Professional Documents
Culture Documents
هو زين الدين جعفر بن حسن بن عبد الكريم بن محّمد بن عبد الرسول البرزنجّي
فقيه أديب فاضل من أهل المدينة المنّورة مولدا ونشأة ووفاة ويقال إن ّه كان مفتي
الشافعّية فيها وله مصنّفات وكتب ورسائل كثيرة تدّل على طول باعه وسعة علمه
وغزارة ثقافته وعظم اطّلاعه على علوم عصره وفنونه الشائعة رحمه الله رحمة واسعة
ونفعنا ببركات علمه وعمله آمين بجاه عبد الكريم محّمد الرسول الا ٔمين عليه بئاله
وصحبه الصلاة والسلام من إله العالمين
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
اللهّم صّل على سّيدنا محّمد وعلى آله وصحبه وسلّم
واجزه عنّا ما هو أهله بجاه أحمد الخديم رضي الله عنه
لِبْسِم اللَِّه الَّرْحَمـِٰن الَّرِحيِم الَْحْمُد لِلَِّه الَِّذي اْفَتَتَح َهَذا الُْوُجوَد
بِالُّنوِر الُْمَحَّمِدِّي الَّساِري ِفي كُِّل َقِضَّيٍة َوَجَعَل بُِبُروِز َذاتِِه اْخِتَتاَمُه
للنشر الٕالكتروني
ض َولِلِّديِن ِحَماه َ ،والَّصَلاُة نسخة مخّصصة
ص َٔاْهَلُه الَْفاِخَر َوَنْسَلُه الَّطاِهَر بِاْلا َْٔسَراِر اْل ِٕاَلِهَّيِة َّ خ َ
َفَكانُوا ِحْصًنا َحِصيًنا ل ِا َْٔهِل اْلا َْٔر ِ
َوالَّسَلاُم َعَلى َخْيِر الَْبِرَّيِة َوَعَلى آلِِه َوأَْصَحابِِه َوأَْتَباِعِه َوَمْن َواَلاه ،
و
َ ، ه ء
َ ا هَ ِ
ت َوانْ
ف الَِّذي َحاَز ِمَن الَْفَضائِِل ُكَّل ِمْحَنٍة َسِنَّيٍة َوَبْعُد َفَيُقوُل الَْعاِر ُ
َوَتَحلَّى بِِعْلِم الَّظاِهِر َوالَْباِطِن َوَصاَر َدْيَدَنُه َوَغاَيَة َمْرَماه ُ ،ذو
الَّنَسِب الَّطاِهِر الَِّذي ُحُّبُه ِفي الِْقَياَمِة ُمْنٍج ِمَن الَّناِر الَْمْحِمَّيه ،
۞ َمْوَلاَنا الَّسِّيُد َجْعَفُر ْبُن َحَسْن َمْن إِلَى الَْبْرَزْنِجِّي نِْسَبُتُه َوُمْنَتَماه ،
لِبْسِم اللَِّه الَّرْحَمـِٰن الَّرِحيِم أَْبَتِدُئ اْل ِٕاْمَلاَء بِاْسِم الَّذاِت الَْعِلَّيِة
ض الَْبَرَكاِت َعَلى َما أََنالَُه َؤَاْوَلاه َ ،ؤُاَثِّني بَِحْمٍد َمَواِرُدُه ُمْسَتِدًّرا َفْي َ
َسائَِغٌة َهِنَّيٌة ُمْمَتِطًيا ِمَن الُّشْكِر الَْجِميِل َمَطاَياه َ ،ؤُاَصلِّي َؤُاَسلُِّم
َعَلى الُّنوِر الَْمْوُصوِف بِالَّتَقُّدِم َواْلا ََّٔولَِّيِة الُْمْنَتِقِل ِفي الُْغَرِر الَْكِريَمِة
ص الِْعْتَرَة الَّطاِهَرَة الَّنَبِوَّيَة ُّ خُ ي
َ اً نا و
َ ض
ْ ِ
ر ى َ لاعَ ت
َ ه
َ َّ للا ح ُ ِ
ن م
ْ ت
َ س ْ َٔ او هِ َوالِْجَبا
َوَيُعُّم الَّصَحاَبَة َواْلا َْٔتَباَع َوَمْن َواَلاه َ ،ؤَاْسَتْجِديِه ِهَداَيًة لُِسلُوِك
الُّسُبِل الَْواِضَحِة الَْجِلَّيِة َوِحْفًظا ِمَن الَْغَواَيِة ِفي ِخَطِط الَْخَط ِٕا
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 3 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
للنشر الٕالكتروني
۞
نسخة مخّصصة
بَِحْوِل اللَِّه َتَعالَى َوُقَّوتِِه الَْقِوَّيِة َف ِٕانَُّه َلا َحْوَل َوَلا قَُّوَة إَِّلا بِاللَّه ،
﴿َعِّطِر اللَُّهَّم َقْبَرُه الَْكِريم ،بَِعْرٍف َشِذٍّي ِمْن َصَلاٍة
َوَتْسِليم ﴾،
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
صلى الله
َوَبْعُد َفأَُقوُل ُهَو َسِّيُدَنا ُمَحَّمُد ْبُن َعْبِد اللَِّه ْبِن َعْبِد الُْمَّطِلِب
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
وســــلـــم
عـــــــلـيـه
الُْبْدَن إِلَى الِّرَحاِب الَْحَرِمَّيه َ ،وُسِمَع ِفي ُصْلِبِه الَّنِبُّي َصلَّى اللَُّه
َعَلْيِه َوَسلََّم َذَكَر اللَُّه َتَعالَى َولََّباه ،اْبِن ُمَضِر ْبِن نَِزاِر ْبِن َمَعِّد
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
ك َنَظَمْت َفَرائَِدُه َبَناُن الُّسَّنِة الَّسِنَّيه َ ،وَرَفَعُه ْبِن َعْدَناَن َوَهَذا ِسْل ٌ
إَِلى الَْخِليِل إِْبَراِهيَم َٔاْمَسَك َعْنُه الَّشاِرُع َؤَاَباه َ ،وَعْدَناُن بَِلا َرْيٍب
ِعْنَد َذِوي الُْعلُوِم الَّنَسِبَّيه ،إِلَى الَّذبِيِح إِْسَماِعيَل نِْسَبُتُه َوُمْنَتَماه ،
ف َلا َوالَّسِّيُد َفأَْعِظْم بِِه ِمْن ِعْقٍد َتأَلََّقْت َكَواِكُبُه الُّدِّرَّيه َ ،وَكْي َ
اْلا َْٔكَرُم َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم َواِسَطُتُه الُْمْنَتَقاه ،
۞
﴿َحِفَظ اْل ِٕالَُه َكَراَمًة لُِمَحَّمٍد ٓاَباَءُه اْلا َْٔمَجاَد َصْوًنا ل ِاْسِمِه﴾
﴿َتَرُكوا الِّسَفاَح َفَلْم ُيِصْبُهْم َعاُرُه ِمْن ٓاَدٍم َوإِلَى أَبِيِه َؤُاِّمِه ﴾
َسَراٌة َسَرى نُوُر الُّنُبَّوِة ِفي أََساِريِر ُغَرِرِهُم الَْبِهَّيه َ ،وَبَدا َبْدُرُه ِفي
َجِبيِن َجِّدِه َعْبِد الُْمَّطِلِب َواْبِنِه َعْبِد اللَّه ،
۞
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
َولََّما أََراَد اللَُّه َتَعالَى إِْبَراَز َحِقيَقِتِه الُْمَحَّمِدَّيه َ ،وإِْظَهاَرُه ِجْسًما
َوُروًحا بُِصوَرتِِه َوَمْعَناه ،نََقَلُه إِلَى َمَقِّرِه ِمْن َصَدَفِة ٓاِمَنَة الُّزْهِرَّيه ،
َوَخَّصَها الَْقِريُب الُْمِجيُب بِأَْن َتُكوَن أًُّما لُِمْصَطَفاه َ ،ونُوِدَي
صلى الله
وســــلـــم
عـــــــلـيـه
ض بَِحْمِلَها ل ِا َْٔنَواِرِه الَّذاتَِّيه َ ،وَصَبا كُُّل َصٍّب ِفي الَّسَماَواِت َواْلا َْٔر ِ
ض َبْعَد ُطوِل َجْدبَِها ِمَن ُ ر
ْ َٔ ا ْ
ل ا ِ
ت يَ ِ
س ُ ك و
َ ، ها ب
َ صِ مِ ي س ِ ن
َ بِ و ب
ُ ه
ُ ِ ل
الَّنَباِت ُحَلًلا ُسْنُدِسَّيه َ ،وأَْيَنَعِت الثَِّماُر َوأَْدَنى الَّشَجُر لِْلَجانِي
ش بِِفَصاِح اْلا َٔلُْسِن الَْعَربَِّيه ،َجَناه َ ،وَنَطَقْت بَِحْمِلِه ُكُّل َداَّبٍة لُِقَرْي ٍ
شَوَخَّرِت اْلا َِٔسَّرُة َواْلا َْٔصَناُم َعَلى الُْوُجوِه َواْلا َْٔفَواه َ ،وَتَباَشَرْت ُوُحو ُ
الَْمَشاِرِق َوالَْمَغاِرِب َوَدَواُّبَها الَْبْحِرَّيه َ ،واْحَتَسِت الَْعَوالُِم ِمَن
س ُحَمَّياه َ ،وُبِّشَرِت الِْجُّن بِ ِٕاْظَلاِل َزَمِنِه َوانُْتِهَكِت السروِر َكأْ
َ ُّ ُ
الَْكَهانَُة َوَرِهَبِت الَّرْهَبانَِّيه َ ،ولَِهَج بَِخَبِرِه ُكُّل ِحْبٍر َخِبيٍر َوِفي ُحَلا
ُحْسِنِه َتاه َ ،ؤُاوتَِيْت ُٔاُّمُه ِفي الَْمَناِم َفِقيَل َلَها إِنَِّك َقْد َحَمْلِت
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 6 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
﴿َعِّطِر اللَُّهَّم َقْبَرُه الَْكِريم ،بَِعْرٍف َشِذٍّي ِمْن َصَلاٍة
َوَتْسِليم ﴾،
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
َولََّما َتَّم ِمْن َحْمِلِه َشْهَراِن َعَلى َمْشُهوِر اْلا َْٔقَواِل الَْمْرِوَّيه ،تُُوفَِّي
بِالَْمِديَنِة الُْمَنَّوَرِة َٔاُبوُه َعْبُد اللَّه َ ،وَكاَن َقِد اْجَتاَز بِأَْخَوالِِه َبِني
َعِدٍّي ِمَن الَّطائَِفِة الَّنَّجاِرَّيه َ ،وَمَكَث ِفيِهْم َشْهًرا َسِقيًما ُيَعانُوَن
ُسْقَمُه َوَشْكَواه ،
۞
۞ َفَولََدْتُه َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم نُوًرا َيَتَلا َْٔلا ُٔ َسَناه ،
