Professional Documents
Culture Documents
الأثــر الـرجـعي في القـرارات الإداريــة
الأثــر الـرجـعي في القـرارات الإداريــة
239
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
مقـــدمــة:
يثري األثر الرجعي صـــــــعوبات كبرية على أســـــــاس أن العمل اإلداري ســـــــيمتد آثاره إىل
املاضي وقد اعتنى القضاء اإلداري بهذا املوضوع باعتبار أن التصرفات القانونية حتما
ا جعل غالبية الباحثني يف هذا اجملال ســــرتتب آثارها من وقت ســــابق على إنشــــائها
يعتربون األثر الرجعي خروجا عن مبدأ املشــروعية ومســاس باحلقوق املكتســبة ل فراد
واحنراف يف اســـــــتعمال ا قد تمدي إىل عدم االســـــــتقرار يف األوضـــــــاع القانونية
()1
الســلطة ووال تتوقف خطورة تطبيق األثر الرجعي إىل هذا احلد بل تشــمل القرار اإلداري
ا يمدي إىل بطالنه ملا يرتتب عنه من الرجعي بأن يصــبح معيب بعيب خمالفة القانون
ضــــرر باملصــــلحة العامة واخلاصــــة يف حاالت كثرية وحاالت أخرى قد يكون تأكيدا
هلا وهذا ما يتجلى يف األثر الرجعي للحكم بعدم الدســــتورية وحكم اإللغاء للقرارات
(.)2
اإلدارية...إخل
ومنه ف ن أهمية الدراسة تاهر من خالل وضل إطار قانوني ملبدأ األثر الرجعي وتكييفه
مل متطلبات اإلدارة احلديثة عند تطبيقه وتربز اإلشـــــــــــكالية التالية :ما مدى خطورة
تطبيق األثر الرجعي يف القرارات اإلدارية على األمن القانوني ومبدأ املشــــــــــــــــــــــروعية؟
ول جابة على هذا التســـاؤل ســـأتطرق يف هذه الدراســـة ل ثر الرجعي من عديد الزوايا
إلزالة اللبس الذي حييط حاالت ســـــــــــــريان القرارات اإلدارية بأثر رجعي وبداية تكون
بتحديد مفهوم األثر الرجعي كاســــتثناء من املبدأ العام وهو عدم الرجعية ومدى إعماله
من الناحية العملية .
وقد قسمت املوضوع إىل حمورين:
240
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
الدســـتورية واليت ال تثار إال بعد عريك الرقابة على دســـتورية القوانني وصـــدور حكم
()9
يف الدعوى الدستورية بعدم دستورية القانون حمل الدعوى.
241
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
أو األثر الرجعي للســحب يف القرارات اإلدارية الذي يعد عملية قانونية مبوجبها تســتطيل
اإلدارة من إعادة النار يف القرار غري املشـــروع الذي أصـــدرته بشـــروط معينة حيث ينتج
()10
عن السحب إلغاء القرارات اإلدارية وإنهاء مجيل امثار املرتتبة عنها.
()11
واألثر الرجعي للقوانني واألثر الرجعي للقانون األصلح للمتهم....إخل.
وهلذا ف ن التعريف جيب دائما أن ينحصـــــــــر يف املصـــــــــطلح املرتبط باألثر الرجعي أو
أن حيدد دائما نطاق األثر الرجعي ليتضــــــــــح الســــــــــابق له لتعدد تطبيقاته هلذا يفرت
ا نتج عنه ثالث جماله وقد ثار نقاش كبري يف حماولة لوضــــل تعريف ل ثر الرجعي
ناريات يف غاية األهمية كانت بدايتها النارية الكالســــيكية اليت ســــادت يف القرن
19عشـــر ميالدي واليت ارتبطت بالتشـــريل وقد حاولت هذه النارية التفرقة بني احلق
املكتســب وجمرد األمل وانتشــرت يف الفقه والقضــاء الفرنســي كما كان أســاســها
مبدأ عدم رجعية القوانني وترى أن القواعد القانونية اجلديدة تكون ذات أثر رجعي
إذا اســــــتتبل تطبيقها املســــــاس حبق مكتســــــب أما إذا كان جمرد أمل فال يعد ذلك
()12
سريانا على املاضي.
و مل يضــــل أنصــــار هذه النارية حد فاصــــل بني احلق املكتســــب وجمرد األمل حيث
يعرفوا احلق املكتســب على أنه احلق الذي يقوم على ســند قانوني يف حني جمرد األمل
فهو ليس حبق دخل ذمة الشــــــخص وإ ا جمرد أمل يف اكتســــــابه( )13أو أمنية يتوخاها
ووضــــل األفراد بشــــأن واقعة يقرها القانون الســــاري املفعول قد تتحقق أوال عقق
()14
األمثلة ختص التقادم الوصــــــية املرياث كما لقيت هذه أنصــــــار هذه النارية بع
النارية انتقادات معامها كانت حادة أوهلا ان احلق املكتســب وجمرد األمثل يكتنفه
ويعود ذلك رمبا لعدم متكنهم من وضـــل ضـــابط للتفرقة بني احلق الكثري من الغمو
التصـرفات القانونية اليت املكتسـب وجمرد األمل وكان ذلك واضـحا من خالل بع
تولدت من الواقل ومنها وجود حق معلق على شـــــرط حبيث يطرح الســـــمال هل هذا حق
مكتسب أو جمرد أمل؟
واإلجابة مبدئيا تكون يف أن احلق املعلق على شرط إلتزام غري حمقق الوقوع ف ن عقق
اكتســـب احلق املرتبط به أما النقد الثاني فيكمل يف أن هذه النارية قد خطلت بني
242
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
األثر املباشر واألثر الرجعي له كما أهملت أيضا األثر املباشر للتشريل واهتمت فقط
ويف األخري ف ن هذه النارية قد تأثرت ()15
مبشــــــــكلة تنازع القوانني من حيث الزمان
ا قد يتســــــــبب يف مجود القاعدة القانونية ويعطل التطور كثريا باحلق املكتســــــــب
()16
القانوني.
