You are on page 1of 4

‫لصٌدة فً المدس‬

‫مررنا على دار الحبٌب فردنا‬


‫عن الدار لانون األعادي وسورها‬
‫فملت لنفسً ربما هً نعمة‬
‫فماذا ترى فً المدس حٌن تزورها‬
‫ترى كل ما ال تستطٌع احتماله‬
‫إذا ما بدت من جانب الدرب دورها‬
‫وما كل نفس حٌن تلمى حبٌبها‬
‫تسر وال كل الغٌاب ٌضٌرها‬
‫فإن سرها لبل الفراق لماؤه‬
‫فلٌس بمأمون علٌها سرورها‬
‫تبصر المدس العتٌمة مرة‬
‫ِ‬ ‫متى‬
‫فسوف تراها العٌن حٌث تدٌرها‬

‫****‬

‫فً المدس بائع خضرة من جورجٌا‬


‫برم بزوجته ٌفكر فً لضاء إجازة أو فً طالء البٌت‬
‫فً المدس توراة وكهل جاء من منهاتن العلٌا‬
‫ٌفمه فتٌة البولون فً أحكامها‬
‫فً المدس شرطً من األحباش ٌغلك شارعا فً السوق‬
‫رشاش على مستوطن لم ٌبلغ العشرٌن‬
‫لبعة تحًٌ حائط المبكى‬
‫وسٌاح من اإلفرنج شمر ال ٌرون المدس إطاللا‬
‫تراهم ٌأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبٌع الفجل فً الساحات طول الٌوم‬
‫دب الجند منتعلٌن فوق الغٌم‬
‫فً المدس ّ‬
‫فً المدس صلٌّنا على األسفلت‬
‫فً المدس من فً المدس إال أنت‬

‫***‬

‫وتلفَّت التارٌخ لً متبسما‬


‫أظننت حما أن عٌنن سوف تخطئهم وتبصر غٌرهم‬
‫هاهم أمامن متن نص أنت حاشٌة علٌه وهامش‬
‫أحسبت أن زٌارة ستزٌح عن وجه المدٌنة ٌا بنً حجاب والعها السمٌن لكً ترى فٌها هوان‬
‫فتى سوان‬
‫فً المدسكل ً‬
‫وهً الغزالة فً المدى‬
‫حكم الزمان ببٌنها‬
‫مازلت تركض خلفها‬
‫مذ ودعتن بعٌنها‬
‫فارفك بنفسن ساعة‬
‫إنً أران وهنت‬
‫فً المدس من فً المدس إال أنت‬

‫***‬

‫ٌا كاتب التارٌخ مهالً‬


‫فالمدٌنة دهرها دهران‬
‫دهر أجنبً مطمئن ال ٌغٌر خطوه‬
‫وكأنه ٌمشً خالل النوم‬
‫وهنان دهر كامن متلثم‬
‫ٌمشً بال صوت حذار الموم‬
‫والمدستعرف نفسها‬
‫فاسأل هنان الخلك ٌدللن الجمٌع‬
‫فكل شًء فً المدٌنة ذو لسان حٌن تسأله ٌبٌن‬
‫فً المدسٌزداد الهالل تموسا مثل الجنٌن‬
‫حدْبا على أشباهه فوق المباب‬
‫تطورت ما بٌنهم عبر السنٌن‬
‫ب بالبنٌن‬
‫عاللة األ ِ‬
‫فً المدسأبنٌة حجارتها التباسات من اإلنجٌل والمرآن‬
‫فً المدستعرٌف الجمال مثمن األضالع أزرق‬
‫فوله ‪ٌ -‬ا دام عزن‪ -‬لبة ذهبٌة تبدو برأًٌ مثل مرآة محدبة‬
‫ترى وجه السماء ملخصا فٌها‬
‫تدللها وتدنٌها‬
‫توزعها كأكٌاس المعونة فً الحصار لمستحمٌها‬
‫إذا ما أ ّمة من بعد خطبة جمعة‬
‫مدت بأٌدٌها‬
‫وفً المدسالسماء تفرلت فً الناس تحمٌنا ونحمٌها‬
‫ونحملها على أكتافنا حمال‬
‫إذا جارت على ألمارها األزمان‬

