You are on page 1of 14

‫المقدمة‬

‫إن طبيعة الوضعية المادية للعقار المبني موضوع الملكية المشتركة المقسمة إلى أجزاء يتض من‬
‫كل منها جزءا مفرزا وحصة في األجزاء المشتركة تفرض وجود عدد من المالك يقتسمون ملكية هذه‬
‫األجزاء وهو ما يحتم بطبيعة الحال وضع إطار قانوني بهدف تنظيم عالقاتهم المتبادلة[‪.]1‬‬

‫ولع ل من أهم الخط وط العريض ة ال تي ج اء به ا ق انون ‪ 18.00‬المتعل ق بالملكي ة المش تركة ه و‬


‫التنصيص على إلزامية وضع نظام لكل ملكية مشتركة[‪]2‬‬

‫ويعتبر نظام الملكية المشتركة الوثيقة الهادفة إلى إحالل نوع من التوازن بين المصالح الفردية‬
‫للمالك المش تركين وبين المص الح الجماعي ة للملكي ة المش تركة‪ ,‬حيث أورد ل ه الفق ه ع دة تعريف ات لع ل‬
‫أهمه ا تعري ف األس تاذ مص طفى أش يبان ال ذي يعت بره بمثاب ة الميث اق الجم اعي لمالك الش قق والطبق ات‬
‫والمحالت وعليهم احترام مقتضياته بغض النظر عن مشاركتهم أو عدم مشاركتهم في وضعه‪.‬‬

‫وتج در اإلش ارة إلى أن طبيع ة ه ذا النظ ام هي مح ل نق اش فقهي‪,‬حيث يعت بره البعض أن ه ذو‬
‫طبيعة تعاقدية أي وليد إرادة المتعاقدين استنادا للمادة ‪ 8‬من قانون ‪ , 18.00‬بينما يرى البعض األخر‬
‫أن له طابع نظامي تأسيسي في مواجهة أصحاب الحقوق في العقار المشترك كالمشترين المستقبليين[‪]3‬‬

‫لكن ينبغي عدم الخلط بين نظام الملكية المشتركة وقانون الملكية المشتركة‪ ،‬هذا األخير الذي‬
‫تضعه الجهة المعنية بسن القانون[‪.]4‬‬

‫وق د اهتم المش رع به ذا النظ ام في ظه ير ‪ 1946‬وفي الق انون رقم ‪ 18.00‬وتتجلى أهميت ه في‬
‫كون ه أداة أساس ية للتنظيم الجم اعي للملكي ة المش تركة حيث يح دد الغ رض ال ذي خصص ت ل ه الش قق‬
‫والطبق ات والمحالت‪ ،‬كم ا يح دد ش روط وكيفي ة اإلنتف اع ب األجزاء المش تركة وغيره ا من الج وانب‬
‫المتعددة التي ينظمها‪.‬‬

‫ب ل أك ثر من ذلك هن اك من الفق ه الفرنسي من وص فه بالدس تور ال ذي يتعين أن تح ترم قواعده‬


‫من قبل الجمع العام ووكيل االتحاد‪]5[.‬‬

‫من هنا يثار اإلشكال التالي ‪:‬‬

‫كيف نظم المشرع المغربي نظام الملكية المشتركة في قانون ‪ 18.00‬؟‬

‫إن اإلجابة عن هذا اإلشكال تدفعنا لتقسيم الموضوع إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مضمون نظام الملكية المشتركة والجهة التي تضعه‬


‫المبحث الثاني‪ :‬القوة الملزمة لنظام الملكية المشتركة وجزاء اإلخالل به‬

‫المبحث األول‪ :‬مضمون نظام الملكية المشتركة والجهة‬


‫المكلفة بوضعه‬

‫تبين مما سبق ذكره أن نظام الملكية المشتركة له أهمية كبيرة في حياة العقارات الخاضعة لهدا النظام‪.‬‬
‫مما يستلزم علينا تحليل مضمون نظام الملكية المشتركة (المطلب األول) وتبيان الجهة المختصة‬
‫بوضعه ( المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مضمون نظام الملكية المشتركة‬


‫لم يكت ف الق انون رقم ‪ 18.00‬المتعلق بنظ ام الملكي ة المش تركة للعق ارات المثبت ة بفرض وض ع‬
‫نظام الملكية المشتركة‪ ،‬بل حدد مجموعة من المقتضيات اإللزامية (المطلب األول) وأيضا ترك المجال‬
‫لواضعه إلضافة بعض المقتضيات االختيارية وفق حدود معينة (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المقتضيات اإللزامية‬

‫يتعين في نظ ام الملكي ة المش تركة أن يتض من تحدي د التخص يص س واء بالنس بة لألج زاء‬
‫المش تركة أو المف رزة‪ ،‬وش روط اإلنتف اع بهم ا‪ ،‬وأيض ا تحدي د القواع د المتعلق ة ب إدارة األج زاء وح ق‬
‫اإلنتف اع المتعل ق به ا‪ ،‬إض افة إلى توزي ع الحص ص الش ائعة العائ دة لك ل ج زء مف رز في األج زاء‬
‫المشتركة‪.‬‬

‫وهي مقتض يات س نتناولها بالتحلي ل تباع ا‪ ،‬فبالنس بة لألج زاء المش تركة يجب أن يح دد نظ ام‬
‫الملكية المشتركة الغرض الذي أعدت له‪ ،‬أي بيان وجه االستعمال مثال‪( :‬مناطق خضراء‪ ،‬فضاءات‬
‫للعب األطف ال‪ )...‬بينم ا تنتج ش روط اإلنتف اع به ا‪ -‬بص فة عام ة من تخصيص ها لغ رض معين‪ ،‬ولكن‬
‫بالرغم من ذلك يتعين تحديد تلك الشروط بدقة وهكذا مثال إذا تم تخصيص أجزاء مشتركة لإلستعمال‬
‫واإلنتفاع الخاص ببعض المالك المشتركين كالباحات والحدائق فإنه يجب توضيح ذلك في النظام[‪،]6‬‬
‫كما يمكن هذا األخير من تحديد طريقة استعمال بعض األماكن المشتركة أو يضع قيود على استعمالها‬
‫كما هو الشأن مثال بالنسبة لوضع اللوحات المهنية‪ ،‬أو اإلعالنات على الحائط الخارجي أو منع نشر‬
‫الغسيل على الشرفات أو النوافذ وهو ما سار عليه القضاء الفرنسي حيث تم تأكيده بأحد قرارات الغرفة‬
‫الثالثة لمحكمة النقض الفرنسية الصادر بتاريخ ‪ 2‬نوفمبر ‪]7[.1973‬‬
‫أم ا بالنس بة لألج زاء المف رزة فطبع ا يح ق للمال ك اإلنتف اع الشخص ي والخ اص به ا باعتباره ا‬
‫مالكا خاص له‪ ،‬غير أن أمر تخصيصها وتحديد الغرض المعدة له يعود لنظام الملكية المشتركة‪ ،‬الذي‬
‫يوضح تخصيص مختلف األجزاء المفرزة الرئيسية حيث يحدد أوجه استعملها سواء كان ذلك للسكنى‬
‫أو التجارة أو لمزاولة مهنة حرة‪.‬‬