أما النارية الثانية وميثلها الفقيه DEGUITأحد فالســـفة الوضـــعية فقد حاول عديد
معنى األثر الرجعي بعد أن فشلت النارية التقليدية يف وضل تعريف وعديد مفهوم األثر
الرجعي وركز دوجي على املراكز القـــانونيـــة حمـــاوال بـــذلـــك التمييز بني املراكز
القانونية الذاتية واملراكز القانونية املوضـــــوعية واعترب أن األثر الرجعي يكون جماله
نب االنتقادات اليت وجهت للنارية التقليدية إال املراكز القانونية الشـــخصـــية وحاول
أنه فشـــل حبيث وجهت له نفس االنتقادات بســـبب متســـكه حبل مشـــكلة التنازع بني
القوانني باملراكز القانونية املوضوعية واملراكز القانونية الشخصية والتمييز بينهما.
أما النارية احلديثة فتقوم على أســــــــــاس التفرقة بني األثر الرجعي واألثر املباشــــــــــر
أن يطبق القانون اجلديد بأثر رجعي على ما يتم يف ال القديم من تكوين أو وترف
()17
انقضاء للمراكز القانونية
وقد وضـــــعت تعريف ل ثر الرجعي على اعتبار أنه مســـــاس بالعمل القانوني الذي مت يف
املاضــــــــي وتعدى على املراكز القانونية وبهذا تكون النارية احلديثة قد وضــــــــعت
األســــــــــس اليت عدد اإلطار الذي ينبين عليه األثر الرجعي وهو املســــــــــاس باملراكز
القانونية اليت تكونت ونشات يف ال قانون قديم.
واملتتبل ل حكام القضاء اإلداري املصري يالحظ:
أ نه يف البداية أخذ بالنارية التقليدية حيث ميز بني احلق املكتســــــــب وجمرد األمل يف
عــديــد األثر الرجعي وأحيــانــا أخرى يــأخــذ بــالناريــة احلــديثــة اليت تفرق بني األثر
الرجعي واالثر املباشـــر( )18وكان ذلك واضـــحا يف احلكم الصـــادر يف 29ماي 2004
من احملكمة اإلدارية العليا جاء فيه " :من املقرر أن قاعدة ســــــــــــريان القانون من حيث
الزمان هلا يف احلقيقة وجهان وجه ســليب يتمثل يف انعدام آثاره ووجه إجيابي ينحصــر يف
()19
أثره املباشر....اخل.
243
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
ثالثا :أهمية األثر الرجعي :إن أهمية األثر الرجعي ســـواء يف القانون أو يف القضـــاء تبدو
واضـــــحة من خالل األحكام الكثرية الصـــــادرة بهذا الشـــــأن ولكن يف نفس الوقت
مل مبدأ املشــــــــروعية قد يهدد يتطلب إعادة النار يف طريقة إعماله ملا ينتبه من تعار
األمن القانوني هلذا سأتطرق إىل الكيفية اليت يتم بها سريان القرار اإلداري باثر رجعي
وقبل هذا ستتوجب الدراسة أوال تعريف القرار اإلداري.
*تعريف القرار اإلداري :ب مجاع الفقه اإلداري يعرف القرار اإلداري على أنه تصــــــــــرف
قانوني من جانب واحد يتصـــل بالوايفة اإلدارية ويتضـــمن اســـتعماال المتيازات الســـلطة
العامة".
وعرفه األســـــــتاذ فماد مهنا" :أنه عمل قانوني انفرادي صـــــــدر ب رادة إحدى الســـــــلطات
اإلدارية يف الدولة وحيدث آثار قانونية ب نشــــاء وضــــل قانوني جديد تعديال وإلغاء وضــــل
قانوني قائم".
وعرفه الفقيه موريس هوريو على أنه" :إعالن ل دارة بقصـــــــــــــد إحداث أثر قانوني إزاء
األفراد يصــــــدر عن ســـــــلطة إدارية يف صـــــــورة تنفيذية أو يف صـــــــورة تمدي إىل التنفيذ
املباشر"(.)20
ألهم التعري فات نالحظ أن الفق هاء اتفقوا على أن القرار اإلداري عمـل وب هذا العر
قانوني يستوجب شروط وأركان لقيامه ويسري يف حق اإلدارة منذ صدوره ويف حق
املخاطبني به من نفاذه حتى ال تنتهك احلقوق املكتسبة ل فراد بوجوده.
هلذا عاب الفقه على هذه التعريفات أنها تقتصــــــــر على القرارات اليت ختاطب األفراد
وتهمل القرارات اليت ختاطب املوافني كما متّ إدخال يف القرار اإلداري عنصـــــر ليس
()21
له أهمية وهو القرار اإلداري ذا الصبغة تنفيذية.
