه‪)٢‬؛ تاريخ زكريا ابلتغ (فصل ‪٧‬‬
‫و‪ )٨‬؛ تاريخ يوحائ ا ألنسى (في ديونيسيوس ‪ 1‬لتلمحري ‪)٤٥,٤١‬؛ ثم في‬
‫وقت الحق تاريخ ميخائيل الكبير (‪)٢٦٢,٢٦١‬؛ والتاريخ الكنسي البن‬
‫العبري (عمود ‪ ،)١٨٤,١٨٣‬وعند خصومه ‪ :‬باباي الكبير (االكحاد‪،‬‬
‫ص‪)٦٣,٦٢ /٧٧-٧٦‬؛ بودورس بركوني (‪-,‬كوبون‪ ،‬ص‪)٣٤١‬؛‬
‫والتاريخ السعودي (جزء ‪ ،٢‬صه ‪ ،)١٩٣,١٢٠ ، ١٠٦- ١٠‬ابن بهلول‬
‫(ليكيكون‪ ،‬عمود ‪ ,)١٥٤٦‬وهناك دراسات عديدة عنه في خالصات‬
‫األدب الرياني وفي كتاب المطران أفرام برصوم‪ ،‬عبر في سير‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط ‪( ١٩٩٧ ،٢‬ص‪ ،)١٩١-١٧٧‬وهناك دراسات عديدة عن فكر‬
‫فيلوكينى‪ ،‬ولكن أفضل دراسة عنه وأشملها هي أطروحة األب أندريه‬
‫’‬
‫هاب‪Philoxen de Mabbog, sa vie, ses e'cits, sa tologie, .‬‬ ‫ده‬
‫‪ Louvain, 1963‬والتي اعتمدتها كثيرا في هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪١٨٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫دعاه األنطاكيون الناطقون باليونانتة (افيلوكسيئس)) ‪ ،‬ي محخب‬


‫الغربة‪ ،‬والسريان ((أكسنا يا))‪ ،‬أئ غريب وتشير اللفظة إلى نمط من‬
‫المتوحيدن المتجولين ((الغرباء)) ‪ ،‬أي غرباء عن هذا العالم في سبيل‬
‫عالم الله ‪ .‬يذكر إيليا القرتمى أن أساس تميته فيلوكسينس يعود إلى‬
‫البطريرك بطرس القطار الذي سانه أسقعا لمدينة ((منبج)) (حالائ في‬
‫منطقة الجزيرة بسوريا) تخليدا ألحد أساقفة هذه المدينة الذي كان‬
‫يحمل هذا االسم(‪ ،)٢‬والذي حضر مجمع نيقية في العام ‪٠٣٢٥‬‬

‫ا لواقعة تح‪٠‬ت السيطرة‬ ‫ولد فيلوكسينس في مدينة (اتحل))‬


‫الفارسية‪ ،‬وهذا ما يفتر دراسته في مدرسة الرها ومالقاته أوساطا‬
‫رهبانية في آمد وأرزون وأديار طور عبدين‪ ،‬وا ألسقف المونوفيزتلي‬
‫سمعان ا ألرشيمتي ‪ .‬في هذه ا لغترة‪ ،‬خصوصا ‪ ،‬كا ن وضع المسيحيين‬
‫المونوفيرين رديائ‪ ،‬إذ كانوا يقذون ثوالين للروم‪.‬‬

‫ال نعرف‪ ،‬على وجه الدقة‪ ،‬تاريخ والدته‪ ،‬فقد تكون في‬
‫الثلث الثاني من القرن الخامس‪ .‬جاء إلى مدرسة الرها بصحبة أخيه‬
‫(أدي) لدراسة العلوم الدينية‪ ،‬ولكئ ا لمدرسة في هذه الغترة كانت‬
‫تعاني من الفوضى ببب الجداالت والصراعات الالهوتية‪ :‬فهناك‬
‫من يقبلون أو يرفضون أفسس وخلقيدونية واالثنين مائ‪ ،‬وأخذوا‬
‫يوجهون االتهامات بعضهم إلى بعض‪ .‬حلع هيبا العام ‪٤٤٨‬‬
‫وأتى أسقف مونوفيزتلي يدعى نونا‪ .‬يقول فيلوكسينس إده طالع‬
‫‪ .‬بسبب هذه‬ ‫كتب ديودورس وثيودورس أكثر من تالمذتهما‬
‫(‪(( )٢‬إيليا ميمر في فيلوكينومى المنبجى)) ‪ ،‬يشره ا ألرب ده هاليه في جمهرة‬
‫الكائب المسيحين الشرقيين‪ ،‬رقم ‪ /٢٣٣‬سريان ‪ ،١٠٠‬لوفان‪،١٩٦٣ ،‬‬
‫‪ ،١٥٤/٥‬ص‪.٦‬‬
‫(‪(( )٣‬ثجل)) مقاطعة كنية تابعة لبيت كرماي‪ ،‬تقع شرق نهر دجلة وجنوب إربيل ‪.‬‬
‫(‪ )٤‬رسالة رقم ‪ ١١‬إلى رهبان دش بيت كوكل‪ ،‬ص‪.٢٩/٤٠‬‬

‫‪١٨٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫النزاعات المتفاقمة قام الملك زينون بإغالق ا لمدرسة في العام‬


‫‪٠٤٨٩‬‬

‫‪ .‬ولقد ذاق‬ ‫على األرجح زامنت دراسته يعقوب السروجى‬


‫المرارة في المدرسة بسبمب ديئيه المسيعحانى ا السكندرجل ووقوفه هع‬
‫ا ألسقف الجديد نونا خلف هيبا ‪ ،‬فضايقه أنصار ا النجاه ا لميحانى‬
‫األنطاكي‪ ،‬واضطر إلى ترك المدرسة والتوجه إلى منطقة سوريا‪،‬‬
‫فوصل إلى أنطاكية‪ ،‬حيث احتضنه بطريركها بطرس القضار‪ ،‬وكان‬
‫ذلك نحو العام ‪ ،٤٧١,٤٧٠‬وارتبط مصيره به‪ .‬ولغا أبعد بطرس‬
‫القضار‪ ،‬وحل محته قلنديون ‪ Calendion‬العام ‪ ،٤٨٢‬ذهب‬
‫فيلوكسينس إلى العاصمة البيزنطية سحا إلعادة بطرس إلى أنطاكية‬
‫وحصل على ما أراده‪ ،‬وعاد االثنان مائ إلى أنطاكية العام ‪،٤٨٤‬‬
‫وعزل قلنديون‪ ،‬فما كان من البطريرك إآل أته يكافئه على صنيعه‬
‫برسامته أسقعا لمنبج‪.‬‬

‫تمت رسامته على األرجح في آب العام ‪ . ٤٨٥‬كانت مسج‪،‬‬


‫ا لوا قعة على بعد مئة وسئين كيلومترا شمال شرق أنطاكية‪ ،‬مدينة‬
‫صناعية وتجارية ومدينة حدودية‪ ،‬وبسبب موقعها الحدودي غدت‬
‫قلعة عسكرية لصن هجمات الغرس االسمانين‪ .‬تمع ا ألسقف‬
‫الجديد بامتيازات كثيرة في بطريركية القضار وأذى دورا باررا‪ ،‬وراح‬
‫يصن زحف النساطرة وتأثيرهم‪ ،‬وبشكل خاض إثر انعقاد مجمع بيث‬
‫الفاط ‪ ٤٨٤‬الذي فرض برصوما أسقف نصيبين قراراته بقوة‪،‬‬
‫فجا بهه فيلوكسيئس با لوعظ والرسا ئل وبمسا ندة سمعا ن ا ألرثمي‪.‬‬
‫وقد تبئى برنا هج االتحاد ‪ Henoticon‬وعمل جهده على فرضه‪،‬‬
‫وقاوم المن اكطوري‪.‬‬

‫(ه) السروجى‪ ،‬رسالة ‪ ١٤‬الى دير مار باسوس‪ ،‬ص‪٨‬ه‪.٦١-‬‬

‫‪٨٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ويظهر أنه بدأ منذ العام ‪ ٥١٤‬يشكو من مرض في جده ‪ ،‬كما‬


‫يذكر ذلك في رسالة إلى الراهب حبيب‪(( :‬أنت تشتمني بقولك إذ‬
‫صحتي الجسدية متردية‪ ،‬وإذ اآلالم واألوجاع التي أعاني منها‬
‫‪ .‬وحا لما تسئم رائسة ا ألبرشية عمد إلى رفع أسماء‬ ‫أستحثها))‬
‫بعض أساقفتها من سفر األحياء ‪ Dyptics‬إن كان فى أنطاكية أو فى‬
‫منبج وبتأثيره أدخلت ترتيلة‪(( :‬قذوس الله)) عبار؛ ((يا من صلبت من‬
‫أجلنا))‪.‬‬

‫تودي زينون العام ‪ ٤٩١‬وجاء أ سطا ص‪ ،‬كما أن بطرس القصار‬


‫توقي وجاء محته بطريرك جديد اسمه فالفياض وتأرمت العالقات‬
‫بينه وأسقف منبج‪ .‬في رسالة له إلى رهبا ن فلسطين العام ‪،٥٠٩‬‬
‫يذكر أرع نقاط أساسية للخالف‪ :‬طالبه بحرم نسعلوريس ومعئميه‬
‫وتالمذته‪ ،‬وبمصادقة ا لغصول ا الثني عشر لقورنى ا إلسكندري ضن‬
‫نسطوريوس‪ ،‬قبول مرسوم االئحاد‪ ،‬تعميم الصيفة المسيحانية‬
‫المونوفيزية وتحريم الصيفة النسعلورية والخلقيدونية( )‪ .‬في أثر هذا‬
‫النزاع سافر فيلوكسينس إلى القسطنطينية لمقابلة اإلمبراطور‬
‫أنسطاس‪ ،‬فعزل فالفياص وانتخب سويريوس لكرسي أنطاكية‬
‫العام ‪ ٠٥١٢‬واحترم البطريرك ا لشاريا أسقف منبج الشيخ‪ ،‬واعتبره‬
‫أيا وقورا وكا ن يستشيره في أمور كثيرة بالرغم من تباين ثقافة‬
‫‪ .‬مات أسطاص ‪ ٥١٨‬وخلفه يوستينس األزل‪ .‬بمجيئه‬ ‫االثنين‬
‫أعيدت ا لشركة الكنسية بين روما والقسطنطينية بعدما كا نت مقطوعة‬
‫بسيب مرسوم االئحاد‪ ،‬وأرسل البابا هرمزد وفدا يحمل شروطا‬

‫(‪ )٦‬رسالة عشرة‪ ،‬ص‪.١١٢‬‬


‫(‪ )٧‬رسالة إلى رهبان فلسطين‪ ،‬ص‪.٣٧-٣٦‬‬
‫(‪ )٨‬رسالة سويريوس إلى فيلوكسينس‪ ،‬رقم ‪ ،٧٧‬ص‪.١٢٣-١٢٢‬‬

‫‪١٨٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫عتمها اإلمبراطور الجديد بمرسوم ‪Libelhis‬‬ ‫عسيرة للوحدة‪،‬‬


‫الصادر في ‪ ٢٢‬نيان العام ‪ ،٥١٨‬والحق رافضيه‪ .‬في أثر ذلك‪،‬‬
‫هرب سويريوس في نهاية أيلول ‪ ٥١٨‬إلى مصر‪ .‬أتا أسقف منبج‬
‫نتلع ونفي واحثجز في مدينة غنغرة‪ ،‬وتووي في ‪ ١ ٠‬كانون ا ألذل من‬
‫العام ‪ ٥٢٣‬في ظروفب قاسية وبعد تعذيب شديد‪ .‬ثم نقلت رفاته أوال‬
‫إلى منبج‪ ،‬بعدها إلى مديات إحدى مدن طورعبدين‪ ،‬ووضعت في‬
‫كنيسة تحمل ا سقه ‪.‬‬

‫تآليفه‬
‫إذ اإلرث األدبى‪ ،‬الذي ختفه فيلوكسينس غزير‪ ،‬وهذا دليل‬
‫انشفا الته ا لرعودة‪ ،‬وسنراته لم راهة عن الكتابة‪ ،‬فهو الهوتى ومفئر‬
‫ومرشد روحاني‪ .‬يقول إيليا القرتمتي (القرن ‪ )١٣‬إذ له مئة وسبعين‬
‫مجتذا ((فنقيث)) في تفير الكتب المقدسة وفي العقيدة‪ ،‬ومئة‬
‫وخمسين مجتدا في تراجم األعياد السيددبة والدورة الطقسية ‪،‬‬
‫وعشرة مجتدات تخعز الرهبان والمتوحدين واثتين وعشرين مجتذا‬
‫تضم رسائل معنونة إلى أشخاص عديدين‪ ،‬وستة كتب ضن‬
‫نمطوريومر وبرصوما النصيبينى ‪ ،‬وثالثة عشر ضن مجمع خلقيدونية‬
‫(الميمر‪ ،‬ص‪ . )٨-٧‬أهام الكلم الهائل هذا من التآليف‪ ،‬يحتار المرء‬
‫ويتاء ل ‪ .‬ما طبيعة هذه المجتدات وما نوعيتها‪ ،‬هل هي مقاالت‬
‫بسيطة أم كتب منهجية؟ ال يذكر إيليا أي تفاصيل‪ .‬أنا ماروثا‬
‫التكريتي ( ‪ )٦٤٩ +‬فال يعرف من مؤلفات فيلوكسينس سوى كتابين‬
‫ضن برصوما (رسالة إلى يوحائ ص‪ ،)٤٠٠/٤٢٧‬في حين ميخائيل‬
‫الكبير وابن العبري يذكران أن له كتيا في الزهد والطقوس ضن‬
‫الناطرة‪ ،‬ولكن من دون ذكر نوعيتها وعددها (التاريخ‪ ،‬ص‪٧‬ه ‪/١‬‬
‫‪٢٥٨‬؛ التاريخ الكنسي‪ ،‬عامود ‪ .) ١٨٤ — ١٨٣‬فال يزال قلم مهلم من‬

‫‪٨٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫تآليف فيلوكسينس في رفوف ا لمكتبات العالمية من دون نشر‪.‬‬


‫المتحف البريطانى والمكتبة الثاتيكانية ‪ .‬وما نثر بإمكاننا تقسيمه إلى‬
‫ثالثة أقام‪:‬‬

‫‪-١‬ابيبلية‬

‫أ ‪ -‬ترجمة العهد الجديد إلى السريانية المعروفة‬


‫^((الغيلوكسينية))‪ .‬قام بهذا العمل بمساعدة الخورأسقف‬
‫بوليكرس ‪ .‬إته لم يعتمد على الترجمات السابقة‪ ،‬بل قام بعملي‬
‫أصيل‪ ،‬والعمل ال يضم الرسائل األرى الصغرى وال سفر الرؤيا‪.‬‬
‫وهدف ا لمترجم هو ضبط المعاني الالهوتية العقائدية بحسب اتجاهه‬
‫وليى ضبط اللغة ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬األيام الستة (هيكساميرون) ‪ ،‬حفظت مقاطع منه في كتاب‬


‫موسى بركيغا ((الفردوس))‪ .‬ضئلنه نظريات في الكون واإلنسان‬
‫والالهوت والمسيحانية‪.‬‬

‫ج — تفسير األناجيل‪ .‬ال يتبع الكاتب تفسيرا متلة* لكز‬


‫إنجيل‪ ،‬بل يفتر مقاطع مختارة يوظفها في تبيان ((العقيدة المستقيمة))‬
‫ودحض ا آلراء المنحرفة‪ .‬إته رثلز على مقى ولوقا وقتما على مرقس‪.‬‬
‫‪DE HALLEUX, «Commentaire du Prologue Johannique»,‬‬
‫‪csco 380-1‬‬ ‫‪[syr 165-6 (1977)1. FOX, D.J. The Matthew -‬‬
‫‪Luke Commentary (SBL Dissertation Series, Missoula 1979),‬‬
‫‪WATT, J.w. Fragments of the Commentary on Matthew and‬‬
‫‪Luke,‬‬ ‫‪csco 392-3 [Syr 171-2 (1978)].‬‬
‫د ‪ -‬تفسير سفر األعمال ‪ ٢٢/٢‬والرسالة إلى أفسس ‪١١/١‬‬
‫وتفسيره عقائدي أ يثا‪.‬‬

‫‪١٨٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -٢‬الرسائل‬

‫كتب فيلوكسينس عنة رسائل إلى أشخاص عديدين‪ ،‬متناوال‬


‫فيها موضوعاب شغى‪ ،‬أهتها‪:‬‬

‫‪ -‬الرسالة العقائدية إلى الرهبان‪ ،‬والرسالة األولى إلى رهبان بيث‬


‫كوكل والرسالة إلى اإلمبراطور زينون‪ ،‬نشرها فشالدي‪:‬‬
‫‪,,‬األحألآلآل‬ ‫‪,Three letters of philoxenus bishop of Mabbogh‬‬
‫‪tipografia della R. Accademia dei Lincei, Roma, 1902.‬‬
‫‪ -‬الرسالة إلى أحد تالمذته والرسالة إلى يهودي مهتد صار راهيا‪،‬‬
‫مترجمة إلى الفرنسة‪ALBERT, M. in OS, 6 (1961) 243, :‬‬
‫'‬ ‫‪243,6 (1961) 41-50.‬‬

‫‪ -‬الرسالة إلى رهبان فلسطين وإلى مجمع أفسس وإلى الرهبان‬


‫الشرقيين‪ ،‬ترجمها ‪De Halleux, A., Textes I, le Museon, 75‬‬
‫‪(1962) 31-62, Textes: II, 76 (1963) 5-26.‬‬
‫‪ -‬الرسالة إلى رهبان سنون‪ ،‬نشرها مع ترجمة فرنسية‪ :‬ده هاليه في جمهرة‬
‫الكتبة المسيحيين الشرقين رقم ‪ ،٢٣١‬سريانى ‪ ،٩٨‬لوفان ‪. ١٩٦٣‬‬
‫‪-‬الرسالة الثانية إلى رهبان بيث كوكل‪ ،‬ترجمها ده هاليه إلى‬
‫الفرنسة في‪.Le Museon 96 )1983( 5-79:‬‬
‫‪-‬الرسالة إلى محام صار راهيا‪ ،‬يجربه ا لشيطا ن‪ ،‬والرسالة إلى‬
‫رئيس دير في هأموضوع الرهبانية‪ ،‬ترجمهما ونشرهما‪:‬‬
‫& ‪GRAFFIN, F, OS 5 (1960) 183-196’ 6 (1961) 317-352‬‬
‫‪455-486,7 (1962) 77-102.‬‬
‫‪ -‬الرسالة إلى أبي نفير‪ ،‬نشرها ‪. in OC 8 (1903),‬ل ‪TIXERONT,‬‬
‫‪623-630.‬‬
‫— الرسالة إلى رهبا ن تلعدا‪ ،‬نشرها كويدي في‪GUIDI, I, (Atti :‬‬

‫‪١٨٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪del Accad, dei Lincei, III, 12) Roma, 1984.‬‬


‫‪ -‬الرسالة إلى راهبا مبتدئ والرسالة إلى صديق‪ ،‬نشرهما‪.‬‬
‫)‪OLINDER, G. (Goterugs Hogskols arsskrift, 47, 21‬‬
‫‪Gothenbourg 1941’ 56 (1950).‬‬
‫‪ -‬الرسالة إلى رهبان آمد‪ ،‬نشرها فوبوس‪VOOBUS, A, Syriac :‬‬
‫‪and Arabic Document regarding legislation Relative to‬‬
‫‪Syrian Asceticism (Papers of the Estonian Theological‬‬
‫‪Society in Exile, II Stockholm, 1960).‬‬
‫‪-‬الرسالة إلى القارئ مارون‪ ،‬الرسالة إلى الرهبان بخصوص‬
‫ديوسقورس‪ ،‬الرسالة إلى سمعان ا لتلعدي والرسالة إلى الرهبا ن‬
‫ا ألرثوذكس الشرقين‪ ،‬قام بنشرها وترجمتها إلى الالتينية‪:‬‬
‫‪, Textes inedits de Philoxene de Mabboug, Le‬ل ‪LEBON,‬‬
‫‪Museon 43 )1930( 17-84, 149-220.‬‬
‫‪ -‬الرسالة إلى باتريسيوس‪LA VENANT, R, PO 30 )1963( :‬‬
‫وكا ن ا لمعا نى وكومسكو قد نشرا نتعا منها‪.‬‬
‫‪ -‬الرسالة إلى الكا هسن الرها وكن‪ :‬إبراهيم وأوريئس‪ ،‬نشرها‪:‬‬
‫‪FROTHINGHAM, Bar Sudayli, Leyde, 1886, pp. 28-48‬‬
‫‪147-67.‬‬
‫‪ -‬هناك عدد كبير من الرسائل طى المخطوطات لم ينشر بعد‪ ،‬وقد‬
‫‪.‬‬ ‫قام ده هاليه بتقديم قائمة بأهتها‬

‫‪ -٣‬العقيدة‬
‫‪- VASCHALDE, De Trinitate et Incarnatione,‬‬ ‫‪csco, 9, (syri‬‬
‫‪2) Paris, 1907.‬‬

‫(‪ )٩‬حياآلفيلوكيوس‪ ،‬ص‪.٢٢٣-١٨٧‬‬

‫‪١٩٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪-‬مقالة في ترتيلة (اقذوس الله»‪ ،‬نشرها مع ترجمة التينية‪:‬‬


‫‪BRIERE, M. inP6>15 (1927) 439-542.‬‬
‫‪ -‬ميمر في حلول الروح القدس‪TANGHE, A, Le museon 73 :‬‬
‫‪(1960) 39-71.‬‬
‫ميمر في البشارة ‪.KRUGER, p, OCP, 20 (1954) 153-165 :-‬‬
‫‪.‬المجئد ضبت حبيب النسطورى‪ ،‬نشره مع ترجمة التينيه‬
‫‪BRIERE, Dissertationes, PO 15 (1927) 439-542.‬‬

‫وهناك ميامر الهوتية غير منشورة‪.‬‬

‫‪ -٤‬الروحانيات‬
‫‪ -‬طريق الكمال‪ :‬نشره في مجتذين مع ترجمة إنكليزية بدج‪:‬‬
‫‪BUDGE, w. The Discourses ofPhiloxenus, Ixdon, 1849-‬‬
‫وهناك ترجمة فرنسية قام بها ‪LEMOINE, E, SC 44, :1893،‬‬
‫‪Paris, 1956.‬‬

‫وقا م المطران (البطريرك) زكا عيواص بطع النعس السريانى مع‬


‫مقذمة‪ ،‬ونشره مجمع اللغة السريانية‪ ،‬بغداد‪٠١٩٧٨ ،‬‬

‫ه‪ -‬الطقسيات‬

‫كتب فيلوكسينس صلوات كثيرة وتراتيل ورتبة عماد‪ ،‬نشرها‬


‫المعاني مع ترجمة التينية‪Codex Liturgicum 2, 307-309, :‬‬
‫‪DENZINGER, Ritus Orientalibus, I, 318.‬‬

‫وله ثالث أنافورات (طالع الطقس السرياني األنطاكي‬


‫الكاثوليكي المنشور في روما‪ ،١٨٤٣ ،‬صهه‪ ،١٦١-١‬وقد‬
‫ترجم ا ألنافورا األولى والثانية إلى الالتينية رونودوت‪Cattedra, :‬‬
‫‪et 301-309 ,2 310-320.‬‬

‫‪١٩١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الهوته‬
‫ان أسنورب فيلوكسينس أنيق ‪ ،‬لبق ‪ ،‬ولفته صا فية وبليفة ‪ ،‬وقد عت‬
‫من كبار أدباء اللغة السريانية الكالسيكية بعاتة واألدب الدينى‬
‫بخاصة‪ .‬كتب بالسريانية لفته األلم‪ ،‬وكان يعرف اللغة اليونانية‬
‫أيثا ‪ .‬الهوته متأدر بالهوت الخالص لدى أثناسيوس اإلسكندري‬
‫وبأناسة ( أنتروبولوجيا ) آفغا ريس‪ .‬ومن الموفد عرف كتاباب أفرام‬
‫وكتت أئئة الطبيعئين (ا لنسا طرة) ‪ .‬عقيدته المسيحا نية نابعة من قناعته‬
‫ومن تنشئته الالهوتية‪ .‬الهوته دفاعى ‪ -‬هجومي‪ ،‬وقد قاوم‬
‫ا لنسعلورية بضرا وة‪ ،‬عادا إيا ها خطرا يهدد اإليمان المستقيم‪ ،‬وهذا‬
‫ما أفقده شفافيته‪ .‬إته تجاهد من الدرجة ا ألولى‪ ،‬ومتمكن في جمع‬
‫المجاالت‪.‬‬

‫مسيحا نيته‬
‫‪ - ١‬الصيرورة‬

‫تقجه مسيحا نية فيلوكسينس إلى طريق ا لنظريا ت ا لمدرسية ا لمبنية‬


‫على أن أونطولوجيا الكلمة المتجسد‪ ،‬وكل أطروحاته تبح في‬
‫فضاء صيرورة مزدوجة ‪ :‬الله يصير إنادا حثى ا إلنان يصير ابائ لله ‪.‬‬
‫ويعترض على الصيرورة المبنية على مبدأ االتخاذ أو االنتقال‬
‫‪ Assumption‬النسطورية والتغيير األوطاخية‪.‬‬

‫المسجي ال يستعمل لفه الهوتية ثابتة وال منهجية متدرجة‪،‬‬


‫وعباراته غير محذدة‪ ،‬لذلك يجب فهمها في سياقها وإطارها‪ .‬نظرته‬
‫شا ملة ثرية با لحدس‪ .‬ويعد مع سويريوس ا ألنطاكى أول مؤسسي‬
‫ومبلوري ا لال هوت ا لمونوفيزي المرتكز أساسا على المسيحانية‪،‬‬
‫وأذل ثيلوريه‪.‬‬

‫‪١٩٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ال يمكن حصر ا لمسيحا نية ا لمونوفيزؤة في ا لعبارة الكلد سمكية ‪٠‬‬
‫الطبيعة الواحدة المتجسدة ‪ .Miaphusissesargomene‬لقد أوجد‬
‫فيلوكسينس في ا لمسيحا نية مبدًا الصيرورة ال‪٩،‬ك‪ ، ٣‬من دون تغيير أهام‬
‫أى احتمال ثنائي في المسيح‪ .‬وهو ال يرى الوحدة في المسيح إآل‬
‫نتيجآ حتمرة لهذه الصيرورة ا لتي تثحكل ‪ ،‬في نظره‪ ،‬جوهر السر‬
‫ا لمسيحا ني‪ .‬وكأن الصيرورة والتدبير مترادفان ألتهما يتضئنان كل‬
‫حيا ة ا لسرد با لتدبير يحذد في الجسد لذلتعهـأ* ‪ ٠‬إذ سبمب التدبير في‬
‫الجسد هو ا كتما ل ا لسر ا لخفي في سابق علم الله اآلرب‪ ،‬والمولود‬
‫قبل األزمنة‪ ،‬يتًاتى في ملء الزمن (تفسير مض ‪.)١٦-١/٣‬‬
‫أتا الصيرورة با فتعني عموائ أتى إلى الوجود‪ ،‬إلى الكينونة‪،‬‬
‫وبشأن ((الكلمة)) فهو يمثل صيرورة دائمة من دون انقطاع‪ ،‬ومتجذدة‪.‬‬
‫يستند في ذلك إلى قانون إيمان نيقية ‪ -‬القسطنطينية ا ألول‪ .‬يقول ‪(( :‬إذ‬
‫آباءنا او‪ ٣١٨‬واز‪٠‬ه‪ ١‬كتبوا بدئة وحكمة العبارة التالية في قانون‬
‫إيمانهم‪(( :‬إله من إله‪ ،‬نور من نور‪ ،‬إله حذ من إله حق‪ ،‬من نفس‬
‫طبيعة ا آلب ‪ ،‬نزل وتجسد وصار إنساتا‪ ،‬هكذا عتمنا آباؤنا شيئين في‬
‫واحد‪ :‬إذ إلها من إله نزل وتجسد وصار إناكا)) (ضن حبيب‪ ،‬فصل‬
‫‪ ،٤‬ص ه ‪ . )٣‬ويؤكد هذا في تفسير يوحثا ‪(( :‬هوذا تقليد اآلباء في‬
‫قانون إيمانهم ‪ :‬أوال إذ الكلمة تجتد‪ ،‬أئ صار جدا‪ ،‬وهذا يتطآب‬
‫نغتا ‪ ،‬وعتموا أده صار إناكا ‪ .‬إقتبسوا كلمة ((تجتد)) من يوحتا ‪/١‬‬
‫‪ ،١٤‬ثم راق لهم أن يضيفوا ((صار إنساكا)) ببب غالطية ‪ ،٤/٤‬إته‬
‫واضح أن ليس جسد من دون النفس صار تحت الناموس)) (تفسير‬
‫يوحتا‪ ،‬ص‪ . ) ١٨٧‬ويرى أن عبارتي ((ألم الله)) و(( الواحد من الثالوث))‬
‫ليستا سوى صدى لقانون نيقية ‪ .‬يتجلى هذا في ميامره ضن حبيب‪،‬‬
‫والتي يوجزها ا ألب ده هاليه في النقاط الخمس التالية‪ :‬أ‪ -‬إذ أقنوم‬
‫االبن‪ ،‬الواحد من الثالوث‪ ،‬الله الكلمة‪ ،‬نزل وحل في حشا العذراء‪.‬‬

‫‪١٩٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ب— تجتد فيها وصار إنسانا من دون أن يبر‪ .‬ج‪ -‬ولد منها وهي‬
‫بالتالى والدة اإلله طط سمههك ‪ .‬د‪ -‬ليس واحذا وآخر صح اصب‪ ،‬بل‬
‫‪.‬‬ ‫هو الله الكلمة وهو واحد‪ .‬ه— الله تألم ومات وصلب‬

‫وما يراه يحصل للمسيح‪ ،‬أي ا لصيرورة‪ ،‬يحصل للمسيحى في‬


‫اقتباله األسرار (ضن حبيب‪ ،‬فصل ه و‪ ، ٨‬وشير يوحائ‪ ،‬ص‪-١٣‬‬
‫‪ ،١٤‬كتاب ا ألحكام ‪ ،٢‬ص ‪ ، ) ٤١‬ويرففى أن يرى المسيحين من‬
‫((إذ اإلنان الجديد‪ ،‬المولود‬ ‫دون روحية وثقافة عميقسن‪.‬‬
‫با لمعمودية‪ ،‬يقدر على أن يمع الكلمات المرتبطة بسر ا إليما ن‪،‬‬
‫ولكن حئى يكون كامال ‪ . .‬ينبغي أن يدرك الفضيلة والحكمة التي‬
‫تتضثنها الكلمات التي كان فقط سمعها ‪( ،‬تفسير يوحائ ‪ ،‬هر‪. ) ١٢٧ ،‬‬

‫‪ —٢‬الصيرورة واالكخان أو السكنى مائ‬

‫فيلوكسينس ال يخرج في مسيحا نيته عن إطار الصيرورة ‪ .‬إله‬


‫يفهم الديوفيسين‪ ،‬أي القائلين بطبيعسن وأقوس في المسح على‬
‫النحو التالي ‪ :‬إنسان يصير‪ ،‬أي مخلوق‪ ،‬مختار‪ ،‬مدعو إلى أن يصير‬
‫ابائ لله (نوعا من التبئي) وإلها بالنعمة‪ ،‬إن كان في الرحم أو بعد‬
‫الوالدة آو في المعمودية أو في القيامة ‪ .‬هذه البنوة ترتكز على سكتى‬
‫الله في اإلنسان الئختار على غرار سكنا ه في الهيكل أو في آباء‬
‫العهد القديم وأنبيائه‪ .‬أو يلبسه مثلما نلبس الثوب ويصير معه‬
‫شخصا وا حذا شرفيا (طاغ الرسالة األولى إلى رهبان تلعدة‪،‬‬
‫ص‪ ،٤٦٥—٤٦٤‬والرسالة إلى رهبان بيث كوكل‪ ،‬ص‪،١٤٩-١٤٨‬‬
‫والرسالة إلى رهبان سنون‪ ،‬ص‪-٣‬ه ‪ . ) ١‬بالتأكيد هذا سوء فهم أو‬
‫فهم حرفتي من دون الدخول في مدلول العبارات المتخذمة‬

‫(‪ )١٠‬ده هاليه‪ ،‬ص‪.٢٢٧‬‬

‫‪١٩٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫العميق‪ ،‬إذ إذ كل طرف يستعمل الكلمات نفسها‪ ،‬ولكن يعطيها‬


‫معئى مختلقا( >‪ .‬فيلوكسينس يعرف متت ا كتابات اآلباء‬
‫األطاكسن‪ ،‬وكان باحتكالؤ دائم مع المن اكطوري الحدودي‪،‬‬
‫فيعتقد أن الناطرة قلبوا مفاهيم الكتاب المقذس‪ ،‬فعوض أن‬
‫يقولوا‪(( :‬الكلمة صار جدا وحز فينا» ‪ ،‬قالوا ‪(( :‬صار جسدا‬
‫والكلمة سكن فيه» ( تغير يوحتا هر‪ ,)١٨٥٠١٨٤ ،‬ويتصور أن كلمة‬
‫((اتخن)) تعتي إنساتا كامآل وكأته سابق للتجتد ‪ ٠‬ومع هذا يقر بأن‬
‫الكتاب المقدسى عندما يكلم على صيرورة الكلمة يصف التجتد‬
‫ائخادا ‪ .‬يقول‪(( :‬االثنان يذكرهما الكتاب المقدس‪ ،‬وإذا اعتبرنا‬
‫((صار)) خطأ‪ ،‬فيجب أن نعتبر في الوقت نفسه ((اتخن)) خطأ أيثا ‪.‬‬
‫فالكتاب المقدس هو الذي يقول ((صار)) وهو الذي يقول أيثا‬
‫((اتخذ)))) ‪( .‬ضن حبيب ‪ ،٨‬ص‪(( . )٧٣‬إته وفعا للكتاب المقنس قال‬
‫اآلباء مع يوحتا اإلنجيلى ((الكلمة صار جذا)) (يوحائ ‪ )١٤٠١‬ومع‬
‫بولس اثخن من نل إبراهيم (عبر ‪ )١٦٠٢‬وباعترافهم بأته اتخذ‬
‫صار‪ ،‬وضعوا أته لم يتفض قعذ)) (تفسير يوحائ‪ ،‬ص‪ .)٤٢‬ويؤكد‪:‬‬
‫((إذ الكلمة لم يتحول إلى جسد ولم يتخن إناتا موجودا مع أقنومه‬
‫الخاصى ولكن أقنومه‪ ،‬أي شخصه صار إنساتا‪ ،‬كما هو مكتوب‪،‬‬
‫وظن من دون أن يطرأ عليه تغيير)) (ضن حبيب ‪ ، ٨‬ص‪ . )٧٣‬إته يعتبر‬
‫العباريرى غير منفصلسن لفعل واحد‪ ،‬ا لكلمة يتخن بالصيرورة ويصير‬
‫باالثخان (ضن حبيب ‪ ، ٤‬ص‪ . )٣٤‬مع هذا يبقى تعبير ((الصيرورة))‬
‫أدق وأضبط‪.‬‬

‫(‪ )١١‬طايع مقالينا‪(( :‬المشارقة‪ ،‬هراطقة أم متقيمو اإليمان))‪ ،‬الفكر المسيحي‪،‬‬


‫العدد ‪ ،١٩٢‬شباط ‪ ،١٩٨٤‬ص‪٨٨-٨١‬؛ ((الريان األرثوذكس حعا‬
‫أرثوذكس))‪ ،‬الفكر الميحتي‪ ،‬العدد ‪ ،٢٢٦‬حزيران ‪ -‬تتوز ‪،١٩٨٧‬‬
‫ص‪.٢٢٢-٢١٨‬‬

‫‪١٩٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -٣‬الصيرورة من دون تغيير‬

‫في فكر فيلوكسينس إذ اإلنجيل وكل التقليد المسيحى يتطلبان‬


‫اإليمان بعز التجشد صيرورة الله‪ ،‬ولكن يجب فهمها بشكل يليق‬
‫بمستوى الله‪ ،‬أئ من دون ألم وال تحول‪ ،‬وهذا مرتبط بطبيعة‬
‫المخلوق الخاضع للتغيير وليس ا لخالق ‪ .‬يقول فيلوكسينس ‪(( .‬حثى‬
‫لو قلت إذ ((صار)) تثير إلى ((اتخن))‪ ،‬فإتك ال تقدم تفسيرا للواقع‪،‬‬
‫بل تضاعف العقدة وتضيف صعوبة إلى صعوبة‪ ،‬وتفعلي السر‬
‫بحجاب‪ ،‬ولو اعترفت بأن ((صار)) هي مثل ((اتخن))‪ ،‬قليس هذا‬
‫تفسيرا‪ ،‬بل وضعت كلمة محل أخرى‪ .‬ؤ ((اثخن)) تبقى من دون تفسير‬
‫مثل ((صار)) (الرسالة الثانية إلى بيت كوكل‪ ،‬ص‪ ١‬ه)‪ .‬يرى المسجي‬
‫أن استعمال كلمة ((اثخن)) يتضمن التباسا وخلائ قد يقود إلى أخطاء‬
‫في المسيحا نبة مثل ا لظهرا نبة وا ألوطيخانية‪ . . .‬ولكئه يدرك‬
‫ا لصعوبا ت ا لتي يصا دفها في تغسيره ا لتجسد وا لصيرورة ‪ ،‬ويسعى‬
‫جهده إلى أن يذللها في ميامره ضن حبيب وفي الرسالة إلى رهبان‬
‫سنون‪.‬‬

‫إذ عدم التبذل ‪ ،Immutability‬مثل الصيرورة‪ ،‬ليس ممًالة‬


‫فلسفبة فحسب‪ ،‬بل هي عقيدة إيمانبة مفروغ منها كما جاء في قانون‬
‫نيقية ((اإليمان هو الثقة بالله من دون فحص‪ ،‬وقبول كلماته الحق من‬
‫دون البحث في طبيعته‪ . .‬الله أعظم من أن يخضع لمجا ل فحص‬
‫أفكارنا وتدبيره يتجاوز مجال بحث علومنا‪ .‬أعماله تسير بتناغم مع‬
‫طبيعته‪ ،‬كذلك طبيعته ال تخضع للفحص وال أعماله للبحث‪. .‬‬
‫يجب اإليمان بوجود الله‪ ،‬ومن يؤمن بأته موجود ال يبحث عن‪ :‬منذ‬
‫ومتى وكيف أو بأئ شكل‪ ،‬وبسبب ماذا‪ .‬هذه جسارة تقوم بها نفس‬
‫لم تختبر الله‪ .‬ومن يختبر الله عليه أن يكتسب روحبة طفل تجاه الله‬

‫‪١٩٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وعنايته‪ ،‬كما الحال با لنبة إلى الطفل ووالذته» (الموعظة ‪،sc ٢‬‬
‫ص‪١‬ه‪٣-‬ه)‪ .‬وهذه الصيرورة ليست طبيعية وجودية كحاجة إلى‬
‫الكمال في ذات الباري‪ ،‬بل هي مبادرة إلهية حذة‪(( :‬إذ الله يكتل‬
‫تصميمه بإرادته من دون أن ئصاب طبيعته بأذى ‪ . .‬االبن يثبه ا آلب‬
‫في كل شيء بالطبيعة وا إلرادة ‪ -‬وألة ا آلب يريد ا البن إنساتا‪ ،‬يقبل‬
‫االبن إرادته وصار ما سر به ا آلب‪ ،‬وألذ طبيعة ا آلب ثابتة ال تتغير‪،‬‬
‫فاالبن أيثا يبقى ثابغا في وجوده)) (تفسير يوحتا ‪ ،‬ص‪. ) ١ ٧‬‬

‫إذ مفهوم الطبيعة عند فيلوكسينس يختلف عموتا عن المفهوم‬


‫الذي نستعمله في الفلسفة ‪ ،‬والذي له معئى مححند ‪ ،‬فهو يستعمله‬
‫مرات عديدة فكر؛ عاتة تدخل في تعريف تركيبة الكائن ونشاطه‪ ،‬في‬
‫حين أن األقنوم هو القاعدة التي تجعل الطبيعة المشتركة بين الجنس‬
‫الواحد خاطة وفردية (الرسالة إلى رهبان سوئن‪ ،‬ص‪.)٤٢-٤١‬‬
‫فا ألقانيم ا إللهية الثالثة تشترك في الطبيعة نفها والقدرة والخلق‬
‫واإلرادة والسلطة‪ ،‬ولكئها تتميز بأن االبن مولود ال يلد‪ ،‬والروح‬
‫منبثق (تفسير يوحائ‪ ،‬ص‪٣‬ه ‪ . ) ١‬ويرفض أن يعذ األقانيم بطريقة‬
‫حابية ‪ ،١ + ١ + ١‬فالطبيعة ا إللهية واحدة ولكن في ثالثة أقا نيم‪،‬‬
‫وهناك وحدة األصل والعدد (ضن حبيب‪ ،١١ ،‬ص‪-٤٩٣‬ه‪.)٤٩‬‬

‫والطبيعة واألقنوم في الثالوث ال يختلف استعمالهما أ حياتا في‬


‫مسيعحانية فيلوكسينس ‪ ،‬فالطبيعة المتجسدة هي أقنوم ا البن وال يمكن‬
‫أن تدخل على طبيعته الواحدة طبيعة ثانية‪ ،‬وال أن يدخل أقنوم رابع‬
‫(الرسالة إلى رينون‪ ،‬ص ‪ ،١٧٢‬وكذلك ضن حبيب ‪ ، ١٠‬ص ‪. )١٠١‬‬
‫االبن هو ال كمت الحت ‪ ،‬الله يعني الطبيعة‪ ،‬والكلمة يعني‬
‫ا ألقنوم وهو متميز عن اآلب والروح (ضن حبيب ‪ ،٤‬ص ه ‪ ٣‬و‪، ٩‬‬
‫ص‪ .)٩٢‬ولهذا السبب ال يوجد في المسبح سوى طبيعة واحدة‬

‫‪١٩٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وأقنوم واحد هو أقنوم الكلمة المتجسد من دون مزج وال خلط وال‬
‫تحول وال ذوبان‪ .‬نتيجة هذا الواحد تكون مريم منطقي ووجداسا ((ألم‬
‫الله» (ضن حبيب ‪،٤‬ص‪.)٣٦‬‬

‫‪ -٤‬الخالص‬
‫إذ المسمح‪ ،‬في نظر المنبجى ‪ ،‬بصيرورته إناكا لم يئنحد بإنسا ن‬
‫وا حد فرد ‪ ،‬بل اكحد با لطبيعة ا لبشركة ‪ ،‬ولهنا ا لسبب لم دحتمى‬
‫إنساكا فردا‪ ،‬بل الجنس البشري كته ‪ .‬إذ ((الكلمة)) يجمع في شخصه‬
‫كل تصاميم الله الخالصية‪ ،‬لذلك التدبير والتجسد قريبان جدا من‬
‫بعضهما ‪(( :‬فهو يجمع ويجدد ويدمج كل الخليقة با آلب)) (تفسير مثى‬
‫‪،٣‬ص‪ .)٢٠٢‬وهذا يتماشى ومفهوم الصيرورة عنده‪ .‬يمكن إيجاز‬
‫عقيدته بخصوص الخالصغ ا لبشري في هذا القول الذي نجده عند‬
‫معظم آباء الكنيسة ‪(( .‬إذ ابن الله يصير ابئ ا إلنسان حك‪ ,‬نصير نحن‬
‫أبناء الله)) (الحكم ‪ ،٣‬ص‪)٢٠٣‬؛ فصيرورة الله تهدف إلى صيرورة‬
‫الخالئق ثانيه ؛ (( يصير من أجلنا وبببنا حثى يجعلنا أبناء أبيه‬
‫الماوي ‪ . .‬لقد صار إنساكا حثى نصير نحن ما هو عليه‪ ،‬أئ أبناء‬
‫الله‪ ...‬با لحقيقة إنه تبادل عجيب يحصل للبشر في المعمودية حثى‬
‫يصيروا أبناء الله)) (الحكم ‪ ،٣‬ص‪ .)٢٢٩‬ويشرح تدبير هذا‬
‫الخالص‪(( :‬من العذراء إلى العماد‪ ،‬ومن العماد إلى الصليب‪،‬‬
‫يشكل موته قتة الخالص‪ .‬فبموته على الصليب هدم قوى الشيطان‬
‫والموت والغاد‪ ،‬بإعطائه الروح)) (الرسالة إلى رهبان سنون‪،‬‬
‫ص‪٩‬ه) ‪ .‬هذه هي ركيزة مسيحانية فيلوكسينس ‪ ،‬وهي ركيز؛ الهوته‬
‫الخالصي‪.‬‬

‫‪١٩٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫روحانيته‬
‫‪ ،‬التي تظهر من خالل كتاباته وال ستما‬ ‫إذ روحانية المسجي(‬
‫مواعظه‪ ،‬مبنية على جدلية اإليمان واألعمال‪ .‬فهو‪ ،‬كما جاء في‬
‫الموعظة ا ألولى‪ ،‬ال يعترف بشيء من أي متوى كان من دون أن‬
‫ينطلق من اإليمان‪(( ،‬فالصوم ليس صوائ إذا لم يرافقه اإليمان ويبقى‬
‫ظال بل جذا)) (الموعظة الثانية‪ ’ - ٤ ٩ /‬ه) ‪ .‬وا إليمان هو يحثق فينا‬
‫سررا العمل المنجز في المعمودية‪ .‬باإليمان نبئي حياتنا الروحية‬
‫وا ألدبية ونحئئها ‪ ،‬ونبنيها على الصخرة التي هي ((المسبح)) ‪ .‬هذا هو‬
‫اإلنسان الجديد المولود بالمعمودية ومن دونه نكون قد شيدنا حياتنا‬
‫على أساس هش ((الرمل)) — رمز اإلنسان العتيق المولود في‪ .‬العالم‬
‫(الموعظة األولى ‪-٤‬ه‪ ،‬طالع النعل المختار الحعا)‪ .‬ولو ألقينا‬
‫نظرة على الموضوعات التي تنا ولها في مواعظه‪ ،‬لتبين لنا أته ال‬
‫يكب إلى الرهبان وحدهم‪ ،‬بل إلى أبناء الكنيسة وهو واحد منهم‪.‬‬
‫فهو يحكي عن ا إليما ن‪ ،‬بذالشريعة وبر ا لمسبح والبساطة ومخافة‬
‫الله ونكران الذات والشهوة واالنقطاع والدعارة‪ ،‬لكته يقر بأن‬
‫تحقيق اإلنسان الباطني صعب جذا ونحن باقون في العالم‪ .‬ويحذر‬
‫تالميذ المسبح من أن العيثر مادبا خارج العالم غير كافب لعيش‬
‫اإليمان والسلوك بحسب الروح أو ((اإلنسان الداخلي)) ‪ .‬بالتأكيد إذ‬
‫فيلوكسيومر متأتر بخبرة العالم الصاخب والمتقل الذي عا نر فيه‪.‬‬

‫)‪LE MOINE, E, «La Spirituals de Ph. De Mabboug», OS, vol 11, (١٢‬‬
‫‪Fase 4, 1957, pp. 351-360.‬‬

‫‪١٩٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص فختارة‬

‫تن التلميذ الحقيقي؟‬

‫((إذ رسا ومخلصنا يسوع المسيح دعا نا في إنجيله الحتي إلى‬


‫الدنؤ بحكمة من أعمال حفظ وصاياه‪ ،‬وإلى وضع أس تعليمه في‬
‫نفوسنا كما يعجب ‪ ،‬حقى ينمو بنيان سلوكنا بشكل مستقيم ‪ .‬إذ من ال‬
‫يعرف كيف يبدأ بحكمة بناء هذا البرج الذي يرتفع إلى السماء‪ ،‬ال‬
‫يقدر على أن يكمل البناء ويتئئه بحكمة ‪ .‬فالمعرفة والحكمة تقودان‬
‫بداية كز هذه ا ألمور ونهايتها وأسسها وتكتالنها ‪ .‬من يبدأ هكذا‬
‫دعاه إنجيل مخلصنا حكيائ ‪(( :‬تئل من يسمع كالمي هذا فيعمل به‬
‫كتقل رجل حكيم بنى بيته على الصخر‪ .‬فنزل المطر وسالب األوديه‬
‫وعصفت ا لرياح‪ ،‬فثارت على ذلك البيت فلم يسعط‪ ،‬ألن أساسه‬
‫على الصخر‪ .‬وئل من سمع كالمي هذا فلم يعمن به كمثل رجل‬
‫جاهل بنى بيته على ا لرمل‪ ،‬فحا لما عصفت به بعض ا لرياح قلبته‬
‫(متى ‪ . . )٢٧-٢٤ : ٧‬إدا نحن ملزمون كما يقول معتمنا أآل نكون‬
‫مستمعين دائمين إلى كلمة الله فحسب‪ ،‬بل نطين إياها ‪ .‬ومن يعمل‬
‫بها من دون أن يمعها لهو أفضل مئن يمع وال يعمل‪ ،‬كما قال‬
‫بولس الرسول‪(( :‬فليس الذين يطغون إلى كالم الشريعة هم األبرار‬
‫عند الله‪ ،‬بل العاملون بالشريعة هم الذين يبررون‪ .‬فالوثنيون الذين‬
‫بال شريعة‪ ،‬إذا عملوا بحسب الطبيعة ما تأمر به الشريعة‪ ،‬كانوا‬
‫شريعة ألنفسهم‪ ،‬هم الذين ال شريعة لهم‪ ،‬فيدلون على أن ما تأمر به‬

‫‪٢٠٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الشريعة من ا ألعما ل مكتوب في قلوبهم ‪ ،‬وتشهد لهم ضمائرهم))‬


‫(روية ‪٠)١٥-١٣:٢‬‬
‫جميل سماع الشريعة ألته يقود إلى األعمال‪ ،‬وجميله قراءة‬
‫الكتب المقدسة وا لتأتل فيها ألتها تنثي عقلنا الخفي من األفكار‬
‫الشريرة‪ .‬ولكن إذا قرأنا كلمة الله وسمعناها وتأتلنا ها باستمرار‪،‬‬
‫ولم نترجنها إلى عمل‪ ،‬فقد سبق الروح بغم الطوباوي داود أن ألم‬
‫ووبخ على هذا الشر وحرم حمل الكتاب المقنس بأيدينا المدتسة‪:‬‬
‫((أتا الشرير فالله يقول له‪ :‬ما لك أن تحمل كتاب عهدي؟ وأنت‬
‫أبغضت مشورتي وطرحت كالمي وراءك؟)) (مزمور ‪— ١٦ :)٤٩( ٥٠‬‬
‫‪ .)١٧‬من يواطب على القراءة‪ ،‬وهو بعيد عن العمل ‪ ،‬يجد دينونته‬
‫في قراءته‪ ،‬ويستحق حكائ عظيائ ألته احتقر ما يمعه كل يوم‪ .‬إته‬
‫مثل ميت وجهة من دون روح‪ ،‬حيى لو دك آالف األبواق والقرون‬
‫في إذن الميت ال يمع‪ ،‬هكذا النفس المائته في الخطيئة وا لعقل‬
‫الذي تسئ ذكر الله‪ ،‬ال يسمع نداء كلماته‪ ،‬وال يحركه بوق الكلمات‬
‫الروحية‪ .‬إته غاطس في سبات الموت وهذا يسعدهم‪ .‬وبما أتهم‬
‫موتى‪ ،‬فال يحشون بالحاجة إلى االهتداء وطلب الحياة تماثا ‪ .‬مثلما‬
‫أن الميت الطبيعى ال يشعر بموته‪ ،‬هكذا اليهود لائ رأى الله أتهم‬
‫ماتوا وسذوا آذانهم وعيونهم وقتوا قلوبهم حيال معرفة الله‪ ،‬أرسل‬
‫إليهم أشعيا ليوقظهم وينادي في آذانهم‪(( :‬أصرخ عاليا وال تتردد‬
‫وارفع صوتك كالبوق‪ ،‬وأختر شعبي بمعصيته وبيت يعقوب بخطاياه))‬
‫(أشعيا ‪ . )١: ٥٨‬وفي مكا ؤ آخر يقول له الرمي‪(( :‬إقرأ فقلت‪ :‬ماذا‬
‫أقرأ؟ كل بشر عشب وكزهر حقل بقاؤه)) (‪ ،)٦:٤٠‬أي إتهم مثل‬
‫ا لعشب والزهر ييبسان في الشمس وال يتطبع المطر وال ماء ا لينابتع‬
‫أن يرتبهم ألتهم فقدوا رطوبتهم الطبيعية‪ .‬هكذا هي حال ا لشعب‬
‫الذي فقد الحياة الروحية‪ ،‬يصير مثل عشب وورد يذبل وييبس من‬

‫‪٢٠١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫حر الشر ووسط النسيا ن ‪ .‬تموت الغس لما تنسى ذكر الله‪ ،‬ويموت‬
‫معها رشدها والتفكير في ا ألمور السماوية؛ إدها تعيش طبيبا ولكن‬
‫مائتة إراددا؛ إتها موجودة في تركيبها ولكتها مائتة في حريتها ‪.‬‬
‫ضروري إدا لتلميذ الرب أن يتعئق في ذكر معتمه يسوع في‬
‫نفسه‪ ،‬وأن يتهجى به ليل نهار‪ .‬يجب أن يتمتم من أين يبدأ‪ ،‬وكيف‬
‫ومن أي جهة يرفع منازل بيته وكيف ينهيه حثى ال يسخر به كل‬
‫عا بري السبيل‪ ،‬كما ذكر الرب بشأن الرجل الذي شرع في بناء برجه‬
‫ولم يكتله‪ ،‬فغدا موضوغ استهزاء المشاهدين واحتقارهم‪ .‬ومن هو‬
‫هذا ا لرجل الذي تكتم عليه مختصنا وقد بدأ ببناء برجه؟ إته التلميذ‬
‫الذي سار في طريق اإلنجيل! وبداية ا لمسيرة هي وعده وعهده مع‬
‫الله‪ :‬وعد بأن يخرج من العالم ويحفظ وصاياه ويبدأ ويسير وينتهي‬
‫بجمع الحجارة الجيدة ولجئبها‪ ،‬من كل مكان‪ ،‬والنظم الجميلة لبناء‬
‫البرج الذي يصعد إلى السماء‪ .‬إذ األساس ثابت ووطيد كما يذكر‬
‫بولس الرسول ‪ ٠‬إته يسوع ا لمسيح إلهنا ‪ ٠‬وكل واحد يبني على هذا‬
‫األساس كما يشاء ألن األساس يجمع في محيته كن ما يبنى فوقه‬
‫إلى يوم ظهوره‪ ،‬حيث أعمال كل واحد ئغحص وئمتخن‪ ،‬وإذ‬
‫(المسبح) الذي هو أساس البناء وقاعدته سوف يقام دياتا ورأسا‬
‫وقتة البناء كما يقول بولس الرسول‪(( :‬فإن بنى أحد على هذا‬
‫األساس بناء ض ذهبر أو فضة أو حجارة كريمة أو خشب أو لهشيم‬
‫أو ين‪ ،‬سيظهر عمل كن واحد‪ ،‬فيوم الله سيعلنه‪ ،‬ألته في النار‬
‫سيكسف ذلك اليوم‪ ،‬وهذه النار ستمتحن قيمة عمل كل واحد» (‪١‬‬
‫قورنتى ‪ .)١٣-١٢ :٣‬إتها نظم البر وجما له هي التي قارنها بولس‬
‫بالذهب والغصة والحجارة الكريمة‪ :‬اإليمان هو الذهب والتعثف‬
‫والصوم واالنقطاع وسائر أعمال البر هي الغثة‪ ،‬والمحية والالم‬
‫والرجاء واألفكار النقية والمقذسة والعقل الروحي الذي يتأتل في‬

‫‪٢٠٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫عظمة الله وكيانه‪ ،‬ويحفظ الصمت مرتعذا أهام أسراره غير المدركة‬
‫والثابتة‪ :‬هي األحجار الكريمة‪ .‬أنا الظالم والشر وأعمال الشهوات‬
‫فهي الخشب والقس والسن‪.‬‬
‫(الترجمة الفرنسة ‪C‬؟‪ ،،‬ص‪،٣١-٢٧‬‬
‫والنعن السرياني‪ ،‬طريق الكمال‪ ،‬ص‪. )٨-٣‬‬

‫‪٢٠٣‬‬
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)٩‬‬
‫باباي الكبير‬
‫ببي ربا (‪)٦٢٨-٥٥١‬‬

‫حياته‬
‫يعتك باباي أحد الهوتيي كتيسة المشرق العظام في القرن‬
‫السادس ‪ -‬السابع‪ ،‬لمساهمته الكبيرة في بلورة الهوتها وبخاصة‬
‫مسيحانيتها ‪ Christology‬وتطورها‪ .‬فقد ثيت مصطلحاتها الالهوتية‬
‫بطريقة منهجية‪ ،‬وعرض عقيدتها بأسلوب مفهوم ومقبول‪ .‬كما له‬
‫مساهمات جاذة في األدب النسكى والنقم الديرة(‪.)١‬‬