‫كم ا يمكن إدراج بعض الش روط لإلنتف اع به ذه األج زاء وذل ك بوض ع قي ود على بعض‬
‫التصرفات واألنشطة المزعجة‪ ،‬تكون مثيرة للضوضاء أو ينبعث منها دخان‪ ،‬ويرى بض الفقه الفرنسي‬
‫خصوص هاته القيود أنها في ظاهرها مقيدة لحقوق المالك‪ ،‬لكنها في حقيقة األمر تشكل أحد الدوافع‬
‫المقنعة أو المحفزة للمالك المشتركة القتناء أجزاء في عقار مشترك‪]8[.‬‬

‫أما بالنسبة لتحديد القواعد المتعلقة بإدارة أجزاء العقار المشتركة وحق اإلنتفاع بها يمكن القول‬
‫أن التنظيم الجماعي للملكية المشتركة للعقارات المبنية يجد غايته األساسية في وجود األجزاء المشتركة‬
‫وبذلك فإن القواعد المتعلقة بإدارة هذه األجزاء تشكل جزءا أساسيا في نظامها‪ ،‬وبما أن المقتضيات‬
‫األساس ية المنظم ة إلدارة العق ار المش ترك وتنظيم الحي اة الجماعي ة داخل ه تع د آم رة في الق انون رقم‬
‫‪ 18.00‬فإن دور نظام الملكية المشتركة ينحصر في تطبيقها عمليا‪]9[.‬‬

‫إذن يحق لكل مالك أن يستعمل مبدئيا وبكل حرية هذه األجزاء حسب الغرض المخصصة له‪،‬‬
‫شريطة عدم إلحاق أي ضرر بباقي المالك أو بتخصيص العقار‪ ،‬طبقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 31‬من‬
‫الق انون ‪ 18.00‬ومن منظ ور األس تاذ الوك اري يجب التنص يص على تض مين نظ ام الملكي ة المش تركة‬
‫بشكل ملزم القواعد المتعلقة بحق اإلنتفاع بالنسبة لألجزاء المشتركة وذلك في الحاالت التي يقرر فيها‬
‫هذا النظام تخويل أحد المالك أو بعضهم حق انتفاع بجزء أو بعض األجزاء المشتركة بصفة شخصية‪،‬‬
‫كما هو الحال في حالة منح أحد المالك المشتركين حق انتفاع بالممر المؤدي إلى شقته أو بالجزء من‬
‫الحديقة أو الباحة التي تقع أمام داره أو محله‪ ،‬حيث يتعين في هذه الحاالت تحديد شروط اإلنتفاع بهذه‬
‫األجزاء محل حق اإلنتفاع‪.‬‬

‫أم ا فيم ا يخص توزي ع الحص ص الش ائعة العائ دة لك ل ج زء مف رز في األج زاء المش تركة فيع د‬
‫تحدي دها أم را ب ديهيا وض روريا س واء ثم ذل ك في نظ ام الملكي ة المش تركة أو بالحال ة الوص فية للتقس يم‬
‫التي تلحق به عادة‪ ،‬وذلك يفيد في تطبيق العديد من أحكام الملكية المشتركة‪ ،‬وخاصة منها تلك المتعلقة‬
‫بتوزيع التكاليف المشتركة‪ ،‬وهو نفس توجه المشرع الفرنسي بخصوص التوزيع السالف الذكر حيث‬
‫اعتبره من المقتضيات اإللزامية المتعين تضمينها بنظام الملكية المشتركة وذلك طبقا للفصل األول من‬
‫مرسوم ‪ 17‬مارس ‪ ،]10[1976‬هذا تنص عليه المادة ‪ 51‬من القانون ‪.]11[18.00‬‬
‫إض افة إلى ه ذه المقتض يات اإللزامي ة هن اك إمكاني ة إلدراج مقتض يات اختياري ة وف ق ح دود‬
‫معينة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المقتضيات اإلختيارية‬

‫يمكن أن يش تمل نظ ام الملكي ة المش تركة على مجموع ة من المقتض يات ال تي تع د اختياري ة‬
‫ويبيحها قانون الملكية المشتركة للعقارات المبنية والتي يبررها تخصيص العقار‪.‬‬

‫فبالنسبة للمقتضيات التي ال يعتبرها القانون آمرة‪ ،‬يجوز تضمينها في النظام‪ ،‬خاصة تلك التي‬
‫تكتس ي طابع ا مكمال‪ ،‬أو بعض القواع د اآلم رة‪ ،‬ال تي تس تلزم توض يح مقتض ياتها التطبيقي ة‪ ،‬على س بيل‬
‫المثال ما جاء في المادة ‪ 4‬من قانون ‪ 18.00‬التي يعد جزء من قواعدها تكميلي في حين ال يجوز ذلك‬
‫في جزءها األول الذي تعتبر التعداد الوارد به آمرا‪ ،‬أيضا يمكن تحديد النصيب الشائع لكل مالك في‬
‫األج زاء المش تركة م ادام أن معي ار التحدي د ال وارد في الم ادة ‪ 6‬من نفس الق انون يتص ف بالط ابع‬
‫التكميلي‪ ،‬وه و م ا ينطب ق أيض ا على تحدي د التك اليف المترتب ة على الحف اظ على األج زاء المش تركة‬
‫وصيانتها وتسييرها كما يتبين من منطوق المادة ‪ 36‬من القانون ذاته‪]12[.‬‬