وقد اســــتقر الفقه وامجل القضــــاء يف فرنســــا ومصــــر أن القرار اإلداري ســــواء أكان
تنايمي أو فردي يكتمل بتوقيعه وميكن االحتجاج به بعد اإلعالن والنشـــــــر( )22رغم
صدر من احملكمة العليا املصرية وفحواه أن اإلعالن والنشر ال أن هناك حكم مناق
ميتد إىل القرارات اإلدارية ليليه حكم آخر( )23جاء فيه "يتعني للحكم على مشـــــروعية
القرار اإلداري الرجوع إىل القوانني القائمة وقت صدوره وإىل الاروف اليت لبسته ومدى
244
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
عقيقه للصــاحل العام وذلك عند صــدور القرار فقط دون ما يصــدر من قوانني الحقة أو
يسـتنجد من اروف يكون من شـأنها زوال السـند قانوني للقرار أو تعديل املركز الذي
()24
أنشأه.
وبهذا ف ن نفاذ القرار اإلداري يكون منذ توقيعه وتعد هذه القاعدة أمرا ممكدا من
الفقه والقضاء يف غالبية األنامة.
احملور الثاني :الرجعية يف القرارات اإلدارية
أن القرارات اإلدارية ســـــواء أكانت فردية أو تنايمية ال جيوز إن القاعدة العامة تفر
أن ميتد آثارها إىل تاريم ســــــــــــابق على تاريم توقيعها على أســــــــــــاس أن األثر الرجعي
مل مبدأ عدم الرجعية للقرارات اإلدارية هذا األخري الذي يعد تطبيقا ســــــــــــــــــيتناق
للمشــروعية وعقيق لالســتقرار يف املعامالت حيث بتطبيقه عمي مصــلحة األفراد من
واليت قد تفقدهم حقوق اكتسبوها القرارات اإلدارية اليت متتد آثارها إىل املاضي
()25
ســــابقا لتبقى يف األخري القرارات اإلدارية مهما كان نوعها فردية أو تنايمية ال ميكن
أن تتضـــــمن أثرا رجعيا وهذا ما أكده جملس الدولة املصـــــري يف العديد من األحكام
منها احلكم الصـــــادر يف 25ديســـــمرب ســـــنة 1950بقوله (" )26إن املســـــاس باحلقوق
املكتســــــبة ال يكون إال بقانون ينص على األثر الرجعي طبقا للمادة 27من الدســــــتور
حتى ولو كانت تلك احلقوق مستمدة من قرارات تنايمية عامة تصدرها اإلدارة مبا هلا
من ســلطة عامة يف حدود وايفتها التنفيذية مبقتضــى القوانني ومل تكن تلك احلقوق
مســـتمدة مباشـــرة من النصـــوص القانونية ألن األصـــل طبقا للقانون الطبيعي هو احرتام
احلقوق املكتسبة فهذا ما يقضي به العدالة الطبيعية ويستلزمه الصاحل العام إذ ليس
من العدل يف شـــــيء أن تهدر احلقوق كما ال يتفق واملصـــــلحة العامة أن يفقد الناس
الثقة واالطمكنان على استقرار حقوقهم لذلك كان هذا النص الدستوري ممكدا لذلك
احلق الطبيعي من حيث عدم جواز انعطاف أثر القوانني على املاضي ...اخل.
إن وفرة األحكام اليت تمكد قاعدة عدم رجعية القرارات اإلدارية عديدة وســــــــــأتناول
أهمها إلثراء املوضــوع ومنها ما جاءت به اجلمعية العمومية( )27للفتوى والتشــريل بقوهلا "
األصـــــل يف نفاذ القرارات اإلدارية أن تقرتن بتاريم صـــــدورها حبيث تســـــري بالنســـــبة
245
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
للمســــتقبل وال تســــري بأثر رجعي على الوقائل الســــابقة على تاريم صــــدورها احرتاما
للحقوق املكتسبة أو املراكز القانونية الذاتية اليت تتم يف ال ناام قانوني سابق.
على اعتبار ما مت تناوله ميكن القول:
-أن األحكام والفتاوى قد حســـــــمت األمر فيما خيص رجعية القرارات اإلدارية بأن
ا يرتتب عليه نصت أن تكون بنص قانوني
-أثر إجيابي وهو استقرار األوضاع القانونية واحملافاة على التوازن ومصلحة األفراد.
-أن مبدأ عدم الرجعية يف القرارات اإلدارية يتماشـــى مل مبدأ املشـــروعية وممكد يف
اوزه إال يف حاالت معينة تتطلبها مصــــــــلحة األفراد كل األنامة القانونية وال ميكن
ويسمح بهذا القانون.
أوال :تطبيقات األثر الرجعي على القرارات اإلدارية :ذكرت ســـابقا أن مبدأ عدم رجعية
القرارات اإلدارية من القواعد اممرة ب مجاع الفقه اإلداري الفرنســــي واملصــــري وكل
()28
األنامة القانونية واألخذ بهذا املبدأ يرجل إىل:
-احرتام حدود االختصاص الزمين لتجنب االعتداء على اختصاص سابق
-احلفاا على احلقوق املكتسبة
-عقيق العدالة واألمن القانوني
-االستقرار يف املعامالت واملراكز القانونية
-تأكيد الثقة واالطمكنان بني اإلدارة واألفراد خصوصا أن تعلق األمر بقرارات إدارية
فردية.