‫ولد باباي العام ‪ ٥٥١‬في قرية بيث عيناثا( > من إقليم بيث‬

‫(‪ )١‬إذ المصادر عن حياته عديدة أذكر منها‪ :‬رسائل أيشوعياب الثالث والتاريخ‬
‫الصغير وهما معاصران له؛ كتاب الرؤساء لتوما المرجى (القرن التاسع)؛‬
‫كتاب العثة أو الديورة أليشوعدناح البصري (القرن الثامن)؛ التاريخ‬
‫العردي (العاثر)؛ كتاب المجدل لماري (الحادي عشر) والمجدل لصليبا‬
‫(الرايع عشر)‪ .‬أتا في الدراسات الحديثة فأفضل ما كتب هو أطروحة ا ألب‬
‫بريي جديات‪ OIRS, '.‬ه ‪The Christology of Mar Babai the Great,‬‬
‫‪Kottayam, India, G. Chediath, 1982.‬‬
‫كما له مقال نشر في الحوار السريانى األول الذي نظمته مؤسسة (ابرو‬
‫أورسى))‪ ،‬حزيران ‪ ،١٩٩٤‬ص‪-٣٨٧‬ه‪ ،٣٠‬وما هو إآل إعادة للفصل‬
‫الخامس من أطروحته‪ ،‬على كل حال من المزعج حعا أن ال نستطتع أن‬
‫نحز ما هو لباباي وما هو لجديات!‬
‫(‪ )٢‬قرى عديدة تحمل هذا االسم أبيت الينابتع)) ويذكر ا ألب فيسي أتها تقع في=‬

‫‪٢٠٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫زبدي ‪ .‬وتلثى علومه العليا في الطي ثم في الفلسفة والالهوت‬


‫بجامعة نصيبين على يد ملفانها ورئيسها إبراهيم الربان (رئيسها‬
‫‪٦٩—٥٢٧‬ه)‪ .‬ثم استهوته الحياة الديردة فقصد جبل إيزال ((أثوس‬
‫المشرقيين» وترهب في ا لدير الذي أسسه إبراهيم الكشكري العام‬
‫‪ . ٥٧ ١‬وبعد فترة غادره إلى موطنه حيث أسس ديرا وألحق به‬
‫‪ .‬غير أته سرعان ما امئدعي إلى الدير ا ألم ليرأسه ويكون‬ ‫مدرسة‬
‫بالتالي الثا لث في تسلسل رؤسائه ‪ .‬وراح يعزز الحياة الديرة‪،‬‬
‫ويطبق النظام بصرامة‪ .‬يصفه توما المرجي بأن‪(( :‬كان ذا طع حاد‪،‬‬
‫وكالم عنيف‪ ،‬وأمر صارم شيائ ما»( )‪ ٠‬وعندما شفر الكرسى‬
‫البطريركى بوفاة غريغوريوس األزل العام ‪ ،٦٠٩‬عسه مجلس‬
‫األساقفة ناي عاثا على األديار في حين أدار الشؤون الكنسية‬
‫ا ألخرى األركذياقون آبا‪ .‬وظن باباي في هذا المنصب إلى وفاته‬
‫العام ‪ ،٦٢٨‬وانتخاب بطريرك جديد في شخص إيشوعياب الثاني‬
‫الجدالى (‪.)٦٤٦-٦٢٨‬‬

‫لقد شهدت هذه ا لغترة حركة نشطة لتًاسيس أديار عديدة في‬
‫األقاليم الشمالية( ) وانخرط فيها عدد كبير من الشبان وهن المتبغين‬

‫=منطقة جزيرة ابن عمر (تركيا حاليا) في 'أعالي نهر الدجلة طالع‪Fiey, :‬‬
‫‪»Nisibe metropole syriaque orientale et ses suffragants des‬‬
‫‪origines a nos jours», csco 388/sub 54, Louvain, 1977, pp. 254-255.‬‬
‫(‪ )٣‬أيشوعدناح مطران البصرة‪ ،‬الديورة في مملكتي الغرس والعرب (ويعرف‬
‫بكتاب العثة)‪ ،‬ترجمة الفئ (البطريرك) بولس شيخو‪ ،‬الموصل‪،١٩٣٩ ،‬‬
‫رقم‪،١٤‬ص‪.٢٩‬‬
‫(‪ )٤‬توما‪ ،‬أسقف المرج‪ ،‬كتاب الرؤساء‪ ،‬تعريب األب ألبير أبونا‪ ،‬الموصل‪،‬‬
‫‪ ،١٩٦٦‬ص‪.٢٦‬‬
‫(ه) إلى هذه الفترة يعود تأسيس دير الربان هرمز (القوش) ومار أوراها (بطنايا)‬
‫ومار إيلبا (الموصل) وبيث عابي (عقرة) ومار سبريثوع (الغاب الجميل)‪.‬‬

‫‪٢٠٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫من جماعة العهد أي المكرسين العاملين في العالم وفي العمل‬


‫الرعوي‪ ،‬وكان لباباي دور كبير في توجيه هذه األديار وتنظيمها‪،‬‬
‫وتالميذه حنانا‬ ‫ومالحقة الفوضويين وال سيما المصنين ((الغالة))‬
‫((ألالهوت التوفيقى))‪ .‬وفي حوزتنا شهادة تقييم لشخصه وعمله في‬
‫كتاب التعزية الذي أرسله إيشوعياب (الثالث) ا لحديا بى الذي كان‬
‫آنذاك أسقعا لنينوى‪ ،‬إلى رئيس دير إيزال ورهبانه‪ ،‬ينثبرهم فيه بمثال‬
‫رئيسهم الراحل وصفاته وقداسته وعمله الدؤوب‪ ،‬ويحقهم على‬
‫االقتداء به أوالدا صادقين(‪.)٧‬‬

‫أتا ما ينسبه إليه ا لتا ريخ ا لسعردي من أعمال ومعجزا ت فهو‬


‫'‬ ‫أقرب إلى ا ألسطورة منه إلى الحقيقة( )‪٠‬‬

‫تآليفه‬
‫إذ باباي‪ ،‬إلى جانب مسؤولياته المتعددة‪ ،‬استطاع أن يجد‬
‫الوقت الكافي لكتا بات متنوعة وكثيرة وبكفاءة علمية عالية‪ .‬يقول‬
‫عنه المرجى‪(( :‬لقد ترك في الكنيسة المقدسة أربعة وثمانين مجتدا‬
‫في شتى المواضع‪ ،‬وال تزال تحافظ عليها بإجالل)) (ص ‪ ٢‬ه) ‪.‬‬

‫(‪ )٦‬حركة مرفية تهتلم بالصالة والممارسات التقوية‪ ،‬يتطهر بواسطتها أعضاؤها‬
‫ويتنؤرون‪ ،‬وعندما يصلون إلى درجة االقحاد بالله يمحون ألنفسهم بتجاوز‬
‫األحكام الدينية وااللتزامات الخلقية واالعتبارات االجتماعية‪ .‬إتها نكل من‬
‫األشكال الغنوصية ((ا ألدرية)) ‪ ،‬تجعل األعمال الظاهرة من دون نتيجة‪،‬‬
‫وترفض ا ألمور الشرعية وا لخلقية كون اثحاد الروح بالخالق ((الوحدانية))‬
‫ترفعه إلى ما فوق األشكال الدينية‪.‬‬
‫(‪ )٧‬رسائل أيفوعياب الثالث‪ ،‬رقم ‪ ،١١‬ص‪ ٢٣-٢٢ ،١٦-١٣‬في ‪DUVAL,‬‬
‫‪R. «Iso yahb III Patriarcha, Liber Epistolarum», csco 11/12,‬‬
‫‪.!^uvain, 1914-1915‬‬
‫(‪ )٨‬التارخ العردى‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪.٢١٢-٢١١‬‬

‫‪٢٠٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أتا عبد يشع الصوباوي فيذكر ثالثة وثمانين عنوانا‪ ،‬والتاريغ‬


‫‪ .‬ولقد ضاع معظم هذه‬ ‫العردفي يعدد ستة عشر عنوانا منها‬
‫التآليف‪ ،‬وما وصل إلينا هو‪:‬‬

‫‪ - ١‬الالهوت‬

‫أ ‪ -‬كتاب االكحاد وعنوانه الكامل‪(( :‬ميا مر باباي في ا أللوهية‬


‫والبشرة والشخعس الواحد)) ؛ إده كتاب منهجى حول «الهوت‬
‫المسح)) مقسم إلى سبعة ميا مر وكز ميمر إلى فصول‪ :‬األول يتناول‬
‫الثالوث وسموه ‪ ،‬والثاني تجسد الكلمة‪ ،‬والثالث طبيعة ا الكحاد‪،‬‬
‫وا لرايع وا لخا مدرع ا لطبيعسى في المسجح‪ ،‬وا لسادس ألقاب المسبثح‪،‬‬
‫ويشرح المصطلحات المسيحا زده مثل ا دخن‪ ،‬لسس‪ ، . . .‬والسا دع يرد‬
‫فيه على ناكري تجسد الله الكلمة‪ . . .‬بعض أوراقه قد دافى وقام‬
‫بنشره وترجمته إلى الالتينية ‪. VASCHALDE, CSCO 79‬‬

‫‪Tractatus Vaticanus‬‬ ‫ب ‪ -‬النمل الفاتيكانى‬

‫هو ميمر أقرب منه إلى كتاب‪ ،‬يرذ فيه على القائلين إذ كلمة الله‬
‫واإلنسان أقنوم واحد‪ ،‬مثلما الجسد والنفس أقنوم واحد‪ .‬ويتكلم‬
‫على استحالة األقنوم الواحد في المسح‪ ،‬واالثحاد الطبيعي عكس‬
‫إمكانية الشخعس الواحد؛ نشره فثا لدي ملحعا لكتاب االئحاد النض‬
‫‪ ٣٠٧,٢٩٣‬والترجمة ‪٠٢٤٧,٢٣٥‬‬

‫ج ‪ -‬النض الصغير ‪ Small Extract‬م‪ ،‬يبحث استحالة وجود‬


‫نثرته لويزيه‬ ‫كياش أي طبيعسن من دون وجود أقنوبن‪.‬‬
‫أيراموفيسكي وألن غولدمان ضمن المجموعة المي‪١‬تاذية‬

‫'‬ ‫(‪ )٩‬طابع عن قوائم مؤلفات باباي‪ ،‬جديات‪ ،‬ص‪.١٩-١٧‬‬

‫‪٢٠٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫هع‬ ‫‪A Nestorian Collection of Criristological tetris‬‬ ‫دهؤدتم‬

‫ترجمة إنكليزية‪ ،‬كمبردج‪( ١٩٧٢ ،‬مجتدان)‪ ،‬ص‪-١٢٣‬ه‪/١٢‬‬


‫‪.٢١٠-٢٠٧‬‬

‫إذ المؤنفات ا لثالثة هذه تعالج موضوع ال هوت المسيح‬


‫بأسلوب تقنى بسيط من أجل أن يغهمه القارئ أو السامع في القرن‬
‫السابع‪ ،‬ويصونه من الضياع في مذاهب منتشرة هنا وهناك‪.‬‬

‫‪ -٢‬اشكيات‬

‫أ ‪ -‬تفسير أقوال ((موئيات)) إزغريوسى البنطي‪ .‬يقوم باباي‬


‫في هذه الكتاب بإيراد النعس المنقول إلى السريانية وشرحه‪ .‬إنه‬
‫كتاب غنوصتي عرف رواحا كبيرا‪ ،‬ينب إلى إوغريوس البنطي‬
‫المتوئى العام ‪ ٠٣٩٩‬نشره في بارس ‪GUILLAUMONT, in ۶٥,‬‬
‫‪.28,1‬‬

‫ب ‪ -‬تفسير النظام الروحي لمرقس الناسك‪ ،‬درسه المستشرق‬


‫‪ KRUGER‬ولم يتمكن من نشره بسبب صعوبة قراءة النعل وتلف‬
‫عنة أوراق من المخطوط‪.‬‬

‫ج ‪ -‬قوانين للرهبان؛ وصلت إلينا هذه القوانين في ترجمة عربية‬


‫ونشرت في مجموعة ابن الطيب فقه النصرانية‪ ،‬كما نشرها أرثر‬
‫فوبس ‪-‬‬

‫د ‪ -‬نصائح مفيدة للحياة النسكية ‪ .‬فيه يقيم باباي مقارنة بين‬


‫الشيطان الذي اثخن شكل الحية وأغوى اإلنسان‪ ،‬وكلمة الله الذي‬
‫اثخن شكل إنسان (يسرع) ‪ ،‬وختعر اإلنسان؛ ترجم هذه النصائح‬
‫إلى اإلنكليزية األب ‪.p. PODIPARA‬‬

‫‪٢٠٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -٣‬التراجم‬
‫أ ‪ -‬حياة الشهيد كوركيس‪ .‬كتب باباي حياة تلميذه كوركيس‬
‫الراهب الذي اشترك في مناظرة الهوتية ببالط كسرى الثاني العام‬
‫‪ ،٦١٢‬واسمه ا ألصاتي مهركوشناسب‪ ،‬ولد الط م ‪ ٥٧٦‬في كلف‬
‫ا ألسرة المالكة‪ ،‬وتنعقر العام ‪ ٥٩٦‬وعمره عشرون عاائ ‪ ،‬وترقب‬
‫في جبل إيزال ني حين ترهبت أخته مريم في دير بقرب نصيبين ‪٠‬‬
‫قبض عليه الشاهنشاه وقتله العام ‪ ٦١٥‬بيب تركه ديثه المجوستي ‪،‬‬
‫وعذته الكنيسة أحد شهدائها الكبار‪ ،‬وفي تقديري أن معظم الكنائس‬
‫التي تحمل اسم كوركيس في بالدنا هي إنما على اسم هذا الراهب‬
‫الشهيد وليس جاورجيوس الغارس من القرن الرابع‪.‬‬

‫إستشهاد كريستينا ‪ .‬هذه الفتاة كانت وثنية واعتنقت‬ ‫وب‬


‫المسيحية‪ ،‬واستشهدت في سبيل إيمانها‪ .‬إذ بعض األوراق‬
‫ضاعت؛ نشر األب بولس بيجان سيرتها ضمن سير الشهداء‬
‫والقنسين‪ ،‬مجتد ‪ ،٤‬بارص‪ ،١٨٩٤ ،‬ص‪.٢١٠-٢٠٧‬‬

‫؛‪-‬الطقيات‬
‫لباباي بعض تآليف طقسية‪ ،‬وصل إلينا منها على ثكل ترانيم‪،‬‬
‫وموضوعاتها عقائدية ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬بريخ حنانا ((تبارك الحنان))‪ ،‬تسبحة ترل في صالة الصبح‬


‫زمن البشارة والميالد (حوذرا‪ ،‬جزء أزل‪. )٥٨,٥٧ ،‬‬
‫ب ‪ -‬تسبحة دقا ل في عيد الدنح‪ ،‬تمتدح ا لمالفنة اليونان‪:‬‬
‫ديودورس‪ ،‬ثيودورس ونسطوريوس‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تسبحة شوحا الخ آالها ((سبحانك يا الله»‪ ،‬يريل في أيام‬
‫الصوم الكبير (حوذرا‪ ،‬جزء ثان‪ ،‬صه‪.)٧٦-٧‬‬

‫‪٢١٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫د ‪ -‬أتا تسبحة ((اوون د وشبا ‪ -‬أبانا الماوي» التي دررل في‬


‫أرام الصرم (حوذرا‪ ،٢ ،‬ص‪ )١١٦‬فنسبت إليه خطأ‪ ،‬إذ إتها من‬
‫تآليف إشوعياب الجدالى( )‪.‬‬

‫الهوته‬
‫يعكس الهورئط بابا ي الكبير ال هورًا ‪ ،‬كنيسة المشرق الذي هو‬
‫امتداد الالهورت الكتابي والتقليد المتداول فيها والمبت من قبل‬
‫مجامعها ‪ .‬ودور باباي يرتكز حقيقة مع معاصريه إيشوعياب الجدالتي‬
‫والحديابي (بطريركان في ما بعد) على بلورة المسيحانية بذهج‪٠٠‬‬
‫فلسفتي منطقتي‪ .‬نهج متأقر باآلباء الثبدوقين‪ ،‬وال تا غريغوريوس‬
‫النازيا نزي وبالهوسي مدرسة أنطاكية‪ :‬ثيودورس أسقف مصيصة‬
‫ونسطوريوس بخاصة كتاب هيرقليدس‪ .‬براهينه ئستتدة من الوحي‬
‫الكتابتي وآباء الكنيسة وطقوسها ‪.‬‬

‫‪ - ١‬التدبير‬
‫دبر تدبيرا يعني االقتصاد‪ ،‬أي تدبير البيت وفق نظام مئن يكفل‬
‫الرفاه والعادة لألسرة‪ .‬ولفظة ‪ Economy‬يونانية األصل‪ ،‬تتأتف‬
‫من ‪ Oikos‬أي البيت ‪ Nomosj‬أي نظام‪ ،‬قواعد‪ .‬وفي الالهورت‬
‫للتدبير «مذبرانوثا» معئى خاض‪ :‬إته يرادف تجتد كلمة الله في‬
‫المسيح الذي بواسطته يدبر الله خال هز أبنائه ا لبشر منذ الخليقة وإلى‬
‫آخر ا لزمن؛ فا لمسيح يخلق صلة بيننا والله‪ ،‬وفيما بيننا (( أخوة‬
‫وأخوات»‪ ،‬كما يدبر تغبرنا وتغيير العالم‪ ،‬ويقيم بالتالي شركة‬
‫وشراكة عمودا مع الثالوث‪ ،‬وأفقائ بعضنا مع بعض‪ .‬ويتيه باباي‬
‫«التدبير العجيب» كما يسمي شخص المسيح نفه «شخصن التدبير))‪.‬‬

‫(‪ )١٠‬طالع كتابنا سوعيا ب الجدالي‪ ،‬ص‪-٨٤‬ه‪.٨‬‬

‫‪٢١١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ولردما بتأثير كلمة (دبر) العبرة التي تعني الكلمة‪ ،‬يقول باباي‪(( :‬إذ‬
‫التدبير االلهى هذا تم بفضل ربتا يسوع المسمح رأس حياتنا ))‬
‫(االئحاد ‪ . )٢٠/٢٧‬و(( في شخص االبن تلم كق تدبير حياتنا‬
‫وخالصنا)) (االكحاد ‪ .)٢٩/٤٠‬وفي الفصل الخامس يشرح‬
‫بالتفصيل تجليات الله في العهد القديم‪ ،‬ويأتي في العهد الجديد‬
‫)‪.‬‬ ‫تجتيه كامال في المسيح من أجل خالص البشر‬

‫‪ -٢‬الله واحد وثالوث‬


‫أ ‪ -‬الله واحد أحد‬
‫لتا يتكتم باباي على الله‪ ،‬ينطلق من عالقته با إلنا ن ‪ -‬التدبير‬
‫‪ -‬وكشفه له ذاته من خالل الكتاب المقذس‪ .‬وله هاجس مثل بتة‬
‫اآلباء المشرقين أمام ح الله الذي ال يدرك‪ ،‬فيحذر من البحث‬
‫وا لفوص في أعماق وجوده‪ ،‬ويحن على قبول سره بإيمان األبناء‬
‫واستسالمهم‪(( :‬تن يتجرأ ويتكئم خارج اإليمان‪ . .‬تن يتجرأ أن‬
‫يلقي بنفسه إلى األعماق التي ال تدرك حتى يفحص ويبحث))‬
‫(االقحاد ‪(( )٢/٣‬إني ال أبقر بإيمان آخر غير اإليمان الذي أعلنه‬
‫الرب والرسل)) (االقحاد ‪(( .)٣/٤‬إذ سر الله يتعذى إدراك اإلنسان‪،‬‬
‫ويجب قبوله عن طريق اإليمان)) (االقحاد ‪(( ،)٦/٧‬نكتشف الله ونلج‬
‫إلى سره من خالل الصالة والتضرع ونقاوة القلب)) (االقحاد ‪)٦/٧‬‬
‫وكق الفصل األول يدور على أهمئة اإلنسان ودوره في الالهوت‪.‬‬

‫أتا في شرحه األونطولوجي فيستعمل لفظسن فلفسن ((إيثيا‬


‫وإيثوثا)) ‪ :‬ا ألولى تحمل فكرة ا لوجود والثانية تشير إلى طبيعة هذا‬

‫(‪ )١١‬طالع االب يوسف حمبه‪(( :‬التدبير اإللهي في كنية المشرق والالهوت‬
‫المعاصر))‪ ،‬مجلة بين التهرين‪ ،‬العدد ‪ ،)١٩٩٥( ٩٠-٨٩‬ص‪٧-٤٢‬ه‪.‬‬

‫‪٢١٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الوجود‪ ،‬ويسمي الله الكائن ((إيثيا)) وهو واجب الوجود ((إيثوثا )) ‪.‬‬
‫‪(( ،‬إته الكائن ا ألزلي والحقيقي‬ ‫كذلك يستعمل عبارة ((إثيا دايثاو»(‬
‫الذي ال يموت)) (االتحاد ‪ ،)٨/١٠‬و(( هو خالق كز األشياء‪ ،‬وعثة‬
‫وجودها ومحركها والمعتني بها‪ ،‬وإن شاء يعيدها إلى العدم))‬
‫(االكحاد ‪ . )١٠/١٢‬يعتبر لفظة ((آالها ‪ -‬أي الله)) اممه الخاصل‬
‫الداد على جوهره وأحاديته (االقحاد ‪ .)١٣/١٦‬إلى جانب هذا‬
‫االسم السامي‪ ،‬يعطيه ألقادا أخرى ‪:‬‬

‫النور والروح والحياة وا لجوهر الكامل والرب والملك والديان‬


‫والقادر والحكيم (االتحاد ‪.)١٤/١٨‬‬

‫وفي نظره بإمكان اإلنسان االعتيادي العاقل معرفة الله من خالل‬


‫أعماله وخالئقه التي تظهر عظئته وقدرته وحكمته (االتحاد ‪/٢٥‬‬
‫‪ .)١٩‬ويعرف هذا األسلوب في الفلسفة بالسببية‪ .‬وإليك‪ ،‬أتها‬
‫القارئ اللبيب‪ ،‬تعريفه الفلسفي لله‪(( :‬إذ الله هو خالق وعئة كز‬
‫الخيرات‪ ،‬وهو وحده الكائن األزلي‪ ،‬وهو منذ األزل وهو سبب‬
‫وجود كز الخالئق‪ ،‬وهو فوق الزمن وال يتفدر ويفوق الكائنات‬
‫المنظورات وغير المنظورات‪ ،‬وغير مربب وال يقسم إلى أجزاء وال‬
‫يموت‪( )) . .‬االتحاد ‪. )٨/١١‬‬

‫ب ‪ -‬الله ثالوث‬

‫بخصوص الثالوث‪ ،‬يذكر باباي رمورا له في العهد القديم على‬


‫سبيل المثال نون الجمع في ‪(,‬لنخلق اإلنسان على شهنا ومثالنا))‬
‫(التكوين ‪ .)٢٦: ١‬إال أن الكثف الحقيقي تلم في العهد الجديد‬

‫(‪ )١ ٢‬قد تكون ترجمة سريانية للعبارة العبرية الكتابية ((أهي أثي أهي)) أئ ((أنا هو‪، ),‬‬
‫الخروج ‪.١٤:٣‬‬

‫‪٢١٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(االقحاد ‪ )٣٤/٤٢‬حبق تجللى في البغاوة إلى مريم‪ ،‬وفي عماد‬


‫يسوع وكرازته وقيامته وحلول الروح القدس على التالميذ‪ ،‬وذهابهم‬
‫إلى التبشير وتعميد الراغبين باب اآلب واالبن والروح القدس‬
‫(االكحاد ‪ . )٢٣/٢٨‬ويشرح طبيعة الثالوث‪(( :‬ثالثة أقانيم بجوهر‬
‫واحد‪ .‬إذ األقنوم يحز اآلب واالبن والروح عن بعضهم أي األبوة‬
‫والبنوة الروحانية‪ .‬وعندما نقول الثالوث‪ ،‬ال نعن واحذا‪ ،‬اثنين‪،‬‬
‫ثالثة‪ ،‬إده واحد‪ ،‬واحد‪ ،‬واحد‪ ،‬ثالوث واحد‪ ،‬إله وا حد‪ ،‬خالق‬
‫كق شيء)) (االتحاد ‪(( .)٢٨/٣٤‬واألقانيم الثالثة شدة أبذا‪ ،‬األبوة‬
‫هي غير البنوة والروح هو في اآلب واالبن وينبثق منهما)) (االئحاد‬
‫‪ . )٢٨/٣٤‬ولكئه يرجع فيؤكد التقليد الشرقي السائد بأن الروح‬
‫((ينبثق من اآلب‪ . . .‬وال يوجد روح آخر ينبثق إآل من اآلب))‬
‫(االتحاد ‪ . )٢٢/٣٠‬وهنا تجدر اإلشارة إلى أن معنى األقنوم في‬
‫الثالوث غير معناه في الميحانية ‪ .‬ولشرح الوحدة والتعندة في‬
‫الثالوث ‪ ،‬يستعمل أسلوب الجناس ‪ ،‬أي يستخلص من أمثلة ملموسة‬
‫شبها لحقيقة فائقة كمثل الشمس ‪ :‬الشعاع والحرارة والقرص‪،‬‬
‫الثالثة هي شمس واحدة ولكن متميزة‪ ،‬القرص ليس النور والنور‬
‫ليس الحرارة (االتحاد ‪/٣٠‬ه‪.)٢‬‬

‫>‪(( ،‬إذ آدم لم يولد‪ ،‬ولم‬ ‫ومثل العائلة‪ :‬آدم وحواء وهابيل‬
‫يكن ابائ‪ ،‬وأنجب هابيل الذي ليس أيا‪ ،‬وحواء جاءت عن طريق‬
‫االنبثاق‪ ،‬فهي لم تولد ولم تكن ابنه أو أطا ألحد)) (االتحاد ‪/٣٢‬‬
‫‪ ،)٢٦‬ومثل الشرج الثالثة التي تنير الغرفة الواحدة ويبقى النور نفسه‬
‫من ثالثة مصادر‪ ،‬ولكئه نور واحد متاو (االتحاد ‪ .)٤ ٠ /٥٦‬أخيرا‬

‫(‪ )١٣‬في تغير لموئات إؤغريوس يذكر باباي‪ :‬آدم وحؤاء وثب (مر‪-٣٦٤‬‬
‫‪)٣٦٥‬‬

‫‪٢١٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يشذد على وحدانية الله وثالوته قائال ‪« :‬ألوهة واحدة في الثالوث‪،‬‬


‫وثالوث واحد في ألوهية واحدة» (االقحاد ‪(( . )٢٦/٣٢‬إذ ا آلب‬
‫واالبن والروح القدس ثالثة أقانيم أزية في جوهر واحد غير‬
‫لمتناؤ ‪ . . .‬بإرادؤ واحدة وقدرة واحدة وسلطان واحد وسيادة واحدة))‬
‫(االقحاد ‪.)٢٠/٢٨‬‬

‫‪ -٣‬ميحا نيته‬
‫أ ‪ -‬التجثد‪ :‬التمييز والوحدة‬
‫بعدما تكتم باباي على الله الواحد والثالوث‪ ،‬ينتقل إلى فعل الله‬
‫الخالصي في التجسد الذي هو ثمرة الثا لوث ا ألقدس وقد أعد له‬
‫الثعب في العهد القديم من خالل الوعود التي تغت‪ ،‬في ملء‬
‫الزمن‪ ،‬في االبن (االقحاد ‪ .)٣٢/٣٩‬فاألب أرمل االبن‪ ،‬فتأتس‬
‫أي صار إنسادا ‪ .‬ويستعمل ثالثة ألغاظ لإلشارة إلى فعل‬
‫التجسد يسع ك‪١‬كه‪ ٦‬ك‪٣‬طهإل‪ ،‬أئ صار إنادا‪ ،‬صار بشرا‪،‬‬
‫صار جسدا ‪ ٠‬وصورة المسمح عنده صورة كتابية‪ ،‬تثفق وما تلمسه من‬
‫ا آلباء ‪ :‬إبن واحد هو إنان كامل وإله تالم‪ ،‬وهو بالتالي نموذج‬
‫لحياتنا الذي نرجو تحقيقه‪(( :‬إذ يسوع المسبح هو رأس حياتنا‬
‫ورجاؤنا وإلهنا)) (االقحاد ‪(( )١٥/٢‬ورينا وهو معتمنا وسبب حياتنا))‬
‫(‪.)١٢٢/١٣٩‬‬

‫إذ كل هلم باباي ينصب على كيفية إمكان أن نفهم سر المسيح‬


‫ونشرحه بشكلي سليم ‪ ٠‬وكيف نميز بين ا أللوهة والبشرية في الشخص‬
‫الواحد‪ ،‬أئ بين كلمة الله (الجانب ا ألنطولوجي) وابن اإلنسان‬
‫(الجانب التاريخى)؟ كيف نحافظ عليهما مالئين في االقحاد؟‬

‫جوابه‪(( :‬إذ كلمة الله‪ ،‬األقنوم الثاني من الثالوث‪ ،‬اقحد‬

‫‪٢١٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بالبشرية وأصبح معها شخخا واحذا ‪ .‬شخص االبن المتميز عن‬


‫اآلب والروح)) (االتحاد ‪ .)٣٣-٣٢/٤٠,٣٩‬إته يميز بلباقة بين‬
‫الكلمة الذي يدلن على الطبيعة اإللهية (الجانب األنطولوجى) واالبن‬
‫الذي يشير إلى خواض البنوة البشرية (الجانب الواقعى) (النعن‬
‫الفاتيكانى ص‪)٢٤٢/٣٠٠‬؛ إتهما وجهان لحقيقة واحدة‪ ،‬أئ‬
‫شخص المسيح الواحد‪ .‬يعتم باباي مرارا وتكرارا أن‪(( :‬المسبح‬
‫واحد‪ ،‬واالبن واحد‪ .‬واحد ال يتغير هو شه ابن الله العلي‪ ،‬وفي‬
‫رحم العذراء مريم ‪ :‬إبن الله وابن اإلنسان مائ)) (النعز) الفاتيكانى‬
‫‪ . )٢٤٢/٣ ’ ٠‬إذ وجود ا ألقنوئين ال ينغص حميمية ا التحاد ووحدة‬
‫الشخص ‪ ،‬وال يكونا ن مسيحين أو ابنين مختلعين ‪ (( .‬ا لمسيح وا البن‬
‫ليا واحذا وآخر‪ .‬المسبح هو ا البن وا البن هو المسبح)) (االتحاد‬
‫‪.)١٣١/١٦٢‬‬
‫والشخص الواحد هذا يطلق عليه لقب (( ا لشخص المشترك بين‬
‫الطبيعئين))‪(( :‬عبه>‪ً٩‬ا)) (االتحاد ‪ .)١٣١/١٦٢‬وليس نتيجة‬
‫ذوبان شخطسن طبيعيين (االتحاد ‪ .)١٣١/١٦٢‬ويتيه أيائ‬
‫شخص التدبير ((مهائ ا؛لى؛د‪٦‬الطكأ>) ‪ ،‬إذ بواسطته تحئق تدبير‬
‫خالص كتنا وتجديده (‪ . )٣٣/٤٠‬ويقارن اتحاد ا ألقنونين في‬
‫المسبح بائحاد أقانيم الثالوث في جوهر إلهي واحد‪(( .‬إذ األقانيم‬
‫اإللهية الثالثة فى الثالوث منحدة تمانا وبشكل ال متناؤ‬
‫(إس نمه\ططاا (االتحاد ‪ ،)١٠/٩‬وبالطريقة نفسها تشكل‬
‫الطبيعتان في المسبح وحد؛ مطلقة (االتحاد ‪ ،)١٩٩/٢٤٥‬من‬
‫دون خلط وال مزج وال فصل وال فاد (االتحاد ‪٠)١١/١٤‬‬
‫ويستخدم مثل الحديد والنار‪ :‬فالحرارة هي في كل الحديد وال‬
‫يمكن فصلها (االتحاد ‪ )٤٤/٦٢‬في حين يرفض مكل الخمر والماء‪.‬‬
‫ويخلص بالنتيجة إلى القول‪(( :‬إذ الله واإلنسان ليس وا حذا ونفس‬

‫‪٢١٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الشيء‪ .‬والبشرية وا أللوهية ليستا مرادفين‪ ،‬وا الخن ليس المأخوذ‪،‬‬


‫وهيئة الله ليست هيئة العبد‪ .‬وبينهما فرق وفرق عظيم‪ .‬ال يوجد‬
‫خلط بين خواهن الطبيعتين المتحدثين‪ .‬إدهما محفوظتا ن بخواصهما‬
‫كامله في شخص االبن‪ :‬الكلمة وا لمولود‪ ،‬ا آلخذ وا لمأخوذ‪ ،‬ابن‬
‫واحد مولود (من اآلب) قبل الدهر ومن مريم كابن بكر‪ .‬هو الرب‬
‫يسوع المسيح الممجد (االكحاد ‪ . )٥٦/٧٠‬إذ األقنوم البشري ال‬
‫يقوم وحده‪ ،‬بل يقوم في شخص الكلمة‪ ،‬أئ شخص االبن (االئحاد‬
‫‪ -)١٢٩/١٥٩‬لذلك تنب كل األسماء واألفعال إلى الشخص‬
‫الواحد (االقحاد ‪ -)١٣٩/١٧٢‬وفي الحقيقة يقبل باباي‪ ،‬كما يقبل‬
‫المشرفيون‪ ،‬ما يمى في الالهودت بتبادل ا لخواصل‬
‫‪ Communicatio idiomatum‬بشيء من التمييز‪.‬‬

‫أتا لقب مريم ((ألم الله)) فيرفضه كما يرفض أم اإلنسان ألن فيهما‬
‫التباسا‪ ،‬ويفصل لقب ((أم المسبح)) الذي هو إله وإنسان (االتحاد‬
‫‪ ،)٧٠/٩٩‬األنب قبوال وتماشيا مع الكتاب المقذس‪.‬‬

‫ب ‪ -‬المصطلحات‬

‫يستعمل المشرقيون‪ ،‬في كالمهم على الهوت المسبح‪ ،‬ثالثة‬


‫ألفاظ تختلف في فحواها عن الخلقيدونيين وعن السريان ا ألرثوذكس‪.‬‬
‫وهذه األلفاظ ‪ -‬المفاتح أسلوب تقنى ‪ Technical system‬استخدموه‬
‫لشرح الثنائية والوحدة‪ .‬وهي‪ :‬كيانا‪ ،‬قنوما‪ ،‬فرصوفا‪.‬‬

‫لقد استعمل باباي هذه ا لمصطلحا ت ووصحها (طايع ا لفصل‬


‫‪ ١٧‬من االقحاد) ليشرح بها السر ا لمسيحا نتي بطريقة مفهومة‬
‫ومقبولة‪ ،‬يحافظ بها على ا أللوهية والبشرية في وحدة الشخص( )‪.‬‬

‫(‪ )١٤‬عن هذه المصطلحات راجع أيثوعياب الجدالى‪ ،‬ص‪٠١٢٢,١٠١‬‬

‫‪٢١٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ ٠‬حهأ الكيان‪ :‬وهو الطبيعة المجردة التي تحذد العناصر‬


‫المشتركة بين أفراد النوع الواحد‪ ،‬ويستيها ا لمشرقيون الطبيعة أو‬
‫ا لجوهر العالم ‪ .‬فعلى سبيل المثال نعتم كز ما هو مشترك بين أفراد‬
‫ا لجنعس ا لبشرى فنقول ا لطبيعة ا لبشردة ا لتي ليست في ا لوا قع إال في‬
‫الفكر(“')‪ .‬باباي ال يتوقف على كيانا ألته واضح‪.‬‬

‫‪ ٠‬هلسعأ األقنوم‪ :‬ها كان مجردا يصبح ملموسا في قنوما‬


‫بحيث يصير طبيعة ءيذًاة مغردة ورتيها المثمرقيون جوهرا واحدا‪،‬‬
‫أي يجسد واقعيا جمع الصفات الطبيعية المشتركة‪ .‬واألقنوم‬
‫يختلف عن ‪ Hyostasis‬الخلقيدونتي الذي يا وي الشخص‪ .‬يقول‬
‫باباي معرا األقنوم‪(( :‬األقنوم هو جوهر فردي قائم بذاته غير قابل‬
‫لالنقام‪ ،‬وهو وا حد عددا‪ ٠ . .‬ويتميز عن الباقي بالخواهن التي‬
‫يمتلكها من فضائل أو رذائل‪ ،‬معرنة أو جهل‪ . . .‬األقنوم ثابت في‬
‫طبيعته وهو شبيه من حيث الطبيعة ببقية أفراد النوع ومتميز بالخواهن‬
‫التي يملكها وبا لشخص ‪ ٠ . ٠‬األقنوم هو جوهر فردي (عينتي) بينما‬
‫كيانا هو جوهر عالم)) (االكحاد ‪.)١٢٩/١٥٩‬‬

‫‪ ٠‬مام الشخص‪ :‬هو مجموعة ا لخوا صن وا لوقعا ت المتعلقة‬


‫باألقنوم الغرد‪ ،‬وهو الفاعل وإليه تنتب األعمال‪ .‬يقول باباي‪:‬‬
‫((الشخص هو حقيقة الخوا صن المتميزة ألقنوم ما والتي بها ينفرد‬
‫عن األقانيم ا ألخرى‪ .‬فمثال أقنوم بولس نفه أقنوم بطرس‪،‬‬
‫وبالرغم من أن لالثنين كيادا واحذا ‪ -‬طبيعة واحدة ‪ -‬ويعيشان‬
‫جسديا وروحؤا‪ ،‬لكئ شخصهما مختلف‪ ،‬الشخص ثابت ال ينقم‪،‬‬
‫وفرادته تقوم على صفات خاصة‪ :‬الشكل‪ ،‬العمر‪ ،‬المزاج‪،‬‬

‫(‪ )١٥‬طابع مقالنا‪(( :‬رسالة أيشوعياب الجدالي في الهوت المح))‪ ،‬بين النهرين‪،‬‬
‫العدد ‪ ،)١٩٩٥( ٩٠-٨٩‬ص‪-١١٤‬ه‪.١١‬‬

‫‪٢١٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الحكمة‪ ،‬السلطة‪ ،‬األبؤة‪ ،‬البنوة‪ ،‬الجنس‪ :‬ذكرا أو أنثى‪ ،‬وأشياء‬


‫أخرى تميزه وتظهره كفرد‪ ،‬فهذا ليس ذاك وذاك ليس هذا بالرغم من‬
‫أتهما متساويان في الطبيعة البشرية الواحدة ‪ .‬وإذ الشخص هو‬
‫الخواض التي تفرده وتظهره)) (االتحاد ‪ .) ١٢٩/١٦٠‬والشخص هو‬
‫مجموعة الخواهن التي يمتلكها ا ألقنوم وهو ثابت في حين أن‬
‫األقنوم متحرك‪ ،‬أئ يمكن أن يكون لشخص واحد أقنومان ( النعن‬
‫الفاتيكانى ‪ .)٢٤١/٢٩٨‬يستند باباي في شرحه الالهوتى التميير‬
‫والوحدة إلى حياة المسيح يسع‪ ،‬بحيث يجد فيها مبررات‬
‫لطروحاته‪.‬‬

‫إتنا نجد قانون ايمانه ا لمبيقحار‪ ،:‬وا بد* جحا في تسبحة((تبارك‬


‫ه)) التي أتفها والتي تقا ل في أيام البشارة‬ ‫الحنان)) ((‬
‫والميالد‪(( :‬تبارك الحنان الذي بنعمته دبر حياتنا‪ ...‬من دون زواج‬
‫أنجبذ مريم عتانوئيل‪ ،‬ابن الله‪ ،‬وجبل له الروح القدس منها جسدا‬
‫نجد له كما جاء في الكتب‪ .‬ليكون وا حذا تمانا مع ثعاع‬
‫اآلرب‪ ٠..‬وا حد هو المسجح ابن الله الذي له يسئجد الجمع في‬
‫طبيعتين محفوظتين بأقنونيهما (أي فرادسهما) في شخص االبن‬
‫الواحد‪ .‬بالهوته مولود من اآلب منذ األزل وفوق الزمن‪ ،‬وببثريته‬
‫مولود من مريم في ملء الزمن‪ ...‬فال الهوته من جوهر أته‪ ،‬وال‬
‫بشريته من جوهر أبيه‪ ،‬وكما أن أقانيم الثالوث واحدة في الوجود‬
‫(الجوهر) كذلك بنوة المسجح وا حدة بطبيعتين متحدتين في شخص‬
‫واحد))‪.‬‬

‫(حوذرا‪ ،‬طبعةالهند‪ ،‬جزء ‪ ،١‬ص‪٩‬ه)‪.‬‬

‫‪٢١٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص مختارة‬

‫تعريف المصطلحات الالهوتية‬


‫إذ كق طبيعة تحذد أقنومها وتتجلى وتعرف‪ ،‬وكق أقنوم يظهر‬
‫با لطبيعة التي تقوم به‪ ،‬وكق شخص مطبع بأقنومه ومتميز به ‪ .‬لذلك‬
‫ال يمكن معرفة الطبيعة بال أقنوم وال ا ألقنوم يقدر على أن يقوم من‬
‫دون الطبيعة‪ ،‬وال الشخص يمكن أن يتميز بدون ا ألقنوم ‪ ٠‬إرفعوا‬
‫ا ألقنوم وبينوا لنا الشخص وأزيلوا الطبيعة وهاتوا باألقنوم‪. . .‬‬
‫الطبيعة (فكرة) عاتة غير مرئية‪ ،‬ال تعرف إآل بأقنومها ‪ . . .‬إرها‬
‫ثبت وتتميز باألقنوم‪ . . .‬في حين أن األقنوم بدعى جوهرا فردائ‪،‬‬
‫قا ئائ بذاته‪ ،‬غير قا بق لال نقسام‪ ،‬عددائ هو واحد‪ ،‬ويتميز عن‬
‫الكثيرين ‪ ..‬األقنوم ثابت بمالمحه الطبيعية وخاضع لألشكال‪،‬‬
‫والطبيعة التي تتفتن أقنوائ تتميز عن سائر األقانيم بفضل‬
‫الخصوصيات المتميزة التي تملكها في شخصها ‪ .‬لذلك (أقنوم)‬
‫جبرائيل ليس أقنوم ميخائيل وال أقنوم بولس هو أقنوم بطرس نفسه ‪-‬‬
‫بالحقيقة في كق أقنوم تعرف الطبيعة العاتة وتتميز بالعقل‪ ،‬وتصير‬
‫فردية‪ ،‬فاألقنوم ال يتفتن صفات مشتركة‪.‬‬
‫الشخص هو حعا الخصائص التي يملكها األقنوم ويميزها عن‬
‫ا لبقية‪ ،‬لذلك أقنوم بولس ليس أقنوم بطرس‪ ،‬ولو هما متسا ويا ن في‬
‫الطبيعة وا ألقنوم‪ ،‬ولهما جسد ونفس ويعيشان عقليا وجسدرا ‪ .‬إرهما‬
‫يتميزا ن ا لوا حد عن ا آلخر بوا سعلة ا لشخعس الذي فرادته غير قابلة‬
‫لالنقام (االقحاد ‪.)١٢٩/١٦٠,١٥٩‬‬

‫‪٢٢٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وحدة شخص الميح‬


‫«الله الكلمة‪ ،‬الواحد من الثالوث‪ ،‬ارخن شخصه صورة الخادم‬
‫وشوهد كإنسان‪ ،‬لم يصبح إنادا باألقنوم‪ ،‬بل صورة الخادم‪:‬‬
‫وا آلخذ والمأ خوذ يتميزا ن ‪ .‬هو الواحد في ا آلخر‪ ،‬وهو نفه واحد‬
‫في شخص االبن‪ ،‬ولو ليس بالطريقة نفسها‪ :‬هو واحد بالطبيعة‬
‫وا آلخر باالثخان‪ ،‬لكته نفسه شخعس واحد في ا أللوهية والبشرية ولو‬
‫ليس بالطريقة نفسها ‪ .‬هذا ال يعني أثنا نفهم وجود شخضين لالبن‬
‫وال أقنوتين للكلمة‪ ،‬مثلما ليس هناك ألي إنسان متا شخصان ‪ .‬ليس‬
‫ليسع (اإلنسان) أقنومان‪ ،‬بل شخص واحد لالبن الواحد في‬
‫األلوهية والبشررة ‪ .‬هكذا للمسجح شخصى واحد ثابتة‪ ،‬وليس ‪ .‬هناك‬
‫مسيحان‪ ،‬كما أن االبن واحد وليس هناك ابنان‪ .‬إدنا (نؤمن) بأن في‬
‫المسيح أقنومين ‪ ،‬ال أقنوائ مركبا ‪ ،‬كما يتصور األشرار)) ‪.‬‬

‫(المخطوطة القاسكانية السريانية رقم ‪ ، ١٧٨‬ص‪)٢٤٣‬‬

‫‪٢٢١‬‬
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫البطريرك أيشوعياب الجدالي‬


‫يشوعييبدحبدال (‪٦٤٦-٦٢٨‬م)‬

‫حياته(')‬

‫إذ الوثائق التاريخية ال تقدم عن أيشوعياب الجدالي سوى‬


‫معلومات قليلة مبعثرة هنا وهناك( )‪ .‬كثا نتمثى أن نعرف تفاصيل‬
‫أكثر عن نشأته ودراسته ونشاطه ولكن لألسف! نستدق من المصادر‬
‫القريبة من‬ ‫التي وصلت إلينا أن أيشوعياب ولد في قرية جدا ال‬
‫قضاء سنجار في محافظة نينوى‪ ،‬في النصف الثاني من القرن‬

‫(‪ )١‬ألفث نظر القارئ إلى أن هذا المقال متوحى في معظمه من ا ألطروحة التي‬
‫قذمتها في المعهد الشرقي يروما عن أيشوعياب في ‪. ١٩٨٣/١/٢٠‬‬
‫(‪ )٢‬إذ المصادر التي نجد فيها بعفر التفاصيل عن حياة أيشوعياب الجدالي‬
‫ونشاطه هي‪ :‬التاريخ الصغير‪ ،‬تعريب ا ألب بطرس حذاد‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪١٩٧٦‬؛ توما المرجى‪ ،‬كتاب الرؤساء‪ ،‬تعريب ا ألب ألبير أبونا‪،‬‬
‫الموصل‪١٩٦٦ ،‬؛ المجدل لماري بن سليمان‪ ،‬طبعة جيموندي‪ ،‬روما‪،‬‬
‫‪١٨٩٩‬؛ التاريخ السعردي‪ ،‬الباترولوجيا الشرقية ‪ ،٤ ،١٣‬باريس؛ ‪،١٩١٩‬‬
‫تاريخ ميخائيل السرياني‪ ،‬م‪ ،٤‬باريس‪١٩١٠ ،‬؛ التاريخ الكنسي الس‬
‫العبري م‪ ،٣‬لوفان‪ ١٨٧٧ ،‬؛ المجدل لعمرو بز متى‪ ،‬طبعة جيموندي‪،‬‬
‫روما‪١٨٩٨ ،‬؛ عبديشع الصوباوفي‪ ،‬فهرس المؤلفين‪ ،‬تعريب يوسف حيي‪،‬‬
‫بغداد‪٠١٩٨٦ ،‬‬
‫(‪ )٣‬جداال أو جدال قرية تقع غرب بلدة سنجار‪ ،‬أهلها جميعا من النصارى‪،‬‬
‫معجم البلدان‪ ،٢ ،‬ص‪.٣٨‬‬

‫‪٢٢٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫السادس الميالدي‪ ،‬ونشأ وترعع فيها‪ ،‬ولتا ب قصد مدرسة‬


‫نصيبين ا لشهيرة لمتابعة دراسته األكاديمية‪ .‬ويظهر ألول مرة على‬
‫مسرح التاريخ‪ ،‬حينما غادر المدرسة العام ‪ ،٥٩٦‬على رأس فريق‬
‫‪ .‬ويصف‬ ‫من الطلبة احتجاجا على تعليم رئيسها حنانا ا لحديا بي‬
‫لنا التاريخ العردفي مغادرة هؤالء المعارضين‪(( :‬وخرجوا من‬
‫المدرسة وفرقوا قماشهم (ألبستهم( >) وأخذوا معهم أناجيل وصلباائ‬
‫في مقبالن (منديل) أسود وفيارم (مباخر) وخرجوا من المدينة‬
‫‪ .‬ولتا‬ ‫بالصالة وينشدون تراتيل باعوثا وكانوا نحو ثالثمائة نفس))‬
‫وصلوا إلى مدينة بلد( ) وكانت المحعلة العادية للقوافل بين نصيبين‬
‫ونينوى‪ ،‬امتقبلهم مرض‪ ،‬أسقف ا لمدينة‪ ،‬واحتضنهم في مدرسة‬
‫أنشأها لهم في الضاحية وعين أيشوعياب مديرا لها(‪.)٨‬‬

‫أسقف بلد‬

‫ال نعرف‪ ،‬على وجه الدوة‪ ،‬متى أصبحت بلد كرسؤا أسقبا‬
‫تابتا لرائ سة أسقفية بيث عربا ي التي كانت نصيبين مقرا لها ‪ .‬ال نجد‬
‫توقع أسقفها بين تواقيع األما قفة الذين حضروا مجمع باباي العام‬
‫‪ .)٩(٤٩٧‬أتا قائمة أحبارها الرسمية فتبدأ في منتصف القرن‬

‫أصل األستاذ حنانا من حدياب‪ ،‬وكان قد أجرى تغييرات مهتة في براهج‬ ‫(‪)٤‬‬
‫التعليم الرممي ‪.‬‬
‫إضافة من عندي لتوضيح ا لمعنى أو لتصحيح ا لخطأ ‪.‬‬ ‫(ه)‬
‫التاريخ العردئ‪ ،‬م ‪ ،١٣‬ص‪١٠‬ه؛ عمرو بن مثى‪ ،‬المجدل‪ ،‬ص‪٢‬ه‪.‬‬ ‫(‪)٦‬‬
‫اسكي موصل الحالية شما ل مدينة ا لموصل ((سن ا لموصل))‪.‬‬ ‫(‪)٧‬‬
‫ومن بين أشهر المعارضين الذين رافقوا أيثوعياب‪ ،‬يذكر التاريخ العردى‬ ‫(‪)٨‬‬
‫(‪١‬م ‪ ١٣‬ص‪١٠‬ه) األسماء التالية‪ :‬برحن بشبا العربتي وبولس الملفان‬
‫وأيشوعياب الحديابتي‪.‬‬
‫المجامع المشرية‪ ،‬ص‪.٦٢‬‬ ‫(‪)٩‬‬

‫‪٢٢٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ .‬لذلك على ا ألرجح جعلت بلد أسقفية في نهاية القرن‬ ‫السادس‬


‫الخامس‪ .‬ووفعا للمعطيات العلمية األكيدة‪ ،‬خلف أيشوعياب‬
‫مرقس على كرسى المدينة‪ .‬وهنا أيصا نفتقر إلى تاريخ رسامته‪.‬‬
‫وبالتأكيد تنت قبيل العام ‪ ،٦١٢‬إذ نجده يحضر المؤتمر الالهوتى‬
‫الذي عقد هذا العام عينه في البالط الملكى وبحضور كسرى‬
‫‪ .‬وقد أدار أبرشيته بحكمة وتغادإ( )‪ .‬أتا الحادثة التي‬ ‫أبرويز‬
‫انفرد بروايتها التاريخ العردتي والتي مغادها أن كسرى نفاه من بلد‬
‫بسبب منعه بعض ا آلريوسية من الدخول إلى الكنيسة ومنعه الوالي‬
‫من االستيالء على كرم' عائد للوقف( )‪ ،‬فهي خالية من الصحة‪.‬‬
‫أوال لم أقف على أي ذكر لآلريوسيين في بين النهرين‪ ،‬وال مسما‬

‫(‪ )١٠‬لقد وضع جان ني قائمة بأسمائهم على النحو التالي‪ :‬حا وا ‪ ،‬شويحا ليشوح‪،‬‬
‫ماري‪ ،‬يزدجرد‪ ،‬بولر‪ ،‬مرتس ويدعوه التاريخ المردي خطأ قرياقس‪،‬‬
‫أيشوعياب الجدالى‪.‬‬
‫‪FIEY, «Nisibe, Metropole Syriaque Orientale et ses suffragants des‬‬
‫­‪origines a nos jours» (CSCO 388/sub. 54) Louvain, 1977, pp. 268‬‬
‫‪.269‬‬
‫(‪ )١١‬دعا إلى هذا المؤتمر كسرى نفه بتحريض من طبيبه الشخصي جبرائيل‬
‫التجاري لمعرفة أي من الالهوش هو صحيح‪ :‬اليعقوبي أم التطوري‪.‬‬
‫وقد مثل الجانب المثرقي عالوة على أيشوعياب كق من‪ :‬يوناداب‪ ،‬مطران‬
‫حدياب‪ ،‬شويحا لماران‪ ،‬مطران بيت كرماي جبرائيل أسقف نهركول‪،‬‬
‫والرهبان‪ :‬حنانيثع وكوركيس وسركيس‪ ،‬طالع التاريخ الصغير‪،‬‬
‫ص‪-٧٤‬ه‪٧‬؛ والتاريخ العردي‪ ،‬م ‪ ،١٣‬ص‪٢٩‬ه ‪.‬‬
‫(‪ )١٢‬لقد ورد أته كان متزوجا وهذا لم يمنعه من أن يصبح أسقعا وبطريركا‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن الكنيسة كانت تغطل العزوة أل حبارها‪ ،‬لكثها لم تفرضها عليهم إال‬
‫في ما بعد (طابع أيثوعياب الجدالتي‪ ،‬ص‪ .)٦٤‬كما يذكر بدج في ترجمته‬
‫كتاب الرؤساء أن أيثوعياب كان رئيس دير إزل الرابع وهذا مجرد افتراض‪،‬‬
‫م ‪،٢‬ص‪ ،٦١‬الهامش ‪.٣‬‬
‫(‪ )١٣‬التارخ العردى‪ ،‬م ‪ ، ١٣‬ص‪٤‬هه‪.‬‬

‫‪٢٢٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫عصرذاك‪ .‬ثانيا ال تذكر أي مصادر أخرى أن أيشوعياب ثغي‬


‫من كرسيه‪ .‬على األكثر‪ ،‬يب إليه التاريخ السعودي هذه الحالة‬
‫إلظهار صموده وقد استقاها من سفر الملوك األول‪ ،‬الفصل‬
‫الحادي والعشرين‪ ،‬وكان هذا ا ألسلوب مألوائ لدى المؤرخين‬
‫العدامى‪.‬‬

‫بطريرك كثيسة المشرق‬


‫بعد وفاة غريغوريوس األذل‪ ،‬أمسى الكرسى البطريركى شاغرا‬
‫حوالى عشرين سنة‪ ،‬والسبب هو أن كسرى أبرويز ( ‪ ٩٠‬ه ‪ ) ٦٢٨-‬مع‬
‫انتخاب شخص جديد لهذا المنصب لعوامل إداردة ونزاعات مذهتة‬
‫بين ا لمسيحديى ‪ ،‬وكا دف تكء لجبرا ئيل ا لسنجا رى طبيب ا لملك ا لخا صن‬
‫وزوجته شيرين اليد الطولى في إصدار قرار البالط‪ .‬وقد حاول‬
‫األساقفة عسا‪ ،‬مرات عديدة‪ ،‬الحصول على إذن من كسرى‬
‫النتخاب خلف لغريغوريوس‪ .‬وعندما باءت جمع ماعيهم‬
‫بالغشل‪ ،‬اتفقوا على أن يدير كل مطران شؤون أبرشيته‪ .‬أتا األبرشية‬
‫البطريركية فقد عهدت إدارتها إلى آبا األركذياقون(‪ ،)١٤‬وكتف باباي‬
‫الكبير رئيس دير أزال تدبير أمور ا ألبرشيارتة الشمالية الشا غرة ‪.‬‬
‫وظتت األوضاع على هذه الحال إلى أن مات كسرى أبرويز وجاء‬
‫ابنه شيرويه إلى الحكم العام ‪ ٠٦٢٨‬وكان العاهل الجديد يود‬
‫إصالح ما ختفه والده من نزاعات وبلبلة وخراب على ا لصعينين‬
‫الداخلي والخارجى‪ ،‬فأذن لألساقفة بأن ينتخبوا رئيسا أعلى‬
‫للكنيسة‪ .‬وقد التأم اآلباء في مجمع قانونى يوم ‪ ١١‬أيار ‪ ٦٢٨‬في‬

‫(‪ )١٤‬هو منصب إداري يعهد إلى كاهن في الكاتدرائية إلدارة الطقوس الدينية‬
‫والشؤون الماذية واألوقاف‪( ،‬طالع‪KOLLAPARAMBIL, The :‬‬
‫‪<.‬؟‪Archdeacon of all India, KdR, ١٢٢٦٦, p.5‬‬

‫‪٢٢٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪.‬‬ ‫العاصمة وانتخبوا باإلجماع أيشوعياب الجدالي أسقف بلد‬