‫إذن الحاص ل أن نظ ام الملكي ة المش تركة يمكن أن يتع رض لتنظيم جمي ع ج وانب الملكي ة‬
‫المشتركة التي غفل عن تنظيمها القانون من جهة أو التي نظمها بصفة مكملة من جهة أخرى‪ ،‬حيث‬
‫يظ ل لواض عي ه ذا النظ ام مج ال ه ام وض ع مجموع ة من المقتض يات الهادف ة لتنظيم الحي اة الجماعي ة‬
‫بالعق ار المش ترك وذل ك ب الرغم من الط ابع اآلم ر للنظ ام الق انوني المغ ربي‪ .‬أيض ا هن اك مقتض يات‬
‫اختيارية يبررها تخصيص العقار المشترك‪ ،‬حيث يمكن إدراج قيود على حقوق المالك المشتركين في‬
‫األجزاء المفرزة لكل واحد منهم شريطة التبرير السالف الذكر حيث تستشف هاته اإلمكانية من نص‬
‫الفقرة األخيرة من المادة ‪ 9‬من قانون‪ 18.00‬ومن بين المقتضيات المبررة بمالئمتها لتخصيص العقار‪،‬‬
‫يمكن ضرب األمثال بتحديد شروط إبرام تأمين مشترك لدرء كل األخطار حيث تشترط المادة ‪ 21‬من‬
‫نفس القانون توفر أغلبية ‪ 4/3‬أصوات المالك المشتركين للبت في هذه المسألة أثناء الجمع العام‪.‬‬

‫لكن بطبيعة الحال تبقى حرية األطراف في إدراج المقتضيات اإلختيارية مقيدة بضوابط يمكن‬
‫تصنيفها في إطار ‪ 3‬أنواع وهي ضرورة عدم تعارض شروط نظام الملكية المشتركة مع النظام العام‬
‫والتقيد بالمقتضيات اآلمرة لقانون الملكية المشتركة مع ضرورة احترام حقوق المالك المشتركين‪]13[.‬‬

‫إذن بعد معرفة مضمون الملكية المشتركة يحق لنا التساؤل عن الجهة المعنية بوضعه ؟‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجهة المعنية بوضع نظام الملكية المشتركة‬


‫لقد تولى المشرع المغربي في المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 18.00‬بيان األشخاص الذين يمكنهم‬
‫وض ع نظ ام الملكي ة المش تركة والمتمثلين في المنعش العق اري (الفق رة األولى)‪ ،‬والمالك المش تركين‬
‫( الفقرة الثانية)‪ .‬ويمكن كذلك في غياب نظام الملكية المشتركة لوضع نظام نموذجي ( الفقرة الثالثة)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬وضع نظام الملكية المشتركة من طرف المنعش العقاري أو المالك األصلي‬

‫ال ذي يمكن أن يتخ ذ ص فة مس تثمر عق اري أو تعاوني ة س كنية‪ ،‬طبق ا للم ادة من ق‪18.00.‬‬
‫فالوضع المسبق لنظام ملكية الشقق والمحالت من طرف المستثمر العقاري وحده‪ ،‬يجب اعتباره بمثابة‬
‫مش روع نظ ام الملكي ة يتطلب مص ادقة المالك علي ه الحق ا في إط ار جم ع ع ام يخص ص ك ذلك بع د بي ع‬
‫جميع أو أغلبية الشقق والمحالت ليصبح ملزما لهم[‪.]14‬‬

‫وق د يوض ع نظ ام الملكية المشتركة مس بقا من قب ل المنعش العقاري قبل بي ع أي ش قة أو محل‬


‫من البن اء المش يد من قبل ه‪ ،‬فق د يق وم بتهي ئي األرض ويش يد فوقه ا بناي ة أو بناي ات على ش كل عم ارة أو‬
‫مجمعات سكنية‪ ،‬فيقوم بإعداد نظام بإرادته المنفردة‪ ،‬غالبا ما يراعي فيه مصالحه الخاص ة والفردية‬
‫على مصالح المالك الذين سيقتنون فيما بعد شققا في البناية‪]15[.‬‬

‫ومهم ا ك انت الجه ة ال تي وض عت نظ ام الملكي ة المش تركة فيتعين على المال ك األص لي أو‬
‫المستثمر العقاري أن يسلم لكل مشتر لشقة أو طابق أو محل نسخة عادية من نظام الملكية المشتركة‬
‫والمودع ة بالمحافظ ة العقاري ة حس ب الم ادة ‪ 11‬من ق ‪ 18.00‬م ع التنص يص على ذل ك في عق د ال بيع‬
‫ليطلع على محتوياته وليصبح ملزما بتطبيقه وال يحق بعد ذلك ألي مشتر أن يحتج بجهله لهذا النظام‪[.‬‬
‫‪]16‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬وضع نظام الملكية المشتركة من طرف المالك المشتركون‬

‫يتم وضع نظام الملكية المشتركة من طرف المالك المشتركون للشقق والطبق ات والمحالت في‬
‫حالة عدم وضعه من طرف المالك األصلي‪ ،‬وبالرجوع إلى الواقع العملي نالحظ بأن المقتنين للشقق‬
‫والمحالت قلما يبادرون إلى وضع نظام الملكية المشتركة مع أنهم المعنيون مباشرة‪ ،‬فالمالك األصلي‬
‫للعق ار ال ذي يب ادر غالب ا إلى وض ع ه ذا النظ ام بواس طة الموث ق أو المهن دس الطب وغرافي وفق ا لنم اذج‬
‫يتوفرون عليها‪ ،‬كما يجب من جهة أخرى على كل مشتر لشقة أو محل أن يطالب بنسخة من نظام‬
‫الملكية المشتركة وأن يتولى قراءته بكيفية دقيقة للتعرف على محتوياته وعلى حقوقه والتزاماته‪]17[.‬‬

