You are on page 1of 18

‫دور القضاء التجاري‬

‫يف احلماية االجتماعية عند حصر خمطط االستمرارية‬

‫كلﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺣﺼﺮ ﻣﺨﻄﻂ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ‬‫ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲحياة متو‬


‫ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫العلوم االقتصادية واالجتماعية بالرباط – السويسي‬ ‫باحثة بكلية‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻭﺯﻳﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﻣﺘﻮﻛﻞ‪ ،‬ﺣﻴﺎﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫إن احلكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬وعلى خالف التصفية القضائية‪ ،‬ال يرتتب عنه توقيف استغالل‬
‫ﻉ‪15‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حيث وضع املشرع املغريب جمموعة من اآلليات‬ ‫وتتكفل احملكمة املختصة بتسيريها‬
‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪ :‬وإمنا تواصل نشاطها‪ ،‬ﻧﻌﻢ‬
‫املقاولة‬
‫‪2014‬اختاذ مجلة من املبادرات اليت هتم املقاولة من جهة؛ مسرييها؛ كل األطراف املرتبطة هبا‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫القضاء التجاري من‬ ‫القانونية متكن‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪40 - 55‬‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬أخرى (‪.)2‬‬
‫من جهة‬
‫‪593086‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕمهم خالل مرحلة التسوية القضائية عند اختاذه للحل املناسب لوضعية‬
‫يضطلع بدور‬
‫ﺑﺤﻮﺙ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬فالقضاء التجاري‬
‫ﻧﻮﻉ لذا‪،‬‬
‫‪ Arabic‬خالل ممارسته صالحيات اقتصادية أكثر منها قانونية ‪ -‬تتعلق بالتسيري وإدارة‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬لة اخلاضعة ملساطر املعاجلة‪ ،‬من‬
‫املقاو‬
‫‪IslamicInfo‬أن قانون صعوبات املقاولة خلق قضاء اقتصادي ‪la magistrature‬‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬هلذا ميكن القول معه‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ‬
‫املقاوالت ‪ ،-‬و‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻋﻘﺪ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔيع التجاري عند اختيار احلل املالئم لوضعية املقاولة ويعد استمرار‬
‫روح التشر‬ ‫تفعيل‬
‫ﺗﻘﻴﻴﺪ‬ ‫على‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻞ‪،‬‬ ‫يعمل‬ ‫‪économique‬‬
‫‪ http://search.mandumah.com/Record/593086‬احلفا عليها‪ ،‬بوصفه جمموعة من‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫نشاط املقاولة واحملافظة على عقود الشغل أحد العناصر اليت راهن املشرع التجاري على‬
‫الضوابط اليت تساهم يف احلفا على التوازن االجتماعي عند استمرار النشاط االقتصادي سواء كان ذلك خالل تبين‬
‫خمطط لالستمرارية‪ ،‬أو أثناء اختيار التفويت كحل‪.‬‬

‫ونظرا لتشبع القاضي التجاري بروح التشريع التجاري فإنه يكون عاجزا أمام املصاحل االقتصادية الكربى للمقاولة‬
‫يف حتقيق التوازن احلقيقي بني احلماية االجتماعية و املصلحة االقتصادية‪ ،‬عند اختيار خمطط االستمرارية كوسيلة للحفا‬

‫(‪)1‬علما أن استمرار نشاط املقاولة موضوع تسوية قضائية يساهم يف متديد حياهتا االقتصادية ‪ ،‬مع تفادي إمكانية تصفيتها‪ ،‬سواء باعتماد خمطط االستمرارية أو‬
‫خمطط التفويت‪.‬‬
‫ينظر يف ذلك عبد الرحيم القريشي ‪" :‬آليات إنقاذ املقاولة موضوع تسوية قضائية "‪ ،‬جملة امللحق القضائي ‪ ،‬العدد‪ ، 34‬مارس ‪ ، 2002‬ص ‪202‬‬

‫(‪)2‬ينظر عبد الرمحان السليماين ‪" :‬القضاء التجاري باملغرب ومساطر معاجلة صعوبات املقاولة "‪،‬دراسة نقدية ومقارنة‪ ،‬مطبعة طوب بريس ‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫ص ‪271 .‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫‪،2002‬‬
‫‪ 2020‬ﺩﺍﺭ‬ ‫©‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫( ) ينظر عبد احلميد أخريف ‪" :‬الدفع بعدم االختصاص يف قانون احملاكم التجارية" ‪ ،‬مقال منشور مبجلة املعيار ‪ ،‬العدد ‪ ،22‬أكتوبر ‪ 1999,‬ص ‪.2‬‬
‫دور القضاء التجاري‬

‫يف احلماية االجتماعية عند حصر خمطط االستمرارية‬

‫حياة متوكل‬
‫باحثة بكلية العلوم االقتصادية واالجتماعية بالرباط – السويسي‬

‫إن احلكم القاضي بفتح مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬وعلى خالف التصفية القضائية‪ ،‬ال يرتتب عنه توقيف استغالل‬
‫(‪)1‬‬
‫حيث وضع املشرع املغريب جمموعة من اآلليات‬ ‫املقاولة وإمنا تواصل نشاطها‪ ،‬وتتكفل احملكمة املختصة بتسيريها‬
‫القانونية متكن القضاء التجاري من اختاذ مجلة من املبادرات اليت هتم املقاولة من جهة؛ مسرييها؛ كل األطراف املرتبطة هبا‬
‫من جهة أخرى (‪.)2‬‬

‫لذا‪ ،‬فالقضاء التجاري يضطلع بدور مهم خالل مرحلة التسوية القضائية عند اختاذه للحل املناسب لوضعية‬
‫املقاولة اخلاضعة ملساطر املعاجلة‪ ،‬من خالل ممارسته صالحيات اقتصادية أكثر منها قانونية ‪ -‬تتعلق بالتسيري وإدارة‬
‫املقاوالت ‪ ،-‬وهلذا ميكن القول معه أن قانون صعوبات املقاولة خلق قضاء اقتصادي ‪la magistrature‬‬
‫(‪)3‬‬
‫يعمل على تفعيل روح التشريع التجاري عند اختيار احلل املالئم لوضعية املقاولة ويعد استمرار‬ ‫‪économique‬‬
‫نشاط املقاولة واحملافظة على عقود الشغل أحد العناصر اليت راهن املشرع التجاري على احلفا عليها‪ ،‬بوصفه جمموعة من‬
‫الضوابط اليت تساهم يف احلفا على التوازن االجتماعي عند استمرار النشاط االقتصادي سواء كان ذلك خالل تبين‬
‫خمطط لالستمرارية‪ ،‬أو أثناء اختيار التفويت كحل‪.‬‬

‫ونظرا لتشبع القاضي التجاري بروح التشريع التجاري فإنه يكون عاجزا أمام املصاحل االقتصادية الكربى للمقاولة‬
‫يف حتقيق التوازن احلقيقي بني احلماية االجتماعية و املصلحة االقتصادية‪ ،‬عند اختيار خمطط االستمرارية كوسيلة للحفا‬

‫(‪)1‬علما أن استمرار نشاط املقاولة موضوع تسوية قضائية يساهم يف متديد حياهتا االقتصادية ‪ ،‬مع تفادي إمكانية تصفيتها‪ ،‬سواء باعتماد خمطط االستمرارية أو‬
‫خمطط التفويت‪.‬‬
‫ينظر يف ذلك عبد الرحيم القريشي ‪" :‬آليات إنقاذ املقاولة موضوع تسوية قضائية "‪ ،‬جملة امللحق القضائي ‪ ،‬العدد‪ ، 34‬مارس ‪ ، 2002‬ص ‪202‬‬

‫(‪)2‬ينظر عبد الرمحان السليماين ‪" :‬القضاء التجاري باملغرب ومساطر معاجلة صعوبات املقاولة "‪،‬دراسة نقدية ومقارنة‪ ،‬مطبعة طوب بريس ‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪ ،2002‬ص ‪271 .‬‬

‫(‪ )3‬ينظر عبد احلميد أخريف ‪" :‬الدفع بعدم االختصاص يف قانون احملاكم التجارية" ‪ ،‬مقال منشور مبجلة املعيار ‪ ،‬العدد ‪ ،22‬أكتوبر ‪ 1999,‬ص ‪.2‬‬
‫حياة متوكل‬ ‫‪ 04‬مجلة الحقوق – العدد ‪51‬‬

‫على نشاط املقاولة واستمرار كل أو بعض مناصب الشغل ‪ .‬فما هي حدود احلماية القضائية أثناء حصر خمطط‬
‫االستمرارية أو عند تنفيذه ؟‬

‫لإلجابة على هذا التساؤل سنعمل على إبراز هشاشة التدخل القضائي عند حصر خمطط االستمرارية (املطلب‬
‫األول ) مع توضيح مكامن اخللل عند تنفيذ خمطط االستمرارية (املطلب الثاين )‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬هشاشة احلماية القضائية أثناء حصر خمطط االستمرارية‬

‫يتسم دور القضاء التجاري خالل حصر خمطط االستمرارية بالدور االقتصادي أكثر منه اجتماعي‪ ،‬حيث جند أن‬
‫القضاء التجاري خالل هذه املرحلة ال حيسن احملافظة على احلقوق االجتماعية‪ ،‬بقدر ما يسعى إىل إحاطة مصاحل املقاولة‬
‫بسياج من الضمانات املسامهة يف استمرار النشاط االقتصادي ‪.‬‬

‫ولإلحاطة بشوائب عمل احملكمة التجارية أثناء حصر خمطط االستمرارية وإبراز هشاشة احلماية القضائية ملخطط‬
‫االستمرارية سنركز على حتليل نقطتني اثنتني أوهلما حمدودية العمل مبعايري خمطط االستمرارية (الفقرة األوىل )‪ ،‬ثانيهما‬
‫التضحية بعقود العمل إلجناح خمطط االستمرارية (الفقرة الثانية ) ‪.‬‬