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َخاتَِم الَّنِبيِئين ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َخْيَر الَْخَلائِِق
َٔاْجَمِعين ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َقائَِد الُْغِّر الُْمَحَّجِلين ،الَّسَلاُم َعَلْيَك
َيا َمْن َسَّبَح الَْحَصى ِفي َيِدِه َوَحَّن الِْجْذُع إِلَْيه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك
َيا َمْن َبلَّْغَت الِّرَسالَه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َمْن َٔاَّدْيَت اْلا ََٔمانَه ،
الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َمْن َنَصْحَت اْلا َُّٔمه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َمْن
َكَشْفَت الُْغَّمه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َمْن َٔاَقْمَت الُْحَّجه ،الَّسَلاُم
َعَلْيَك َيا َمْن أَْوَضْحَت الَْمَحَّجه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َمْن َجاَهْدَت
ِفي اللَِّه َحَّق ِجَهاِده ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َوَعَلى آلَِك َؤَاْهِل َبْيِتَك
َؤَاْزَواِجَك َوَصَحاَبِتَك َٔاْجَمِعين ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َوَعَلى َسائِِر اْلا َْٔنِبَياِء
َوالُْمْرَسِليَن َوالَْمَلائَِكِة الُْمَقَّربِيَن َوَجِميِع ِعَباِد اللَِّه الَّصالِِحين ،
الَّسَلاُم َعَلْيَك َٔاُّيَها الَّنِبيُء َوَرْحَمُة اللَِّه َتَعالَى َوَبَرَكاتُه ،الَّسَلاُم
َعَلْيَك َيا َرُسوَل اللَّه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا نَِبَّي اللَّه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك
َيا ِخيَرَة اللَّه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َصْفَوَة اللَّه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا
َحِبيَب اللَّه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا نَِبَّي الَّرْحَمه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا
َهاِدَي اْلا َُّٔمه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َبِشيُر َيا نَِذيُر َيا َظِهيُر َيا َظاِهر ،
ف َيا َرِحيُم َيا َحاِشر ، الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َماِحي َيا َعاِقُب َيا َرُؤو ُ
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َرُسوَل َرِّب الَْعالَِمين ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َسِّيَد
الُْمْرَسِلين ،الَّسَلاُم َعَلْيَك أَُّيَها الَْمْبُعوُث َرْحَمًة لِْلَعالَِمين ،الَّسَلاُم
َعَلْيَك َٔاُّيَها الَْهاِدي إِلَى ِصَراٍط ُمْسَتِقيم ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َشِفيَع
الُْمْذنِِبين ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َمْن َوَصَفُه َرُّبُه بَِقْولِِه * َوإِنََّك لََعَلى
فُخلٍُق َعِظيم َ * ،وبَِقْولِِه َعَّز َوَجَّل ِمْن َقائٍِل * بِالُْمْؤِمِنيَن َرُؤو ٌ
َرِحيم * ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا إَِماَم الُْمَّتِقين ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َزْيَن
اْلا َٔنِْبَياء ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا أَْتَقى اْلا َْٔتِقَياء ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا أَْصَفى
اْلا َْٔصِفَياء ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا أَْزَكى اْلا َْٔزِكَياء ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا
َٔاْحَمُد َيا ُمَحَّمد ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َطَه َيا ُمَمَّجد ،الَّسَلاُم َعَلْيَك
َيا َكْهًفا َوَمْقَصد ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َحَسًنا َتَفَّرد ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا
َماِحَي الُّذنُوب ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َجالَِي الُْكُروب ،الَّسَلاُم َعَلْيَك
َيا َخْيَر اْلا ََٔنام ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َبْدَر الَّتَمام ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا
َضْوَء الَْبَصائِر ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َبْحَر الَّذَخائِر ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا
َٔاُّيَها الُْمَشَّفُع ِفي الِْقَياَمه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا أَُّيَها الُْمَظلَُّل بِالَْغَماَمه ،
الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا أَُّيَها الُْمَتَوَّجُه بِالَْكَراَمه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا ُخَلاَصُة
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 9 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
تَِهاِمه ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا أَْحَسَن الِّصَفات ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َذا
الَْمْوِهَبات ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا ُرْكَن الَّصَلاح ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َداِعَي الَْفَلاح ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا نُوَر الَّصَباح ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا
َرَّب الَّسَماح ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا َخْيَر الَْخَلائِق ،الَّسَلاُم َعَلْيَك
َيا أَْفَضَل َناِطق ،الَّسَلاُم َعَلْيَك َيا أَُّيَها الَّنِبيُء َوالَّرُسول ،الَّسَلاُم
َعَلْيَك َيا أََبا الَْبُتول َ ،هَذا َكِحيُل الَّطْرف َ ،هَذا الُْمْصَطَفى َ ،هَذا
َجِميُل الَْوْجِهَ ،هَذا اْلا َْٔوَحُدَ ،هَذا َجِميُل الَّنْعِتَ ،هَذا الُْمْرَتَضى ،
َهَذا َحِبيُب اللَّه َ ،هَذا الَّسِّيُد،
۞
للنشر الٕالكتروني
ض َراِفًعا َرٔاَْسُه
نسخة مخّصصة
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
َوَبَرَز َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم َواِضًعا َيَدْيِه َعَلى اْلا َْٔر ِ
َوَبَصَرُه إِلَى الَّسَماِء الَْعِلَّيه ُ ،موِمًيا بَِذلَِك الَّرْفِع إِلَى ُسْؤَدِدِه َوُعَلاُه
َوُمِشيًرا إِلَى ِرْفَعِة َقْدِرِه َعَلى َسائِِر الَْبِرَّيه َ ،ؤَانَُّه الَْحِبيُب الَِّذي
رضي الله
َحُسَنْت ِطَباُعُه َوَسَجاَياه َ ،وَدَعْت أُُّمُه َعْبَد الُْمَّطِلِب َوُهَو
تــــــــعالى
عــــنــــــها
ف بَِهاتِيَك الَْبِنَّيه َ ،فأَْقَبَل ُمْسِرًعا َوَنَظَر إِلَْيِه َوَبَلَغ ِمَن الُّسُروِر َيُطو ُ
ص الِّنَّيه َ ،وَيْشُكُر اللََّه ُمَناه َ ،وأَْدَخَلُه الَْكْعَبَة الَْغَّراَء َوَقاَم َيْدُعو بُِخلُو ِ