‫كما يلزم وضع نظام الملكية المشتركة في حالة قسمة عقار مبني مملوك على الشياع إذا كان‬
‫هدا العقار يقبل القسمة‪ ،‬ألنه ال يمكن تصور نظام ملكية مشتركة إال عند تعدد المالك المشتركين حسب‬
‫الم ادة ‪ 3‬من ق انون ‪ .18.00‬وه ذه الحال ة غ ير منص وص عليه ا في ه ذا الق انون‪ ,‬ب ل هي من العم ل‬
‫التطبيقي خاصة بالنسبة للعقار المحفظ الذي يلزم تقييد عقد القسمة في السجل العقاري‪ ,‬الذي يلزم أن‬
‫يكون مرفوقا بنظام الملكية المشتركة‪]18[.‬‬

‫أما إن كان العقار غير محفظ أفي طور التحفيظ فقد نصت الفقرة األخيرة من المادة ‪ 11‬على‬
‫ض رورة إي داع‪ " :‬نظ ام الملكي ة المش تركة والتع ديالت ال تي ق د تلتح ق ب ه ل دى كت اب الض بط بالمحكم ة‬
‫االبتدائية الواقع العقار بدائرة نفوذها"[‪ ،]19‬أما ما يجب اعتباره ملزما لجميع المالك فهو الجانب التق ني‬
‫لهذا النظام والذي يحدد األجزاء الخاصة واألجزاء المشتركة‪.‬‬

‫وتجدر االش ارة الى أن ه يتم تع ديل نظ ام الملكي ة المش تركة باألغلبي ة المش ار إليه ا في الفقرة ‪1‬‬
‫من الم ادة‪ 21‬من ق‪ ،18.00.‬أي أغلبي ة ثالث ة أرب اع أص وات المالك الش ركاء‪ ،‬إال أن ه ذه األغلبي ة ال‬
‫يمكن بأي حال من األحوال أن تمس بحقوق ملكية المالك الشركاء‪ ،‬فيما يتعلق باألجزاء الخاصة أو‬
‫المش تركة‪ ،‬وعلى الخص وص تغي ير أنص بة ح ق الملكي ة بالس بة لألج زاء المش تركة‪ ،‬أو ع دد األص وات‬
‫المرتبطة بالقطع إذ سوف يعتبر ذلك مساسا بحق شخصي مكتسب‪.‬‬

‫وأشير إلى أن هذا التعديل ال ينصب إال على اإلنتفاع باألجزاء المشتركة واستعمالها وتسييرها‬
‫على أن تبلغ هذه التعديالت كذلك إلى المحافظة القارية قصد تسجيلها في الرسوم العقارية‪ ،‬أو إلى كتابة‬
‫الضبط إن كان العقار غير محفظ‪]20[.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪:‬وضع النظام النموذجي‬

‫وفي حال ة ع دم وج ود نظ ام للملكي ة للمش تركة فيمكن للمالك المش تركين اإلس تئناس أو اللج وء‬
‫إلى النظ ام النم وذجي طبق ا للفق رة ‪ 3‬من الم ادة ‪ 8‬من الق انون ‪ 18.00‬ال تي نص ت على أن ه‪ :‬في حال ة‬
‫غي اب نظ ام للملكي ة المش تركة يتم تط بيق نظ ام نم وذجي للملكي ة المش تركة يح دد بنص تنظيمي‪ ,‬والنص‬
‫التنظيمي لم يصدر بعد‪]21[.‬‬

‫وتك اد تك ون ه ذه الحال ة هي الغالب ة في الممارس ة العملي ة‪ ،‬حيث ورد النص عليه ا في ق انون‬
‫‪ ،18.00‬وبعد وضع نظام الملكية المشتركة سواء من قبل المنعش العقاري أو المالك المش تركين‪ ،‬وفي‬
‫حالة عدم وضعه من قبل هؤالء يلزم محرر عقد البيع وضعه في المحافظة العقارية في حالة العقار‬
‫المحفظ ألجل تضمينه في الرسوم العقارية الخاصة بالمالك‪ ،‬حسب ما نصت عليه الفقرة ‪ 1‬من المادة‬
‫‪.11‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬القوة اإللزامية لنظام الملكية المشتركة‬


‫وجزاء اإلخالل به‪:‬‬
‫فبع د إش هار نظ ام الملكي ة المش تركة‪ ,‬وباعتب اره ميثاق ا جماعي ا للملكي ة المش تركة‪ ,‬وب النظر إلى‬
‫وظائفه ودوره الهام والهدف المتوخى منه‪ ،‬يتميز نظام الملكية المشتركة بالطابع اإللزامي لمقتضياته‬
‫التي تسري على جميع المالك المشتركين‪ ،‬والتي يتسع نطاقها ليشمل الغير في حاالت مختلفة‪ ،‬وسواء‬
‫اعتبرن ا ه ذا النظ ام ذا طبيع ة تعاقدي ة أو مؤسس اتية ف إن ك ل من أخ ل ببن وده وش روطه ق د يتع رض‬
‫للجزاء‪]22[ .‬‬

‫وعلي ه س نبحث القوة الملزمة لنظ ام الملكية المش تركة (المطلب األول) على أن نتعرض لجزاء‬
‫اإلخالل بهذا النظام (المطلب الثاني)‬

‫المطلب األول‪:‬القوة الملزمة لنظام الملكية المشتركة‬


‫أص بح نظ ام الملكي ة المش تركة ال فق ط وثيق ة يل زم وض عها ب ل واجب ة اإلي داع والش هر ألج ل‬
‫معرفة حالة تدبير العقار وتسيير شؤونه‪]23[.‬‬

‫بالتالي ال يكفي لنفاذ نظام الملكية المشتركة وصيرورته واجب التطبيق تحريره واالتفاق على‬
‫مضمونه بل البد من إيداعه لدى الجهة اإلدارية المختصة ليتم إشهاره واالحتجاج به سواء بين المالك‬
‫األصلي للعقار والمالك المشتركين أو بين هؤالء بعضهم إزاء البعض‪]24[.‬‬

‫الفقرة األولى‪:‬إيداع نظام الملكية المشتركة‬

‫فبمج رد إع داد نظ ام الملكي ة المش تركة‪ ,‬يجب ايداع ه ل دى الجه ة المختص ة ح تى يص بح ناف ذ‬
‫المفعول‪ .‬وهنا يجب التمييز بين كون العقار محفظ أو غير محفظ‪:‬‬