‫الفقرة األولي‪ :‬محدودية العمل بمعايير مخطط االستمرارية‬

‫من خالل إطالعنا على جمموع األحكام القضائية الصادرة عن احملاكم التجارية يتضح أهنا تقوم حبصر خمطط‬
‫االستمرارية اعتمادا على معياريني أساسيني وردا يف الفقرة األوىل من املادة ‪ )4( 592‬من مدونة التجارة‪ ،‬وهو ما عربت‬
‫عنه احملكمة التجارية يف حكمها كالتايل ‪. . . " )5(:‬وال ميكن للمحكمة أن تقرر استمرارية املقاولة إال إذا توافر شرطان‬

‫(‪)4‬حيث جاء يف نص املادة ‪ 292‬من مدونة التجارة ما يلي ‪ (، :‬تقرر احملكمة استمرارية املقاولة إذا كانت هناك إمكانيات جدية لتسوية وضعية املقاولة و سداد‬
‫خصومها" ‪ .‬وجتدر اإلشارة هنا أن املادة ‪ 592‬املذكورة أعاله قد مت اقرتاح تعديل فقرهتا الثالثة علي الشكل التايل‪:‬‬
‫" ميكن للمحكمة أن حتصر خمطط االستمرارية بعد القيام بتحقيق الديون طبقا ملقتضيات املواد من‪ 688‬إىل‪"698‬‬

‫‪« Le tribunal arrête le plan de continuation à l’issue de la vérification des créances selon les‬‬
‫» ‪dispositions des articles 688 à 698..‬‬

‫‪Voir USAID du peuple américain : amélioration du climat des affaires au Maroc, Reforme juridique‬‬
‫‪et judiciaire, entreprises en difficultés, Avril 2007, p. 24.‬‬

‫(‪)5‬حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء رقم ‪ 2000/13‬صادر بتاريخ ‪ 2000/05/13‬ملف عدد ‪ 2000 - 89‬غري منشور‪.‬‬
‫مجلة الحقوق – العدد ‪05 51‬‬ ‫دور القضاء التجاري في الحماية االجتماعية عند حصر مخطط االستمرارية‬

‫أو معريان أساسيان ‪ " . . . . .‬أو ما جاء يف حكم أخر بأنه (‪. . . .")6‬إذا تبني من خالل االطالع على مستندات‬
‫امللف وبيانات خمطط االستمرارية توفر إمكانيات جادة لتحقيق أهدافه والسيما سداد خصوم املقاولة ‪.". . .‬‬

‫إال أن األخذ باملعيارين املذكورين فقط كمحددين أساسيني أساسني الستمرار نشاط املقاولة يربز ضعف‬
‫اإلمكانيات املتاحة للقضاء التجاري لتفعيل احلماية االجتماعية واالقتصادية للمقاولة يف آن واحد ‪ .‬فمن جهة أوىل قد‬
‫يساهم هذين املعيارين يف املخاطرة باإلبقاء على نشاط املقاولة بشكل غري جدي وحقيقي‪ ،‬مما قد يؤثر ويضر مبصاحل‬
‫األطراف بصفة خاصة واالقتصاد الوطين عامة (‪ .)7‬ذلك أنه ال ميكن إنقاذ إال املقاوالت القادرة على البقاء واملسامهة يف‬
‫اإلنتاج‪ ،‬إذ ال تكون أية حماولة النقاد املقاولة إال إذا كانت هذه األخرية تقدم فرصا للنجاح بشكل جدي وبالشكل‬
‫الذي ميكنها أن تستوعب خمططا لالستمرارية (‪.)8‬‬

‫وإذا كان هاذين املعيارين مرتبطني مبردودية املقاولة كمؤشرين لبقاء املقاولة وازدهار خصومها (‪ ،)9‬فإهنما يبقيان غري‬
‫كافني‪ ،‬ألن احملكمة ملزمة بالبحث عن مدى قدرة املقاولة على تسوية ديوهنا الناشئة قبل فتح املسطرة اجلماعية‪ ،‬مما‬
‫ينبغي معه أن يقوم القاضي التجاري بدراسة األصول غري الثابتة للمقاولة يف حميطها املاكرو اقتصادي‪ ،‬لتقييم وضعيتها‬
‫(‪)10‬‬
‫‪.‬مما ينبغي معه أن تكون احملكمة التجارية أكثر حذرا يف دراستها‬ ‫احلقيقية وقدرهتا التنافسية‪ ،‬أمام تطورات السوق‬
‫للمعايري أعاله خالل مرحلة التسوية القضائية‪ ،‬جتنبا لبقاء مقاولة غري قادرة على االستمرار‪ .‬حيث أن غياب املقاولة‬
‫ككيان قانوين‪ ،‬أو غياب األنشطة االقتصادية كوحدة اقتصادية منتجة ال ميكن أن يؤدي إىل تبين خمطط االستمرارية(‪.)11‬‬

‫(‪)6‬حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء رقم ‪ 2000/249‬صادر بتاريخ ‪ 2000/10/09‬ملف عدد‪ ، 20-2000-222‬غري منشور‪.‬‬

‫(‪)7‬ينظر عبد الكرمي عباد‪" :‬دور القضاء يف معاجلة صعوبات املقاولة "‪ ،‬رسالة لنيل الدكتوراه يف القانون اخلاص بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫بالدار البيضاء ‪ ،‬جامعة احلسن الثاين ‪ -‬عني الشق ‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ، 2002 -2001‬ص ‪. 203.‬‬

‫; ‪)8(Christine lebel : l’élaboration du plan de continuation de l’entreprise en redressement judi- caire‬‬


‫‪édition presses universitaires d’aix-Marseille, 2000, p. 211-217 et 218.‬‬

‫(‪)9‬هذا وتعد املقاولة ذات مردودية هي املقاولة اليت ختلق قيم مبعىن أهنا تعين املسامهني‪.‬‬

‫‪)10(. Cass.com 12 juillet 1994. Arrêt N° 1641 D. Rev. pro. coll. 1995, P 130 obs. Bernard soinne:‬‬
‫‪traité des procédures collectives”, 2eme édition, litec, 1995.‬‬

‫‪Cass.com 24 oct 1994; Arrêt N° 1728 D. Rev. pro. coll. 1995m P 410, obs : Beranard soinne:” traité‬‬
‫‪des procédures collectives”, 2eme édition, litec, 1995.‬‬

‫(‪)11‬وجتدر اإلشارة إىل أن التشريع القانوين مل حيدد مفهوم معيار اجلدية لتقوية خمطط االستمرارية فإن الوضع القضائي هو األخر مل يتمكن من إعطاء تعريف‬
‫خلاصية جدية اإلمكانات لتسوية وضعية املقاولة ونصفية اخلصوم ‪.‬‬
‫حياة متوكل‬ ‫‪ 04‬مجلة الحقوق – العدد ‪51‬‬

‫ومن جهة أخرى يالحظ أن احملكمة التجارية تقضي حبصر خمطط االستمرارية مركزة على اجلانب املايل فقط‪ ،‬إذا‬
‫ما ارتأت أن تقوميه كفيل بإصالح وضعية املقاولة بصفة عامة‪ ،‬دون البحث عن أمهية اجلوانب األخرى الفاعلة يف ضمان‬
‫استقرار الشغل واستمرار املقاولة ودون ترجيح إحدامها على اآلخر‪.‬‬

‫ويف هذا اإلطار قضت احملكمة التجارية بالدار البيضاء يف حكم هلا حبصر خمطط االستمرارية بضرورة على تقومي‬
‫اجلانب املايل للمقاولة‪ ،‬كفاعل يف إنتاج املخطط الذي اعتمدت من خالله على جدولة الديون على مدى عشر سنوات‬
‫(‪)12‬‬
‫ما يلي‪..." :‬ومبا أن النتائج احملصل عليها خالل فرتة‬ ‫بعد تقليص نسبة الفائدة‪ ،‬حيث جاء يف حيثيات حكمها‬
‫إعداد احلل يفيد أن املقاولة هلا من اإلمكانات احلقيقية ما يربر اعتماد خمطط االستمرارية املقرتح من طرف السنديك‪،‬‬
‫(‪)13‬‬
‫ملتمسا بذلك القول حبصر خمطط االستمرارية للشركة املذكورة ‪.". .‬كما قضت نفس احملكمة يف حكم آخر هلا‬
‫على أنه إلجناح خمطط االستمرارية وحتقيق نتائج إجيابية على املستوى االقتصادي ميكن االعتماد على " جتديد اآلليات‬
‫عن طريق التمويل من طرف املسامهني من أمواهلم اخلاصة قبل هناية ‪ 2002‬وجتميد حساهبم اجلاري طيلة فرتة‬
‫التسوية"‪...‬إعداد خمطط إصالحي داخلي للمقاولة‪ ،‬وذلك بضبط ومسك حسابات منتظمة وفق النظام احلسايب حىت‬
‫يتأتى عدم اخللط بني األموال اخلاصة وأموال الشركة ‪.". . .‬‬

‫(‪)14‬‬
‫على أن ‪. . ." :‬تنفيذ املخطط املعد من طرف السنديك‬ ‫وجاء يف حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء‬
‫على مدى عشر سنوات يقتضي إعداد خمطط إصالحي داخلي لفائدة املقاولة‪ ،‬وذلك بإعطائها إسهاما ماليا جديدا‬
‫بالزيادة يف رأمسال الشركة واإلسهام يف احلساب اجلاري وفتح رأمسال الشركة ألطراف جدد وختفيض املصاريف‬
‫وترشيدها‪."..‬‬

‫(‪)12‬حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء رقم ‪ 2000 /90‬صادر بتاريخ ‪ 2000/03/13‬ملف عدد ‪، 10/2000 /11‬غري منشور أورده عبد الكرمي‬
‫عباد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.222.‬‬

‫(‪)13‬حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء رقم ‪ 2000/249‬صادر بتاريخ‪ 2000/10/09‬ملف عدد ‪ 20/2000/222‬ينظر كذلك ‪ :‬حكم احملكمة‬
‫التجارية بالدار البيضاء رقم ‪ 2000/222‬صادر بتاريخ ‪ 2000/03/27‬ملف عدد ‪ ، 20/2000/27‬غري منشور‪.‬‬