‫وتئت مراسيم تتصيبه فيها‪ ،‬وكان البطريرك الجديد يرتدي بيروا‬
‫(تاحا) أحمر‪(( :‬لتا مات أبرويز ملك الغرس وملك ابنه شيرويه (قبان‬
‫الثاني) اختير هذا األب الفاضل وسيم فطرتما بالمدائن وعليه بيرون‬
‫‪.‬‬ ‫أحمر سنة تسع وثالثين وتسعمائة لإلسكندر))(‬

‫وراح أيشوعياب يسعى جهده في إعادة تنظيم كنيسته وتلبية‬


‫حاجاتها ‪.‬‬

‫وهن بين أولى اهتماماته تثقيف إكليرسه وجما عته حيثما كانوا ‪.‬‬
‫وأشس‬ ‫وللبلوغ إلى هذه الغاية‪ ،‬فتح المدارس التي كانت مغلقة(‬
‫غيرها ‪ .‬وكان متيعائ أن الوسيلة الوحيدة للصمود أمام النظام والمن‬
‫المجوسي والمسيحيين ا لمنشثين هو أن يكون للمرشحين لألسقفية‬
‫ثقافة عالية وأخالق رفيعة وروحية عميقة‪ .‬ض هذا المنطلق رسم‬
‫أشخاطا فاضلين للكرامي الشاغرة(‪ ،)١٨‬وسهر على كسب ثقة‬
‫المسؤولين والشخصيات البارزة في البلد من خالل المسيحيين‬
‫العاملين في الدوائر الحكومية الرسمية‪.‬‬

‫رئيس بعثة دبلوماسية‬

‫إذ انتصارات هرقل إمبراطور الروم على الغرس في العام ‪٦٢٨‬‬


‫ونهاية كسرى أبرويز المأسوية هرت كيان الدولة الساسانية وأضعفتها‬

‫‪YOUNG, G.W., Patriarch, Shah and Caliph, Rawalpindi, 1974,‬‬ ‫)‪(١٥‬‬


‫‪.(P.2O7‬‬
‫(‪ )١٦‬عمرو بن متى‪ ،‬المجدل‪ ،‬ص‪٣‬ه‬
‫(‪ )١٧‬إبن العبري‪ ،‬التاريخ الكنتي‪ ،‬م ‪ ،٣‬عمود ‪٠١١٤‬‬
‫(‪)١٨‬م‪.‬ن‪،.‬م‪ ،٣‬صدود ‪٠١١٤‬‬

‫‪٢٢٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وأذتتها ‪ .‬ولتا جاء شيرويه إلى العرش راح يفقش عن حل سلمي‬


‫لهذه الحرب التي استمزت سيع سنين (‪ .)٦٢٨-٦٢٢‬ولكن وفاته‬
‫المفاجئة حالت دون تحقيق ذلك‪ .‬كما أن خلفاءه لم يوقوا في‬
‫توقع معاهدة صلح دائمة مع الروم يسبب فترة حكمهم القصيرة‪.‬‬
‫فغي ظرف ثالث سنوات توالى على العرش الساسانى خمسة‬
‫ملوك( )‪ .‬وظز الوضع على هذه الحال إلى أن جاءت بوران إلى‬
‫سنة الحكم العام ‪ ،٦٣٠‬فسعت منذ بداية عهدها إلى إنهاء الخالف‬
‫القائم مع الروم وتوقع معاهدة سالم عادل‪ ،‬والسعي إلى تطبع‬
‫العالقات بين الدولسن‪ .‬لهذه الغاية أوفدت بعثة رسمية رفيعة‬
‫المستوى‪ ،‬يترًاسها ا لبطريرك أيشوعياب‪ ،‬إلى سلطات الروم‪ .‬وقد‬
‫غادر الوفد العاصمة ساليق وقطيسفون في خريف العام ‪ ،٦٣٠‬وكان‬
‫يتأتف من رؤساء األساقفة‪ .‬قريا بس (نصيبين)‪ ،‬جبرائيل ( كركوك )‪،‬‬
‫بولس (أربيل) ‪ ،‬ماروثا (غسطرة) وا ألسا قفة‪ .‬أيشوعياب (نينوى)‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫سهدونا (ماحوزا أريون)‪ ،‬وانضم إليهم يوحنان أسقف دمشق‬
‫أتا أسباب اختيار رجا ل الدين هؤالء فهي‪:‬‬

‫‪ -‬يقين ا لغرس بأن الروم سوف يستقبلون بحفا وة بالغة رؤساء‬ ‫أ‬
‫المسيحش ويلبون مطا لبهم‪ .‬نلمس ذلك واضدا في العتاب‬
‫الذي وحهه كسرى أبرويز إلى البطريرك أيشوعياب األول‪:‬‬
‫((إتك لم تخرج معي إلى بالد الروم ولم توفد أحذا من‬
‫األساقفة في صحبتي حتى يزيد الملك موريقي في‬
‫‪٠٠‬‬ ‫إكرامي»(‪“ ,.)٢١‬‬

‫)‪CHRISTENSEN, L’lran sous les Sassanides, Copenhague p. 244 ss. (٩ ١‬‬


‫(‪ )٢٠‬التاريخ الصغير‪ ،‬ص‪٩٠‬؛ كتاب الرؤساء‪ ،‬ص‪ ، ٦٧‬ويذكر خطأ أن ثيرويه‬
‫هو الذي أوفد أيشوعياب‪.‬‬
‫(‪ )٢١‬التاريخ العردفي‪ ،‬م‪،١٣‬ص‪.٤٤,‬‬

‫‪٢٢٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫كب ثقة المسيحين في الداخل والحصول على دعم الروم‬ ‫رب‬


‫وهم مسيحيون أيثا من الخارج‪.‬‬
‫ج ‪ -‬معرفة رؤساء الدين اللغامب ا ليونا نية والفارسية وسعة علمهم‬
‫ودرايتهم بطبيعة البلدين كانت سهل مهتتهم‪.‬‬
‫د — كانت تكتف الدولة أقل من إرسال مونفين يستفوئن منصبهم‬
‫‪.‬‬ ‫لمنافعهم الشخصية(‬

‫وقد التقى الوفد باإلمبراطور وهو في حلب يشرف على تغيير‬


‫الجهاز اإلداري في الواليات السورية والمصرية ويهذئ‬
‫االضطرابات الدينية ويراقب عن كثب تحركات العرب المسلمين‬
‫في شبه الجزيرة العربية( )‪ ،‬وقد وصف لنا التاريخ العردي مقابلة‬
‫الوفد المشرقى إياه‪.‬‬

‫((فخافت بوران أن يقصده ملك الروم‪ .‬فسألت أيشوعياب‬


‫الجاثليق أن يخرج برسا لتها إلى ملك الروم لتجديد الصلح‪ ،‬كما‬
‫جرت العادة مئن تقدمها ‪ .‬فأجابها إلى ذلك وخرج مكرنا ومعه‬
‫المطارنة واألساقفة‪ .‬فقصد ملك الروم فوجده مقيتا في حلب‪.‬‬
‫فدخل عليه وأدى الرسالة وأدخل الهدايا التي كانت معه‪ .‬فعجب‬
‫الملك هرقليى من تقتد امرأة‪ .‬وابتهج بما رأى من فضيلة‬
‫(البطريرك) وعقله وفهمه وعلمه (‪ .)...‬وزوده الملك وخلع عليه‬
‫وعلى من كان معه وأحسن جائزتهم‪ .‬وكتب إلى بوران جواب‬
‫كتابها‪ ،‬وضمن لها أن يمدها با لجيوش متى ا حتاجت وعرفها أن‬

‫(‪ )٢٢‬كتاب التاج (منوب إلى الجاحظ)‪ ،‬الترجمة الفرنسية‪ ،‬بيالت‪ ،‬باريس‪،‬‬
‫‪ ،١٩٥٤‬ص‪.١٤١‬‬
‫‪DRAPEYRON, L., L’empereurHeraclius et rempire byzantin au VIF‬‬ ‫)‪(٢٣‬‬
‫‪siecle, Paris, 1869, p. 286.‬‬

‫‪٢٢٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ذلك بب أيثوعياب الحامل لرسالتها ‪ .‬وانصرف من بلد الروم‬


‫ئكزآلم‬

‫وتدور‬ ‫وفعال وبع البطريرك واإلمبراطور على نعن المعاهدة‬


‫على ثالث نقاط رئيسة ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬إعتراف الطرين المتخا صنن بالحدود الدوية المئثق عليها‬


‫العام ‪٠٥٩١‬‬
‫ب — إخالء كل المقاطعات المحتلة من قبل أحد الجيشين وبأقرب‬
‫وقت ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬إعادة أمرى الحرب إلى ذويهم فوذا‪.‬‬

‫وأخذ الطرفان على ذاتهما تتقين بنود المعاهدة‪ .‬بعدها عاد‬


‫أيشوعياب إلى ساليق وقطيسفون مسرورا بما حثقه للبلد من أمان‬
‫واستقرار(‪.)٢٦‬‬

‫بعثة تبشيرية إلى الصين‬


‫كان لبالد ما بين النهرين عالقات تجارية ممتازة ببلدان واقعة‬
‫على خعز الحرير والتوابل‪ ،‬أي أفغانستان والهند والصين‪ .‬وكثير من‬
‫المسيحيين كانوا يشتغلون بالتجارة ‪ .‬فانتهز البطريرك أيشوعياب هذه‬
‫الفرصة ليرسل مع قافلة التجار وسوسا ورهباائ كي يبثروا بالد‬

‫(‪ )٢٤‬التاريخ العردي‪ ،‬م‪ ،١٣‬ص‪٨‬هه؛ كتاب الرؤساء‪ ،‬ص‪. ٦٨‬‬


‫)‪SEBEOS,Histoire d’Heraclius, trad. fran. MACLER. F., Paris, 1904, (٢٥‬‬
‫‪p. 91; GOUNERT, p., Byzance avant !’Islam, I, Paris, 1951, p. 183.‬‬
‫(‪ )٢٦‬أتا الجدال وكق اللغط اللذان دارا على احتفال أيشوعياب بالقذاس في كنية‬
‫بيزنطية والتي أوردها التاريخ العردي فهما متأحران وليى لهما أساس‬
‫تاريخي؛ (طابع أيشرعياب الجدالي‪ ،‬ص‪.)٧١-٧٠‬‬

‫‪٢٣٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الصين‪ .‬وإذ الغصب األثري الذي تلم اكتشافه العام ‪ ١٦٢٥‬في سيان‬
‫خير برهان على المن ا إلرالئ الخاض بكنية المشرق‬ ‫فو‬
‫وحيويتها‪ .‬أيم هذا النصب في ‪ ٤‬شباط من العام ‪ ،٧٨١‬وتخليذا‬
‫لذكرى وصول أول وجبة من المبسرين المسيحيين ‪ .‬وقد جاء في القم‬
‫التاريخي الخا ض بهذا ا ألثر ما يلي‪(( :‬أتى من بالد المشرق شخص‬
‫تقى يحمل معه كتبا مقذسة يدعى االبن (أوراهام)؟ إلى بالد الصين في‬
‫عهد ا إلمبراطور ثايوتموغ العام ‪ ٦٣٥‬م‪ ،‬وقد أرسل ا إلمبراطور وزيره‬
‫ا ألول الدوق فا غ هسوانلينمبغ ليستقبل الزائر ويقوده بحفاوة إلى القصر‬
‫الملكي‪ .‬أائ الكتب التي كانت بمعسه فقد ترجمها (إلى الصينية)‬
‫موظفو المكتبة الملكية‪ ،‬ألن جاللته أحب أن يشع شخصؤا على هذا‬
‫ثلم يواصل ا ألثر الكالم على تعمير الكناشى وفتح المدارس‬ ‫الدين))‬
‫للتعليم الدينى وازدهار المسيحية في عهد خلفاء اإلمبراطور‬
‫ثايوتسويغ ‪ .‬وقد رفع أيشوعياب كرسي هراة (أفغانستان) وسمرقند‬
‫(االقحاد السوفياتى) وبكين إلى رائسة أسقغية(‪ .)٢٩‬وقد أعطت‬
‫مسيحية الصين كنية المشرق بطريركا هو ياباالها الثالث (‪-١٢٨٣‬‬
‫‪ )١٣١٨‬وزائرا عاثا هو الراهب صوما(‪ .)٣٠‬وهكذا كان لكنيسة‬
‫المشرق قصب البق في مجا الت شيى على الغرب المسيحى ‪.‬‬

‫(‪., Nestorian Missionary Enterprise, Edinbourg, 1928, )٢٧‬ل ‪, STEWART,‬ل‬


‫‪ don‬مل ‪p. 100; SAEKI, P.Y., The Nestorian Monument in China,‬‬
‫‪P ,1916. 160‬؛ ساكو‪(( ،‬رسل من بالدنا في أرض المين))‪ ،‬الفكر‬
‫الميحي‪ ،‬العدد ‪ ،١٩٨٠ ،١٥٧‬ص‪.٣١٩-٣١٦‬‬
‫(‪ )٢٨‬ساكو‪،‬م‪.‬س‪،.‬ص‪.٣١٨‬‬
‫‪ ٩١‬اللم ‪MGM., A., The Early Spread of Christianity In Central Asia and‬‬
‫‪Far East, Manchester, 1925, p.n.‬‬
‫(‪ )٣٠‬ماكو‪(( ،‬قضة يهباالها الثالث والراهب صوما))‪ ،‬مجتة بين التهرين‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،١٩٧٤ ،٧‬ص‪.٣٢٢-٣٠١‬‬

‫‪٢٣١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫عالقات بالغاتحين المسلمين‬


‫‪ -‬إستقبل مسيحيو بين ا لنهردن العرب المسلمين الفاتحين بحماس‬
‫وتغاؤل‪ ،‬ورأوا في ظهورهم يد الله‪ ،‬واعتبروهم محررين ال غازين‪:‬‬
‫((في ذلك الزمان‪ ،‬أخرج الله على الغرس بني إسماعيل وكانوا أشبه‬
‫با لرمل على ساحل البحر عددا ‪ ،‬وكان يدبر أمورهم محتد (الرسول)‬
‫ولم تصنهم أسوار وال أبواب وال سالح وال ئروس))( ) ‪ .‬وقد جاء‬
‫في رسائل أيشوعياب الثالث أن ((العرب الذين مكنهم الله من‬
‫السيطرة على العالم يعاملوننا جيدا كما تعرفون‪ .‬فهم ال فقط ال‬
‫يعادون المسيحيين ‪ ،‬بل يمتدحون متتنا ويحترمون لنا وقذيسببنا ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫ويمدون يد المساعدة إلى كنائسنا وأديرتنا))‬

‫من هذه القناعة انطلقت القبائل العربية المسيحية في الحيرة‬


‫وجوارها ‪ ،‬تحارب الغرس جنيا إلى جنب مع الغاتحين المسلمين‪.‬‬
‫وهذا التعاون هو الذي أئر في الفاتحين من حيث ائخان موقف‬
‫إيجابى من المسيحيين‪ ،‬وتركوا لهم حرية االحتفاظ بدينهم والقيام‬
‫بشعائرهم حسبما تقتضيه عقائدهم‪ .‬وقد نقل إلينا الطبري توصية‬
‫الخليفة عمر بن الخعتاب بشأنهم ‪(( :‬أعطاهم األمان ألنفسهم‬
‫وأموالهم وكنائسهم ‪ ٠ . ٠‬وإته ال تسكن كنائس وال تهدم وال يكرهون‬
‫ءلىديئهم»(‪٠)٣٣‬‬

‫إستولى العرب في تتوز العام ‪ ٦٣٧‬على العاصمة الفارسية‪،‬‬


‫ودخلوها بانتصار كبير‪ ،‬وكان موجودا فيها البطريرك أيشوعياب‬

‫(‪ )٣١‬التاريخ المغير‪ ،‬ص‪.٩١‬‬


‫(‪ )٣٢‬أيثوعياب الثالث‪ ،‬الرسائل‪ ،‬نثر وترجمة دوفال‪ ،‬فوفان‪،١٩٥٠,١٩٠٤ ،‬‬
‫ص‪.١٢١‬‬
‫(‪ )٣٣‬الطبري‪ ،‬تاريخ األمم والملوك‪ ،‬ج‪،١‬صه‪.٢٠‬‬

‫‪٢٣٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ا لجدا لتي‪ .‬يقول التاريخ العردي ‪(( :‬فعندما رأى آيشوعياب الجاثليق‬
‫أن العرب دروا (العاصمة) المدائن ونقلوا أبوابها إلى عاقوال‬
‫(الكوفة) وأخذ الجوع يفتك بالسكان الباقين‪ ،‬ذب فحل في بيت‬
‫كرئيشقرةكرخاأ’؛‪.>٣‬‬

‫إذ األدب المسيحى حفظ لنا مجموعه من مراسالت وعهود‬


‫لو‪.‬دب بين أيشوعياب ومحئد والخليفة الراشدى عمر بن الخظا ب ‪،‬‬
‫‪ .‬ولكن متا ال ثلن‬ ‫غير أته ال قيمه تاريختة لكل هذه المراسالت‬
‫فيه أته كان للبطريرك‪ ،‬وهو الرئيس ا ألعلى للمسيحين في طول‬
‫البالد وعرضها‪ ،‬عالقات وثيقة بالغاتحين‪ .‬فقد توصل معهم إلى‬
‫صيفه ثابتة عماية للتعاون والتعامل بين الطرش‪ .‬وترتكز هذه ا لصيفه‬
‫على نقطسن أساسسن‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن يدفع المسيحيون الجزية التي تقوم مقام الزكاة عند ا لملمين‬
‫مقابل حماية الدولة إياهم‪ ،‬وكانت في غالب األحيان أدنى‬
‫بهظا من الجزية التي كانوا يدفعونها للنظام الغارمي ‪.‬‬
‫ب — تترك لهم الحرية في ممارسة شعائرهم الديية‪ ،‬شرط أآل‬
‫يقوموا بأي نثا ط تبشيري في صفوف الملمين ‪.‬‬

‫وفعال نال المسيحيون حظوًا لدى ا لملوك والوالة المسلمين‬


‫بوالئهم وتعاونهم وإخالصهم‪ ،‬وكان لتوجيه رؤسائهم الروحين‬
‫ا ألثر الفعال في سلوكهم‪ .‬هذا ما حاولت كل هذه المراسالت التي‬
‫تعود إلى عهود متأخرة أن تعينه لكي نجدها لدى كل الطوائف‬
‫وبصبغ مختلفة ومتناقضة !‬

‫(‪ )٣٤‬التاريخ الصغير‪ ،‬ص‪.٩٢‬‬


‫(‪ )٣٥‬ساكر‪« ،‬أيشوعياب الجدالي والفتح العربي))‪ ،‬مجلة قاال سوريايا‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،١٩٨٤ ،٣٣-٣٢‬ص‪.١٧٤-١٤٠‬‬

‫‪٢٣٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وفاته العام ‪٦٤٦‬‬


‫لتا أش العرب المسلمون إلى العاصمة الفارسية العام ‪،٦٣٧‬‬
‫انتقل أيشوعياب إلى قرية كرخا في مقاطعة بيت كرما ي واستقر فيها ‪.‬‬
‫ويروي التاريخ الصغير والتاريخ السعردي أن البطريرك الشيخ قصد‬
‫نصيبين قبيل وفاته لمعالجة الخالف الحاصل بين مؤمني المدينة‬
‫ورئيس أساقفتها قرياقس‪.‬‬

‫((ولتا وقع الخالف بين أهل نصيبين ومطرا نهم إسحق‬


‫(قريا قسن)‪ ،‬قصد أيشوعياب نصيبين من المدائن ليصلح الحا ل‬
‫بينهم‪ .‬فلتا وصل كرخ جدان‪ ،‬اعتز بها ومات‪ ،‬قذمئ اطة‬
‫روحه‪ ،‬ودفن هناك»( )‪ .‬ويظهر أن قرياوس قد تووي أثناء سفر‬
‫البطريرك وأن أمير المدينة المجوسى حجز أموال الكنيسة‪ ،‬وقبض‬
‫على منا صري رئيس األساقفة ووضعهم في السجن( )‪ .‬وحالما‬
‫وصل أيشوعياب نصيبين‪ ،‬وأخبروه بالتطؤرات المفاجئة‪ ،‬دعا‬
‫برصوما رئيس مدرسة الحيرة ورسمه أسقعا في دير مار مرجيوس‬
‫القريب من نصيبين ‪ ،‬إآل أن أهل نصيبين رفضوه ‪ .‬إزاء هذا التعئلط ‪،‬‬
‫عاد البطريرك أدراجه إلى بيت كرماي وقد أنهكه التعب وأئر فيه‬
‫تصرف أهل نصيبين‪ .‬فتوتي بعد زمن قصير وذفن في مقبرة الشهداء‬
‫(بيت سهدي) في كنيسة كرخا‪ .‬وكان ذلك في ‪ ٣٠‬آرب ‪ ٦٤٦‬حسبما‬
‫نستدن من المعطيات التاريخية التي وردت في المصادر‬
‫الطبرءة(‪.>٣٨‬‬

‫تووي ًايشوعياب ا لجدالي بعد أن ساس كنيسة المشرق ما‬

‫(‪ )٣٦‬التاريخ العردفي‪ ،‬م ‪ ١٣‬ص‪-٦٢٤‬ه‪.٦٢‬‬


‫(‪ )٣٧‬التاريخ الصغير‪ ،‬ص‪.٩٣‬‬
‫(‪ )٣٨‬طالع ‪YOUNG, Patriarch, Shah and Caliph, p.207.‬‬

‫‪٢٣٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يقارب الثمانية عشر عاتا‪ ،‬وزار مؤمنيها في آيساتهم وقؤى‬


‫‪.‬‬ ‫إيمانهم‪ ،‬وثبت سلطة األساقفة وشد عزائمهم في ظروف صعبة‬

‫تاليفه‬
‫حفظ لنا عبد يشع الصوباوي وعمرو بن مئى قائمة بعناوين‬
‫الكتب التي أتفها أيشوعياب الجدالي‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫بحسب عبديشوع‬ ‫أ‬


‫‪ - ١‬شرح للمزامير‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪- ٢‬رسائل‪.‬‬
‫‪-٣‬قصص(‪.)٤١‬‬
‫‪ - ٤‬مقاالت في أمور شغى‪.‬‬

‫‪٦١‬الم‬
‫ب ‪ -‬بحسب عمرو‬
‫‪ - ١‬كتاب الرؤوس في توبيخ المخالغين على المذهب ( المسيحي‬
‫المشرقي)‪.‬‬
‫‪- ٢‬كتاب في الكلمات المترادفة‪.‬‬
‫كتاب في أسرار الكنيسة ‪ ،‬ويتضئن اثنين وعشرين سؤاال‬ ‫‪٣‬‬
‫وجوا(‪.)٤٣‬‬

‫)‪(٣٩‬‬
‫‪SAKO, Iso Yahb, p.81.‬‬
‫(‪ )٤٠‬فهرس المؤلفين‪ ،‬ص‪.١٨٦‬‬
‫(‪ )٤١‬يقول شابو وبومثتارك وديه أوريينا إله ألف قصفا رهبانية‪ ،‬لكتهم لم يحذدوا‬
‫طبيعتها ولم يقذموا أي أدلة ‪٠‬‬
‫(‪ )٤٢‬عمرو بن متى‪ ،‬المجدل‪ ،‬ص‪٤‬ه ‪٠‬‬
‫(‪ )٤٣‬يتسب عبد يشع هذا الكتاب إلى أيشوعياب األزلح األرزني‪ ،‬وعلى األرجح‬
‫نبه عمرو إلى الجدالي سهوا‪ ،‬طابع فهرس المؤلفين‪ ،‬ص‪. ١٨٧‬‬

‫‪٢٣٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ولكن هع األسف الشديد كم سلم من تآليف الجدالى سوى‪.‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪ - ١‬رسالة طويلة في شخص السيد المسيح‬
‫‪ - ٢‬صورة إيمان نقلها عمرو وهي بالعربية( )‪.‬‬
‫‪ - ٣‬ترتيلة دينية يلى في زمن الصوم الكبير ((آوون دوثميا))‬

‫نحاول اآلن تحليل مؤنفاته هذه‪.‬‬

‫‪ ٠‬رسالة في شخعس السيد المسيح‬


‫إنها رسالة أو با ألحرى بحث مستفيض في طريقة االعتراف‬
‫بشخص يسوع الواحد ا ألحد ‪ .‬هذه ا لرسا لة ولجهها أيشوعياب حوا لى‬
‫العام ‪ ،٦٢٠‬أيام كان بعد أسقتا لمدينة (بلد) إلى إبراهيم المادي‬
‫رئيس دير بقرب قرية باطنايا في محافظة نينوى ‪ .‬وتكثف لنا هذه‬
‫الرسالة عن عمق معرفة مؤنفها الفلسفية والالهوتية والكتابية‪ .‬يكفي‬
‫أنها أدرجت في مجموعة ((المجامع)) الرسمية لكنيسة المشرق والتي‬
‫هي دستور عقيدتها ‪ .‬إننا إزاء وثيقة بالغة األهلية في الهوت السيد‬
‫المسبح وال سيما في هذه الحقبة بعينها‪ ،‬والجداالت المذهبية‬
‫ا لمسيحية ال تزا ل قا ئمة وعنيفة ‪.‬‬

‫وتبرز خصوصيتها في ثالث نقاط‪:‬‬

‫أوال — تحديد ا لمصطلحا ت الالهوتية المستعملة بخصوص‬


‫السيد المسببح ((كريستولوجيا )) قبل أن تأخذ قاليها النهائى في الفكر‬
‫المشرقي‪ .‬فمثال الطبيعة ((كيانا)) تشير إلى الطبيعة المجردة العامة‬
‫وهي غير موجودة إآل في العقل‪ .‬أتا ((قنوما)) فيدل على الطبيعة‬

‫(‪ )٤٤‬لقد قمت بتحليلها وترجمتها ونثرها في كتابي عن الجدالى بالغرنية‪.‬‬


‫(‪ )٤٥‬بالتأكيد هذه الصورة اإليمانية قد نقلها عمرو من السريانية إلى العربية‪،‬‬
‫المجدل‪ ،‬صهه‪.‬‬

‫‪٢٣٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ا لخا صة‪ ،‬ا لغردية‪ ،‬وا لشخص هو ((األنا)) ا لظا هر‪ ،‬ا لمتميز ا لمستقق‪.‬‬

‫تبادل التفوا صل ‪ ٠‬أ رذ‪ .‬ع‪ ' ٦‬غ ' غ ‪I ٠‬ء إلى شتخصى ا لمسبثح ما هو‬ ‫ثاذًاا‬
‫خاصن ببشرقته أو بالهوته‪.‬‬

‫ثالتا ‪ -‬إستقالليته عن السار الالهوتي األنطاكى وبخاصة عن‬


‫تيودورس المضيصي المعدود حجة الهوتيي المشرق وإمامهم‪.‬‬

‫أتا عن نهجه فبعد مقذمة مقتضبة يبدأ أيشوعياب بطرح قضيته ‪:‬‬
‫((كيف ينبغي أن يعترف بشخص المسيح الواحد األحد))؟ ثم‬
‫يستعرضى كن الجداالت الالهوتية حول الموضوع بتسلشل زمتى‪.‬‬
‫بعدئؤ يقوم بتحليله فلسفسا وكتابغا (كتاب مقذس) والهوا‪ ،‬ويختم‬
‫بحثه بتلخيص ما توصل إليه من استنتا جارتة ‪٠‬‬

‫• صورة إيمان‬
‫إتها صورة إيمان قذمها أيشوعياب إلى هرقل إمبراطور الروم‬
‫أثناء مشره إلى سوريا في العام ‪ ،٦٣٠‬ولم سلم النعل اليونانى ‪-‬‬
‫السريانى‪ ،‬بل وصلت إلينا الترجمة العربية وحدها‪ .‬هذه الصورة‬
‫قريبة‪ ،‬إلى حذ كبير‪ ،‬من قانون إيمان مجمع قسطنطينية العام ‪،٣٨١‬‬
‫وهي أمينة في آن لتراث اآلباء األولين برفض البدع‪ ،‬وللفكر‬
‫الالهوتي المشرقي‪ .‬وتقع في عشرة مقاطع‪.‬‬

‫‪ ٠‬ترتيلة ((آوون دوشميا»(‪)٤٦‬‬


‫إدها ترتيلة قصيرة ئقال في آحاد الصوم الكبير‪ .‬يدرج الكاتب‬
‫بين عبارات صالة ال(( أبانا)) أبياائ شعرة تضم مدحا أو طليا أو‬
‫شرحا يتفق ونض الصالة األصلتي وال تفبلم أي تعابير عقائدية ‪ .‬وهي‬

‫(‪ )٤٦‬صالة الفرض الكلدانى‪ ،‬المجتد الثاني‪ ،‬ص‪٧‬ه‪٨-‬ه‪.‬‬

‫‪٢٣٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫موجهة إلى الله (ا آلب) على شكل صالة جماعية‪ .‬لقد نسبتها بعض‬
‫المخطوطات إلى باباي الكبير‪ ،‬وقد فعل الشيء نفه بعض‬
‫‪ ،‬لكتها في الواقع أليثوعياب‬ ‫المتخصصين با ألدب السريانى‬
‫الجدالي‪ ،‬ألن أقدم المخطوطات ينبها إليه ((المتحف البريطاني‬
‫رقم ‪ ١٤٦٧٥‬من القرن ‪ ،))١٣‬كما أن هناك تثابثا كبيرا في األفكار‬
‫بين الرسالة وهذه الترتيلة‪ ،‬كا إللحاح على ضعف اإلنسان وآلمة‬
‫إبليس‪ ،‬وحاجة ا إلنسا ن إلى رحمة الله وعونه‪ ،‬والدعوة إلى ا لبحث‬
‫عن إرادة الله وعيشها ‪.‬‬

‫(‪ )٤٧‬أبونا‪ ،‬ألبير‪ ،‬أدب اللغة اآلرامؤة‪ ،‬بيروت‪ ،١٩٧٠ ،‬ص‪ ،١٩٩‬كم يعود‬
‫وينبها إلى الجدالى‪ ،‬ص‪.٢٧١‬‬

‫‪٢٣٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص مختارة‬
‫إقحاد الطبيعثين في شخص واحد‬

‫مفهوم الشخص‬

‫(( ‪ : ١٣١‬إذ الشخص ((فرصوفا)) شكل سته الحكمة ا إللهإة بهدف‬


‫كشف الالهوت من خالل الناسوت وخالص البشرية بوا سعلة‬
‫ا أللوهية ‪ .‬هكذا يجمع ا لشخص الصوري ويرطهما ويوحدهما‪:‬‬
‫صورة الرب وصورة العبد بوحدة غير قابلة لالنفصال أبدا‪: ١٣٢ .‬‬
‫فالرب الذي اثخن شخص العبد وطبيعته تحتل األلم واإلهانات‬
‫ليعير له (لإلنسان) عن محيته‪ .‬والعبد الذي لبسن شخص السيد‬
‫وطبيعته قبل المجد والسجود ليعير له (للسيد) عن محيته‪: ١٣٣ .‬‬
‫نقول بإيجاز إذ هاي الصوري المتميثين في طبيعتهما‬
‫والمحتفظثين بخصوصيتهما تظهران وتعمالن في شخص واحد من‬
‫دون انقسام وال انفصال‪ :١٣٤ .‬إذ هذا الدواء أهدته المراحم‬
‫ا إللهية لمعالجة شر ا إلبليس الذي بحيله كان قد أغوى ا إلنسا ن فعصا‬
‫وصية الله وابتعد عنه ‪ :١٣٥ .‬وطئ أته يقدر بذلك أن يثير غضب الله‬
‫عليه‪ ،‬إآل أن الله أخذ‪ ،‬بنظر االعتبار‪ ،‬ضعف ا لطبيعة البشرية وعدم‬
‫بلع اإلنسان النضوج وجهله وهيمنة الشيطان عليه‪ ،‬فلم يتركه يهلك‬
‫بأيدي خصومه بل خرج باخا عنه كخروب ضاق‪ ،‬فوجده وحمله‬
‫على مئكييه وأعاده إليه (لوقا ‪ : ١٣٦ .)٥-٤: ١٥‬قام الله بكل هذا‬
‫في سبيل أن يظهر لخصوم اإلنسان أته (أي المسيح) من نفس‬

‫‪٢٣٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫جوهره‪ ،‬واثخنه وجعله شخخا واحذا معه حتى‪ ،‬ال يقدر األعداء‬
‫على اإلضرار به‪ : ١٣٧ .‬وا آلن يعبده أصدقاؤه يفرح ويخضع له‬
‫أعداؤه برهبة))‪.‬‬

‫شكل االقحاد‬
‫((‪ : ١٣٨‬لقد رثب الله كل هذا بشكل كامل‪ .‬وبنسى تالم‪ ،‬ذلك‬
‫يجعل اإلنسان‪ ،‬من خالل سكناه فيه‪ ،‬قوبا ثم أظهره متواضعا‪،‬‬
‫صبورا ومطيعا في كل شيء (فيلبي ‪ :١٣٩ . )٨: ٢‬وته لم يلك‬
‫بقداسة وبغير لوم فحسب‪ ،‬بل كثر عن ذنوب الجنسى البشرى بتحنله‬
‫الموت برضاه‪ : ١٤٠ .‬وقد أحبه الله للغاية ‪ -‬وبشهادة الجمع ‪-‬‬
‫ورفعه ممجدا وأخزى الشيطان المجرب الذي حاول تضليله‪،‬‬
‫فاضائ حيله كتها ‪ :١٤١ ٠‬متا دفع الرسول الطوباوي إلى القول‪:‬‬
‫((فوضع نفه وأطاغ حتى‪ ،‬ا لموت‪ ،‬الموت على الصليب‪ ،‬لذلك‬
‫رفعه الله ووهب له ا المم الذي يفوق جمع األسماء‪ ،‬كيما تجثو له‬
‫كل ركبه في السماء وفي األرض وفي الجحيم ويشهد كل لسان أن‬
‫يسوع المسبح هو الربا تمجيدا لله اآلب)) (فيلبي ‪.)١١-٨ :٢‬‬
‫‪ : ١٤٢‬وبالرغم من أن الشخص الذي تنسب إليه هذه األقوال هو‬
‫واحد‪ ،‬إآل أته يظهر في حقيقثبن مختلفئبن‪ :‬السبد الذي تنازل والعبد‬
‫الذي ارتفع‪ : ١٤٣ .‬ومعلوم أن العبد ال يقدر أن يرتفع فوق مستواه‬
‫وال ا لسبد أكثر مائ هو عليه‪ .‬فالسبد ائضع من دون أن يفقد طبيعته‪،‬‬
‫ولو كان قد فقدها فعال لائ تكتمنا عن التواضع كونه قد حصل‬
‫خراب‪ :١٤٤ .‬ولتا قدر أن يخلص العبد وأن يشركه‪.‬في مجده لو‬
‫لم يتجرد من ذاته ويلبس صورة العبد ويظهر بمظهره (فيلبي ‪٠)٧:٢‬‬
‫‪ ٠١٤٥‬تنازل السبد بمحض إرادته نحو العبد الذي تنسب إليه‬
‫شخصبا كل اآلالم واإلهانات التي تحتلها طبيعبا‪ :١٤٦ .‬ومثلما‬

‫‪٢٤٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أن السبد تنازل إلى العبد ومات مصلوبا‪ ،‬هكذا رفع العبد وأكرمه‬
‫بجلوسه عن يمينه‪ .‬ولم يفقد العبد طيبعته بارتفاعه ولو فقدها لغدا‬
‫صعوده خرابا ال مجدا ولما استطعنا أن نتكلم عن التدبير‪: ١٤٧ .‬‬
‫نزع العبد صورته الحقيرة ولبس مجد الله وسجد له الجمع في‬
‫شخص الرب وهو سيدين العالم بطبيعة الله الكلمة الحال فينا‪.‬‬
‫‪ :١٤٨‬وقد اكتسب بفضل ائحاده‪ ،‬غير قابل االنفصال‪ ،‬القدرة‬
‫والسلطان والمعرفه كما قال هو نفعه‪(( :‬إدي أوليت كل سلطان في‬
‫الماء واألرض» (مئى ‪ )١٨ : ٨٢‬و((إذ ا آلب ال يدين أحدا‪ ،‬بل‬
‫جعل القضاء كته لالبن» (يوحائ ه ‪ :١٤٩ . )٢٢:‬ولنمع الرسول‬
‫الطوباوي يطن بوضوح في رسالته إلى العبرانين شخص المسيح‬
‫الواحد بطبيعته‪(( :‬إذ الله‪ ،‬بعدما كلم آباءنا قديائ مراب كثيرة بلمان‬
‫األنبياء بأشكال شتى‪ ،‬كتمنا في هذه األيام وهي ا ألخيره بلمان ابنه))‬
‫(عبرانين ‪ : ١٥٠ .)٢-١ : ١‬إذ لفظة ((االبن)) المستعملة هنا تشير‬
‫حقيقة إلى الطبيعئين متا‪ ،‬أتا العبارة التالية فإدها تعلن وجوده‬
‫البشري مثلنا نحن اآلن‪(( :‬لقد جعله وارائ لكل شيء)) (عبرانين‬
‫‪ :١٥١ )٢: ١‬ومع هذا حئى ال يظل البعض أن االبن كائن مخلوق‬
‫وأن تن (اتجعل وارى)) ليس هو االبن الحقيقى أو مختلف عن المولود‬
‫من ا آلب منذ األزل‪ ،‬استدرن قائال‪(( :‬به أنشأ العالتين وهو شعاع‬
‫مجده وصورة جوهره)) (عبرانيين ‪ . )٣: ١‬بهذه العبارة أكد الرسول‬
‫أته مساو لآلب في الجوهر والخلق‪ :١٥٢ .‬ثلم يذكر آالمه البشرية‬
‫قائال‪(( :‬وبعدما طهر بنفسه خطايانا جلس عن يمين ذي الجالل في‬
‫العلى)) (عبرانين ‪ :١٥٣ . )٣:١‬تمتز هذه ا آليات بوضوح بين خالق‬
‫العالم وابن اآلب األزلى من جهة‪ ،‬وبين الوارث والجالس عن يمين‬
‫ذي الجالل من جهه ثانية‪ ،‬إآل أن الرسول يتوحه في الحالئين إلى‬
‫شخعس واحد معلائ بأن المسبح واحد وهو ابن الله وال ينقم إلى‬

‫‪٢٤١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫مسيحين أو ابتين ‪ :١٥٤ .‬هو نفسه شعاع مجد ا آلب وصورة جوهره‬
‫والوارث المذبوح من أجل الخطأة والجالس بأقنومه البشري عن‬
‫اليمين‪ :١٥٥ .‬ويشهد له المقطع التالي‪(( :‬فكان أعظم من المالئكة‬
‫بمقدار ما لالمم الذي ورثه من فضل على أسمائهم)) (عبرانين‬
‫‪ ٠)٤: ١‬إدا صار خالق المالئكة من جديد أعظم منهم وفاق اسمه‬
‫أسماءهم‪ :١٥٦ .‬حثى آريوس الذي فقد صوابه لم يتجرأ على القول‬
‫علائ إذ المسبح ابن من دون الهوته العظيم وال إسا نقدر أن نعرفه من‬
‫دون بشريته وال أن نتكتم عن ضعفه البشري من دون الهوته‪:١ ٥٧ .‬‬
‫ا لمسيح إدا‪ ،‬ظاهر لنا بشكليه في آن وا حد ونسجد له سجودا متميزا‬
‫ونؤمن به بصيفة إيمانية واحدة‪ .‬إته ((إله كامل وإنسان كامل))‪ ،‬إله‬
‫تأسس من أجلنا وإنسان تأنم لتمجيدنا‪ : ١ ٥٨ .‬والكلمة إله بطبيعته‬
‫وإنسان بواسعلة ائحاده ببثريتنا‪ .‬كذلك اإلنسان‪ ،‬إنسان بطبيعته وإله‬
‫بواسطة اتحاده با لكلمة ومثلما أن الله الكلمة لم يصبح بتجشده‬
‫إنساش‪ ،‬كذلك اإلنسان ال يصير بتألهه إلقين أو ابش‪ : ١٥٩ .‬إذ‬
‫المسبح واحد‪ ،‬إله واحد‪ ،‬واحد باعتباره مع ا آلب وواحد باعتباره‬
‫متا‪ ،‬هكذا تظهر وحدة الشخص كامله‪ :١٦٠ .‬مع هذا نبقى‬
‫عا جزين عن سبر غور سر تدبيره ومهما ا عترفنا به ال يمكن أن يدركه‬
‫عقلنا؛ فقط تمكث حقيقته في فكرنا حثى يند نفوسنا‪ ،‬كون ا لمعرفة‬
‫التالمة ال ئمخ لنا إال في العالم الجديد غير البالي!))‬

‫تعليم مجمع نيقية‬


‫((‪ :١٦١‬إذ هذا الصراط المستقيم الذي رسمه االنبياء وا لرسل‬
‫بنقاوة‪ ،‬عليه سار اآلباء القديسون المجتمعون بمديتة نيقية‪ .‬فقد‬
‫قضوا على ا ألفكار المضئلة وثبتوا عبادة الله وسئموا ما نصه‪(( :‬نؤمن‬
‫بريل واحد يسوع المسبح ابن الله))‪ :١٦٢ .‬وبعدما وضعوا أوآل هذا‬

‫‪٢٤٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫االسم المحبوب وا لمجود له كأساس لحديثهم عن الالهوت‬


‫والناسوت على حذ سواء‪ ،‬راحوا يقولون عن ا البن (( ا لوحيد‪ ،‬بكر‬
‫البشررة كلها )) ‪ .‬بهنا علموا المؤمنين ا القرار بثخص المسمح‬
‫الواحد‪ ،‬واحد بوالدته اإللهية وبكر ألخوة كثيرين بعماده وقيامته‪.‬‬
‫‪ : ١٦٣‬إذ هذرن اللقس يضغان مجمل تاريخ الالهوت والناسوت‪.‬‬
‫‪ :١٦٤‬وللتوضح أضافوا ‪(( :‬مولود من ا آلب قبل كز الدهور‪ ،‬مولود‬
‫غير مخلوق‪ ،‬إله حق من إله حق‪ ،‬من نفس جوهر ا آلب‪ .‬وبه خلق‬
‫العالمين وكز شيء به كان» ‪ .‬بهذا يولدون أن المسح ماو لآلب‬
‫في ا لجوهر والقدرة والخلق‪ :١٦٥ .‬ورسموا شكل التدبير بقولهم‪:‬‬
‫((ض أجلنا نحن البثر‪ ،‬ومن أجل خالصنا‪ ،‬نزل من السماء‪،‬‬
‫وتجسد من الروح القدس وصار إنساتا»‪ :١٦٦ .‬أي قلب صخري‬
‫هذا الذي ال يميز بداية وعئة تجسده وصيرورته إناتا؟ هل بتغير‬
‫طبيعته؟ لم أسمع أن أحذا قال ذلك وال حثى ض بين الهراطقة‬
‫القدامى يوجد من تجاسر فقال إذ ظهوره كان خياليا وس دون‬
‫طبيعته ‪ : ١٦٧ .‬إتنا نقر بأن الذي هو إله من إله صار بتجسده إنساتا‬
‫أتيى باتخاذه جسدا مثل “يدنا ‪ .‬وهذه بداية تاررخ بشريته ‪٠١٦٨ .‬‬
‫لقد صار إنساتا ذلك الذي هو فوق كز شيء وخالق كز شيء وإذ‬
‫كز ما تحتله الجسد طبيعيا عزي إلى ما لك الجسد شخصيا ألئه‬
‫متحد به منذ وجوده‪ : ١٦٩ .‬بهذه الثقة يقول الرسول‪(( :‬لقد أرسل‬
‫الله ابنه فولد من امرأة» (غالطية ‪ . )٤ : ٤‬وهذا بالذات ما أراد ا آلباء‬
‫القنيمرن التعبير عنه لتا قالوا‪(( .‬نزل من الماء وتجسد وصار‬
‫إناتا»»‪.‬‬

‫(من الرسالة إلى إبراهيم المادي حول المسح‪،‬‬


‫مجتة بين النهرين‪ ،‬العدد‪ ،١٩٩٥ ،٩٠-٨٩‬ص‪.)١٢٣-١٢٠‬‬

‫‪٢٤٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ترتيلة «أقها اآلب الماوي»‬


‫أبها ا آلب الماوي‪ ،‬القذوس في كيانه‪ ،‬اجعل الساجدين لك‬
‫أهآل ليقدسوا اسمك‪ ،‬ليأت ملكوتك كما هو في سره قبل الزمن‪،‬‬
‫فها قد دخلنا منذ زمن في دائرته ‪.‬‬

‫خبزنا كفاف يومنا أعبنا ‪ ،‬ألن طبيعتنا المائتة بحاجة إليه في كل‬
‫وقت ‪.‬‬

‫كنت عالائ بضعفنا قبل خلقنا‪ ،‬ولكئك خلقتنا بمحبتك‪ ،‬فامح‬


‫الخطأ عثا برحمتك ‪.‬‬

‫لقد أخطأنا تجاه آلوهبتك وتجاه بعضنا البعض‪ ،‬فليصفح أحدنا‬


‫للثاني وأنت يا رب‪ ،‬اغفر لجميعنا ‪.‬‬

‫في تجارب الشيطان وشهواتنا ال توقفنا ألدها عاتبة ونحن‬


‫ضعفاء‪ .‬بعطفك يا حثان‪ ،‬ختصنا من الشرير‪ ،‬فأنت وحدك تقدر‬
‫على سحق طغيانه‪ ،‬لك الملك والقدرة والمجد‪ ،‬وامنحنا (النعمة)‬
‫لنكن ورثة ابنك الحبيب‪ ،‬ومع القديسين نرفع إليك‪ ،‬يا سبدنا‪،‬‬
‫المجد ا لواجب ‪ ،‬أبد الدهور ‪ ،‬آمين‪.‬‬

‫(الحوذرا‪ ،‬جزء ‪ ،٢‬ص‪.)١١٦‬‬

‫‪٢٤٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)١١‬‬
‫إبراهيم النثغري‬
‫إبريم دنتغر (القرن السادس)‬

‫حياته‬

‫هو أحد تالمذة إبراهيم الكشكري ‪ ،‬مؤسسى الحياة‬ ‫إبراهيم‬


‫الديررة عند المشرقيين‪ .‬ولد في قرية نثغر (نفتر؟) بمقاطعة حدياب‬

‫(‪ )١‬مصادر عن حياته ‪:‬‬


‫‪ -١‬كتاب العئة‪ ،‬ترجمة القل (البطريرك) بولى شيخو‪ ،‬الموصل‪١٩٣٩ ،‬‬
‫ص‪،٤٦‬رقم‪.٤٣‬‬
‫‪ —٢‬التاريخ العردي‪ ،‬شره المطران أدي ثير في الباترولوجيا الشرقية‪،‬‬
‫‪.Po, tome V, Fasc 2, 1901 ،١٩٠٩‬‬
‫‪ -٣‬البطريرك أفرام الرحماني‪ iStudia Syriaca, I ،‬بيروت‪،١٩٠٤ ،‬‬
‫ص‪.٣٨-٣٦‬‬
‫‪ -٤‬ماري‪ ،‬المجدل‪ ،‬طبعة جيموندي‪ ،‬روما‪ ،١٨٩٩ ،‬ص‪٢‬ه‪.‬‬
‫وجاء في كتاب الرؤساء (ص‪ )٨٥-٨٤‬أن الربان سبريشع كتب قعتة حياته‬
‫وكذلك تلميذه أيوب‪.‬‬
‫أتا الدراسات فهي‪ :‬األب ريمون تونو وقد اعتمد النعن الذي نثره‬
‫الرحماني ‪pp. 337-351, le bulletin du seminaire so )1957( ,2 ,05-‬‬
‫‪chaldeen, VII annee, n٥l (30) janvier-fevrier, 1939, pp. 17-22.‬‬
‫أورتيز ده أوربينا‪ ،‬في ص‪OCP 32 )١٩٥٧( ٤٣١ —٤١٥‬؛ وفرانوا نو في‬
‫معجم ‪ J)HGE I, col 177-178‬وألبير أبونا‪ ،‬األدب‪ ،‬ط ‪ ،٢‬ص‪٢‬ه‪١‬؛‬
‫وبومشترك‪ ،‬تمى‪١٣١‬؛ وخالصات األدب الرياني‪ ،‬لدوفال وشابو ورايت‬
‫ودها وربينا‪.‬‬

‫‪٢٤٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(إربيل) وقد تكون ((كوير)) الحالية‪ .‬فالكلمتان تعنيان قارا أو‬


‫‪ ٠‬يقول عنه كتاب العثة‪(( :‬أصله من بلد حدياب‪ ،‬من قرية‬ ‫نفائ‬
‫بيث نثغر‪ ،‬وأبواه المؤمنان من عشيرة الشهداء الذين قتلهم شابور‬
‫الملك‪ ،‬وخلط دماءهم بمياه النهر الذي يجري بجانب بيت نثغرا‬
‫(هو الزاب الكبير)» (العثة رقم ‪ .)٤٣‬ويقذلم التاريخ السعودي‬
‫تفاصيل أخرى عنه‪(( :‬هو من أهل حزة من قرية يقال لها بيت نثغر‪،‬‬
‫من قرابات الذين استشهدوا في أيام شابور‪ ،‬بأرض حرة‪ ،‬على يد‬
‫أردشير أخيه‪ ،‬وكان شيائ بهيا وفيلسوا عالتا ومتعينا متقئائ‪ ،‬ومنه‬
‫ومن مار إبراهيم عرفت قوانين الرهبنة ورسومها في بلد الغرس‪،‬‬
‫وخالف بين زي الرهبان‪ . ٠ .‬ألن في أيام مار أوجين وطبقته‪ ،‬كان‬
‫الرهبان يتزينون بزي أهل مصر‪ ،‬فلتا جاء هذان (األبوان) عمال ما‬
‫يخالف ذلك‪ ،‬وطكما (نظما) األعمار والقاللي‪ .‬وكانت قبل ذلك‬
‫ديارات مثل مار عبدا وما شاكله‪ ،‬فأقام هذا القنيس في مغارة بجبل‬
‫حزة ملذة‪ ،‬ثلم قصد بيت المقدس ولقي القديسين في برية مصر‪ ،‬وعاد‬
‫إلى موضعه‪ ،‬فأقام فيه ثالثين سنة‪ ،‬يتقوت الخبز وعقاقير الجبل‪ ،‬ال‬
‫تلحقه عتة وال يعرض له مرض» (جزء ‪ ،٢‬ص ‪ . )٨١,٨٠‬عاش في‬
‫نهاية القرن السادس ومطاع السابع‪ .‬حياته النسكية لم تكن من دون‬
‫صعوبات‪ ،‬جهاد في الداخل وفي الخارج‪ ،‬وكانت العادة منذ زس‬
‫آبا الكبير أن يحج أقطاب الرهبنة المشرقية إلى مصر للوقوف على‬
‫أنماط الرهبنة هناك والتدرب عليها وقد اقسرا الشيء الكثير‬
‫منهم‪ .‬بعدها عاد إلى صومعته التي ال تبعد عن قريته (نثغر) سوى‬
‫مبئين وهناك ألف بعض الميامر في حياة الزهد‪ .‬وذهب إلى قرى‬
‫حدياب وجبالها للتبشير‪ ،‬ووصل إلى أذربيجان ‪ ٠‬وبعدما ثوي‪ ،‬شيد‬

‫(‪ )٢‬طابع األب ألبير‪ ،‬األدب‪ ،‬ص‪٢‬ه‪١‬؛ وتونو‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪.٦٢٩‬‬

‫‪٢٤٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫تلميذه‪ ،‬الراهب أتوب‪ ،‬مزارا ‪ -‬هيكأل فوق صومعته سكنه بعض‬


‫الرهبان‪.‬‬

‫تآليفه‬
‫تذكر مصادر حياة إبراهيم أته كتب ميامر حول الحياة الرهبانتة‪،‬‬
‫وتفيرا لألناجيل وردا على البلع‪ .‬وعبديشوع ا لصوبا وي يقول‪(( :‬له‬
‫مصلقات مختلفة)) (الفهرس رقم ‪ )١٢٩‬ولكن من دون تفصيل‪ .‬كتاب‬
‫الرؤساء لتوما المرجى يقول إذ ا ألنبا عنا نيشوع ((استقى من إبراهيم‬
‫النثغري أسئلة وبراهين)) (الرؤساء‪ ،‬ص‪ .)٨٢‬ويشير كتاب المجدل‬
‫لماري (ص‪٢‬ه) إلى أن تلميذه أتوب ((ترجم ميامره من السريانتة إلى‬
‫الغارستة))‪ .‬يذكر له المعاني ثمانية عناوين لميامره قصيرة (المكتبة‬
‫الشرقية ‪ ،٣‬ص‪.)٤٦٤‬‬

‫قام األب ريمون بترجمة مقتطفات من كتاباته عن الحياة‬


‫الرهبانتة إلى الغرنستة‪ ،‬ونشرها في مجئة الشرق السرياني (العدد ‪، ٢‬‬
‫‪ ،١٩٥٧‬ص‪١-٣٣٧‬ه‪ ،)٣‬ونقلها إلى اإليطالتة (يينا)‪ ،‬ونثرها في‬
‫‪ .A. PENNA, inRSO 32 (1957) pp. 415-431‬كما ترجم (مكلين)‬
‫تسبحة له ((المجد للصالح العبكال^ائ)) وقد نسيتها بعض‬
‫‪ .‬كما أن (غراف) يشير إلى‬ ‫المخطوطات إلى يوحائ بيث ربان‬
‫‪.‬‬ ‫وجود مقتطفات من ميامره بالعربتة‬

‫ونشر األب بولس بيجان مقالة واحدة له‪ ،‬وليس مقالغتن كما‬

‫‪MACLEAN, East Syrian Daily Offices, London, 1894, p. 100, J.‬‬ ‫)‪(٣‬‬
‫‪MATEOS, Leyla-Sapra, Roma, 1959, p. 192.‬‬
‫‪G. GRAF, Geschiche der christlichen arabischen Literatur, I, Vatican,‬‬ ‫)‪(٤‬‬
‫‪1944, p. 442.‬‬

‫‪٢٤٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫تذكر خالصات تاريخ األدب السرياني‪ ،‬وهي في روحانية حضور‬


‫القداس‪ ،‬وذلك في ملحق كتاب إسحق النينوي‪ ،‬ليبسيك‪١٩٠١ ،‬‬
‫(ص‪ ،)٦٣٢-٦٢٩‬ضئنها روحانيته والهوته بخصوص حضور‬
‫المستح الكامل في القربان‪ ،‬كما نشر له ميمرا في فردوس ا آلباء‬
‫(ص ‪ .)١٠١-١٠٠‬كما أن األب شابو نقل بعض أقواله إلى الفرنسة‬
‫في الجريدة االسيوية رقم ‪ ،١٨٩٨ ،٨‬ص‪ . ٢٧٣‬وثتة ميمر محفوظ‬
‫في مخطوطة سعرد‪ ،‬رقم ‪. ٧٦‬‬

‫أطروحاته وروحانيته‬
‫إبراهيم راهب متمرس وذو روحانية واقعية‪ ،‬عميقة‪ ،‬بعيدة عن‬
‫النظريات‪ ،‬منفتحة وواثقة‪ ،‬يتكتم على ما ا ختبره هو وجماعته‪،‬‬
‫ويدعو تلدمذته وقراءه إلى عيش مثالية اإلنجيل في تفاصيل الحياة‬
‫اليومية المنوعة‪ ،‬وهو إيجابي يشد القارئ‪ ،‬ويشوقه إلى متا بعته‪،‬‬
‫ويري كثيرا على العالقات األخوية نموذحا يعكز العالقة بالرب‪.‬‬
‫وإليكم بعض نصوص متنوعة تعكس الهوته وروحانيته‪ ،‬وهي مولجهة‬
‫أساسا؛لى المتوحدين‪.‬‬

‫‪٢٤٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص مختارة‬

‫أساس الحياة الرهبانية‬

‫((أحفر عميعا ‪ ،‬في أرض قلبك‪ ،‬أساس بناء حياة الرهبانية‪،‬‬


‫حقى يكون البناء كما أوصى السيد‪ ،‬مشيدا على الصخرة‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحال ال نخاف‪ . .‬خذ بنظر االعتبار العسكر المصطذ أمامك‪،‬‬
‫وانظر مع من أنت تحارب‪ ،‬وفكر كم أن طبيعتك (البشرية) ضعيفة‪،‬‬
‫وكم عظيمة الحياة (الروحية) التي تلك‪ ،‬وما أبهى التاج الذي‬
‫سوف يضفر على رأسك‪ ،‬وكن (واقعؤا) وانظر العدو الواقف أمامك‬
‫للهجوم عليك)) (‪BULLETIN, PP. 17-18‬ف)‪.‬‬