‫فإن كان العقار محفظ ا‪ :‬في ه ذه الحال ة يجب أن ي ودع ويقي د نظ ام الملكي ة المش تركة‬ ‫‪‬‬
‫الخ اص بالعق ارات المحفظ ة بمرفقات ه وس ائر التع ديالت ال تي ق د تلحق ه وفق ا للق انون بالمحافظ ة على‬
‫األمالك العقارية التي يقع بدائرة نفوذها العقار المعني ( المادة ‪.)11‬‬

‫وي رى األس تاذ عب د الح ق الص افي أن كاف ة المقتض يات ال تي يتض منها النظ ام تعت بر بمثاب ة‬
‫التزامات عينية أو تكاليف عقارية ال تكون موجودة بين األطراف وال تكتسب الحجية في مواجهة الغير‬
‫إال ابتدءا من تاريخ إيداعه لدى المحافظة العقارية طبقا لما نصت عليه ( المادة ‪]25[.)50‬‬

‫وتضيف الفقرة الثانية من المادة‪ 11‬أنه " يضاف لزاما إلى عقد شراء جزء العقار نظير من‬
‫نظ ام الملكي ة المش تركة والوث ائق المرفق ة ب ه ويش ار في عق د الش راء إلى أن المش تري ق د اطل ع على‬
‫مقتضيات نظام الملكية المشتركة والوثائق المرفقة به "‪.‬‬

‫وه ذا بغي ة تجنب م ا يالح ظ في المج ال العملي من جه ل أغلبي ة المالك المش تركين لمقتض يات‬
‫النظام الذي قد يتضمن شروط تمس مساسا خطيرا بحقوقهم كالشرط الذي يمنح المنعش العقاري حق‬
‫ترأس الجمع العام لالتحاد‪]26[.‬‬

‫أما بالنسبة للعقار غير المحفظ‪:‬‬


‫فإذا تعلق األمر بعقار غير محفظ وجب إيداع نظام الملكية المشتركة وكذا التعديالت التي قد‬
‫ترد عليه لدى كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية الواقع العقار بدائرة نفوذها‪(.‬طبقا للفقرة الثالثة من المادة‬
‫‪.)11‬‬

‫وتج در اإلش ارة إلى أن ه يجب أن يرف ق بالنظ ام التص اميم المعماري ة والطبوغرافي ة المص ادق‬
‫عليها التي تحدد األجزاء المفرزة والمشتركة‪ ( .‬المادة ‪. )10‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القوة اإللزامية للنظام‬

‫فبع د اح ترام مقتض يات الم ادة ‪ 11‬من ق انون ‪ ,18.00‬فإن ه ال يمكن للمش تري بع د ذل ك‬
‫اإلحتج اج بع دم اإلطالع على نظ ام الملكي ة‪ ,‬بحيث يص بح ه ذا األخ ير ملزم ا ل ه ولغ يره‪ .‬فه و يص بح‬
‫ملزم للمشتري بمجرد إبرام عقد البيع‪ ،‬وهو ملزم للمستثمر بمجرد إيداع نسخة منه لدى الجهة المعنية‪,‬‬
‫وه و مل زم ك ذلك ح تى لمك تري ش قة خاض عة له ذا النظ ام وه و مل زم لك ل المش ترين المتع اقبين للش قق‬
‫والمحالت المتواجدة بنفس العمارة‪]27[.‬‬

‫ويعتبر نظام الملكية المشتركة حجة قاطعة وسند قانوني في مواجهة المالكين والغير على ما‬
‫يتضمنه من حقوق والتزامات وتحديد األجزاء المشتركة والخاصة وكذا تحديد الغرض المعدة له هذه‬
‫األجزاء‪ ،‬كما يمكن أن يواجه به كل مالك يتملص من المساهمة في التحمالت المتعلقة بصيانة األجزاء‬
‫المشتركة[‪ .]28‬إذن يعتبر إشهار النظام األساسي وتعديالته في المحافظة على األمالك العقارية ضمانة‬
‫لعدم تحريف بنوده وأيضا لسريان مختلف التعديالت اتجاه المالك والغير[‪.]29‬‬

‫إن مبدأ إلزامية التقيد بمقتضيات نظام الملكية المشتركة هو أمر وجوبي بغض النظر عن الجهة‬
‫التي تضعه أو صاحب حق االنتفاع بالسكنى في العقار الخاضع لقانون ‪ 18.00‬سواء كان من الخلف‬
‫العام أو الخاص‪ ،‬فإن الكل يصير ملزم باحترام مقتضيات نظام الملكية المشتركة بحكم هذه اإللزامية‬
‫مستمدة من اإلدارة الجماعية المشتركة أوال ومن األحكام العامة لقانون ‪ 18.00‬ثانيا‪]30[.‬‬

‫وه ذه اإللزامي ة تع بر عنه ا الم ادة ‪ 8‬من ق انون ‪ ,18.00‬فه ذه الم ادة تعت بر حس ب األلف اظ‬
‫( يوضع‪ ،‬يلزم‪ ،‬وجوب) التي صنعت بها عباراتها أنها قاعدة آمرة‪.‬‬

‫وفي ه ذا الص دد يعت بر األس تاذ أش يبان نظ ام الملكي ة المش تركة حج ة قاطع ة وس ندا قانوني ا في‬
‫مواجه ة الم الكين والغ ير على م ا يتض منه من حق وق والتزام ات وتحدي د األج زاء المش تركة والخاص ة‬
‫وك ذا تحدي د الغ رض المع دة ل ه ه ذه األج زاء‪ ،‬كم ا يمكن أن يواج ه بك ل مال ك يتملص من المس اهمة في‬
‫التحمالت المتعلقة بصيانة األجزاء المشتركة‪]31[.‬‬
‫وانطالقا مما سبق ال يمكن للمالك المشترك أن يتملص بواسطة قرار انفرادي من االلتزامات‬
‫المفروضة عليه من طرف النظام‪ .‬كأن يتملص من هذه اإللتزامات بعلة أن باقي المالك ال يحترمون‬
‫التزاماتهم‪]32[.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬جزاء اإلخالل بنظام الملكية المشتركة‬