واملالحظ أن القضـــــاء الفرنســـــي ســـــعى جاهدا إىل توحيد هذا املبدأ ســـــواء تعلق األمر
بالقرارات التنايمية أو القرارات الفردية فبخصـوص القرار الفردي مبا أنه يسـتوجب
اإلعالن لتحديد األثر الرجعي( )29حيث كان ذلك واضـــــــح من خالل دعوى اإللغاء اليت
رفعت أمام جملس الدولة الفرنســي وتتلخص يف أن ســكرتري الدولة ل نتاج الصــناعي
نصـــــوص القانون الصـــــادر يف 27مارس 1941على املدعي كان قد قرر تطبيق بع
اجمللس تطبيق هذا القرار أل نه أعلن إىل ا ملدعي يف 20 ابتداء من ماي 1941فرف
وقد استعان ماي 1941وال جيوز تطبيقه عليه من أول ماي 1941ألنه بأثر رجعي
()30
246
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
جملس الدولة الفرنســـي يف عديد األثر الرجعي بالرجوع ملعرفة تاريم ســـريان القرارات
اإلدارية وذلك ألن الرجعية تكمن يف أسبقية أثار القرار اإلداري على تاريم سريانه هلذا
ف ن القرار الفردي يطبق من يوم إعالنه أما خبصــــــــوص القرار اإلداري التنايمي فقد
عمل اجمللس على إلغاء أي قرار فيه أثر رجعي وكان ذلك أيضـــــــــا واضـــــــ ـعا من خالل
الدعاوى حيث جاء فيها أن القرارات التنايمية الصادرة من السلطات اإلدارية ال ميكن
االحتجاج بها يف مراجعة أصــحاب الشــأن إال بعد علمهم بها بطريقة قانونية طبقا للمادة
86من الالئحة املطعون فيها وحيث أن هذه الالئحة قد أصـــبحت منتجة ألثارها من 17
ديســــمرب 1941قبل أن تنشــــر ( )31ومن ثم تكون اجلمعية املذكورة قد انتهكت هذه
القاعدة و اوزت ســـــلطتها ونفس ما ذهب إليه جملس الدولة املصـــــري حيث مت إلغاء
()32
القرار كلية واعتباره كان مل يكن.
وهكذا ف ن املبدأ العام املعمول به سـواء مبجلس الدولة املصـري أو الفرنسـي هو اعتبار
النار عن طبيعتها ســـــــواء أكانت تنايمية أو فردية ال ميكن القرارات اإلدارية وبغ
(.)33
أن عتوي على أثر رجعي
وهذا ما أقرته أيضــــــا احملكمة اإلدارية العليا يف حكمها الصــــــادر يف 9أفريل ســــــنة
1960بقوهلا "أن املســــــــاس باحلقوق املكتســــــــبة ال يكون إال بقانون ينص على األثر
الرجعي طبقا ل وضــــاع الدســــتورية حتى ولو كانت تلك احلقوق مســــتمدة من قرارات
تنايمية عامة ت صـــــــــدرها اإلدارة مبا هلا من ســـــــــلطة عامة يف حدود وايفتها التنفيذية
()34
مبقتضى القوانني".
على اعتبار ما مت ذكره ف ن األثر الرجعي يقصـــــد به تطبيق قرار يف تاريم ســـــابق على
نفاذه أو يوصـــــف القرار بالرجعية إذا ما عدل من امثار املســـــتقبلية لوقائل ســـــابقة على
()35
صدوره.
وبعبارة أخرى ف ن األثر الرجعي يعد مساس حبقوق مت اكتسابها يف املاضي وهذا أمر
غري مقبول ألنه انتهاك ملبدأ املشــــــروعية ومبدأ عدم الرجعية واألمن القانوني هلذا أمجل
النار عن نوعية هذه القرارات وإال الفقهاء على اســــــــــتعباده يف القرارات اإلدارية بغ
ا يرتتب عليه اإللغاء وال نكون بصدد كن بصدد احنراف يف استعمال السلطة (.)36
247
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
تطبيق قرار إداري بـــأثر رجعي إذا مس القرار اإلداري مبراكز قـــانونيـــة يف بـــدايـــة
تكوينهــا أو مراكز قــانونيــة تنايميــة ألن هــذه األخرية ميكن تغيريهــا أو تعــديلــهــا
()37
وإلغائها.
وال يتوقف األمر ب لغاء القرار اإلداري النافذ بأثر رجعي بل اعتربه الفقه قرار منعدما
وهذا ما مت تأكيده يف إحدى فتاوى اخلاصـــــة باجلمعية العمومية للفتوى والتشـــــريل يف
مصـــــــر بقوهلا" إن القرارات اإلدارية ال تنفذ إال بأثر حال من تاريم صـــــــدورها وال جيوز
نفاذها بأثر" وفعال مت إلغاء قرار إداري من طرف حمكمة القضــاء اإلداري حيث نصــت
" إن قرار الرتقية وقد صـــدر ســـليما يف أســـاســـه وغاية األمر أنه كان ينبغي أن تكون
ترقية املدعي اعتبارا من تاريم اســــــــــــتعمال املدة القانونية الالزمة للرتقية فيتعني إلغاء
القرار جزئيا يف هذا النصــــــوص واعتبار ترقية املدعي من التاريم الذي اكتملت له فيه
()38
هذه املدة.