‫(‪)14‬حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء رقم ‪ 2000 /135‬صادر بتاريخ ‪/02/22‬ملف ‪ ،2000/29‬غري منشور‪ .‬كما جاء يف حكم احملكمة التجارية‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 2002/1/22‬أن القضاء التجاري يعتمد خمطط االستمرارية إذا اتضح له أن الزيادة يف عدد األنشطة التجارية يؤدي إىل ارتفاع مداخيل سنوية‬
‫حيث جاء فيه‪ ...." :‬جناح خمطط االستمرارية وحتقيق نتائج إجيابية على املستوى االقتصادي ‪ ،‬ميكن حتقيقه اعتمادا على تعداد األنشطة التجارة للتجارة وما‬
‫تذره من مداخيل سنوية ‪ . . .‬ذلك أهنا متارس أربعة أنشطة جتارية ‪. " . . .‬‬
‫ينظر حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء رقم ‪ 2002/209‬ملف رقم ‪ ، 20/2002/21‬غري منشور ‪ .‬نقال عن عبد الكرمي عياد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.‬‬
‫‪.222‬‬
‫مجلة الحقوق – العدد ‪04 51‬‬ ‫دور القضاء التجاري في الحماية االجتماعية عند حصر مخطط االستمرارية‬

‫وميكن القول‪ ،‬من خالل ما سبق ذكره أن توجه القضاء التجاري عند حصره خمطط االستمرارية يأخذ بعني‬
‫االعتبار‪ ،‬آفاق املعامالت املالية (‪ ،)15‬التجارية املستقبلية للمقاولة‪ ،‬موضوع املعاجلة حيت يعتمدها كمعيار أساسي لتقومي‬
‫وإصالح املقاولة‪ ،‬عوض أن يستند يف ذلك على مواطن اخللل والصعوبات اليت تعاين منها املقاولة مع اعتماد اجلانب‬
‫االجتماعي بالدرجة األوىل كمحدد حلصر خمطط االستمرارية‪.‬‬

‫وما يؤكد طرحنا هذا هو عدم جناح غالبية خمططات االستمرارية وبالتايل فسخها نتيجة هشاشة تفعيل معايري‬
‫(‪)16‬‬
‫‪ .‬مما يوجب على احملكمة التجارية التأكد من وجود املقاولة وتقيم وضعها املايل‬ ‫اعتماد خمطط االستمرارية‬
‫واالجتماعي‪ ،‬لتجنب ربح رئيس املقاولة املزيد من الوقت واندثار أصول املقاولة مما يساهم يف النطق وبتصفية املقاولة‪،‬‬
‫وبالتايل ضياع حقوق الدائنني أمام ضآلة أصول املقاولة املبددة خالل تنفيذ خمطط االستمرارية من جهة وضياع احلقوق‬
‫االجتماعية لألجراء‪ ،‬واملتمثلة يف تسرحيهم وحرماهنم من حق االستقرار يف الشغل حالة اختيار تفويت املقاولة كحل بديل‬
‫إضافة إىل ضياع ديون أجرهتم لتبديد أصول املقاولة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التضحية بعقود العمل إلنجاح مخطط االستمرارية‬

‫يسعى نظام صعوبات املقاولة أساسا إىل خدمة املصلحة العامة عن طريق العمل على اإلبقاء على الوحدات‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬واحلفظ على عقود العمل‪ ،‬إال أن حتقيق ذلك‪ ،‬يقتضي يف كثري من احلاالت التضحية ببعض عقود العمل‬
‫لإلبقاء على أخرى أكثر أمهية يف إعادة التوازن لنشاط املقاولة (‪.)17‬‬

‫(‪) 15‬حيث جاء يف حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء ما يلي ‪ . . " :‬ونظرا لرقم املعامالت املرتقب ‪ ،‬إذ أن املقاولة متكنت من احلصول على صفقة من‬
‫املتوقع أن تدر عليها رحبا صافيا ‪ . . .‬والتزام رئيسة املقاولة بالسهر على تنفيذ املخطط ‪ . .‬احلكم حبصر خمطط االستمرارية ‪. " . .‬‬

‫(‪)16‬ينظر‪:‬‬

‫حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء رقم ‪ 142 / 2000‬صادر بتاريخ ‪ 2002/02/09‬ملف ‪ ، 2005/10/261‬غري منشور‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫قرار حمكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء رقم ‪ 2011 /1087‬صادر بتاريخ ‪ 2022/01/22‬ملف عدد ‪ 2011/11/5532‬غري‬ ‫‪-‬‬
‫منشور‪.‬‬

‫قرار حمكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء رقم‪ 99/222‬صادر بتاريخ‪ 2999/02/22‬ملف عدد ‪ ، 22/99/222‬غري منشور‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫(‪)17‬ينظر قامسي سعيد‪" :‬خصوصيات نظام صعوبات املقاولة ‪ -‬دراسة مقارنة ‪ ، )،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة يف قانون األعمال ‪ ،‬جامعة احلسن‬
‫الثاين ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بعني الشق بالدار البيضاء‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،2999-2992‬ص ‪105..‬‬
‫حياة متوكل‬ ‫‪ 00‬مجلة الحقوق – العدد ‪51‬‬

‫لذا فإن مصري عقود العمل يرتبط مبضمون خمطط االستمرارية‪ ،‬من حيث اختيار مستوى وآفاق التشغيل (‪،)18‬‬
‫وبالظروف االجتماعية املرتقبة من أجل استمرارية النشاط‪ ،‬وهكذا ففي إطار خمطط االستمرارية تؤخذ هذه املعطيات بعني‬
‫االعتبار (‪ ،)19‬ويلزم هبا املدين والعمال أنفسهم‪ ،‬فموازاة مع اآلفاق االقتصادية للمقاولة‪ ،‬قد يتم االحتفا بعقود العمل‬
‫مع احتمال وقوع تعديالت يف مراكز العمل ‪ -‬قفل ورشة عمل يؤدي إىل إعادة إدماج العمال يف مركز نشاط آخر أو‬
‫تعيينات جديدة ؟ وذلك ارتباطا بتطور نشاط فروع املقاولة ‪-،‬و ذلك ارتباطا بإعادة اهليكلة يف املوارد البشرية اليت‬
‫يتضمنها املخطط ‪ .‬كما ميكن أن يتم فصل عدد من األجراء عندما يتضمن املخطط توقيف النشاط جزئيا إذا كان أحد‬
‫األنواع من النشاط أو أحد الفروع أو وكالة معينة يعاين من العجز أو اخلسارة‪ ،‬أو أن من شان هذا التوقف خيفف من‬
‫األعباء واملصاريف واإلكراهات االقتصادية أو املالية أو االجتماعية للمقاولة (‪.)20‬‬

‫علما أنه ينتج عن بعض احلاالت املذكورة انعكاسات على العمال تتجلى يف اخلوف وانعدام الثقة يف املستقبل‪ ،‬مما‬
‫يسبب يف نشوب احتجاجات وإضرابات واحتالل املقاولة قد يعرقل تبين خمطط االستمرارية (‪.)21‬‬

‫‪)18(Cass.com. 14 fév. 1989.j.c.p. 1989.E 15591.OBS: Michel cabrille et philippe petel.‬‬


‫‪Redressement et liquidation judiciaire des entreprises en difficultés, la semaine juridique (Ent et‬‬
‫‪Aff) N° 5,1 fév 2001 chronique, P219. Cité par Michel. Jeantin : Droit commercial instrument de‬‬
‫‪paiement et de crédit entreprises en difficulté -5ème édition Daloz paris 1999 p.437.‬‬

‫(‪)19‬ينظر حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء رقم‪ 2002/22‬صادر بتاريخ ‪ 2002/02/22‬ملف رقم ‪ ، 10/2002/12‬غري منشور‪.‬‬

‫(‪)20‬يراجع عبد الكرمي عباد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.222 .‬‬


‫ينظر رحال حامت ‪ :‬قراءة متأنية يف الكتاب اخلامس من مدونة التجارة املغربية اجلديدة ‪ ،‬القانون رقم ‪ : 95/15‬صعوبات املقاولة ‪ ،‬جملة احملامي ‪ ،‬العدد ‪، 19‬‬
‫يوليوز ‪ ، 2001‬ص ‪. 63.‬‬
‫علما أن فسخ عقود العمل خالل حصر خمطط االستمرارية يف ظل التشريع الفرنسي يتم وفقا للفصل ‪ 22‬من قانون ‪ 22‬يناير ‪ 2922‬املوازية للمادة‪-29‬‬
‫‪ L212‬من القانون احلايل ‪ ،‬بعد إعالم واستشارة ممثلي األجراء وكذا السلطة اإلدارية املختصة طبقا ملقتضيات املواد ‪L122-2‬و ‪ L122-9‬من مدونة‬
‫الشغل ‪ ،‬حيث حيدد املخطط اإلعفاءات اليت جيب أن تتم داخل أجل شهر من تاريخ احلكم دون اإلخالل حبقوق اإلخطار املنصوص عليها قانونا واالتفاقات‬
‫اجلماعية‪ .‬للمزيد من التوضيح حول هذه اإلجراءات واهليئات املعينة هبا ينظر‪:‬‬

‫‪Dominique le Febvre Edwige Mollarêt, Christian Guitter, Charles Robbez Masson : droit et‬‬
‫‪entreprise Aspects juridiques, sociaux fiscaux » 8ème édition 2001 p. 501.‬‬

‫(‪)21‬وجتدر اإلشارة أن االحتجاجات العمالية تكون رغم الضمانات املخولة للمسرحني أو بالنسبة للمتبقني من العمال ‪ ،‬إذ أنه ال ميكن هتديد العمال بفقداهنم‬
‫عملهم دون صدور إضرابات واحتجاجات من طرفهم‪.‬‬