‫من أج ل الح ديث عن الج زاء ال ذي يمكن أن ي ترتب ج راء ع دم االل تزام ببن ود نظ ام الملكي ة‬
‫المشتركة البد من بيان طبيعة هذا الجزاء ( الفقرة أولى) ثم بيان التدابير القانونية التي يمكن أن تتخذ‬
‫في حق المخالف ( الفقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬طبيعة جزاء اإلخالل بنظام الملكية المشتركة‬

‫تماشيا مع ما يعتقده الكثير من الباحثين فإن نظام الملكية المشتركة ذو طبيع ة تعاقدية بغض‬
‫النظر هل هو عقد رضائي أم عقد إذعاني‪ ،‬فإنه بقراءة روح مواد قانون ‪ 18.00‬الخاصة بتكوين نظام‬
‫الملكية المشتركة وكذا المادة ‪ 11‬من نفس القانون‪ ،‬يمكن القول ب أن أي إخالل لمضمون نظام الملكية‬
‫المشتركة من طرف المالك أو من يحل محلهم من الخلف العام أو الخاص أو المنتفعين مثل المكترين‪،‬‬
‫ف إن ذل ك يع د إخالال ب إلتزام عق دي ت ترتب عن ه المس ؤولية العقدي ة[‪ .]33‬وبالت الي وجب تنفي ذ القواع د‬
‫العامة في القانون المدني المتعلقة بتنفيذ االلتزام‪ ،‬ويتأكد ذلك بوضح أكثر بخصوص مخالفة مقتضيات‬
‫هذا النظام‪ ،‬حيث يعتبر االجتهاد القضائي بأن هذه المخالفة تعد خرقا لاللتزام التعاقدي[‪ .]34‬وينتج عن‬
‫ذل ك تص نيف قواع د الق انون الم دني ومن تم ف إن ج زاء اإلخالل بمقتض يات نظ ام الملكي ة المش تركة ه و‬
‫يخرق بنود هذا النظام يكون‬ ‫نفس الجزاء المقرر في حالة عدم تنفيذ العقد‪ ،‬والمالك المشترك الذي‬
‫بمثابة من يتجاهل العقد‪]35[.‬‬

‫ويرى األستاذ محمد الوكاري بدوره يرى أن اإلخالل بمقتضيات نظام الملكية المشتركة يظل‬
‫تص رفا خاض عا لقواع د الق انون الخ اص م ع تأكي ده على الطبيع ة التعاقدي ة لمقتض يات نظ ام الملكي ة‬
‫المشتركة مهما كان مصدره وكيفما كانت طريقة إعداده‪ ،‬ألن المالك المشترك بشرائه لمحله في إطار‬
‫الملكية المشتركة يكون قد قبل الخضوع لتلك البنود اإللزامية المنظمة لها‪ ،‬ويسير بض الفقه في نفس‬
‫االتج اه حينم ا بحث ه ذه الطبيع ة في إط ار ظه ير ‪ 1946‬الملغى‪ ,‬حيث ي ذهب على الق ول بأن ه ب الرغم‬
‫من أن نظام الملكية المشتركة قد يكتسي وفقا لبعض المظاهر طابعا مؤسساتيا فإنه يظل يتميز قبل كل‬
‫شيء وبصفة أساسية بالطابع التعاقدي‪ .‬لهذا فكل خرق إلحدى مقتضياته يفسر على أنه خرق لاللتزام‬
‫التعاقدي‪]36[.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التدابير المتخذة في حالة اإلخالل بنظام الملكية المشتركة‬


‫إذا ك ان المش رع المغ ربي ق د أل زم جمي ع المالك المش تركين بض رورة التقي د بمقتض يات نظ ام‬
‫الملكي ة المش تركة المس تمد قوت ه من الق انون ومن اإلرادة الجماعي ة للمالك المش تركين‪ ،‬ف إن أي إخالل‬
‫ب ذلك س واء من المالك أنفس هم أو من وكي ل االتح اد يعت بر إخالال بقواع د المس ؤولية العقدي ة المؤسس ة‬
‫على الفصل ‪ 259‬من قانون االلتزامات والعقود‪]37[.‬‬

‫وب الرجوع إلى المقتض يات القانوني ة المنص وص عليه ا في الم واد ‪ 261‬و‪ 262‬و‪ 263‬و‪264‬‬
‫أو الدعاوى التي يمكن‬ ‫من قانون االلتزامات والعقود يتبين أن هناك نوعان من التدابير الجزائية‬
‫إقامته ا‪ ،‬األولى هي الت دابير أو الج زاءات المتاح ة قانون ا من وأج ل ف رض إح ترام نظ ام الملكي ة‬
‫المش تركة أي ال تي ته دف إلى إجب ار المال ك المش ترك على تنفي ذ التزام ه‪ ,‬والثاني ة هي ال دعاوى ال تي‬
‫تخول للمتضرر من المالك المشتركين الحصول على تعويض عن الضرر المترتب عن ذلك اإلخالل‪[.‬‬
‫‪]38‬‬
‫وهكذا يحق لوكيل االتحاد باعتبار أن من مهامه السهر على فرض احترام النظام من طرف‬
‫المالك المشتركين أو من طرف ذوي حقوقهم أومن يمثلونهم‪ ،‬ومن طرف المكترين في حالة وجودهم‪,‬‬
‫ويدخل في هذا الخصوص إجراء المبادرات والمحاوالت الحية لفرض حسن الحوار وأداء المساهمات‬
‫الدوري ة والنفق ات االس تثنائية قب ل اللج وء إلى القض اء والوس ائل الجبري ة المترتب ة عن ه‪ ]39[.‬كم ا يعم ل‬
‫االتحاد على حل المشاكل الناجمة عن تنفيذ مقتضيات نظام الملكية المشتركة أو عرضها على الجمع‬
‫الع ام ومناقش تها ليتس نى ل ه اللج وء إلى الفض اء طبق ا للفص ل ‪ 26‬من ق انون ‪ ،18.00‬وق د ذهب بعض‬
‫الفقه في المغرب إلى أنه يمكن للمشتركين أن يدرجوا إلى جانب التنفيذ العيني لإللتزام ( الفصل ‪259‬‬
‫من ق انون االلتزام ات والعق ود) في نظ ام الملكي ة المش تركة ش رطا جزائي ا لض مان تنفي ذ إلتزامات ه‪[.‬‬
‫‪ ]40‬وذلك لضمان تنفيذ التزاماته‪]41[.‬‬