ومت إلغاء قرار إداري من طرف احملكمة اإلدارية يف 24مارس 2007جاء فيه " وإن
كانت اهليكة املطعون ضـدها أقرت حبق الشـركة الطاعنة يف التمتل باإلعفاء الضـرييب
على ما يبني من صــــورة الشــــهادة املودعة باألوراق – إال أن اهليكة اعتربت بداية النشــــاط
اعتبــارا من 1998/4/1وهو مــا يعــد تطبيقــا لقرار رئيس جملس الوزراء بــأثر رجعي
باملخالفة للقواعد القانونية من حيث الزمان فال جيوز هلذا القرار تنايم مســــــــــــــــــــــائل
وتصرفات قانونية وقعت قبل العمل بأحكامه ...اخل".
()39
وهكذا ياهر ج ليا أن مبدأ األثر الرجعي قد مت اســـــــــــــتبعاده من خالل العديد الفتاوى
واألحكام وذلك ب لغاء القرارات اإلدارية املتضـــــــــــمنة األثر الرجعي وبالتالي إبقاء مبدأ
عدم ر جعية القرارات اإلدارية واعتباره من املبادئ العامة اليت طبقها القضـــــــــــاء اإلداري
ب عد أن ت ناو له من مجيل النواحي وأ حا طه باألح كام الالزمة و قد تطرق له الفق هاء
وت ناولوهم من كل اجلوا نب واتفقوا مجي عا أن م بدأ عدم الرجع ية من امل بادئ ال عامة
()40
للقانون ويكاد يكون مبدأ جوهري ال ميكن االستغناء عنه.
248
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
ويف املقابل هناك حاالت يتم فيها تطبيق األثر الرجعي حســــــب ضــــــوابط وقواعد كأن
يطبق تنفيذا لنص قانوني أو وجود أســــــباب منطقية لتطبيقه وأن يكون النص القانوني
الذي أباحه صرحيا.
ثــانيــا :رجعيــة القرارات اإلداريــة لطبيعتهــا :إن القــاعــدة العــامــة تلزم أن يكون تطبيق
القرارات اإلدارية بأثر فوري أي من تاريم صدورها وهذا لعديد االعتبارات اليت يستند
عليها القرار ألنه ال يتصـــور أن تصـــدر اإلدارة قرارا إداريا ل ضـــرار باملراكز القانونية
اليت قد يكتسبها األفراد من قرار سابق ففي هذه احلالة سيحدث هذا التغري السليب
ا قد يرتتب عليه فقدان الثقة هلذا ال ميكن حالة من عدم االســـــــتقرار والفوضـــــــى
األخذ باألثر الرجعي للقرارات اإلدارية كما ذكرت ســـــــــــابقا إال إذا نص القانون على
ذلك للحفاا على اسـتقرار املعامالت ولكن أحيانا نطبق األثر الرجعي على أسـاس أن
اإلدارة تسري يف خط متوازي مل التطور وقد أوضح الفقه والقضاء احلاالت اليت ختص
الرجعية بطبيعتها وهي كذلك ألنها ال تلزم تطبيق األثر الرجعي بنص قانوني وإ ا
طبيعة القرار هو الذي جعلها هكذا وتأخذ صور كثرية هي على التوالي:
رجعية القرار املصـــــحح لقرار معيب ورجعية القرارات املمكدة واملفســـــرة لقرار ســـــابق
والرجعية بسبب متطلبات املرفق العام .
وسأتناول بالشرح هذه الصور ألهميتها يف املوضوع
* رجعية القرار املصحح لقرار معيب :ويكون ذلك عندما ختطئ اإلدارة يف إصدار قرار
فردي غري متطابق للشــــروط الشــــكلية واملوضــــوعية اليت يســــتوجبها القرار اإلداري
فتضـــــــــطر اإلدارة إىل تصـــــــــحيح اخلطأ الذي حلق بالقرار بقرار ثاني يتم تطبيقه بأثر
()41
رجعي
* رجعية القرار املفســـر واملمكد :القرار املفســـر هو يف حقيقة األمر قرار ثاني تصـــدره
هلذا فهو ال حيتاج إىل إعالن ونشـــر كما يف اإلدارة لتفســـري القرار األول وإزالة الغمو
القرار األول وميكن لذوي الشأن التمسك به من تاريم صدوره أما القرارات املمكدة
فتكون عندما تصــــدر اإلدارة قرار ثانية ممكد للقرار األول وقد عرّف الفقه القرارات
249
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
املمكدة على انها قرارات اليت تكشــــــف عن حقيقة مركز قانوني ســــــبق أن عددت
(.)42
وتكاملت مقاوماته
ويعترب األســــتاذ ســــليمان الطماوي أن القرار املمكد ليس قرار إداريا ألنه ببســــاطة ال
حيدث أثر قانوني وإ ا مهمته إعادة األحكام اليت وردت بقرار ســـــابق فال يضـــــيف
(.)43
شيكا إىل الوضل القانوني فهو جمرد رجعية ااهرية
* الرجعية بســبب متطلبات ســري املرافق العامة :اتفق جملس الدولة الفرنســي واملصــري
مل متطلبات ســري املرافق العامة هذا األخري على اســتبعاد مبدأ عدم الرجعية إذا تعار
الذي أســـــــــــــــــاس وجوده هو عقيق اخلدمات للجمهور ومن أمثلة عن رجعية القرارات
(.)44
املوافني إذا ما تأخر صدور القرار عن يوم تسلمهم العمل اإلدارية بتعني بع
وقد أوضـــــــــح جملس الدولة الفرنســـــــــي طبيعة هذه القرارات بانها ذات أثر رجعي على
أساس أنها ترتب أثر من تاريم صدور القرار األول وليس الثاني وهذا بطبيعة احلال ما
أكده غالب ية الفق هاء و اتفقوا على أن القرارات اإلدارية املمكدة يف حد ذاته قرارات
تطبق باثر رجعي صوري فقط.