‫;‪Voir Yves Goyon : droits des affaires entreprises en difficulté redressement, faillite ; 6éme éditions‬‬
‫‪1997; p.304.‬‬
‫مجلة الحقوق – العدد ‪01 51‬‬ ‫دور القضاء التجاري في الحماية االجتماعية عند حصر مخطط االستمرارية‬

‫وحيث ال يعترب استمرار املقاولة يف نشاطها هدفا مستقال بذاته ميكن حتقيقه بقطع النظر عن األهداف األخرى‪،‬‬
‫بل جيب أن يكون موازيا إلمكانية احلفا على كل أو بعض مواطن الشغل وخالص الديون (‪ .)22‬ونظرا ملا حييط‬
‫باستمرار املقاولة من صعوبات دون تسريح بعض األجراء‪ ،‬أقر املشرع التجاري جبواز االستغناء على بعضها دون حتديد‬
‫أدىن تاركا األمر لسلطة احملكمة التجارية املفتوحة عندها مساطر املعاجلة‪ ،‬هذه األخرية تقرر حسب احتياجات املقاولة‬
‫(‪)23‬‬
‫وقدرهتا التنافسية داخل السوق االقتصادي‪ ،‬ونسبة العمال املمكن االستغناء عنهم ونوعية أعماهلم‬

‫وميكن القول‪ ،‬أن القاضي التجاري مطالب برعاية مصاحل املقاولة وإجناح خمطط االستمرارية دون التضحية بعقود‬
‫الشغل‪ ،‬إال إذا اقتضى ذلك احلفا على استمرار املقاولة وجتنيبها الوقوع يف التصفية القضائية وبالتايل احلفا على‬
‫مناصب الشغل يعرف ارتباطا بتطور إنتاج املقاولة وازدهارها‪ ،‬حيث قد يزداد عدد األجراء إذا تطور نشاط املقاولة‬
‫وارتفعت مداخيلها‪ ،‬وقد يؤدي تقلص حجم مداخيل املقاولة وارتفاع مديونيتها إىل قيادة املقاولة إىل التصفية وضياع مجيع‬
‫مناصب الشغل‪.‬‬

‫كما جتدر اإلشارة مها‪ ،‬أنه على املشرع التجاري إيالء االهتمام بالطبقة العاملة يف حالة اعتماد املقاولة خمطط‬
‫االستمرارية‪ ،‬من خالل خلق جهاز لتأمني أداء ديون األجراء (‪ ،)24‬حيث أن حق االمتياز املخول لديون األجراء بعد‬

‫ينظر حممد العروصي ‪" :‬الصعوبات العملية لعقود العمل يف حالة اعتماد خمطط االستمرارية " ‪ ،‬رسالة لنيل الدكتوراه يف القانون اخلاص بكلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية بلسويسي ‪/‬الرباط ‪ ،‬جامعة حممد اخلامس ‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،2002-2002‬ص ‪.201 .‬‬

‫(‪)22‬يراجع عبد الكرمي عياد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.229.‬‬

‫(‪)23‬فاملقاوالت نشغل أصنافا عديدة من العمال واإلطارات الفنية واإلدارية ‪ ،‬حسب نسب معينة يقتضيها مع مراعاة اختصاصهم وأقدميتهم ‪ ،‬هبدف انتداب‬
‫عمال حدد بأجور أقل كلفة‪.‬‬
‫ينظر يف هذا اخلصوص عبد اجمليد الفاهم ‪" :‬الكامل يف اإلجراءات اجلماعية " ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬دار النشر امليزان ‪ ، 2999‬ص ‪. 221 .‬‬
‫واملالحظ هنا ‪ ،‬أنه رغم استنباط أحكام مدونة التجارة من القانون الفرنسي ل‪ 25‬يناير ‪ ، 1985‬فإن املشرع املغريب مل يسلك نفس النهج الذي سار عليه‬
‫نظريه الفرنسي ‪ ،‬هذا األخري الذي نص يف املادة ‪ 408‬علي نفس االمتياز الذي تنص عليه املادة ‪ 575‬من مدونة التجارة ولكن مع فرق جوهري بينه وبني‬
‫املادة ‪ .272‬إذ ينص الفصل‪ 40‬من القانون الفرنسي ل‪ 25‬يناير ‪ 1985‬على أن ديون األجراء حتتل الدرجة األوىل ضمن الديون الواجب أداؤها استنادا‬
‫للفصل ‪ ،221‬الفقرة أو ‪ 1‬من قانون الشغل‪.‬‬
‫تنظر أمينة ناعمي‪" :‬حقوق االمتياز يف مسطرة صعوبات املقاولة "‪ ،‬جملة القصر ‪ ،‬العدد ‪ ،2‬شتنرب ‪ ،2001‬ص ‪. 130-131 .‬‬

‫(‪)24‬ينظر احممد لفروجي ‪" :‬صعوبات املقاولة واملساطر القضائية الكفيلة مبعاجلتها"‪ ،‬دراسة حتليلية نقدية لنظام صعوبات املقاولة املغريب يف ضوء القانون املقارن‬
‫واالجتهاد القضائي ‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة بالدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2000‬ص ‪.197 .‬‬
‫حياة متوكل‬ ‫‪ 04‬مجلة الحقوق – العدد ‪51‬‬

‫حصر خمطط االستمرارية ال يبعث على الثقة بسبب األسبقية املعرتف هبا للخزينة (‪ ،)25‬وبالتايل فإن هذا احلق ال يوفر‬
‫احلماية القانونية لألجراء ألن مصريهم ال خيتلف عن مصري الدائنني الناشئة ديوهنم بعد فتح املسطرة واعتماد خمطط‬
‫االستمرارية‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬هشاشة احلماية القضائية عند تنفيذ خمطط االستمرارية‬

‫إذا كانت الغاية من اعتماد خمطط االستمرارية هي استمرار نشاط املقاولة وتصفية اخلصوم واحلفا على استقرار‬
‫الشغل‪ ،‬فإن املشرع التجاري قام بوضع جمموعة من االلتزامات عند حصر خمطط االستمرارية‪ ،‬هبدف تأمني مصاحل‬
‫األطراف واملقاولة‪ ،‬وذلك بوضع جزاءات صارمة على املقاولة موضوع التسوية القضائية‪ ،‬حالة إخالهلا بتنفيذ التزاماهتا‬
‫سواء منها املالية أو غري املالية (‪ ،)26‬حيث ميكن للدائن القيام بطلب فسخ هذا املخطط وإعالن التصفية القضائية‪ ،‬وهذا‬
‫ما نصت عليه املادة من مدونة التجارة اليت جاء فيها ‪" :‬إذا مل تنفد املقاولة التزاماهتا احملددة يف املخطط ميكن للمحكمة‬
‫أن تقضي تلقائيا أو بطلب من أحد الدائنني وبعد االستماع إىل السنديك بفسخ خمطط االستمرارية وتقرر التصفية‬
‫القضائية للمقاولة "‪.‬‬

‫وباستقرار نص املادة املذكور يتضح لنا أن قيام احملكمة بإصدار مقرر الفسخ يظل رهينا بتوافر جمموعة من الشروط‬
‫اليت متكن من إقناعها باحلل املناسب (‪ ،)27‬مما يؤثر حتما على مصاحل األجراء االجتماعية وبإهناء نشاط املقاولة وقيادهتا‬

‫(‪)25‬فأمام غياب نص قانوين يرتب االمتيازات املنصوص عليها باملادة ‪ 575‬من مدونة التجارة اليت مل تورد أي استثناء بل أكدت على أن يتم سداد الديون‬
‫الناشئة بصفة قانونية بعد صدور حكم فتح التسوية القضائية األمر الذي جيعل املأجورين كدائنني مستفيدين من امتياز املادة ‪ 575‬يعاملون بنفس املعاملة اليت‬
‫يعامل هبا باقي الدائنني املستفيدين من املادة ‪ 575‬من مدونة التجارة ‪.‬‬

‫(‪)26‬ومن بني االلتزامات غري املالية واليت ال تلحق ضررا مباشرا بالدائنني ‪ :‬عدم إدخال التغيريات الضرورية على التسيري (م ‪ )292‬أو على النظام األساسي (م‬
‫‪ ، )292‬أو عدم توقيف أو ضم أو تفويت بعض قطاعات النشاط ( م‪ ، ) 592‬أو القيام بتفويت أموال غري قابلة للتفويت ( م ‪ )594‬وغريها من التعهدات‬
‫وااللتزامات غري املالية كاإلخالل بااللتزام باحلفا على مناصب الشغل أو عدم إعطاء أسبقية للتشغيل‪.‬‬

‫ينظر يف هذا الصدد‪:‬‬

‫‪Alain Couret, Larrieu et autres : «la reforme du droit des entreprises en difficulté», Montchrestion,‬‬
‫‪E. J. A. 1995 ; p. 101.‬‬

‫(‪)27‬هذا ويشرتط لفسخ خمطط االستمرارية توافر شروط موضوعية وأخرى شكلية‪:‬‬

‫الشروط الموضوعية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫مجلة الحقوق – العدد ‪04 51‬‬ ‫دور القضاء التجاري في الحماية االجتماعية عند حصر مخطط االستمرارية‬

‫إىل مرحلة التصفية القضائية دون منح احملكمة التجارية السلطة التقديرية الختيار احلل املناسب عند إخالل املقاول‬
‫بالتزامات خمطط االستمرارية‪ ،‬كتقرير ووضع خمطط استمرارية آخر‪ ،‬أو تفويت املقاولة عوض تقييد احملكمة بفسخ املخطط‬
‫فقط وتقرير التصفية القضائية (‪.)28‬‬