‫((أوال من يخضع لنير المبح‪ ،‬عليه أن يملك إيما تا ثابائ‪ ،‬وأن‬


‫يمارس الصوم والصالة‪ ،‬وأن يكون حيه للمسبح‪ ،‬قبل كد شيء‪،‬‬
‫حارا‪ ،‬وأن يكون متواضعا‪ ،‬وديتا وفطائ‪ .‬يجب أن يكون كالمه حعا‬
‫ولطيعا مع كل الناس ونفسه طاهرة‪ . .‬وأن يتكتم في حدود‬
‫المعقول‪ ،‬ويضع سياجا على لسانه حئى ال يتفوه بأشياء غير صحيحة‬
‫وال يبابغ في الضحك‪ .‬كما أته ال ينبغي أن يبحث بإفراط عن‬
‫الملبس‪ ،‬ويهتز بشعره ويدهنه بالعطور‪ .‬وال يتناول الخمور وال‬
‫يلبس ثيابا مزركشة وال يستعمل الشراب إآل باعتدال‪ .‬ويتجئب‬
‫الكالم المنتق وال يستعمل لغة ا لحيل‪ ،‬هكذا ينجو من الغيرة‬
‫والخصام‪ .‬وال يسعخر من أ حد‪ ،‬فا لسخرية أكثر كركا من الموت‪،‬‬
‫ويسعى أن ال تجد لها موطائ في قلبه‪ .‬يقبل ا ألذى لنفسه‪ ،‬ولكن ال‬

‫‪٢٤٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يؤذي أحذا أبذا‪ ،‬هكذا يعيش بعيدا عن القلق ‪ .‬ال ينهكت وال‬
‫يستهزئ بأحد من إخوته التائبين عن خطاياهم‪ ،‬وال يضحك على‬
‫أحد إخوته الذين يصومون‪ ،‬وال يخجل من ال يقدر على الصيام»‪،‬‬
‫ال يترك العنان لشهوات المعدة والتقى يكشف له السيد سره‪.‬‬

‫ويعون من الشرير وال يقول شيائ سيائ على أحد حقى إذا كان‬
‫عدوه ‪. . .‬‬

‫يعطي المحتاجين مع األشرار وال مع الذين سبون‪ . .‬وال‬


‫يجادل الذين يحلفون‪ . . .‬لنهرب من االفتراء وال نحترع اإلنسان ذا‬
‫الكالم المعمول ‪ .‬هذا ما يجب أن يعيثه المتوحدون الذين يحملون‬
‫نير المسح على كتفهم‪ .‬عليهم أن يقتدوا بالمعتم الذي كان غبا‬
‫'‬ ‫وجعل نفه فقيرا‪.‬‬

‫إنهض يا حبيبي‪ ،‬وأ حبب حفلك السماوي هذا‪ ،‬فا لبتولية‬


‫تشركك في حياة المالئكة وليس لها نظير‪ .‬هكذا أشخاص يسكن‬
‫فيهم المح (‪. )L’Orient Syrien, pp.342-343‬‬

‫األهواء‬
‫(( ال ترتبان إذا هاجمتك ا لشهوات الطبيعية‪ ،‬فهي ضيوف الجد‬
‫تأتي إليه‪ .‬وإن حصل أن سقطك لحظه ما‪ ،‬فال تيأش‪ ،‬إذ ستجد‬
‫العالج في التوبة‪ .‬إذ النعمة تفعلي كل فشل شرط أآل تستسلز‬
‫للخصم‪ . .‬إته من دون شلق حصل على ضربة‪ ،‬إآل أته لم يغلب ما‬
‫دمنا لم نفتح له الباب بأنفسنا‪.‬‬

‫ال تترك مثا لك حيى لو فرضت ا لطبيعة عليك قوا نينها ا لمحئمة‪،‬‬
‫إتها تضايقك لحين‪ ،‬ولكن ال تخذلك النعمة حين تحوطك الشدة‪.‬‬

‫‪٢٥٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪-‬إنمن نفسك أمام الله‪ ،‬ففيه تجد الراحة‪.‬‬


‫ال تتغلن من قراءة الكتب المقدسة‪ ،‬ومن دراسة العقائد المقدمة ‪.‬‬
‫‪ -‬وتجتر نفك في انتظار تحقيق الوعود‪ ،‬فالرجاء يجعلك أقوى‪.‬‬

‫تذكر‪ :‬إتك ابن الله‪ ،‬وأغ البن ا آلب الحبيب‪ ،‬وشريك في مجد‬
‫الرسل‪ ،‬ورفيق الشهداء‪ ،‬ومؤاكل للمقذمين‪ ،‬ووريث القديسين‪،‬‬
‫ومدعو إلى وليمة األنبياء وسعادة الصديقين‪ ،‬ومرش هع أجواق‬
‫المالئكة‪ ،‬ورفيق السرافيم وعضو في جماعة الكروبيم)) (‪L’Orient‬‬
‫‪. )Syrien, PP. 342-343‬‬

‫إذا تأتلت في كل هذه االعتبارات بتواتر‪ ،‬فلن ترتكب أعماد‬


‫الظالم‪.‬‬
‫‪ -‬إذ مقياص الحب هو ا المتحان‪ ،‬ومصداية ا إليمان هي ا ألفعال ‪. .‬‬

‫قلب من دون حب‪ . .‬هو بذر سقط على الصخر‪.‬‬

‫كتبت لك هذه النظم‪ ،‬بتتؤعها‪ ،‬حثى ال تقع في الكسل‪ ،‬وال‬


‫تجر اآلخرين إلى الخطيئة‪ ،‬فقد يقتدون بك)) (‪L’Orient Syrien,‬‬
‫‪.)P.345‬‬

‫((هذه نصيحتي لك‪ :‬بما أتك‪ ،‬منذ نعومة أظفارك‪ ،‬ا خترت‬
‫طريق الصبر‪ ،‬فأفضل لك أن تعيش في الوحدانية والخلوة‪..‬‬
‫وتتجئب الحديث مع الناس وكل العوائق التي تفرزها‪ . .‬إعتبر‬
‫نفك كأرض أمام الجمع‪ ،‬فاعلم أن هناك أمال‪ .‬إذرف الدمع‪،‬‬
‫من دون انقطاع‪ ،‬فلدموعك جزاء‪ . .‬حول صومعتك إلى محكمة‬
‫وادن نفسك بتغسك‪. . .‬‬
‫‪ -‬تجتب المغاالة في نمط حياتك‪ ،‬وأآل يحصل لك أحد األمرين‪:‬‬
‫في حال محافظتك عليها‪ ،‬ستعاني؛ وفي حال إهمالك‪،‬‬

‫‪٢٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ستحاربها بمزيد من ضرا وؤ وعنف‪ .‬إنتبة! قد يقود ك ا لشرير‪،‬‬


‫بحجه عمل الرحمة تجاه ا آلخرين‪ ،‬إلى الحرب‪ .‬كز متعة تأتيك‬
‫عن شهوة العين‪ ،‬أبجذها ! كفاك ما تعانيه من أهوائك الخاضة ‪...‬‬
‫منذ اآلن يبدأ حاضر حياتك ا لمقبلة فتحثق مشيئة الله كامله على‬
‫ا ألرض كما في السماء‪ .‬وبحسب نمط حياتك وفطنتك‪ ،‬يزداد‬
‫فرحك‪ ،‬ويتضاعف حقى تحصل في النهاية على الرؤية المالئكية))‬
‫)‪. (!,Orient Syrien, p. 346‬‬

‫الصمت‬
‫هناك صمت اللسان‪ ،‬وصمت الجسد‪ ،‬وصمت الحواس‪،‬‬
‫وصمت ا لعقل‪ ،‬وصمت ا لروح ‪.‬‬

‫صمت ا للسا ن هو في عدم التلثظ بكالم شزير أو قاس وال‬


‫يجعلك تلفظ كلمة غضب‪ ،‬وال كالنا مثيرا للجدل‪ ،‬وال رمل إلى‬
‫النميمة واالفتراء‪.‬‬

‫صمت ا لجد هو في عدم ا لرغبة في ا لقيا م بأعما ل شريرة‪،‬‬


‫ويكون الجسد كميت غير قادر على القيام بأفعال‪.‬‬

‫صمت الحواس هو عندما ال تثير أفكارا ضيقة تهدم كز خير‪.‬‬

‫صمت ا لعقل هو عندما يكون خاليا من الدهاء المضر‪ ،‬أي من‬


‫الحيل والشيطنة‪ .‬إتها تهيمن على أولئك الذين يهدفون إلي الفعالية‬
‫ويخدعون رفاقهم (‪Orient Syrien, P.347‬وغ)‪.‬‬

‫صمت الروح هو عندما ال تستقبل إغراءات ا ألرواح المخلوقة‪،‬‬


‫بل تبقى مطبوعة بالكائن ا ألزلى نفسه‪ ،‬وتستجيب لنداء اته ‪٠‬‬

‫في ما يخضلن‪ ،‬إذا لم تكن قد أدركت هذه المعرفه فاستمر في‬

‫‪٢٥٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الصمت ا ألدنى‪ ،‬أي اتز المزامير‪ ،‬وركز تسابيح هادئة‪ ،‬بها تمجد‬
‫الله (‪. )L’Orient Syrien, p. 348‬‬

‫الصالة‬
‫ليس على األرض ما هو أعر من الله‪...،‬من راهب جاث على‬
‫ا ألرض‪ ،‬يصتي دائتا فالصالة مرساة التوبة‪ ،‬حيث تهدأ كز أنواع‬
‫األفكار مهما كانت كثيرة‪ .‬والندامة التي ترافقها الدموع هي كنز‬
‫ا لرحمة‪ ،‬وغسل القلب‪ ،‬وسبيل التطهير‪ ،‬وطريق التجآيات‪ ،‬ومئم‬
‫العقل‪.‬‬

‫الصالة الدائمه تجعل العقل صورة الله‪ ،‬وتؤمن له موهبة إدراك‬


‫ا ألمور الصغيرة‪ .‬وبوقت قليل تكثر عن ديون اإلهمال الطويل‪ ،‬هذه‬
‫الصالة تحوي كز أنواع الزهد وأنماطه (‪. )L’OrientSyrien, p. 348‬‬

‫الطالعة‬
‫إذ قراءة كتاب أتفه من قبل روخ مطهر‪ ،‬قد تحيي أو تميت‬
‫بشكل خفتي األخ الذي يقرأ من دون تمييز‪ ،‬لكن توقر الحياة لش‬
‫يقرأ باعتناء وحش ثابت‪.‬‬

‫وأنت إذا‪ ،‬أيها األخ‪ ،‬هل تريد اقتناء الحياة من طريق القراءة؟‬

‫إجمع أزال أفكارك‪ ،‬وطهر قلبك من كز اعتبار غريب‪. .‬‬


‫وعندما تكون مستعدا تمانا‪ ،‬ادخل في أعماق قلبك وأشعل بزيت‬
‫اإليمان سراج عقلك فيضئ في هيكل ((إنا نك الباطن))‪ .‬واشدد‬
‫حقوي ضميرك بنار المحية‪ . .‬واقرأ الكتاب المقنس واحذر قراءة‬
‫كتب البالغة‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقرأ لمجرد القراءة‪ ،‬بل اقرأ حثى تفهم‪.‬‬

‫‪٢٥٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪-‬ال تقرأ وفكرك قلق‪.‬‬


‫‪ -‬ال تقرأ للمتعة‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقرأ في جمع كثير‪ ،‬بل مع واحد أو اسن‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقرأ من باب الشهوة‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقرأ من دون رغبة‪ ،‬لئآل تفقد حكمك الصائب‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقرأ جمال عديدة‪ ،‬وتناقشها بسرعة‪ ،‬بل اقرأ جملة بعد جملة‪،‬‬
‫وحللها واكتشف معنا ها ‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقرأ في سبيل أن يمجدك ا آلخرون ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا صادفت جمال بسيطة ال ترذلها‪ ،‬وإذا رأيت جمال أصيلة ال‬
‫تتعجب‪ ،‬فهناك حقيقة واحدة تقود إلى الرب‪ . . .‬وإذا صادفت‬
‫جمال متناقضة‪ ،‬ال تخجل من إيجاد حلوي) لها (‪L’OrientSyrien,‬‬
‫‪. )PP. 348-349‬‬
‫‪ -‬ليكن لك حسن تجا ه ا لغب المقدسة‪ ،‬وشا هد ا آلراء ا لمتضا ربة‪،‬‬
‫ولكن ابق هادائ‪ ،‬فلكل فضيلة مقياسها الخا صن والعقالء ينصحون‬
‫الذي يوذ الصعود إلى األعلى بالنزول‪ ،‬والذي يوذ النزول إلى‬
‫ا لعمق با لصعود‪.‬‬
‫‪ -‬على كل حال‪ ،‬خذ هذه النصيحة وتسئخ بها‪ :‬إن لم تعرف‬
‫السباحة فال تلي نفسك في البحر (‪Orient Syrien, p.35O‬وخ)‪.‬‬

‫روحانية حضور القذاس‬


‫عندما تذهب إلى الكنيسة‪ ،‬ضغ أمامك هذه الحقيقة‪ :‬إتك إلى‬
‫ا لسماء مدعو‪ ،‬وكل عملنا هو من أجل السماء‪ . .‬والكنيسة التي‬
‫تذهب اليها‪ ،‬ستجد فيها السيد كما هو في السماء وتجد المالئكة‬
‫يحتفلون با ألسرار‪ ،‬ويخدمون القذيسين الملتئمين (للصالة) واحذا‬
‫واحذا‪ ،‬فرحين بتوبة الخطأة‪ ،‬وبتقذم الصديقين‪ ،‬ويحزنون بسبب‬

‫‪٢٥٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أناس من أمثالي‪ .‬هناك أنفس األبرار قد بلغت الكمال‪ ،‬وتذكر‬


‫أسماؤهم لائ دقرأ سفر ا لحيا ة ‪ .‬ا لمسيح موجود في ا لوسط ر«ا لعهد‬
‫الجديد)) بجسده ونفسه وكلمته وألمه وألوهتته وبشركته وبصورته ‪٠ ٠‬‬
‫كما يوجد الثالوث‪ . .‬وعندما ترى القربان يتقدس‪ ،‬كذ واثائ من أن‬
‫المسيح‪ ،‬من أجلك ثخصؤا ‪ ،‬يموت ويذبح سردا‪( .‬ملحق إسحق‬
‫النينوي‪ ،‬ص‪(( .)٦٣٠—٦٢٩‬وعندما تحمل القربان لتتناوله قل‪ :‬أيها‬
‫الرب يسوع إئي أحملك من دون استحقافي متي‪ ،‬فأظؤر فتي سخاة‬
‫رحمتك وقدرة سرن الرهيب الذي أتناوله من جودك ومن دون‬
‫استحقافي متي)) (ملحق إسحق النينوي‪ ،‬ص‪.) ()٦٣٢‬‬

‫(‪ )١‬إذ هذه الصالة يتلوها الكاهن في الطقس الكلدانى عندما يتناول الجد‪.‬‬

‫‪٢٥٥‬‬
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)١٢‬‬
‫قورش ‪ -‬قيورا الرهاوي‬
‫قيورا داوريي (القرن السادس)‬

‫حياته‬
‫قورش ‪ Cyrus, Kyrus‬أو قيورا‪ ،‬أو قيورى أو قيواي‪ ،‬بحسب‬
‫ما تدعوه المصادر السريانية‪ ،‬هو شخص واحد‪ ،‬كاتب لم يعرق في‬
‫األوساط السريانية واالستثراقية بشكل واسع(‪ )١‬إآل في الحشات‬
‫لتا قام األميركى ويليم مكمبر ‪ W.F. MACOMBER‬بتقديم‬
‫‪ .‬عن حياته ال نعرف غير القليل‪ .‬على األرجح ولد‬ ‫أطروحته عنه‬
‫ونشأ في الرها بمطاع القرن المادس‪ ،‬ثم توحه إلى مدينة نصيبين‬
‫المجاورة للدراسة والتخصص على يد مديرها مار آبا الكبير وعلى‬
‫توما الرهاوي (طابع الفصح ‪ .)٦—١‬ولغا صار آبا بطريركا العام‬

‫(‪ )١‬إلي لم أجد في خالصات األدب السريانى عن قورش سوى إشارات بسيطة‪:‬‬
‫مثال في الهامش ‪ ٣‬صر‪ ٣٤٧‬عند شابو وبضعة أمطر عند بومشترك هس‪١٢٢‬‬
‫والمعلومة نفسها أعادها أوربينا ص‪ ، ١٢٧‬أتا ا ألب ألبير فخطعى له صفحة‬
‫واحدة في طبعته الجديدة ص‪.١٤٨‬‬
‫)‪«The theological synthesis of Cyrus of Edessa, an east-syrian (٢‬‬
‫)‪theologian of the mid sixth century», in OCP 30 (1964), pp. (5-38‬‬
‫‪363-384.‬‬
‫كما لحص فكر قورش في مقالة نشرها باإلنكليزتة في مجلة مجمع اللغة‬
‫الرياسة في بغداد‪ ،‬المجتد األزل‪ ،١٩٧٥ ،‬ص‪ ،٢٨-٢٣‬وقد عربتها‬
‫ونشرتها في مجتة بين النهرين‪ ،‬العدد ‪ ،)١٩٧٦( ١٣‬ص‪.٢١-١٨‬‬

‫‪٢٥٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ ،٥٤٠‬رافقه هو وتوما إلى ساليق وقطيسفون للتعليم في المدرسة‬


‫التي أشسها البطريرك الجديد هناك‪ ،‬وبعد موت (آبا) العام ‪٥٥٢‬‬
‫انتقل إلى الحيرة وأسس فيها مدرسة‪ .‬يقول التاريخ العردي ‪:‬‬
‫((وكانت وفاته (آبا) في ليلة الجمعة الثانية للصوم المارانى (السيدي)‬
‫وحمله قيورى إلى الحيرة ودفنه بها وبنى على قبره ديرا‪ . .‬ونصب‬
‫ا ألسكول (المدرسة) بالحيرة» (جزء ‪ ،٢‬ص‪ .)٧٩-٧٨‬وكذلك‬
‫كتارب المجدل الذي يستمه (قيواي) يشير إلى تًاسيسه مدرسه في‬
‫الحيرة (عمرو‪ ،‬المجدل‪ ،‬ص‪ .)٤ ٠‬ومن المحتمل أن قورش حصل‬
‫على لقب األستاذ طه بعدما غادره توما الرها وي إلى القسطنطينية‬
‫حيث مات في العام ‪ ٠٥٤٣‬أائ وفاته فال نعرف تاريخها‪ ،‬وقد تكون‬
‫في مطلع القرن السابع‪.‬‬

‫تآليفه‬
‫يذكر عبد يشع ا لصوبا وي أن لقورش ((علال وتغاسير وتراجم))‬
‫(الفهرس‪ ،‬ص‪ ، ٨٧‬رقم ‪ .)١٠٠‬تفاسيره ما هي إآل شروحات‬
‫لألسفار المقدسة‪ ،‬والتراجم قد تكون من اليونا نية إلى السريانية‬
‫وليست التراجم التي تقال في القداس الكلدانى ‪ -‬األثورؤ قبل قراءة‬
‫الرسالة وا إلنجيل والتي تعود إلى القرن الثالث عشر‪ .‬ويعتقد مكمبر‬
‫أده هو الذي نقل من اليونانية إلى السريانية كتاب نسطوريوس‬
‫هيراقليدس بناء على طلب بطريركه آبا الذي جمع أثناء ئكوثه في‬
‫القسطنطينية نصموطا يونانية عديدة وخصوصا تاليف ثيودورس‬
‫ونسطوريوس ‪ .‬لم يصلنا من كل تآليفه سوى سئة خطابات في علل‬
‫أعياد التدبير ‪ :‬الصوم‪ ،‬خميس الفصح‪ ،‬اآلالم‪ ،‬القيامة‪ ،‬الصعود‬
‫(‪ )٣‬طالع مكمبر ‪ l.Theo. Synthesis p.IV n٥‬وقد نثر الكتاب األب بيجان في‬
‫ليبسيك ‪ -‬باريس العام ‪٠١٩١٠‬‬

‫‪٢٥٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وأحد حلول الروح القدس ‪ .‬ويظهر أن هذه الخطابات كانت مشروعا‬


‫مشتركا بيته وبين توما الرهاوي الذي كب الميالد والدنح‪ ،‬ولكئ‬
‫موت ا ألخير دفع قورش إلى إتمام المشرع‪ ،‬فهو يذكر في خطابه عن‬
‫خميس الفصح ما يلي‪(( :‬إتتا في البداية وضعنا فصول هذا الخطاب‬
‫بحسب ما تذكرناه من أقوال أساتذتنا القديسين‪ ،‬أفي معتمي مجمع‬
‫مدرسة نصيبين)) (‪ . )٦,٢‬وفي استهالل خطابه عن الصوم يذكر سبب‬
‫كتابة هذه العلل التي ألقيت شفهؤا ‪(( :‬ألتكم طلبتم متي (يذكر أسماء‬
‫الشمامسة الذين طلبوا منه) ألكتب لكم حسبما يمبح به ضعفي‪ ،‬علل‬
‫هذه األعياد التي لم تسنح الفرصة لرجل الله‪ ،‬أستاذنا ا لقنيس مار‬
‫توما الملغان‪ ،‬في كتابة علل الصوم‪ ،‬الفصح‪ ،‬الصلب ‪ ،‬القيامة‪،‬‬
‫صعود الرمي إلى الماء وحلول الروح القدس على التالميذ‪ ،‬فحالما‬
‫وصل طلبكم إلى سمعي ‪( )) . . .‬الصوم ‪ . ) ١‬إذ أسلوب العلل أسلوب‬
‫أدبى مألوف في مدرسة نصيبين لدى أساتذة القرن السادس ‪ -‬الثامن‪،‬‬
‫إذ كان يرتجل أحد األساتذة خطادا أمام األساتذة والعلآلب حول عيد‬
‫أو حدمي ما‪ ،‬يتناول فيه بنهج جدلى ا ألوجه المتعددة الخاضة‬
‫بالمناسبة أو السر المراد إحياء ذكراه مع طرح بعض أسئلة وأجوبة‬
‫لشن المستمعين في عملة تأويل وتأوين‪ .‬يقول في مستهل خطابه عن‬
‫الصعود‪(( :‬إذ ذكرى هذا العيد الذي تحتفل به الكنيسة المقدسة‬
‫اليوم ‪ ،‬هو صعود الرمل إلى الماء ولكن في الوقت نفه يتضنن‬
‫صعودنا معه)) (‪ ،)٢-٢‬وفي خطابه عن القيامة يطرح عنة أسئلة‪(( :‬ما‬
‫القيامة؟ ولماذا تحتفل الكنيسة اليوم بالقيامة؟)) (‪.)١-٢‬ولائ دونت‬
‫هذه الخطب أخذت بعض ا ألديرة تقرأها كال في مناسباتها كما الحال‬
‫في دير أزال الكبير ودير بيث عابي( ) ‪ .‬ومع الزمن كونت هذه الخطب‬

‫(‪ )٤‬طالع بدج‪ ،‬حياة الربان هرمز برعيدتا باإلنكليزية‪ ،‬لندن‪= ،١٩٠٢ ،‬‬

‫‪٢٥٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫مجموعة متجانسة ضمن ثالثين خطابا في مناسبات عديدة وحملت‬


‫عنوان‪(( :‬علل أعياد التدبير»( )‪ .‬نجد نسخة منها في مخطوط دير‬
‫‪ .‬وبخصوص قورش‪ ،‬لقد قام مكمبر‬ ‫الرهبا ن رقم ‪ ١٥٥‬فوستي‬
‫بنثر هذه العلل السث تحت عنوان ‪»Six Explanations of the‬‬
‫(‪.Liturgical Feasts», csco 355-6, ss 155-6 )1974‬‬

‫أطروحاته الالهوسة‬
‫يعرض قورش في هذه الخطابات خالصة الهوة متناسقة‬
‫للتدبير من الوجه البيبلي والعقائدي والليترجي والتاريخي والتطبيقي‬
‫بحسب تقليد كنيسة المشرق المتع في مدرسة نصيبين) ‪ ،‬ويعرضه‬
‫بحسب واقع معاصريه للتأثير فيهم وشذهم إلى عيثه‪ .‬إذ هذه‬
‫الخطابات أقرب إلى طبيعة المواعظ منها إلى أبحاث الهوتية منهجبة‬
‫وا فية ا لجوا نب‪ .‬قورش ال يذكر من ا لمصا در ا لتي ا ستند إليها سوى‬
‫الكتاب المقدس‪ ،‬لكن وا ضح تأثير ثيودورس المضيصي ا لمعتمد في‬
‫مدرسة نصيبين مفغرا أعظم ‪ -‬وتعليم قورش مبني على أرضية مفهوم‬
‫زمانه لالنان والكون والطبيعة والخليقة والخطيئة والخالص‪،‬‬
‫ونظرته ا لفلسفية — الكوسمولوجية ‪ -‬الالهوتية كارها ثابتة ومسئم‬

‫بها‪.‬‬
‫هذه نماذج من أطروحاته‪:‬‬

‫=صه‪ .١٨‬جمع االستشهادا«ت مترجمة من طبعة مكمبر‪٠‬‬


‫(ه) طابع عن هذه العلل مقال بومشترك‪In: Die Nestorianischen Schriften, :‬‬
‫‪»De causis festorum in Oriens Christian» (1901), pp. 320-349.‬‬
‫(‪ )٦‬المخطوطات السريانية والعربية في خزانة الرهبانية الكلدانية ببغداد (‪١‬‬
‫السريانية)‪ ،‬األب بطرس حذاد وا ألب جاك إسحق‪ ،‬بغداد‪ ١٩٨٨ ،‬تحت‬
‫رقم ‪ ،٤٨٦‬علائ ألها منقولة عن مخطوطة معرد رقم ‪.٨٢‬‬

‫‪٢٦٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪-١‬اإلنسان والكون‬

‫يرى قورش أن لحياة اإلنسان رجفين‪ :‬ا ألذل زمنى خاضع‬


‫للتقئبات ((بلطك)>‪ :‬فاد‪ ،‬ألم‪ ،‬موت‪ ،‬والثاني مستقبلى ثابت‬
‫ال يخضع للغاد واأللم والموت (الفصح ‪.)٣-٧‬‬

‫إذ هذا التقسيم مرتبط با لمفهوم الكوسمولوجي لعصره ‪ ،‬فالكون‬


‫منقم إلى قتين يفصلهما الرقع‪ :‬العالم ا ألدنى حيث يعيش‬
‫البشر‪ ،‬والعالم األسمى حيث القيامة (الصعود ‪ ٠)٤ —٢‬ويربط هذين‬
‫القتين بالتقسيم البيبلى‪ ،‬وكأن الواحد مكتل لآلخر بتناعم‪ .‬فخيمة‬
‫العهد تجسد هذا التقسيم (الخرو^‪ ،‬فصل ‪ ٢٥‬و‪ )٣٠‬فالستار يفصلها‬
‫إلى جرين‪ :‬األول يرمز إلى سكنى البشر‪ ،‬إياه يدخل الكهنة كل يوم‬
‫لتقديم القرابين‪ ،‬والثاني هو قدس األقداس رمز الماء‪ ،‬ال يدخله‬
‫موى عظيم األحبار ومر؛ واحدة في السنة‪ ،‬ثم يربط الكل بالعهد‬
‫الجديد وبالمسبح الحبر األعظم وبالموت ‪ -‬القيامة (الفصح ‪-٢/٣‬‬
‫‪ .)٣‬ومن الجدير بالمالحظة أن قورش يضع المالئكة في الجزء‬
‫ا ألول‪ ،‬أقئه نظريا‪ .‬يقول‪(( :‬إذ المسبح بعد أن قام بمجد عظيم من‬
‫بين األموات‪ ،‬متحررا من أي ضعف‪ ،‬أظهر تجديد كل األشياء في‬
‫ذاته‪ ،‬جاعال من جهة‪ ،‬الكائنات الروحية وغير المنظورة من حيث‬
‫شفافية نفسهم غير خاضعين للتغيير‪ ،‬ومن جهة الظبابع المنظورة‬
‫والمحسومة‪ ،‬قد جعلها بفضل اندماجها في جسده غير خاضعة‬
‫للتقئبات هم‪١٠‬ص) (القيامة ‪« .)٤-٢‬هذا التحول يحصل بالرجاء‬
‫في المسبح‪ ،‬بكر البشرية‪ ،‬يوم القيامة العاتة‪ .‬ويدفع (هذا الرجاء)‬
‫البشر والمالئكة إلى ممارسة الفضيلة واالبتعاد عن اليأس بما أن‬
‫المسبح قد فداهم))‪ ،‬في صعود ا لمسبح فادينا نالت ا لنبوءة كمالها‪.‬‬
‫فهو لم يصعد وحده‪ ،‬بل جعل كن الجنس البشري يصعد معه وفعا‬

‫‪٢٦١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫لشهادة الكتاب (أفسس ‪ ٦-٢‬؛ الصعود ه‪ ،)٦-‬إدا الخليقة كتها‬


‫تتطبع‪ ،‬بنعمة الله‪ ،‬إلى تحول أفضل (القيامة ‪ —٢‬ه ؛ اآلالم ‪ —٦‬ه)‪.‬‬

‫أمام سؤال ‪ :‬لم لم يخلفا الله منذ البداية غير مائتين؟ يرذ قورش‬
‫بجواب كالسيكى‪(( :‬إذ العالم في البدء حلق متناغائ ولكئ آدم‬
‫بعصيانه أدخل الفوضى إليه‪ ،‬ولتا جاء المسبح أعاد إليه التناغم‬
‫بطاعته)) (اآلالم ‪-٦‬ه)‪ .‬إذ هذه المقارنة بين آدمين نجدها عند معظم‬
‫اآلباء‪ ،‬وهي مقتبسة من الرسالة إلى أهل رومة‪ ،‬فصل ه ‪ .‬وبما أن‬
‫الكون منقسم إلى قتين‪ ،‬فهو بحاجة إلى جسر يربط االثنين‬
‫أحدهما با آلخر وهذا االمتياز (الربط) وهبه الله لإلنسان لكونه‬
‫صورته‪(( :‬لقد سمى الله اإلنسان صورته‪ ،‬وأعطاه السلطان على‬
‫الحليقة جمعاء)) (التكوين ‪ ،)٢٨,٢٦: ١‬وجمع في جبلته الخليقة‬
‫كلها من جهة‪ ،‬فغي نفسه (الروحية) جمع المالئكة غير الماديين‬
‫وغير المنظورين‪ ،‬ومن جهة ثانية جمع في جسده الكائنات الجسدية‬
‫والمنظورة‪ ،‬من هذا المنطلق دعي ا إلنا ن إلها وابائ لله‪(( :‬لقد قلت‬
‫إتكم آلهة وأبناء العلتي تدعون)) (مزمور ‪ .)٦:٨١‬وإذا اعترف‬
‫اإلنسان بالله ولتي نعمته‪ ،‬وأقر بالسيادة التي منحه إياها نعمه منه‪ ،‬لن‬
‫يحول شيء أبذا دون تحقيق وعوده تجاه الخليقة (اآلالم ‪.)٣-٣‬‬
‫وقورش يحافظ على التقليد المتواصل بأن آدم بعصيانه عوقب مع كل‬
‫نسله بالموت (الصوم ‪(( ،)٤,٣/٧‬ولكئ السبح رأس البشرية‬
‫الجديدة يعطيه الخلود في نهاية ا ألزمنة عندما يدخل العالم إلى ملء‬
‫كماله)) (الصعود ‪ ،)٧,٧‬وهذا يتم بفضل الروح القدس (الصعود ‪-٤‬‬
‫‪ .)٧‬نجد هذه المقارنة في مواعظ ثيودورس العمادية (‪.)١١,٩‬‬

‫أخيرا يشيه قورش الله بأب يعامل أوالده بما يناسب نموهم‬
‫وعمرهم‪( :‬دفي حكمته الفائقة يقتم نعمه بشكل يناسب معرفة‬

‫‪٢٦٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫طبيعتنا)) (الفصح ه‪ ،)٣-‬وبحب مقدرتنا على القبول واالستيعاب‬


‫(الحلول ‪.)٣-٤‬‬

‫‪ -٢‬الخالص‬

‫يتطلق قورش في مفهوم الخال ص عنده من الهوت التدبير‪.‬‬


‫يقول‪(( :‬إدا كما جاء في الكتاب المقدس‪ ،‬إته في ملكوت الله ال‬
‫يًاكلون وال يشربون (رومة ‪ )١٧-١٤‬وإتهم (البشر) يسكنون كمالئكة‬
‫الله (متى ‪ ،)٢٧,٢٢‬هذا ما رسمه المسيح في الكنيسة بشأن األعياد‬
‫التي تشير إلى تدبيره الذي سوف ينجلي على حقيقته‪ ،‬بأمر الله في‬
‫أورشليم العليا‪ .‬وس بين هذه األعياد‪ ،‬عيد الصوم (الكبير) الذي‬
‫تحتفل به الكنيسة المقذسة اليوم ‪ .‬هذا الصوم يقودنا ويقربنا إلى‬
‫الصوم اإللهي الحقيقى الذي يشترك به كن البشر في القيامة‬
‫المزمعة‪ .‬إته يتقي النفس من أدران الخطيئة‪ ،‬ويطهر الجسد من دنس‬
‫الرذائل)) (الصوم ‪ .)٦-٢‬ومفهوم التاريخ البشري هذا يقوده بالتالي‬
‫إلى مفهوم متعند ا ألوجه للخالص‪ .‬فمن جهة إذ المسيح قد أصاح‬
‫الوضع البشري بموته وقيامته وحرر اإلنسان من الموت والغساد ‪.‬‬
‫ومن جهة ثانية تتوج قيامته الكشف اإللهي ضمن شريط طويل لتدبير‬
‫الخالص إلى أن يبلغ العالم الكمال في القيامة العائلة (الصوم ‪-٢‬‬
‫‪ .)٦‬وتتم هذه ا لمسيرة بمراحل ورموز وصور‪ .‬إذ المسيح ((يرينا في‬
‫صور؛ ما زوال الموت)) (الفصح ‪-٤‬ه) ((إته أظهر لنا قيامتنا كما في‬
‫صورة ورمز)) (القيامة ‪ .)٢-١/٧‬ويشرح بإسهاب هذه الرمزدة‪(( :‬إذ‬
‫الله نفه في العهد القديم‪ ،‬كما في الجديد‪ ،‬رضي أن يرمم صورة‬
‫العهد القديم بواسطة أمثال ورموز تلم تحقيقها بمجيء السيد‪ ،‬ألته‬
‫قبل أن يخلق العالم كان في فكره أن يظهر العالم الجديد الذي بدأ‬
‫بظهور مختصنا ‪ . . .‬إته دير بصدق فى حياة الدنيا هذه أوال والتى بها‬

‫‪٢٦٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫تمتلك (أنت) السبيل المالئم الذي يقود إلى الكمال‪ . .‬وفي الختام‬
‫تدخل إلى الحياة العتيدة عندما تقوم من بين األموات‪ .‬هكذا‬
‫بالمقارنة نستطيع أن نتأنمد من الحياة المقبلة التي سوف تكثفة‬
‫لنا ‪ ..‬إدا كما قلت إذ الله خالق الكز كان قد رسم في فكره التدبير‬
‫المملوء حياة والذي حصل تحقيقه بالمسيح مختصنا ‪ .‬فكان مالئائ‬
‫أن ترسم هذه الصور والرموز في العهد القديم حثى تنجلي في العهد‬
‫الجديد في المسبح النموذج الحقيقى)) (القيامة ‪ . )٣— ٤‬في الحقيقة‬
‫((يشكل موت المسيح وقيامته المرحلة األساسية التي عليها يقوم‬
‫التدبير وش دونها ال نفع للمراحل ا ألخرى‪ .‬وهو نفه رسم حقيقة‬
‫ذلك خطو؛ فخطوة حثى نبلغ الكمال)) (الصعود ‪ .)٦-٣‬وبعدما صعد‬
‫إلى الماء بعشرة أيام أرسل الروح القدس ليحن آلبدسإك على‬
‫التالميذ‪ ،‬ويغمرهم بنعمه ويقودهم إلى المعرفة الكاملة (الصعود ‪-٣‬‬
‫‪ .)١٠-٤ ،٤‬فا لقيامة وحلول الروح القدس هما ذروة ا لتدبير‪ .‬يقول‬
‫رمز موت‬ ‫قورش‪(( :‬إذ اقتبال األسرار‪ :‬المعمودية والقربان‬
‫المسبح وقيامته‪ ،‬يجذد فينا‪ ،‬يوتا بعد يوم‪ ،‬ذكرى ما عمله من أجلنا‬
‫ويحيي فينا الرجاء بأتنا نقوم معه بعدما نموت)) (القيامة ‪ ،)٦-٢‬و((إذ‬
‫نعمة الروح القدس هي التي تعطي الخلود وعدم الفساد)) (الصعود‬
‫‪ .)٢-٢‬من المالحظ أن قورش يرى الخالص شامال لكز الخليقة‬
‫وليس لإلنان وحده‪(( :‬المسبح حعلم بموته وقيامته طغيان الموت‬
‫ليس بالنسبة إليه‪ ،‬إتما بالنبة إلى الخليقة جمعاء)) (القيامة ‪.)٤ —٢‬‬
‫ويبرر سياسة الله في مسيرة التاريخ بأتها كانت لتدريب اإلنسان من‬
‫خالل الخبرات التي عاشها ليكون قادرا على التمبع بنعم العالم‬
‫اآلخر الذي سوف يدخله (القيامة ‪.)٣-٤‬‬

‫‪٢٦٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص مختارة‬

‫تحريفى على السيرة الغاضلة‬


‫إذ هذه ا ألمور التي تكتمنا عليها بإيجاز‪ ،‬إرما كي ال نثقل‬
‫خطابنا ونتعب سمعكم‪ ،‬لذا آن األوان لنختم تعليمنا بكلمات‬
‫تحريض على الماع والعمل وإعطاء الثمار من خالل األفعال‪،‬‬
‫فنقبل بالتالي المواهب الروحية التي نالها آباؤنا القنيسبرن بفضل‬
‫إرادتهم الصالحة‪.‬‬

‫إذا أحببنا السماع من دون ترجمته إلى العمل‪ ،‬نكون غرباء عن‬
‫إرث آبائنا الروحين‪ ،‬كما يقول بولس اإللهى‪(( :‬ليس الذين يصفون‬
‫إلى كالم الشريعة هم األبرار عند الله‪ ،‬بل العاملون بالشريعة هم‬
‫الذين ينالون البر» (رومة ‪ ،)١٣:٢‬لذلك‪ ،‬إن نحن أردنا أن نكون‬
‫تالميذ الرمل القديسين وورثاء إيمانهم‪ ،‬وجب أن نقتدي بمثالهم في‬
‫السيرة والتواضع حثى تصغ فينا التسمية وتضمن لنا التطويبات‬
‫ا لما وية‪ .‬لننظر إليهم كيف كان العالم مصلودا لهم وهم مصلوبين‬
‫للعالم (غالطية ‪ )٤١:٦‬وكيف قبلوا العوز والضيق في سبيل إنماء‬
‫إيمانهم‪ .‬كانوا مثاال حقيقؤا مزيغا بكل أنواع الفضيلة فيحتذي بهم‬
‫كل أبناء الكنيسة الكاثوليكية‪ ،‬سممين في جدهم ما نقعى من آالم‬
‫المسبح حئى يكتمل تعليمه (قولتي ‪ . )٢٤ : ١‬إرهم تحتلوا العذابات‬
‫والموت القاسي بسبب حيهم المسيح‪ .‬لنقتد إذا بهم ونشترك في‬
‫رجائهم ونعتبر سيرتهم الكاملة وإيمانهم (عبرانين ‪ .)٧:١٣‬إذ‬

‫‪٢٦٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الثمار التي اجتنوها من أعمالهم الشاقة ساوت إرادتهم الصالحة‪.‬‬

‫أتي أبرص دنا منهم وعاد فاع اليش؟ وأي كفيف لم ينل البصر‬
‫بسهولة؟ وأي نقعد لم يمش بمجرد كلمة منهم؟ وأي شيطان لم يطرد‬
‫بسلطانهم وبمجرد كلمة أمر منهم؟ وأي مريض لم يثف تماائ حالما‬
‫لمس ثوبهم ووقع ظئهم عليه؟ وأي مذهب لم يفع من افتخاره‬
‫بتعليمهم المستقيم؟ وأي مجمع لم يعطوا فيه حائ كأبواق مرتفعة‬
‫الصوت؟‬

‫فنحن إن قبلنا إيمانهم وسرنا على حطى فضائلهم كما تجتت‬


‫لنا‪ ،‬وأخذنا من سيرتهم مثاال لنا‪ ،‬واعتبرنا إيمانهم وصلبنا للعالم‪،‬‬
‫وا لعا لم صلب لنا‪ ،‬واحتملنا على غرارهم ما يحصل لنا ببب‬
‫ضعفى طبيعتنا أو بسبب ضروريات الحياة ‪ ،‬فسنتوج مثلهم ‪(( .‬إذا‬
‫تألمنا معه فسوف نتمجد معه)) (رومة ‪(( ،)١٧:٨‬وإذا تحتلنا فسوف‬
‫نملك معه أيصا)) (‪ ٢‬طيموتاوس ‪(( ،)١٢:٢‬هو سيدنا ورجاؤنا‬
‫وتحيينا يسوع المسيح له المجد إلى األبد))‪.‬‬

‫(الحلول ‪ ، ٤-١/٧‬النض السريانى‪ ،‬صه‪، ١٨٧—١٨‬‬


‫والترجمة ا إلنكليزية‪ ،‬ص ‪)١٦٥-١٦٤‬‬

‫‪٢٦٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)١٣‬‬
‫إبراهيم الكشكري (‪)٥٨٨ +‬‬
‫إبريم دكشكر‬
‫مؤتددنى الحياة الدبرية ورائذها في كنيسة المشرق‬

‫هناك مشكلة في هذا االمم‪ ،‬ئكز هم من يحملون اسم إبراهيم‬


‫في المجال الكنسى‪ ،‬وتحديد هوية كز منهم بدقة ليس با ألمر‬
‫السهل‪ ،‬إذ إذ ا ألسماء والسير متشابهة ومختلطة‪ ،‬حقى إذ هناك‬
‫بطريركا يحمل اسم إبراهيم الكشكري (‪!)١٥٢-١٣٠‬‬

‫يحتز إبراهيم في تاريخ الحياة الديرة (الرهبانية الجماعية)‬


‫المكانة ا ألولى‪ ،‬وختده التقليد المشرقى بمنحه لقب ربا ‪ ،‬الكبير أو‬
‫األكبر‪ ،‬والمؤشس وأبي الرهبان على غرار أنطونيوس الكبير في‬
‫معر ‪ ٠‬ويعذ أيصا الهوتائ‪ ،‬فالمؤسس عموائ الهوتى وروحانى‬
‫بامتياز‪ ،‬وهنا سر نجاحه ‪.‬‬

‫طهرت حركات التكريس في كنيسة المشرق منذ فجرها وتعئقت‬


‫في جماعة ((العهد ‪ -‬بني وبنة قيما))‪ . .‬لم يكونوا رهباائ بالمعنى‬
‫الحصري المألوف‪ ،‬بل جما عة مكرسة تعيش اإلنجيل بجذرية‪. .‬‬
‫ويخبرنا عنهم أفرا ها ط الحكيم (ت‪ )٣٤٦+‬في بيناته الموجهة أساسا‬
‫وهو أحدهم ((بر قتبا))‪ .‬كانوا يعيشون في حلقات جماعية‬ ‫إليهم‬

‫‪Kuriakose Valavanolickal, Aphrahat Demonstrations I, 1999, pp.7,‬‬ ‫)‪(١‬‬


‫‪102.‬‬

‫‪٢٦٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أو فردئة ((يحيديا))‪ ،‬أي الوحداني‪ ،‬غير المتزوج( >‪ .‬واللفظة تشير‬
‫إلى المسيح االبن الوحيد الذي هو قدوتهم‪ .‬وكانوا يمقلون في‬
‫تكريسهم ورفضهم الزواج نمط حياة ا لجماعة المسيحية ا ألولى في‬
‫كنيسة المشرق‪ ،‬في حين كان معظم رجال اإلكليرس‪ ،‬في جمع‬
‫مراتبهم‪ ،‬متزوجين‪ .‬لذا لم يكن التعامل مع هؤالء المكرسين‬
‫الئخبوين باألمر الآلن! وفي فترؤ الحقة صار اختيار المراتب‬
‫ا إلكليريكية الرفيعة‪ ،‬كا ألسقف وا لبطريرك‪ ،‬من بينهم‪ .‬لم يكونوا‬
‫ساكا فحسب‪ ،‬بل مثقفين جدا في علوم الدين‪.‬‬

‫في ا لقرن ا لسا دمى ‪ ،‬دحئنت ا لعال قا ت بين ا لغرسر ا لسا سا نيين‬
‫والروم البيزنطس‪ ،‬فقام بعض رجاالت كنيسة المشرق بالسفر إلى‬
‫ديار الروم‪ ،‬واحللعوا على حياة الكنيسة هناك‪ ،‬واستفادوا مما‬
‫عندهم‪ ،‬وش جملة هذه الفوائد المتبادلة الرهبانية ‪ -‬الديررة‪ ،‬أي‬
‫الحياة المشتركة بحب نظام مؤحد ومكا ز مؤحد وزى مؤحد‪. .‬‬

‫وفائ للتقليد المتواتر‪ ،‬إذ إبراهيم قد زار بالد الروم ومصر‪،‬‬


‫لربما ضمن البعثة التي قادها مار آبا الكبير (‪ )٥٥٢,٤٩٠‬وتعرف‬
‫على الحياة ا لديرة هناك‪ ،‬لكن أن يكون قد تعرف إلى مؤسسي‬
‫الحياة الرهبا نتة في مصر‪ ،‬إلى باخوميوس وأنطونيوس‪ ،‬كما ذكر‬
‫المعتنون باألدب السرياني‪ ،‬فمغارقة تاريخية‪ .‬إلى إبراهيم ينسب‬
‫إدخال النظام الرهبانى ‪ Coenobilic‬في كنيسة المشرق وإصالحه‪.‬‬

‫لقد فقدت سيرة إبراهيم ا لتي كان قد وضعها ا ألنبا يوحائ‬


‫والردا ن رستم وشخعس آخر من تالميذه‪ ،‬وإليها استند كز من كتاب‬
‫العقة والرؤساء والمجدل والتاريغ العردي‪.‬‬
‫(‪ )٢‬بولس الفخالي‪ ،‬أفراهاط‪ ،‬المغاالت‪ ،‬السنة االدمة‪ ،‬رقم ‪ ،٤‬والبينة‬
‫السابحة‪ ،‬رقم ه ‪ ،‬والبينة الثامنة عشرة‪ ،‬رقم ‪ ، ١‬بيروت‪٠١٩٩٤ ،‬‬

‫‪٢٦٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ولد إبراهيم على ا ألرجح العام ‪ ٤٩١‬في دادوران بمقاطعة‬


‫كشكر ‪ -‬كسكر (واسط الحاية)‪ ،‬على الضعة الغرسة من نهر دجلة‪.‬‬
‫ويبدو أن مناسك ا لرهبان كانت منتثرة في هذه المنطقة كما يثير‬
‫التاريخ السعردي الذي يذكر الربان حايا(‪ .)٣‬درس إبراهيم في‬
‫مدرسة نصيبين على يد إبراهيم ويوحائ آل ربان‪ .‬والمنهج المعتمد‬
‫في الالهوت كان كتب ثيودورس المطيصي المعروف بالمعتم ‪ .‬وقد‬
‫أذت هذه المدرسة ‪ Universitas litterarum‬دورا ريا درا في تاريخ‬
‫وغدت مركز قؤة للنهضة ا لروحية‬ ‫كنيسة ا لمشرق وفكرها‪.‬‬
‫والتجديد‪ .‬وبعد تخرجه ذهب إلى الحيرة حيث قام بنشر‬
‫المسيحية وتدريس أبناء منطقة العرب مبادئها‪ .‬لكئه سرعان ما‬
‫ترك الحيرة وسافر إلى بالد الروم‪ .‬ثم عاد منها إلى جبل إيزال المعلن‬
‫على نصيبين‪ ،‬في الموضع المعروف ؛((مودرا)) (‪ ،)Modra‬في‬
‫اعتقادي هو جبل ماردين طورا د مردا‪ ،‬حيث استقر وعاش ناسائ‬
‫«‪ . »Ermite‬وهناك استقطب العديد من التالمذة بسبب روحا نيته‬
‫وأسلوبه في عيش متطلبات اإلنجيل‪ .‬وراح يعتمهم ويتابعهم‬
‫وبواسطتهم أسس ديرا كبيرا‪ ،‬عرف بدير إيزال الذي يعلك الدير األم‬
‫للحيا ة ا لديررة في كنيسة ا لمشرق ‪ ،‬ومنه ا نطلق ا لمؤسسون ا آلخرون‬
‫إلى تأسيسى أديار أخرى ونشر المسيحية في بلدان كثيرة‪ ،‬وقد وصلوا‬
‫إلى الهند والصين ‪ -‬ويعود فضل انتشار الديورة إلى رهبان دير إيزال‬
‫أمثال ‪ :‬الربان هرمزد في جبل القوش وهار إبراهيم (اوراها) المادي‬
‫ع في جبل سناط‪ ،‬وأتقن في دير‬ ‫في سهل بطنايا‪ ،‬ومار مبر‬
‫شيش‪ ،‬وإيليا الحيري في الموصل‪ ،‬ويعقوب في بيث عابي ‪ -‬المرج‬

‫(‪ )٣‬التاريخ المردي ‪ ،٢‬ص‪ ،١٣٣‬وجزء ‪ ١‬ص‪ .٤٣-٤١‬يتكتم عليه بأطوب‬


‫ملحمي كما كان يفعل الكائب القدامى‪.‬‬

‫‪٢٦٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بمنطقة عقرة ‪ ,‬ومن هذا الدير كان الشهيد كوركيس واسمه ميهران‬
‫كونشا سحب ا لذي ا شترك في المنا طرة بين ا لمشرقين والسريا ن‬
‫األرثوذكس العام ‪ ،٦١٢‬والال هوتى الشهير بابا الكبير (‪,)٦٢٨+‬‬
‫‪.‬‬ ‫وجاء في مقدمة القوانين ا لرهبا نية التي سثها أته قشيس قشيشا‬

‫ولسير الحياة في الدير بانتظام وتناغم‪ ،‬قام إبراهيم ج قوانين‬


‫تنظم حياة الرهبان من زي وصالة‪ ،‬وصوم‪ ،‬وهدوء وصمت‪،‬‬
‫ودرس وقراءة‪ ،‬وعمل‪ ،‬وعالقة بعضهم ببعفى وبغيرهم‪ ،‬مع تأكيد‬
‫أن األخ هو مسبح آخر يجب التعامل وإدا ه من هذا المنطلق‪.‬‬
‫فالقوانين هي لمساعدة الرهبان على عيش تكريس وفق خط رسمه‬
‫لهم‪ .‬وجعل لهم عالمة تميزهم عن غيرهم‪ ،‬بحالقة شعرهم على‬
‫شكل دائرة ‪ -‬إكليل «سوآلنرا»‪ .‬وقد أقرت هذه القوانين رسبا في‬
‫شهر حزيران من العام ‪ ،٥٧١‬من قبل سمعان‪ ،‬مطران نصيبين‪.‬‬
‫وترجمها الرا هب أدوب إلى اللغة الغارسية ‪ .‬ومارست هذه القوانين‬
‫نفود ا كبيرا على حياة الرهبان بكل أنماطهم وانجاهاتهم‪.‬‬

‫من الموفد أن هؤالء الرهبان‪ ،‬إلى جانب قراءتهم الكتاب‬


‫المقذس وتأتلهم فيه‪ ،‬كانوا يقرؤون كتب الرهبان الروحية مثل‬
‫مكاريوس المنحول‪ ،‬وأفغاريوس البنطي‪ ،‬ويتعئمون أقوال اآلباء‬
‫الشيوخ ‪ Apophthegmata patrum‬ويرددونها‪.‬‬

‫وتنقية ا الرادة من‬ ‫يسعى ا لراهب للسيطرة على أهواء ا لجسد‬

‫(‪ )٤‬كتاب العثة عن التالمذة وأديرتهم‪ ،‬رقم ‪ ،١٤‬ص‪.٢٩-٢٨‬‬


‫(ه) فوبى‪،‬ص‪٢‬ه‪.١‬‬
‫(‪ )٦‬لقد مارست الغنوصبة نفودا كبيرا على الرهبانية‪ .‬كانت الحركة الغنوصبة‬
‫منتشرة في الشرق وخصوصا في معر‪ ،‬وعذت الغنومية المادة والجسد‬
‫بؤرة ثر فيجب قمعه والتخلص من شهواته‪ .‬من هنا كانت الدعوة إلى=‬

‫‪٢٧٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أجل توحيدها هع إرادة الله‪( :‬التكن ال مشيئتي‪ ،‬بل مشيئتك)) (مئى‬


‫‪ ،)٣٩٠.٢٦‬واستنارة العقل (الفكر)‪ .‬بهذا المار يرتقي الراهب إلى‬
‫ما فوق الطبيعة‪.‬‬

‫يقول توما أسقف المرج عن إبراهيم‪( :‬اكما اختار الله سابعا‬


‫الطوباوي إبراهيم من أور الكلدانين‪ ،‬وأقامه أدا باإليمان لشعوب‬
‫كثيرة‪ ،‬كذلك قد عظم هذا السلك الرهبانى المقدس‪ ،‬ورفع شأكه في‬
‫أرض المشرق كتها‪ ،‬بواسطة رجل روحانى هو نة إلبراهيم في‬
‫االمم والمكان واألعمال‪ .‬وأقامه أدا لطئته البتولين والتاك‪..‬‬
‫وكما كان يترب على'كن الذين يرغبون اكتساب الفلسفة المدية أن‬
‫يؤموا أثينا مدينة الفلسفة الشهيرة ‪ ،‬كذلك كان كن من يرغب في تلعي‬
‫الفلسفة الروحؤة يقصد دير ردان مار إبراهيم المقذس‪ ،‬فيسجل نفسه‬
‫فيءدادأبذائه»(‪.)٧‬‬

‫أتا ماري في المجدل فيقول‪(( :‬كان فيلوائ عالائ زاهذا‪ .‬وفي‬


‫أيامه عرفت قوانين الرهبنة في بلد الغرس‪ . .‬وطكس لنظم] العمار‬
‫والقاللي‪ ،‬وكانت من قبل كالديارات‪ ،‬وأقام في مغارة في بلد حزة‬
‫مذة وقصد بيت المقدس ولقي القديسين بمصر وعاد وأقام مكانه‬
‫=التعقف واإلماتة ومعاملة الجد بقوة‪ ،‬بالرغم ض أن الكتاب المقدس قد‬
‫فهمه مخلوائ من الله جميآل ومقذسا‪ .‬كذلك كانت منتشرة في مناطقنا حركة‬
‫صوفية متأقرة بالغنوهية تسمى حركة ((المعتين))‪ ،‬تهتز بالصالة والممارسات‬
‫التقوية‪ ،‬يتطهر بواسطتها أعضاؤها ويتنؤرون‪ ،‬وعندما يصلون إلى درجة‬
‫االثحاد بالله يمحون ألنفسهم بتجاوز األحكام الدينية وااللتزامات‬
‫الخلقية واالعتبارات االجتماعية‪ .‬إنها شكل من األشكال الغنوصية‬
‫((األدردة))‪ ،‬تجعل األعمال الظاهرة من دون نتيجة‪ ،‬وترفض ا ألمور‬
‫الشرعية والخلقية كون انحاد الروح بالخالق ((الوحدانية)) ترفعه إلى ما فوق‬
‫األشكال الدينية‪.‬‬
‫(‪ )٧‬الرؤساء‪ ،‬ص‪٢١‬و‪.٢٣‬‬

‫‪٢٧١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ا ألول ثالثين سنة‪ ،‬يقتات الخبز اليسير والبقل‪ . .‬ولتا كث<‪,‬غكا له من‬
‫الله أن وفاته قد دنت‪ ،‬أشعر الناس بالحضور عنده وفي الوقت من‬
‫غير أن يعروهم الحال‪ ،‬وكان يوم األربعاء أخر سابع [موسم] مار‬
‫إليا وفي ا ألحد الذي قيل هذا‪ ،‬أكق مع الرهبان بعد الرازين [قداس‬
‫األحد] وبركهم [باركهم] قال يته ولتا حضر الناس يوم األربعاء على‬
‫باب كرخه [كوخه] ثالث ساعات‪ ،‬وصعدوا إلى القالية‪ ،‬وجدوه‬
‫ملغودا‪ ،‬مطروحا قذام الصليب))( )‪.‬‬

‫تشير معظم المصادر إلى أن إبراهيم عاش خمشا وثمانين سنة‪،‬‬


‫وإلى أن وفاته كانت في يوم الثالثاء الثامن من كانون الثاني ‪٥٨٨‬‬
‫وليس ‪ ٥٨٦‬كما ذكر ا ألب ألبير أبونا وآخرون‪ .‬ودفن في الدير الذي‬
‫‪ .‬وكان المسروؤون يحتفلون بتذكاره في ‪ ٢‬اؤار‬ ‫شؤنه في جبل إيزال‬
‫من كق عام‪.‬‬