َتَعالَى َعَلى َما َمَّن بِِه َعَلْيِه َوأَْعَطاه َ ،وُولَِد َصلَّى اللَُّه َتَعالَى َعَلْيِه
َوَسلََّم َنِظيًفا َمْخُتونًا َمْقُطوَع الُّسَّرِة بَِيِد الُْقْدَرِة اْل ِٕالَِهَّيه َ ،طِّيًبا َدِهيًنا
َمْكُحولًَة بُِكْحِل الِْعَناَيِة َعْيَناه َ ،وِقيَل َخَتَنُه َجُّدُه َعْبُد الُْمَطلِِّب َبْعَد
۞ َسْبِع لََياٍل َسِوَّيه َ ،ؤَاْولََم َؤَاْطَعَم َوَسَّماُه ُمَحَّمًدا َؤَاْكَرَم َمْثَواه ،
﴿َعِّطِر اللَُّهَّم َقْبَرُه الَْكِريم ،بَِعْرٍف َشِذٍّي ِمْن َصَلاٍة
َوَتْسِليم ﴾،
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 11 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
بِأَنَُّه ُمْخَتاُر اللَِّه َتَعالَى َوُمْجَتَباه َ ،فِزيَدِت الَّسَماُء ِحْفًظا َوُرَّد َعْنَها
س الَّشْيَطانَِّيه َ ،وَرَجَمْت ُرُجوُم الَّنِّيَراِت ُكَّل الَْمَرَدُة َوَذُوو الُّنُفو ِ
َرِجيٍم ِفي َحاِل َمْرَقاه َ ،وَتَدلَّْت إِلَْيِه َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم اْلا َْٔنُجُم
الُّزْهِرَّيه َ ،واْسَتَناَرْت بُِنوِرَها ِوَهاُد الَْحَرِم َوُرَباه َ ،وَخَرَج َمَعُه َصلَّى
اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم نُوٌر َٔاَضاَءْت لَُه ُقُصوُر الَّشاِم الَْقْيَصِرَّيه َ ،فَرٓاَها َمْن
بَِطاُح َمَّكَة َداُرُه َوَمْغَناه َ ،وانَْصَدَع اْل ِٕايَواُن بِالَْمَدائِِن الِْكْسَرِوَّيه ،
الَِّذي َرَفَع أَنُو َشْرَواَن َسْمَكُه َوَسَّواه َ ،وَسَقَط أَْرَبَع َعْشَرَة ِمْن
ُشَرَفاتِِه الُْعْلِوَّيه َ ،وُكِسَر َسِريُر الَْمِلِك ِكْسَرى لَِهْوِل َما أََصاَبه ،
َوَعَراُه َوَخَمَدِت الِّنيَراُن الَْمْعُبوَدُة بِالَْمَمالِِك الَْفاِرِسَّيه ،لُِطلُوِع
َبْدِرِه الُْمِنيِر َوإِْشَراِق ُمَحَّياه َ ،وَغاَضْت ُبَحْيَرُة َساَوَة َوَكانَْت َبْيَن
ف ف َواِك ُ َهَمَذاَن َوقُْم ِمَن الِْبَلاِد الَْعَجِمَّيه َ ،وَجَّفْت إِْذ َك َّ )(1
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
ف ِفي َعاِم ِوَلاَدتِِه َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم َوِفي َيْوِمَها َعَلى َواْخُتِل َ
َٔاْقَواٍل لِْلُعَلَماِء َمْرِوَّيه َ ،والَّراِجُح َٔانََّها قَُبْيَل َفْجِر َيْوِم الِاْثَنْيِن َثانِي
َعَشَر َربِيِع اْلا ََّٔوِل ِمْن َعاِم الِْفيِل الَِّذي َصَّدُه اللَُّه َعِن الَْحَرِم
َوَحَماه ، ۞
اْلا َْٔسَلِمَّيه ،الَِّتي َٔاْعَتَقَها أَُبو لََهٍب ِحيَن َواَفْتُه ِعْنَد ِميَلاِدِه َعَلْيِه
الَّصَلاُة َوالَّسَلاُم بُِبْشَراه َ ،فأَْرَضَعْتُه َمَع اْبِنَها َمْسُروٍح َؤَابِي َسَلَمَة
َوِهَي بِِه َحِفَّيه َ ،ؤَاْرَضَعْت َقْبَلُه َحْمَزَة الَِّذي ُحِمَد ِفي نُْصَرِة
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
الِّديِن ُسَراه َ ،وَكاَن َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم َيْبَعُث إَِلْيَها ِمَن الَْمِديَنِة
بِِصَلٍة َوِكْسَوٍة ِهَي بَِها َحِرَّيه ،إَِلى أَْن َٔاْوَرَد َهْيَكَلَها َرائُِد الَْمُنوِن
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 13 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َحِليَمُة الَّسْعِدَّيه َ ،وَكاَن َقْد َرَّد ُكٌّل ِمَن الَْقْوِم َثْدَيَها لَِفْقِرَها
َؤَاَباه َ ،فأَْخَصَب َعْيُشَها َبْعَد الَْمْحِل َقْبَل الَْعِشَّيه َ ،وَدَّر َثْدَياَها
بُِدِّر َدٍّر َٔالَْبَنُه الَْيِميُن ِمْنُهَما َؤَالَْبَن اْلا َٓخُر َٔاَخاه َ ،ؤَاْصَبَحْت َبْعَد )(2
َخاَطاُه َوبِـــَخاَتِم الُّنُبَّوِة َخَتَماه َ ،وَوَزَناُه َفَرَجَح بِأَلٍْف ِمْن ُٔاَّمِتِه ُٔاَّمِة
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
الَْخْيِرَّيه َ ،وَنَشأَ َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم َعَلى أَْكَمِل اْلا َْٔوَصاِف ِمْن
َحاِل ِصَباه ،ثَُّم َرَّدْتُه إَِلى ُٔاِّمِه َوِهَي بِِه َغْيُر َسِخَّيه َ ،حَذًرا ِمْن َٔاْن
ُيَصاَب بُِمَصاٍب َحاِدٍث َتْخَشاه َ ،وَوَفَدْت َعَلْيِه َحِليَمُة ِفي أََّياِم
رضي الله
َخِديَجَة الَّسِّيَدِة الَْمْرِضَّيه َ ،فَحَباَها ِمْن ِحَبائِِه الَْواِفِر َما َحَباه ،
تــــــــعالى
عــــنــــــها
َوَقِدَمْت َعَلْيِه َيْوَم ُحَنْيٍن َفَقاَم إِلَْيَها َوأََخَذْتُه اْلا َْٔرَيِحَّيه َ ،وَبَسَط لََها
ِمْن ِرَدائِِه الَّشِريِف بَِساَط بِِّرِه َوَنَداه َ ،والَّصِحيُح َٔانََّها أَْسَلَمْت
َمَع َزْوِجَها َوالَْبِنيَن َوالُّذِّرَّيه َ ،وَقْد َعَّدُهَما ِفي الَّصَحاَبِة َجْمٌع ِمْن
ثَِقاِت الُّرَواه ،۞
َوِفي َبْع ِ
ض الُّنَسِخ )َوَمَعانَِي إِيَمانَِّيًة( )(3
الَْمِديَنِة الَّنَبِوَّيه ،ثَُّم َعاَدْت َفَواَفْتَها بِاْلا َْٔبَواِء َٔاْو بِِشْعِب الَْحُجوِن
الَْوَفاه َ ،فَحَمَلْتُه َحاِضَنُتُه ُٔاُّم َٔاْيَمَن الَْحَبِشَّيه ،الَِّتي َزَّوَجَها َبْعُد ِمْن
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َزْيِد ْبِن َحاِرَثَة َمْوَلاه َ ،وأَْدَخَلْتُه َعَلى َجِّدِه َعْبِد الُْمَّطِلِب َفَضَّمُه
إِلَْيِه َوَرَّق لَُه َوأَْعَلى ُرِقَّيه َ ،وَقاَل إَِّن ل ِاْبِني َهَذا لََشأًْنا َعِظيًما َفَبٍخ
َبٍخ لَِمْن َوقََّرُه َوَواَلاه َ ،ولَْم َتْشُك ِفي ِصَباُه ُجوًعا َوَلا َعَطًشا
)(4
َقُّط َنْفُسُه اْلا َٔبَِّيه َ ،وَكِثيًرا َما َغَدا َفاْغَتَذى بَِماِء َزْمَزٍم َفَكَفاه ،
َولََّما أُنِيَخْت بِِفَناِء َجِّدِه َعْبِد الُْمَّطِلِب َمَطاَيا الَْمِنَّيه َ ،كَفَلُه َعُّمُه
َٔاُبو َطالٍِب َشِقيُق َٔابِيِه َعْبِد اللَِّه َفَقاَم بَِكَفالَِتِه بَِعْزٍم َقِوٍّي َوِهَّمٍة
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
َوْصِف الُّنُبَّوِة َوَحَواه َ ،وَقاَل إِنِّي أََراُه َسِّيَد الَْعالَِميَن َوَرُسوَل اللَِّه
َوَنِبَّيه َ ،قْد َسَجَد لَُه الَّشَجُر َوالَْحَجُر َوَلا َيْسُجَداِن إَِّلا لَِنِبٍّي أََّواه ،
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
إِنَّا لََنِجُد َنْعَتُه ِفي الُْكُتِب الَْقِديَمِة الَّسَماِوَّيه َ ،وَبْيَن َكِتَفْيِه َخاَتُم
الُّنُبَّوِة َقْد َعَّمُه الُّنوُر َوَعَلاه َ ،ؤَاَمَر َعَّمُه بَِرِّدِه إِلَى َمَّكَة َتَخُّوًفا َعَلْيِه
سِمْن َٔاْهِل ِديِن الَْيُهوِدَّيه َ ،فَرَجَع بِِه َولَْم ُيَجاِوْز ِمَن الَّشاِم الُْمَقَّد ِ
ُبْصَراه ،
۞
َيْخِدُمُه َوَيُقوُم بَِما َعَناه َ ،فَنَزَل َتْحَت َشَجَرٍة لََدى َصْوَمَعِة َنْسُطوَر
ف َوٓاَواه ،َراِهِب الَّنْصَرانَِّيه َ ،فَعَرَفُه الَّراِهُب إِْذ َماَل إِلَْيِه ِظلَُّها الَْواِر ُ
َوَقاَل َما نََزَل َتْحَت َهِذِه الَّشَجَرِة َقُّط إَِّلا نَِبٌّي ُذو ِصَفاٍت َنِقَّيه ،
َوَرُسوٌل َقْد َخَّصُه اللَُّه َتَعالَى بِالَْفَضائِِل َوَحَباه ،ثَُّم َقاَل لَِمْيَسَرَة