‫***‬

‫فً المدس أعمدة الرخام الداكناتُ كأن تعرٌك الرخام دخان‬


‫ونوافذ تعلو المساجد والكنائس‬
‫أمسكت بٌد الصباح ترٌه كٌف النمش باأللوان‬
‫فهو ٌمول‪" :‬ال بل هكذا‪".‬‬
‫فتمول‪" :‬ال بل هكذا‪".‬‬
‫حتى إذا طال الخالف تماسما‬
‫فالصبح حر خارج العتبات‬
‫لكن إن أراد دخولها فعلٌه أن ٌرضى بحكم نوافذ الرحمن‬

‫***‬
‫فً المدس مدرسة لمملون أتى مما وراء النهر‬
‫باعوه بسوق نخاسة فً أصفهان‬
‫لتاجر من أهل بغداد‬
‫أتى حلبا فخاف أمٌرها من زرلة فً عٌنه الٌسرى‬
‫فأعطاه لمافلة أتت مصرا‬
‫فأصبح بعد سنٌن غالب المغول وصاحب السلطان‬

‫***‬

‫فً المدس رائحة تركز بابال والهند فً دكان عطار بخان الزٌت‬
‫وهللا رائحة لها لغة ستفهمها إذا أصغٌت‬
‫وتمول لً إذ ٌطلمون لنابل الغاز المسٌل للدموع علً‪" :‬ال تحفل بهم…"‬
‫وتفوح من بعد انحسار الغاز وهً تمول لً‪" :‬أرأٌت‪"..‬‬
‫فً المدسٌرتاح التنالض والعجائب لٌس ٌنكرها العباد‬
‫كأنها لطع المماش ٌملبون لدٌمها وجدٌدها‬
‫والمعجزات هنان تلمس بالٌدٌن‬
‫فً المدسلو صافحت شٌخا‬
‫أو لمست بناٌة‬
‫لوجدت منموشا على كفٌن نص لصٌدة – ٌا ابن الكرام – أو اثنتٌن‬
‫فً المدسرغم تتابع النكبات رٌح طفولة فً الجو‪.‬‬
‫رٌح براءة‬
‫فً المدسرغم تتابع النكبات رٌح براءة فً الجو‪.‬‬
‫رٌح طفولة‬
‫فترى الحمام ٌطٌر ٌعلن دولة فً الرٌح بٌن رصاصتٌن‬

‫***‬
‫فً المدس تنتظم المبور كأنهن سطور تارٌخ المدٌنة والكتاب ترابها‬
‫الكل مروا من هنا‬
‫فالمدس تمبل من أتاها كافرا أو مؤمنا‬
‫أمرر بها والرأ شواهدها بكل لغات أهل األرض‬
‫فٌها الزنج واإلفرنج والمفجاق والصمالب والبشناق والتاتار واألتران أهل هللا والهالن‬
‫والفمراء والمالن والفجار والنسان‬
‫فٌها كل من وطأ الثرى‬
‫أرأٌتها ضالت علٌنا وحدنا‬
‫ٌا كاتب التارٌخ ماذا ج َّد فاستثنٌتنا‬
‫ٌا شٌخ فلتعد المراءة والكتابة مرة أخرى أران لحنت‬
‫العٌن تغمض ثم تنظر‬
‫سائك السٌارة الصفراء مال بنا شماال‬
‫نائٌا عن بابها‬
‫والمدس صارت خلفنا‬
‫والعٌن تبصرها بمرآة الٌمٌن‬
‫تغٌرت ألوانها فً الشمس من لبل الغٌاب‬
‫إذ فاجأتنً بسمة‬
‫لم أدر كٌف تسللت فً الدمع لالت لً ولد أمعنت ما أمعنت‪:‬‬
‫"ٌا أٌها الباكً وراء السور‪ ..‬أحمك أنت‬
‫أجننت‪ ..‬ال تبن عٌنن أٌها المنسً من متن الكتاب‬
‫ال تبن عٌنن أٌها العربً واعلم أنه‬
‫فً المدس من فً المدس لكن ال أرى فً المدس إال أنت‪..‬‬

You might also like