وميكن القول أن القرار املمكد والقرار املفســـــــر والقرار املصـــــــحح لعيب يف القرار ال
ميس مبدأ املشروعية وال يمثر على األمن القانوي.
ثالثا :االستثناء على مبدأ األثر الرجعي حلكم اإللغاء:
أكده القضــــــاء اإلداري يف خمتلف األنامة القانونية املعاصــــــرة حفاا على املصــــــلحة
العامة ومســايرة للتطور احلديث حيث أقر جملس الدولة الفرنســي يف عديد األحكام
احلديثة هذا االســتثناء كان أوهلا حكم صــادر يف 11ماي 2004جاء فيه " أنه ينبغي
عدم اإلفراط يف النتائج املرتتبة على األثر الرجعي ل لغاء وذلك ألن األثار اليت نتجت
عن القرار امللغى واملراكز اليت ترتبت عن دخوله حيز النفاذ تســــتطيل املصــــلحة العامة
التمســك بها باإللغاء املمقت على هذه امثار والقاضــي يوازي بني اعتبارات الناام العام
وبني مشروعية القرار ويأخذ العيوب اليت انتهكت مبدا املشروعية وحق األفراد.
250
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
ليليها أحكام أخرى يف هذا الشـــــأن منها حكم صـــــادر يف 2008وآخر 2009كلها
يز للقاضــــي اإلداري كاســــتثناء أال يقرر أثر رجعي ل لغاء وينهي القرار املطعون فيه
(.)45
يف تاريم الحق عن صدور القرار حلكم اإللغاء
خبصــوص مصــر ف ن جملس الدولة مل يقرر أي اســتثناء على مبدا األثر الرجعي حلكم
التطبيقات أقر فيها أن اإلدارة تســـــــــــــتطيل عدم تنفيذ حلكم اإللغاء واكتفى ببع
إلغاء ملتطلبات املصلحة العامة.
رابعا :حدود األثر الرجعي حلكم اإللغاء :إن القاعدة العامة م ناط ها عدم الرجع ية
وكاستثناء تستطيل اإلدارة إعمال األثر الرجعي وفقا ما تتطلبه املصلحة العامة وحسب
شــــروط وقواعد منصــــوص عليها مســــبقا تلزم بتطبيقه ضــــمن حدود خشــــية هدر مبدأ
املشروعية وفقدان الثقة بني األفراد واإلدارة.
هلذا ســـــارعت األنامة القانونية املعاصـــــرة احلديثة إىل إحاطة األثر الرجعي باألحكام
فيها الرقابة على أعمال اإلدارة حتى ال تطبق األثر الرجعي باســـــــــتمرار وتتخذه كحيلة
للمساس باحلقوق املكتسبة ومن خالل ذلك قرر الفقه والقضاء االداريني التخفيف من
تطبيق فكرة األثر الرجعي حلكم اإللغاء يف القرار اإلداري خصوصا إذا ما تعلق األمر
بالوايفة العامة الرتباطها باألفراد (الغري) واإلدارة (املوافني).
*التخفيف من تطبيق األثر الرجعي إللغاء قرارات التوايف اخلاصة بالوايفة العامة.
مبدئيا يسمح القانون ل دارة أن تفصل مواف مت تعيينه بطرق غري قانونية ويكون ذلك
ا يرتتب عليه بأثر رجعي لكن أحيانا اخرى يتم فصــــــله رغم أن تعينه كان قانوني
مســـاس حبقوق اكتســـبها يف فرتة توليه الوايفة فيفقد العديد من احلقوق أهمها رده
للراتب الذي كان يتقضــــاه يف فرتة العمل كما ال تأخذ بعني االعتبار املدة اليت كان
يعمل فيها (لتحسب كخربة)
لكل هذه االعتبارات اليت يرفضــــها املنطق وواقل العمل اإلداري وعقيقا لالســــتقرار
الذي تسعى اإلدارة إلقامته خللق التوازن بني املصلحة العامة واملصلحة اخلاصة وأيضا
متاشـــــيا مل التطورات احلديثة على أســـــاس أن اإلدارة جيب أن تكون يف حركة دائمة
وتراعي متطلبات اجملتمل خصـــوصـــا إذا تعلق األمر بالقرارات اخلاصـــة بالتعني والرتقية
251
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
حيث متّ احتساب املدة اليت شغلها قبل احلكم باإللغاء واالعرتاف له بالتصرفات اليت
()46
قام بها يف تلك الفرتة كما ال تلزمه اإلدارة برد الراتب الذي تقضاه طيلة العمل.
واســــتنادا ملا ســــبق ذكره فقد مت اســــتبعاد األثر الرجعي وتطبيق نارية املواف الفعلي
اليت أســـــاســـــها احلفاا على الغري حســـــن النية فليس من املعقول أن يتحرى الغري على
املواف ليتأكد إن كان مواف بســـــــــــــــــــند قانوني أم ال (فكرة الااهر يف الاروف
العادية) حلماية حســــن النية الذين تعاملوا مل املواف بصــــفته الوايفية أو مل صــــاحب
(.)47
املركز القانوني
* دور الفقه والقضــــــــاء يف احلد من األثر الرجعي :صــــــــدرت العديد من األحكام من
جملس الدولة الفرنســــي بهذا الشــــأن واليت مبوجبها مت االعرتاف باألعمال اليت قام بها
(.)48
املواف قبل قرار احلكم باإللغاء تطبيقا لنارية املواف الفعلي
ونفس ما ذهب إليه الفقه يف مصـــــــــر حيث متّ إعمال نارية املواف الفعلي ألن األمر ال
يتعلق فقط مبصـــــلحة املواف بل مصـــــلحة األفراد وعالقاتهم باإلدارة الذين وثقوا بها
ومصــلحة اإلدارة ذاتها وســعيها لتحقيق االســتقرار اإلداري من خالل احلفاا على حقوق
الغري املكتسبة من اوضاع غري قانونية.