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 17 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
للنشر الٕالكتروني
س
رضي الله
نسخة مخّصصة
بِِصْدٍق َوَعْزٍم َوُحْسِن َطِوَّيه َ ،ف ِٕانَُّه ِمَّمْن َٔاْكَرَمُه اللَُّه َتَعالَى بِالُّنُبَّوِة
َواْجَتَباه ،ثَُّم َعاَد إَِلى َمَّكَة َفَرَٔاْتُه َخِديَجُة ُمْقِبًلا َوِهَي َبْيَن
تــــــــعالى
عــــنــــــها
نِْسَوٍة ِفي ُعلَِّّيه َ ،وَمَلَكاِن َعَلى َرٔاِْسِه الَّشِريِف ِمْن َوَهِج الَّشْم ِ
َقْد َٔاَظَّلاه َ ،ؤَاْخَبَرَها َمْيَسَرُة بِأَنَُّه َرَٔاى َذلَِك ِفي الَّسَفِر ُكلِِّه َوبَِما
ف اللَُّه لَُه ِفي تِْلَك َقالَُه الَّراِهُب َؤَاْوَدَعُه لََدْيِه ِمَن الَْوِصَّيه َ ،وَضاَع َ
رضي الله
الِّتَجاَرِة ِرْبَحَها َوَنَّماه َ ،فَباَن لَِخِديَجَة بَِما َرَٔاْت َوَما َسِمَعْت
تــــــــعالى
عــــنــــــها
صلى الله
أَنَُّه َرُسوُل اللَِّه َتَعالَى إِلَى الَْبِرَّيه ،الَِّذي َخَّصُه اللَُّه َتَعالَى بُِقْربِِه
وســــلـــم
عـــــــلـيـه
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
بَِمَحاِمَد َسِنَّيه َ ،وَقاَل ُهَو َواللَِّه َلُه َنَبأ ٌ َعِظيٌم َبْعُد ُيْحَمُد ِفيِه َمْسَراه ،
َفَزَّوَجَها ِمْنُه َعَلْيِه الَّصَلاُة َوالَّسَلاُم َٔاُبوَها َوِقيَل َعُّمَها َوِقيَل َٔاُخوَها
لَِسابِِق َسَعاَدتَِها اْلا ََٔزلَِّيه َ ،ؤَاْولََدَها كَُّل َٔاْوَلاِدِه َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم
إَِّلا الَِّذي بِاْسِم الَْخِليِل َسَّماه ،
۞
َداِخٍل َفَقالُوا َهَذا اْلا َِٔميُن َوكُلَُّنا نَْقَبلُُه َوَنْرَضاه َ ،فأَْخَبُروُه بِأَنَُّهْم
َرُضوُه َٔاْن َيُكوَن َصاِحَب الُْحْكِم ِفي َهَذا الُْمِلِّم الُْمِهِّم َوَولَِّيه ،
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َفَوَضَع الَْحَجَر ِفي َثْوٍب ُثَّم َٔاَمَر َٔاْن َتْرَفَعُه الَْقَبائُِل َجِميًعا إَِلى
ُمْرَتَقاه َ ،فَرَفُعوُه إِلَى َمَقِّرِه ِمْن ُرْكِن َهاتِيَك الَْبِنَّيه َ ،وَوَضَعُه َصلَّى
۞اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم بَِيِدِه الَّشِريَفِة ِفي َمْوِضِعِه اْلا َٓن َوَبَناه ،
﴿َعِّطِر اللَُّهَّم َقْبَرُه الَْكِريم ،بَِعْرٍف َشِذٍّي ِمْن َصَلاٍة
َوَتْسِليم ﴾،
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
َولََّما َكُمَل لَُه َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم َٔاْرَبُعوَن َسَنًة َعَلى أَْوَفِق اْلا َْٔقَواِل
الَْمْرِوَّيه َ ،بَعَثُه اللَُّه َتَعالَى لِْلَعالَِميَن َبِشيًرا َوَنِذيًرا َفَعَّمُهْم بُِرْحَماه ،
َوُبِدَئ إِلَى َتَماِم ِسَّتِة َٔاْشُهٍر بِالُّرْؤَيا الَّصاِدَقِة الَْجِلَّيه َ ،فَكاَن َلا َيَرى
ُرْؤَيا إَِّلا َجاَءْت ِمْثَل َفَلِق ُصْبٍح َٔاَضاَء َسَناه َ ،وإِنََّما اْبُتِدَئ بِالُّرْؤَيا
َتْمِريًنا لِْلُقَّوِة الَْبَشِرَّيه ،لَِئَّلا َيْفَجأَُه الَْمَلُك بَِصِريِح الُّنُبَّوِة َفَلا َتْقَواُه
ُقَواه َ ،وُحِّبَب إِلَْيِه الَْخَلاُء َفَكاَن َيَتَعَّبُد بِِحَراٍء اللََّيالَِي الَْعَدِدَّيه ،
إَِلى َٔاْن َٔاَتاُه ِفيِه َصِريُح الَْحِّق َوَواَفاه َ ،وَذلَِك ِفي َيْوِم الِاْثَنْيِن لَِسْبَع
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 20 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
َعْشَرَة لَْيَلًة َخَلْت ِمْن َشْهِر اللَّْيَلِة الَْقَدِرَّيه َ ،وَثَّم أَْقَواٌل لَِسْبٍع أَْو
ل ِا َْٔرَبٍع َوِعْشِريَن ِمْنُه َٔاْو لَِثَماٍن َخَلْت ِمْن َشْهِر َمْولِِدِه الَِّذي َبَدا
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
ِفيِه َبْدُر ُمَحَّياه َ ،فَقاَل َلُه اْقَرٔاْ َفَقاَل َما َٔاَنا بَِقاِرٍئ َفَغَّطُه َغَّطًة
َقِوَّيه ،ثَُّم َقاَل لَُه اْقَرٔاْ َفَقاَل َما أََنا بَِقاِرٍئ َفَغَّطُه َثانَِيًة َحَّتى َبَلَغ
ِمْنُه الُْجْهَد َوَغَّطاه ،ثَُّم َقاَل لَُه اْقَرٔاْ َفأََبى َفَغَّطُه َثالَِثًة لَِيَتَوَّجَه إِلَى
َما َسُيْلَقى إِلَْيِه بَِجْمِعَّيه َ ،وُيَقابِلُُه بِِجٍّد َواْجِتَهاٍد َوَيَتَلَّقاه ،ثَُّم َفَتَر
الَْوْحُي َثَلاَث ِسِنيَن أَْو َثَلاثِيَن َشْهًرا لَِيْشَتاَق إِلَى انِْتَشاِق َهاتِيَك
الَّنَفَحاِت الَّشِذَّيه ،ثَُّم أُنِْزلَْت َعَلْيِه * َيا أَُّيَها الُْمَّدثُِّر قُْم َفأَنِْذْر *
َفَجاَءُه ِجْبِريُل بَِها َوَناَداه َ ،فَكاَن لُِنُبَّوتِِه ِفي َتَقُّدِم * اْقَرٔاْ بِاْسِم َرِّبَك
* َشاِهٌد بِالِْبَشاَرِة َوالِّنَذاَرِة لَِمْن َدَعاه ،
۞
رضي الله
َخِديَجُة الَِّتي َثَّبَت اللَُّه بَِها َقْلَبُه َوَوَقاه َ ،وِمَن الَْمَوالِي َزْيُد تــــــــعالى
عــــنــــــها
بُن َحاِرَثَة َوِمَن اْلا َِٔرقَّاِء بَِلاٌل الَِّذي َعَّذَبُه ِفي اللَِّه ُٔاَمَّيُة
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َؤَاْوَلاُه َمْوَلاُه َٔاُبو َبْكٍر ِمَن الِْعْتِق َما أَْوَلاه ُ ،ثَّم َٔاْسَلَم ُعْثَماُن
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
الَّنَّجاِشَّيه َ ،وَحِدَب َعَلْيِه َعُّمُه أَُبو َطالٍِب َفَهاَبُه ُكٌّل ِمَن الَْقْوِم
ض ِمَن الَّساَعاِت اللَّْيِلَّيه ،ثَُّم نُِسَخ ض َعَلْيِه ِقَياُم َبْع ٍ َوَتَحاَماه َ ،وفُِر َ
للنشر الٕالكتروني
ض َعَلْيِهَ ِ
ر ُ ف و
َ * ، هوٰ َ
ل ص
َّ ل
نسخة مخّصصة
ا او م
ُ يقِ َٔ ا و
َ ه
ُ ن
ْ ِ
م ر
َ س
َّ ي
َ ت
َ ا م
َ او ؤ
ُ ر
َ ْ
ق ا َ
ف
َرْكَعَتاِن بِالَْغَداِة َوَرْكَعَتاِن بِالَْعِشَّيه ُ ،ثَّم نُِسَخ بِ ِٕايَجاِب الَّصَلَواِت
* ى َ
الَْخْم ِ
بَِقْول
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َوَتْسِليم ﴾،
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
ُثَّم أُْسِرَي بُِروِحِه َوَجَسِدِه َيَقَظًة ِمَن الَْمْسِجِد الَْحَراِم إِلَى الَْمْسِجِد
اْلا َْٔقَصى َوِرَحابِِه الُْقْدِسَّيه َ ،وُعِرَج بِِه إِلَى الَّسَماَواِت َفَرَٔاى آَدَم
ِفي اْلا ُٔولَى َوَقْد َجلََّلُه الَْوَقاُر َوَعَلاه َ ،وَرَٔاى ِفي الَّسَماِء الثَّانَِيِة
ِعيَسى اْبَن َمْرَيَم الَْبُتوِل الَْبَّرِة الَّنِقَّيه َ ،واْبَن َخالَِتِه َيْحَيى الَِّذي
ف ُٔاوتَِي الُْحْكَم ِفي َحاِل ِصَباه َ ،وَرَٔاى ِفي الَّسَماِء الثَّالَِثِة ُيوُس َ
س الَِّذي َ يرِ د
ْ ِ ٕ ا ِ
ة ع
َ ِ با ر
َّ لا ِ
ء امَ س
َّ لا يفِ و
َ ، ه ي
َّ ِ لامَ ج
َ ْ لا ِ
ه ِ ت ر
َ و ص
ُ يفِ الِّصِّديَق
َرَفَع اللَُّه َمَكانَُه َؤَاْعَلاه َ ،وِفي الَّسَماِء الَْخاِمَسِة َهاُروَن الُْمَحَّبَب
ِفي اْلا َُّٔمِة اْل ِٕاْسَرائِِلَّيه َ ،وِفي الَّسَماِء الَّساِدَسِة ُموَسى الَِّذي َكلََّمُه
اللَُّه َتَعالَى َوَناَجاه َ ،وِفي الَّسَماِء الَّسابَِعِة إِْبَراِهيَم الَْخِليَل الَِّذي