‫مؤلفاته‬

‫يذكر الصوبا وي إلبراهيم ((تفاسير‪ ،‬ورسائل وإيضاحات منطق‬


‫أرسطو برته))(’‪.)١‬‬

‫؛‪-‬القوانين الرهبانية‬

‫سكها في حزيران ‪ ٥٧ ١‬وهي مشبعة بأقوال من الكتاب المقنس‬

‫(‪ )٨‬ماري‪ ،‬المجدل‪ ،‬ص‪٢‬ه —‪. ٥٣‬‬


‫(‪ )٩‬العثة‪ ،‬صا‪ .٣‬جاء في قوانين عبديشوع العوباوي أته توي في كانون الغاني‬
‫‪ ٨٩٩‬يونانية‪ ،‬أي العام ‪ ٥٨٨‬الميالدي‪ ،‬لكئ التاريخ العردي يقول في النة‬
‫الثامنة للملك هرمز! ويبدو أن هذا التاريخ هو مغارقة‪ ،‬التاريخ العردي‪،‬‬
‫ص‪.٤١‬‬
‫(‪ )١٠‬حيي‪ ،‬فهرس المؤنفين‪ ،‬ص‪. ١٩٣‬‬

‫‪٢٧٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫واآلباء الشيوخ لتكون هذه األقوال نورا لخطى الرهبان‪ .‬وهي‬


‫مقتضة وبمثابة خطوط قوة‪ ،‬وقام بنشرها بالخط السرياني والترجمة‬
‫‪.‬‬ ‫ا إلنكليزية المستشرق آرثر فوبسر‬

‫وهذه بعض نماذج مهتة من محاورها ‪:‬‬

‫بعد مقذمة مقتضبة عنها النقطة األولى‪ ،‬ذكر فيها تاريخ إعالنها‬
‫وثرح فيها هدف هذه القوانين وأهئية االلتزام بها ليببغ الراهب‬
‫كمال تكريسه‪ ،‬وأتى إلى محاورها‪.‬‬
‫أ — الصوم‪ :‬نتعئمه من قول الرب‪(( :‬ستأتي أيام فيها يرفع ابن‬
‫اإلنسان [العرس] فحينئذ يصغون)) (مقى ‪/٩‬ه ‪ . ) ١‬وكذلك من‬
‫الرسول [بولس] ‪(( :‬صوم كثير)) (‪ ٢‬قورنتس ‪ ،)٢٧: ١٩‬ومن أعمال‬
‫الرمل‪(( :‬وكانوا يصومون ويصغون)) (أعمال الرسل ‪ ،)٢٣: ١٤‬ومن‬
‫أقوال الشيوخ [هم عموائ من الرهبان المصريين]‪«( .‬إذ الصوم يغدو‬
‫لكم قوه أمام الله))‪.‬‬

‫ب — الصالة‪ :‬بخصوص الصالة والقراءة وصالة الماعات‪،‬‬


‫نتعتمها أيصا من قول مختصنا‪ ،‬من المثل الذي ضربه عن الصالة‬
‫(مثل القاضي الظالم‪ ،‬لوقا ‪ )٨-١ : ١٨‬لكي يصثوا ني كق حين ومن‬
‫دون كلل‪(( :‬صتوا وال تمتوا)) (لوقا ‪ )١: ١٨‬ثم ((اسهروا وصتوا لئآل‬
‫تقعوا في التجربة)) (مرقس ‪ ،)٣٧: ١٤‬و(( اسهروا وصوئا في كق‬
‫حين)) (لوقا ‪ .)٣٦:٢١‬والرسول [بولس]‪(( :‬واظبوا على الصالة‬
‫ساهرين فيها وشاكرين)) (قولتي ‪ ،)٢: ٤‬ومرض وهو أحد اآلباء‬
‫الشيوخ‪(( :‬الصالة ألم الفضائل))‪.‬‬

‫وبخصوص القراءة [إشارة مؤكدة إلى الكتاب المقذس]‪ ،‬يقول‬

‫‪Voobupp. 152-162.‬‬ ‫(‪)١١‬‬

‫‪٢٧٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الرسول [بولس؛ لطيموتاوس‪(( :‬إنصرف إلى القراءة والتعليم)) (‪١‬‬


‫طيموتاوس ‪ )١٣: ٤‬بها تهجى وتأتل‪ ،‬ويشرع بن نون‪(( :‬ال يبرح‬
‫سفر التوراة من فمك‪ ،‬تأتل فيه نهارا وليال)) (سفر يشع ‪.)٨:١‬‬

‫ج — وبخصوص الصمت والهدوء والخلوة‪ ،‬يقول إرميا عن‬


‫الصمت‪( :‬دخير للرجل أن يحمل النير في صباه‪ ،‬ليجلس وحده‬
‫ويسكت)) (المراثي ‪ .)٢٧:٣‬وقد أوحى إلى أرسا نسر [أحد اآلباء‬
‫الشيوخ؛‪(( :‬أهرب وتمسك بالهدوء والسكوت‪ . .‬كن هادائ وال تفكر‬
‫كثيرا بنغسك)) ‪ .‬ويدعو يسوع [تالميذه؛‪(( .‬إحملوا نيري وتتلمذوا لي‬
‫فإدي وديع ومتواضع القلب‪ ،‬فتجدوا الراحة لنفوسكم‪ ،‬ألن نيري‬
‫لطيف وحملي خفيف)) (مئى ‪ .)٢٩:١١‬وقال الحكيم ابن سيراخ‪:‬‬
‫((ال تجادل قبل أن تسمع وال تعترض حديدا في أثنائه)) (يشع بن‬
‫سيرح ‪ . )٨: ١١‬و(( ا لسكوت ثمرة الحكمة)) (‪:٢٠‬ه) و(( الكثير‬
‫الكالم يمقت والغارض نفه يبغض)) (‪. )٨: ٢ ٠‬‬

‫لقد ا حتل ا لسكوت ‪ -‬ا لسكينة مكانه متمؤبزة في ا لحيا ة ا لديرة‬


‫ومن هنا يدعو إبراهيم رهبانه قائال‪(( :‬إذا لنكن حريصين على تطبيق‬
‫هذه ا ألمور التي من دونها ال نقدر على إرضاء الرب»‪.‬‬

‫د ‪ -‬أثناء الصوم يجب أال يغادر أحد صومعته من دون ضرورة‬


‫وبموافقة ا إلخوة‪.‬‬

‫ه ‪ -‬وبهذا الشأن يجب أآل يتجول أحد اإلخوة حول الديورة أو‬ ‫‪-‬‬
‫القرى وأال يدخل مدينه ما إال في حالة الضرورة كالمرض وبإذن من‬
‫ا إلخوة‪ .‬عليه أآل يذهب إلى البيوت ويتناول الطعام فيها أو يقبل‬
‫[هبات؛ من أجل ا إلخوة الرهبان‪ .‬عليه أآل يقبل الهدايا ما دام في‬
‫شركة معنا‪.‬‬

‫‪٢٧٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫و ‪ -‬يجب أال يتذمر أحد من أخيه‪٠ . .‬‬

‫ز — يوم ا ألحد‪ ،‬عندما يكون ا إلخوة مجتمعين معا ويكون أحد‬


‫ا إلخوة قد سبقهم إلى الكنيسة‪ ،‬عليه أن يجلس في المكان‬
‫المخصص له ويأخذ كتابا [مقدسا] ويتأتل فيه إلى أن يصل‬
‫اآلخرون‪.‬‬

‫كانت العادة أن يحضر جمع ا إلخوة يوم ا ألحد للصالة الطقسبة‬


‫والقذاس‪ ،‬وكانوا بعد ذلك يتناولون الطعام معا ‪٠‬‬

‫ح — ال يكسر الصوم إآل في حاالت المرض وقدوم غرباء‬


‫[ضيوف] وعمل مجهد طوال النهار‪ ،‬والراهب الذي يكسره خارج‬
‫هذه الحاالت يكون مفعوال عن شركتنا ‪.‬‬

‫ط ‪ -‬على األخوة الذين أقاموا صوامعهم [في الدير] أن‬


‫يحافظوا على هذه القوانين بدئة‪ .‬أتا ا إلخوة الجدد القادمون فعليهم‬
‫أوآل أن يختبروا لغترة محذدة‪ . .‬وإذا سمح اإلخوة ألحدهم بإقامة‬
‫الصومعة‪ ،‬فعليه أآل يضجر ا إلخوة بشيء‪ . .‬وعلى ا إلخوة الرهبان‬
‫ما عدته كالعادة‪.‬‬

‫ي ‪ -‬إذا مرض أحد من ا إلخوة‪ ،‬يذهبون به إلى المدينة من دون‬


‫أن يدخلوا بيوت المؤمنين ‪ ،‬بل مباشرة إلى المستشفى لئآل دشككوا‬
‫أحذ‪.١‬‬

‫ك — إذا أحس أحد ا إلخوة بأن أحدهم يبتذل أحد القوانين التي‬
‫أعلائها‪ ،‬فعليه أآل ينشر الخبر بين ا إلخوة ويشوشهم‪ ،‬بل أن يعمد‬
‫إلى دعوته ومحادثته ونصحه على انفراد كما قال الرب‪(( :‬إذا خطئ‬
‫أخوك‪ ،‬فاذهب إليه وانغرد به ووبخه‪ .‬فاذا سمع لك فقد ربحت‬
‫أخاك‪ .‬وإن لم يمع لك فخذ معك رجال أو اثتين‪( )) . . .‬مى‬

‫‪٢٧٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ : ١٨‬ه ‪ . ) ١‬وإن لم يسمع فيكون توبيخه أهام ا إلخوة جميعا ‪ .‬وإذا لم‬
‫يسمع ويصاح أمره فليكن غريبا عن إخوتنا ‪.‬‬

‫‪ -٢‬ترتيلة طفحة‬
‫تنسب إلى إبراهيم تبحة ترل في الطقس الكلدانى أيام الصوم‬
‫الكبير مطلعها ‪:‬‬
‫«التهم“ المجن لك‪ :‬هتلويا‪ .‬يا رب ازحفا‬
‫ممجد الك يا ردنا‪ ،‬ولك يليق أن نرفع المجن في كز يوم وإلى‬
‫‪،،‬‬ ‫األبد‪.‬‬
‫المجن للمسبح والتسبيح له ألته فتح أفوالهنا وسئح لنا أن نهئل‬
‫بتسابيحه ‪ ،‬وننشد بتسابيحه ونحمد بتسابيحه ‪٠‬‬

‫المجد لك أدها اآلب واالبن والروح القدس إلى األبد‪ .‬آمين‪.‬‬

‫يا ردنا ال يشع فمنا أن يؤدي الشكر لك والمديح والحمد على‬


‫نعمك‪ ،‬كز أثام حياتنا ‪.‬‬

‫أدها الرت الرحوم‪ ،‬حى علينا نحن المائتين واشملنا‬


‫برحمتك‪ .‬فال يتبرر أمامك أحد من األحياء المخلوقين‪ ،‬ألتك‬
‫أنك الذي أنثنتنا من الغالل‪ .‬أنك الله ولك يليق المئجد أبذ‬
‫الدهور»(‪.)١٢‬‬

‫(‪ )١٢‬الصالة الطقبة الكلدانية ‪ -‬الحوذرا‪ ،‬جزء ‪ ،٢‬صه‪.٦‬‬

‫‪٢٧٦‬‬
www.christianlib.com

‫المراجع‬
.١‫ه‬١-١٤٩‫ ص‬،‫ أدب اللغة اآلرامية‬-
. ١٧١‫ ص‬،٢ ‫التاريخ العردى‬ -
.٨٢—٨١‫ ص‬،‫الرؤساء‬ -
٠٤٤,٤٣ ‫ رقم‬،‫العثة‬ -
. ١٤ - ١٢ ‫ محى‬،‫القذيسون السريان‬ -
A. Voobus, Syriac and Arabic document, Stockholm, 1960, -
pp. 150-163.
Wassilios Klein Syrische Kirchenvater, Stuttgart, 2004, -
pp. 124-132.

٢٧٧
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)١٤‬‬
‫سهدونا‬
‫سيدونا (منتصف القرن السابح)‬

‫حياته(‪)١‬‬

‫إذ امم سهدونا أو مار طوريس (تصفير للفظة الشهيد)‪،‬‬


‫معروف في تاريخ كنيسة المشرق‪ ،‬يسبب ما تركه من مؤلفات في‬

‫(‪ )١‬مصادر عن حياته‪ :‬كتاب العثة‪ ،‬أليثوعدناح البصري رقم ‪ ،١٢٧‬طبعة األب‬
‫بيجان‪ ،‬بارص‪ ،١٩٠١ ،‬والترجمة العربية للقس (البطريرك) بولس شيخو‪،‬‬
‫الموصل‪١٩٣٩ ،‬؛ كتاب الرؤساء لتوما المرجى‪ ،‬طبعة األب بيجان‪،‬‬
‫باريس‪ ،١٩٠١ ،‬والترجمة العربية لألب ألبير أبونا‪ ،‬الموصل‪١٩٦٦ ،‬‬
‫(صه‪)٧٠-٩٦ ،٦٠-٩‬؛ رسائل أيثوعياب الحديابتي‪ ،‬طبعة دوفال‪،‬‬
‫باريس‪١٩٠٤ ،‬؛ التاريخ العردي‪ ،‬طبعة المطران أدي شير في‬
‫الباترولوجبا الشرقية‪ ،‬باريس‪١٩١٧,١٩٠٧ ،‬؛ أعمال سهدونا‪ ،‬طبعة‬
‫األب بيجان‪ ،‬باريس‪ ،١٩٠٠ ،‬وطبعة ده ماليه في ‪CSCO, 200-201‬‬
‫(‪ .)1960(, 214-215 )1960(, 252-253 )1960‬أتا في الدراسات الحديثة‬
‫فأفضل ما كتب عنه حثى اآلن هو دراسة األب ده هاليه بالرغم من أن‬
‫تدقيق الترجمة أحيانا ضروري ‪Martyrios - Sahdona, «La vie‬‬
‫‪mouvementee dun heretique de I’Eglise Nestorienne» (iOCP(, 24‬‬
‫‪)pp. 93-128; II. GOUSSEN, martyrios Sahdona’s, I^ben und ,)1058‬‬
‫‪Werke, I^ipzig, 1897.‬‬
‫وخالصات األدب السريانتي‪ ،‬وال سيما خالصة األب ألبير أبونا‪ ،‬أدب اللغة‬
‫اآلرامية‪ ،‬بيروت‪ ٠١٩٧* ،‬والخوري بطرس عزيز (المطران)‪ :‬مار سهدونا‪:‬‬
‫ترجمته وتأليفه‪ ،‬المشرق ‪ ،)١٩٠٣( ٦‬ص‪.٨٤٩-٨٤٤‬‬

‫‪٢٧٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫األدب الروحى‪ .‬وبخصوص حياته‪ ،‬قلما نجد في مؤلفاته معلومات‬


‫سيروية واضحة عنه ‪ .‬يذكر في كتاب السيرة الكاملة أته اس أرملة‬
‫ميحية مؤمنة وتقية‪ ،‬استطاعت أن تفرس ا إليمان في قلبه‪ ،‬وأن‬
‫تقوده الى الحياة الديرة منذ فجر شبابه‪ ،‬الرد;‪ ،‬لبس الثوب‬
‫الرهبانى‪ ،‬وأته استمر في التردد إليها حش بعد ذلك‪(( :‬أني التي‬
‫كانت تكرم الله وس أجله رذلت العالم وعذته نفاية‪ ...‬كانت تقول‬
‫لي وا‪ :‬يا بني خير لي أن أموت من أن أحيا‪ ،‬إذا رأيتك‪ ،‬ال سمح‬
‫الله‪ ،‬أسير محية العالم كبقية الناس)) (طبعة بيجان ‪ .)١٢-١١‬ثم‬
‫عرف ناسكة اسمها ((شيرين)) يمتدحها كثيرا (هس‪ )٧‬ويقول إته كان‬
‫يتردد إليها لالسترثاد وكان عمرها ثمانين سنة‪(( :‬إئي كنت أذهب‬
‫إليها مرارا ألنال مدها البركات)) (ص‪.)١٠-٨‬‬

‫ولد سهدونا في قرية هلمون أو حلمون على بعد أربعين كيلومترا‬


‫غرب مدينة ا لعمادية أيام الشاه كسرى الثاني أبرويز (‪،)٦٢٨,٥٩٠‬‬
‫وتلثى تعليمه ا ألول في دير مار إيثاالها‪ ،‬بضاحية مدينة دهوك‪،‬‬
‫وواصل تحصيله العلمي العالي في مدرسة نصيبين الشهيرة‪ ،‬ولريما‬
‫كان راهيا نا ذرا‪ ،‬إذ نراه في دير ((بيث عابي)) بين العامين ه ‪٦٢٠ - ٦١‬‬
‫يلبس الثوب الرهباني‪ ،‬من يد ا لمؤسس يعقوب نفسه‪ .‬وفي العام‬
‫‪ ٦٣٠,٦٢٩‬اختير أسقعا ألبرشية ((ماحوزي داريون)) التابعة‬
‫لمترابوليتية بيث كرماي‪ .‬ونشاهده فوق العادة في عداد الوفد الذي‬
‫أرسله الغرس العام ‪ ،٦٣٠‬برائسة البطريرك أيشوعياب الثاني‪ ،‬لعقد‬
‫معاهدة السالم مع الرومان( >‪ .‬ولكن ما إن عاد األسقف الجديد إلى‬

‫(‪ )٢‬يذكر المستغرق أندريه ده هاليه أن سهدونا خئف على ماحوزي بين ‪٦٣٥‬‬
‫و‪( ٦٤٠‬مقدمة اليرة الكاملة‪ ،‬جزء ‪ ،١‬ص‪ ،٤‬ومنه اقتبس ده أوربينا‪،‬‬
‫الباترولوجيا الريانية ‪ .)١٤٦‬وهذا التاريخ ال يتماشى والواقع‪ ،‬وكون‬
‫سهدونا يرافق‪ ،‬بصفته أسقعا‪ ،‬الجاثليق أيثوعياب الثاني الجدالي العام=‬

‫‪٢٨٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫كرسيه حتى راح يعلن جهارا اتجاهه الالهوتي المسيحانى‪ ،‬ما أثار‬
‫سخط السلطة الكئسية الرسمية التي عدته خارجا عن تعليمها‬
‫المألوف‪ .‬فعقد البطريرك (مار أمه) مجمائ في دير شمعون بقرب‬
‫السن( )‪ ٠‬وقرر خلعه ونفيه إلى الرها‪ ،‬حيث عاش زاهدا وحداي‪،‬‬
‫إال أته لم يبق طويال هناك‪ ،‬بل عاد إلى ا لمنطقة‪ ،‬ملييا دعوة مؤيديه‪،‬‬
‫وعادت ا ألزمة ثانيه إلى الكنيسة( ‪ .‬وحالما تبوأ أيشوعياب الثالث‬
‫السنة البطريركية‪ ،‬قام بحرم سهدونا‪ ،‬عادا إياه ((هرطوي)) ‪ .‬ونفاه إلى‬
‫الرها حيث قضى سني حياته في النسك والكتابة ‪.‬‬
‫يذكر نوها المرجى؛ نقال ض جبرائيل نورتا؛ رئيس دير بيث‬
‫عابي الخامس‪ ،‬إذ جبرائيل سافر بنغه إلى الرها إلقناع سهدونا‬
‫بالتراجع والعودة ولكن سدى‪:‬‬
‫((لتا طرد سهدونا الشقى من ا لكنيسة ‪ ،‬ا ضطررت أنا جبرائيل ‪،‬‬
‫بغيرة نغسي المئقدة‪ ،‬إلى المضي إليه إلى الرها)) (الرؤساء‪،‬‬
‫ص‪.)٦٨‬ومات نحو ‪٠٦٤٩‬‬

‫تآليفه‬
‫لقد وصل إلينا‪ ،‬من مؤنفات سهدونا‪ ،‬كتاب واحد وخمس‬
‫رسائل‪ .‬أتا المؤنفات ا ألخرى ‪ -‬التي يذكرها المرجي ‪ -‬فقد‬
‫ضاءت(‪.)٠‬‬

‫= ‪ ٦٣٠‬في بعثة رسمية للمساعي الحميدة في مصالحة الغرس والرومان‪ .‬طالع‬


‫الرؤساء لتوما المرجى‪ ،‬ص‪ ٦٧‬؛ دور رائسة كتية المشرق في العالقات‬
‫الدبلوماسية بين الغرس والرومان (بالغرنسية)‪ ،‬بارس‪ ،١٩٨٦ ،‬ص‪.١٢٣‬‬
‫(‪ )٣‬الن بلدة في بيث كرماي تقع عند مصج‪ ،‬الزاب الصغير في نهر دجلة‪.‬‬
‫(‪ )٤‬طايع رسائل أيثوعياب الثالث‪ ،‬طبعة دوفال‪ ،‬رقم ‪٢٨‬؛ ا ألب ألبير أبونا ‪،‬‬
‫تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية‪ ،‬جزء ‪ ،٢‬بيروت‪ ،١٩٩٣ ،‬ص‪.٦٤‬‬
‫(ه) الرؤساء‪ ،‬ص‪ ٦٠‬و‪ ٦٩‬حيث يذكر توما أن سهدونا كتب سيرة مار يعقوب =‬

‫‪٢٨١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪-١‬كتاب السيرة الكاملة(‪)٦‬‬

‫على األرجح يعود تأليف هذا الكتاب إلى الفترة التي كان فيها‬
‫سهدونا راهبا في دير ((بيث عابي))‪ ،‬وتلتح اليرة الكاملة إلى أن‬
‫عمره كان ثما نتي وعشرين سنة لتا كتبه ‪ ،‬بناء على طلب رهبا ن ديره‬
‫أو آخرين إلرثادهم وتوجيههم في حياة الزهد والجهاد‪(( :‬أطلت‬
‫منك يا يسوع‪ ،‬طبيب نفوسنا ا لصا لح ‪ ،‬أن تنظر إلتي من علياء‬
‫مقدسك وأن تعضدنمبه ورحثصني برحمتك ‪ ٠ ٠ .‬فها اذ الشرير‬
‫يأسرني بضراوة‪ ،‬وال أستطيع الدنو منك بدموعي‪ . . .‬فاسند عجز‬
‫توبتي‪ ،‬وا نظر من مكنك إلى تواضع نغسي‪ ،‬فها لي ثمان وعشرون‬
‫سنة ملقى في مرض جد الخطيئة الذي شفيته بجسدك)) (بيجان‪،‬‬
‫ص ‪ ٠ ) ٤٦٨‬ويعكس الكتا ب خبرة شخصبة مستنيرة عارفة بدقائق‬
‫الحياة ا لرهبا نبة من جمع أوجهها ‪ .‬وطروحاته تدل على تأصل‬
‫ا لروحا نبة ا لرهبا نبة فيه‪ .‬يقول عنه توما المرجتي‪(( :‬وقد هام با لسيرة‬
‫الفضلى على النفس في قراراتها‪ ،‬وذلك واضح للعيان من المعاني‬
‫الرفيعة المتضئنة في التآليف التي وضعها في السيرة النسكبة))‬

‫=مؤشس دير بيث عابي وأته استعمل هذه السيرة التي يمتدح أسلوبها ‪ .‬هذا‬
‫يعني أن مؤنفاته كانت ال تزا ل موجودة في أبام توما (القرن التاسع)‪.‬‬
‫‪A, DEHALLEUX, «Martyrius (Sahdona) Oeuvres spiri-tuelles», I.‬‬
‫‪Livre de perfection, in csco 201 (Syri 87 Louvain, 1960, p.m‬؛‬
‫طالع أيثا أدب اللغة اآلرامبه‪ ،‬األب ألبير أبونا‪ ،‬بيروت‪ ،١٩٧٠ ،‬ص‪٠٢٧٢‬‬
‫(‪ )٦‬طبعة اآلب بيجان في باريس العام ‪ ،١٩٠٢‬وليى هناك اختالف في ترتيب‬
‫الفصول مع طبعة األب ده هاليه وترجمته إلى الغرنبة ضمن سلسلة جمهرة‬
‫الكتبة الميحبين الثرقبين في ثالثة أجزاء وحب‪ ،‬بل تكميل لبعض ما‬
‫ينقعى طبعة بيجان ‪-٢٥٢ ،)١٩٦١( ٢١٥,٢١٤ ،)١٩٦٠( ٢٠١-٢٠٠‬‬
‫‪ ،)١٩٦٥( ٢٥٣‬لوفان‪ ٠١٩٦٠ ،‬بعض فصول الكتاب ناقعة ربما يبب‬
‫تلف المخطوطات‪ ،‬كذلك الرسالة الخامسة تنتهي في الحكمة السادسة‪.‬‬

‫‪٢٨٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(الرؤساء‪ ،‬ص‪ .)٦١‬ينقم الكتاب إلى جرن‪ :‬األزل كان يضم‬


‫اثنين وعشرين ف و‪.‬زال ‪ ،‬والثاني أربعة عشر فصأل ( حا ليا ا لمتبقي‬
‫بحب طبعة بيجا ن وده هاليه‪ :‬األول خمسة والثاني أربعة عشر) ‪.‬‬

‫يتناول الفصالن األول والثاني السلوك المسيحى الذي ترئبه‬


‫المعمودة أو الوالدة الجديدة‪ ،‬لذا يحرض على عيش الفضيلة ‪.‬‬
‫ويدعم تعليمه بأمثلة مقتبسة من حياة آباء الكتاب المقنص والقذيسين‬
‫األذلين‪ .‬جاء الفصل الثالث والراه بمثابة مدخل إلي السيرة الكاملة‬
‫((‪b . <١*nrtg‬كًا عاثًا» بحسب نظام الديرين والمتوحدين‪ .‬أتا‬
‫الفصول الباقية فكل منها يتناول فضيلة معينة أو ممارسة متمززة‪،‬‬
‫مثل‪ :‬ا إليما ن‪ ،‬الرجاء‪ ،‬المحسة‪ ،‬نبذ العالم‪ ،‬العقة‪ ،‬الصوم‪،‬‬
‫الصالة‪ ،‬التوبة‪ ،‬التواضع‪ ،‬الطاعة‪ ،‬الثبات‪ ،‬الفطنة‪ . . .‬وكز فصل‬
‫من هذه الفصول يؤلف محاضرة روحية‪ ،‬يعرضها بأسلوب مشوق‬
‫حميمى‪ ،‬مشمع بصور كتابية وبنفس صوفى آسر ‪.‬‬

‫يضلم الكتاب‪ ،‬إلى جانب الموضوعات الرهبانية‪ ،‬طروحات‬


‫مسيحانية‪ .‬فسهدونا يقول د ((أقنوم واحد وطبيعثين في المبح)) وفهم‬
‫أئه خلقيدونى (!) وهذه المصطلحات تتعارض بالطع والقانوذ‬
‫المألوف فى كنيسة المشرق القائل ب (( طبيعيين وأقنومين فى شخعس‬
‫واحد))‪.‬‬

‫‪ -٢‬الرسائل(‪)٧‬‬
‫إلى جانب هذا الكتاب‪ ،‬لسهدونا خمس رسائل ومجهها إلى‬
‫رهبان أصدقاء‪ ،‬يتناول فيها موضوعات روحية متنوعة‪ .‬عموائ يحذر‬
‫فيها ا لرهبا ن من ا لتجوا ل لريما بسيب حركة ا لمصمتين أي ا لغال ة‬

‫(‪ )٧‬نشرها األب بيجان ملحقا لكتاب السيرة الكاملة العام ‪. ١٩٠٢‬‬

‫‪٢٨٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫النشطين في هذه الفترة (األولى)‪ .‬ويدعوهم إلى التحثظ في‬


‫عالقاتهم بالعلمانيين (الثالثة) ويذكرهم بأركان الحياة التصوفية‬
‫(الخامسة)‪ .‬ويأسف لسقوط بعضهم‪ ،‬كما ويلحق الخامسة بأقوال‬
‫حكمية‪.‬‬

‫الهوته‬
‫‪-١‬الحياة المكرسة‬

‫تقدم إلينا كتابات سهدونا معطيات قيمة حول التنظيم الرهبانى‬


‫في كنيسة المشرق ‪ ،‬كما اختبره هو بنفسه في بدايات القرن السادع ‪.‬‬
‫ويميز نوعس من الرهبان‪ :‬الديرين (عث) والمتوحدين (به)‬
‫(راجع بينات أفرا ها ط الحكيم)‪ .‬يعارض المؤلف مثال ا لدير أو‬
‫ا لحيا ة المشتركة بمثا ل حياة التوحد في عيش ا لفضيلة وا لكما ل‪،‬‬
‫ويرى أته من الضروري أن يمر الراهب أوال بحياة الدير‪ ،‬قبل أن‬
‫ينتقل إلى التوحد‪ ،‬الختيار التناغم الخصب بين النظري والعلمى‬
‫‪ . Theoria/Praxis‬آنذاك يسطع أن يحقق معنى التوحد‪(( :‬أفي معنى‬
‫لهذا النمط‪ ،‬أي التوحد الكامل‪ ،‬غير االتحاد الكامل بالله؟ أن نكون‬
‫وحداين يعني أن نتشبله بالله الواحد وعه في كن شيء ونبقى في‬
‫رفقته وحده)) (بيجان‪ ،‬ص‪. )٤٧‬‬

‫إذ اتجاه سهدونا ومعظم الرهبان ا لمشارقة اتجاه ثنائى‪ :‬الجسد‬


‫بؤرة شر وفساد‪ ،‬والروح هو العنصر الخالد الذي يجب تنقيته‪ ،‬من‬
‫خال ل تحييد ا لجسد باإلماتات وتشفيفه‪ ،‬في سبيل إطالق ا لروح‪،‬‬
‫والحصول على روحانية عميقة (من الروح القدس)‪ .‬يقول‪(( :‬إذ‬
‫الهواء الذي نستنشقه يتنقى لتا نرذل ا لجد‪ ،‬ونحتقر روائحه ا لطيبة‬
‫التي تجرنا إلى األعمال القبيحة‪ .‬وعندما يتعلئع (المتوحد) إلى فوق‬

‫‪٢٨٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إنما ينتزع عن الجد‪ ،‬ويرتفع سرا إلى روح الله ويمتلئ رائحه‬
‫روحية‪ . . .‬وهكذا يغدو اإلنسان روا كال في الكز‪ .‬ويسكن في‬
‫العلى مع الله ويسكن الله في عمق قلبه المتواضع» (بيجان‪،‬‬
‫ص‪ . )٣٧‬على أي حال‪ ،‬يقذم إلينا سهدونا تفاصيل دقيقة عن تنظيم‬
‫الحياة الرهبانية‪ ،‬كما كانت قائمة في زمانه‪ ،‬وبا إلمكا ن مقارنتها‬
‫‪.‬‬ ‫بمعطيا ت كتاب الرؤساء لتوما المرجي وكتاب يوسف بوسنايا‬
‫فالراهب مثال يطيل صوم المؤمنين إلى صوم دائم وال يتناول إآل‬
‫وجبة واحدة عند الغروب‪ ،‬تقوم على الخبز والماء الزالل (الرسالة‬
‫الرابعة)‪ .‬والصلوات ‪ -‬الفرضية ‪ -‬تشمل أوقات‪ :‬الغجر والغروب‬
‫والليل (الرسالة الرابعة)‪ ،‬ويذكر ليترجيا ا ألحد والتدرج الرهبانى‪:‬‬
‫المبتدوئن والمرشدون والتأتليون والخدم( )‪.‬‬

‫أتا األنماط الرهبانية فهي‪:‬‬

‫الديريون ‪ ،‬يعيشون حيا؛ مشتركة‪ ،‬أؤ‪ ،‬فى دير وبحسب قا نوي‬


‫‪٠‬‬ ‫■‬ ‫س‪.‬‬

‫المتوحدون ‪ .‬إلهم على مثا ل المسمح الوحيد والتمية مقتبسة‬


‫من لفظة سريانية تعني واحد أحد بمعنى التوحيد في كل شيء (طبعة‬
‫بيجان‪ ،‬ص‪ ،)٤٧‬يسكنون في أكواخ أو مغاور محفورة في‬
‫الصخور‪ .‬يأتون إلى الدير في فترات متفاوتة (البت وا ألحد) ‪ .‬وال‬
‫يزال جبل القوش ومنطقة دهوك وزاخو في العراق‪ ،‬مملوءة بمائت‬

‫(‪ )٨‬الرؤساء‪ ،‬ص‪٧٠‬؛ وتاريخ يوسف بوسنايا الذي نثره ا ألب يوطأ شابو في‬
‫باريس‪ ، ١٩٠٠ ،‬ص‪ . ١٧٧‬وقام بنقله إلى العربية األب يوحنان جوالغ‪،‬‬
‫بغداد‪٠١٩٨٣ ،‬‬
‫(‪ )٩‬لهم زي خاض (اعباء ة سوداء ورأسهم محلوق على هيئة إكليل)) ‪ ،‬الرؤساء‪،‬‬
‫ص’‪.٢٩‬‬

‫‪٢٨٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫القاليات ((الصوامع)) المنحوتة بتغئن في الصخر‪ .‬ويذكر بين‬


‫ا لوحدا نين؛‬
‫‪ -‬العنا ويم‪ :‬أي الفقراء‪ ،‬يصفهم سهدونا بكونهم يقتدون‬
‫بالمالئكة ويسكنون أديارا مبنية على أسمائهم (بيجان‪ ،‬صه)‪.‬‬

‫‪ -‬البكاؤون ‪ :‬إذ ا آلباء ا لمثارقة يؤكدون أن الدمع ممارسة‬


‫توبوية متميزة‪ .‬يقول سهدونا ‪(( :‬على الراهب أن يعتمد معمودية ثانية‬
‫بدمع التوبة على خطاياه‪ ،‬وينع عنه العالم الذي فيه‪ ،‬ويميت اإلنسان‬
‫العتيق مع كق شهواته‪ ،‬ويغدو غريبا عن كن المنظورات‪ ،‬وإال فهو ال‬
‫‪.‬‬ ‫يستحق أن يسلك في هذا المضمار)) (بيجان‪ ،‬صه‪)١‬‬

‫‪ -‬الغرباء‪ ،‬ويصفهم سهدونا بأتهم ((غرباء عن العالم ومتحدون‬


‫بالله)) (بيجان‪ ،‬ص‪.) ()١٣‬‬

‫‪ -٢‬روحانيته‬
‫مفهوم اإلنسان‪ :‬في نظر سهدونا‪ ،‬يقوم ا إلنا ن هذا على كونه‬
‫مخلوقا على صورة الله (( ‪£‬له‪ ، ))٢‬وهي صورة ثابتة قابلة للتغيير‪.‬‬
‫وينبغي أن تحاط باال حترام والتقدير في حين أن المثال اسطما يقوم‬
‫على التشبه الخلقى أي التختق بأخالق الله‪ ،‬يقول‪ (( :‬لتكن محبتنا‬

‫(‪ )١٠‬يتقل توما المرجي قول الرهبان الشيوخ بشأن مكانة الدمع في حياة المتوحد‬
‫قائال ‪(( :‬يا بتي إذ الدموع أرض الميعاد‪ ،‬فطالما ليس للمرء هذه الدموع‪ ،‬فهو‬
‫يير مع بتي إسرائيل في البرة‪ ،‬ولكن حينما يحعل على (موهبة) الدموع‪،‬‬
‫يكون قد دخل أرض الميعاد)) (الرؤساء‪ ،‬ص‪.)٢٣٦‬‬
‫(‪ )١١‬يذكر توما المرجي أنمالما أخرى للوحدا نسين معاصرة له‪ .‬الحبساء (مرغ ‪، ٣٣‬‬
‫‪ )٣٧‬والعمودين (ص‪ ،)٢٨٦ ،١٤٤‬واألبيليين أي الحزاني (ص‪،)٤٣‬‬
‫والمهدين أو الساهرين (ص‪ ،)١٨٦‬وال ذكر ألديار الناء ما عدا دير‬
‫هند الصغرى في الحيرة‪ ،‬على ا ألرجح ألسباب أمنية‪.‬‬

‫‪٢٨٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫للجمع فياضة لألخيار واألشرار على مثال الله ا لذي ينزل مطره على‬
‫األبرار وا ألثمة (مثى ‪ ،)٤٥.٠٥‬فال نحين األقرباء ونكره األعداء‬
‫كسئة ضيقة‪ ،‬وال نحبئ الذين يحبوننا ونهمل الباقين‪ . .‬بل لنبرهن‬
‫عن محيتنا للجمع‪ ،‬ونكرم صورة الله فيهم)) (‪ ٢١٣‬اج ‪ ، ٢‬ص‪- ٤٩‬‬
‫‪ .‬ويدعو إلى الثقة الكاملة بالله المهتز با لخليقة وبا إلنما ن‬ ‫‪)٥٠‬‬
‫الذي هو صورته ومثاله‪(( :‬كم با ألحرى (يهتم بكم) أنتم المخلوقون‬
‫على صورته الحية ومثاله الناطق)) (‪/٢٢٩‬ج‪ ،٢‬ص‪ .)٦٢‬في نظر‬
‫سهدونا ‪ ،‬كما هي الحا ل عند يعقوب السروجى‪ ،‬تكون الصورة ثابتة‬
‫ال يمكن محوها ‪ ،‬أما ا لمثا ل فهو متحرك‪ ،‬ينمو أو يذبل بقدر ما‬
‫يعيش ‪,‬لخير أو الشر(‪.)١٣‬‬

‫هذا الطباق لم يقتبه المؤتف من ثنائية أفالطون‪ :‬عالم ا لئثل‬


‫وعالم الحواسن‪ ،‬بل هو نا بع من ثنائية بولس ا لرسول‪ :‬الجسد‬
‫والروح‪ .‬في نظره‪ ،‬إذ ما يرثه البشر عن األجداد هو بالضبط جرح‬
‫التقتبات الذي يجعل كل جيل يجذد بدوره خطيئة آدم‪ ،‬ويكون‬
‫بالتالي قد ا ستحق حكم ا لموت‪ ،‬أي ا لطرد من ا لغردوس‪ .‬يقول‪:‬‬
‫((ليحش كل إنما ن التوبة‪ ،‬هذا الدواء الذي يحتاجه كل أبناء آدم‪،‬‬
‫ألته سرى إلى الجمع جرح ا لخطيئة ومعه حكم الموت الذي‬
‫استحثه‪ ،‬ألن الجمع في كل األجيال يخطأون ولو أن خطيئتهم ال‬
‫تثبه معصية الشريعة)) (‪٣١٤-٣١٣‬ج‪ ،٢‬ص‪.)١٤()٣٠‬‬

‫(‪ )١٢‬الرقم ا ألول يعود إلى طبعة بيجان واخترتها ألتها معروفة في أوساطنا ينطاق‬
‫أوسع‪ ،‬والرقم الثاني يشير إلى ترجمة ده هاليه‪.‬‬
‫(‪ )١٣‬قارنه بما يذكره يعقوب السروجى سابقا‪.‬‬
‫(‪ )١٤‬إته متأتر بثيودورس المعقيصق إذ عنه آباء كنية المشرق يمثابة معلمهم‪،‬‬
‫طالع‪R. DEVREESSE, Essai sur Theodore de Mopsueste (Studi e :‬‬
‫‪Testi, III), Vatican, 1984, pp. 13-14.‬‬

‫‪٢٨٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ال يتكلم سهدونا على أهواء إال عابرا ‪ ،‬ولكته يميز بين أهواء‬
‫ا لجسد (نم) وشهوا ت ا لنفس ‪٦‬ههك‪(( ٠ ٢‬أي هوى جدي شرير‬
‫يمكن أن يسري في التائب الصادق ؟ إذ هوى الجنس مع كن ما‬
‫يرافقه قد انطفأ في جده المعذب والمنهك بجهاد التوبة‪ .‬كما أته‬
‫ال يمكن آن يشؤشه ا لهوى من خالل ا لنظر ‪ ،‬فهو ال يقدر أن يشبعه‬
‫من مشاهدة ا لناس بسبب خجله العفيف ‪ . ٠ .‬كذلك ال يتشوش من‬
‫الداخل فالشهوة قد ماتت فيه ببب التعب‪ ،‬وأحالمه زالت بسبب‬
‫الخوف النابع من التفكير بالدينونة)) (‪/٣٣٨‬ج‪ ،٢‬ص‪.)٤٨‬‬

‫إذ العنصر ا ألمامش الذي يغذي هذه الشهوات هو الخيرات‬


‫المادية‪ ،‬وإغراءات المائدة وإغراءات الجد التي تلج في الغرد من‬
‫خالل الذاكرة والخيال‪(( :‬كثيرون هم الذين يهتمون بجمع مواد‬
‫لحياتهم‪ ،‬وتكديس األشياء فوق بعضها البعض وخزنها‪ ،‬معتقدين‬
‫أن ذلك أمر اعتيادي‪ ،‬إال أن جمع المواد الصغيرة أكثر من الحاجة‪،‬‬
‫هو — كما أظئ — دليل على الجشع والمحية المفرطة لألمور‬
‫الزائلة‪٦()). ..‬ه‪/‬ج‪،٢‬ص‪.)٢٢‬‬

‫ليس للشهوة قيمة خلقية‪ ،‬إال حينما ترتبط باإلرادة‪ ،‬آنذاك تصبح‬
‫رذيلة أو فضيلة‪ ،‬أما إذا كانت عفوية أي غير واعية فال قيمة لها ‪:‬‬
‫((فلنجتهدن إذن في الثبات على ا لصوم‪ ،‬كما عتمنا ئحيينا ‪ ،‬بدون أن‬
‫نترك ا لشهوة تستعبدنا ‪ .‬ولتا نكون متألمين جدا من الجوع يهون‬
‫علينا التغلى على الشهوة ونتحئل جوع السيد لما نفذيه بحسب‬
‫حا جته من دون هوى شهوانتي ‪ .‬أسمي الشهوة عندما يرخي ا إلنسا ن‬
‫العنان لألفكار الشريرة‪ ،‬أو يتيه في تمتيات المتعة)) (‪/٢٦٤‬ج‪،٢‬‬
‫ص‪.)٨٧‬‬

‫من كن ما سبق نستنتج أن روحانتة سهدونا تقوم على طباق‬

‫‪٢٨٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بولس‪ ،‬أي اإلناي ((الخارجي والداخلى))‪ ،‬وأن الممارسات التي‬


‫يقوم بها الراهب من صالة وزهد وتضحية وتوبة ومحاربة الشهوات‬
‫ليس لها إآل قيمة نسة‪ ،‬فهي تعذ اإلنسان الداخلي لتنفتح فيه ((ثمار‬
‫الروح)) أي الفضائل الكاملة‪ :‬اإليمان والرجاء والمحية (طايع‬
‫الفصل الثاني من الجزء الثاني من السيرة الكاملة والرسالة‬
‫الخامسة)‪ .‬والمحبة تؤمن حضور ا لثا لوث ا ألقدس في ا لنفس‪،‬‬
‫وآنذاك يكون قد وصل حقيقًا إلى ذروة الكمال ‪ .‬لذلك يتكتم سهدونا‬
‫على ارتقاء الراهب إلى االئحاد الصوفى (بالمريانية رازانايا‪ ،‬أي‬
‫ا لتوعل في معرفة سر ‪ -‬حقيقة ‪ -‬الله) ويبتعد بالتالي عن مفهوم‬
‫إذغبيوس البطى (‪ .)”()Theoria‬ويعطي القب األولوؤ على‬
‫العقل أو أقئه بينهما تعارض‪ .‬ولغا يكون القلب مستنيرا بالمعرفة‬
‫يتكثف الحت‪ ،‬بدوره‪ .‬إذ االرتقاء غير المنقطع هذا يرفع النفس إلى‬
‫الله‪ ،‬ويحصل الراهب بالتالي على السكينة (شليا)‪ ،‬ويصل الحب‬
‫إلى هدفه‪ ،‬ويستحيل التعبير عنه‪ ،‬وتبدأ الرؤية تنجلي وتتنقى حالما‬
‫تنسكب في النور ا إللهي وينكشف وجهه البهى‪(( :‬ال يسلم الله ذاته‬
‫إال إلى القلب الطاهر‪ ،‬والقلب الطاهر هو وحده قادر على مشاهدة‬
‫الله من خالل اإليمان)) (‪/١٦٢‬ج‪ ،٢‬ص‪ ،)١٣‬و((إذ حكمة الكاملين‬
‫الصوفية (السرية ‪ -‬رازانيتا) تقوم على سر الله‪ ،‬وال يستطبح غريب ما‬
‫أن يقترب منه‪(( :‬إذ مزي لي)) يقول الرب‪(( ،‬إذ السر لي‪ ،‬إذ السر‬
‫لي ولبني بيتي))‪(( .‬إذ الذي يدخل إلى بيت الله (بيتايوثا ‪ -‬حميمية)‬
‫وليس نصا بما يكفي‪ ،‬ليغل ذاته بالنقاء‪ ،‬حثى يغدو نيرا برؤية الله‬
‫وسماع كلماته اإليمانية‪ .‬وليقف على سفح الجبل‪ ،‬ألله غير قادر‬
‫على استيعاب كق الكالم على الله‪ ،‬وليحافظ على الرؤية ولو من‬

‫(‪ )١٥‬طابع ترجمة ده هاليه‪ ،‬المقنمة‪ ،‬وس ‪ ،١٢‬الهامش ‪.٨١‬‬

‫‪٢٨٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بعيد ‪ .‬فإله يقدر أن يستقبل قبتا من نور مجده‪ ،‬وأن يسمع صوته من‬
‫بعيد‪ ،‬وليتهذب تماتا بقرب من تستق جبل اإليمان ووصل إلى الله‬
‫بفضل نقاوته العظيمة‪ ،‬وأن يستتر معه من خالل الغمامة إلى أن‬
‫يشرق عليه النور ‪ ٠‬وعندما يتهذب يقدر أن يقود ا آلخرين إلى هذا‬
‫االختبار)) (ص‪٩‬ه‪/١٦٠-١‬ج‪ ،٢‬ص‪.)١١/١٠‬‬

‫((ويكون قلبهم قد حصل على السالم الدائم في عمق الخلوة في‬


‫الصحراء حيث يصعب أن يقبلوا أقل تشويش‪ ،‬وحثى صوت‬
‫العصفور الطائر ال يقدر أن يسرقهم سكينتهم‪ .‬إدهم يتًاتلون من دون‬
‫انقطاع في ا ألمور اإللهية‪ . . .‬لذا يليق أن يفيض عليهم الرب‬
‫السكينة)) (ص‪/١٠٢‬ج‪ ،٣‬صه‪.)١١‬‬

‫‪-٣‬آراؤه الالهوة‬
‫إذ الفصل المخصص لإليمان‪ ،‬من كتاب السيرة الكاملة‪ ،‬بحن‬
‫منهجى منسق‪ ،‬نادرا ما نجده عند آبائنا المشرقيين‪ .‬ويتمبع الكاتب‬
‫يشفافية وروحية عميقسن؛ فهو ال يئهم أحذا وال يتهجم على أحد‪،‬‬
‫وال يذكر امم أحد بأته هرطوقى‪ ،‬بل ما يعرضه‪ ،‬كما يقول‪ ،‬هو‬
‫إيمان الكنيسة المقدسة المستم إليها من الرب‪ ،‬أو الذي نقله الكتاب‬
‫المقذس والرسل واآلباء (ص‪/١٧٤-١٧٣‬ج‪ ،٢‬ص‪.)٢٢‬‬

‫أ ‪ -‬ثالوثه‬

‫شروحاته مفيدة لمعرفة تاريخ ا لال هوت ا لمشرقي ‪ .‬تعليمه في‬ ‫‪.‬‬
‫الثالوث ثابت‪ ،‬وهو شه المتنا قل في الكنائس كاقه‪ .‬وجود الله أمر‬
‫ثابت وكذلك أقانيمه وصفاته وأفعاله‪ .‬ومعرفته فطرية في اإلنسان‪.‬‬
‫إتها في ضميره ((ترعيثا)) ‪ .‬فكل الناس يؤمنون بوجوده‪ ،‬وهذا من‬
‫الناموس الطبيعى ((ناموسا كيانايا))‪ .‬ولكئ المعرفة الحق تًاتينا من‬

‫‪٢٩٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الوحي‪ ،‬الكتاب المقذس (ص‪٨‬ه ‪ ٩-١‬ه ‪/١‬ج‪ ، ٢‬ص‪ . ) ١٠ -٩‬يعتقد‬


‫سهدونا أن وجود الله حقيقه مسلم بها وال يمكن إآل قبولها من دون‬
‫نقاس أو فحصى‪ ،‬شأنه في ذلك شأن المشارقة في حسهم العميق‬
‫لسر الله وسمؤه (‪ ١٧٣‬اج ‪ ،٢‬ص‪ .)١٣‬فيؤكد أته‪« :‬ليس في وسعنا‬
‫سوى أن نؤمن بوجوده‪ ،‬وبوجوده الجوهري وباسمه الذي منذ‬
‫ا ألزل)) (ص ‪ ١٦٠‬اج ‪ ، ٢‬ص‪.)١١‬‬

‫إذ أقا نيم الثالوث متساوية وغير منقمة وهي‪ :‬ا آلب واالبن‬
‫والروح القدس‪(( :‬يبقون مئحدين من دون فصل‪ ،‬ولكن ليس من دون‬
‫تمرز وال يحصرهم شيء‪ . ٠ .‬يا للعجب العجاب‪ ،‬إتنا نؤمن بالله‬
‫الواحد األحد‪ ،‬ونعترف بالوقت نفسه بأته الثالوث‪ ،‬من دون أن‬
‫نزيل الوحداسة‪ ،‬كما أتنا باعترافنا الوحدانية ال نالشي الثالوث‪ .‬إذ‬
‫وجود إله واحد يعني وجود أقذومص واحد‪ ،‬كما أن وجود ثالثة أقانيم‬
‫ال يؤدي إلى وجود ثالثة آلهة‪ .‬إذ الطبيعة ا إللهرة واحدة ومتمرزة ‪. . .‬‬
‫وليس من حئنا أن نفحص لماذا هي هكذا ألن موضوع الله ال‬
‫يدرك‪/١٦١(»...‬ج‪،٢‬ص‪.)١٣-١٢‬‬

‫في الصفحة نفسها يستشهد بمئل الشمس المألوف‪ :‬القرص‬


‫والحرارة والنور‪ ،‬ثالث حقائق متميزة لكتها شمس واحدة‪.‬‬

‫وكبقية الشرقين‪ ،‬يرى سهدونا أن الله ا آلب هو مصدر ا البن‬


‫والروح‪ ،‬وأن الروح القدس ينبثق من اآلب‪ ،‬وليس كما نجده لدى‬
‫ا آلباء الغربين ((ينبثق ض ا آلب وا البن))‪ .‬يقول‪(( :‬إذ ا آلب موجود ض‬
‫دون بداية وعئة‪ .‬إته الوالد — المصدر — منذ ا ألزل؛ وا ال بن مولود منه‬
‫بالجوهر‪ ،‬وكذلك الروح القدس منبثق منه منذ ا ألبد‪ ،‬إذ ا آلب غير‬
‫مولود وغير منبثق ألته المصدر‪ .‬وإذ االبن ال يلد وال ينبثق ألته‬
‫مولود‪ ،‬وإذ الروح القدس ينبثق فقط وليس والذا وال مولودا‬

‫‪٢٩١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(ص‪/١٦٣-١٦٢‬ج‪ ،٢‬ص‪ ،)١٣-١٢‬وهذا ال يعتي وجود فاصل‬


‫زمني بين هذه العميات اإللهية‪ ،‬كونها عمدة أزلية (الصفحة نفسها)‪.‬‬

‫ب ‪ -‬مسيحا سته‬
‫تختلف مسيحا نية سهدونا عن التعليم الرسمى المألوف في‬
‫كنيسته‪ ،‬ولكته يبقى في الخن الكتابي واألنطاكتي‪ ،‬أي الخط‬
‫التاريخى التصاعدي‪ ،‬فا لمسبح هو ((كلمة الله وصورته وابنه الوحيد‪،‬‬
‫وهو كامل في كل شيء مثل اآلب والروح القدس‪ .‬الشى نفه حبا‬
‫بأبيه ومحجة بنا ‪ ،‬آخذا من جنسنا صورة العبد أى طبيعة كاملة‪(( ،‬كيانا‬
‫مشمالنا»‪ ،‬مثل طبيعتنا في كد شيء ما عدا الخطيئة‪ .‬وحبلت من‬
‫الروح القدس بشكل عجيب‪ ،‬ومن مريم البتول ومن دون زرع رجل‬
‫وسكن فيها باالئحاد منذ البشارة؛ كما في هيكل ممجد لسيادته‪،‬‬
‫وتردى بحسب نظام الطبيعة ‪ -‬ما عدا الزواج ‪ -‬في الرحم كما في‬
‫خارجه‪ ،‬وكان ينمو بالقامة والحكمة والنعمة أهام الله وأهام البشر‪.‬‬
‫والطبيعة البشرية هذه ائحد بها الله الكلمة منذ تكوينها وإلى ا ألبد‬
‫وبشكل سام‪ .‬ومعها صار أفنونا واحذا في االئحاد العجيب الذي‬
‫ال يونف)) (صه‪/١٦٦-١٦‬ج‪ ،٢‬صه‪.)١٦-١‬‬

‫يستعمل هنا سهدونا لفظة ((كيانا)) بمعنى الطبيعة الفرددة العينية‪،‬‬


‫بعكس ما هو معتاد في كنيسة ا لمشرق حيث ((كيانا)) تعني طبيعة‬
‫مجردة( )‪ .‬ولديه يصبح األقنوم مرا دقا للشخص‪(( .‬إذ شخص‬
‫(( فرصوفا )) ا البن وا حد وليس اثنين ‪ ،‬إته اثنان من حيث الطبيعة ‪.‬‬
‫ا إللهية والبشرية‪ ،‬لكته ابن واحد ‪ .‬هناك طبيعتان متميزتان من حيث‬
‫الخواض ولكئ الشخص هو واحد ومتساو فى البنوة ولو أته متميز‬

‫(‪ )١٦‬راجع دراستنا في هذه المصطلحات الالهوتية‪ ،‬عن أيشوعياب الجدالي‪،‬‬


‫روما‪٠١٩٨٣ ،‬‬

‫‪٢٩٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بالطبيعة‪ .‬إته موجود في كز منهما بواسطة االثحاد من دون أن‬


‫ينقسم إلى اش))(ص‪/١٦٧-١٦٦‬ج‪ ،٢‬ص‪.)١٧-١٦‬‬
‫إذ سهدونا يتكتم على االتحاد ا ألقنومي وعلى المشاركة في‬
‫الخواض من دون أي حرج‪ ،‬ولو ليس بالمستوى نفسه‪(( :‬إذ اتحاد الله‬
‫واإلنسان اتحاد عظيم وعجيب‪ ،‬ولهذا يقال إذ كق طبيعة تثترك في‬
‫خواض ا ألخرى من دون أن تفقد هي خواصها الذاتية أو تتغير ‪.‬‬
‫فاإللهي ينب إلى البشري وبالعكس‪ ،‬بفضل االتحاد‪ .. .‬إذ ابن الله‬
‫وكلمة الله يدعى ابن البشر يسبب الطبيعة البشرية المأخوذة من‬
‫جنسنا ‪ . . .‬وشخص المسبح الوا حد هو نفسه ابن الله وابن ا إلنان‪،‬‬
‫والطبيعتان اإللهية والبشرية كاملتان ومئحدتان في شخص ا البن الواحد‬
‫وتحافظان على خواصهما‪ ،‬من دون فصل وال ذوبان‪ ،‬منذ البشارة‬
‫وإلى ا ألبد‪ .‬هكذا ينسب إلى الشخص الواحد ‪ -‬في االتحاد ‪ -‬يسوع‬
‫المسبح ابن الله ‪ -‬األلم والضعف اللذين يخطان الطبيعة الجسدية‬
‫المولودة من مريم‪ ،‬مثلما تنسب إليه المعجزات واألفعال السامية التي‬
‫تخض كلمة الله المولود من ا ألب)) (ص‪/١٦٨-١٦٧‬ج‪ ،٢‬ص‪. ) ١٧‬‬

‫وينهي شرحه قائال ‪(( :‬إذ شخص المسبح هذا يعرف بأته واحد‬
‫في االتحاد وليس جوهرا مري من طبيعئين ‪ ٠ . .‬إته شخص أقنومي‬
‫للطبيعثين وليس شخطا أدكا ‪ . .‬مثل الصورة والسفير ‪ .‬وبالنبة إلى‬
‫رينا يسوع ا لمميح ليس هكذا ‪ ،‬إتما هو حقيقة بطبيعكين‪ ،‬بهما يظهر‬
‫ويتجنى‪ ،‬وهما قريبتان ومئحدتان في الشخص ا ألقنومي لالبن))‬
‫( ص * ‪ ١٧‬لم ج ‪ ، ٢‬ص ‪ .) ١٩ - ١٨‬ويدعم براهينه باستشهادات من‬
‫‪.‬‬ ‫الكتاب المقذمى‪ ،‬ويختم بأن هذا هو إيمان الكنيسة المقدسة‬

‫(‪ )١٧‬طابع ‪A. DE HALLEUX, «La christologie de Martyrios - Sahdona«,‬‬


‫‪dans L’Evolution du Nestorianisme, OCP 23 (1957), pp. 5-32.‬‬

‫‪٢٩٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص مختارة‬
‫المحبة المطلقة تجعل اإلنسان هيحكأل للثالوث‬

