Professional Documents
Culture Documents
أفئدة مستهلكة
أفئدة مستهلكة
ال تلوموني ...لست سوى ضحية ....قد يرى ما اقول كلمات غبية ،لكني
فعال لست سوى ضحية...
اعتدت في صغري قراءة قصص سندريال وأميرها ،الحسناء الذي بالحب جعلت
من الوحش إنسيا ،عشت بياض الثلج وفارسها المنقذ ،فكيف لي أال أكون ضحية؟
تعلمت منذ الصغر ،وغرقت احلم فيه كل ليلة
فارس سيأتي بحصان أبيض ،يهزم األشرار الذين يجعلوني أبكي،
وثم وبعد أن يحارب الساحرة الشريرة ،سأمتطي معه في فرسه ،يأخذني الى
الشمس ويطير بي فوق الغيوم ،لقد عشتها من الصغر واستهلكت قلبي وعقلي وكل
طاقتي ،حتى وجدت نفسي عندما أصبحت مراهقة ...وهنا كنت ضحية اخرى...
أنا مراهقة ،وأخطائي مغفورة ،فذنوبي كلها سترمى في الخلف في سلة القمامة
هذه "المراهقة" إنها سن الطيش وعمر الزهور ،واألهم إنها موسم الحب...
أنا سندريال ...أنا بياض الثلج ،أنا الحسناء...
مظلومة في بيت أهلي "ما يصوره لي عقلي السندريلي" أمي ال تحبني ،تريدني أن
انظف غرفتي ،تريد أن ادرس الكثير من الدروس ،أنا جميلة الجميالت" ما أخبرني
به عيناي الفليتين"
سألتقي بذلك الفتى الوسيم الشرير ،وبحبه لي سيصبح ألطف اللطفاء( ،ما أقنعتني
به قلبي الحسناوي).
سيقع الشباب في غرامي ،وسأسحر األمير والفرسان ،أمشي بغنج في الشارع،
(أنا مراهقة) كل ما أفعل لست عليها محاسبة ،فأخطائي حتما مغفورة ،فال كتاب
علي وال حساب ،أرتدي ما أشاء.
أبي شرير منع عني الهاتف ،خبرته مرارا بأن كل صديقاتي يملكن من هذا الجهاز
الساحر ،نملك المال ،فلما ال أملك هاتف ،صديقاتي يسخرن مني ،محرجة انا جدا،
أكرهك يا أبي ،متى سيأتي فارسي ،أعلم أنه سيشتري لي هاتفا ،وسأحادثه في
الليل ،وأصل النهار به ويصبح كل وقتي.
وبعد عناء طويل ،بلغت الثامن عشر من عمري ،هنا وقعت ضحية مرة أخرى،
أصبحت إمرأة مستقلة ،تجاوزت مرحلة الطيش والمراهقة ،إذا يجب أن أحصل
على هاتف أوال
وقفت أمام أبي ،وطلبت بجرأة ،أن يشتري لي هاتفا ،وقدمت ألف عذر لحاجتي
الماسة إليه
إن لم يشتري لي هاتفا ،لن أستطيع الدراسة ،إن تأخرت ماذا ستفعل يا أبت؟ ،أال
ترى أن البيت بحاجة لخط؟ اشتري لي هاتفا يا أبي ،فاألنترنت اليوم في الدراسة
مهم
وبعد عناء وأخيرا حصلت على موافقة أبي ،وحصلت على الشيطان بين يدي،
التقطت الكثير من الصور الحمقاء لنفسي ،وتباهيت بها أمام صاحباتي ،رأيت في
الجامعة شابا أعجبني
قلت إنه الحب قد أتى لي بعد طول انتظاري
سأحقق أخيرا ما حلمت به منذ زمان
منذ أن كنت طفلة صغيرة اصغر من صغيرة
ووقعت في الغرام
نظرة تبعه نظرات
ثم التقينا وبدأ التواعد والمواعدات
ذلك الحلم الوردي
إنه تماما كما في التلفاز
سأكون جولييته وهو روميو
إنه المجنون وأنا ليلى
أنا أميرة أخير بالحب أأحظى