‫باستقراء الفقرة األوىل من ‪ 602‬من مدونة التجارة يتضح أن املشرع أو رد صياغة عامة ومطلقة خبصوص حتديد االلتزامات اليت ينتج عن تنفيذها احلكم بفسخ‬
‫خمطط االستمرارية ‪ ،‬إذ يتعلق األمر جبميع االلتزامات كيفما كانت طبيعتها مالية أو اجتماعية ‪ .‬لذا يعترب املدين متملصا من تنفيذ التزاماته عند عدم تنفيذه هلا‬
‫داخل اآلجال احملددة عرب خمطط االستمرارية ‪-‬سواء تعلق األمر بتلك املقرتحة على الدائنني وأشهدت عليها احملكمة أو سواء تعلق األمر بتلك املفروضة على‬
‫الدائنني من لدن احملكمة ‪ -‬حيث ميكن للدائن أن يتحقق من ذلك باالطالع على التقرير السنوي الذي يتقدم به املدين ‪ ،‬هذا األخري يبني من خالله مدى‬
‫تنفيذه اللتزاماته وفق اآلجال احملددة أم ال ‪ ،‬حىت تتمكن احملكمة من مراقبة تنفيذ االلتزامات أو احلكم بفسخ املخطط ‪ .‬وذلك ما ود يف احلكم الصادر عن‬
‫احملكمة التجارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 2002/02/20‬الذي جاء فيه " ‪ . . .‬الثابت من تقرير السنديك املدىل به يف إطار مراقبة تنفيذ املقاولة اللتزاماهتا أن‬
‫االلتزامات احملددة يف إطار خمطط االستمرارية وهى املتعلقة باحلسابات اجلارية للشركاء لتصحيح الوضعية املالية وكذا الديون حسب اجلدولة مل يتم تنفيذها ‪،‬‬
‫وحيث ختلف رئيس املقاولة وكذا حماميه رغم إعالمهما ومل ينازعا يف ما جاء به تقرير السنديك ومل جيد مبا يفيد تنفيذ املخطط فإن فسخ خمطط االستمرارية يكون‬
‫مربرا ويتعني احلكم به حفاظا على حقوق الدائنني‬
‫‪ -‬حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء (غرفة املشورة ) رقم ‪ 2000/222‬صادر بتاريخ ‪ 2002/06/10‬ملف عدد ‪ ، 20/ 2002//22‬منشور باجمللة‬
‫املغربية لقانون األعمال واملقاوالت ‪ ،‬العدد ‪ ،2/2002‬ص ‪. 183.‬‬

‫الشروط الشكلية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫حيق للدائنني القيام بطلب فسخ خمطط االستمرارية ‪ ،‬كما ميكن للمحكمة أن تقوم بذلك تلقائيا ‪ ،‬إذا تبني هلا عدم قيام املدين بتنفيذ التزامه ومعناه أن احملكمة‬
‫املقررة حلصر خمطط االستمرارية ‪ ،‬تكلف السنديك مبتابعة إجراءات تنفيذ املقاولة اللتزاماهتا احملددة يف خمطط االستمرارية ‪ ،‬وتقدمي تقرير داخل أجل حتدده‬
‫احملكمة والذي يرتاوح يف الغالب بني أربعة أشهر وسنة أشهر أو سنة حسب األحوال إىل القاضي املنتدب ‪ ،‬وذلك حول تطور املقاولة ودفع مستحقاهتا يف أجاهلا‬
‫‪ ،‬مع إشعار احملكمة عند عدم أداء املستحقات ‪ ،‬أو حصول تدهور أدى إىل اإلحالل بتنفيذ االلتزامات تنظر يف ذلك‪:‬‬

‫حياة حجي ‪" :‬نظام الضمانات وقانون وصعوبات املقاولة "‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬رسالة لنيل الدكتوراه يف القانون اخلاص ‪ ،‬جامعة حممد اخلامس‬ ‫‪-‬‬
‫بالسويسى ‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،2020-2009‬ص ‪ 299 .‬وما بعدها‪،‬‬

‫‪Yves t : droit du redressement et liquidation judiciaire des entreprises, PUF 2ème éd ; presses‬‬
‫; ‪universitaires de France ; 1990 ; p . 235 et suiv‬‬

‫‪-Yves Chaput : plan de continuation, résolution, juris classeur commercial, faxicule 2410, 1987;p .‬‬
‫‪6.‬‬

‫‪)28(Voir abdallâh ES-Saghir : la protection des créanciers dans les procédures collectives, colloque‬‬
‫‪sur bilan de 8 ans d’application de la nouvelle législation des procédures collectives au Maroc ; 8/9‬‬
‫‪Avril 2005, USAID Morocco et ministère de la justice, p . 4.‬‬
‫حياة متوكل‬ ‫‪ 04‬مجلة الحقوق – العدد ‪51‬‬

‫لذا ارتأينا دراسة هشاشة الدور القضائي عند تنفيذ خمطط االستمرارية يف نقطتني اثنتني ومها ‪ :‬مدى تقييد سلطة‬
‫احملكمة عند فسخ خمطط االستمرارية (الفقرة األوىل ) مث ما هي آثار فسخ خمطط االستمرارية على املصاحل املرتبطة‬
‫باملقاولة (الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫(‪)29‬‬
‫الفقرة األولي‪ :‬تقييد سلطة المحكمة بفسخ مخطط االستمرارية‬

‫رتب املشرع التجاري املغريب عند إخالل املقاولة بالتزاماهتا احملددة يف خمطط االستمرارية بفسخ خمطط االستمرارية‬
‫واحلكم مباشرة بالتصفية القضائية‪ ،‬دون فتح الباب أمام إمكانية جتربة حل ثاين يقضي بتفويت املقاولة قبل تطبيق احلل‬
‫الثالث أي التصفية القضائية‪ ،‬مبعىن آخر إعطاء السلطة التقديرية للمحكمة الختيار احلل املناسب لوضعية املقاولة وذلك‬
‫بني تفويتها أو تصفيتها (‪.)30‬‬

‫وارتباطا بتحديد موقف العمل القضائي املغريب من تطبيق الفقرة األوىل من املادة ‪ 202‬من مدونة التجارة فإنه‬
‫يتجلى يف تقريره فسح خمطط االستمرارية كعمل وحيد عند إخالل املقاولة بالتزاماهتا وهو ما يستشف من خالل احلكم‬
‫الصادر عن احملكمة التجارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ )31( 2007/07/22‬الذي جاء يف بعض حيثياته ما يلي‪" :‬وحيث‬
‫إن الفسخ املشار إليه يف املادة ‪ 602‬من مدونة التجارة هو إمكانية وضعها املشرع بني يدي احملكمة ال مسطرة واجبة‬
‫اإلتباع كلما التجا إليها ذلك سيفرغ مساطر صعوبات املقاولة من الغاية اليت توخاها منها املشرع وهي مساعدة املقاولة‬
‫على جتاوز الصعوبات اليت تعرتضها ومحاية اجلانب االقتصادي واالجتماعي هبا ‪. . .‬‬

‫‪...‬وحيث إنه ال يوجد بامللف ما يفيد أن املقاولة احرتمت املعطيات الواردة باملخطط واملتعلقة بسداد األقساط‬
‫املربمة باملخطط وتنفيذها فعليا الزيادة يف الرأمسال املقرر مبقتضى اجلمع العام االستثنائي املنعقد بتاريخ ‪2002/09/29‬‬

‫(‪)29‬جتدر اإلشارة هنا ‪ ،‬أن مصطلح الفسخ املذكور يف نص املادة ‪ 602‬من مدونة التجارة تعوزه الدقة القانونية باعتبار أن املخطط ليس ذو طبيعة تعاقدية حمضة‬
‫حىت ميكن إسقاط اجلزء املدين عليه ‪ ،‬حيث أن احملكمة تقوم يف هذه احلالة فقط بتعديل حكمها السابق حبكم جديد يستجيب حلاجيات املقاولة‪.‬‬

‫ينظر يف هذا الصدد‪:‬‬

‫‪Yves Goyon : droit des affaires, entreprises en difficultés, redressement faillite tome 2, édition‬‬
‫‪2003, économisa, p . 215.‬‬

‫(‪)30‬ينظر أمحد شكري السباعي ‪" :‬الوسيط يف مساطر الوقاية من الصعوبات اليت تعرتض املقاولة "‪ ،‬ومساطر معاجلتها‪ ،‬دار النشر املعرفة ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪2000‬‬
‫‪ ،‬اجلزء الثاين ‪ ،‬ص‪. .466‬‬

‫(‪)31‬حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء عدد ‪ 307‬صادر بتاريخ ‪ 2007 /02/22‬يف امللف عدد ‪ ،202/20/122‬غري منشور‪.‬‬
‫مجلة الحقوق – العدد ‪04 51‬‬ ‫دور القضاء التجاري في الحماية االجتماعية عند حصر مخطط االستمرارية‬

‫كما أهنا متوقفة عن العمل حيث ذهبت يف هذا الصدد احملكمة التجارية بالدار البيضاء يف حكمها الصادر بتاريخ‬
‫(‪)32‬‬
‫إىل التأكيد على حرية احملكمة يف تقرير فسخ خمطط االستمرارية عند إخالل املقاولة بأحد‬ ‫‪2002/22/22‬‬
‫التزاماهتا احملددة فيه‪ ...‬إن فسخ خمطط االستمرارية يقتضي البحث يف أسباب ودوافع عدم تنفيذ املقاولة اللتزاماهتا املتعلقة‬
‫أساسا بتسديد أقساط الدين املدرجة باملخطوط ‪. . .‬وحيث إنه كلما تثبت أن عدم تسديد املقاولة لديوهنا يف اآلجال‬
‫احملددة يف املخطط راجع إىل أسباب خارجة عن إرادهتا فال يوجد ما مينع من منحها آجاال أخرى مادام أن اهلدف من‬
‫خمطط االستمرارية هو تسديد الديون املقبولة بصفوة هنائية يف باب اخلصوم وهو دفع باحملكمة الستدعاء رئيس املقاولة ‪..‬‬

‫‪ ...‬إنه يتعني اعتبارا ملا ذكر أعاله ترتيب اجلزاء املنصوص عليه يف املادة ‪ 202‬من مدونة التجارة وذلك بفسخ‬
‫خمطط االستمرارية وفتح مسطرة التصفية القضائية "‪.‬‬