‫جة الله‬

‫يجئل بالمؤمنين الصادقين المعتمدين على رجائهم في الله‬


‫الذين ينتظرون خيراته‪ ،‬وتتوق قلوبهم إليه‪ ،‬ويغمرهم الروح‪ ،‬أن‬
‫يتمنطقوا بمحية الله كثيرا ‪ .‬بها يرتفع ويتدذج بناء قداستهم المجيد‪،‬‬
‫وكمرجانة متعددة الجمال يتألأل منظرها ‪ .‬بها يشرق ويشع إكليل‬
‫إيمانهم الذهبي الخالص ‪ ٠‬إثها كما ه جما ل مخافة ا لله وطريق ابلع‬
‫إلى ذروة الكمال العظيم في القداسة‪ .‬فيها يجد كل الناموس كماله‬
‫وتمامه‪ .‬وكن مسيرة القداسة بها تبلغ كمالها‪ .‬كذلك اإليمان‬
‫والرجاء بها يحفظان ويثبتان‪ .‬إتها أعظم منهما‪( .‬المحية) مزينة‬
‫بمواهب الله المتعددة وهي أولها وإبها تصبو‪ ،‬وبها تجتمع‪،‬‬
‫وبواسطتها يتحول اإلنسان مسكتا للثالوث‪ .‬بها يتحد اإلنسان بالله‬
‫ويندمج فيه‪ ،‬وال يكون له إرادة سرى إرادة الله‪ .‬المحية تفوق كن‬
‫أعمال الخير وكن مواهب الله‪ .‬وبدونها يعذ كن شيء باطآل ‪ .‬على‬
‫هذه المحية يشهد الطوباوي بولس قائال‪« :‬تشوقوا إلى المواهب‬
‫العظمى‪ ،‬وإتي أدتكم على أفضل الطرق» (‪ ١‬قورنتس ‪. )١٣,١٢‬‬
‫ترى ما هو السبيل ا ألفضل هذا؟ إته المحية المطلقة‪ ،‬ض دونها يعذ‬
‫التكتم بلغات الناس والمالئكة وكن الحكمة خرسا‪ ،‬وال تتفع موهبة‬
‫النبوءة ومعرفة كن أسرار الله الخفية‪ ،‬وال اإليمان العظيم ناقل‬

‫‪٢٩٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الجبال‪ ،‬وال أعمال الرحمة‪ ،‬وتغريق األموال على الفقراء تجدي‬


‫نفثا (‪ ١‬قورشى ‪٠)١٣-٨ : ١‬‬

‫وماذا أقول بعد؟ حقى وال درجة االستشهاد العظيم والمجيد‪،‬‬


‫وال إحراق الجسد بالنار ينفع شيقا من دون ا لمحبة ‪ .‬المحآة حليمة‬
‫مترققة‪ ،‬ال تحزن في الشذة‪ ،‬وال تخاصم الذين يجابهونها‪ ،‬بل تصبر‬
‫على كق شيء‪ ،‬وتتحئل كق شيء بطول أناة‪ ،‬وال تحد وال تفكر‬
‫سوءا في الخيرات التي يملكها ا آلخرون‪ ،‬وال ترتبك أو تخاف متا‬
‫يحدث لها مصادفه وال تتعجرف جهال أو تتكبر من دون إدراك بما‬
‫تملكه‪ ،‬وال تسعى إلى فعل ما هو مخز وال تبحث عتا هو لها ‪.‬‬
‫(المحبة) ال تعرف الحد وال الغضب باطال‪ ،‬وال تفكر سوءا‪،‬‬
‫وتتجئب كق فرح باإلثم‪ ،‬وغريبة عن كق أفعال الخطيئة‪ ،‬بل تفرح‬
‫بالحق‪ ،‬وتتنعم وتبتهج بالبر الصادق وتتر ومن أجله تتحئل كن‬
‫شيء‪ ،‬وترجو كن شيء ‪ .‬المحبة تصنق كن شيء‪ ،‬وتصبر على كن‬
‫شيء‪ ،‬وال تزول أبذا‪ ،‬وال تسقط من درجتها الحقيقبة أبذا (‪١‬‬
‫قورنتى ‪.)٩—٤ :١٣‬‬

‫هذا كته تفعله محبة الله في الذين يقتنونه ‪ ٠‬ويتم فيهم كق ما هو‬
‫جميل وينال كماله كما قال الرسول‪ .‬بإيجاز إته (الله) بغيض عليهم‬
‫كن خيراته‪ ،‬فهو على كن شيء قدير‪ ،‬وهو الكائن الذي يملك كن‬
‫كمال الوصايا من دون حذ وحيثما تكون محبة الله فكن الوصايا‬
‫ترافقها مجتمعة‪ ،‬ألن تن يحبا الله ال يمكنه مخالفة إحدى الوصايا‬
‫أو نسخها ‪ .‬إذ إذ مصداقبة محبته تظهر في تطبيق وصاياه كما قال ‪:‬‬
‫(( تن يحبني يحفظ وصاياي)) ‪ ،‬وأمثا ((إن كنتم تحبونني‪ ،‬حفظتم‬
‫وصاياي)) (يوحائ ‪:١٤‬ه‪ .)١‬وأيائ ((من تلثى وصاياي وحفظها‪،‬‬
‫فذاك يحبني والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه أيصا‪ ،‬وأظهر له ذاتي))‬

‫‪٢٩٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(يوحائ ‪ ،)٢١:١٤‬و« نأتي إليه ونجعل عند ه مقامنا)) (يوحائ‬


‫‪ .)٢٣٠٠١٤‬أرأيت كيف أن كق القداسة (سد) التي تأتي من‬
‫حفظ الوصايا‪ ،‬تكتمل بالمحبة؟ وكيف أن من له المحبة‪ ،‬يصبح‬
‫هيكآل للثالوث ا ألقدس‪ ،‬ويتمئع بالمشاهدة ا إللهإة بشكق خفتي؟‬
‫فطوبى لئن هو جدير بهذه المشاهدة‪ ،‬وجدير بأن تقيم فيه‬
‫المحبة! طوبى لمن ارتاحت األلوهة (مصدم) في داخله! إته حعا‬
‫يسكن منذ اآلن في ملكوت السموات! وما الملكوت‪ ،‬إن لم يكن‬
‫السعادة مع الله؟ وما السعادة مع الله‪ ،‬إن لم يكن االبتهاج والفرح‬
‫بحبة‪ ،‬والنظر المنصب دوائ عليه‪ ،‬وارتكاض النفس إليه؟ كم صحيح‬
‫كالم الرب‪(( :‬إذ ملكوت الله هو في داخلكم))؟ (لوقا ‪ ٠)٢١: ١٧‬ألن‬
‫من يملك محبة الله في ذاته‪ ،‬يملك الله عينه‪ .‬فكيف ال يملك‬
‫الملكوت في داخله؟ ما أعظم اإلنسان الذي له المحبة‪ ،‬والذي أسكن‬
‫الله ‪ -‬الذي هو المحبة ‪ -‬في قلبه؟ ما أعظم اإلتان الذي له المحبة‪،‬‬
‫والذي أسكن الله ‪ -‬الذي هو المحبة ‪ -‬في قلبه! وكم هو عجيب هذا‬
‫القلب الصغير المحدود الذي أوى روحؤا ذاك الذي ال تستعبع السماء‬
‫وا ألرض احتواءه! يا عين القلب المستنيرة (أفسس ‪ )١٨:١‬التي‬
‫بنقاوتها ترى بوضوح من يستر السيرافيلم وجفهم أمام رؤيته (أشعيا‬
‫‪(( . )٢ : ٦‬من يحسي يحفه أبي‪ ،‬وأنا أيائ أحبه وأظهر له نغسي‪ ،‬ونأتي‬
‫إليه ونجعل عنده مقامنا)) (يوحائ ‪ .)٢٣:١٤‬أين إدا يحب الله إن لم‬
‫يكن في القلب؟ وأين سيظهر نفسه إن لم يكن هناك؟ فقد قيل ((طوبى‬
‫ألنقياء القلوب فإتهم سيعاينون الله)) (مئى ه ‪ ،)٨:‬أين إدا يسكن الله إن‬
‫لم يكن داخل القلب؟ فقد كتب‪ ،‬أرثا‪(( .‬سأسكن فيهم وأسير بهم))‬
‫(راجع ‪ ٢‬قورنتس ‪ ، ١٦: ٦‬تثنية االشتراع ‪ .)١٢-١١ :٢٧‬أرأيت كم‬
‫هو واسع القلب النقتي والمفعم بالمحبة‪ ،‬بما أن الله يستعلع السير فيه‬
‫حعا! (السيرة الكاملة‪ ،‬ص‪.)١٩٢ —١٨٨‬‬

‫‪٢٩٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫محبة ا إلخوة‬
‫لنبتعدن إدا عن االقتداء بالشيطان‪ ،‬ولنتشبه بالله أبناء نحبين‪،‬‬
‫ولنحب بعضنا بعثما بنبة صافية ‪ ،‬وليس كحبنا أنغشا ‪ ،‬بل كما يوصي‬
‫(( العهد الجديد)) أن نحب مثلما أحب المسبح‪ ،‬وكما أوصى عهده‬
‫الجديد ‪(( :‬وصبة جديدة أعطيكم)) ‪ .‬وما هي وصبتك هذه يا سبد؟‬
‫((وصبتي هي أن تحبوا بعضكم بعثا)) (يوحتا ‪ . )٣٤ : ١٣‬يا سبد‬
‫كيف يظهر كما ل هذه المحبة التي ال ثبيه لها؟ ((عندما يبذل اإلنسان‬
‫نفه عن أحبائه)) (يوحائ ‪.)١٣: ١٥‬‬

‫ما أعظم وصبة المحبة الجديدة التي تتطلب االقتداء به‬


‫(المسيح) هو الذي أحبنا أصدقاء له‪ ،‬وبذل نفسه من أجلنا ‪ ،‬في حين‬
‫أتنا بسبب أعمالنا الشريرة ال نلك طريقه!‬

‫هكذا علينا أن نحب ا آلخرين‪ ،‬وأن يبذل كل إنا ن نفسه في‬


‫مبيل رفيقه‪ .‬بهذا تظهر صداقتنا الحقيقبة له ويعرفنا الجمع أتنا‬
‫تالميذه‪ ،‬أئ عندما نطبق جمع ما‪ .‬يوصينا به ونحب بعثا بعثا‬
‫وفق وصبته ‪(( :‬أنتم أحبائي إن فعلتم جمع ما أوصيتكم به)) (يوحائ‬
‫‪(( ،)١٤: ١٥‬وبهذا يعلم الجمع أتكم تالميذي إن أحببتم الوا حد‬
‫اآلخر)) (يوحائ ‪:١٣‬ه‪ .)٣‬إذ ض يقول إتي أحب الله وال يحب‬
‫أخاه‪ ،‬كاذب ال حق فيه ((ألن الذي ال يحب أخاه وهو يراه‪ ،‬كيف‬
‫يستطع أن يحب الله وهو ال يراه؟)) (‪ ١‬يوحائ ‪ ٠)٢١,٢٠ : ٤‬لنحبئ‬
‫إذا ا إلخوة حقى يشرق فينا نور محبة الله الكاملة‪ ،‬فينقثع عثا الظالم‬
‫والبغض الداكن‪ ،‬ونثبت في محبة بعضنا وصداقتنا ‪ .‬في الحقيقة إذ‬
‫الحمد وابغض هما ظالم كما بتب ‪(( :‬من زعم أته في النور وهو ال‬
‫يحب أخاه‪ ،‬لم يخرج من الظالم‪ .‬من أحب أخاه‪ ،‬كان مقيتا في‬
‫النور‪ ،‬وال خوف عليه من العثار‪ .‬أتا نن ال يحب أخاه فهو في‬

‫‪٢٩٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الظالم‘ يبط ي اسالم‘ ال بددي إلى أين يير‪ ،‬ألن الظال‪٢‬‬


‫اص مبه" (‪ ١‬يوئ ‪( .)١١-٩ :٢‬اديرة الكاطة‪ ،‬ص‪٢٠٨‬؛‬

‫‪٢٩٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)١٥‬‬
‫شمعون دطيبوثه‬
‫شمعون دطيبوتا (القرن السابع)‬

‫حياته‬

‫قتما نجد اسم شمعون في خالصات األدب السريانى >؛ إره‬


‫شخص غير مشهور بب‪٠‬ب عدم نثر مؤلفاته التي كا كت حلى‬
‫المخطوطات‪ ،‬في المكتبات العالمية‪ ،‬إلى أن قام ألفوض منكنا‬
‫بنثر بعض مقا الته في الثالثينيات من القرن العشرين‪ ،‬وكذلك‬
‫اإليطالى بولو بيتيولو الذي ترجم إلي اإليطالية العام ‪ ١٩٩٢‬معظم‬
‫المقاالت التي وصلت إلينا( >‪ .‬لكن شمعون معروف لدى أدباء‬
‫القرون الوسطى‪ ،‬وهم يذكرونه بإعجاب‪ ،‬بسبب علمه وروحانيته ‪.‬‬
‫فقد ذكره ابن العبري ( ‪ )١٢٨٦ +‬في تاريخه الكنسى بسياق حديثه عن‬
‫الجاثليق حنانيشع األعرج (‪ ،)٧٠٠-٦٨٥‬إذ يقول‪(( :‬إذ شخطا‬
‫يدعى شمعون دطيبوثه عاش في أيامه (أي في أيام حنانيشوع) وإته‬

‫(‪ )١‬تجد إشارة عنه لدى بوشتارك (تاريخ األدب السرياني‪ ،‬ص‪ ،)١٠٩‬ومنه‬
‫اقتبس األب ألبير أبونا معلوماته (أدب اللغة اآلرامية‪ ،‬بيروت‪،١٩٧٠ ،‬‬
‫ص‪ ،)٢١٦‬ودوفال (األدب الريانتي‪ ،‬ص‪.)٢٣٢‬‬
‫‪, Vlolenza e grazia, la coltua del cuore, Paolo‬ألخأل‪١‬ه‪١١‬ةآأه عآله‪١‬ل‪٦‬اآل‬ ‫‪٢٦١‬‬
‫‪ .Bettiolo, Citta nuova cditrice, Roma, 1992.‬ترجمته صعبة ألله‬
‫يتعمل ألفاظا إيطالية تديمة ومقدمته ئقتفبة‪ .‬في الحقيقة تحتاج‬
‫الموضوعات التى يطرحها شمعون إلى دراسة معتقة‪.‬‬

‫‪٢٩٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫كان طبييا ماهرا وكان رحت‪ ،‬حياة الزهد‪ ،‬وأتف كتايا عن الحياة‬
‫المكرمة دعاه ((النعمة)) ولثب باسم كتابه أئ شمعون صا حب‬
‫كتاب النعمة ((طيبوثا))‪ .‬وفي كتابه اآلخر تاريخ األزمنة‬
‫‪ Chronography‬يورد اسم الراهب شمعون دطيبوثه ضمن قائمة‬
‫‪ .‬ويقول عبد يشوع الصوباوتي في فهرس‬ ‫أسماء ا ألطًااء ا لسريان‬
‫المؤنفين المشاركة‪(( :‬لشمعون من طيبوثا (كذا) كتاب واحد في‬
‫‪ .‬وهناك‬ ‫ا لسيرة وآخر في العب وآخر في تفسير أسرار القآلية))‬
‫مالحظة أخرى وردت عنه في كتاب الديورة ليشوعدناح مطران‬
‫البصرة‪(( :‬مار كني الذي نصب ديرا في بلد كشكر‪ ،‬انطلق إلى جبل‬
‫إيزال عند مار إبراهيم واقتبل اإلسكيم من ا لقنيس‪ ٠ . .‬وإذ القذيس‬
‫مار شمعون طيبوثا الذي دعي لوقا‪ ،‬شهد واعلن فضائل مار‬
‫كذي))(‪.)٦‬‬

‫من كل ما تقذم نستنتج أن شمعون عاش في القرن السابع بأوج‬


‫الحركة الروحانية السريانية‪ ،‬ودخل دير الراهب شابور بقرب‬
‫((األهواز)) حيث كان إسحق النينوتي قد لجأ في العام ‪ ٦٥٩‬بعد‬
‫استقالته من منصب أسقف نينوى‪ ،‬على ا ألرجح تعرف إليه‪ .‬وقد‬
‫يكون قصد دير إيزال‪ ،‬محجة الرهبان ا لمشا رقة!‬

‫إذ شمعون اكتسب ثقافه إنسانية وطيية إلى جانب ثقافته‬


‫الالهوتية والروحانية‪ .‬وعمرنا كان القدامى يدمجون الدراسئين‬

‫التأريخ الكفي‪ ،‬طبعة أبيلوس رالمي‪ ،‬مجتد ‪ ، ٣‬لوفان‪ ،‬باريى‪، ١٨٧٧ ،‬‬ ‫(‪)٣‬‬
‫عمود ‪. ١٣٩‬‬
‫تاريخ األزمنة‪ ،‬طبعة واليس بذج‪ ،‬لندن‪ ،١٩٣٢ ،‬الترجمة اإلنكليزية‪،‬‬ ‫(‪)٤‬‬
‫ص‪٦‬ه‪٧-‬ه‪.‬‬
‫فهرس المؤلفين‪ ،‬رقم ‪. ٢ ٠ ٤‬‬ ‫(ه)‬
‫الديورة‪ ،‬رقم‪،٢٨‬ص‪.٣٧‬‬ ‫(‪)٦‬‬

‫‪٣٠٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الروحية والعلمية‪ ،‬ألن‪.‬الدراسة العلمية تا عدهم على فهم األمور‬


‫الروحية‪ ،‬وألذ معرفتهم الدقيقة وظائف أعضاء الجسد سهل عليهم‬
‫أمر ترويضها في سبيل إطالق الروح‪ .‬وهو كسائر الروحانيين‬
‫المشرقين متالم بإوغريوس النعلي وديونيسيوس المنحول وبآبا*‬
‫الصحراء وبالروحانيين المشرقيين السابقين أمثا ل مكاريوس‬
‫(السريانى)‪ ،‬ويوحنا المتوحد‪ ،‬واألنبا أشعيا‪ ،‬وإسحق النينوي ‪. . ٠‬‬

‫تآليفه‬
‫‪ - ١‬كتاب الفعمة‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ميمر في القامات المتميزة (المخطوط ا لثاتيكا ني السريانى رقم‬
‫'‬ ‫‪ ،٥٦٢‬ص‪٢-٣٤‬ه)‪.‬‬
‫‪ — ٣‬غذاء المعرفة وتقدم السيرة (المخطوط السينائى السريانى رقم‬
‫‪١٤‬؛ ‪٨٩,٨٨‬؛ ‪١٠٠,٩٩‬؛ ‪.)١٠٢-١٠١‬‬
‫‪ - ٤‬الطرق العديدة للصالة (مجموعة منكنا السريانية رقم ‪، ١٨٦‬‬
‫ص‪٦‬ه‪٠)١٦٢-١‬‬
‫ه ‪ -‬وقد قام منكنا بنثر خطابين لشمعون في تئكريى الصومعة‪،‬‬
‫‪،١٩٣٤‬‬ ‫بمجموعته ((دراسات وودبروك))‪ ،‬مجلد ‪،٧‬‬
‫ص‪ ،٣٢٠-٢٨٢‬وقد اعتمد المخطوطة السريانية المرقمة‬
‫‪ ١٢٨٩‬العائدة إلى مكتبة بطريركية الكلدان ‪ -‬الموصل‪ .‬أتا‬
‫كتابه عن الطب فقد ضاع‪.‬‬

‫أتا اإليطالي بيتيولو فهذه عناوين المقاالت التي ترجمها والتي‬


‫يتفاوت طولها من صفحة واحدة إلى خمس وثالثين صفحة‪:‬‬
‫‪(( -‬التناغم بين األعمال الجسدية والنفسية))‬
‫‪(( -‬تغذية المعرفة بالحقيقة))‬
‫(( تأويل كتاب القنيسر ديونيسيوس المنحول))‬

‫‪٣٠١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪(( -‬غذاء النفس))‬


‫‪«-‬المشاهدة الروحية (التأتل)»‬
‫‪(( -‬معنى النفس))‬
‫‪(( -‬القامات المتميزة للحياة الروحية»‬
‫‪(( -‬معنى المشا هدة (التأتل)»‬
‫‪(( -‬تدرج ا لسيرة»‬
‫‪(( -‬ما هو العقل))‬
‫‪(( -‬تطويبات تدرج ا لسيرة))‬
‫‪« -‬الصالة»‬
‫‪(( -‬اإلهمال الحاصل سهوا»‬
‫‪(( -‬نمو السيرة))‬
‫‪(( -‬تذوق ا لملك والعذاب))‬
‫‪(( -‬مسالك الجهل))‬
‫‪(( -‬دواء التوبة))‬
‫‪«-‬األعمال الطوعية))‬
‫‪(( -‬العادات واألهواء))‬
‫‪« -‬صعود السيرة وسقوطها»‬
‫‪(( -‬دواء العقل المظلم))‬
‫‪(( -‬الطرق العديدة للصالة))‬
‫‪(( -‬ثمار التوحد))‬
‫‪(( -‬أسئلة طرحها على ا لرا هب شا بور))‬
‫‪(( -‬المعرفة الروحية وكيفية اكتسابها))‬
‫‪(( -‬ما معنى أن االنان مخلوق على صورة الله‪ ،‬ويتناول فيه‬
‫الجوانب العديدة من نشاط اإلنسان))‬
‫‪(( -‬ممارسة المذابح الثالثة))‬

‫‪٣٠٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪(( -‬قوى اإلنسان الداخلية والخارجية))‬


‫‪(( -‬أنواع المعرفة الثالثة))‬
‫‪(( -‬خطاب ليوم تكريس الصومعة))‬

‫روحانيته‬
‫إذ الكلمات‪ :‬روحى‪ ،‬روحية‪ ،‬روحانى‪ ،‬روحانية‪ ،‬كلمات‬
‫ترتبط بالروح‪ ،‬روح الله الذي نستيه الروح القدس‪ ،‬والروحانية هي‬
‫عملية روحنة العالم الذي نعيش فيه على مثال المسيح‪ . . .‬ترتكز‬
‫هذه العملية على فعل الروح القدس الذي يمأل حياة المؤمن‪ .‬لم‬
‫إته يخترق كق شيء ليحييه ((الروح يحيي)) (‪ ٢‬قورنتس ‪.)٦:٣‬‬
‫فالروح القدس ياعد على تقديس حياة اإلنسان بكل أبعادها‬
‫وتأليهها ‪ ٠‬والروحانية في األدب المسيحي هي دراسة السبل‬
‫واألنماط المتعددة التي مارسها اآلباء لتقديس ذاتهم بالروح القدس‬
‫من خالل عيش اإليمان عيائ وجدانيا (القلب ‪ -‬الحش) على مثال‬
‫المسيح وفي الواقع اليومى‪.‬‬
‫ينض م شمعون إلى التقليد المشرقى الواسع و((المجئع)) من‬
‫عنا صر عديدة ومختلفة‪ ،‬فهو يقتبسى من إسحق النينوى الذي على‬
‫ا ألرجح تعرف إليه ألده عاش في الدير نفسه ((مار شابور في جبل‬
‫ماتوت)) ‪ ،‬وس آخرين كما ذكرنا سابعا ‪ .‬وهو متأدر بالغنوصية ‪.‬‬
‫يلجأ شمعون يرارا إلى الرمز للتعبير عتا يريد قوله‪ ،‬مستخدائ‬
‫بخاصة رمز الورق والثمر لتبيان نمؤ الشجرة‪ ،‬ولتوضيح العالقة‬
‫القائمة بين المشاهدة الروحية (التأثل) وثمارها (ص‪ .)٧٠-٦٩‬وهو‬
‫يستند إلى نعش الرسالة إلى غالطية‪(( :‬أثا ثمر الروح فهو المحية‬
‫والفرح والسالم وطول األناة واللطف ودماثة األخالق واألمانة‬
‫والوداعة والعفاف)) (فالي ‪.)٢٣-٢٢:٥‬‬

‫‪٣٠٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫األثل أو الشاهدة*'')‬
‫إذ معرفة التأتل في نظر شمعون هي في طبيعة اإلنسان‪ ،‬ويستند‬
‫إلى كتابات ديونيسيوس المنحول‬

‫ويرى ثالثة أنوع من المعرفة‪:‬‬

‫‪ -١‬المعرفة الطبيعية وهي المتعئقة باألمور الحسة المنظورة‬


‫وتسبق حركة ا لحررة ‪.‬‬

‫‪ -٢‬المعرفة العلمية وتنطلق من القوى الخاصة بالطبائع‬


‫المنظورة ‪ ،‬وتنقسم إلى الرياغبيات والغلكهات ‪.‬‬

‫‪ -٣‬المعرفة اإللهية أو المشاهدة الروحية وتتعئق بالله الكائن‬


‫الواجب الوجود وتتلم هن خالل العقل والنعمة‪ ،‬وهذا ما يستيه‬
‫الهوائ (ص‪.)٢٤‬‬

‫يدهج شمعون سير مراحل التأتل الثالث هذه بالتدبير‪ ،‬أي‬


‫بتجلي نعمة الله لنا بيسوع المسبح‪ ،‬فيقول‪(( :‬يعرف اآلباء هذه‬
‫المراحل الثالث للتأتل بالتدبير أي ظهور نعمة الله لنا‪ ،‬والتي نقلتنا‬
‫من ظالم الكالم وكثافة الجسد إلى المعرفة العقلية الخفية والعاملة‬
‫في كز شيء‪ .‬وهكذا نتجاوز الحواس ونتمؤع بمشاهدة (تأتل)‬
‫ا ألمور الروحية)) (صه‪ .)٢‬ويتي هذه المشاهدة الملكوت‪ .‬إذ‬
‫الخبرة الصوفية هذه هي مع الثالوث األقدس من جهة‪ ،‬وهع المسبح‬
‫من جهة أخرى ‪(( :‬هذا هو التعليم الذي يتيه ا لرريل ملكوت الله أي‬

‫(‪ )٧‬إستشهاداتنا مقتبة من ترجمة بيتيولو ‪٠‬‬


‫(‪ )٨‬كانت شروح ديونييوس في متناول اآلباء الريان ض خالل الترجمة التي قام‬
‫بها مرجيولس الراسعيئي نحو العام ‪ ،٥٠٠‬ولم يعرف شمعون الترجمة التي‬
‫قام بها فوقا الرهاوي في القرن الشاح (طايع بيتيولو‪ ،‬ص‪ ،٢٢‬هامش ‪.)١‬‬

‫‪٣٠٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫التأتل الكامل في الثالوث األقدس وفي معرفة تدبير محيينا الذي هو‬
‫جزء منه‪ ،‬فقد قال (المستح) إذ ملكوت الله هو فيكم‪ ،‬فال يأتي على‬
‫وجه يراقب ولن يقال هو هنا أو هناك» (لوقا ‪ .)٢١,٢٠ : ١٧‬إدا‬
‫ملكوت الله هو المعرفة الخاصة با لما ويات‪ .‬والفقراء با لروح (مئى‬
‫ه ‪ )٣:‬هم الذين بلغوا درجة الكمال‪ ،‬إدهم بتواضعهم كاألطفال‬
‫وبفقرهم في المعرفة أدركوا المعرفة الحقيقية (صه‪.)٢٦-٢‬‬

‫إذ الحياة الواعية هذه والسلوك الروحى في الله ((يرتكزان على‬


‫تأوين تطبيق الوصايا وعلى التأتل في كق شيء)) (ص‪ .)٢٦‬والسلوك‬
‫الروحي يمر بثالث مراحل‪(( :‬إذ السلوك الذي على اإلنسان أن‬
‫يتمرس فيه ليتدرج حثى يصل إلى الروحانبة يمر بثالث مراحل‪:‬‬
‫ا أللم وعدم الشعور باأللم والنقاء والقداسة‪ .‬تقوم المرحلة األولى‬
‫على معرفة اإلنسان لذاته واستئصال أعمال الخطيئة والتوبة والبكاء‬
‫بمرارة على الحياة الماضية‪ .‬والثانية تبدأ بتمييز أعمال العقل‬
‫وبتطبيق الوصايا بدئة وقؤة ‪ .‬أتا المرحلة الثالثة فيصلها المتوحد‬
‫مسنودا من النعمة وبحسب قدرته على الجهاد وتطبيق الوصايا‬
‫والتفئب على األهواء‪ ،‬فيجتاز إلى حيازة البر والقداسة ويكون‬
‫بالتالي قد أدرك المشاهدة الروحية)) (ص‪ . )٢ ٦‬أكيد أسا نجد هنا‬
‫تأثير إسحق النينوي ومراحله الثالث‪ :‬المرحلة الجسدية والمرحلة‬
‫النفسية والمرحلة الروحية( )‪.‬‬

‫وسائل بلوغ الحالة الكاملة‬


‫يذكر شمعون بعض السبل العملية لبلوغ المشاهدة الروحية‪،‬‬
‫منها تثقيف الذات‪ ،‬وقراءة الكتب المقنسة‪ ،‬والقيام بممارسات‬

‫(‪ )٩‬قارن ذلك بنهج إسحق النينوي الذي سيأتي ذكره ‪.‬‬

‫‪٣٠٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫تقرئة وا لتمرين اليومى واالستنارة‪ ،‬إلى درجة أن المتوحد ال يمكن‬


‫أن يرى شيائ ما من دون أن يتأثل فيه ويكشف فيه عنايه الله‪ .‬هكذا‬
‫يمو ويرتقي سرائ إلى الماويات (ص‪ .)٢٨‬يقول‪(( :‬إدا ا أللوهية‬
‫فينا وبها يقوم كد شيء ويتآله كز شيء ويتكامل ويضيء‪ ،‬وإذ الله‬
‫يفضل صالحه المطلق‪ ،‬يعمل كن شيء ويوحد كل شيء‪. . .‬‬
‫وتستمه الكتب المقدسة ‪ ٠‬صالغا ‪ ،‬محتبا ‪ ،‬عليائ ‪ ،‬بارا ‪ ،‬نورا ‪،‬‬
‫ساطائ‪ ،‬مشرائ‪ ،‬كلمة‪ ،‬حياة‪ .‬وإذا احترقنا حائ بالذي أحينا وواضع‬
‫شه إلى درجة مسكنتنا‪ ،‬رفعنا من التراب إلى الروح بفضل اندماجنا‬
‫في ا أللوهية ‪( . . .‬ص‪ ٠)٢٩‬لقد أعطانا بتوا ضعه الدالة رحمه منه‬
‫حئى نعرف وندرك أن كياننا إلهي وألنا مخلوقون على صورة الله‬
‫ومثاله)) (ص‪.)٣١‬‬

‫وصايا ونصاكح عملية للنمز الرزحي‬


‫يقذم شمعون في مقالته عن القامات المتميزة للحياة الروحية‬
‫سغ وصايا (ص‪:)٣٦-٣٤‬‬

‫‪ - ١‬إذ ا لجها د ا ألزل ا لذي يشكل نقطة ا النطال ق هو بكن بسا طة‬
‫طاعة كن ما يغتب إلينا‪.‬‬

‫‪ -٢‬والثاني هو تغيير عاداتنا وطباعنا وأساليبنا وأحكامنا‪،‬‬


‫والخروج من الال طبيعتي إلى الطبيعى‪.‬‬

‫‪ -٣‬والثالث يكمن في المواظبة على التعتب على األهواء‪ ،‬من‬


‫خالل ممارسة الوصايا حثى يبقى القلب مكسورا‪ ،‬متواضعا‬
‫ومطئرا‪.‬‬

‫‪ -٤‬والراح يقوم على ترك كق تشويش‪ ،‬والبدء بعمل التمييز‪،‬‬

‫‪٣٠٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫من خالل األعمال الخارجية‪ ،‬فيتوصل العقل إلى درس القوى‬


‫الخفية العاملة في الكائنات السماوية وإلى يجوها‪ ،‬وفحص معتى‬
‫الكتب ا لمقذسة حتى تتفتح أعين العقل على كما ل معرفة عناية الله‬
‫وا هتما مه بكل شيء ‪.‬‬

‫ه‪ -‬والخامس هو تأتل العقل في األمور الروحية واالرتقاء‬


‫فيها‪.‬‬
‫‪ -٦‬والسادس يقوم على دراسة األسرار اإللهية وفهمها ‪.‬‬

‫‪ -٧‬والسايع يهيئ العقل لعمل سر النعمة فيتخعلى دائرة الكالم‬


‫شيائ فشيائ لتستتغده المحية ا إللهية‪.‬‬

‫((هكذا أعلم ألنا بقدر ما تلهينا معحية السيرة ‪ -‬ويسقيها السيرة‬


‫المالئكية ‪ -‬التي نلتزمها‪ ،‬بقدر ذلك ننضج في المحية‪ ،‬ونتذؤق‬
‫الطعم الخفى الذي فيها)) (صه‪ . )٣‬وفي حديثه عن محية ا لسيرة‬
‫يستشهد بقول غريغوريوس ‪(( :‬إذ األفكار تنع من األحشاء‪ ،‬ومنها‬
‫يصعد الشوق إلى القلب ثم إلى العقل على شكل غازا) (صه‪.)٣‬‬

‫لقد قاس القدامى قوى النفس بتركيبة الجسد‪ :‬العقل‪ ،‬الكبد‪،‬‬


‫القلب‪ ،‬المعدة‪ ،‬الكلى‪ ،‬ويعدونها مصادر قوى النفس‪ .‬يقول‬
‫أحودامه‪(( :‬الحس هو في العقل والتمييز في القلب والرغبة في‬
‫المعدة والشهوة في الكلى والغضب في الكبد))( )‪٠‬‬
‫كما يقدم عدة نصائح عملية لالرتقاء الروحى ‪:‬‬
‫‪ - ١‬تن يهمل الصالة ويفكر في وجود باب آخر للتوبة هو عثن‬
‫للشيطان‪.‬‬

‫‪■ Reali delle‬م ‪FURLANI, G., «La psicologia di Abudhemmeh», in‬‬ ‫(‪)١٠‬‬
‫‪Scienze di Torino 61 (1926), pp. 813-814.‬‬

‫‪٣٠٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ —٢‬تن ال يواظب) على قراءة الكتب (المقدسة) يسير من دون‬


‫دليل وال يعي أته يخطأ‪.‬‬

‫‪ -٣‬من يتقطع عن الطعام والشراب ويخفي حقنا وأفكارا شريرة‬


‫ضن آخيه هو آداة للشيطان‪ .‬والقلب المتواضع منفتح تلقائيا للرحمة‬
‫(ص‪.)٠٤٤‬‬

‫‪ -٤‬من يكون منذ البداية غير حاذ وغير صبور لن يصل إلى‬
‫كمال المعرفة‪.‬‬

‫ه‪ -‬من ال يصير طفأل في مسيرته‪ ،‬لن يبلغ إلى ملء كمال‬
‫الرجل البالغ في المسيح (أفسس ‪.)١٣: ٤‬‬

‫إذ الروح القدس يرتب ويعرض القامات المختلفة (أفسس‬


‫‪ ١٣:٤‬ب) لنمؤ اإلنسان الباطنى كما هي الحال في نمر اإلنا ن‬
‫الخارجى‪ :‬األزل ثمرة اإلرادة والثاني ثمرة الطبيعة‪ ،‬من له الفضائل‬
‫ينمو ومن ال يحفظ قلبه ولسانه فصومه وسهره وزهده عبث‬
‫(صه‪.)٤‬‬

‫المذابح الثالثة‬
‫إذ رمز المذابح الثالثة الخا ضة بالمعرفة مقتبس من إوغريوس‬
‫ونجنه أيائ في شرح باباي الكبير موئيات‬ ‫(‪)KG 4, 88‬‬

‫‪ .‬رض م هذه المذابح في شرح شمعون سر أيام‬ ‫إوغريوس‬


‫الجمعة العظيمة وسبت النور وأحد القيامة (ص‪ .)٧٦‬ا ألول يمقل‬
‫المتوحد الطاهر الذي يعيش في ا لفضيلة‪ ،‬والثاني النفس التي تصتي‬
‫المزامير وتثابر على قراءة الكتب المقذسة‪ ،‬والثا لث ا لعمل في سبيل‬

‫‪GULLAUMONT, in PO, 28Li, Paris, 1958, p.82.‬‬ ‫(‪)١١‬‬

‫‪٣٠٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الله كالصدقة وزيارة المرضى واستضافة الغرباء وإكساء الثراة‬


‫(ص‪ . )٧٧‬ا ألول يرمز إلى معرفة األعمال ومنبعه تطبيق الوصايا‪.‬‬

‫والثاني معرفة األفكار ويعر عنه بالتابيح والتمجيدات ‪.‬‬


‫والثالث معرفة الرجاء‪(( :‬فبالرجاء الكامل نقترب إلى المذبح الحى‬
‫أي المسبح رجائنا ورسا)) (ص‪ . )٧٨‬يقول شمعون‪(( :‬إذ التأثل فيها‬
‫يغمر القلب فرحا وتعزية خية‪ .‬وعذوبتها تبتلعنا بحيث ال يتفلق‬
‫الفكر يتأثل فيها حثى حينما نصتي‪ .‬إذاك ليس انطالقا من خيرات‬
‫ا آلخرين ننادي ‪ :‬قذوس (أشعيا ‪ . )٣ : ٦‬بل بفضل الخيرات التي‬
‫يغيضها الروح القدس في ذهننا العاري‪ .‬وعلى هذا المذبح البسيط‬
‫وحده‪ ،‬الذي هو يسوع المسيح ربنا وإلهنا (بوحتا ‪، )٢٨ : ٢٠‬‬
‫وبواسطته نقنم لآلب الذي أرسله ثمار صلواتنا عطرا يفوح من لدننا))‬
‫(ص‪ . )٧٩‬ويقارن بين فعالية نور الشمس وفكالتة نور اإليمان في‬
‫موضئ المشاهدة ‪ (( .‬على ضوء الشمس نثا هد حقيقة األشياء‪،‬‬
‫وعلى ضوء اإليمان نرى حقيقة ا ألمور الروحية الحا ضرة والمقبلة‬
‫والحقائق الممجدة للعالم الجديد وسر الثالوث ا ألقدس‪ ،‬وكما هي‬
‫حال ضوء الشمس للعيون الجسدية‪ ،‬هكذا حال نور اإليمان للمعرفة‬
‫‪.‬‬ ‫الروحية)) (ص‪.)٨٢‬‬

‫طرق الصالة‬

‫يدعو شمعون المتوحد إلى العيش في الصال ة الدائمة‪ ،‬صالة‬


‫الروح التي تحول قلبه إلى سكتى الله‪(( :‬إذ الصالة ليست علائ‬
‫يدرس وال مجرد معرفة أو كلمات‪ ،‬إدما الصالة إخالء العقل‬
‫وتسكيت الفكر بعيدا عن الحواش والعوائق‪ .‬إدها تكون في الهدوء‬
‫والسكون‪ .‬فاذا رغبت في الصالة‪ ،‬اعمد إلى الرفع عن هامتك كن‬

‫‪٣٠٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫هموم العالم وأمجاده وأباطيله وامسك بينبك بثنة أبناءك األعذاء‬


‫أعني ذكرياتك الجيدة والخبيثة ‪ -‬وأرخ كرن ما كان وما يكون‪،‬‬
‫وا صعد بفكرك العاري إلى الصليب‪ ،‬واعبر إلى ا أللم الجديد الخالي‬
‫من كرن هذا‪ ،‬وقف للصالة بالم‪ . . .‬إذ صالة المحية نع ال يمكن‬
‫أن ينضب‪ ،‬يروي النفى بالسالم والفرح)) (ص‪.)١١٠ —١٠٩‬‬

‫ويوجه نصيحة رائعة في شأن الصالة‪ ،‬بس إلى الراهب‬


‫المتوحد فحسب‪ ،‬بل إلى المؤمن االعتيادي أيثا ‪(( :‬عندما ترد‬
‫الصالة بسرعة كالمعتاد‪ ،‬أبعد عنك أوال كرن فكر (دنيوي) وكرن عائق‬
‫واعتبار وكأتك لست في الحياة الدنيا‪ ،‬وانزع عن نفك كل هلم‬
‫وادخل إلى صومعتك أي إلى ذاتك وسز بمعونة الله على درب‬
‫الصالة ‪ .‬خذ ا لكتاب ا لمقذسى وا قرأ حقر‪ ،‬ال يشرد فكرك ‪ ،‬وا قترب‬
‫صامائ من الصليب وسبح وتضع كما تعلمت ‪ ٠‬ثم اعكف من جديد‬
‫على القراءة وصل واقائ ‪ .‬تعتم هذه ا ألمور بانتظام من كتب اآلباء‬
‫(الروحيين) الذين ألفوها بشأن العيش في الصومعة‪ .‬وعندما يحين‬
‫وقت الصالة‪ ،‬صرن من دون طيش وبالطريقة نفسها اقرأ وتضع‪ .‬إذ‬
‫القراءة تضع فيك الحمية‪ .‬وعندما تعمل هذا يوائ بعد يوم‪ ،‬يضيء‬
‫ذهنك في الصالة‪ ،‬وتستذوق طعم الكتب‪ ،‬وتنتقل إلى المحية التي‬
‫تفرح بكل شيء)) (ص‪.)١٨‬‬

‫تكريس الصومعة‬
‫يكتب شمعون خطايا في تكريس الصومعة موجها إلى راهب‬
‫قذر مغادرة الدير للعيش وحده في الصومعة‪.‬‬

‫يقول في المقنمة‪(( :‬إتنا اليوم مدعوون‪ ،‬أيها اإلخوة‬


‫المغبوطون‪ ،‬أحياء المسبح‪ ،‬إلى عرس أخينا الروحى الذي‬

‫‪٣١٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫غادرنا ليعيش في الصومعة‪ .‬لقد تضرعنا‪ .‬إلى الريب) من أجله في‬


‫الماء وحقى الصباح في السهر وتالوة الصلوات القرضبة واألدعية‬
‫والتراتيل الروحية‪ - . .‬ولنعرض على أخينا هذا بعض إرشادات‬
‫عملية مفيدة لحياة الصومعة‪ ،‬حثى بموجبها يتقدم في المسيرة‬
‫الروحية)) (ص‪ ١٣٤‬و‪ ٠)١٣٦‬في القسم األول يتكتم الكاتب على‬
‫ا لتقئبات الداخلية التي سوف تواجه المتوحد الذي ينبغي أن يكون‬
‫ويستشهد بقول‬ ‫في حالة استنفار لطوارئ الحالة الجديدة‪.‬‬
‫لمكاريوس ‪(( :‬إذ المتوحد سوف يواجه في خلوته في الصومعة‬
‫تقتباب داخلية تشبه تقتبات الجز (الطقس)‪ .‬فيصادف أحياتا سحيا‬
‫وغيوائ داكنة تتكاثف داخل قلبه‪ ،‬فتظلم النفس كما تابد الفيوم‬
‫الداكنة الجو‪ .‬ثم يتغير الجو ويعود القلب إلى صفائه وفرحه كما‬
‫يعود الجؤ إلى صفائه بشروق الشمس)) ( ص ه ‪ ٠)١٤‬وهذا التفل يتم‬
‫بذكر مستمر لله في القلب ومن خالل طهارة النفس وصفائها‬
‫والممارسات الجسدية التعسفية‪ .‬ويعذد بعض هذه الممارسات ‪:‬‬
‫((الصوم والسهر في الليل للصالة والسجود والرقاد على األرض‬
‫وكبح الشهوات واالبتعاد عن المعارف)) (ص‪ .)١٣٨‬ويقذم برنامجا‬
‫يوميا منشائ بين أوقات الصالة السبعة (ص‪ ،)١٣٩‬وا السترشاد لدى‬
‫ا آلب ا لروحي (ص‪ .)١٤٢‬هدفه هو تقديم ذاته ((نبيحه حية إلى‬
‫الله))‪ ،‬ليتقذس با لروح القدس‪ ،‬كما تتقنس األواني االعتيادية‬
‫لئستعمل في الطقوس (ص‪ .)١٣٦‬يقول‪(( :‬عليك أن تعمل من أجل‬
‫تقديس الجد والنفس في جذة السيرة اإللهية‪ ،‬وتقترب يوائ بعد يوم‬
‫إلى الله‪ ،‬وتضع لحياتك وسيرتك أساسا مختلعا (عن السابق)‪ ،‬عليه‬
‫يتجدد جدك ونفسك ويتقنسان بالروح القدس من خالل الصلوات‬
‫والتسابيح‪ . . .‬وتقترب من المسيح الذي اختارك وفرزك من العالم‪،‬‬
‫وجعلك تعيش هذه السيرة المالئكية)) (ص‪.)١٣٧‬‬

‫‪٣١١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أتا الئجزء الثاني فيتكتم على حنات عيش اإلنان الباطني‬


‫المستمر‪ ،‬وذلك من خالل الصالة والتغتب على األهواء‪ ،‬والتمسك‬
‫بالرجاء الوطيد‪ ،‬والثقة بالنعمة اإللهية‪ .‬ويشدد مرارا على ا إلنان‬
‫الباطني‪ ،‬مستشهدا بالرسالة إلى رومه (‪ )٢٢:٧‬وأفسس (طالع‬
‫ص‪٨‬ه‪.)١‬‬

‫هذا مجمل روحانية شمعون دطيبوثه‪ ،‬وهي تعكس روحانية‬


‫أسال فه‪ ،‬وقد ساعدتهم على العيش في الروح وبخبرة صوفية‬
‫عميقة ‪ . . .‬واليوم وسط عالمنا المضطرب والمنهمك في الماديات‪،‬‬
‫يحتاج كق مثا إلى العودة إلى ذاته‪ ،‬الكتشاف معنى وجوده‬
‫ومستقبله‪ ،‬ولعيش خبر؛ صوفية منفردة!‬

‫‪٣١٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص مختارة‬

‫مقالة في تكريس الصومعة‬


‫ا ليوم‪ ،‬نحن مدعوون أدها ا إلخوة ا لمغبوطون‪ ،‬محبو ا لمسيح‪،‬‬
‫إلى عرس أخينا الروحى‪ ،‬هذا الذي غادرنا إلى الصومعة للعيش في‬
‫الخلوة‪ ،‬وقد أمضينا الوقت من المساء حئى الصباح في الصالة إلى‬
‫الله من أجله‪ ،‬من خالل رتبة السهرة وصال ة الطقس والتضرعات‬
‫وتراتيل روحية‪ ،‬لنتضرع اآلن إلى المسبح الرب كي يقويه ويحفظه‬
‫ويجذده ويقذسه كامال بإرادته‪ ،‬على مثال أولئك اآلباء الذين‬
‫اشتهروا بلوكهم الهادئ في الصومعة‪ ،‬بصالة قديسيه إلى أبد‬
‫الدهور‪ .‬آمين‪.‬‬

‫كما تعتمنا وتسئمنا من آبائنا الرائعين الذين عاشوا حياة‬


‫الصومعة‪ ،‬وقاوموا الهجمات العنيفة‪ ،‬وتحتلوا العذابات‬
‫والتجارب‪ ،‬إن كانت من الطبيعة أو من الشياطين‪ ،‬واشتهروا‬
‫بمحاربتهم األهواء والرغبات‪ ،‬وبمعونة الله خئصوا حياتهم بنقاء‬
‫وصفاء حتى النهاية‪ ،‬ونالوا إكليال مضاعائ (‪ ٢‬طيموتارس ‪-٧ : ٤‬‬
‫‪ ، )٨‬نقترح عليك يا أخانا بعض نصائح مفيدة لحياة ا لصومعة كي‬
‫تستطع أن تسلك في ضوئها سلوكا روحيا (رقم ‪. )٢ ،١‬‬

‫أيها األخ الحبيب‪ ،‬في بداية حياتك با لصومعة‪ ،‬اسع إلى‬


‫اكتا ب طيبة الروح التي هي التثره بالله (لوقا ‪ ، )٣٦ : ٦‬فقد جاء في‬
‫الكتاب‪« :‬إذ عينيك أطهر من أن تطيقا النظر إلى الشر)) (حبثوق‬

‫‪٣١٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ ،)١٣: ١‬فإذا كانت لك عين طاهرة‪ ،‬فلن تحسد‪ ،‬وال ترى ضعف‬
‫اآلخرين‪ ،‬وال تدين القريب‪ .‬ثم اسغ إلى الحصول على الهدوء‬
‫والتواضع والتفاضل‪ ،‬فبها تطيق تحتل العنف وتحصل على اإليمان‬
‫البسيط ومحية من دون إيذاء أحد‪ ،‬وتحصل على رجاء في الله وطرق‬
‫جميلة وعادات ثابتة ومواقف مسالمة‪ ،‬بعيدا عن الخصومات‪،‬‬
‫والطاعة والعمل الدائم والحرص في كن فعل تقوم به (رقم ه)‪.‬‬

‫ومنذ بداية حياتك في الصومعة‪ ،‬اسع إلى تغيير العادات‬


‫الطبيعية التي نشأت عليها بحيا؛ جديدة‪ ،‬أي تبذل العمل بالعمل‪،‬‬
‫والمعرفة بالمعرفة‪ ،‬والرجاء بالرجاء‪ ،‬ومحية الدنيا بمحية العالم‬
‫اآلتي‪ ،‬والفرح باألشياء المنظورة بالفرح باألشياء الروحية‪ ،‬والعزاء‬
‫بالعزاء‪ ،‬وا لرحمة با لرحمة بحسب روح الوصا يا ا لجديدة ‪(( :‬أحبوا‬
‫أعداءكم (متى ه‪ ،)٢٤:‬وباركوا العنيكم (لوقا ‪ )٢٨:٦‬إلخ‪...‬‬
‫فالطبيعة الضعيفة الميالة إلى الضالل ال تتمكن من اكتساب هذه‬
‫األمور والحفاظ عليها بتناغم حين تكون مع الكثيرين‪ ،‬في حين أن‬
‫ا لبل غير ا لطبيعية تتحرك بسهولة في ا لسير ا لطبيعية ا لما بقة ‪ ،‬بعيدا‬
‫عن الجمع في الهدوء وا أللغة مع إنساننا الباطني (رومة ‪٢٢ :٧‬؛‬
‫أفسس ‪ )١٦٠٣‬ولفترة طويلة ‪ ،‬ألتنا نبحث عن شيء غير موجود في‬
‫طبيعتنا‪ ،‬فقدنا ه بمخا لفتنا الوصية مع أبينا آدم‪ ،‬وقد وجدنا ه في‬
‫المسيح أبينا الثاني (رقم ‪٠)٣٨‬‬

‫ثم أيها األخ الحبيب في الرب‪ ،‬عندما تكون جالسا في‬


‫صومعتك‪ ،‬ا فحعن تحركات ا لنعمة القائمة فيك‪ ،‬ولدى تأتلك في‬
‫القراءة (الكتاب المقذس) انفصل عن األعمال اليدوية‪ ،‬وتفرغ‬
‫لتمجيد الله ألن ا لنعمة بدأت تجذبك إليه‪ ،‬وعندما تسر بأعمال‬
‫االهتداء من صالة الطقس واالبتهال والقراءة وا لتأتل الروحي‪ ،‬انتبه‬

‫‪٣١٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إلى ذاتك؛ فالنعمة بدأت تعمل فيك بأسرارها ا لخفتة ‪ -‬وفي وسط‬
‫الصالة أو الفرض أو القراءة‪ ،‬عندما يلهب قلبك حت‪ ،‬المسح‪،‬‬
‫تكون عظة الله هكذا قد منعت حنى التذكير باألفكار‪ ،‬واذاك كئ‬
‫يعفنا أمام أذى الشرير (رقم ‪.)٤١‬‬

‫(مترجمة عن طبعة بيتيولو‪،‬‬


‫ص‪-١٣٤‬ه‪.)١٦٦ ،١٦٤,١٦٣ ،١٣٩ ،١٣‬‬

‫‪٣١٥‬‬
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)١٦‬‬
‫إسحق النينوي‬
‫ايسخق دنينوا (أواخر القرن السابع)‬

‫يته(‪)١‬‬

‫يعلن إسحق مصدرا مهائ للروحانية الرهبانية في الكنائس الشرقية‬


‫والغرة متا‪ ،‬فهو يأتي في المرتبة األولى بين اآلباء السريان من‬
‫حيث شهرته العالمية التي تخنت حواجز كنيسته وبلده ‪ .‬فكتاباته‬
‫ترجمت منذ البداية إلى اللفات القديمة وال تزال تترجم اليوم إلى‬
‫اللفات الحديثة ويتداولها الرهبان‪ .‬قرأه السريان الغربيون ‪-‬‬
‫اليعاقبة ‪ -‬وعننوه معتتا عظيتا‪ ،‬ردما ألتهم لم يكتشفوا حاال هويته‬
‫النسهلورية‪ .‬ولتا عرفوا ذلك أجروا بعفى ((الرتوشات)) الطفيفة على‬
‫كتاباته! ومن خاللهم عرفه األقباط واألحباش وا ألرمن‪ ،‬كما شغف‬
‫به ا ألرثوذكس على اختالف كنائسهم‪ .‬فاعتمده رهبان جبل ((آثوس))‬
‫دليال لهم وسموه القديس ‪ ،‬وكذلك الكاثوليك الغربيون‪ .‬حياة‬
‫إسحق ا لخفية وروحانيته العميقة ((من القلب والوجدان» استطاعتا أن‬
‫تذيبا الجليد‪ ،‬وتزيال السياجات بين الكنائس المختلفة وتوحدها‬
‫حول الروح الوا حد‪ ،‬روح الله الذي يهب حيث يشاء (يوحائ ‪. )٨ : ٣‬‬
‫ما نعرفه عن حياة إسحق قليل‪ ،‬كته مقتبس من كتاب العثة بقلم‬

‫(‪ )١‬إذ كزن استشهاداتنا مقتبسة ض طبعة األب يجان‪.‬‬


‫(‪ )٢‬راجع بيتيولو‪ ،‬ص‪ ، ٨‬هامش ‪. ٤‬‬

‫‪٣١٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أيشوعدناح البصري (القرن التاسع) ومن الوثيقة التي نشرها‬


‫البطريرك اغناطيوس أفرام الثاني الرحمانى في مجتته دراسات‬
‫داذتة(‪.)٣‬‬
‫سريا نية‬

‫وفعا لهاي الوثيقسن‪ ،‬يكون إسحق قد أبصر النور في قطر على‬


‫‪ ،‬ودرس هناك الكتب المقدسة والعلوم ا لدينية ‪ .‬ولتا شب‪،‬‬ ‫الخلج‬
‫‪٠‬‬ ‫اعتنق الحياة الرهبانية وتبحر فيها وصار معتائ ((ربن أب لدلعتا))‬

‫وفي زيارته الرعوية كنيسة قطر التقاه الجاثليق كوركيس األول‬


‫(‪ )٦٨٠,٦٦٠‬فأعجب به واصطحبه معه إلى بالد ما بين النهرين نحو‬
‫دير بيت عابي‪ ،‬بالقرب من مدينة عقرة‪ ،‬حيث رسمه أسقعا لمدينة‬
‫نينوى (الموصل الحالية)‪ .‬إال أن األسقف الجديد قدم استقالته إلى‬
‫ا لجاثليق بعد خمسة أشهر من تنصيبه ‪.‬‬

‫ترى ما هي أسباب هذه االستقالة المفاجئة؟‬

‫تجيب وثيفة الرحمانى‪ :‬إذ الله وحده عالم باألسباب التي دفعته‬
‫إلى االستقالة‪ .‬ولكئ قراءًا دقيقة لكتابه تجعلنا نستشف أته شعر بأته‬

‫‪Studia Siriaca n° 1., 1904, pp. 32-33.‬‬ ‫(‪)٣‬‬


‫(‪ )٤‬لقد أنبتت شبه جزيرة قطر شخعحارتتة كنسة بارزة مثل الروحانى داديشوع‬
‫القطري والطفاني جبرائيل والكاتب إبراهيم برليغي‪ . . .‬ويوحائ نسيب‬
‫إسحق‪ .‬فهرس المؤنفين‪ ،‬ص‪ ،١٩٢‬رقم ‪ ،٨٥‬وغرفت ثبه الجزيرة هذه‬
‫قديائ باسم ((قطرايا)) ونرساي في أحد ميامره‪ ،‬يهزأ بكلمات قاسية بغرور‬
‫الملك الفارسي فيروز الذي هاجم بيت قطراي أقطرا) وميي بالهزيمة‪.‬‬
‫ثقافة السريان‪ ،‬بيغولنفكابا‪ ،‬ص‪. ٩٨‬‬
‫(ه) إئي أرى أن الكلمة العربية ((راهب)) تأتي من الكلمة السريانية أربن)) أي‬
‫المعتم الذي يجمع حوله تالميذ يعلمهم ا للوك ا لعوي‪ ،‬وال تأتي من‬
‫لفظئئ أرهب)) أو أهرب)) العرسن‪ .‬ئلم إذ العرب لم يعرفوا الترلهب‬
‫وعذوا ا لزواج نصف الدين!‬

‫‪٣١٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫لم يدع إلى القيام بشؤون إدارية‪ ،‬تهيمن عليها عقلية االمتيازات‬
‫والكرامات‪ :‬يقول في الصفحة ا ألولى من كتابه‪(( :‬قتما نجد أو ال‬
‫نجد إنادا يستطع أن يحمل هذه الكرامات‪( » ...‬مقالة ‪،١‬‬
‫ص‪ . )٢‬وفي مكاز آخر يقول صراحة‪(( :‬ضع نفك في سبيل الله‬
‫فتزداد كرامة‪ . .‬أهرب من المجد فتتمجد‪ ،‬وابتعد عن الكبرياء‬
‫فترتفع)) (مقالة ه‪ ،‬ص‪ .)٦٨‬أمام هذا ا لوا قع قرر االستقالة بدال من‬
‫االستمرار في وظيفة قد تفقده ذاته‪ . . .‬واستقالته من أبرشيته لم‬
‫تمنعه من االهتمام بالناس‪ ،‬بل ما انفك يكون أيا وراعيا ومعتائ‬
‫ليس لجماعة محدودة وحسب‪ ،‬بل لكثيرين حقى خارج حدود كنيسته‬
‫وبلده ولفته‪.‬‬