ويف رأي أن تطبيق نارية املواف الفعلي واحلد من األثر الرجعي يف هذه املســـــــألة أمرا
ضــروريا قد حيافظ على األمن القانوني واالســتقرار يف املعامالت ولكن بشــرط أن ال
يتم إعمال هذه النارية إال نادرا وتلعب اإلدارة دورا حموريا يف ه ذا الشــــــــــــــــــأن حيث
عند تعيني املوافني التأكد من سالمة السند القانوني اخلاص باملواف حتى ال يفرت
تضطر إىل الغاء القرار بأثر رجعي أو تطبيق نارية املواف الفعلي.
خــامتة:
ختاما هلذه الدراسة توصلت إىل النتائج التالية:
-أثبتت الدراســــة أن األثر الرجعي يســــري يف خط متوازي مل مقتضــــيات اإلدارة احلديثة
وجبانب مبدأ عدم الرجعية حفاا على االســـتقرار والتوازن رغم أنه اســـتثناء من القاعدة
العامة اليت تتضـــــــمن عدم الرجعية تطبيقا ملبدأ املشـــــــروعية وعقيقا ل من القانوني
252
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
وهذا ما متّ االلتزام به يف كل األنامة القانونية ليس فقط يف إطار القرارات اإلدارية
بل يف كل اجملاالت القانونية.
-وقد أجاز جملس الدولة الفرنســــــــي واملصــــــــري األثر الرجعي يف القرارات اإلدارية يف
العديد من األحكام لتحقيق االســـــتقرار بعد أن فرضـــــته املصـــــلحة العامة واخلاصـــــة
ومتاشيا مل سري املرافق العامة بانتاام وإطراد.
-ويثري األثر الرجعي بصــفة عامة عند تطبيقه يف القرارات اإلدارية العديد من التعقيدات
بســـبب عدم وجود أحكام متنوعة خاصـــة بالنار لدقته وتشـــعبه مبا خيلفه من أوضـــاع
قانونية متعددة.
-األثر الرجعي من املسلمات به يف الفقه والقضاء.
-أن القرار اإلداري جيب أن ال يطبق بأثر رجعي إال يف إطار ضــــــيق بل يســــــري بأثر
مباشـــــر يف حق املخاطبني به لكي ال يمثر على املراكز القانونية الذاتية خصـــــوصـــــا.
(بنص قانوني فقط)
-ب مكان اإلدارة تطبيق األثر الرجعي يف القرارات اإلدارية املفســــــــرة واملمكدة ألنها
يف األصـــــل ليســـــت ســـــوى أثر رجعي ااهري (صـــــوري) ال يمثر على املراكز القانونية
املكتسبة.
-وضــــــــل ناام قانوني يكون متكامل يوضــــــــح طريقة تطبيق األثر الرجعي حتى ال
يســـــــــتخدم بطريقة خاطكة من طرف اإلدارة حيث تبني من خالل املمارســـــــــة أن اإلدارة
تستعمله كحيلة النتهاك احلقوق املكتسبة خلدمة مصلحتها اخلاصة.
-احلد من توسيل فكرة األثر الرجعي باعتباره مكنة خطرية
-ضــرورة وجود رقابة صــارمة من طرف القضــاء اإلداري على اإلدارة عند تطبيق األثر
الرجعي يف القرارات اإلدارية.
-يعد األثر الرجعي حلكم اإللغاء أمرا ضـــروريا حبيث قد تفقد رقابة اإللغاء أهميتها
بدونه فعندما يلغي القضــاء اإلداري القرارات اإلدارية غري املشــروعة الصــادرة من جهة
ا الدارة جيب أن تكون بأثر رجعي متتد من تاريم صــــــــــــدوره لتحقيق الفاعلية يف العمل
اإلداري.