َجاَء َرَّبُه بَِسَلاَمِة الَْقْلِب َوُحْسِن الَّطِوَّيه َ ،وَحِفَظُه اللَُّه ِمْن َناِر
ف َنْمُروَذ َوَعاَفاه ،ثَُّم إِلَى ِسْدَرِة الُْمْنَتَهى إِلَى أَْن َسِمَع َصِري َ
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 24 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
اْلا َْٔقَلاِم بِاْلا ُُٔموِر الَْمْقِضَّيه ،إِلَى َمَقاِم الُْمَكاَفَحِة الَِّذي َقَّرَبُه اللَُّه ِفيِه
َؤَاْدَناه ،
۞
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
﴿َعِّطِر اللَُّهَّم َقْبَرُه الَْكِريم ،بَِعْرٍف َشِذٍّي ِمْن َصَلاٍة
َوَتْسِليم ﴾،
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
َؤَاَماَط لَُه ُحُجَب اْلا َْٔنَواِر الَْجَلالَِّيه َ ،ؤَاَراُه بَِعْيَنْي َرٔاِْسِه ِمْن َحْضَرِة
الُّرُبوبَِّيِة َما أََراُه َوَبَسَط َلُه ُبُسَط اْل ِٕاْجَلاِل ِفي الَْمَجالِي الَّذاتَِّيه ،
ض َعَلْيِه َوَعَلى أَُّمِتِه َخْمِسيَن َصَلاًة ،ثَُّم انَْهَّل َسَحاُب الَْفْضِل َوَفَر َ
س َعَمِلَّيه َ ،ولََها أَْجُر الَْخْمِسيَن َكَما َشاَءُه ِفي َفُرَّدْت إِلَى َخْم ٍ
اْلا ََٔزِل َوَقَضاه ،ثَُّم َعاَد ِفي لَْيَلٍة َفَصَّدَقُه الِّصِّديُق بَِمْسَراُه َوُكُّل ِذي
۞ ش َواْرَتَّد َمْن أََضلَُّه الَّشْيَطاُن َوأَْغَواه ،َعْقٍل َوَرِوَّيه َ ،وَكَّذَبْتُه قَُرْي ٌ
﴿َعِّطِر اللَُّهَّم َقْبَرُه الَْكِريم ،بَِعْرٍف َشِذٍّي ِمْن َصَلاٍة
َوَتْسِليم ﴾،
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 25 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
ض َنْفَسُه َعَلى الَْقَبائِِل بِأَنَُّه َرُسوُل اللَِّه ِفي اْلا ََّٔياِم الَْمْوِسِمَّيه ،
صلى الله
ُثَّم َعَر َ
وســــلـــم
عـــــــلـيـه
َفآَمَن بِِه ِسَّتٌة ِمَن اْلا َْٔنَصاِر اْخَتَّصُهُم اللَُّه بِِرَضاه َ ،وَحَّج ِمْنُهْم ِفي
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
الَْقَبائِِل اْثَنا َعَشَر َرُجًلا َوَباَيُعوُه َبْيَعًة َخِفَّيه ُ ،ثَّم انَْصَرفُوا َوَظَهَر
اْل ِٕاْسَلاُم بِالَْمِديَنِة َفَكانَْت َمْعِقَلُه َوَمأَْواه َ ،وَقِدَم َعَلْيِه ِفي الَْعاِم
الثَّالِِث َسْبُعوَن َوَثَلاَثٌة َٔاْو َخْمَسٌة َواْمَرَٔاَتاِن ِمَن الَْقَبائِِل اْلا َْٔوِسَّيِة
َوالَْخْزَرِجَّيه َ ،فَباَيُعوُه َؤَاَّمَر َعَلْيِهُم اْثَنْي َعَشَر َنِقيًبا َجَحاِجَحًة
َسَراه ، ۞
َوَتْسِليم ﴾،
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َؤُاِذَن لَُه َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم ِفي الِْهْجَرِة َفَرَقَبُه الُْمْشِرُكوَن
ض الَْمِنَّيه َ ،فَخَرَج َعَلْيِهْم َوَنَشَر َعَلى ُرُؤوِسِهُم َ َ اي ِ
ح م
ْ ِ
ه مِ ع
ْ زَ ِ ب ه
ُ ودُ ِ
ر و يِ
لُ
الُّتَراَب َوَحَثاه َ ،وأََّم َغاَر َثْوٍر َوَفاَز الِّصِّديُق ِفيِه بِالَْمِعَّيه َ ،وأََقاَم ِفيِه
َثَلاًثا َتْحِمي الَْحَمائُِم َوالَْعَناِكُب ِحَماه ،ثَُّم َخَرَجا ِمْنُه لَْيَلَة الِاْثَنْيِن
ض لَُه ُسَراَقُة َوُهَو َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم َعَلى َخْيِر َمِطَّيه َ ،وَتَعَّر َ
ضَفاْبَتَهَل ِفيِه إِلَى اللَِّه َوَدَعاه َ ،فَساَخْت َقَوائُِم َفَرِسِه ِفي اْلا َْٔر ِ
الَّصْلِبَّيِة الَْقِوَّيه َ ،وَسأَلَُه اْلا ََٔماَن َفَمَنَحُه إَِّياه ،
۞
َحَواه َ ،فَنَظَر إِلَى َشاٍة ِفي الَْبْيِت َقْد َخلََّفَها الَْجْهُد َعِن الَّرِعَّيه ،
َفاْسَتأَْذَنَها ِفي َحْلِبَها َفأَِذَنْت َوَقالَْت لَْو َكاَن بَِها َحْلٌب َلا ََٔصْبَناه ،
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َفَمَسَح الَّضْرَع ِمْنَها َوَدَعا اللََّه َمْوَلاُه َوَولَِّيه َ ،فَدَّرْت َفَحَلَب َوَسَقى
ُكَّل َمْن َظِمَئ ِمَن الَْقْوِم َؤَاْرَواه ،ثَُّم َحَلَب َوَمَلا َٔ اْل ِٕاَناَء َوَغاَدَرُه
لََدْيَها آَيًة َجِلَّيًة َفَجاَء َٔاُبو َمْعَبٍد َوَرَٔاى اللََّبَن َفَذَهَب بِِه الَْعَجُب إِلَى
ض بَِقْطَرٍة لََبِنَّيه ، َٔاْقَصاه َ ،وَقاَل َٔانَّى لَِك َهَذا َوَلا َحلُوَب بِالَْبْيِت َتِب ُّ
َفَقالَْت َمَّر بَِنا َرُجٌل ُمَباَرٌك َكَذا َوَكَذا ُجْثَمانُُه َوَمْعَناه َ ،فَقاَل َهَذا
َواللَِّه َصاِحُب قَُرْي ٍ
ش َوأَْقَسَم بُِكِّل إِلَِهَّيٍة بِأَنَُّه لَْو َرٓاُه َلا َٓمَن بِِه َواتََّبَعُه
َوَدانَاه َ ،وَقِدَم َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم الَْمِديَنَة َيْوَم الِاْثَنْيِن َثانَِي
َعَشَر َربِيِع اْلا ََّٔوِل َؤَاْشَرَقْت بِِه َٔاْرَجاُؤَها الَّزِكَّيه َ ،وَتَلَّقاُه اْلا َْٔنَصاُر
س َمْسِجَدَها َعَلى َتْقَواه ،
۞
َوَنَزَل بُِقَباَء َؤَاَّس َ
﴿َعِّطِر اللَُّهَّم َقْبَرُه الَْكِريم ،بَِعْرٍف َشِذٍّي ِمْن َصَلاٍة
َوَتْسِليم ﴾،
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
ُثَّم َخَرَج َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم ِمْن ُقَباَء َبْعَد َٔاْن َٔاَقاَم ِفيَها اْثَنَتْيِن
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 28 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َرِكَب َوَتَوَّجَه إِلَى الَْمِديَنه َ ،واْلا َْٔنَصاُر ُمِحيُطوَن بِِه َوُهْم ُمَقلُِّدوَن
ُسُيوَفُهْم َفِرِحيَن بَِما ِمَن الَْفْضِل ٓاَتاُهُم اللَّه َ ،وَحِّدْث ُهَنا ِمْن ُسُروِر
أَْهِل الَْمِديَنِة َوَلا َحَرَج َوَقْد َخَرَج لُِمَلاَقاتِِه ِفيَمْن َخَرَج ِمَن الِّنَساِء
۞ َوالِّصْبَياِن َوالَْوَلائِِد ُيْنِشُدوَن َطَرًبا بُِقُدوِم َصاِحِب اْلا َْٔرَيِحَّيه ،
َطَلَع الَْبْدُر َعَلْيَنا ِمْن َثِنَّياِت الَْوَداِع
َوَجَب الُّشْكُر َعَلْيَنا َما َدَعا لِلَِّه َداِع
َٔاُّيَها الَْمْبُعوُث ِفيَنا ِجْئَت بِاْلا َْٔمِر الُْمَطاِع
۞َوَخَرَج ِجَواٍر ِمْن َبِني نََّجاٍر َيْضِرْبَن بُِدفُوِفِهَّن َوَيُقْلَن
َنْحُن ِجَواٍر ِمْن َبِني نََّجاِر َيا َحَّبَذا ُمَحَّمٌد ِمْن َجاِر
َفَقاَل َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم َٔاُتْحِبْبَنِني َ ،فُقْلَن َنَعْم َيا َرُسوَل اللَّه ،
صلى الله
َفَقاَل اللَُّه َيْعَلُم أََّن َقْلِبي ُيِحُّبُكَّن َوَتَفَّرَق الِْغْلَماُن َوالُْخَّداُم وســــلـــم
عـــــــلـيـه
اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم بِالَْمِديَنِة الُْمَنَّوَره َ ،عْشَر ِسِنيَن ِفي كُِّل َسَنٍة ِمْنَها
۞ َطَواِرُئ إِْسَلاِمَّيه َ ،يْطَرُب الَّساِمُع ِعْنَد ِذْكِرَها َوَتَتَزاَيُد ُبْشَراه ،
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 29 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
َفِفي الَّسَنِة اْلا ُٔولَى َبَنى َمْسِجَدُه الَْمْذُكوَر َوَمَساِكَنُه َيالََها ِمْن
َمَساِكَن َتَوالَى ِفي َعَرَصاتَِها َوِخَلالَِها نُُزوُل ِجْبِريَل َعَلْيِه الَّسَلاُم