‫ويثار التساؤل بخصوص ما إذا كان من حق أي أحد من المالك المشتركين‪ ،‬الذي يكتسي من‬
‫عدم احترام مالك مشترك أو من يحل محله‪ ،‬أن يتابعه أمام المحكمة‪ ،‬في ظل القانون المغربي فإن هذا‬
‫الحق يثبت لكل مالك مشترك بصفته طرفا متعاقدا في النظام الذي تم خرقه‪ ،‬حيث أنه يحق له إقامة‬
‫دعوى للحفاظ على حقوقه وإلصالح الضرر الالحق بالعقار أو باألجزاء المشتركة طبقا للمادة ‪ 35‬من‬
‫قانون ‪ ]42[18.000‬وبالتالي يمكن إجبار المالك المشترك على احترام نظام الملكية المشتركة وتنفيذ‬
‫االلتزامات المنظمة به‪ ،‬فإذا ما أقام منشآت مثال على األجزاء المشتركة مخالفا بذلك بنود هذا النظام‬
‫يمكن للمحكم ة أن تحكم علي ه بن اء على طلب التح اد المالك أو ألح د المالك المش تركين به دمها وإ زال ة‬
‫آثاره ا‪ ،‬وذل ك ول و لم يحص ل من ج راء ذل ك أي ض رر‪ ،‬فإنه ا يمكن أن تحكم علي ه إض افة إلى ذل ك‬
‫بالتعويض في حالة وجود ضرر‪]43[.‬‬
‫خاتمة‬

‫من خالل ما سبق يتضح أن المشرع المغربي من خالل قانون الملكية المشتركة ‪ 18.00‬عمل‬
‫على تنظيم الجوانب التي تهم نظام الملكية سواء من حيث مضامين هذا النظام أو الجهة المكلفة بوضعه‬
‫أو إيداع ه حيث يص بح حج ة قاطع ة وس ندا قانوني ا في مواجه ة الم الكين والغ ير على م ا يتض منه من‬
‫حقوق والتزامات وتحديد لألجزاء الخاصة والمشتركة وكذلك تحديد الغرض المعدة اله هذه األجزاء‪،‬‬
‫كم ا يمكن أن يواج ه ب ه كلى مال ك يتملص من المس اهمة في التحمالت المتعلق ة بص يانة األج زاء‬
‫المش تركة‪ ،‬وج دير بال ذكر أن ق انون الملكي ة المش تركة أتى بمقتض يات جوهري ة ويعت بر بمثاب ة الميث اق‬
‫الجماعي مالك الشقق والطبقات والمحالت‪ ،‬والبد من احترام مقتضياته من خالل األهمية البالغة التي‬
‫يحظى به ا ه ذا النظ ام س واء م ا يتعل ق بالجه ة ال تي تض بط طبيعت ه القانوني ة ومض مونه أو المس طرة‬
‫الواجبة التطبيق لصيرورته‪ ،‬ومن هنا نطرح التساؤل التالي‪:‬‬

‫هل فعال تحقق هدف المشرع في ضبط عالق ات المالك من خالل اإللزامية المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 8‬من قانون ‪ 18.00‬؟‬

‫الئحة المراجع‬

‫‪ ‬محم د الوك اري‪" :‬الملكي ة المش تركة للعق ارات المبني ة‪,‬دراس ة مقارن ة بين الق انون المغ ربي والق انون‬
‫الفرنسي"‪ ,‬ط أولى‪ ,‬مطبعة دار القلم‪ ,‬الرباط‪.2008 ,‬‬

‫‪ ‬مصطفى أشيبان‪ ":‬تنظيم الملكية المشتركة في التشريع المغربي"‪ ،‬ط أولى‪ ,‬مؤسسة الملك عبد العزيز‪,‬‬
‫الدار البيضاء‪.2009 ,‬‬
‫‪ ‬محمد بن أحمد أبو نبات‪" :‬نظام الملكية المشتركة للعقارات المبنية‪,‬دراسة في ضوء القانون ‪,"18.00‬‬
‫ط أولى‪ ,‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ,‬مراكش‪2003 ,‬‬

‫‪ ‬عبد الحق صافي‪ ":‬الملكية المشتركة للعمارات والدور المقسمة إلى شقق أو طبقات أو محالت‪ ،‬ط ثاني ة‪,‬‬
‫‪.2002‬‬

‫‪ ‬محمد بخنيف‪":‬قانون الملكية المشتركة"‪ ,‬المحاضرة الرابعة‪ ,‬طبعة ‪ ,2012‬فاس‪.‬‬

‫‪ ‬محمد بخنيف‪" :‬المنازعات العقارية المتعلقة بالعقارات المقسمة إلى شقق أو طبقات أو محالت‪ ،‬المجلة‬
‫المغربية للقانون واالقتصاد‪ ،‬عدد ‪.2010 ،3‬‬

‫‪ ‬فاطمة الزهراء التادلي‪":‬النظام األساسي للملكية المشتركة للعقارات المبنية"‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الماستر‪،‬‬
‫دون دار النشر‪ ,‬الرباط‪.2009-2008 ،‬‬

‫‪ ‬الق انون رقم ‪ 18.00‬الص ادر بتنفي ذه الظه ير الش ريف رقم ‪ ,298.02.1‬بت اريخ ‪ 3‬أكت وبر ‪2002‬‬
‫والمتعل ق بالعق ارات المبني ة أو المقس مة إلى ش قق أو طبق ات أو محالت‪ ,‬ج‪.‬ر ع دد ‪ ,5054‬بت اريخ ‪7‬‬
‫نونبر ‪.2002‬‬