253
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
اهلــوامش:
( -)1حســـن حممد عواضـــة املبادئ األســـاســـية للقانون اإلداري دراســـة مقارنة املمســـســـة اجلامعية
للدراسات والنشر والتوزيل الطبعة 1997 1ص.144
( -)2أمحد عبد احلسيب عبد الفتاح السنرتي سي األثر الرجعي يف القضاءين اإلداري والدستور دراسة
مقارنة بني الشريعة االسالمية والقانون دار النهضة العربية 2011ص.91
( -)3املرجل السابق ص.27
( -)4سورة الكهف من امية .64
( -)5ابن مناور لســان العرب ( ) 114/8وما بعدها املشــار إليها يف املرجل الســابق :أمحد عبد احلميد
السنرتيسي ص.34
( -)6أمحد إبراهيم الغول األثر الرجعي يف الفقه االســــالمي والقانون املدني رســــالة دكتوراه كلية
الشريعة والقانون بدمنهور 2006ص.28
( -)7حممد عبد العال الســـــــــــناري نفاذ القرارات االدارية رســـــــــــالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه يف
القانون 1981جامعة عني مشس كلية احلقوق ص.217-216
( -)8أمحد عبد احلســـيب عبد الفتاح الســـنرتيســـي األثر الرجعي يف القضـــاءين اإلداري والدســـتوري
ص.581
( -)9أمحد عبد احلسيب عبد الفتاح السنرتيسي املرجل السابق ص.811
( -)10ســــليمان حممد الطماوي النارية العامة للقرارات اإلدارية دراســــة مقارنة جامعة عني مشس
كلية احلقوق دار الفكر العربي ط 1976 4ص.593
( -)11عوابدي عمار نارية القرارات االدارية بني علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري دار هومة للنشــــر
واالشهار ط 2005ص.156
( -)12نبيل إبراهيم ســعد وحممد حســنني قاســم املدخل للعلوم القانونية منشــورات احلليب احلقوقية
ص.298
( -)13حسن كرية املدخل إىل القانون ط 5منشأة املعارف اإلسكندرية 1974ص.344
( -)14عجة اجلياللي مدخل للعلوم القانونية برتي للنشر ص.485
( -)15املرجل السابق ص.486
( -)16املرجل نفسه ص.486
( -)17أمحد عبد احلســـيب عبد الفتاح الســـرتيســـي األثر الرجعي يف القضـــاءين اإلداري والدســـتوري
ص.64 63
( -)18أمحد عبد احلسيب عبد الفتاح السرتيسي املرجل السابق ص.64 36
254
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
( -)19حكم احملكمة اإلدارية العليا الصادر يف 29ماي 2004املشار إليه يف املرجل السابق ص.6
( -)20عمار عوابدي نارية القرارات االدارية بني علم اإلدارة العامة والقانون االداري املرجل الســــابق
ص.22-21
( -)21عمار عوابدي املرجل السابق ص.22 21
( -)22عبد العزيز اجلوهري القانون والقضــاء االداري يف الفرتة بني االصــدار والشــهر (دراســة مقارنة
ر/د ج ر ح) ص)50
( -)23حكم حمكمة القضــــاء اإلداري املصــــرية يف الســــنة )1956/1/16/11ص 4مشــــار اليه يف
املرجل السابق ص.52
( -)24عبد العزيز اجلوهري املرجل السابق ص.56
( -)25جمموعة املبادئ القانونية اليت قررتها اجلمعية العمومية للفتوى والتشــــــــــريل جمللس الدولة (فرتوى
رقم )865نقال عن عبد العزيز اجلوهري املرجل السابق ص.59
( -)26عوابدي عمار نارية القرارات االدارية بني علم االدارة والقانون االداري دار هومة ص.155
( -)27أنار يف هذا الشأن فتوى اجلمعية العمومية جمللس الدولة املصري رقم . 17/11/2070
( -)28عبد العزيز اجلوهري املرجل السابق ص.61
( -)29عبد العزيز اجلوهري املرجل نفسه.
( -)30عبد العزيز اجلوهري املرجل السابق ص.60
( -)31ســــــــــــليمان الطماوي النارية العامة للقرارات اإلدارية دراســــــــــــة مقارنة دار الفكر العربي
ص.561-559
( -)32املرجل نفسه نفس الصفحة.
( -)33حممود حلمي سريان القرار االداري من حيث الزمان رسالة دكتوراه 1962ص.169
( -)34عبد الرزاق الســـنهوري خمالفة التشـــريل للدســـتور واالحنراف يف اســـتعمال الســـلطة التشـــريعية
جملة جملس الدولة املصـــري 1980ص .64املشـــار اليها باملرجل الســـابق أمحد عبد احلســـيب عبد
الفتاح ص.241
( -)35أمحد عبد احلسيب عبد الفتاح السنرتيسي املرجل السابق ص.241
( -)36أمحد عبد احلسيب عبد الفتاح السنرتيسي نفس املرجل السابق ص.245 340
( -)37أمحد عبد احلسيب عبد الفتاح السنرتيسي املرجل السابق .246
( -)38جورجي شفيق ساري املبادئ العامة للقانون االداري (النشاط االداري) بدون دار نشر ص.313
( -)39أمحد عبد احلسيب عبد الفتاح السنرتسي املرجل السابق ص.361-360
( -)40أمحد عبد احلسيب عبد الفتاح السنرتسي املرجل نفسه.
255
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X
د /ميينة خضار األثــر الـرجعـي فـي القـرارات اإلداريـة
( -)41سليمان حممد الطماوي النارية العامة للقرارات املرجل السابق ص.589
( -)42حممد عبد العال السباري نفاذ القرارات اإلدارية 1981ص.300
( -)43حممد عبد العال السباري املرجل نفسه ص.300
( -)44حممد عبد العال السباري املرجل نفسه.
( -)45أمحد عبد الفتاح الســنرتيســي األثر الرجعي يف القضــاءين اإلداري والدســتوري دراســة مقارنة
ص.752-749
( -)46أمحد عبد الفتاح السنرتيسي املرجل السابق ص 694وما بعدها.
( -)47أمحد عبد الفتاح السنرتيسي املرجل نفسه.
( -)48حكم صــدر من جملس الدولة الفرنســي 123ديســمرب 2007قضــية sireمشــار إليها يف املرجل
التال ي :أمحد عبد الفتاح السنرتيسي األثر الرجعي يف القضاءين اإلداري والدستوري دراسة مقارنة
ص.701
256
جملة الباحث للدراسات األكادميية -العدد احلادي عشر -جوان 2017
ISSN. 2352-975X