‫ورن في كتاب العقة ‪(( :‬حالما ترك إسحق كرسي نينوى صعد إلى‬
‫جبل ماتوث الذي يحيط ببلد بيث هوزايي وانفرد مع النساك هناك ‪.‬‬
‫ثم أقبل إلى دير ريان شابور‪( )). . .‬رقم ‪•)١٢٥‬‬

‫هناك مالحظة وردت في كتاب الرؤساء بملحق سيرة الراهب‬


‫قبريانس تقول ((إذ الطوباوي مار إسحق الناسك أسس مقامه في حدود‬
‫‪.‬‬ ‫قرية ((حربي)) ليعكف هناك على عيشة بعيدة عن المنظورات))‬
‫ويصف لنا كتاب العقة موقع حربي الجغرافى‪(( :‬برسهدي الذي شتن‬
‫ديرا بجانب مدينة حربي على دجلة وأصله من بالد فارس)) (رقم ‪. )٩‬‬
‫إتي أميل شخصيا إلى دمج إسحق النينوي في إسحق الناسك ببب ما‬
‫وصفه كتاب الرؤساء‪ ،‬وقد يكون في المرحلة األولى أقام ب‪(( .‬حربي))‬
‫ثلم انتقل إلى دير مار شابور‪ ،‬خصوصا وأن في ذلك الزمان كان‬
‫يصعب السفر إذ تهذده مخاطر كثيرة!‬

‫(‪ )٦‬ترجمة األب ألبير أبونا‪ ،‬الموصل‪ ،١٩٦٦ ،‬ص‪٨‬ه ‪ ، ٢‬قد تكون قرية خربا‬
‫الحاب بقرب مدينة غفرة‪.‬‬

‫‪٣١٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ويواصل كتاب العثة كالمه على إسحق إته ((كان بصيرا جذا في‬
‫ا لكتب االلهية‪ ،‬حس حرم نور عينه بب ا لقرا ء ة وا لنسك)) (رقم‬
‫ه‪ .)١٢‬وبعد أن فقد بصره‪ ،‬أخذ دملي تعاليمه الروحية على تالميذه‬
‫الذين أحيوه لرهافة عقله وسمو تعليمه ودماثة خلقه‪ .‬فيقول األب‬
‫بيجان في مقدمة طبعته السريانية إذ إسحق‪(( :‬كان يتناول ثالث قطع‬
‫خبز في األسبع مع بعض الخضراوات‪ .‬أتا ا ألطعمة المطهية فلم‬
‫يكن يذوقها)) إذ طعام المتوحدين‪ ،‬أي الذين ال يعيشون حياة‬
‫مشتركة في الدير‪ ،‬كان يقوم على وجبة واحدة عادًا‪ ،‬قوامها الخبز‬
‫والماء وأحياتا القليل من الطبيخ‪ ،‬إال أن المتقدمين منهم في‬
‫الروحانية كانوا يتناولونه مرة أو مري في األع(‪ ٠)٧‬وفي دير‬
‫الربان شا بور هذا توقي إسحق ودفن جثمانه نحو العام ‪٠٧٠٠‬‬

‫كتاباته‬
‫بحب كتاب العثة إذ اسحق أتف كتيا في الحياة الرهبانية‪،‬‬
‫ولكن من دون تحديد نوعيتها وعددها ‪(( :‬تضاع كثيرا في األسفار‬
‫ا إللهية وأتف كتيا عن سيرة النساك)) (رقم ه‪ .)١٢‬وعبديشع‬
‫الصوبا وفي (‪ )+١٣١٨‬يورد نصا‪(( :‬وضع إسحق النينوي سبعة‬
‫مجلدات في تدبير الروح)) ‪ .‬ثلم يقول في مكا ؤ آخر إذ ((لدانيال‬
‫طوبا نيثا حال لمسائل المجتد الخا سس الخا هن بإسحق النينوفي))‬
‫‪ .‬أتا النعز الذي نشره ا لرحما ني فيذكر أن إسحق‬ ‫(رقم ‪)١١٠‬‬
‫أتف خمسة كتب ‪.‬‬
‫(‪ )٧‬مقالنا ‪« :‬إستعراض النواقص في أعمال التراث السرياني الخامس))‪ ،‬الترتب‬
‫في القرون المسيحية األولى من القرن الثاني حئى مطبع القرن السابع‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪ ،‬ص‪.٢٩٢‬‬
‫(‪ )٨‬فهرس المؤلفين‪ ،‬ص‪ ، ١٨٦‬رقم ‪.٧٤‬‬
‫(‪ )٩‬لربما إلى هذا ا ألمر يثير كتاب العثة إذ يقول‪(( :‬وقال ثالثة أشياء لم يقبلها =‬

‫‪٣٢٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إنه لمن الصعب التوفيق بين هذه المعطيات وما وصل إلينا من‬
‫مؤلفات إسحق ‪ .‬إذ معظم المخطوطات تحتوي على ما تستيه حديث‬
‫إسحق النافع في السيرة الرهبانية الذي يضلم نحو اثنين وثمانين حدسا‪،‬‬
‫وتحت هذا العنوان نشره األب بولس بيجان ((‪De perfectione‬‬
‫‪ })religiosa‬العام ‪ ١٩٠٩‬في باريس ويقع في خمسمئة وثمانين صحيفة‬
‫من القطع الوسط‪ .‬وقام ‪٠ WENSINCK‬ل ‪ A.‬بترجمته إلى اإلنكليزية‬
‫في العام ‪ ١٩٢٣‬تحت عنوان‪ .>١’(»Mystic Treatises(( :‬هناك‬
‫مخطوطات أخرى تحتوي على الجزء الثاني من الكتاب‪ ،‬نشر منه‬
‫البروفور سيبستيان بروك سع مقاالت من كتاب النعمة في ‪CSCO‬‬
‫مجتد ‪ ٤‬ه ه ‪ ،‬والترجمة ا إلنكليزدة في المجلد ه ه ه العا‪ ٠٠١٩٩٥٢‬كما‬
‫وهناك ترجمات يونانية قديمة قام بها رهبا ن دير مار سابا بقرب القدس‬
‫في القرن التاسع‪ ،‬وترجمة حبشية وروسية والتينية‪ ،‬وترجمات حديثة‬
‫إلى الفرنسة واإليطا؟(‪.)١١‬‬

‫=كثيرون‪ ،‬حنق عليه دانيال األسقف الكمري ابن طوبانيثا بسبب ا ألمور التي‬
‫قالها))(رقم ‪.)١٢٥‬‬
‫(‪ )١٠‬هناك ترجمة إنكليزية حديثة تتع الترجمة اليونانية قام بها ((دير التجلي)) في‬
‫بوسطن بالواليات المتحدة األميركية‪The Ascetical Homilies of Saint :‬‬
‫‪Isaac the Syrian, translated by the Holy Transfiguration Monastery,‬‬
‫‪٠‬‬ ‫‪.Boston, Mass, 1984.‬‬
‫)‪ )١١‬ظهرت الترجمة الفرنية عن اليونانية مع شعور المترجم باالختالفات عن‬
‫النعق السرياني‪Issac de Ninive, Oeuvres Spirituelles, Theophane, :‬‬
‫‪desclee de Brouer, Paris, 1981.‬‬
‫أتا الترجمة اإليطالية فقد قام بها اإليطالي باولو بينيولو واألخت ماريا غالو‪،‬‬
‫متننين إلى النعق السرياني الذي نشره بيجان‪ ،‬ويقوالن في المقنمة إتهما‬
‫يعتزمان على ترجمة الجزء الثاني الذي نشره بروك‪p. Bettiolo and M. :‬‬
‫ألل’ ‪, Isacco di Ninive, Discorsi Ascctici, Lebbrezza della fede,‬دأل‪١‬ةذًا‬
‫‪Collana di testi patristici, Citta Nuova editrice, 1984.‬‬

‫‪٣٢١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أتا بشأن اللغة العرسة فهناك عنة مخطوطات تضلم نصوصا‬


‫عرسة‪ ،‬فقد قام الشتاس عبداهـ بن الفضل‪ ،‬في القرن الحادي عشر‪،‬‬
‫بنقل نحو خمسه وثالثين حدسا (مخطوطة رقم ‪ ٣٥٠‬لدير القنيسه‬
‫كاترينا في سينا) ‪ ،‬وفي مخطوطة بالدير نفسه تحت رقم ‪ ٣٦٤‬ترجمة‬
‫لما أهمله ابن الفضل ‪ .‬وقد نثر بعثا من هذه ا ألحاديث ا ألب بولس‬
‫سباط في القاهرة العام ‪ . ١٩٣٤‬وهناك ترجمة عرسة حديثة بعنوان ‪:‬‬
‫((إسحق السريانى‪ ،‬نسكيات»‪ ،‬ترجمة األب إسحق عطا الله بالتعاون‬
‫ومعهد الالهودت في البلمند بلبنا ن ‪ ،‬في سلسلة (( منشورات النور)) ‪،‬‬
‫‪ ،١٩٨٣‬وقد ألحقها بخدمة مار إسحق (ص‪ .)٣٨٤-٣٦٢‬وهذه‬
‫الترجمة منقولة عن النعل اليونانى المطبوع في العام ‪ ١٧٧٠‬ثلم‬
‫‪ ٠١٨٩٥‬وهناك فروقات كبيرة بينها والنعل السريانى الذي نشره األب‬
‫بيجان‪ .‬كما أن كتاب‪ .‬الغيلوكاليا يضلم مقاطع إلسحق‪ ،‬وكذلك كتاب‬
‫سائح روسي على دروب الرب‪(( ،‬منشورات النور)) ‪. ١٩٩٢ ،‬‬

‫لتن يكتب إسحق؟‬


‫وا ضح أن إسحق يكتب للرهبان بشكل عام وللمتوحدين بشكل‬
‫خاصل‪ ،‬ويستعمل األسلوب للمخاطب المغرد المبا شر ‪ ،‬وكأد‬
‫يخا طبك أنك بالذات ويريد إرشادك إلى ما تبحث عنه ‪(( :‬لقد وجدت‬
‫يا أخي عطاتا ‪ . .‬هذه هي يا أخي نصيحتي لك‪ . .‬يا عبدالله ‪ . . .‬لقد‬
‫‪ .‬وأحياكا يستعمل أسلوب السؤال‬ ‫أصبحت مجنوا يا أحيائي‪. .‬‬
‫والجواب كما في المقالة ‪ ٠٣٥‬واألسلوب نفه نجده عند‬
‫الروحانيين السريان أمثال أفراها ط وسهدونا وشمعون ده طيبوثية ‪٠‬‬
‫يهدف إسحق إلى مساعدة قارئه على اكتشاف دعوته‪(( ،‬قضة حياته))‪،‬‬
‫وتحقيقها في تفاصيل الحياة اليومية‪ ،‬ويستي هذا الشريط من‬
‫القناعات والممارسات د(( طريق الحياة))‪ .‬والحيا ة التى يقود إليها‬

‫‪٣٢٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫شبيهة بالحياة بعد القيامة‪ ،‬يبلفها المتوحد من خالل مصاحبته‬


‫الكتاب المقذس والصالة والدمع ونسيان العالم ونسيان الذات‬
‫والتأتل في عظمة الله ومجده وتسبيحه فيرفعه الروح القدس شخا‬
‫فشيثا إلى نعيم غير محدود‪ . .‬إرها استباق لحياة الدهر ا آلتي (طايع‬
‫المقالة ه ‪ . )٣‬أسلوبه صعب‪ ،‬وسبر أغوار روحانسه عمدة شاقة‪.‬‬
‫فهو نفسه لم يقم بالكتابة‪ ،‬بل قام بها أحد تالمذته‪ . . .‬وخبراته‬
‫الروحية تفاجئك دونا بالجديد والعميق‪. . .‬‬

‫روحانيته‬
‫إذ لتعليم إسحق وخبرته الصوفية طاخ الشمولية ‪ .‬فهو في كالمه‬
‫يتناول اإلنسان كته‪ :‬الطبيعة‪ ،‬القوى‪ ،‬التاريخ‪ ،‬النعمة‪ ،‬العهد‪،‬‬
‫القطيعة‪ . .‬إره يتير مكننة قلب اإلنسان العميقة لينهض به من األهواء‬
‫بعون النعمة ا إللهية‪ ،‬ويرتقي به (مقالة ‪ ،٣‬ص‪.)٤١‬‬

‫يرتكز تعليمه على الكتاب المقنس وهو نقطة ارتكاز وانطالق‪:‬‬


‫((ركز نظرك بانتظام على الكتاب المقنس وثابر على قراءته وتفسيره‪،‬‬
‫فهو يجثبك مشاهدة أشياء أخرى غريبة)) (مقالة ‪ ،٢‬ص‪ .)١٤‬وكلمة‬
‫الله في نظر إسحق تعتنق كل المسيرة الروحية‪(( ،‬بها يؤمن (المتوحد)‬
‫وبها يتحرك ويتغذى‪ ،‬وإليها يعود وبها يتكتم ويعير)) (المقالة ‪،٢‬‬
‫ص‪ . ) ١ ٧‬إذ مكانة الكتاب المقنس في حياة إسحق ليست ا ستشاء‬
‫بل الكتاب المقنس هو الكتاب ا ألول وا ألوحد في الكنيسة‬
‫السريا نية ‪ .‬إته ((صورة الكتاب)) ‪ -‬وإذ األدب السريانى‪ ،‬لو استثنينا‬
‫الترجمات اسية والطسة من اليونانية في عهد العياسسن‪ ،‬لهو‬
‫أدب دينى تحفى يهيمن عليه الكتاب المقذس( ) ‪.‬‬

‫(‪. M. FIEY, «La Bible dans I’eglise syrienne orientale ancienne«, )١٢‬ل =‬

‫‪٣٢٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وإسحق يستشهد بآقوا ل االباء الشيوخ ويذكرهم صراحة‪.‬‬


‫باسيليوس‪ ،‬إوغريوس البنطي‪ ،‬أنبا أرسانيوس‪ ،‬ديونيسيوس‬
‫األريوباجى‪ ،‬ثيودورس أسقف مضيعة ((المفتر ا لطوباوي))‪،‬‬
‫أفرام‪ ،‬يوحئأ المتوحد‪ ،‬ديودورس الطرسوسي‪ .‬كما أته متأكر‬
‫بمكاريوس وبآخرين‪.‬‬

‫على غرار هؤالء اآلباء يرمي إسحق إلى إرشاد الراهب نحو‬
‫حياة االتحاد بالله من خالل ا ألمل المتواصل والتجرد الكامل‬
‫والتقئف الصارم والسهر والصالة والصوم ومحاربة الشيطان‬
‫والعالم والجد ‪ ٠‬ويتخذ المسبح نموذجا مطلعا لهذه ا لمسيرة‪،‬‬
‫ويرتمز على األلوهة‪ ،‬وقد تكون رمزا للثالوث‪ .‬ويعرض نهجه بكثير‬
‫من التقنية مقسائ إياه إلى ثالث مراحل‪ .‬ويوصي بعدم إحراق‬
‫المراحل أو القفز‪ ،‬فالتدذج الروحي سم على مراحل‪(( :‬تن يذعي أته‬
‫قادر أن يحصل على الفضائل العظمى من دون ممارسة الفضائل‬
‫الصغرى‪ ،‬فهو سائر إلى الهالك ال محالة‪ ،‬ألن الله صتم أن تصدر‬
‫الفضائل الكبرى من الصغرى)) (مقالة ‪ ،٣٩‬ص‪ ،)٣٠٠‬وهذه‬
‫المراحل هي‪:‬‬
‫المرحلة الجدانية ‪ ،‬أو المسلك ‪،‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪ -٢‬المرحلة النغانية‪،‬‬
‫‪ -٣‬المرحلة الروحانية‪.‬‬

‫من خالل المراحل الثالث هذه يتمكن الراهب من بلع ذروة‬


‫االتحاد بالله‪ ،‬والتحرر الكامل من العالم الحتى‪.‬‬

‫= ‪Bible et vie chretienne (1966-1967), pp. 35-42.‬‬

‫‪٣٢٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫المرحلة الجدانية‬
‫على الراهب‪ ،‬في بدء حياته النسكية‪ ،‬محاربة الشيطان والعالم‬
‫والجد وأهوائهم بواسعلة قيامه بممارسات خارجية كالصوم والسهر‬
‫في الليل والصالة وتالوة المزامير‪(( .‬من الغروب إلى الغجر يقفون ‪-‬‬
‫الرهبان ‪ -‬في الصالة ممجدين الله بالمزامير والتسابيح والمداريثى‬
‫والتراتيل الروحية» (مقالة ‪ ،٣٥‬ص‪ .)٢٤٢‬يثذد إسحق على التوبة‪.‬‬
‫((أعطيت التوبة للبشر نعمة فوق نعمة‪ . . .‬إتها والدة جديدة‪ . .‬هي‬
‫باب الرحمة)) (مقالة ‪ ، ٤٣‬صه ‪ . )٣١‬وتحتل الدموع مكانة كبيرة في‬
‫تعليمه‪ ،‬كما في تعليم سابقيه‪ ،‬حثى إتنا نجد إشارة إلى ذلك في‬
‫القرآن‪(( :‬ترى أعينهم تفيض من الدمع)) (المائدة ‪(( . )٨٣‬الدموع تقود‬
‫إلى الحت‪ ،‬الكامل لله)) (مقالة ‪ ،٣٥‬صه ‪ . )٢٤‬و((إذا بلغت أرض‬
‫الدموع‪ ،‬فاعلم أتك قد تخلصت من سجن هذا العالم‪ ،‬وأتك قد‬
‫وضعت رجلك على الطريق المؤدية إلى العالم الجديد وتبدأ تستنشق‬
‫الهواء المذهل الموجود فيه‪( ...‬مقالة ‪ ،١٤‬صه‪.)١٢٦-١٢‬‬
‫ويوصي بمخا فة الله أساس ا لفضيلة ‪.‬‬

‫((إذ مخافة الله رأس الفضيلة وابنة اإليمان كما قيل‪ .‬تفرس في‬
‫القلب وتمنحه الفرصة للتختص من إغراء العالم‪ ،‬وتصقل حواسه‬
‫الشاردة)) (مقالة ‪ ، ١‬ص‪ .)١‬ثم ((إذ مخافة الله تتفع ا لطبيعة البشرية‪،‬‬
‫وتصدها عن مخالفة الوصايا ‪ .‬أتا الحب فيحرك فيه ‪ -‬أي الراهب ‪-‬‬
‫الشوق إلى الخيرات التي من أجلها يعمل الصالحات)) (مقالة ‪،٣‬‬
‫ص‪.)٣٠‬‬

‫تمتاز هذه المرحلة بنكران الذات والتجرد‪ .‬يقول إسحق‪:‬‬


‫((أترك ا ألمور الحقيرة لتحصل على الكريمة‪ .‬كئ مسا في الحياة وحا‬
‫في الممات ‪ ٠‬إجعل نفسك تموت بنشاط وال تعش في الخطيئة ‪-‬‬

‫‪٣٢٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الدين)) (مقالة ‪ ،٣‬ص‪ .)٣١‬و(( ليكن لديك واضخا أن كق صالح‬


‫يتحثق فيك‪ ،‬ظاهرائ أو خفسا‪ ،‬هو ثمرة المعمودية وا إليمان‪ ،‬بهما‬
‫دعاك يسوع إلى كن األعمال الصالحة)) (مقالة ‪ ، ١‬ص‪.)١ ٠‬‬

‫إذ أجمل ما وصل إليه إسحق هو عنه حياة الراهب شهادة ئقارل‬
‫شهادة الدم‪(( .‬ليس الذين يموتون ألجل إيمانهم بالمسيح هم‬
‫الشهداء فحسب‪ ،‬إلما الذين يموتون ألجل حفظ وصاياه أيائ))‬
‫(مقالة ‪ ،٣‬ص‪.)٣١‬‬

‫المرحلة الغسانية‬
‫بعد أن يتتثى الراهب من ((دنس الجسد)) يبخ المرحلة الثانية من‬
‫مسيرته إلى الله ‪ .‬المرحلة النفسا نية ‪ .‬فيها يجد لكي يطؤر نفسه من‬
‫األفكار الغريبة واألهواء الشريرة ليحصل على ((الصفاء)) ‪(( .‬نحن‬
‫نؤمن بما يلي‪ :‬إذ الله لم يخلق صورته قابلة لألهواء‪ ،‬وأقول إذ‬
‫صورته لم تكن الجسد ‪ ،‬إرما النفسى ‪ ،‬ألرها غير مرئية ‪ .‬كما نؤمن بأن‬
‫هذه األهواء غير طبيعية بالنسبة إلى النفس‪ ..‬ألن األلم واألوجاع‬
‫هي للجسد ‪( )) . . .‬مقا لة ‪ ، ٣‬ص ‪ . ) ٢٢ - ٢١‬في هذه المرحلة يسعى‬
‫الراهب إلى جعل عقله خاليا من كن فكر طائش‪ ،‬ونيل منحرف‪،‬‬
‫وإلى أن يكون قلبه متجها نحو الله ‪(( .‬ما هو نقاء الفكر؟ إره ليس في‬
‫عدم معرفة الشرور‪ ،‬وإآل أصبح (اإلنسان) بهيمة‪ . . .‬إرما نقاء الفكر‬
‫هو في رفقة اإللهيات التي نحصل عليها بعد ممارسة فضائل كثيرة))‬
‫(مقالة ‪ ،٢‬ص‪.)٢٧‬‬

‫يلغ كاتبنا على أهتية القلب ودوره في ضبط الحواش وفي‬


‫إعطاء الراهب السالم واألمان‪« .‬القلب مركز الحواش الباطنية وهو‬
‫المطلق واألصل‪ .‬فإذا كان األصل مقدسا‪ ،‬كذلك تكون جمع‬

‫‪٣٢٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫األغصان‪ .‬وإآل لن يكون هناك أي غصن مقذس ‪ . . ٠‬يتنعى الفكر‬


‫ويصغى بمعاشرة الكتب ‪ -‬المقدسة ‪ -‬وبالصوم والخلوة‪ .‬أتا القلب‬
‫فيتطهر من كز شيء باحتمال صعوبات جئة وبعدم مخالطة العالم‬
‫وبا إلماتة الكاملة‪ .‬ولتا يتحرر من مالقاة ا ألمور الحقيرة ال شخ‬
‫نقاوته‪ .‬والحواش العفيفة تجلب األمان للنفس)) (مقالة ‪،٣‬‬
‫ص‪.)٢٩‬‬

‫يذكر إسحق أن على الرا هب أن يعيش هذه المرحلة في اليقظة‬


‫والرجاء واالنتظار‪.‬‬

‫‪,‬لمرحلة الروحاسة‬
‫عندما تحصل النفس على صفائها األول يكون الراهب قد بخ‬
‫عتبة المرحلة الروحية التي هي ذروة الحياة الصوفية ‪ .‬ويعدها هبه‬
‫مجانية من الله‪(( .‬إذا غذى — الراهب ‪ -‬شوقه الطبيعى بالحقائق‬
‫اإللهإة التي ذكرتها‪ ،‬ويبحث بدون كلل عنها ويتعثق فيها‪ ،‬بعد أن‬
‫يتفتب على أهوائه ويضبطها‪ ،‬ويصون نفسه‪ ،‬ويتضرع إلى الله في‬
‫صال؛ حاذة متمرة‪ ،‬إذاك ‪ -‬إذا شاء الله أن يمنحه هذه الهبة ‪ -‬يفتح‬
‫للمتوا ضعين ))‬ ‫‪L| I‬‬ ‫له ا لبا ب ‪ ،‬بسيب توا ضعه ‪ ،‬ألن أسرا ر ا للهأف ف‬
‫(مقالة ‪ ،١٢‬ص‪ .)١٢٢‬طبيعى أن الذين يحصلون على هذه النعمة‬
‫هم قتة (مقالة ‪ ،٢٢‬ص‪.)١٦٦‬‬

‫ما هي هذه ا لمرحلة ؟ ((إذ جمع القديسين ا لذين عذوا أهال لها ‪،‬‬
‫ا لسيرة الروحية‪ ،‬أي االنخطاف في الله‪ ،‬اقتيدوا بقوة اإليمان في‬
‫فرح هذه ا لسيرة الفائقة الطبيعة‪ .‬إدي ال أتكتم عن اإليمان بالتمييز‬
‫بين أشخاص الالهوت ا لمسجود له وخوا حز كن طبيعة‪ . . .‬إلما‬
‫أتكتم عن اإليمان الذي هو نور روحى‪ ،‬يشرق في النفس بواسطة‬

‫‪٣٢٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫النعمة» (مقالة ‪ ،٥٢‬ص‪(( .)٣٧٦‬المرحلة الروب هي الممارسة‬


‫بدون الحواس‪ ٠. .‬إذاك تكون كثافة الجسد قد تالشت‪ ،‬والرؤية‬
‫روحية‪ . . .‬والعقل مولجها بكامله إلى الله في مشاهدة مجده الخالد»‬
‫(مقالة ‪ ،٤٠‬ص‪ . )٣٠٤‬ويذكر إسحق أن ((هذا يتم بتدحل الروح‬
‫القدس‪ .‬ويشبه حلول الروح على النفس حلول الروح القدس على‬
‫القربان في سر اإلفخارستيا ‪ .‬ويكفي لحصول ذلك لحظة واحدة»‬
‫(مقالة ‪ ،٢٢‬ص‪.)١٧٢‬‬

‫ويوجز المراحل الثالث بقوله‪( :‬دال يمنح الطفل خبزا قبل أن‬
‫يفطم من الحليب‪ ،‬هكذا ا إلنا ن الراغب في االغتناء من الله‪ ،‬عليه‬
‫االنقطاع عن العالم‪ ٠ . .‬إذ أعمال الجسد تبق أعمال النفس‪،‬‬
‫مثلما في الخلق يسبق الجسد النفر ‪ .‬ومن ليس له أعما ل جدانية‬
‫ال يمكن أن يكون له أعمال نفسانية‪ .‬فا ألخيرة نتيجه ا ألولى‪ ،‬كما‬
‫النبلة نتيجة حية القمح المجردة ‪ .‬ومن ليس له أعمال نفسانية فهو‬
‫خا ل من مواهب الروح)) (مقا لة ‪ ، ٤‬ص ’ ‪. ) ٤١ - ٤‬‬

‫هذا هو تعليم إسحق النينوي الذي غذى المائت من الرهبان في‬


‫بحثهم عن الله‪ ،‬ودعمهم وساندهم طوال حياتهم في انتظار الرجاء‬
‫السعيد والرؤية الكاملة‪.‬‬

‫‪٣٢٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص مختارة‬

‫ضرورة االنتقال من الحياة المشتركة إلى الوحدانية‬

‫((من يشتاق إلى الله على مستوى‪ ،‬بعد مغادرته العالم‪ ،‬ال ينبغي‬
‫أن يمكث زمتا طويال في الحياة المشتركة‪ .‬فبعد أن تدرب على‬
‫الحياة مع ا إلخوة‪ ،‬وتعتم نظام وهدف السيرة ونوع التواضع‪ ،‬عليه‬
‫أن يترك ويعيش وحده في كوخ‪ ،‬حقى ال يعتاد على العيش مع‬
‫الكثيرين ‪ ،‬فتتحؤل با طة البداية الى التكير بيب فتور ا الخوة ‪ .‬لقد‬
‫عرفت العديد من ا إلخوة‪ ،‬كانوا في بداية مغادرتهم العالم أنقياء‬
‫وودعاء ‪ ،‬لكن بعد زمن قصير ‪ ،‬بسبب العيش مع الكثيرين ‪ ،‬صاروا‬
‫متكيرين و عجين‪ ،‬وفقدوا الوداعة األولى‪ .‬لذلك على األخ (الذي‬
‫يشتاق إلى الله) أن ينعزل عن الجماعة‪ ،‬ويعيش في ألفة مع شيخ‬
‫واحد مشهود له بحسن السيرة ومعرفة الخلوة‪ .‬يعاشره هو وحده‪،‬‬
‫وعليه يتتلمذ ويتعثم سلوك إخالء الذات‪ ،‬وال يحتلن مع أحد غيره‪،‬‬
‫وسوف يرتقي في زمن قصير إلى تذوق طعم المعرفة)) (طبعة بيجان‪،‬‬
‫ص‪٨٢‬ه)‪.‬‬

‫(( بالنسبة إلى المبتدئين ‪ ،‬ترتكز أسمى السيرة الرهبانية على إخالء‬
‫الذات‪ ،‬وحغظ السكوت‪ ،‬وعدم التعتق بشخصي ما أو أمر ما ‪ .‬عمل‬
‫السيرة‪ :‬تحمل الظروف الطارئة‪ ،‬وممارسة التواضع والقيام‬
‫بالصالة‪ .‬أتا ثمارها‪ :‬ا لولوج في رجاء نعيم االثحاد بالله‪،‬‬
‫والسبيل ا لصحيح إلى ذلك هو الحصول على مفاتيح أسرار الروح‬

‫‪٣٢٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫المجيدة‪ .‬ونهاية المطاف‪ :‬تذوق الحب والدالة مع مرح نحب‪ .‬فإذا‬


‫كان أحد المبتدئين في هذا السلك ال يعرف إخالء الذات والخلوة‪،‬‬
‫فهذا هو بالتأكيد من يعيش ذلك متوا ضغا وممارسا الصالة‪ .‬وإذا‬
‫كان أحد فارعا من هذا‪ ،‬فهو واقع بالضرورة في اضطراب الخطيئة ‪.‬‬
‫الخاطئ ال يحرم مكادا في الملكوت وحسب‪ ،‬بل له مكان معروف‬
‫في جهتم‪( ،‬ص‪٨٣‬ه)‪.‬‬

‫الخوف والمحية في ايرة الروحية‬

‫((ا إلنا ن العائش في اإلهمال يخاف من دنؤ ساعة الموت‪.‬‬


‫ويرتعد عندما يقترب من الله ساعة الدينونة‪ .‬وإذ يصل تماائ أمامه‪،‬‬
‫تبتلع المحجة االثنين (ا لخووجن)‪ .‬كيف يكون ذلك؟ عندما يعيش‬
‫اإلنسان في المعرفة والسيرة الجسدية‪ ،‬يهاب الموت‪ ،‬وعندما‬
‫يسلك في ا لمعرفة والسيرة النفسجة ‪ ،‬يرتجف فكره كتما تنكر‬
‫ا لدينونة‪ ،‬ألته يعيش مستقيائ على صعيد ا لطبيعة‪ ،‬ويتحرك وفق نطا م‬
‫ا لنفس ومعرفته وسيرته ‪ .‬إته يتحسن با قترا به من ا لله ‪ ،‬ولكن حين‬
‫يدرك معرفة ا لحق‪ ،‬يحز باندفاع إلى أسرار الله‪ ،‬ويثبت على‬
‫الرجاء العتيد‪ ،‬حينئذ يبتلع (الخوف) با لمحجة))‪.‬‬

‫إذ اإلنسان الجسدي يشبه‪ ،‬في خوفه‪ ،‬الحيوان أمام الذبح‪ ،‬أتا‬
‫اإلنسان الناطق (العقلي) فخوفه هو من قضاء الله‪ ،‬ولكن تن كان ابائ‬
‫يتصرف بدافع الحب وليس خوكا من القصاص‪(( :‬إتي وبيت أبي‬
‫نخدم الرب)) (يشع ‪ : ٢٤‬ه ‪ . ) ١‬المحجة تزيل الخوف‪.‬إته (االبن) ال‬
‫يكون بال خشية وحسب‪ ،‬بل يتمتى أن يغادر حياة هذه الدنيا‪.‬‬
‫المحجة تحق الحياة الزمنجة‪ ،‬وش أدرك محجة الله ال يعود راغجا في‬
‫البقاء على ا ألرض ‪.‬‬

‫‪٣٣٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫((آيها األحباء‪ :‬لقد أصبحت أحمق‪ ،‬وال أتحئل حفظ السر في‬
‫السكوت‪ .‬إدي أرتضي أن أكون جاهال لغائدة إخوتي‪ ،‬ألن الحب‬
‫الحؤ ال يستطيع أن يحبمى لنفه ثأبا من شؤون ا لححنه ‪ ،‬ويحرم منه‬
‫أحياءه‪ .‬مرات كثيرة حينما كنت أكتب هذه األمور‪ ،‬كانت أصابعي‬
‫تتووف على الكراس‪ ،‬ألر‪ ،‬عجزت عن مقاومة السعادة التي كانت‬
‫تغمر قلبي وئسكت حواشي‪ .‬لذلك‪ ،‬طوبى لتن يعيش على الدوام‬
‫في مصاحبة الله‪ ،‬مبعذا نفه عن كد أمور الدنيا ‪ ،‬وماكتا بقربه هو‬
‫وحده‪ ،‬عائائ في معرفته‪ .‬وحقى لو طال صبره‪ ،‬فلن يتأخر كثيرا عن‬
‫جني الثمار‪ .‬الفرح بالله أقوى من حياة الدنيا‪ ،‬ومن اكتشفه ال يبقى‬
‫على مستوى األهواء فحسب‪ ،‬بل ال يبا لي بحياته ‪ ،‬وليمى له شعور‬
‫آخر غير هذا الفرح‪ ،‬إذا استعذ له)) (ص‪.)٤٣٠-٤٢٩‬‬

‫أقوال مأثورة‬
‫‪ -‬بداية الحياة تقوم على تصويب الذهن على كلمة الله وممارسة‬
‫ا لصبر ‪ . . .‬إتهما أساس ا لحيا ة المسيحية (مقالة ‪ ، ١‬ص ‪. )٢‬‬
‫‪ -‬تحرر أوال من الروابط الخارجية‪ ،‬واسع إلى أن يأسر الله قلبك‪،‬‬
‫فا لتحرر من المادة يسبق التوحد (التنسك) بالله (مقالة ‪،٤‬‬
‫ص‪.)٤٠‬‬
‫‪ -‬النفس ا لتي تحب ا لله تجد را حتها في ا لله وحده (مقالة ‪ ، ٤‬ص ‪. ) ٤ ٠‬‬
‫‪ -‬أحبب الصمك أكثر من أي شيء آخر ‪ ،‬فالصمب يقربك من الثمر‬
‫الذي يعجز اللسان عن وصفه‪ . . .‬وال تدري أي مقدار من النور‬
‫سوف يشرق فيك‪( .‬مقالة ‪ ،٦٥‬ص‪٠)٤٤٣‬‬
‫‪ -‬الحب يزيل الخوف (مقالة ‪ ،٦٥‬ص ‪. ) ٤٣١‬‬
‫‪ -‬إذ الحب أعذب من الحياة‪ ،‬وفهم الله الناح منه أعذب من العسل‬
‫(مقالة ه‪.)٦‬‬

‫‪٣٣١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ -‬لتتأرجح كثة الرحمة في كق حياتك حتى تحمئ بالرحمة التي‬


‫يحملها الله للعالم (مقالة ‪ ،٦٥‬صهه‪.)٤‬‬
‫‪ -‬التوبة أم الحياة‪ ،‬بها تفتح لنا الحياة بابها وتعيد إلينا النعمة التي‬
‫فقدناها بعد المعمودية (مقالة ‪ ،٦٥‬ص‪.)٤٤٣‬‬

‫المراجع‬
‫‪،١٩٧٠‬‬ ‫‪- ١‬أبونا‪ ،‬ألبير‪ ،‬أدب اللغة اآلرامبة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫وخالصات األدب السريانى ا ألخرى‪.‬‬
‫‪ - ٢‬النينوي‪ ،‬إسحق‪ ،‬الحياة الرهبانية (بالريانية)‪.‬‬
‫‪Khalife - Hachem, Elie, Isaac de Ninive - Dictionnaire‬‬ ‫‪- ٣‬‬
‫‪de Spiritualite', t. VII, Paris, 1971, pp. 2041-2054.‬‬
‫ودراسة ا ألب إلياس خليفة رعال أفضل دراسة لروحانية إسحق‬
‫حثى اليوم‪ .‬أضف إليها المراجع المذكورة في الهوامش‪.‬‬

‫‪٣٣٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)١٧‬‬
‫يوسف خرايا‬
‫يوسف حزيا‬
‫محدثات الكمال الروحي الصوفية الثالث‬

‫حياته‬
‫رعت قرون الهجرة الثالثة ‪ I‬ألولى عصر الرهبانية المشرقية‬
‫الذهبي‪ ،‬فقد أنتجت أديا صوفيا مشرقؤا غزيرا‪ ،‬ومن بين هؤالء‬
‫المتصوفين البارزين الراهب يوسف حزايا حزيا (الرائى) من القرن‬
‫الثامن الميالدي‪ ،‬ظر الروحانية المشرقية بامتياز‪.‬‬

‫رواية كتاب العثة‪(( :‬القديس ا ألنبا يوسف حزايا الذي هو‬


‫عبديشع [!]‪ .‬هو فارسي ا ألصل‪ ،‬وئدعى مدينته نمرود‪ .‬كان أبوه‬
‫مجوسيا‪ ،‬وعظيلم المجوس‪ .‬لتا كان عمر بن الخطاب ماسكا‬
‫صولجان مملكة العرب‪ ،‬أرسل جنوده لمحاربة األتراك‪ .‬رفعت عليه‬
‫لواء العصيان مدينه نمرود التي بنا ها نمرود ودعا ها باسمه‪ ،‬ولم تفتح‬
‫له أبوادها‪ .‬أتا يوسف فوجدوه خارج الباب‪ ،‬وسبوه مع ماية وثالثين‬
‫نفتا‪ .‬ولتا سبوه كان هو ابل سع سنوات‪ .‬إشتراه عربي من مدينة‬
‫سنجار بثلثماية وسبعين درهتا‪ ،‬وختنه مع بنيه وجعله وثئؤا‪ .‬ومكث‬
‫عنده ثالث سنواب‪ ،‬وتووي سيده‪ ،‬فباعه أوالده لرجلي مسيحى اسمه‬
‫قرياقس من قرية درر [ددر] التى فى بلد قردو يخمماية وتسعين‬
‫درهتا‪ .‬فأتى به إلى بيته وسئله على جميع أموابه ألته لم يكن له‬

‫‪٣٣٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ابن ‪ ٠‬وكا ن قريا قسى يتوسل إليه كثيرا آن يصير مسيما ولم يشأ ‪.‬‬
‫وكان يًاخذه إلى دير هار يوحتا كمول الذي بقرب القرية‪ ،‬ويشاهد‬
‫حياة الرهبان‪ .‬فاضطرم الصبى بمحبة ردنا واقتبل العماد في دير مار‬
‫يوحثا الكمولى‪ .‬ولغا شا هده قريا قس مواظبا على الصالة وتؤاقا إلى‬
‫فانطلق إلى دير ا ألنبا صليبا الذي‬ ‫الحياة النسكبة‪ ،‬أطلق له الحر‬
‫ببلد نهدرا ‪ .‬قبله الطوبا وي قريا قس رئيس الدير الذي في ما بعد صار‬
‫أسقف بلد‪ .‬وخدم االبتداء وأكثر من مطالعة المزامير والكتب‬
‫[المقدسة؛ وحينئذ أقبل إلى بلد قردو وأقام في المحل المدعؤ عرابا‬
‫ومكث هناك ستين عديدة‪ ،‬فاستدعاه المؤمنون وجعلوه رئيس دير‬
‫مار بئيما الذي ببلد قردو‪ .‬وساس الدير زماتا ثم قدم إلى جبل‬
‫زيناي حيث أقام زماتا ‪ .‬وعلى طلب مار خودهوي أسقف الحديثة‬
‫والمؤمنين أقاموه رئيس دير بوختيشع المدعو دير مركانا بجوار قرية‬
‫زينا ي ‪ .‬ولم ينقطع عن االشتغال بتأليف الكتب‪ ،‬وكان له أخ طبيعى‬
‫اسمه عبديشوع الذي لتا أتى من نمرود مدينته ا قتبل العماد وا عتنق‬
‫ا لنسك ‪ .‬ومنذئذ ألف جميع كتبه باسم أخيه عبديشوع ‪ .‬وقا ل رايع‬
‫قضايا لم يقبلها مالفنة الكنيسة ‪ .‬وعقد مار طيماثاوس مجمعا وحرمه‬
‫ستة ماية وسبعين لمملكة ابن هاشم‪ .‬أما من أين اكتسب يوسف‬
‫حزايا العلم فعلى اإلنسان أن يعرف [ذلك؛ من قضته التي ألفها‬
‫نسطور أسقف بانهدرا ‪ ٠‬وأظئ أن سبب الجاثاليق كان الحسد ‪ ،‬والله‬
‫عالم بالحق‪ .‬وغب أن دبر برائسته دير مركانا مذة سنين توقي‬
‫بشيخوخة هرمة ودفنه ا إلخوة في دير الربان مار أثقن إلى أن يأتي ردنا‬
‫ويقينه >)(‪.)١‬‬

‫(‪ )١‬كتاب العثة‪ ،‬رقم ‪، ١٢٦‬ص‪ .٧٧-٧٦‬إذ المربع[] يعود إلينا ‪ .‬وبخصوص‬
‫موقف يوسف من إسحق النيوئي‪ ،‬يقول كتاب العثة في الرقم ‪( :١٢٥‬اوأظئ‬
‫أن الحسد ثار عليه من الداخلين مثل يوسف حزايا ويوحتا اآلفامتي ويوحتا =‬

‫‪٣٣٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إذ الكاتب يستعمل أسلوبا أدبغا خاصا ومعلوماته تفتقر إلى‬


‫الدئة التاريخية‪ .‬يذكر على سبيل المثال أن عمرا بن طاب (‪-٦٣٤‬‬
‫‪ )٦٤٤‬ثاني الخلفاء الراثدين شل حربا على األتراك‪ ،‬واألرجح هو‬
‫عمر بن عبد العزيز (‪ )٧٢٠,٦٨١‬الخليفة األموي‪ .‬كما يذكر أن‬
‫ا سمه عبديشوع‪ ،‬وثم يعود يقول إذ له أحا ا سمه عبديشع ‪ .‬وقد‬
‫تكون تسمية رمزية ‪ :‬من عبد يسوع أو إلى عبد يسوع‪. . .‬‬
‫إستبعد القس ألبير أبونا والدته في نمرود كالح‪ ،‬في حين أتها‬
‫ا ألقرب إلى سنجار من مدينة ((بيرسي نمرود)) بقرب حتة التي‬
‫اقترحها‪ .‬وللم ال تكون نمرود محضنة‪ ،‬وخصوصا أرها كانت في‬
‫زمن ما عاصمة لآلشوريين‪ ،‬وكانت المدن كتها محضنة للدفاع عن‬
‫نفسها؟ ثم للم ال يكون لقبه حزايا‪ ،‬نبه إلى المنطقة التي عاش‬
‫فيها‪ ،‬بدال من اللقب األدبى‪ :‬الرائي؟ وكانت حزة قد صارت رائسة‬
‫‪ .‬وا لعديد من ا لشخصها ت الكنسية حملت ا مم ا لمكا ن‬ ‫أسقفية‬
‫الذي عاشت فيه‪ :‬النينوي‪ ،‬النصيبيى ‪.‬‬
‫ونكر أن عمره كا ن عشر سنوات لتا اشتراه المسيحى قرياقعدن‬
‫من قرية ددر ‪ Dadar‬في سهل قردو وليس درر كما ورد في الرواية!‬
‫وستطه على بيته‪ ،‬فكيف يمكن هذا؟ ثم إذ ا لعربى من سنجار كان‬
‫وثنؤا! ألم يكن العرب مسلمين زمن ذاك ولهذا ختنه؟‬
‫نستدل من معلومات ذكرها كتاب العثة مثل‪ :‬الراهب قريا قس‬
‫في بيرستيك الوا قعة سفح الجبل الواصل بين‬ ‫رئيس دير الصليب‬
‫=الدلياثه))‪ .‬غريب هذا القول‪ ،‬فيوسف في أكثر من مكان يمتدح إسحق!!‬
‫(‪ )٢‬هناك كنية ‪ -‬مزار في عيتكاوة ‪ -‬إربيل تحمل اسم مار يوسف حزايا؛‬
‫المطران جاك إسحق‪ ،‬فهرس المخطوطات السريانية في خزانة مطرانية‬
‫إربيل الكلدانية‪ ،‬بغداد‪ ،٢٠٠٥ ،‬صه‪. ١‬‬
‫(‪ )٣‬يقع دير الصليب (?هذا دلع‪١‬كعدد) على بعد كيلومتر واحد ونصف الكيلومتر=‬

‫‪٣٣٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫عين سفني والقوش‪ ،‬والذي صار أسقعا على بلد في العام ‪،٧٦٠‬‬
‫والمتووى العام ‪ ،٧٦٧‬وهو الذي ا ستقبل يوسف في ديره‪ .‬وكذلك‬
‫ورود اسم الراهب نسعلور الذي صار أسقعا على نوهدرا العام‬
‫‪ ،‬والذي كتب سيرته‪ .‬ثم إسحق النينوي ويوحائ ا آلفامتي‬ ‫‪٧٩٠‬‬
‫ويوحتا الدلياتتي))( ) وحرمه من قبل الجاثليق طيمثاوس األزل(‪)٦‬؛‬

‫=غرب بيرستيك ‪ ،Berestek‬وعلى المسافة نفسها من قرية بيث أسيا‪ ،‬على‬


‫سقح الجبل الموصل بين عين سفني والقوش‪ . .‬الدير القديم وابجديد‬
‫يذكرهما ياقوت الحموي العام ‪ ،١٢٢٥‬طبعة بيروت‪ ،١٩٥٦ ،‬مجلد ‪،٢‬‬
‫حس‪ ١ ٩‬ه ‪ .‬والراهب الذي خلف قرياقس على رائسة الدير هو أثغن الذي‬
‫بنى ديرا بقرب دير أفنيماران في منطقة زعفران ‪ -‬زاخو وليس ماردين‪.‬‬
‫‪. Fiey,Assyrie chretienne II, pp. 793-795.‬‬
‫(‪ )٤‬الجامع الثرية‪ ،‬ص‪ ،٦٠٧‬الهامش ‪.٣‬‬
‫(ه) العفة‪ ،‬رقم ‪ ،١٢٥‬صه‪.٧‬‬
‫(‪ )٦‬حرمه الجاثليق طيمثاوس األزل في مجمعه العام ‪ .٧٨٧—٧٨٦‬واليغم‬
‫الموجهة إليه اختصرها األب بوالي في خمس نقاط ونغاها عنه‪ :‬أ ‪-‬‬
‫إعتقاد أن الخليقة قادرة على رؤية الخالق‪ .‬ب ‪ -‬رفغى اعتبار الصلوات‬
‫القانونية الرسمية ضماتا القتبال موهبة الروح القدس‪ .‬ج ‪ -‬إعتقاد إمكانية‬
‫الحصول على الكمال منذ هذه ا ألرضى‪ .‬د — إعتقاد أن الراهب الذي حصل‬
‫على الكمال ال يحتاج إلى العمل اليدوي وممارسات متطلبات الزهد‪ .‬ه ‪-‬‬
‫الصالة المتواصلة وتقديس جد المسح ودمه‪ .‬إذ هذه األفكار كانت‬
‫تتداولها بدعة المصتين التي حاربتها الكنيسة‪ .‬وبخصوص هذه انغم يقول‬
‫ا ألب بوالي‪ :‬إذ الرؤية التي يشير إليها الروحايون المشريون هي رؤية‬
‫روحية وليست حتية مادية‪ ،‬وإذ عدم ممارسة الصلوات القانونية في‬
‫المحعئة الروحية ليست دائمية‪ ،‬إذ متى ما انتهت الحالة يرجع إلى العمل‬
‫اليدوي والصلوات القانونية‪ .‬كذلك حالة الال آلم ‪ . -‬فهي ثمرة المرور‬
‫بمحطا ب أخرى‪ .‬وبخصوص المعمودية والقربان المقذس‪ ،‬يتكتم يوسف‬
‫عليهما باحترام في رسائله وهما نقطة االنطالق‪ .‬وهو يعذ بجدارة أحد‬
‫شيوخ الروحا ي الشرقية‪ .Lumiere sans forme, pp. 87-88 .‬من المحتمل‬
‫أن القانون رقم ‪ ٤‬من قوانين طيمثاوس يشير إلى هذا الحرم؛ ا ألب يوسف=‬

‫‪٣٣٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إن والدة يوسف تكون بين ‪ ٧١٠‬و‪ ،٧١٢‬وعاش في النصف الثاني‬


‫من القرن الثامن الميالدي‪ .‬ويبدو أته شعف بحياة الرهبان المزروعة‬
‫أديارهم في طول البالد وعرضها ‪ .‬وترلهب حالما حرره سيده في دير‬
‫ا ألنبا صليبا أثناء رائسة قرياقس ‪ .‬ثم تنعل إلى أديار أخرى في‬
‫المنطقة ‪ .‬عاش ناسكا في صومعة رعزابا في جبل قردو‪ ،‬بعده قصد‬
‫دير مار بتيما في المنطقة نفسها وترًاسه‪ ،‬وأخيرا ذهب إلى جبل‬
‫زيناي (مخمور) وصار رئيسا لدير بوختيشوع المدعو مركانا بقرب‬
‫قرية زيناني‪ ،‬وهناك توتي بين ‪ ٧٩٢‬وه‪.٧٩‬‬

‫مؤلفات يوسف‬

‫كان يوسف كاسا غزيرا‪ ،‬أمضى حياته بين الخلوة والتزلهد‪.‬‬


‫وكان ناسكا بكز ما للكلمة من معنى‪ ،‬ناسكا في قلبه وفكره وفعله‪.‬‬
‫كتب للرهبان الذين يبحثون عن الكمال الروحي‪ ،‬ويعون للوصول‬
‫إليه‪ .‬كان رئيس دير عد نفه أبا روحؤا لرهبانه ومسؤوال عن تنثئتهم‬
‫في سبيل اختبار مجد رؤية الله في نور بال هيئة‪. . .‬‬

‫ترك يوسف العديد من الكتابات وسمت تاريحه ‪ .‬بعصها حمل‬


‫امم عبديشوع‪ ،‬ولكن يبدو أن قيام الجاثليق طيمثاوس بحرمه ساهم‬
‫في إتالف بعض منها‪ .‬يذكر عبديشع الصوباوى في فهرس المؤلفين‬
‫أن‪(( :‬ليوسف الرائي ألف وتسعمائة فصل‪ ،‬منها تآليف مفيدة في‬

‫= حإي‪ ،‬مجامع كنيسة المشرق‪ ،‬الكليك—لبنان‪ ،١٩٩٩ ،‬ص‪٦٠‬ه‪.‬‬


‫بعض من هذه االلهامات مرتبطة ببدعة المصتين القائلين بفاعلية الصالة‬
‫المطلقة‪ ،‬فهي تحرر النفس من األهواب الشريرة وتجعل الروح القدس‬
‫يحل فيها وتمنح حالة الالثعور باأللم؛ إقامة الشيطان في النفس‪ ،‬عجز‬
‫المعمودية واألسرار من تطهير النفس من تأثير الشيطان‪Voobus, .‬‬
‫‪.History ofAsceticism II, p. 181‬‬

‫‪٣٣٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الالهوت النظري والسجية [األخالق] وكتاب الكنز الذي فيه‬


‫دحض لمسا ئل عويصة‪ .‬وفي ا ألحداث‪ ،‬وفي ا لصعا ب وتغسير‬
‫كتاب التاجر [للناسك أشعيا] وكتاب سير فردوس الشرقين‪،‬‬
‫وجزآن في كتا ب واحد خلط به تاريغا كنسسا ‪ .‬وكتاب رؤيا‬
‫حزقيال وعلل األعياد المجيدة‪ ،‬وتغسير أصول المعرفة وتغسير‬
‫ديونوسيوس [األريوفاغى ‪ -‬المنحول] وله تفسير الرؤيا التي‬
‫رواها مار غريغوريوس [الكبير؛ ورسائل في السيرة الرفيعة‬
‫الذسكية»(‪.)٧‬‬

‫وقد يكون عبديشع المتووى في العام ‪ ١٣١٨‬وجد هذه‬


‫المؤلفات ‪.‬‬

‫أتا مؤلفاته الموجودة ا ليوم فقد سرد بعضها ا لمستشرق شيري‬


‫‪ Sherry‬وأشار إلى أماكن توافر مخطوطاتها‪.‬‬

‫‪ - ١‬مجموعة الرسائل ‪ ٠‬العشرة ا ألولى متوافرة في دير السيدة‬


‫بألقوش رقم ‪ ) (٦٨٠‬ونسخة منها في خزانة مك الفاتيكان‬
‫‪ ٠٥٠٩‬هذه الرسائل تحمل أحياتا اسم عبديشوع‪ ،‬تناول فيها‪:‬‬
‫محية الله والقريب‪ ،‬والصالة سبيال للبلع إلى الله‪ ،‬ممارسة‬
‫الفضائل من الداخل‪ ،‬أعمال النعمة‪ ،‬التأتل الروحي الذي‬
‫يقود إلى تخعلي الحواش‪ ،‬الصالة وصفاء النفس‪ ،‬اإليحاءات‬
‫أثناء الصالة‪ ،‬فعل الروح فينا‪ ،‬طبيعة ا لجوهر اإللهى‪. .‬‬
‫‪ — ٢‬كتاب ا ألسئلة واألجوبة‪ ،‬نسخة منه في بطريركية ا لكلدان‪،‬‬
‫وأخرى في دير السيدة بألقوش رقم ‪ . ٧٨‬ويضي المخطوط‬

‫(‪ )٧‬حش‪ ،‬الفهرس‪ ،‬رتم ‪ ،٧٢‬ص‪-١٨٤‬ه‪.١٨‬‬


‫(‪ )٨‬األبوان جاك إسحق وبطرس حذاد‪ ،‬المخطوطات الرياسة والعرسة في خزانة‬
‫الرهبانية الكلداسة في بغداد‪ ،‬الجزء األول‪ ،١٩٨٨ ،‬ص‪.٣٢٤‬‬

‫‪٣٣٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الرسالة عن المراحل الثالث لبلوغ الكمال الروحتي(‪.)٩‬‬


‫‪ - ٣‬صلوات منسوبة إلى يوسف حزايا ‪ .‬مجموعة منكنا ‪ ،‬برمنفهام‬
‫رقم ‪ ٠٥٦٤‬وتحتوي مخطوطة دير السيدة رقم ‪ ٣٦٧‬صالة له‪.‬‬
‫‪ - ٤‬مقال عن أخنوخ وإيليا وقبولهما األقداس‪ ،‬دير السيدة رقم‬
‫‪.٣٩٧،٦‬‬
‫ه ‪ -‬بحث في الصالة‪ ،‬دير السيدة رقم ‪ .> (٦٨٠‬وكانت تضلم‬
‫مخطوطة سعرد رقم ‪ ٢٨ ٧٨‬صالة تتكتم على صالة‬
‫ا إلفخارستيا والذبيحة والحضور ا لحقيقى‪ ،‬والمحتات‬
‫الثالث الصوفية('‪٠)١‬‬

‫منهجه الصوفي‪ :‬المحطات الثالث‬


‫إذ المحلائت صهدذ‪٦‬حح الثالث هذه مألوفة في ا ألدب‬
‫‪ ٠‬من المؤكد أن يوسف اظلع عليها من خالل قراءته‬ ‫الثئكي‬

‫)‪ )٩‬نثر بولس حرب وفرانوا غرافان الرسالة عن المحطات الصوفية الثالث في‬
‫الباترولوجيا الشرقية ‪«Lettre sur les trois etapes de la vie monastique»,‬‬
‫‪ .PO45 (1992), pp. 256-442‬كما كان ألفونس مكنا قد نشر النعز الرياني‬
‫مع ترجمته إلى اللغة اإلنكليزية في‪Woodbrooke Studies, vol.VII, :‬‬
‫‪. .Cambridge, 1934‬ونثر كتاب األسئلة واألجوبة في المجتد نفه‬
‫كذلك بونج ترجم إلى األلمانية معظم هذه الرسائل‪:‬‬
‫‪, Rabban Jausep Hazzaya, Briere uber das geistliche Leben,‬حاجهلملنأ ‪G.‬‬
‫‪und verwandte schriften, Trier, 1982.‬‬
‫)‪ )١٠‬نثر البروفسور سيبستيان بروك مقالة عن الصالة وأخرى عن تنشيط الذهن‬
‫أثناء الصالة‪s. Brock, «The Syriac Fathers on Prayer and the :‬‬
‫‪Spirituality», Michigan, 1987, pp. 314-323.‬‬
‫)‪Scher, A., Joseph Hazzayay, p.53. (١١‬‬
‫(‪ )١٢‬هناك ش ستاها طقسا‪ ،‬درجة‪ ،‬سلوكا‪* :‬لجعد« جذيد ‪ ٠‬إل‪٠‬لدهـ‪ .‬طابع عن‬
‫جدول هذه المحطات األب بوالي‪.Lumiere sans forme, p. 109 :‬‬

‫‪٣٣٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫مقاريوس المنحول ويوحتا االفامى وإسحق النينوي وآيثا إوغريوس‬