‫‪ ‬مجلة الملحق القضائي‪" :‬ملكية الطبقات والشقق"‪ ,‬العدد ‪ ,20‬فبراير ‪.1989‬‬

‫‪ ‬ادريس الف اخوري‪" :‬الحق وق العيني ة وف ق الق انون رقم ‪ ,"39.08‬دار نش ر المعرف ة‪ ,‬مطبع ة المع ارف‬
‫الجديدة‪ ,‬الرباط‪ ,‬ط ‪.2013‬‬
‫[‪ - ]1‬محم د الوك اري‪" :‬الملكي ة المش تركة للعق ارات المبني ة‪,‬دراس ة مقارن ة بين الق انون المغ ربي والق انون الفرنس ي"‪ ,‬ط‬
‫أولى‪ ,‬مطبعة دار القلم‪ ,‬الرباط‪ ,2008 ,‬ص ‪.133‬‬
‫_[‪]2‬إدريس الفاخوري‪" :‬الحقوق العينية وفق القانون رقم ‪ ,"39.08‬دار نشر المعرفة‪ ,‬مطبعة المعارف الجديدة‪,‬‬
‫الرباط‪ ,‬ط ‪.2013‬‬
‫_[‪]3‬الملحق القضائي‪" :‬ملكية الطبقات والشقق"‪ ,‬العدد ‪ ,20‬فبراير ‪ ,1989,‬ص‪.63‬‬
‫[‪ - ]4‬مص طفى أش يبان‪ ":‬تنظيم الملكي ة المش تركة في التش ريع المغ ربي"‪ ،‬ط أولى‪ ,‬مؤسس ة المل ك عب د العزي ز‪ ,‬ال دار‬
‫البيضاء‪ ,2009 ,‬ص‪.76‬‬
‫[‪ -]5‬محمد الوكاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫[‪ - ]6‬محمد الوكاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.158‬‬
‫[‪ - ]7‬محمد الوكاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.158‬‬
‫[‪ -]8‬محمد الوكاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.159‬‬
‫[‪-]9‬محمد الوكاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.164‬‬
‫[‪ -]10‬محمد الوكاري‪ ،‬مرجع سابق ص‪ 165‬وما بعدها‪.‬‬
‫[‪ - ]11‬تنص المادة ‪ 51‬من القانون ‪.18.00‬‬
‫يجب أن يتضمن نظام الملكية المشتركة عالوة على البيانات المنصوص عليها في المادة ‪ 9‬ما يلي‪:‬‬
‫إعراب المالك عن نيته في التقيد بنظام الملكية المشتركة وتقييده بالسجل العقاري‬ ‫‪-‬‬
‫وصف القار ومراجعه العقارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وصف مختصر لتقسيم العقار إلى طبقات أو مثقف أو محالت وبيان مختلف األجزاء المفرزة والمشترك التي يتكون‬ ‫‪-‬‬
‫منها كل مستوى‪.‬‬

‫[‪ - ]12‬محمد الوكاري‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.167‬‬


‫[‪ - ]13‬محمد الوكاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.169‬‬
‫[‪ - ]14‬مصطفى أشيبان‪" ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 78‬وما بعدها‬
‫[‪- ]15‬محم د بخ نيف " نظ ام الملكي ة المش تركة في ق انون ‪ "18.00‬المجل ة المغربي ة للق انون االقتص ادي‪ ،‬ع دد ‪ ،3‬طبع ة‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.41‬‬
‫[‪ - ]16‬مصطفى أشيبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫[‪ - ]17‬مصطفى أشيبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫[‪ - ]18‬محمد بخنيف‪ ":‬قانون الملكية المشتركة"‪ ,‬المحاضرة الرابعة‪ ,‬فاس‪ ,‬طبعة ‪ ,2012‬ص‪18‬‬
‫[‪ - ]19‬محمد بخنيف‪,‬نفس المرجع‪ ,‬ص ‪.18‬‬
‫[‪ - ]20‬محمد بخنيف‪ " ,‬قانون الملكية المشتركة"‪ ,‬المحاضرة الرابعة "‪،‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.18‬‬
‫[‪ - ]21‬مصطفى أشيبان‪ " ،‬مرجع سابق‪,‬ص ‪.79‬‬
‫[‪ -]22‬محمد الوكاري‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫[‪- ]23‬محمد بن أحمد أبو نبات‪" :‬نظام الملكية المشتركة للعقارات المبنية‪,‬دراسة في ضوء القانون ‪ ,"18.00‬ط أولى‪,‬‬
‫المطبعة والوراقة الوطنية‪ ,‬مراكش‪.2003 ,‬ص‪.47‬‬
‫[‪ - ]24‬مصطفى أشيبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫[‪ -]25‬عبد الحق صافي‪":‬الملكية المشتركة للعمارات والدور المقسمة إلى شقق أو طبقات أو محالت‪ ،‬ط ثانية‪2002 ,‬‬
‫ص ‪.80‬‬
‫[‪ - ]26‬عبد الحق صافي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫[‪ -]27‬مصطفى أشيبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫[‪ - ]28‬مصطفى أشيبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫[‪ - ]29‬فاطمة الزهراء التادلي‪":‬النظام األساسي للملكية المشتركة للعقارات المبنية"‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الماستر‪ ،‬دون دار‬
‫النشر‪ ,‬الرباط‪ ,2009-2008 ،‬ص ‪.36‬‬
‫[‪ - ]30‬محمد بخنيف‪ ،‬المجلة المغربية للقانون االقتصادي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫[‪ - ]31‬مصطفى أشيبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫[‪ - ]32‬فاطمة الزهراء التادلي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫[‪ -]33‬محمد بخنيف‪ :‬محمد بخنيف‪ :‬المجلة المغربية للقانون االقتصادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.48‬‬
‫[‪ - ]34‬محمد الوكاري‪ :‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.188‬‬
‫[‪ - ]35‬محمد الوكاري‪ :‬نفس المرجع‪ ,‬ص‪.192‬‬
‫[‪ - ]36‬محمد الوكاري‪ :‬نفس المرجع‪ ,‬ص‪.193‬‬
‫[‪ - ]37‬محمد بخنيف‪ :‬المجلة المغربية للقانون االقتصادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪49‬‬
‫[‪ - ]38‬محمد الوكاري‪ :‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪193‬‬
‫[‪ -]39‬مصطفى أشيبان‪ :‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪ 236‬وما بعدها‬
‫[‪ -]40‬محمد بخيف‪ :‬محمد بخنيف‪ :‬المجلة المغربية للقانون االقتصادي‪ ،‬مرجع سابق‪,،‬ص ‪.49‬‬
‫[‪ -]41‬محمد الوكاري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫[‪ -]42‬محمد بخيف‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫[‪ - ]43‬محمد الوكاري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫مقاالت عقارية ‪Posted in:‬‬

You might also like