‫(‪)33‬‬
‫ما يلي ‪ . . ." :‬إن التوقعات اليت بين على أساسها خمطط‬ ‫وجاء يف قرار احملكمة التجارية بالدار البيضاء‬
‫االستمرارية‪ ،‬واليت قدمه رئيس املقاولة‪ ،‬مل تنجز لعدة عوامل ‪ . .‬حيت مما ذكر أعاله أن شركة ( ‪ ) . .‬مل حترتم خمطط‬
‫االستمرارية‪ ،‬ومل تف بالتزاماهتا الواردة فيه‪ ،‬مما يتعني معه القول بفسخ خمطط االستمرارية‪ ،‬وفتح مسطرة التصفية القضائية‬
‫يف مواجهتها"‪.‬‬

‫ويف حكم آخر قضت نفس احملكمة بفسخ خمطط االستمرارية (‪ )34‬وتقرير التصفية القضائية للمقاولة طبقا للمادة‬
‫‪ 602‬من مدونة التجارة‪ ،‬معللة حكمها بكون رئيس املقاولة أخل بكثري من التزاماته‪ ،‬ومل يعمل على تطبيق ما جاء يف‬
‫خمطط االستمرارية من بينها‪ :‬أنه لو يؤد االستحقاقات احلالة أو مل يشرت وسائل اإلنتاج والنقل‪ ،‬أو مل يدل بالرتتيبات اليت‬
‫قام هبا أو اليت ينوي القيام هبا‪ ،‬ومل يقم بأي عمل يربهن على أنه يسعى الستمرارية املقاولة‪.‬‬

‫(‪)32‬حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء عدد ‪ 307‬صادر بتاريخ ‪ 2002/22/22‬ملف عدد ‪ .2001/20/207‬نقال عن نبيل أبو مسلم ‪ :‬آثار احلكم‬
‫القاضي بفسخ خمطط االستمرارية يف مساطر صعوبات املقاولة ‪ ،‬مقال منشور مبجلة احملاكم املغربية ‪ ،‬العدد ‪ ،222‬ص ‪. 77.‬‬

‫(‪)33‬حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء رقم‪ 2002/27‬صادر بتاريخ ‪ 2002/02/02‬ملف رقم ‪ ،20/2002/221‬غري منشور‪.‬‬

‫(‪)34‬حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء عدد ‪ 2002/299‬صادر بتاريخ ‪ 2002/02/29‬يف امللف رقم‪ . 20/2002/212‬نقال عن عبد الرمحان‬
‫السليماين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 265.‬‬
‫ينظر كذلك حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء رقم ‪ 2002/29‬صادر بتاريخ ‪ 2002/01/02‬ملف رقم‪ ،20/2002/ 173‬غري منشور‪.‬‬
‫حياة متوكل‬ ‫‪ 14‬مجلة الحقوق – العدد ‪51‬‬

‫(‪)35‬‬
‫قضت احملكمة التجارية بالدار البيضاء فسخ خمطط االستمرارية لعدم تنفيذ املدين‬ ‫ويف حكم أخر هلا‬
‫االلتزامات اليت ينطوي عليها املخطط مالية كانت أو غري مالية (‪ )36‬حيث جاء فيه ‪. . ." :‬إن املشرع أحاط خمطط‬
‫استمرارية املقاولة بسياج من الضمانات اليت قد تؤمن تنفيذه لفائدة سائر أطراف املقاولة واالقتصاد‪ ،‬ومل يرتدد يف وضع‬

‫(‪)35‬حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء صادر بتاريخ ‪ 2002/02/02‬يف امللف عدد ‪ .2002/221‬نقال عن نعيمة الغاشي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.212 .‬‬

‫(‪)36‬وجتدر اإلشارة هنا إىل أن مدونة التجارة جاءت مبقتضبات زجرية الغاية املرجوة من تفعيلها من طرف اجلهاز القضائي ‪ ،‬التصدي لكل االخالالت القانونية‬
‫اليت قد يلجأ هلا الشخص املدين وذلك بالتالعب بأصول املقاولة وأمواهلا ملصلحته الشخصية‪.‬‬
‫علما أن األشخاص اخلاضعني ملقتضيات العقوبات املالية وسقوط األهلية التجارية ‪،‬هم مسريي املقاولة سواء كانوا أشخاصا قانونيا أو فعلني ‪ ،‬استنادا على نص‬
‫املادة ‪ 702‬اليت جاء فيها‪ ( » :‬تطبق مقتضيات هذا القسم على مسريى املقاولة الفردية أو ذات شكل شركة ‪ ،‬واليت كانت موضوع فتح املسطرة سواء سواء‬
‫كانون مسريين قانونني أو فعليني يتقاضون أجرا أم ال‪.،،‬‬
‫حيث جاء يف حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء الصادر بتاريخ ‪ 28‬يناير ‪ 2008‬ما يلى ‪ . . . " :‬وحيث إن املادة ‪ 702‬من مدونة التجارة تضع املسري‬
‫الفعلى على قدم املساواة مع املسري القانوين يف حتمل املسؤولية عن األفعال املرتكبة واليت تقع حتت طائلة العقوبات املنصوص عليها القسم اخلامس من الكتاب‬
‫اخلامس من مدونة التجارة ‪ . .‬وحيث يتعني اعتبارا ملا ذكر فتح مسطرة التصفية القضائية يف حق السيد (ع ‪ .‬ع ) والسيد ( ب ‪ .‬ع ) وشركة ماروك ريسطو‬
‫راسيون سريفس ‪،، . . .‬‬

‫حكم احملكمة التجارية بالدار البيضاء رقم‪ 02/10‬صادر يف امللف عدد ‪ ،2001/20/222‬غري منشور‪.‬‬
‫ومفاده أن مسريي املقاولة خيضعون جلزاءات مدينة وجنائية عند إخالهلم بالتزاماهتم وتبديد أصول املقاولة عمدا‪ ،‬وتنجلي اجلزاءات ذات الطبيعة املدمية يف حتميل‬
‫املسريين النقص احلاصل يف األصول (املادة ‪ 704‬من مدونة التجارة ) وسقوط األهلية التجارية ( م ‪ 721‬و ‪ 702‬واملواد ‪ 722‬إىل ‪ 729‬من مدونة التجارة )‬
‫باإلضافة إىل اجلزاءات ذات الطبيعة اجلنائية واملتمثلة يف عقوبات حبسية أو غرامة مالية ( املادة ‪ 722‬و‪ 272‬من مدونة التجارة )‪.‬‬
‫ولالطالع على دور القضاء التجاري يف تطبيق العقوبات على مسريي املقاولة عند اإلخالل بااللتزامات املفروضة عليهم تنظر‪:‬‬
‫‪-‬حياة متوكل ‪" :‬املسؤولية اجلنائية للمسري الفعلي يف القانون املغريب واملقارن "‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة ‪ ،‬وحدة التكوين والبحث يف قانون‬
‫األعمال واملقاوالت ‪ ،‬جامعة حممد اخلامس ‪ ،‬كلية العلوم القانون االقتصادية واالجتماعية بالسويسي ‪ /‬الرباط ‪ ،‬سنة اجلامعية ‪ ، 2002-2007‬ص ‪ 77 .‬وما‬
‫بعدها‪،‬‬
‫‪-‬ملياء اليازيغي ‪" :‬املسؤولية اجلنائية ملسريي شركات املسامهة "‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة بوحدة قانون األعمال ‪ ،‬جامعة احلسن الثاين ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية بعني عشق‪/‬الدار البيضاء ‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ، 2002-2001‬ص ‪ 107.‬وما بعده ‪ ،‬خدوج فالح ‪ :‬املسؤولية اجلنائية‬
‫للمسريي شركات ملسامهة على ضوء التشريع والفقه والقضاء ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه يف القانون اخلاص ‪ ،‬جامعة احلسن الثاين ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية بعني الشق ‪ /‬الدار البيضاء‪ ،‬م السنة اجلامعية ‪،2002-2001‬‬
‫‪ -‬فيصل عيسلة‪ :‬املسؤولية املدنية ألعضاء جملسي اإلدارة يف شركات املسامهة يف القانون املغريب واملقارن ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا يف القانون اخلاص ‪،‬‬
‫جامعة حممد اخلامس ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بأكدال‪/‬الرباط ‪ ،‬السنة اجلامعية ‪2992-2992‬‬

‫‪Voir:‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪LEGRAND (G) : la responsabilité fiscale des dirigeants d’entreprise, litec, 2005.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪Courrine Musicale : la responsabilité pénale des dirigeants sociaux, n° 2001.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪GARCIA CAVERO (P) : la responsabilidad penal del administrador de hecho de la‬‬
‫‪empresa, criterios de imputacion, Bosch, Barcelona, 1999.‬‬
‫مجلة الحقوق – العدد ‪15 51‬‬ ‫دور القضاء التجاري في الحماية االجتماعية عند حصر مخطط االستمرارية‬

‫جزا ء هام وصارم لضمان التنفيذ احلريف هلذا املخطط وسائر التعهدات وااللتزامات اليت ينطوي عليها مالية كانت أو غري‬
‫مالية‪ ،‬وجاء هذا اجلزاء الصارم يف الفقرة األوىل من املادة ‪.". . .202‬‬

‫ومعىن ذلك‪ ،‬أن القاضي التجاري يقرر التصفية القضائية يف احلاالت اليت خيل فيه رئيس املقاولة بالتزاماته تطبيق‬
‫لنص املادة ‪ 602‬من مدونة التجارة (‪ ،)37‬مما يدفعنا إىل التساؤل حول جزا ء الفسخ الوارد يف هذه املادة‪ ،‬هل جاء على‬
‫سبيل اإللزام أو على سبيل االختيار؟ وبعبارة أخرى هل القاضي التجاري ملزم بإخضاع املقاولة املعنية باألمر إىل التصفية‬
‫القضائية‪ ،‬أم حيظى بالسلطة التقديرية يف تقرير اجلزاء املالئم؟‬