ض َعَلْيِه الِْجَهاُد َفَتَقاَسى َ ِ
ر ُ ف و
َ
صلى الله
وســــلـــم
،
عـــــــلـيـهه ي
َّ ِ
ر ب
َ ْ ل ا ِ
ر ي
ْ خ َ ى َ لِ ٕ ا ِ
ه َّ للا ن
َ ِ
م ا ً
ل َرُسو
َشَدائَِدُه بَِنْفِسِه الَّشِريَفه َ ،وَبَعَث ُجْمَلًة ِمْن َٔاْصَحابِِه ِفي ِعَّدِة
َسَراَيا َوُبُعوٍث أََقُّروا ِفيَها َعْيَنُه َفَفاُزوا بِِرْضَواٍن ِمَن اللَّه َ ،فَبَعَث
ض ِعيًرا ُ ِ
ر تَ ع
ْ ي
َ
رضي الله
ة
َ ز َ م ْ ح
تــــــــعالى
عــــنــــــه َ ه ُ م
َّ ع
َ ن
َ اضَ م
َ ر
َ ي ِ
ف م
َ َّ لسَ و
َ ِ
ه َصلَّى اللَُّه َعَلْي
ش ِفي َثَلاثِيَن ِمَن الُْمَهاِجِريَن َذِوي الَّسابِِقَّيِة اْل ِٕاْسَلاِمَّيه َ ،وِفي لُِقَرْي ٍ
َشَّواٍل ُعَبْيَدَة ْبَن الَْحاِرِث ِفي ِسِّتيَن ِمْنُهْم إِلَى َبْطِن َرابٍِغ َوَسْعَد رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
َسَلاٍم َوَكاَن َعالَِم الِْملَِّة الَْيُهوِدَّيه َ ،وِفيَها تُُوفَِّي ِمَن الُْمَهاِجِريَن رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
ُعْثَماُن ْبُن َمْظُعوٍن أَُخوُه َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم ِمَن الِّرَضاِع رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َفَدَفَنُه بِالَْبِقيِع َ ،وَقاَل أَْدِفُن إِلَْيِه َمْن َماَت ِمْن أَْهِلي َ ،وِفيَها َماَت
أَْسَعُد ْبُن ُزَراَرَة َنِقيُب َبِني نََّجاٍر َ ،وِفيَها َصلَّى َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه
َوَسلََّم َصَلاَة الَْجَناَزِة َعَلى الَْبَراِء َبْعَد َوَفاتِِه بَِشْهٍرَ ،وِفيَها آَخى
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
۞ َبْيَن الُْمَهاِجِريَن َواْلا َْٔنَصاِر الَِّذيَن ُكٌّل ِمْنُهْم َنَصَرُه َوٓاَواه ،
﴿َعِّطِر اللَُّهَّم َقْبَرُه الَْكِريم ،بَِعْرٍف َشِذٍّي ِمْن َصَلاٍة
َوَتْسِليم ﴾،
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
َوِفي الَّسَنِة الثَّانَِيِة ُحِّولَِت الِْقْبَلُة ِمْن ِجَهِة َبْيِت الُْمَقَّد ِ
س إِلَى الَْكْعَبِة
ض َصْوُم َرَمَضاَن َوالَّزَكاُة الَْمالَِّيه َ ،وِفيَها َبْعَد ِسَّتِة َٔاْشُهٍرَ ،وِفيَها فُِر َ
َغْزَوُة َبْدٍر الُْكْبَرى َوَداَرِت الَّدائَِرُة َعَلى الَِّذيَن َخَرُجوا ِمْن ِدَياِرِهْم
س َمِنَّيٍة َنَقَعْت َحَشاُه ، َبَطرا َوِرَئاء َفِمْن َٔاِسيٍر َوِمْن ُمْنَهٍل َكأْ
َ ً ً
َوِفيَها فُِرَضْت َزَكاُة الِْفْطِر َوَصَلاُة الِْعيَدْيِن َوَضَّحى بَِكْبَشْيِن
َٔاَحُدُهَما بَِنْفِسِه َواْلا َٓخُر َعْن ُٔاَّمِتِهَ ،وِفيَها َدَخَل َعَلْيِه الَّسَلاُم بَِعائَِشَة
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 31 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
س ر
َّ َ ع
َ ا ه
َ ي ِ
ف و
َ ، ق
ِ يوِ س
َّ لا و
َ ع
َ اقَ ن
ُ ي
ْ َ
ق ينِ ب
َ و
َ ِ
ة ر
َ ي ِ
ش ع
َ ْ لا يذِ و
َ ٍ
ط َغْزَوُة ُبَوا
للنشر الٕالكتروني
۞
نسخة مخّصصة
َعِلٌّي بَِفاِطَمَة َعَلْيِهَما َوَعَلى َسائِِر الَّصَحاَبِة ِرْضَواٌن ِمَن اللَّه ،
﴿َعِّطِر اللَُّهَّم َقْبَرُه الَْكِريم ،بَِعْرٍف َشِذٍّي ِمْن َصَلاٍة
َوَتْسِليم ﴾،
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
َوِفي الَّسَنِة الثَّالَِثِة ُولَِد الَْحَسُن ْبُن َعِلٍّي َعَلْيِهَما ِرْضَواُن اللَّه ،
َوَغْزَوُة أُُحٍد َوَحْمَراُء اْلا ََٔسِد َوَغَطَفاَن َوُحْرَمُة الَْخْمِرَ ،وَتَزَّوَج َعَلْيِه
رضي الله رضي الله
الَّسَلاُم بَِحْفَصَة َوَزْيَنَب بِْنِت ُخَزْيَمَة الِْهَلالَِّيه َ ،وُعْثَماُن
تــــــــعالى
عــــنــــــها
تــــــــعالى
عــــنــــــها
َوِفي الَّسَنِة الَّرابَِعِة َغْزَوُة َبِني الَّنِضيِر َوَذاِت الِّرَقاِع َوَبْدٍر اْلا َِٔخيَره ،
رضي الله
َوِفيَها تُُوفَِّيْت َزْيَنُب الِْهَلالَِّيه َ ،وَتَزَّوَج َعَلْيِه الَّسَلاُم ُٔاَّم َسَلَمه ،
تــــــــعالى
عــــنــــــها
رضي الله
َوِفيَها نََزَلْت ٓاَيُة الَّتَيُّمِم َوَرْجُم الَْيُهوِدَّيْيِن الََّذْيِن َزَنَيا َ ،وُقِصَرْت تــــــــعالى
عــــنــــــها
َصَلاُة الَّسَفِرَ ،وِفيَها ُولَِد الُْحَسْيُن ْبُن َعِلٍّي َعَلْيِهَما ِمَن اللَِّه َٔاْكَبُر
ِرْضَوانِِه َوأَنَْماه ،
۞
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
رضي الله رضي الله
ش َوُجَوْيِرَّيه َ ،وِفيَها نُُزوُل ٓاَيِة الِْحَجاِبَ ،وِفيَها َوَقائُِع َجْح ٍ
تــــــــعالى
عــــنــــــها
تــــــــعالى
عــــنــــــها
َوِفي الَّسَنِة الَّسابَِعِة َغْزَوُة َخْيَبَرَ ،وُقُدوُم َخالِِد ْبِن الَْولِيِد َوُعْثَماَن
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
ُحَصْيٍن َوإِْسَلاُمُهْمَ ،وِفيَها َتَزَّوَج َعَلْيِه الَّسَلاُم َمْيُمونََة بِْنَت رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
إَِلى الُْملُوِك َواتََّخَذ الَْخاَتَم لَِخْتِم الُْكُتِب َوَتْحِريُم الُْحُمِر اْلا َْٔهِلَّيه ،
َوِفيَها ُعْمَرُة الَْقَضاِء َوَكاَن َعَلْيِه الَّسَلاُم ِفي أَلَْفْيِن َوَساَق ِمَن
الَْمِديَنِة ِسِّتيَن َبَدَنًة َفَنَحَرَها َؤَاَقاَم بَِمَّكَة َثَلاًثا َفَرَجُعوا َوالَْبْطَحاُء
ِمْن َٔاَلِم الِاْفِتَراِق َتُقوُل َواُحْزَناه ،
۞
بَِقِضيِبِه َقائًِلا * َجاَء الَْحُّق َوَزَهَق الَْبـِٰطَل إَِّن الَْبـِٰطَل َكاَن َزُهوَقا ،
* َفَيَقُع الَّصَنُم لَِوْجِهِه ُمْعِجَزًة َلُه َعَلْيِه الَّسَلاُم َباِهَرًة َجِلَّيه َ ،وِفيَها
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َغْزَوُة ُحَنْيٍن َوالَّطائِِف َواتَِّخاُذ الِْمْنَبِر َوالُْخْطَبُة َعَلْيِه َوَكاَن َيْخُطُب
َعَلى ِجْذِع الَّنْخَلِة ِفي الَْمْسِجِد َحَّتى ُعِمَل لَُه الِْمْنَبُرَ ،فَلَّما أُِزيَل
َحَّن لَُه الِْجْذُع َوَخاَر َكالَْبَقَرِة لَِما نَاَبُه ِمْن ُمَفاَرَقِة الَْحِبيِبَ ،وَدَهاُه
صلى الله
َفَنَزَل َعَلْيِه الَّسَلاُم َفاْحَتَضَنُه َحَّتى َسَكَن َوَقاَل َلْو َلْم َٔاْحَتِضْنُه وســــلـــم
عـــــــلـيـه
رضي الله
لََحَّن إِلَى َيْوِم الِْقَياَمه َ ،وِفيَها َوَهَبْت َسْوَدُة َيْوَمَها لَِعائَِشه ،
تــــــــعالى
عــــنــــــها )(5
۞ َحَواِدُث َغْيُر َهِذِه ِخيَفَة الَّتْطِويِل ِعَناَن الَْقَلِم َعْنَها أَْمَسْكَناه ،
ِمائَِة َرُجٍل َوِعْشُروَن َبَدَنًة ُمْهَداًة إِلَى الِّرَحاِب الَْمِّكَّيه َ ،وأََمَر َصلَّى
َوِفي َبْع ِ
ض الُّنَسِخ )لَْو َلْم َٔالَْتِزْمُه( )(5
اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم َعِلًّيا أَْن َيْقَرأَ بِالَْمْوِسِم ُسوَرَة َبَراَءٍةَ ،وأَْن َلا
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
ف بِالَْبْيِت ُعْرَياٌن َوَلا َيُحَّج َبْعَد الَْعاِم ُمْشِرٌك بِاللَِّهَ ،وِفيَها َيُطو َ