‫البنطي (‪ )٣٩٩,٣٤٦‬الذي كانت كتبه مترجمة إلى السريا؟ منذ‬
‫القرن السادس‪ ،‬وكان متأكرا جذا بمنهجه‪ ،‬لكئ تعليمه جاء أشذ دعة‬
‫ووضوحا وآلية منهم‪ .‬يبدو أده ثمرة قراءته العميقة الكتاب المقنس‬
‫‪ .‬فهو يؤسس خالصة‬ ‫وخبرته الروحية الطويلة في ا لتلتذة‬
‫‪ Synthesis‬الهوتية متبلورة‪ .‬من الملفت أن معظم اآلباء المشرقين‬
‫متأكرون بثالثية أفالطون في تركيبة اإلنسان‪ :‬ا لجسد والنفس‬
‫والروح؛ الجسد هو العنصر المادى‪ ،‬وا لنفس العنصر الحيوى‪،‬‬
‫وا لروح العنصر االلهي‪ .‬وهذا التأثير األفالطونى نجده في رسائل‬
‫مار بوش (‪ ١‬قورض ‪٣:٣‬؛ ‪ ١‬تتا لونيقي ه‪.)٢٣:‬‬

‫إذ سعي الراهب وراء الكمال هو سعي التاجر من أجل اقتناء‬


‫الجوهرة كما جاء في اإلنجيل (متى ‪ ،)١٩,١٥: ١٣‬والجوهرة في‬
‫نظر الروحانيين المشرقيين هي المسيح‪ ،‬فمن أجله يتختى الراهب‬
‫عن كل شيء‪ .‬يقول يوسف‪(( :‬كما أن الظالم ينقشع أهام النور‪،‬‬
‫هكذا تنقشع محيه العالم عندما تشرق ا لبذرة الطبيعية في النفس))‪.‬‬
‫وإذ حركة ا لنفس هذه تمكن اإلنسان من ا لتختي عن مقتنا ه ليورعه‬
‫على الفقراء واأليتام واألرامل‪ ،‬كما تجعله غير قلق على تأمين‬
‫حاجاته اليومية‪ ،‬فكالم الردي يتردد صداه في ذهنه‪(( :‬إذا أردت أن‬
‫تكون كامال‪ ،‬فاذهب وبع أموالك وأعطها الفقراء‪ ،‬فيكون لك كنز‬

‫(‪ )١٣‬هناك من نسب الرسالة عن المحظات الثالث إلى فيلوكسينس المنبجي‬


‫(‪٢٣‬ه ه)‪ ،‬لكي هذا اإلساد غير علمي‪ .‬وقد أظهر األبوان بولس حرب‬
‫وروبيرت بوالي صحة إسنادها إلى يوسف ومن بين األدتة المقدمة‪:‬‬
‫أسلوب المخاطبة في كتابات يوسف األخرى‪ ،‬وذكره بعض المؤلفين مثآل‬
‫األنبا أشعيا‪ ،‬إسحق النينوى‪ ،‬وهما متأخران عن زمن فيلوكسينس‪.‬‬
‫وأطروحاتها مشابهة في رسائل أخرى ليوسف‪.‬‬

‫‪٣٤٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫في السماء‪ ،‬وتعال اتبعني)) (هثى ‪ .)٢١:١٩‬إذ البذرة الطبيعية تخلق‬


‫في النفس اندفاعا الدباع ردنا ‪(( :‬تن اراد آن يتبعني فليزهد في نفسه‬
‫ويحمل صليبه ويتبعني» (مرض ‪. )٣٤ : ٨‬‬

‫((ال تقلقل بشأن الغد فالغد يدبر أمره‪ .‬وال يمكن أن يعبد‬
‫‪(( .‬هذه الرؤية تلمع مثل‬ ‫ا إلنان ركن‪ :‬الله والمال» (مض ‪)٢٤:٦‬‬
‫الحاب وتدفع نحو االنخطاف»( )‪٠‬‬

‫تعذ الروحانية السريانية المشرقية كينا الطبيعة حسنة ألدها ترتبط‬


‫بالخلق األول‪ ،‬وفوق الطبيعة االرتقاء وخارج الطبيعة ا ألفول ‪:‬‬
‫صعد* لدن ج صعد* لعن م صحة ‪.‬‬

‫وعن هذا المعى يقول يوسف ‪(( :‬إذ محية الله ئلهب قلب‬
‫اإلنسان مثل النار وتولد فيه من جهة نزعة التخآي الكامل عن العالم‬
‫واحتقاره ‪ ،‬ومن جهة ثانية الرغبة للخلوة والتزخد أم الفضائل‬
‫‪ ٠‬من المؤكد أته يشير إلى التخأي الداخلي الحر‪.‬‬ ‫ومريها))‬
‫ولإلفخارستيا الدور المركزي في هذه الروحانية ‪(( .‬واآلن عندما يأتي‬
‫روحك من الماء ويحق على هذه األسرار ليت أرتقي بالروح من‬
‫ا ألرض إلى السماء في هذا الوقت‪ .‬وعندما تمتزج قوتك بالخبز ليت‬
‫حياتي تمتزج بحياتك روحؤا في هذا ا لوقت ‪ .‬وعندما تتحول الخمر‬
‫‪ .‬وفي نظر‬ ‫إلى دمك‪ ،‬ليت أفكاري تثمل باندماجها في محيتك))‬
‫‪ .‬وهذا دليل‬ ‫يوسف الحياة ا لروحية ثمرة نمو نعمة ا لمعمودية‬

‫(‪ )١٤‬بولى حرب وفرانوا كرافان‪ ،‬ص‪-٢٩٢‬ه‪.٢٩‬‬


‫(‪ )١٥‬منكنا‪ ،‬دراسات ودبروك‪ ،‬ص’ه‪.١‬‬
‫(‪)١٦‬م‪.‬ن‪ ،.‬مجتد ‪ ،٧‬سرياني عمود ‪ ،٢٧٤‬وإنكليزي‪ ،‬صه‪.١٦٦-١٦‬‬
‫)‪Brock, Syriac Fathers, p. 356. (١٧‬‬
‫)‪Guillaumont, «Sources de la doctrine de J. Hazzaya», pp. 17-23. (١٨‬‬

‫‪٣٤١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫على اعترافه بأهتية اإلفخارستيا والمعمودية في ارتقاء الراهب إلى‬


‫الكمال‪.‬‬

‫المحطة األولى ‪ :‬الجد‪ .‬عبذللجا‪۵‬غ ‪ ٠‬تعتمد على ممارساب‬


‫عملية‪ ،‬كالصوم والسهر والصالة وخصوصا تالوة المزامير وقراءة‬
‫الكتاب المقذس‪ . .‬فالصومعة بمثابة ((أرض الميعاد»‪ ،‬لذا لها رتبة‬
‫تكريس خا ضة ‪ .‬ويعرض يوسف برنامعجا للصالة الجسدية وا لنفسية‬
‫وا لروحية‪ ،‬وهكذا تالوة المزامير ‪ .‬وهو متأئر با بقيه‪ .‬يقول إبراهيم‬
‫النثغري من القرن السادس‪(( :‬ليس على األرص ما هو أعز على‬
‫الله‪ ...‬من راهب جاب على ا ألرض يصآى دائائ‪ ،‬فالصال؛ مرما؛‬
‫التوبة‪ ،‬حيث كهدأ كئ أنواع األفكار مهما كانت كثيرة‪ .‬الصال؛‬
‫الدائمة رجعز من العقل صور الله‪ ،‬وتؤئن له موهبة إدرالؤ األمور‬
‫الصغيرة‪ .‬وبوقب قصير تكعر عن ديون اإلهمال الثقيلة‪ .‬هذه الصالة‬
‫تحوي كه أنواع الرئد وأنماجبه))( )‪.‬‬

‫تمثل المحطة األولى هذه حياة المقيم في الدير وترمز إلى‬


‫خروج اليهود من عبودية مصر‪ ،‬هكذا يخرج الراهب من العالم‬
‫المادي هذا عبر البرية في الخضوع للوصايا ‪ .‬والهدف منها تتقية‬
‫النفس‪ .‬ويتيها إوغريوس ‪.Praktike‬‬

‫المحطة الثانية‪ :‬النفس لهعسدا‪ .‬تشمل كز جوانب حياة‬


‫الزهد‪ -‬التوحد‪ .‬وتتمركز في بناء الذات من الداخل‪ ،‬عبر ممارسة‬
‫الفضائل وخصوصا التواضع‪ ،‬وإخالء الذات بغية االنتقال من عالم‬
‫الجسد إلى عالم النفى‪(( ،‬تواضع القلب ثمرة ا لروحانية‪ . .‬أيها‬
‫األخ‪ ،‬عليك أن تدرك أن عمل الروح الذي نلته في المعمودية هو أن‬

‫(‪ )١٩‬كتابنا‪ :‬آباؤنا الريان‪ ،‬ص‪.١٩٢‬‬

‫‪٣٤٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يكون في نفسك توا ضع حقيقي‪ .‬ال أتكلم هنا على توا ضع ا لجسد‪،‬‬
‫بل على التواضع الحقيقي في النفس‪ .‬وعندما يعمل الروح فيك‬
‫أعماال عظيمة ومدهشة‪ ،‬عليك أن تعد نفك ترادا ورمادا [لتجئى‬
‫خطر انتسابها إلى الذات]‪ .‬بالتواضع تعتبر كل الناس معتمين‬
‫وقذيسين))( )‪ .‬وتمتل هذه المحطة عبور اليهود نهر األردن بائجاه‬
‫أرض الميعاد ومحاربة سكانها‪ ،‬فهنا يحارب الراهب الشياطين ‪-‬‬
‫األهواء الشريرة‪ .‬وترمز إلى حالة العامل الذي يتطئع إلى تسئم‬
‫أجرته‪ .‬الهدف منها االنتقال إلى الشفافية‪ .‬ويستيها إوغريوس‬
‫التأتل ‪ ،Contemplation‬في حين يتيها أفراهاط الروح الشجة‪:‬‬
‫دهط تععدصدع‪.‬‬

‫المحطة الثالثة‪ :‬الروحية <!همعدعع ‪ .‬يركز الراهب جهده على‬


‫نشاطات الذهن‪ .‬إرها المدخل إلى النضوج والكما ل ‪ .‬وكما صعد‬
‫اليهود إلى جبل صهيون‪ ،‬كذلك يرتقي الراهب إلى ((أورشليم‬
‫الممجدة ‪ -‬السماوية))‪ ،‬أئ إلى حالة االبن المتخلي عن الجسد‬
‫والعالم‪ ،‬حالة العبد أو العامل‪ .‬وعبرها يصل إلى الشفافية‬
‫(‪ - Transparency‬عصههئ)‪ ،‬واالستنارة‪ ،‬أي الدخول في معرفة‬
‫سر الله و((ا الندماج‪-‬االئحاد))‪ ،‬فيحصل على رؤية نور الثالوث‬
‫األقدمى والمسيح القائم من بين األموات‪ ،‬لكن بال هيئه‪ .‬ويستيها‬
‫إوغريوس الالهوت ‪ .Theologia‬وأفراهاط الروح السماوية‪:‬‬
‫ذهط حسدفه د‪ .‬إرها حالة عدم الشعور ‪ .Impassability‬يقول‬
‫يوسف‪(( :‬من ينظر إلى الله‪ ،‬ال بذ من أن ينعي نفه من كل‬
‫شائبة حئى ال يستطبع الشيطان أن يزع الشهوات في قلبه‪ ،‬وحلى‬
‫إذا زرعها فسرعان ما تزول ألن ذكر الله ال يقيم مع‬

‫‪Beulay, Lumiere sans forme, pp. 55-56.‬‬ ‫(‪)٢ ٠‬‬

‫‪٣٤٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ ,‬و(( من قلب الراهب ينبجسى المسيح كنبع‬ ‫الشهوات ا)‬


‫الج‪1‬ةا‪(,‬أأ)‪.‬‬

‫نعز ئختار عن الصالة‬

‫قال [السائل]‪(( :‬ما المجال الذي فيه تتم الصالة الروحية»؟ إذ‬
‫المجال الذي فيه تتلم الصالة الروحية هو مجال ا لذهي [‪0١‬هد‬
‫‪ ]Intellect‬الطبيعي‪ :‬عندما يبلغ الذهن [الفكر ‪ -‬الروح] ذلك‬
‫الفضاء الصافي‪ ،‬يعود إلى طبيعته الحقيقية‪ .‬وضح رؤيته من كل‬
‫التخلالت والصور الفكرية الغريبة عن طبيعته الحقيقية‪ .‬ويملك‬
‫الذهن ا ألهلية لرؤية نورانية إلى ذاته‪ .‬وعندما تستيقظ في داخله‬
‫بصيرة روحخ تجعله قادرا على فهم روحى للعناصر الجسدية وغير‬
‫الجسدية‪ ،‬وفي الوقت عينه يحصل على الحكم السديد والدراية‪،‬‬
‫حينها يصني الذهن صالة روحية‪ .‬إتها شكد من الصالة ال يمارس‬
‫من خال ل حوامئ الجسد‪ ،‬بل بنزوع النفس الباطنية المزودة التنوير‬
‫الكامل‪ .‬حينئذ يشاهد الذهن والد أمور من الماضي والحاضر‬
‫والمستقبل تماائ كما هو نظام العالم المتنوع‪ .‬كل هذه ا ألمور تتجنى‬
‫للذهن في المجال المختعز بالنفس حيث تتلم الصالة الروحية‪ ،‬ألن‬
‫أسرار هذه المحقة تفوق جدا العالم الجدي‪ ،‬فهي تعرف بعالم‬
‫الكائنات الروحية‪ .‬هذا هو المجال لمن يريد أن يصلي الصالة‬
‫الروحية ويقرب للمسبح رينا الذبائح‪ .‬وفي حالة صالة من ذوع‪ ٠،‬آخر‬
‫تتلم خارج هذا المجال دل‪ ،‬وكد قربان مقنم خارجه لن تغوخ منه‬
‫رائحه ترضي الرب‪ ،‬يعذ مالمة‪.‬‬

‫(‪ )٢١‬منكنا‪ ،‬الرسائل‪ ،‬ص‪.٤٧١‬‬


‫(‪ )٢٢‬بوالي‪ ،‬األقوال ‪.cent 2/55‬‬

‫‪٣٤٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫في هذه ا لنقطة من ا لمحطة يتغير ا لتعب الذي تولده مما رسة‬
‫النسك الشديد وينتهي ‪ ٠‬فتتبلور البصيرة ويسع رؤية ا لذهن بكن‬
‫أشكال القوة الروحية التي تسنده‪ .‬وغاب ما تسند الجسد أيثا ‪ .‬في‬
‫هذا المقام يدرك الجسد والنفس موقعهما ‪ ،‬هل هما من جهة اليمين‬
‫أو من الشمال‪ .‬ولن تبقى إرادتان‪ ،‬بل إرادة واحدة‪ .‬ويعمل الجسد‬
‫والنفس برصى متنام^ ومتبادل‪ .‬وتزول صورة اإلنسان القديم التي‬
‫أفسدتها الشهوات التي تقود إلى الضالل‪ ،‬بل بالعكس‪ ،‬يكون‬
‫الجد والنفس شخضا واحذا جديدا‪ ،‬خلقه بالقداسة ردنا يسوع‬
‫المسيح كما أشار الرسول (أفسس ‪.)٢٤-٢٢: ٤‬‬
‫إذ كن هذه التغييرات النافعة التي ذكرتها تحصل للذهن في هذا‬
‫المقام‪ .‬فيه سيتجلى للذهن حكام العالم الحاليون والقادمون‪ .‬هنا‬
‫تكون كن الوصايا والقوانين قد اكتملت‪ .‬وال تعطى بعد وصية وال‬
‫خوف من مخا لفتها ‪ ،‬بما أن هذا المقام يكؤن الحدود بين ا لخوف‬
‫وعدمه‪ .‬وليس بمقدور كق واحد أن يقف ما وراءه وفوقه‪ ،‬لكن‬
‫باستطا عة ا لكثيرين بلوغه ‪ ،‬وتحته ثتة كثيرون ‪ ،‬ولكن قليلون يصلونه ‪.‬‬
‫فواحد من األلف يجتازه‪ ،‬وهو فقط من يحمل صليبه على كتفه ويسير‬
‫على حطى رينا (مثى ‪ . )٢٤ : ١٦‬ال يبلغ الشخص هذه المحتة من‬
‫خالل حغغؤ جزئى للوصايا‪ ،‬بل من يطع ((الوصايا الملزمة» ويكئلها‬
‫في ذاته‪ ،‬وهي الوصايا التي يتكتم عليها مرقس الناسك ا لطوبا وي‪.‬‬
‫إذ القوى الخاصة ا لمرتبطة با لنفس تتحرك باستمرار في هذه ا لمحعلة‬
‫تماائ مثل ا ألثير الذي ال ينقطع عن تزويد الكائنات الهواء للتنقس‪،‬‬
‫هكذا يزود الروح القدس الذهن النشا ظ لكي ال ينقطع عن الصالة‬
‫تمانا كما قال الرسول‪(( :‬والذي يختبر القلوب يعلم ما هو نزع‬
‫الروح فإته يشفع للقذيسين بما يوافق مشيئة الله)) (رومة ‪. )٢٧ : ٨‬‬
‫مترحم عن ‪. s. Brock, Syriac Fathers, pp.316-318‬‬

‫‪٣٤٥‬‬
www.christianlib.com

‫المراجع‬
.٣٠٠-٢٩٤‫ ص‬،‫ أدب اللغة اآلراسة‬-
٠١٢٦ ‫ رقم‬،‫ العثة‬-
- BEULAY, R., «Joseph Hazzaya», DSP VIII (1974), pp. 1341­
1349; «Des centuries de J. Hazzaya retrouvees», PO 3 (1972),
pp. 5-44, La lumiere sans forme, Introduction a 1’e'tude de la
mystique chretienne syro-orientale, OaeNetogae, 1‫ل‬.
-VIGE, G., Briefe uber das geistliche Leben und verwandte
schriften, Trier, 1982.
- GUILLAUMONT, A., «Sources de la doctrine de Joseph
Hazzaya», Osyr 3 (1958), pp. 3-24.
- OCLICKAL, dr. Thomas, The three Stages of Spiritual
Realization According to J. Hazzaya, Lil, ٦1.
- SCHER, A., «Joseph Hazzaya, ecrivain syriaque du VIII s»,
RSO 3(1910), pp. 45-63.
- SHERRY, E.J., The Life and Works of L Hazzaya, Toronto,
1964.

٣٤٦
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪)١٨‬‬
‫ثادوروس بر كوني‬
‫ئيودورس بركوني‬
‫الهوتي مشرقي ومحاور بامتياز‬
‫القرن الثامن ‪ -‬التاسع‬

‫حياته‬

‫يعث ثيودورس بركوني (بن كوني) أحد ا لالهوتين المشرقين‬


‫ومحاوري ا لمسلمين البارزين في القرن التاسع‪ .‬إذ المعلومات عن‬
‫حياته شحيحة‪ .‬أتا عن كتبه فلم يصل إلينا سوى مؤتفه الموسوم‬
‫((اسكوليون ‪ -‬المدارس» وهو كتاب تدريسى منهجى لطانب‬
‫المدارس الالهوتية‪ ،‬وكان له صدى مدو في أوساط المفكرين‬
‫المشرقين‪ .‬وقد يكون تلقيبه ((بالثعئر» عائدا إلى كتابه هذا‪.‬‬
‫وبحسب فهرس عبديشوع الصوباوي (تووي ‪ ،)١٣١٨‬أتف كتادا في‬
‫التارخ الكتسي(')‪.‬‬

‫إختلفت اآلراء في هوسه وتارخ والدته‪ .‬التارخ العردي‬

‫االستشهادالتة مقتبة من طبعة اداي شير ‪٠‬‬ ‫■؛‪،‬‬


‫(‪ )١‬يقول عبد يشرع الموباري‪,( :‬عمل ثيودورس بركوني كتاتا مدرسا وله أيثا‬
‫تاريخ كنسي وعظات وتعار))‪ ،‬فهرس المؤلفين‪ ،‬تحقيق وتعريب ا ألب د‪.‬‬
‫يوسف حى‪ ،‬بغداد‪ ،١٩٨٦ ،‬ص‪.٢١٢‬‬

‫‪٣٤٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫جعله في زمن الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب‪ ،‬ويوسف سمعان‬


‫المعاني مستندا إلى رواية ابن العبري وكتاب المجدل‪ ،‬عنه من‬
‫ا لقرن االدس‪ .‬وقا ل إده اسقف الشوم الذي سامه ا لبطريرك يوحتا‬
‫الثالث (‪ ،)٨٩٩,٨٩٣‬ولردما بسبب توجيه ثيودورس الكتاب إلى‬
‫شخصى ا سمه يوحائ ‪(( :‬هكذا يا حبيبنا مار يوجائ ا لحبيب‪ ،‬عنيت‬
‫بجمع كن األقوال الغامضة في دائرة الكتاب المقدسة مستندا إلى‬
‫آراء وتغاسير اآلباء» (مجتد ‪ ١‬ص ه)‪ .‬وقا ل شموئيل جميل إته ابن‬
‫أخ يوحائ الرادع األعرج (‪ . )٩٠٠‬وجعله دوفا ل أسقف كشكر‬
‫(مدينة واسط الحاب)( ‪ ،‬بين الكوفة والبصرة‪ .‬وا ألب موريس فيي‬
‫دمجه في ثيودورسى المعتم ا لكشكري الذي عاش في منتصف ا لقرن‬
‫الساع(‪ >٣‬كذلك المستشرق األميركى ‪ .Sidney Grifith‬أتا األب‬
‫ألبير أبونا فقام بعرض هذه اآلراء من دون أن يحذد صحتها أو‬
‫! لكن يبدو من كتابه أته على‬ ‫عدمها وجعله من القرن المايع أيائ‬
‫األرجح معتم في ((اسكول)) البطريركىة في ساليق والتي انتقلت مع‬
‫الجاسين إلى بغداد( )‪ ،‬وال مبذر أن يكون من كشكر أو في كشكر‪.‬‬

‫كشكر وقد عاش فيها لكئه لم يدعج بأسقفها الحامل االسم‬


‫نفسه‪ ،‬وعلى ا لمرجح عا ش في الغترة ا لذهبإبة من ا لحكم الجاسي‪،‬‬
‫أي في زمن طيمثاوس األؤل (‪ . )٨٢٣,٧٨٠‬حيث كانت الحوارات‬

‫(‪ )٢‬العردى‪ ،‬جزء ‪ ،٢‬ص‪ ،٢٧٩-٢٧٨‬المعاني‪ ،‬المكتبة الثرية‪ ،‬مجتد ‪،٢‬‬


‫ص‪ ، ٤٤‬ومجتد ‪ ،١٩٨ ،٣‬جميل العالقات‪ ،‬ص‪ ،٢٠٢‬ودوفال‪ ،‬تاريخ‬
‫األدب الرياني‪ ،‬ص‪٢٠٤‬و‪.٣٦٨‬‬
‫(‪Assyrie chretienne, Beyrouth (1965-1968), vol. Ill, p. 164-167. )٣‬‬
‫(‪ )٤‬أدب اللغة اآلرامؤة‪ ،‬دار المشرق‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،١٩٩٦ ،٢‬ص‪.٢٧٩-٢٧٧‬‬
‫(ه) جان موريس فيي‪ ،‬أحوال النصارى في خالفة بتي العباس‪ ،‬دار المشرق‪،‬‬
‫بيروت‪ ،١٩٩٠ ،‬ص‪.٣٨٨‬‬

‫‪٣٤٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫المسيحية اإلسالمية مألوفة وناشطة بسبب تمعع المسيحين في‬


‫الحقبة األولى من حكم الجاسين بقج وافر من الحرية وأتيح‬
‫المجال أمام الكائب المسيحين لطرح األفكار والمعرفة بغية‬
‫االستفادة من مهاراتهم ‪ .‬ويعذ هذا إنجارا كبيرا وقدرة على دمج‬
‫مواطنيهم في عمية النهضة الثقافية‪ .‬ونعرف ا لعديد من المتكلمين‬
‫(الالهوتين) العرب من هذه الفترة‪ .‬وكاتبنا معآلع على بعض هذه‬
‫الحوارات ألن الفصل العاشر من كتابه يتناول هذا الموضوع‪ .‬وفي‬
‫مخطوطة سعرد هامش ‪ Colophon‬بقلم الناسخ يقول ‪(( :‬بمعونة الرب‬
‫تم تدوين كتاب األسكوليون هذا الذي يحتوي أفكارا كثيرة والذي‬
‫ألفه مار ثيودورس المعتم من كشكر العام ‪ ١١٠٣‬يونانإة [‪٧٩٢‬‬
‫ميالدية؛ (مجتد ‪ ،٢‬ص‪ ،٢١٩‬هامش ه)‪ .‬عند قراءتنا الدقيقة‬
‫للمجتذين نجد تأثيرا شامال لثيودورس أسقف محيصة وا لمعن‬
‫(دالمعتم)) في كنيسة المشرق وا لمتونى العام ‪ ،٤٢٨‬كما يعتمد على‬
‫تفسير ايشوع برنون المتونى العام ‪ ،٨٢٨‬وعلى تفسير ايشوعداد‬
‫أسقف مرو (تووي نحو ‪ . )٨٥ ٠‬هذه إشارات إلى أده عاش في زمنهم‬
‫أو من بعدهم حقى يكون قد اطلع على كتاباتهم!‬

‫كتاب ((األسكوليون))‬
‫إسثعملت كلمة ‪ Scholia‬لإلشارة إلى ا لمدرسة‪ ،‬وفي األدب‬
‫ا لكشي تشير إلى مجموعة أقوال ا لمعتمين العظام وتغا سيرهم كما‬
‫الحال مع ثيودورس‪ .‬واألسكوليون خالصة الهوتية وكتابية منهجية‬
‫الستعماله في تدريس طآلب الفلسفة ((اسكوليون دلوة شذويا»‬
‫(مجتد ‪ ، ١‬ص‪ .)٢٦١‬من المرتجح أن كتابته لم تتلم دفعه واحدة بل‬
‫على مراحل‪ ،‬فهو ثمرة تعليم وليس مشروعا مخطائ له قام به كما‬
‫نفعل اليوم‪ .‬وقد يكون تالميذه هم ئن قاموا بجمع محاضراته وقام‬

‫‪٣٤٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫هو بمراجعتها وتكييفها لتكون قاعدة صلبة للتعليم القويم بحسب‬


‫نهج مفغر كنيسة ا لمشرق ا ألعظم ثيودورس المضيصتي ‪.‬‬

‫ا ليوم هناك عشر مخطوطا ت متنوعة للكتا ب ‪ .‬نشره أول مرة‬


‫المطران اداي شير بجزء ين ضمن مللة (( جمهرة الكتبة الثمرقيين‬
‫المسيحين))‪ CSCO ،‬في لوفان العاش ‪ ١٩١٠‬و‪ ١٩١٢‬رقم ‪٥٥‬‬
‫و‪ ، ٦ ٩‬وبحسب مخطوطة سعرد‪ ،‬وهنا تجدر اإلشارة إلى بعض‬
‫االختالفات في نسخ المخطوطات ووجوب الحذر‪ .‬ثم قام ‪R.‬‬
‫‪ Hespel‬العام ‪ ١٩٨٣‬بنشره في السلسلة نفسها رقم ‪٤٤٨,٤٤٧‬‬
‫بحسب مخطوطة ا ورميا مع الترجمة األلمانية العام ‪ ، ١٩٨١‬ونشره‬
‫سيلغان ‪ Sylvain‬العام ‪ ١٩٨٤‬في السلسلة نفسها‪ ،‬وبحسب مخطوطة‬
‫أخرى رقم ‪ ٤٦٤‬وه‪ ،٤٦‬وهناك ترجمة لدراكيه ‪ Dragnet‬العام‬
‫‪ ١٩٨٢,١٩٨١‬تحت الرقتين ‪ ٤٣١‬و‪ .)٦(٤٣٢‬كما هناك فصل‬
‫منشور في كتاب الغتات (‪. )١٣٤,١٢٩‬‬

‫الكتاب مدرستي منهجي (‪ )Hand book-manual‬يتغش‬


‫موضوعاب فلسفية والهوتية وجدلية متنوعة وشروحات للكتاب‬
‫المقدس لجعل معانيه أسهل للفهم عند العلآلب المبتدئين (مجتد ‪، ٢‬‬
‫ص‪ .)٢٣١‬ينقسم الكتاب إلى أحد عشر فصلح (مامرا)‪ .‬الفصول‬
‫الخمسة ا ألولى جاءت بهيئة سؤال وجواب على طريقة التعليم‬
‫الدينى المألوف (‪ . )Catechism‬يتناول موضوعات فلسفية والهوتية‬
‫وكتا بية خصوظما من ا لعهد القديم بحسب الترجمة ا لسريانية ا لبسيطة‬
‫(فشيطة‪ .),‬أما الفصول الستة ا ألخرى فتحتوي موضوعاب مرتبطة‬

‫‪Wassilios Klein, Syrische kirchenvater, Verlag w. kohlhammer,‬‬ ‫(‪ )٦‬طالع‬


‫‪,Stuugart H. Griffithm Bar Koni’s Apology for Christianity, in OCP‬‬
‫‪p. 150, Sidney ,2004 47 )1981( 160-161.‬‬

‫‪٣٥٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بالعقيدة المسيحية معتمد؛ على نصوص من العهد الجديد من‬


‫األناجيل األربعة ورسائل بولس‪ .‬ويستند إلى المفغرين الكبار‬
‫ا لمعتمدين في كنيسة ا لمشرق ‪ .‬ثيود ورسى ا لمضيصى وايشوعبرنون‬
‫وايشوعداد المروزي ‪ .‬والفصل العاشر يشكل وحدة متكاملة للدفاع‬
‫عن المسيحية أمام ا عترا ضا ت ا لمسلمين وا لوثنيين كما فعل من‬
‫سبقوه‪ .‬ويقدم أجوبة مالئمة إلى كعا صريه معتمدا أسلوب القياس‬
‫واستشهادات من الكتاب المتندس‪ .‬يقول في مقدمة الفصل‪(( :‬نقد‬
‫وتغنيد اعتراضات على إيماننا بلغه بسيطة وبعلريقة أسئلة وأجوبة))‬
‫(مجتد ‪ ،٢‬ص‪ .)٢٣١‬حوار تعليمى هادئ بين المعتم (ملفنا)‪ ،‬أي‬
‫ثيودورمر وا لطا لب ( اسكوليا ) الذي يسته ا لحنيف (حنفا)‪ .‬هو‬
‫حوار وليس جداال أو سجاال (درشا)؛ الطالب يسأل معترصا‬
‫والمعتم يجيب تدافعا كما فعل طيمثاوس األزل مع الخليفة العيا مي‬
‫‪ .‬يتناول الفصل ‪ :‬توافق العهدين‬ ‫المهدي في محاورته الدينية‬
‫القديم والجديد بخصوصى الميح‪ ،‬وعقيدة ا لثالوث والتجسد‪ ،‬كما‬
‫يشرح معنى ممارسات المسيحيين كالمعمودية واإلفخارستيا وتكريم‬
‫الصليب ‪ .‬وإليكم هذا المقطع ‪:‬‬

‫الطالب‪(( :‬أن يكون المسيح قد ولد من السيدة العذراء أؤس‬


‫بذلك‪ .‬وأن يكون مرشأل من تجل ض أعطى الناموس وش ءيئ‬
‫الجميع ويبعثهم يوم القيامة‪ ،‬أؤمن بذلك وأؤض بأته اآلن في‬
‫الماء‪ .‬ولكن أن يكون لله ابن مولود منه ومساو له في ا لجوهر كما‬
‫تجذفون فال أستطع قبول ذلك ‪.‬‬

‫المعتم‪ :‬يبدو أن هذا يبعدن عن ديا نتنا ‪ ،‬أئ بكوننا نؤمن بأن‬

‫طالع ‪Hans PUTMAN, I’Eglise et !’Islam sous Timothee 1: )780-823(,‬‬ ‫(‪)٧‬‬


‫‪Dar el-Machreq, Beyrouth, 1975.‬‬

‫‪٣٥١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫لله ابائ مولودا منه ومساويا له في الجوهر ويعمز كز شيء‪.‬‬

‫الطالب‪ :‬حقيقة هذا هو ما يمنعني من ا إليما ن بمقدرة طبيعة‬


‫بسيطة من دون شكل على الوالدة‪ ،‬كما أن المعمودية واإلفخارستيا‬
‫(اذزا‪ ،‬أي األسرار وهي التسمية الرسمية) ال تتناسب‪.‬‬

‫المعتم‪ :‬إدا ائفاقك معنا ليس على موضوع واحد‪ ،‬فأنث بهذا‬
‫ترفض كن تدبير الخالص‪ . .‬إذ العهن القديم إلى هذا يشير وتن ال‬
‫يؤمن بهذا ويحفظه ال يعرف المسيح‪ .‬أسألك‪ :‬هل تقبز كز أقوس‬
‫العهد القديم أم فقط بعثا منها؟‬

‫الطالب‪ :‬بالرغم من أتي أعترف بأن الله هو من أنزلها (أوحاها)‬


‫إال أن معظمها انتفى الحاجة منها وا آلن باطلة وال ينبغي العمل‬
‫بها‪( ))..‬مجتد ‪ ،٢‬صه‪.)٢٣٦-٢٣‬‬

‫وبخصوص اإلسالم عند اعتراض الطالب على المعمودية‬


‫قائال ‪(( :‬إذ ا لمعمودية ليسث ضرورية لعبادة الله وال تفيدها‪ .‬هكذا‬
‫عتتنا من سثم إلينا هذا التعليم))‪ .‬يجيب ثيودورس‪(( :‬هل من سلم‬
‫إليك هذا التعليم هو من الله أو من إحاسه بأن عليه أن يعلم بهذا‬
‫االتجاه؟ إذا كان من فكره‪ ،‬فال ينبغي أن نترك تعليم الكتب المقدسة‬
‫ونتع أفكار البشر‪ .‬وإذا كان من الله كما تقول‪ ،‬فأين كاذ الله لتا‬
‫عتم هذه ا ألمور بعد أكثر من ‪ ٦ ٠ ٠‬سنة من ظهور المسيح؟)) (مجتد‬
‫‪ ،٢‬صر‪ .)٢٤٦‬ويستمر الحوار بهذه الوتيرة‪.‬‬

‫لهذا الفصل أهتية كبيرة فهو يقذم إلينا فكرا الهوتيا مسيحيا عن‬
‫اإلسالم وعن دور محتد با لرغم من عدم ذكر اسمه صراحة‪ .‬أتا‬
‫الفصل الحادي عشر فيناقثز قائمًا طويلة لهرطقات (البلع) قبل‬
‫المسبح وبعده‪ ،‬ويبدو أته اعتمد على كتاب البيغانوس (‪)Panarion‬‬

‫‪٣٥٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(المتوى العام ‪ )٤٠٣‬وعلى كتاب يوحتا برفنكاي (القرن الماح)‪،‬‬


‫ومعظم هذه الهرطقات مندثرة وغير معروفة‪ .‬يذكر بدعة برديصان‬
‫الرهاوي والمانوية والزرادشتبة والقوقين واإلنكرايين! وهذا الفصل‬
‫تعريف بها وبا نحرا فها عن ا لتعليم ا لمستقيم ‪ .‬هو بمثا بة معجم لها‬
‫)‪. (Glossary‬‬

‫أسلوبه‬
‫أسلوب ثيودورس كما هو لدى القدامى ليس أملويا متهجائ‬
‫(‪ )Systematic‬ومنطقيا‪ .‬عموا الالهوت المشرقي الهوت تطبيقي‪:‬‬
‫ملكي وروحي‪ ،‬وليس الهوى نظري ‪ .‬يطر عنه أكثر في الطقوس‬
‫وموا عظ اآلباء وأشعارهم‪ . .‬هدفه ماعدة المؤمنين في تأسيس‬
‫حياتهم على نموذج المسبح‪ ،‬يأخذون منه ويضعونه على ذاتهم‪.‬‬
‫هكذا يعيشون قناعاتهم اإليمانية عمليا وليس نظرا‪ .‬ثيودورس مثل‬
‫غيره من المشرقين متأقر بثيودورس المصيصي (مات العام ‪ ٤٢٨‬في‬
‫شركة ا لكنيسة الجامعة)‪ .‬في تفسيره الكتاب المقذمى يتع ا لتفسير‬
‫النمطى األنطاكى (‪( )Typos‬تاريخي وحرفي)‪ .‬ويذكر أن العهد‬
‫القديم يبقى غير مفهوم إآل إذا فئر بلغه نمطية وا لعهد ا لجديد يفسر‬
‫العهد القديم ويؤسمر العقيدة المسيحإيه‪ .‬وبخعوهس‬
‫الكريستولوجيا‪ ،‬أئ الهوت المسيحى‪ ،‬فهو تصاعدي ‪ -‬من‬
‫اإلنسان إلى الله وليس تنازليا — من الله إلى اإلنسان ‪ -‬كما هو لدى‬
‫اآلباء اإلسكندرين‪.‬‬

‫‪٣٥٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نض مختار‬

‫((لماذا لم ترئب أقوال األنبياء وفق تسلسل تاريخى‪ ،‬فبعضها‬


‫بذكر في المقنمة وقد ئتب في زمن الحق‪ ،‬في حين وضع ما دون‬
‫من قبل في موضع متأحر• لم يكن األنبياء هم تن كتبوا األسفار‬
‫[المقدسة؛ ووقعوها بأسمائهم‪ ،‬وليسوا هم من ظم القصعئ‬
‫والتعاليم بالتسلسل‪ ،‬بل أشخاص آخرون أتوا من بعدهم‪ ،‬قاموا‬
‫بانتقاء أقوال من نبواتهم ودونوها بحب ما وجدوه‪ .‬لم يكونوا‬
‫يطمون أي قوني من األقوال كان سابغا وأي كان الحائ!‬

‫لم تكن لهم فكرة عن أفي أقواني كانت األولى وأفي كانت‬
‫الالحقة ‪ .‬وهذا النهج لم يتم تطبيقه حثى بحب موضوع المحتوى ‪.‬‬
‫ولم يكونوا يعرفون الفترة الزمنية التي فيها قيلت‪.‬‬
‫لم يكن في نية األنبياء تأليف كتاب يجمع نبواتهم وخصوصا‬
‫أدها لم تأب دفعه واحدة وفي زس واحد‪ ،‬كما نعلم من شهادة باروك‬
‫إذ يقول ‪(( :‬وسألوا باروك قائلين ‪ :‬أخبرنا كيف ككبث كل هذا الكالم‬
‫عن فمه ‪ -‬إرميا‪ . -‬فقال لهم باروك‪ :‬كان يملي علي هذا الكالم عن‬
‫لسانه‪ ،‬وأنا أخطه في الكتاب بالحبر)) (إرميا ‪ . ) ١٨- ١٧ :٣٦‬وإذ‬
‫السفر قد أتلفه صدقبا وألقاه في النار‪(( :‬كان الملك يقضه بسكين‬
‫الكاتب ويلقيه في النار التي في المنقل)) (إرميا ‪ .)٢٣ :٣٦‬وهذا‬
‫العمل يبرهن ما نقول‪ .‬وإذ الرسالة التي كتبها إرميا [النبى؛ وأرسلها‬
‫إلى األسرى المنغين في بابل [الحتة اليوم] طالبهم بزيها في نهر‬
‫العرات بعد إتمام قراءتها (إرميا ‪.)١٣ ':٥١‬‬

‫‪٣٥٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫عند رؤية دلفة كن أسفار األنبياء وتضررها بين األمرى في‬


‫بابل‪ ،‬قام عزرا الكاتب‪ ،‬بعد عودته إلى القدس‪ ،‬بإصالحها‬
‫وتدوينها مزه ثانية بحس‪٠‬ب حكمته ‪ ،‬فكن الشكر على النعم التي‬
‫وبث له‪.‬‬
‫أحياكا اعتمن على ذاكرته وأحيادا أخرى على ما كان مدودا‬
‫وبخاصة على النبوات المدونة التي كانت محفوظة في مصر‪.‬‬
‫وبالنتيجة نجد أنفسنا أهام تنوع في حقبات األسفار النبوية المختلفة‪.‬‬
‫هذا ما نكتشثه عندما نتفحصها بدؤه وتفصيل‪ ،‬كما هو الحال في‬
‫سفر المزا مير وأسفار أخرى ‪ .‬لنأخذ مثاآل على ذلك‪ :‬فا لمزمور‬
‫السابع عشر يبق تاريخؤا المزمور السادمى ألن مال حقة داود لشاول‬
‫سبقت مشكلته مع ابنه [ابشالوم] من زوجته بتشباع‪ .‬وهذا ا ألمر‬
‫يتضح أكثر في المزمورين الثاني والعشرين والثامن عشر‪:‬‬
‫األزل كتب عندما كان ابشالوم يطرد أباه‪ ،‬في حين أن الثاني أنفه‬
‫داود شكرا لله إنقاد حياته (مجتد ‪ ،١‬ص‪ .)٢٧١-٢٦٩‬كذلك‬
‫طالع ترجمة هذا النعل إلى اإلنكليزية في كتاب‪Sebastian Paul :‬‬
‫‪ )Brief Outline of Syria Literature (revised edition‬م ‪Brock,‬‬
‫‪SEEr, Kottayam - India, 2009, p. 239-240.‬‬

‫‪٣٥٥‬‬
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫فهرس المحتويات‬

‫مقنمات عاتة ‪ .........................................................‬ه‬


‫تسمية اآلباء وتصنيفهم ‪ ...............................................‬ه‬
‫قواعد لدراسة مؤلفاتهم ‪٧ ..............................................‬‬
‫موطئهم وبيئتهم العاتة ‪٨ ...............................................‬‬
‫وضعهم السياسي ‪١ » .................................................................‬‬
‫السارات الفلسفية التي أنرت في الالهوت المسيحي ‪١٤..........‬‬
‫المدارس الالهوتية ‪١٧ ...................................................‬‬
‫الحركة الرهبانية ‪٢٢........................................................‬‬
‫المجامع الدينية ‪٢٥ .......................................................‬‬
‫سمات الهوت اآلباء السريان ‪٢٩ .....................................‬‬

‫نماذج من الهوت اآلباء المشرقيين ‪٣٥ ...............................‬‬


‫شرح آباء الكنيسة الكتاني المقدس ‪٣٥ ...............................‬‬
‫قراءة رمزية وليس أصولية ‪٣٦ ...........................................‬‬
‫الرمز والرمزية ‪٣٩.........................................................‬‬
‫اإلناسة‪ :‬ا ألنترويولوجيا ‪٤١ .............................................‬‬
‫الله والثالوث ‪٤٢............................................................‬‬
‫المسيحانية ‪٤٤ ........................................................ )histology‬‬
‫الروح القدس ‪٤٧...........................................................‬‬
‫مريم ‪٤٨.....................................................................‬‬

‫‪٣٥٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الكنية ‪٥٠ ..................................................................‬‬


‫مراجع عاتة ‪٥٣ ............................................................‬‬

‫(‪ )١‬ططيانس ‪ -‬ططينوس (‪٥٥ ................................ )١٨٩۶‬‬


‫حياته ‪٥٥ ....................................................................‬‬
‫تآليفه ‪٥٧......................................................................‬‬
‫الهوته ‪٦٠....................................................................‬‬

‫نصوص مختارة ‪٦٤ ......................................................‬‬


‫إله المسيحتى ‪٦٤ ..........................................................‬‬
‫الكلمة ‪٦٥....................................................................‬‬
‫الكتاب المقدس ‪٦٦........................................................‬‬

‫(‪ )٢‬برديصان الرهاوي ‪ -‬برديؤن (‪٦٧...................)٢٢٢,١٥٤‬‬


‫حياته ‪٦٧....................................................................‬‬
‫تآليفه ‪٦٨ .....................................................................‬‬
‫الهوته ‪٦٩....................................................................‬‬

‫نصوص مختارة ‪٧٤ ......................................................‬‬


‫(‪ )٣‬مار شمعون برصباعي ‪ -‬مري شمعون بر ؤبعا (ب ‪٧٩٠٠ )٣٤١‬‬
‫حياته ‪٧٩....................................................................‬‬
‫تآليفه ‪٨١......................................................................‬‬
‫أطروحاته الفكرية ‪٨٣......................................................‬‬

‫نصوص مختارة ‪٨٤ ......................................................‬‬


‫(‪ )٤‬أفراهاط الحكيم ‪ -‬أفريط خكيما (حوالى ‪٨٧ ....)٣٤٦,٢٧٠‬‬
‫حياته ‪٨٧....................................................................‬‬
‫تآليفه ‪٨٧......................................................................‬‬

‫‪٣٥٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫صحة اإلسناد ‪٨٩ ........................................................‬‬


‫أ سلو به ‪٨٩ ..................................................................‬‬
‫أطروحاته الالهوتية ‪٨٩ .................................................‬‬
‫مفاعليه ‪٩٦ ..................................................................‬‬

‫(ه) القذيس أفرام ‪ -‬مري أفريم (‪٩٩................. )٣٧٣,٣٠٦‬‬


‫حياته ‪٩٩ ..................................................................‬‬
‫تآليفه ‪١ ٠ ١ ..................................................................‬‬
‫أ سلو به ‪١ ٠ ٢ .................................................................‬‬
‫أطروحاته الالهوتية ‪١ ٠٣ .................................................‬‬
‫‪١١٥‬‬ ‫مراجع عاتة ‪.......................................................‬‬

‫(‪ )٦‬نرساي الملفان ‪ -‬نرسي ملفائ (‪١١٧............... )٥٠٣,٤١٢‬‬


‫متى تبوأ نرسا ي رائسة مدرسة الرها ومتى غادرها؟ ‪١١٩ ........‬‬
‫تآليفه ‪١٢٣....................................................................‬‬
‫تيا مره ‪١٢٤ .................................................................‬‬
‫أ سلو به ‪١٢٧ .................................................................‬‬
‫أطروحاته ا لال هوتية ‪١٢٧ ................................................‬‬
‫نظرته إلى اإلنسان ‪١٢٨...................................................‬‬
‫اسيئة األطية‪١٣٢ ......................................................‬‬
‫فكرته عن الله ‪١٣٣.........................................................‬‬
‫تعليمه حول المسيح ‪١٣٦ ...............................................‬‬
‫مريم العذراء ‪١٤١ ........................................................‬‬
‫أسرار التنشئة‪ :‬العماد واإلفخارستيا ‪١٤٢ ...........................‬‬
‫المعمودية ‪١٤٣..............................................................‬‬
‫اإلفخارستيا‪١٤٦............................................................‬‬

‫‪٣٥٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫االستحالة‪١٤٧..............................................................‬‬
‫الكسر والرسم‪ :‬رمز الموتوالقيامة ‪١٤٨ ...............................‬‬
‫المداولة ‪١٤٨................................................................‬‬
‫المراجع‪١٤٩................................................................‬‬

‫نصوص مختارة ‪ ٠ ....................................................‬ه ‪١‬‬


‫شكل االئحاد اإللهي والبشري في المسيح ‪١٥٠ .......................‬‬
‫التدبير اإللهي في خلق اإلنسان ‪١٥٠ ..................................‬‬
‫ئل العذارى ‪١٥٣..........................................................‬‬

‫(‪ )٧‬يعقوب الروجي ‪ -‬يعقوب دسروج (‪١٥٩ ........ )٥٢٠,٤٥١‬‬


‫حياته ‪١٥٩ .................................................................‬‬
‫تآليفه ‪١٦١ ..............................................................‬‬
‫ال هوته ‪١٦٥ .................................................................‬‬
‫تغسيره ((الكتاب المقدس)) ‪١٦٦ ........................................‬‬
‫الثالوث ‪١٦٨................................................................‬‬
‫تعليمه حول المسيح ‪١٦٩ ...............................................‬‬
‫مريميا ته ‪١٧١ ...............................................................‬‬
‫مفهوم اإلنسان عدده ‪١٧٣.................................................‬‬
‫المراجع‪١٧٧................................................................‬‬

‫نصوص مختارة ‪١٧٩ ....................................................‬‬


‫اإليمان‪ :‬لؤلؤة ‪١٧٩.......................................................‬‬

‫(‪ )٨‬فيلوكميشى المئبجي ‪ -‬فيليكسيوئمى دمبوج ( ‪١٨٣ ... )٥٢٣ +‬‬


‫حياته ‪١٨٣...................................................................‬‬
‫تآليفه ‪١٨٧....................................................................‬‬

‫‪٣٦٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الهوته ‪١٩٢ ..................................................................‬‬


‫مسيحا نيته ‪١٩٢ ............................................................‬‬
‫روحانيته ‪١٩٩ ..............................................................‬‬

‫نصوص ئختارة ‪٢ ٠ ٠ ....................................................‬‬


‫تن التلميذ الحقيقي؟ ‪٢٠٠ ................................................‬‬

‫(‪ )٩‬باباي الكبير ‪ -‬ببي ربا (‪٢٠٥...................... )٦٢٨,٥٥١‬‬


‫حياته ‪٢٠٥ .................................................................‬‬
‫تآليفه ‪٢٠٧....................................................................‬‬
‫الهوته ‪٢١١ .................................................................‬‬

‫نصوص مختارة ‪٢٢٠ ....................................................‬‬


‫تعريف المصطلحات الالهوتية ‪٢٢٠ ..................................‬‬
‫وحدة شخصى المسيح ‪٢٢١ .........................................‬‬

‫(‪ )١٠‬البطريرك أيشوعياب الجدالي ‪-‬‬


‫يثوعييب دجدال (‪٦٤٦-٦٢٨‬م) ‪٢٢٣..........................‬‬
‫حياته ‪٢٢٣...................................................................‬‬
‫أسقف بلد ‪٢٢٤ .............................................................‬‬
‫بطريرك كنيسة المشرق ‪٢٢٦ ............................................‬‬
‫رئيس بعثة دبلوماسية ‪٢٢٧ ...............................................‬‬
‫بعثة تبشيرية إلى الصين ‪٢٣٠ .............................................‬‬
‫عالقات بالغاتحين المسلمين ‪٢٣٢......................................‬‬
‫وفاته العام ‪٢٣٤ ..................................................... ٦٤٦‬‬
‫تآليفه ‪٢٣٥....................................................................‬‬

‫‪٣٦١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص مختارة — إئحاد الطبيعيين فى شخص واحد ‪٢٣٩ ........‬‬


‫مفهوم الشخص ‪٢٣٩ .....................................................‬‬
‫شكل االقحاد ‪٢٤٠ .........................................................‬‬
‫تعليم مجمع نيقية ‪٢٤٢ ...................................................‬‬
‫ترتيلة ارها اآلب السماوي» ‪٢٤٤......................................‬‬

‫(‪ )١١‬إبراهيم النفري ‪ -‬إبريم دنفر (القرن السادس) ‪٢٤٥ .........‬‬


‫حياته ‪٢٤٥ ...................................................................‬‬
‫تآليفه ‪٢٤٧....................................................................‬‬
‫أطروحاته وروحانيته ‪٢٤٨ ...............................................‬‬

‫نصوص مختارة ‪٢٤٩ ....................................................‬‬


‫أساس الحياة الرهبانية‪٢٤٩..............................................‬‬
‫األهواء‪٢٥٠ .................................................................‬‬
‫الصمت ‪٢٥٢................................................................‬‬
‫الصالة ‪٢٥٣.................................................................‬‬
‫المطالعة ‪٢٥٣...............................................................‬‬
‫روحانية حضور القذاس ‪٢٥٤ ..........................................‬‬

‫(‪ )١٢‬قورش ‪ -‬قيورا الرهاوي ‪-‬‬


‫قيورا داوريي (القرن السادس) ‪٢٥٧ ...........................‬‬
‫حياته ‪٢٥٧...................................................................‬‬
‫تآليفه‪٢٥٨....................................................................‬‬
‫أطروحاته الالهوتية ‪٢٦٠ .................................................‬‬

‫نصوص مختارة ‪٢٦٥ ....................................................‬‬


‫تحريض على السيرة الغا ضلة ‪٢٦٥ ....................................‬‬

‫‪٣٦٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪ )١٣‬إبراهيم الكشكري (‪ - )٥٨٨ -I-‬إبريم دكشكر‬


‫مؤشس الحياة الدبرية ورائدهافي كنيةالمشرق ‪٢٦٧ .‬‬
‫مؤتفاته ‪٢٧٢.................................................................‬‬
‫المراجع ‪٢٧٧................................................................‬‬

‫(‪ )١٤‬سهدونا ‪ -‬سيدونا (منتصفالقرن السابع) ‪٢٧٩ ...............‬‬


‫حياته ‪٢٧٩...................................................................‬‬
‫تآليفه ‪٢٨١ ....................................................................‬‬
‫الهوته ‪٢٨٤ ..................................................................‬‬
‫نصوهى مختارة ‪ -‬المحية المطلقة تجعل اإلنسان هيكأل‬
‫للثالوث ‪٢٩٤ ..............................................................‬‬
‫مخية الله ‪٢٩٤ .............................................................‬‬
‫محية اإلخوة ‪٢٩٧..........................................................‬‬

‫(‪ )١٥‬شمعون دطيبوثه ‪ -‬شمعوندطيبوتا (القرن السابع) ‪٢٩٩ ....‬‬


‫حياته ‪٢٩٩...................................................................‬‬
‫تآليفه ‪٣٠١ ....................................................................‬‬
‫روحا سه ‪٣٠٣...............................................................‬‬
‫التأكل أو المشاهدة ‪٣٠٤.................................................‬‬
‫وسائل بلوغ الحالة الكاملة ‪٣٠٥........................................‬‬
‫وصايا ونصائح عملية للنمؤ الروحى ‪٣٠٦ ................................‬‬
‫المذابح الثالثة ‪٣٠٨.......................................................‬‬
‫طرق الصالة ‪٣٠٩ ..........................................................‬‬
‫تكريس الصومعة ‪٣ ١٠ ....................................................‬‬
‫نصوص مختارة ‪٣١٣ ....................................................‬‬
‫مقالة فى تكريس الصومعة ‪٣١٣ .......................................‬‬

‫‪٣٦٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫(‪ )١٦‬إسحق السوي‪-‬ايسخق دسوا (أواخر القرن الساع) ‪٣١٧‬‬


‫حيا'نه ‪٣١٧...................................................................‬‬
‫كتاباته ‪٣٢٠..................................................................‬‬
‫روحا نسه ‪٣٢٣...............................................................‬‬
‫المرحلة الجدب ‪٣٢٥..................................................‬‬
‫المرحلة الشانية ‪٣٢٦....................................................‬‬
‫المرحلة الروحا ية ‪٣٢٧...................................................‬‬
‫نصوص مختارة ‪٣٢٩ ....................................................‬‬
‫ضرورة االنتقال من الحياة المشتركة إلى الوحداية‪٣٢٩ ...........‬‬
‫الخوف والمحبة في ا لسيرةالروحية ‪٣٣٠ .............................‬‬
‫أقوال مأثورة ‪٣٣١..........................................................‬‬
‫المراجع ‪٣٣٢...............................................................‬‬
‫(‪ )١٧‬يوسف حرايا ‪ -‬يوسف حزيا‬
‫محطات الكمال الروحىالصوفية الثالث ‪٣٣٣.................‬‬
‫حياته ‪٣٣٣...................................................................‬‬
‫مؤئفات يوسف ‪٣٣٧.......................................................‬‬
‫منهجه الصوفى‪ :‬المحطاتالثالث ‪٣٣٩ ..................................‬‬
‫نحن نختار عن الصالة ‪٣٤٤ ...........................................‬‬
‫المراجع ‪٣٤٦...............................................................‬‬

‫(‪ )١٨‬ثادوروس بر كوني ‪ -‬ثيودورس بركوني‪ :‬الهوتى‬


‫مشرقي ومحاور بامتياز(القرن الثامن — التامع) ‪٣٤٧ ........‬‬
‫حياته ‪٣٤٧...................................................................‬‬
‫كتاب ((األسكوليون)) ‪٣٤٩................................................‬‬
‫أسلوبه ‪٣٥٣..................................................................‬‬
‫نعن مختار ‪٣٥٤ .........................................................‬‬

‫‪٣٦٤‬‬
www.christianlib.com
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫اإلخراج‪ :‬تانيا ريدان‬


‫الطباعة ‪ :‬أبى ديزاين أند يرسغ ستر‬

‫‪٢٠١٢/٤/١٥-١-١٩٧٢‬‬
‫دار المشرق ض‪.‬م •م‪.‬‬
‫ص‪.‬ب‪١٦٦٧٧٨٠‬‬
‫اال شرفية‪ ،‬بيروت ‪ ١١٠٠ ٢١٥٠‬لبنان‬

‫التوريع‪:‬‬
‫المكتبة الشرقية ش‪.‬م‪.‬ل‪.‬‬
‫ص‪ .‬ب‪ ٢ ٠ ٦ :‬ه ه — بيروت‪ ،‬لبنان‬

‫عودوا إلى جذوركم واشربوا الماء من ينابيعكم‪.‬‬

‫سلسلة ((التراث السرياني)) تعنى بكبار المفكرين‬


‫السريان من الهوتيين وروحانيين وفالسفة‬
‫ومنطقبين ومؤرخين‪ ،‬فتعرض حياتهم ومؤئغاتهم‬
‫وفكرهم‪ ،‬وتزود القارئ شواهد من كتاباتهم‪.‬‬

‫‪١٩٠٠١٧١‬‬

You might also like