‫ومن خالل إطالعنا على جمموعة من االجتهادات القضائية املتعلقة بفسخ خمطط االستمرارية‪ ،‬يتضح أن القضاء‬
‫التجاري‪ ،‬مقيد بنص املادة ‪ 202‬من مدونة التجارة‪ ،‬حيث يقضي هذه األخرية حبرفية‪ ،‬إذ يطبق التصفية القضائية يف‬
‫مجيع احلاالت اليت ال ينفد فيها رئيس املقاولة التزاماته اليت تعهد القيام هبا من أجل إجناح خمطط االستمرارية‪ ،‬أو يف حالة‬
‫عدم قيام املقاولة بأي نشاط ميكن معه إجناح خمطط االستمرارية إىل غري ذلك من احلاالت ‪.‬‬

‫لذا ميكن القول‪ ،‬أن املشرع التجاري مل مينح احملكمة التجارية السلطة التقديرية يف حالة فشل خمطط االستمرارية‬
‫اختيار تفويت املقاولة بدل التصفية القضائية حىت يتسىن هلا حتقيق األهداف التشريعية املتوخاة من مسطرة التسوية‬
‫القضائية (‪.)38‬‬

‫أما خبصوص القضاء الفرنسي‪ ،‬فإن اإلخالل تنفيذ خمطط استمرارية املقاولة الذي حصرته احملكمة التجارية‪ ،‬ال‬
‫يعترب عائقا أمام هذه األخرية لفتح مسطرة جديدة للمعاجلة (‪ ،)39‬عند مالحظة اإلخالل ببعض االلتزامات كحالة توقف‬
‫املدين عن الدفع‪ ،‬وهذا ما صرح به القضاء الفرنسي يف العديد من مواقفه سابقا (‪ ،)40‬وهو احلل الذي تكرسه املادة ‪20‬‬

‫(‪)37‬ينظر عماد أدمينو‪" :‬دور القضاء التجاري يف محاية حقوق األجري املؤاجر يف مساطر صعوبات املقاولة " ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاسرت يف القانون اخلاص ‪،‬‬
‫وحدة قانون األعمال واملقاوالت ‪ ،‬جامعة حممد اخلامس ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالسويسي ‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،2020-2009‬ص ‪.‬‬
‫‪. 93‬‬

‫(‪)38‬يراجع أمحد شكري السباعي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 466.‬‬

‫(‪)39‬يراجع عبد الكرمي عباد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 345.‬‬

‫‪)40(Voir : cass . Avis -10 juillet 2000, la sem juri (entet Aff) N° 43-44.26 OCT 2 Nov 2000, RP :‬‬
‫‪1687, RTD, com N° 1 janv- Mars 2001 C. A. Versailles. ( 13eme ch). 25 Mars 1999. D Affaire N°‬‬
‫‪159. 29Avr 1999 som de juris ; p.716.‬‬
‫حياة متوكل‬ ‫‪ 14‬مجلة الحقوق – العدد ‪51‬‬

‫من القانون الفرنسي قبل تعديل ‪ ،)41( 2992‬إذا كانت تقضي بفسخ خمطط االستمرارية وفتح مسطرة جديدة للتسوية‬
‫القضائية‪ ،‬واليت لن تكون سوى التفويت أو التصفية القضائية‪ ،‬باعتبار أن االستمرارية على االستمرارية ال جيوز (‪ )42‬جيب‬
‫على املشرع التجاري التدخل بشكل إجيايب وجريئ لذا ميكن القول أن القضاء املغريب جيب عليه االقتداء بنظريه الفرنسي‬
‫‪.‬وإبقاء الباب مفتوحا يف منح املقاولة فرص جديدة لتنفيذ املخطط‪ ،‬أو إدخال تعديالت عليه‪.‬‬

‫وتبعا لذلك ال ينبغي على القاضي التجاري املغريب‪ ،‬فهم مقتضى املادة ‪ 602‬على حنو اإللزام‪ ،‬إىل حني تعديل‬
‫مقتضى هذه املادة بشكل صريح فاجلزاء األمثل يف حالة عدم تنفيذ املقاولة اللتزاماهتا الواردة يف خمطط االستمرارية هو‬

‫(‪)41‬فبعد أن كان قانون ‪ 22‬يناير ‪ 1985‬يرتك للمحكم كامل الصالحية يف التجريح بني التفويت والتصفية القضائية يف إطار حتديدها ملآل املسطرة بعد فسخ‬
‫خمطط االستمرارية ‪ ،‬باعتبار انه قد جعل من فتح مسطرة جديدة للتسوية القضائية األثر املباشر للفسخ ‪ ،‬جاء قانون ‪ 10‬يونيو ‪ 1994‬ليقيد هذه احلرية بإلزام‬
‫احملكمة باللجوء مباشرة للتصفية القضائية مع إيراده الستثناء خيص احلالة اليت يكون فيها الفسخ راجعا لتوقف املقاولة عن الدفع ‪ ،‬حيث يطبق حينئذ القانون‬
‫الذي صدر يف ظله احلكم القاضي حبصر خمطط االستمرارية‪.‬‬
‫ومعناه أن املشرع الفرنسي ميز بني الفسخ الذي يكون سببه راجعا لعدم تنفيذ املقاولة لاللتزامات احملددة يف املخطط‪ ،‬والفسخ الذي يكون سببه راجعا لتوقفها‬
‫عن الدفع أثناء تنفيذها للمخطط املذكور ‪ ،‬من حيث سلطة احملكمة يف احلكم بأي منهما ‪ ،‬مقيدا سلطتها يف ذلك يف احلالة الثانية دون األوىل ‪ ،‬من خالل‬
‫إلزامها بفسخ املخطط مبجرد ثبوت توقف املقاولة عن الدفع بعد استشارهتا للنيابة العامة ‪ .‬ينظر يف ذلك‪:‬‬

‫‪Corine Saint - Alary - houin : Résolution du continuation, application de la loi du 10 juin 1994 à un‬‬
‫; ‪plan conclu avant sont entrée en vigueur ;RTD com 2000, p .450‬‬

‫‪Alain Leinhard-Recueil, Dalloz 2205, p. 1413.‬‬

‫‪et voir aussi : cour d'appel d’Aix -en provence, 8éme chambre, 15 juin 1995, recueil Dalloz 1996, à‬‬
‫‪202.‬‬

‫حيث جاء يف بعض حيثيات هذا القرار ما يلي‪:‬‬

‫‪«Attendu qu’entre dans les prévisions de Fart 99 de la loi n° 94-475 du 10 juin 1994 modifié par‬‬
‫‪l’art 35 de la loi n° 94-679 du 8 août 1994, toute procédure collective ouverte à compter du 22 oct‬‬
‫‪1994 par un jugement qui constate : - soit l’état de cessation des paiements du débiteur (art L 3 ou L‬‬
‫‪148).‬‬

‫‪Soit l’inexécution des engagements financiers conclus le cadre de l’accord amiable de l’art 37 de la‬‬
‫‪loi n° 84-148 du 1er mars 1948 ou de l'art L 351-6 sur (art L. 5), soit l’inexécution par le locataire‬‬
‫‪gérant de ses obligations résultant d’un plan de cession (art L - 98) attendu, en revanche, que‬‬
‫‪m’entre pas dans les prévision de l’art 99 de la loi du 10 juin 1994 une procédure ouverte par en‬‬
‫‪jugement prononçant, pour inexécution des obligations, la résolution d’un plan arrêté à l’issu‬‬
‫‪première procédure de redressement ouverte avant le 22 oct1994». Cour de cassation chambre‬‬
‫‪commerciale n° 96-20-325-27 octobre 1998, bulletin 1998 N° 258, p215 Dalloz.‬‬

‫‪)42(Voir : Yves Chartier : « droit des affaires. 3ème partie entreprises en difficulté, prévention‬‬
‫‪redressement-liquidation «, 1er ed Puf ; 1989. paris, p. 402.‬‬
‫مجلة الحقوق – العدد ‪14 51‬‬ ‫دور القضاء التجاري في الحماية االجتماعية عند حصر مخطط االستمرارية‬

‫قيام احملكمة املختصة تفويت املقاولة سواء جزئيا أو كليا‪ ،‬حسب ظروف املقاولة املالية واالقتصادية ‪.‬ألن هذا احلل خيدم‬
‫مصلحة املقاولة واألجراء يف آن واحد بدل النطق مباشرة بتصفية املقاولة على إثر فسخ املخطط‪.‬‬

‫لذا يتعني على القضاء بذل مساعي كبرية يف سبيل تفادي مسطرة التصفية القضائية‪ ،‬وجعلها كمحطة أخرية ال‬
‫يتم اللجوء إليها إال إذا انعدمت فرص التسوية متاما‪ ،‬ونعتقد أن مقتضيات الكتاب اخلامس من مدونة التجارة تأيد هذا‬
‫املنحى‪ ،‬باعتبار ضمان مصلحة املقاولة واحلماية االجتماعية لألجراء‪ ،‬تسمو فوق مصاحل األطراف‪ ،‬وبالتايل ينبغي فتح‬
‫اجملال أمام القاضي التجاري للقيام بأي إجراء يضمن تسوية وضعية املقاولة وإبقاءها داخل احمليط االقتصادي كبديل‬
‫ملسطرة التصفية اليت تشكل اندثار وحدة اقتصادية هامة (‪.)43‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار فسخ مخطط االستمرارية على مصالح األطراف‬

‫يرتتب عن احلكم بفسخ خمطط استمرارية املقاولة يف حالة امتناع هذه األخرية عن تنفيذ التزاماهتا التعاقدية‬
‫واالتفاقية املنصوص عليها يف املخطط عدة نتائج‪ ،‬يتجلى أوهلا يف وضع حد لوقف املنع البنكي من إصدار الشيكات‬
‫(‪)44‬‬
‫وثاين هذه اآلثار اليت يرتبها فسخ املخطط‪ ،‬هو فتح مسطرة‬ ‫بقوة القانون (وفقا ملادة ‪ 593‬من مدونة التجارة )‬
‫جديدة هي التصفية القضائية اليت ينتج عنها اندثار وزوال التخفيضات وحلول مبدأ املساواة الذي كان سائدا بني‬
‫الدائنني العاديني وأصحاب االمتيازات والرهون الرمسية إبان خمطط استمرارية املقاولة وتصفية اخلصوم (‪ ،)45‬كما ميكن‬
‫لدائنني اخلاضعني للمخطط التصريح بديوهنم وضمانا هتم بعد خصم املبالغ اليت مت استيفاؤها (‪( )46‬الفقرة الثانية من املادة‬