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َغْزَوُة َتُبوَك َوَهْدُم َمْسِجِد الِّضَراِر َوقُُدوُم الُْوفُوِد َوَتَتاُبُعَها َوَمْوُت
الَّنَجاِشِّي َوَصلَّى الَّنِبُّي َعَلْيِهَ ،وِفيَها َوَفاُة بِْنِتِه َعَلْيِه الَّسَلاُم ُٔاِّم
صلى الله
وســــلـــم
عـــــــلـيـه
َوِفي الَّسَنِة الَْعاِشَرِة َكانَْت َحَّجُة الَْوَداِع َ ،فَخَرَج َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه
س ِمْن ِذي الِْقْعَده َ ،وَمَعُه َٔاْرَبُعوَن َوَسلََّم ِمَن الَْمِديَنِة َيْوَم الَْخِمي ِ
َٔالًْفا أَْو َسْبُعوَن َٔالًْفا أَْو ِمائَُة َٔالٍْف َٔاْقَواٌل َمْرِوَّيٌة َعِن الُّرَواِة َ ،وَكانَْت
َوْقَفُتُه بِالُْجُمَعِةَ ،وَنَزَل َعَلْيِه * الَْيْوَم َٔاْكَمْلُت لَُكْم ِديَنُكْم َؤَاْتَمْمُت
َعَلْيُكْم نِْعَمِتي َوَرِضيُت لَُكُم اْل ِٕاْسَلاَم ِديًنا َ * ،ولَْم َيُحَّج َبْعَد
الِْهْجَرِة ِسَواَها َوَقْد َحَّج َقْبَل الُّنُبَّوِة َوَبْعَدَها َحَّجاٍت َعِديَدًة،
َواْعَتَمَر َبْعَدَما َهاَجَر َٔاْرَبَع ُعَمٍر ُعْمَرَة الَْقَضاِء َوُعْمَرًة ِمَن الِْجِعَّرانَِة
َوُعْمَرًة َمَع َحَّجِتِه َوُعْمَرَة الُْحَدْيِبَّيه َ ،ؤَاْسَلَم َجِريٌر الَْبَجِلُّي َوُتُوفَِّي
اْبُنُه َعَلْيِه الَّسَلاُم إِْبَراِهيُم َ ،وَنَزلَْت َعَلْيِه بِِمًنى أَْو َقْبَل َوَفاتِِه
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
بَِثَلاَثِة َٔاَّياٍم * إَِذا َجاَء َنْصُر اللَّه َ * ،ولََّما َرَجَع إِلَى الَْمِديَنِة َٔاَقاَم
بَِها َبِقَّيَة ِذي الِْحَّجِة َوالُْمَحَّرِم َوَصَفٍر َوِفي َيْوِم اْلا َْٔرُبَعاِء ِمْن ٓاِخِر
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 36 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
َصَفٍر َبَدأَ بِِه َعَلْيِه الَّسَلاُم َوَجُعُهَ ،فُحَّم بِِه َوُصِدَع َوأََشاَر إَِشاَرًة
َصاِحِب الَْمِعَّيه َ ،فأَْثَنى َعَلْيِه َعَلى َظاِهَرًة بِِخَلاَفِة أَبِي َبْكٍر
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
للنشر الٕالكتروني
وســــلـــم
عـــــــلـيـه
نسخة مخّصصة
الِْمْنَبِر َوَقاَل ِفي آِخِر ُخْطَبِتِه إَِّن َعْبًدا َخَّيَرُه اللَُّه َبْيَن َٔاْن ُيْؤتَِيُه
َزْهَرَة الُّدنَْيا َوَبْيَن َما ِعْنَدُهَ ،فاْخَتاَر َما ِعْنَد اللَِّه َفَبَكى أَُبو َبْكٍر
صلى الله
َوَقاَل َفَدْيَناَك بَِئاَبائَِنا َؤُاَّمَهاتَِنا َيا َرُسوَل اللَّه َ ،فَقاَبَلُه َعَلْيِه رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
س َعَلَّي ِفي ُصْحَبِتِه َوَمالِِه َٔاُبو َبْكٍر الَّسَلاُم بَِقْولِِه إَِّن ٓاَمَن الَّنا ِ
ض َخِليًلا َلاتََّخْذُت َٔاَبا َبْكٍر َوَلْو ُكْنُت ُمَّتِخًذا ِمْن َٔاْهِل اْلا َْٔر ِ
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
َخِليًلا َولَِكْن أُُخَّوٌة إِْسَلاِمَّيه ،ثَُّم َقاَل َعَلْيِه الَّسَلاُم َلا َيْبَقى رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
ِفي الَْمْسِجِد َخْوَقٌة إَِّلا ُسَّدْت إَِّلا َخْوَقَة َٔابِي َبْكٍر ،ثَُّم َٔاكََّد
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
َٔاْمَر الِْخَلاَفِة بِأَْمِرِه َصِريًحا أَْن ُيَصلَِّي بِالَّناس َ ،فَصلَّى أَُبو َبْكٍر
س َٔاْرَبَع َعْشَرَة َصَلاًة ِفي ُحُضوِر إَِماِم اْلا َْٔنِبَياِء َوُرُسِل اللَّه ، بِالَّنا ِ
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
ض ِفي َبْيِت َعائَِشه ، َؤَاِذَن لَُه َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم نَِساُؤُه َٔاْن ُيَمَّر َ رضي الله
لَِما َرَٔاْيَن ِمْن ِحْرِصِه َعَلى َذلَِك َفَدَخَل َبْيَتَها َ ،وَتَوفَّاُه اللَُّه َيْوَم تــــــــعالى
عــــنــــــها
رضي الله
َوَصْدِر َعائَِشَة الَْبَّرِة الَّنِقَّيه َ ،وَكاَن َذلَِك الَْيْوُم الثَّانَِي َعَشَر ِمْن
تــــــــعالى
عــــنــــــها
َربِيِع اْلا ََّٔوِل َسَنَة إِْحَدى َعْشَرَة ِمَن الِْهْجَره َ ،وَمَكَث َعَلْيِه الَّسَلاُم
للنشر الٕالكتروني
وســــلـــم
عـــــــلـيـه
نسخة مخّصصة
َبِقَّيَة َيْوِم الِاْثَنْيِن َوَيْوَم الثَُّلاَثاِء َوُدِفَن َلْيَلَة اْلا َْٔرُبَعاِء ل ِاْشِتَغالِِهْم بَِبْيَعِة
َٔابِي َبْكٍر َولَِعَدِم اتَِّفاِقِهْم َعَلى اْنِتَقاِل الُْمْصَطَفى إَِلى َمَقِّرِه
صلى الله
اْلا َْٔسَنى َوَمأَْواه َ ،وُمَّدُة َمَرِضِه َثَلاَثَة َعَشَر َيْوًما أَْو َٔاْرَبَعَة َعَشَر َٔاِو
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
اْثَنا َعَشَر َولَُه ِمَن الُْعُمِر َثَلاٌث َوِسُّتوَن َسَنًةَ ،فِفي نَْحِو ُثْلِثَها
َنَشَر الِّديَن َؤَاَقاَم الَّشَرائَِع َؤَاَّدى الِّرَسالََة اْل ِٕالَِهَّيه َ ،وَحِظَي بُِغْسِلِه
س َؤُاَساَمُة ْبُن َزْيٍد ُيَناِوُل الَْماَء ،
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه َعِلٌّي َوالَْفْضُل ْبُن َعَّبا ٍ
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
رضي الله
تــــــــعالى
عــــنــــــه
َلَقْد َحَضَر الُْمْخَتاَر ِفي الُْغْسِل َخْمَسٌة َعِلٌّي َكَذا الَْعَّباُس َوالَْفْضُل َقْد َوَرْد
ُٔاَساَمُة ُشْقَراٌن َوَمْن َحَمَل اْسَمُهْم َفَلْم ُيَر ِفي َعْيَنْيِه َقُّط َعَلى َرَمْد
ص َوَلا َسَراِويُل َوَلا ِعَماَمٌة، ٌ يمِ َ
ق ا ه
َ ي ِ
ف سَ ي
ْ َ ل ٍ
ب ا و َ ْ
ث َٔ ا ِ
ة َ
ث ا َ
ل َ
ث يفِ ن
َ ِ
ف َوُك
َوَصلُّوا َعَلْيِه فَُراَدى َوُكٌّل َٔاْثَنى َعَلْيِه بَِما َتَيَّسَر ِمْن َمَناِقِبِه الَِّتي
ش َتْحَتُه َ رِ ُ ف و
َ ، ِ
ه ِ
ش ا ر
َ ِ
ف عِ ضِ و
ْ م
َ ي ِ
ف ه
ُ َ ل ر
َ ِ
ف ح
ُ و َ ، ٌ
ة ي
َ ِ
ر زْ م
ُ ِ
ه ِ
ر ي
ْ َ
غ ِ
ب ِ
ق بَِمَنا
َقِطيَفٌة َحْمَراُء َكاَن َيَتَغَّطى بَِها َ ،وَقْد أََمَرُهْم بَِذلَِك َوُهَو ِمْن
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 38 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
َخَصائِِصِهَ ،ؤُاْطِبَق َعَلْيِه َسْبُع َلِبَناٍت َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم َما
س بِِذْكِر َشَمائِِلِه َوُعَلاه ،
۞
ِ
َتَعَّرِت الَْمَجال ُ
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
﴿َعِّطِر اللَُّهَّم َقْبَرُه الَْكِريم ،بَِعْرٍف َشِذٍّي ِمْن َصَلاٍة
َوَتْسِليم ﴾،
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
س َخْلًقا َوُخلًُقا َذا َذاٍت َوَكاَن َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم َٔاْكَمَل الَّنا ِ
ض اللَّْوِن ُمَشَّرًبا بُِحْمَرٍة َواِسَع َوِصَفاٍت َسِنَّيه َ ،مْرُبوَع الَْقاَمِة َٔاْبَي َ
الَْعْيَنْيِن َٔاْكَحَلُهَما أَْهَدَب اْلا َْٔشَفاِر َقْد ُمِنَح الَّزَجَج َحاِجَباه ُ ،مَفلََّج