‫(‪)43‬ينظر عبد الواحد الصفوري ‪" :‬التوقف عن الدفع بني الفقه والقانون والقضاء" ‪ ،‬مطبعة ابن سينا ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2002‬ص ‪. 222.‬‬

‫(‪)44‬علما أن احملكمة التجارية املختصة حبصر خمطط االستمرارية تأمر من خالل تنفيذ املخطط بوقف إصدار للشيكات كتدبري وقائي يساعد املقاولة على تنفيذ‬
‫التزاماهتا الواردة باملخطط ( الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 593‬مدونة التجارة ) ‪.‬‬

‫(‪)45‬وذلك طبقا للمادتان ‪ 299-292‬من مدونة التجارة ‪.‬‬

‫(‪) 46‬ويف هذا اإلطار ‪ ،‬ميكن للدائنني يف حالة عدم الوفاء بديوهنم ‪ ،‬داخل آجال االستحقاق ممارسة املتابعات الفردية وفق الفصل ‪ 575‬من مدونة التجارة دون‬
‫قيد على حريتهم ىف القيام بذلك مادام أن قاعدة املنع من ممارسة املتابعات ال تسري إال على الدائنني الذين نشأت ديوهنم قبل فتح مسطرة التسوية القضائية ‪،‬‬
‫وهذا ما سار عليه القضاء التجاري املغريب يف القرار الصادر عن حمكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء الذي جاء فيه ‪" :‬حكم فتح املسطرة يوقف ومينع كل‬
‫دعوى قضائية يقيمها الدائنون أصحاب ديون نشأت قبل احلكم ترمي إىل احلكم القاضي بفتح املسطرة على املقاولة املدينة بأداء مبلغ من املال ‪ ،‬وتوقف‬
‫الدعاوي اجلارية إىل أن يقوم الدائن املدعي بالتصريح بدينه وتواصل أنداك بقوة القانون"‬
‫حياة متوكل‬ ‫‪ 10‬مجلة الحقوق – العدد ‪51‬‬

‫‪ 602‬من مدونة التجارة )‪ ،‬حيث ال يعفيهم تصرحيهم بالديون يف مسطرة التسوية القضائية من ضرورة إعادة التصريح يف‬
‫(‪)47‬‬
‫مسطرة التصفية القضائية‬

‫وال تسري هذه القاعدة على الديون العمالية‪ ،‬حيث يعترب العمال غري ملزمني بالتصريح بديوهنم من جديد ملمثل‬
‫الدائنني (‪.)48‬‬

‫كما أن نطاق التمييز بني فئات الدائنني يظل منحصرا يف مسطرة التسوية القضائية دون أن ميتد ليشمل مسطرة‬
‫التصفية القضائية املقررة بناء على فسخ خمطط االستمرارية‪ ،‬نتيجة استقالل كل مسطرة عن األخرى‪ ،‬حيث ينزل مجيع‬
‫الدائنني منزلة واحدة عند استيفاء الديون يف املسطرة الثانية‪ ،‬دون االلتفات إىل تاريخ نشأة ديوهنم يف املسطرة األوىل‪،‬‬
‫مادامت تعد مجيعا ناشئة قبل فتح املسطرة الثانية (‪.)49‬وهو ما أكدته حمكمة النقض الفرنسية من خالل قرارها بتاريخ‬
‫‪ ،)50( 2992/02/02‬الذي جاء يف إحدى حيثياته ما يلي‪:‬‬

‫(‪)47‬األمر الذي ينجم عنه إخضاع ديون هذه الفئة من الدائنني للتحقيق أمام القاضي املنتدب يف املسطرتني معا ‪ ،‬مما يستوجب التساؤل حول مدى حجية أوامر‬
‫القاضي املنتدب الصادرة بشأن حتقيق الديون يف املسطرة األوىل أمام املسطرة الثانية؟ يرى البعض أن فسخ خمطط االستمرارية بالنسبة هلذه الفئة من الدائنني‬
‫يشكل مبثابة دورة استدراكية لقبول ديوهنم املفروضة ‪ ،‬وذلك نتيجة أن األساس الذي اعتمد عليه القاضي يف حتقيق للديون يف املسطرة األوىل قد تدخل عليه‬
‫تعديالت كتغيري حجم الدين ‪ ،‬أو تغيري ضماناته بناء على استبداهلا من طرف احملكمة ‪ ،‬وهو ما يستوجب القول أن أوامر القاضي املنتدب حتوز قوة الشيء‬
‫املقضي به بشن حتقيق الديون على األساس الذي يتين عليه لدين دون حجمه وطبيعته‪ .‬وللمزيد من التفصيل يف هذا الصدد يراجع‪:‬‬
‫نبيل أبو مسلم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 27 .‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪Cours de cassation- chambre commercial N° 2-14-474-3 décembre 2003 BULLETION 2003, n°‬‬
‫‪190, p214, Dalloz.‬‬

‫‪Cours de cassation - chambre commercial, n°06-10-267-27 MARS 2007, Dalloz‬‬

‫وقد جاء يف هذا القرار األخري ما يلي ‪:‬‬

‫‪« Attendu qu’en statuant ainsi, alors que les ordonnances qui lui étaient déférées n a concernaient‬‬
‫‪que l’admission au passif des créances déclarées au redressement judicaire et que les créances‬‬
‫‪déclarées au passif des liquidation judicaires avertes après résolution du plan de continuation étaient‬‬
‫‪soumises à la procédure de vérification et d’admission des créances propres à ces nouvelles‬‬
‫‪procédures, distinctes des procédures de redressement judicaires initiale, la cour d’appel a violé les‬‬
‫‪textes susvisés... «..‬‬

‫(‪)48‬قرار حمكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء رقم ‪ 1444 / 2002‬صادر بتاريخ‪ ، 28/05/2002‬يف ملف عدد ‪ ،2212/2000/10‬غري‬
‫منشور‪.‬‬

‫‪Voir aussi :Cass.com.6dec. 1994 RDS-N° 3.19 Janv 1995.IR.P.18.‬‬

‫(‪)49‬يراجع نبيل أبو مسلم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.22 .‬‬


‫مجلة الحقوق – العدد ‪11 51‬‬ ‫دور القضاء التجاري في الحماية االجتماعية عند حصر مخطط االستمرارية‬

‫"‪. . .‬لكن حيث إنه ال جمال للتمييز بني الدائنني الناشئة ديوهنم قبل فتح املسطرة األوىل‪ ،‬والدائنني الناشئة ديوهنم‬
‫خالل الفرتة املمتدة بني احلكم القاضي حبصر خمطط االستمرارية واحلكم القاضي بفسخه‪ ،‬إذا قضت احملكمة بفتح‬
‫مسطرة جديدة بنا ء على فسخ خمطط االستمرارية تطبيقا للمادة ‪ 80‬من قانون ‪ 25‬يناير ‪.)51("2922‬‬

‫وبذلك‪ ،‬يتم فسخ العقود املربمة يف إطار خمطط االستمرارية بقوة القانون سواء كانت عقود مستمرة أو فورية (‪،)52‬‬
‫باإلضافة إىل إمكانية ختويل املتعاقدين تعويضا عن األضرار الناجتة عن عدم تنفيذ املقاولة املدينة اللتزاماهتا‪ ،‬وتتمتع‬
‫احملكمة بسلطة تقديرية يف منح هذا التعويض‪ ،‬غري أن هذا األخري يدرج يف قائمة اخلصوم ويتعني التصريح به‪ ،‬وذلك يف‬
‫حالة احلكم بالتعويض من طرف القضاء‪ ،‬ويبقى هلذا األخري سلطة تقدير مدى حجم األضرار واخلسائر اليت تكبدها‬
‫املتعاقد مع املقاولة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لألجراء فإنه مبجرد فسخ خمطط االستمرارية يفقدون الطابع االمتيازي الذي يتمتعون به لكون املسطرة‬
‫اجلديدة اليت مت افتتاحها جتعل ديوهنم غري قابلة لألداء أثناء الفسخ إال أهنم ال يلتزمون بالتصريح بديوهنم حتت طائلة‬
‫(‪)53‬‬
‫االنقضاء كباقي الدائنني‪ ،‬وذلك بالنظر إىل الطابع املعيشي الذي تتميز به ديوهنم‬

‫‪)50(Voir : Cour De Cassation - Chambre Commerciale - N° 93-11.058,2 Avril 1996 Bulletin 1996‬‬
‫‪N° 110, p. 92, Dalloz.‬‬

‫‪)51(Mais attendu que lorsque, à la suite de la résolution du plan de continuation le tribunal ouvre, en‬‬
‫‪application de l’article 80 de la loi 25 janvier 1985, une nouvelle procédure de redressement‬‬
‫‪judicaire, il n’y a pas lieu distinguer entre les créanciers dont la créance est antérieure à l’ouverture‬‬
‫‪de la première procédure, et ceux dont la créance est née entre le jugement arrêtant le plan et le‬‬
‫‪jugement prononçant sa résolution.‬‬

‫(‪)52‬ويف هذا الصدد اعترب بعض الفقه الفرنسي أن على املتعاقد مع املقاولة أن يطلب من القاضي النطق لصاحله بقرار الفسخ‪.‬‬

‫‪Voir A. Laude : la nom continuation des contrats dans les procédures collectives in la cessation des‬‬
‫‪relations contractuelles d affaires, P. U. A. M 1997 ; p. 199‬‬

‫‪)53(Voir: Yves Chaput; plan de continuqtion ,résolution; op.cit;p.7.‬‬

‫‪Voir Valérie Avena Robardet, résolution d’un plan de continuation et application de la loi nouvelle‬‬
‫‪dans le temps ; Recueil Dalloz 2000, p. 70.‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like