اْلا َْٔسَناِن َواِسَع الَْفِم أَْحَسَنُه َواِسَع الَْجِبيِن َذا َجْبَهٍة ِهَلالَِّيه َ ،سْهَل
ض اْحِديَداٍب َحَسَن الِْعْرنِيِن أَْقَناه ، ُ عْ ب
َ ِ
ه ِ
ف ْ نَٔ ا ي ِ
ف الَْخَّدْيِن ُيَرى
َبِعيَدَما َبْيَن الَْمْنِكَبْيِن َسْبَط الَْكَّفْيِن َضْخَم الَْكَراِديس َ ،قِليَل لَْحِم
س َشْعُرُه إِلَى الَّشْحَمِة اْلا ُْٔذنَِّيه ، الَْعِقِب َكَّث اللِّْحَيِة َعِظيَم الَّرأْ ِ
َوَبْيَن َكِتَفْيِه َخاَتُم الُّنُبَّوِة َقْد َعَّمُه الُّنوُر َوَعَلاه َ ،وَعَرقُُه َكاللُّْؤلُِؤ
َوَعْرفُُه أَْطَيُب ِمَن الَّنَفَحاِت الِْمْسِكَّيه َ ،وَيَتَكَّفأُ ِفي ِمْشَيِتِه َكأَنََّما
َيْنَحُّط ِمْن َصَبٍب اْرَتَقاه ،
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 39 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
َوَكاَن ُيَصاِفُح الُْمَصاِفَح بَِيِدِه الُْيْمَنى َفَيِجُد ِمْنَها َسائَِر الَْيْوِم َرائَِحًة
ف َمُّسُه لَُه ِمْن َبْيِن س الَّصِبِّي َفُيْعَر ُ َعْبَهِرَّيه َ ،وَيَضُعَها َعَلى َرٔاْ ِ
ف َتَلا ْٔلَُؤ الَْقَمِر ِفي اللَّْيَلِة الِّصْبَيِة َوُيْدَراه َ ،وَيَتَلا َْٔلا ُٔ َوْجُهُه الَّشِري ُ
۞ الَْبْدِرَّيه َ ،يُقوُل َناِعُتُه َلْم َٔاَر َقْبَلُه َوَلا َبْعَدُه ِمْثَلُه َوَلا َبَشٌر ُيَراه ،
﴿َعِّطِر اللَُّهَّم َقْبَرُه الَْكِريم ،بَِعْرٍف َشِذٍّي ِمْن َصَلاٍة
َوَتْسِليم ﴾،
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
ف َنْعَلُهَوَكاَن َصلَّى اللَُّه َعَلْيِه َوَسلََّم َشِديَد الَْحَياِء َوالَّتَواُضِع َيْخِص ُ
َوَيْرَقُع َثْوَبُه َوَيْحلُُب َشاَته َ ،وَيِسيُر ِفي ِخْدَمِة َٔاْهِلِه بِِسيَرٍة َسِرَّيه ،
س َمَعُهْم َوَيُعوُد َمْرَضاُهْم َوُيَشِّيُع ُ ِ
ل ج
ْ ي
َ و
َ نَ ي ِ
ك َوُيِحُّب الُْفَقَراَء َوالَْمَسا
َجَنائَِزُهْم َوَلا َيْحِقُر َفِقيًرا أَْدَقَعُه الَْفْقُر َوأَْشَواه َ ،وَيْقَبُل الَْمْعِذَرَة َوَلا
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 40 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
ُيَقابُِل َٔاَحًدا بَِما َيْكَرُه َوَيْمِشي َمَع اْلا َْٔرَمَلِة َوَذِوي الُْعُبوِدَّيه َ ،وَلا
ف َيَهاُب الُْملُوَك َوَيْغَضُب لِلَِّه َتَعالَى َوَيْرَضى لِِرَضاه َ ،وَيْمِشي َخْل َ
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َٔاْصَحابِِه َوَيُقوُل َخلُّوا َظْهِري لِْلَمَلائَِكِة الُّروَحانَِّيه َ ،وَيْرَكُب الَْبِعيَر
ض الُْملُوِك إِلَْيِه أَْهَداه َ ،وَيْعِصُب ُ ع
ْ ب
َ ي ِ
ذ َّ لا ر
َ امَ ِ
ح س َوالَْبْغَلَة َوالْ
َعَلى َبْطِنِه الَْحَجَر ِمَن الُْجوِع َوَقْد ُٔاوتَِي َمَفاتَِح الَْخَزائِِن اْلا َْٔرِضَّيه ،
َوالَْفَر َ
للنشر الٕالكتروني
ف
نسخة مخّصصة
﴿اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َوَباِرْك َعَلْيِه﴾
اللَُّهَّم َيا َباِسَط الَْكَّفْيِن بِالَْعِطَّيه َ ،يا َمْن إَِذا ُرِفَعْت إِلَْيِه أَكُ ُّ
الَْعْبِد َكَفاه َ ،يا َمْن َتَنَّزَه ِفي َذاتِِه َوِصَفاتِِه اْلا ََٔحِدَّيه ،أَْن َيُكوَن
لَُه ِفيَها َنَظائُِر َوأَْشَباٌه َيا َمْن َتَفَّرَد بِالَْبَقاِء َوالِْقَدِم َواْلا ََٔزلَِّيه َ ،يا
َمْن َلا ُيْرَجى َغْيُرُه َوَلا ُيَعَّوُل َعَلى ِسَواه َ ،يا َمِن اْسَتَنَد اْلا ََٔناُم
إِلَى قُْدَرتِِه الَْقُّيوِمَّيه َ ،ؤَاْرَشَد بَِفْضِلِه َمِن اْسَتْرَشَد َواْسَتْهَداه ،
َنْسأَلَُك اللَُّهَّم بِأَْنَواِرَك الُْقْدِسَّيه ،الَِّتي أََزاَحْت ِمْن ُظلَُماِت الَّشِّك
ُدَجاه َ ،وَنَتَوَّسُل إِلَْيَك بَِشَرِف الَّذاِت الُْمَحَّمِدَّيه َ ،وَمْن ُهَو ٓاِخُر
اْلا َْٔنِبَياِء بُِصوَرتِِه َؤَاَّولُُهْم بَِمْعَناه َ ،وبَِئالِِه َكَواِكِب َٔاْمِن الَْبِرَّيِة َوَسِفيَنِة
الَّسَلاَمِة َوالَّنَجاه َ ،وبِأَْصَحابِِه أُْولِي الِْهَداَيِة َواْلا َْٔفَضِلَّيه ،الَِّذيَن
َبَذلُوا نُُفوَسُهْم لِلَّه َ ،يْبَتُغوَن َفْضًلا ِمَن اللَِّه َوبَِحَمَلِة َشِريَعِتِه أُْولِي
الَْمَناِقِب َوالُْخُصوِصَّيه ،الَِّذيَن اْسَتْبَشُروا بِِنْعَمٍة َوَفْضٍل ِمَن اللَّه ،
ص الِّنَّيه َ ،وُتْنِجَح لُِكٍّل ِمَن َٔاْن ُتَوفَِّقَنا ِفي اْلا َْٔقَواِل َواْلا َْٔعَماِل ل ِ ِٕاْخَلا ِ
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 42 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َوَبِلَّيه َ ،وَلا َتْجَعَلَنا ِمَّمْن أَْهَواُه َهَواه َ ،وَتْسُتَر لُِكٍّل ِمَّنا َحَصَرُه
َوَعْجَزُه َوِعَّيُه َوُتَسِّهَل لََنا ِمْن َصالِِح اْلا َْٔعَماِل َما َعَّز َذَراه َ ،وُتْدنَِي
لََنا ِمْن ُحْسِن الَْيِقيِن ُقُطوًفا َدانَِيًة َجِنَّيه َ ،وَتْمُحَو َعَّنا كَُّل َذْنٍب
َجَنْيَناه َ ،وَتُعَّم َجْمَعَنا َهَذا ِمْن َخَزائِِن ِمَنِحَك الَّسِنَّيه ،بَِرْحَمٍة
َوَمْغِفَرٍة َوُتِديَم َعَّمْن ِسَواَك ِغَناه ،
۞
اللَُّهَّم إِنََّك َجَعْلَت لُِكِّل َسائٍِل َمَقاًما َوَمِزَّيه َ ،ولُِكِّل َراٍج َما أََمَلُه
َوَرَجاُه َوَقْد َسأَلَْناَك َراِجيَن َمَواِهَبَك اللَُّدنَِّّيه َ ،فَحِّقْق لََنا ِمْنَك َما
َرَجْوَناه ،
۞
اللَُّهَّم أَِّمِن الَّرْوَعاِت َوأَْصِلِح الُّرَعاَة َوالَّرِعَّيه َ ،وأَْعِظِم اْلا َْٔجَر لَِمْن
َجَعَل َهَذا الَْخْيَر ِفي َهَذا الَْيْوِم َؤَاْجَراه ،
۞
اللَُّهَّم اْجَعْل َهِذِه الَْبْلَدَة َوَسائَِر بَِلاِد الُْمْسِلِميَن ٓاِمَنًة َرِخَّيه َ ،وأَْسِقَنا
َغْيًثا َيُعُّم انِْسَياُب َسْيِبِه الَّسْبَسَب َوُرَباه َ ،واْغِفْر لَِناِسِج َهِذِه الُْبُروِد
الُْمَحَّبَرِة الَْمْولِِدَّيه َ ،سِّيِدَنا َجْعَفٍر َمْن إِلَى الَْبْرَزْنِجِّي نِْسَبُتُه َوُمْنَتَماه ،
َوَحِّقْق لَُه الَْفْوَز بُِقْربَِك َوالَّرَجاَء َواْلا ُْٔمِنَّيه َ ،واْجَعْل َمَع الُْمَقَّربِيَن
َمِقيَلُه َوُسْكَناه َ ،واْسُتْر لَُه َعْيَبُه َوَعْجَزُه َوَحَصَرُه َوِعَّيُه َولَِكاتِِبَها
ِفي َقَصائِِد الَّشْيِخ َٔاْحَمَد الَْخِديِم 43 ُمْنَشأَُة الَّنْهِج الَْقِويِم
﴿ ِكَتاُب الَبرَزنِجِّي الَمولِِدِّي ﴾
اللَُّهَّم َصِّل َوَسلِّْم َعَلى أََّوِل َقابٍِل لِلَّتَجلِّي ِمَن الَْحِقيَقِة الُْكلَِّّيه ،
للنشر الٕالكتروني
نسخة مخّصصة
َوَعَلى آلِِه َؤَاْصَحابِِه َوَمْن َنَصَرُه َوَواَلاه َ ،ما ُشِّنَفِت اْلا َٓذاُن ِمْن
َوْصِفِه الُّدِّرِّي بِأَْقَراٍط َجْوَهِرَّيه َ ،وَتَحلَّْت ُصُدوُر الَْمَحاِفِل الُْمِنيَفِة
بُِعُقوِد ُحَلاه َ ،ؤَاْفَضُل الَّصَلاِة َؤَاَتُّم َتْسِليٍم َعَلى َسِّيِدَنا َوَمْوَلاَنا
۞ ُمَحَّمٍد َخاتِِم اْلا َْٔنِبَياِء َوالُْمْرَسِليَن َوَعَلى آلِِه َوَصْحِبِه َٔاْجَمِعين ،
﴿ُسْبَحـَٰن َرِّبَك َرِّب الِْعَّزِة َعَّما َيِصُفوَن * َوَسَلـٌٰم َعَلى الُْمْرَسِليَن * َوالَْحْمُد لِلَِّه َرِّب الَْعـَٰلِميَن﴾